Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
CH34||في الصفح و الحقد
" في الصفح و الحقد"







" في الصفح قوة لا يمتلكها الحقودين الضعفاء"









رفعت العائلتين بيون و كيم نخباً لصحة لارا الصغيرة، ثم إنخرطوا في أحاديث العمل و المال، ذلك النخب الذي لم تُشارك فيه أوكتافيا، إنما تحفظت على كأس عصير و حسب.

ليس تحفظاً شرعياً و حسب، بل و حساً بالمسؤولية إتجاه الرضيعة و صحتها، ليست أوكتافيا من ترفع نخب خمر -و هو في الحقيقة سم- على صحة أحدهم.

رمقها جونغ إن هازئاً بسبب إنفصالها عن نخب العائلتين، و إنعزالها بالطفلة الرضيعة إلى أحدى الطاولات القريبة.

و أوكتافيا ما إهتمت لسخريته الكريهة، كل ما يهمها ألا تلتقط الصغيرة برداً في جو هذه الليلة الباردة نسبياً عليها، و أيضاً جيمين، الذي يقف إلى طاولة لا تقل إنعزالاً عن طاولتها.

نظرت ناحيته و إذ بها تنال من جيمين أن إبتسم لها بإزدراء عن بُعده ذاك، ثم رفع لأجلها كأسه، يُشير لها بنخب على شرف أمومتها -التي هي بالنسبة له جريمة-.

شرف رديئ كهذا يستحق أن يُرفع له نخب رديئ كالذي رفعه جيمين.

تلك الإبتسامة الهازئة منها، و زواجها، و أمومتها، و من ماضيهما المشترك ما برحت شفتيه إطلاقاً، و حتى بعد مغادرته بهدوء كما كان وجوده؛ بقيت تلك الإبتسامة عالقة في ذهنها كذا أمام عينيها و كأنها ما زالت تراه.

ثم جيمين لم ينضم للعائلتين حتى نهاية الحفل، هو لن يحتفل بوليمة من روح لارا و مذبحة مشاعره، لأجل مظاهر فاشلة، أصلها فضيحة مستترة، و جريمة لم يُعاقب عليها أحد، لذا قرر أن يعتزلهم و ينعزل عنهم.

أوكتافيا إكتفت بأن تتبعه بعينيها، و أن تشعر بغصة وجعها في صميم قلبها، حتى رحل كلياً و غاب عن نظرها أنكست برأسها و تنهدت.

ليتها تعود صديقته كما كانت يوماً، أو حتى أقل مما كانت عليه، ستكون راضية.

تداركت أوكتافيا حواسها حينما شعرت بلمسات جريئة لأحد ما على كتفها، فإلتفتت إليه تعقد ملامحها بأستياء فإذ به جونغ إن، و من غيره لمساته كما هو، تكون وقحة و تتعدى على خصوصيتها الضيّقة؟!

زفرت أنفاسها، و تكتمت على إنزعاجها الشديد منه بينما هو يسحبها نحو تجمع العائلتين و إكتظاظ الضيوف بإبتسامة أشبه ما تكون مجاملة فحسب، ما وصلتهم و حتى كانت يد جونغ إن ترتاح على خصرها، ذلك أثار فيها إشمئزازاً حتى من نفسها.

كيف وقعت في حب رجل مثله؟! كيف كانت عمياء البصيرة لهذه الدرجة؟! ما كانت تلك الفتاة التي تنخدع بسهولة، لا تدري كيف أستطاع عليها!

نال الزوجين ترحيباً بارد من كِلتا العائلتين بيون و كيم، لكن أوكتافيا كما جونغ إن ما إهتمت للقائهم و ترحيبهم، إذ أن آخر إهتمامهما رضى العائلتين، نقطة مشتركة بينهما!

لكنها تهتم حول بيكهيون الذي يتجاهلها كلياً منذ بداية الأُمسية و كأنها خفيّة، و أن عينه لم تسقط عليها و لو بالخطأ، هو فقط تجاهلها كما لو أنها ليست هنا.

تنهدت تتكتم على ألمها و كثيراً ما فعلت الليلة، لا يسعها أن تتحمل ألماً سببه فراق أخيها عنها، بيكهيون ثمين جداً بالنسبة إليها، هو عائلتها الوحيدة، هو كل ما تملكه، أو أنه أعز ما فقدت.

لطالما كان كذلك، لطالما كان بالنسبة لها كل عائلتها، فهو من دفع بوالده عن طريق أحلامها، و هو من عبّد لها طريق مسيرتها الخاصة، لطالما كان بيكهيون الوحيد بالنسبة لها. 

إقتربت نايون عن غفلة من أوكتافيا، ثم مدّت ذراعيها لتحمل الرضيعة، و بنبرة باردة تحدثت.

" سآخذها إلى الداخل، ستمرض هنا"

أومأت أوكتافيا فحملت نايون لارا الصغيرة و ذهبت، و كما فعل الجميع نايون عاملتها ببرود أيضاً.

ما أبدت أوكتافيا إنزعاجاً، لكن في داخلها حكاية الأخرى، رغم ذلك هي لا تنكر أنها تستحق هذا الكره الذي تتلقاه من الجميع.

جونغ إن ما أفلت خصر أوكتافيا إطلاقاً، و كأنه يستعرض  على مرأى العائلتين إنتصاره على أخيه بأكثر الطرق قذارة و ردائة.

و أن الفتاة التي كانت يوماً خطيبة أخيه التي يعشقها، قد ظفر بها، و هي الآن إمرأته، و رسمياً زوجته.

و ذلك ما أثار جيمين إلا غيظاً، رغم أن مشاعره الودودة ناحية أوكتافيا قد بردت، لكن الحقد لن يبرد أبداً دونما عِقاب.

بينما نادل يمر من أمام جونغ إن و زوجته، إلتقط جونغ إن كأساً من النبيذ من على صينيته المحفوفة بكؤوس أُخرّ، ثم رفعه نخباً لإنتصاره مع أخيه الصغير، الذي تجاهله و حسب، رغم ذلك؛ تلك الإبتسامة اللئيمة ما زالت تُزين ثغر جونغ إن.

تنهدت أوكتافيا بأستياء حينما إنثقبت جُعبتها لكثرة ما تحملت من نذالته و بذائته لهذه الليلة، ثم دفعت بيده عن خصرها تُتمتم بأستياء شديد.

" دعه و شأنه، لِمَ تغالي عليه؟ ألهذه الدرجة الحقد و الغيرة يكتمان على قلبك؟ افتح عينيك قليلاً ستدرك أنه شقيقك و ليس عدوك"

تجاهل جونغ إن ما قالته بينما يرتشف من كأسه، و حينما انتهى منه على جرعة واحدة وضع الكأس على الطاولة القريبة التي يقفان إليها، ثم حرك عنقه كي ينالها ببصره و همس.

" أخرسي!"

قضمت شفاهها بغيظ شديد منه، و لولا أن والده قد نادى عليه لينخرط مع رجال الأعمال؛ لكانت أول من ينسحب من بينهما.

حينما غادرها شعرت بالدموع تشوش نظرها، و لم تكُف عن قضم شفتيها قط، فهي تفرغ كل غضبها بهنّ، بأول ما إستباحه منها و ما إستباحته له.

تلاقى بصرها فجأة و أخيها الواقف بعيداً، ثم سُرعان ما أشاح بيكهيون ببصره عنها، هو يهتم، كاذب إن إنكر، تلك النظرة القلقة التي حفّتها كان هو مصدرها.

لكنها قررت ألا تستسلم هذه المرة لتجاهله لها و لا لعناده و غضبه، فتوجهت إليه، لعله يسمعها هذه المرة، يقبل إعتذارها، و يتخلى عن تخليه عنها.

إقتربت منه و قرر الإبتعاد عنها، لكنها سبقته حينما تمسكت بيده، ثم توسلته تذرف دموعها كي لا ينسحب.

" اسمعني أرجوك!"

فلَّتَ نفسه منها، ثم أستدار عنها ليبتعد متجاوزاً عن الرحمة التي تفشت صدره و الحنين، لكنها أوقفته من جديد بصوت بكائها و رجواتها من خلفه.

" بيكهيون، أرجوك لا تتخلى عني!"

إلتفت إليها يتنهد، رمقها لوهلة بصمت، راقب خط دموعها و علامات البؤس و المهانة التي تنتشر على ملامحها، و قد أبهتت لونها فغدت شاحبة كأنها بلا روح.

أمسك بها من مِرفقها و إجتذبها خلفه، سارت معه دون قول شيء، بل إنها شاكرة له أياً كان ما سيفعله، على الأقل لا يتخلى عنها.

إجتذبها حتى حديقة القصر الخلفية، ثم وقف بها إلى بناء القصر، زفرت أنفاسها بتوتر إذ أن لحضور أخيها هيبة، و لوقع خطيئتها عار يجعلها تنكس برأسها، لا تجرؤ أن تضع عينيها بعينيه.

عقد بيكهيون ساعديه إلى صدره ثم أوجز ببرود.

" لا تظني أنني أسامحكِ، و لكنني أخشى أن يلحظ أحد أنكِ ما زلتِ معيوبة، فيغدقون علينا بالكلام من خلف ظهورنا"

أومأت أوكتافيا تتنهد، لقد قررت أنها ستتحمل كل شيء و أي شيء قد يصدر منه بغرض إسترداده إلى ظهرها، و تلك كانت متوقعة منه، لن تنجرح زيادة، هي تحتاج أن تثبت قليلاً.

" حسناً أخي، لن أكون أنانية و أطلب منك أن تسامحني، لكن أرجو منك ألا تتخلى عني، أنا لا أملك أحداً معي، و جونغ إن يستغل وحدتي في صفي و يظلمني، و انا لا أقدر عليه، أرجوك لا تتركني، لا تدفعني إلى أن أطلب العون من غريب و أنت موجود."

عقد حاجبيه لا يفهم ما تقوله في البداية، ثم إستهلك وهلة ليفهم ما قالته، تطلب العون من غريب؟ و لِمَ قد تلتجئ لغريب و هي متزوجة؟!

حينها راودته أفكاراً سوداء جداً كسواد خطيئتها، فانقض بحيلهِ على كتفيها، جعلها تشهق بخفوت رعبة منها، ثم بيكهيون بدد بغضب.

" أياكِ يا أوكتافيا أن تكرري خطأكِ، أياكِ أن تخالطي رجل غريب!"

أبعدت يديه عن كتفيها، ثم صاحت باكية إذ أنها لا تطيق ظنونه السيئة بها، نعم هي أخطأت مرة لكن ذلك لا يعني أنها ستكرر خطأها مجدداً.

هي ما عادت تطيق أحد، أوكتافيا لا تطيق نفسها حتى.

" كُف عن سوء الظن بي، أنا لستُ كذلك! نعم، أنا أخطأت مرة و لكنني لستُ بهذا السوء و العربدة لأكررها مجدداً، أنت تركتني خلفك كما فعل الجميع معي رغم أنك تعلم أنني لا أملك أحداً سِواك، و جونغ إن خدعني و الآن هو يعاملني معاملة لا يقبل بها حيوان، على الأقل ابقى لي أنت!"

تنهد بيكهيون ينظر لأخته بصمت، كانت تبكي بِلجّة وجع أمامه، حينها تألم قلبه بحق، لقد تأثر بكلامها و بدموعها، بدت منهزمة و تعيسة لأقصى حد، كيف له أن يترك أخته العزيزة وحدها؟

و لكن وجب عليها أن تتحمل نتيجة أخطائها، في نهاية المطاف؛ خطأها كان فادحاً جداً لدرجة أنه أودى بروح صبيّة و شتت طفلة رضيعة، و ضيّعَ عُمر رجل يافع بعمر الزهور.

إبتلع الغصة في جوفه ثم واجهها بجمود قائلاً.

" تحملي نتيجة أخطأكِ، لم يكن معكِ أحد و أنتِ ترتكبي تلك المصيبة، و لن يكون معكِ أحد و أنتِ تتحملي نتائجها، قِفي وحدكِ كما فعلتِ سابقاً"

ثم سار عنها مبتعداً، و تجاهل أنها تبكي من خلفه، تجاهل أنه جرح قلبها كذا آذى فؤاده، سيكون معها، لكن من بعيد، سيقف في ظهرها، و لكنه لن يجعلها تشعر به، هذا ما سيكون عليه الأمر.

عاد للحفل و وقف بينهم بهدوء، قليلاً ما يتحدث، فقط يحتسي النبيذ بهدوء، حتى أتاه عمه مقلوب السِنحة فعلم أن شيء قد إستجد بأمر إيزابيلا بما أنها الجامع الوحيد بينهما.

سحب العم ابن أخيه بعيداً عن سمع الآخرين، ثم همس له متوتراً.

" بيكهيون، لقد عثروا على إيزابيلا، اذهب و احضرها إلى قصري، اسرع يا بُني!"

أومئ بيكهيون لعمه متأهباً، ثم غادر الحفل على مضض يتبعه عدة من رجال عمه الأوفياء، لكن ما من أحد شعر به.

بعد مغادرة بيكهيون، أوكتافيا بقت واقفة حيث تركها أخيها، تستند إلى الحائط بجسدها، و تبكي بهدوء، شعور العجز يستولي على كيانها، و هي لا تقدر على صد كل الآفّات هذه بروحها المهشمة و المهمشة هذه.

شعرت بحركة خفيفة قريبة منها جواراً، فاعتدلت و بحثت حولها عن مصدرها، لكنها تجمدت لوهلة حينما وجدت جيمين يقف متكأً على الحائط إلى يمينها.

إزدرئت جوفها و ابتسم بخفوت، منذ زمن طويل؛ أوكتافيا و جيمين لم يجتمعا في مكان واحد، أوكتافيا و جيمين اللذان كانا يوماً جسدين بروحٍ واحدة.

إقترب بهدوء ناحيتها، و هي لم تتحرك قيد نُتفة، أوكتافيا لا تريد الإبتعاد و تطمح بألا يدفعها عنه أكثر، أخفضت رأسها عنه عندما أصبح قريباً جداً، فهمس هازئاً.

" نعم، وجب عليكِ ألا تنظري في وجهي إطلاقاً، عليكِ النظر ناحية قدمي حيث مقامكِ الحقيقي دوماً و إلى الأبد"

سقطت دمعة من عينيها لكِبرِ الإهانة التي ألحقها بها للتوّ، لكنه لم يراها -دمعتها-، أشاحت أوكتافيا عنه و إلتفتت تقرر المغادرة عنه.

لكنه رفض حينما أمسك بمرفقها بعنف، و إجتذبها بقوة لتقف أمامه من جديد، جعلها تشهق بقوة متفاجئة، و لولا أن الحائط خلفها أسندها؛ لأختلّ توازنها و سقطت أرضاً.

إزدرئت جوفها بينما تتنفس على وتيرة سريعة، ثم رفعت وجهها المرهق إلى عينيه الكارهة، و قالت.

" أعلم أنني لا يحق لي أيقافك، و لكن أرجوك توقف و دعني، أنا لستُ أتحمل الإهانة و خصوصاً إن كانت منك و أنت تعلم ذلك، لذا أرجوك اعتقني يا جيمين، دعني أذهب!"

إرتفع شدقه بإبتسامة لئيمة، ثم قال مستلذاً بالحال التي آلت إليه بسبب فعل يدها، ذلك سيكون أفضل إنتقاماً يحظى به.

" تستحقين ما أفعله أنا و غيري بكِ، هذا حصاد أفعالكِ المُشينة، و الجريمة البشعة التي إرتكبتِها بدم بارد و ضمير ميت، أو ماذا ظننتِ؟ أنني سأتجاهلكِ و أتجاوز عنكِ؟ أو أسامحكِ مثلاً؟ التأكيد أنتِ حالمة حينها"

تنهدت تومئ، نعم؛ تعلم أنها حالمة، و أن عودتهما أصدقاء مستحيلة، أن يموت الحقد الذي يكنّه له مستحيل إلا إن ماتت هي، و رغم ذلك؛ جيمين قد لا يصفح عنها.

إقترب منها أكثر و تراجعت عنه، حتى إلتصقت بالحائط و ما عادت تستطيع أن تهرب منه أكثر، فحينما أرادت أن تهرب من يمينه صدّها بذراعه ضد الحائط، و حينما حاولت ذات الشمال حاصرها بذراعه الأخرى، فأصبحت محاصرة بينه و بين الحائط.

لا فرار لها منه، و الأسوء إن رآهما أحد، ستثبت عليها التُهمة، و تصبح رسمياً عاهرة كما ينعتها زوجها العزيز، فالطريقة التي هو قريب فيها منها مُريبة للغاية، و كأنهما أحباء لا عداوة و حقد بينهما.

تعالت ضربات قلبها و ضاق نفسها، لكنها حاولت ألا تضعف، فوضعت بيديها على صدره، و حاولت دفعه عنه لكنها لا تُفلح.

بعد أن فشلت بدفعه و استسلمت، تحدثت إليه بلسان يرجوه الرِفق بها.

" إبتعد يا جيمين، سيُساء الظنّ بنا، إبتعد عني من فضلك، حتى لو أنا ما عدتُ صديقتك، و لكنك لستَ جيمين الذي أعرفه، أرجوك كُفّ عني!"

إقترب بوجهه إلى وجهها يعاندها، فحبست أنفاسها و أغمضت عيناها، أشاحت عنه يميناً ترجوه بخفوت، تبسم بحقد يطلع على بشرة أعلى صدرها المُعلّمة بعنف، ثم همس قرب أُذنها.

" هنيئاً لكِ، أصبحتِ عاهرة جونغ إن الذي يخرج شهواته و ساديته عليها بجدارة، مبارك لكِ!"

فجأة ضاقت ذرعاً منه و من حقده، لذا صفعت يده التي تلمست عنقها، ثم صفعت وجهه بكل ما ملكت من عزم، جعلت واجهة وجهه يميناً و هو لم يحرك طرفة عين.

جيمين تجمد و قد إحمرّت وجنته، أما هي فقبضت يدها التي صفعته بها و همست بعصبية بينما دمعة من غضب سارت على وجنتها.

" يكفي!"

قبضت يديها ثم تحركت تتركه كما هو، مسحت دموعها بقسوة بينما تتحرك إلى دورة المياه، لكنها حينما خَلَت بنفسها تفجّرت مدامعها، فلتبكي، البكاء يريح الصدر.

بكت كل همومها لكنها لا ترتاح، بكت مخاوفها، بكت ضعفها، و بكت تعاستها و ندمها، لكن أياً من هذا لم يخفف عن صدرها إطلاقاً، ما زالت مهمومة و تحتاج خزان من الدموع، و لن تفرغ.

بعد وقت ليس بقصير إطلاقاً في دورة المياه؛ خرجت تُعدل زينتها التي فسُدَت و هِندامها، ثم حينما وجدت أنها سيطرت على إنفعالها، إلا الرعشة في إطرافها خرجت.

شهقت بخفوت ثم إنحنت تضع يدها على صدرها تُهدئ من روعها، هذه الليلة لن تفوت إطلاقاً بسلام.

كان جونغ إن يقف قِبالة باب دورة المياه، مُتكئً على الحائط خلفه، و يعقد ساعديه إلى صدره بينما يرمقها بسخط.

" ما بك؟"

تسآلت بعد تلعثم طفيف أصابها، تأمل ألا يكون قد رأى أو سمع شيء مما حدث بينها و بين أخيه، نهض عن إتكائه، و اقترب منها بهدوء أثار في نفسها لجّة من الخوف شديد، منذ متى و هي ضعيفة الشخصية تهابه؟!

لا تدري...

رفع بسبابته قِبة فستانها، فبان له جِلدها المُعلَّم منه، تبسّم و أبعد يده عنها، ثم همس لها قبل غمزة لعوب.

" سأؤكد قول جيمين الليلة، إستعدي عزيزتي!"

ثم إنسحب بهدوء قبل أن تقدر على الرد حتى، هذه حياة تعيسة، لا بُد أن لارا تمنّت الموت مراراً معه، حتى نالت مُبتاغها لكن على يد أوكتافيا.

لقد سمع و رأى ما جرى بينها و بين جيمين بالفعل، و لا تطمح خيراً حيال ذلك و حول الليلة إطلاقاً، ربما يسجل في حقها إعتداءً آخر، حياتها عبارة عن فوضى و ألم فحسب.

ليت الزمن يعود، و تعود تلك الطالبة الجامعية المهذبة حسنة السُمعة، رفيقة جيمين اللطيف و مُدللة أخيها العزيز، ليت الزمن يعود.

سارت حتى مَفرق الأروقة، و كادت أن تخرج لولا أنها سمعت تيمين يناديها من خلفها، إلتفتت إليه و قررت أن تبدو على طبيعتها، لن تُزيف إبتسامة و لن تضع قِناعاً.

أشار لها تيمين بيده أن تأتيه فتحركت ناحيته، كان يقف إلى باب غرفة تعلم أنها تخص إبنه الوحيد جونغهيون.

حينما وصلته أشار لها بالدخول، لتجد زوجته و ابنه كذا صغيرتها بالداخل، و قد أفاقت الملاك من غفوتها، شعرت بتوتر شديد؛ فمنذ أن ثارت الفضيحة بالعائلة لم تواجههم إطلاقاً.

ربتت نايون على السرير تدعو أوكتافيا للجلوس إلى يمينها، فجلست الأخيرة تنظر إلى لارا الصغيرة تبتسم لمداعبة جونغهيون، فابتسمت هي بتلقائية.

راقبت بسمات الملاك الصغيرة ببسمة خفيفة، بدت جداً صادقة و من أعماق فؤادها، و كأن الصغيرة هنا خرجت من رحمها هي لا من رحم غيرها، حتى أن نايون و تيمين تبادلا نظرات يفهمانها، إنهما يشعران بالطمأنينة الآن حيال الطفلة.

" أتجدين الإعتناء بها؟!"

سؤال نايون أخرج أوكتافيا من معالم الملاك الصغير، و أوكتافيا نظرت للمرأة قِبالتها، ثم تنهدت بخفوت تجيب.

" أخشى أنني لا أتقن العناية بها جيداً، أقصد هي صغيرة جداً و أنا لا أفهم ما حاجتها، حين أطعمها أبقى خائفة أن يحدث لها شيء، و أخشى أن أحممها فتنزلق من يدي، أجد بعض الصعوبة في بعض الأمور، و لكنها طفلة هادئة و لطيفة لا ترهقني العناية بها."

أومأت نايون و بانت إبتسامة طفيفة على شفتيها أثارت إستهجان أوكتافيا، فنايون مُذ أن قابلتها و هي تزدرئها، لا تدري ما الذي تغير الآن.

و كما لم تتوقع أوكتافيا إطلاقاً؛ ربتت نايون على ظهرها بلطف، و تحدثت برفق معها يعاكس البرود الذي كانت عليه مُذ بداية الأُمسيّة.

" لقد إكتشفتُ أنكِ خير أم للصغيرة، أخذتها منكِ و ظننتُ أنني سأجد شيئاً أفعله لها، لكنها نظيفة و معدتها مُمتلئة و بصحة جيدة، شكراً لأنكِ تعتني بها، و أرجو منكِ أن تُحسني لملاكنا على الدوام"

أومأت أوكتافيا و تبسمت، ثم شعرت بتيمين يربت على كتفها قائلاً.

" أظنكِ تستحقين فرصة ثانية منّا، نعم كان خطأكِ فادح لكنكِ لم تقصدي أن تموت لارا، و أراكِ تشعرين بالندم و تعترفين بسوء تلك الفِعلة، و إن كان الرب يقبل التوبة، فمن نحن لنرفضها؟! لذا أنتِ بحق فتاة صالحة و نحن لن نتخلى عنكِ أبداً"

وقفت أوكتافيا مدهوشة لا تصدق ما سمعته للتوّ، فأومئ لها تيمين باسماً يؤكد صِحة ما سمعته، حينها تفجّرت مشاعرها و بكت بكاءً مريراً، فنايون قامت بإحتضانها حتى هدأت، و كان آخر قولها شديد الإمتنان.

" شكراً لأنكم سامحتوني و ما تخليتم عني، أنا لن أنسى معروفكم معي هذا إطلاقاً طالما أنا حيّة، و أعدكم أنني سأُحافظ على لارا الصغيرة، و لن أتخلى عنها إطلاقاً مهما جار جونغ إن علي!"

..................




في مكان آخر، تحديداً حيث تمكث إيزابيلا في مكان جيمين، كانت تقف إلى النافذة حينما إكتشفت تجمع رجال أبيها بالأسفل، و يبدو أنهم متأهبين لمداهمة ضدها.

حينها علمت أنهم وَجدوها، و لا تدري كيف حدث ذلك رغم حرصها و جيمين و تحفظهم على وجودها هنا، لكن إنتهى الأمر بها مكشوفة.

كانت تعلم أن هذا اليوم قادم لا محالة، و لكنها ليست جاهزة لمواجهة أحد، خصوصاً والدها و بيكهيون، وجدت نفسها بلا تفكير تتجه إلى هاتف جيمين الذي أعطاها أياه لتتحدث إليه.

رعشة كانت قد إنتشرت بجسدها و هي بإنتظاره أن يجيب على إتصالها، وضعت يدها على صدرها و بكت بهدوء فالفزع قد سيطر عليها كلياً، و ذلك بعدما فشل إتصالها الأول، لكنها لم تقنط إذ إتصلت به من جديد.

رنّة، اثنتين و ها هو يجيب.

" ماذا يا إيزابيلا؟!"

ما كان حِسها يقظاً كي تشعر به في هذه اللحظة، و تحلل نبرته البائسة و الغاضبة في آنٍ واحد، هي فقط هتفت سريعاً بلا تحضير تبكي بخوف.

" جيمين أرجوك انقذني! رجال أبي أصبحوا في الأسفل و أظنهم يتأهبوا لأخذي، أنا خائفة جداً، ماذا علي أن أفعل؟!"

تحرك جيمين سريعاً بحثاً عن بيكهيون في الأُمسية، و حينما لم يجده خرج ركضاً من الحديقة، و دون قصد لفت إنتباه أغلبية الحضور، لكنه لا يهتم بالفعل، المهم بالنسبة إليه هو سلامة إيزابيلا و طفلها، الفتاة التي يعتبرها أمانة بحوزته طالما إنها لاجئة لحمايته.

" أنصتي جيداً، أغلقي الباب و النوافذ جيداً، ثم إختبأي حتى أصلكِ و لا تجيبي أحد، من المفترض أن تكون الغرفة فارغة بغيبابي، لذا لا تصدري حركة، و أنا آتٍ سريعاً!"

أغلقت إيزابيلا الهاتف و تحركت لتنفيذ ما قاله جيمين لها، لكنها قبل أن تختبئ نظرت عبر النافذة و رأت بيكهيون بالأسفل.

شهقت مرتعبة و إبتعدت سريعاً عن النافذة، ثم تحركت بأطراف مرتعشة لتختبئ، ترجو أن يمر اليوم على خير.

إختبأت في دورة المياه خلف سِتارة الحوض، فبطنها لا تساعدها أن تختبئ أسفل السرير أو في الخزانة -و هي أماكن أكثر أماناً بالتأكيد-، و حقاً إن لم يصل جيمين حالاً، سيُقضى عليها.

أغمضت عيناها بقوة و إنكمشت على نفسها حينما سمعت صوت طرق قوي على الباب، ثم إزدادت إنكماشاً و أخذت تبكي بينما تكتم فاهها بكفها، حينما سمعت صوت الباب يتحطم، ثم صوت بيكهيون بالداخل يناديها.

ظلت حيث إختبأت، ثم شعرت بباب دورة المياه يُفتح، خطوات هادئة ثم شعرت بالستارة تنكشف عنها، ثم صوته الذي بدى منتصراً.

" أخيراً وقعتِ في يدي!"

رفعت رأسها رويداً رويداً، و إذ به بيكهيون بكل غرور و كبرياء، يقف أمامها و بسمة الإنتصار ترفع شدقيه.

أمسك بمِرفقها فجأة و إجتذبها خارج الحوض، ثم خارج الغرفة بأكملها، و حينها بدأ تحقيقه علناً و أمام رجال أبيها.

" ماذا تفعلين بغرفة جيمين؟!"



......................


دائماً الأكشن بيجي بآخر جُزيئة، هاي قاعدة بالنسبة لي، سوري نوت سوري😭

إشتقت💔
حاسة أنو إلي زمان كثير ما حدثت، معلش ضل ١٤ يوم و أصير عاطلة رسمياً🥳🥳

البارت القادم بعد 100 فوت و كومنت.

١.رأيكم بأوكتافيا؟ شخصيتها الي عم تتهمش؟ حالتها النفسية المستعصية؟

٢.رأيكم بجيمين؟ كلامه الحاد لأوكتافيا؟ خوفه على إيزابيلا؟

٣.رأيكم بجونغ إن؟ وعوده و تهديداته؟ على ماذا ينوي؟

٤.رأيكم ببيكهيون؟ الحالة الي وصل لها مع أخته؟ و ماذا سيحدث معه بشأن إيزابيلا؟

٥.رأيكم بتيمين و نايون و قرارهم بعدم تخليهم عن أوكتافيا و مسامحتها؟ هل فيا تستحق؟

٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️








© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
CH35|| لا يتعظ
Коментарі