CH28||أساس ركيك
" أساس ركيك"
" أكثر من يظلمك هي نفسك!"
في حين أن الظاهر من الإجتماع الإحتفال بالمناسبة السعيدة الماثلة في جَنبات القاعة، لكن في باطن الإجتماع وجِدَ كل شيء عدا الإحتفال، القيل و القال قد شغل الحضور عن التوتر الذي يسيري في الدّاعين، النميمة كانت الطقس الرئيس للمدعوين.
كيف لا؟!
و كوريا بإنحائها شتى تتكلم في الموضوع، العروس التي هربت من الزفاف قبل بعض أيام الآن تتزوح بأخيه الذي تَرَمَل يوم زفافها.
فارق تيمين زوجته و ابنه على إحدى الطاولات، مثلهم مثل أي مدعو غريب عن العائلة حضر للدواعي الرسمية، و توجه ناحية والده بعدما دخل متبختراً يحدث بضعاً من رجال جماعته و كأن عطبٌ لم يَمس سُمعة العائلة.
إستأذن جُلسائه للإنفراد به ثم جهر له بما يثير إستيائه.
" لماذا لم تخبرني أنك تزوجهما اليوم؟! ألم تفكر بجيمين على الأقل؟! ماذا عنه؟! بل أين هو؟!"
حرّك الرجل كتفيه بجهل ثم قال.
" تعلم أن جيمين شاب طائش و لا يمكنني ضبطه، لقد تركته يفعل ما يريد بغرض أن يكُف عنّا شره، حتى عودته تكون الأمور سارت كما أريد"
إستنكر تيمين و قد ارتفع حاجبه عن مستواه ساخطاً و هازئاً.
" يكف شره؟! أترى أن جيمين هو مصدر الشر هنا؟! أُهنئك يا كيم، فلم يسبق لي أن رأيت أباً مثلك، مستعد أن يحرق أبنائه لأجل مصلحته!"
تنهد السيد و قال بنبرة جافية، ذلك حينما يتفوق حب المال على كل حبٍ آخر، يبيع الرجل أبوته و فلذة كبده لأجل المال.
" أنت ماذا تريد الآن؟! ترى أن هناك الكثير من الحضور و أنا لستُ متفرغاً لضوضائك"
إقتصر تيمين على نفسه الحديث مع أبيه، فالحديث معه كطريق طويل جداً، لا ينتهي مهما قطعت منه، يصل اللامكان باللامكان و ينتهي في نقطة بدايته، و إن وجد نهاية فهي مقطوعة بحائط بلا شك.
" أين جيمين؟!"
" لا أدري، لقد خرج من القصر و لم يعد منذ جنازة لارا."
إرتفعت شِفاه تيمين بإبتسامة حَوَت الكره على ضِفافها.
" و لا تهتم لأمره!"
تمتم والده بكلام مهموس لم يفهمه تيمين و انسحب من أمامه ليستقبل ضيوفه الكثيرين، الذي يبتسمون في وجهه و حينما يمنحهم ظهره يُعيّبون عليه، هو يعلم و لكن ما دام يملك مصالح مادية معهم فلا بأس.
تنهد تيمين و الشعور بالعجز قد إلتهم أطرافه عن أن يقوم بأي فعل من شأنه أن يوقف هذا الزواج.
وقف متخصراً بينما ينظر في الناس بحثاً و حينما وقع بصره عليه سار إليه بخطى وئيدة تتأجج غضباً.
أقام عود أخيه المُنهك حينما أوقفه بجذبه من تلابيب قميصه بقسوة، جونغ إن بدى أضعف من أن يقي نفسه حرارة غضب أخيه، إنه فقط مستسلماً لما يحدث، إنه مجرد جسد يحوم في الحياة و الروح ميتة.
لكن ذلك ما ردع تيمين عن نهره عمّا فعله و ما تسبب به، أقامه و هسهس بصوت يجتزه الغضب بينما يرمقه بإستحقار.
" أسعيدٌ أنتَ بما جَبَت يداك؟! انظر نتيجة أفعالك! زوجتك تحت التراب و ابنتك تكاد تموت بينما أنت تتزوج، هنيئاً لك ما ظننتُ أن أنانيتك قد تصل إلى هذا الحد في يومٍ ما."
دفعه عنه و جونغ إن ما قاوم سقوطه على الكرسي خلفه، لحسن الحظ، ثورة الشقيق على شقيقه لم تجلب الأنظار.
خرج تيمين من القاعة يبحث عن الغرفة التي تنتظر بها العروس المزعومة، حينما وجدها إقتحمها بلا إذن.
وجد أوكتافيا تجلس على الأريكة الوحيدة في الداخل تنتظر أن يأتي أبيها و يسلمها لحبيب القلب -كما خُيّلَ لتيمين- إجتز المسافة إقتراباً منها.
أوكتافيا على إثر إقتحامه الخشن إرتفع رأسها ناحيته رِفقة شهقة متخوفة، فلقد كان الصمت هائم في الجو و هو خنقه بإقتحامه الوئيد.
حينما ميَّزته إنخفض رأسها و أغمضت عيناها بقوة بينما تكمش على فستانها بأناملها، بالتأكيد لم يأتي لمنحها أمنياته السعيدة.
" رأيتكِ معه ذلك اليوم على السفينة تتبادلا القُبل و أكثر ما أندم عليه في حياتي أنني لم أتدخل في ذلك الحين، بل إكتفيتُ بتحذيركِ منه حريصاً ألا أجرحكِ و لا أحرجكِ."
إرتفع نظرها ناحيته ترمقه بعينيها المتوسعتين، لقد كان شاهد على الإثم الذي وقعت فيه، رغم ذلك لم يشي بها.
نحر المسافة الذي تفصله عنها و انحنى ليقابل وجهه وجهها، ثم ارتفعت سبابته إلى وجهها تثبت شدة غضبه منها.
" لكن أتعلمين؟! أنا آسف جداً، لو أنني نهرتكِ و افتضحتكِ ذلك اليوم لما كانت لارا تحت التراب اليوم و لما كنتِ تتزوجين بزوجها."
إنعكفت أناملها على بعضها و أخفضت رأسها عنه تقضم شفاهها، قلبها يفيض بالألم و الندم، لو أنها ما إنتهت، ليتها وجدت من ينهيها، ليته إفتضحها.
إزدادت إنكماشاً على نفسها بعدما وصلها هديره المُجزِع.
" أنا الذي كنتُ أظنكِ أفضل فتاة، الفتاة المثالية، الفتاة التي ساعدت جيمين أن يخرج من قوقعته، الفتاة التي ستسعده و تعينه، كنتِ أنتِ من إستل السكين و طعنه في منتصف قلبه، بسببكِ يحوم في أرض لا أعرف مكانها، أنتِ السبب في موت لارا و شتات جيمين، أنتِ مجرد عشيقة لجونغ إن و إن ربطكِ باسمه أنتِ ستبقين تلك العشيقة التي قتلت زوجته و استولت على مكانه، ليتكِ لا تهنئين و لا تري معه سوى التعاسة!"
خرج بعدما أحرقها بنار كلماته، ذلك أحرق قلبها حتى تفحم، إنها لا تستحق أن تبكي على نفسها حتى، رفعت يديها التي ترتجف لهول وقع الكلمات عليها و احتضنت نفسها إلى نفسها و أخذت تبكي.
لأجل مشاعرها خسرت الجميع، أولهم جيمين و تاليهم تيمين، جميعهم بلا إستثناء، رغم أنها تتزوج الآن لكنها تدرك أنها ستخوض مع الحياة وحدها فجونغ إن ليست معه و ليس معها.
مصيرها بائس و مستقبلها مظلم، ذلك تدركه جيداً، فما فعلته قد تسبب في موت كثيرين، فلو ما ماتوا جسدياً فلقد ماتوا بطرق أخرى، ليس كل الموت يكون بسلب الجسد.
أكتافها مُثقلة بالذنوب و الندم لن يكفي للتخفيف عنها، تحتاج لحملة مغفرة غفيرة تجُب روحها و أركانها جميعاً، عليها الدفع في المقابل، التضحية بالكثير، و تخشى أنها مهما دفعت لا تستطيع سد الدين.
فُتِحَ الباب من جديد و ما كان هناك داعٍ لتستفسر، تعلم أنه أبيها آتٍ لتسلميها لشريكها في الإثم و الخطيئة.
" رتبي مظهركِ و انهضي معي"
لقد تحدث إليها كما إعتادت منه مؤخراً، بجفاء شديد.
وقفت خلف بوابة القاعة و ذراعها معقودة بذراع أبيها، أغمضت عيناها و ملأت صدرها بالهواء لتنفثه بهدوء، ستسير بين الناس و تعلم أنهم يقولون عنها العشيقة.
فُتِح الباب و سارت محثوثة خطواتها بخطوات أبيها، سارت دون أن تبصر النهاية، كما فعلت مع إثمها، سارت فيه دون أن تبصر النهاية.
وقفت بوقوف أبيها و حينما مد يدها مُسلِماً تلقفتها يد جونغ إن، رفعت وجهها أخيراً إليه، ما كان ينظر إليها بل ينظر إلى الرجل الذي سيعقد عليهما الزواج.
" كيم جونغ إن، أتقبل ببيون أوكتافيا زوجة لك؟!"
ساد الصمت لصمته، ما كان يفكر و ليس متردداً بجوابه أبداً، إنما خُيلَت له لارا ترتدي فستانها الأخير مُلطخ ببقع الدماء.
" موافق"
لم تكن موافقته على الزواج بسبب إصرار والده لإتمامه، إنما هو يمتلك نوايا خفيّة خبيثة، حان الوقت ليستيقظ فيه كاي من جديد، كاي الذي يستره زي الأستاذ كيم، كل ذلك في مصلحة جونغ إن.
" بيون أوكتافيا، أتقبلي بكيم جونغ إن زوجاً لكِ؟!"
أما أوكتافيا فكانت حكايتها مختلفة، لقد نشب في نفسها التردد بين نعم و لا، بين القبول و الرفض، إنها حائرة بين أن تسُد الدين في رقبتها و بين أن تنجو بنفسها بما أنها لا تملك سوى نفسها.
إلتبست عليها إرادتها، بين ما تريده بحق و ما يفرضونه عليها، في لحظة انهزم بها التردد و حزمت قرارها، كمشت بأناملها على فستانها و قالت.
" هل يصح الزواج إن قلتُ أنني مُجبرة على الموافقة؟!"
بدى التوتر في أعين الجميع، حتى جونغ إن بجانبها تحرك أخيراً لينظر لها بجهل، هل سيروها على هوى رغباتهم مثله؟!
تبسم إبتسامة رفعت زاوية شفتيه دون الأخرى، ذلك سيكون ممتعاً أكثر بالنسبة له، كاي سيعيث الخراب بمزاجٍ عالٍ.
تمسكت بأطراف ثوبها تنوي الفرار للمرة الثانية من زفافها، لكن الذي بجانبها ليس رَجُلاً طيب القلب كجيمين، إنما هو كاي، كاي ذا الدهاء العالي، مزيج بين الخبث و العبث.
أمسك بمعصمها يمنعها عن الفرار ثم جذبها إلى صدره، ضمها بقوة و راح يهود عليها بمسحه الحنون الذي نال شعرها.
همس قُرب أذنها بنبرة حنون.
" الناس سيلتهمون وجهكِ بأقاويلهم إن هربتِ من زفافكِ مرة أخرى، لستُ اضغط عليكِ لتتزوجي بي، لكن علينا أن نواجه ذلك معاً بما أننا تورطنا فيه معاً، لا تحملي على نفسكِ كثيراً، قولي أنكِ موافقة و من ثم دعينا نصل إلى إتفاق بيننا."
رفعت رأسها عن كتفه لتنظر في عينيه بتلك الدموع العالقة بجفونها، أومئ لها أن ترتاح و ابتسم في وجهها إبتسامته الملائكية، التي لطالما أوقعتها له دون أي حسابات محتسبة.
أمسك بيدها و تقدم إلى كاتب الزواج مجدداً ثم قال.
" لقد تأثرت بما يقولونه الناس، و لأن زوجتي توفت منذ أيام قليلة، عروسي الآن تمتنع عني إحتراماً للمتوفية، لذا من فضلك، إسألها مجدداً"
نظر الرجل إليهما و تنهد، إنه يعلم بالقصة التي جمعتهما لكن قصة أخرى تتجلى أمامه، عينا العروس الحزينة و عينا العريس الغامضة، يصعب فهمه.
أومئ لجونغ إن و من ثم رفع صوته بالسؤال من جديد.
" بيون أوكتافيا، هل تقبلي بكيم جونغ إن زوجاً لكِ؟!"
قضمت شفاهها و أنحنت برأسها، ذاك التردد عاد من جديد، لقد تأثرت بما قاله جونغ إن، إن هربت مجدداً سيكون ذلك مُخزياً، و إن تخطت كلام الناس فهي ما عادت تملك شيء تستند عليه، والدها سبق و جَمَّد كل حِساباتها المصرفية.
إشتدت يد جونغ إن على يدها يحثها أن تجيبه، تنهدت و رفعت وجهها لجونغ إن فابتسم يطمئنها، إزدرئت جوفها و همست.
" موافقة"
إتسعت إبتسامته أكثر و بينما الجميع يصفق احتضنها إلى صدره من جديد و ارتكى بذقنه على كتفها.
و على خلاف ما حضَّر السيدان بيون و كيم، جونغ إن سحبها خلفه خارج القاعة، لا داعٍ لذلك اللغو و النِفاق، إنسحابه الغير متوقع كان أفضل ما فعله.
أوكتافيا إستجابت له يسحبها معه، فتح لأجلها باب سيارته و بعدها صعد و انطلق، بعد ذلك كان الصمت مفروض على الألسن لكن القلوب تصرخ خصوصاً قلبها.
أوكتافيا المتوترة بجانبه تلقي عليه نظرة كل فينة فلا تجد أنه حرَّك فيه شيء سوى ما يستلزمه للقيادة، أسندت رأسها على الكرسي خلفها و تنهدت تغمض عيناها ثم همست.
" نحن ما الذي فعلناه بأنفسنا و بمن هم حولنا؟!"
على عكس ما توقعت لقد أجابها بصوت هادئ.
" ذنبنا أننا أحببنا بعضنا في الوقت الخطأ، ذنبنا أننا تجاوزنا كل الموانع في طريقنا و أصرينا أن نبقى معاً"
إبتسمت و إنحدرت من عيناها دمعة، كان صادق لأبعد حد، ذلك كان ذنبهم بعينه، سألته.
" هل أحببتني بحق؟! أم كنتُ بالنسبة لك نزوة عابرة؟!"
تنهد على مسامعها و من ثم قال.
" لا ذاك و لا ذاك، لقد أعجبتُ بكِ إعجاباً شديداً ظننته حباً، لقد أدركتُ ذلك بعدما ماتت لارا، إكتشفتُ أنني أحبها أكثر منكِ، لكنكِ لم تكوني تلك النزوة العابرة في حياتي، حياتي كلها نزوات لكنكِ لم تكوني واحدة منها، إعجابي و إنجذابي لكِ فاق قدرتي على ضبطه، أو حتى على التفكير بمن حولي، و على هذا إرتسينا و هذا ما إلنا إليه."
على ضفاف صمتها الذي غرقت به بعد إجابته المُتخمة بالعواطف قال.
" و أنتِ؟! ماذا أنا بالنسبة لكِ؟!"
تنهد و حركت حاجبيها بجهل.
" أقل من الحب و أكثر من مجرد إعجاب"
أومئ متفهماً ثم تنهد.
" أفهمك، لكن الآن علينا أن نتجاوز كل المعاضل هذه و نحاول تصحيح أفعالنا و نبني مستقبل آخر، لا نستطيع أن نعود بالزمن و لا أن نحيي الميت."
أومأت توافق قوله، ذلك الذي جعلها تقع له منذ البداية، كلامه الموزون و الطريقة اللينة التي يتحدث بها إليها.
" إذن، دعينا عندما نصل المنزل، أن نناقش كيف سنعيش و ماذا سنفعل"
وصل بها إلى منزله، ترجل ثم ساعدها بالنزول بسبب فستانها، أمسك بيدها ثم سحبها خلفه، هالة من السواد تحف المنزل و وحدها من تراها.
هنا حيث قُتِلَت لارا و أُعدِمَ شبابها و آمالها كلها حتى أمومتها، نظرت إلى السُلم و تردد صوت صراخها الأخير بينما تسقط من أعلاه و تلك الدماء التي كانت أسفلها.
ذلك المشهد الحي في ذاكرتها و كوابيسها، تراه ليلاً نهاراً، في صحوتها و غفوتها، مكوثها في هذا المنزل و طيف لارا يتبعها سيكون أصعب شيء ستعيشه.
أمسك بيدها و اجتذبها لتجلس على الكنبة في غرفة الجلوس، مسحت وجهها بكفيها و أخذت تحرك أهدابها بإضطراب، لعل تلك الدموع تزحزحت عن بصرها.
همس يراقب إنفعالها.
" ابنتي في المستشفى، دعينا نذهب غداً لرؤيتها"
أومأت موافقة فاتبع بعد تنهيدة.
" سأوليكِ ابنتي، و إن لم تكوني أمها الحقيقة فأني أثق أنكِ ستحاولين تعويضها على قدر ما تستطيعين"
أومأت أوكتافيا و قالت.
" سأحاول بقدر ما أستطيع أن أعوضها، رغم أنني أعلم مهما فعلت لن أسد لوالدتها دين ما فعلت و لن أعوض الطفلة كل التعويض."
تنهد جونغ إن و نهض ليجلس بجانبها ثم أمسك بيديها بين يديه و همس.
" بخلاف ذلك، لسنا مجبرين أن نطمر مشاعرنا جرّاء ما حدث، دعينا نكون السند لبعضنا، أنا و أنتِ لا نملك سوى بعضنا البعض، لقد تخلى عنا الجميع، لذا يجب أن نتعاضد لنواجه الحياة، فما بيدنا سوى أن نعيشها"
نظرت في عينيه التي تعكس القول على لسانه، بدى محزوناً و كَلمِه جديد ما زال ينزف، لكن بكبرياء رجل والٍ على عائلته، رجل يحمل على أكتافه مسؤولية عائلته، كان عليه أن يبقى قوياً رغماً عن نفسه.
ما أجابته بشيء و هو ما كان ينتظر منها جواباً، يدرك تماماً أنها ضاعت بين أقواله و ما تفرضه على نفسها بالفعل و هذا هو مُراده بالفعل.
قَبَّل جبينها ثم قال.
" أنا أدرك كيف تفكرين الآن و أنا لا أنوي أن اقاطع سير رغبتك، لذا جهزتُ لكِ غرفة بعيدة عن غرفتي، تستطيعين أن تذهبي و تقدمي لنفسك بعض الراحة، أراكِ صباح الغد"
و ما إن أنهى حديثه حتى نهض من جانبها و صعد إلى غرفته، كان ذلك هادئاً بشكل عجيب، لقد تفهمها دون أن تحتاج لقول شيء، لكنها متزمتة على إصرارها بألا تخضع لمشاعرها مجدداً مهما أحبته.
تنهدت تحمل نفسها إلى الغرفة التي قصدها، لكنها تريثت قرابة السُلم، في البُقعة التي وقعت بها لارا.
هناك إنحنت و ما شعرت إلا و الدمع الغفير يملئ عيناها، لو أنها تزوجت بجيمين لما ماتت لارا، صحيح أن الزواج به كان خطوة خاطئة، لكنها أقل ضرراً.
تلمست الأرض بأطرافها أصابعها و حيث لمستها سقطت دموعها، كظمت الحُزن في صدرها و أولجت إعتذاراً خالصاً تدرك جيداً أنه لن يصل، ذلك لأنها لا تستحق المغفرة.
" أنا آسفة يا لارا، ما كنتُ أقصد أذيتك!"
مسحت دموعها و من ثم صعدت السلم تتلاكئ ببطئ، إنها من عاونت الحياة كي تقسو عليها، إنها السبب في مقتل روح بريئة، هي السبب في يُتم طفلة.
ولجت إلى الغرفة، فوجدتها مجهزة بأثاث كامل، غرفة نوم فاخرة.
ما إلتفتت كثيراً و لا أبدت إعجاباً، فلقد سلب الإثم زينة الحياة رونقها، إنها تعيش بلا أمنية و هدف.
توجهت إلى دورة المياه لتخلع ذلك الفستان الثقيل عنها و تستبدله بثوب نوم أبيض، و ما إن إنتهت حتى دثرت جسدها أسفل تِلك الأغطية.
غداً ستقابل ملاكاً صغير، متأكدة أن رؤيتها ستدمي فؤادها، متأكدة أن تلك الملاك الصغيرة تشبه الملاك الذي أنجبها.
متأكدة أنها كلما نظرت إلى تينكِ العينين سترى فيهما أمها و يُتمها، لقد إرتكبت أبشع جريمة على الإطلاق، لقد حرمت أم من طفلتها و يتمت طفلة من أمها.
تنهدت بأستياء و اغمضت عيناها، تعلم جيداً أنها لن تنام، فمنذ أن وافت المنيّة لارا أصابها الأرق، و إن ندر و نامت فأنها سترى كابوساً مُرعباً بطلته لارا.
لكن لا بأس، فلتعذبها كما تشاء، سينتهي بها المطاف متعذبة بكل الأحوال، لا بأس إن كان ذلك العذاب يخفف عنها عند لارا، لا بأس.
بعد إنقضاء الفجر إستطاعت أخيراً أن تنام، جونغ إن الذي لم يغفو ساعة بسبب كاي الذي جُن جنونه لوجود فتاة قريبة و لا يقربها.
نهض من فراشه مخدراً بفعل الرغبة التي ألحت عليه بشدة، ذهب إليها متعرق البدن و أنفاسه صريعة تحت أقدام النشوة.
فتح الباب عليها بهدوء شديد كي لا يوقظها، ثم إندس بخطوات حذرة إليها، حينما صارت في مرمى بصره تبسم منتشياً.
جلس على الطرف السرير و لحُسن حظه أن ثيابها تخدم نواياه، تلك أوكتافيا التي تنام بثوب حرير قصير و ليست لارا التي تنام بمنامة لطيفة تحوي قططاً صغيرة.
إتسعت إبتسامته المنتشية و يده بإنحدار ليسير بأطراف أنامله على ساقها صعوداً حتى خصرها و هناك قبض عليها، يشدد على خصرها متلذذاً بجمالها الأخّاذ.
لكن رغبته كانت وعِرة و هو لم ينتبه أنها لم تكن بحال افضل منه بل أسوء، بدنها متعرق بشدة و أنفاسها تتسارع، تذكره بها عندما كانت غارقة في جُب حضنه في ليالي الإثم.
إقترب ليطبع قبلة فوق كتفها العاري و ما كان مُدرِك أن السبب الذي يؤدي بها إلى حالة بدنها هذه ليس ذات السبب الذي يؤدي به إلى نفس الحالة.
يده كانت بطريقة لتندس أسفل قميصها، لكنها أستيقظت مرعوبة و صرخت باسم واحد.
" لارا، لا تفعلي!"
إنسحبت يده سريعاً و انكمشا حاجبيه، أترى لارا و هو لا يراها؟! مهما توسلها هو لا يراها، إنما اوكتافيا تراها، ذلك ظُلماً بحق يا لارا، و ها هو وجد سبباً جديداً كي يمقت عليه أوكتافيا أكثر.
إنها تكرم عليها بزيارتها و هو تمتنع عنه، حتى لو الكوابيس، هو مرحباً بها، فلتظهر و حسب.
إلتفتت أوكتافيا فَزِعة إلى ذلك الذي يشاركها في ركنٍ من السرير، أسرع يبرر سبب وجوده و بالقوة أرغم كاي أن ينسحب.
" أتيتُ لأتفقدك، ما استطعتُ أن أنام و بمروري سمعتكِ تتحدثين بشيء، أظنكِ كنتِ تهلوسين"
أوكتافيا ما كانت تنتظر منه أن يبرر سبب وجوده هنا، إنما إحتاجت منه أن يهدئ من روعها فإلتجأت إلى صدره سريعاً تبكي و تشتكي.
" لارا أتتني مجدداً، أنها تخيفني، أرجوك يا جونغ إن إبقى معي، لارا لن ترتاح روحها إلا بموتي!"
تبسم متشفياً و في سِره أفشى عن نيته، أن هذا ما سيحدث، ستموتي لأجل أن ترتاح روحها، لكنه ما أظهر نواياه، إنما أغرقها بالأحضان و التربيتات حتى إستقرت أنفاسها و إنجلى فزعها.
" ليست لارا، إنما ضميرك، ضميرك يعذبك كما ضميري و نحن كلانا ننشوي بهذه النار و لن تنطفئ حتى نكفر عن ذنوبنا، لارا إمرأة صالحة، الطيبة مزروعة في صدرها، يستحيل أن تحقد عليكِ، لا تخشي ذلك، حسناً؟!"
أومأت أوكتافيا على صدره سريعاً و هربت من شتات أفكارها إليه، إذ خبأت وجهها في عنقه و سترت جسدها بحضنه.
تجاوزت عن النزاع داخلها، هي كل ما تحتاجه الآن الأمان و حينما تحصل عليه ستبتعد عنه.
إبتعدت عنه بعد فينة تشعر بالحرج و هو أظهر حرجاً مزيف أمامها، إبتعدت عنه حتى فصلت بينهما مسافة و من ثم همست.
" شكراً لأنك لم تتركني وحدي، أنا الآن بخير، تستطيع أن تذهب و تنال قسطاً من الراحة"
أومئ إليها و نهض، و حينما أصبح قرب الباب أوقفته حينما همست باسمه فإلتفت، تحتاج قول ذلك، حتى لو ساورها التردد فقلبها يركض إليه و هي مُصِرّة أن تبتعد.
" أنت تعلم أن البيوت لا تُبنى على أساس ركيك، و نحن أساسنا ركيك، لأننا بنينا سعادتنا على تعاسة الآخرين، و أي آخرين؟! شقيقك و هو خطيبي، زوجتك و هي صديقتي، لذا علينا أن نتجاوز عن مشاعرنا و لا نُعمِر بيتاً فوق هذا الأساس، فمهما شيدناه بسلامة، نهايته أن ينهدم فوق رؤوسنا و يقتلنا، نحن لن نجد سعادتنا في تعاسة غيرنا."
أومئ لها و ابتسم إبتسامة مُضللة أشبعها بإنكسار مزيف و قال.
" أعلم ذلك جيداً، لذا فصلتك عني رغم أن قلبي يريد أن يلتحم بكِ بشدة، أرى قلبي يركض إليكِ يود أن ينام في حضنكِ و لكنني أجدف بإرادتي بعيداً عنكِ رغماً عني، ذلك لأنني أدرك خطورة البناء فوق أساس ركيك."
تنهدت و من أومأت.
" شكراً لأنك تتفهمني"
غادر و تركها خلفه بقلبٍ خاوٍ، ليس بسبب ما قاله بل لأن ذلك القلب في صدرها عليه أن يفهم بأن السعادة التي يجري خلفها مستحيلة، تلك السعادة التي تكمن مع جونغ إن مستحيلة.
أما جونغ فتوجه إلى غرفته و جلس على سريره ثم إرتكز بمرفقيه على ركبتيه و راح ينظر أمامه بلا أن يرمش حتى إحمرّت عيناه، أساس ركيك، و سعادة على تعاسة الآخرين، تجيد نَظم الكلام جيداً، لكنها نَست أنها بساحة الأستاذ كيم جونغ إن المُلقَّب بكاي.
لقد إشتاق أن يُحي أدواره جميعاً، أشتاق لذلك المجون في ثوب الرزانة، ما يدور في رأسه الجنون بحد ذاته، تبدأ الخُطة من الغد.
..........................
سلااااااااااام
المفروض الفصل ينزل مبارح بس أنا متكاسلة جداً، غصب بكتب لهيك تفهموا الوضع، الكاتب بمر بحالة اسمها حبسة الكاتب.
على عكس ما شوقتكم، الأحداث هادئة، هذا الشي لأني غيرت الخطة، ما بنفع يكون كاي من اول رواية شرير من تحت لتحت و هسا أخليه يخلع قناع الخير و يصير شره مباشر.
ما عندي شرير مباشر غير الحاقد تبعي😎
طبعاً كاي أحيون بس أنتو مش فاهمين لأي درجة هو خبيث.
البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.
1.رأيكم بتيمين و إنفعاله الحاد؟! لماذا كان عاجزاً عن منع الزواج؟! و أين بيكهيون مما يحدث؟!
٢. رأيكم بأوكتافيا؟ الشتات التي هي واقعة فيه بين مشاعرها و إرادتها؟
٣. رأيكم بكاي؟ و ما هي نواياه؟! كيف سينتقم و على أي نهج سيسير؟
٤.توقعات حول الزواج و إلى ماذا سيؤول؟!
٥.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
" أكثر من يظلمك هي نفسك!"
في حين أن الظاهر من الإجتماع الإحتفال بالمناسبة السعيدة الماثلة في جَنبات القاعة، لكن في باطن الإجتماع وجِدَ كل شيء عدا الإحتفال، القيل و القال قد شغل الحضور عن التوتر الذي يسيري في الدّاعين، النميمة كانت الطقس الرئيس للمدعوين.
كيف لا؟!
و كوريا بإنحائها شتى تتكلم في الموضوع، العروس التي هربت من الزفاف قبل بعض أيام الآن تتزوح بأخيه الذي تَرَمَل يوم زفافها.
فارق تيمين زوجته و ابنه على إحدى الطاولات، مثلهم مثل أي مدعو غريب عن العائلة حضر للدواعي الرسمية، و توجه ناحية والده بعدما دخل متبختراً يحدث بضعاً من رجال جماعته و كأن عطبٌ لم يَمس سُمعة العائلة.
إستأذن جُلسائه للإنفراد به ثم جهر له بما يثير إستيائه.
" لماذا لم تخبرني أنك تزوجهما اليوم؟! ألم تفكر بجيمين على الأقل؟! ماذا عنه؟! بل أين هو؟!"
حرّك الرجل كتفيه بجهل ثم قال.
" تعلم أن جيمين شاب طائش و لا يمكنني ضبطه، لقد تركته يفعل ما يريد بغرض أن يكُف عنّا شره، حتى عودته تكون الأمور سارت كما أريد"
إستنكر تيمين و قد ارتفع حاجبه عن مستواه ساخطاً و هازئاً.
" يكف شره؟! أترى أن جيمين هو مصدر الشر هنا؟! أُهنئك يا كيم، فلم يسبق لي أن رأيت أباً مثلك، مستعد أن يحرق أبنائه لأجل مصلحته!"
تنهد السيد و قال بنبرة جافية، ذلك حينما يتفوق حب المال على كل حبٍ آخر، يبيع الرجل أبوته و فلذة كبده لأجل المال.
" أنت ماذا تريد الآن؟! ترى أن هناك الكثير من الحضور و أنا لستُ متفرغاً لضوضائك"
إقتصر تيمين على نفسه الحديث مع أبيه، فالحديث معه كطريق طويل جداً، لا ينتهي مهما قطعت منه، يصل اللامكان باللامكان و ينتهي في نقطة بدايته، و إن وجد نهاية فهي مقطوعة بحائط بلا شك.
" أين جيمين؟!"
" لا أدري، لقد خرج من القصر و لم يعد منذ جنازة لارا."
إرتفعت شِفاه تيمين بإبتسامة حَوَت الكره على ضِفافها.
" و لا تهتم لأمره!"
تمتم والده بكلام مهموس لم يفهمه تيمين و انسحب من أمامه ليستقبل ضيوفه الكثيرين، الذي يبتسمون في وجهه و حينما يمنحهم ظهره يُعيّبون عليه، هو يعلم و لكن ما دام يملك مصالح مادية معهم فلا بأس.
تنهد تيمين و الشعور بالعجز قد إلتهم أطرافه عن أن يقوم بأي فعل من شأنه أن يوقف هذا الزواج.
وقف متخصراً بينما ينظر في الناس بحثاً و حينما وقع بصره عليه سار إليه بخطى وئيدة تتأجج غضباً.
أقام عود أخيه المُنهك حينما أوقفه بجذبه من تلابيب قميصه بقسوة، جونغ إن بدى أضعف من أن يقي نفسه حرارة غضب أخيه، إنه فقط مستسلماً لما يحدث، إنه مجرد جسد يحوم في الحياة و الروح ميتة.
لكن ذلك ما ردع تيمين عن نهره عمّا فعله و ما تسبب به، أقامه و هسهس بصوت يجتزه الغضب بينما يرمقه بإستحقار.
" أسعيدٌ أنتَ بما جَبَت يداك؟! انظر نتيجة أفعالك! زوجتك تحت التراب و ابنتك تكاد تموت بينما أنت تتزوج، هنيئاً لك ما ظننتُ أن أنانيتك قد تصل إلى هذا الحد في يومٍ ما."
دفعه عنه و جونغ إن ما قاوم سقوطه على الكرسي خلفه، لحسن الحظ، ثورة الشقيق على شقيقه لم تجلب الأنظار.
خرج تيمين من القاعة يبحث عن الغرفة التي تنتظر بها العروس المزعومة، حينما وجدها إقتحمها بلا إذن.
وجد أوكتافيا تجلس على الأريكة الوحيدة في الداخل تنتظر أن يأتي أبيها و يسلمها لحبيب القلب -كما خُيّلَ لتيمين- إجتز المسافة إقتراباً منها.
أوكتافيا على إثر إقتحامه الخشن إرتفع رأسها ناحيته رِفقة شهقة متخوفة، فلقد كان الصمت هائم في الجو و هو خنقه بإقتحامه الوئيد.
حينما ميَّزته إنخفض رأسها و أغمضت عيناها بقوة بينما تكمش على فستانها بأناملها، بالتأكيد لم يأتي لمنحها أمنياته السعيدة.
" رأيتكِ معه ذلك اليوم على السفينة تتبادلا القُبل و أكثر ما أندم عليه في حياتي أنني لم أتدخل في ذلك الحين، بل إكتفيتُ بتحذيركِ منه حريصاً ألا أجرحكِ و لا أحرجكِ."
إرتفع نظرها ناحيته ترمقه بعينيها المتوسعتين، لقد كان شاهد على الإثم الذي وقعت فيه، رغم ذلك لم يشي بها.
نحر المسافة الذي تفصله عنها و انحنى ليقابل وجهه وجهها، ثم ارتفعت سبابته إلى وجهها تثبت شدة غضبه منها.
" لكن أتعلمين؟! أنا آسف جداً، لو أنني نهرتكِ و افتضحتكِ ذلك اليوم لما كانت لارا تحت التراب اليوم و لما كنتِ تتزوجين بزوجها."
إنعكفت أناملها على بعضها و أخفضت رأسها عنه تقضم شفاهها، قلبها يفيض بالألم و الندم، لو أنها ما إنتهت، ليتها وجدت من ينهيها، ليته إفتضحها.
إزدادت إنكماشاً على نفسها بعدما وصلها هديره المُجزِع.
" أنا الذي كنتُ أظنكِ أفضل فتاة، الفتاة المثالية، الفتاة التي ساعدت جيمين أن يخرج من قوقعته، الفتاة التي ستسعده و تعينه، كنتِ أنتِ من إستل السكين و طعنه في منتصف قلبه، بسببكِ يحوم في أرض لا أعرف مكانها، أنتِ السبب في موت لارا و شتات جيمين، أنتِ مجرد عشيقة لجونغ إن و إن ربطكِ باسمه أنتِ ستبقين تلك العشيقة التي قتلت زوجته و استولت على مكانه، ليتكِ لا تهنئين و لا تري معه سوى التعاسة!"
خرج بعدما أحرقها بنار كلماته، ذلك أحرق قلبها حتى تفحم، إنها لا تستحق أن تبكي على نفسها حتى، رفعت يديها التي ترتجف لهول وقع الكلمات عليها و احتضنت نفسها إلى نفسها و أخذت تبكي.
لأجل مشاعرها خسرت الجميع، أولهم جيمين و تاليهم تيمين، جميعهم بلا إستثناء، رغم أنها تتزوج الآن لكنها تدرك أنها ستخوض مع الحياة وحدها فجونغ إن ليست معه و ليس معها.
مصيرها بائس و مستقبلها مظلم، ذلك تدركه جيداً، فما فعلته قد تسبب في موت كثيرين، فلو ما ماتوا جسدياً فلقد ماتوا بطرق أخرى، ليس كل الموت يكون بسلب الجسد.
أكتافها مُثقلة بالذنوب و الندم لن يكفي للتخفيف عنها، تحتاج لحملة مغفرة غفيرة تجُب روحها و أركانها جميعاً، عليها الدفع في المقابل، التضحية بالكثير، و تخشى أنها مهما دفعت لا تستطيع سد الدين.
فُتِحَ الباب من جديد و ما كان هناك داعٍ لتستفسر، تعلم أنه أبيها آتٍ لتسلميها لشريكها في الإثم و الخطيئة.
" رتبي مظهركِ و انهضي معي"
لقد تحدث إليها كما إعتادت منه مؤخراً، بجفاء شديد.
وقفت خلف بوابة القاعة و ذراعها معقودة بذراع أبيها، أغمضت عيناها و ملأت صدرها بالهواء لتنفثه بهدوء، ستسير بين الناس و تعلم أنهم يقولون عنها العشيقة.
فُتِح الباب و سارت محثوثة خطواتها بخطوات أبيها، سارت دون أن تبصر النهاية، كما فعلت مع إثمها، سارت فيه دون أن تبصر النهاية.
وقفت بوقوف أبيها و حينما مد يدها مُسلِماً تلقفتها يد جونغ إن، رفعت وجهها أخيراً إليه، ما كان ينظر إليها بل ينظر إلى الرجل الذي سيعقد عليهما الزواج.
" كيم جونغ إن، أتقبل ببيون أوكتافيا زوجة لك؟!"
ساد الصمت لصمته، ما كان يفكر و ليس متردداً بجوابه أبداً، إنما خُيلَت له لارا ترتدي فستانها الأخير مُلطخ ببقع الدماء.
" موافق"
لم تكن موافقته على الزواج بسبب إصرار والده لإتمامه، إنما هو يمتلك نوايا خفيّة خبيثة، حان الوقت ليستيقظ فيه كاي من جديد، كاي الذي يستره زي الأستاذ كيم، كل ذلك في مصلحة جونغ إن.
" بيون أوكتافيا، أتقبلي بكيم جونغ إن زوجاً لكِ؟!"
أما أوكتافيا فكانت حكايتها مختلفة، لقد نشب في نفسها التردد بين نعم و لا، بين القبول و الرفض، إنها حائرة بين أن تسُد الدين في رقبتها و بين أن تنجو بنفسها بما أنها لا تملك سوى نفسها.
إلتبست عليها إرادتها، بين ما تريده بحق و ما يفرضونه عليها، في لحظة انهزم بها التردد و حزمت قرارها، كمشت بأناملها على فستانها و قالت.
" هل يصح الزواج إن قلتُ أنني مُجبرة على الموافقة؟!"
بدى التوتر في أعين الجميع، حتى جونغ إن بجانبها تحرك أخيراً لينظر لها بجهل، هل سيروها على هوى رغباتهم مثله؟!
تبسم إبتسامة رفعت زاوية شفتيه دون الأخرى، ذلك سيكون ممتعاً أكثر بالنسبة له، كاي سيعيث الخراب بمزاجٍ عالٍ.
تمسكت بأطراف ثوبها تنوي الفرار للمرة الثانية من زفافها، لكن الذي بجانبها ليس رَجُلاً طيب القلب كجيمين، إنما هو كاي، كاي ذا الدهاء العالي، مزيج بين الخبث و العبث.
أمسك بمعصمها يمنعها عن الفرار ثم جذبها إلى صدره، ضمها بقوة و راح يهود عليها بمسحه الحنون الذي نال شعرها.
همس قُرب أذنها بنبرة حنون.
" الناس سيلتهمون وجهكِ بأقاويلهم إن هربتِ من زفافكِ مرة أخرى، لستُ اضغط عليكِ لتتزوجي بي، لكن علينا أن نواجه ذلك معاً بما أننا تورطنا فيه معاً، لا تحملي على نفسكِ كثيراً، قولي أنكِ موافقة و من ثم دعينا نصل إلى إتفاق بيننا."
رفعت رأسها عن كتفه لتنظر في عينيه بتلك الدموع العالقة بجفونها، أومئ لها أن ترتاح و ابتسم في وجهها إبتسامته الملائكية، التي لطالما أوقعتها له دون أي حسابات محتسبة.
أمسك بيدها و تقدم إلى كاتب الزواج مجدداً ثم قال.
" لقد تأثرت بما يقولونه الناس، و لأن زوجتي توفت منذ أيام قليلة، عروسي الآن تمتنع عني إحتراماً للمتوفية، لذا من فضلك، إسألها مجدداً"
نظر الرجل إليهما و تنهد، إنه يعلم بالقصة التي جمعتهما لكن قصة أخرى تتجلى أمامه، عينا العروس الحزينة و عينا العريس الغامضة، يصعب فهمه.
أومئ لجونغ إن و من ثم رفع صوته بالسؤال من جديد.
" بيون أوكتافيا، هل تقبلي بكيم جونغ إن زوجاً لكِ؟!"
قضمت شفاهها و أنحنت برأسها، ذاك التردد عاد من جديد، لقد تأثرت بما قاله جونغ إن، إن هربت مجدداً سيكون ذلك مُخزياً، و إن تخطت كلام الناس فهي ما عادت تملك شيء تستند عليه، والدها سبق و جَمَّد كل حِساباتها المصرفية.
إشتدت يد جونغ إن على يدها يحثها أن تجيبه، تنهدت و رفعت وجهها لجونغ إن فابتسم يطمئنها، إزدرئت جوفها و همست.
" موافقة"
إتسعت إبتسامته أكثر و بينما الجميع يصفق احتضنها إلى صدره من جديد و ارتكى بذقنه على كتفها.
و على خلاف ما حضَّر السيدان بيون و كيم، جونغ إن سحبها خلفه خارج القاعة، لا داعٍ لذلك اللغو و النِفاق، إنسحابه الغير متوقع كان أفضل ما فعله.
أوكتافيا إستجابت له يسحبها معه، فتح لأجلها باب سيارته و بعدها صعد و انطلق، بعد ذلك كان الصمت مفروض على الألسن لكن القلوب تصرخ خصوصاً قلبها.
أوكتافيا المتوترة بجانبه تلقي عليه نظرة كل فينة فلا تجد أنه حرَّك فيه شيء سوى ما يستلزمه للقيادة، أسندت رأسها على الكرسي خلفها و تنهدت تغمض عيناها ثم همست.
" نحن ما الذي فعلناه بأنفسنا و بمن هم حولنا؟!"
على عكس ما توقعت لقد أجابها بصوت هادئ.
" ذنبنا أننا أحببنا بعضنا في الوقت الخطأ، ذنبنا أننا تجاوزنا كل الموانع في طريقنا و أصرينا أن نبقى معاً"
إبتسمت و إنحدرت من عيناها دمعة، كان صادق لأبعد حد، ذلك كان ذنبهم بعينه، سألته.
" هل أحببتني بحق؟! أم كنتُ بالنسبة لك نزوة عابرة؟!"
تنهد على مسامعها و من ثم قال.
" لا ذاك و لا ذاك، لقد أعجبتُ بكِ إعجاباً شديداً ظننته حباً، لقد أدركتُ ذلك بعدما ماتت لارا، إكتشفتُ أنني أحبها أكثر منكِ، لكنكِ لم تكوني تلك النزوة العابرة في حياتي، حياتي كلها نزوات لكنكِ لم تكوني واحدة منها، إعجابي و إنجذابي لكِ فاق قدرتي على ضبطه، أو حتى على التفكير بمن حولي، و على هذا إرتسينا و هذا ما إلنا إليه."
على ضفاف صمتها الذي غرقت به بعد إجابته المُتخمة بالعواطف قال.
" و أنتِ؟! ماذا أنا بالنسبة لكِ؟!"
تنهد و حركت حاجبيها بجهل.
" أقل من الحب و أكثر من مجرد إعجاب"
أومئ متفهماً ثم تنهد.
" أفهمك، لكن الآن علينا أن نتجاوز كل المعاضل هذه و نحاول تصحيح أفعالنا و نبني مستقبل آخر، لا نستطيع أن نعود بالزمن و لا أن نحيي الميت."
أومأت توافق قوله، ذلك الذي جعلها تقع له منذ البداية، كلامه الموزون و الطريقة اللينة التي يتحدث بها إليها.
" إذن، دعينا عندما نصل المنزل، أن نناقش كيف سنعيش و ماذا سنفعل"
وصل بها إلى منزله، ترجل ثم ساعدها بالنزول بسبب فستانها، أمسك بيدها ثم سحبها خلفه، هالة من السواد تحف المنزل و وحدها من تراها.
هنا حيث قُتِلَت لارا و أُعدِمَ شبابها و آمالها كلها حتى أمومتها، نظرت إلى السُلم و تردد صوت صراخها الأخير بينما تسقط من أعلاه و تلك الدماء التي كانت أسفلها.
ذلك المشهد الحي في ذاكرتها و كوابيسها، تراه ليلاً نهاراً، في صحوتها و غفوتها، مكوثها في هذا المنزل و طيف لارا يتبعها سيكون أصعب شيء ستعيشه.
أمسك بيدها و اجتذبها لتجلس على الكنبة في غرفة الجلوس، مسحت وجهها بكفيها و أخذت تحرك أهدابها بإضطراب، لعل تلك الدموع تزحزحت عن بصرها.
همس يراقب إنفعالها.
" ابنتي في المستشفى، دعينا نذهب غداً لرؤيتها"
أومأت موافقة فاتبع بعد تنهيدة.
" سأوليكِ ابنتي، و إن لم تكوني أمها الحقيقة فأني أثق أنكِ ستحاولين تعويضها على قدر ما تستطيعين"
أومأت أوكتافيا و قالت.
" سأحاول بقدر ما أستطيع أن أعوضها، رغم أنني أعلم مهما فعلت لن أسد لوالدتها دين ما فعلت و لن أعوض الطفلة كل التعويض."
تنهد جونغ إن و نهض ليجلس بجانبها ثم أمسك بيديها بين يديه و همس.
" بخلاف ذلك، لسنا مجبرين أن نطمر مشاعرنا جرّاء ما حدث، دعينا نكون السند لبعضنا، أنا و أنتِ لا نملك سوى بعضنا البعض، لقد تخلى عنا الجميع، لذا يجب أن نتعاضد لنواجه الحياة، فما بيدنا سوى أن نعيشها"
نظرت في عينيه التي تعكس القول على لسانه، بدى محزوناً و كَلمِه جديد ما زال ينزف، لكن بكبرياء رجل والٍ على عائلته، رجل يحمل على أكتافه مسؤولية عائلته، كان عليه أن يبقى قوياً رغماً عن نفسه.
ما أجابته بشيء و هو ما كان ينتظر منها جواباً، يدرك تماماً أنها ضاعت بين أقواله و ما تفرضه على نفسها بالفعل و هذا هو مُراده بالفعل.
قَبَّل جبينها ثم قال.
" أنا أدرك كيف تفكرين الآن و أنا لا أنوي أن اقاطع سير رغبتك، لذا جهزتُ لكِ غرفة بعيدة عن غرفتي، تستطيعين أن تذهبي و تقدمي لنفسك بعض الراحة، أراكِ صباح الغد"
و ما إن أنهى حديثه حتى نهض من جانبها و صعد إلى غرفته، كان ذلك هادئاً بشكل عجيب، لقد تفهمها دون أن تحتاج لقول شيء، لكنها متزمتة على إصرارها بألا تخضع لمشاعرها مجدداً مهما أحبته.
تنهدت تحمل نفسها إلى الغرفة التي قصدها، لكنها تريثت قرابة السُلم، في البُقعة التي وقعت بها لارا.
هناك إنحنت و ما شعرت إلا و الدمع الغفير يملئ عيناها، لو أنها تزوجت بجيمين لما ماتت لارا، صحيح أن الزواج به كان خطوة خاطئة، لكنها أقل ضرراً.
تلمست الأرض بأطرافها أصابعها و حيث لمستها سقطت دموعها، كظمت الحُزن في صدرها و أولجت إعتذاراً خالصاً تدرك جيداً أنه لن يصل، ذلك لأنها لا تستحق المغفرة.
" أنا آسفة يا لارا، ما كنتُ أقصد أذيتك!"
مسحت دموعها و من ثم صعدت السلم تتلاكئ ببطئ، إنها من عاونت الحياة كي تقسو عليها، إنها السبب في مقتل روح بريئة، هي السبب في يُتم طفلة.
ولجت إلى الغرفة، فوجدتها مجهزة بأثاث كامل، غرفة نوم فاخرة.
ما إلتفتت كثيراً و لا أبدت إعجاباً، فلقد سلب الإثم زينة الحياة رونقها، إنها تعيش بلا أمنية و هدف.
توجهت إلى دورة المياه لتخلع ذلك الفستان الثقيل عنها و تستبدله بثوب نوم أبيض، و ما إن إنتهت حتى دثرت جسدها أسفل تِلك الأغطية.
غداً ستقابل ملاكاً صغير، متأكدة أن رؤيتها ستدمي فؤادها، متأكدة أن تلك الملاك الصغيرة تشبه الملاك الذي أنجبها.
متأكدة أنها كلما نظرت إلى تينكِ العينين سترى فيهما أمها و يُتمها، لقد إرتكبت أبشع جريمة على الإطلاق، لقد حرمت أم من طفلتها و يتمت طفلة من أمها.
تنهدت بأستياء و اغمضت عيناها، تعلم جيداً أنها لن تنام، فمنذ أن وافت المنيّة لارا أصابها الأرق، و إن ندر و نامت فأنها سترى كابوساً مُرعباً بطلته لارا.
لكن لا بأس، فلتعذبها كما تشاء، سينتهي بها المطاف متعذبة بكل الأحوال، لا بأس إن كان ذلك العذاب يخفف عنها عند لارا، لا بأس.
بعد إنقضاء الفجر إستطاعت أخيراً أن تنام، جونغ إن الذي لم يغفو ساعة بسبب كاي الذي جُن جنونه لوجود فتاة قريبة و لا يقربها.
نهض من فراشه مخدراً بفعل الرغبة التي ألحت عليه بشدة، ذهب إليها متعرق البدن و أنفاسه صريعة تحت أقدام النشوة.
فتح الباب عليها بهدوء شديد كي لا يوقظها، ثم إندس بخطوات حذرة إليها، حينما صارت في مرمى بصره تبسم منتشياً.
جلس على الطرف السرير و لحُسن حظه أن ثيابها تخدم نواياه، تلك أوكتافيا التي تنام بثوب حرير قصير و ليست لارا التي تنام بمنامة لطيفة تحوي قططاً صغيرة.
إتسعت إبتسامته المنتشية و يده بإنحدار ليسير بأطراف أنامله على ساقها صعوداً حتى خصرها و هناك قبض عليها، يشدد على خصرها متلذذاً بجمالها الأخّاذ.
لكن رغبته كانت وعِرة و هو لم ينتبه أنها لم تكن بحال افضل منه بل أسوء، بدنها متعرق بشدة و أنفاسها تتسارع، تذكره بها عندما كانت غارقة في جُب حضنه في ليالي الإثم.
إقترب ليطبع قبلة فوق كتفها العاري و ما كان مُدرِك أن السبب الذي يؤدي بها إلى حالة بدنها هذه ليس ذات السبب الذي يؤدي به إلى نفس الحالة.
يده كانت بطريقة لتندس أسفل قميصها، لكنها أستيقظت مرعوبة و صرخت باسم واحد.
" لارا، لا تفعلي!"
إنسحبت يده سريعاً و انكمشا حاجبيه، أترى لارا و هو لا يراها؟! مهما توسلها هو لا يراها، إنما اوكتافيا تراها، ذلك ظُلماً بحق يا لارا، و ها هو وجد سبباً جديداً كي يمقت عليه أوكتافيا أكثر.
إنها تكرم عليها بزيارتها و هو تمتنع عنه، حتى لو الكوابيس، هو مرحباً بها، فلتظهر و حسب.
إلتفتت أوكتافيا فَزِعة إلى ذلك الذي يشاركها في ركنٍ من السرير، أسرع يبرر سبب وجوده و بالقوة أرغم كاي أن ينسحب.
" أتيتُ لأتفقدك، ما استطعتُ أن أنام و بمروري سمعتكِ تتحدثين بشيء، أظنكِ كنتِ تهلوسين"
أوكتافيا ما كانت تنتظر منه أن يبرر سبب وجوده هنا، إنما إحتاجت منه أن يهدئ من روعها فإلتجأت إلى صدره سريعاً تبكي و تشتكي.
" لارا أتتني مجدداً، أنها تخيفني، أرجوك يا جونغ إن إبقى معي، لارا لن ترتاح روحها إلا بموتي!"
تبسم متشفياً و في سِره أفشى عن نيته، أن هذا ما سيحدث، ستموتي لأجل أن ترتاح روحها، لكنه ما أظهر نواياه، إنما أغرقها بالأحضان و التربيتات حتى إستقرت أنفاسها و إنجلى فزعها.
" ليست لارا، إنما ضميرك، ضميرك يعذبك كما ضميري و نحن كلانا ننشوي بهذه النار و لن تنطفئ حتى نكفر عن ذنوبنا، لارا إمرأة صالحة، الطيبة مزروعة في صدرها، يستحيل أن تحقد عليكِ، لا تخشي ذلك، حسناً؟!"
أومأت أوكتافيا على صدره سريعاً و هربت من شتات أفكارها إليه، إذ خبأت وجهها في عنقه و سترت جسدها بحضنه.
تجاوزت عن النزاع داخلها، هي كل ما تحتاجه الآن الأمان و حينما تحصل عليه ستبتعد عنه.
إبتعدت عنه بعد فينة تشعر بالحرج و هو أظهر حرجاً مزيف أمامها، إبتعدت عنه حتى فصلت بينهما مسافة و من ثم همست.
" شكراً لأنك لم تتركني وحدي، أنا الآن بخير، تستطيع أن تذهب و تنال قسطاً من الراحة"
أومئ إليها و نهض، و حينما أصبح قرب الباب أوقفته حينما همست باسمه فإلتفت، تحتاج قول ذلك، حتى لو ساورها التردد فقلبها يركض إليه و هي مُصِرّة أن تبتعد.
" أنت تعلم أن البيوت لا تُبنى على أساس ركيك، و نحن أساسنا ركيك، لأننا بنينا سعادتنا على تعاسة الآخرين، و أي آخرين؟! شقيقك و هو خطيبي، زوجتك و هي صديقتي، لذا علينا أن نتجاوز عن مشاعرنا و لا نُعمِر بيتاً فوق هذا الأساس، فمهما شيدناه بسلامة، نهايته أن ينهدم فوق رؤوسنا و يقتلنا، نحن لن نجد سعادتنا في تعاسة غيرنا."
أومئ لها و ابتسم إبتسامة مُضللة أشبعها بإنكسار مزيف و قال.
" أعلم ذلك جيداً، لذا فصلتك عني رغم أن قلبي يريد أن يلتحم بكِ بشدة، أرى قلبي يركض إليكِ يود أن ينام في حضنكِ و لكنني أجدف بإرادتي بعيداً عنكِ رغماً عني، ذلك لأنني أدرك خطورة البناء فوق أساس ركيك."
تنهدت و من أومأت.
" شكراً لأنك تتفهمني"
غادر و تركها خلفه بقلبٍ خاوٍ، ليس بسبب ما قاله بل لأن ذلك القلب في صدرها عليه أن يفهم بأن السعادة التي يجري خلفها مستحيلة، تلك السعادة التي تكمن مع جونغ إن مستحيلة.
أما جونغ فتوجه إلى غرفته و جلس على سريره ثم إرتكز بمرفقيه على ركبتيه و راح ينظر أمامه بلا أن يرمش حتى إحمرّت عيناه، أساس ركيك، و سعادة على تعاسة الآخرين، تجيد نَظم الكلام جيداً، لكنها نَست أنها بساحة الأستاذ كيم جونغ إن المُلقَّب بكاي.
لقد إشتاق أن يُحي أدواره جميعاً، أشتاق لذلك المجون في ثوب الرزانة، ما يدور في رأسه الجنون بحد ذاته، تبدأ الخُطة من الغد.
..........................
سلااااااااااام
المفروض الفصل ينزل مبارح بس أنا متكاسلة جداً، غصب بكتب لهيك تفهموا الوضع، الكاتب بمر بحالة اسمها حبسة الكاتب.
على عكس ما شوقتكم، الأحداث هادئة، هذا الشي لأني غيرت الخطة، ما بنفع يكون كاي من اول رواية شرير من تحت لتحت و هسا أخليه يخلع قناع الخير و يصير شره مباشر.
ما عندي شرير مباشر غير الحاقد تبعي😎
طبعاً كاي أحيون بس أنتو مش فاهمين لأي درجة هو خبيث.
البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.
1.رأيكم بتيمين و إنفعاله الحاد؟! لماذا كان عاجزاً عن منع الزواج؟! و أين بيكهيون مما يحدث؟!
٢. رأيكم بأوكتافيا؟ الشتات التي هي واقعة فيه بين مشاعرها و إرادتها؟
٣. رأيكم بكاي؟ و ما هي نواياه؟! كيف سينتقم و على أي نهج سيسير؟
٤.توقعات حول الزواج و إلى ماذا سيؤول؟!
٥.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі