Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
CH37|| هوّة
" هوّة"







" سأحبكِ فحسب"

نبرته الثملة تلك و رائحة الخمر التي تبعث من أنفاسه كانت كافية لتعلم أنه ليس بوعيه، و أنه على عكس ما خرج عليه، خرج ليُعربد.

يمسك بها من عضديها، يضمها و في نفس الوقت يقبض عليها، و يسحبها عِنوة إلى سرير الإعتداء من جديد.

أوكتافيا ما قدرت عليه إطلاقاً، لكنها حاولت أن تقدر عليه بلسانها، فلطالما إنتصرت به عليه.

" إبنتك عُرضة للمرض في المستشفى، و أنت هنا ثمل تهلوس بجنون و تريد أن تحتفل بي! جونغ إن أنت بلا شك لا تملك ضمير و لا مشاعر لابنتك!"

ضحك بثمالة ثم نام إلى جانبها، و حينما حاولت أن تنهض من جانبه أمسك بمعصمها، و دفعها لتنام بمحاذاته ثم قال.

" أتذكرين ليلتنا الأولى في الفندق؟! كنتُ متفاجئاً لأنكِ عذراء، ظننتكِ دُمية جيمين، لكنني إكتشفت أن أخي شريف، ليس مثلي!"

نظرت إليه لا تصدق ما آل إليه الحديث، ثم نهضت تكمش على تلابيب قميصه، و صرخت به بقهر.

" جونغ إن أياً كنت أرجوك أستيقظ! لارا ابنتك، طفلتك بالمستشفى قد تموت و أنت هنا ثمل، لماذا تفعل هذا بنا؟ أتكرهنا إلى هذا الحد؟ أتكره إبنتك لهذا الحد؟"

جونغ إن أومئ لقولها، ثم أجتذبها من مؤخرة عنقها، و دمج شفتيهما معاً رغم صرختها الرافضة، رغم دفعها له.

أمسك بقميصها و مزقه قبل أن يصعدها، حينها صرخت بقوة.

" أنت حيوان شهواني!"

صفعة ثم قبلة و ثم إعتداء... و على هذا الحال إنتهت الليلة كما إنتهت ليالٍ سابقة.

في الصباح، أستيقظت أوكتافيا، و وجدته ينام بجانبها كما ارتمى عنها الأمس، نظرت له بعين كارهة تتمسك برأسها.

نهضت من جانبه و دخلت دورة المياه، نظرت إلى نفسها عبر المرآة، الآن هي تقف أمام المرآة عارية من أي سِتر.

بالنظر إليها، شعرها أشعث لكثرة ما شدها منه لتثبيتها كيفما تهوى نفسه المريضة، في جانب شفتيها جرح و على حاجبها، كذا وجنتها بها كدمة على إثر ثلاث صفعات على ذات الوجنة.

تحسست رقبتها، تتفرق عليها علامات بفعل شفتيه من فكها حتى معدتها، إنها وحش حينما تتوغل به الرغبة، فتحت عليها المياه الدافئة، و مع إنهمار الماء من رأسها حتى قدميها؛ دموعها إنهمرت بقهر، ككل مرة تطهر فيها نفسها من أثره.

خرجت تلف جسدها بروبها الأبيض، فوجدته على حاله ينام بقذارة على فراشها، لكنها عندما إقتربت منه وجدته يفتح عينيه، و ينظر في الفراغ.

" اخرج!"

قالتها بجفاء، حينها نظر لها ثم نهض عن سريرها فأشاحت ببصرها عن عُريّه، لكنه إقترب منها و رفع يديه لا تدري على ما ينوي، فسُرعان ما تراجعت عنه تكمش كتفيها، حينها بسط كفيه مُسالماً.

" لا أعلم كيف انتهى بي الحال هكذا، أنا آسف حقاً"

لم تقل شيء بل لم تنظر إليه حتى، حينها تنهد قائلاً.

" البارحة ذهبت إلى الجامعة و طلبت إجازة فمنحوني لأسبوع، لذا الآن تجهزي إن أردتِ أن تذهبي معي إلى المستشفى، و إلا فارتاحي بالمنزل"

خرج حينما نال منها لا رد، فور أن خرجت كمشت على أغطية السرير بإشمئزاز و ذهبت لوضعها في الغسالة، و رمت ببقايا ثيابها الممزقة.

بعدما إنتهت من توظيب نفسها نزلت السُلم، نظمت المنزل ريثما ينتهي، ثم جلست بأنتظاره، و عندما نزل السُلم أخيراً سبقته إلى السيارة، تنهد و تبعها إلى السيارة.

بعدما صعد قاد و قال.

" سأتوقف لأحضر لنا القهوة"

همست تنظر عبر النافذة.

" لا أحبها"

همهم يقول.

" سأحضر لكِ طعاماً إذن"

أجابت.

" لا أريد منك شيء، فقط خذني إلى ابنتي"

تنهد للمرة الأخيرة و أومئ ليقود بصمت، لم تكن العلاقة بينهما في صلاحٍ قط، لكنها تزداد خراباً في ظِل هذه الظروف الصعبة، و لهو أمر سيء.

حينما وصلا إلى المستشفى وجدا أن تيمين و نايون سبقاهما بالوصول، نايون لفت إنتباهها الجرح في شفاه أوكتافيا و حاجبها، حينها أشاحت أوكتافيا عنها و نايون تنهدت مستاءة.

" أمن تطورات؟"

نفى تيمين لأخيه.

" لقد وصلنا لتوّ، و أخبرونا أن الطبيب زانغ في الداخل"

أومئ جونغ إن و تحرك ليجلس بجوار أخيه،  بينما نايون نهضت و أخذت معها أوكتافيا حتى توقفنّ معاً في زاوية منزعلة في نهاية الرواق.

" جونغ إن يضربك؟"

أوكتافيا تنهدت.

" الإنكار كما الإعتراف، لن يغير من الأمر شيء، نعم؛ إن قاومته عن رغبته بي يضربني"

نايون تنهدت بأستياء ثم ربتت على كتفها تقول.

" سأخبر تيمين و سأجعله يتحدث معه"

نفت أوكتافيا قائلة.

" لا داعي لهذا، سأنتظر أن تُشفى لارا، ثم سأنفصل عنه"

حلقا حاجبي نايون بإستنكار تقول.

" أحقاً ما تقولين؟!"

أومأت.

" نعم، سأتطلق منه و سأحتضن لارا، هو على آية حال لا يملك أحد ليحتضنها سواي، لذا لا أتوقع منه أن يتمسك بابنته، سأطلب حقي من أسهم شركة أبي، ثم سأبيعها و أغادر البلاد و لن أعود هنا إطلاقاً، هذا فقط ما سيخلصني منه"

عدنّ معاً عندما خرج الطبيب زانغ ليتحدث عن حالة الطفلة، لكنه حمل وجهاً كاظماً مقبوضاً و ملامح محزونة.

" أعتذر عن إبلاغكم، لكنها أُصيبت بالمرض بالفعل، و سنها الصغير لا يسعفنا لتقديم العلاج المناسب، نحن سنقوم بمساعدتها على قدر ما نستطيع لكنها دخلت العناية الحثيثة بالفعل، أرجو أن تصبروا و تدعوا لها و سنكون هنا نحن لمساعدتها"

ما كلف أوكتافيا إنهيارها إلا أن تسقط أرضاً متأثرة بجِراح الخبر، سُرعان ما جثت نايون بجانبها تتحسس وجهها بقلق، المُنهارة تجلس أرضاً و تنظر في الفراغ كما أن الدمع ينهمر بسلاسة من مقلتيها.

نظرت إلى الطبيب زانغ و لم تفهم ماذا يقول، فهي ترى شفتيه تتحرك ببصر مشوش و لكنها لا تسمعه، الطنين عالياً في أُذنيها و حسب.

و عندما سقطت مُغشى عليها كان حاضراً ليستقبلها بين يديه، أما جونغ إن فمسح دمعة فضحت إنهزماته ثم سار مبتعداً خارج المستشفى.

لارا من يعيش لأجلها، بفقدانها يفقد ما بقي فيه من صلاح، سيدمر نفسه قبل أن يدمر ما حوله.

..................

إبتسم جيمين عندما أستيقظ ليجد أن المنزل عامر بإمرأة، كانت إيزابيلا قد سبقته بالإستيقاظ و حضَّرت له الإفطار، فاليوم يوم مهم لأجله، فلقد تقدم إلى وظيفة، و قرر ألا يعتمد على مال أبيه منذ اليوم.

وجدها قد حضّرت لأجله طاولة إفطار شهيّة، فهو تقدم بصدرٍ رحب و جلس على رأس الطاولة يتناول إفطاره.

" شكراً لأنكِ تعتني بي"

نفت باسمة و أجابت.

" هذا أقل ما يمكنني فعله لأجلك، لقد احتضنتني رغم أنك لا تعرفني، سأبقى شاكرة لك للأبد"

جيمين كان يرتدي بدلة سوداء يسفلها قميص أبيض، يرفع شعره الأسود بفاصلة جانبية، بينما يفطران إيزابيلا تحدثت بعد تردد.

" أما زال عرضك قائماً؟"

نظر لها بعُجمة فوضّحت.

" عرضك للزواج بي؟!"

حينها أومئ يمنحها تركيز بينما يستند بمرفقيه على الطاولة فأجابت.

" أنا موافقة"

جيمين تحمحم قبل أن يقول.

" إذن دعينا نكن على بصيرة من الآن، نحن سنتزوج على الورق لأجل مصالحنا المتبادلة، و ذلك الزواج قابل للتقدم مشروط بالمشاعر، فإن تبادلنا مشاعر تؤهلنا لنخوض علاقة زوجية طبيعية و نبني أسرة فلا بأس و إلا سنعيش هكذا كما اليوم، و حتى موعد زفافنا تستطيعي أن تتراجعي، لكن إن تزوجنا فلا يحق لكِ حتى لو ما تقدمنا بعلاقتنا."

إيزابيلا أبدت صدمة مما قال جيمين، فلقد بدا صارماً فيما يقول، و أن الخوض معه لا يوجد به تراجع، الجُرءة و الإخلاص فحسب.

قال بينما ينهض.

" أنا لستُ مستعداً لأخوض في ذات التجربة مرتين، لذا فكري بحذر قبل أن توافقي، سأتصرف و كأنكِ لم تمنحيني موافقتك، فكري جيداً"

حمل معطفه ليرتديه ثم توجه ناحية الباب لكنها إستوقفته تناديه فتوقف، تقدمت إليه باسمة و همست.

" سأنتظر الأخبار الجيدة، اخبرني إن تم قبولك في الوظيفة، سأكون بإنتظارك"

أومئ يقول.

" تحتاجي شيء من الخارج؟"

لكنها نفت تعدل فاصلة شعره قائلة.

" لا، سأنتظرك لأجل وجبة الغداء"

أومئ ينظر إلى يدها التي إنحدرت عنه بحرج، و ليزيل بينهما ذاك الحاجز بعثر شعرها برفق يقول.

" إنتبهي لنفسك"

.......................

في المساء، كان الطبيب زانغ في مناقشة مع جونغ إن و أخيه كي يعودوا بزوجاتهما إلى بيوتهم، لكن أوكتافيا أصرّت أن ترى لارا الصغيرة و لو من خلف عازل كي ترضى بالعودة إلى المنزل.

و ها هي ذا، خلف مانع زجاجي يفصلها عن صغيرتها، تراها في وضع هو أصعب مما كانت عليه سابقاً، لكن أوكتافيا تتشبث ببواقي أمل.

آتى الطبيب زانغ ليقف خلفها متكئ على الحائط، عقد ذراعيه إلى صدره و تحدث.

" حالتها ليست مستقرة، لقد وصلت متأخرة قليلاً و لكننا نملك أمل أن تُشفى"

أومأت أوكتافيا تنظر إلى الصغيرة و الدمع في عينيها، تلك الطفلة بالنسبة لها حياة، فإن تخلت عنها لا تدري أي طريق تسلك.

" إن أفلحت مساحيق التجميل أن تخفي كدماتك، لن تفلح في إخفاء جروحك"

أوكتافيا تنهدت ثم إلتفتت إليه تقول.

" لا يتوجب علي أن أثق بك، لكنني سأخبرك أنني سأتخلص من كل هذا و آخذ ابنتي"

ارتفع حاجبه و بانت غمّازته بظرافة حينما قال.

" و تأتي معي؟!"

أشاحت عنه ببرود تنظر إلى الصغيرة من جديد و قالت.

" نعم"

ثم اتبعت قبل أن يتغلغل في نفسه الفرح.

" في أحلامك فقط!"

زفر مستاءً ثم إقترب ليقف بجانبها قائلاً.

" لنرى في ذلك لاحقاً، إن كانت أحلامي أم واقعنا معاً"

تجاهلته و سارت عودة إلى زوجها و عائلته، هي لن تعيش بقيد رجل مجدداً، تريد أن تعيش حرة فحسب.

جونغ إن كان واقفاً حينما وصلت و ببرود تكلم.

" هيا إلى المنزل"

ما أعطت لنبره إهتماماً، فلطالما تحدث معها بذات الطريقة، و تبعته بهدوء.

سبقته في دخولها إلى المنزل، لكنها توقفت في أول السُلم حينما ضرب مفاتيحه أرضاً وصاح بها.

" أنتِ لماذا تخططين؟! أتظني أنني سأترككِ تذهبي مع هذا الطبيب و تأخذي معكِ ابنتي؟!"

سمعها بلا شك، لذا لا داعي لمناقشته، تجاهلته تصعد السُلم و ذلك ما أجج غضبه فتبعها، و ضرب بمقدمة حذاءه الكلاسيكي ركبتها من خلاف لتسقط أرضاً.

صرخت و لكنه تمسّك بشعرها و رفعها تقف، حينها صرخت به و يدها على قبضته في شعرها.

" و اللعنة عليك لا تستقوي إلا عليّ! مجرد جبان ماجن!"

صفع وجنتها المتورمة بالفعل، ثم أجتذبها من شعرها بقوة كي تكون عينها في عينه، و تشعر بحرارة أنفاسه على وجهها.

" اسمعي جيداً! رأيكِ بي لا يهمني على الإطلاق! ماجن، جبان، أياً كان، قولي ما تشائين، لكن..."

أمسك بذقنها و ضغط عليه حتى أن ملامح وجهها إزدادت تبرماً بفعل الألم، ثم هسهس يهددها.

  " لن تتخلصي مني مهما حييتِ و مهما حاولتِ، لا مفر لكِ مني لذا..."

أخذ حقيبتها التي وقعت مسبقاً أرضاً و فتحها ليرمي بأحشائها أرضاً و انتقى ما أراد منها، الهاتف و مفاتيحها.

إعتدل بجسده و نظر إليها، هي التي كانت تقف مستندة على السُلم و تبكي.

" من اليوم، أنتِ ممنوع أن تخرجي من المنزل إطلاقاً، سأقطع بينك و بين العالم خلف باب المنزل هذا."

أمسك بكتفيها و اجتذبها بخشونة يقول من بين أسنانٍ تراصّت.

" أنتِ زوجتي، و لا يحق لكِ أن تعيشي خارج لقب زوجة و ياء مُلكيتي طالما أنا حيّ"

أفلتها بدفعة فسقطت أرضاً من جديد، حينها إنحنى بجذعه ليلتقط ذقنها بأصابعه و يسدد بصرها إليه قائلاً.

" إن أردتِ أن تصبحي حُرة فاقتليني، لا سبيل آخر لكِ يا زوجتي"

أفلتها ثم نزل السُلم و فعلاً أغلق عليها قُبيل مغادرته، حينها أوكتافيا رفعت ساقيها إلى صدرها و بكت بمرارة، فالبكاء ما تجيد فعله مؤخراً فحسب.

جونغ إن خرج من المنزل، ثم كاي إتصل بصُحبته سيهون و لاي و يعلم بأي حانة يقطنون، ذاتها التي كانوا فيها بالأمس.

و بالفعل الحبة الثانية كانت ألذّ من الأولى، ثم كان الإحتفال على جسد أوكتافيا ذا لذة ثانية، و إن قاومت صفعها بكل أسف.

و على هذا الحال المرير مرّت ثلاثة أسابيع.

إذ في طليعة يومٍ ما، أوكتافيا جلست على السُلم بإنتظار أن ينزل جونغ إن من غرفته، و عندما نزل تمسكت بذراعه بكل ما تملك من قوة مبددة في كهلها و توّسلت.

" أرجوك خذني معك، أريد أن أرى ابنتي، أرجوك لقد اشتقت لها!"

توقف ينظر لها من فوق أهدابه بجفاء فاتبعت.

" أعدك أنني لن أتحدث إلى الطبيب زانغ و سأبقى بجوارك، أرجوك أريد أن أرى ابنتي!"

لكنه همس بنبر جاف و بارد ينفي.

" ليست ابنتك"

و فلّت ذراعه من قبضتها الواهنة ثم خرج من المنزل يغلق عليها الباب، بوهن ارتمت أرضاً و أخذت تفكر في حل.

في طبيعة الحال المنزل عازل للصوت و على نوافذه شِباك حماية ثخينة لن تقدر تجاوزها، أي أنها لا تستطيع أن تهرب قط.

لكن تيمين عبر زيارات متتالية للمستشفى لم يرى أوكتافيا إطلاقاً، و كلما سأل جونغ إن عنها قال جواباً واحد.

" لا داعي لحضورها"

لكثرة ما تردد ذات الجواب في مسامعه علم أنه يحبسها في المنزل، و كما كان يحرر لارا من قبل سيحرر أوكتافيا، إذ إنتظر في قعر الشارع إن يغادر جونغ إن، و بعد مغادرته وصل المنزل و فتح عليها الباب.

جونغ إن لم يبدل مفاتيح المنزل رغم أنه يعلم أن بحوزة تيمين نسخة!

فتح عليها فوجدها منكمشة إثر الصوت، فلقد ظنّت أن جونغ إن ينقصه شيء لذا عاد، لكنه كان تيمين فنهضت سريعاً تركض إليه و تبكي.

ثم وقفت أمامه تشكره.

" شكراً لأنك تذكرتني، أنا لا أملك أحد بالفعل!"

حينها تبسم و ربّت على شعرها يقول.

" ماذا عني؟"

عندما رفعت عيناها الباكية إليه، لان قلبه و اجتذبها برفق يحتضنها كما لو أنها شقيقته الصغيرة.

" أنا هنا لأجلكِ، لا بأس!"

إبتعد عنها يقول.

" اصعدي و تجهزي سريعاً، سآخذكِ للمستشفى"

سرعان ما ركضت بقدمين سريعة إلى الأعلى حينها تبسم، أنها لم تفكر و لو لحظة بما قد يفعله جونغ إن و هذا جيد.

و على آية حال، هو لن يسمح له بمسّها إطلاقاً، هنا دوره يأتي كأخٍ أكبر في هذه العائلة.

حينما وصل بها إلى المستشفى لم يكن قد وصل جونغ إن بعد، فلقد عاد لمزاولة عمله في الجامعة و يتعين عليه الإلتزام بساعات عمله.

لذا كانت فرصة أوكتافيا أن تتنعم برؤية إبنتها الصغيرة، لكنها لا تدري أن حالها قد إزداد سوءً في إحدى الأيام و بفضل يشينغ ما زالت تتنفس.

لكنه يملك بضع مخاوف، و لا يقدر على نفيها أو إثباتها إلا إن أستيقظت الطفلة، أوكتافيا وقفت أمام العازل الذي يفصل إبنتها عنها و تحدثت إلى تيمين.

" اليوم قد أتمت شهرها الخامس"

تنهد تيمين و ربّت على كتفها قائلاً.

" هي ستكون بخير، لذا لا تقلقي!"

دخلت إلى الصغيرة ممرضة ثم خرجت هلِعة حينها إستنفرا تيمين و أوكتافيا، ثوان بسيطة و أتى الطبيب زانغ و دخل ليفحصها، ثم بعد بضعة دقائق خرج يقول.

" مبارك، الطفلة إستيقظت، مؤشراتها الحيوية جيدة لكنها تحتاج لفحوصات دقيقة كي نتأكد من سلامة بدنها"

هرعت أوكتافيا إلى العازل الزجاجي تبكي بولع، و تيمين كان هنا ليسندها حينما جعلها تلتفت إليه قال.

" هي ستكون بخير، خذي هذا"

مدّ لها بهاتف ثم قال.

" أبقيه معكِ، و الآن عليكِ أن تذهبي إلى منزلي قبل أن يصل جونغ إن فلقد قارب أن ينهي عمله، اذهبي الآن و أنا سأخبركِ بماذا يستجد"

أعطاها قدراً من المال و حثّها أن تغادر ففعلت، ليس و كأنها تهتم لرد فعل جونغ إن و لكنها فقط ستستمع لتيمين فيما يقول.

إتصلت بنايون لتدلها على منزلها و فعلت الأخيرة إذ كانت على علمٍ مُسبق بقدومها و استقبلتها بعناق مشتاق.

جلست معها في صالة الجلوس و أوصلت لها الخبر ببهجة.

" ابنتي قد أستيقظت يا نايون و الطبيب يقول أنها بخير مبدئياً!"

أبدت نايون سعادتها العارمة و عانقت أوكتافيا تقول.

" هذه أخبار رائعة! كنت متأكدة بأن الأميرة الصغيرة ستكون بخير"

آتى جونغهيون الصغير يركض إلى والدته ثم جلس بين المرأتين و نظر إلى أوكتافيا.

" خالتي أوكتافيا، هل أنتِ هنا لذات السبب الذي كانت تأتي لأجله خالتي لارا؟"

أوكتافيا عقدت حاجبيها بلا فهم و نايون أسكتت إبنها عندما أغلقت فمه، لكن فضول أوكتافيا قد تفتق بالفعل.

" و ما هو هذا السبب؟"

رفع الطفل بيد أمه عن فمه و تحدث.

" أبي كان يأتي بخالتي لارا كلما تشاجرت مع عمي إلى هنا، هل تشاجرتِ مع عمي؟"

أوكتافيا نظرت إلى نايون ثم أومأت للطفل بتردد، فقال و قد حرك رأسه بأسى يميناً شمالاً و بعد تنهيدة تحدث.

" الآن أنا واثق أن عمي زوجٌ سيء!"

تبسمت أوكتافيا ثم ربتت على رأس الطفل، يا ليتها أدركت تلك الحقيقة بوقتها، لكنه كان ماهراً بوضع الأقنعة و كانت ماهرة بالغباء.

رنّ جرس المنزل فنهض جونغهيون ليجيبه و حينما صاح الطفل ببهجة.

" عمي جيمين!"

وقفت أوكتافيا بهلع و أطرافها قد تجمدت فجأة.

...................

وصل جونغ إن بعد مغادرة أوكتافيا بقرابة ساعة، تقدم ناحية كراسي الإستراحة حيث أخيه يجلس و تحدث.

" هل من جديد؟"

تيمين أومئ له ثم قال.

" لقد أستيقظت و الأطباء يقوموا ببعض الفحوصات لأجلها كي يتأكدوا من سلامتها"

جونغ إن إبتسم إبتسامة واسعة، ثم نهض يريح أحدى يديه على خصره و الأخرى يكتم بها إبتسامته.

لوهلة شعر بأنه نسي أي إتجاه يأخذه لابنته، لذا أخذ يتلفت في مكانه بضياع، حتى إستدرك حواسه، و ركض في الرواق إلى حيث تنام ابنته.

تجمع غفير للأطباء على الباب، هم ما زالوا يقوموا بالفحوصات لأجلها، إستوقف إحدى الأطباء ليطمئن عن حال ابنته.

" اليوم أجرينا بعض الفحوصات و غداً ستظهر نتائج معظمها، أيضاً سنقوم بعرضها على أطباء مختصيين كي نتأكد من سلامتها تماماً"

شكره جونغ إن و بلهفة توجه إلى العازل ينظر إلى إبنته، و عندما رفعت قدميها و يديها من تلقاء نفسها جونغ إن ضحك،  و أشار إليها بينما يتحدث إلى تيمين.

" انظر، إنها تتحرك بحرية، إنها لطيفة و جميلة تستحق الحياة"

خرج الطبيب زانغ و بمهنية تحدث إلى ذوي مريضته.

" للآن هي بخير، و لا داعي لبقائكم هنا فاذهبوا و اتموا أموركم، فانتم على آية حال لن تستطيعوا رؤيتها و يمنع البقاء في هذا الجناح لفترة طويلة، لذا كونوا متعاونين و غادروا"

تيمين أومئ للطبيب و شكره حسن عمله قبل أن يسحب جونغ إن العالق بهيئة إبنته الضئيلة معه خارجاً.

" لا تقلق بشأنها، إن حدث لها شيء هم سيخبروننا، فلا داعي لبقائنا هنا، نحن نشكل عِبئ على الطفلة و سير علاجها"

تنهد جونغ إن و أومئ لأخيه، و بينما هما في الطريق تيمين تحدث.

" لِمَ تحبس أوكتافيا بالمنزل؟"

جونغ إن ما كان متفاجئاً بمعرفة أخيه بل أتمم.

" دعني أحزر، و أنت ذهبت إلى منزلي في غيابي و أخرجتها، أليس كذلك؟"

تيمين ضرب بأصابعه على المقود يقول.

" أصبت!"

تنهد جونغ إن ثم قال.

" خذني إذن إلى منزلك"

تيمين حذّر.

" سآخذك، و لكنني لن أسمح لك أن تقترب منها بسوء و لا حتى بنظرة"

جونغ إن هزئ بضحكة خافتة قبل أن يقول.

" لقد سألتني لِمَ أحبسها"

تيمين أومى فاتبع جونغ إن.

" هي تريد أن تنفصل عني و تأخذ ابنتي و تذهب مع الطبيب زانغ"

تيمين عقد حاجبيه عند الجزء الأخير يقول.

" و لِم الطبيب زانغ تحديداً؟!"

جونغ إن أجابه.

" لأنه يحبها و تحبه"

و تيمين قرر أن يتوقف عند هذا الحد من الحديث، فإن توغل مع جونغ إن بهذه السيرة سيصل معه إلى نهاية مسدودة و غير محمودة على الإطلاق.

وصلا إلى المنزل لكنهما أبديا دهشة عندما رأوا سيارة جيمين تصطف أمام المنزل، جونغ إن خرج سريعاً يركض و تيمين تبعه بذات السرعة إلى الداخل.

صوت صراخ و تحطيم هو كل ما كان مسموع، صراخ جيمين و تحطيم كل ما يقع بين يديه دون أن يأخذ بالحسبان أن هذا منزل أخيه لا منزله الخاص كي يحطم فيه كما يشاء.

إقتحم جونغ إن المنزل فوجد جيمين يمسك بذراعي أوكتافيا و هي تبكي فصاح بأخيه الأصغر.

" أبعد يدك عن زوجتي!"

جيمين أفلتها، لكنه لم يكن لطيفاً من بعد ذلك...


....................


سلاااااااااااااااام


أحس الرواية بلشت تسخن و ع فكرة نحنا قطعنا معاً ثلثي الرواية، و هنا بالفعل لحظة التأزم، بهذا الهدوء طبعاً.

الفصل القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت.

١.رأيكم بجونع إن؟

٢.رأيكم بأوكتافيا؟

٣.رأيكم بجيمين؟

٤.رأيكم بإيزابيلا؟

٥.رأيكم بتيمين؟

٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
CH38|| حُب الرُّهبان
Коментарі