Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
CH39|| إمرأة للبيع
"إمرأة للبيع"

















دخل الطبيب زانغ الغُرفة التي تقتطُن بها أوكتافيا لتستريح، فلقد سقطت بين يديه مُغشى عليها جرّاء ما سمعت.

جلب الكرسي و جلس قُرب سريرها، يعقد ساعديه إلى صدره و يراقبها تنام بهدوء رغم علامات التصدع على وجهها، أزاح حِملاً من الأنفاس عن صدره عندما زفر بعُمق، لقد جفّت الدموع على وجنتيها، و تورمت أجفانها حتى.

" يا لكِ من إمرأة يا أوكتافيا!"

قالها يستعجب جبروتها، و نهض ليمسح بإبهامه دموعها، التي تنساب بهدوء على صدغها رغم أنها مُستغرقة بالنوم، لا يدري تفاصيل قِصتها كاملة، و لا يدري ما الذي أودى بها إلى زيجة فاشلة كهذه، لكنه يعلم أنها تتعذب، و هذا كفاية إلى الآن.

الكثير و الكثير من التساؤلات في رأسه يحتاج لها أجوبة مُفصّلة، ليُقدّر حجم معاناتها كما يجب، كان يفكر بالكثير من الأمور المتعلقة بها، و خطأً أو لهواً كان يسرح بأنامله خُصلات شعرها التي تنام على جَنَبات وجهها.

رفع يده عنها سريعاً عندما أنّت، ثم وجدها تفتح عيناها رويداً رويداً، كانت تكمش جفونها كي تعتاد على الضوء، ثم بعدها نهضت تقعد على السرير و هي تتمسك برأسها، لكنها لم تنبس بحرف.

" أيؤلمكِ رأسكِ؟"

جداً، و أكثر مما يتصور الطبيب، لكنها لم تجيبه، لأن هناك ما يؤلمها أكثر من رأسها، قلبها الذي لا ينكف ينجرح كلما إندملت جروحه السابقة.

رفعت رأسها إليه، و استطردت بنبرة بائسة مبحوحة، تنُم عن مِقدار الخراب الذي لم يقدر على تقديره كفاية في روحها و مشاعرها شتى.

" و ما العمل أيها الطبيب؟ هل ستبقى صمّاء طيلة عُمرها؟"

تنهد و نفى يقول.

" هي ما زالت صغيرة، و العلم قد تطور جداً، نحن نستطيع أن نقوم بعملية زراعة قوقعة للأذن، و هي ستسمع كالسابق"

إبتهجت رغم أن تعبيرها لم تبتهج، أوكتافيا وضعت كفيها إلى فمها، و بكت بسخاء بينما تنظر إلى الطبيب.

الطبيب الشاب ما عاد قادراً على رؤيتها تبكي هكذا بلا أن يحتضنها، بلا أن يُربت عليها، بلا أن يتجاوز حدود العلاقة المهنية و الرسمية معها، ما كان قادراً على كبح رغبته بمواساتها.

و هي كانت بأمسّ الحاجة لمن يُربت عليها، و يخبرها أن كل شيء بخير، و هذا الأحد كان الطبيب زانغ بنفسه، الأحد الغير متوقع إطلاقاً.

رفعت رأسها عن كتفه، و همست بعدما زفرت أنفاسها بقوة.

" أريد رؤيتها"

أومئ لها ثم مدّ كفه لها، لكنها تجاهلت يده و نهضت تقول.

" لا تحاول إستغلال وضعي للتقرب مني، أنا بي ما يكفيني"

تنهد يقبض أنامله في راحته، هي مُحقّة، إنه ليس الوقت المُناسب ليتودد لها، لكنه لم يقصد إستغلال الوضع.

" حسناً، تفضلي معي!"

وصلت غرفة الطفلة لارا، و اقتربت منها حتى جلست بقُربها، ثم تحدثت إلى الطبيب.

" هل أستطيع أن أحتضنها؟"

أومئ و رفع شفاهه بخفة على شاكلة إبتسامة أبرزت غمّازته الوحيدة، إنها أم من النوع اللطيف.

" نعم، افعلي ما تشائين"

بحذر أوكتافيا حملت الصغيرة على يديها، ثم قَبَّلت جبهتها الصغيرة، أما الصغيرة فبيدها تمسكت بأصبع أوكتافيا، و راحت تبتسم و تخرج أصواتاً لطيفة تستعرض مهاراتها في اللعب على أمها.

ضحكت أوكتافيا بخفة و قبّلت وجنتها تقول.

" صحيح أنكِ طفلة صغيرة، لكنكِ أقوى مما توقعت يا صغيرتي"

قبّلت يدها، ثم ضمّتها برفق على صدرها، و دموعها تنساب بهدوء على وجنتيها، قالت ببحة بكاء أوجعت قلب الطبيب.

" أرجوكِ لا تمرضي مجدداً، أرجوكِ لا تتركيني، تعلمين أنّي لا أملك أحد سواكِ فابقي معي، أعدكِ أنني سأعتني بكِ و أحبكِ فيض ما تحتاجين، تحملي قليلاً و عودي معي إلى المنزل"

لكن الطفلة لا تسمع، و لو سمعت لا تفهم، أوكتافيا فقط ضمتها برفق إلى صدرها، و ربتت عليها بلطف و رقّة.

أخيراً رفعت نظرها إلى الطبيب، الذي ينظر لها بشرود و حُزن، كرهت ما تحمله عينيه من شفقة عليها.

" ماذا أفعل الآن؟ هل أخرجها من المستشفى؟ أم ستبقى؟"

أجابها.

" لا، عليها أن تبقى في المستشفى، لقد حددتُ لأجلها موعد العملية بعد غد، و عليها أن تبقى تحت المراقبة حتى ذلك الحين"

أومأت.

" هل أستطيع البق..."

قاطعها يجيب بحزم.

" لا تستطيعين، أنتِ ستعودي إلى المنزل و أنا سأهتم بها حتى تعودي"

تنهدت تومئ، هي على أية حال لن تقدر على هذا الطبيب، و لا تملك قوة لمجادلته.

" حسناً، لكن كم تُكلف العملية؟!"

" في حدود الخمسة آلاف دولار"

أومأت، ليس مبلغاً كبير، لكنها ما عادت تملكه بعد الزواج، ستتحدث مع جونغ إن ليتدبر المبلغ، المضحك أن كلاهما من عائلات فاحشة الثراء، لكنهما لا يستفيدان من هذه الأموال الطائلة.

" حسناً، سآتي غداً و أجري المعالمة كي تتم العملية"

وضعت لارا على فراشها، ثم دثرتها بالغطاء جيداً، لوّحت لها بإبتسامة منكسرة أنها مغادرة، و الطفلة تبسّمت.

مسحت أوكتافيا دموعها بينما تهمّ بالرحيل، لكن يشينغ استوقفها عندما نادى.

" بيون أوكتافيا انتظري!"

توقفت و إلتفتت ناحيته فرأته يأتي لها قائلاً.

" إن ما استطعتِ تدبر المبلغ فلا بأس، سأقوم أنا بدفعه"

استهجنت تنفث أنفاسها سخرية.

" ماذا تظنني أنت؟!"

عكّر حاجبيه، و قال بشيء من التزمت و السخط.

" لا أظن بكِ شيء، فقط أخبرتك"

ثم كانت البادرة منه أن يلتفت عنها ليغادر، هو لأول مرة يمنحها ظهره و هي لم تهتم كثيراً، فقط سلكت طريقها خارجاً.

إستقلت سيارة أُجرة إلى المنزل، و في الطريق حاولت الإتصال بجونغ إن عدة مرّات، لكنه لم يجيب.

عادت إلى المنزل، ثم وضبت حقيبة صغيرة لأجل إحتياجات لارا الصغيرة، و قضت وقتاً طال لثلاث ساعات في توضيب المنزل و الإهتمام بنفسها، و جونغ إن لم يعد بعد.

جلست في الصالة، و حاولت الإتصال به مجدداً، و أخيراً أجاب، لكن نبرة صوته ثملة جداً، و يتحدث بكلام لا مفهوم، هي فقط فهمت بعض الكلمات.

" ألم أخبركِ ألا تتصلي بي يا لارا؟! سألقنكِ درساً عندما أعود"

ثم أغلق الخط.

تنهدت تنهض على قدميها، تتلفت في الصالة مجيئة و إياباً، حتى بهذه الظروف العصيبة جونغ إن يركض وراء رغباته، هي لا ترى التغيير الذي وعدها به، و لم تراه إطلاقاً.

عليها أن تتصرف، تتصرف بشأن المال الذي عليها تدبيره، و بشأن جونغ إن الذي يرمي بكل شيء على ظهرها هي، المال الذي يصرفه في الحانات و النوادي الليلية، أليست طفلته أولى به؟

فتحت قائمة إتصالاتها، و بحثت عن اسم معين... "أخي بيكهيون"

قضمت إبهامها مترددة في الإتصال به، تُريد أن تطلب المال، ماذا سيقول؟
لكن هي لها حق من مال العائلة، و لها من أسهم الشركة ما يُخوّلها لتعيش حياة رغيدة.

تنهدت تسحب أنفاسها إلى أعماق صدرها؛ تستجمع شجاعتها، و عندما قررت الإتصال، هي ضغطت زر الإتصال و لكن الباب أصبح يُضرَب بقوة.

نَسَت بشأن الإتصال، و ركضت إلى الباب لتفتحه، لكن بيكهيون قد أجاب.

تأكدت أن الذي على الباب جونغ إن ففتحت له، لكنها تفاجئت بصفعة نالت من وجهها أسقطتها أرضاً فصرخت، ثم صرخت أعلى عندما نالت ركلة قاسية من مقدمة حِذائه.

" يا عاهرة! "

صرخ بها يركلها ثانية و دخل يغلق الباب، أمسكت ببطنها بقوة و هي تبكي بشدة، تشعر أن أحشائها من الداخل تمزّقت.

لكنها جابرت على نفسها تنهض بصعوبة، بينما هو يترنح بين النافذة و النافذة، لإغلاقها و سدل الستائر.

نهضت مُستندة على الحائط و سارت من خلفه بلا أن يشعر بها، توجّهت نحو الكنبة التي تركت عليها هاتفها، لكنه سبقها بالوصول عندما أمسك بشعرها، و ركل قدميها كي تسقط أرضاً، تخالطت صرخة ألمها مع صراخه عليها.

" أنتِ من فعلتِ هذا بابنتي، و أنا سأقتلكِ اليوم لقاء فعلتكِ، سأجعلكِ تموتي ببطء شديد أيتها الفاسقة! لقد قتلتِ الأم و الآن حان دور الطفلة!"

تمسكت بيديه تصيح فيه باكية.

" كُف عن إتهامي! هذه ذنوبك وحدك! أنت من قتلت زوجتك، أنت من دفعتها عن السُلم!"

شدد على شعرها و جعلها تنهض بينما يقول.

" أنتِ ستتلقين حسابكِ يا حقيرة على يدي، سأقتلكِ!"

صرخت بينما يسحبها، رمى بها بقوة قُرب الأريكة، ثم خلع ربطة عُنقه، و ربط بها معصميها إلى قدم الكنب رغم مقاومتها الشديدة.

كانت شبة مُمددة على الأرض، و لا تستطيع أن تتحرك، و هي تشعر بالدم قد توقف عن السير في يديها.

أما هو فوقف يتجرد من سُترته، ثم فتح أزرار قميصه و طوى أكمامه، ثم وجدت يده تنحدر إلى خصره، و ها هو يخرج حِزامه من سراج البنطال.

ضربته بقدميها فزعاً مما سيفعله، و صرخت به خوفاً و غضباً.

" ابتعد عني! أياك أن تضربني! أقسم أنني سأضعك خلف القُضبان حتى تموت"

ضحك برعونة و أجاب.

" لن تبقي على قيد الحياة حتى ذلك الحين"

و صرخة خرجت من قلبها عندما لسعها بالحزام في المرة الأولى، الثانية، الثالثة، فصرخت تتوسل.

" أرجوك كُف عن إيذائي، أرجوك، أرجوك!"

صرخت عندما استجاب بضربة.

" سأفعل ما تريد، أرجوك يا جونغ إن!"

ضحك متشمتاً، و بحقد ضربها مجدداً و ضربها، حتى أوجعته ذراعه فتوقف، و ألقى بالحزام جانباً.

كانت قد تشربت ثيابها الفاتحة لون الدماء، و تشعر بالورم و الألم في كل مكان بجسدها، لكنها ما عادت تقوى على الصُراخ، و لا حتى على البكاء.

جلس القُرفصاء أمامها، و رفع بأصابعه خُصلات شعرها عن وجهها، ثم ابتسم.

" جميلة!"

قهقه، ثم أستقام، و صعد إلى غرفته يُدندن بلحن أغنية، ألقى بجسده على السرير، و غطّ في نوم عميق قد طال لبضع دقائق فقط، ثم أستيقظ مجدداً.

عيناه حمراء بشدة، أطراف أصابعه و أظافره مُصفرّة، تنتشر هالات داكنة حول فمه و عينيه، قعد على السرير ثم بينما يدندن بلحن أغنية ما أخرج من بنطاله كيس صغير و تصرّف به.

نهض ينظر إلى نفسه بالمرآة ثم تبسم بعدما عقد حاجبيه، يرغب بطرح إمرأة على السرير، نزل السلم و قد خلع عنه قميصه.

وجدها مربوطة إلى قدم الأريكة، فشهق مصدوماً ثم تحرك ليفكها بينما يضحك.

" من يفعل بهذا الجسد الجميل جريمة كهذه؟!"

ضحك بينما يحملها ليضعها على الأريكة.

" لكانت نافعة على السرير، الآن مجرد قطعة خردة"

نهض إلى المطبخ يبحث عن الخمر حتى وجده، ثم خرج يحمل نبيذ مُعتّق، رمى بجسده على الأريكة، و أخذ يشرب بينما ينظر إلى المرأة المعلولة على الأريكة.

و هكذا حتى الصباح...

أوكتافيا إستعادت وعيها في وقت الظهيرة، حاولت النهوض عن الأريكة لكنها لا تقدر، جسدها لا يقدر أن يحملها.

بكت تهمس.

" لارا يا صغيرتي أنا آسفة!"

و على حسيسها أستيقظ جونغ إن الذي غفى منذ دقائق فقط، قبض حاجبيه بينما ينظر لها، ثم نهض من مكانه يقترب لها.

هي إحتضنت نفسها، و أغمضت عيناها تستسلم لقدرها أياً كان، جسدياً هي لن تقدر على مواجهته مهما كان.

لكنها شعرت بالأريكة تنخفض، و عندما فتحت عيناها وجدته يجلس أرضاً، بينما ذراعيه على الأريكة، و يسند رأسه فوقهما، و ينظر لها بغرابة.

إستقامت بصعوبة كي تجلس على الاريكة، و هو لاحقها ببصره حتى قعدت، ثم بهمس تحدثت.

" سيجري المستشفى لأجل لارا عملية غداً، اذهب و ادفع التكاليف العملية"

حرك كتفيه بلا إهتمام ثم قال.

" لا أملك مالاً، و أنا ما شأني بها؟ تولّيها أنتِ"

عقدت حاجبيها بأستياء مما قال.

" ألا تملك مالاً؟"

نفى برأسه فاتبعت.

" تصرف كل أموالك على المخدرات، أليس كذلك؟"

ضحك يشير لها بسبابته أنها أصابت يهتف.

" بينغووو!"

تنهدت تبحث عن هاتفها بعينيها، و عندما وجدته على الأريكة المقابلة زحفت بصعوبة كي تحصل عليه، لكن يده قد سبقت يدها، حمل الهاتف و ضربه بالحائط بكل ما يملك من قوة، ثم ضحك عندما صاحت بغضب.

" لِمَ كسرته؟!"

وضع سبابته على شفتيه و أشار لها أن تصمت.

" اشش أنا أفكر"

حاولت النهوض، لكنه أمسك بذراعها، و بقسوة دفعها على الأريكة تجلس مجدداً، و هي صاحت تتمسك موضع يده، فهناك كدمة بنفسجية على ذراعها.

" لا تتحركي"

نهض عن الأرض و وقف يقول.

" اعطني مالاً"

نفت برأسها تقول.

" لا أملك"

أمسك بمعصمها و هي صرخت تحاول تخليص نفسها منه، لكنها لم تقدر عليه، هو سحب خاتم الزواج من يدها و نهض.

" سأبيع هذا و أدلل نفسي!"

لم ترفض، لعلها كما تخلصت من هذا الخاتم تخلصت منه، و عندم أصبح يقرب الباب استذكر.

" لا تحاولي أن تهربي يا حبيبتي من المنزل، سأحرص أن أغلق عليكِ المنافذ جميعاً"

و هكذا غادر و أغلق الباب عليها، أحكمت إغلاق عينيها و بكت بهدوء، أنه مجنون و بقائها معه سيقودها إلى الجنون.

........................

بيكهيون سمع كل شيء منذ أن فتح الخط حتى آخر صرخة و توسّل، لم يستطع أن ينام ليلته هذه، بل هو لم يحاول حتى، إنه برحلة عمل في اليابان، و اتصل بأبيه يخبره بما سمع، لكنه ما اهتم و منع رجاله من التدخل.

و هو لا يملك رقم هاتف زوجها أو أي أحد من أُسرته، نظر في حجوزات المطار فوجد أن أول طائرة متوفرة هي بعد يومين.

استرجع كلامه لها يوم آخر لقاء بينهما، و أراد قطع لسانه و إعتصار قلبه، الذي طاوعه ليقول ما قال.

جلس على سريره في جناحه في الفندق غاضباً، عيناه أحمرّت لقلة النوم، و ربما لكثرة ما كبح رغبته بالبكاء.

صرخ يضرب المنضدة بجانب السرير، و يركلها بما حملت.

" سأريك يا حقير بمجرد أن أصل، سأجعلكم تندمون!"

و بحقد على جونغ إن همس.

" سأقتلك يا جونغ إن! سأقتلك بيدي هاتين و أريح العالم من عالّة مثلك!"

بيكهيون قرر ألا يفكر بإيزابيلا الآن، عليه إنقاذ شقيقته و حسب، و هو لأجل تخليصها منه، مستعد أن يفعل أي شيء، كقتل جونغ إن و تخليص أخته منه.

" كيف طاوعني قلبي عليكِ؟ كيف طاوعني!"

........................



يَمُر يومان و جونغ إن يزداد سوءً، لقد نسى وعده الأخير لها كما فعل بكل الوعود التي سبقت، و هي لم تثق به تالياً كما لم تثق لاحقاً.

اليوم آتى فجراً، تسّلى بجسدها المشوه إثر جلده لها في وقتٍ سابق، ثم رمى بها على سريره و غادر.

إنه يموج في حالة من العربدة،  السُكر، و الإدمان... نعم لقد أصبح مُدمن.

دفع كل ما يملك من المال لشراء المخدرات، و أخذ كل ما تملك من مال و مجوهرات و باعها، و رغم أنها قدمت له كل شيء بلا مقاومة على أمل أن يتركها ترى لارا و أن يدفع التكاليف المترتبة على العملية.

هرب ككل يوم و هرب بالمال، و بقيت هي بين جدرانه محبوسة.

في مساء يوم تابع عاد، فعلمت أن المال قد نفذ من جيبه فهو ما عاد يعود إلا إن قرصته جيبته، و ظن بها أنها تملك مالاً يتمتع به مستقبلاً، لكن لا، هي ما عادت تملك سوى قِلادة، و لن تُفرط بها له، و لن تجعله يعلم عنها.

تلك هدية من جيمين بآخر ذكرى ميلادها، يومها احتفلا معاً و منحها القلادة هدية، كانت آخر هدية منه و لن تُفرط بها.

كانت في غرفتها تتمدد على سريرها، فجروح جسدها لم تستطب بعد، و ما زالت تؤلم.

إقتحم غرفتها يسير بترنح و هي لم تتحرك إطلاقاً، بل لم تطرف بعينيها ناحيته حتى، إمتعضت ملامح وجهها بسبب رائحته الكريهة.

مزيج بين المخدرات، السجائر، الخمر، النساء، و كل ما هو مُقرف.

تمسّك بعِضدها و أقعدها بقسوة على الفراش، ثم ثنى ركبته على السرير و إقترب إليها يقول.

" اعطني مالاً!"

تنهدت تدوّر عيناها عنه.

" أخبرتكَ أنني لا أملك"

قضم شفاهه بغيظ، و لطم وجهها بصفعة أسقطتها على السرير مجدداً، و صاح.

" كاذبة! اعطني!"

لم تبكي، لم تصرخ، و لم تسمح للألم أن يسيطر عليها عندما نبست بهدوء.

" صفعي لن يدُرّ عليكَ المال، أخبرتك أنني لا أملك!"

تنهد يفكر في حلٍ آخر، لقد صرف كل ما يملك من المال، و الجامعة توقفت عن صرف راتبه، فهو ما عاد مُجدياً كأستاذ.

أنه يتردد على الطالبات، و يذهب بمظهر رث و رائحة نتنة بينما هو تحت تأثير المخدرات، بالأصح أنه طُرد من وظيفته، و سُحبت رخصته في مزاولة مهنة التعليم.

نظر إلى هذه المرأة أمامه، إنها بالنسبة له لا شيء سوى مُتنفس عن الغضب و المتعة، ليست شيئاً ثميناً و لكن...

تبسّم بلعانة بينما قبضتيه تتسل إلى عضديها، ثم قبض عليها و حبسها بين قبضتيه كعصفور صغير، لكنه لا يقاوم الموت، إنها لا تقاومه.

لعق شفتيه التي إزرقت مؤخراً ثم همس.

" لا أملك المال، لكن أملككِ"

لم تفهم ما يرمي إليه، أو أن قُدرتها على الإستيعاب توقفت إلى هذا الحد، لذا قبضت حاجبيها و كما توقعت لم يُفسر لها مقصده.

" ماذا تقصد؟!"

أمسك بمعصمها و جعلها تنهض معه، ثم سحبها بسرعة خارج المنزل متلهفاً لفعل ما يدور بخلده، جعلها تصعد في السيارة و قاد بسرعة إلى حيث يريد في هذا الليل الطامس.

بنبرة إنغمس بها الرُعب همست.

" إلى أين تأخذني؟!"

أشار و سبابته إلى شفتيه لها بالصمت.

" أخرسي!"

لم تكن قادرة على التخمين، هي فقط غرقت بوحل الخوف حتى منصب رأسها، كانت تنظر إليه تارة، و لها تارة، و للطريق تارة.

ماذا سيفعل بها؟!

توقف أمام الحانة، التي يجد بها تلك الحبوب و المساحيق و أنواع المخدرات شتى، نزل و أنزلها يسحبها بقوة من عِضدها إلى الداخل.

كان الليل طامساً لكن منتصف الليل لم يحل بعد، لذا زبائن الحانة قليلين و متفرقين في مثل هذه الساعة.

جلبها حتى رمى بها إلى البار أمام الساقي ثم قال.

" خذها و اعطني بدلاً منها حِصتي"

دُهشت أوكتافيا مما سمعت، هي كسلعة رخيصة قدمها للبيع.

رفعت بصراً مشوشاً إلى الرجل الذي أمامها، شاب بوجهه عبث لا تخفى ملامحه، بعدما إكتفى دوراناً بعينيه على جسدها كان الدور على وجهها.

تنهد الرجل و قال.

" انظر إلى وجهها المكبوت يا رجل! النظر إلى وجهها فقط يجلب التعاسة! ثم ما هذه الكدمات التي عليها؟ أتعطيني غرضاً باخساً مقابل بضاعتي الثمينة؟!"

غرضاً؟!
باخساً؟!
هي؟!

و كاي توسله ليشتريها قائلاً.

" لكنها ماهرة على السرير، هذا هو المهم!"

رمت برأسها على الطاولة، و ما كانت قادرة أن تسمع المزيد، ترجو إن كان كابوساً أن ينتهي إلى هذا الحد.

" أنا سأشتريها، كم تريد؟"

صوت مألوف... رفعت رأسها لترى، الطبيب زانغ!!

رمت بجسدها أرضاً تنفي بينما ترى الطبيب يدفع مالاً لكاي لِقائها، ثم إقترب منها.

صرخت، صاحت بينما تزحف تراجعاً للخلف، إنهيارها الأعظم هو هذا، ذاك كان إنفجارها الأقوى.

" لا! أنا لستُ غرضاً للبيع، أنا إنسان مثلكم أرجوكم!"

إنحنى الطبيب بقامته حتى إستطاع أن يحملها بين ذراعيه، ثم خرج بها، كانت تصرخ، تقاوم يديه، تصرخ أنها بشراً، أنها ما خُلقت للسرير، أنها فتاة بكرامة، صبيّة بأحلام، و إمرأة بمشاعر.

هي ليست للبيع...

وضعها الطبيب في سيارته و قاد بها إلى المجهول بالنسبة لها، أدّى إتصالاً و كتم فمها بيدها حتى أنهاه، ثم تركها تموج في البكاء و تصارع الخوف و سطوّته على جسدها.

لأنها بنظره تستحق هذا الخوف الذي تعيشه، لقد قدم لها عروضاً من أسفل الطاولة و من أعلاها، و هي فقط ترفض و ترفض متذرعة بحُجج بالية.

وصل بها إلى شقته، كتم فمها بيده و حملها من خصرها كي يسيطر عليها، دخل بها المصعد و لم تتوقف عن الصراخ أسفل يده.

ولج بشقته و هي مُعلقة بين ذراعيه، ثم ألقى بها بلا قصد على أريكته، هي كانت تتحرك و تقاومه بقوة.

نزلت من على الأريكة و جثت أرضاً أمامه، و كفيها بتوسل مجموعان أسفل ذقنها.

" لا تفعل بي شيء أرجوك! أرجوك لا تؤذيني!"

إقترب منها فتراجعت بذعر عنه، لكنه قدر عليها عندما تمسّك بكتفيها فصرخت خوفاً، لكنه رغم إنهيارها جعلها تنهض.

تحدث إليها بنبرة هادئة رغم إنعقاد ملامحه دلالة على غضب جامح.

" لستُ أشتريكِ أو أبيعكِ، أنا أكثر من يقدر قيمة الإنسان، لكن أنتِ من لا تُقدر قيمة نفسها!"

رغم أن في كلامه تجريح و توبيخ، لكنه مسح على قلبها بكلامه هذا، أفلت ذراعيها و تركها واقفة وحدها في الصالة.

غاب لدقائق معدودة ثم عاد يحمل بين يديه بطانية و وسادة، وضعهم على الأريكة الأكبر ثم نبس بنبرة باردة.

" الغرفة الأخيرة في الرِواق، وضعتُ لكِ على السرير منامتي، ستكون كبيرة لكن أفضل مما ترتدينه، استخدمي غرفتي و حمامي بحرية"

ثم انصرف إلى الأريكة ينام عليها و قد منحها ظهره، مسحت دموعها و تنفّست بقوة قبل أن تذهب إلى حيث دلّها.

توجهت إلى غرفته لكن النوم لم يزرها، هي إستحمت و رمت بثايها بالنفايات، و ارتدت منامة الطبيب.

لكنها لم تقدر أن تنام، بل لم تحاول حتى، عكفت جسدها أسفل الملاءة و ضلت تبكي حتى الصباح.

و حين آتى وقت الأستيقاظ فرض عليها جسدها حاجته من النوم فرضاً.

..............


سلاااام🌚

تستقبل كل الشتائم و المسبات و كل أنواع البهادل هنا...🌚

ما كانت الحركة النذلة فوق هدفها إستفزازكم، هدفها إستفزاز أوكتافيا لأنو الأحداث رح تنقلب خلص، ودعوا هذا الهدوء و جهزولي دموعكم، ستمر جنازة من هنا...🌚

لا تثقوا بكل شي بحكيه🌚

مبارح كان عيد ميلادي... شفتكم عايدتوني... أصلا ما زعلت😒😒😒

الفصل القادم بعد 100 فوت و كومنت.

1. رأيكم بتطورات حالة كاي بهذا الشكل الخطير؟ ماذا سيحدث له؟ ماذا ستكون النتائج؟

2. رأيكم بأوكتافيا؟ معاناتها على يد كاي؟ و إنهيارها الأخير؟ ماذا ستفعل برأيكم؟

3. بعد سماع بيكهيون صراخ أخته و هي تتعذب، ماذا تظنونه سيفعل؟!

4. رأيكم بموقف الطبيب زانغ؟ ماذا تظنوه سيفعل؟

5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
CH40|| المرأة الثمينة
Коментарі