A beautiful dream
Part 57
'شكرًا لكلماتك التي أبقتني علي قيد الحياة ،جعلتني إنسانًا عندما فقدت الشعور..'
Author's POV
بعد ستة أشهر،ستة أشهر لم يعرف أحد بها نفسه بعدها،كل شىء تغير ولم يعد كما كان،كل منهم لك يعد كما كان...عندما تنظر إليهم الأن لن تتعرف عليهم حتي إن كنت تعرفهم منذ الصبا،فلقد فات الأوان علي إعادتهم لسابق عهدهم..
لقد خسروا الشىء الوحيد الذي كان يكملهم ويجعلهم ينظرون للحياة بمنظور أخر،الشخص الذي كان يدعمهم ويقدم لهم الحلول ويرشدهم،يتشاجر معهم ويناكفهم طوال الوقت،الشخص الذي يتحدث معهم في أشياء غير مهمة بتاتًا ولا يهتمون بها لكن يستمعون لما تقول لأنهم يرون سعادة لها بذلك...يحاول مساعدتهم بطرق بسيطة وعلي الأقل يتفادي كسر أحدهم،أو علي الأقل حاولت!!
ذلك اليوم..السابع عشر من سبتمبر،لقد حُفر في أذهانهم وصعب إزالته،اليوم الذي أُطلقت رصاصة بالتحديد قاصدة إياها في ذلك الوقت،وكأنهم متنبئون بذلك...عندما تكون وحيدة في تلك المساحة الواسعة ولم تكن لتتوقع تلك الطلقة المُفاجئة التي اخترقت منتصف صدرها بالقرب من قلبها أو بقلبها تمامًا أسقطتها صريعة في وقتها ،لقد اعتقدت أن نهايتها قريبة ولكن ليس بتلك القُرب!
لقد أتت من بعيد في وقت راحتها من أفكار عقلها والوقت المحبب لقلبها في ذلك المكان الذي اعتادت علي اللعب مع والدتها به عندما كانوا يقضون الإجازة هنا، سقطت وحيدة ناظرة للسماء تُخرج أنفاسها الأخيرة..بقيت خلايا دماغها تعمل لدقائق قليلة للغاية تبحث عن الأكسجين الذي سيبقيها حية حتي ينجدها أحد ما،لكن علي من كانت تضحك!!وللأسف اختيار تلك البقعة كان سيئًا وقويًا ،أراد جعلها تشعر بأكبر قدر من الألم حتي تتوقف خلاياها العصبية وقد ضمن بعض الألم لها..
خلال الدقائق القليلة والأخيرة تلك والدماء تخرج من فمها تحدق بالسماء،أُعيد عليها ملخص شريط حياتها بأكمله،كيف كانت تلعب مع والدتها ويحضرون الطعام معًا إلي مصرعها بالمشفي ثم استقلالها مع أخوتها وكم مروا من أشياء ثم مع هيفين ثم أحبائها ثم فيون وذكرياتهم معًا ،أليكساندر ودانيل وآدم وكاي ثم توماس وأيزاك مجددًا وكم كل شىء كان بدأ يتحسن إلي تلك اللحظة،وكل ذلك في تلك اللحظة...
أخر أنفاسها مع أخر قطرات من عينيها ثم إطلاق نيران من ناحية القصر وتلك النهاية!!تاركة تلك الذكري الموحشة في عقولهم وكيف لم يستطيعوا إنقاذها،لكن تلك هي الحياة صديقي..
وعندما تم توصيل الخبر للجميع ،صدمتهم صاعقة الأرض وهل أود أن أقص كم كانت صعبة؟لا بالتأكيد،البعض أُصيب بنوبة ذعر..
أيزاك لم يتحدث بتاتًا منذ ذلك الوقت مُعتقدًا أن ديالا قد خذلته وتركته في ذلك الوقت عندما وعدته أنها ستقيم له حفل كبير وستكون معه حتي أنه لم يحب تلك الحفلات لكنه وافق لأنه رأي سعادة في عينيها..
جابت إحدي الذكريات التي جمعتهم في ذهنه فجأة ،عندما اقتحم غرفتها فجأة وهي مُنشغلة بإحدي لوحاتها ،وعند دلوفه رمقته بنظرات قاتلة لإوشاكه علي إفساد اللوحة..
"سمعت قبلًا بالطرق؟"قلبت عينيها واضعة الفرشاة جانبًا..
"لا..في المدرسة نقتحم فقط المكان"ابتسم مرتميًا علي الفراش..
"لهذا تتدخل في الكثير من المشاكل بالمدرسة ويتم إعطائك أطنان من المخالفات...مهلًا ألست للتو عائدًا من المباراة؟ أنت مغطي بالعرق ومرتميًا علي فراشي..."رمقته بنظرات قاتلة مُتقززة..
"أجل..فلا أفضل من الراحة بعد مباراة طويلة متعبة.."ابتسم مُحتضنًا الوسادة واضعًا رأسه عليها..
"للتو نظفت الغرفة...أكرهك حقًا"تنظر للغرفة بنظرات مُتحسرة..
"ذلك كان جارحًا وهو يخرج منك.."عبس وجلس علي الفراش..
"جيد ،اتمني أن تشعر به إذًا.."قالتها واستقامت واضعة اللوحة جانبًا..
"بالمناسبة لقد استحممت قبل القدوم لغرفتك لا تقلقي.."قلب عينيه ساخرًا..
"كيف كانت المباراة؟"سألت وجلست مجددًا..
"لقد فزنا..كالمعتاد"ابتسم..
"جيد للغاية ،لقد أبليتم حسنًا يبدو ذلك"ابتسمت..
"عليكِ مكافأتي إذًا.."ابتسم مُسندًا رأسه علي كف يده ثانيًا ذراعه علي الفراش..
"ماذا تريد؟"تنهدت ناظرة له..
"أراكِ منشغلة كثيرًا مع لوحاتك ،ولم تعرضي علي يومًا بأن ترسميني.."ابتسم غامزًا لي..
"أرسم فقط ما أراه جميلًا.."ابتسمت غامزة له..
"هذا جارح مجددًا بالنسبة لكِ ،هل نقل توماس العدوى لكِ.."نظر لي مستنكرًا..
"تعلم أنني أرسم فقط عندما أشعر أنني أريد ذلك ،وتعلم أيضًا أنني أراك وسيمًا دومًا...نوعًا ما عندما لا تصبح صاخبًا وتضايق جميع من بالمنزل.."ابتسمت..
"لن يُصلح هذا خطأك بالمناسبة.."قالها مُستقيمًا..
"وهل بما عنيت بالشىء الجميل تلك اللوحة المكتوب عليها ،'عينيكَ كانتا فقط بنية، لكنني رأيتها بألوان مختلفة تمامًا، ألوان لم تكن موجودة حتي'؟قالها بابتسامة..
"لقد رأيتها؟هل أعجبتك؟لقد رسمتها منذ فترة طويلة لكنها تلفت بسبب شىء ما ،هيفين قامت بتصويرها من قبل ثم طبعتها...وقمت بإعادة رسمها مجددًا.."ابتسمت..
"إنها مذهلة حقًا وشىء جديد منك ،أنتِ تعلمين أنني أراكِ الأفضل بذلك.."ابتسم..
"شكرًا لكَ ،هذا يعني لي الكثير...لكن لازال لا يمكنني رسمك الأن ،أحب أن أخرج أفضل ما لدي بلوحتك..."ابتسمت..
"كان علي المحاولة علي الأقل..."ابتسم وقبل رأسها لتعانقه بقوة..
"شكرًا لكونك أخ مراهق متفهم ما يجري حولك ،أنت الأفضل.."ابتسمت ليبادلها بقوة..
"احاول بذل ما بوسعي ،سانتظرك بالأسفل لتناول الغداء.."ابتسم ثم قبل رأسها ونزل للأسفل..
بعد موت ديالا بشهرين ،وكان الجميع شبه في حالة عدم استقرار نفسي...هيفين كانت مع أيزاك في غرفته ،جالسين سويًا علي الفراش ،واضعًا رأسه علي كتفها تحاول تخفيف الأمر قليلًا عنه ولكنها تحتاج من يفعل ذلك معها الأن..
"هناك شىء ما أرادت ديالا أن تعطيه إياك في يوم مولدك.."همست ماحية عبراتها واعتدلت في جلستها ثم ذهبت لغرفتها وعادت بعد ثوان قليلة في موقعها بجانبه..
"لقد رسمتها لك بعدما طلبت منها بيومي ،لقد أرادت أن تكون ذات قيمة لك... لقد عملت بجد عليها وأرادت أن تُسعدك بها ،لكنني متأكدة أنها ستعجبك وستكون هي سعيدة الأن لأجلك.."ابتسمت مُعطية إياه اللوحة ناظرة له مبتسمة..
"لقد كنت أمزح عندما أخبرتها برسمي ،لم اتوقع أن تقوم بها حقًا.."ابتسم وامتلأت عيناه بالدموع مجددًا متحسسًا اللوحة..
لقد كانت بالحقيقة صورة له ،مع أصدقائه بالشارع بعد قضاء يوم طويل معهم ،هيفين وديالا تلاقوا بهم بالصدفة بنهاية اليوم وحينها التقطت هيفين لهم بعض الصور المهزوزة متعمدة ذلك...الصورة التي باللوحة كانت أخر صورة لهم يقف مع أصدقائه يتحدثون بخصوص شىء ما ثم ضحكوا فجأة...حينها التقطت هيفين الصورة ،كان هو مع ثلاثة من أصدقائه يضحك معهم هو بالخلف مع أحدهم والإثنين الآخرين يضحكان ناظرين للمجموعة الأخري... لكن اللوحة كانت مُظهرة أيزاك مع بعثرة شعره وكأنه البارز فقط باللوحة والأخرين مجرد أجسام مظللة..
"إنها جميلة للغاية ،لقد أبليت حسنًا كالمعتاد..كنت اتمني أن تكون معنا الأن لتتمكن من إعطائي إياها.."همس برفق ناظرًا لهيفين..
"إنها بمكان أفضل الأن ،تعتني بنا من الألعاب مع والدتك...أنا متأكدة أنهم فخورون بنا الأن ،وسيصبحون أكثر عندما نقوم بالأصح لنا..بجانب أنا معك الأن وتوماس كذلك ،أعلم أنني لن أكون مثلها لكنني سأكون بجانبك دومًا.."همست وأخذته في أحضانها بحنو ويبدأن بالبكاء مجددًا..
علي الجانب الأخر توماس لم يتحدث ،لا يعلم إن كان غاضبًا مُتحسرًا علي أفظع خسارة له فهو لم يشعر كهذا من قبل منذ وفاة والدته ،وشعوره بأنه تخاذل في حماية شقيقته الصغري ووعده لوالدته، أم لأنه لم يستطع حمايتها والإتيان بحقها حتي الأن..لن يجد أحدًا الأن يتشاجر معه حين القيام بشىء غبي وخطر ،حتي بعد ابتعاده عن ذلك العمل لأجلها كان قد فات الأوان وهو من وضعها بذلك الوضع الخطر من البداية لذلك يلوم نفسه كل دقيقة علي فقدانه إياها..وستظل تلك المحادثة مُعلقة في رأسه حتي مماته..
"لمَ لا تلعب مع أخوتك؟"سألت والدته وهي تحمل الأطباق للطاولة ويساعدها توماس الصغير..
"إنهم يطاردون الأرانب،ذلك سخيف"نفر سريعًا عن الأمر ووضع الطبق علي الطاولة ونظر لديالا وأيزاك بالحديقة..
"لكنك إن ذهبت للعب معهم قد تكتشف أشياءًا جديدة، بقائك بالداخل دومًا سيبقيك بعيدًا عن الأمور الجيدة" ابتسمت مُنحنية مُلمسة علي جبينه برفق..
"هيا ،دعنا نذهب ونناديهم "أمسكت بيده برفق وذهبا للحديقة..
"هل انتهيتما؟"ابتسمت وخرجا للحديقة..
"توماس أنظر ماذا وجـ..."تركض ديالا الصغيرة سريعًا في إتجاهه حاملة أرنب صغير لكنها سرعان ما تعركلت ووقعت جارحة ركبتها ليركض توماس الصغير سريعًا تجاهها..
"هل أنتِ بخير؟لم يكن عليكِ الركض بتلك السرعة...لقد أذيت نفسك"قالها بضيق ناظرًا لها ثم نظر لركبتها التي بها جرح صغير..
"لقد أردت فقط أن أريك الأرنب الصغير.."قالتها بصوت خافت ناظرة للأرنب الصغير الذي ركض بعيدًا ليقترب أيزاك الصغير ويربت علي رأسها بطفولية ثم يركض وراء الأرنب مجددًا..
"أيزاك..لمَ لا تذهب وتغسل يديك الأن؟لقد حان وقت الطعام هيا ،وأخلع حذائك بالخارج"قالتها والدته ناظرة لأيزاك ليدخل للمنزل ثم تجلس علي ركبتيها ناظرة لديالا..
"إنه جرح طفيف لن يؤلمك حتي،إذهبي للمرحاض وسأتي ورائك الأن"ابتسمت ملمسة علي شعرها ثم ذهبت ديالا للداخل..
"لا ينبغي عليك أن تكون عصبيًا مع أختك،هي فقط كانت مستمتعة لتريك شىء جديد"قالتها بابتسامة ناظرة له..
"هل إن كنت ألعب معها الأن لم يكن ليحدث ذلك؟"سأل ناظرًا لها..
"لا يمكننا أن نعلم ،لكن ذلك لن يغير شيئًا...عليك أن تحاول أن تتراخي مع أخوتك ومع الجميع،وحاول الاعتناء بهم وحمايتهم"ابتسمت ليسيروا سويًا للمنزل..
"عليك أن تعدني شيئًا ما...عليك حماية والاعتناء بأخوتك دومًا،أنت الأخ الأكبر وعندما تعطي شيئًا سيعطيه أحدهم لك بالمقابل وقد يكون أكثر"ابتسمت له وقبلت وجنته..وكان ذلك تحفيزه لكنه فشل مجددًا..
هيفين؟امم كانت تبكي وتبكي ،تتفقد دومًا مقتنايتها وتلك اللوحات التي رسمتها في وقت حزنها وسعادتها وتلك الكتابات الغير مفهومة التي كانت تكتبها وفرش التلوين خاصتها ،تشاهد مقاطع الفيديو التي التقطتها لها عندما كانت تغني ،كم كانت سعيدة وببعض الأوقات مستاءة لكنها لم تيأس أو تفقد الأمل لنفسها...التوغل أكثر في صورهم القديمة ،إحداهم تعود لليوم عندما كانتا سويًا علي الشاطئ جالستين علي الرمال تتعرضان لأشعة الشمس ،ليجلب عليها الكثير من الذكريات الأخري ودموع أكثر..
"دي.."سألت هيفين واضعة نظارة الشمس علي عينيها مستلقية للوراء ناظرة للسماء ،لتُهمهم ديالا باستجابة..
"حادثيني عن أحلامك ،ما تودين فعله في المستقبل" قالتها لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتي ديالا..
"أريد الحظي بالمعرض الخاص بي،عرض اللوحات التي وضعت بها كل شىء..مشاعري وكل شىء.."ابتسمت لتُكمل..
"أود أيضًا أن أجوب العالم بأكمله ،أري أشياء لم أرها من قبل ،خوض تجارب غريبة...نستكشف الجزء الذي لا نعلم عنه شيئًا ،كوني قادرة على رؤية الشمس بوضوح أكثر وقت الغروب من فوق جبل عالٍ.."ابتسمت ومدت يدها ببطء للسماء مكونة دائرة حول الشمس..
"إنها أفكار جميلة للغاية ،ويمكننا تحقيقها في وقت قريب أيضًا.. هل فكرت فيما ستطلقين علي معرضك؟"سألت مبتسمة مُمسكة بيد ديالا..
"لم أفكر في ذلك من قبل ،أتصدقين؟ هذا أصعب الأن عندما جلبت أنتِ الأمر.."عبست قليلًا ناظرة للسماء..
"أعني هذا شىء كان من المفترض أنكِ فكرتِ به من الأساس.."قلبت عينيها ساخرة..
"أنا متأكدة أننا سنجد أسمًا مناسبًا عندما يحين الوقت..وسنقوم بكل تلك المغامرات المجنونة والجيدة تلك.."ابتسمت هيفين بحنو ناظرة لها..
"ما دمنا معًا إذًا.."ابتسمت مبادلة لها الابتسامة الهادئة..وتسبب ذلك في الكثير من الألم لها والبكاء..
مُقبلة تلك الصورة بين يديها وتساقطت عبرات قليلة عليها ،تهمس بقليل من الكلمات الصادقة.."أعدك أن سأحقق أحلامك لكِ ،دي.."
فيون؟همم ،بالحقيقة لا أملك الكثير لأقوله ،إنه جامد أشبه بالجماد...لا يظهر عليه أي شىء ،لكنه تغير تمامًا..الألم في صدره يتزايد ،تائه وأصبح كل شىء بالنسبة له عادي بدونها كما كان الوضع قبل أن تنير حياته..أصبحت حياته مريرة بدونها ،اعتاد سماع صوتها يُطمئنه وابتسامتها الدافئة حتي وجودها فقط معرفته أنها علي قيد الحياة فقط كانت تريحه ،لقد كاد أن يُقدم علي خطوة خطط لها منذ أن قابلها لكن بسبب حماقته ضاعت ديالا للأبد...وعن حالته الأن؟لا يمكنني الجزم إن كان حيًا أو ميتًا ،أشبه بالأموات الأحياء كمن تعرض لذات الصدمة..
مستعيدًا تلك الذكري التي جمعتهم سويًا وحدهم في المنزل ،عندما كانت بأحضانه محاوطًا إياها برفق عابثًا بشعرها يتطلع إليها من وقت للأخر بابتسامة صغيرة..
"أشعر بك تتفقدني من وقت للأخر.."ابتسمت بهدوء..
"لا يمكنني منعها ،يعجبني المنظر.."ابتسم..
"اعتقدت ذلك أيضًا ،كيف كان يومك اليوم؟"ابتسمت..
"جيد جدًا بالحقيقة ،ودعيني أخبرك ببعض الأمور التي علمتها.."ابتسم وبدا عليه التحمس..
"أخبرني أنا مستمعة..."ابتسمت ليبدأ بسرد ما تعلمه..
بالحقيقة لقد قام بعديد من البحث بخصوص عدة لوحات مشهورة وغيرها كثير وبدأ بمناقشتها مع ديالا ،وكان يبدو عليه التفاخر في إلقاء تلك المعلومات عليها محاولًا نيل إعجابها بتلك المعلومات..بعضها كانت تعلمهم والبعض الآخر لا ،كانت مصغية بإنصات فخورة به لأنه يتعلم بخصوص أشياء جديدة..
"ما رأيك؟"قالها بابتسامة فخورة..
"بالحقيقة أنا مذهولة بك وفخورة أيضًا ،لقد قمت بكثير من البحث.."ابتسمت..
"بالحقيقة لقد قمت به لنيل إعجابك ،ووجدت الأمر ممتعًا في منافستك بالمعلومات.."ضحك بخفة ،وكانت ضحكة دافئة لها..
"سأكون مستعدة المرة القادمة لأجل شىء كذلك.."ضحكت برفق..
"يعجبني ما فعلته ،لكنني لا أريدك أن تقوم بشىء أنت لا تحبه لأجل أي أحد حتي إن كان أنا...أنا أحبك بكامل قلبي بالطريقة التي أنتَ عليها وسأفعل دومًا أي كانت الهيئة التي أنت عليها.."ابتسمت..
"لقد خلقنا فقط لنفعل ما نحب وما يجعلنا سعداء دون أذية الأخرين ،إذا كنت تحب اللوحات أو لا فسأظل أحبك دومًا...وما دمت سعيدًا بما تفعله فأنا سعيدة لك وسأدعمك دومًا..بجانب تعجبني أيضًا هكذا ،فذلك يجعلك مثيرًا نوعًا ما..تحتاج فقط لقبعة صغيرة تظهر نصف عينيك منها مع سيجارة قاربت علي الانتهاء وستصبح فنانًا مثيرًا يرسم فتيات عارية ملقبًا إياه بالفن.."ابتسمت وقبلت شفتيه برفق..
"أوه أو أليس ذلك فنًا أيضًا؟"ابتسم نصف ابتسامة مقبلًا إياه محاوطًا خصرها..
"أنا أدعم الفن بأكمله ،لا أملك أي ضغينة تجاه أي نوع.."ابتسمت برفق ناظرة لعينيه..
"جيد ،يمكنني أن أريك الفن الذي أبرعه الأن.."بابتسامة صغيرة خبيثة قبل رقبتها بادئًا بفنه ،وكانت تلك إحدي الذكريات الكثيرة التي تجمعهم تُظهر بها حبها له بطرق مختلفة وهو كذلك ،هو أيضًا بطريقة جذبه لإنتباهها ومحاولة إعجابها كل مرة ،وتسببت تلك الذكري برسم ابتسامة صغيرة حزينة علي شفتيه ناظرًا للسماء..
'اتمني إن كنتِ معي الأن ،لأنني احتاجك للغاية بجانبي ،لم يجدر بكِ الذهاب فجأة هكذا دون توضيح الأمور بيننا وتوضيح مشاعري لكِ ،لقد بدأت للتخطيط لكل شىء منذ أخر مرة تحدثنا بها...لكن اقترض أنكِ بمكان أفضل الأن ،حتي إن لم تكوني معنا..'
من الجدير بالذكر أيضًا أنهم لم يقوموا بجنازة لها إلا بعد إسبوعين من فقدانها ،لقد رفض توماس تمامًا القيام بجنازة حتي ينتهي تمامًا ممن كانت له يد في مقتلها ،وافقه فيون وجد توماس أيضًا علي ذلك وقد كانوا عازمين تمامًا علي قتل المتورط من صغيره حتي كبيره...أما هيفين كانت رافضة تمامًا ورأت أن الأحق الأن هو دفن ديالا والجنازة أولًا وكان أيزاك أيضًا لكن عندما اختلي بنفسه رأي الانتقام أولًا هو الأفضل..
بالحقيقة عندما علموا بالأمر ،لقد أرادوا جميعًا التخلص ممن فعل ذلك في أسرع وقت ممكن ،لن يُشكل فارقًا إن كان كبيرًا أو صغيرًا ،رجل أو إمرأة...في كل الأحوال فذلك الشخص منتهي تمامًا ،بجانب حزنهم الدائم الذي لا يتركهم تمكنوا من معرفة مُطلق النيران ،هل أود التحدث عن كيفية موته؟لا ،فقد كانت وحشية كفاية قام بها فيون بنفسه...عندما علم بمكانه مع توماس قام هو بالتسلل ومطاردته حتي أوقعه في شباكه ،قتله بدماء باردة أبرد من دمائه..
تتبع فيون وتوماس الأثار المُخلفة والمعلومات التي استخرجها فيون من القناص الذي لم يدرك أنه سيموت بعد تلك المعلومات وبعض التعذيب لكنه الأن بالقبر...أي كان ،لقد علموا أنه دروين ،ومن غيره قد يُقدم علي فعل كهذا...هم كانوا يعلمون صدقًا لكنهم الأن يملكون سببًا أقوي للانتهاء منه ،إتضح أنه خلال تلك العملية التي أوكلها للقناص كان إتخذ طريقه خارج البلاد ليبعد عن نفسه أي شبهة للأمر لمن للأسف انتهي به المطاف أيضًا بالقبر أو بالمحيط اعتقد..
دعوني أخبركم ،عندما طارده فيون وتوماس بنفسيهما وأحاطوه بعد مصرع عديد من رجاله ،تسني لهم الوقت لتعيذبه بطريقة مريعة ،حينمايفقد الوعي أو تتوقف خلاياه عن العمل يحقنونه ببعض المحفزات والأدرينالين لإعادته للحياة مرة أخرى وإكمال تعذيبه..في النهاية عندما نال ما يكفي من التعذيب تقريبًا ،لقد قاموا بتقطيعه مريب كفاية أليس كذلك؟في الواقع لم يروا أن ذلك كافيًا حتي بالنسبة لهم فبعد تقطيعه وسماع صراخه الدائم قاموا بإلقاء تلك الأشلاء الدامية في منتصف المحيط حول أسماك القرش...نهاية مؤسفة أجل لكنهم رأوا أن هذا ما يستحقه بعد الحياة التي سلبها منهم ولم يكن لها أي ذنب في تلك الصراعات بينهم..
قاموا بعدها بالجنازة المُحزنة تلك ،الجميع أشبه بالأموات الأحياء معالم الوجوم والحزن علي وجوههم ،أعينهم لم تجف ولا يستطيعون تقبل الأمر بعد ،فاجأهم الأمر جميعًا معتقدين أنها لازالت صغيرة وأن كل ذلك لم يكن من المفترض أن يحدث بتلك الطريقة...لم يضعوا اللوم على أي من فيون أو توماس لكن شعور الذنب الذي يلتهمهم أحياء لن يدعهم يمرون بتلك الحياة بسهولة..
بعد خمسة أشهر كما ذكرت ،كان اليوم الموعود تقريبًا اليوم الذي عملت عليه هيفين لوقت طويل ليظهر بأبهي صوره وتكون ديالا سعيدة به بالوقت الحاضر من الأعلي ويُذكر المقربون بها وبروحها وحيويتها ويُظهر للغرباء أحلامها والتعمق بشخصيتها أكثر..
'il bel fiore' - 'الزهرة الجميلة'
هذا ما يسمونه الأن.. معني إسم ديالا ،ذلك المعرض الكبير الذي أنشأته هيفين وتابعته من البداية ،اختارت المكان المميز وتابعت تصميمه والتصميم من الداخل ،تمامًا كما كانت لتود ديالا ،أحدثت بعض الإعلانات للترويج عنه بطريقة لطيفة...أضواء هادئة مع حوائط بألوان مُبهجة بتصميم فريد كأنه جزء من اللوحات وموسيقي جاز هادئة ،نوافذ مُنفتحة علي الشاطئ تستمتع بالنسمات الباردة وأصوات تراطم الأمواج مع الرمال في أجواء لطيفة رومانسية كأن المكان لوحة فنان أبدع فيها وأمتع معجبيه مُضيفًا بعض اللمسات والأجواء اللطيفة التي تمتعك بعدة أشياء...بداية من رائحة البحر المُنعشة إلي النسمات الباردة التي تجعلك شاركًا ،منتقلًا إلى تلك اللوحات التي ستأخذك تمامًا إلي عالم أخر..إلي عقل وقلب صاحب تلك الأعمال..
مُوزعة أعمال ديالا بالأرجاء بطريقة لطيفة..مع كل لوحة مُعلقة علي الحائط أسفلها تلك الكلمات البسيطة التي دونتها لكل واحدة منها ،لقد كان المكان جميلًا بأكمله مع كل الحب الذي وُضع به من جميع الأطراف...بداية ممن رسم تلك اللوحات ،إلي من تسبب بتلك المشاعر ومن دعمها بها إلي من أسس ذلك المكان..
العديد من الناس في يوم الافتتاح الرسمي للمكان ،الجميع حزين لكنهم سعداء لأن أعمال ديالا أخيرًا خرجت للعلن والأن يستطيع الجميع التمتع بها وكانت الحشود التي أتت أضافت طابعًا حسنًا علي المكان وخاصة علي قلوب العائلة...جد ديالا والعائلة والأصدقاء وحتي والدها الذي تخلي عنهم منذ زمن قد حضر وقد بدا عليه الأسي أيضًا..
قد جهزت هيفين العديد من الأشياء لذلك اليوم ليصبح مميزًا من كل ناحية ،ومن ضمن نهاية برنامجها الذي خططت له تقديم كلمة صغيرة منها وتوماس وأيزاك وبالتأكيد فيون وأي شخص يحب أن يضيف أي شىء لليوم ليجعله مميزًا..
وقفت بمنتصف الغرفة الكبيرة بين الحشد بفستانها الأسود المُتناسق مع جسدها وشعرها البرتقالي ،مُمسكة بكأس من الشامبانيا وحولها أفراد العائلة وحشود من الناس..
"سيداتي وسادتي،هل يمكنني الحظي بانتباهكم للحظة؟"ابتسمت ناظرة للجميع الذين إلتفتوا لها..
"أود شكر كل فرد منكم أنكم أتيتم اليوم لهذا اليوم ،الشكر ليس فقط مني بل من العائلة بأكملها وديالا أيضًا رغم أنها ليست معنا اليوم بل بمكان أفضل...ذلك المعرض كان حلمًا لها منذ زمن طويل ،لقد عملت بجد عليه ووضعت قلبها وعقلها به في تلك اللوحات ،تلك اللوحات وذلك الحلم جعلها تواصل الحياة لتبني ما أنتم تتمتعون به الأن...قد تكون لم تكن هنا في وقت بنائه وإشارفها عليه ،لكننا دائمًا كنا نشعر بوجودها معنا ودعمنا به ،بداية ممن شاركوا في بناء ذلك المعرض إلي العائلة المذهلة التي حظينا بها إلي وجودكم معنا اليوم ،اختيار ذلك المكان بالتحديد كان ممتعًا بصراحة ،أعلم أنها كانت تخشي البحار ولكنني مدركة أنه بقدر خوفها منه فبقدر حبها لاكتشاف ما وراء ذلك العالم الكبير...ذلك إهداء منا إلي ديالا ديفيدسون ،أخت عظيمة وصديقة مذهلة وإبنة رائعة حفيدة لا مثيل لها... شكرًا لكم"ابتسمت وهربت منها بعض الدموع لتنسحب في أحضان توماس الذي جفف دموعها برفق ،وإلتقطت ذلك بتصفيق حار من الحشد يصحبه إشفاق وفخر..
توجهت بعدها إلي أيزاك الواقف بجانب جده ،متوترًا حزينًا فخورًا ،مشاعره مختلطة بطريقة مخيفة ولا يعلم ما الشعور الذي يجب أن يدعه يسيطر عليه الأن ،أمسكت بيديه ونظرت لعينيه..
"إذا كنت لا تريد القيام بذلك ،فلا بأس أنا اتفهم ذلك تمامًا.."همست بهدوء له ليحرك رأسه نافيًا..
"أود فعل ذلك لديالا ،هي تستحق ذلك.."قالها ثم انسحب إلي ذات البقعة التي كانت بها هيفين ،متغلبًا علي رهابه الإجتماعي بدأ بإلقاء ما لديه..
"اممم...لا أعلم ما يجب أن أقول بشىء كهذا ،لكنني أود شكر كل من أخذ من وقته وجاء لهنا ،ذلك يعني الكثير لنا ولديالا بالتحديد...أعلم أنها سعيدة بوجود الجميع هنا ودعمهم لما عملت عليه ساعات وأيام ووضعت كل مشاعرها به ،وكان ذلك ما أفرغت به عقلها دومًا وكم كانت سعيدة في عملها ذلك..لقد تركتنا سريعًا دون سابق إنذار ودون توديعنا ،وكنت اتمني حقًا لو كانت هنا معنا في ذلك اليوم المميز ،لقد كانت حقًا شخصًا عظيمًا تعطي دومًا دون انتظار مقابل... شكرًا لكم"تنهد بهدوء مبتسمًا ولقي ذات التصفيق الحار وانسحب تجاه هيفين التي عانقته بقوة..
"لقد كنت رائعًا كالمعتاد ،هي دومًا فخورة بك.."ابتسمت هامسة له..
"إنه دورك الأن ،حظًا موفقًا.."قالها أيزاك وضرب كفه بهدوء بكف توماس الذي تنهد متوجهًا لذات البقعة..
"لا أملك حقًا ما أقول غير الذي قاله الجميع ،وذات الشعور بالفقدان والفخر والاشتياق الدائم للشخص الذي أعطي الكثير لنا ولازالت تفعل بوجودها معنا دومًا..طورت شخصيتها عبر الوقت مما مررنا بها وكانت تفرغ عقلها في تلك الأوراق من صغرها ،ونالت تشجيعًا من الجميع علي ذلك العمل الرائع الفريد ،لقد كانت شخصًا رائعًا لن تمل أبدًا من الحديث معه في أي شىء ،وخاصة هوسها بالفن والأشياء الغريبة التي تجذب عقلها فقط...كانت دومًا هناك للجميع ولم تتخلَ يومًا عن أحد ،تحاول إسعاد الجميع بطرق شتي...لقد عملت كثيرًا علي ذلك ،ونحن جميعًا سعداء لأن أعمالها خرجت للعلن بعد كل ذلك.. شكرًا لكم"ابتسم بهدوء ثم انسحب أيضًا لتمسك هيفين بيده برفق ناظرة له بابتسامة حانية حزينة ليقبل يدها برفق..
تقدم آدم بخطوات بسيطة هادئة لذات البقعة ،ناظرًا لذلك السوار الذي أعطته إياه ديالا منذ فترة طويلة...ليس هو فقط بالحقيقة بل لتوماس وأيزاك وهيفين أيضًا ولها ،وكأنه رابط نوعًا ما بينهم للأبد ،ليتذكروا بعضهم في يوم إذا نسوا..
"شكرًا لكم لحضوركم لذلك الحدث المميز اليوم ،أدعي آدم وأنا صديق قديم للعائلة أشبه بأخ لهم...لقد مررنا بالكثير معًا في الحقيقة مما بني شخصيتها الرائعة تلك ، كانت شخصًا فريدًا غريبًا سيأتي ببال أي أحد أنه من المستحيل التحدث مع تلك الفتاة الغريبة حتي يتعمقوا بشخصيتها أكثر ويعلموها جيدًا ،دائمًا ما استغلت تلك اللوحات والمعاني الغريبة التي تدور بعقلها لوصفها علي اللوحات البيضاء...حتي أنا إذا وقفت أمام إحدى لوحاتها لن أفهم معناها حتي تبدأ هي بتوضيح الظاهر وتتركك لباطن عقلها...كان لديها وجهة نظر مختلفة عنا جميعًا دومًا ،وتعطي اقتراحات لأشياء أجل أحيانًا تكون اقتراحات غبية لا تمت للواقع بصلة لكنها مفيدة حقًا...هي شخصية رائعة تمامًا بغرابتها بجمالها بكل شىء ،متأكد أنها فخورة بنفسها الأن وسعيدة بكل من حضر اللقاء هذا ودعمها بكل شىء... شكرًا لكم جميعًا.."ابتسم ناظرًا للجميع ثم انسحب بالقرب من توماس لتبتسم له هيفين شاكرة..
"لم تكن فقط أخت لي ،هيف.."ابتسم لها..
تقدم بعدها أليكساندر أيضًا بخطوات هادئة ثقيلة علي قلبه بدونها ،فقد اختفت فجأة أيضًا من حياته التي أنارتها بعد وجودها بها..
"مرحبًا بكم ،أدعي أليكساندر جاميرون صديق مقرب لديالا أو هكذا أود اعتقاد نفسي...لم أعرف ديالا منذ وقت طويل مثل الجميع هنا ،لكنني علمتها كفاية لأعلم أنها أكثر شخص مذهل ويملك قلبًا طيبًا ،لم تحمل ضغينة يومًا تجاه أحدهم...قد تكون غبية قليلًا في الأمور الخفية التي يحاول أحدهم إيصالها لها لكنها كانت طريقة بكل طرقها وأحبت كل شىء تفعله دومًا حتي إن كان صغيرًا ،لا اعتقد أننا سنتعافي يومًا من تلك الخسارة الفادحة لكننا مدركون جميعًا وجودها في مكان أفضل سعيدة بما وصلت له حتي الأن واتمني أن تكونوا استمتعتم بكل تفصيلة بكل شىء رائع هنا.. شكرًا لكم.."ابتسم ثم انسحب أيضًا لتبتسم له هيفين كذلك ،سعيدة بتطوع الجميع لذلك العمل اللطيف..
حان دور دانيل الذي أيضًا يشتاق لها رغم معرفتهم التي لم تطل كثيرًا ببعض ،إلا أنها أيضًا تركت أثرًا كبيرًا بحياته ونفسه..
"مرحبًا جميعًا أدعي دانيل وأنا مثل أليكساندر لم أعلم ديالا لذلك الوقت الطويل ،لكنها بالتأكيد تركت بصمتها بحياتنا جميعًا بكل تلك الأشياء التي تفعلها والمعلومات التي لا يهتم بها أي أحد لكنها تخبرنا إياها علي أي حال ،لديها روح رائعة وحب للعمل الذي تقوم به أي كان ما هو...لم أرد حقًا أن تتركنا بتلك الطريقة دون وداع ،لكننا لا نعلم المُقدر من ذلك ،لا أملك أي كلام يوفي بحقها بأي طريقة غير أننا جميعًا فخورون بها بأي كان ما وصلت له ... شكرًا لكم.."أبتسم وانسحب هو الأخر..
انسحبت هيفين خارج المعرض بإتجاه الممشي الذي يقود للشاطئ للرجل الذي هو بعالم أخر تمامًا ،بملكوته الخاص مع فتاته بعالم أخر..قطعت حبل أفكاره وشروده بوقوفها بجانبه والتحدث..
"أعلم أنك تشتاق إليها ،لكن عليك المضي بحياتك.."تحدثت بشرود ناظرة للنجوم الساطعة..
"إنها ليست فتاة عادية هيفين يمكنني نسيانها ،إنها ديالا فتاة أخري بمعني أصح.."قالها وهو ينفث دخان سيجارته بعيدًا..
"لم تكن لتريد أن تراك مقيدًا بها هكذا حتي بعدما ذهبت هي.."تنهدت ناظرة له..
"إنه دورك إذا أردت المجئ.."وضعت يدها علي كتفه ثم انسحبت للداخل مجددًا..
شرد قليلًا ثم دلف لمكان التجمع ناظرًا حوله ،لم تكن المرة الأولى التي يريد بها كل ذلك..فلقد رأه العديد من المرات من قِبل ديالا ،دومًا تحدثه عن تلك اللوحات وهي سعيدة وتخبره بمعانيها وهو دومًا يكون مسحورًا بسعادتها وهي تتحدث ويعشق حماسها وروحها التي لن ينساها أبدًا..
تقدم لتلك البقعة وانتقلت الأنظار إليه وهو يشرد لثوانٍ ناظرًا للأرض ثم ينظر للجميع..
"مرحبًا بالجميع..أدعي فيون فيريرا ،لقد كانت حب حياتي منذ وقت طويل ،وللأسف ليست هنا الأن لنشارك ذلك الأمر معكم في هذا اليوم المميز.."قالها بهدوء لتظهر الصدمة علي البعض من ضمنهم آدم وأليكساندر ودانيل والبعض الأخرين..
"أنا فقط هنا اليوم لأشهد ذلك اليوم الذي خططت له دومًا وكانت تتحدث به معي طوال الوقت ،كانت مهووسة بالفنون والتحف والتماثيل وكل تلك الأشياء ،لقد كنا دومًا نحضر تلك المعارض والمتاحف وكانت تتناقش معي بكل حيوية واستمتاع وتخبرني عن أصل كل لوحة والقصة الحقيقية وراء كل منها..لم تكن تمل أبدًا من أسئلتي المتواصلة وتعذر قلة فهمي في ذلك دومًا ،أردت دومًا إثارة إعجابها أكثر فكنت أبحث كثيرًا عن اللوحات الغير معروفة وأفاجئها بها وبمعلومات عنها ،لقد كانت تستمع بتشوق للمزيد وتُشجعني بالأمر لكنها كانت دومًا تخبرني أنني ليس علي التصرف علي غير طبيعتي لأكسب قلبها لأنها تحبني كما أنا لكنني رأيت دومًا أنها تحب أن يناقشها بتلك الأشياء ،لذا لمَ لا؟هي تهتم بكل شىء للغاية ولديها قلب كبير مستمعة رائعة ،تملك أجمل ابتسامة بالكون وألطف روح علي الإطلاق...هي ليست بارعة فقط في اللوحات والفن وكونها تمتلك صوتًا رائعًا ،هي أيضًا بارعة في تغيير من حولها...لم أكن أبدًا لأقف هنا وأقول كل ذلك في يوم من الأيام إلا إليها وهي من ساعدتني في البوح بمشاعري كل مرة ،لن أكون قادرًا يومًا علي وفاء حقها كاملًا في أي وقت وكم هي جميلة ومذهلة...خسارتها كانت أسوأ ما تعرضت له ليس أنا فقط بل جميعنا ،وسيكون من الصعب المضي قدمًا من شىء كهذا ،لكنني اتمني أنها فخورة بما وصلت له الأن وفخورة بتوماس الذي تغير لأجلها وهيفين التي أنشأت ذلك المكان الذي سيُخلد روحها انتقالًا لأيزاك الذي سيبدأ حياته التالية ليجعلها فخورة أكثر بانضمامه لفريق المنتخب في كرة السلة...لكل واحد هنا مغيرًا مجري حياته للأفضل ،شكرًا لها لكونها كانت معنا دومًا وستكون بقلوبنا دومًا.."قالها ثم انسحب محاولًا التحكم بمشاعره المتخبطة ودموعه التي تريد التحرر..
عانقته هيفين هامسة له ببعض الأشياء التي ستخفف عنه ،رغم أن الجبال التي علي قلبه أصبح محوها صعب بدونها..
"وقت صورة العائلة.."صاح المصور عاليًا ،لتتجمع العائلة والأصدقاء سويًا ويتم التقاط الصورة المثالية التي ستُعلق دائمًا في الأذهان مع كل عطف وحب في كل قلب من موجود هنا ،هم من صنعوا اليوم المميز..
'الأوقات القاحلة ستمر علينا ،تدمرنا وتجعلنا أشلاءًا لكن كل شىء يكمُن بعائلتك..
بروحك ودعمهم ووجودهم معنا ،سنصبح صامدين ،لذا لا تستسلم فالطريق لازال طويلًا لتحقق أحلامك وستري النور بالنهاية..' -ديالا ديفيدسون.
The end
Hope you like it
Vote and comment please 💜
'شكرًا لكلماتك التي أبقتني علي قيد الحياة ،جعلتني إنسانًا عندما فقدت الشعور..'
Author's POV
بعد ستة أشهر،ستة أشهر لم يعرف أحد بها نفسه بعدها،كل شىء تغير ولم يعد كما كان،كل منهم لك يعد كما كان...عندما تنظر إليهم الأن لن تتعرف عليهم حتي إن كنت تعرفهم منذ الصبا،فلقد فات الأوان علي إعادتهم لسابق عهدهم..
لقد خسروا الشىء الوحيد الذي كان يكملهم ويجعلهم ينظرون للحياة بمنظور أخر،الشخص الذي كان يدعمهم ويقدم لهم الحلول ويرشدهم،يتشاجر معهم ويناكفهم طوال الوقت،الشخص الذي يتحدث معهم في أشياء غير مهمة بتاتًا ولا يهتمون بها لكن يستمعون لما تقول لأنهم يرون سعادة لها بذلك...يحاول مساعدتهم بطرق بسيطة وعلي الأقل يتفادي كسر أحدهم،أو علي الأقل حاولت!!
ذلك اليوم..السابع عشر من سبتمبر،لقد حُفر في أذهانهم وصعب إزالته،اليوم الذي أُطلقت رصاصة بالتحديد قاصدة إياها في ذلك الوقت،وكأنهم متنبئون بذلك...عندما تكون وحيدة في تلك المساحة الواسعة ولم تكن لتتوقع تلك الطلقة المُفاجئة التي اخترقت منتصف صدرها بالقرب من قلبها أو بقلبها تمامًا أسقطتها صريعة في وقتها ،لقد اعتقدت أن نهايتها قريبة ولكن ليس بتلك القُرب!
لقد أتت من بعيد في وقت راحتها من أفكار عقلها والوقت المحبب لقلبها في ذلك المكان الذي اعتادت علي اللعب مع والدتها به عندما كانوا يقضون الإجازة هنا، سقطت وحيدة ناظرة للسماء تُخرج أنفاسها الأخيرة..بقيت خلايا دماغها تعمل لدقائق قليلة للغاية تبحث عن الأكسجين الذي سيبقيها حية حتي ينجدها أحد ما،لكن علي من كانت تضحك!!وللأسف اختيار تلك البقعة كان سيئًا وقويًا ،أراد جعلها تشعر بأكبر قدر من الألم حتي تتوقف خلاياها العصبية وقد ضمن بعض الألم لها..
خلال الدقائق القليلة والأخيرة تلك والدماء تخرج من فمها تحدق بالسماء،أُعيد عليها ملخص شريط حياتها بأكمله،كيف كانت تلعب مع والدتها ويحضرون الطعام معًا إلي مصرعها بالمشفي ثم استقلالها مع أخوتها وكم مروا من أشياء ثم مع هيفين ثم أحبائها ثم فيون وذكرياتهم معًا ،أليكساندر ودانيل وآدم وكاي ثم توماس وأيزاك مجددًا وكم كل شىء كان بدأ يتحسن إلي تلك اللحظة،وكل ذلك في تلك اللحظة...
أخر أنفاسها مع أخر قطرات من عينيها ثم إطلاق نيران من ناحية القصر وتلك النهاية!!تاركة تلك الذكري الموحشة في عقولهم وكيف لم يستطيعوا إنقاذها،لكن تلك هي الحياة صديقي..
وعندما تم توصيل الخبر للجميع ،صدمتهم صاعقة الأرض وهل أود أن أقص كم كانت صعبة؟لا بالتأكيد،البعض أُصيب بنوبة ذعر..
أيزاك لم يتحدث بتاتًا منذ ذلك الوقت مُعتقدًا أن ديالا قد خذلته وتركته في ذلك الوقت عندما وعدته أنها ستقيم له حفل كبير وستكون معه حتي أنه لم يحب تلك الحفلات لكنه وافق لأنه رأي سعادة في عينيها..
جابت إحدي الذكريات التي جمعتهم في ذهنه فجأة ،عندما اقتحم غرفتها فجأة وهي مُنشغلة بإحدي لوحاتها ،وعند دلوفه رمقته بنظرات قاتلة لإوشاكه علي إفساد اللوحة..
"سمعت قبلًا بالطرق؟"قلبت عينيها واضعة الفرشاة جانبًا..
"لا..في المدرسة نقتحم فقط المكان"ابتسم مرتميًا علي الفراش..
"لهذا تتدخل في الكثير من المشاكل بالمدرسة ويتم إعطائك أطنان من المخالفات...مهلًا ألست للتو عائدًا من المباراة؟ أنت مغطي بالعرق ومرتميًا علي فراشي..."رمقته بنظرات قاتلة مُتقززة..
"أجل..فلا أفضل من الراحة بعد مباراة طويلة متعبة.."ابتسم مُحتضنًا الوسادة واضعًا رأسه عليها..
"للتو نظفت الغرفة...أكرهك حقًا"تنظر للغرفة بنظرات مُتحسرة..
"ذلك كان جارحًا وهو يخرج منك.."عبس وجلس علي الفراش..
"جيد ،اتمني أن تشعر به إذًا.."قالتها واستقامت واضعة اللوحة جانبًا..
"بالمناسبة لقد استحممت قبل القدوم لغرفتك لا تقلقي.."قلب عينيه ساخرًا..
"كيف كانت المباراة؟"سألت وجلست مجددًا..
"لقد فزنا..كالمعتاد"ابتسم..
"جيد للغاية ،لقد أبليتم حسنًا يبدو ذلك"ابتسمت..
"عليكِ مكافأتي إذًا.."ابتسم مُسندًا رأسه علي كف يده ثانيًا ذراعه علي الفراش..
"ماذا تريد؟"تنهدت ناظرة له..
"أراكِ منشغلة كثيرًا مع لوحاتك ،ولم تعرضي علي يومًا بأن ترسميني.."ابتسم غامزًا لي..
"أرسم فقط ما أراه جميلًا.."ابتسمت غامزة له..
"هذا جارح مجددًا بالنسبة لكِ ،هل نقل توماس العدوى لكِ.."نظر لي مستنكرًا..
"تعلم أنني أرسم فقط عندما أشعر أنني أريد ذلك ،وتعلم أيضًا أنني أراك وسيمًا دومًا...نوعًا ما عندما لا تصبح صاخبًا وتضايق جميع من بالمنزل.."ابتسمت..
"لن يُصلح هذا خطأك بالمناسبة.."قالها مُستقيمًا..
"وهل بما عنيت بالشىء الجميل تلك اللوحة المكتوب عليها ،'عينيكَ كانتا فقط بنية، لكنني رأيتها بألوان مختلفة تمامًا، ألوان لم تكن موجودة حتي'؟قالها بابتسامة..
"لقد رأيتها؟هل أعجبتك؟لقد رسمتها منذ فترة طويلة لكنها تلفت بسبب شىء ما ،هيفين قامت بتصويرها من قبل ثم طبعتها...وقمت بإعادة رسمها مجددًا.."ابتسمت..
"إنها مذهلة حقًا وشىء جديد منك ،أنتِ تعلمين أنني أراكِ الأفضل بذلك.."ابتسم..
"شكرًا لكَ ،هذا يعني لي الكثير...لكن لازال لا يمكنني رسمك الأن ،أحب أن أخرج أفضل ما لدي بلوحتك..."ابتسمت..
"كان علي المحاولة علي الأقل..."ابتسم وقبل رأسها لتعانقه بقوة..
"شكرًا لكونك أخ مراهق متفهم ما يجري حولك ،أنت الأفضل.."ابتسمت ليبادلها بقوة..
"احاول بذل ما بوسعي ،سانتظرك بالأسفل لتناول الغداء.."ابتسم ثم قبل رأسها ونزل للأسفل..
بعد موت ديالا بشهرين ،وكان الجميع شبه في حالة عدم استقرار نفسي...هيفين كانت مع أيزاك في غرفته ،جالسين سويًا علي الفراش ،واضعًا رأسه علي كتفها تحاول تخفيف الأمر قليلًا عنه ولكنها تحتاج من يفعل ذلك معها الأن..
"هناك شىء ما أرادت ديالا أن تعطيه إياك في يوم مولدك.."همست ماحية عبراتها واعتدلت في جلستها ثم ذهبت لغرفتها وعادت بعد ثوان قليلة في موقعها بجانبه..
"لقد رسمتها لك بعدما طلبت منها بيومي ،لقد أرادت أن تكون ذات قيمة لك... لقد عملت بجد عليها وأرادت أن تُسعدك بها ،لكنني متأكدة أنها ستعجبك وستكون هي سعيدة الأن لأجلك.."ابتسمت مُعطية إياه اللوحة ناظرة له مبتسمة..
"لقد كنت أمزح عندما أخبرتها برسمي ،لم اتوقع أن تقوم بها حقًا.."ابتسم وامتلأت عيناه بالدموع مجددًا متحسسًا اللوحة..
لقد كانت بالحقيقة صورة له ،مع أصدقائه بالشارع بعد قضاء يوم طويل معهم ،هيفين وديالا تلاقوا بهم بالصدفة بنهاية اليوم وحينها التقطت هيفين لهم بعض الصور المهزوزة متعمدة ذلك...الصورة التي باللوحة كانت أخر صورة لهم يقف مع أصدقائه يتحدثون بخصوص شىء ما ثم ضحكوا فجأة...حينها التقطت هيفين الصورة ،كان هو مع ثلاثة من أصدقائه يضحك معهم هو بالخلف مع أحدهم والإثنين الآخرين يضحكان ناظرين للمجموعة الأخري... لكن اللوحة كانت مُظهرة أيزاك مع بعثرة شعره وكأنه البارز فقط باللوحة والأخرين مجرد أجسام مظللة..
"إنها جميلة للغاية ،لقد أبليت حسنًا كالمعتاد..كنت اتمني أن تكون معنا الأن لتتمكن من إعطائي إياها.."همس برفق ناظرًا لهيفين..
"إنها بمكان أفضل الأن ،تعتني بنا من الألعاب مع والدتك...أنا متأكدة أنهم فخورون بنا الأن ،وسيصبحون أكثر عندما نقوم بالأصح لنا..بجانب أنا معك الأن وتوماس كذلك ،أعلم أنني لن أكون مثلها لكنني سأكون بجانبك دومًا.."همست وأخذته في أحضانها بحنو ويبدأن بالبكاء مجددًا..
علي الجانب الأخر توماس لم يتحدث ،لا يعلم إن كان غاضبًا مُتحسرًا علي أفظع خسارة له فهو لم يشعر كهذا من قبل منذ وفاة والدته ،وشعوره بأنه تخاذل في حماية شقيقته الصغري ووعده لوالدته، أم لأنه لم يستطع حمايتها والإتيان بحقها حتي الأن..لن يجد أحدًا الأن يتشاجر معه حين القيام بشىء غبي وخطر ،حتي بعد ابتعاده عن ذلك العمل لأجلها كان قد فات الأوان وهو من وضعها بذلك الوضع الخطر من البداية لذلك يلوم نفسه كل دقيقة علي فقدانه إياها..وستظل تلك المحادثة مُعلقة في رأسه حتي مماته..
"لمَ لا تلعب مع أخوتك؟"سألت والدته وهي تحمل الأطباق للطاولة ويساعدها توماس الصغير..
"إنهم يطاردون الأرانب،ذلك سخيف"نفر سريعًا عن الأمر ووضع الطبق علي الطاولة ونظر لديالا وأيزاك بالحديقة..
"لكنك إن ذهبت للعب معهم قد تكتشف أشياءًا جديدة، بقائك بالداخل دومًا سيبقيك بعيدًا عن الأمور الجيدة" ابتسمت مُنحنية مُلمسة علي جبينه برفق..
"هيا ،دعنا نذهب ونناديهم "أمسكت بيده برفق وذهبا للحديقة..
"هل انتهيتما؟"ابتسمت وخرجا للحديقة..
"توماس أنظر ماذا وجـ..."تركض ديالا الصغيرة سريعًا في إتجاهه حاملة أرنب صغير لكنها سرعان ما تعركلت ووقعت جارحة ركبتها ليركض توماس الصغير سريعًا تجاهها..
"هل أنتِ بخير؟لم يكن عليكِ الركض بتلك السرعة...لقد أذيت نفسك"قالها بضيق ناظرًا لها ثم نظر لركبتها التي بها جرح صغير..
"لقد أردت فقط أن أريك الأرنب الصغير.."قالتها بصوت خافت ناظرة للأرنب الصغير الذي ركض بعيدًا ليقترب أيزاك الصغير ويربت علي رأسها بطفولية ثم يركض وراء الأرنب مجددًا..
"أيزاك..لمَ لا تذهب وتغسل يديك الأن؟لقد حان وقت الطعام هيا ،وأخلع حذائك بالخارج"قالتها والدته ناظرة لأيزاك ليدخل للمنزل ثم تجلس علي ركبتيها ناظرة لديالا..
"إنه جرح طفيف لن يؤلمك حتي،إذهبي للمرحاض وسأتي ورائك الأن"ابتسمت ملمسة علي شعرها ثم ذهبت ديالا للداخل..
"لا ينبغي عليك أن تكون عصبيًا مع أختك،هي فقط كانت مستمتعة لتريك شىء جديد"قالتها بابتسامة ناظرة له..
"هل إن كنت ألعب معها الأن لم يكن ليحدث ذلك؟"سأل ناظرًا لها..
"لا يمكننا أن نعلم ،لكن ذلك لن يغير شيئًا...عليك أن تحاول أن تتراخي مع أخوتك ومع الجميع،وحاول الاعتناء بهم وحمايتهم"ابتسمت ليسيروا سويًا للمنزل..
"عليك أن تعدني شيئًا ما...عليك حماية والاعتناء بأخوتك دومًا،أنت الأخ الأكبر وعندما تعطي شيئًا سيعطيه أحدهم لك بالمقابل وقد يكون أكثر"ابتسمت له وقبلت وجنته..وكان ذلك تحفيزه لكنه فشل مجددًا..
هيفين؟امم كانت تبكي وتبكي ،تتفقد دومًا مقتنايتها وتلك اللوحات التي رسمتها في وقت حزنها وسعادتها وتلك الكتابات الغير مفهومة التي كانت تكتبها وفرش التلوين خاصتها ،تشاهد مقاطع الفيديو التي التقطتها لها عندما كانت تغني ،كم كانت سعيدة وببعض الأوقات مستاءة لكنها لم تيأس أو تفقد الأمل لنفسها...التوغل أكثر في صورهم القديمة ،إحداهم تعود لليوم عندما كانتا سويًا علي الشاطئ جالستين علي الرمال تتعرضان لأشعة الشمس ،ليجلب عليها الكثير من الذكريات الأخري ودموع أكثر..
"دي.."سألت هيفين واضعة نظارة الشمس علي عينيها مستلقية للوراء ناظرة للسماء ،لتُهمهم ديالا باستجابة..
"حادثيني عن أحلامك ،ما تودين فعله في المستقبل" قالتها لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتي ديالا..
"أريد الحظي بالمعرض الخاص بي،عرض اللوحات التي وضعت بها كل شىء..مشاعري وكل شىء.."ابتسمت لتُكمل..
"أود أيضًا أن أجوب العالم بأكمله ،أري أشياء لم أرها من قبل ،خوض تجارب غريبة...نستكشف الجزء الذي لا نعلم عنه شيئًا ،كوني قادرة على رؤية الشمس بوضوح أكثر وقت الغروب من فوق جبل عالٍ.."ابتسمت ومدت يدها ببطء للسماء مكونة دائرة حول الشمس..
"إنها أفكار جميلة للغاية ،ويمكننا تحقيقها في وقت قريب أيضًا.. هل فكرت فيما ستطلقين علي معرضك؟"سألت مبتسمة مُمسكة بيد ديالا..
"لم أفكر في ذلك من قبل ،أتصدقين؟ هذا أصعب الأن عندما جلبت أنتِ الأمر.."عبست قليلًا ناظرة للسماء..
"أعني هذا شىء كان من المفترض أنكِ فكرتِ به من الأساس.."قلبت عينيها ساخرة..
"أنا متأكدة أننا سنجد أسمًا مناسبًا عندما يحين الوقت..وسنقوم بكل تلك المغامرات المجنونة والجيدة تلك.."ابتسمت هيفين بحنو ناظرة لها..
"ما دمنا معًا إذًا.."ابتسمت مبادلة لها الابتسامة الهادئة..وتسبب ذلك في الكثير من الألم لها والبكاء..
مُقبلة تلك الصورة بين يديها وتساقطت عبرات قليلة عليها ،تهمس بقليل من الكلمات الصادقة.."أعدك أن سأحقق أحلامك لكِ ،دي.."
فيون؟همم ،بالحقيقة لا أملك الكثير لأقوله ،إنه جامد أشبه بالجماد...لا يظهر عليه أي شىء ،لكنه تغير تمامًا..الألم في صدره يتزايد ،تائه وأصبح كل شىء بالنسبة له عادي بدونها كما كان الوضع قبل أن تنير حياته..أصبحت حياته مريرة بدونها ،اعتاد سماع صوتها يُطمئنه وابتسامتها الدافئة حتي وجودها فقط معرفته أنها علي قيد الحياة فقط كانت تريحه ،لقد كاد أن يُقدم علي خطوة خطط لها منذ أن قابلها لكن بسبب حماقته ضاعت ديالا للأبد...وعن حالته الأن؟لا يمكنني الجزم إن كان حيًا أو ميتًا ،أشبه بالأموات الأحياء كمن تعرض لذات الصدمة..
مستعيدًا تلك الذكري التي جمعتهم سويًا وحدهم في المنزل ،عندما كانت بأحضانه محاوطًا إياها برفق عابثًا بشعرها يتطلع إليها من وقت للأخر بابتسامة صغيرة..
"أشعر بك تتفقدني من وقت للأخر.."ابتسمت بهدوء..
"لا يمكنني منعها ،يعجبني المنظر.."ابتسم..
"اعتقدت ذلك أيضًا ،كيف كان يومك اليوم؟"ابتسمت..
"جيد جدًا بالحقيقة ،ودعيني أخبرك ببعض الأمور التي علمتها.."ابتسم وبدا عليه التحمس..
"أخبرني أنا مستمعة..."ابتسمت ليبدأ بسرد ما تعلمه..
بالحقيقة لقد قام بعديد من البحث بخصوص عدة لوحات مشهورة وغيرها كثير وبدأ بمناقشتها مع ديالا ،وكان يبدو عليه التفاخر في إلقاء تلك المعلومات عليها محاولًا نيل إعجابها بتلك المعلومات..بعضها كانت تعلمهم والبعض الآخر لا ،كانت مصغية بإنصات فخورة به لأنه يتعلم بخصوص أشياء جديدة..
"ما رأيك؟"قالها بابتسامة فخورة..
"بالحقيقة أنا مذهولة بك وفخورة أيضًا ،لقد قمت بكثير من البحث.."ابتسمت..
"بالحقيقة لقد قمت به لنيل إعجابك ،ووجدت الأمر ممتعًا في منافستك بالمعلومات.."ضحك بخفة ،وكانت ضحكة دافئة لها..
"سأكون مستعدة المرة القادمة لأجل شىء كذلك.."ضحكت برفق..
"يعجبني ما فعلته ،لكنني لا أريدك أن تقوم بشىء أنت لا تحبه لأجل أي أحد حتي إن كان أنا...أنا أحبك بكامل قلبي بالطريقة التي أنتَ عليها وسأفعل دومًا أي كانت الهيئة التي أنت عليها.."ابتسمت..
"لقد خلقنا فقط لنفعل ما نحب وما يجعلنا سعداء دون أذية الأخرين ،إذا كنت تحب اللوحات أو لا فسأظل أحبك دومًا...وما دمت سعيدًا بما تفعله فأنا سعيدة لك وسأدعمك دومًا..بجانب تعجبني أيضًا هكذا ،فذلك يجعلك مثيرًا نوعًا ما..تحتاج فقط لقبعة صغيرة تظهر نصف عينيك منها مع سيجارة قاربت علي الانتهاء وستصبح فنانًا مثيرًا يرسم فتيات عارية ملقبًا إياه بالفن.."ابتسمت وقبلت شفتيه برفق..
"أوه أو أليس ذلك فنًا أيضًا؟"ابتسم نصف ابتسامة مقبلًا إياه محاوطًا خصرها..
"أنا أدعم الفن بأكمله ،لا أملك أي ضغينة تجاه أي نوع.."ابتسمت برفق ناظرة لعينيه..
"جيد ،يمكنني أن أريك الفن الذي أبرعه الأن.."بابتسامة صغيرة خبيثة قبل رقبتها بادئًا بفنه ،وكانت تلك إحدي الذكريات الكثيرة التي تجمعهم تُظهر بها حبها له بطرق مختلفة وهو كذلك ،هو أيضًا بطريقة جذبه لإنتباهها ومحاولة إعجابها كل مرة ،وتسببت تلك الذكري برسم ابتسامة صغيرة حزينة علي شفتيه ناظرًا للسماء..
'اتمني إن كنتِ معي الأن ،لأنني احتاجك للغاية بجانبي ،لم يجدر بكِ الذهاب فجأة هكذا دون توضيح الأمور بيننا وتوضيح مشاعري لكِ ،لقد بدأت للتخطيط لكل شىء منذ أخر مرة تحدثنا بها...لكن اقترض أنكِ بمكان أفضل الأن ،حتي إن لم تكوني معنا..'
من الجدير بالذكر أيضًا أنهم لم يقوموا بجنازة لها إلا بعد إسبوعين من فقدانها ،لقد رفض توماس تمامًا القيام بجنازة حتي ينتهي تمامًا ممن كانت له يد في مقتلها ،وافقه فيون وجد توماس أيضًا علي ذلك وقد كانوا عازمين تمامًا علي قتل المتورط من صغيره حتي كبيره...أما هيفين كانت رافضة تمامًا ورأت أن الأحق الأن هو دفن ديالا والجنازة أولًا وكان أيزاك أيضًا لكن عندما اختلي بنفسه رأي الانتقام أولًا هو الأفضل..
بالحقيقة عندما علموا بالأمر ،لقد أرادوا جميعًا التخلص ممن فعل ذلك في أسرع وقت ممكن ،لن يُشكل فارقًا إن كان كبيرًا أو صغيرًا ،رجل أو إمرأة...في كل الأحوال فذلك الشخص منتهي تمامًا ،بجانب حزنهم الدائم الذي لا يتركهم تمكنوا من معرفة مُطلق النيران ،هل أود التحدث عن كيفية موته؟لا ،فقد كانت وحشية كفاية قام بها فيون بنفسه...عندما علم بمكانه مع توماس قام هو بالتسلل ومطاردته حتي أوقعه في شباكه ،قتله بدماء باردة أبرد من دمائه..
تتبع فيون وتوماس الأثار المُخلفة والمعلومات التي استخرجها فيون من القناص الذي لم يدرك أنه سيموت بعد تلك المعلومات وبعض التعذيب لكنه الأن بالقبر...أي كان ،لقد علموا أنه دروين ،ومن غيره قد يُقدم علي فعل كهذا...هم كانوا يعلمون صدقًا لكنهم الأن يملكون سببًا أقوي للانتهاء منه ،إتضح أنه خلال تلك العملية التي أوكلها للقناص كان إتخذ طريقه خارج البلاد ليبعد عن نفسه أي شبهة للأمر لمن للأسف انتهي به المطاف أيضًا بالقبر أو بالمحيط اعتقد..
دعوني أخبركم ،عندما طارده فيون وتوماس بنفسيهما وأحاطوه بعد مصرع عديد من رجاله ،تسني لهم الوقت لتعيذبه بطريقة مريعة ،حينمايفقد الوعي أو تتوقف خلاياه عن العمل يحقنونه ببعض المحفزات والأدرينالين لإعادته للحياة مرة أخرى وإكمال تعذيبه..في النهاية عندما نال ما يكفي من التعذيب تقريبًا ،لقد قاموا بتقطيعه مريب كفاية أليس كذلك؟في الواقع لم يروا أن ذلك كافيًا حتي بالنسبة لهم فبعد تقطيعه وسماع صراخه الدائم قاموا بإلقاء تلك الأشلاء الدامية في منتصف المحيط حول أسماك القرش...نهاية مؤسفة أجل لكنهم رأوا أن هذا ما يستحقه بعد الحياة التي سلبها منهم ولم يكن لها أي ذنب في تلك الصراعات بينهم..
قاموا بعدها بالجنازة المُحزنة تلك ،الجميع أشبه بالأموات الأحياء معالم الوجوم والحزن علي وجوههم ،أعينهم لم تجف ولا يستطيعون تقبل الأمر بعد ،فاجأهم الأمر جميعًا معتقدين أنها لازالت صغيرة وأن كل ذلك لم يكن من المفترض أن يحدث بتلك الطريقة...لم يضعوا اللوم على أي من فيون أو توماس لكن شعور الذنب الذي يلتهمهم أحياء لن يدعهم يمرون بتلك الحياة بسهولة..
بعد خمسة أشهر كما ذكرت ،كان اليوم الموعود تقريبًا اليوم الذي عملت عليه هيفين لوقت طويل ليظهر بأبهي صوره وتكون ديالا سعيدة به بالوقت الحاضر من الأعلي ويُذكر المقربون بها وبروحها وحيويتها ويُظهر للغرباء أحلامها والتعمق بشخصيتها أكثر..
'il bel fiore' - 'الزهرة الجميلة'
هذا ما يسمونه الأن.. معني إسم ديالا ،ذلك المعرض الكبير الذي أنشأته هيفين وتابعته من البداية ،اختارت المكان المميز وتابعت تصميمه والتصميم من الداخل ،تمامًا كما كانت لتود ديالا ،أحدثت بعض الإعلانات للترويج عنه بطريقة لطيفة...أضواء هادئة مع حوائط بألوان مُبهجة بتصميم فريد كأنه جزء من اللوحات وموسيقي جاز هادئة ،نوافذ مُنفتحة علي الشاطئ تستمتع بالنسمات الباردة وأصوات تراطم الأمواج مع الرمال في أجواء لطيفة رومانسية كأن المكان لوحة فنان أبدع فيها وأمتع معجبيه مُضيفًا بعض اللمسات والأجواء اللطيفة التي تمتعك بعدة أشياء...بداية من رائحة البحر المُنعشة إلي النسمات الباردة التي تجعلك شاركًا ،منتقلًا إلى تلك اللوحات التي ستأخذك تمامًا إلي عالم أخر..إلي عقل وقلب صاحب تلك الأعمال..
مُوزعة أعمال ديالا بالأرجاء بطريقة لطيفة..مع كل لوحة مُعلقة علي الحائط أسفلها تلك الكلمات البسيطة التي دونتها لكل واحدة منها ،لقد كان المكان جميلًا بأكمله مع كل الحب الذي وُضع به من جميع الأطراف...بداية ممن رسم تلك اللوحات ،إلي من تسبب بتلك المشاعر ومن دعمها بها إلي من أسس ذلك المكان..
العديد من الناس في يوم الافتتاح الرسمي للمكان ،الجميع حزين لكنهم سعداء لأن أعمال ديالا أخيرًا خرجت للعلن والأن يستطيع الجميع التمتع بها وكانت الحشود التي أتت أضافت طابعًا حسنًا علي المكان وخاصة علي قلوب العائلة...جد ديالا والعائلة والأصدقاء وحتي والدها الذي تخلي عنهم منذ زمن قد حضر وقد بدا عليه الأسي أيضًا..
قد جهزت هيفين العديد من الأشياء لذلك اليوم ليصبح مميزًا من كل ناحية ،ومن ضمن نهاية برنامجها الذي خططت له تقديم كلمة صغيرة منها وتوماس وأيزاك وبالتأكيد فيون وأي شخص يحب أن يضيف أي شىء لليوم ليجعله مميزًا..
وقفت بمنتصف الغرفة الكبيرة بين الحشد بفستانها الأسود المُتناسق مع جسدها وشعرها البرتقالي ،مُمسكة بكأس من الشامبانيا وحولها أفراد العائلة وحشود من الناس..
"سيداتي وسادتي،هل يمكنني الحظي بانتباهكم للحظة؟"ابتسمت ناظرة للجميع الذين إلتفتوا لها..
"أود شكر كل فرد منكم أنكم أتيتم اليوم لهذا اليوم ،الشكر ليس فقط مني بل من العائلة بأكملها وديالا أيضًا رغم أنها ليست معنا اليوم بل بمكان أفضل...ذلك المعرض كان حلمًا لها منذ زمن طويل ،لقد عملت بجد عليه ووضعت قلبها وعقلها به في تلك اللوحات ،تلك اللوحات وذلك الحلم جعلها تواصل الحياة لتبني ما أنتم تتمتعون به الأن...قد تكون لم تكن هنا في وقت بنائه وإشارفها عليه ،لكننا دائمًا كنا نشعر بوجودها معنا ودعمنا به ،بداية ممن شاركوا في بناء ذلك المعرض إلي العائلة المذهلة التي حظينا بها إلي وجودكم معنا اليوم ،اختيار ذلك المكان بالتحديد كان ممتعًا بصراحة ،أعلم أنها كانت تخشي البحار ولكنني مدركة أنه بقدر خوفها منه فبقدر حبها لاكتشاف ما وراء ذلك العالم الكبير...ذلك إهداء منا إلي ديالا ديفيدسون ،أخت عظيمة وصديقة مذهلة وإبنة رائعة حفيدة لا مثيل لها... شكرًا لكم"ابتسمت وهربت منها بعض الدموع لتنسحب في أحضان توماس الذي جفف دموعها برفق ،وإلتقطت ذلك بتصفيق حار من الحشد يصحبه إشفاق وفخر..
توجهت بعدها إلي أيزاك الواقف بجانب جده ،متوترًا حزينًا فخورًا ،مشاعره مختلطة بطريقة مخيفة ولا يعلم ما الشعور الذي يجب أن يدعه يسيطر عليه الأن ،أمسكت بيديه ونظرت لعينيه..
"إذا كنت لا تريد القيام بذلك ،فلا بأس أنا اتفهم ذلك تمامًا.."همست بهدوء له ليحرك رأسه نافيًا..
"أود فعل ذلك لديالا ،هي تستحق ذلك.."قالها ثم انسحب إلي ذات البقعة التي كانت بها هيفين ،متغلبًا علي رهابه الإجتماعي بدأ بإلقاء ما لديه..
"اممم...لا أعلم ما يجب أن أقول بشىء كهذا ،لكنني أود شكر كل من أخذ من وقته وجاء لهنا ،ذلك يعني الكثير لنا ولديالا بالتحديد...أعلم أنها سعيدة بوجود الجميع هنا ودعمهم لما عملت عليه ساعات وأيام ووضعت كل مشاعرها به ،وكان ذلك ما أفرغت به عقلها دومًا وكم كانت سعيدة في عملها ذلك..لقد تركتنا سريعًا دون سابق إنذار ودون توديعنا ،وكنت اتمني حقًا لو كانت هنا معنا في ذلك اليوم المميز ،لقد كانت حقًا شخصًا عظيمًا تعطي دومًا دون انتظار مقابل... شكرًا لكم"تنهد بهدوء مبتسمًا ولقي ذات التصفيق الحار وانسحب تجاه هيفين التي عانقته بقوة..
"لقد كنت رائعًا كالمعتاد ،هي دومًا فخورة بك.."ابتسمت هامسة له..
"إنه دورك الأن ،حظًا موفقًا.."قالها أيزاك وضرب كفه بهدوء بكف توماس الذي تنهد متوجهًا لذات البقعة..
"لا أملك حقًا ما أقول غير الذي قاله الجميع ،وذات الشعور بالفقدان والفخر والاشتياق الدائم للشخص الذي أعطي الكثير لنا ولازالت تفعل بوجودها معنا دومًا..طورت شخصيتها عبر الوقت مما مررنا بها وكانت تفرغ عقلها في تلك الأوراق من صغرها ،ونالت تشجيعًا من الجميع علي ذلك العمل الرائع الفريد ،لقد كانت شخصًا رائعًا لن تمل أبدًا من الحديث معه في أي شىء ،وخاصة هوسها بالفن والأشياء الغريبة التي تجذب عقلها فقط...كانت دومًا هناك للجميع ولم تتخلَ يومًا عن أحد ،تحاول إسعاد الجميع بطرق شتي...لقد عملت كثيرًا علي ذلك ،ونحن جميعًا سعداء لأن أعمالها خرجت للعلن بعد كل ذلك.. شكرًا لكم"ابتسم بهدوء ثم انسحب أيضًا لتمسك هيفين بيده برفق ناظرة له بابتسامة حانية حزينة ليقبل يدها برفق..
تقدم آدم بخطوات بسيطة هادئة لذات البقعة ،ناظرًا لذلك السوار الذي أعطته إياه ديالا منذ فترة طويلة...ليس هو فقط بالحقيقة بل لتوماس وأيزاك وهيفين أيضًا ولها ،وكأنه رابط نوعًا ما بينهم للأبد ،ليتذكروا بعضهم في يوم إذا نسوا..
"شكرًا لكم لحضوركم لذلك الحدث المميز اليوم ،أدعي آدم وأنا صديق قديم للعائلة أشبه بأخ لهم...لقد مررنا بالكثير معًا في الحقيقة مما بني شخصيتها الرائعة تلك ، كانت شخصًا فريدًا غريبًا سيأتي ببال أي أحد أنه من المستحيل التحدث مع تلك الفتاة الغريبة حتي يتعمقوا بشخصيتها أكثر ويعلموها جيدًا ،دائمًا ما استغلت تلك اللوحات والمعاني الغريبة التي تدور بعقلها لوصفها علي اللوحات البيضاء...حتي أنا إذا وقفت أمام إحدى لوحاتها لن أفهم معناها حتي تبدأ هي بتوضيح الظاهر وتتركك لباطن عقلها...كان لديها وجهة نظر مختلفة عنا جميعًا دومًا ،وتعطي اقتراحات لأشياء أجل أحيانًا تكون اقتراحات غبية لا تمت للواقع بصلة لكنها مفيدة حقًا...هي شخصية رائعة تمامًا بغرابتها بجمالها بكل شىء ،متأكد أنها فخورة بنفسها الأن وسعيدة بكل من حضر اللقاء هذا ودعمها بكل شىء... شكرًا لكم جميعًا.."ابتسم ناظرًا للجميع ثم انسحب بالقرب من توماس لتبتسم له هيفين شاكرة..
"لم تكن فقط أخت لي ،هيف.."ابتسم لها..
تقدم بعدها أليكساندر أيضًا بخطوات هادئة ثقيلة علي قلبه بدونها ،فقد اختفت فجأة أيضًا من حياته التي أنارتها بعد وجودها بها..
"مرحبًا بكم ،أدعي أليكساندر جاميرون صديق مقرب لديالا أو هكذا أود اعتقاد نفسي...لم أعرف ديالا منذ وقت طويل مثل الجميع هنا ،لكنني علمتها كفاية لأعلم أنها أكثر شخص مذهل ويملك قلبًا طيبًا ،لم تحمل ضغينة يومًا تجاه أحدهم...قد تكون غبية قليلًا في الأمور الخفية التي يحاول أحدهم إيصالها لها لكنها كانت طريقة بكل طرقها وأحبت كل شىء تفعله دومًا حتي إن كان صغيرًا ،لا اعتقد أننا سنتعافي يومًا من تلك الخسارة الفادحة لكننا مدركون جميعًا وجودها في مكان أفضل سعيدة بما وصلت له حتي الأن واتمني أن تكونوا استمتعتم بكل تفصيلة بكل شىء رائع هنا.. شكرًا لكم.."ابتسم ثم انسحب أيضًا لتبتسم له هيفين كذلك ،سعيدة بتطوع الجميع لذلك العمل اللطيف..
حان دور دانيل الذي أيضًا يشتاق لها رغم معرفتهم التي لم تطل كثيرًا ببعض ،إلا أنها أيضًا تركت أثرًا كبيرًا بحياته ونفسه..
"مرحبًا جميعًا أدعي دانيل وأنا مثل أليكساندر لم أعلم ديالا لذلك الوقت الطويل ،لكنها بالتأكيد تركت بصمتها بحياتنا جميعًا بكل تلك الأشياء التي تفعلها والمعلومات التي لا يهتم بها أي أحد لكنها تخبرنا إياها علي أي حال ،لديها روح رائعة وحب للعمل الذي تقوم به أي كان ما هو...لم أرد حقًا أن تتركنا بتلك الطريقة دون وداع ،لكننا لا نعلم المُقدر من ذلك ،لا أملك أي كلام يوفي بحقها بأي طريقة غير أننا جميعًا فخورون بها بأي كان ما وصلت له ... شكرًا لكم.."أبتسم وانسحب هو الأخر..
انسحبت هيفين خارج المعرض بإتجاه الممشي الذي يقود للشاطئ للرجل الذي هو بعالم أخر تمامًا ،بملكوته الخاص مع فتاته بعالم أخر..قطعت حبل أفكاره وشروده بوقوفها بجانبه والتحدث..
"أعلم أنك تشتاق إليها ،لكن عليك المضي بحياتك.."تحدثت بشرود ناظرة للنجوم الساطعة..
"إنها ليست فتاة عادية هيفين يمكنني نسيانها ،إنها ديالا فتاة أخري بمعني أصح.."قالها وهو ينفث دخان سيجارته بعيدًا..
"لم تكن لتريد أن تراك مقيدًا بها هكذا حتي بعدما ذهبت هي.."تنهدت ناظرة له..
"إنه دورك إذا أردت المجئ.."وضعت يدها علي كتفه ثم انسحبت للداخل مجددًا..
شرد قليلًا ثم دلف لمكان التجمع ناظرًا حوله ،لم تكن المرة الأولى التي يريد بها كل ذلك..فلقد رأه العديد من المرات من قِبل ديالا ،دومًا تحدثه عن تلك اللوحات وهي سعيدة وتخبره بمعانيها وهو دومًا يكون مسحورًا بسعادتها وهي تتحدث ويعشق حماسها وروحها التي لن ينساها أبدًا..
تقدم لتلك البقعة وانتقلت الأنظار إليه وهو يشرد لثوانٍ ناظرًا للأرض ثم ينظر للجميع..
"مرحبًا بالجميع..أدعي فيون فيريرا ،لقد كانت حب حياتي منذ وقت طويل ،وللأسف ليست هنا الأن لنشارك ذلك الأمر معكم في هذا اليوم المميز.."قالها بهدوء لتظهر الصدمة علي البعض من ضمنهم آدم وأليكساندر ودانيل والبعض الأخرين..
"أنا فقط هنا اليوم لأشهد ذلك اليوم الذي خططت له دومًا وكانت تتحدث به معي طوال الوقت ،كانت مهووسة بالفنون والتحف والتماثيل وكل تلك الأشياء ،لقد كنا دومًا نحضر تلك المعارض والمتاحف وكانت تتناقش معي بكل حيوية واستمتاع وتخبرني عن أصل كل لوحة والقصة الحقيقية وراء كل منها..لم تكن تمل أبدًا من أسئلتي المتواصلة وتعذر قلة فهمي في ذلك دومًا ،أردت دومًا إثارة إعجابها أكثر فكنت أبحث كثيرًا عن اللوحات الغير معروفة وأفاجئها بها وبمعلومات عنها ،لقد كانت تستمع بتشوق للمزيد وتُشجعني بالأمر لكنها كانت دومًا تخبرني أنني ليس علي التصرف علي غير طبيعتي لأكسب قلبها لأنها تحبني كما أنا لكنني رأيت دومًا أنها تحب أن يناقشها بتلك الأشياء ،لذا لمَ لا؟هي تهتم بكل شىء للغاية ولديها قلب كبير مستمعة رائعة ،تملك أجمل ابتسامة بالكون وألطف روح علي الإطلاق...هي ليست بارعة فقط في اللوحات والفن وكونها تمتلك صوتًا رائعًا ،هي أيضًا بارعة في تغيير من حولها...لم أكن أبدًا لأقف هنا وأقول كل ذلك في يوم من الأيام إلا إليها وهي من ساعدتني في البوح بمشاعري كل مرة ،لن أكون قادرًا يومًا علي وفاء حقها كاملًا في أي وقت وكم هي جميلة ومذهلة...خسارتها كانت أسوأ ما تعرضت له ليس أنا فقط بل جميعنا ،وسيكون من الصعب المضي قدمًا من شىء كهذا ،لكنني اتمني أنها فخورة بما وصلت له الأن وفخورة بتوماس الذي تغير لأجلها وهيفين التي أنشأت ذلك المكان الذي سيُخلد روحها انتقالًا لأيزاك الذي سيبدأ حياته التالية ليجعلها فخورة أكثر بانضمامه لفريق المنتخب في كرة السلة...لكل واحد هنا مغيرًا مجري حياته للأفضل ،شكرًا لها لكونها كانت معنا دومًا وستكون بقلوبنا دومًا.."قالها ثم انسحب محاولًا التحكم بمشاعره المتخبطة ودموعه التي تريد التحرر..
عانقته هيفين هامسة له ببعض الأشياء التي ستخفف عنه ،رغم أن الجبال التي علي قلبه أصبح محوها صعب بدونها..
"وقت صورة العائلة.."صاح المصور عاليًا ،لتتجمع العائلة والأصدقاء سويًا ويتم التقاط الصورة المثالية التي ستُعلق دائمًا في الأذهان مع كل عطف وحب في كل قلب من موجود هنا ،هم من صنعوا اليوم المميز..
'الأوقات القاحلة ستمر علينا ،تدمرنا وتجعلنا أشلاءًا لكن كل شىء يكمُن بعائلتك..
بروحك ودعمهم ووجودهم معنا ،سنصبح صامدين ،لذا لا تستسلم فالطريق لازال طويلًا لتحقق أحلامك وستري النور بالنهاية..' -ديالا ديفيدسون.
The end
Hope you like it
Vote and comment please 💜
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
A beautiful dream
لا معجبتنيش النهاية دي اتفضلي اكتبي غيرها يا غشاشة
Відповісти
2020-10-18 10:44:09
Подобається