Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
Chapter Twelve
" غلط المشاعر"




فلننتهي هنا أيتها المشاعر المتطرفة، كيف لكِ أن تدخليني في قفصكِ و تحكمي علي أقفالك؟

أنا لستُ رجلاً طيعاً لإسم المشاعر، لا تحكميني و لا تحاكميني، أنا رجل حُر الفِكر خالٍ منكِ أيتها المتوددة.

كيف جعلتني أهم بها في لحظة؟
لكنك لم تجعليها تهم بي و ها أنا على أعتاب الخسارة أقف لأنني سلمتكِ عنقي للحظة استغليتها جيداً و كلفتني ثمنها أعز ما أملك.

أخاف أنها كرهتني بعد الذي فعلته و ها أنا أدور في فلكي أبحث عن طريقة أبرر لها أنني خضعت رغماً عني للحظة و خرجت عن سيطرتي.

.....

تنهد و قد أصاب فكره العطب إذ أنه لا يجد حلاً يبرر فيه لها أن المشاعر أخذت سيطرتها عليه، لكنه تحرر الآن.

خرج من دون أي تدابير و لا كلام مُرتب، وجدها تجلس على عتبة الكوخ و يبدو أنها غفت إذ أنها تسند رأسها على ركبتيها المرفوعة إلى صدرها و تدثر نفسها بذراعيها.

" أوكتافيا؟"

الصمت كان إجابتها التي أدرك من خلاله أنها بالفعل قد سحبها النوم إلى وسائده، حملها برفق على ذراعيه و وضعها على سريرها بجانب سريره.

دثرها بالغطاء جيداً ثم أخذ حيزاً بجانبها كي يجلس، أبعد تلك الخصل التي تناثرت على وجهها و أرفقها بأذنها.

ما إستطاع سحب أنامله بعدما أدت الغرض الذي إمتدت لأجله بل صرفها بمهمة ثانية على وجنتها الناعمة.

تحسسها كما لو أن أسفل أنامله الحرير، ذلك التّماس أصابه بسخونة تثير فيه الرغبة كي يسلم نفسه للمشاعر مجدداً.

رغبة قوية تملكته لتقديم نفسه قُربان للمشاعر، تلك الرغبة التي تستشري فيك كالسُم، تريدها بشدة رغم علمك أن نهايتها موتك.

هذه الرغبة تحديداً، الرغبة القاتلة!

ما وعى على نفسه أنه يتحسس شفتيها إلا عندما أفاق من سيطرة هذه الرغبة و بقت رعشتها التي تركت أثرها على أنامله.

سحب يده سريعاً و نهض يحمل نفسه خارجاً رغماً عن قدميه التي تريد أن تجدف إليها، وقف حيث كانت تجلس و ارتفعت أنامله المرتعشة تتحسس جبينه التي أنمى حبيبات العرق.

مسحها و تنهد ثم ابتعد مهرولاً عن الكوخ إلى بئر الماء القريب، أخذ من دلو الجُب ما يكفيه لصفع وجهه، علّ تلك المياه الباردة تجعله يعي أن ما يقدم عليه خطأ.

تنهد بينما يشعر بتلك المياه الباردة تتسرب إلى صدره، رفع شعره بعون المياه ثم أخذ يمشي بين الأشجار و رفيقه القمر الذي يمشي كيفما مشى هو.

تمدد بين الأعشاب و أخذ ينظر إلى ذلك الملك في أعلى السماء ينير عتمة الكون بكرمه، حول هذا الملك حاشيته اللامعة بضيائه.

كيف لهذا القمر أن يشبهها بهذه الطريقة؟

هو تلك العتمة التي تسود في ساعات الليل و لو إنطفى القمر لسيطر ظلامه على كل شيء، هي تشبهه -القمر- كثيراً.

لولا ضيائها لأعمت العتمة روحه، تلك النجوم هي إبتساماتها، نظراتها، كلامها، و كل تصرف تقوم به.

إن آتى يوماً و انطفئ نورها هو سيصيبه العمى بلا منازع، في حلم ليلي أسفل شبيهها رآها على عرشها و هي المستغيث الذي آتى يطلب عون ضيائها.

في الصباح الباكر، صباح سيء هذا الذي إستيقظ عليه فعلى عكس شاعرية المساء و نسيمه البارد تأتيك شمس الصباح كي تحرق فيك خلايا جلدك و ما يسفلها و لتصبح الرؤية أسفل جفنيك حمراء بسبب ضوئها، غير أزعاج الحشرات و شهيتها لتذوق دمائك.

هذا أسوء صباح على الإطلاق قد حظي به جيمين، العتمة تشبهه، نور القمر يناسبه، نور الشمس نار لا ضياء فيها تحرقه.

تطرف النور يحرق، يصبح ناراً!

ذهب يطلب وجبة الإفطار و انتظر حتى يجهز، ما إن إنتهوا منه عاد بصينية طعام يشق الأحراج عودة إلى الكوخ.

طرق الباب مرتين و عندما ما استجابت إليه إستماح لنفسه العُذر و دخل، كانت تنام كما تركها ليلة أمس.

نظر في ساعته، الوقت لا يزال باكراً، عليه ألا يوقظها رغم أن الفطور سيتناولانه بارداً لكن لا بأس لأجلها.

جلس على سريره و شغل نفسه بهاتفه رغماً عنه، لا يريد أن تستحوذ عليه مشاعره مجدداً خصوصاً بعد ما حدث ليلة أمس.

فتح هاتفه الذي أقفله منذ أن خرج بأوكتافيا، قرر أنه سيطمأن تيمين و يعاود إغلاقه مجدداً.

" جيمين! أين أنت يا رجل؟"

على غِرار صوت تيمين الساخط رغم قلقه، حدّثه جيمين بنبرة هادئة.

" لا تقلق أنا بخير و بمكان آمان"

نظر إلى أوكتافيا النائمة في مكانها و همس مبتسماً، النظر لها وحده يجلب الفرح للنفس.

" أحمي أوكتافيا"

سمع أخيه يتنهد ثم يحدثه.

" عُد بها إلى هنا، والدي و والدها قد اتفقا أنهما سيزوجونكما بأسرع وقت و الآن جماعة من رجال أبي تبحث عنك"

تحقق جيمين من أنها نائمة بنظرة ثم قال بصوت خفيض.

" لكن يا تيمين هي لا تريدني، تعلم أن الأمر برمته كان مجرد درع أمام خطط أبي"

لا يريد أن يرد لها إحسانها معه بإساءة، لا تريد أن تُجبَر عليه زوجاً و هي من وافقت منذ البداية أن تكون سنداً يتكئ عليه.

ما كان يريد أن يهدم ذلك السند بل يبقى مسنود على نفسه كما كان دائماً.

" لا أعلم يا جيمين، تحدث معها أو أقنعها، تدبر أمرك و عد بها قبل أن يصلوك رجال أبي"

بماذا سيحدثها و بماذا يقنعها؟
لا يحق له أن يطلب منها أن تقبل و هو يعلم أن الحب لن يجمعها به.

أغلق الهاتف مجدداً ثم رمى به على سريره بإهمال، يود لو أنه يستطيع إنهاء هذه المهزلة بأكملها.

..................................

لارا تغيرت عمّا كانت عليه في السابق و خصوصاً بعدما ذاع سيط فضيحة زوجها الأستاذ مع خطيبة جيمين طالبته.

أصبحت باردة في التعامل و أكثر جموداً، ليس و كأنها لا تدرك أن الحد قد يصل فيه أن يرتبط بإحدى طالباته لكن ليست أوكتافيا!

لا تشكك بفتاة تجملها أخلاقها قبل ملامحها بل تستنكر فعلة دنيئة كهذه على زوجها، يفعل ذلك كله بغية واحدة، ألا يتزوج أخيه فتاة من طبقة مرموقة.

دافعه في خدعته هذه هو الغيرة من أخيه، لن يرضى له أن يتزوج بفتاة ثرية بينما زوجته فقيرة، لن يسمح لأخيه بأن يحصل على عروس ترضي والديه بما أنهما ليسا راضيين عنها هي.

وضعت أطباق الفطور على الطاولة بمزامنة مع دخوله إلى المطبخ بمعدة خاوية، جلس في مقعده ثم باشر بتناول وجبته بصمت.

هي لا تطيق النظر إليه فكيف بمشاركته وجبة؟
خصوصاً أنه وعدها وعوداً كثيرة و كلها بائرة.

كادت أن تتجاوزه من خلفه لكنه تمسك بمعصمها قبل أن تغادره.

" إلى أين؟ عليكِ تناول الإفطار لأجل صحة الطفل و صحتكِ"

تبسمت ساخرة ثم علقت.

" لا داعي للتمثيل!"

سكن لدقيقة ثم جذبها إليها من معصمها و أجلسها بالقوة في مكانها.

" أنا لا أمثل عليكِ، أنا أعلم ما تفكرين به و ما أفعله لصالحنا"

رغم أن الغضب بائن في عينيه و قبضته على معصمها قاسية إلا أنه حدثها بنبرة حالمة، هذا جزء من خداعه.

أفلتت يدها منه ثم نهضت من مكانها تتوجه إلى غرفتها، ما عادت تطيق النظر إلى وجهه حتى، تنهد بعدما نهضت تحمل معها تلك السِنحة الجامدة.

نهض عن طاولة الإفطار و انتشل سترته و حقيبته ثم خرج من المنزل بأكمله إلى عمله، لارا أصبحت إمرأة أخرى غير التي عرفها.

................

سحب النوم من أسفل رأس أوكتافيا وسائده و قال لها الصباح أفيقي فأفاقت، الشمس تشع بقوة من النافذة الصغيرة داخل الكوخ، تظن أن الوقت تجاوز الصباح بالفعل.

قعدت على سريرها و تلفتت إلى سرير جيمين، كان ينام عليه و بجانبه صينية إفطار، تبسمت بخفة بينما تنظر إليه، يبدو أنه نام و هو ينتظرها لتستيقظ، كان عليه فقط إيقاظها.

نهضت عن سريرها و اقتربت لتحمل تلك الصينية، لقد برد الطعام و بهتت ألوانه، وضعتها جانباً ثم جلست على طرف سرير جيمين و قبل أن تمتد يدها لتوقظه علقتها في الهواء و قد تذكرت ما حدث بالأمس.

لقد قبلها فجأة، ضمت أناملها إلى كفها و خبأتها في حِجرها، جيمين لا يكن لها مشاعر أخوية أو صداقة كما كانت تظن بل الحب في محاسنه.

فتح عينيه فجأة لتشهق و كادت أن تقع لكنه سرعان ما تمسك بها و أسقطها بلا عمد على السرير بجانبه.

" أنتِ بخير؟"

يعتليها بجذعه العلوي و لا تدري إن كان يلاحظ أم لا، هي فقط دفعته من كتفيه و نهضت سريعاً تقول بتوتر.

" نعم بخير!"

عندما لحظ الموضع الذي كانا فيه اعتدل بجلسته و تحمحم ثم همس.

"أنا آسف"

نفت برأسها أن لا بأس و أسقطت عن كهلهما حرج الموقف عندما إستطردت.

" لقد برد الطعام، هل نذهب لنحضر غيره؟"

أومئ لها ثم نهض يهندم ثيابه و شعره أما هي فانصرفت إلى دورة المياه ترتب مظهرها الذي بعثره النوم.

خرجت بعد فينة وجدته يرتب الأسرة، ساعدته بذلك و بعدها خرجا معاً، سبقته إلى الخارج و هو يتبعها.

كانت تمشي بحرج أمامه، لا تستطيع أن تتجاوز ما حدث الأمس بينهما، وقفت تنتظر وجبتي الطعام التي أوصى بهما جيمين من جديد.

ناول العامل كلاهما الطعام ثم قال بينما ينظر في وجهيهما الخجول.

" تبدوان ثنائي خجول و لطيف!"

تنحنح جيمين و أوكتافيا صرفت نظرها عنهما بتوتر، لحظ ذلك العامل فبادر بالإعتذار.

" عذراً، ظننت أنكما حبيبين!"

نظر جيمين إلى أوكتافيا ثم همس.

" نحن كذلك لكننا حديثي العهد بالحب"

نظرت إليه أوكتافيا سريعاً و قد سقى الخجل روحها، جيمين الذي ناوش عقله كثيراً قبل أن يعترف بهذه لا يعرف كيف أنها استقبلت كلامه، بنفور أو قبول؟

عادا معاً إلى أحد الطاولات الخشبية المركونة بين الأشجار بعيداً عن الأكواخ، بينما يتناولان الطعام قال جيمين.

" علينا أن نعود اليوم إلى المدينة، أنهم يبحثون عنا و قد قرروا بالفعل تزويجنا"

رفعت رأسها إليه تقول.

" قرروا تزويجنا؟!"

أومئ لها يترقب رد فعلها، أصابه الألم في صدره عندما شعر بنفورها.

" لكن هذا الزواج لا يجب عليه أن يتم!"

كان رده كلمة واحدة.

" لماذا؟"

نظرت إليه تستعجب قبوله.

" أتسألني يا جيمين؟"

انحنى رأسه أمام إستنكارها فضربته بقوة بحجتها.

" أنت تعلم أن الحب الذي ادعيناه مفبرك، الآن تخبرني أن نتزوج، أليس هذا ما نفرناه و اعترضنا عليه؟!"

حاججها بما لديه، أن الظروف و المشاعر تغيرت.

" لقد نفرناه دون قُربى تصل القلوب"

عقدت حاجبيها تستنكر عذره و على شفتيها إبتسامة مستنكرة.

" و هل تراها إتصلت؟"

تبين له الآن فقط أنه وحده من كان ضائعاً في هذه المشاعر، وحده من عانى من الحب و تعثر به، هي لم تكن واقعة، وحده من وقع.

" انسي الأمر، علينا العودة"

وقف دون أن يتناول من طعامه شيء لكنها استوقفته قائلة.

" لكنني لا أريد العودة يا جيمين، أنا لن أتحمل إستجواب مفصل الآن ضدي"

تنهد يطمأنها رغم أنه ليس مطمئناً.

" لا عليكِ، سنجد حلاً لهذا الأمر"

كاد أن يغادر لكنها من جديد استوقفته.

" ألن تتناول طعامك؟"

لا يشعر بصدق إهتمامها بعد أن قالت ما قالته، ما دامت القلوب ليست متصلة لماذا قبلت قُبلة الأمس؟ لماذا لم ترد عليه؟

تجاهلها و ساق قدميه بعيداً عنها كي ينهي الحجز، عاد إليها يناديها كي يغادروا و هي تبعته تحمل الطعام معها.

نظر إلى ما بيدها فعلقت.

" لا يصح أن نرمي بالطعام هذه المرة، الطريق إلى المدينة سيكون طويل"

أومأ لها ثم صرف إنتباهه عنها إلى سيارته، صعدت بجانبه ثم أنطلق بطريقه، لم ينبس بحرف طوال الطريق حتى هي إفتتحت حديثاً.

" أنت لم تأكل شيئاً، سأطعمك بينما تقود"

أجابها بنبرة باردة.

" لا أريد شيئاً، احصلي على قيلولة حتى نصل"

تعلم جيداً ما الذي غيره، كلامها الذي قالته، و الآن تحتاج إلى إعطائه التبرير المناسب، ليس على علاقتها به أن تبرد.

" التودد الذي حصل بيننا مؤخراً لا يعني أننا وقعنا في الحب"

تبسم بشفتيه ساخراً و همس.

" أهكذا كان؟ تودد؟"

إبتسامته الناكرة و نبرته الساخرة تعني أنه لم يكن تودد بالنسبة إليه بل كان الحب بعينه.

" حتى لو كان حباً، ألا ترى أن الزواج على حبٍ حديث الولادة خاطئ؟ "

تنهد و حاول أن يصمتها بكلمتين.

" الذنب ذنبي أنا"

تنهدت و إلتفتت إلى النافذة تنظر من خلالها، لا يقتنع و لا يبدو عليه أنه سيفعل قريباً، ربما هو شعر بالحب إتجاهها لكن ماذا عنها؟

ربما هذا الشعور الذي راودها عندما أطبقت شفتيه عليها كان لإنها أنثى عذراء الشفتين قبلها رجل، فقط بهذه السلاسة.

أخرجت هاتفها بعد فينة تقول.

" بما أننا خرجنا سأتصل ببيكهيون، أريد منك أن تأخذني إليه"

أومئ لها و أشار لها بيده أن تتصل بأخيها، قامت بذلك و عندما أجابها كان حامياً بالفعل.

" أوكتافيا أين أنتِ بحق الرب؟ ما هذا الذي إنتشر بالصحف و كيف ستبررين لي ذلك؟"

إنفعاله كان في غاية القوة، غضبه واضح في حديثه.

" سأخبرك كل شيء عندما أراك، أنا مع جيمين و هو من أخذني بعيداً عن أبي، سيأتي بي إليك و أنت عليك أن تحميني من أبي، أنا لن أطيق أن يحقق معي"

حذرها غاضباً.

" لكنني سأحقق معك حتى آخر رمق و زفير"

تبسمت بخفة و همست.

" أعلم، ربما ستكون أكثر قسوة لكنك تهتم لأمري أنا و ليس لأسهم الشركة"

أغلقت الخط بعدما أعطاها عنوان الشِقة التي يقيم فيها الآن، بعد ذلك قال جيمين.

" ماذا أخوكِ بفاعل؟ هل سيفض علاقتنا أم سيهربك؟"

تنهدت و نفت برأسها.

" لا أعلم حقاً يا جيمين لكنني لا أظن أنه الموكل في حلها، هو سيحميني من بطش أبي و والدينا قد قررا تزويجنا بالفعل"

انقضى الطريق بصمت كليهما حتى وصلا إلى المكان الذي اتفق بيكهيون أنه سيأخذ أخته من جيمين فيه.

ما إن نزلت أوكتافيا من السيارة تبعها جيمين ينتظران ظهور بيكهيون ، دقائق قليلة مرت و ها هو يأتي مسرعاً من بعيد فور أن وصل ألقى على فك جيمين لكمة أسقطته أرضاً و أوكتافيا تمسكت بأخيها تمنعه عن صديقها.

وقف جيمين يمسح الدماء من على شفتيه و تفل الدماء التي خرجت من لِثته.

" انظر بسببك ما الذي حدث لأختي؟ لولا أنها مدت لك يد العون لما علقت معك"

همس جيمين.

" ما كنتُ أعلم أن الأمور ستؤول إلى ما آلت إليه"

قهقه بيكهيون بخفة أمام عذر جيمين ثم صاح به غاضباً.

" أنت عضضت اليد التي إمتدت لك"

أمسك بيد أخته التي تبكي و سحبها إليه قائلاً.

" أنت مجرد كلب وضيع"

سحب بيكهيون أخته رغماً عنها و سمعها جيمين تبتعد معه رغماً عنها بينما تبكي و تتوسله.

" توقف يا بيكهيون! هذا ليس ذنب جيمين! أرجوك دعني أحدثه قليلاً"

تبسم جيمين بشفتيه المجروحتين يراها تبتعد، إما أنه سيراها تُزف في الفستان الأبيض له أو أنه لن يراها مجدداً أبداً بسبب أخيها الذي كما ظن به، صعب المراس!

............................

" أوقعتها في فخك! يا لك من داهية يا رجل"

تعليق لاي البسيط عندما رأى الصور المنتشرة على الإنترنت، تلقف من يده الهاتف سيهون لينظر فيه أيضاً ثم أصدر صوت عابث.

" اووه! الأستاذ كيم ليس بهذا الذوق أيضاً "

نظر سيهون إلى الشاب أمامه و قال مبتسماً.

" يستطيع أحياناً أن يكون تماماً مثل كاي"

ضحك كاي بصخب على قول صديقه ثم أيده بعدما إعتدل و صرف الفتاة عن حِجره.

" أنت محق، صورة الأستاذ و الزوج الصالح أستطيع هدمها للحصول على أهدافي، لكن ألا تظنون أنكم تبالغون بتشبيه الأستاذ بي أنا كاي؟"

ضحك لاي بخفة ثم علق.

" نعم، لو أن الأستاذ أصبح كاي لأصبحت الفتاة بفراشك بالفعل"

برم كاي شفتيه و عبست ملامحه قائلاً بنبرة عابثة.

" اووه! معاذ الله على الأستاذ الفاضل أن يرتكب الرذيلة هكذا مع إحدى طالباته"

تسآل سيهون.

" إذن من؟ جونغ إن؟"

ضحك كاي بخفة و استنكر.

" أتسمع ما تقوله يا رجل؟ جونغ إن رجل صالح و ابن عائلة مرموقة يحترم مكانته و يحب زوجته فكيف يخون ملاكه؟"

وضع لاي كأس الخمر الذي بيده على الطاولة و قال بجدية.

" أتعلم أي الوجوه هو الحقيقي؟"

أكمل سيهون.

" إنه كاي "

نظر إليهما كاي و تلك الإبتسامة الخبيثة ما زالت مزروعة بشفتيه.

" ماذا عن زوجتك؟ "

شرد كاي في ذهنه للحظة و تذكر نفورها الأخير منه ليهمس.

" أفعل هذا لأجلها بطريقة ما"

نظر الشابين في وجوه بعضهما البعض لا يفهمان مقصده، أيخونها لأجلها؟

" ألن نمرح الآن؟"

تنهد الشابين بينما ينظران في وجهي بعضهما البعض.

" سنفعل"

تلفت كاي ببصره في الجوار يبحث عن فتيات جديدات أو على الأقل فتيات لم يمل منهن بعد، لقد أصبحت تتعدد عليه الوجوه و هو بالفعل لم يترك ملهى في المدينة ما تذوق فيه نسائه و شرابه.

أشار بيده إلى تجمع فتيات أن يقتربن، ربما كنّ معه مرتين أو ثلاث فقط.

......................................

أجلسها بيكهيون في الصالة و بدأ بتحقيقه دون مقدمات، أخبرته بكل ما حدث حتى فرّ بها جيمين.

" و كيف سأساعدكِ الآن يا أوكتافيا؟ هل لكِ بطريقة تخرجكِ من هذه الورطة كما اقحمتِ نفسكِ بها؟"

كادت أن تتعذر لكنه أصمتها مجدداً.

" لا تتعذري، لستُ بحاجة إلى الإستماع إليها مراراً و تكراراً"

خبأت وجهها بكفيها و اكتفت بالصمت بينما تستمع إلى توبيخه للمرة المائة، يحق له أن يلومها، يحق للجميع، لكن لو عاد الزمن بها من جديد لأختارت مجدداً أن تساعد صديقها بدل أن تراه يذبل حتى تموت روحه.

" أبي يعلم أنكِ لدي، هو بالفعل يتتبعني"

رفعت رأسها سريعاً و نظرت إليه.

" أكنت تعلم بهذا؟ أتريده أن يمسك بي؟"

ضيق عينيه يقول.

" أتريدين البقاء هاربة منه؟ الوقت الذي تضيعيه في الهرب بعيداً عن متناوله استغليه في الخروج من هذه المصيبة"

توبيخ مجدداً، وضعت رأسها على ركبتيها و تركت دموعها تتسابق إلى حريتها من جفونها و شهقاتها أن تطعن صدرها مروراً بحنجرتها.

تنهد بيكهيون بينما ينظر إليها، يشعر بالخوف عليها بقدر ما هو غاضب منها، لكن ما بيده حيلة الآن، عليه أن يجد حلاً مع أبيه قبل الصُحف و الشائعات.

" توقفي عن البكاء، كوني قوية، أنا معكِ... و جيمين أيضاً"

نفت برأسها تقول.

" جيمين لن يقف بصفي بعد الآن"

عقد حاجبيه و تسآل، إذ أنه يعلم عن جيمين الوفاء في علاقاته فما بالك بالفتاة التي يحب؟

" و لماذا؟"

أجابته أوكتافيا بين شهقاتها، هي الآن تشعر بالندم على ردها المتسرع.

" بطريقة ما رفضت مشاعره"

تذكر وقتها بيكهيون ما قاله له جيمين سابقاً و ها هو سيكرره على مسامعها هي.

" ألا تفضلين الزواج بجيمين على أن تتزوجي برجل لا تعرفي عنه سوى اسمه؟"

هذا بالضبط ما قاله له جيمين، أنه يفضل الزواج بأوكتافيا على أن يتزوج إمرأة من أختيار أبيه لا يعرفها و يعيش لأجل إتمام صفقة عمل.

أومأت له أوكتافيا ثم همست.

" نعم، أفضل جيمين على خيار والدك، على الأقل أعرفه و... أحبه"

تبسم بيكهيون بخفة و أكمل ما تتردد في قوله.

" لكن ليس حب المرأة للرجل"

أحنت أوكتافيا برأسها أي أنه قد أصاب، ما قالته للتو هو عكس مشاعر جيمين تماماً.

قد يتمهد الطريق إلى الكره ليصبح حباً خالصاً أما هذا الطريق فكله مسدود أمام الحب الأخوي، صدق من قال أن المرأة و الرجل لا يكونان صديقان أبداً.

في مرحلة ما سيبدأ الرجل إدراك أنوثة رفيقته كما هي ستدرك رجولته و نحن بشر في طبعنا نتجاذب لعكسنا فهذا ما فُطِرَنا عليه.

أمسك بيكهيون بيد أوكتافيا ثم انهضها ليقول.

" هيا انهضي لتنامي، في الصباح سنعود إلى القصر"

نظرت في عينيه ترجوه أن يحُول عن قوله لكنه أثبت ما يكون الآن لذا تنهدت مستسلمة و نهضت تتبعه إلى الغرفة التي ستنام فيها.

تمددت على السرير بعد أن خرج أخيها، لا تعلم الآن حقيقة ما الذي سيحدث و لا تطيق صبراً حتى الغد بنفس الوقت لا تريد أن يصل الغد أبداً.

لو أنها تستطيع فقط لخرجت من هذه الشقة و ابتعدت عن الجميع، لكنها لا تستطيع أن تخذل رجلين فقط، بيكهيون و جيمين.

ترجو ألا يكون جيمين غاضباً من قولها اليوم، ألا تكون جرحته، ألا تكون آلمته، ما قالته كان حقيقي و هذا ما شعرت به فعلاً لكنه كان قاسٍ على مسامع جيمين بالفعل.

في الصباح الباكر، وصل بيكهيون بشقيقته إلى قصر العائلة، يديها ترتجف و بهما تقبض على قماش فستانها أسفل كفيها.

أغمضت عيناها تحاول السيطرة على إرتعاشها و أنفاسها الملتهبة حتى شعرت بيد أخيها الباردة تحتضن يدها و به يقول.

" ستكونين بخير، أعدكِ بذلك"

أومأت له ثم زفرت أنفاسها، خرجت بعدما خرج و تقدمت لتمسك بيده التي إمتدت لها.

" بيكي معكِ لا تنسي ذلك"

أومأت مجدداً و استجابت إليه يسحبها إلى الداخل مجدداً.

" أنا هنا لتوضيح سوء الفهم"

لم تكن من قال ذلك بل ضيفاً غير مرغوب بإستضافة والديها، عندما دخلت برفقة أخيها إلتفت بإتجاهها و ابتسم لتهمس أوكتافيا بلا تصديق.

" أستاذ كيم!"

...............................

سلااااااااام

Mr.kim in your area

كيفكم؟ اشقت لكم!

الآن و بقوة أستطيع أن أعلن أن الصراع قد بدأ أخيراً.

كل الأحداث الفارطة كانت مجرد مقدمة لطيفة لما هو قادم و اظنكم عرفتم اساليبي بخبراتكم السابقة بكتاباتي لذا توقعوا الكثير!

البارت القادم بعد 70 فوت و 70 كومنت.

١. رأيكم بجيمين و التطور الخطير في مشاعره؟

٢.رأيكم بأوكتافيا و رد فعلها المنفر على مشاعر جيمين؟

٣.رأيكم بكاي و ماذا تظنون أنه يخطط و لماذا زار منزل بيون؟

٤. رأيكم ببيكهيون و انفعاله الشديد رغم مؤازرته لشقيقته؟

٥. كيف سيتم التكتم على الفضيحة؟

٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟

دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤

© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
マリーヤム
Chapter Twelve
ايه اللي جابه ده؟
Відповісти
2020-11-08 11:46:15
Подобається