Fall out
Part 45
'كم عدد الشيطان التي يمكنك تحملها؟ أولئك الذين يأكلونك حيًا..'
" ديالا...أود التحدث معكِ "قالها أيزاك بهدوء متتبعًا إياي لغرفتي..
"إذًا أحدث شئ ما؟" سألت وجلست على الفراش..
"لا...لكن أشعر بشئ غريب، وعليكِ أن تكوني صادقة معي" قالها بهدوء ناظرًا لي..
"وهل كنت غير ذلك قبلًا معك؟" سألت لأضحك علي ذاتي داخليًا، سيكون متفاجئًا حقًا عندما يعلم ما يجري..
"لا...لكن.."قالها ثم صمت ويبدو وأنه متردد حيال ذلك الأمر كثيرًا..
ًماذا هناك أيزاك؟" سألت بهدوء ورفق وضممت قدمي لصدري وأنا أنظر له..
" أعلم ما الذي حدث يوم نقل توماس للمشفى" قالها لأنظر له بعيني مرتابة خائفة من الواقع ولا أود خوض ذلك الحديث صدقًا..
" وما الذي علمته حينها؟ "سألت بهدوء محاولة تمثيل أنني لا أدري عن ماذا يتحدث..
" ترين!! أنتِ الأن غير صادقة معي" قالها بجدية لأنظر له بنظرات حادة..
" أيزاك!! "قلتها بحدة ليتنهد..
"أعتذر...لكنكِ الأن لا تخبريني بالحقيقة عكس ما توقعت" قالها بهدوء عاقدًا يديه أمام صدره..
" وماذا كنت تتوقع؟" سألت..
"أقل شئ الحقيقة!!" قالها بنبرة ساخرة لكنني تغاضيت عن الأمر..
" فقط أخبرني بما يجري" قلتها بهدوء..
"كلاكما كنتما تتحدثان عنه أليس كذلك؟ وإشتدت الأمور بينكما صحيح؟ "قالها بهدوء لأنظر له بصدمة، أنا لم اتوقع تمامًا أن أخوض هذا الحديث الأن، ووحدي..
" كيف علمت ذلك؟ "سألت بهدوء وأشرت له بالجلوس لكنه رفض..
"لست غبيًا...لقد كنت مستاءة للغاية بالمشفى وكنت تلومين نفسك على ما حدث له، وأعلم أن الأمور لم تكن لتشتد بينكم إلا بخصوص ذلك الأمر" عقب بهدوء رغم غضبه الداخلي الذي أشعر به الأن..
"أيزاك لقد إنتهى ذلك الحديث...نحن لن نتحدث عنه ولا الأن ولا لاحقًا" قلتها بجدية مُستقيمة متوجهة ناحية الخزانة..
" لا يمكنك فقط قول أننا لن نتحدث حياله، لأنني أستحق معرفة ما الذي يجري...لمَ هو هنا؟ "سخر..
" لا أعلم أيزاك...لا أعلم، ربما يُريد إفساد الأمور أكثر من ذلك "قلتها وأنا أخرج الملابس وألقيها علي الفراش..
" هل لازال هنا؟" سأل ناظرًا لي..
"لا أعلم ولست مُهتمة أيزاك، هل يمكننا عدم الحديث في ذلك بعد الأن؟ "قلتها بهدوء وذلك ليس ما أشعر به على الإطلاق..
" أود رؤيته "قالها لأتجمد بمكاني، وذلك ما لم أتوقع أن يتم قوله علي الإطلاق ولا الأن ولا لاحقًا..
"ولم تود ذلك؟ "سألت بهدوء وجمود بعدما إستدرت له..
" أنا أريد رؤيته ديالا..."قالها لأنظر له لثوانٍ، ثم ألتفت لأفعل أي شئ غير رؤيته..
" ليس قراري وحدي أيزاك...سأخبر توماس أولًا ثم سنرى ما سيحدث" قلتها بهدوء..
"شكرًا لكِ..."قالها ثم غادر الغرفة بعدما أغلق الباب وراءه لأجلس على الفراش بعدم إستيعاب..
كنت مصدومة من ذلك الحديث الذي لم أتوقع أن يسير بذلك المسار، لكن لمَ يتصرف هكذا؟ ولمَ الأن؟ وما الجديد بالأمر الذي يستحق ذلك الإهتمام المُفاجئ منه؟
'كل شئ سيكون علي ما يرام ديالا...نحن سنكون جميعًا بخير، لا إنهيار ولا كوابيس ولا ذكريات سيئة، والدتك هنا...بجانبك، تراقبك وتبتسم لكِ...هي تقول أنها فخورة بكِ وأنكِ تبلين حسنًا، هي تقول أن عليك البقاء قوية لأجلك ولأخوتك،وهي معنا لم تتركنا ولن تفعل' تلك الهمسات المترددة على شفتي تيسر ما يجري من حولي الأن، مُتمسكة بتلك القلادة الصغيرة المُعلقة برقبتي..
إنها كلمات والدتي عندما يحظى أي منا بكابوس أو وقت عصيب، كلمات قبل النوم بعد القصة اليومية الليلية وهي تجلس معنا على الفراش تعانقنا وتُضاحكنا بتلك القصص...يا لها من أيام..
استحممت سريعًا وارتديت ملابسي ثم إستلقيت علي الفراش أخيرًا للنوم..
بعد ساعات من النوم المريح الخالي من أي الكوابيس إستيقظت وبدلت ملابسي سريعًا ثم توجهت لأسفل.. ولازالوا يلعبون العاب الفيديو تلك..
"هل أنتم هكذا منذ أن صعدت أنا؟" سألت ناظرة لكليهم..
"أجل...نوعًا ما" أجاب أيزاك بهدوء مُركز على الشاشة..
"من الأفضل أن تذهبوا ربما للتمشي قليلًا أو النوم...أي شئ بدلًا من جلوسك كل ذلك الوقت أمام تلك الألعاب" قلتها ناظرة لكليهما لكنهما في عالمين مُختلفين تمامًا..
" أجل أجل، سننتهي من هذا سريعًا" قالها مُكملًا عمله..
" أيًا كان، ألازالت هيفين بالأعلى؟" سألت..
" لا ،لقد غادرت من وڤت قصير، مر عليها آدم وأخذها وذهبا لتوماس...عندما علموا أنٌكِ نائمة تركوكِ وحدك..." أجاب أيزاك بهدوء..
"حسنًا جيد...سأغادر الأن، إنتبهوا لأنفسكم "قلتها وتوجهت للباب..
"سوف نأتي لرؤية توماس بعد قليل...لذا إنتظرونا "قالها لويس وألتفت لينظر لي..
" أوه لا داعي، هو سيخرج الليلة وسنأتي بعدها لهنا...لذا عليك البقاء للعشاء "إبتسمت له ليومئ ثم يُعيد نظره للشاشة..
" دي..إنتبهي لنفسك "قالها أيزاك بهدوء مُبتسمًا لأبتسم له ثم أغادر..
بعد وقت قصير وصلت للمشفى وصعدت لغرفته وكانوا يجلسون معه يُحادثونه وبدا أفضل بكثير..
" صباح الخير "دلفت مُبتسمة ناظرة لهم وتوجهت لتوماس قبلت وجنته وجلست على الأريكة بجوار هيفين..
"صباح الخير، تبدين افضل من ليلة البارحة" إبتسم توماس..
"أجل حظيت بنوم كثير...وأيزاك ولويس أرادا القدوم لكنني أخبرتهم أنك ستخرج اليوم" إبتسمت بهدوء..
"هذا جيد...هل أنتِ بخير؟" سأل بهدوء ونظرات مُتمعنة..
"أجل...كل شئ بخير" إبتسمت..
"هي بخير، عليك فقط تركها وشأنها إن كان هناك شئ لكانت أخبرتنا "قالها آدم قالبًا عينيه..
" عليك الإهتمام بها...من سيفعل إذًا؟" قالها توماس مُحركًا كتفيه بعدم رضا عن حديث آدم..
" سأفعل أنا لا تقلق "إبتسم آدم..
"لا ،بالطبع لا...سوف اضطر لقتلك إن فكرت بفعلها "قالها توماس مُبتسمًا تلك الإبتسامة المُخيفة..
" حسنًا إسترخ، لن أفعل شئ إلا إذا أرادت هي "إبتسم آدم..
" لا، لن تفعل...أثق بك" إبتسم توماس وهو يُحدق بعيني آدم..
"حسنًا يا رفاق، لا أود إحباطكم لكن الشخص الذي تتشاجرون عليه جالس بيننا الأن "قالتها هيفين مُبتسمة وهي تشير لي لأضحك ساخرة..
"هل يمكنكما التوقف عن التصرف كأطفال بالثانوية وتتصرفوا كرجال بالسابعة والعشرين؟ "قلتها ناظرة لهما..
"كليهما نفس الشئ" إبتسم توماس ليضرب قبضته بقبضة آدم مُبتسمان..
" بالقضيب الصغير أم بالعقل الصغير! "قالتها ضاربة قبضتها بقبضتي وعلي وجهها إبتسامة تدل على توليها وفوزها بتلك المحادثة، ثم نظرت لتوماس نظرة باردة مُنتصِرَة..وكان علي وشك أن يرد حتى قاطع آدم الأمر..
" هذا كان لطيفًا بإمكاننا الهدوء الأن" قالها ناظرًا للجميع..
" بالمناسبة أخبرني آدم عن أمر العملية التي أردت القيام بها" قالها توماس بهدوء وهو ينظر لي..طة رؤء
"يا لك من واشٍ.." قلتها بهمس لآدم ونظرة مُعاتبة..
"لا تلوميني هو من أصر وكان يهددني" قالها مُحركًا كتفيه دليل على عدم حيلته..
" صحيح، وسأفعل ذات الشئ كل مرة" قلتها ببساطة..
" لا يمكنك فعل ذلك، تعلمين أننا إتفقنا مُسبقًا أن هذا لن يحدث أبدًا ولا يمكنك إختيار قرار كذلك وحدك أبدًا" قالها بهدوء..
"أنتَ كنت في العملية توماس ماذا كان ينبغي أن أفعل؟ أدعك تموت! سأفعل ذلك مجددًا إن تكرر ذات الشئ، ولا أهتم بما ستعتقده بالنهاية" قلتها بهدوء ناظرة له وظهر عدم إعجابه بذلك الحديث..
" إذًا الحل أن تموتي أنتِ؟ تلك ليست لعبة، إنها اختيارات مصيرية...بجانب هل أنتِ متأكدة من نجاحها؟ لا...قرارات كتلك لا يمكنك أخذها بتلك الطريقة، لقد قطعتِ وعدًا لي أنك لن تفعلي ذلك "قالها بإستنكار لما فعلته..
"أنتَ كنت لتفعل ذات الشئ توماس حتى إن قطعت وعدًا لي...عليك التفكير بأيزاك أيضًا "قلتها بهدوء..
" لهذا أنا أفكر به ، لا يمكنه أن يخسر إثنتينا "قالها لأصمت لثوانٍ ،هو محق لكنني سأفعلها ثانية إن تطلب الأمر..
" إذا لم تسمع الحديث مرة أخرى، فقط إضربها بشئ علي رأسها ليغشي عليها لقليل من الوقت "قالها ناظرًا لآدم لأقلب عيني ساخرة..
" حسنًا يمكننا أن نأخذ هدنة لدقائق...الجميع بخير وكل شئ بخير يمكننا الإستمتاع بهذه اللحظات "قالتها هيفين ناظرة لكلينا بهدوء ،ليعم الصمت بعدها الغرفة..
" حسنًا، سأذهب لأحضار القهوة، ديالا..أتودين القدوم؟" سأل آدم بعدما إستقام وتوجه ناحيتي..
"أجل هذا سيكون جيدًا "قلتها ثم إستقمت متوجهة معه للخارج..
" لا تستائي ،هو فقط قلق عليكِ "قالها آدم برفق لي..
"أتفهم كل ذلك...لكن عليه أيضًا أن يتفهم أنه مهم بالنسبة لنا وأننا لا يمكننا أن نخسره "تنهدت لنسير معًا للمقهى..
"أنتِ تعلمين توماس، هو يقدر ذلك لكن عندما يأتي الأمر لكِ أو لأيزاك...أنتم أهم" قالها بهدوء..
" لا يهم...سأفعل ما برأسي أيضًا بالنهاية" قالتها ثم وصلنا للمقهى ووقفنا في ذلك الصف الذي لم يكن طويلًا من الجيد..
" من الواضح أن تفكيرك مشغولًا قليلًا أيضًا...أحدث شئ أخر؟ "سأل واضعًا يديه بجيوب سترته..
" فقط كلما إعتقدت أن كل شئ يسير بشكل جيد، هو يأخذ إنحرافًا تلقائيًا "تنهدت لنتقدم أكثر للأمام..
"من أي إتجاه بالتحديد؟" سأل..
"من كل شئ، من العمل الذي تركته من المنزل ومن حياتي...والأن من ناحية أيزاك أيضًا، كل شئ فقط غير مُنظم ومُتعب" قلتها ناظرة له وهو يطلب القهوة..
" دعينا نبدأ من أول شئ...العمل! "قالها بهدوء..
" لقد إستقلت، لم أشعر بالراحة وأنا أعمل هناك...وأعلم أنك سعيد كما سيصبح توماس، لأن كليكما لا تحبان فيريرا "قلتها قالبة عيني..
" بالتأكيد...وهذا قرار جيد بالمناسبة أُهنئك عليه...وماذا بخصوص حياتك؟" سأل مُستندًا بكوعه على المنضدة الجانبية وهو يطلع علي..
"هذه هي أساس المشاكل، تعلم ما السبب في كل ذلك؟ إختياراتي، إختياراتي أسوأ من السوء..لا أعلم من أي يخرج ذلك الهراء مني" قلتها مُحركة رأسي بإستنكار، لألحظ تلك الإبتسامة الصغيرة علي وجهه لأعلم سريعًا ماذا فهم ويريد قوله..
"أزل تلك الإبتسامة من وجهك أيها المنحرف "قلتها واضعة يدي بجيوبي وناظرة بإتجاه غيره..
" حسنًا حسنًا، لكن لا يمكنك لومي...لقد كنت بالخدمة العسكرية لأربعة أشهر أو أكثر، ونحن لا نرى هناك فتيات كثيرات تعلمين" إبتسم تلم الإبتسامة الدافئة الصغيرة لأستند مثله وأنظر له مُسندة رأسي على يدي..
" وبعد إنتهاء الخدمة؟" إبتسمت..
"يمكنني رؤية نجوم، والأوضح ذلك القمر المُضئ "إبتسم برفق لي وأستطيع الشعور بدفئ في حديثه، ويبدو مُغرمًا تمامًا..
" طلبك جاهز "قالتها النادلة بإبتسامة لنا واضعة الأربعة الأكواب أمامنا لنعتدل بوقفتنا ثم غادرنا بتلك الأكواب..
" حسنًا عودة للموضوع، لقد ذكرت شيئًا يخص أيزاك،، ماذا هناك؟ "سأل..
" سأخبرك بالأعلى معهم" قلتها بهدوء ثم بعد وقت وصلنا للمشفى ومنها للغرفة مباشرة..
" إذًا ،تحدثت مع أيزاك بخصوص أمر ما عندما عدت" قلتها بعدما أعطيت هيفين كوبها وكذلك توماس..
"لا أود ذلك العصير "قالها ناظرًا لي وللكوب بيده..
" فقط أشربه وتوقف عن تصرفات الصغار تلك "قلتها مُبتعدة عنه، ليمد يده بكوب العصير لآدم ليبدله مع آدم...لكن آدم إحتسي القليل من القهوة ومثَل التمتع بها بمذاقها الحلو..
"سأقتلع رقبتك عندما أخرج" قالها توماس بجدية ليضحك آدم لأنظر لهم بجدية ليصمتوا وينظروا لي...
" هو علم ما حدث بيني وبين توماس وعن من كان الجدال بأكمله، ولا أعلم هو فقط طلب مي أنه يريد رؤية مورال" قلتها بهدوء جالسة بجانب هيفين ليعم الصمت بعدها..
"أنا لست موافق علي ذلك "أجاب توماس بهدوء وسريعًا، هو حتى لم يفكر بذلك..
"لا أعلم توماس...لقد بدا جادًا للغاية اليوم توماس ومضطربًا أيضًا، وأنا فقط لم أتمكن من الرفض، أخبرته أنني سأخبرك أولًا طقلتها بهدوء..
" وأنا لست موافقًا، ولقد إنتهى النقاش بذلك الأمر لأنه إن حدث، سينتهي بخطأ كبير للجميع "قالها بهدوء حازم..
" حسنًا دعوني أقول شيئًا... ما تفعله توماس خاطئًا، أيزاك ليس بالطفل بعد الأن، هو بالثامنة عشر وبالغ كفاية لإتخاذ قراراته، لا ترفضا له شيئًا كهذا...هذا أمر هام له كما هو هام لكما فلا يمكنكما فقط تجاهله وإخباره بلا، قد يفعل الأمر بنفسه دون علمكما...بالإضافة أري أنها شجاعة منه طلب ذلك، لمواجهة عائق يعوقه في حياته...أعلم كم الأمر صعب لكليكما وله أيضًا كثيرًا، لكنكما لا تعلمان ما سيحدث، وقد يحدث ما تتوقعاه لكنه حق أيزاك في ذلك أيضًا...هذا المرة ستكون النهائية ليعلم ما يريده حقًا، سيكون الأمر عسيرًا عليكم لكنه ضروري...بجانب نحن جميعنا هنا لأجلكم "قالتها هيفين بهدوء ناظرة لي ولتوماس، وأعتقد أنها محقة بذلك رغم أنني لا أريد فعل ذلك نهائيًا إلا إنها محقة..
" هيفين مُحقة توماس، إنه حق أيزاك وهو قراره ومواجهته وعليه الإختيار بذاته "قالها آدم بهدوء..
" هم محقون توماس "أومئت بهدوء له، لكنه لم يبدُ سعيدًا للغاية بتلك الفكرة، ولا أي منا كان سعيدًا منها لكنه واقع مرير علينا..
"حسنًا، لكنني لست راضٍ عن ذلك، وسأذهب معه "قالها آدم بهدوء..
" أنا أيضًا "قلتها بهدوء..
" لا أعتقد أنها فكرة سديدة...يمكنني الذهاب أنا وهيفين "قالها آدم بهدوء..
"لا...سأذهب أنا وديالا غدًا، وسننهي تلك اللعنة للنهاية...هل يمكننا المغادرة الأن من هذه اللعنة؟ "قالها بضيق..
" حسنًا دعني أساعدك "قالها آدم لأخرج مع هيفين للخارج ويساعده آدم في إرتداء ملابسه للذهاب للمنزل..
" ديالا.."قالها أحدهم حالما خرجنا وكان أحد أصدقاء توماس وآدم مع إثنين أخرين، يتشابهون جميعًا بأمر الوشوم الكثيرة وذات الشخصية تقريبًا..
" أوه ستيف، مرحبًا جميعًا "قلتها ناظرة لثلاثتهم ليومئوا بهدوء بإبتسامة صغيرة، أعرفهم نوعًا منذ وقت طويل لكننا لسنا منخرطين تمامًا..
"مرحبًا ديالا، سمعنا ما حدث لتوماس وأردنا الإطمئنان عليه، هل هو بخير؟" سأل ستيف بهدوء..
"أجل هو بأفضل حال، يمكنكم الدلوف هو مع آدم بالداخل إذا أردت الدخول" قلتها مشيرة للغرفة ليومئ ثم يدلف ثلاثتهم..
إنتظرت مع هيفين بالأسفل أمام سيارة آدم نتحدث حيال أشياء عدة حتى نزلوا خمستهم وتوجه ستيف ورفاقه في طريقهم وإقترب آدم وتوماس..
"كل شئ بخير؟" سألت ناظرة لهم ليومئ توماس رغم أن تعابير وجهه تدل على غير ذلك تمامًا...لكنني تغاضيت عن الأمر حتى عدنا للمنزل أخيرًا..
"من الجيد رؤيتك بخير" إبتسم أيزاك بهدوء مُعانقًا توماس..
"أنت أيضًا أيها الفتى" تحدث توماس بهدوء مُبادلًا إياه حتى إبتعدا..
" أين لويس؟" سألت لأغلق الباب بعدما دلفت..
"لقد عاد للمنزل، وبالمناسبة لويس ومايك يرسلان التحية لكَ" قالها ناظرًا لتوماس ليبتسم بهدوء..
" شكرًا لكليهما" قالها ثم جلس هو وآدم علي الأريكة أمام التلفاز..
" هل أخبرت توماس؟" همس أيزاك ناظرًا لي..
"أجل...سنحادث سيد براين الليلة، وقد نذهب غدًا" قلتها صاعدة لأعلى ليصعد ورائي..
" هل ستأتين أيضًا؟ لا أعتقد أنها فكرة سديدة"سأل بعدما دلفنا لغرفتي..
"أجل..أنظر لا أريد أن تشعر وكأنك مُجبر علي ذلك، أنا لا يعجبني الأمر وكذلك توماس...لكننا لن ندفعك لفعل شئ لا تريده، نحن معك بأي شئ" قلتها بهدوء مُبتسمة لأطمئنه..
"تعلمين أنا من المفترض أن يقول لكِ ذلك، أنتِ تحملت الكثير، ولا أود دفعك لذلك وأعلم أنكِ تكرهين ذلك مثلما أفعله، لكن ذلك هام لأجلي "قالها بهدوء مُمسكًا بيدي..
" لا عليك عزيزي،لهذا العائلة هنا "إبتسمت ليعانقني..
" مهلًا مهلًا ،نحن لم نتفق على ذلك..."قالها توماس مُستندًا علي الباب ناظرًا لنا ليبتسم أيزاك ليلتفت ويعانقني من الخلف واضعًا ذقنه علي كتفي..
" لقد كان وقتًا بيننا فقط، تعلم...بدون شخص مزعج" إبتسم أيزاك لأبتسم..
" تعلم ولقد إنتهى وقتك، علي أن أقضي وقتي أنا "قالها توماس مُتقدمًا بإتجاهنا وأمسك أيزاك من رقبته ليتأوه قليلًا..
" فقط لأنك للتو خرجت من المشفى" قالها أيزاك مُتأوهًا وهو يُبعد يد توماس..
" أذهب وساعد هيفين مع آدم هيا "قالها توماس وأغلق الباب في وجه أيزاك..
" وقح "ضحكت بخفة..
" فقط وجدته سيأخذك مني لوقت طويل لذا كان علي التدخل" إبتسم وجلس علي الفراش..
"أراك أفضل بكثير الأن "إبتسمت وجلست بجانبه..
"أجل...تعلمين الأمر لا يأخذ وقتًا" إبتسم ونظر لي لثوانٍ...."أهناك شئ تودين إخباري به؟" سأل..
"تعلم...فقط أشياء عادية، هيفين تقابل ذلك الشخص وتبدو سعيدة معه "قلتها ببساطة أحاول إيقاعه..
"حقًا؟هذا رائع، فقط يهم أنها سعيدة "إبتسم..
" إذًا كيف تشعر بخصوص هيفين؟ "سألت ليبتسم..
" هل تحاولين تخمين إن كنت أحمل مشاعر لهيفين؟ "إبتسم..
" لطالما كنت ذكيًا...إذًا ما الإجابة؟ "سألت بهدوء..
" حسنًا نوعًا ما لا أعلم، وإن علمت أيضًا لم أخبرك لأنك بالتأكيد ستخبريها" إبتسم مُستقيمًا مُتجهًا ناحية الباب..
" ألا ينتابك الفضول حالما تشعره هيفين؟ "إبتسمت إبتسامة مُستفزة مُحفزة إياه للسؤال..
"لا ،شكرًا لكِ "إبتسم ثم غادر لأبتسم ثم أبدل ملابسي وأنزل لهم..
تناولنا العشاء سويًا بين أحاديث ومُتعة وضحك حتي قاربنا علي الإنتهاء..
"إذًا هناك شئ أود إخباركم به...سأذهب بموعد مع شخص ما، وأود منكم مقابلته "إبتسمت بهدوء..
شعرت حينها بأن الطعام توقف بحلقي وبدأت بالسعال بقوة، في البداية كان الأمر مزحة والأن حقيقي؟ حقًا؟
"حسنًا علي مهلك" قالها أيزاك وناولني كوب من الماء وهو يضرب علي ظهري برفق..
" أنا...بخير "قلتها وإحتسيت كوب الماء..
" شكرًا لكما على العشاء، إنه لذيذ" قالها توماس وأخذ طبقه للمطبخ وكذلك آدم وأيزاك، لتمسك هيفين بالسكين وكأنها ستقتل توماس..
"متأكدة إننا إذا قتلناه سنكون خلصنا العالم من وغد ما" قالتها هيفين لأمسك بيدها مانعة إياها من الذهاب..
" حسنًا علي رسلك، هو قد يكون كذلك لكنه لازال أخي...إعترفي له أنتِ هيفين لا عيب بذلك، وأعتقد أنه يشعر بذات الشئ لكِ" همست لها بعدما خرج توماس للخارج ليستنشق بعض الهواء..
"سأهتم بالأمور هنا، وسأحضر باقي الأشياء لنقضي الليلة بالحديقة "إبتسمت لتستقيم مترددة وتتراجع وتتقدم عدة مرات حتى خرجت..
" هل يمكنكم مساعدتي؟ "قلتها ناظرة لأيزاك وآدم الجالسين علي الاريكة..
" ليس لأنك أعددت عشاءًا جيدًا سنعمل لديك" قالها أيزاك متأفأفًا وهو يحمل الأطباق لأتجاهله وأساعده مع آدم..
Author's POV
بعدما خرجت هيفين مترددة له ووقفت بجانبه بينما يحدق بالسماء..
"إذًا كيف تشعر الأن؟ "سألت دون النظر له وهي تشعر بذلك التوتر..
"بخير...وأنتِ؟" سأل لتزفر بضيق..
" إستمع لا أعلم كيف أتصرف بمواقف كتلك، ولا أهتم حتي إن بدوت غريبة وهذا الحديث يخرج مني الأن، لكن لأريح قلبي.."قالتها ثم صمتت لثوانٍ وقضمت شفتها السفلية..
"أنا أحبك...وكثيرًا ،لقد كان الأمر صعب بالنسبة لي أن ألاشي ذلك الشعور بداخلي وأنا أعلم أنك لا تبادلني ذلك الشعور...أحببتك منذ وقت طويل للغاية، منذ أن تعارفنا تقريبًا ونحن صغار، كنت كل شئ أراه...أحببت إبتسامتك أحببت ضحكتك، تصرفاتك التى تدل على غبائك بعض الأحيان، أحببت إهتمامك بي أنا وديالا وكم أنت تهتم وتُفكر بعائلتك...أحببت كم أنت جيد ولطيف، وكلما رأيتك يراودني ذلك الشعور اللطيف الذي يجعلني أبتسم ليلًا، وقعت لعينيك وشخصيتك وكل شئ، وقعت بشدة ولا رجوع بالأمر..خشيت أن أخبرك منذ وقت طويل أولًا لأجل ديالا والأخر أنني خشيت ألا تبادلني ذات الشعور وحينها لم أكن لأستطيع التصرف معك كما كنت أفعل مُسبقًا..."قالتها ثم صمتت مُجددًا..
" لم أخبرك بذلك لشئ، فقط أردت أن أزيل ذلك العائق عن قلبي ولتعلم بمَ أشعر وأكون صريحة معك ومع نفسي "قالتها ناظرة للسماء..
" تعلمين..من الجيد أن تحظى بشخص يُحبك بتلك الطريقة لكنه يعلم أنه ليس بذلك الشخص الجيد كفاية لكِ، قد أجلب الجحيم لحياتك وذلك الإختيار الأرجح..."قالها ثم صمت ليُعقب بعدها..
" تعلمين...لقد وقعت أيضًا لعينيك التي تشبهان المحيط ويدفعاني للغرق بكِ أكثر وجذبي للأعماق التي لا أعلم نهاية لها وإلى أين ستوصلني، وقعت بحب شعرك البرتقالي المموج الذي يتطاير معكِ أينما ذهبت ويأخذني إلى عالم أخر...تلك الضحكة التي تجعلني كالتائه ولا أعلم أين أنا أو ما أفعل، شفتيكِ البرتقاليتين التي تدفعني لتقبيلهما بشدة....وكم أريد إحتضانك وأخبرك كم أحبك وكم تعنين لي، وأنكِ لم تغيبي عن خاطري للحظة، بالرغم من أنكِ قد تكونين مزعجة كاللعنة ببعض الأحيان، لكنكِ ستظلين تلك الفتاة المسيطرة علي عقلي "تحدث بهدوء دون النظر لها كالمعتاد، وهي فقط مصدومة وسعيدة بما سمعته...بعد كل تلك الأعوام الأن يتحقق مُرادها..
" لا أملك شيئًا الأن وقد أبدو غبيًا مما سأفعله الأن ولا أعلم كيف سأفعله، لكن لا أمانع إن كان لأجلك.. "قالها وإنحني قليلًا وجلس على إحدى ركبتيه واقتلع وردة صفراء صغيرة من الحديقة..
"أنسة هيفين دراين ،هل تقبلين بأن تكوني أجمل شئ حدث لي وتكوني خليلتي المزعجة؟ "قالها مادًا يده بتلك الوردة الصغيرة..
" أجل ،بالتأكيد "إبتسمت مُتحكمة بعبراتها بسبب سعادتها بتحقق ما أرادته منك وقت طويل..
"أنا أحبك" همس بعدما إستقام وطبع قبلة صغيرة على شفتيها، وحملت الكثير من المشاعر التي يعجز عن التعبير عنها من خلال كلمات لن تكفي..
"هل يمكننا الخروج الأن؟" سأل أيزاك بتذمر حاملًا الأطباق..
"ليس الأن...يا إلهي، أخيرًا" همست مُبتسمة حالما رأت توماس ينحني علي ركبته لتُخرج هاتفها وتلتقط لهم صورة سويًا دون أن يلحظا..
"إنها لحظة خاصة، ماذا تفعلين..؟"سخر أيزاك..
"إنها ذكرى، وما شأنك أنت؟" سخرت ووضعت هاتفها بجيب بنطالها ودفعته للخارج لتخرج مع آدم..
" إذًا سنستمتع بالليلة هنا في الهواء الطلق، ولقد أحضرت بعض شرائط الموسيقى" إبتسمت حاملة ذلك الجهاز ووضعته أرضًا ووضعت إحدى الشرائط لتبدأ تلك الموسيقى الهادئة وتُسعدك بتلك الأنغام..
" إذًا اليوم أود قول شئ، وأعترف أيضًا...اليوم إعترفت بمشاعري تجاه هيفين وهي رسميًا خليلتي الأن وقريبًا سيكون أكثر "إبتسم مُحاوطًا خصرها ناظرًا لعينيها لنصيح لهم بحماس..
"جيد، إذًا اليوم يومها...شامبانيا مُعتقة منذ زمن، تنتظر اللحظة التي يفهم توماس بها ما يحدث من حوله "قالها آدم وهو يفتح تلك الزجاجة ويسكب للجميع عدا أيزاك بالطبع..
تحدثوا قليلًا وضحكوا كثيرًا ورقصوا أيضًا لبعض الوقت، أحيانًا من موسيقى على الأشرطة أو أغاني بصوت ديالا الهادئ الذي بعث بقلوبهم الدفئ،توماس يُحاوط خصر هيفين ويتراقصان على التلك الأنغام الموسيقية القديمة، ديالا ترقص أحيانًا مع آدم الذي أصبح أرق هائمًا بعينيها...أيزاك على اليد الأخري يُصور بكاميرته الخاصة تلك اللحظات القصيرة المُمتعة والتي تُخلد تلك الذكريات حتى قارب الوقت علي الفجر ليذهبوا للمنزل ويغطوا بسبات عميق، فاليوم الذي ينتظرهم غدًا أشبه بجحيم لكن لن نستبق الأحداث..
في مكان أخر تمامًا في تراس مظلم يحيط به أضواء خافتة يزينها ضوء القمر والنجوم الصغيرة الساطعة التي شكلت لوحة جميلة مليئة بالضيق يغطيها الغبار المُنبعث من سيجارته، شاردًا تمامًا بها وكم هي جميلة وكم أنه كاد يعكر ذلك الجمال..
"سألت الرجال عنك قالوا أنك هنا...ماذا تفعل هنا؟" سأل أحد الواقفين خلفه بعدة أمتار..
"إجلس رومان.." قالها بهدوء وأخرج زجاجة الويسكي وسكب لكليهما..
"ماذا هناك؟" سأل بعدما جلس وأشعل سيجارته..
"تعلم هذه المرة الأولى التي أشعر أنني فيها بخير دون التكلف والأهم أنني أشعر بطبيعتي "قالها بشرود..
" ومسبقًا ؟"سأل..
"كانت طبيعتي التي لم أعلم عنها ولم أكتشفها قبلًا ولطالما كنت أتفاداها لأنني أعلم أنها ستضيعني..."قالها وإحتسي القليل من الويسكي..
"وهل تشعر بالرضا الأن؟ من خلال ذلك التغير؟ "سأل..
" لقد تركت ديالا، للأبد...لذلك أشعر أنني على طبيعتي أكثر "قالها بهدوء..
"هل لازلت تحبها؟ "سأل ناظرًا له بتمعن..
" لا...لقد كانت خطأ، وأنا أعالجه الأن "قالها بهدوء وهو ينفث الدخان بعيدًا..
"وماذا تخطط؟" سأل..
" سنقتل ديفيدسون "قالها بهدوء تام..
"أي منهم؟ "سأل رومان وهو يُنهي كأسه..
" إثنتاهم "قالها بهدوء ناظرًا للسماء..
"هل أنت واثق من ذلك؟" سأل بإعتدال للوراء..
" نفذ ما أخبرك به، وإنتظر إشارة مني بما سيحدث" قالها دون الإلتفات له..
"أمرك "قالها ثم إستقام وخرج من ذلك المكان..
ليبقى وحده هائمًا بأفكاره التي تُغرقه بالأسوأ وتدفعه حتى الحافة التي سيلقي منها حتفه، تلك الأفكار التي تأكله حيًا من الخارج حتى الداخل...أشبه بشياطينك الصغيرة التي تحوم داخل رأسك، شيطان مع أخر لتتكون الصورة الأكبر...الشيطان بنفسه..
ينظر ليديه البيضاوتين الباردتين، والتي فاض بها الأمر من كثرة الدماء وبرودة الأعصاب وعقله النابض المُضطرب، حيث لا يعطي لذاته فترة للإسترخاء وإبعاد تلك الشياطين بترك رأسه وإبقاء هدنة فلا فائدة من ذلك بأكمله..
عودة لديالا المضطربة بفراشها، لا تنكف شياطينها بالعبث برأسها مُعطية إياها كل تلك الأفكار السلبية حيال ما سيحدث...تنتابها تلك الكوابيس مُجددًا، معظمها أسود يملك تلك الأصوات التى تعلم مصدرها وإتجاهها وكيف ستنتهي، لكنها تزداد وإنبعاثات الحركة والأصوات تزيد ذلك الأرق لينتهي بها الوضع رأسها علي الوسادة عينيها هائمة بالسقف وتمتلئ بالشرود..
بصباح اليوم التالي حوالي الواحدة ظهرًا حيث الكل هائم بأفكاره المُبعثرة مُلتفين حول طاولة الطعام ،الجميع صامت ينتظر أن يبدأ الأخر الحديث...وكأنها خطوة جريئة من أي منهم حتى إتخذها توماس..
"لقد تحدثت مع سيد براين...سوف نلتقي به بالثالثة" قالها بهدوء مُحتسيًا عصيره..
"جيد...لننتهي من الأمر سريعًا" قالها أيزاك مُكملًا طعامه وكانت ديالا فقط تعبث بطبقها لتنظر لها هيفين..
"أنتِ بخير؟" همست ناكزة إياها برفق في ذراعها..
"أجل أجل.." أومئت بهدوء لكن توماس كان ينظر لها بنظراته المتصفحة التى تخترقك لكنه لم يُعقب على شئ..
بعد إنتهائهم ومرور الوقت وذهابهم إلي ذلك المقهى الذي من المفترض أن يلتقوا به بذلك الشخص، دقات قلبهم تنبض بقوة وكأن ذلك اللقاء أشبه بلقاء العمالقة وعلي أحدهم فقط أن يفوز بذلك اللقاء..
"متوترة؟" سأل توماس ناظرًا لديالا التي تنظر للمقهى بتردد..
"لا أود فعل ذلك، ولا أي منا...أيمكننا فقط العودة!" تنهدت له بإضطراب..
"سنفعل ذلك لأجل أيزاك ثم سنعود سويًا...دقائق فقط، أنا معك" قالها وشبك يدي بيده لأضغط عليها برفق..
"أسندخل أم لا؟" سأل أيزاك بعدما تقدم بإتجاهنا لندلف سويًا للداخل..
"هل تود أن نجلس معك؟ "سأل توماس ناظرًا له..
" أنا لن اتحدث معه أو أجلس معه بذات المكان" قالتها ديالا مُعقبة وهي تنظر حولها..
" لا عليك، الأمر لن يستغرق دقائق" قالها أيزاك ثم جلس على طاولة وحده وجلس توماس وديالا على بعد طاولة منه ليتمكنوا من رؤيتهم..
بعد خمس دقائق تقريبًا دلف للمقهي رجل بالخمسين من عمره تقريبًا تظهر عليه معالم الثراء ويظهر ذلك من بذلته وساعته الثمينة يحتفظ بوجه هادئ على عكس عادته القديمة تمامًا، يمتلك تلك الندبة بأعلى جبهته جراء أحداث بالماضي...يحمل بين يديه علبة كبيرة تحتوي على هدية بداخلها، يُحرك عينيه بالأرجاء يبحث عنه حيث وجده جالسًا واضعًا يديه بجيوب كنزته مُستريح للوراء يحمل معالم البرود والجمود وكأن لا يوجد شئ يحدث...يمتلك ذات معالم توماس بكل المواقف، البرود والجمود ولا يعرف سواهم..
تقدم وجلس مُبتسمًا أمامه ووضع تلك العلبة أمامه جانبًا لكن لم يتحرك أيزاك ولو حركة واحدة فقط النظرات الجامدة..
"مرحبًا أيزاك" إبتسم بهدوء لكن لم يظهر أيزاك أي من التعابير..
"أحضرت لك تلك الهدية، بمناسبة عيد ميلادك الذي إقترب" إبتسم مُشيرًا للعلبة..
"ومتى هو عيد ميلادي؟" سأل بابتسامة ساخرة ليصمت الرجل قليلًا..
"أخبرني كيف كل شئ معكَ؟ ودراستك؟" إبتسم..
"أتعلم لمَ أردت رؤيتك اليوم؟" سأل أيزاك ثم أكمل..
"لست متشوقًا لرؤيتك بالحقيقة وأعتقد أنك تتلقى ذلك الشعور الأن...أتيت فقط لأخبرك أنني لا أريد رؤيتك مُجددًا، أريدك أن تتوقف على الدخول لحياتنا مرارًا وتكرارًا وإفسادها..."قالها بهدوء ليُكمل..
" أتعلم إسم من نحمل الأن؟ أو ليس الأن فقط منذ أن مَنَ الله علينا ورحلت عنا؟ نحن نحمل إسم والدتنا..عائلتها، ديفيدسون...ليس إسمك أتعلم لمَ؟ لأنك لم تكن موجودًا حتى، أنت لم تفعل أي شئ يجعلك تستحق أن نحظي بأسمك لأنه لا يملك أي نوع من الشرف...تعلم باليوم التالي الذي غادرت به مباشرة، نحن لم نتهم إن كنت ستعود أم لا...توماس وديالا أخبرا أمي أنهما يريدان تغيير إسم العائلة فورًا، لقد أصروا وإستعانوا بجدي بالأمر وسريعًا تخلصنا من ذلك العائق..."قالها ثم صمت..
" لقد كان يومًا لا يستحق النسيان حقًا...لقد كان كتحريرًا لنا...وعلي أن أقول لم نشعر بفارق فوجودك كان مثل عدمه، الفارق فقط أن ديالا وتوماس لم يصبحا يتعرضا للضرب يوميًا وأمي كذلك لم تعد تبكِ...لقد عشنا حياتنا بشكل مذهل، حظينا بمنزل كبير وعشنا أجمل اللحظات به، أمى أجل كانت تعمل بأكثر من وظيفة لتوفر لنا حياتنا ولكنها لم تقصر أبدًا معنا...إهتمت بدراستنا واللعب معنا وأنشطتنا، هي كانت تذهب معي لتمارين السلة ولم يفتها أي منها، على عكسك أنت لا تعلم حتى متي وُلدنا "قالها بسخرية بالنهاية..
" وحتي بعدما تُوفت أمي، ديالا وتوماس لم يقصرا أبدًا لقد فعلوا أفضل ما بوسعهم لأكثر من ثلاثة عشر سنة ولازالوا يفعلون وعلي الجانب الأخر...كم طفل حظيت حتى الأن؟ "إبتسم بسخرية..
" بمناسبة أمي...هل كنت تعلم أنها مصابة بالسرطان؟ "سأل مُتقدمًا قليلًا بجسده..
"لا...لا ،بالطبع لا "قالها الرجل بهدوء..
" هل كنت بالمدينة حينها عندما توفت؟ "سأل..
" لا...لم أكن "قالها بهدوء..
" توقف عن الكذب، لقد كنت تعلم وكنت بالمدينة لكنك لم تكلف نفسك حتي بالإطمئنان على أمي أو علينا حتي...أو أتعلم كيف عرفت؟ سأخبرك...لقد كنتُ طفلًا غبيًا أحمقًا لا يفقه شيئًا ينتظر والده ليعود له...كتبت لك رسالة وأرسلتها لك علي منزلك الجديد الذي كنت تعيش به مع زوجتك وأطفالك....سرت كل تلك المسافة من مكان المشفى التى توفت منها أمي إلي منزلك "قالها ثم صمت بعدما شعر بموجة المشاعر تلك لكنه صد كل ذلك وكان قد أخذ عهدًا علي نفسه أنه لن يظهر أي مشاعر له أبدًا أو يبكي عليه أو أمامه..
" وضعت تلك الرسالة أمام الباب ثم طرقت الباب وإختبأت سريعًا وفتح إبنك الصغير الباب تقريبًا وأخذها وأعطاها لك...وقفت أمام النافذة أنظر لك وجدتك قرأت الرسالة وماذا فعلت بعدها؟ لقد قطعتها إربًا ثم ألقيتها بالقمامة، صُدمت مما فعلته وعدت مُجددًا لديالا وكنت أنتظر منك إتصالًا أو حتى أن تأتي لنا...لكنك لم تفعل، وكان أفضل شئ فعلته أحييك عليه...علمتنا ألا نثق بأوغاد أنذال "إبتسم ببرود..
" أيزاك ،أنا والدك ولن أسمح لك بالحديث معي هكذا "قالها بحزم وجدية..
" أنا لا أملك والدًا، هو مات منذ وقت طويل...يمكنني إعطائك عنوان المقابر إن أردت "قالها ببساطة..
" لا أريدك أبدًا أن تتدخل بحياتنا مُجددًا، نحن نبلي بلاءًا حسنًا بدونك كنا نفعل ونفعل وسنفعل "قالها أيزاك ببساطة..
" توماس أنا لا يعجبني الأمر هل يمكننا أن نغادر؟ "قالتها ديالا بإضطراب وهي لا تعلم ما يحدث..
" لا يعجبني الأمر أيضًا، هيا بنا" قالها ثم إستقاما وبذات الوقت كان أيزاك كان إستقام حاملًا تلك العلبة ثم ألقاها في أقرب سلة قمامة وكان هناك عدة عيون تتبع الموقف بالمكان حتي غادر أيزاك وتتبعه توماس وديالا وقبل خروجهما أمسك ذلك الرجل بيد توماس لكنه تخلص من يده بسهولة ثم غادرا وإستقلوا السيارة..
تلك الرحلة بالسيارة كانت صامتة تمامًا، أيزاك لم يُعقب علي أي مما حدث فقط ينظر من النافذة وديالا وتوماس ينظران لبعض بقلق عليه..
"ما رأيكم بالذهاب للعشاء بمكان ما اليوم؟" سأل توماس وكادت ديالا تجيب حتي تحدث أيزاك..
"أوصلني لذلك العنوان" قالها ثم أعطي توماس هاتفه لينظر للعنوان ثم أخذ الهاتف لينظر توماس لديالا لتومئ له ليفعل له ما يريد..
بعد دقائق توقف توماس أمام ذلك العنوان الذي دله أيزاك عليه..
" إعتني بنفسك أيزاك "قالتها ديالا ثم غادر ولم يعقب..
"إنه منزل لويس اعتقد...سيكون بخير "قالتها بهدوء ثم دمعت عينيها..
"لا أود منك البكاء رجاء، أيزاك بخير وكل شئ" قالها بهدوء وضمها لأحضانه..
"لا أريده أن يمر بكل ذلك توماس، هو لا يستحق أي من ذلك...نحن تحملنا لعنته لكثير من الوقت، ما ذنب أيزاك الأن؟ لمَ فقط لا يتركنا وشأننا، لم يصر علي إفساد كل شئ" سخرت ماحية عبراتها..
"هو مغفل وأحمق...حياتنا أفضل الأن، لم فقط نضعه في عقلنا وندعه يعبث بحياتنا؟ "قالها بهدوء مُلمس علي شعرها..
" أعلم أنك تشعر باللعنة داخلك توماس، فقط لا تخفي الأمر على "قالتها ناظرة لعينيه ليتنهد ناظرًا لها..
"مشروب؟" سأل توماس ناظرًا لها..
" أكثر شئ أحتاجه الأن" قالتها لينطلق توماس إلى مكان يُخرجوا عقلهم عنه لقليل من الوقت..
في مكان أخر بالتحديد منزل فيون حيث فتح الباب ودلف ووجد فيولا جالسة بجوارها حقيبة كبيرة، والأمر المُفاجئ أنه كان معه باقة من الورود التي تحبها فيولا، ربما لأنه تغير أو هناك شئ أخر بعقله..
" مساء الخير" قالها بهدوء مُتقدمًا بإتجاهها..
"مساء الخير...لقد أنهيت عملك مبكرًا اليوم" إبتسمت..
"أجل...أردت قضاء بعض الوقت معك، ربما نذهب لعشاء سويًا نقضي يومًا ممتعًا" إبتسم ثم نظر لباقة الورد..
"تفضلي، أعلم أنه نوعك المفضل" قالها ثم قدمه لها لتأخذه مُبتسمة ناظرة للباقة..
"أذاهبة لمكان ما؟" سأل..
" أجل...لوالدي، تعلم لقد علمت شيئًا ما...شئ سئ جدًا "قالتها بهدوء مُستقيمة لتقف أمامه..
" علمت أنك كنت تخونني" أومئت مُبتسمة ناظرة له لتظل معالمه جامدة..
" أجل...ليس من وقت طويل لكنني علمت، وعلمت أنه منذ وقت طويل أكثر من ثلاثة شهور أو أكثر" قالتها متماسكة لكن هربت منها بعض العبرات..
" كنت أعلم أنك لا تحبني، لكنني حاولت كل شئ أردتك أن تشعر بحبي لكَ لكن قلبك بالأساس لم يكن معي...وعندما أصبحت حاملًا إعتقدت أن الأمور قد تتغير قليلًا وهي تتغير فعلًا لكن بعد فوات الأوان، بعدما فعلت فعلتك القذرة تلك" صرخت بوجهه..
"كيف بإمكانك فعل ذلك وتتصرف بطبيعية كل ذلك الوقت...كل الأوقات التي كنت أنا وحدي بها وكنت أنت معها، ألم تشعر بأي شئ خاطئ؟ ألم تفكر كم سيؤثر علي ذلك؟ إن كنت أردت ذلك لمَ لم تتطلقني من البداية لم تركتني أتعذب هكذا؟ وهل أعجبك ما حدث؟ "صرخت به وهي تضربه بصدره لكنه لم يتحرك..
" أنا أحببتك بكل قلبي وعشقتك، لكنك لم تقدر ذلك...وعلمت أيضًا من هي، ديالا...لقد كنت سعيدًا جدًا وتغيرت تمامًا، مائة وثمانين درجة...توقفت عن التدخين والسهر ليلًا نوعًا ما، كنت سعيدة بذلك التغيير ووجدتك سعيدًا وكنت سعيدة لأجلك...وعندما علمت بدوتما جيدين معًا، هي جيدة وحسنتك...لكن ماذا عني وعما أشعر به؟ "قالتها بدموع وثبات..
" سأذهب لوالدي وأريد الطلاق فيون، لا يمكنني البقاء معك هكذا...ويمكنك المجئ لرؤية طفلك بأي وقت "قالتها ثم توجهت لحقيبتها وتحركت للخارج تاركة إياه وحده ليجلس علي الأريكة وقد وقع كل شئ من حوله وعندما حاول تحسين كل شئ، تهاوي ببساطة..
ماذا تعتقدون؟
وأي إثنين من ديفيدسون تحدث عنهم فيون؟
وأيزاك ووالده؟
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
'كم عدد الشيطان التي يمكنك تحملها؟ أولئك الذين يأكلونك حيًا..'
" ديالا...أود التحدث معكِ "قالها أيزاك بهدوء متتبعًا إياي لغرفتي..
"إذًا أحدث شئ ما؟" سألت وجلست على الفراش..
"لا...لكن أشعر بشئ غريب، وعليكِ أن تكوني صادقة معي" قالها بهدوء ناظرًا لي..
"وهل كنت غير ذلك قبلًا معك؟" سألت لأضحك علي ذاتي داخليًا، سيكون متفاجئًا حقًا عندما يعلم ما يجري..
"لا...لكن.."قالها ثم صمت ويبدو وأنه متردد حيال ذلك الأمر كثيرًا..
ًماذا هناك أيزاك؟" سألت بهدوء ورفق وضممت قدمي لصدري وأنا أنظر له..
" أعلم ما الذي حدث يوم نقل توماس للمشفى" قالها لأنظر له بعيني مرتابة خائفة من الواقع ولا أود خوض ذلك الحديث صدقًا..
" وما الذي علمته حينها؟ "سألت بهدوء محاولة تمثيل أنني لا أدري عن ماذا يتحدث..
" ترين!! أنتِ الأن غير صادقة معي" قالها بجدية لأنظر له بنظرات حادة..
" أيزاك!! "قلتها بحدة ليتنهد..
"أعتذر...لكنكِ الأن لا تخبريني بالحقيقة عكس ما توقعت" قالها بهدوء عاقدًا يديه أمام صدره..
" وماذا كنت تتوقع؟" سألت..
"أقل شئ الحقيقة!!" قالها بنبرة ساخرة لكنني تغاضيت عن الأمر..
" فقط أخبرني بما يجري" قلتها بهدوء..
"كلاكما كنتما تتحدثان عنه أليس كذلك؟ وإشتدت الأمور بينكما صحيح؟ "قالها بهدوء لأنظر له بصدمة، أنا لم اتوقع تمامًا أن أخوض هذا الحديث الأن، ووحدي..
" كيف علمت ذلك؟ "سألت بهدوء وأشرت له بالجلوس لكنه رفض..
"لست غبيًا...لقد كنت مستاءة للغاية بالمشفى وكنت تلومين نفسك على ما حدث له، وأعلم أن الأمور لم تكن لتشتد بينكم إلا بخصوص ذلك الأمر" عقب بهدوء رغم غضبه الداخلي الذي أشعر به الأن..
"أيزاك لقد إنتهى ذلك الحديث...نحن لن نتحدث عنه ولا الأن ولا لاحقًا" قلتها بجدية مُستقيمة متوجهة ناحية الخزانة..
" لا يمكنك فقط قول أننا لن نتحدث حياله، لأنني أستحق معرفة ما الذي يجري...لمَ هو هنا؟ "سخر..
" لا أعلم أيزاك...لا أعلم، ربما يُريد إفساد الأمور أكثر من ذلك "قلتها وأنا أخرج الملابس وألقيها علي الفراش..
" هل لازال هنا؟" سأل ناظرًا لي..
"لا أعلم ولست مُهتمة أيزاك، هل يمكننا عدم الحديث في ذلك بعد الأن؟ "قلتها بهدوء وذلك ليس ما أشعر به على الإطلاق..
" أود رؤيته "قالها لأتجمد بمكاني، وذلك ما لم أتوقع أن يتم قوله علي الإطلاق ولا الأن ولا لاحقًا..
"ولم تود ذلك؟ "سألت بهدوء وجمود بعدما إستدرت له..
" أنا أريد رؤيته ديالا..."قالها لأنظر له لثوانٍ، ثم ألتفت لأفعل أي شئ غير رؤيته..
" ليس قراري وحدي أيزاك...سأخبر توماس أولًا ثم سنرى ما سيحدث" قلتها بهدوء..
"شكرًا لكِ..."قالها ثم غادر الغرفة بعدما أغلق الباب وراءه لأجلس على الفراش بعدم إستيعاب..
كنت مصدومة من ذلك الحديث الذي لم أتوقع أن يسير بذلك المسار، لكن لمَ يتصرف هكذا؟ ولمَ الأن؟ وما الجديد بالأمر الذي يستحق ذلك الإهتمام المُفاجئ منه؟
'كل شئ سيكون علي ما يرام ديالا...نحن سنكون جميعًا بخير، لا إنهيار ولا كوابيس ولا ذكريات سيئة، والدتك هنا...بجانبك، تراقبك وتبتسم لكِ...هي تقول أنها فخورة بكِ وأنكِ تبلين حسنًا، هي تقول أن عليك البقاء قوية لأجلك ولأخوتك،وهي معنا لم تتركنا ولن تفعل' تلك الهمسات المترددة على شفتي تيسر ما يجري من حولي الأن، مُتمسكة بتلك القلادة الصغيرة المُعلقة برقبتي..
إنها كلمات والدتي عندما يحظى أي منا بكابوس أو وقت عصيب، كلمات قبل النوم بعد القصة اليومية الليلية وهي تجلس معنا على الفراش تعانقنا وتُضاحكنا بتلك القصص...يا لها من أيام..
استحممت سريعًا وارتديت ملابسي ثم إستلقيت علي الفراش أخيرًا للنوم..
بعد ساعات من النوم المريح الخالي من أي الكوابيس إستيقظت وبدلت ملابسي سريعًا ثم توجهت لأسفل.. ولازالوا يلعبون العاب الفيديو تلك..
"هل أنتم هكذا منذ أن صعدت أنا؟" سألت ناظرة لكليهم..
"أجل...نوعًا ما" أجاب أيزاك بهدوء مُركز على الشاشة..
"من الأفضل أن تذهبوا ربما للتمشي قليلًا أو النوم...أي شئ بدلًا من جلوسك كل ذلك الوقت أمام تلك الألعاب" قلتها ناظرة لكليهما لكنهما في عالمين مُختلفين تمامًا..
" أجل أجل، سننتهي من هذا سريعًا" قالها مُكملًا عمله..
" أيًا كان، ألازالت هيفين بالأعلى؟" سألت..
" لا ،لقد غادرت من وڤت قصير، مر عليها آدم وأخذها وذهبا لتوماس...عندما علموا أنٌكِ نائمة تركوكِ وحدك..." أجاب أيزاك بهدوء..
"حسنًا جيد...سأغادر الأن، إنتبهوا لأنفسكم "قلتها وتوجهت للباب..
"سوف نأتي لرؤية توماس بعد قليل...لذا إنتظرونا "قالها لويس وألتفت لينظر لي..
" أوه لا داعي، هو سيخرج الليلة وسنأتي بعدها لهنا...لذا عليك البقاء للعشاء "إبتسمت له ليومئ ثم يُعيد نظره للشاشة..
" دي..إنتبهي لنفسك "قالها أيزاك بهدوء مُبتسمًا لأبتسم له ثم أغادر..
بعد وقت قصير وصلت للمشفى وصعدت لغرفته وكانوا يجلسون معه يُحادثونه وبدا أفضل بكثير..
" صباح الخير "دلفت مُبتسمة ناظرة لهم وتوجهت لتوماس قبلت وجنته وجلست على الأريكة بجوار هيفين..
"صباح الخير، تبدين افضل من ليلة البارحة" إبتسم توماس..
"أجل حظيت بنوم كثير...وأيزاك ولويس أرادا القدوم لكنني أخبرتهم أنك ستخرج اليوم" إبتسمت بهدوء..
"هذا جيد...هل أنتِ بخير؟" سأل بهدوء ونظرات مُتمعنة..
"أجل...كل شئ بخير" إبتسمت..
"هي بخير، عليك فقط تركها وشأنها إن كان هناك شئ لكانت أخبرتنا "قالها آدم قالبًا عينيه..
" عليك الإهتمام بها...من سيفعل إذًا؟" قالها توماس مُحركًا كتفيه بعدم رضا عن حديث آدم..
" سأفعل أنا لا تقلق "إبتسم آدم..
"لا ،بالطبع لا...سوف اضطر لقتلك إن فكرت بفعلها "قالها توماس مُبتسمًا تلك الإبتسامة المُخيفة..
" حسنًا إسترخ، لن أفعل شئ إلا إذا أرادت هي "إبتسم آدم..
" لا، لن تفعل...أثق بك" إبتسم توماس وهو يُحدق بعيني آدم..
"حسنًا يا رفاق، لا أود إحباطكم لكن الشخص الذي تتشاجرون عليه جالس بيننا الأن "قالتها هيفين مُبتسمة وهي تشير لي لأضحك ساخرة..
"هل يمكنكما التوقف عن التصرف كأطفال بالثانوية وتتصرفوا كرجال بالسابعة والعشرين؟ "قلتها ناظرة لهما..
"كليهما نفس الشئ" إبتسم توماس ليضرب قبضته بقبضة آدم مُبتسمان..
" بالقضيب الصغير أم بالعقل الصغير! "قالتها ضاربة قبضتها بقبضتي وعلي وجهها إبتسامة تدل على توليها وفوزها بتلك المحادثة، ثم نظرت لتوماس نظرة باردة مُنتصِرَة..وكان علي وشك أن يرد حتى قاطع آدم الأمر..
" هذا كان لطيفًا بإمكاننا الهدوء الأن" قالها ناظرًا للجميع..
" بالمناسبة أخبرني آدم عن أمر العملية التي أردت القيام بها" قالها توماس بهدوء وهو ينظر لي..طة رؤء
"يا لك من واشٍ.." قلتها بهمس لآدم ونظرة مُعاتبة..
"لا تلوميني هو من أصر وكان يهددني" قالها مُحركًا كتفيه دليل على عدم حيلته..
" صحيح، وسأفعل ذات الشئ كل مرة" قلتها ببساطة..
" لا يمكنك فعل ذلك، تعلمين أننا إتفقنا مُسبقًا أن هذا لن يحدث أبدًا ولا يمكنك إختيار قرار كذلك وحدك أبدًا" قالها بهدوء..
"أنتَ كنت في العملية توماس ماذا كان ينبغي أن أفعل؟ أدعك تموت! سأفعل ذلك مجددًا إن تكرر ذات الشئ، ولا أهتم بما ستعتقده بالنهاية" قلتها بهدوء ناظرة له وظهر عدم إعجابه بذلك الحديث..
" إذًا الحل أن تموتي أنتِ؟ تلك ليست لعبة، إنها اختيارات مصيرية...بجانب هل أنتِ متأكدة من نجاحها؟ لا...قرارات كتلك لا يمكنك أخذها بتلك الطريقة، لقد قطعتِ وعدًا لي أنك لن تفعلي ذلك "قالها بإستنكار لما فعلته..
"أنتَ كنت لتفعل ذات الشئ توماس حتى إن قطعت وعدًا لي...عليك التفكير بأيزاك أيضًا "قلتها بهدوء..
" لهذا أنا أفكر به ، لا يمكنه أن يخسر إثنتينا "قالها لأصمت لثوانٍ ،هو محق لكنني سأفعلها ثانية إن تطلب الأمر..
" إذا لم تسمع الحديث مرة أخرى، فقط إضربها بشئ علي رأسها ليغشي عليها لقليل من الوقت "قالها ناظرًا لآدم لأقلب عيني ساخرة..
" حسنًا يمكننا أن نأخذ هدنة لدقائق...الجميع بخير وكل شئ بخير يمكننا الإستمتاع بهذه اللحظات "قالتها هيفين ناظرة لكلينا بهدوء ،ليعم الصمت بعدها الغرفة..
" حسنًا، سأذهب لأحضار القهوة، ديالا..أتودين القدوم؟" سأل آدم بعدما إستقام وتوجه ناحيتي..
"أجل هذا سيكون جيدًا "قلتها ثم إستقمت متوجهة معه للخارج..
" لا تستائي ،هو فقط قلق عليكِ "قالها آدم برفق لي..
"أتفهم كل ذلك...لكن عليه أيضًا أن يتفهم أنه مهم بالنسبة لنا وأننا لا يمكننا أن نخسره "تنهدت لنسير معًا للمقهى..
"أنتِ تعلمين توماس، هو يقدر ذلك لكن عندما يأتي الأمر لكِ أو لأيزاك...أنتم أهم" قالها بهدوء..
" لا يهم...سأفعل ما برأسي أيضًا بالنهاية" قالتها ثم وصلنا للمقهى ووقفنا في ذلك الصف الذي لم يكن طويلًا من الجيد..
" من الواضح أن تفكيرك مشغولًا قليلًا أيضًا...أحدث شئ أخر؟ "سأل واضعًا يديه بجيوب سترته..
" فقط كلما إعتقدت أن كل شئ يسير بشكل جيد، هو يأخذ إنحرافًا تلقائيًا "تنهدت لنتقدم أكثر للأمام..
"من أي إتجاه بالتحديد؟" سأل..
"من كل شئ، من العمل الذي تركته من المنزل ومن حياتي...والأن من ناحية أيزاك أيضًا، كل شئ فقط غير مُنظم ومُتعب" قلتها ناظرة له وهو يطلب القهوة..
" دعينا نبدأ من أول شئ...العمل! "قالها بهدوء..
" لقد إستقلت، لم أشعر بالراحة وأنا أعمل هناك...وأعلم أنك سعيد كما سيصبح توماس، لأن كليكما لا تحبان فيريرا "قلتها قالبة عيني..
" بالتأكيد...وهذا قرار جيد بالمناسبة أُهنئك عليه...وماذا بخصوص حياتك؟" سأل مُستندًا بكوعه على المنضدة الجانبية وهو يطلع علي..
"هذه هي أساس المشاكل، تعلم ما السبب في كل ذلك؟ إختياراتي، إختياراتي أسوأ من السوء..لا أعلم من أي يخرج ذلك الهراء مني" قلتها مُحركة رأسي بإستنكار، لألحظ تلك الإبتسامة الصغيرة علي وجهه لأعلم سريعًا ماذا فهم ويريد قوله..
"أزل تلك الإبتسامة من وجهك أيها المنحرف "قلتها واضعة يدي بجيوبي وناظرة بإتجاه غيره..
" حسنًا حسنًا، لكن لا يمكنك لومي...لقد كنت بالخدمة العسكرية لأربعة أشهر أو أكثر، ونحن لا نرى هناك فتيات كثيرات تعلمين" إبتسم تلم الإبتسامة الدافئة الصغيرة لأستند مثله وأنظر له مُسندة رأسي على يدي..
" وبعد إنتهاء الخدمة؟" إبتسمت..
"يمكنني رؤية نجوم، والأوضح ذلك القمر المُضئ "إبتسم برفق لي وأستطيع الشعور بدفئ في حديثه، ويبدو مُغرمًا تمامًا..
" طلبك جاهز "قالتها النادلة بإبتسامة لنا واضعة الأربعة الأكواب أمامنا لنعتدل بوقفتنا ثم غادرنا بتلك الأكواب..
" حسنًا عودة للموضوع، لقد ذكرت شيئًا يخص أيزاك،، ماذا هناك؟ "سأل..
" سأخبرك بالأعلى معهم" قلتها بهدوء ثم بعد وقت وصلنا للمشفى ومنها للغرفة مباشرة..
" إذًا ،تحدثت مع أيزاك بخصوص أمر ما عندما عدت" قلتها بعدما أعطيت هيفين كوبها وكذلك توماس..
"لا أود ذلك العصير "قالها ناظرًا لي وللكوب بيده..
" فقط أشربه وتوقف عن تصرفات الصغار تلك "قلتها مُبتعدة عنه، ليمد يده بكوب العصير لآدم ليبدله مع آدم...لكن آدم إحتسي القليل من القهوة ومثَل التمتع بها بمذاقها الحلو..
"سأقتلع رقبتك عندما أخرج" قالها توماس بجدية ليضحك آدم لأنظر لهم بجدية ليصمتوا وينظروا لي...
" هو علم ما حدث بيني وبين توماس وعن من كان الجدال بأكمله، ولا أعلم هو فقط طلب مي أنه يريد رؤية مورال" قلتها بهدوء جالسة بجانب هيفين ليعم الصمت بعدها..
"أنا لست موافق علي ذلك "أجاب توماس بهدوء وسريعًا، هو حتى لم يفكر بذلك..
"لا أعلم توماس...لقد بدا جادًا للغاية اليوم توماس ومضطربًا أيضًا، وأنا فقط لم أتمكن من الرفض، أخبرته أنني سأخبرك أولًا طقلتها بهدوء..
" وأنا لست موافقًا، ولقد إنتهى النقاش بذلك الأمر لأنه إن حدث، سينتهي بخطأ كبير للجميع "قالها بهدوء حازم..
" حسنًا دعوني أقول شيئًا... ما تفعله توماس خاطئًا، أيزاك ليس بالطفل بعد الأن، هو بالثامنة عشر وبالغ كفاية لإتخاذ قراراته، لا ترفضا له شيئًا كهذا...هذا أمر هام له كما هو هام لكما فلا يمكنكما فقط تجاهله وإخباره بلا، قد يفعل الأمر بنفسه دون علمكما...بالإضافة أري أنها شجاعة منه طلب ذلك، لمواجهة عائق يعوقه في حياته...أعلم كم الأمر صعب لكليكما وله أيضًا كثيرًا، لكنكما لا تعلمان ما سيحدث، وقد يحدث ما تتوقعاه لكنه حق أيزاك في ذلك أيضًا...هذا المرة ستكون النهائية ليعلم ما يريده حقًا، سيكون الأمر عسيرًا عليكم لكنه ضروري...بجانب نحن جميعنا هنا لأجلكم "قالتها هيفين بهدوء ناظرة لي ولتوماس، وأعتقد أنها محقة بذلك رغم أنني لا أريد فعل ذلك نهائيًا إلا إنها محقة..
" هيفين مُحقة توماس، إنه حق أيزاك وهو قراره ومواجهته وعليه الإختيار بذاته "قالها آدم بهدوء..
" هم محقون توماس "أومئت بهدوء له، لكنه لم يبدُ سعيدًا للغاية بتلك الفكرة، ولا أي منا كان سعيدًا منها لكنه واقع مرير علينا..
"حسنًا، لكنني لست راضٍ عن ذلك، وسأذهب معه "قالها آدم بهدوء..
" أنا أيضًا "قلتها بهدوء..
" لا أعتقد أنها فكرة سديدة...يمكنني الذهاب أنا وهيفين "قالها آدم بهدوء..
"لا...سأذهب أنا وديالا غدًا، وسننهي تلك اللعنة للنهاية...هل يمكننا المغادرة الأن من هذه اللعنة؟ "قالها بضيق..
" حسنًا دعني أساعدك "قالها آدم لأخرج مع هيفين للخارج ويساعده آدم في إرتداء ملابسه للذهاب للمنزل..
" ديالا.."قالها أحدهم حالما خرجنا وكان أحد أصدقاء توماس وآدم مع إثنين أخرين، يتشابهون جميعًا بأمر الوشوم الكثيرة وذات الشخصية تقريبًا..
" أوه ستيف، مرحبًا جميعًا "قلتها ناظرة لثلاثتهم ليومئوا بهدوء بإبتسامة صغيرة، أعرفهم نوعًا منذ وقت طويل لكننا لسنا منخرطين تمامًا..
"مرحبًا ديالا، سمعنا ما حدث لتوماس وأردنا الإطمئنان عليه، هل هو بخير؟" سأل ستيف بهدوء..
"أجل هو بأفضل حال، يمكنكم الدلوف هو مع آدم بالداخل إذا أردت الدخول" قلتها مشيرة للغرفة ليومئ ثم يدلف ثلاثتهم..
إنتظرت مع هيفين بالأسفل أمام سيارة آدم نتحدث حيال أشياء عدة حتى نزلوا خمستهم وتوجه ستيف ورفاقه في طريقهم وإقترب آدم وتوماس..
"كل شئ بخير؟" سألت ناظرة لهم ليومئ توماس رغم أن تعابير وجهه تدل على غير ذلك تمامًا...لكنني تغاضيت عن الأمر حتى عدنا للمنزل أخيرًا..
"من الجيد رؤيتك بخير" إبتسم أيزاك بهدوء مُعانقًا توماس..
"أنت أيضًا أيها الفتى" تحدث توماس بهدوء مُبادلًا إياه حتى إبتعدا..
" أين لويس؟" سألت لأغلق الباب بعدما دلفت..
"لقد عاد للمنزل، وبالمناسبة لويس ومايك يرسلان التحية لكَ" قالها ناظرًا لتوماس ليبتسم بهدوء..
" شكرًا لكليهما" قالها ثم جلس هو وآدم علي الأريكة أمام التلفاز..
" هل أخبرت توماس؟" همس أيزاك ناظرًا لي..
"أجل...سنحادث سيد براين الليلة، وقد نذهب غدًا" قلتها صاعدة لأعلى ليصعد ورائي..
" هل ستأتين أيضًا؟ لا أعتقد أنها فكرة سديدة"سأل بعدما دلفنا لغرفتي..
"أجل..أنظر لا أريد أن تشعر وكأنك مُجبر علي ذلك، أنا لا يعجبني الأمر وكذلك توماس...لكننا لن ندفعك لفعل شئ لا تريده، نحن معك بأي شئ" قلتها بهدوء مُبتسمة لأطمئنه..
"تعلمين أنا من المفترض أن يقول لكِ ذلك، أنتِ تحملت الكثير، ولا أود دفعك لذلك وأعلم أنكِ تكرهين ذلك مثلما أفعله، لكن ذلك هام لأجلي "قالها بهدوء مُمسكًا بيدي..
" لا عليك عزيزي،لهذا العائلة هنا "إبتسمت ليعانقني..
" مهلًا مهلًا ،نحن لم نتفق على ذلك..."قالها توماس مُستندًا علي الباب ناظرًا لنا ليبتسم أيزاك ليلتفت ويعانقني من الخلف واضعًا ذقنه علي كتفي..
" لقد كان وقتًا بيننا فقط، تعلم...بدون شخص مزعج" إبتسم أيزاك لأبتسم..
" تعلم ولقد إنتهى وقتك، علي أن أقضي وقتي أنا "قالها توماس مُتقدمًا بإتجاهنا وأمسك أيزاك من رقبته ليتأوه قليلًا..
" فقط لأنك للتو خرجت من المشفى" قالها أيزاك مُتأوهًا وهو يُبعد يد توماس..
" أذهب وساعد هيفين مع آدم هيا "قالها توماس وأغلق الباب في وجه أيزاك..
" وقح "ضحكت بخفة..
" فقط وجدته سيأخذك مني لوقت طويل لذا كان علي التدخل" إبتسم وجلس علي الفراش..
"أراك أفضل بكثير الأن "إبتسمت وجلست بجانبه..
"أجل...تعلمين الأمر لا يأخذ وقتًا" إبتسم ونظر لي لثوانٍ...."أهناك شئ تودين إخباري به؟" سأل..
"تعلم...فقط أشياء عادية، هيفين تقابل ذلك الشخص وتبدو سعيدة معه "قلتها ببساطة أحاول إيقاعه..
"حقًا؟هذا رائع، فقط يهم أنها سعيدة "إبتسم..
" إذًا كيف تشعر بخصوص هيفين؟ "سألت ليبتسم..
" هل تحاولين تخمين إن كنت أحمل مشاعر لهيفين؟ "إبتسم..
" لطالما كنت ذكيًا...إذًا ما الإجابة؟ "سألت بهدوء..
" حسنًا نوعًا ما لا أعلم، وإن علمت أيضًا لم أخبرك لأنك بالتأكيد ستخبريها" إبتسم مُستقيمًا مُتجهًا ناحية الباب..
" ألا ينتابك الفضول حالما تشعره هيفين؟ "إبتسمت إبتسامة مُستفزة مُحفزة إياه للسؤال..
"لا ،شكرًا لكِ "إبتسم ثم غادر لأبتسم ثم أبدل ملابسي وأنزل لهم..
تناولنا العشاء سويًا بين أحاديث ومُتعة وضحك حتي قاربنا علي الإنتهاء..
"إذًا هناك شئ أود إخباركم به...سأذهب بموعد مع شخص ما، وأود منكم مقابلته "إبتسمت بهدوء..
شعرت حينها بأن الطعام توقف بحلقي وبدأت بالسعال بقوة، في البداية كان الأمر مزحة والأن حقيقي؟ حقًا؟
"حسنًا علي مهلك" قالها أيزاك وناولني كوب من الماء وهو يضرب علي ظهري برفق..
" أنا...بخير "قلتها وإحتسيت كوب الماء..
" شكرًا لكما على العشاء، إنه لذيذ" قالها توماس وأخذ طبقه للمطبخ وكذلك آدم وأيزاك، لتمسك هيفين بالسكين وكأنها ستقتل توماس..
"متأكدة إننا إذا قتلناه سنكون خلصنا العالم من وغد ما" قالتها هيفين لأمسك بيدها مانعة إياها من الذهاب..
" حسنًا علي رسلك، هو قد يكون كذلك لكنه لازال أخي...إعترفي له أنتِ هيفين لا عيب بذلك، وأعتقد أنه يشعر بذات الشئ لكِ" همست لها بعدما خرج توماس للخارج ليستنشق بعض الهواء..
"سأهتم بالأمور هنا، وسأحضر باقي الأشياء لنقضي الليلة بالحديقة "إبتسمت لتستقيم مترددة وتتراجع وتتقدم عدة مرات حتى خرجت..
" هل يمكنكم مساعدتي؟ "قلتها ناظرة لأيزاك وآدم الجالسين علي الاريكة..
" ليس لأنك أعددت عشاءًا جيدًا سنعمل لديك" قالها أيزاك متأفأفًا وهو يحمل الأطباق لأتجاهله وأساعده مع آدم..
Author's POV
بعدما خرجت هيفين مترددة له ووقفت بجانبه بينما يحدق بالسماء..
"إذًا كيف تشعر الأن؟ "سألت دون النظر له وهي تشعر بذلك التوتر..
"بخير...وأنتِ؟" سأل لتزفر بضيق..
" إستمع لا أعلم كيف أتصرف بمواقف كتلك، ولا أهتم حتي إن بدوت غريبة وهذا الحديث يخرج مني الأن، لكن لأريح قلبي.."قالتها ثم صمتت لثوانٍ وقضمت شفتها السفلية..
"أنا أحبك...وكثيرًا ،لقد كان الأمر صعب بالنسبة لي أن ألاشي ذلك الشعور بداخلي وأنا أعلم أنك لا تبادلني ذلك الشعور...أحببتك منذ وقت طويل للغاية، منذ أن تعارفنا تقريبًا ونحن صغار، كنت كل شئ أراه...أحببت إبتسامتك أحببت ضحكتك، تصرفاتك التى تدل على غبائك بعض الأحيان، أحببت إهتمامك بي أنا وديالا وكم أنت تهتم وتُفكر بعائلتك...أحببت كم أنت جيد ولطيف، وكلما رأيتك يراودني ذلك الشعور اللطيف الذي يجعلني أبتسم ليلًا، وقعت لعينيك وشخصيتك وكل شئ، وقعت بشدة ولا رجوع بالأمر..خشيت أن أخبرك منذ وقت طويل أولًا لأجل ديالا والأخر أنني خشيت ألا تبادلني ذات الشعور وحينها لم أكن لأستطيع التصرف معك كما كنت أفعل مُسبقًا..."قالتها ثم صمتت مُجددًا..
" لم أخبرك بذلك لشئ، فقط أردت أن أزيل ذلك العائق عن قلبي ولتعلم بمَ أشعر وأكون صريحة معك ومع نفسي "قالتها ناظرة للسماء..
" تعلمين..من الجيد أن تحظى بشخص يُحبك بتلك الطريقة لكنه يعلم أنه ليس بذلك الشخص الجيد كفاية لكِ، قد أجلب الجحيم لحياتك وذلك الإختيار الأرجح..."قالها ثم صمت ليُعقب بعدها..
" تعلمين...لقد وقعت أيضًا لعينيك التي تشبهان المحيط ويدفعاني للغرق بكِ أكثر وجذبي للأعماق التي لا أعلم نهاية لها وإلى أين ستوصلني، وقعت بحب شعرك البرتقالي المموج الذي يتطاير معكِ أينما ذهبت ويأخذني إلى عالم أخر...تلك الضحكة التي تجعلني كالتائه ولا أعلم أين أنا أو ما أفعل، شفتيكِ البرتقاليتين التي تدفعني لتقبيلهما بشدة....وكم أريد إحتضانك وأخبرك كم أحبك وكم تعنين لي، وأنكِ لم تغيبي عن خاطري للحظة، بالرغم من أنكِ قد تكونين مزعجة كاللعنة ببعض الأحيان، لكنكِ ستظلين تلك الفتاة المسيطرة علي عقلي "تحدث بهدوء دون النظر لها كالمعتاد، وهي فقط مصدومة وسعيدة بما سمعته...بعد كل تلك الأعوام الأن يتحقق مُرادها..
" لا أملك شيئًا الأن وقد أبدو غبيًا مما سأفعله الأن ولا أعلم كيف سأفعله، لكن لا أمانع إن كان لأجلك.. "قالها وإنحني قليلًا وجلس على إحدى ركبتيه واقتلع وردة صفراء صغيرة من الحديقة..
"أنسة هيفين دراين ،هل تقبلين بأن تكوني أجمل شئ حدث لي وتكوني خليلتي المزعجة؟ "قالها مادًا يده بتلك الوردة الصغيرة..
" أجل ،بالتأكيد "إبتسمت مُتحكمة بعبراتها بسبب سعادتها بتحقق ما أرادته منك وقت طويل..
"أنا أحبك" همس بعدما إستقام وطبع قبلة صغيرة على شفتيها، وحملت الكثير من المشاعر التي يعجز عن التعبير عنها من خلال كلمات لن تكفي..
"هل يمكننا الخروج الأن؟" سأل أيزاك بتذمر حاملًا الأطباق..
"ليس الأن...يا إلهي، أخيرًا" همست مُبتسمة حالما رأت توماس ينحني علي ركبته لتُخرج هاتفها وتلتقط لهم صورة سويًا دون أن يلحظا..
"إنها لحظة خاصة، ماذا تفعلين..؟"سخر أيزاك..
"إنها ذكرى، وما شأنك أنت؟" سخرت ووضعت هاتفها بجيب بنطالها ودفعته للخارج لتخرج مع آدم..
" إذًا سنستمتع بالليلة هنا في الهواء الطلق، ولقد أحضرت بعض شرائط الموسيقى" إبتسمت حاملة ذلك الجهاز ووضعته أرضًا ووضعت إحدى الشرائط لتبدأ تلك الموسيقى الهادئة وتُسعدك بتلك الأنغام..
" إذًا اليوم أود قول شئ، وأعترف أيضًا...اليوم إعترفت بمشاعري تجاه هيفين وهي رسميًا خليلتي الأن وقريبًا سيكون أكثر "إبتسم مُحاوطًا خصرها ناظرًا لعينيها لنصيح لهم بحماس..
"جيد، إذًا اليوم يومها...شامبانيا مُعتقة منذ زمن، تنتظر اللحظة التي يفهم توماس بها ما يحدث من حوله "قالها آدم وهو يفتح تلك الزجاجة ويسكب للجميع عدا أيزاك بالطبع..
تحدثوا قليلًا وضحكوا كثيرًا ورقصوا أيضًا لبعض الوقت، أحيانًا من موسيقى على الأشرطة أو أغاني بصوت ديالا الهادئ الذي بعث بقلوبهم الدفئ،توماس يُحاوط خصر هيفين ويتراقصان على التلك الأنغام الموسيقية القديمة، ديالا ترقص أحيانًا مع آدم الذي أصبح أرق هائمًا بعينيها...أيزاك على اليد الأخري يُصور بكاميرته الخاصة تلك اللحظات القصيرة المُمتعة والتي تُخلد تلك الذكريات حتى قارب الوقت علي الفجر ليذهبوا للمنزل ويغطوا بسبات عميق، فاليوم الذي ينتظرهم غدًا أشبه بجحيم لكن لن نستبق الأحداث..
في مكان أخر تمامًا في تراس مظلم يحيط به أضواء خافتة يزينها ضوء القمر والنجوم الصغيرة الساطعة التي شكلت لوحة جميلة مليئة بالضيق يغطيها الغبار المُنبعث من سيجارته، شاردًا تمامًا بها وكم هي جميلة وكم أنه كاد يعكر ذلك الجمال..
"سألت الرجال عنك قالوا أنك هنا...ماذا تفعل هنا؟" سأل أحد الواقفين خلفه بعدة أمتار..
"إجلس رومان.." قالها بهدوء وأخرج زجاجة الويسكي وسكب لكليهما..
"ماذا هناك؟" سأل بعدما جلس وأشعل سيجارته..
"تعلم هذه المرة الأولى التي أشعر أنني فيها بخير دون التكلف والأهم أنني أشعر بطبيعتي "قالها بشرود..
" ومسبقًا ؟"سأل..
"كانت طبيعتي التي لم أعلم عنها ولم أكتشفها قبلًا ولطالما كنت أتفاداها لأنني أعلم أنها ستضيعني..."قالها وإحتسي القليل من الويسكي..
"وهل تشعر بالرضا الأن؟ من خلال ذلك التغير؟ "سأل..
" لقد تركت ديالا، للأبد...لذلك أشعر أنني على طبيعتي أكثر "قالها بهدوء..
"هل لازلت تحبها؟ "سأل ناظرًا له بتمعن..
" لا...لقد كانت خطأ، وأنا أعالجه الأن "قالها بهدوء وهو ينفث الدخان بعيدًا..
"وماذا تخطط؟" سأل..
" سنقتل ديفيدسون "قالها بهدوء تام..
"أي منهم؟ "سأل رومان وهو يُنهي كأسه..
" إثنتاهم "قالها بهدوء ناظرًا للسماء..
"هل أنت واثق من ذلك؟" سأل بإعتدال للوراء..
" نفذ ما أخبرك به، وإنتظر إشارة مني بما سيحدث" قالها دون الإلتفات له..
"أمرك "قالها ثم إستقام وخرج من ذلك المكان..
ليبقى وحده هائمًا بأفكاره التي تُغرقه بالأسوأ وتدفعه حتى الحافة التي سيلقي منها حتفه، تلك الأفكار التي تأكله حيًا من الخارج حتى الداخل...أشبه بشياطينك الصغيرة التي تحوم داخل رأسك، شيطان مع أخر لتتكون الصورة الأكبر...الشيطان بنفسه..
ينظر ليديه البيضاوتين الباردتين، والتي فاض بها الأمر من كثرة الدماء وبرودة الأعصاب وعقله النابض المُضطرب، حيث لا يعطي لذاته فترة للإسترخاء وإبعاد تلك الشياطين بترك رأسه وإبقاء هدنة فلا فائدة من ذلك بأكمله..
عودة لديالا المضطربة بفراشها، لا تنكف شياطينها بالعبث برأسها مُعطية إياها كل تلك الأفكار السلبية حيال ما سيحدث...تنتابها تلك الكوابيس مُجددًا، معظمها أسود يملك تلك الأصوات التى تعلم مصدرها وإتجاهها وكيف ستنتهي، لكنها تزداد وإنبعاثات الحركة والأصوات تزيد ذلك الأرق لينتهي بها الوضع رأسها علي الوسادة عينيها هائمة بالسقف وتمتلئ بالشرود..
بصباح اليوم التالي حوالي الواحدة ظهرًا حيث الكل هائم بأفكاره المُبعثرة مُلتفين حول طاولة الطعام ،الجميع صامت ينتظر أن يبدأ الأخر الحديث...وكأنها خطوة جريئة من أي منهم حتى إتخذها توماس..
"لقد تحدثت مع سيد براين...سوف نلتقي به بالثالثة" قالها بهدوء مُحتسيًا عصيره..
"جيد...لننتهي من الأمر سريعًا" قالها أيزاك مُكملًا طعامه وكانت ديالا فقط تعبث بطبقها لتنظر لها هيفين..
"أنتِ بخير؟" همست ناكزة إياها برفق في ذراعها..
"أجل أجل.." أومئت بهدوء لكن توماس كان ينظر لها بنظراته المتصفحة التى تخترقك لكنه لم يُعقب على شئ..
بعد إنتهائهم ومرور الوقت وذهابهم إلي ذلك المقهى الذي من المفترض أن يلتقوا به بذلك الشخص، دقات قلبهم تنبض بقوة وكأن ذلك اللقاء أشبه بلقاء العمالقة وعلي أحدهم فقط أن يفوز بذلك اللقاء..
"متوترة؟" سأل توماس ناظرًا لديالا التي تنظر للمقهى بتردد..
"لا أود فعل ذلك، ولا أي منا...أيمكننا فقط العودة!" تنهدت له بإضطراب..
"سنفعل ذلك لأجل أيزاك ثم سنعود سويًا...دقائق فقط، أنا معك" قالها وشبك يدي بيده لأضغط عليها برفق..
"أسندخل أم لا؟" سأل أيزاك بعدما تقدم بإتجاهنا لندلف سويًا للداخل..
"هل تود أن نجلس معك؟ "سأل توماس ناظرًا له..
" أنا لن اتحدث معه أو أجلس معه بذات المكان" قالتها ديالا مُعقبة وهي تنظر حولها..
" لا عليك، الأمر لن يستغرق دقائق" قالها أيزاك ثم جلس على طاولة وحده وجلس توماس وديالا على بعد طاولة منه ليتمكنوا من رؤيتهم..
بعد خمس دقائق تقريبًا دلف للمقهي رجل بالخمسين من عمره تقريبًا تظهر عليه معالم الثراء ويظهر ذلك من بذلته وساعته الثمينة يحتفظ بوجه هادئ على عكس عادته القديمة تمامًا، يمتلك تلك الندبة بأعلى جبهته جراء أحداث بالماضي...يحمل بين يديه علبة كبيرة تحتوي على هدية بداخلها، يُحرك عينيه بالأرجاء يبحث عنه حيث وجده جالسًا واضعًا يديه بجيوب كنزته مُستريح للوراء يحمل معالم البرود والجمود وكأن لا يوجد شئ يحدث...يمتلك ذات معالم توماس بكل المواقف، البرود والجمود ولا يعرف سواهم..
تقدم وجلس مُبتسمًا أمامه ووضع تلك العلبة أمامه جانبًا لكن لم يتحرك أيزاك ولو حركة واحدة فقط النظرات الجامدة..
"مرحبًا أيزاك" إبتسم بهدوء لكن لم يظهر أيزاك أي من التعابير..
"أحضرت لك تلك الهدية، بمناسبة عيد ميلادك الذي إقترب" إبتسم مُشيرًا للعلبة..
"ومتى هو عيد ميلادي؟" سأل بابتسامة ساخرة ليصمت الرجل قليلًا..
"أخبرني كيف كل شئ معكَ؟ ودراستك؟" إبتسم..
"أتعلم لمَ أردت رؤيتك اليوم؟" سأل أيزاك ثم أكمل..
"لست متشوقًا لرؤيتك بالحقيقة وأعتقد أنك تتلقى ذلك الشعور الأن...أتيت فقط لأخبرك أنني لا أريد رؤيتك مُجددًا، أريدك أن تتوقف على الدخول لحياتنا مرارًا وتكرارًا وإفسادها..."قالها بهدوء ليُكمل..
" أتعلم إسم من نحمل الأن؟ أو ليس الأن فقط منذ أن مَنَ الله علينا ورحلت عنا؟ نحن نحمل إسم والدتنا..عائلتها، ديفيدسون...ليس إسمك أتعلم لمَ؟ لأنك لم تكن موجودًا حتى، أنت لم تفعل أي شئ يجعلك تستحق أن نحظي بأسمك لأنه لا يملك أي نوع من الشرف...تعلم باليوم التالي الذي غادرت به مباشرة، نحن لم نتهم إن كنت ستعود أم لا...توماس وديالا أخبرا أمي أنهما يريدان تغيير إسم العائلة فورًا، لقد أصروا وإستعانوا بجدي بالأمر وسريعًا تخلصنا من ذلك العائق..."قالها ثم صمت..
" لقد كان يومًا لا يستحق النسيان حقًا...لقد كان كتحريرًا لنا...وعلي أن أقول لم نشعر بفارق فوجودك كان مثل عدمه، الفارق فقط أن ديالا وتوماس لم يصبحا يتعرضا للضرب يوميًا وأمي كذلك لم تعد تبكِ...لقد عشنا حياتنا بشكل مذهل، حظينا بمنزل كبير وعشنا أجمل اللحظات به، أمى أجل كانت تعمل بأكثر من وظيفة لتوفر لنا حياتنا ولكنها لم تقصر أبدًا معنا...إهتمت بدراستنا واللعب معنا وأنشطتنا، هي كانت تذهب معي لتمارين السلة ولم يفتها أي منها، على عكسك أنت لا تعلم حتى متي وُلدنا "قالها بسخرية بالنهاية..
" وحتي بعدما تُوفت أمي، ديالا وتوماس لم يقصرا أبدًا لقد فعلوا أفضل ما بوسعهم لأكثر من ثلاثة عشر سنة ولازالوا يفعلون وعلي الجانب الأخر...كم طفل حظيت حتى الأن؟ "إبتسم بسخرية..
" بمناسبة أمي...هل كنت تعلم أنها مصابة بالسرطان؟ "سأل مُتقدمًا قليلًا بجسده..
"لا...لا ،بالطبع لا "قالها الرجل بهدوء..
" هل كنت بالمدينة حينها عندما توفت؟ "سأل..
" لا...لم أكن "قالها بهدوء..
" توقف عن الكذب، لقد كنت تعلم وكنت بالمدينة لكنك لم تكلف نفسك حتي بالإطمئنان على أمي أو علينا حتي...أو أتعلم كيف عرفت؟ سأخبرك...لقد كنتُ طفلًا غبيًا أحمقًا لا يفقه شيئًا ينتظر والده ليعود له...كتبت لك رسالة وأرسلتها لك علي منزلك الجديد الذي كنت تعيش به مع زوجتك وأطفالك....سرت كل تلك المسافة من مكان المشفى التى توفت منها أمي إلي منزلك "قالها ثم صمت بعدما شعر بموجة المشاعر تلك لكنه صد كل ذلك وكان قد أخذ عهدًا علي نفسه أنه لن يظهر أي مشاعر له أبدًا أو يبكي عليه أو أمامه..
" وضعت تلك الرسالة أمام الباب ثم طرقت الباب وإختبأت سريعًا وفتح إبنك الصغير الباب تقريبًا وأخذها وأعطاها لك...وقفت أمام النافذة أنظر لك وجدتك قرأت الرسالة وماذا فعلت بعدها؟ لقد قطعتها إربًا ثم ألقيتها بالقمامة، صُدمت مما فعلته وعدت مُجددًا لديالا وكنت أنتظر منك إتصالًا أو حتى أن تأتي لنا...لكنك لم تفعل، وكان أفضل شئ فعلته أحييك عليه...علمتنا ألا نثق بأوغاد أنذال "إبتسم ببرود..
" أيزاك ،أنا والدك ولن أسمح لك بالحديث معي هكذا "قالها بحزم وجدية..
" أنا لا أملك والدًا، هو مات منذ وقت طويل...يمكنني إعطائك عنوان المقابر إن أردت "قالها ببساطة..
" لا أريدك أبدًا أن تتدخل بحياتنا مُجددًا، نحن نبلي بلاءًا حسنًا بدونك كنا نفعل ونفعل وسنفعل "قالها أيزاك ببساطة..
" توماس أنا لا يعجبني الأمر هل يمكننا أن نغادر؟ "قالتها ديالا بإضطراب وهي لا تعلم ما يحدث..
" لا يعجبني الأمر أيضًا، هيا بنا" قالها ثم إستقاما وبذات الوقت كان أيزاك كان إستقام حاملًا تلك العلبة ثم ألقاها في أقرب سلة قمامة وكان هناك عدة عيون تتبع الموقف بالمكان حتي غادر أيزاك وتتبعه توماس وديالا وقبل خروجهما أمسك ذلك الرجل بيد توماس لكنه تخلص من يده بسهولة ثم غادرا وإستقلوا السيارة..
تلك الرحلة بالسيارة كانت صامتة تمامًا، أيزاك لم يُعقب علي أي مما حدث فقط ينظر من النافذة وديالا وتوماس ينظران لبعض بقلق عليه..
"ما رأيكم بالذهاب للعشاء بمكان ما اليوم؟" سأل توماس وكادت ديالا تجيب حتي تحدث أيزاك..
"أوصلني لذلك العنوان" قالها ثم أعطي توماس هاتفه لينظر للعنوان ثم أخذ الهاتف لينظر توماس لديالا لتومئ له ليفعل له ما يريد..
بعد دقائق توقف توماس أمام ذلك العنوان الذي دله أيزاك عليه..
" إعتني بنفسك أيزاك "قالتها ديالا ثم غادر ولم يعقب..
"إنه منزل لويس اعتقد...سيكون بخير "قالتها بهدوء ثم دمعت عينيها..
"لا أود منك البكاء رجاء، أيزاك بخير وكل شئ" قالها بهدوء وضمها لأحضانه..
"لا أريده أن يمر بكل ذلك توماس، هو لا يستحق أي من ذلك...نحن تحملنا لعنته لكثير من الوقت، ما ذنب أيزاك الأن؟ لمَ فقط لا يتركنا وشأننا، لم يصر علي إفساد كل شئ" سخرت ماحية عبراتها..
"هو مغفل وأحمق...حياتنا أفضل الأن، لم فقط نضعه في عقلنا وندعه يعبث بحياتنا؟ "قالها بهدوء مُلمس علي شعرها..
" أعلم أنك تشعر باللعنة داخلك توماس، فقط لا تخفي الأمر على "قالتها ناظرة لعينيه ليتنهد ناظرًا لها..
"مشروب؟" سأل توماس ناظرًا لها..
" أكثر شئ أحتاجه الأن" قالتها لينطلق توماس إلى مكان يُخرجوا عقلهم عنه لقليل من الوقت..
في مكان أخر بالتحديد منزل فيون حيث فتح الباب ودلف ووجد فيولا جالسة بجوارها حقيبة كبيرة، والأمر المُفاجئ أنه كان معه باقة من الورود التي تحبها فيولا، ربما لأنه تغير أو هناك شئ أخر بعقله..
" مساء الخير" قالها بهدوء مُتقدمًا بإتجاهها..
"مساء الخير...لقد أنهيت عملك مبكرًا اليوم" إبتسمت..
"أجل...أردت قضاء بعض الوقت معك، ربما نذهب لعشاء سويًا نقضي يومًا ممتعًا" إبتسم ثم نظر لباقة الورد..
"تفضلي، أعلم أنه نوعك المفضل" قالها ثم قدمه لها لتأخذه مُبتسمة ناظرة للباقة..
"أذاهبة لمكان ما؟" سأل..
" أجل...لوالدي، تعلم لقد علمت شيئًا ما...شئ سئ جدًا "قالتها بهدوء مُستقيمة لتقف أمامه..
" علمت أنك كنت تخونني" أومئت مُبتسمة ناظرة له لتظل معالمه جامدة..
" أجل...ليس من وقت طويل لكنني علمت، وعلمت أنه منذ وقت طويل أكثر من ثلاثة شهور أو أكثر" قالتها متماسكة لكن هربت منها بعض العبرات..
" كنت أعلم أنك لا تحبني، لكنني حاولت كل شئ أردتك أن تشعر بحبي لكَ لكن قلبك بالأساس لم يكن معي...وعندما أصبحت حاملًا إعتقدت أن الأمور قد تتغير قليلًا وهي تتغير فعلًا لكن بعد فوات الأوان، بعدما فعلت فعلتك القذرة تلك" صرخت بوجهه..
"كيف بإمكانك فعل ذلك وتتصرف بطبيعية كل ذلك الوقت...كل الأوقات التي كنت أنا وحدي بها وكنت أنت معها، ألم تشعر بأي شئ خاطئ؟ ألم تفكر كم سيؤثر علي ذلك؟ إن كنت أردت ذلك لمَ لم تتطلقني من البداية لم تركتني أتعذب هكذا؟ وهل أعجبك ما حدث؟ "صرخت به وهي تضربه بصدره لكنه لم يتحرك..
" أنا أحببتك بكل قلبي وعشقتك، لكنك لم تقدر ذلك...وعلمت أيضًا من هي، ديالا...لقد كنت سعيدًا جدًا وتغيرت تمامًا، مائة وثمانين درجة...توقفت عن التدخين والسهر ليلًا نوعًا ما، كنت سعيدة بذلك التغيير ووجدتك سعيدًا وكنت سعيدة لأجلك...وعندما علمت بدوتما جيدين معًا، هي جيدة وحسنتك...لكن ماذا عني وعما أشعر به؟ "قالتها بدموع وثبات..
" سأذهب لوالدي وأريد الطلاق فيون، لا يمكنني البقاء معك هكذا...ويمكنك المجئ لرؤية طفلك بأي وقت "قالتها ثم توجهت لحقيبتها وتحركت للخارج تاركة إياه وحده ليجلس علي الأريكة وقد وقع كل شئ من حوله وعندما حاول تحسين كل شئ، تهاوي ببساطة..
ماذا تعتقدون؟
وأي إثنين من ديفيدسون تحدث عنهم فيون؟
وأيزاك ووالده؟
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
Коментарі