You'll be okay
Part 31
'إهتمامي للحياة يقل بمرور الوقت أو بالأحري بتعاقب الأحداث اللامتناهية التي تُثبت أنه يكفي هكذا لحياة شخص واحد...تقودك لمرحلة التي تقول أنت بها يكفي حتي هذا، يكفي كل تلك الأحداث التي تُدمرك لكنك تعود وتقول أنه لا...ليس اليوم الذي ستخسر به ذاتك وحياتك، تاركًا كل هؤلاء ورائك...كل هؤلاء الذي يهتمون حقًا لأمرك وهن بجانبك...لذا رجاء حارب في هذه المعركة، إنها بينك وبين الحياة، لا تستسلم! '
"مرحبًا.." قلتها بإبتسامة حالما أجابت..
"كيف حال فتاتي المفضلة؟" قالتها بإبتسامة أشعر بها..
"كل شئ بخير...أخبريني عن حالك أنتِ" إبتسمت لأشعر بتعرج الطريق أو ليس الطريق نفسه إلا أنه ذلك السائق الثمل..
"أنا بخير، بالمنزل...أفتقدك، وأفتقد ذلك الطعام الذي تعديه، أين أنتِ الأن؟ يمكنني سماع صوت سيارات "قالتها بهدوء لأنظر من النافذة..
"أجل أنا بالخارج، أحضر بعض الأشياء "قلتها بهدوء، كذبة صغيرة أخري لكنها لكي أفتعل لها مفاجأة..
"هل أنتِ مستمتعة هناك؟" سألت بهدوء..
" أجل ،وأتمنى إن كنتِ معي هنا،إنتظري لحظة..."قلتها وأبعدت الهاتف عن أذني وتقدمت للأمام قليلًا..
"معذرة، هل يمكنك السير بإستقامة...قد نفتعل حادث " قلتها بهدوء له ليومئ لكنه لا يبدو وأنه بوعيه بالأساس..
"كل شئ علي ما يرام؟ "سألت بنوع من القلق..
"أجل لا تقلقي...والجميع هنا يرسل تحياته لكِ، ولدي مفاجأة لكِ...أنا في طريقي للمنزل" إبتسمت واضعة يدي علي معدتي..
"حقًا ؟ماذا هنـ..." قاربت علي الإكمال وإنقطع كل شئ بعدها..
إنقطع الضوء وإنقطع الأمل الذي كنت أتشبث به في هذه الفترة، قد أكون خسرت جزءًا مني بعدها جسديًا ومعنويًا....القدر في عناد معي في الحظي بقليل من الوقت لمعرفة ذاتي وما أنا حقًا في حاجة له، وقد وضعني بهذا الوضع الحرج، حيثما قد يضيع مني أشياء عدة..
Author's POV
أتعلم ذلك الوقت حيث أنت لا تعلم ما الذي يحدث لك، عندما تكون عند حافة النهاية لا تعلم إن كانت تلك النهاية أم لازلت ستواجه الحياة...هذا ما كان يجري بعقل ديالا الباطني، هذا إن كانت بوعيها بالأساس..
كل شئ إختفي بعد ذلك الضوء الساطع القوي من الشاحنة المارة بحانبهم مباشرة، وكأنها أتت من العدم...، لقد كان حادثًا قويًا، بعدها كل شئ تحول لحطام، أشلاء صغيرة متناثرة في أجسادهم وعلي جوانب الطريق..
لقد تسببت تلك الشاحنة بإنقلابهم عدة مرات بعد الضربة الأولي القوية وأستقرت علي الجانب العلوي لها، بجانب أن كل قطعة زجاج وقطعة بالسيارة قد تكون إستقرت بأجسادهم....لولا تلك السيارات المارة بالجوار والناس الذين ساعدوهم لكانوا موتي الأن..
قليل من الأنين المصحوب بالألم وهي تحاول الحراك قليلًا لكن بتلك الإصابات التي بجسدها كان الأمر صعب بالنسبة لها..
"مهلًا لا عليك...لا تحاولي الحراك" صوت يتردد في الغرفة تعرفه جيدًا لكن عقلها الأن يحاول تجميع كل ما حدث معها..
"أريد...ماء..." تحدثت بصوت خفيض للغاية بالكاد يمكنك سماعه لتسرع هيفين سريعًا وتحضر القليل من الماء لها ثم تركض مسرعة خارجًا صاحبة الطبيب معها وممرضتين..
" مرحبًا ديالا...أدعي فيليب كورون.."قالها الطبيب بهدوء وهو يفتح عينيها ويشير بضوء ما في عينيها ليتأكد من إفاقتها..
"أين...أنا ؟" همست بهدوء ليغلق الطبيب ذلك الضوء ثم يتفقد نبضها..
"هل تتذكرين ما حدث لكِ ديالا؟" سأل بهدوء لتغلق عينيها بإرهاق..
"القليل...الطفل؟"سألت فجأة بإرهاق لتأخذ هيفين نفسًا عميقًا ثم ينظر الطبيب لهيفين..
"كل شئ سيكون بخير ديالا...أريدك فقط أن تجيبيني علي بعض الأسئلة السريعة..." قالها لتقاطعه بحديث قليل جعل الجميع مصدومًا جراءه..
" لمَ...لا أشعر بشئ؟" همست وفتحت عينيها برفق وإرهاق..
" ديالا برفق...هل تشعرين بذلك؟" سأل بهدوء وهو ينكز ركبتيها ويحرك قدميها..
" لا...ماذا يحدث؟ "سألت معلقة عينيها المرهقتين بهيفين التي إقتربت وأمسكت بيدها وشدت عليها برفق..
"لا شئ خطير عزيزتي...ستكونين بخير "همست وقبلت رأسها ليهمس الطبيب ببعض الأشياء للمرضتين ثن يخرجوا أجمعهم وتخرج هيفين سريعًا ورائهم..
"ماذا يحدث لها؟ لقد قلت أنها ستكون بخير "قالتها بنوع من العصبية..
"أنسة دراين عليك وضع ذلك في الإعتبار أن تلك الحادثة كانت قوية وكان من المفترض أن تكون ديالا ميتة الأن لكن الرب كان معها وساعدها بمرور ذلك...من الواضح أن النخاع الشوكي لها قد تأثر بشكل قوي، سوف نقوم بفحوصات أولًا للتأكد، وإن كان هناك شئ سوف نضطر للقيام بعملية...لكنها خطيرة ونسبة نجاحها ليست كبيرة لكنها غير مستحيلة...فعليك التفكير جيدًا بالأمر "قالها بهدوء لتخرج الممرضتين من غرفة ديالا وهم يحركون سريرها متجهين لغرفة الفحوصات..
" فكري بروية "قالها وإستأذن وتوجه لغرفة الفحوصات تاركًا هيفين وحدها في خضم كل ذلك وحدها..
جلست علي الكرسي واضعة وجهها بين يديها وبدأت بالبكاء، هي لا تعلم ما يجب أن تفعل ولا يمكنها إتخاذ القرار بمفردها...تعلم يقينًا أنها عندما تحادث أحدهم سيزداد الوضع فقط توترًا ولن يساعد بشئ، وتعلم جيدًا أن تلك الجراحة قد تغير حياة ديالا تمامًا لاحقًا، إما للأفضل وهذا ما تتمناه أو للأسوأ وهذا ما لن تسامح عليه هيفين نفسها.....إتخذت قرارها وهي تعلم أنه لاحقًا ليس الآن سيكون غير صحيخًا علي الإطلاق..
بعد وقت خرج الطبيب من غرفة الفحوصات وتوجه لهيفين وعلامات الأسف والأسي تظهر علي وجهه..
"رجاء ،وجهك لا ينم علي أي أخبار جيدة" قالتها بنوع من القلق..
"هي تحتاج لإجراء جراحة، قطع الزجاج قد أثرت بشكل كبير علي ظهرها ونخاعها الشوكي...هذه الجراحة قد تساعدها كثيرًا، قد تواجه مشاكل بسيطة في السير بداية لكن مع العلاج الطبيعي ستتحسن...لكن بدون تلك الجراحة قد تبقي طوال حياتها علي كرسي متحرك" قالها لتغلق هيفين عينيها محاولة التماسك..
" ما هي نسبة نجاح تلك الجراحة؟ "سألت ناظرة له برجاء أن تكون النسبة مرضية..
" منخفضة لكنها ليست منعدمة "قالها بهدوء..
" هل يجب أن تقوم بها بمكان معين خارجًا؟ يمكننا نقلها لأي مكان "قالتها ببصيص من الأمل وتأمل أن يكون له ذات الرأي..
"لا داعٍ لذلك، نحن نملك نخبة من أفضل الأطباء هنا لجراحات من تلك...ستكون بخير لا تقلقي" قالها الطبيب مطمئنًا إياها..
" لكن إن كانت ستقوم بها، علي أحد من عائلتها أن يوقع الأوراق اللازمة ويتحمل مسئولية الجراحة" أكمل بهدوء..
"سأتحمل أنا كل شئ...هي لا تملك أحد غيري هنا بالوقت الراهن، لكن علي التحدث معها أولًا "قالتها بهدوء..
" حسنًا ،حالما تصلون لقرار نهائي أبلغيني" قالها ثم إنصرف لتتوجه هيفين للغرفة طارقة برفق ثم دلفت..
" كيف حالك عزيزتي؟ "سألت محاولة الإبتسام لتطمئنها لكن الأمر صعب عليها رؤية صديقة طفولتها بتلك الحالة المزرية..
" كل شئ يؤلم عدا قدمي، لا أشعر بهما فقط أشعر بنغزات بكل مكان "قالتها بهدوء ولازالت تواجه بوجهها السقف..
"ستكونين بخير عزيزتي، إنها فقط جراء الحادثة "قالتها بهدوء..
"هم لا يريدون إخباري بما حل بالطفل، رغم أنني أعلم أنه ليس علي قيد الحياة" قالتها بهدوء جاف ثم بدأت تتساقط عبراتها ولم تتحرك حتي..
" عليك التفكير بذاتك الأن دي، كل شئ سيُحل لاحقًا " قالتها جاذبة الكرسي ووضعته بجانبها ثم أمسكت بقدمها..
" كيف سيُحل كل شئ عندما فقدت أهم شئ كنت أملكه الأن، فقدت ما أحاول جاهدة عدم الإنهيار لأجله "قالتها بعصبية ودموعها تنهمر كثيرًا لتبدأ هيفين بالبكاء أيضًا وتعانقها برفق حتي لا تتألم..
" إعتقدت أن كل شئ سيتحسن بعدها، لم أتوقع أن يحدث كل هذا" قالتها بإنهيار تام وتحاول هيفين تهدأتها..
" أعلم عزيزتي، أعلم...أعلم أن كل شئ صعب الأن، لكننا سنتجاوزه معًا كما كنا نفعل دائمًا، عليكِ فقط أن تتماسكي حتي نمر بها" قالتها هيفين ماحية عبراتها وعبرات ديالا..
" لا يمكنني، الأمر صعب للغاية "قالتها ديالا محركة رأسها بالنفي..
"أعلم صغيرتي، لكننا سنجتازها معًا...وشوف تحظين بأطفال أخرون وسيكونون بقدر جمالك، وستحظين بحياة جميلة بعدها...أليس ذلك ما نقوله لبعضنا؟ ولم نترك جانب بعضنا أبدًا...عليكِ أن تثقي بي إتفقنا؟ أعدك أننا سنجتازها معًا "قالتها هيفين مبتسمة برفق ومبعدة شعر ديالا عنها لتحرك رأسها لكن لازالت دموعها منهمرة أكثر..
" رجاء توقفي عن البكاء، علي أحدنا أن يكون قويًا لأجل الأخر...ولا يمكنني فعل ذلك وأنتِ بتلك الحالة "قالتها هيفين بدموع قليلة لتجفف دموعها ثم دموع ديالا التي أومئت بهدوء محاولة عدم البكاء مجددًا..
"ستكونين أفضل أعدك...أنا هنا بجانبك، والجميع كذلك" قالتها هيفين بإبتسامة مُطمئنة مشددة علي يدها..
" هل أبدو بمظهر سئ؟ "سألت ديالا محاولة تغيير الموضوع لتنظر لها نظرة تقول، لا..لا أريد الإجابة عن ذلك..
"كان علي أن أعلم ذلك مسبقًا" قالتها ديالا قالبة عينيها لتضحك هيفين بخفة..
" أنتِ جميلة، لكن مجهدة...تفهمين؟" قالتها ناظرة لها..
"محاولتك لتحسين الوضع تثبت أنني أبدو بمظهر أسوأ" قالتها ديالا مبتسمة..
"نوعًا ما، لكننا لا نركز علي تلك الأشياء" إبتسمت هيفين..
" بخصوص قدمي، ماذا أخبرك الطبيب؟" سألت ديالا بهدوء..
"لقد قال أنكِ تحتاجين لجراحة ضرورية، ستساعدك في تحسين قدمك والسير بشكل أفضل، هل تودين فعلها؟ "سألت بهدوء ناظرة لها..
" أعلم أن نسبة نجاح جراحات كتلك منخفضة للغاية، لذا هل هي حقًا ضرورية!" قالتها بهدوء لتنظر لها هيفين بضيق..
" ديالا أيتها الغبية، هل تودين قضاء بقية حياتك علي كرسي متحرك؟ لقد تحدثت مع الطبيب وأخبرني أنه يوجد خبراء كثيرون هنا سيساعدونا ومع العلاج الطبيعي ستصبحين أفضل...ديالا ،لا يمكن لذلك أن ينجح لولا يقينك به أنه سيحدث، عليك أن تثقي وتتيقني أنه سينجح حتي يحدث...لأجلك!" قالتها هيفين مشددة علي يدها..
" أتمني أن تكوني محقة "قالتها ديالا بهدوء ،لكن يوجد ذلك الشعور الصغير الذي يراودها بأنها بن تنجح لكنها لم تُرد أن تُقلق هيفين وتعبئة رأسها الأخري ببعض الشكوك والأفكار السيئة بشكوكها..
" تعلمين أننا علينا محادثته "قالتها هيفين بهدوء..
"لا...محالة، أبدًا" قالتها ديالا بكل أنواع الرفض وهزت رأسها بالنفي..
"أنتِ واللعنة تمزحين....أنا سأحادثه ،الأمر نهائي...أعتقد أن الحادثة قد أثرت علي رأسك أيضًا" قالتها هيفين وخرجت من الغرفة لتزفر ديالا بضيق..
بالخارج طرقت هيفين الباب لمكتب الطبيب وسمح لها بالدلوف لتدلف..
"أفترض أنكم قد قررتم" قالها الطبيب بعدما ترك الأوراق التي بيده..
" أجل...ستقوم بالجراحة، أتمني أن تبذل قصاري جهدك "قالتها هيفين بهدوء..
" إنه عملي أنسة دراين ...هذه بعض الأوراق التي تحتاج لإطلاعك ولإمضتك، وأفترض أنكِ تعلمين كم المسئولية التي تتحمليها بمجرد إمضائك لتلك الأوراق" قالها ومد يده بالأوراق لها لتلتقطها وتطلع عليها سريعًا..
" أجل أعلم ،وأتمني أن تتم سريعًا "قالتها هيفين وإستأذنت وغادرت بعدها للرواق لتخرج هاتفها وتحادث أحدهم..
عدة مكالمات لذات الرقم لكن لازالت لا إجابة، لقد وصل الأمر لعشر مكالمات وأكثر من ثلاث رسائل صوتية لكن لازال لا إجابة...سئمت من الأمر لتنتظر لدقائق ثم تحادث رقمًا مختلفًا هذه المرة لكن نفس النتيجة لا رد حتي بعد تلك الرسالة الصوتية التي تحمل معني هامًا لكن لازال لا شئ لتتنهد ثم تدلف لها مجددًا..
"هم يُعدون غرفة العمليات الأن" قالتها بهدوء ثم جلست علي الكرسي مجددًا..
"هو لم يجب أليس كذلك؟" قالتها بهدوء ناظرة لهيفين..
"أنا متأكدة أنه ليس معه الهاتف بالوقت الراهن لكنه سيحادثني قريبًا" قالتها هيفين بهدوء..
"من الجيد أنه لم يُجب...لقد حادثت فيون ،أليس كذلك؟ "سألت ناظرة لها..
" ماذا؟لا بالطبع، لم قد أفعل ذلك؟" قالتها بنوع من الإرتباك..
" أعلم أنكِ فعلتِ، وهو لم يُجب...لم يكن عليكِ فعل ذلك تعلمين! "قالتها محركة رأسها بإرهاق لأعلي قليلًا..
"حسنًا اللعنة ،أعلم...لكنني إعتقدت أنه سيكون أفضل لكِ وسيساعدك علي التحسن، حيث أعلم كم تهتمين لأمره حتي الأن "قالتها بتنهد واضعة وجهها بين يديها..
"لقد إتفقنا علي أننا لم نتحدث بهذا مجددًا، أسدي لي معروفًا...لا تخبري أحد بأي من هذا، إذا حادثك أحدهم أخبريهم أنني لازلت برحلتي تلك وستطول قليلًا "قالتها بهدوء مغمضة عينيها بإرهاق..
" هل أنتِ متأكدة حيال ذلك؟ لا أعتقد أن تلك فكرة سديدة" قالتها بتردد ما ناظرة لها..
" إفعلي ذلك لأجلي...أنا متعبة الأن ،أعتقد أنني سأنام "قالتها بهدوء وبدأت بإغلاق عينيها بإرهاق..
" عندما تصبحين أفضل، سأخذك إلي حفل الأوبرا الذي سيُقام بعد خمسة أيام، حالما علمت بالأمر إشتريت التذاكر فورًا...أعلم أنكِ ستصبحين أفضل" قالتها بإبتسامة لطيفة ممسكة بيدها..
" هذا سيكون عظيمًا ،أنت الأفضلِ "إبتسمت ديالا بتعب ليدلف بعدها بقليل ممرضتين ليساعداها في التحضر للجراحة..
" سوف تكونين بخير حسنًا؟ أنا معكِ" قالتها هيفين بإبتسامة وقاربت علي البكاء لتبتسم ديالا بعدم وعي بسبب ذلك المخدر الذي وضعوه بها..
"سأكون بخير لا تقلقي "قالتها بإبتسامة غير واعية لتخرج هيفين ثم نقلوها لغرفة العمليات..
مرت الساعات الطويلة والمرهقة للأعصاب للجميع، للأطباء ولهيفين وحتي لديالا الغير واعية فكل ذلك يؤثر بعقلها الباطني...هيفين تتحرك بالرواق بقلق لأكثر من ساعتين تقضيهم بالنظر لغرفة العمليات وقليلًا في الهاتف منتظرة شئ معين...لكن الأمر يُخيب ظنها دومًا..
بعد مرور أكثر من خمس ساعات في تلك الغرفة الأشبه بالعائق في الوقت الراهن خرج الطبيب وهو يخلع قناع وجهه وغطاء الرأس ويلتقط أنفاسه، فبعد كل ذلك الوقت هو بالتأكيد يحتاج للراحة... ركضت له هيفين سريعًا حينها وهي ترجو أن يتناول كلامه بعض الحديث المُطمئن..
"رجاء ،فقط شئ جيد لليوم" قالتها برجاء بعينيها..
"أملك أخبارًا جيدة أجل، لقد نجحت الجراحة...سوف تكون أفضل بمرور الوقت" إبتسم لتتنفس الصعداء وكأن حملًا ثقيلًا إبتعد عنها..
"هذا يعد أفضل شيئًا سمعته منذ أسبوع تقريبًا....شكرًا لكَ للغاية، أنا أقدر ذلك بالتأكيد "قالتها مبتسمة ناظرة له..
"إنه عملي...لكن علينا التناقش ببعض الأشياء حالما يُعيدوها للغرفة "قالها وأشار لها بالتقدم لمكتبه بتتقدم ويتبعها ثم يغلق الباب خلفه..
"كما تعلمين أن لكل جراحة جانب جيد وجانب سئ "قالها لتجلس علي الكرسي وتتطلع إليه بينما يخلع زيه الرسمي للجراحة ويرتدي سترته الطبية البيضاء..
" الجانب الجيد، ديالا أصبحت بخير ويمكنها السير الأن لكن....الجانب السئ هو، أنها لن تتمكن من السير بطبيعية بهذه البساطة...ستحتاج الكثير من العلاج الطبيعي والإلتزام بالجلسات وبأخذ الأدوية" قالها بهدوء ناظرًا لها بعدما إتخذ موقعه علي كرسي مكتبه..
"أجل أعلم ،لقد أطلعتني علي كل ذلك مسبقًا "قالتها بهدوء ولكنه يبدو وكأنه يوجد المزيد لقوله..
" حسنًا الشئ الأخر ،تعلمين بسبب الحادثة التي تعرضت لها وكم كانت خطيرة لقد أثر ذلك علي المراكز العصبية لديها...ستجد صعوبة بالتحكم بيدها، هذا يعني وجود رعشة بيدها وعدم قدرتها علي التحكم بها جيدًا، لكنه ليس دائمًا وسيزول بمرور الوقت وبالمواظبة علي أخذ الدواء...وقد تشعر بقليل من الخمول بسبب الأدوية التي تأخذها "قالها بهدوء لتضع يدها علي وجهها..
" إذًا كان كل ذلك حدث، ماذا كنت تفعل أنت بالجراحة وكيف من المفترض أن الجراحة هكذا أفضل؟ "قالتها بنوع من السخرية ناظرة له..
" هذا كان الخيار الوحيد أنسة دراين، إذا كنا تدخلنا بمراكز العقل بأي نوع قد يؤثر تمامًا علي حالتها لاحقًا، وأفترض أن ما فعلناه تفضليه عن التأثير عليها بالسلب بأي طريقة أخري "قالها ببساطة ناظرًا لها لتتنهد وتحدق أمامها قليلًا قبل أن تتحدث..
"متي يمكنها الخروج؟ "سألت بهدوء..
" حالما نتأكد من كونها بخير "أجاب بهدوء لتستقيم ثم تستأذن وتغادر..
دلفت الغرفة وكانت نائمة كالملاك تمامًا وتلك الندوب علي وجهها لم تقلل منها جمالًا علي الإطلاق، جلست علي الأريكة البعيدة وأغلقت الأضواء حتي لا تضايق ديالا عند إستيقاظها وبقيت مستيقظة حوالي عشر دقائق حتي غفوت، فهي لم تنم منذ يومين تقريبًا!
Diala's POV
الألم في قدمي هو ما جعلني أستيقظ متقلبة قليلًا في الفراش بإرهاق وأشعر أن جسدي بأكمله يؤلمني، هذا صدقًا أصعب ما شعرت به حتي الآن...لاحظت إنطفاء الأنوار وضوء شروق الشمس يختلس طريقه من النافذة لأتنفس بعدها، لم أكن أصدق أنني قد أري ذلك مجددًا..
أثناء شرودي رنين هاتف هيفين قطعني من ذلك الشرود وإنتفضت هي للأسف من نومها علي رنين الهاتف، لتنظر له لثوانٍ قليلة ثم تغلقه واضعة إياه جانبًا ثم تتفقد الغرفة بأعين ناعسة حتي وقعت عينيها علي..
"أوه اللعنة لقد إستيقظت علي صوت الهاتف، أنا أعتذر" قالتها مستقيمة وهي تلملم شعرها بطريقة مبعثرة وإقتربت مني..
"لقد إستيقظت منذ قليل من الوقت...هل أنتِ بخير؟ أم تشعرين بالتعب؟" سألت بهدوء ناظرة لها..
"إلهي ،أنتِ من كنتِ بالحادث وتسأليني إن كنت بخير أم لا...علي أن أسألك أنا هذا "قالتها وهي تغلق الستائر قليلًا حتي لا تضايقنا..
"أنا علي قيد الحياة وبخير، وهذا أهم ما في الأمر "قلتها وأنا أحاول الإعتدال بجلستي لكنني شعرت بأن كل حركة أفتعلها عظام ظهري تنكسر..
" علي مهلك، سأساعدك أنا بهذا "قالتها وهي تساندني وعدلت لي الوسائد خلفي لأسند ظهري عليها..
"تبدين وكأنكِ لم تنامي منذ وقت" قلتها ناظرة لها لتربط لي شعري لأعلي حتي لا يضايقني..
"لا بل نمت كثيرًا، لا أعلم لمَ تشغلين بالك بي الأن، أنتِ الأهم الأن" قالتها بهدوء لتجلس بجانبي برفق..
" لأنني لا أريد أن أشعر بذلك التعب...هناك أمر لا يجب أن أسأل حياله، لكن لا أستطيع "قلتها بهدوء لتتنهد ناظرة لي..
"دعيني أخمن...إنه شئ سوف يحزننا وسيجعلنا نبكي مجددًا...إسألي "قالتها بهدوء وكأنها تتأهب للإجابة..
" عندما وصلت لهنا أكان الطفل على قيد الحياة؟ "سألت بهدوء..
" لا...قال الطبيب أنكِ قبل أن تصلي كان قد توفي، لم يستطيعوا فعل شئ لأجله و....لقد قالوا أنه يوجد مشاكل بالرحم بعد الحادثة وموت الطفل بداخلك، هذا يعني أنه ستكون هناك صعوبة في أن يحدث حمل مجددًا" كانت تتحدث بتردد وحزن وكنت فقط أنظر لها بهدوء حتي لا أبكي ولا أحزنها أكثر..
" لكن الخبر الجيد أن الطبيب قال أن هذه المشكلة ستُحل بمرور الوقت وأخذ الدواء، هذا يعني أنكِ ستتمكنين من الحظي بأطفال كثيرين لاحقًا، وهذا أفضل ما في الأمر "قالتها سريعًا مبتسمة إبتسامة صغيرة ممسكة بيدي لأبتسم برفق وأحاول جاهدة عدم البكاء..
"..وهناك شئ أخر عليكِ أن تعلميه..."قالتها بتنهد وأخذت نفسًا عميقًا..."أنتِ كنتِ في الغيبوبة ليومين كاملين، ثم إستيقظت وقمت بتلك العملية الأخري وها أنتِ نمتِ ليوم كامل وأستيقظت" قالتها بهدوء..
" أوه ،لم أتوقع أن يحدث كل ذلك" قلتها متنهدة وأغلقت عيني...."أشعر بالألم ببعض المناطق بجسدي، أهذا طبيعي؟" سألت بهدوء..
"أجل إنها فقط من أعراض الحادث، سنتخطي ذلك "أجابت بهدوء..
"لكن دعينا ننظر للجانب المشرق، أنتِ على قيد الحياة وسليمة أيضًا...فقط عندما نتبع تعليمات الطبيب ستكونين بأفضل حال...أنا أؤمن بذلك "قالتها بهدوء وشدت على يدي..
" أتمنى ذلك... "قلتها بهدوء ثم نظرت لها..."هل حادثك ؟"سألت بهدوء..
"أي أخرق منهم؟" سألت بجمود لأنظر لها بصدقًا؟
" لا تقولي ذلك...وأنتِ تعلمين عن من أتحدث "قلتها بهدوء..
" لم يتصل أي منهم، وهذا أفضل لهم حتى لا أسب أي منهم وأجعلهم يندمون على يوم ولادتهم" قالتها ببساطة لأبتسم..
"هل يمكنني طلب شئ منكِ؟ إذا حادثوكِ لا تخبريهم بأي شئ...لأجلي!" قلتها لتقلب عينيها بملل..
" ومن أخبرك بالأساس أنني سأخبرهم باي شئ يخصك؟ فقط الفتية يحادثوني ليطمئنوا عليكِ...لم أخبرهم بشئ بالطبع، لكنهم كانوا يقلقون عندما يحادثوكِ ولا تجيبي" قالتها بهدوء لأومئ ثم يطرق الباب الطبيب ومعه إحدى الممرضات..
" تبدين أجمل من أخر مرة رأيتك بها" إبتسم الطبيب بهدوء..
" كنت لأعجب بذاتي أيضًا الأن قبل ذاتي بالدماء..شكرًا لكَ "إبتسمت بهدوء..
" كيف تشعرين الأن؟ "سأل بينما يقترب ويشير بذات الضوء في عيني..
"ببعض الألم في جسدي لكنه أفضل من أول مرة إستيقظت بها" قلتها بهدوء..
" نود أن نجرب شيئًا، هل يمكنكِ مساعدتنا به؟" سأل بهدوء..
" أنا لست فتاة بالعاشرة فقط أخبرني بذلك الشئ "ضحكت بخفة ليبتسم..
" حسنًا أودكِ أن تحاولي الوقوف والسير حتى وإن كانت خطوات صغيرة" قالها لتستقيم هيفين وتسنادني في الوقوف..
لقد حاولت وكان الأمر صعبًا لكنني تحاملت على ذاتي وحاولت السير خطوتين حتى كدت أقع لولا مساندة الطبيب وهيفين لي...فقط لم أشعر بقدمي وكأنهما لا يستطيعان حملي ولم أستطع تحميل الأمر عليهم..
" حسنًا لا عليك، أنتِ بخير" قالها الطبيب وأجلسني علي الفراش..
"حسنًا لا بأس...تمكنك من الوقوف أول مرة كان بداية مبشرة، ومع العلاج الطبيعي ستصبحين بخير" قالها الطبيب بهدوء لأومئ..
" يمكنك المغادرة غدًا إذا أردت بعد أن نقوم ببعض الفحوصات...لا تضغطي على ذاتك إتفقنا؟ حمدًا لله على سلامتك" قالها بإبتسامة لأومئ ثم يغادر مع الممرضة..
" سوف تكونين بخير دي، ثقي بذلك "قالتها هيفين وعانقتني برفق..
" أتمنى "قلتها بهدوء لألتقط كوب الماء الموضوع جانبًا وحالما أمسكته وقع أرضًا متحطمًا لعدة أجزاء صغيرة..
" أنا أعتذر...لم أقصد ذلك "قلتها بهدوء لتلملم هيفين تلك الأجزاء سريعًا، ولاحظت إرتعاش يدي قليلًا لأشد عليها سريعًا..
" لا عليك...نحدث كثيرًا" قالتها بهدوء ململمة تلك الأجزاء ثم وضعتها بسلة المهملات وتأكدت من عدم وجود شئ في الأرضية..
"هل هناك شئ بيدي أيضًا؟ "سألت بهدوء..
" الحادث أثر على جهازك العصبي وبعض المراكز العصبية لديك...ستجدين صعوبة قليلًا في التحكم بيدك، لكن كل ذلك سيزول قريبًا "قالتها بهدوء..
"من رأيي إن كنت ميتة الأن لكان أفضل" قلتها بهدوء..
"توقفي عن قول اللعنة، سوف تكونين بخير وأفضل من البداية...فقط أزيلي تلك الأفكار السلبية من رأسك "قالتها بهدوء معانقة إياي ،لا يمكنني مواصلة ذلك صدقًا..
" أحتاج الذهاب للمرحاض "قلتها بهدوء لتحضر لي ذلك الكرسي المتحرك وتساعدني بالتوجه للمرحاض..
"سأتولي الأمر من هنا "قلتها بهدوء..
" سأكون بالخارج إن إحتجت لشئ "قالتها بهدوء ثم خرجت..
نظرت لفخذي العاريتين ولاحظت تلك الندوب المنتشرة بها وعند يدي، ثم نظرت للمرأة...تحسست ندوب وجهي التي حاول الطبيب إخفائها بنجاح لكنها ظهرت أيضًا، بدوت مُدمرة بطريقة مروعة بخلاف كوني مثيرة للشفقة الأن....لكنني لم أقدر على البكاء، أحاول تذكر كلمات أمي وكم كانت لتكون قوية في لحظة كتلك، وكلماتها المشجعة تتردد بأذني...علي فعل ذلك لأجلها، هي تستحق ذلك مني..
Author's POV
بخارج الغرفة تمامًا كانت هيفين تجيب على تلك الإتصالات المتتالية، وكانت أعصابها بالسماء على إستعداد بالفتك بالمتصل..
"حقًا ؟فكرت أن تجيب الأن؟ بعد 24 ساعه؟ مبارك عليك أنت حصلت على جائزة أكثر وغد للسنة...أنتَ صدقًا غير معقول، وهي حقًا كثيرة عليك" قالتها بعصبية وأغلقت الهاتف بوجه المتصل..
إتصال أخر وكانت هيفين في ذروة عصبيتها لتجيب حتى تفرغ بالأخر كل ما بداخلها..
"أي نوع من الحيوانات أنت؟ لقد راسلتك وأخبرتك وأن الأمر هام وأنت تجيبني بعدها بيوم!..إذا حاولت مرة أخرى التحدث معها، سأجعلك صدقًا تندم على اليوم الذي وُلدت به" قالتها بذات العصبية وأغلقت الهاتف..
"من أين تأتي تلك المصائب؟" قالتها بتنهد ثم دلفت للداخل وكانت ديالا خرجت من المرحاض..
" حسنًا نامي الأن، وغدًا سنقوم بتلك الفحوصات ثم سنخرج من هذا المكان اللعين "قالتها وساعدتها في الصعود على الفراش..
مرت ثلاثة أيام كاملة وقد خرجت ديالا من المشفى، وقضت يومين بهذا العلاج الطبيعي مع المواظبة على تلك الأدوية الكثيرة والتي كانت ترهقها عند رؤية كميتها، لكنها مرت ونسبة مقدرتها على السير بمفردها جيدة نوعًا ما، فقط بعض التعرج الخفيف لكنه أفضل من البداية..
وقد حل اليوم الذي من المفترض وكأنها عادت من رحلتها الصغيرة تلك، وأصرت على الذهاب للعمل حتى تتناسي كل ذلك، رغم إعتراض كبير من هيفين وإخبارها أنها تحتاج لراحة تامة، إلا أنها لم تستمع لها، وظلت على رأيها أن ذلك سيكون أفضل لها، رغم أنه يراودها شعور سئ حيال ذلك...لكنه اليوم الموعود، تقريبًا!
أخبروني بأرائكم!
ومن هذين الذين كانت تحادثهما هيفين؟
وما توقعاتكم لذلك اليوم الموعود؟
أسفة للتأخير بسبب الدراسة❤️
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
'إهتمامي للحياة يقل بمرور الوقت أو بالأحري بتعاقب الأحداث اللامتناهية التي تُثبت أنه يكفي هكذا لحياة شخص واحد...تقودك لمرحلة التي تقول أنت بها يكفي حتي هذا، يكفي كل تلك الأحداث التي تُدمرك لكنك تعود وتقول أنه لا...ليس اليوم الذي ستخسر به ذاتك وحياتك، تاركًا كل هؤلاء ورائك...كل هؤلاء الذي يهتمون حقًا لأمرك وهن بجانبك...لذا رجاء حارب في هذه المعركة، إنها بينك وبين الحياة، لا تستسلم! '
"مرحبًا.." قلتها بإبتسامة حالما أجابت..
"كيف حال فتاتي المفضلة؟" قالتها بإبتسامة أشعر بها..
"كل شئ بخير...أخبريني عن حالك أنتِ" إبتسمت لأشعر بتعرج الطريق أو ليس الطريق نفسه إلا أنه ذلك السائق الثمل..
"أنا بخير، بالمنزل...أفتقدك، وأفتقد ذلك الطعام الذي تعديه، أين أنتِ الأن؟ يمكنني سماع صوت سيارات "قالتها بهدوء لأنظر من النافذة..
"أجل أنا بالخارج، أحضر بعض الأشياء "قلتها بهدوء، كذبة صغيرة أخري لكنها لكي أفتعل لها مفاجأة..
"هل أنتِ مستمتعة هناك؟" سألت بهدوء..
" أجل ،وأتمنى إن كنتِ معي هنا،إنتظري لحظة..."قلتها وأبعدت الهاتف عن أذني وتقدمت للأمام قليلًا..
"معذرة، هل يمكنك السير بإستقامة...قد نفتعل حادث " قلتها بهدوء له ليومئ لكنه لا يبدو وأنه بوعيه بالأساس..
"كل شئ علي ما يرام؟ "سألت بنوع من القلق..
"أجل لا تقلقي...والجميع هنا يرسل تحياته لكِ، ولدي مفاجأة لكِ...أنا في طريقي للمنزل" إبتسمت واضعة يدي علي معدتي..
"حقًا ؟ماذا هنـ..." قاربت علي الإكمال وإنقطع كل شئ بعدها..
إنقطع الضوء وإنقطع الأمل الذي كنت أتشبث به في هذه الفترة، قد أكون خسرت جزءًا مني بعدها جسديًا ومعنويًا....القدر في عناد معي في الحظي بقليل من الوقت لمعرفة ذاتي وما أنا حقًا في حاجة له، وقد وضعني بهذا الوضع الحرج، حيثما قد يضيع مني أشياء عدة..
Author's POV
أتعلم ذلك الوقت حيث أنت لا تعلم ما الذي يحدث لك، عندما تكون عند حافة النهاية لا تعلم إن كانت تلك النهاية أم لازلت ستواجه الحياة...هذا ما كان يجري بعقل ديالا الباطني، هذا إن كانت بوعيها بالأساس..
كل شئ إختفي بعد ذلك الضوء الساطع القوي من الشاحنة المارة بحانبهم مباشرة، وكأنها أتت من العدم...، لقد كان حادثًا قويًا، بعدها كل شئ تحول لحطام، أشلاء صغيرة متناثرة في أجسادهم وعلي جوانب الطريق..
لقد تسببت تلك الشاحنة بإنقلابهم عدة مرات بعد الضربة الأولي القوية وأستقرت علي الجانب العلوي لها، بجانب أن كل قطعة زجاج وقطعة بالسيارة قد تكون إستقرت بأجسادهم....لولا تلك السيارات المارة بالجوار والناس الذين ساعدوهم لكانوا موتي الأن..
قليل من الأنين المصحوب بالألم وهي تحاول الحراك قليلًا لكن بتلك الإصابات التي بجسدها كان الأمر صعب بالنسبة لها..
"مهلًا لا عليك...لا تحاولي الحراك" صوت يتردد في الغرفة تعرفه جيدًا لكن عقلها الأن يحاول تجميع كل ما حدث معها..
"أريد...ماء..." تحدثت بصوت خفيض للغاية بالكاد يمكنك سماعه لتسرع هيفين سريعًا وتحضر القليل من الماء لها ثم تركض مسرعة خارجًا صاحبة الطبيب معها وممرضتين..
" مرحبًا ديالا...أدعي فيليب كورون.."قالها الطبيب بهدوء وهو يفتح عينيها ويشير بضوء ما في عينيها ليتأكد من إفاقتها..
"أين...أنا ؟" همست بهدوء ليغلق الطبيب ذلك الضوء ثم يتفقد نبضها..
"هل تتذكرين ما حدث لكِ ديالا؟" سأل بهدوء لتغلق عينيها بإرهاق..
"القليل...الطفل؟"سألت فجأة بإرهاق لتأخذ هيفين نفسًا عميقًا ثم ينظر الطبيب لهيفين..
"كل شئ سيكون بخير ديالا...أريدك فقط أن تجيبيني علي بعض الأسئلة السريعة..." قالها لتقاطعه بحديث قليل جعل الجميع مصدومًا جراءه..
" لمَ...لا أشعر بشئ؟" همست وفتحت عينيها برفق وإرهاق..
" ديالا برفق...هل تشعرين بذلك؟" سأل بهدوء وهو ينكز ركبتيها ويحرك قدميها..
" لا...ماذا يحدث؟ "سألت معلقة عينيها المرهقتين بهيفين التي إقتربت وأمسكت بيدها وشدت عليها برفق..
"لا شئ خطير عزيزتي...ستكونين بخير "همست وقبلت رأسها ليهمس الطبيب ببعض الأشياء للمرضتين ثن يخرجوا أجمعهم وتخرج هيفين سريعًا ورائهم..
"ماذا يحدث لها؟ لقد قلت أنها ستكون بخير "قالتها بنوع من العصبية..
"أنسة دراين عليك وضع ذلك في الإعتبار أن تلك الحادثة كانت قوية وكان من المفترض أن تكون ديالا ميتة الأن لكن الرب كان معها وساعدها بمرور ذلك...من الواضح أن النخاع الشوكي لها قد تأثر بشكل قوي، سوف نقوم بفحوصات أولًا للتأكد، وإن كان هناك شئ سوف نضطر للقيام بعملية...لكنها خطيرة ونسبة نجاحها ليست كبيرة لكنها غير مستحيلة...فعليك التفكير جيدًا بالأمر "قالها بهدوء لتخرج الممرضتين من غرفة ديالا وهم يحركون سريرها متجهين لغرفة الفحوصات..
" فكري بروية "قالها وإستأذن وتوجه لغرفة الفحوصات تاركًا هيفين وحدها في خضم كل ذلك وحدها..
جلست علي الكرسي واضعة وجهها بين يديها وبدأت بالبكاء، هي لا تعلم ما يجب أن تفعل ولا يمكنها إتخاذ القرار بمفردها...تعلم يقينًا أنها عندما تحادث أحدهم سيزداد الوضع فقط توترًا ولن يساعد بشئ، وتعلم جيدًا أن تلك الجراحة قد تغير حياة ديالا تمامًا لاحقًا، إما للأفضل وهذا ما تتمناه أو للأسوأ وهذا ما لن تسامح عليه هيفين نفسها.....إتخذت قرارها وهي تعلم أنه لاحقًا ليس الآن سيكون غير صحيخًا علي الإطلاق..
بعد وقت خرج الطبيب من غرفة الفحوصات وتوجه لهيفين وعلامات الأسف والأسي تظهر علي وجهه..
"رجاء ،وجهك لا ينم علي أي أخبار جيدة" قالتها بنوع من القلق..
"هي تحتاج لإجراء جراحة، قطع الزجاج قد أثرت بشكل كبير علي ظهرها ونخاعها الشوكي...هذه الجراحة قد تساعدها كثيرًا، قد تواجه مشاكل بسيطة في السير بداية لكن مع العلاج الطبيعي ستتحسن...لكن بدون تلك الجراحة قد تبقي طوال حياتها علي كرسي متحرك" قالها لتغلق هيفين عينيها محاولة التماسك..
" ما هي نسبة نجاح تلك الجراحة؟ "سألت ناظرة له برجاء أن تكون النسبة مرضية..
" منخفضة لكنها ليست منعدمة "قالها بهدوء..
" هل يجب أن تقوم بها بمكان معين خارجًا؟ يمكننا نقلها لأي مكان "قالتها ببصيص من الأمل وتأمل أن يكون له ذات الرأي..
"لا داعٍ لذلك، نحن نملك نخبة من أفضل الأطباء هنا لجراحات من تلك...ستكون بخير لا تقلقي" قالها الطبيب مطمئنًا إياها..
" لكن إن كانت ستقوم بها، علي أحد من عائلتها أن يوقع الأوراق اللازمة ويتحمل مسئولية الجراحة" أكمل بهدوء..
"سأتحمل أنا كل شئ...هي لا تملك أحد غيري هنا بالوقت الراهن، لكن علي التحدث معها أولًا "قالتها بهدوء..
" حسنًا ،حالما تصلون لقرار نهائي أبلغيني" قالها ثم إنصرف لتتوجه هيفين للغرفة طارقة برفق ثم دلفت..
" كيف حالك عزيزتي؟ "سألت محاولة الإبتسام لتطمئنها لكن الأمر صعب عليها رؤية صديقة طفولتها بتلك الحالة المزرية..
" كل شئ يؤلم عدا قدمي، لا أشعر بهما فقط أشعر بنغزات بكل مكان "قالتها بهدوء ولازالت تواجه بوجهها السقف..
"ستكونين بخير عزيزتي، إنها فقط جراء الحادثة "قالتها بهدوء..
"هم لا يريدون إخباري بما حل بالطفل، رغم أنني أعلم أنه ليس علي قيد الحياة" قالتها بهدوء جاف ثم بدأت تتساقط عبراتها ولم تتحرك حتي..
" عليك التفكير بذاتك الأن دي، كل شئ سيُحل لاحقًا " قالتها جاذبة الكرسي ووضعته بجانبها ثم أمسكت بقدمها..
" كيف سيُحل كل شئ عندما فقدت أهم شئ كنت أملكه الأن، فقدت ما أحاول جاهدة عدم الإنهيار لأجله "قالتها بعصبية ودموعها تنهمر كثيرًا لتبدأ هيفين بالبكاء أيضًا وتعانقها برفق حتي لا تتألم..
" إعتقدت أن كل شئ سيتحسن بعدها، لم أتوقع أن يحدث كل هذا" قالتها بإنهيار تام وتحاول هيفين تهدأتها..
" أعلم عزيزتي، أعلم...أعلم أن كل شئ صعب الأن، لكننا سنتجاوزه معًا كما كنا نفعل دائمًا، عليكِ فقط أن تتماسكي حتي نمر بها" قالتها هيفين ماحية عبراتها وعبرات ديالا..
" لا يمكنني، الأمر صعب للغاية "قالتها ديالا محركة رأسها بالنفي..
"أعلم صغيرتي، لكننا سنجتازها معًا...وشوف تحظين بأطفال أخرون وسيكونون بقدر جمالك، وستحظين بحياة جميلة بعدها...أليس ذلك ما نقوله لبعضنا؟ ولم نترك جانب بعضنا أبدًا...عليكِ أن تثقي بي إتفقنا؟ أعدك أننا سنجتازها معًا "قالتها هيفين مبتسمة برفق ومبعدة شعر ديالا عنها لتحرك رأسها لكن لازالت دموعها منهمرة أكثر..
" رجاء توقفي عن البكاء، علي أحدنا أن يكون قويًا لأجل الأخر...ولا يمكنني فعل ذلك وأنتِ بتلك الحالة "قالتها هيفين بدموع قليلة لتجفف دموعها ثم دموع ديالا التي أومئت بهدوء محاولة عدم البكاء مجددًا..
"ستكونين أفضل أعدك...أنا هنا بجانبك، والجميع كذلك" قالتها هيفين بإبتسامة مُطمئنة مشددة علي يدها..
" هل أبدو بمظهر سئ؟ "سألت ديالا محاولة تغيير الموضوع لتنظر لها نظرة تقول، لا..لا أريد الإجابة عن ذلك..
"كان علي أن أعلم ذلك مسبقًا" قالتها ديالا قالبة عينيها لتضحك هيفين بخفة..
" أنتِ جميلة، لكن مجهدة...تفهمين؟" قالتها ناظرة لها..
"محاولتك لتحسين الوضع تثبت أنني أبدو بمظهر أسوأ" قالتها ديالا مبتسمة..
"نوعًا ما، لكننا لا نركز علي تلك الأشياء" إبتسمت هيفين..
" بخصوص قدمي، ماذا أخبرك الطبيب؟" سألت ديالا بهدوء..
"لقد قال أنكِ تحتاجين لجراحة ضرورية، ستساعدك في تحسين قدمك والسير بشكل أفضل، هل تودين فعلها؟ "سألت بهدوء ناظرة لها..
" أعلم أن نسبة نجاح جراحات كتلك منخفضة للغاية، لذا هل هي حقًا ضرورية!" قالتها بهدوء لتنظر لها هيفين بضيق..
" ديالا أيتها الغبية، هل تودين قضاء بقية حياتك علي كرسي متحرك؟ لقد تحدثت مع الطبيب وأخبرني أنه يوجد خبراء كثيرون هنا سيساعدونا ومع العلاج الطبيعي ستصبحين أفضل...ديالا ،لا يمكن لذلك أن ينجح لولا يقينك به أنه سيحدث، عليك أن تثقي وتتيقني أنه سينجح حتي يحدث...لأجلك!" قالتها هيفين مشددة علي يدها..
" أتمني أن تكوني محقة "قالتها ديالا بهدوء ،لكن يوجد ذلك الشعور الصغير الذي يراودها بأنها بن تنجح لكنها لم تُرد أن تُقلق هيفين وتعبئة رأسها الأخري ببعض الشكوك والأفكار السيئة بشكوكها..
" تعلمين أننا علينا محادثته "قالتها هيفين بهدوء..
"لا...محالة، أبدًا" قالتها ديالا بكل أنواع الرفض وهزت رأسها بالنفي..
"أنتِ واللعنة تمزحين....أنا سأحادثه ،الأمر نهائي...أعتقد أن الحادثة قد أثرت علي رأسك أيضًا" قالتها هيفين وخرجت من الغرفة لتزفر ديالا بضيق..
بالخارج طرقت هيفين الباب لمكتب الطبيب وسمح لها بالدلوف لتدلف..
"أفترض أنكم قد قررتم" قالها الطبيب بعدما ترك الأوراق التي بيده..
" أجل...ستقوم بالجراحة، أتمني أن تبذل قصاري جهدك "قالتها هيفين بهدوء..
" إنه عملي أنسة دراين ...هذه بعض الأوراق التي تحتاج لإطلاعك ولإمضتك، وأفترض أنكِ تعلمين كم المسئولية التي تتحمليها بمجرد إمضائك لتلك الأوراق" قالها ومد يده بالأوراق لها لتلتقطها وتطلع عليها سريعًا..
" أجل أعلم ،وأتمني أن تتم سريعًا "قالتها هيفين وإستأذنت وغادرت بعدها للرواق لتخرج هاتفها وتحادث أحدهم..
عدة مكالمات لذات الرقم لكن لازالت لا إجابة، لقد وصل الأمر لعشر مكالمات وأكثر من ثلاث رسائل صوتية لكن لازال لا إجابة...سئمت من الأمر لتنتظر لدقائق ثم تحادث رقمًا مختلفًا هذه المرة لكن نفس النتيجة لا رد حتي بعد تلك الرسالة الصوتية التي تحمل معني هامًا لكن لازال لا شئ لتتنهد ثم تدلف لها مجددًا..
"هم يُعدون غرفة العمليات الأن" قالتها بهدوء ثم جلست علي الكرسي مجددًا..
"هو لم يجب أليس كذلك؟" قالتها بهدوء ناظرة لهيفين..
"أنا متأكدة أنه ليس معه الهاتف بالوقت الراهن لكنه سيحادثني قريبًا" قالتها هيفين بهدوء..
"من الجيد أنه لم يُجب...لقد حادثت فيون ،أليس كذلك؟ "سألت ناظرة لها..
" ماذا؟لا بالطبع، لم قد أفعل ذلك؟" قالتها بنوع من الإرتباك..
" أعلم أنكِ فعلتِ، وهو لم يُجب...لم يكن عليكِ فعل ذلك تعلمين! "قالتها محركة رأسها بإرهاق لأعلي قليلًا..
"حسنًا اللعنة ،أعلم...لكنني إعتقدت أنه سيكون أفضل لكِ وسيساعدك علي التحسن، حيث أعلم كم تهتمين لأمره حتي الأن "قالتها بتنهد واضعة وجهها بين يديها..
"لقد إتفقنا علي أننا لم نتحدث بهذا مجددًا، أسدي لي معروفًا...لا تخبري أحد بأي من هذا، إذا حادثك أحدهم أخبريهم أنني لازلت برحلتي تلك وستطول قليلًا "قالتها بهدوء مغمضة عينيها بإرهاق..
" هل أنتِ متأكدة حيال ذلك؟ لا أعتقد أن تلك فكرة سديدة" قالتها بتردد ما ناظرة لها..
" إفعلي ذلك لأجلي...أنا متعبة الأن ،أعتقد أنني سأنام "قالتها بهدوء وبدأت بإغلاق عينيها بإرهاق..
" عندما تصبحين أفضل، سأخذك إلي حفل الأوبرا الذي سيُقام بعد خمسة أيام، حالما علمت بالأمر إشتريت التذاكر فورًا...أعلم أنكِ ستصبحين أفضل" قالتها بإبتسامة لطيفة ممسكة بيدها..
" هذا سيكون عظيمًا ،أنت الأفضلِ "إبتسمت ديالا بتعب ليدلف بعدها بقليل ممرضتين ليساعداها في التحضر للجراحة..
" سوف تكونين بخير حسنًا؟ أنا معكِ" قالتها هيفين بإبتسامة وقاربت علي البكاء لتبتسم ديالا بعدم وعي بسبب ذلك المخدر الذي وضعوه بها..
"سأكون بخير لا تقلقي "قالتها بإبتسامة غير واعية لتخرج هيفين ثم نقلوها لغرفة العمليات..
مرت الساعات الطويلة والمرهقة للأعصاب للجميع، للأطباء ولهيفين وحتي لديالا الغير واعية فكل ذلك يؤثر بعقلها الباطني...هيفين تتحرك بالرواق بقلق لأكثر من ساعتين تقضيهم بالنظر لغرفة العمليات وقليلًا في الهاتف منتظرة شئ معين...لكن الأمر يُخيب ظنها دومًا..
بعد مرور أكثر من خمس ساعات في تلك الغرفة الأشبه بالعائق في الوقت الراهن خرج الطبيب وهو يخلع قناع وجهه وغطاء الرأس ويلتقط أنفاسه، فبعد كل ذلك الوقت هو بالتأكيد يحتاج للراحة... ركضت له هيفين سريعًا حينها وهي ترجو أن يتناول كلامه بعض الحديث المُطمئن..
"رجاء ،فقط شئ جيد لليوم" قالتها برجاء بعينيها..
"أملك أخبارًا جيدة أجل، لقد نجحت الجراحة...سوف تكون أفضل بمرور الوقت" إبتسم لتتنفس الصعداء وكأن حملًا ثقيلًا إبتعد عنها..
"هذا يعد أفضل شيئًا سمعته منذ أسبوع تقريبًا....شكرًا لكَ للغاية، أنا أقدر ذلك بالتأكيد "قالتها مبتسمة ناظرة له..
"إنه عملي...لكن علينا التناقش ببعض الأشياء حالما يُعيدوها للغرفة "قالها وأشار لها بالتقدم لمكتبه بتتقدم ويتبعها ثم يغلق الباب خلفه..
"كما تعلمين أن لكل جراحة جانب جيد وجانب سئ "قالها لتجلس علي الكرسي وتتطلع إليه بينما يخلع زيه الرسمي للجراحة ويرتدي سترته الطبية البيضاء..
" الجانب الجيد، ديالا أصبحت بخير ويمكنها السير الأن لكن....الجانب السئ هو، أنها لن تتمكن من السير بطبيعية بهذه البساطة...ستحتاج الكثير من العلاج الطبيعي والإلتزام بالجلسات وبأخذ الأدوية" قالها بهدوء ناظرًا لها بعدما إتخذ موقعه علي كرسي مكتبه..
"أجل أعلم ،لقد أطلعتني علي كل ذلك مسبقًا "قالتها بهدوء ولكنه يبدو وكأنه يوجد المزيد لقوله..
" حسنًا الشئ الأخر ،تعلمين بسبب الحادثة التي تعرضت لها وكم كانت خطيرة لقد أثر ذلك علي المراكز العصبية لديها...ستجد صعوبة بالتحكم بيدها، هذا يعني وجود رعشة بيدها وعدم قدرتها علي التحكم بها جيدًا، لكنه ليس دائمًا وسيزول بمرور الوقت وبالمواظبة علي أخذ الدواء...وقد تشعر بقليل من الخمول بسبب الأدوية التي تأخذها "قالها بهدوء لتضع يدها علي وجهها..
" إذًا كان كل ذلك حدث، ماذا كنت تفعل أنت بالجراحة وكيف من المفترض أن الجراحة هكذا أفضل؟ "قالتها بنوع من السخرية ناظرة له..
" هذا كان الخيار الوحيد أنسة دراين، إذا كنا تدخلنا بمراكز العقل بأي نوع قد يؤثر تمامًا علي حالتها لاحقًا، وأفترض أن ما فعلناه تفضليه عن التأثير عليها بالسلب بأي طريقة أخري "قالها ببساطة ناظرًا لها لتتنهد وتحدق أمامها قليلًا قبل أن تتحدث..
"متي يمكنها الخروج؟ "سألت بهدوء..
" حالما نتأكد من كونها بخير "أجاب بهدوء لتستقيم ثم تستأذن وتغادر..
دلفت الغرفة وكانت نائمة كالملاك تمامًا وتلك الندوب علي وجهها لم تقلل منها جمالًا علي الإطلاق، جلست علي الأريكة البعيدة وأغلقت الأضواء حتي لا تضايق ديالا عند إستيقاظها وبقيت مستيقظة حوالي عشر دقائق حتي غفوت، فهي لم تنم منذ يومين تقريبًا!
Diala's POV
الألم في قدمي هو ما جعلني أستيقظ متقلبة قليلًا في الفراش بإرهاق وأشعر أن جسدي بأكمله يؤلمني، هذا صدقًا أصعب ما شعرت به حتي الآن...لاحظت إنطفاء الأنوار وضوء شروق الشمس يختلس طريقه من النافذة لأتنفس بعدها، لم أكن أصدق أنني قد أري ذلك مجددًا..
أثناء شرودي رنين هاتف هيفين قطعني من ذلك الشرود وإنتفضت هي للأسف من نومها علي رنين الهاتف، لتنظر له لثوانٍ قليلة ثم تغلقه واضعة إياه جانبًا ثم تتفقد الغرفة بأعين ناعسة حتي وقعت عينيها علي..
"أوه اللعنة لقد إستيقظت علي صوت الهاتف، أنا أعتذر" قالتها مستقيمة وهي تلملم شعرها بطريقة مبعثرة وإقتربت مني..
"لقد إستيقظت منذ قليل من الوقت...هل أنتِ بخير؟ أم تشعرين بالتعب؟" سألت بهدوء ناظرة لها..
"إلهي ،أنتِ من كنتِ بالحادث وتسأليني إن كنت بخير أم لا...علي أن أسألك أنا هذا "قالتها وهي تغلق الستائر قليلًا حتي لا تضايقنا..
"أنا علي قيد الحياة وبخير، وهذا أهم ما في الأمر "قلتها وأنا أحاول الإعتدال بجلستي لكنني شعرت بأن كل حركة أفتعلها عظام ظهري تنكسر..
" علي مهلك، سأساعدك أنا بهذا "قالتها وهي تساندني وعدلت لي الوسائد خلفي لأسند ظهري عليها..
"تبدين وكأنكِ لم تنامي منذ وقت" قلتها ناظرة لها لتربط لي شعري لأعلي حتي لا يضايقني..
"لا بل نمت كثيرًا، لا أعلم لمَ تشغلين بالك بي الأن، أنتِ الأهم الأن" قالتها بهدوء لتجلس بجانبي برفق..
" لأنني لا أريد أن أشعر بذلك التعب...هناك أمر لا يجب أن أسأل حياله، لكن لا أستطيع "قلتها بهدوء لتتنهد ناظرة لي..
"دعيني أخمن...إنه شئ سوف يحزننا وسيجعلنا نبكي مجددًا...إسألي "قالتها بهدوء وكأنها تتأهب للإجابة..
" عندما وصلت لهنا أكان الطفل على قيد الحياة؟ "سألت بهدوء..
" لا...قال الطبيب أنكِ قبل أن تصلي كان قد توفي، لم يستطيعوا فعل شئ لأجله و....لقد قالوا أنه يوجد مشاكل بالرحم بعد الحادثة وموت الطفل بداخلك، هذا يعني أنه ستكون هناك صعوبة في أن يحدث حمل مجددًا" كانت تتحدث بتردد وحزن وكنت فقط أنظر لها بهدوء حتي لا أبكي ولا أحزنها أكثر..
" لكن الخبر الجيد أن الطبيب قال أن هذه المشكلة ستُحل بمرور الوقت وأخذ الدواء، هذا يعني أنكِ ستتمكنين من الحظي بأطفال كثيرين لاحقًا، وهذا أفضل ما في الأمر "قالتها سريعًا مبتسمة إبتسامة صغيرة ممسكة بيدي لأبتسم برفق وأحاول جاهدة عدم البكاء..
"..وهناك شئ أخر عليكِ أن تعلميه..."قالتها بتنهد وأخذت نفسًا عميقًا..."أنتِ كنتِ في الغيبوبة ليومين كاملين، ثم إستيقظت وقمت بتلك العملية الأخري وها أنتِ نمتِ ليوم كامل وأستيقظت" قالتها بهدوء..
" أوه ،لم أتوقع أن يحدث كل ذلك" قلتها متنهدة وأغلقت عيني...."أشعر بالألم ببعض المناطق بجسدي، أهذا طبيعي؟" سألت بهدوء..
"أجل إنها فقط من أعراض الحادث، سنتخطي ذلك "أجابت بهدوء..
"لكن دعينا ننظر للجانب المشرق، أنتِ على قيد الحياة وسليمة أيضًا...فقط عندما نتبع تعليمات الطبيب ستكونين بأفضل حال...أنا أؤمن بذلك "قالتها بهدوء وشدت على يدي..
" أتمنى ذلك... "قلتها بهدوء ثم نظرت لها..."هل حادثك ؟"سألت بهدوء..
"أي أخرق منهم؟" سألت بجمود لأنظر لها بصدقًا؟
" لا تقولي ذلك...وأنتِ تعلمين عن من أتحدث "قلتها بهدوء..
" لم يتصل أي منهم، وهذا أفضل لهم حتى لا أسب أي منهم وأجعلهم يندمون على يوم ولادتهم" قالتها ببساطة لأبتسم..
"هل يمكنني طلب شئ منكِ؟ إذا حادثوكِ لا تخبريهم بأي شئ...لأجلي!" قلتها لتقلب عينيها بملل..
" ومن أخبرك بالأساس أنني سأخبرهم باي شئ يخصك؟ فقط الفتية يحادثوني ليطمئنوا عليكِ...لم أخبرهم بشئ بالطبع، لكنهم كانوا يقلقون عندما يحادثوكِ ولا تجيبي" قالتها بهدوء لأومئ ثم يطرق الباب الطبيب ومعه إحدى الممرضات..
" تبدين أجمل من أخر مرة رأيتك بها" إبتسم الطبيب بهدوء..
" كنت لأعجب بذاتي أيضًا الأن قبل ذاتي بالدماء..شكرًا لكَ "إبتسمت بهدوء..
" كيف تشعرين الأن؟ "سأل بينما يقترب ويشير بذات الضوء في عيني..
"ببعض الألم في جسدي لكنه أفضل من أول مرة إستيقظت بها" قلتها بهدوء..
" نود أن نجرب شيئًا، هل يمكنكِ مساعدتنا به؟" سأل بهدوء..
" أنا لست فتاة بالعاشرة فقط أخبرني بذلك الشئ "ضحكت بخفة ليبتسم..
" حسنًا أودكِ أن تحاولي الوقوف والسير حتى وإن كانت خطوات صغيرة" قالها لتستقيم هيفين وتسنادني في الوقوف..
لقد حاولت وكان الأمر صعبًا لكنني تحاملت على ذاتي وحاولت السير خطوتين حتى كدت أقع لولا مساندة الطبيب وهيفين لي...فقط لم أشعر بقدمي وكأنهما لا يستطيعان حملي ولم أستطع تحميل الأمر عليهم..
" حسنًا لا عليك، أنتِ بخير" قالها الطبيب وأجلسني علي الفراش..
"حسنًا لا بأس...تمكنك من الوقوف أول مرة كان بداية مبشرة، ومع العلاج الطبيعي ستصبحين بخير" قالها الطبيب بهدوء لأومئ..
" يمكنك المغادرة غدًا إذا أردت بعد أن نقوم ببعض الفحوصات...لا تضغطي على ذاتك إتفقنا؟ حمدًا لله على سلامتك" قالها بإبتسامة لأومئ ثم يغادر مع الممرضة..
" سوف تكونين بخير دي، ثقي بذلك "قالتها هيفين وعانقتني برفق..
" أتمنى "قلتها بهدوء لألتقط كوب الماء الموضوع جانبًا وحالما أمسكته وقع أرضًا متحطمًا لعدة أجزاء صغيرة..
" أنا أعتذر...لم أقصد ذلك "قلتها بهدوء لتلملم هيفين تلك الأجزاء سريعًا، ولاحظت إرتعاش يدي قليلًا لأشد عليها سريعًا..
" لا عليك...نحدث كثيرًا" قالتها بهدوء ململمة تلك الأجزاء ثم وضعتها بسلة المهملات وتأكدت من عدم وجود شئ في الأرضية..
"هل هناك شئ بيدي أيضًا؟ "سألت بهدوء..
" الحادث أثر على جهازك العصبي وبعض المراكز العصبية لديك...ستجدين صعوبة قليلًا في التحكم بيدك، لكن كل ذلك سيزول قريبًا "قالتها بهدوء..
"من رأيي إن كنت ميتة الأن لكان أفضل" قلتها بهدوء..
"توقفي عن قول اللعنة، سوف تكونين بخير وأفضل من البداية...فقط أزيلي تلك الأفكار السلبية من رأسك "قالتها بهدوء معانقة إياي ،لا يمكنني مواصلة ذلك صدقًا..
" أحتاج الذهاب للمرحاض "قلتها بهدوء لتحضر لي ذلك الكرسي المتحرك وتساعدني بالتوجه للمرحاض..
"سأتولي الأمر من هنا "قلتها بهدوء..
" سأكون بالخارج إن إحتجت لشئ "قالتها بهدوء ثم خرجت..
نظرت لفخذي العاريتين ولاحظت تلك الندوب المنتشرة بها وعند يدي، ثم نظرت للمرأة...تحسست ندوب وجهي التي حاول الطبيب إخفائها بنجاح لكنها ظهرت أيضًا، بدوت مُدمرة بطريقة مروعة بخلاف كوني مثيرة للشفقة الأن....لكنني لم أقدر على البكاء، أحاول تذكر كلمات أمي وكم كانت لتكون قوية في لحظة كتلك، وكلماتها المشجعة تتردد بأذني...علي فعل ذلك لأجلها، هي تستحق ذلك مني..
Author's POV
بخارج الغرفة تمامًا كانت هيفين تجيب على تلك الإتصالات المتتالية، وكانت أعصابها بالسماء على إستعداد بالفتك بالمتصل..
"حقًا ؟فكرت أن تجيب الأن؟ بعد 24 ساعه؟ مبارك عليك أنت حصلت على جائزة أكثر وغد للسنة...أنتَ صدقًا غير معقول، وهي حقًا كثيرة عليك" قالتها بعصبية وأغلقت الهاتف بوجه المتصل..
إتصال أخر وكانت هيفين في ذروة عصبيتها لتجيب حتى تفرغ بالأخر كل ما بداخلها..
"أي نوع من الحيوانات أنت؟ لقد راسلتك وأخبرتك وأن الأمر هام وأنت تجيبني بعدها بيوم!..إذا حاولت مرة أخرى التحدث معها، سأجعلك صدقًا تندم على اليوم الذي وُلدت به" قالتها بذات العصبية وأغلقت الهاتف..
"من أين تأتي تلك المصائب؟" قالتها بتنهد ثم دلفت للداخل وكانت ديالا خرجت من المرحاض..
" حسنًا نامي الأن، وغدًا سنقوم بتلك الفحوصات ثم سنخرج من هذا المكان اللعين "قالتها وساعدتها في الصعود على الفراش..
مرت ثلاثة أيام كاملة وقد خرجت ديالا من المشفى، وقضت يومين بهذا العلاج الطبيعي مع المواظبة على تلك الأدوية الكثيرة والتي كانت ترهقها عند رؤية كميتها، لكنها مرت ونسبة مقدرتها على السير بمفردها جيدة نوعًا ما، فقط بعض التعرج الخفيف لكنه أفضل من البداية..
وقد حل اليوم الذي من المفترض وكأنها عادت من رحلتها الصغيرة تلك، وأصرت على الذهاب للعمل حتى تتناسي كل ذلك، رغم إعتراض كبير من هيفين وإخبارها أنها تحتاج لراحة تامة، إلا أنها لم تستمع لها، وظلت على رأيها أن ذلك سيكون أفضل لها، رغم أنه يراودها شعور سئ حيال ذلك...لكنه اليوم الموعود، تقريبًا!
أخبروني بأرائكم!
ومن هذين الذين كانت تحادثهما هيفين؟
وما توقعاتكم لذلك اليوم الموعود؟
أسفة للتأخير بسبب الدراسة❤️
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
Коментарі