CH31||الأعزب ليلاً
" الأعزب ليلاً"
حينها إرتفع رأسه لينظر في عينيها، رأت في سِنحته غريباً، رجلاً أجنبياً عنها، ليس جونغ إن الذي سقط قلبها لمُحيّاه النبيل من قبل.
إزدرئت جوفها حينما عاكس قولها بإقترابه أكثر، بل هو قبض بأنامله على قماش ثوبها و اجتذبها بخشونة منه، حتى أنه مزق مقدمته.
" لستِ أهلاً لتتحملي وجهي الثاني إن أنا إنقلبتُ عليكِ، صدقيني ستكرهيني بحق!"
وضعت يديها فوق قبضتيه على مقدمة فستانها و قالت واجلة مستغربة.
" ما بك فجأة؟ ألستَ من فصلنا بغرفتين شقيقتين؟!"
تراجعت يده عن مقدمة قميصها ليقبض على عنقها من خِلاف و جذبها إليه، فشهقت حينما تقابلت الأعين و تقاربت الشفاه على بُعد إنش و ما يقل.
" ما كان ذلك مني، كاي لن يصرِف إمرأة جميلة مثلكِ عنه"
وضعت يديها على صدره بقصد دفعه لكنه إبتسم بإثارة و همهم مغموراً في حِسه على إثر لمستها، لكنها ما صرفت على رد فعله من إنتباهها على قدر ما منحت كلامه إهتماماً.
" تقول كاي و جونغ إن، من كاي؟! عمّا تتكلم؟!"
تبسم و مال برأسه إلى زاوية مثالية للقاء مثاليّ مع شفتيها المكتنزتين.
" بل من جونغ إن هذا؟!"
أرادت أن تفر برأسها عنه و بشفتيها عن قُبلة مُحتَمة منه، لكنه تمسك بعنقها أقوى و اجتذبها أكثر حتى تلاقت شفاهه بشفاهها، و تفجّرت اللذة في جسده و انتشرت.
حاولت معاكسته بدفعه و زمَّت شفتيها كي لا ينال الكثير، لكنه كان خبيراً بإمتناع النساء عنه -لارا سابقاً- فوجد لأصابعه مكاناً على فخذها و لوى من لحمها بأصابعه فصاحت لتلتقط أسنانه بمهارة شفتيها المنفرجتين.
هو بالفعل خبير....
لشدة الغضب الذي إمتزج بحالة الضعف التي هي فيها، تدفقت دموعها من عيناها بسخاء و صاحت بفمه تحاول تخليص نفسها منه، لكنه ما انتهى و ما إرتد.
إبتعد عنها أخيراً و صبّ إهتمامه بتمزيق الثوب، الكلام ما كان ينفع مهما كَثُر لأنه رجلاً لا تعرفه، ربما هذا الذي كرهه الجميع، هذا الوجه الماكر منه، هذا الوجه الذي أحسنت فهمه بداية ثم ظنت أنها أخطأت.
قاومته حتى آخر قِواها ثم انبلجت من فاهها صيحة غاضبة رفقة دموع موجوعة حينما افترشها.
" جونغ إن فلتتوقف عند هذا الحد، أنا لستُ لارا التي عجزت أمام جبروتك!"
إرتفع برأسه و نظر في وجهها، ثم بعنف قبض على فكها بأصابعه قائلاً.
" فلتريني أنكِ مختلفة، قاوميني إذن و لنرى إن كنتِ تستطيعين فصلي عنكِ!"
الشهوة تتوهج في عينيه و بشرته متعرقة، ينظر إليها و كأنها وليمة و هو مُجوَّع، نبست تبكي حينما شنّ بقبلاته الشرسة على عنقها.
" توقف جونغ إن أرجوك، أنت لست واعياً و ستندم لاحقاً كثيراً، هذا ليس ما وعدت لارا به!"
وجه وجهها إليه و هسهس منفعلاً.
" ذلك جونغ إن الذي يضع الوعود و يوفي بها، أنا كاي، أنا فقط استمتع و لا أهتم لأحد"
لم تفهم تلك الكلمات و لا تظن أنها ستفهمها قريباً، فالخوف قد أكل من نفسها حتى إمتلئ على آخره، لا تعلم كيف ستصُد إعتدائه و هي ليست نداً لقوى جسده.
حزم ذراعيها بجنبيها كلما تفلتت و ما توقفت عن الصراخ به أن ينتهي عنها و يبتعد، حدق بها مستهيناً بدفعاتها و ابتسم منتصراً، و لوهلة أطاح به الغرور و غفل عن قدمها التي ارتفعت لتركله بقوة جعلته يسقط من عليها و يصرخ غاضباً متوعداً.
" يا عاهرة! سأقتُلك!"
نهضت سريعاً قبل أن تصلها يده و خرجت إلى دورة المياه تختبئ هناك، أغلقت الباب على نفسها بإحكام، ثم بكت بجزع حينما حرّكت لكماته القوية على الباب إطاره.
لكنها ما وقفت تنتظر أن يكسر الباب عليها، إنما سحبت الملحق العريض في الحمام و وضعته أمام الباب، رغم ثقله هي سحبته لتنجو بنفسها.
و رغم أنه يستحيل أن يقدر على فتح الباب، تراجعت عنه إلى آخر دورة المياه تنظر في ناحية الضربات التي لا تتوقف بخوف.
إنها تبكي بفزع و صدرها يعلو و يهبط بقوة، شعرها أصبح فوضوياً للغاية، و ليس على جسدها سوى بقايا ثوبها الممزق بفعل يديه، كما أن العلامات تنتشر عليها، إما من شفتيه أو من قبضتيه.
لقد رأت جهارة هذا الوجه القبيح الذي يملكه بالفعل، ذلك الوجه الذي نبهوها منه و كانت غافلة عنه، ذلك الوجه الذي يلمع بالشهوة، و لا يظهر إلا مع رغبات مجنونة.
أما هو فأنهكه ضرب الباب بلا نتائج، فوقف قُرب الباب ثائراً و صاح غاضباً.
" اسمعي يا إمرأة، أمامكِ خيارين، إما أن تخرجي و تتركني استمتع بكِ كما اشتهي أو أنني خارجٌ و باحثٌ عن إمرأة سواكِ الآن!"
إزدادت نبضات قلبها عنفاً حينما أنهى تهديده و تريث ينتظر إجابة، أيخيرها بين أن يغتصبها أو يخونها؟!
ألهذه الدرجة خيانتها أمر سهل بالنسبة إليه؟!
لا عجب و إنه خان لارا معها بسهولة تامة أيضاً، لا تذكر أنه إمتنع أبداً.
" هل أنت شربت شيئاً قبل أن تأتي أو لربما تتعاطى المخدرات؟! لم تكن كذلك حتى فراقنا للنوم! ما الذي يحدث معك؟! أنت لست الرجل الذي تزوجته!"
سمعت صوت قهقهاته، التي تعج بالسخرية، حينما وضعت فرضيتها لتغير حاله المفاجئ بالنسبة لها، قال.
" لستُ زوجك، أنا كاي و لستُ جونغ إن، أتخرجي أم أذهب و ابحث عن إمرأة أفرغ فيها رغبتي؟!"
للحظة فكرت.
" هل أنت مُصاب بفِصام في الشخصيّة؟!"
كاي ليس رجلاً يفاوض إطلاقاً و ها قد ملّ الحديث معها فقال.
" حسناً، فلتنامي إذن، لن أعود حتى الصباح، استقبلي زوجكِ بلطف كما تفعلين عادة، و لأذهب أنا لأستمتع مع نسائي و رِفاقي"
و حقاً صدق قوله فها هو قد تركها، و ذهب يبحث عن إمرأة يناجيها فتستجيب، ذهب إلى غرفته و وضع على جسده إحدى بدلاته الصاخبة.
سوداء اللون مُشذبة أطرافها بسنابل ذهبية و فيها بريق، سترة و بنطال و لا قميص إنما سِلسة في عنقه و قبعة وضعها على رأسه كُتِب عليها.
Single for the Night
هبط السُلم يدندن بألحان أغنية ما، ثم خرج من المنزل و ترك فيه إمرأة هزيلة تحبس نفسها عنه.
ظنّت أنه يخدعها بإنصرافه، لذا ما خرجت من دورة المياه حتى سمعت صوت سيارته في الخارج.
أبعدت الملحق بصعوبة، كان قد غادر بالفعل حينما نظرت من النافذة، لا تعلم لِمَ شعرت بالقهر، الآن تفهم لارا، الآن تفهم شعورها.
جالت في غرفتها محفوفة خطواتها بالغضب، لا تعلم هل فعلاً خرج ليحقق ما قاله، هل بالفعل كاي موجود؟!
إذن لِمَ يرتدي عباءة الأستاذ كيم؟! إن كان يجد متعته خارجاً لِمَ تزوج لارا و لِمَ تزوجها هي؟! لِمَ جعلها تتعلق به؟!
بتهورٍ نهضت و وضعت على جسدها ثياب ساترة و خرجت، تريد أن تعلم أين ذهب، ستقصد أقرب ملهى إلى هذا الحيّ.
أخرجت سيارتها من المصف و انطلقت من بعده، حينما وصلت أبواب الملهى الصاخبة أخرجت للحرس بطاقتها الشخصية، فتنحوا عن طريقها.
دخلت تضع القلنسوة على رأسها و تغطي وجهها بشعرها وقايةً من السُكارى و الشهوانين، ثم أخذت تبحث بين الأجساد المترامية على بعضها بشهوة عنه و بين الأجساد التي تتمايل في ساحة الرقص.
بحثت حتى وجدته يجلس بين شابين من أقرانه، و فتيات يرقصن أمامهم بينما الكؤوس في أيديهم.
كان يبتسم بمجون، بولع شديد، الرغبة تتفتق من عينيه، ما إستطاعت إلا أن تنظر إليه بخيبة كبيرة، ما كانت توقعاتها عالية، رغم ذلك سقطت على رأسها و كسرت لها عُنقها.
لكنها لن تجري باكية و تستسلم للأمر الواقع، بل أنها لن تتركه ينتهي بإحدى الغرف مع إحدى النسوة، اللواتي يردن ماله و حسب، ذلك المال لارا الصغيرة أولى به.
إقتربت ناحيته مملوءة بالعزم، لكنها قبل أن تصله شعرت بأصابع تلتف حول عِضدها و تدفعها نحو المجهول.
شهقت و إلتفت سريعاً خوفاً من أن يكون إحدى الثملون ظنّها مُراده، لكنها وجدت رجل يخالف كل توقعاتها بظهرها.
" طبيب زانغ!"
تنهد و على وجهه علامات أستياء.
" ماذا تفعلين هنا سيدة كيم؟!"
إزدرئت جوفها و نظرت ناحية زوجها و جماعته من الفاسدين، ما كنت تريد أن تفضحه، و لكن الفضيحة أتت تركض على قدميها إليه.
نظر الطبيب زانغ إلى ما تنظر إليه أوكتافيا، فأزدادت عقدة حاجبيه و قال.
" لا تخبريني أن زوجكِ هو كيم كاي!"
كمشت جفونها بحرج شديد، للأسف هو نفسه و لتوّها اكتشفت، اتبع.
" كيم كاي هو سيد هذه الجماعة المكونة من ثلاثة شبان، كاي، سيهون، و لاي تؤامي"
شهقت تنظر إليه سريعاً ثم حطت بنظرها على الشاب بمحاذاة كاي، إنه نسخة طبق الأصل عن الطبيب زانغ، لكنه نسخة ماجنة صاخبة.
تقدم الطبيب زانغ ناحيتهم، لكن هذه المرة هي من أمسكت بيده قائلة.
" إن كنت تستطيع نزع سهرتهم و إعادتهم لبيوتهم ففعل، لا أريد أن ينتهي الحال بزوجي بإحدى الغرف مع بائعة هوى"
إلتفت إليها و قال قبل أن يشق طريقه من جديد إليهم.
" و ليس هو الحال الذي أقبله على أخي، عودي إلى منزلك و لا تقلقي بشأنه، إعتدتُ أن أشن غاراتي التخريبية على سهراتهم."
أومأت إليه، و تراجعت سريعاً حينما رأته يقلب الطاولة بالمشروبات التي عليها على النساء اللواتي يحومنّ حول الشبّان الثلاثة.
" انهضوا إلى بيوتكم حالاً، لا مكان لثلاثتكم هنا"
نظر لاي ناحية الضجيج و هتف ثملاً.
" اووه! تؤأمي الطبيب هنا، النسخة الحَسنة بينما أنا النسخة رديئة الجودة، ماذا تفعل هنا حبيب الماما؟!"
تنهد الطبيب و اغمض عينيه يكبت غضبه ثم أقام شقيقه من تلابيب قميصه حينما قبض عليه و جذبه.
" لا تجعلني يا حبيب العاهرات أن أنقلك إلى فراشك بلكمات مفيدة لصحتك تجعل بشرتك بنفسجية، تبقى أقوى من علامات العاهرات عليك"
قهقه الشاب مخموراً و تبع قبضة أخيه، الذي تسحبه للخارج، ثم طلب الطبيب من مرافقيه طرد كاي و سيهون خارج الملهى.
خرجت أوكتافيا بعدما رموا كاي خارجاً، سيهون أخذه سائقه و بقيَّ كاي وحده، أخذت تفرك أصابعها، أتتقدم لنقله إلى المنزل، أم تتركه هنا؟!
كادت أن تتركه لولا أن عاهرة أتت لتتعلق به، و تحمله على جسدها الرفيع، و تنوي نقله داخلاً، فالمال يصرخ يناجيها من جيوبه.
وقتئذ؛ تحركت أوكتافيا، و أفلتت عنه تلك الفتاة، ثم جعلته يرتكز عليها، و بصعوبة سارت به حتى السيارة، بينما هو يهلوس بكلمات سوقية لا تُقال و لا تُناسب إلا المكان الذي كان فيه.
وضعته في المقعد الخلفي في السيارة بصعوبة، ثم صعدت هي الأخرى لتقود ناحية المنزل، تذكرت فجأة الأيام الخوالي.
حينما كانت تذهب لهذه الأماكن، لكي تخرج جيمين منها كلما حزن و التجئ للخمر، لكنه لم يسبق لها أن رأت فتاة تقترب منه، كان يشرب وحيداً بزاوية منعزلة و أحياناً يبكي.
تلوم نفسها الآن أنها كانت تنهال عليه بموجة غضب و تنعته بالمتهور المخمور، الآن وضعها أسوء بألف مرة، ليت حاله من حال جيمين.
حينما وصلت المنزل به، نزلت أوكتافيا من السيارة و تركته فيها، لن تخاطر بحمله إلى الداخل فيحاصرها و لا تستطيع أن تهرب هذه المرة منه.
و على آية حال هو لا يستحق إهتمامها، فليبقى هنا حتى الصباح و إلا فليدخل بنفسه.
" لارا، تجردي من ثيابكِ هذه"
تسمرت في الأرض للحظة حينما سمعت صوته من خلفها، رغم أنها قطعت شوطاً طويلاً على الدرج، إلتفتت إليه لتجده يترنح في مشيته يحاول الوصول إليها.
و حينما ضبط خطواته و اسرع، راحت تركض سريعاً إلى غرفتها، و حينما أصبح على عتبة الباب كانت تغلق الباب بالمفتاح، ركل الباب بقدمه بيأس و هسهس.
" اللعنة عليكِ، حسابكِ معي عسير صباحاً"
إزدرئت جوفها ثم نفثت أنفاسها حينما سمعت صوت خطواته تبتعد، وضعت يدها على صدرها و أغمضت عينيها.
ماذا سيحدث في الصباح؟!
بل ماذا سيحدث كل ليلة؟!
هذا يؤرقها أكثر، بالتأكيد بعد هذه الليلة البوليسية لن تستطيع أن تنام.
و بسبب تلك الأفكار المتضاربة في رأسها، هي بالفعل لم تستطع أن تنام.
في الصباح قامت من فراشها دون أن تغفى و لو لساعة، إنما هي بقت مستيقظة و متيقظة لأي هجوم محتمل.
سمعت صوت طرقات على الباب فجفلت فزعة و لكنها لم تنبس بحرف، إنما سدت فاهها بيدها تكتم شهقتها.
" أوكتافيا، أما زلتِ خائفة؟ علي الذهاب للمستشفى لأتفقد ابنتي، لقد اتصلت بي المستشفى و قالوا أنها استيقظت و هي بوضع صحي جيد الآن، ألا تودين رؤيتها؟!"
أرادت أن تصرخ بنعم و ترقص فرحة فها هي الطفلة نجت، لكنها لا تستطيع، أحداث الأمس راكنة على قلبها كصخرة تكتم أنفاسها.
جونغ إن من خلف الباب أدرك الحالة التي تمر فيها، فلقد مرّت بها لارا من قبل، الصدمة ثم الأعتياد، لكنه لا يظن أن أوكتافيا من النوع الذي يعتاد دون إعتراض، يتوقع وابل من المشاكل في المستقبل و سيل من التحقيقات حالياً.
تنهد و ارتكز بجبهته على الباب و قال.
" أنا جونغ إن، الرجل الذي أحببتِه و لن يؤذيكِ، لا تخافي مني و اخرجي، و دعيني أخبركِ عن كاي و ما يحدث"
إلتمست في صوته نبرة رقيقة جعلت الطمأنينة تسلل إلى صدرها رويداً رويداً، و لكنها ليست بحمقاء كي تثق بما يقول و تخرج، تريد ضمانة.
" أنا لن أخرج دون ضمانة و لن ينفع معي أن تعدني"
أجابها سريعاً بلا مواربة.
" خذي مقصاً من مُلحَق الصيدلة و ضعيه في قلبي إن أنا اقتربتُ منكِ"
ليس إلى هذا الحد!
خرجت تشد بأناملها على طرف قميصها دون أن ترى الملحق و المقص الذي فيه، خرجت له منزوعة السلاح و واجهها بساحته مستسلماً، تنهد حينما رأى وجهها العابس فامتدت يده إلى وجنتها ليداعبها بإبهامه، سبقه نفرة من كتفها حينما حركته تخوفاً.
" أخبرتكِ ألا تخافي"
أمسك بيدها ثم نزل و نزلت معه، نظر في المنزل لوهلة ثم إليها باسماً.
" سأحضر الفطور بنفسي بينما أنتِ تتجهزين للخروج معي، حسناً؟!"
أومأت فأشار لها أن تصعد و ترتدي ثيابها، بعدما إختفت خلف بابها؛ إبتسم إبتسامة خبيثة تشبه إبتسامات الأمس المُظلم.
سيقع الفأر بالمصيدة مجدداً....
...........
وقف أمام الباب محفوفاً برجُلين عظيمي الجُثة من خلفه، ثم ضغط على الجرس و تريث أن تفتح الباب له.
لكن لا إستجابة...!
على صوت الطرقات المتكررة؛ خرجت سيدة من الشقة المجاورة، و قالت بلكنتها الأمريكية.
" عذراً يا سيد، لقد رحلت الفتاة التي كانت تسكن بهذه الشهقة، لذا توقف عن طرق الباب و إزعاجنا"
و دون أن تسمح له بقول شيء دخلت السيدة، و أغلقت بابها في وجه بيكهيون، أما هو فلعن جهارة ثم ركل الباب بقدمه.
" اللعنة!"
لقد فاقت توقعاته، لقد هربت منه بالفعل لكنه بيون بيكهيون و يده طائلة، سيجدها أينما ذهبت و لن يضيع جهده لتحصيلها مجدداً مع الريح.
توجه إلى المصعد مع الرجلين ثم قال لهما.
" إبحثوا في المطارات عنها و اعلموا أين ذهبت بيون إيزابيلا"
أومئ الرجلين و هو توجه ناحية سيارته، نعم لقد فعلها و تحدث إلى أبيها، و أخبره أنه إبنته حُبلى من رجل أمريكي -كما يعتقد- و مجهول.
فكان رد فعل عمه خشن، قال في البداية أن بيكهيون يكذب، ثم قال أنه يثق بابنته و هي لن تفعل شيء مشين يسيء لسمعة العائلة هكذا.
ثم قال أنها لم تنخرط بعلاقة من بعده أبداً، و لولا أنهما لم ينفصلا لكان هو -بيكهيون- الرجل الوحيد الذي قد تسلمه نفسها، فهو يعلم أن إبنته مجنونة في حبه.
لكن بيكهيون أخبر أبيها كم هي تكرهه و كم باتت تمقته؛ لأنه انفصل عنها و تأبى الرجوع، ثم أثبت له عبر تقارير المستشفى الطبية أنها بالفعل حامل.
غضب والدها غضباً شديداً و طلب منه أن يتكفل عناء إعادتها إلى البلاد، فلبّاه بيكهيون و وعده أن سُمعة العائلة لن تضرر إن جعلها تتزوجه، و السيد بالطبع وافق و حرم إبنته مسبقاً حق الأختيار.
كل هذا تم عبر مكالمة هاتفية طالت لساعة بين بيكهيون و عمه، ثم إنتهى المطاف ببيكهيون يحصل هذين الرجلين نفوذاً من عمه، و أتى ليجبرها أن تعود معه.
لكن الغير متوقع أنها هربت منه قبل أن يصلها، ظنّ أنها ستبقى في مكانها ترتعد قلقاً من وعيده، و تنتظر مصيرها بإستسلام فلطالما كانت إيزابيلا من هذا النوع، أيٌ يقودها.
لكنها ليست المرأة التي إعتاد عليها، لقد تغيرت كثيراً بعد أن كفرت بحبه، تبدلت كثيراً و صارت أجنبية عليه، بالشخصية و العواطف.
أجاب رنين هاتفه بينما يقود سيارته، لقد كان عمه و بالتأكيد هو يريد أن يعلم آخر المستجدات.
" لقد هربت يا عمي"
تنهد الرجل مهموماً ثم قال بنبرة خفيضة يرجو ابن أخيه.
" أعدها يا بيكهيون إليّ، إنني أعتمد عليك، أعدها قبل أن ينتشر الخبر و يزداد الوضع سوءاً عمّا هو عليه"
ما كان يعلم أن الوضع سيء بالفعل، يبدو أن الشركة تعرضت لأزمة مالية، لذا بقنوط رجاه.
" لا تخشى شيء يا عمي، أعدك أنني سأعيدها سريعاً"
ما إن أغلق المكالمة الهاتفية مع عمه حتى وصلته مكالمة أخرى من إحدى الرجلين اللذين يتبعانه.
" سيدي، لقد عادت الآنسة بيون إلى كوريا في رحلة الفجر، و لقد حجزنا لك لأجل الرحلة القادمة، إنها بعد ساعتين من الآن"
أغلق الخط مع الرجل ثم ضرب المقود بعصبية، يبدو أن إيزابيلا قد إشتد عودها و بأسها، و لكنها ربما نسيت أن عودها مهما إشتد يستطيع هو ثنيه.
لقد عادت إلى أرضه بقدميها و لن تخرج مجدداً أبداً، ذلك لأنها ستصبح له قانونياً و رسمياً، حينها لن تستطيع أن تتخلص منه أبداً....
................
تجاهلته طوال الطريق إلى المستشفى و لم تنبس بحرف كما أنه لم يُبادر بقول شيء، رغم أنه سبق و وعدها بتفسير.
الكثير من الاسئلة تدور في خلدها، لكنها تكبح رغبتها في الإستفسار بقوة، بيد أنها تشك بصِحة إجابته إن أجاب.
وصلا معاً المستشفى و بهدوء توجها إلى الجناح الطبي، التي تتلقى فيه الملاك لارا العلاج، دخلا معاً فوجدا الطبيب زانغ بفريقه من الأطباء المختصين داخل الغرفة.
اتفق كلاهما بصمت أن ينتظروا الطبيب أن يخرج و يطمئنهم على حالة الطفلة، و حقيقةً أوكتافيا تشعر بالحرج من الطبيب بعد الموقف الذي شهده أمس، و تبين لها أنه ليس الأول من نوعه بالنسبة له.
خرج الطبيب أخيراً متبوعاً بفريقه، و حينما رأى الثنائي الشاب كيم قرب الباب توقف قِبالتهم و قال.
" لقد إستيقظت الطفلة الملاك أخيراً و هي بخير كلياً، جسدها يستجيب للعلاج و هي في حالة تحسن سريعة"
تبسم جونغ إن سعيداً حتى بانت نواجذه، و نظر إلى أوكتافيا التي بادلته بإبتسامة محرجة، لكن الطبيب أمامهم لم يتزحزح من مكانه بإعلام أنه لم ينتهي بعد، فنظروا إليه و أوكتافيا شغرت بأنها تعلم تتمة الحديث.
" لكنها طفلة صغيرة و بأحسن حالاتها الصحية قد تلتقط المرض، لأن مناعتها ليست قوية كفاية، لذا هي بحاجة إهتمام الأب كما الأم، الأطفال مسؤولية وجودهم يفرض على آبائهم أن يتقيدوا بضوابط معينة، و إلا لِمَ انجبوها سيد كيم جونغ إن؟"
نظر المعنيّ إليه بجهل، ثم رمق زوجته بنفس النظرات، و حينما ما تلقى إجابة قال.
" ماذا تقصد طبيب زانغ؟!"
تنهد الطبيب زانغ بينما أوكتافيا لم ترفع رأسها حتى، لشدة الخزي الذي تشعر به.
" أقصد أن عملي انتهى و فريقي سيعود إلى الصين، شكراً على ثقتك بنا، و سرني رؤية ملاكك الجميل لذا إهتم بها، عُذراً"
غادر متعذراً و جونغ إن إلتفت إلى أوكتافيا قائلاً.
" يبدو عليه أنه يكن لي الضغينة!"
تنهدت أوكتافيا و حركت كتفيها تدعي الجهل.
" لا أعلم، شأن إبنتك الآن أهم، أليس كذلك؟!"
أومئ إليها و تقدم ليدخل الغرفة، كانت الصغيرة لارا بخير و مستيقظة، اقترب جونغ إن منها سريعاً و جثى قرب سريرها لينظر عن قرب في عينيها، عيناها اللاتي يراهن للمرة الأولى.
إبتسم إبتسامة واسعة حتى أن ضحكة تفلتت منه، لكن عيناه تلمع بفعل الدموع، أوكتافيا رغم شوقها لهذه اللحظة لكنها وقفت بعيداً، أوكتافيا ليست المرأة التي يحق لها أن تقف بقربه في حالة كهذه.
نظرت ناحية الزجاج تمسح الدموع العالقة على رموشها فرأت الطبيب زانغ يقف قرب الحائط الزجاجي و ينظر لها.
إبتسم لها حينما تبادلا النظرات و ظنت أنها بحاجة للحديث معه، بما أنه سيسافر بطاقمه إلا الصين و لن تراه ثانية.
ربتت على كتف جونغ إن تعلمه بخروجها، و حينما أذِن لها خرجت، وقفت أمام الطبيب فأشار لها بذراعه التي امتدت أن تسير بجواره.
سارت بعد إيمائة خجول و إبتسامة خفيفة، سارت بمحذاته بالرِواق و قالت.
" ربما لن يتسنى لي شكرك لما فعلته من أجل لارا لاحقاً بما أنك ستغادر، و رغم حرجي أرجو أن تنسى ما رأيت بالأمس."
توقف حينما أنهت كلامها و نظر لها، لاحظت أن عُقدة بين حاجبيه تكونت كما أن ملامحه إحتدت.
" لستُ أنسى إن طلبتِ مني أن أفعل، أخي مُنخرط بهذا المجون كما زوجكِ، و كلا لستُ مغادراً، سأبقى حتى أخلص أخي من وباء النساء و الكحول"
كلاهما كان غافل عن عيناه اللتان تراقبهما من بعيد، من الزاوية التي ينظر بها إليهما بدا قريبين جداً من بعضهما و هذا أثار أستياءه.
بالأمس رفضته و في الصباح تركض إلى رجل غيره، يبدو أنها تحب أن تبدل الرجال كل حين، جيمين به، و الآن هو بالطبيب زانغ.
لكن هذه المرة لا يحتاج أن يكون خبيثاً و يدس الألاعيب من أسفل النظر، بل سيكون واضح، فكما يقولون، جَنَت على نفسها براقش.
................
سلاااااااااااااام
كم لبثنا؟!
طبعاً ما حد سائل و لو لبثنا ألف سنة...أصلاً عادي💔
هذا البارت إذا ملاحظين أنو الأحداث بلشت تحمى، و أأكدلكم أنو الأحداث ح تكون خارج الصندوق غير متوقعة فكونوا بإنتظار القادم.
البارت القادم بعد 100كومنت و 100فوت
1.رأيكم بكاي؟! أختلافه عن جونغ إن؟!
2.هل جونغ إن و كاي بصف واحد؟ أم أنهم أعداء؟!
٣.رأيكم بردة فعل فيا على ظهور كاي؟ و كيف أنها واجهت الأمر بشجاعة كما أن تبعته للملهى كي توقفه؟!
٤.رأيكم بالطبيب زانغ مقارنة بلاي؟! و ما السبب خلف الإختلاف الحاد بين شخصياتهم؟!
٥.كيف سيؤثر الطبيب زانغ على سير الأحداث؟!
٦.رأيكم بفعلة بيكهيون؟ فعلة إيزابيلا؟ و ماذا سيكون مصيرهما؟!
٧.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
حينها إرتفع رأسه لينظر في عينيها، رأت في سِنحته غريباً، رجلاً أجنبياً عنها، ليس جونغ إن الذي سقط قلبها لمُحيّاه النبيل من قبل.
إزدرئت جوفها حينما عاكس قولها بإقترابه أكثر، بل هو قبض بأنامله على قماش ثوبها و اجتذبها بخشونة منه، حتى أنه مزق مقدمته.
" لستِ أهلاً لتتحملي وجهي الثاني إن أنا إنقلبتُ عليكِ، صدقيني ستكرهيني بحق!"
وضعت يديها فوق قبضتيه على مقدمة فستانها و قالت واجلة مستغربة.
" ما بك فجأة؟ ألستَ من فصلنا بغرفتين شقيقتين؟!"
تراجعت يده عن مقدمة قميصها ليقبض على عنقها من خِلاف و جذبها إليه، فشهقت حينما تقابلت الأعين و تقاربت الشفاه على بُعد إنش و ما يقل.
" ما كان ذلك مني، كاي لن يصرِف إمرأة جميلة مثلكِ عنه"
وضعت يديها على صدره بقصد دفعه لكنه إبتسم بإثارة و همهم مغموراً في حِسه على إثر لمستها، لكنها ما صرفت على رد فعله من إنتباهها على قدر ما منحت كلامه إهتماماً.
" تقول كاي و جونغ إن، من كاي؟! عمّا تتكلم؟!"
تبسم و مال برأسه إلى زاوية مثالية للقاء مثاليّ مع شفتيها المكتنزتين.
" بل من جونغ إن هذا؟!"
أرادت أن تفر برأسها عنه و بشفتيها عن قُبلة مُحتَمة منه، لكنه تمسك بعنقها أقوى و اجتذبها أكثر حتى تلاقت شفاهه بشفاهها، و تفجّرت اللذة في جسده و انتشرت.
حاولت معاكسته بدفعه و زمَّت شفتيها كي لا ينال الكثير، لكنه كان خبيراً بإمتناع النساء عنه -لارا سابقاً- فوجد لأصابعه مكاناً على فخذها و لوى من لحمها بأصابعه فصاحت لتلتقط أسنانه بمهارة شفتيها المنفرجتين.
هو بالفعل خبير....
لشدة الغضب الذي إمتزج بحالة الضعف التي هي فيها، تدفقت دموعها من عيناها بسخاء و صاحت بفمه تحاول تخليص نفسها منه، لكنه ما انتهى و ما إرتد.
إبتعد عنها أخيراً و صبّ إهتمامه بتمزيق الثوب، الكلام ما كان ينفع مهما كَثُر لأنه رجلاً لا تعرفه، ربما هذا الذي كرهه الجميع، هذا الوجه الماكر منه، هذا الوجه الذي أحسنت فهمه بداية ثم ظنت أنها أخطأت.
قاومته حتى آخر قِواها ثم انبلجت من فاهها صيحة غاضبة رفقة دموع موجوعة حينما افترشها.
" جونغ إن فلتتوقف عند هذا الحد، أنا لستُ لارا التي عجزت أمام جبروتك!"
إرتفع برأسه و نظر في وجهها، ثم بعنف قبض على فكها بأصابعه قائلاً.
" فلتريني أنكِ مختلفة، قاوميني إذن و لنرى إن كنتِ تستطيعين فصلي عنكِ!"
الشهوة تتوهج في عينيه و بشرته متعرقة، ينظر إليها و كأنها وليمة و هو مُجوَّع، نبست تبكي حينما شنّ بقبلاته الشرسة على عنقها.
" توقف جونغ إن أرجوك، أنت لست واعياً و ستندم لاحقاً كثيراً، هذا ليس ما وعدت لارا به!"
وجه وجهها إليه و هسهس منفعلاً.
" ذلك جونغ إن الذي يضع الوعود و يوفي بها، أنا كاي، أنا فقط استمتع و لا أهتم لأحد"
لم تفهم تلك الكلمات و لا تظن أنها ستفهمها قريباً، فالخوف قد أكل من نفسها حتى إمتلئ على آخره، لا تعلم كيف ستصُد إعتدائه و هي ليست نداً لقوى جسده.
حزم ذراعيها بجنبيها كلما تفلتت و ما توقفت عن الصراخ به أن ينتهي عنها و يبتعد، حدق بها مستهيناً بدفعاتها و ابتسم منتصراً، و لوهلة أطاح به الغرور و غفل عن قدمها التي ارتفعت لتركله بقوة جعلته يسقط من عليها و يصرخ غاضباً متوعداً.
" يا عاهرة! سأقتُلك!"
نهضت سريعاً قبل أن تصلها يده و خرجت إلى دورة المياه تختبئ هناك، أغلقت الباب على نفسها بإحكام، ثم بكت بجزع حينما حرّكت لكماته القوية على الباب إطاره.
لكنها ما وقفت تنتظر أن يكسر الباب عليها، إنما سحبت الملحق العريض في الحمام و وضعته أمام الباب، رغم ثقله هي سحبته لتنجو بنفسها.
و رغم أنه يستحيل أن يقدر على فتح الباب، تراجعت عنه إلى آخر دورة المياه تنظر في ناحية الضربات التي لا تتوقف بخوف.
إنها تبكي بفزع و صدرها يعلو و يهبط بقوة، شعرها أصبح فوضوياً للغاية، و ليس على جسدها سوى بقايا ثوبها الممزق بفعل يديه، كما أن العلامات تنتشر عليها، إما من شفتيه أو من قبضتيه.
لقد رأت جهارة هذا الوجه القبيح الذي يملكه بالفعل، ذلك الوجه الذي نبهوها منه و كانت غافلة عنه، ذلك الوجه الذي يلمع بالشهوة، و لا يظهر إلا مع رغبات مجنونة.
أما هو فأنهكه ضرب الباب بلا نتائج، فوقف قُرب الباب ثائراً و صاح غاضباً.
" اسمعي يا إمرأة، أمامكِ خيارين، إما أن تخرجي و تتركني استمتع بكِ كما اشتهي أو أنني خارجٌ و باحثٌ عن إمرأة سواكِ الآن!"
إزدادت نبضات قلبها عنفاً حينما أنهى تهديده و تريث ينتظر إجابة، أيخيرها بين أن يغتصبها أو يخونها؟!
ألهذه الدرجة خيانتها أمر سهل بالنسبة إليه؟!
لا عجب و إنه خان لارا معها بسهولة تامة أيضاً، لا تذكر أنه إمتنع أبداً.
" هل أنت شربت شيئاً قبل أن تأتي أو لربما تتعاطى المخدرات؟! لم تكن كذلك حتى فراقنا للنوم! ما الذي يحدث معك؟! أنت لست الرجل الذي تزوجته!"
سمعت صوت قهقهاته، التي تعج بالسخرية، حينما وضعت فرضيتها لتغير حاله المفاجئ بالنسبة لها، قال.
" لستُ زوجك، أنا كاي و لستُ جونغ إن، أتخرجي أم أذهب و ابحث عن إمرأة أفرغ فيها رغبتي؟!"
للحظة فكرت.
" هل أنت مُصاب بفِصام في الشخصيّة؟!"
كاي ليس رجلاً يفاوض إطلاقاً و ها قد ملّ الحديث معها فقال.
" حسناً، فلتنامي إذن، لن أعود حتى الصباح، استقبلي زوجكِ بلطف كما تفعلين عادة، و لأذهب أنا لأستمتع مع نسائي و رِفاقي"
و حقاً صدق قوله فها هو قد تركها، و ذهب يبحث عن إمرأة يناجيها فتستجيب، ذهب إلى غرفته و وضع على جسده إحدى بدلاته الصاخبة.
سوداء اللون مُشذبة أطرافها بسنابل ذهبية و فيها بريق، سترة و بنطال و لا قميص إنما سِلسة في عنقه و قبعة وضعها على رأسه كُتِب عليها.
Single for the Night
هبط السُلم يدندن بألحان أغنية ما، ثم خرج من المنزل و ترك فيه إمرأة هزيلة تحبس نفسها عنه.
ظنّت أنه يخدعها بإنصرافه، لذا ما خرجت من دورة المياه حتى سمعت صوت سيارته في الخارج.
أبعدت الملحق بصعوبة، كان قد غادر بالفعل حينما نظرت من النافذة، لا تعلم لِمَ شعرت بالقهر، الآن تفهم لارا، الآن تفهم شعورها.
جالت في غرفتها محفوفة خطواتها بالغضب، لا تعلم هل فعلاً خرج ليحقق ما قاله، هل بالفعل كاي موجود؟!
إذن لِمَ يرتدي عباءة الأستاذ كيم؟! إن كان يجد متعته خارجاً لِمَ تزوج لارا و لِمَ تزوجها هي؟! لِمَ جعلها تتعلق به؟!
بتهورٍ نهضت و وضعت على جسدها ثياب ساترة و خرجت، تريد أن تعلم أين ذهب، ستقصد أقرب ملهى إلى هذا الحيّ.
أخرجت سيارتها من المصف و انطلقت من بعده، حينما وصلت أبواب الملهى الصاخبة أخرجت للحرس بطاقتها الشخصية، فتنحوا عن طريقها.
دخلت تضع القلنسوة على رأسها و تغطي وجهها بشعرها وقايةً من السُكارى و الشهوانين، ثم أخذت تبحث بين الأجساد المترامية على بعضها بشهوة عنه و بين الأجساد التي تتمايل في ساحة الرقص.
بحثت حتى وجدته يجلس بين شابين من أقرانه، و فتيات يرقصن أمامهم بينما الكؤوس في أيديهم.
كان يبتسم بمجون، بولع شديد، الرغبة تتفتق من عينيه، ما إستطاعت إلا أن تنظر إليه بخيبة كبيرة، ما كانت توقعاتها عالية، رغم ذلك سقطت على رأسها و كسرت لها عُنقها.
لكنها لن تجري باكية و تستسلم للأمر الواقع، بل أنها لن تتركه ينتهي بإحدى الغرف مع إحدى النسوة، اللواتي يردن ماله و حسب، ذلك المال لارا الصغيرة أولى به.
إقتربت ناحيته مملوءة بالعزم، لكنها قبل أن تصله شعرت بأصابع تلتف حول عِضدها و تدفعها نحو المجهول.
شهقت و إلتفت سريعاً خوفاً من أن يكون إحدى الثملون ظنّها مُراده، لكنها وجدت رجل يخالف كل توقعاتها بظهرها.
" طبيب زانغ!"
تنهد و على وجهه علامات أستياء.
" ماذا تفعلين هنا سيدة كيم؟!"
إزدرئت جوفها و نظرت ناحية زوجها و جماعته من الفاسدين، ما كنت تريد أن تفضحه، و لكن الفضيحة أتت تركض على قدميها إليه.
نظر الطبيب زانغ إلى ما تنظر إليه أوكتافيا، فأزدادت عقدة حاجبيه و قال.
" لا تخبريني أن زوجكِ هو كيم كاي!"
كمشت جفونها بحرج شديد، للأسف هو نفسه و لتوّها اكتشفت، اتبع.
" كيم كاي هو سيد هذه الجماعة المكونة من ثلاثة شبان، كاي، سيهون، و لاي تؤامي"
شهقت تنظر إليه سريعاً ثم حطت بنظرها على الشاب بمحاذاة كاي، إنه نسخة طبق الأصل عن الطبيب زانغ، لكنه نسخة ماجنة صاخبة.
تقدم الطبيب زانغ ناحيتهم، لكن هذه المرة هي من أمسكت بيده قائلة.
" إن كنت تستطيع نزع سهرتهم و إعادتهم لبيوتهم ففعل، لا أريد أن ينتهي الحال بزوجي بإحدى الغرف مع بائعة هوى"
إلتفت إليها و قال قبل أن يشق طريقه من جديد إليهم.
" و ليس هو الحال الذي أقبله على أخي، عودي إلى منزلك و لا تقلقي بشأنه، إعتدتُ أن أشن غاراتي التخريبية على سهراتهم."
أومأت إليه، و تراجعت سريعاً حينما رأته يقلب الطاولة بالمشروبات التي عليها على النساء اللواتي يحومنّ حول الشبّان الثلاثة.
" انهضوا إلى بيوتكم حالاً، لا مكان لثلاثتكم هنا"
نظر لاي ناحية الضجيج و هتف ثملاً.
" اووه! تؤأمي الطبيب هنا، النسخة الحَسنة بينما أنا النسخة رديئة الجودة، ماذا تفعل هنا حبيب الماما؟!"
تنهد الطبيب و اغمض عينيه يكبت غضبه ثم أقام شقيقه من تلابيب قميصه حينما قبض عليه و جذبه.
" لا تجعلني يا حبيب العاهرات أن أنقلك إلى فراشك بلكمات مفيدة لصحتك تجعل بشرتك بنفسجية، تبقى أقوى من علامات العاهرات عليك"
قهقه الشاب مخموراً و تبع قبضة أخيه، الذي تسحبه للخارج، ثم طلب الطبيب من مرافقيه طرد كاي و سيهون خارج الملهى.
خرجت أوكتافيا بعدما رموا كاي خارجاً، سيهون أخذه سائقه و بقيَّ كاي وحده، أخذت تفرك أصابعها، أتتقدم لنقله إلى المنزل، أم تتركه هنا؟!
كادت أن تتركه لولا أن عاهرة أتت لتتعلق به، و تحمله على جسدها الرفيع، و تنوي نقله داخلاً، فالمال يصرخ يناجيها من جيوبه.
وقتئذ؛ تحركت أوكتافيا، و أفلتت عنه تلك الفتاة، ثم جعلته يرتكز عليها، و بصعوبة سارت به حتى السيارة، بينما هو يهلوس بكلمات سوقية لا تُقال و لا تُناسب إلا المكان الذي كان فيه.
وضعته في المقعد الخلفي في السيارة بصعوبة، ثم صعدت هي الأخرى لتقود ناحية المنزل، تذكرت فجأة الأيام الخوالي.
حينما كانت تذهب لهذه الأماكن، لكي تخرج جيمين منها كلما حزن و التجئ للخمر، لكنه لم يسبق لها أن رأت فتاة تقترب منه، كان يشرب وحيداً بزاوية منعزلة و أحياناً يبكي.
تلوم نفسها الآن أنها كانت تنهال عليه بموجة غضب و تنعته بالمتهور المخمور، الآن وضعها أسوء بألف مرة، ليت حاله من حال جيمين.
حينما وصلت المنزل به، نزلت أوكتافيا من السيارة و تركته فيها، لن تخاطر بحمله إلى الداخل فيحاصرها و لا تستطيع أن تهرب هذه المرة منه.
و على آية حال هو لا يستحق إهتمامها، فليبقى هنا حتى الصباح و إلا فليدخل بنفسه.
" لارا، تجردي من ثيابكِ هذه"
تسمرت في الأرض للحظة حينما سمعت صوته من خلفها، رغم أنها قطعت شوطاً طويلاً على الدرج، إلتفتت إليه لتجده يترنح في مشيته يحاول الوصول إليها.
و حينما ضبط خطواته و اسرع، راحت تركض سريعاً إلى غرفتها، و حينما أصبح على عتبة الباب كانت تغلق الباب بالمفتاح، ركل الباب بقدمه بيأس و هسهس.
" اللعنة عليكِ، حسابكِ معي عسير صباحاً"
إزدرئت جوفها ثم نفثت أنفاسها حينما سمعت صوت خطواته تبتعد، وضعت يدها على صدرها و أغمضت عينيها.
ماذا سيحدث في الصباح؟!
بل ماذا سيحدث كل ليلة؟!
هذا يؤرقها أكثر، بالتأكيد بعد هذه الليلة البوليسية لن تستطيع أن تنام.
و بسبب تلك الأفكار المتضاربة في رأسها، هي بالفعل لم تستطع أن تنام.
في الصباح قامت من فراشها دون أن تغفى و لو لساعة، إنما هي بقت مستيقظة و متيقظة لأي هجوم محتمل.
سمعت صوت طرقات على الباب فجفلت فزعة و لكنها لم تنبس بحرف، إنما سدت فاهها بيدها تكتم شهقتها.
" أوكتافيا، أما زلتِ خائفة؟ علي الذهاب للمستشفى لأتفقد ابنتي، لقد اتصلت بي المستشفى و قالوا أنها استيقظت و هي بوضع صحي جيد الآن، ألا تودين رؤيتها؟!"
أرادت أن تصرخ بنعم و ترقص فرحة فها هي الطفلة نجت، لكنها لا تستطيع، أحداث الأمس راكنة على قلبها كصخرة تكتم أنفاسها.
جونغ إن من خلف الباب أدرك الحالة التي تمر فيها، فلقد مرّت بها لارا من قبل، الصدمة ثم الأعتياد، لكنه لا يظن أن أوكتافيا من النوع الذي يعتاد دون إعتراض، يتوقع وابل من المشاكل في المستقبل و سيل من التحقيقات حالياً.
تنهد و ارتكز بجبهته على الباب و قال.
" أنا جونغ إن، الرجل الذي أحببتِه و لن يؤذيكِ، لا تخافي مني و اخرجي، و دعيني أخبركِ عن كاي و ما يحدث"
إلتمست في صوته نبرة رقيقة جعلت الطمأنينة تسلل إلى صدرها رويداً رويداً، و لكنها ليست بحمقاء كي تثق بما يقول و تخرج، تريد ضمانة.
" أنا لن أخرج دون ضمانة و لن ينفع معي أن تعدني"
أجابها سريعاً بلا مواربة.
" خذي مقصاً من مُلحَق الصيدلة و ضعيه في قلبي إن أنا اقتربتُ منكِ"
ليس إلى هذا الحد!
خرجت تشد بأناملها على طرف قميصها دون أن ترى الملحق و المقص الذي فيه، خرجت له منزوعة السلاح و واجهها بساحته مستسلماً، تنهد حينما رأى وجهها العابس فامتدت يده إلى وجنتها ليداعبها بإبهامه، سبقه نفرة من كتفها حينما حركته تخوفاً.
" أخبرتكِ ألا تخافي"
أمسك بيدها ثم نزل و نزلت معه، نظر في المنزل لوهلة ثم إليها باسماً.
" سأحضر الفطور بنفسي بينما أنتِ تتجهزين للخروج معي، حسناً؟!"
أومأت فأشار لها أن تصعد و ترتدي ثيابها، بعدما إختفت خلف بابها؛ إبتسم إبتسامة خبيثة تشبه إبتسامات الأمس المُظلم.
سيقع الفأر بالمصيدة مجدداً....
...........
وقف أمام الباب محفوفاً برجُلين عظيمي الجُثة من خلفه، ثم ضغط على الجرس و تريث أن تفتح الباب له.
لكن لا إستجابة...!
على صوت الطرقات المتكررة؛ خرجت سيدة من الشقة المجاورة، و قالت بلكنتها الأمريكية.
" عذراً يا سيد، لقد رحلت الفتاة التي كانت تسكن بهذه الشهقة، لذا توقف عن طرق الباب و إزعاجنا"
و دون أن تسمح له بقول شيء دخلت السيدة، و أغلقت بابها في وجه بيكهيون، أما هو فلعن جهارة ثم ركل الباب بقدمه.
" اللعنة!"
لقد فاقت توقعاته، لقد هربت منه بالفعل لكنه بيون بيكهيون و يده طائلة، سيجدها أينما ذهبت و لن يضيع جهده لتحصيلها مجدداً مع الريح.
توجه إلى المصعد مع الرجلين ثم قال لهما.
" إبحثوا في المطارات عنها و اعلموا أين ذهبت بيون إيزابيلا"
أومئ الرجلين و هو توجه ناحية سيارته، نعم لقد فعلها و تحدث إلى أبيها، و أخبره أنه إبنته حُبلى من رجل أمريكي -كما يعتقد- و مجهول.
فكان رد فعل عمه خشن، قال في البداية أن بيكهيون يكذب، ثم قال أنه يثق بابنته و هي لن تفعل شيء مشين يسيء لسمعة العائلة هكذا.
ثم قال أنها لم تنخرط بعلاقة من بعده أبداً، و لولا أنهما لم ينفصلا لكان هو -بيكهيون- الرجل الوحيد الذي قد تسلمه نفسها، فهو يعلم أن إبنته مجنونة في حبه.
لكن بيكهيون أخبر أبيها كم هي تكرهه و كم باتت تمقته؛ لأنه انفصل عنها و تأبى الرجوع، ثم أثبت له عبر تقارير المستشفى الطبية أنها بالفعل حامل.
غضب والدها غضباً شديداً و طلب منه أن يتكفل عناء إعادتها إلى البلاد، فلبّاه بيكهيون و وعده أن سُمعة العائلة لن تضرر إن جعلها تتزوجه، و السيد بالطبع وافق و حرم إبنته مسبقاً حق الأختيار.
كل هذا تم عبر مكالمة هاتفية طالت لساعة بين بيكهيون و عمه، ثم إنتهى المطاف ببيكهيون يحصل هذين الرجلين نفوذاً من عمه، و أتى ليجبرها أن تعود معه.
لكن الغير متوقع أنها هربت منه قبل أن يصلها، ظنّ أنها ستبقى في مكانها ترتعد قلقاً من وعيده، و تنتظر مصيرها بإستسلام فلطالما كانت إيزابيلا من هذا النوع، أيٌ يقودها.
لكنها ليست المرأة التي إعتاد عليها، لقد تغيرت كثيراً بعد أن كفرت بحبه، تبدلت كثيراً و صارت أجنبية عليه، بالشخصية و العواطف.
أجاب رنين هاتفه بينما يقود سيارته، لقد كان عمه و بالتأكيد هو يريد أن يعلم آخر المستجدات.
" لقد هربت يا عمي"
تنهد الرجل مهموماً ثم قال بنبرة خفيضة يرجو ابن أخيه.
" أعدها يا بيكهيون إليّ، إنني أعتمد عليك، أعدها قبل أن ينتشر الخبر و يزداد الوضع سوءاً عمّا هو عليه"
ما كان يعلم أن الوضع سيء بالفعل، يبدو أن الشركة تعرضت لأزمة مالية، لذا بقنوط رجاه.
" لا تخشى شيء يا عمي، أعدك أنني سأعيدها سريعاً"
ما إن أغلق المكالمة الهاتفية مع عمه حتى وصلته مكالمة أخرى من إحدى الرجلين اللذين يتبعانه.
" سيدي، لقد عادت الآنسة بيون إلى كوريا في رحلة الفجر، و لقد حجزنا لك لأجل الرحلة القادمة، إنها بعد ساعتين من الآن"
أغلق الخط مع الرجل ثم ضرب المقود بعصبية، يبدو أن إيزابيلا قد إشتد عودها و بأسها، و لكنها ربما نسيت أن عودها مهما إشتد يستطيع هو ثنيه.
لقد عادت إلى أرضه بقدميها و لن تخرج مجدداً أبداً، ذلك لأنها ستصبح له قانونياً و رسمياً، حينها لن تستطيع أن تتخلص منه أبداً....
................
تجاهلته طوال الطريق إلى المستشفى و لم تنبس بحرف كما أنه لم يُبادر بقول شيء، رغم أنه سبق و وعدها بتفسير.
الكثير من الاسئلة تدور في خلدها، لكنها تكبح رغبتها في الإستفسار بقوة، بيد أنها تشك بصِحة إجابته إن أجاب.
وصلا معاً المستشفى و بهدوء توجها إلى الجناح الطبي، التي تتلقى فيه الملاك لارا العلاج، دخلا معاً فوجدا الطبيب زانغ بفريقه من الأطباء المختصين داخل الغرفة.
اتفق كلاهما بصمت أن ينتظروا الطبيب أن يخرج و يطمئنهم على حالة الطفلة، و حقيقةً أوكتافيا تشعر بالحرج من الطبيب بعد الموقف الذي شهده أمس، و تبين لها أنه ليس الأول من نوعه بالنسبة له.
خرج الطبيب أخيراً متبوعاً بفريقه، و حينما رأى الثنائي الشاب كيم قرب الباب توقف قِبالتهم و قال.
" لقد إستيقظت الطفلة الملاك أخيراً و هي بخير كلياً، جسدها يستجيب للعلاج و هي في حالة تحسن سريعة"
تبسم جونغ إن سعيداً حتى بانت نواجذه، و نظر إلى أوكتافيا التي بادلته بإبتسامة محرجة، لكن الطبيب أمامهم لم يتزحزح من مكانه بإعلام أنه لم ينتهي بعد، فنظروا إليه و أوكتافيا شغرت بأنها تعلم تتمة الحديث.
" لكنها طفلة صغيرة و بأحسن حالاتها الصحية قد تلتقط المرض، لأن مناعتها ليست قوية كفاية، لذا هي بحاجة إهتمام الأب كما الأم، الأطفال مسؤولية وجودهم يفرض على آبائهم أن يتقيدوا بضوابط معينة، و إلا لِمَ انجبوها سيد كيم جونغ إن؟"
نظر المعنيّ إليه بجهل، ثم رمق زوجته بنفس النظرات، و حينما ما تلقى إجابة قال.
" ماذا تقصد طبيب زانغ؟!"
تنهد الطبيب زانغ بينما أوكتافيا لم ترفع رأسها حتى، لشدة الخزي الذي تشعر به.
" أقصد أن عملي انتهى و فريقي سيعود إلى الصين، شكراً على ثقتك بنا، و سرني رؤية ملاكك الجميل لذا إهتم بها، عُذراً"
غادر متعذراً و جونغ إن إلتفت إلى أوكتافيا قائلاً.
" يبدو عليه أنه يكن لي الضغينة!"
تنهدت أوكتافيا و حركت كتفيها تدعي الجهل.
" لا أعلم، شأن إبنتك الآن أهم، أليس كذلك؟!"
أومئ إليها و تقدم ليدخل الغرفة، كانت الصغيرة لارا بخير و مستيقظة، اقترب جونغ إن منها سريعاً و جثى قرب سريرها لينظر عن قرب في عينيها، عيناها اللاتي يراهن للمرة الأولى.
إبتسم إبتسامة واسعة حتى أن ضحكة تفلتت منه، لكن عيناه تلمع بفعل الدموع، أوكتافيا رغم شوقها لهذه اللحظة لكنها وقفت بعيداً، أوكتافيا ليست المرأة التي يحق لها أن تقف بقربه في حالة كهذه.
نظرت ناحية الزجاج تمسح الدموع العالقة على رموشها فرأت الطبيب زانغ يقف قرب الحائط الزجاجي و ينظر لها.
إبتسم لها حينما تبادلا النظرات و ظنت أنها بحاجة للحديث معه، بما أنه سيسافر بطاقمه إلا الصين و لن تراه ثانية.
ربتت على كتف جونغ إن تعلمه بخروجها، و حينما أذِن لها خرجت، وقفت أمام الطبيب فأشار لها بذراعه التي امتدت أن تسير بجواره.
سارت بعد إيمائة خجول و إبتسامة خفيفة، سارت بمحذاته بالرِواق و قالت.
" ربما لن يتسنى لي شكرك لما فعلته من أجل لارا لاحقاً بما أنك ستغادر، و رغم حرجي أرجو أن تنسى ما رأيت بالأمس."
توقف حينما أنهت كلامها و نظر لها، لاحظت أن عُقدة بين حاجبيه تكونت كما أن ملامحه إحتدت.
" لستُ أنسى إن طلبتِ مني أن أفعل، أخي مُنخرط بهذا المجون كما زوجكِ، و كلا لستُ مغادراً، سأبقى حتى أخلص أخي من وباء النساء و الكحول"
كلاهما كان غافل عن عيناه اللتان تراقبهما من بعيد، من الزاوية التي ينظر بها إليهما بدا قريبين جداً من بعضهما و هذا أثار أستياءه.
بالأمس رفضته و في الصباح تركض إلى رجل غيره، يبدو أنها تحب أن تبدل الرجال كل حين، جيمين به، و الآن هو بالطبيب زانغ.
لكن هذه المرة لا يحتاج أن يكون خبيثاً و يدس الألاعيب من أسفل النظر، بل سيكون واضح، فكما يقولون، جَنَت على نفسها براقش.
................
سلاااااااااااااام
كم لبثنا؟!
طبعاً ما حد سائل و لو لبثنا ألف سنة...أصلاً عادي💔
هذا البارت إذا ملاحظين أنو الأحداث بلشت تحمى، و أأكدلكم أنو الأحداث ح تكون خارج الصندوق غير متوقعة فكونوا بإنتظار القادم.
البارت القادم بعد 100كومنت و 100فوت
1.رأيكم بكاي؟! أختلافه عن جونغ إن؟!
2.هل جونغ إن و كاي بصف واحد؟ أم أنهم أعداء؟!
٣.رأيكم بردة فعل فيا على ظهور كاي؟ و كيف أنها واجهت الأمر بشجاعة كما أن تبعته للملهى كي توقفه؟!
٤.رأيكم بالطبيب زانغ مقارنة بلاي؟! و ما السبب خلف الإختلاف الحاد بين شخصياتهم؟!
٥.كيف سيؤثر الطبيب زانغ على سير الأحداث؟!
٦.رأيكم بفعلة بيكهيون؟ فعلة إيزابيلا؟ و ماذا سيكون مصيرهما؟!
٧.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі