Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
Ch24|| في قاع الحب
" من قاع الحب"




" في خِضم صراع تتوارد إلى قلبي خفقة تردني إليكِ مُطرب الحِس دون أن أعي أنني آتيكِ بعد رحيل قسري"













تم نقل جونغ إن إلى غرفة عادية كي يرتاح بها بعدما أستيقظ و أذن الأطباء لعائلته أن يرونه، دخل والديه إليه تتبعهما لارا التي تسير بصعوبة.

استقبل أحضان والدته و قُبلها و نحيبها بصمت و حالما وقعت عينه على لارا التي تقف بعيداً و تنظر ناحيته بتشوش إبتسم و مدَّ يده لها فأتته.

أمسك بيدها ثم بإجتذابها الخفيف أدركت أنه يريد منها أن تجلس على الطرف الشاغر من السرير.

" هل أنتِ بخير؟!"

نظرت والدته إلا لارا ببغض و قالت.

" هي من عليها أن تسألك و ليس أنت"

تجاهلت لارا والدتها في القانون و أجابته.

" أنا بخير، ماذا عنك أنت؟!"

تبسم بخفة ثم رفع يده ليداعب بأنامله وجنتها قائلاً.

" أنا بخير"

أخفضت رأسها تمسح الدموع العالقة في رموشها ثم رفعت وجهها إليه و ابتسمت بتكلف، قاطع السيد كيم خلوتهما بنفسيهما أمامه قائلاً.

" كيف طُعِنت و من طعنك؟!"

نظر جونغ إن إلى والده ثم إلى لارا التي همست باسم تيمين فقال.

" لم تكن طعنة بالواقع، إنها مجرد حادث جعل تيمين يصيبني بلا عمد"

أراد أن يستفسر السيد أكثر لكن طرقات خفيفة متتالية على الباب قاطعته، تقدم ليفتح الباب ليجد رجلين من الشرطة يقفان خلفه.

" علينا أن نأخذ شهادة كيم جونغ إن"

أومئ السيد ثم خرج تتبعه زوجته و ابنته في القانون ثم دخلا رجلي الشرطة لأخذ أقوال جونغ إن.

أدلى جونغ إن بشهادته معللاً الطعنة بحادث غير مقصود وقع بينه و بين أخيه تيمين، ثم إنصرفت الشرطة بعدما تطابقت أقوال جونغ إن و لارا.

دخلت لارا إلى جونغ مجدداً بعدما غادرت الشرطة، جلست على الكرسي الذي يجاور السرير و عندما نظر لها ابتسمت بتكلف.

" غاضبة مني؟!"

و كيف لا تغضب؟! لقد إعتادت على جونغ إن يخونها كثيراً دون أن يفكر بمشاعرها لذا أن يخونها مجدداً ما كان أمراً مفاجئ بالنسبة لها، تشعر بالغضب حيال ذلك و لكنها إعتادت على خيانته المستمرة لها.

ما لا تتقبله أنه خانها مع أوكتافيا، لا تصدق أن أوكتافيا الفتاة العاقلة و قعت في فخ كاي، ربما أعجبته بالفعل لكنها ما كان عليها أن تتبعه و خصوصاً أنها تعلم بماضيه الحافل بالنساء و المجون.

" سنتكلم في ذلك لاحقاً"

إنه لم يخونها فقط بل خان أخيه، خطأه هذا بالفعل فادح، تعلم أنه نرجسي و ما بعده الطوفان، بالنسبة له مصلحته تأتي في المقام الأول و الثاني و كل مقام.

لا يعتبر لمشاعر أحد ما دام ما يفعله يسعده، لا ينظر في نِتاج أفعاله قبل أن يقترفها و لا يعيش إلا ليستمتع حتى لو كان على حساب الآخرين.

هي تفهمه جيداً، لا تبرر له أفعاله لكنها تفهم نفسه المريضة، لكن أوكتافيا ما كانت تظهر لها بهذا السوء أو الغباء إن صح القول.

لا تعرف كيف تجرأت أن تسألها عن حالها مع زوجها و هي خليلته في فراش حرام، تدعي أنها تطمأن عليها مع زوجها و هي تحترق شوقاً لسماع قدر الضرر الذي يلحقه جونغ إن بلارا لأجلها.

لم يسبق للارا أن كرهت أحد حتى كاي و نسائه الكُثر لم تحمل لهم مشاعر حتى كي تكرههم فيها لكن أوكتافيا، إنها تكرهها بالفعل و لأول مرة تجرب شعور أن تكره أحد.

أوكتافيا التي استغلت طيبتها و جلست في بيتها، إنها لن تسامحها حتى لو ركعت على ركبتيها تتوسلها العفو، إنها لن تعفو عن أوكتافيا أبداً و ستكرهها على الدوام.

......................

في غرفة التحقيق، يجلس تيمين على طاولة الإتهام مكبلة يداه بقيود الشرطة، تنهد يضع رأسه على الطاولة بإنتظار أن ينتهي من جلبة التحقيق.

رفض تيمين الإدلاء بأقواله قبل أن يصل محاميه و هذا ما حدث بالفعل، بعدما وصل المحامي نقل إليه إفادة جونغ إن كي ينقلها على مسامع الشرطة كما هي.

طمأنه المحامي ان شقيقه قد تخلى عن حقه و بما أن الطعنة اعتبرت حادثة فأنه لن يضيع عمره في السجن، سيقتصر الأمر على فترة قصيرة جداً.

أدلى باقواله أمام الشرطة و أمر المحقق الموكل بالقضية بنقله إلى المحكمة غداً صباحاً و سيقضي ليلته هذه بالحجز.

قبل أن يذهب إلى الزنزانة طلب أن يتحدث إلى زوجته نايون فلبى له المحقق طلبه بما أنه رجل مرموق رغم ذلك لم يستخدم نفوذه ليعرقل سير القانون.

أجابت إتصاله بهدوء.

" من؟!"

قضم شفاهه بتردد و قال.

" إنه أنا تيمين"

همهمت هي بهدوء لا تعلم بأنه عالم بطبيعة إنفعالها الآن، إنها تبكي و لا تظهر ذلك، مجدداً تيمين يكون ضحية عبث أخيه.

" لا تقلق بشأننا سنكون بخير حتى عودتك"

همهم، يشعر بالتوتر شديد، فجأة ضاعت الكلمات من جوفه لا يعلم ماذا يجب عليه ان يقول.

" ابقي في الشقة، تعرفين رقم حسابي المصرفي، اعتنا بابننا جيداً حتى أعود و اخبريه أنني في رحلة خارج البلاد"

ابتسمت لكنه سمع شهقتها الباكية قبل أن تقول.

" ليس و كأنها المرة الأولى التي تبتعد فيها عنا، لا بأس تيمين سنكون بخير"

تعذر لنفسه قائلاً.

" كنتُ متوتر خوفاً عليكِ"

صمت كلاهما عن الحديث و كأنهما حديثا العهد مع بعضهما البعض حتى استعجله الشرطي فالإنتهاء فقالت.

" لا تفكر بنا، سنكون بخير، أنت فقط نم قرير العين الليلة و أنا متأكدة أنك لن تمكث طويلاً في السجن"

همهم ثم ودعها و أغلق الخط ثم قاده الشرطي إلى الزنزانة حيث سيقضي ليلته هذه.

جيمين وصله نبأ أن تيمين سلم نفسه و حمل القضية عن أكتافه فثار غاضباً لكنه لا يستطيع أن يسلم نفسه و يبرئ أخيه ذلك سيجعل تيمين يتحمل عقوبة التستر على جريمة.

في قعر الليل عاد إلى شقتها و حالما فتح الباب وجدها على الأرض كيفما تركها، نظر لها بجمود ثم عبر من فوقها إلى الداخل.

آتى بكأس ماء و شربه بينما ينظر إليها، بوده لو أنه يسكبه فوق رأسها، لكنه ليس مثل جونغ إن، يده لا ترتفع ضد إمرأة مهما فعلت، إنما يعاقب بطرق أخرى.

نادى عليها بصوت عالي جعلها تستفيق مذعورة و حالما ميزته أمامها أنكست برأسها و أخذت تعدل مظهرها.

" سيبقى رأسكِ طوال العمر هكذا، منكوس، أنتِ ستري مني جانب سيجعلكِ تندمين أشد الندم لأنكِ عبثتِ و أنتِ على ذمتي"

ما قالت شيء فقط نهضت لتقف و سارت ناحية غرفتها لكنه أستوقفها قائلاً.

" إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟"

أجابته تعلل بصوت خفيض.

" إلى غرفتي"

إقترب منها متجهماً بخطوات سريعة جعلها تتراجع خوفاً من أنه سيبطش بها حتى ضربت ظهرها بالحائط، كتمت ألمها و ابقت على رأسها مخفضاً حتى وقف أمامه.

رفع سبابته لينقر بها صدغها و هي أخفضت رأسها و الدموع بالفعل أصبحت في عينيها، لم تتعرض طوال حياتها للأهانة كما تتعرض لها الآن.

المُهين أكثر أنها تستحق أن تُهان و لا يحق لها أن تعترض فهي قد أخطأت خطأً فادحاً بحقه و لا تتوقع منه أن يسامحها أبداً.

" إن ما أذنتُ لكِ بالحركة فلا تتحركي، أتفهمين؟!"

أومأت سريعاً إليه و كتمت نحيبها حتى ابتعد قليلاً لكنها ضلت على وقفتها، رفعت بصرها إليه فأشار لها بعينيه أن تذهب من أمامه.

دخلت غرفتها و أغلقت الباب ثم رمت بجسدها على سريرها، إحتضنت وسادتها و غمست وجهها بها ثم أخذت تبكي كل الألم في صدرها.

لم تتوقع من جيمين رد فعل أقل غضباً لكنها أكبر بكثير مما توقعت، ما توقعت ان يطعن أخاه و يحبسها في شقتها و يسلبها كامل حرياتها.

ظنت أنه سيصرخ، سيلومها بسخط ثم يطردها خارج حياته و يغادر، لو فعل ذلك لكان أقسى عليها مما يفعله الآن.

لقد تمسك بها رغم أنها إعترفت بخيانتها له و ما زال مُصراً أنه سيرتبط بها، لم يتخلى عنها حتى لو كان بدافع الإنتقام، ذلك الحب الذي يكنه لها ليس حباً يستهان به و يا ليتها حفظته.

علمت أن جيمين رجل مغموس في الحب فإما أن يرفعها فوق الغيام أو يسفلها في أرض السافلين، إنه حب متهور كثيراً ذلك الذي يكنه لها.

نهضت لتستحم و بعدما إنتهت خرجت تبحث عنه حتى وجدته يجلس قرب النافذة، هناك حيث إعتادوا أن يجلسا و ينظرا إلى السماء بينما يشربان الشوكولاتة الساخنة.

تقدمت إليه و هو حالما شعر بها نظر إليها ثم دحرج عدستيه بإهمال إلى واجهتهما الأولى، قضمت شفاهها في تردد لكنها في النهاية قررت أنها ستفعل ما أتت إليه لأجله.

كان يجلس على الكرسي فهي ما حملت على نفسها أن تبقى واقفة و لا أن تشاركه مقعده بل جلست في الرقعة الشاغرة أرضاً أمامه.

" جيمين"

نادته بخفوت لكنه لم يستجب لها فأخذت مكاناً أقرب إليه ثم وضعت يدها على ركبته لكنه أبعد يدها عنه بخشونة.

قضمت شفاهها تحاول كبت دموعها و أخفضت رأسها ثم همست.

" أنا آسفة حقاً"

تنهد يكبت إنفعاله و نظر بعيداً يهم بالرفرفة بأهدابه كي يمنع دموعه من الإنزلاق على وجنتيه، أوكتافيا أكملت بنبرة باكية.

" أخطأت خطأً فادحاً لا أتوقع منك أن تسامحني عليه أبداً، لك الحق في أن تنعتني بأي شيء أعلم أنني أستحق ذلك، أعلم أنني خذلتك و خنتُ صداقتنا و الحب الذي كننته لي.."

قاطعها يكمل عنها و قد نظر إليها لكن دموعه تشوش عليه الرؤية بالفعل.

" لكنكِ لم تكنيه لي"

نفت برأسها و شهقت باكية على جلستها.

" لقد أحببتك و ما زلت أحبك و سأبقى دوماً، لو أنني لا أحبك لما اعترفت لك بفعلتي هذه، لكنني أكتشفت أنني أحبك متأخراً جداً"

ارتكز على ركبتيه بمرفقيه أقرب إليها و قال.

" أنتِ أحببتِه علي ذلك يعني أنكِ لا تحبيني كفاية، حتى لو ما أحببتني كما أفعل أنا، لو أنكِ تكنيّن لي ذرة حب و احترام لما سلمتِه جسدك و استسلمتِ لمتعة فراش حرام"

تبسم هازئاً و همس.

" كنتُ أستطيع أن أمنحكِ متعة مضاعفة لو أنكِ كبتِ عهركِ قليلاً."

وضعت يديها على وجهها لشدة شعورها بالخزي و حملت نفسها على قدميها تود الفرار من أمامه لكنه أمسك بمعصمها و أجلسها مجدداً حيث كانت فانفجرت باكية أمامه و صرخت.

" توقف عن قول هذا لي، أنا لا أتحمل إهانتك خصوصاً لأنها منك أنت، أعلم أنني أخطأت خطأً عظيماً يحجب عني الحق بطلب عفوك لكن أرجوك لا تكسرني فوق إنكساري، أرجوك إنني لا أتحمل!"

أمسك بكلا معصميها و صرخ في وجهها بغضب شديد.

" و ماذا عن إنكساري أنا؟! ماذا عن الذي فعلتِه بي أنا؟! أنا لو استمررت في إهانتكِ حتى موتك تبقي مديونة لي"

صمتت عن الرد و اكتفت بالبكاء بقوة أمامه كما لم تفعل من قبل، لقد أنهكتها روحها ملامة، هي إنسانة و ليست معصومة عن أي خطأ مهما كان فادحاً.

يأتي للإنسان حالات ضعف شديدة يرتكب فيها ذنوب كبيرة، لكنها لا تنكر أنها أذنبت و الإعتراف بالذنب فضيلة.

إنها لا تبرر لنفسها فعلتها و لكنها تتلقى من روحها عذاباً ليس بهين على الإطلاق و فوق ذلك جيمين يزيد عليها الخِناق.

بعد أن هدأت قليلاً همست تتحدث إليه.

" دعنا ننتهي هنا، تمسكك بي لن يأتي عليك إلا بالمتاعب"

أمسك بمعصمها عندما همّت بالنهوض مجدداً و أجلسها مجدداً ثم أخرج هاتفه من جيبه و حتى رد الذي إتصل به قال.

" أبي، أريد أن تقدم موعد الزفاف، أجعله الأسبوع القادم"

و أغلق الخط يمنع أباه من تقديم أعذاره ثم نظر إليها، كانت تنظر إليه و تنفي برأسها رفضاً لما يفعله، إقترب بوجهه منها و هسهس من بين أسنانه التي تحرشت ببعضها بعضاً.

" ستتزوجين بي و تعيشين كما أريد أنا سواء رغبتِ أو كرهتِ، معي منذ اليوم لا خيار لكِ بشيء، حتى التفكير، ممنوع عليكِ أن تفكري"

أفلت معصمها بخشونة و نهض من مكانه إلى الخارج و ما نسي أن يقفل عليها الباب، أنه عنيد جداً و هي لن تقدر عليه، الأسوء أن بيكهيون ليس معها ليأخذها و تيمين لا يستطيع إيقاف أخيه و هو في السجن.


................

وضع الهاتف على المنضدة بعد محاولته العاشرة للإتصال بأوكتافيا و هي لا تجيبه، بيكهيون أبدى قلقه و اتصل بوالدته يسأل عنها فاخبرته أنها تقضي عطلتها مع جيمين لذلك شعر قليلاً بالإطمئنان.

الأيام تسير بوتيرة بطيئة في الولايات المتحدة، فقط تلك اللحظات التي يسرقها بمراقبة إيزابيلا وحدها التي تمر سريعاً.

في الأمس أتت إلى المستشفى و غادرت بعد وقت طويل و هو لم يعرف السبب، تبعها إلى شقتها، لقد بدت بخير صحياً لكنها متوعكة نفسياً.

الآن قد قرر أن يخرج لزيارتها مجدداً فهو لا يملك هنا أحد سِواها، تريث ينتظر أن تأذن له بالدخول بعدما قرع جرس بابها.

إستمع إلى صوت شبشبها يطرق الأرض فابتسم ثم فتحت له، فور ما رأت وجهه همت بإغلاق الباب مجدداً بعدما تنهدت بأستياء.

لكنه رد الباب بدفعة من يده ثم دخل منزلها رغماً عنها، قطبت حاجبيها الرفيعين بغضب و رمقته بإزدراء.

" ألا تفهم أنك ما عدت تخصني؟ اخرج من هنا؟!"

ضيق عينيه ينظر في عينيها بصمت حتى أشعرها بالحرج ثم علق.

" ألا ترين أنكِ تبالغين في صدي؟!"

إرتفع حاجبها بهيجان و استنكرت.

" ألم تصدني أنت مسبقاً؟!"

صمت قليلاً ثم أومئ فاسترسلت.

" إذن لا تتوقع مني تقبلك، و الآن إلى الخارج"

تنهد بينما ينظر إليها ثم شد عوده و عقد ساعديه إلى صدره مستنكراً.

" تلك الرعونة لا تناسب جمالكِ اللطيف و أنوثتكِ الناعمة"

تبسمت هازئة.

" أتظنني سأبكي عليك أبد الدهر؟!"

نفى برأسه جواباً لسؤالها و استرسل.

" لا، لكنكِ بالفعل تبالغين بصدي كما لو أنكِ تحقدين علي"

رمقته بأزدراء ثم انسحبت من أمامه إلى الداخل، هي بالفعل تحقد عليه و منذ الأمس حقدها عليه تضاعف في مكاييلها.

هو ابتسم و تبعها إلى حيث تسير، جلس على أريكتها و أخذ يتفحص أركان شقتها بعدما ذهبت هي إلى مطبخها.

إنتظر بضع دقائق حتى عادت تحمل إليه كوب من القهوة، قدمته له و علقت.

" إنها قهوة رافقتك السلامة"

نظر إليها بيكهيون مستنكراً بحاجب مرفوع ثم وضع الكوب بخشونة على الطاولة و وقف أمامها.

إيزابيلا عكفت حاجبيها ثم تراجعت عندما تقدم إليها، أمسك بذراعها و جذبها برفق رغم أنه أبدى إنزعاجه.

" عدائيتكِ المفاجئة ضدي لا يبررها أنني حررتكِ من علاقة لو بُنيّت في ذلك الوقت لكتب عليها العُقم، أنا لم أسدي لنفسي معروفاً فقط بل و أسديته لكِ"

تعاضدت الدموع في مقلتيها، إنها كلما تذكرت كيف انفصل عنها ببرود رغم صبرها العتيد على إهماله لها، رغم أنها من بادرت بطلب الإنفصال لكن كلاهما و من قرارة أنفسهما يعلمان جيداً من يرفض هذه العلاقة.

أفلتت يدها من يده بخشونة و قالت.

" لستَ في محل يؤهلك لتطلبني تفسيراً لأي تصرف افعله، أنا أتعامل معك بالشكل الذي تستحقه بل و أنني أغدق عليك بلطفي حتى، و الآن من فضلك اخرج من هنا و دعنا لا نتقابل مجدداً"

نظر في عينيها قاطباً حاجبيه بغيط و هي بعد ضحكة هازئة قالت.

" إنسى أن لك قريبة تتسكع وحدها في شوارع الولايات المتحدة"

تنهد و أغمض عينيه يدلك جبهته يمد نفسه بالطاقة لتحمل المزيد من سخطها عليه.

" و الآن من فضلك اذهب، لو آتى حبيبي و رآك تقف هنا ستتسب لنا بشجار يؤرق صفو علاقتنا"

ضحك ضحكة رجّت حنجرته، أغاظها فرمقته بغضب و كادت أن تنصرف من أمامه حتى ينصرف من ديارها لكنه مجدداً أمسك بيدها و أعادها إلى حيث كانت تقف.

" إن كان لكِ صديق حميم ادعيه كي اتعرف عليه، اتشوق لرؤية حبيب خطيبتي السابقة"

تنهدت تغمض عيناها ثم همست ترفع حاجبيها.

" اخرج من هنا"

عقد ذراعيه إلى صدره فتنهدت بأستياء لتصرخ به غاضبة.

" قلت لك اخرج، ألا تملك كرامة؟ ماذا تريد مني بعد؟ لقد تخليت عني بالفعل و حججك التافهة التي تتفوه بها لملاقاتي لن تقنعني لذا أخرج من منزلي و من حياتي بأكملها!"

قضم شفاهه متأثراً بقوة ثورانها ثم أومئ بإستسلام ليهمس بعدها.

" أنني تخليت عنك في ذلك الوقت كان أفضل شيء فعلته يا بيلا"

حمل كوب القهوة و شربه دفعة واحدة رغم سخونته ثم وضعه على الطاولة بقوة قائلاً.

" أظن أن السلامة سترافقني فعلاً"

خرج و أغلق الباب خلفه بخشونة، حتى غادر ضلت واقفة ثم رمت بجسدها على الأريكة تبكي بكل قوتها بسببه.

لو أنه يحبها حقاً لما تركها خلفه شبه حيّة و هو يعلم أن روحها متعلقة به، الآن و قد تحررت منه أخيراً، الآن و قد إستطاعت الوقوف مجدداً على قدميها آتى هو ليجعلها تنتكس من جديد.

إنه لم يكسرها مرة بل كسرها مرتين و خلف في كرامتها قبل قلبها جرحاً عميقاً لا يداويه حبه لو أحبها فعلاً، لقد كسرها و ترك فيها أثر كسره لها، إنه لم يرحمها من عتاد حبه.

إنخفضت يدها تتحسس بطنها و كمشت بأصابعها على ثيابها فوقه، إنه لن ينال عفوها مهما فعل، لو حتى عاد مليئاً بالحب لها كما طمحت دوماً.

سار بيكهيون على قدميه بين الحشود المتعاضدة بالشارع بشكل عفوي فوضاوي، مرر أنامله في خصل شعره يرجعه للخلف ثم تنهد بهمّ.

بيول من ناحية و إيزابيلا من أخرى، يريد كلتاهن، يشتاق لبيول و غزلها الصريح به، يشتاق لجرائتها و لسانها الذي يتفوه بالوقاحة دائماً و يود لو أنه يقضي طول اليوم رفقة إيزابيلا حتى لو أنهلت عليه بلومها المبطن دوماً.

حاول تخيير نفسه بين الإمرأتين إلا أنه يجد نفسه واقع لكلتيهما في الآن، لو أنه سيحب إمرأة تتفوق على الأثنتين عليها أن تكون مزيج بينهن.

بين جراءة بيول و خجل إيزابيلا، بين قوة بيول و نعومة بيلا، بين مغازلات بيول الصريحة و نظرات إيزابيلا المطعمة بالحب، إنه يريد كلتاهن معاً.

يبحث عن بيول في كل مكان لكن لا أثر لها، شاكراً لأنه وجد إيزابيلا على الأقل.

........................



رفض جونغ إن الذهاب إلى قصر والديه لفترة بسيطة حتى يصح و يشتد عوده من جديد خوفاً على لارا من أهل القصر خصوصاً من والدته إذ أنها لا تكف عن لوم لارا لما وقع حادثاً كما تظن.

تمدد على سرير يتمسك بمكان جرحه، أفشى عن وجعه بتأوه خفيض ثم تنهد يتصابر، أتت لارا إليه تحمل كأس ماء و حبوب دوائه.

تناوله من يدها بينما ينظر إليها لكنها لم تكلف نفسها لتنظر إليه، أمسك بيدها قبل أن ترحل عنه ثم اجتذبها برفق كي تجلس على طرف السرير.

" لقد فعلتُ كل شيء لأجلك"

سحبت يدها منه برفق و قالت.

" لا بأس، لقد أعتدتُ عليك تخونيني، ما عاد الأمر يجرحني كالسابق"

تنهد يقضم شفتيه ببأس شديد، إنها تستغني عنه بصريح العبارة.

" لكن غضبك مني لا يقول أنكِ لستِ مجروحة!"

نفت برأسها تنفي تفتق جروحها، جروحها كثيرة و غائرة لكثرة ما آلمتها أصابها الخدر، لقد إعتادت على ندوبها و إن رأت في نفسها أديم سليم لأستهجنت كيف أن ندب لم يواريها.

" لا تفهم غضبي على النحو الذي تشتهيه، أنا غاضبة منك لأجل جيمين و ليس لأجلي، ألم تجد فتاة تستمتع معها سوى خطيبة أخيك؟! ما كنتُ أتوقع أن مجونك سيصل هذا الحد"

غادرته و أبقته رفقة مشاعره المتخبطة وحده، إنها لم يسبق لها و أن لامته على خيانته سوى في المرات الأولى حتى إعتادت عليه يخونها و يخرج للمتعة على حسابها.

في البداية كانت تغضب و تبكي و إزاء كل نوبة غضب منها عنف يقع عليها منه تخرج منه شبه حيّة و مشوهة كلياً.

بعدها إستسلمت للأمر الواقع و حقيقة أنها من إختارته رغماً عن إرادة عائلتها و هربت معه ألزمتها أن تتحمله كيفما كان فبعد نفسها في هذه الدنيا لا تملك سواه.

مع الأعتياد آتى الإهمال في السلوك و المشاعر فما عادت تمنعه من خيانته المتكررة لها و ما عاد الأمر يؤثر في مشاعرها كما في السابق، إنها لكثرة ما كويَّت صُقِلَت.

عادت بعد فينة تحمل إليه العصيدة ليتناولها، وضعتها في حِجرها و أخذت تطعمه بيدها و كأنه لم يقدم على خيانتها خيانة أشنع من كل سابقاتها.

أمسك بيدها المرفوعة بالملعقة ثم تناول من يدها العصيدة و قبل أن تهم بملئ جوف الملعقة مجدداً أمسك بيدها و بسط راحتها على وجنته ثم أنحدر بها إلى شفتيه ليقبلها هناك.

قاطع عليه خلوته الحميمة بزوجته من طرفة الباردة من طرفها رنين هاتفه فأجابه لأن المتصل والده فقط.

" جونغ إن، أخوك جيمين يصر أن يقدم موعد زفافه لذا أردتُ أن أخبرك أنه قد أصبح يوم الأحد القادم، حتى ذلك الحين كن بخير و اهتم بصحتك لأنه عليك أن تهتم بالضيوف معي"

أسقط جونغ إن الهاتف من يده و نظر أرضاً بغضب شديد، لن يسير الأمر الذي تخطط له يا جيمين مهما كلفني الأمر من قِتال معك!



............................



سلاااااااام


و الله أنا شخصياً بلشت أتعلق بالرواية الزيادة و بحب أكتبها أكثر من حاقد عاشق.

شو رأيكم أنتو فيها لحد الآن؟!

الفصل القادم بعد 90 فوت و 90 كومتت

إذا إنحدر التفاعل سيتأخر التحديث.

١. رأيكم بجيمن؟! تعلقه بفيا و إلى ماذا يخطط؟!

٢. رأيكم بفيا؟ كلامها لجيمين و ردود فعلها على إهانته المتكررة؟! ماذا ستفعل حيال الزواج؟!

٣.رأيكم بلارا و وجهة نظرها في خيانة جونغ إن لها مع فيا؟! كيف ستصبح العلاقة بين جونغ إن و لارا؟!

٤. ماذا تظنون أن جونغ إن سيفعل ليفشل زواج جيمين و فيا؟

٥.رأيكم ببيكهيون و إيزابيلا؟! مشاعر بيك المتخبطة بين بيلا و بيول؟

٦. رأيكم ببيلا و صدها  العنيف لبيك؟! رأيكم بمشاعرها و كيف ستسير الامور بين بيك و بيلا؟!

٧.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
CH25|| إلى الهاوية
Коментарі