Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
Chapter Nine
" حفنة أكاذيب"








وصل بيكهيون إلى الحديقة حيث الحفل يقام، رأى جونغ إن من بعيد يقف قُرب زوجته و كأنه لم يثير الفوضى لذا هو تقدم منه يستشيظ غضباً و أفرغ غضبه به عندما لكمه لكمة على غفلة من جونغ إن أسقطته أرضاً.

نهض جونغ إن على قدميه و رد اللكمة ثم إشتد الشِجار بينهما و شد إنتباه الحضور، فزع جيمين و تيمين لحل الأمر سريعاً لكن بيكهيون قد قرر أن هذا الماجن سيكون كبش فداء لغضبه هذه الليلة.

تعاون تيمين و جيمين لزحزحة بيكهيون عن جونغ إن الذي سقط أرضاً بينما هم يتبادلان اللكمات.

" ما الذي دهاكما؟ ما الذي حدث؟"

و بعد أن استنكر تيمين شجارهما أمسك أحدهم بذراع بيكهيون من خلفه و أداره له ثم بصفعة أدارت وجهه أمام الخلق أجمعين، كان والده من صفعه.

" لا أريد أن أرى وجهك، اغرب من هنا!"

إحمرت وجنة بيكهيون لحرارة الصفعة لكن غضبه لم يخمد، هو أدار عنقه أمام أبيه كي يصدر منها صوت فرقعة مفاصله ثم إلتفت إلى جونغ إن بوجه كالح.

تجاهل تهديدات والده و تبيهاته و أمسك بجونغ إن من تلابيب قميصه و من ثم دحجه بحدقتين لا تتزحزح عنه و هسهس مهدداً.

" إن مسَّت يدك أختي مجدداً أو نظرت إليه حتى فقط عليك أن تتذكر هذه لتعلم ماذا سيحدث لك"

و لكمه مجدداً ثم إلتفت ليغادر أما جونغ إن فتيمين و جيمين تمسكا به كي لا يرد و لا يطول هذا الشجار أكثر.

إلتفت بيكهيون ليصرخ من بعيد غاضباً قبل أن يخرج.

" أوكتافيا لن تتزوج لهذه العائلة إطلاقاً!"

أوكتافيا كانت تقف بعيداً و يدها إلى فمها تبكي بصمت، آثار ذعرها ما حدث، كيف أن الشجار قام بين الرجلين بسببها و كيف أن بيكهيون صُفِعَ بسببها أيضاً، جيمين رآها منهارة في مكانها لذا هرع إليها يود أن يهدأ من روعها بعدما غادر بيكهيون غضبان هكذا.

حالما إحتضنها جيمين حتى بكت تخبئ وجهها و دموعها في عنقه و تختبئ في كُنفِه تقول.

" كل ما حدث بسببي، أنا آسفة يا جيمين"

تنهد جيمين ثم رفع يده ليمسح بها على شعرها بتهويدة حنون بينما يهمس لها.

" لا شأن لكِ بما حدث فيّا، هوني عليكِ و لا تبكي، تعالي معي الآن"

سحبها جيمين بغفلة عن البقية إلى غرفتها، أجلسها على سرير ثم جلس القرفصاء أمامها ليمسح دموعها ثم أمسك بيديها قائلاً.

" كفي عن البكاء و اخبريني ما حدث"

هي قلقة من ردة فعل جيمين أكثر من بيكهيون، لربما يفتعل شجار طاحن في منزله مع أخيه رغم ذلك عليه أن يعلم لذا و بالتفصيل أخبرته كل شيء.





................






إنتهى الحفل بعد وقت و هذا بعد أن صرف السيد بيون المدعوين بلباقة لهذا غادرت عائلة كيم إلى قصرهم بوجوه يكتسيها العار و أجواء متوترة.

رأس العائلة، السيد كيم، رفض أن يرحل جونغ إن و زوجته إلى منزلهما قبل حديث مطول سيحدث في قصره، لقد قرر السيد أن ابنه لن يهرب الليلة دون إستجواب.

في القصر إلتف الجميع في صالة الجلوس و الجميع صامت إذ لا يسعهم التعليق على ما حدث أثناء الحفل، أما لارا لقد بان الإنكسار على ملامحها، هو خدعها بلطف مفاجئ و قال أنه سيحاول الإبتعاد عن عاداته السيئة و لكنه فشل فشلاً ذريعاً و باكراً جداً، ربما هو لم يحاول حتى أن يتغير.

" هل تحرشت بخطيبة أخيك يا جونغ إن؟"

كسر سؤال السيد كيم الصمت الذي ساد على مجلسهم منذ أن جلسوه لكن الصمت قد ساد  مجدداً إذ أن جونغ إن لا يجيب بل إلتزم الصمت و قلب سِنحته لكن والده كان مُصِراً على نيل جواب شافٍ.

" إنني أسألك جونغ إن لذا أجب، هل تحرشت بخطيبة أخيك؟"

" و لماذا تسأله؟"

صاح بها جيمين بغضب بينما يقتحم المنزل بخطوات سريعة إلى مجلسهم.

" هذا الحقير لو يملك ابنة أو أخت سيتحرش بها بالتأكيد"

قالها جيمين بينما يلقي بلكمة على وجنة جونغ إن المتورمة إثر لكمات بيكهيون، مسح جونغ إن شفتيه عن الدماء و لم يرد اللكمة بلكمة أخرى بل لم ينهض حتى، فقط إبتسم ثم قال.

" يبدو أن خطيبتك الكريمة كذبت عليك أنت أيضاً، هي من دعتني إلى غرفتها بحُجة أنها تحتاج مساعدتي بحمل شيء ثقيل صَعُب عليها نقله"

أتسعت إبتسامته أكثر و الخبث يواريها، بينما سبابته إلى شفتيه قال و هو ينظر في عينيّ جيمين.

" و عندما دخلت قبلتني و كما تعلم أنا مقاومتي ضعيفة أمام النساء، لم أتعافى بعد"

أجهز جيمين عليه يود خنقه لكن تيمين تدخل و تمسك بشقيقه الأصغر كي يوقفه فصاح الصغير بغيظ و قال الكبير.

" من سيصدق كلامك أيها الساقط؟ أوكتافيا فتاة بأخلاق عالية، أمثالك لا تقبل أن تدوسه حتى لترجس حذائها"

ضحك جونغ إن بسخرية ثم أمسك بيد لارا و انهضها قاصداً المغادرة و لكن قبل أن يفعل تريث ليقول.

" صدقوا أو لا تصدقوا هذا ليس من شأني، غداً سترون بأعينكم كيف ستترك جيمين و ستأتي إلي "

نظر نحو تيمين بحقد ثم هسهس يشير إلى قدمه بسبابته.

" لكنني أنا من سيدوسها بحذائه وقتها"

ثم ناور سبابته بينهما يشير على أخويه.

" و سأدوسكم أجمعين معها"

ثار جيمين مجدداً يود الفتك به لكن تيمين الذي لا يتركه و شأنه صرخ به.

" توقف و دعه يذهب!"

أخذ جيمين يستل أنفاسه بقوة لشدة غضبه ثم فلت نفسه من أخيه بغضب و صعد إلى غرفته غضبان.

جيمين سريع الغضب و كثير الإنفعال على عكس تيمين الذي يستطيع ضبط غضبه و إنفعاله، جيمين شاب في أوج طلعته لذا هو لن يتردد في تكسير عِظام أي أحد يعترضه.

جلس جيمين على سريره ثم أخرج هاتفه ليتصل بأوكتافيا، على إستعجال أخذ ينتظر أن تفتح الخط و فور أن أجابته قال بحدة.

" غداً سنذهب لنسقط المواد التي نأخذها عند هذا اللعين"

يصبح تفكير جيمين هش إذ سيطر عليه الغضب و أوكتافيا تعلم ذلك لذا تنهدت هي ثم قالت تسايره.

" يبدو عليك الغضب يا جيمين لذا سنتحدث في الأمر غداً في الجامعة، حسناً؟"

قال بصوت مرتفع في الهاتف رافضاً بشكل قطعي.

" لن نتحدث في الأمر غداً سنذهب لإسقاطها يا أوكتافيا و انتهى"

الآن هو غاضب جداً لذا و يفقد سيطرته على إنفعاله، لاحقاً سيعي خطأه ثم يعود معتذراً لذا همست أوكتافيا تؤنبه.

" أيمكنك ألا تصرخ بي جيمين؟ لاحقاً لن أقبل إعتذارك"

تنهد جيمين و التزم الصمت عندما أخيراً أيفظت كلماتها سُبات عقله و عندما شعرت به قد هدأ قليلاً قالت.

" غداً سنرى ما في الأمر، الآن فقط إرتاح و نَم "

أغلقت الخط بعد فينة فهي لا تسمع إلا صوت أنفاسه التي بدأت تهدأ، تنهدت بينما تجلس على سريرها، هناك الكثير من العوائق في طريقها.





.......................







خرج من دورة المياه بعد أن أخذ حماماً دافئاً، لا يأبه بما حدث اليوم بما أن كل شيء يسير في مصلحته، خرج ليجد زوجتخ تجلس على الطرف السرير و تحمل علبة الأسعافات الأولية بيدها بإنتظاره.

تبسم بخفة ثم إقترب ليجلس بجانبها، ما يجعله واثق أنها ستبقى معه مهما حدث أن لا مكان آخر لها إذا تركته، كان نظره عالق عليها بينما هي مشغولة في أدوات الصندوق، واضح في عينيها كم هي مخذولة منه، هو وعدها و ما أوفى بوعده.

بللت الشاش بالمعقم ثم مررتها على جروح وجهه برفق، ملامح وجهها جامدة لكن لمساتها حنونة، رغم ان المعقم يوخز لكن لمساتها الرقيقة تلطف مرارة الوخز.

" في خَلدكِ حديث و كثير من الملامة، افصحي عنه"

إزدرئت جوفها بتوتر و أخذت ترمش تكافح تلك الدموع في عينيها، تشك لو أنها فتحت الموضوع ستغلقه على سلامة.

" هل حقاً تحرشت بفتاة جيمين؟"

أمسك بمعصم يدها التي تستطببه قائلاً بحاجبين معقودين و كأنه لم يتوقع منها أن تشك فيه.

" أتشكين بولائي لكِ يا لارا؟"

نعم تفعل و كثيراً أيضاً إذ أنه منذ متى يملك ولاء لها؟ لكن لا يسعها أن تجيب بصدق على سؤاله هذا لذا إنكست برأسها و نفت فقط كي لا تدخل معه بنقاش لا يناط لها إلا بالأذى.

تبسم هو بخفة ثم وضع أنامله أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه قائلاً، هو يعلم أنها تشك به، و لكن من يهتم؟

" إذن ثقي بوعدي لكِ، أنا لن أنظر لغيركِ أبداً، همم؟"

أومأت له مجدداً ثم ابتسمت بزيف، كاذب!
تود قولها في وجهه لكنها لا تستطيع، لو تجرأت و فعلت ستدفع ثمنها الكثير.

أنهت تنظيف جروحه فهمّت بالنهوض من جانبه لكنه تمسك بيدها و أبقاها جالسة و بخفة قربها إليه فجأة، بالنظر إلى عينيه و زاوية رأسه، هو يبتغي منها قبلة.

لكنها رفضته عندما أشاحت بوجهها عنه لذا علم أنها لا تصدقه حقاً، لارا كانت تعلم أنه ربما سيعنفها الآن لأنها رفضته لذا قالت سريعاً متعذرة.

" أنا متعبة جداً اليوم، الحمل متعب كثيراً فلنأجلها لوقت لاحق يا جونغ إن"

أمسك بذقنها بخشونة و أدار وجهها إليه كي تواجهه، هو لا يقبل أن يرفضه أحد و خصوصاً هي زوجته، كانت عينيه تقدحان بالشر عندما همس.

" أيهما تفضلين، أن يعود كاي أم يعتدي عليكِ جونغ إن؟"

نبض قلبها بقوة لشدة خوفها، ها هو يعود إلى سابق عهده، أحلى الخيارين مُر لكنها مجبورة أن تختار.

" أفعل ما تريد بعيداً عني"

أحاط وجنتيها بكفيه برعونة ثم همس.

" لكن ما أريده قريباً منكِ"

وضع جبهته ضد جبهتها و همس.

" أريدكِ أنتِ"

أرادها و لم ترده لكن حصل هو على ما أراد فيده العُليا و لا كلمة لها فوق كلمته.




........................





في الصباح الباكر، وصلت أوكتافيا إلى شقتها بعد عناء قطع الطريق الطويل إليها من القصر، عندما دخلت شقتها وجدت بيكهيون ينام على الأريكة في الصالة ببدلته لتبتسم، هي كانت تتوقع ذلك بالفعل.

أحد أهم الأسباب الذي جعلها تحصل على هذه الشقة هو بيكهيون بالفعل، دائماً ما يمكث عندها كلما تشاجر مع أبيه و كثير ما تشاجرا، أحضرت اوكتافيا لأجل أخيها غطاء و دثرته عليه ثم أرتدت ثيابها و خرجت إلى الجامعة.

بعد أن تعود سيكون هناك حديث طويل يدور بينها و بين شقيقها، هذا مفروغ منه، ما إن وصلت إلى هناك حتى وجدت جيمين يقف متكأً على هيكل سيارته، يرتدي بنطال جينز أزرق و قميص أسود، مع هذه النظارات الشمسية و شعره المرفوع أحاطته هالة باردة بجدارة.

" تبدو وسيماً جداً يا رجل!"

قالت بإبتسامة واسعة بعدما إمتثلت واقفة أمامه، نزع جيمين نظاراته الشمسية ببرود و تنهد ثم همس.

" آسف لصراخي بكِ أمس"

تحب فيه أنه يعترف بأخطأه و يعتذر عليها، ابتسمت في وجهه ثم قالت.

" لا عليك، دعنا ندخل الآن"

أومئ لها ثم أمسك بيدها بين كفيه و توجه بها إلى مكتب التسجيل، علمت أنه مُصِرّ على إسقاط موادهما التي يدرّسها الأستاذ كيم هذا الفصل.

لكنها تسمرت بالأرض قبل أن يدخل المكان و قالت.

" جيمين، أنا لا أريد إسقاطها"

إلتفت إليها سريعاً و استشرى الغضب ملامحه مجدداً ليقول.

" ماذا ؟"

تنهدت قبل أن تفسر.

" جيمين، أنا لا أستطيع إسقاطها هذا سيؤجل تخرجنا، يجب علينا أن نتخرج هذا الفصل"

أمسك بمعصمها و سحبها خلفه بقوة لا يهتم لما تقوله و يتمتم.

" و اللعنة على التخرج، ستسقطينها يا أوكتافيا و إلا قلبتُ الجامعة رأساً على عقب"

لا يمكنها أن تنتصر على عناد جيمين و لكن إن علم والدها سيغضب كثيراً و ستقع في مشكلة أكبر، عائلتها تنتظر وقت تخرجها ليعرضوا بذخهم و يتفاخروا بها، تأجل تخرجها يعني وقوعها في المشاكل.

وضع الإستمارة أمامها و ملئ إستمارته لكنها رفضت إملائها لذا أخذها من أمامها و ملأها بنفسه ثم وضعها أمامها من جديد قائلاً.

" وقعي!"

دون أن ترفع بصرها عن الوثيقة أمامها قالت.

" لن أفعل"

أشار لها بعينيه أن تفعل ما طلبه بإستماتة و لكنها لم تعطي له أي أهتمام بل نهضت و خرجت.

وقع إستمارته على عجلة و عندما أراد تسليمها قال الموظف.

" نحتاج توقيع الأستاذ الذي يدرسك المادة"

" و اللعنة!"

همس بهذه و سحب الإستمارات ليركض إلى الخارج يلحق بها، بحث عنها في الحديقة الأمامية فلم يجدها.

مكان واحد خطر في باله و يرجو ألا تكون قد ذهبت إليه، إنطلق إلى مدرج المحاضرة و اصطدم ببعض الطلاب خلال طريقه ليجدها في النهاية داخل القاعة أعلى المدرج تستمع بإهتمام إلى محاضرة الأستاذ كيم.

لعن بغضب ثم إقتحم جيمين القاعة، أراد أن يصعد المدرج لإخراجها منه لكنه إلتفت عندما قال الأستاذ بغضب.

" أنت! لقد تجاوزت حدودك بالفعل، من سمح لك بإقتحام القاعة هكذا و لماذا تأخرت؟"

ابتسم جيمين بسخرية ثم قال.

" جميلة تلك الكدمات على وجهك، سلمت يداه ذاك الذي زينه لك"

رمى الأستاذ بأقلامه على الطاولة و ثار قلق أوكتافيا على جيمين، تقدم الأستاذ من جيمين ليمسكه من مقدمة ثيابه و سحبه إلى الخارج و قبل أن يغلق الباب قال.

" أنت مفصول! "

عاد الأستاذ لإلقاء درسه أما جيمين فضل واقفاً أمام باب القاعةينتظر وقت إنتهاء المحاضرة بينما يراقب أوكتافيا عبر نافذة الباب الصغيرة، كان يبدو عليها التوتر بينما تدون ملاحظاتها.

بعدما انتهت المحاضرة خرج الأستاذ كيم لكنه توقف أمام جيمين يتبادلان الشرار في نظراتهما حتى ابتسم الأستاذ بسخرية ثم تجاوزه تجاوزاً في غاية البرود و الكِبر.

تقفى جيمين أثره و هو يتوعد له بالكثير ثم اقتحم القاعة مجدداً و صعد المدرج، إمتدت يده لإلتقاط معصم أوكتافيا لكنها ابعدت يدها سريعاً قبل أن يمسك بيدها ثم قالت.

" هو هنا مجرد أستاذ يا جيمين ليس أخيك، أنا حقاً لا أستطيع إسقاطها، لقد وعدت أبي أنني سأنتهي هذا الفصل، أرجوك افهمني يا جيمين، سأقع بمشاكل كثيرة"

لملمت أغراضها أثناء صمته ثم تجاوزته، تبعها بخطوات هادئة، كانت تمشي و هو يسير خلفها حتى وقفت أمام رُكن القهوة لتأخذ كوبين ثم توجهت لتجلس على مقعد خشبي قريب.

جيمين تبعها و عندما جلست جلس بجانبها لتناوله كوب القهوة، أخذا يحتسيان القهوة بهدوء دون أن يتكلما او حتى ينظرا لبعضهم، الألسنة لا تقول شيء لكن العقول تعج بالفوضى.

بعد وهلة قال جيمين.

" أنا خائف عليكِ"

ابتسمت بخفة ثم وضعت يدها فوق يده لتقول.

" أعلم ذلك لكن أنا قوية كفاية لأحمي نفسي، لا داعٍ لخوفك"

تنهد ثم أجاب.

" أعلم، لكنكِ لن تستطيعي حماية نفسكِ من الألسن يا فيّا"

تبسمت بخفة ثم أجابت.

" لا أحد يستطيع مين مين"

الناس ستتكلم بكل الاحوال و مهما فعلت لن ترضيهم، إرضاء الناس غاية لا تدرك.

بعد صمت دام لبرهة قالت أوكتافيا مستدركة.

" اه! لقد نسيت! هو طلب مني الذهاب إلى مكتبه."

إلتفت إليها جيمين سريعاً ثم قال محذراً.

" لن أدعكِ تذهبين، هذه المرة ستستمعين إلى كلامي "

قضمت شفاهها بتوتر إذ يبدو أن رأسه لن يلين بسهولة ثم همست.

" تعال معي إليه؟"

شزر إليها و بردت ملامحه لترمش هي بتوتر ثم مالت برأسها قليلاً تستلطفه بملامح ناعمة و طفولية.

" هيا، لا تكن عديم الجنتلة"

نظر إليها و ضيق عينيه ثم نهض يتمسك بمعصمها و سحبها خلفه إلى مكتبه، لا يستطيع أن يقاوم تصرفاتها لإستعطافه، تبسمت هي بتستر و بصمت إنصاعت إلى خطواته.

طرق باب مكتبه ثم دخل برفقتها، فور أن رآه الأستاذ قال بحدة.

" أنت أخرج من هنا"

عقد ذراعيه إلى صدره و همس.

" لستُ هنا من أجلك، كي أتأكد فقط أنك لن تتحرش بها ثم تقول أنها من دعتك"

شهقت أوكتافيا لا تصدق ما سمعته بينما الأستاذ نهض بغضب و أمسك بتلابيب قميص جيمين ليقول.

" أتتهم أستاذك بالتحرش بإحدى طالباته؟ ألديك دليل؟"

وضع جيمين يده على فمه الفاغر بتعبير مبالغ به.

" اووه! لقد نسيت"

أبعد قبضة الأستاذ عن قميصه ثم قال.

" أنت الأستاذ كيم الآن، اوه عذراً يا أستاذ، لقد أصابني تشوش لإنفصامك!"

ابتسم بخفة عندما ثار الأستاذ غاضباً، أمسك به مجدداً و طرده من مكتبه و عندما كانت أوكتافيا تنوي إتباعه إلى الخارج هو أغلق الباب عليهما قائلاً.

" أستتبعين زميلكِ و لا تستمعي إلى كلام أستاذك؟ إن لم تقومي بما سأطلبه منكِ الآن لن تتخرجي، لقد أوكلتني الجامعة بمشروع تخرجكِ "

إلتفتت تنظر إليه بتوتر ثم همست.

" حسناً أستاذ، ما الذي يجب علي فعله؟"

تبسم بخفة ثم ذهب ليجلس خلف مكتبه قائلاً.

" إختاري موضوعكِ و ابحثي عن مراجع ثم عودي إلي هنا، تستطيعين الذهاب الآن"

أومأت له ثم انحنت من باب التأدب لتخرج، كان جيمين ينتظرها أمام الباب و حالما رآها أمسك بيدها و بلا وعي حاصرها إلى الحائط قائلاً.

" هل ضايقكِ؟ هل فعل لكِ شيء؟"

تلك الوضيعة تثير الإرتباك في نفسها، وضعت يديها على صدره ثم دفعته عنها بلطف لتقول بإرتباك.

" اضبط نفسك جيمين، أنا بخير و هو لم يفعل شيء. "

رفع جيمين ذراعيه عن الحائط الذي يحاصرها عليه ثم حمحم بإرتباك، هي وقفت بحرج تحك مؤخرة عنقها حتى قال هو.

" و ماذا يريد؟"

" هو المسؤول عن مشروع التخرج"

تأفأف جيمين مستاءً ثم قال.

" ألا نستطيع نقله لأستاذ آخر؟"

نفت برأسها قائلة.

" لا أظن ذلك"

هم جديد، هذا بالفعل ما كان ينقصه، أن يكون الأستاذ كيم هو المسؤول عن مشروع التخرج هذا يعني أنها ستضطر للقائه أكثر و هو من سيقيّم عملها.

توالت محاضرتهما بعد ذلك و عند نهاية الدوام قرر جيمين أنه سيذهب إلى شقة أوكتافيا فهو لا يرغب برؤية عائلته أبداً الآن.

صعد في سيارتها و قادها بنفسه، بعدما قطع نصف الطريق قالت أوكتافيا بإرتباك.

" الأمس، بيكهيون.."

قاطعها بإبتسامة طفيفة

" لا بأس أنا أتفهمه"

قضمت شفاهها و بتوتر أفصحت.

" إنه بالشقة الآن"

أوقف السيارة بقوة ليلتفت إليها قائلاً.

" لماذا لم تخبريني؟"

قالت بتوتر مبررة.

" عليكما أن تتحدثا بهذا الشأن، أخي يرفضك هذا يعني أن خطبتنا يستحيل أن تقوم بدون رضائه، بيكهيون متهور و قد يفعل أي شيء ليعرقل إرتباطنا"

تريث جيمين يفكر ثم همس.

" أتعنين أن علي إقناعه بي؟"

همهمت له ليبتسم ثم شغل السيارة مجدداً و انطلق ليهمس باسماً.

" إذن سأقنعه بي"

إبتسمت أوكتافيا و بعفوية ربتت على يده، كثيراً ما كانت تفعل ذلك لكن الآن شيء تحرك به، إن جيمين في طور تحول في المشاعر.

ترجلت أوكتافيا من السيارة قبل جيمين و هو تبعها فيما بعد، كانت قد صعدت و كما العادة هو يصف السيارة ثم سيتبعها لكن خطواته الآن تباطئت، في صدره وخزة.

صعد في النهاية و دخل إلى المنزل كعادته، لم يتفاجئ عندما رأى أخيها في الشقة، كان بيكهيون يقف قُرب باب المطبخ يحتسي القهوة.

" مرحباً"

قالها جيمين بحرج أما بيكهيون فنظر إليه قليلاً بصمت ثم أومئ له، أخذ كوبه و خرج، وقتها اقتربت أوكتافيا من جيمين و قالت.

" ما زال غاضباً، لا عليك هو سيحبك بالتأكيد، لكن الآن عليك أن تعلم بشيء"

عقد حاجبيه لتهمس له قرب أذنه.

" سيشاركك الغرفة و ربما بعض أشيائك"

أومئ جيمين لها و ابتعد قليلاً عنها، تلك المشاعر التي تراوده، ما هذا؟

" سأذهب لأتحدث معه حديث رجال"

عقدت ذراعيها إلى صدرها و حلق حاجبها لتقول.

" أتطردني الآن؟"

ابتسم بخفة ثم اقترب إليها ليقول.

" نعم، ابقي هنا"

طرق باب الغرفة التي إعتاد أن تكون له في شقتها ثم دخل، كان بيكهيون يجلس على السرير بينما يقرأ كتاباً.

" هل أستطيع الحديث معك؟"

رفع بيكهيون نظره إليه ثم قال.

" هل أغراض الرجال هنا تخصك؟"

أومئ له جيمين ليقعد بيكهيون و وضع كتابه جانباً ليقول.

" هات ما لديك"

تحمحم بيكهيون بإرتباك ثم جلس على الطرف السرير قائلاً.

" هل نستطيع التحدث بشأن علاقتي بأوكتافيا؟"

ببرود نافذ قطع بيكهيون السبيل إلى مناقشة.

" لا أظن ذلك، أنا أرفض هذه العلاقة بشكل قاطع"

قاطعه جيمين قائلاً.

" بل بشكل جائر ترفضها"

رفع بيكهيون حاجبيه و وضع كوبه جانباً إذ بان عليه السخط ليبتسم جيمين بخفة.

" ألا أقول الحق؟ أنت لا تعرفني و حكمت علي أنني لا أصلح لأختك"

تبسم بيكهيون بخفة ثم قال مستنكراً.

" و لِمَ ستصلح لأختي أو لا تصلح؟ أليست هذه العلاقة مزيفة و المشاعر التي تدعونها مفبركة؟"

تنهد جيمين و التزم الصمت على مشاعره ليقول.

" حتى لو كانت كذلك، أنا أفضل أن أتزوج بأوكتافيا على أن أتزوج فتاة لا أعرفها لأجل المصالح المادية و أوكتافيا تفكر مثلي أيضاً"

داهمه بيكهيون بسؤاله.

" أتحبها؟"

تفاجئ جيمين من السؤال و أثار إرتباكه لكنه استجمع نفسه و أجاب.

" نعم أحبها"

بنباهة استفهم بيكهيون بينما يضيق عينيه.

" كإمرأة؟"

أيقول الحق أم يكذب؟ هو لا يستطيع الإجابة على هذا السؤال، هو ليس متيقناً من أجابته حتى.

ساد الصمت لثوان وصل بها بيكهيون لجوابه قائلاً.

" الصديقة لا تنفع أن تكون زوجة، سيصيب علاقتكما عطب لو تزوجتما، هي تحبك و أنت تحبها لكن ليس في الطريقة التي تنتهي بالزواج"

التزم جيمين الصمت لكن بيكهيون ما زال في جعبته المزيد من الكَلمِ إذ قال.

" حتى لو كنت واقع لها، أنا أرفض أن تكون أختي جزءاً من عائلتك، أختي ليست ماجنة"

قاطعه جيمين مجدداً.

" و لا نحن"

تابع قوله بالدفاع عن عائلته.

" نحن لسنا بماجنين، لا يحق لك أن تحكم علينا جميعنا بالمجون إذا كان أخي ذا طابع ماجن وحده"

نهض بيكهيون على قدميه ثم تقدم ليقف أمام جيمين ثم قال.

" هذا نِقاش فارغ لا عوز منه، هذه العلاقة لن تتم مهما كلفني الأمر، أختي ستتزوج بالرجل الذي سيبادلها الحب فقط و لن أجعلها ضحية لضعفك"

تجاوز بيكهيون جيمين إلا أن سؤال الواقف استوقف بيكهيون.

" ألست ضعيف أيضاً؟ ها أنت تتزوج رغماً عنك "

رص بيكهيون أصابعه على شكل قبضة لكنه تجاهل إستفزاز جيمين و خرج ثم خرج من الشقة كلها.

وقف جيمين مكانه متنهداً، ما كان يريد أن تصل الأمور على ما آلت إليه، كان يريد فقط حديث ودي لا نقاش يتبادلان فيه الشتائم بذوق.

خرج من الغرفة ليجد أوكتافيا تقف قرب الباب، إلتفتت إليه ثم اشتكت بحزن بعدما شعرت به خلفها.

" لقد غادر غاضباً! "

أقترب إليها جيمين ثم احتصنها برفق ليقول.

" سأحدثه مجدداً، سنكون على وِفاق، أعدكِ بهذا فيّا، حسناً؟"

أومأت له ليمسح على شعرها بلطف.


.......................................


غابت الشمس منذ ساعات و أتت ساعات الليل، ساعات الليل حيث يستيقظ كاي ليعيش حياته الماجنة في الحانات و المراقص.

ماذا عن الوعد؟
لا شيء فوق رغباته

ها هو يقتحم إحدى المراقص حيث تواعد أن يلقى صديقيه، بينما يدخل كان يوزع إبتسامات طائشة و نظرات متحرشة.

حالما رآه لاي من بعيد رفع كأسه في الهواء كي يراه، تقدم نحوهما كاي مفتوناً بالفتيات اللواتي يرقصن حول الشابين الوسيمين.

جلس بينهما ثم أشار إلى أحدى الفتيات أن تأتيه، وقفت أمامه تتمايل و عينيه راحت تقيم جمالها و ما إن أعلن رضاه حتى أشار لها أن تجلس بحجره ففعلت.

" ماذا؟ ألم تستطيع الإكتفاء بزوجتك؟"

قالها سيهون ضاحكاً إذ أن كاي لم يظهر منذ عِدة أيام و قد أخبرهم أنه سيكتفي بزوجته، ضحك كاي بخفة بينما يمرر أنامله على عنق الفتاة قائلاً.

" و هل كاي تكفيه إمرأة واحدة؟ "

تريث قليلاً بينما يستقبل قُبل الفتاة على عنقه.

" ثم إن لارا يصعب علي تليينها، إنها لا تخفض الطرف لي، هؤلاء أشير عليها و ادفع ثمنها"

أبعد الفتاة عنه قليلاً ليتحسس بإبهامه شفتيها قائلاً.

" الزوجة تريد منك حب و إخلاص و إحترام، هؤلاء سيرضينك بقدر ما تدفع لهن"

تريث لاي مما يفعله و قال.

" ألست تنفق كل مرتبك من الجامعة عليهن؟ كيف تنفق على زوجتك و خصوصاً أنها حامل؟ تحتاج زيارات و فحوصات دورية لدى أطباء أخصائين"

تجاهل كاي سؤال لاي لكن الأخير لم يتوقف إذ إستطرد.

" اووه، نعم! ماذا عن حبيبة أخيك؟ هل فعلت شيئاً بشأنها؟"

ابتسم كاي بحقد نحو لاي و الأخير قد فهم من هذه الإبتسامة و تلك النظرات الحاقدة أن شيء ما قد حدث.

" اخبرني"

اتسعت إبتسامة كاي قبل أن يجيبهما.

" لقد ابتدأت بها بالفعل، أنا أستطيع أن أتحكم بها الآن لذا هذه العلاقة لن تدوم طويلاً و جيمين لن يتزوج فتاة أفضل إجتماعياً من زوجتي، لن يحدث"

الكره ينضخ من عيني كاي ذلك أثار استعجاب سيهون عندما قال.

" كم أنت حاقد يا رجل! ألستَ من إختار زوجتك و اجبرت عائلتك على تقبلها؟ لقد اقترحت عليك ذلك لكن لم أتوقع أنك ستفعله!"

قهقه كاي على قول سيهون، يبدو مريضاً نفسي، الحقد و الأنانية هما ما أوصلانه على ما هو فيه اليوم.

" و ما ذنب زوجتك في كل هذا؟"

تقعد على الكنبة بلامبالاة قائلاً.

" ذنبها إنها زوجتي"

تنهد ثم تابع.

" ذلك الوعد و هذا الولاء الذي منحته أياها فقط لتسير أموري و ليس و كأنني أحتاج أن أعد زوجتي بشيء حتى أفعل ما أريد"

ضحك سيهون بسخرية ثم تحسس تلك الجروح على عنق كاي.

" واضح من علامات أظافرها على عنقك و صدرك"

قضم كاي شفتيه ثم قال.

" زوجتي بمخالب قطة و لكن لا تقلق دفعت ثمنها آلام كثيرة "

نبهه لاي متعجباً.

" كيف لك أن تتكلم عن زوجتك هكذا؟"

ايده سيهون عندما قال.

" نعم، ألا تغار عليها؟"

و هل فاقد الحِس يغار؟
أمن يبيع شرفه سيغار على إمرأته؟




................................




سلااااااااااااااام


كيفكم يا حلوين؟
أتمنى أنكم بخير!

أتمنى ما تخيبوا ظني و تدعموا الرواية لأنها بتستاهل، لازم تقرأوها من بين السطور، أنا عم بعرض اللكم فئة موجودة في المجتمع.

البارت القادم بعد 60 فوت و كومنت.

1. رأيكم بِ:

1. كاي؟ و خطته لإسقاط اوكتافيا و النيل من أخيه؟

٢. جونغ إن و علاقته بلارا المبنية فقط على الكذب؟

٣.هل سيستغل الأستاذ كيم مشروع التخرج لصالحه؟ كيف؟

٤.رأيكم بجيمين و انفعالاته القوية؟

٥. هناك شيء ما يتغير بجيمين، ما هو؟

٦. رأيكن ببيكهيون و انفعلاته التي لا تقل تهوراً عن جيمين؟ و هل سيكون عائق بوجه علاقة جيفيّا؟

٧.رأيكم بأوكتافيا؟ علاقتها مع جيمين و بيكهيون؟

٨. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟

دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love

 

© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
Коментарі