Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
CH27||خالل الهان
" خالل الهان" 

" كما الهان يحتضن الموت في جُبّه، إنني إحتضنته بين ذراعاي و قتلتُك، أنا و الهان واحد، لقد خاللتُ الهان"

بعد قول السيد كيم لابنه، لقد فرض عليه الزواج من أوكتافيا و ما حمّله عِبء التفكير، إنما فقط سار الأمر برِمته دون إستشارته كما أوكتافيا.

توقع السيد كيم أن يثور إبنه غاضباً و يذكره بوفاة لارا، التي ما زال ترابها نديّ، لكنه بعد صمت قال جوابه لتلك الأسماع المترقِبة.

" ما كنتُ سأعارض، افعل ما شِئت"

تنهد السيد كيم و زال حِمل ثقيل عن كتفيه، جونغ إن ما إعترض و لا أبدى كرهه للأمر، إنما بدى غير مهتم، لامبالٍ، هو في الحقيقة لن يُنهك نفسه لنتيجة توقعها من والده.

ستعيش لارا في قلبه للأبد، لكن الصغيرة تحتاج من يعتني بها، و لأنها إبنة لارا الفقيرة لن تقبل أمه بها، و لا يستطيع أن يعطيها لنايون فهو يريد إبنته معه.

" إن كنتم قد إنتهيتم فغادروا"

صعد إلى غرفته و أغلق الباب بروية خلفه، يشعر بجسده مهدود و كأنما حِجار ثقيلة في قدميه تمنعه من حملها و السير.

إن كانت الحياة بعد لارا بهذا السوء فالموت رحمة أمامها و نجاة.

تمدد على السرير حيث تستطيب له بقايا رائحتها، حينما مَس الشوق الجروح في قلبه مال بجذعه إلى جنبه و غمس وجهه في وسادتها ثم ما شعر إلا و دموعه تنزل رثاءً لها.

...................

ليت الإعتذار يوفيكِ حقكِ مني، ليت دموعي أن تكون حميم يحرقني حتى ترضين، ليتني أعود بالزمن و أستعيدكِ، لتخليتُ عن كل ما أردته في سبيل تحصيلك مجدداً.

اعذريني يا حبي فلقد نسيت أن الموت وحشاً مترقباً لينقض عليكِ، اعذريني أنني اسميته وحشاً، لا وحش و أنا موجود.

لطالما آمنت أنكِ لن تتخلي عني لأني مأواكِ، لطالما كسرتُ كبريائكِ بحاجتكِ إليّ، نسيتُ أن الموت يأوي من لا مأوى لهم، الموت كان عليكِ أحن مني و هو موت.

طوال عمري خشيتُ شيء واحد، أن أخالل الهان، أصبحتُ خليل الهان، أصبحتُ أشبهه، الأسوء في ذلك أنني من زحفت لمخاللته، هو لم يردني، أنا من ذهبت إليه.

إنني مظلم مثله، وحيد مثله، و أقود إلى الموت كما الهان تماماً.

اغفري لي حينما أجد في خليلي الهان سبيل إلى المأوى الذي آواكِ، دعينا نلتقي هناك و نولد في رحم الموت بعد مخاض صعب عشناه و الحياة.

إنني لا أريد أحداً بقدركِ، إنكِ من تنقصيني، أنتِ كل ما أمتلكه و ها أنا الآن فقير موعوز لكِ، سآتيك يوماً و أفرض نفسي عليكِ مجدداً، سأهرب معكِ مجدداً بعيداً عمّن يضلكِ عني و لنلتقي من جديد.

سأصفيهم واحد تِلو الآخر و سأؤمن لإبنتنا مستقبلاً باهر يجعلنا فخورين بها من بعيد ثم سأصفي نفسي و آتيكِ.

مشتاق لكِ من الآن فلا تعذبيني كثيراً، تعالي زوريني في أحلامي حتى لو أتيتِ تلوميني، حتى لو كنتِ بطلة كوابيسي، أرجوكِ لا تبخلي علي برؤيتك رغم أني لا أستحق.

عديني أنني سأراكِ اليوم، تعالي بالهيئة التي تريدينها، سأكون طوعاً ليديكِ مهما كنتِ ستفعلين بي، فقط تعالي إلي، دعيني أراكِ.

طُرِقَ الباب بعد وهلة و قد ظننتُ أنني بروحكِ أَخَتَلي، أطل علي والدي من خلف الباب و قال.

" سأبعث غداً فريقاً لينظف المنزل و ينقل هذه الغرفة إلى المعرض لبيعها، سأشتري واحدة جديدة"

قعدتُ على سريري سريعاً، ها هم يريدون مسح كل أثر لكِ بقي في المنزل، حتى هذه الغرفة لأنك عالقة بها سيتخلصون منها.

لكنني لطالما كنتُ عصيّاً على الطاعة، إنني لا أطيع أحد و كل أمر يسير على تقديري الخاص.

" لن يخرج من هذه الغرفة شيئاً أبداً و لن يُنضف المنزل، لا شأن لك بمنزلي، إنه ملكي من مالي الخاص!"

تنهد السيد كيم ثم أجابه.

" حسناً كما تشاء، لكنني ابتعت غرفة نوم، سأضعها في تلك الغرفة الفارغة في آخر الرواق"

أومأت إليه بلا إهتمام، فليضعها و لنرى يا أوكتافيا كم ستتحملي الحياة معي و بأي طريقة سأدفعكِ لنحر عنق حياتك.

............................

ثوب أسود طويل يتناسب و حُرمة المكان الذي أذهب إليه و حِدادي عليها، أنا تِلك القاتلة التي أعلنت الحِداد على ضحيتها.

ترجلتُ من السيارة و طلبتُ من الحرس الذين وضفهم أبي لمراقبتني ألا يتبعوني داخل المقبرة، سأنهار و لا أريد لأحد أن يرى إنهياري.

وضعتُ باقة الورد قُرب الشاهد ثم جلست إلى جانب قبرها، أزلت نظّاراتي فلأرى بعيني ما نتيجة عُهري.

عيوني ذابلة بكثرة ما بكيت لكنها ما زالت أملك المزيد من الدموع كي أبكي و أذبل أكثر، هنا و بسببي دُفِنَت فتاة كزهرة.

ما جف ترابها حتى و ها هم يزوجوا زوجها إليّ، نحن القتلة لنا الحياة و هي البريئة لها الموت، ربما في الموت رحمة لا ندركها نحن لكنني أرجو أنكِ أينما ذهبتِ تكوني بخير.

لا أريد منكِ أن تسامحيني فأنني لا أستحق مغفرتك لكنني أعلم جيداً أن العذاب الذي سأعيشه حتى موتي ربما يخفف لي عندكِ مِثقال سيئاتي.

لستُ أتزوج جونغ إن لأنني أريد صدقيني، إنما أتزوجه رغماً عني فأبي نفاني عن أبوته و تبرأ مني ليعلقني في جيّد جونغ إن.

لن يأبه لكِ و لذكراكِ، لن يهتموا أن ترابكِ ندي و أن فراقكِ ليس معتاداً بعد، لن يهتموا لإبنتك بل سيستغلونها كحُجة لإضعافي و إضعافه، لن يهتموا لي أو لكِ أو له، بل المال ثم المال ثم السُمعة.

أدرك جيداً أنني مهما فعلت لن أسد لكِ حقكِ مني حتى لو لإرضائك قتلتُ نفسي، فبقتلي لنفسي لن تعودي.

لكنني أعدك أنني سأكرس حياتي لرعاية ابنتك و أنني لن أخدعها بشأنكِ أبداً، سأربيها لتحبك و تكرهني، سأربيها لتمجدك و تلعنني.

إنني لا أستحوذ على مكانكِ و لا أريده لكنني لا أملك خياراً سِوى أن أكون فيه أمام الناس، أما جونغ إن فأعدك أنني لن أقترب منه و لن أنظر عليه حتى.

إن جدفت مشاعري بعكس إرادتي مجدداً فأنني سأذكر نفسي في كل طرفة عين أن مشاعري من ردمتكِ تحت التُراب.

وداعاً يا لارا و أعدكِ بزيارات كثيرة!

نهضتُ عن ترابها و دعوت الله أن يتغمدها برحمته ثم إلتفتُ بقصد المغادرة لأرى في وجهي من خشيت لقاءه.

إنخفض وجهي سريعاً و وازى الأرض، أنّى لي أن أنظر في عينيه و هو ضحيتي الثانية، و إن ما خرجت روحه فأنني طعنتُ قلبه.

" ماذا تفعل العاهرة في مكان طاهر كهذا؟ ألا تدركين أنكِ ترجسين ترابها؟ لا تأتي إلى هنا مجدداً!"

لن أجادله، فليقول ما يشاء و لينعتني بما يشاء، سأحتفظ بفمي مغلق و أسايره، أومأت له ثم تجاوزته بقصد الرحيل.

أخشى أن تنهار دعَماتي الضعيفة و أسقط أمامه أتوسله أن نعود إلى الأيام الخوالي، استوقفني سؤاله الساخر بينما أمر به.

" ستتزوجين من كاي؟! تناسبان بعضكما بشكل مقرف، أتمنى لكما حياة تعيسة"

علقت رغم أنني أدرك أنني لا أزيل العُجمة عن فهمه، إنما أعزز صورتي المشوهة في عقله.

" لستُ أتزوجه برضاي و لا لأجلي، إنما أتحمل نتيجة خطأي و أحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه"

ما إستهجنتُ ضِحكاته و لا تعاليها، إنني أفهمه خصوصاً حينما يكون يتألم، إنه عندما يُجرَح يجرح.

" بالله عليك! قليلاً و سأصدق أنكِ ملاك"

قضمتُ شفاهي أومئ بحسرة، جيمين أكبر خسارة تكبدتها في حياتي، سأندم على خسارته حتى يلمني التراب كما لمَّ لارا.

" لا أحاول إثبات شيء لك و لا أن أزخرف صورتي التي تشوهت في عقلك و قلبك، لا أريد منك سوى أن تكون بخير و تتجاوزني"

سِرتُ بخطوات وئيدة بعيداً عنه و عيناي تذرف الدموع بلا هوادة، صوت ضحكاته المتوجعة جلجلت سكون المقبرة ثم خطواته التي تدوس العُشب أسفل قدميه بلا رحمة.

أمسك بعضدي بخشونة آلمتن ثم لفني إليه بقوة و صاح في وجهي كما لم يفعل من قبل، جعلني أشهق مرتعبة لصياحه.

وجهه الذي أحمر فجأة لكتمه الغيظ و دموعه الغاضبة التي إنسابت على وجنتيه جعلت وجعه مكشوفاً في عينيّ.

" أنتِ لا شيء لأتجاوزك، أنا أدوسكِ بقدمي و أكمل طريقي، لا تمنحي نفسكِ مكان لستِ فيه، أنتِ بالنسبة لي مجرد عاهرة!"

تقهقهرتُ إلى الخلف بخطوات مرتبكة حينما صرخ و بينما يقول هذا الكلام الجارح أنكستُ رأسي تبكي بلا حِس، كلماته عليّ أحد من السيف و أقسى من أن أتحملها.

أومأتُ إليه مرة أخيرة و قُلت.

" حسناً، أنا كذلك، لا تحدث عاهرة، أخشى عليك أن تمسك نجاستي"

إستدارت و وليت منه هاربة، جرت و شعرها يلهث خلفها كشعر فرس أصيل إن عَدَت، ما عادت قادرة أن تسيطر على دموعها و إندفاعها خارج جفونها.

قلبها يؤلمها بشدة، إن الحياة تأتي عليها بالوجع بعدما زينت لها الخطأ و أبدته جميلاً لا ذنب فيه، ذلك الخطأ الذي حمّلها وحدها خسائر وصلت إلى نفسها، لقد خسرت نفسها، ما عادت تملك حتى نفسها.

....................

" أسبوعين و سأعود إلى كوريا"

اظهروا رِفاقه سخطهم من تلك الأخبار المؤسفة التي نقلها بيكهيون إليهم، تبسم بخفوت و رفع كوب قهوته إلى شفتيه، إنه مُشتاق لأوكتافيا كثيراً.

سيحرص عندما يعود أن يرد لها الوقت الذي قضاه بعيداً عنها، مشتاق لبيول أيضاً، عندما يعود سيكون حريص أن يبحث عنها جيداً، لكنه لن يترك إيزابيلا وحدها هنا.

ما زالت تنفره و ترفض إستقباله، تُجهِز عليه كلما قابلها، إن ما زجرته بلسانها الحاد ستزجره بعينيها، لكنه لا يرى فيها سوى اللآلئ.

دخلت إلى المقهى و طلبت طلبها المعتاد، كوكتيل خالي من الكحول، لاحقها ببصره حتى تناولته و خرجت، لقد علم لاحقاً أنها أتت إلى هنا كي تتدرب في حقل تخصصها.

جلست على الطاولة التي إعتادت أن تحجزها، أسفل مظلة في ردهة المقهى، نظر إليها عبر الفاصل الزجاجي، يعجبه فيها إجتهادها البحت، إنها تذكره ببيول، هي أيضاً مجتهدة هكذا، لا ينسى كم كان ينهكها بالعمل و لا تعترض.

راقبها حتى إلتفتت بوجهها ناحيته بعفوية و ما إن رأته حتى عقدت حاجبيها بسخط، تبسم بخفة حينما وجدها تنهض لتلملم أغراضها، إنها لهذا الحد تنفره، ما كان يعلم أن إفتراقه عنها سيكون مؤلماً بالنسبة إليها إلى هذا الحد.

وضعت المال على الطاولة ثم غادرت المقهى لكنه هذه المرة قرر أن يتبعها بلا أن تشعر، يريد أن يطمئن أنها وصلت حيث تريد بأمان.

لكنها كشفته يراقبها فأسرعت بخطوات و لم تنتبه إلى الدرّاجة المسرعة التي تسير على مقُربة من الرصيف.

هرع إليها سريعاً و قد توسعت عيناه فزعاً حينما رأى الخطر محدق بها، لكن الدراجة كانت أسرع منها فصرخ.

" إيزابيلا انتبهي!"

أسقطت ما بيدها تلوذ بالفرار لكن الدراجة قد أصابتها بالفعل و أسقطتها أرضاً، صرخت تتلوى أرضاً، إنحدرت يدها إلى بطنها تتمسك بالقماش أعلاه.

جثى بيكهيون سريعاً بجانبها و رفعها إلى قدميه، ثم أخذ يهزها حتى تستجيب.

" إيزابيلا؟! أنتِ بخير؟!"

تأوهت متألمة قبل أن تهمس بضعف و دموعها قد إنسابت على وجنتيها.

" أنقذ إبني، بسرعة الجنين سيتأذى"

إتسعت عيناه مستهجناً ما سمعه.

" أنتِ حامل؟!"

أومأت إليه و قبل أن يحصل المزيد من الإجابات فقدت وعيها.

وصل الإسعاف بعدما إتصل بهم أحد المارّة، نُقِلَت إلى المستشفى و بيكهيون رافقها في سيارة الإسعاف.

أخذ يسير في الرِواق أمام غرفتها جيئة و ذهاباً، تارة ينظر في الساعة تارة يتأفأف متخصراً، لقد طال إنتظاره خارجاً.

في النهاية خرج إليه الطبيب قائلاً.

" المريضة بخير و لكن وضع الجنين ليس مستقراً، إنها مُعرّضة للإجهاض إن أجهدت نفسها، تستطيع أخذها و لكن اهتم بها"

أومئ إلى الطبيب ثم شكره لينصرف، أما هو فَبقي في مكانه ساكناً يحاول تقفي المعنى خلف ما قاله الطبيب، إيزابيلا حامل، من؟ و متى؟!

دخل عليها ليجلس قُرب سريرها، كانت ممددة على السرير و قِبلة وجهها تصُد عنه، تنهد ثم قال.

" قال الطبيب أنكِ بخير لكن جنينكِ معرض للخطر، هل لي أن أعلم من والده و منذ متى و أنتِ حامل؟!"

همست بهدوء دون أن تحرك طرفاً.

" لا شأن لك"

تنهد مستاءً و أجبر نفسه أن يصبر حتى يعود بها إلى منزلها، خرج يتمم أوراق الخروج و من ثم أخذها و خرج، ما تحدثت معه و لو بكلمة اثناء ذلك، و هو امتنع عن الحديث حتى يصلا منزلها.

ما إن دخلت شِقتها حتى كادت أن تغلق الباب في وجهه إلا أن يده كانت سبّاقة في صدِّها، تأفأفت مستائة من تمسكها الكريه بها.

" غادر، ما عدتُ أحتاجك"

دفع الباب و دخل معلقاً.

" بقائي ليس مقروناً بحاجتكِ"

دارت عينيها في محجريها مستائة أمامه ثم قالت.

" ماذا تريد؟!"

رغم أنه كره حركتها الأخيرة لكنه ما علق بل وأد كل المقدمات و قال في صُلب الموضوع.

" من والده و منذ متى؟!"

عقدت حاجبيها بأستياء و قالت.

" قلتُ أن لا شأن لك، لا تولي نفسك أكبر من قدرك علي، حرة أنا بأفعالي و لأعاشر من أريد، تبقى أنت خارج شأني"

إرتفعت يده في تمهيد للقاء عنيف مع وجنتها في لحظة فقد فيها كل أعصابه، قبل أن تصلها يده قالت.

" اضربني و لترى ما سيحصل لك"

قبض يده و أنزلها متنهداً.

" ماذا سيحصل، أستسدين الصفعة لي مثلاً؟!"

ضحكت و نفت برأسها ثم قالت.

" لن أسد لك الصفعة بالصفعة"

رفعت يدها و أسقطتها على وجنته بقسوة، إلتف وجهه جانباً بزاوية مطأطأة، عيناه متوسعة و شعر بكرامته تصفع لا وجهه.

" هذه لأنك حاولت صفعي، لو أنك فعلتها لما اكتفيت بكسر ذراعك، و الآن أخرج من هنا و لا أريد رؤيتك مجدداً في مكاني، لا تلاحقني و لا تتعرف علي"

رفع وجهه و مسح وجنته حيث علَّمت أصابعها، هدد قائلاً بنبرة تتأجج غضباً.

" سأخبر عمي أن ابنته العزيزة حامل من رجل عاشرها لليلة ثم هرب، أما هو فأنني سأقتله حينما أجده"

تبستمت بإستهتار ثم حركت يدها تطرده بأشارة قائلة.

" اذهب و افعل ما تشاء، لستُ أخشاك"

خرج مهزوز الكرامة، مكسوراً في رجولته، أخبرته أنها تملك حبيب لكنه ما صدقها ظناً منه أنه كذبة رديئة تلتجئ إليها لطرده من حياته، لكن ها هي حامل.

حامل من مجهول لم يظهر أبداً، سعى بحثاً خلفه منذ قالت أنها تمتلك رجلاً غيره، لكنه لم يجد لهذا الرجل أثر، الآن هو مقتنع أنها كانت خليلة فراش لليلة واحدة، بعدها هرب الرجل و تركها بطفله.

أهذا هو سبب عدوانيتها معه؟ لربما هي تحمّله الذنب، لو أنه ما أفلتها لما إلتجأت لغيره بحثاً عن الحب، لا يفهمها بالقدر الذي يجيز له أن يحكم فيه عليها، لكنه سيحمّل نفسه ذنبها على آية حال.

ماذا لو ما فارقها و حررها من قيد عُلِقَت فيه طوال سنين قضتها تحبه بلا مقابل؟! ماذا لو لم يدفعها عنه؟!

...................

فتح الحارس البوابة الحديدة الضخمة و بان لها و لطفلها من خلفه زوجها العزيز، تبسم حالما رآهم بإنتظاره و ما توقع أن يحضر احد آخر سواهما حتى.

ربما جيمين، لكنه لم يأتي.

تقدمت إليه و ترقرقت الدموع في عينيها، أحاطت كتفيه بذراعيها و غمست رأسها في عنقه تبكي بصوت خفيض.

" اشتقتُ لك كثيراً"

مسح على شعرها و تلك الإبتسامة رغم ذبولها ما زالت عن شفتيه، أشار إليه ابنه الصغير بأن يواسي المرأة في حضنه، أومئ له تيمين و احتضن نايون إلى صدره بقوة قائلاً.

" كُفي عن البكاء، ها أنا قد عُدت إليكِ و لابننا، لا تدعيني أخسر المزيد من عمري في الحزن، لا تبكي"

فصلت العناق و هي تومئ و تمسح دموعها، تبسم بخفة ليمسح دموعها بإبهاميه ثم قبَّل جبينها بحرارة.

إنخفض ليحمل جونغهيون و الصغير عانقه فرحاً و قال.

" أخيراً أبي عاد إلينا!"

قهقه تيمين بخفوت و ضم جونغهيون إليه ثم أحاط نايون بذراعه الأخرى ليسير بهما بعيداً عن حدود السِجن.

تولت نايون القيادة و هو بجانبها أما جونغهيون فيجلس في مقعده في الخلف، تحدث تيمين إلى إبنه بإبتسامة.

" كيف كان صغيري بغيابي، هل حميت والدتك؟! أم أنك عذّبتها؟"

برم الطفل شفتيه ثم قال.

" عذبتها بلا قصد، أو بالأحرى كنتُ حُجّة لتعذيبها"

نهرته نايون و ألزمته بالصمت سريعاً، لقد نبّهت عليه قبل أن ياتوا ألا يقول شيء لوالده، لكنه - ابن أبيه- على حد تعبيره و لن يخفي عن والده شيء.

عقد تيمين حاجبيه و تحدث إليها قائلاً.

" لا تنهريه، أتركيه يخبرني"

تنهدت نايون مستاءة، بالتأكيدة السيدة كيم ستتهمها بأنها أثارت غضب تيمين على أمه عبر جونغهيون لتبدو بريئة.

"هيا قُل لي يا صغيري، ماذا حدث في غيابي؟!"

نظر شزراً إلى المرآة الأمامية التي تعكس والدته، كانت ترمقه بنظرة محذرة ألا يقول شيء فقال الصغير مستاءً.

" أولاً قل لأمي أن تتوقف عن النظر إلي هكذا، إنها تهددني بعينيها يا أبي، انظر!"

نظر تيمين إليها فتحمحمت و صرفت نظرها عن إبنها، ستحاسبه لاحقاً.

" الآن تحدث، ما عادت تنظر إليك"

تبسم الطفل ملئ شدقيه و راح يخبر أبيه بحماسة عن أفعال جدته و جده بأمه، تنهد تيمين مستاءً من أمه، أنها لا توفر فرصة دون أن تنتهزها في ذُل زوجته متحججة بإبنه.

" حسناً، سأتدبر أمر جدتك"

وصلوا إلى المنزل الخاص بهم، منزل نائي عن الحي الذي فيه القصر، منزل يخص هذه العائلة الصغيرة حيث يستطيعون أن يعيشوا بحرية أفضل.

قضوا ذلك اليوم بهدوء و سعادة ما حضوا فيها منذ وقت طويل، بعد أن ذهب الصغير إلى غرفة نومه و أصبحا نايون و تيمين وحدهما في غرفتهما.

تحدثت نايون إلى تيمين بعدما خرج من دورة المياه يجفف شعره الذي يقطر ماءً بمنشفة صغيرة و على جسده روب الإستحمام.

" تيمين، هناك الكثير من الأمور حدثت في غيابك، بصفتك الأخ الأكبر عليك أن تعرفها، لا استطيع أن أكون أنانية و لا أخبرك بها"

عقد تيمين حاجبيه بلا فهم و جلس إلى جانبها ثم قال.

" كُلّي آذان صاغية، تحدثي!"

أخبرته عمّا حدث في غيابه، هروب أوكتافيا أثناء حفل الزفاف، موت لارا، و أخيراً قرار العائلتين بتزويج أوكتافيا و جونغ إن.

تيمين لم يصدق بداية أي مما قالته، لكن دموعها كانت كتوثيق لكلامها، اهتزت يديه حينما بسطها على  وجهه ليمسح عليه.

بقي ساكناً لفينة منهاراً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قضى وقتاً عصيباً ليستوعب حجم المصائب هذه و عددها و نايون ما بخلت بالتهويد عليه.

رفع يديه عن وجهه أخيراً لترى في وجهه الذي إحمرّ و عينيه المكتنزة بالدموع حزنه الشديد على لارا.

مسح عينيه بنزعة رجولية و قال بثبات ثابر للحفاظ عليها.

" ماذا عن شقيق أوكتافيا؟! ألا يعلم بشيء؟!"

تنهدت نايون و أخبرته.

" كما علمت أن أخيها في الخارج يتمم دراسته لكنه يكاد أن يعود إلى الديار، لا يعلم شيء لأنه لو علم سيأتي حالاً و ينهي مخططات السيد بيون، لذلك بيون و كيم يحاولان تزويج اوكتافيا و جونغ إن قبل أن يعود بيكهيون و إلا ما سمح بإتمام الزواج بنزعته العدائية"

أومئ تيمين و تناول هاتفه ليجري إتصالاً، حينما أجاب المتصل قال.

" اعثر لي على رقم بيون بيكهيون في الولايات المتحدة"

نظر إلى نايون متحزماً بالجَلَد، لو أنه لم يصمت حالما عَلِم بأمرهما، ليته أخذ لارا من على السفينة و ابتعد بها منذ ذلك اليوم، لكانت اليوم حيّة بينهم.

واسته نايون عندما مسحت على ظهره بلطف، ها هو يحمل نفسه ذنب موت لارا، و من الآن يشعر بالسعير تُثار في قلبه.

أخفض رأسه ليضعه بين كفيه و حينما أوشك على البكاء خبأ وجهه في عنق زوجته، نايون استقبلته مُرحبة، احتضنته و ربتت عليه.

" لو أنني تدخلت يا نايون لما حدث لها شيء"

تنهدت تغلغل أصابعها في شعره.

" لستَ المذنب، لا تلوم نفسك و المجرمين أحرار، لا نفع من ندمك، عليك أن تنقذ الموقف فقط."

وصلته رسالة نصيّة تحوي رقماً، سُرعان ما قصده بإتصال سريع، بغض النظر عن الوقت في الولايات المتحدة؛ بيون بيكهيون عليه أن يجيب و يساعده لِفض هذا الزواج.

" بيون بيكهيون؟"

أتاه صوت الرجل بهدوء.

" نعم، تفضل؟"

تنهد تيمين قبل أن يخبره موجزاً.

" أنا كيم تيمين، أحدثك بشأن أوكتافيا، ستتزوج جونغ إن أخي و عليك أن تأتي لتمنع هذا الزواج، سأفعل بدوري ما يجب علي فعله"

أغلق بيكهيون الخط فأدرك تيمين أن المعلومة قد وصلت على النحو الصحيح، سيقوم بدوره بما يلزم لمنع والده و على بيكهيون أن يمنع والده، إن ما استطاع فليختطف أخته و يذهب بها.

" لكن متى الزواج؟!"

حركت نايون كتفيها بجهل قائلة.

" لم يبلغوني بعد، لا أعلم"

تنهد تيمين و أومئ بصمت لها، مسح على وجهه يمسح العَبَرات العالقة في جفونه ثم ابتسم بذبول و ألقى بثقل رأسه على كتفه مجدداً و قال.

" أريد أن أزور لارا غداً"

أجابته نايون بالموافقة، و كما لم ينام تيمين تلك الليلة لهول ما حدث و سيحدث، لم ينم الكثيرون غيره، ضمنهم جونغ إن و أوكتافيا.

في الصباح، وصل تيمين إتصال من والده فأجابه.

" عزيزي تيمين، لم أستطع أن أزورك البارحة لإنشغالنا بأخيك، تحضر جيداً، اليوم زفاف جونغ إن و أوكتافيا"

.....................

سلاااااااام

الهان نهر في سيول و هو وسيلة للمنتحرين لقتل أنفسهم، طبعاً أعلى نسبة إنتحار في العالم موجودة في كوريا، و اغلب المنتحرين بنتحروا بهذا النهر.

البارت الهادي، بعرف، بس هذا تمهيد للأحداث الساخنة في البارت القادم، كنت أنوي يكون هذا البارت ذا أحداث ساخنة بس فضلت أمهد للموضوع.

أتمنى أنو عجبكم و أكيد شكراً لكل المعلقين، المصوتين، و القراء جميعاً♥️♥️

البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.

١. رأيكم بحالة جونغ إن؟! هل استطعتم فهمه؟! ماذا سيفعل بخصوص الزواج؟!

٢. رأيكم بحالة أوكتافيا؟ و ماذا سيحدث معها؟!

٣. رأيكم بحالة جيمين؟ عصبيته المفرطة و حِدته العدائية تجاه أوكتافيا؟!

٤.رأيكم ببيكهيون؟! و ما التفسير الأصح لمشاعره؟! هل سيخبر أهلها؟ ماذا سيفعل بخصوص أوكتافيا؟!

٥.رأيكم بإيزابيلا؟! ثباتها و قوتها ضظ بيكهيون و عدائيتها ناحيته؟

٦.رأيكم بالعائلة اللطيفة؟! ردة فعل تيمين و ماذا سيفعل ليوقف الزواج؟

٧ رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
CH28||أساس ركيك
Коментарі