Chapter One
" ذا الوجوه "
بدأنا على الخداع و أساس كاذب .... كيف سننتهي ؟! سننتهي ! سننتهي !!!
لتأتينك الدنيا من يمينك و من شمالك ، جنة على يمينك و جحيم تضطرم على شمالك و بأفعالك تقرر أي الدارين تستحق .
نستهين كثيراً بتدابير الإله و حكمته فنعترض تارة و نستنكر أخرى ، لماذا نحن و ليس غيرنا ؟ ألا تدرك أن غيرك يسأل نفس السؤال ؟!
لله في أقداره علينا تدابير و ما علينا سوى أن ننتظر لنرى ، لا يمكننا معاكسة أقدارنا و لا التجديف بإرادتنا عكس ما كُتِبَ علينا ، لكننا نستطيع أن لا نفرضه علينا و لا نستسلم حتى لو كان حدوث شيء محتم .
إصطفت سيارة فاخرة ذات لون أسود في ركنها الخاص داخل حرم الجامعة لتخرج منه شابة ذات حسن بديع و مشية ناعمة ، تبسمت بشفاهها إبتسامة خفيفة عندما لمحت صديقها يقف على مقربة من ركن سيارتها ينتظرها أن تصل إليه .
نزعت نظاراتها الشمسية ثم توجهت إليه لتعانقه ترحب به .
أوكتافيا : جيمين ، إشتقتُ إليك كثيراً يا رجل !
همهم هو لها بسخرية بينما يربت على كتفها ليقول .
جيمين : نعم جداً لدرجة أنكِ لم تجيبي على إتصلاتي الأمس .
إبتعدت قليلاً لتنظر إليه ثم همست .
أوكتافيا : البارحة كنتُ في بوسان ، والدي طلبني .
تعجب و قد توسعت عيناه ليقول .
جيمين : جيد تذكر أنه لديه إبنة .
همست بينما تسلك الطريق برفقته إلى داخل الحرم الجامعي .
أوكتافيا : لولا المال لما تذكرني .
أومئ لها جيمين ثم تنهد .
دخلت برفقة جيمين إلى القاعة الدراسية حيث تُعقد محاضرة التاسعة صباحاً ، جلست في الصف الأول من المدرج و آتى جيمين ليجلس بجانبها متفكهاً .
جيمين : بالطبع عاشقة الكتب و الدراسة لن تجلس سوى بالصف الأول و أمام المحاضر أيضاً .
تبسمت هي بخفة ثم أومئت له ، حل الصمت قليلاً إلا أن جيمين لن يدع الصمت يهنئ بحلوله حيث استرسل يشتكي .
جيمين : الآن سيأتي هذا الدب السمين ذا الرأس الأصلع لينشد لنا أنشودة ما قبل النوم .
ضحكت هي بخفة ثم وبخته بلطف .
أوكتافيا : عار عليك يا رجل ! إنه يمنحنا من علمه قدر إستطاعته !
همس هو ببرود بينما يسند ظهره على المقعد .
جيمين : لا يفعل ذلك دون أجر .
تبسمت هي بخفة مجدداً ثم صرفت نظرها إلى الأمام .
بينما هم في إنتظار دخول المحاضر كانت أوكتافيا تضع رأسها على كتف جيمين و لحن موسيقي عريق يعود لموزارت يصل أذنيها من سماعات هاتفها .
بقت هكذا بينما تشعر بأصابع جيمين تسرح خصلات شعرها الأمامية حتى شعرت به ينقر رأسها و صوته ينبه .
جيمين : إنظري إلى هذا !
فتحت عيناها ، اعتدلت في جلستها سريعاً ، و أزالت السماعات من أذنها .
كان شاب أسمر البشرة ، وسيم الوجه ، ممشوق الجسد ، و ذا شعر بني مصفف إلى الأعلى بمثالية يقف خلف طاولة المحاضرة و قد وضع حقيبة يده أعلاها ، نظر إليهم جميعاً بإبتسامة عالقة على شفتيه و عيناه تبتسم ، لقد سمعت همهمات الفتيات المغرمة به من خلفها حتى .
وسيم لا تنكر ذلك و لا تهتم ، لكن ماذا يفعل هنا ؟ وجب على المحاضر العجوز أن يدخل و ليس ذلك الشاب الأسمر ، قبل أن يبادر أي منهم بالسؤال عن هويته تحدث الشاب .
الأستاذ كيم : مرحباً بكم جميعاً ، أنا الأستاذ كيم ، كيم جونغ إن يسعدني لقائكم ، المحاضر بارك لقد تعرض لحادث مؤسف أليم و بما أن الفصل في بدايته لقد تحولت كل شعبه إلي لذا أنا سأكون إستاذكم لأجل هذه المادة " فلسفة الأدب " .
رحب به الطلاب و خصوصاً الفتيات منهم و هو بدوره يوزع إبتسامات و إيمائات ، هي كانت تنظر إليه بثبات ، ملامحها لم تتغير منذ أن دخل ، هي تستطيع قراءة عيون الناس و لا يبدو عليه بأنه ذا حِس راقي حتى لو كان هندامه كذلك و ما يبدو عليه ، تشعر بقلبها أنها لا يجب أن تطمئن ناحيته .
تقدم إلى مدرج الطلاب أكثر و وقف تماماً أمام أوكتافيا ليتحدث بينما ينظر للطلاب بشكل عام لكنها الوحيدة التي لاحظت أنه ينظر للفتيات منهم بشكل خاص حتى إستقر نظره أخيراً عليها فابتسم بخفة و تحدث .
الأستاذ كيم : لستُ من النوع الأساتذة الذي أتعرف فيه عليكم و أعرفكم فيه على نفسي و على طبيعة مواضيع المادة في أول محاضرة ثم أخرج ، أنا لا أحب المقدمات ، لذا سنناقش أول موضوع دراسي منذ هذه المحاضرة .
تعالت أصوات بعض الطلاب رافضة لكنها من القِلة الذين أيدوا ما يقوله الآن ، فك زر سترته ليظهر أسفلها قميصه الأبيض الذي يحدد تفاصيل عضلاته و صدره كثيراً ، ما زالت تصلها تنهيدات الفتيات المغرمة من خلفها إلا أنها كرهت ذلك ، تحدث بينما يمشي أمام الطلاب و كفيه في جيوب بنطاله .
الأستاذ كيم : أول قضية فلسفية سنناقشها اليوم و قد أثرت على الأدب العالمي هي الحركة النسوية و كيف أثرت على الأدب .
تأفأف جيمين بجانبها كما فعل كثير من الطلاب حتى الإناث ، سخرت في عقلها إنه كيف لهن أن لا يهتمّن بقضيتهن ، هذه قضية المرأة .
إبتسمت اوكتافيا و في تلك اللحظة رمقها الأستاذ كيم و ضيق عينيه يتفحصها ثم ابتسم ، نظراته غريبة و إبتسامته غريبة أكثر ، قال بهدوء بعدما إهتدى إلى طاولته و إتكئ عليها .
جونغ إن : الحركة النسوية بدأت في ستينيات القرن الماضي حيث نهضن النساء نهضة واحدة حتى يحصلن على حقوقهن و انتصرت الثورة و في أوج الحركة نهضت حركة أخرى ضد النسوية فإلى أي جانب تنتمون ؟
تغنجت فتاة في الحديث خلفها و هي تقول .
" أنت ما رأيك إستاذ كيم ؟ "
تبسم هو إبتسامة جذابة جداً ثم قال .
الأستاذ كيم : لستُ مناصر لأستمراريتها حتى يومنا هذا لكنّي مناصر لوجودها ، أقصد أين المرأة التي لا تأخذ حقوقها كاملة ؟!
تشردق جيمين بضحكة خافتة و إبتسامة ساخرة بينما أشاحت أوكتافيا بوجهها عنه غير راضية عما قاله ، نظر إليها ثم قال .
الأستاذ كيم : أيتها الطالبة ذات الشعر البني الطويل الناعم .
نظرت إليه ثم أشارت إلى نفسها تستفهم فأومئ لها ليقول .
الأستاذ كيم : نعم أنتِ ، تبدين معترضة عمّا قلته و أنا أرحب بمناقشة مع أي معترض بكل وِد ، تفضلي ، قولي ما لديكِ .
وخزها جيمين بسبابته ثم همس لها بجدية و حدة .
جيمين : اصمتي ، إن بدأتِ لن تنتهي !
بالتأكيد هي لن تستمع إلى جيمين الذي كل ما يهمه إنتصارات الأندية الرياضية و آخر إصدارات السيارات ، لكن ما كانت هذه نيّة جيمين .
قالت للأستاذ كيم بنبرة هادئة و محترمة .
اوكتافيا : أظن أنك لا تناصرها أستاذي لأنك تظن أن كل النساء نلن حقوقهن الذي يردن ، أستاذ ؛ هناك ملايين من النساء حول العالم ما زلن يتعرضن للعنف الأسري حتى يومنا هذا ، ملايين من النساء يتم إغتصابهن و من ثم يُلقى الذنب عليهن .
صمت الأستاذ كيم ينظر لها و جيمين أخذ ينظر إلى كتبه يحدق بالكتب غاضباً ، لكنها لن تصمت ، لن ترتاح إذا ما أفرغت كل ما في جعبتها من حديث .
أوكتافيا : جميعنا نعترض للتحرش بشكل يومي تقريباً ، إن لم يكن فعلي فهو لفظي أو أقلها نظري ، للآن هناك الكثير من الرجال المتخلفين الذين يظنون أن محل المرأة في بيتها ، لا يحق لها أن تتعلم أو تعمل بل لا يحق لها أن تتنفس خارج منزلها ، فقط لتربي الأطفال و تنظف البيت و تخدم زوجها ، نحن ما خُلِقنا لهذا يا أستاذ .
ضحك جيمين بخفة بجانبها و من ثم صفق لها بخفية و بذات اللحظة إرتفع حاجب الأستاذ كيم بإعجاب ثم عقد ساعديه إلى صدره و تقدم إليها ليقول .
الأستاذ كيم : ما اسمكِ ؟
أجابته دون مواربة .
أوكتافيا : بارك أوكتافيا .
إتسعت إبتسامته أكثر و عقد حاجبيه ليقول .
الأستاذ كيم : اسم غريب ! و ماذا يعني ؟!
تبسمت هي بخفة ثم أجابته .
أوكتافيها : يعني المرأة الثمينة .
أومئ لها ليقول .
الأستاذ كيم : تبدين ثمينة جداً بالفعل !
صمتت هي و لم ترد عليه ، بعض تصافير تعود لبعض الشباب المغفلين و همهمات بعض الفتيات الحمقاوات قد تعالت إلا أن جيمين صمت فجأة كالصنم ، نظر إلى ساعته ، لقد إنتهت المحاضرة وقتها شرع الأستاذ ينهي الحديث .
الأستاذ كيم : لقد إنتهت المحاضرة سريعاً ، آراكم في المحاضرة القادمة ، من هنا حتى آنذاك امنحوني موقفكم في النسوية .
فور أن تقدم يلملم كتبه من فوق الطاولة ، تناول جيمين كتبه و كتب صديقته ثم سحبها من ذراعها معه بسرعة إلى الخارج ، كانت تتذمر تشكي إليه عنف قبضته على ذراعها .
أوكتافيا : جيمين ، تمهل ، تؤلمني ، ذراعي ! ما بك ؟!
صرخت به في سؤالها الأخير حالما خرج من المبنى بأكمله ، إلتفت إليها يحدثها بنبرة جادة و يحذرها بسبابته التي ترتفع في وجهها و نظرة عينيه القاسية .
جيمين : لا تبني حديث معه مجدداً يا أوكتافيا ، لا تتحدثي معه ، لا تناقشيه ، و في محاضرته سنجلس معاً في آخر المدرج ، حسناً ؟!
نظرت إليه عاقدة حاجبيها لا تفهم ما يرمي إليه ثم استرسلت .
أوكتافيا : حسناً ، لقد رأيتُ أنه ليس بالرقي الذي يدعيه و لكن رد فعلك مبالغ به قليلاً ، ألا تظن ذلك ؟!
نفى برأسه سريعاً و أجابها بصلابة .
جيمين : لا ، لا أظن ذلك ، هل لكِ أن تبقي بعيدة عنه ؟! هل لكِ أن تستمعي لما أقوله أنا هذه المرة ؟!
لم يسبق له أن حدثها بهذا الشكل الغريب و لا حذرها بهذه الهيئة الصلبة لذا أدركت أنه بعين الرجل الذي يملكها يدرك عن هذا الأستاذ أكثر مما تفعل أو هو بالفعل يعرف شيء عنه هي لا تعرفه ، بحق الله هم تقابلوا لتوهم ثم وابل من التحذيرات ينهال عليها من صديقها الوحيد ، إنه لشيء عجيب !
على آية حال ، هي أومئت له موافقة أن تفعل ما يريد فحدثته بصوت هادئ .
أوكتافيا : حسناً ، إهدأ قليلاً ، لا أرى سبباً لكل هذا الغضب ، لكنني سأفعل ما تريد هذه المرة ، جيد ؟
أومئ لها ثم رمى عليها كتبها ، لولا أنها تمسكت بهم لآخر لحظة لكانوا أرضاً ملوثين ، قال بينما يمشي أمامها .
جيمين : خذي ثروتكِ ، لا أعمل حمّال لديكِ !
تبعته بغيظ و هي تشاجره .
اوكتافيا : يا لك من نبيل ! لم أطلب منك أن تحملهم ، أنت من فعلت !
تبسم هو بالأمام بخفة ، يجيد جداً إغاضتها ، فقط لو رمى كتاباً أرضاً ستغضب .
تنهد بعدها ، يرجو أن تظل على كلمتها معه ، بعيدة عن مناقشة الأستاذ كيم و إلا حدث الكثير و كله ضدها شخصياً ، أن تبتعد عن هذا الرجل هو الأفضل لها و للجميع ، لها في المقام الأول .
.................................................
Octavia's point of view
تركني جيمين وحدي بعد أن إتصل به تيمين يعلمه عن حدوث مشكلة و حاجته إليه عاجلاً معه لحلها ، كثيراً ما يحدث هذا و كثيراً ما يصيب جيمين الهلع كلما حدثه تيمين أن مشكلة ما قد وقعت ، أظن أن جميع المشاكل التي وقعت من ذات الأصل .
ركبت سيارتي ثم شغلتها ، فقط أريد أن أصل إلى شقتي و أنام ثم بعدها أفعل ما أريد ، لكن لحظة هناك مشكلة ، لماذا لا تتحرك ؟ خرجت من السيارة أتفحصها ، إن العجلات قد أُفرِغَت من الهواء ، غريب هذا لأول مرة يحدث !
أخذت أغراضي من السيارة ثم أغلقتها ، خرجتُ من الجامعة أنتظر مرور سيارة أجرة رغم أن هذا صعب جداً هنا ، إنتظرت و إنتظرت حتى مللت ، أنا حتى لا أحتفظ برقم مكتب سيارات أجرة أو شيء كهذا .
مرت نصف ساعة و أنا واقفة قرب البوابة أنتظر مرور سيارة أجرة لكن عبثاً فقط الحافلات تمر ، تنهدت مجدداً ثم مشيت إلى حيث موقف الحافلات و لكي لا أجعل الأمر يعكر مزاجي ، وضعت لحن عريق لموزارت في سماعات أذنيّ و أخذت أمشي بهدوء إلى موقف الحافلات بينما النسيم يحرك شعري بخفة ، أحببتُ ذلك ، ربما سأستغني عن السيارة في بعض الأحيان لأجل هذا الشعور الجميل .
في طريقي إلى هناك استوقفني صوت بوق سيارة أزعجني فالتفتُ إلى مصدره ، كانت سيارة سوداء راقية ، يبدو أن صاحبها يريد أن يستوقفني ، إنحنيت لينزل زجاج النافذة و من خلفه رأيت الأستاذ كيم خلف المقود .
فور أن رأيته إستنفرت ، منذ أن رأيته و أنا لست مرتاحة له و أحساسي لا يخيب ، أنزلت نظاراتي الشمسية عن عيني و نظرت له ليبتسم .
الأستاذ كيم : تحتاجين توصيلة ؟!
إبتسمت بخفة ذوقاً ثم نفيت برأسي لأقول له .
أوكتافيا : لا حاجة لذلك صدقاً ، شكراً لك أفضل أن أصعد في الحافلة عوضاً عن ذلك .
و قبل أن أسمح له أن يرد علي إنسحبت مجدداً ، ربما هذه قلة ذوق مني و لكن بأي حق يستوقفني ؟!
وقفت حيث تحمل عادة الحافلة ركابها ، ظل في سيارته واقفاً حيث استوقفني حتى أتت الحافلة و صعدت بها ، هذا ليس نبل ، بدأت أشعر بجدية تحذير جيمين لي ، علي أن أبتعد عنه بالفعل .
أسندت مرفقي إلى النافذة ثم أسندت كفي إلى راحتي و أخذت أنظر إلى شوارع المدينة ، تبدو جميلة و كأنني لأول مرة آراها ، أنا سائقة سيارة جيدة ، عيني لا تنحرف عن الطريق الذي أقوده لذا لا يسعني أن أنظر لجمال المدينة و الآن أنا أتأملها ، كم هي البساطة جميلة !
وصلت شقتي و فور أن وطأت قدمي الشقة وصلني إتصال ، لا حاجة لي أن أخمن ممن ، إنه والدي ، وصله خبر أنني صعدت الحافلة و بالطبع تصرف كهذا لا يناسب مقامه الإجتماعي .
أعلم الموشح قبل أن أسمعه حتى أجبت على آية حال لأستمع إليه يوبخني دون أن يستمع لي حتى .
" أنتِ لا تحترميني و لا تحترمي طبقتكِ الأجتماعية ! ماذا سيُقال عنكِ لو عُلِم أنكِ كنتِ في الحافلة كما لو أنكِ من العامة ؟! "
تنهدت فوبخني أبي أكثر على ذلك ، أنا حقاً أكره تفكيره الطبقي ، أراه سطحي جداً ، أرى أن التفاضل بين البشر يكون على حسب أعمالهم و ليس نسبهم و طبقاتهم الأجتماعية ، أكره أن ينعتني أحد بذات الطبقة المخملية لأن الأمر لا يهمني و لم أختره ، أفضل أن أنعت بأختياراتي أنا ، أنا أُعرف بأفعالي لا بنسبي و اسم والدي .
سمعت موشحاً معتاد منه عن أهمية صورته الأجتماعية البرّاقة أمام الناس و أنه لا يقبل مني أن أفعل شيء كهذا ، أغلق الهاتف و أنا لم أبرر له أن سيارتي تعطلت لأنني لا أريد و سأفعل ما أريده و أراه صواب و سأتحمل مسؤولية أفعالي مهما كانت .
...........................................................
Lara's point of view
تيمين و جيمين أصبحا لدي ، أنا حقاً تعبت مما يحصل معي ، هذه المرة الخامسة التي أُسعَف فيها إلى المستشفى في فترة حملي ، إنني بشهري الخامس ، وضع جنيني بائس كوضعي ، أنا بائسة و هو بائس ، للآن لا أعلم ما جنسه ، والده ليس متفرغ لي كما يقول ، أن تفرغ لي وطأني ثم إنشغل مجدداً .
لقد أعاداني تيمين و جيمين إلى منزلي و قد أصررت أن يفعلان و إلا كان في نيتهما أن يأخذاني إلى منزل العائلة و أنا لا أريد رؤية أمه الأفعى التي لا يهمها سوى إنني ابنة طاهٍ و طاهية لا أناسب مقام إبنها الرفيع .
تمددت على الكنبة و جلسا الشابين أمامي ، تطرق تيمين يعلمني .
تيمين : سأذهب أنا و جيمين إلى السوق لنشتري لكِ ما تحتاجينه و سنطلب من الخادمة أن تأتي صباحاً لتنظف لكِ المنزل .
أومأت لهما و على وجهي ملامح إبتسامة زائفة ، هما يحسنان التصرف معي عكس أخيهما .
خرجوا و دخل هو بعد ذهابهم بقرابة العشر دقائق ، لم أتحرك من مكاني بل لم أنظر إليه حتى ، صعد إلى الغرفة دون قول شيء كما العادة ، بالتأكيد سيأخذ حماماً و يغير ثيابه ثم يأتي إليّ يطلبني طعام الغداء و أنا لم أطهو شيء بعد .
ليس لأنني لا أريد أن أطبخ بل لأن الثلاجة فارغة و لا يوجد شيء أطبخه فوق ذلك أنا متعبة بحق ، أغلقت عيناي أنعم بدقائق الهدوء قبل أن ينزل و يشاجرني .
لا أعلم كم مضى عليّ و أنا هكذا حتى طُرِق الباب فنهضت ببطء لأفتح الباب و إذ بتايمين و جيمين مُحَملين بالأكياس ، جاور دخولهما إلى المنزل هكذا نزول زوجي من الغرفة .
قضمت شفتيّ توتراً عندما نظر إليّ بغضب ، وضع تيمين الأكياس أرضاً و حملهم جيمين إلى المطبخ ، إقترب إلينا و ما زال ينظر لي بغضب ، أعرف لما هو غاضب لكن ما بيدي حيلة ، هو لا يهتم بي .
طأطأت رأسي عندما بدأ الخوف منه يزعزني ، شهقت و أحطت بذراعيّ بطني عندما إرتفعت يده يريد صفعي ، لكن تيمين قبض على معصمه و دفعه عني ليصرخ به .
تيمين : جننت ؟! تضرب إمرأة ؟! هي حامل بابنك ! و أمامنا تريد ضربها ؟! أي زوج أنت ؟! بل أي رجل ؟!
على صوت الصراخ أتى جيمين سريعاً و خبأني خلف ظهره ، لا أعرف لماذا لكن وجب علي أن أعتاد عليه هكذا و لكنني مجدداً أبكي و لا أعتاد و لا أتحمل ، إختبأت خلف جيمين لا أريد أن أرى الغضب يشتعل فيه و رغبته بإطفائه بي .
تحدث هو بغضب عارم إقتلع كل ما بقي فيّ من ثبات و كأنه عاصفة .
جونغ إن : أنتم من سمح لكم بتمويل بيتي ؟! بأي حق ؟! أنا رجل المنزل ، أنا المسؤول عنه و أنا أصرف عليه و لا أسمح أن يدخل عليه قرشاً واحد من غير جيبي ، لذا أعيدوا ما أتيتم به فوراً و أخرجوا من منزلي !
كاد أن يندفع جيمين إليه و لكنني تمسكت بقميصه ليبقى هكذا و يحميني ، سمعته يتنهد ثم صاح بغضب .
جيمين : أحقاً ما تقوله ؟! لا تريد قرشاً يدخل على المنزل من غير جيبك ؟! إذن أصرف على منزلك من جيبك ، على الأقل إهتم بزوجتك الحامل بطفلك الذي من لحمك و دمك ! أي زوج و أب أنت ؟!
صرخ جونغ إن بغضب على جيمين جعلني أرتعد خلفه و أرتجف و أبكي أكثر .
جونغ إن : اخرس أنت ! هذه المرأة التي تختبئ خلفك زوجتي ، أي أنه لا يجب أن تلتجئ إلى غيري ، لكن إن وخزتها شوكة حدثتكم و لا تحدثني .
إنه يتهمني بأنني أقصيه من حياتي و هو من أقصاني ، ألتجئ إلى تيمين و جيمين لأن زوجي ليس ملجأي ، هو لا يهتم لأمري و يدعي عكس ذلك أمام الآخرين ، يحرص أن يبدو مثالي من الدرجة الأولى و هو أبعد ما يكون عن المثالية ، بل أن كل النقص فيه .
شعرت بهالته تتقدم إليّ لأتمسك بقميص جيمين و أخبئ وجهي في ظهره ، ها هو أمام جيمين و أشعر به ينظر إليّ ، همس بحقد يهددني .
جونغ إن : لكِ حساب عسير عندي !
ذهب إلى المطبخ ثم عاد يحمل الأكياس و قذفها خارج المنزل ثم أشار إلى الخارج بينما يحدث الرجلين .
جونغ إن : هيا ، خذوا أغراضكم و إلى الخارج !
لا ، لا أرجوكم لا تتركوني وحدي معه ، سيقتلني ، سأخرج من بين يديه محطمة أرجوكم ، أردت أن أصرخ بها و لكن لساني إرتبط عندما نظر إلي يحذرني من التفوه بشيء بنظرة أخافتني ، لا أحد يعلم أنه يضربني ، إنه يضربني بقسوة حتى و أنا حامل .
خرج تيمين و تبعه جيمين بعدما تعاركوا بالأعين ، خرجا ليغلق الباب بقوة بينما ينظر إلي و الشر يتطاير من عينيه و يحرقني ، أخذ يتقدم إلي ببطئ زعزعني و أخافني جداً .
أخذت أنا أتراجع إلى الخلف بحذر و لا شعورياً إرتفعت ذراعاي تحيط بطني أحمي جنيني من بطش أبيه ، في عينيّ أتوسله الرحمة بطفله على الأقل و ليس بي لكن قلبه منزوع الرحمة .
إلتصقت بالحائط و هو حاصرني بجسده و ذراعيه حولي مسندتين على الحائط ، نظرت في عينيه لأرتعب أكثر ، إنني أرتعد خوفاً و اللعنة ، شددت وثاقي على بطني ثم قلت أتوسله بنظرة و نبرة ضعيفتين .
أنا أضعف من أن يصفعني و أنا في هذه الحالة ، لقد حذرتني الطبيبة من خطر الأجهاض أو موت الجنين في بطني حتى .
لارا : جونغ إن ، أنا لم أطلب منهما أي معونة صدقني ، لقد فعلا وحدهما !
دون أن يكذبني أو يصدقني سألني مباشرة و الغضب يلمع في مقلتيه .
جونغ إن : كم مرة تكرر الأمر ؟
أجبته سريعاً و أني لصادقة .
لارا : لم يتكرر ، إنها الأولى !
إقترب بوجهه إلى وجهي حتى شعرت بأنفاسه تطأ بشرتي ، أشعر بالبرد فجأة .
جونغ إن : حقاً ؟!
أومأت له أحاول إستعطافه بنظرة رجاء فأومئ لي .
أعرف أن بعد هذه الإيمائة لا يوجد خير ، إقترب مني أكثر حتى إلتصق بجسدي ثم قال .
جونغ إن : كم مرة ذهبتِ معهما إلى المستشفى ؟!
إزدرئت جوفي و أشحت ببصري عنه وقتها شعرت بفكي يتحطم بقبضته عندما قبض عليه و أجبرني أن أنظر إليه ، إرتعدت خوفاً عندما همس غاضباً يذكرني بتهديداته المُسبقة .
جونغ إن : ألم أقل لكِ ألا تطلبي العون منهم مهما حدث ؟!
قلت سريعاً أجبره يسمعني قبل أن يقوم بفعل همجي ضدي .
لارا : لو كان الأمر لأجلي لما طلبت و أنت تعلم ، الجنين بخطر ، أنا كنتُ خائفة على الطفل ، أنا معرضة للإجهاض ، لأجله طلبت العون صدقني !
كور قبضته و وجهها إلى بطني لأصرخ بقوة و أنا أتوسله ألا يضربني هناك و قد تفجرت عينيّ بالدموع فوراً ، طفلي هو ما يبقيني على قيد الحياة ، لأجله فقط أعيش و أتحمل .
لارا : لا أرجوك لا تؤذيه إنه طفلك أيضاً !
ضلت قبضته عالقة في الهواء و أنا أبكي بقوة و أرتجف حتى مدها و قبض بها على ذراعي أدارني إليه ثم لم أشعر إلا بوجنتي تحترق لحرارة الصفعة التي ضربني أياها .
صرخت باكية و تمسكت بالدولاب بجانبي لكي لا أقع و يتضرر الجنين ، لم أجرؤ أن أرفع رأسي له فقد تنال وجنتي الأخرى صفعة ثانية ، إنخفض لي لينقر صدغي بسبابته بقسوة يهددني و أنا أبكي بقوة .
جونغ إن : هذه المرة أكتفيت بصفعة ، إن فعلتِها مجدداً سأقتلكِ و ذلك اللعين في بطنكِ ، أتفهمين ؟!
أومأت له سريعاً ليتركني و شأني فقط ثم ما شعرت به حولي .
رفعت رأسي ببطئ لآراه يصعد إلى الغرفة مجدداً ، جلست أنا بجانب الدولاب و تكورت على نفسي ، أسندت رأسي على الدولاب و حاوطت بطني بذراعيّ ، طفله بالنسبة له لعنة لأنه يقيده عن حقيقته .
مرت دقائق حتى نزل و فور أن رأيته إحترقت من جديد ، يرتدي ثياب صاخبة و قد ضبط شعره المرفوع للأعلى ، إنه الآن ليس الأستاذ كيم الجامعي ، و لا جونغ إن الرجل ابن العائلة المخملية بل كاي ، كاي رجل الخمّارات ، النوادي الليلة ، العاهرات ، و الكحول .
...............................................
سلااااااااااااااااام
شكراً لكل من إنتضرني لهذه الرواية و شكراً لكل من دعمني بالتقرير ، شكراً لكل من سيقرأها و يدعمها الآن و في المستقبل .
وددت أن أوضح لكم أمر معين ، أن هذا الفصل هو تعريف للشخصيات نال الشخصيات الرئيسة الثلاثة ، كاي ، أوكتافيا ، و لارا .
طبعاً في البارت القادم رح أوضحكلم الشخصيات أكثر و أعرفكم على تيمين و جيمين عن كثب و أيضاً بعض الشخصيات الجديدة .
إنها رواية جديدة و لتوها أبصرت النور فأرجو أن تدعموها لأنها تستحق ، أعدكم أنكم ستحبونها كما أحببتم ما قرأتم لي مسبقاً .
كاي في هذه الرواية لا يعاني مرض نفسي و لكنه ذا ثلاث أوجه :
١. كاي :

٢. الأستاذ كيم :

٣. جونغ إن :

ثلاث أوجه مختلفة.....😊
أتمنى البارت الأول عجبكم ، طوله ثلاث آلالاف كلمة و هذا مقدار ثابت ، و إن شاء الله رح يكون التنزيل منتظم .
البارت القادم بعد 50 فوت و 50 كومنت .
١. رأيكم بشخصية جونغ إن ؟ و الإستاذ ؟ * لسة ما وضحتكلم الشخصية ككاي في البارت القادم إن شاء الله * ؟!
٢. رأيكم بأوكتافيا ؟ طريقة تفكيرها ؟ حساسيتها ضد الطبقية ؟!
٣. رأيكم بلارا ؟ معناتها مع جونغ إن ؟
٤. رأيكم بتيمن و جيمين للآن ؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
بدأنا على الخداع و أساس كاذب .... كيف سننتهي ؟! سننتهي ! سننتهي !!!
لتأتينك الدنيا من يمينك و من شمالك ، جنة على يمينك و جحيم تضطرم على شمالك و بأفعالك تقرر أي الدارين تستحق .
نستهين كثيراً بتدابير الإله و حكمته فنعترض تارة و نستنكر أخرى ، لماذا نحن و ليس غيرنا ؟ ألا تدرك أن غيرك يسأل نفس السؤال ؟!
لله في أقداره علينا تدابير و ما علينا سوى أن ننتظر لنرى ، لا يمكننا معاكسة أقدارنا و لا التجديف بإرادتنا عكس ما كُتِبَ علينا ، لكننا نستطيع أن لا نفرضه علينا و لا نستسلم حتى لو كان حدوث شيء محتم .
إصطفت سيارة فاخرة ذات لون أسود في ركنها الخاص داخل حرم الجامعة لتخرج منه شابة ذات حسن بديع و مشية ناعمة ، تبسمت بشفاهها إبتسامة خفيفة عندما لمحت صديقها يقف على مقربة من ركن سيارتها ينتظرها أن تصل إليه .
نزعت نظاراتها الشمسية ثم توجهت إليه لتعانقه ترحب به .
أوكتافيا : جيمين ، إشتقتُ إليك كثيراً يا رجل !
همهم هو لها بسخرية بينما يربت على كتفها ليقول .
جيمين : نعم جداً لدرجة أنكِ لم تجيبي على إتصلاتي الأمس .
إبتعدت قليلاً لتنظر إليه ثم همست .
أوكتافيا : البارحة كنتُ في بوسان ، والدي طلبني .
تعجب و قد توسعت عيناه ليقول .
جيمين : جيد تذكر أنه لديه إبنة .
همست بينما تسلك الطريق برفقته إلى داخل الحرم الجامعي .
أوكتافيا : لولا المال لما تذكرني .
أومئ لها جيمين ثم تنهد .
دخلت برفقة جيمين إلى القاعة الدراسية حيث تُعقد محاضرة التاسعة صباحاً ، جلست في الصف الأول من المدرج و آتى جيمين ليجلس بجانبها متفكهاً .
جيمين : بالطبع عاشقة الكتب و الدراسة لن تجلس سوى بالصف الأول و أمام المحاضر أيضاً .
تبسمت هي بخفة ثم أومئت له ، حل الصمت قليلاً إلا أن جيمين لن يدع الصمت يهنئ بحلوله حيث استرسل يشتكي .
جيمين : الآن سيأتي هذا الدب السمين ذا الرأس الأصلع لينشد لنا أنشودة ما قبل النوم .
ضحكت هي بخفة ثم وبخته بلطف .
أوكتافيا : عار عليك يا رجل ! إنه يمنحنا من علمه قدر إستطاعته !
همس هو ببرود بينما يسند ظهره على المقعد .
جيمين : لا يفعل ذلك دون أجر .
تبسمت هي بخفة مجدداً ثم صرفت نظرها إلى الأمام .
بينما هم في إنتظار دخول المحاضر كانت أوكتافيا تضع رأسها على كتف جيمين و لحن موسيقي عريق يعود لموزارت يصل أذنيها من سماعات هاتفها .
بقت هكذا بينما تشعر بأصابع جيمين تسرح خصلات شعرها الأمامية حتى شعرت به ينقر رأسها و صوته ينبه .
جيمين : إنظري إلى هذا !
فتحت عيناها ، اعتدلت في جلستها سريعاً ، و أزالت السماعات من أذنها .
كان شاب أسمر البشرة ، وسيم الوجه ، ممشوق الجسد ، و ذا شعر بني مصفف إلى الأعلى بمثالية يقف خلف طاولة المحاضرة و قد وضع حقيبة يده أعلاها ، نظر إليهم جميعاً بإبتسامة عالقة على شفتيه و عيناه تبتسم ، لقد سمعت همهمات الفتيات المغرمة به من خلفها حتى .
وسيم لا تنكر ذلك و لا تهتم ، لكن ماذا يفعل هنا ؟ وجب على المحاضر العجوز أن يدخل و ليس ذلك الشاب الأسمر ، قبل أن يبادر أي منهم بالسؤال عن هويته تحدث الشاب .
الأستاذ كيم : مرحباً بكم جميعاً ، أنا الأستاذ كيم ، كيم جونغ إن يسعدني لقائكم ، المحاضر بارك لقد تعرض لحادث مؤسف أليم و بما أن الفصل في بدايته لقد تحولت كل شعبه إلي لذا أنا سأكون إستاذكم لأجل هذه المادة " فلسفة الأدب " .
رحب به الطلاب و خصوصاً الفتيات منهم و هو بدوره يوزع إبتسامات و إيمائات ، هي كانت تنظر إليه بثبات ، ملامحها لم تتغير منذ أن دخل ، هي تستطيع قراءة عيون الناس و لا يبدو عليه بأنه ذا حِس راقي حتى لو كان هندامه كذلك و ما يبدو عليه ، تشعر بقلبها أنها لا يجب أن تطمئن ناحيته .
تقدم إلى مدرج الطلاب أكثر و وقف تماماً أمام أوكتافيا ليتحدث بينما ينظر للطلاب بشكل عام لكنها الوحيدة التي لاحظت أنه ينظر للفتيات منهم بشكل خاص حتى إستقر نظره أخيراً عليها فابتسم بخفة و تحدث .
الأستاذ كيم : لستُ من النوع الأساتذة الذي أتعرف فيه عليكم و أعرفكم فيه على نفسي و على طبيعة مواضيع المادة في أول محاضرة ثم أخرج ، أنا لا أحب المقدمات ، لذا سنناقش أول موضوع دراسي منذ هذه المحاضرة .
تعالت أصوات بعض الطلاب رافضة لكنها من القِلة الذين أيدوا ما يقوله الآن ، فك زر سترته ليظهر أسفلها قميصه الأبيض الذي يحدد تفاصيل عضلاته و صدره كثيراً ، ما زالت تصلها تنهيدات الفتيات المغرمة من خلفها إلا أنها كرهت ذلك ، تحدث بينما يمشي أمام الطلاب و كفيه في جيوب بنطاله .
الأستاذ كيم : أول قضية فلسفية سنناقشها اليوم و قد أثرت على الأدب العالمي هي الحركة النسوية و كيف أثرت على الأدب .
تأفأف جيمين بجانبها كما فعل كثير من الطلاب حتى الإناث ، سخرت في عقلها إنه كيف لهن أن لا يهتمّن بقضيتهن ، هذه قضية المرأة .
إبتسمت اوكتافيا و في تلك اللحظة رمقها الأستاذ كيم و ضيق عينيه يتفحصها ثم ابتسم ، نظراته غريبة و إبتسامته غريبة أكثر ، قال بهدوء بعدما إهتدى إلى طاولته و إتكئ عليها .
جونغ إن : الحركة النسوية بدأت في ستينيات القرن الماضي حيث نهضن النساء نهضة واحدة حتى يحصلن على حقوقهن و انتصرت الثورة و في أوج الحركة نهضت حركة أخرى ضد النسوية فإلى أي جانب تنتمون ؟
تغنجت فتاة في الحديث خلفها و هي تقول .
" أنت ما رأيك إستاذ كيم ؟ "
تبسم هو إبتسامة جذابة جداً ثم قال .
الأستاذ كيم : لستُ مناصر لأستمراريتها حتى يومنا هذا لكنّي مناصر لوجودها ، أقصد أين المرأة التي لا تأخذ حقوقها كاملة ؟!
تشردق جيمين بضحكة خافتة و إبتسامة ساخرة بينما أشاحت أوكتافيا بوجهها عنه غير راضية عما قاله ، نظر إليها ثم قال .
الأستاذ كيم : أيتها الطالبة ذات الشعر البني الطويل الناعم .
نظرت إليه ثم أشارت إلى نفسها تستفهم فأومئ لها ليقول .
الأستاذ كيم : نعم أنتِ ، تبدين معترضة عمّا قلته و أنا أرحب بمناقشة مع أي معترض بكل وِد ، تفضلي ، قولي ما لديكِ .
وخزها جيمين بسبابته ثم همس لها بجدية و حدة .
جيمين : اصمتي ، إن بدأتِ لن تنتهي !
بالتأكيد هي لن تستمع إلى جيمين الذي كل ما يهمه إنتصارات الأندية الرياضية و آخر إصدارات السيارات ، لكن ما كانت هذه نيّة جيمين .
قالت للأستاذ كيم بنبرة هادئة و محترمة .
اوكتافيا : أظن أنك لا تناصرها أستاذي لأنك تظن أن كل النساء نلن حقوقهن الذي يردن ، أستاذ ؛ هناك ملايين من النساء حول العالم ما زلن يتعرضن للعنف الأسري حتى يومنا هذا ، ملايين من النساء يتم إغتصابهن و من ثم يُلقى الذنب عليهن .
صمت الأستاذ كيم ينظر لها و جيمين أخذ ينظر إلى كتبه يحدق بالكتب غاضباً ، لكنها لن تصمت ، لن ترتاح إذا ما أفرغت كل ما في جعبتها من حديث .
أوكتافيا : جميعنا نعترض للتحرش بشكل يومي تقريباً ، إن لم يكن فعلي فهو لفظي أو أقلها نظري ، للآن هناك الكثير من الرجال المتخلفين الذين يظنون أن محل المرأة في بيتها ، لا يحق لها أن تتعلم أو تعمل بل لا يحق لها أن تتنفس خارج منزلها ، فقط لتربي الأطفال و تنظف البيت و تخدم زوجها ، نحن ما خُلِقنا لهذا يا أستاذ .
ضحك جيمين بخفة بجانبها و من ثم صفق لها بخفية و بذات اللحظة إرتفع حاجب الأستاذ كيم بإعجاب ثم عقد ساعديه إلى صدره و تقدم إليها ليقول .
الأستاذ كيم : ما اسمكِ ؟
أجابته دون مواربة .
أوكتافيا : بارك أوكتافيا .
إتسعت إبتسامته أكثر و عقد حاجبيه ليقول .
الأستاذ كيم : اسم غريب ! و ماذا يعني ؟!
تبسمت هي بخفة ثم أجابته .
أوكتافيها : يعني المرأة الثمينة .
أومئ لها ليقول .
الأستاذ كيم : تبدين ثمينة جداً بالفعل !
صمتت هي و لم ترد عليه ، بعض تصافير تعود لبعض الشباب المغفلين و همهمات بعض الفتيات الحمقاوات قد تعالت إلا أن جيمين صمت فجأة كالصنم ، نظر إلى ساعته ، لقد إنتهت المحاضرة وقتها شرع الأستاذ ينهي الحديث .
الأستاذ كيم : لقد إنتهت المحاضرة سريعاً ، آراكم في المحاضرة القادمة ، من هنا حتى آنذاك امنحوني موقفكم في النسوية .
فور أن تقدم يلملم كتبه من فوق الطاولة ، تناول جيمين كتبه و كتب صديقته ثم سحبها من ذراعها معه بسرعة إلى الخارج ، كانت تتذمر تشكي إليه عنف قبضته على ذراعها .
أوكتافيا : جيمين ، تمهل ، تؤلمني ، ذراعي ! ما بك ؟!
صرخت به في سؤالها الأخير حالما خرج من المبنى بأكمله ، إلتفت إليها يحدثها بنبرة جادة و يحذرها بسبابته التي ترتفع في وجهها و نظرة عينيه القاسية .
جيمين : لا تبني حديث معه مجدداً يا أوكتافيا ، لا تتحدثي معه ، لا تناقشيه ، و في محاضرته سنجلس معاً في آخر المدرج ، حسناً ؟!
نظرت إليه عاقدة حاجبيها لا تفهم ما يرمي إليه ثم استرسلت .
أوكتافيا : حسناً ، لقد رأيتُ أنه ليس بالرقي الذي يدعيه و لكن رد فعلك مبالغ به قليلاً ، ألا تظن ذلك ؟!
نفى برأسه سريعاً و أجابها بصلابة .
جيمين : لا ، لا أظن ذلك ، هل لكِ أن تبقي بعيدة عنه ؟! هل لكِ أن تستمعي لما أقوله أنا هذه المرة ؟!
لم يسبق له أن حدثها بهذا الشكل الغريب و لا حذرها بهذه الهيئة الصلبة لذا أدركت أنه بعين الرجل الذي يملكها يدرك عن هذا الأستاذ أكثر مما تفعل أو هو بالفعل يعرف شيء عنه هي لا تعرفه ، بحق الله هم تقابلوا لتوهم ثم وابل من التحذيرات ينهال عليها من صديقها الوحيد ، إنه لشيء عجيب !
على آية حال ، هي أومئت له موافقة أن تفعل ما يريد فحدثته بصوت هادئ .
أوكتافيا : حسناً ، إهدأ قليلاً ، لا أرى سبباً لكل هذا الغضب ، لكنني سأفعل ما تريد هذه المرة ، جيد ؟
أومئ لها ثم رمى عليها كتبها ، لولا أنها تمسكت بهم لآخر لحظة لكانوا أرضاً ملوثين ، قال بينما يمشي أمامها .
جيمين : خذي ثروتكِ ، لا أعمل حمّال لديكِ !
تبعته بغيظ و هي تشاجره .
اوكتافيا : يا لك من نبيل ! لم أطلب منك أن تحملهم ، أنت من فعلت !
تبسم هو بالأمام بخفة ، يجيد جداً إغاضتها ، فقط لو رمى كتاباً أرضاً ستغضب .
تنهد بعدها ، يرجو أن تظل على كلمتها معه ، بعيدة عن مناقشة الأستاذ كيم و إلا حدث الكثير و كله ضدها شخصياً ، أن تبتعد عن هذا الرجل هو الأفضل لها و للجميع ، لها في المقام الأول .
.................................................
Octavia's point of view
تركني جيمين وحدي بعد أن إتصل به تيمين يعلمه عن حدوث مشكلة و حاجته إليه عاجلاً معه لحلها ، كثيراً ما يحدث هذا و كثيراً ما يصيب جيمين الهلع كلما حدثه تيمين أن مشكلة ما قد وقعت ، أظن أن جميع المشاكل التي وقعت من ذات الأصل .
ركبت سيارتي ثم شغلتها ، فقط أريد أن أصل إلى شقتي و أنام ثم بعدها أفعل ما أريد ، لكن لحظة هناك مشكلة ، لماذا لا تتحرك ؟ خرجت من السيارة أتفحصها ، إن العجلات قد أُفرِغَت من الهواء ، غريب هذا لأول مرة يحدث !
أخذت أغراضي من السيارة ثم أغلقتها ، خرجتُ من الجامعة أنتظر مرور سيارة أجرة رغم أن هذا صعب جداً هنا ، إنتظرت و إنتظرت حتى مللت ، أنا حتى لا أحتفظ برقم مكتب سيارات أجرة أو شيء كهذا .
مرت نصف ساعة و أنا واقفة قرب البوابة أنتظر مرور سيارة أجرة لكن عبثاً فقط الحافلات تمر ، تنهدت مجدداً ثم مشيت إلى حيث موقف الحافلات و لكي لا أجعل الأمر يعكر مزاجي ، وضعت لحن عريق لموزارت في سماعات أذنيّ و أخذت أمشي بهدوء إلى موقف الحافلات بينما النسيم يحرك شعري بخفة ، أحببتُ ذلك ، ربما سأستغني عن السيارة في بعض الأحيان لأجل هذا الشعور الجميل .
في طريقي إلى هناك استوقفني صوت بوق سيارة أزعجني فالتفتُ إلى مصدره ، كانت سيارة سوداء راقية ، يبدو أن صاحبها يريد أن يستوقفني ، إنحنيت لينزل زجاج النافذة و من خلفه رأيت الأستاذ كيم خلف المقود .
فور أن رأيته إستنفرت ، منذ أن رأيته و أنا لست مرتاحة له و أحساسي لا يخيب ، أنزلت نظاراتي الشمسية عن عيني و نظرت له ليبتسم .
الأستاذ كيم : تحتاجين توصيلة ؟!
إبتسمت بخفة ذوقاً ثم نفيت برأسي لأقول له .
أوكتافيا : لا حاجة لذلك صدقاً ، شكراً لك أفضل أن أصعد في الحافلة عوضاً عن ذلك .
و قبل أن أسمح له أن يرد علي إنسحبت مجدداً ، ربما هذه قلة ذوق مني و لكن بأي حق يستوقفني ؟!
وقفت حيث تحمل عادة الحافلة ركابها ، ظل في سيارته واقفاً حيث استوقفني حتى أتت الحافلة و صعدت بها ، هذا ليس نبل ، بدأت أشعر بجدية تحذير جيمين لي ، علي أن أبتعد عنه بالفعل .
أسندت مرفقي إلى النافذة ثم أسندت كفي إلى راحتي و أخذت أنظر إلى شوارع المدينة ، تبدو جميلة و كأنني لأول مرة آراها ، أنا سائقة سيارة جيدة ، عيني لا تنحرف عن الطريق الذي أقوده لذا لا يسعني أن أنظر لجمال المدينة و الآن أنا أتأملها ، كم هي البساطة جميلة !
وصلت شقتي و فور أن وطأت قدمي الشقة وصلني إتصال ، لا حاجة لي أن أخمن ممن ، إنه والدي ، وصله خبر أنني صعدت الحافلة و بالطبع تصرف كهذا لا يناسب مقامه الإجتماعي .
أعلم الموشح قبل أن أسمعه حتى أجبت على آية حال لأستمع إليه يوبخني دون أن يستمع لي حتى .
" أنتِ لا تحترميني و لا تحترمي طبقتكِ الأجتماعية ! ماذا سيُقال عنكِ لو عُلِم أنكِ كنتِ في الحافلة كما لو أنكِ من العامة ؟! "
تنهدت فوبخني أبي أكثر على ذلك ، أنا حقاً أكره تفكيره الطبقي ، أراه سطحي جداً ، أرى أن التفاضل بين البشر يكون على حسب أعمالهم و ليس نسبهم و طبقاتهم الأجتماعية ، أكره أن ينعتني أحد بذات الطبقة المخملية لأن الأمر لا يهمني و لم أختره ، أفضل أن أنعت بأختياراتي أنا ، أنا أُعرف بأفعالي لا بنسبي و اسم والدي .
سمعت موشحاً معتاد منه عن أهمية صورته الأجتماعية البرّاقة أمام الناس و أنه لا يقبل مني أن أفعل شيء كهذا ، أغلق الهاتف و أنا لم أبرر له أن سيارتي تعطلت لأنني لا أريد و سأفعل ما أريده و أراه صواب و سأتحمل مسؤولية أفعالي مهما كانت .
...........................................................
Lara's point of view
تيمين و جيمين أصبحا لدي ، أنا حقاً تعبت مما يحصل معي ، هذه المرة الخامسة التي أُسعَف فيها إلى المستشفى في فترة حملي ، إنني بشهري الخامس ، وضع جنيني بائس كوضعي ، أنا بائسة و هو بائس ، للآن لا أعلم ما جنسه ، والده ليس متفرغ لي كما يقول ، أن تفرغ لي وطأني ثم إنشغل مجدداً .
لقد أعاداني تيمين و جيمين إلى منزلي و قد أصررت أن يفعلان و إلا كان في نيتهما أن يأخذاني إلى منزل العائلة و أنا لا أريد رؤية أمه الأفعى التي لا يهمها سوى إنني ابنة طاهٍ و طاهية لا أناسب مقام إبنها الرفيع .
تمددت على الكنبة و جلسا الشابين أمامي ، تطرق تيمين يعلمني .
تيمين : سأذهب أنا و جيمين إلى السوق لنشتري لكِ ما تحتاجينه و سنطلب من الخادمة أن تأتي صباحاً لتنظف لكِ المنزل .
أومأت لهما و على وجهي ملامح إبتسامة زائفة ، هما يحسنان التصرف معي عكس أخيهما .
خرجوا و دخل هو بعد ذهابهم بقرابة العشر دقائق ، لم أتحرك من مكاني بل لم أنظر إليه حتى ، صعد إلى الغرفة دون قول شيء كما العادة ، بالتأكيد سيأخذ حماماً و يغير ثيابه ثم يأتي إليّ يطلبني طعام الغداء و أنا لم أطهو شيء بعد .
ليس لأنني لا أريد أن أطبخ بل لأن الثلاجة فارغة و لا يوجد شيء أطبخه فوق ذلك أنا متعبة بحق ، أغلقت عيناي أنعم بدقائق الهدوء قبل أن ينزل و يشاجرني .
لا أعلم كم مضى عليّ و أنا هكذا حتى طُرِق الباب فنهضت ببطء لأفتح الباب و إذ بتايمين و جيمين مُحَملين بالأكياس ، جاور دخولهما إلى المنزل هكذا نزول زوجي من الغرفة .
قضمت شفتيّ توتراً عندما نظر إليّ بغضب ، وضع تيمين الأكياس أرضاً و حملهم جيمين إلى المطبخ ، إقترب إلينا و ما زال ينظر لي بغضب ، أعرف لما هو غاضب لكن ما بيدي حيلة ، هو لا يهتم بي .
طأطأت رأسي عندما بدأ الخوف منه يزعزني ، شهقت و أحطت بذراعيّ بطني عندما إرتفعت يده يريد صفعي ، لكن تيمين قبض على معصمه و دفعه عني ليصرخ به .
تيمين : جننت ؟! تضرب إمرأة ؟! هي حامل بابنك ! و أمامنا تريد ضربها ؟! أي زوج أنت ؟! بل أي رجل ؟!
على صوت الصراخ أتى جيمين سريعاً و خبأني خلف ظهره ، لا أعرف لماذا لكن وجب علي أن أعتاد عليه هكذا و لكنني مجدداً أبكي و لا أعتاد و لا أتحمل ، إختبأت خلف جيمين لا أريد أن أرى الغضب يشتعل فيه و رغبته بإطفائه بي .
تحدث هو بغضب عارم إقتلع كل ما بقي فيّ من ثبات و كأنه عاصفة .
جونغ إن : أنتم من سمح لكم بتمويل بيتي ؟! بأي حق ؟! أنا رجل المنزل ، أنا المسؤول عنه و أنا أصرف عليه و لا أسمح أن يدخل عليه قرشاً واحد من غير جيبي ، لذا أعيدوا ما أتيتم به فوراً و أخرجوا من منزلي !
كاد أن يندفع جيمين إليه و لكنني تمسكت بقميصه ليبقى هكذا و يحميني ، سمعته يتنهد ثم صاح بغضب .
جيمين : أحقاً ما تقوله ؟! لا تريد قرشاً يدخل على المنزل من غير جيبك ؟! إذن أصرف على منزلك من جيبك ، على الأقل إهتم بزوجتك الحامل بطفلك الذي من لحمك و دمك ! أي زوج و أب أنت ؟!
صرخ جونغ إن بغضب على جيمين جعلني أرتعد خلفه و أرتجف و أبكي أكثر .
جونغ إن : اخرس أنت ! هذه المرأة التي تختبئ خلفك زوجتي ، أي أنه لا يجب أن تلتجئ إلى غيري ، لكن إن وخزتها شوكة حدثتكم و لا تحدثني .
إنه يتهمني بأنني أقصيه من حياتي و هو من أقصاني ، ألتجئ إلى تيمين و جيمين لأن زوجي ليس ملجأي ، هو لا يهتم لأمري و يدعي عكس ذلك أمام الآخرين ، يحرص أن يبدو مثالي من الدرجة الأولى و هو أبعد ما يكون عن المثالية ، بل أن كل النقص فيه .
شعرت بهالته تتقدم إليّ لأتمسك بقميص جيمين و أخبئ وجهي في ظهره ، ها هو أمام جيمين و أشعر به ينظر إليّ ، همس بحقد يهددني .
جونغ إن : لكِ حساب عسير عندي !
ذهب إلى المطبخ ثم عاد يحمل الأكياس و قذفها خارج المنزل ثم أشار إلى الخارج بينما يحدث الرجلين .
جونغ إن : هيا ، خذوا أغراضكم و إلى الخارج !
لا ، لا أرجوكم لا تتركوني وحدي معه ، سيقتلني ، سأخرج من بين يديه محطمة أرجوكم ، أردت أن أصرخ بها و لكن لساني إرتبط عندما نظر إلي يحذرني من التفوه بشيء بنظرة أخافتني ، لا أحد يعلم أنه يضربني ، إنه يضربني بقسوة حتى و أنا حامل .
خرج تيمين و تبعه جيمين بعدما تعاركوا بالأعين ، خرجا ليغلق الباب بقوة بينما ينظر إلي و الشر يتطاير من عينيه و يحرقني ، أخذ يتقدم إلي ببطئ زعزعني و أخافني جداً .
أخذت أنا أتراجع إلى الخلف بحذر و لا شعورياً إرتفعت ذراعاي تحيط بطني أحمي جنيني من بطش أبيه ، في عينيّ أتوسله الرحمة بطفله على الأقل و ليس بي لكن قلبه منزوع الرحمة .
إلتصقت بالحائط و هو حاصرني بجسده و ذراعيه حولي مسندتين على الحائط ، نظرت في عينيه لأرتعب أكثر ، إنني أرتعد خوفاً و اللعنة ، شددت وثاقي على بطني ثم قلت أتوسله بنظرة و نبرة ضعيفتين .
أنا أضعف من أن يصفعني و أنا في هذه الحالة ، لقد حذرتني الطبيبة من خطر الأجهاض أو موت الجنين في بطني حتى .
لارا : جونغ إن ، أنا لم أطلب منهما أي معونة صدقني ، لقد فعلا وحدهما !
دون أن يكذبني أو يصدقني سألني مباشرة و الغضب يلمع في مقلتيه .
جونغ إن : كم مرة تكرر الأمر ؟
أجبته سريعاً و أني لصادقة .
لارا : لم يتكرر ، إنها الأولى !
إقترب بوجهه إلى وجهي حتى شعرت بأنفاسه تطأ بشرتي ، أشعر بالبرد فجأة .
جونغ إن : حقاً ؟!
أومأت له أحاول إستعطافه بنظرة رجاء فأومئ لي .
أعرف أن بعد هذه الإيمائة لا يوجد خير ، إقترب مني أكثر حتى إلتصق بجسدي ثم قال .
جونغ إن : كم مرة ذهبتِ معهما إلى المستشفى ؟!
إزدرئت جوفي و أشحت ببصري عنه وقتها شعرت بفكي يتحطم بقبضته عندما قبض عليه و أجبرني أن أنظر إليه ، إرتعدت خوفاً عندما همس غاضباً يذكرني بتهديداته المُسبقة .
جونغ إن : ألم أقل لكِ ألا تطلبي العون منهم مهما حدث ؟!
قلت سريعاً أجبره يسمعني قبل أن يقوم بفعل همجي ضدي .
لارا : لو كان الأمر لأجلي لما طلبت و أنت تعلم ، الجنين بخطر ، أنا كنتُ خائفة على الطفل ، أنا معرضة للإجهاض ، لأجله طلبت العون صدقني !
كور قبضته و وجهها إلى بطني لأصرخ بقوة و أنا أتوسله ألا يضربني هناك و قد تفجرت عينيّ بالدموع فوراً ، طفلي هو ما يبقيني على قيد الحياة ، لأجله فقط أعيش و أتحمل .
لارا : لا أرجوك لا تؤذيه إنه طفلك أيضاً !
ضلت قبضته عالقة في الهواء و أنا أبكي بقوة و أرتجف حتى مدها و قبض بها على ذراعي أدارني إليه ثم لم أشعر إلا بوجنتي تحترق لحرارة الصفعة التي ضربني أياها .
صرخت باكية و تمسكت بالدولاب بجانبي لكي لا أقع و يتضرر الجنين ، لم أجرؤ أن أرفع رأسي له فقد تنال وجنتي الأخرى صفعة ثانية ، إنخفض لي لينقر صدغي بسبابته بقسوة يهددني و أنا أبكي بقوة .
جونغ إن : هذه المرة أكتفيت بصفعة ، إن فعلتِها مجدداً سأقتلكِ و ذلك اللعين في بطنكِ ، أتفهمين ؟!
أومأت له سريعاً ليتركني و شأني فقط ثم ما شعرت به حولي .
رفعت رأسي ببطئ لآراه يصعد إلى الغرفة مجدداً ، جلست أنا بجانب الدولاب و تكورت على نفسي ، أسندت رأسي على الدولاب و حاوطت بطني بذراعيّ ، طفله بالنسبة له لعنة لأنه يقيده عن حقيقته .
مرت دقائق حتى نزل و فور أن رأيته إحترقت من جديد ، يرتدي ثياب صاخبة و قد ضبط شعره المرفوع للأعلى ، إنه الآن ليس الأستاذ كيم الجامعي ، و لا جونغ إن الرجل ابن العائلة المخملية بل كاي ، كاي رجل الخمّارات ، النوادي الليلة ، العاهرات ، و الكحول .
...............................................
سلااااااااااااااااام
شكراً لكل من إنتضرني لهذه الرواية و شكراً لكل من دعمني بالتقرير ، شكراً لكل من سيقرأها و يدعمها الآن و في المستقبل .
وددت أن أوضح لكم أمر معين ، أن هذا الفصل هو تعريف للشخصيات نال الشخصيات الرئيسة الثلاثة ، كاي ، أوكتافيا ، و لارا .
طبعاً في البارت القادم رح أوضحكلم الشخصيات أكثر و أعرفكم على تيمين و جيمين عن كثب و أيضاً بعض الشخصيات الجديدة .
إنها رواية جديدة و لتوها أبصرت النور فأرجو أن تدعموها لأنها تستحق ، أعدكم أنكم ستحبونها كما أحببتم ما قرأتم لي مسبقاً .
كاي في هذه الرواية لا يعاني مرض نفسي و لكنه ذا ثلاث أوجه :
١. كاي :

٢. الأستاذ كيم :

٣. جونغ إن :

ثلاث أوجه مختلفة.....😊
أتمنى البارت الأول عجبكم ، طوله ثلاث آلالاف كلمة و هذا مقدار ثابت ، و إن شاء الله رح يكون التنزيل منتظم .
البارت القادم بعد 50 فوت و 50 كومنت .
١. رأيكم بشخصية جونغ إن ؟ و الإستاذ ؟ * لسة ما وضحتكلم الشخصية ككاي في البارت القادم إن شاء الله * ؟!
٢. رأيكم بأوكتافيا ؟ طريقة تفكيرها ؟ حساسيتها ضد الطبقية ؟!
٣. رأيكم بلارا ؟ معناتها مع جونغ إن ؟
٤. رأيكم بتيمن و جيمين للآن ؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(3)
Chapter One
البارت ممتع
Відповісти
2019-07-20 22:13:39
Подобається
Chapter One
اشو ماكو أي شي
Відповісти
2020-08-04 22:54:20
Подобається
Chapter One
جيت هون😭😭
Відповісти
2024-02-27 22:55:48
Подобається