Letter 2
Part 32
Diala's POV
حسنًا نوعًا ما اليوم مختلف عن باقي الأيام تقريبًا، سأذهب للعمل بعد تلك الفترة...أشعر بأنني أفضل بعد تلك الجلسات من العلاج الطبيعي وتلك الأدوية الكثيرة التي أخذها، بخلاف أنني أمشي ليس بإستقامة تمامًا ويدي لازالت ترتعشان قليلًا إلا أنني بخير نوعًا ما..
علي الجانب الأخر هيفين التي تجلس علي الفراش وعلامات عدم رضا عن ذلك القرار الذي إتخذته تعتلي وجهها ، وأعتقد أنه كان يجدر بي أن أتروي قليلًا وأرتاح أكثر...لكن أمر البقاء في المنزل لن يساعد..
"ألا تودين إعادة التفكير في الأمر؟ ديالا عليك الإستراحة...إنها تعليمات الطبيب" قالتها هيفين..
"أنا بخير هيفين، والطبيب ليس أنا بالوقت الراهن...لن يحدث أي شئ سئ" قلتها بصوت عالٍ من المرحاض وأنا أبدل ملابسي..
"لا يعجبني الأمر، آري أنكِ لازلت تحتاجين للراحة...ماذا إن حدث شئ؟ لن أكون موجودة و... "قالتها بإرتياب لأقاطعها بخروجي من المرحاض..
"إهدأي ،هذا مبالغ فيه، وإن حدث شئ...الناس هناك كثيرين كالنمل، لا تقلقي "قلتها بهدوء وأنا أضبط شعري وأنظر بالمرأة..
إبتعدت عن أي شئ قد يظهر تلك الندوب فلازلت لم أتعافَ منها تمامًا، فإرتديت فستان أزرق داكن طويل وواسع قليلًا حتي لا يضايقني في الحركة وضيق فقط من الأعلي قليلًا وبأكمام طويلة وكان يغطي كل شئ وتمامًا ما كنت أريده..
" بالمناسبة ،لقد حادثته...هل أخبرته بشئ ما؟" سألت وأنا أربط شعري من الخلف..
"لا لمَ؟" سألت ببساطة..
"لا أعلم ،لقد أخبرني أنكِ حادثتيه وبدأت بالصراخ به وهو لا يعلم ما يجري ولم تتسن له الفرصة حتي ليسأل" قلتها بهدوء وأنا أضع مساحيق التجميل بتخفي الندوب التي بوجهي..
"لم أخبره، فقط أعطيته بعض الكلمات وبعثرت كرامته لعدم الإهتمام عندما حادثته أول مرة" قالتها ببساطة وكأنه شئ عادي..
" وهو سمح لكِ بذلك؟ "سألت بنوع من الإستغراب، فهذا ليس من شيمه..
" لم أعطه الفرصة حتي للحديث، لقد أغلقت الهاتف بوجهه" أجابت بإبتسامة باردة..
" إذا حاولت الدفاع عنه، سألقيك بأي شئ أجده أمامي وأجعلكِ تقضين بقية عمرك بالفراش "قالتها بذات الإبتسامة النحيفة لأنظر لها ثم أعيد النظر للمرأة..
"حسنًا برفق فقط" قلتها بهدوء لألاحظ قلب عينيها..
" وماذا بخصوص الأخرق الأخر؟ هل حادثك؟" سألت بهدوء..
"لا ،فقط راسلني منذ يومين يتفقد الأحوال ويسألني إن كنت أريد شئ أم لا "تحدثت بهدوء ثم جلست علي الكرسي أمامها..
"ولمَ من الأساس أجبتِ عليه؟ أحيانًا أعتقد أن عقلك موضوع بشكل أخر" قالتها ساخرة لأقلب عيني..
" وكيف لي أن أعرف أنه هو وأنا بحوزتي الهاتف الجديد؟ "سخرت أنا الأخري لتنظر لي نظرة جادة..
" أيًا كان ،علي الذهاب "قلتها مستقيمة..
"خذي الدواء، وإذا شعرت أنكِ متعبة عودي للمنزل إتفقنا؟ وأيضًا ماذا بخصوص جلسة العلاج اليوم؟ "قالتها ناظرة لي..
" ستحادثين الطبيب المسئول وتخبريه إن كان بإمكاننا القدوم بعد دوام عملي" قلتها بهدوء وأنا أخذ حقيبتي..
"حسنًا أعلم أنني لن أتمكن من إقناعك، إنتبهي لنفسك "قالتها معانقة إياي برفق ثن نزلنا سويًا لأسفل وكانت قد طلبت لي سيارة أجرة خصيصًا..
"أحبك...إعتني بنفسك هيفين "قلتها ثم خرجت من المنزل مستقلية السيارة ثم بعد وقت وصلت للشركة لأتنفس بعمق ثم أخرج..
دلفت بهدوء وأعين من يلتقي بي علي، البعض يحيونني بإبتسامة صغيرة والبعض ينظر إلي قدمي بسبب عدم سيري بإستقامة، هي ليست واضحة لتلك الدرجة فقط وكأنك قد وقعت عليها ليس بذلك الشئ الكبير..
إستقليت المصعد وتوقفت لدي الطابق الذي يقبع به مكتب دانيل، وتوجهت له مباشرة ودلفت ولم أتوقع أن أجد هناك أحد لديه..
"أنا أعتذر حقًا...أنا لم أتوقع أنه يوجد أحد معك" قلتها سريعًا ولا أعلم لمَ أنا متوترة، لقد كان فقط علي مكتبه وعلي الكرسي الموضوع أمامه فتاة جميلة تطلع علي بعض الأوراق...لا أكثر ولا أقل..
"أوه ،لا عليكِ...أنا كنت بالأساس ذاهبة" قالتها بإبتسامة مستقيمة وهي تلملم تلك الأوراق..
" سوف نكمل فيما بعد "قالها بهدوء لتومئ ثم تغادر..
"تكملون ماذا؟ هل أتيت بوقت غير مناسب؟" سألت ناظرة له ليستقيم مبتسمًا متوجهًا ناحيتي..
"لا. فقط في الوقت المناسب" قالها مبتسمًا ليعانقني وبسبب طوله رفعني من فوق الأرض قليلًا لأضحك، إشتقت له أجل..
"داني، عظامي "قلتها وليست مبالغة لكن صدقًا عظامي بكل الأوقات تؤلمني..
" أعتذر ،لكنني إشتقت لكِ كثيرًا" إبتسم ثم تركني..
"أنا أيضًا...لم تتغير علي الإطلاق "قلتها ضاحكة ليقلب عينيه..
"أنتِ كنتِ غائبة لأسبوع أو ما شابه" قالها ساخرًا..
"كنت أحاول أن أبدو مهتمة بكِ..لكن لا فائدة" قلتها بيأس ثم جلست علي الأريكة..
"متي عدت؟ ولمَ لم تخبريني؟ "سأل جالسًا علي الكرسي الموضوع أمامي..
" عدت البارحة، ولم أرد أن أعطلك عن عملك...فيبدو أنكَ تملك الكثير "إبتسمت إبتسامة فهم هو معناها..
"إنه لا شئ" قالها ببساطة..
" بالطبع إنه لا شئ...أنتَ لن تخبرني بشئ مفيد" قلتها قالبة عيني..
" لا صدقًا إنه لا شئ...فيريرا سمح بقدوم بعض المتدربين هنا، ضمن أعماله الخيرية والمدارس التي أنشأها، المدارس تلك للجميع مجانية بالمعني الأصح...هم هنا تحت التدريب حتي يتم تدعيم الشركة عندما يصبح لها فروع أخري "قالها بهدوء..
"أوه أنا لم أعلم ذلك، هذا شئ جيد وسيعم علي الجميع بالخير" قلتها معجبة للغاية بالفكرة علمت عنها قبلًا لكنني لم أكن مسئولة عن أي منها، هو يحب أن يبقي ذلك العمل خاص به...ففكرة أنه يُنشأ مدارس ومؤسسات خيرية تدعم عمل الشباب وليست بتكاليف كثيرة، هذا رائع..
"منذ متي وهم هنا؟ "سألت ناظرة له..
" بعد يوم من أجازتك "أجاب بهدوء..
"لقد بدا وأنها لطيفة للغاية عليك الإعتراف بذلك، وهي جميلة للغاية أيضًا...هل أنت ضرير أو ما شابه؟" سألت ناظرة له..
"هي بالثانية والعشرين" قالها بهدوء..
"إذًا ؟أنت بالسادسة والعشرين دانيل...إلهي تحرك أيها الفتي...الرجال صعبين بأمور كتلك، ما هو إسمها؟ "قلتها وأنا أحك جبهتي..
" لا أفكر بهذا الأمر الأن...أنتِ تعلمين، وهي تُدعي لارين"قالها ببساطة..
" ما أعلمه، أنك معجب بفتاة ما ولم تأخذ خطوة جدية بالأمر أو تلك الفتاة ليست مهتمة لأمرك...لا أري مشكلة بإعطائك لأمر تلك الفتاة الجديدة فرصة....وأنت قضيت معها ما يقارب الأسبوع، أعني أنكَ تعلم القليل عنها...فلا مانع أن تحاول أكثر "قلتها بهدوء ناظرة له..
"لا أعلم...أنا لم أفكر بها هكذا قبلًا، كل ما يمكنني رؤيته بها أنها مجرد فتاة تحت التدريب لدي لا أكثر "قالها بهدوء لأقلب عيني بتنهد..
" سأجادلك بوقت لاحق لأنني الأن لست بكامل قوتي "قلتها مستقيمة..
" تبدين متعبة..هل أنتِ بخير؟ "سأل ناظرًا لي..
"أجل بأفضل حال...سأراك بالإستراحة "قلتها ثم توجهت للباب..
" ديالا؟ أهناك مشكلة بقدمك؟ أتودين أن ترتاحي؟ "سأل سريعًا بعدما إستقام وأزاح كرسيه لي لأبتسم..
" أنا بخير داني، لقد وقعت فقط علي قدمي منذ يومين...أنا بخير تمامًا، سأتركك الأن حتي لا أعطلك عن عملك" إبتسمت ثم غادرت تاركة إياه لأستقل المصعد وأتجه لمكتبي..
شعرت بأشياء عدة حالما وطأت قدمي المكتب، وكأنني إشتقت للمكان أو إشتقت له لا أعلم...لكن تلك الفترة التي قضيتها بعيدًا جعلتني أُلم بالأمر أكثر وقطعت شوطًا كبيرًا في المضي قدمًا وهذا يُحسب لي نوعًا ما..
وضعت أشيائي مكانها، وكنت مترددة بالدخول له الأن لكنني قررت أن أنتهي من تلك الأوراق أفضل....جلست لأباشر عملي الذي لا أعلم إلام وصل، لكن كم الأوراق الموجودة أمامي تشير أن أمامي عمل طويل وكثير...باشرت سريعًا بالأوراق وبعد ساعتين تقريبًا إنتهيت من قليل منهم ومعظم الباقي لم أفهمه بالأساس..
طرقت الباب بهدوء حتي سمعت صوته الهادئ لأدلف، وحالما دلفت إرتفعت عينيه المرهقتين لتلتقي بخاصتي، لقد كان أشبه وكأنه وجد طوق نجاته من يومه الشاق...لقد كان يبدو مرهقًا وناعسًا ولطيفًا..
"لقد عدتِ" قالها بهدوء بعدما نظر لي لثوانٍ ثم ترك الأوراق من بين يديه، النظر إليه أعاد الكثير من الذكريات لي وأكثرهم بخصوص الطفل الذي قد كان ليكون مثله..
"أجل، البارحة" أومئت بهدوء ليشير لي بالتقدم والجلوس وحالما كنت أسير، كان يتتبعني بعينيه وكنت أحاول جاهدة السير بطبيعية..
"هل قدميكِ تؤلمانك؟ إذا كنت تشعرين بالتعب لم يكن عليك المجئ اليوم "قالها لي بعدما جلست علي الكرسي أمامه..
"أنا بخير سيد فيريرا، شكرًا لك... "قلتها بهدوء وكدت أباشر في حديث العمل حتي قاطعني..
"أحدث شئ معكِ؟ تبدين متعبة...بجانب صديقتك هاتفتني لكن الهاتف لم يكن معي بذلك الوقت...وقد بدأت بالصراخ نوعًا ما ولم أستطع فهم أي شئ...لذا أنتِ بخير؟" سأل هذه المرة وهو ينظر مباشرة لعيني لأتهرب من تلك النظرات بالإيماء والنظر للورق ثم نظرت له..
"أجل أنا بخير تمامًا سيد فيريرا...وأود الإعتذار عمَا بدر من هيفين، ما حدث لم يكن موضوعًا بالحسبان وكان غير لائقًا تمامًا...لذا أتمني أن تقبل إعتذاري "قلتها بهدوء وأسف حقًا، وبدا الحديث رسميًا للغاية، وهذا أول مرة أعتقد التي أتحدث معه هكذا..
"لا داع للإعتذار أنسة ديفيدسون، لا أفهم الموضوع تمامًا لكنني أتفهم موقفك وأقدره "أومئ بهدوء مُعيدًا ظهره للوراء ممسكًا بالقلم ويعبث به..
" جيد، لقد أتين فقط لأن هناك بعض الأوراق التي تحتاج لتوقيعك، وهناك بعض الأوراق التي لست مُلمة بها تمامًا، فكنت أتسائل إذا كان بإمكانك مساعدتي "قلتها بهدوء ليومئ ثم وضعت الأوراق أمامه وأنا أفرقها، وعينيه كانت تتبعني صدقًا في كل خطوة أفتعلها وكان يُدقق بوجهي بطريقة أخافتني..
" أنسة ديفيدسون هل أنتِ متأكدة أنكِ بخير؟ "سأل ناظرًا لي بل متصفحًا إياي..
" أجل، أهناك مشكلة؟ "سألت بإستغراب من نظراته..
"هناك ندبة هنا، فقط كنت أتسائل" قالها مشيرًا للجانب الأخر من رقبتي الذي كان يخلو سابقًا من الندوب لأتحسسها سريعًا، وهي موجودة أجل لكنها صغيرة لا أعتقد أنها ظاهرة...حررت ربطة شعري سريعًا لأجعل شعري ينسدل ويغطي جانبي رقبتي...ما فعلته للتو كان غبيًا للغاية لكن هذا ما خضر برأسي، فلم أُرد أن أدخل في نقاشات أخري، حتي أن هناك إبتسامة صغيرة هادئة تكاد لا تظهر بسبب ما فعلته..
"أجل أنا بخير...هل يمكننا أن نُكمل الأن؟" قلتها مشيرة للأوراق ليتقدم قليلًا للأمام ويطلع علي الأوراق ثم بدأ بشرح ما لا أفهمه بتلك الأوراق..
بعد حوالي ساعة ونصف كنا إنتهينا من ذلك الإجتماع الصغير ثم أخذت الأوراق وسرت للباب..
"ديفيدسون...ما خطب قدمك؟" سأل فجأة وبنبرة قلقة..
" أنا فقط...وقعت عليها" قلتها بهدوء..
"يمكنك أخذ باقي اليوم بالمنزل إذا أردت" قالها بهدوء لأبتسم له بهدوء..
"أنا بخير سيد فيريرا، أستأذن الأن" قلتها بهدوء ثم خرجت وجلست علي كرسي مكتبي بإرهاق..
بدأت أشعر ببعض الألم في قدمي الأن، فلم أعتد السير عليها كثيرًا هكذا لكنه ليس دائم وهذا جيد....أكملت عملي حتي حضر بعض العملاء اليوم للإجتماع...ومرت ساعة تقريبًا ثم كان يجب أن أدلف ببعض الأوراق ودلفت وأتمني أنني لم أفعل..
يدي كانت ترتعشان كثيرًا وكلما أمسكت بشئ كان يقع، يبدو وكأنهم سيظلان هكذا وكنت أحاول أن أتحكم بها وكان الأمر صعب، وأنا أعني أنها المرة الأولي التي أشعر بها هكذا...حالما إقتربت من تلك الطاولة الطويلة وقعت الأوراق من يدي ووقعت أعين الجميع علي، إنحنيت لأبدأ بتجميعهم لكن تلك الرعشة كانت مسيطرة علي يدي وكلما جمعتهم يقعون مجددًا..
بدأت بالتوتر والإرتعاش كجسدي كليًا بسبب التوتر، لا داعٍ لكل ذلك أعلم لكن علمي بأن الجميع ينظر لي الأن والموقف الذي أنا به سخيف للغاية فهذا هو ما وترني أكثر...لكن كل ذلك إنتهي حينما إنحني ولامست يده خاصتي وجمعهم هو، وقد أنقذني صدقًا الأن..
"لا عليك ديالا، سأتولي أنا الأمر...يمكنك الخروج" همس برفق ناظرًا لعيني لأومئ ثم أغادر، وذلك كان صدقًا أفضل ما حدث لي..
جلست علي المكتب معيدة شعري للوراء وأحاول تهدئة نفسي، لا عليك ديالا أنتِ بخير...تلك الأمور تحدث وهذا طبيعي، سوف تتحسنين وتصبحين بخير...أخذت الدواء من الحقيبة ووضعته بفمي ثم بقليل من الماء وإبتلعته، أنا سأكون بخير لا داعٍ لكل ذلك..
حدث معي ذات الأمر مرات عدة بالمنزل بعد عودتي من المشفي، عندما حاولت إمساك الفرشاة وأحاول الرسم عندما وقعت الفرشاة بسبب إرتجافة في يدي، إنها تجعلني غير قادرة علي التحكم بها أو إمساك شئ وكأنني مشلولة بها أو ما شابه، لكن من الجيد أنها فقط لدقائق ولا أكثر..
حاولت تشتيت نفسي بالعمل بعدما عادت يدي كما كانت ومرت حوالي ثلاث ساعات وأنهيت أكثر من نصف العمل وقد بدأ العملاء بالخروج وكان هو أخرهم حتي تأكد من ذهابهم وجلس علي الكرسي أمام مكتبي..
"لقد بدوت متوترة ومُجهدة بالداخل، لقد بدأت بالقلق...هل أنتِ متأكدة أنكِ بخير؟" سأل بهدوء ونظراته تخترقني وكأنها تحاول قراءة ما بداخلي..
"إنه فقط توتر من كثرة العمل لا أكثر" إبتسمت بهدوء محاولة إنهاء الأمر..
"أفترض أنكِ تأخذين أدوية، عليك المواظبة عليها سيكون أفضل لكِ...خذي ما تودين من الراحة بالمنزل "قالها بهدوء مستقيمًا..
" أنسة ديفيدسون...أعتذر لكن أين كانت إجازتك؟" سأل بهدوء تام..
"لقد كنت بكندا، أهناك خطب ما؟ "سألت بهدوء..
"لا فقط أسأل، إحظي بيوم سعيد أنسة ديفيدسون " قالها ثم دلف لمكتبه مجددًا..
تجاهلت تلك الأسئلة المريبة وأكملت عملي حتي موعد تلك الإستراحة وقضيتها مع أليكساندر وبالطبع لم أخبره بما حدث معي، لكنني إستمتعت حقًا بصحبته وسماع ما حدث معه في تلك الفترة وكيف كان يحاول إضحاكي وإستفزازي...هو حقًا جيد في ذلك..
عندما إنتهيت وعدت لمكتبي وجدت مارك، الحارس الشخصي لفيون والذي كان يتعقبني سابقًا عندما ضربته بالعصا وشخص أخر معه يخرجان من غرفة المكتب..
"مرحبًا مارك" إبتسمت ملقية التحية عليه ليبتسم بهدوء..
"مرحبًا ديالا، وقت طويل منذ أخر مرة" إبتسم بهدوء..
"ليست بالذكريات الجيدة، لكنني لازلت أسفة عليها" إبتسمت..
"فقط تناسي الأمر، أنا أفضل الأن.... سنتركك الأن تكملي عملك...إلي اللقاء" إبتسم ثم غادر لأجلس وأُكمل عملي حتي حان موعد الذهاب لألملم أشيائي حتي أغادر وألحق بموعد الطبيب ذلك....بعدما إنتهيت وكنت أستعد للذهاب حتى خرج من مكتبه ويستند على الباب وينظر لي..
"أنتِ ذاهبة الأن؟ "سأل بهدوء ناظرًا لي.
" أجل..أتحتاج لشئ؟ "سألت بهدوء ناظرة له..
"لا...فقط إعتني بنفسك، وإذا شعرتِ بالتعب...فقط إقضي باقي اليوم في المنزل" قالها بهدوء ورفق..
"لا عليك سيد فيريرا، أنا بخير صدقًا....وأعتقد أنك أنت من تحتاج لبعض الراحة، تبدو متعبًا "قالتها بهدوء ناظرة له، هو حقًأ يبدو متعبًا..
" أنا بخير، فقط بعض الأعمال وسينتهي اليوم "قالها بهدوء..
"يمكننا إنهاء ذلك غدًا، سيكون أفضل....بحانب لقد تأخر الوقت" قلتها بهدوء ناظرة له..
" لا تقلقي...تصبحين على خير أنسة ديفيدسون "قالها لأستغرب من ذاتي قليلًا، لم يكن يجب أن أقول هذا أنا لست زوجته أو ما شابه، إلهي..
حالما نزلت لأسفل كان دانيل ينتظرني في بهو الشركة الواسع وحالما رأني تجمد وجهه وكان ينظر لي نظرات مخيفة لأقترب منه بهدوء وعدم فهم..
" ماذا؟ "سألت بإستغراب..
" لقد تأخرت خمسة عشر دقيقة" قالها بطريقة جادة..
"إذًا؟" سألت ولازلت لا أفهم سبب جديته..
"أنتِ لا تعلمين؟" قالها لنسير معًا للخارج..
"لا أعلم صدقًا لمَ أنا صديق معك" قالها لأبتسم..
"أنا صدقًا لا أعلم ماذا هناك لكنه يبدو مهمًا" قلتها ضاحكة على طريقته..
"لا أعلم كيف لم تعلمين ذلك، إنها مباراة الكلاسيكو ديالا "قالها بحماس وشئ بديهي ونظرته توحي بكيف لم تعلمين ذلك..
"أوه" قلتها ولازلت أحاول التفكير في كيف إظهار أنني بالطبع كنت أعلم رغم أنني لا أعلم أي شئ..
" أنتِ لا تعلمين عمَ أتحدث أليس كذلك؟" سأل ناظرًا لي..
" لا أملك أي فكرة "قلتها وأنا أحرك رأسي بالنفي..
" كان على أن أعلم....جاهلة" قالها ناظرًا لي من أعلى لأسفل بنظرة إزدراء..
"كيف من المفترض أن أعلم ذلك، ليس وكأنه شئ هام" قلتها لينظر لي نظرة بصدمة..
"إسحبي ذلك الأن "قالها بجدية ناظرًا لي لأضحك..
"لا" ضحكت لأسبقه للمخرج وهناك وجدت هيفين واقفة بجانب سيارة الأجرة بإنتظاري..
" أنتٍ هنا منذ وقت طويل؟" سألت ناظرة لها..
"منذ عشر دقائق تقريبًا، نذهب؟ "سألت ليقترب دانيل بعدها منا..
"مرحبًا هيفين" قالها بإبتسامة لتبتسم له..
"مرحبًا دانيل، كيف كل شئ معك؟ "إبتسمت..
"جيد...أين أنتم متوجهون؟" سأل ناظرًا لنا لتتولي هيفين الإجابة بإبتسامة..
" سنبتاع بعض الأشياء...تعلم فصل جديد "إبتسمت ناظرة له..
" حسنًا يمكنني إيصالكم للمكان الذين تودونه، بجانب أن الوقت قد تأخر" قالها بهدوء مشيرًا لسيارته التي بالجراج الخلفي..
"لا، لا داعي صدقًا...عليك الذهاب أنت، سنكون بخير كالمعتاد" قلتها بهدوء..
"هي محقة، ولقد طلبت مسبقًا سيارة الأجرة...سنكون بخير، سأسبقك" قالتها ثم ركبت بالسيارة..
" هل أنتِ متأكدة من كونك قادرة على السير؟ تبدين وكأنك متعبة" قالها بهدوء ناظرًا لقدمي..
"أنا بخير صدقني، وهي لا تؤلمني بذلك القدر وسيتلاشي ذلك قريبًا...لا تقلق داني، إذا حدث شئ سأحادثك "قلتها معانقة إياه بخفة..
" لا، لا تحادثيني...سأكون مشغولًا بالمباراة "قالها بإبتسامة بعدما إبتعدت عنه..
" هذا سيكون أفضل لأنني لا أريد أن أرى متسلطًا بالجوار "قلتها بإبتسامة ثم صعدت مع هيفين بالسيارة لتنطلق بنا بعدها..
بعدما وصلنا إلى مركز العلاج الطبيعي ومرت الساعتين الخاصة بالتمارين لقدمي والجلسة بأكملها وكانت أخف كثيرًا مما قبلها وأنا سعيدة أنها إنتهت ومرت بسرعة هكذا، بعدما إنتهينا تمشينا كلينا للمنزل وكانت تواصل سؤالي عما حدث معي اليوم بالشركة وكيف مر يومي وكأنني طفلة اليوم هو أول يوم لها بالمدرسة..
أتفهم تمامًا أنها قلقة على، ولم أخبرها بالطبع ما حدث معي بالشركة اليوم لأنني أعلم أنها ستقلق وستقول لي 'أترين؟ أخبرتك أن ذلك سيحدث وكان عليك توخي الحذر أكثر من ذلك و....' لذا وفرت على كلينا كل ذلك الحديث ولم أخبرها..
عندما وصلنا للمنزل وجلسنا لنتناول المثلجات أمام التلفاز بعد يوم شاق ومتعب، بعد دقائق طرقات على الباب جذبت إنتباهنا ولم تكن لتستجيب له هيفين حتى وإن أخبرتها أو كان العالم ينهار بالخارج..
عندما فتحت الباب تفاجئت بكاي يقف أمامي حاملًا باقة من الزهور وهذا فاجئني حقًا كثيرًا، كان مبتسمًا إبتسامة دافئة وقدم لي الزهور..
"حسنًا...لا أفهم، لكن شكرًا لك...إنهم رائعون" قلتها مبتسمًا بعدما إلتقطهم منه..
"حسنًا لقد علمت أنكِ عدت من قريب، وفكرت بإستقبالك...يمكنك إعتباره إستقبالًا، وأيضًا محاولة لتحسين ما أفسدته مسبقًا" قالها مبتسمًا..
"عليك تناسي الأمر، لقد تناسيته...تفضل أولًا، الطقس بارد بالخارج "قلتها مفسحة له الطريق للدخول..
"لا داعٍ، أنتِ تبدين متعبة...وما خطب تلك الندوب؟ هل أنتِ بخير؟ "سأل بقلق متحسسًا الندوب الصغيرة التي بوجهي، ولقد نسيت تمامًا أمرهم..
" أوه، إنهم لا شئ، إنه فقط حادث بسيط لا تقلق...بجانب أنا بخير أمامك "إبتسمت مُطمئمة إياه..
"لمَ لم تخبريني؟" سأل بنوع من الضيق، وها نحن ذا مجددًا..
" لأنه ليس بالأمر الهام، وأنا لم أريدك أن تقلق هذا كل ما بالأمر...وتفضل بالدخول كاي، لا يمكنك أن تظل واقفًا هكذا "قلتها بهدوء..
"لا داعٍ،إن حدث معكِ أي شئ عليك إخباري إتفقنا؟ سأخذ ذلك على أنه وعد....أعلم أنكِ تحترمين الوعود منذ الإعدادية" قالها ناظرًا لي بنوع من الجدية لأضحك على جديته..
" حسنًا أعدك، هيا تفضل "إبتسمت..
" لا، أتيت فقط لإخبارك أنك تركت فراغًا في هذه الفترة... "قالها ثم صمت لأستغل ذلك وأكمل..
" وأنت تزيد الأمور "قلتها مبتسمة ليبتسم إبتسامة صغيرة..
"نوعًا ما لكنه لازال حقيقيًا...الأهم، أود أخذك إن كنت متفرغة بالطبع...عائلتي تقيم حفلًا صغيرًا وسأكون سعيدًا إن أتيت، ما رأيك؟أردت أن أكون أول شخص يحدد معكِ موعدًا حتى لا تنشغلي لاحقًا "سأل بإبتسامة هادئة وسيكون من السئ خذله..
"هذا رائع صدقًا، لكنني لن أتمكن..."قلتها بأسف نوعًا ما..
"لا ديالا، هيا...فقط لقليل من الوقت "قالها بهدوء ناظرًا لي..
" أنتَ لا تفهم، أنا لا أمشي بإستقامة...لذا إن سرت بجانبك سيكون مظهرك سيـ..."قلتها لكنه قاطعني ببساطة..
"أنهى الهراء ديالا، أنتِ ستأتين...ولا أهتم لأمر قدمك كما عليك أنتِ كذلك لأنك ستبدين كالمعتاد الأجمل "إبتسم ببساطة لأبتسم، هو حقًأ لطيف كما كان منذ أن رأيته أول مرة بالمدرسة..
" حسنًا دعني أفكر بالأمر" إبتسمت..
" هذه ستكون موافقة...الحفل بعد غد، سأمر عليك بالسابعة....أراكِ لاحقًا دي "قالها مبتسمًا ثم غادر بعدها لأبتسم وأغلق الباب خلفي ثم أعود لهيفين وأجلس بجانبها..
"هو لطيف، ويعجبني..عليك إعطائه فرصة" قالتها بهدوء مركزة عينيها على التلفاز..
" من الممكن....هل سمعت؟ "سألت ناظرة لها لتومئ..
" أجل....وعليك أن تذهبي معه، هذا أول شئ يفعله شخص معجب بفتاة وهو أن تلتقي بعائلته....وكأنه يعرفهم على زوجته المستقبلية" قالتها ببساطة..
" أنتِ تكبرين الأمور، هو سوف يقلني بالسابعة" قلتها بهدوء مُسندة رأسي على يدي..
" عظيم ،لقد تذكرت...غدًا سوف أعمل بالدوام الليلي " قالتها بهدوء..
" ماذا؟ لمَ؟ "سألت بإستغراب..
" تقريبًا إنه حفل من نوع ما "أجابت مُحركة كتفيها بعدم إدراك..
"حسنًا، سأصعد لغرفتي...تصبحين على خير "قلتها ثم صعدت لغرفتي وأغلقت الباب ثم توجهت إلى ذلك الباب الصغير الموجود بالغرفة وإلى ذلك الصندوق الموضوع جانبًا..
جلست على ركبتي وبحثت في تلك الأظرف الكثيرة حتى وجدت ما أردته ثم جلست مُسندة ظهري للحائط وبدأت بقرأته، أعلم أنني تأخرت عليه بيومين لكن لا يهم..
'الثاني عشر من إبريل
لا أعلم لمَ أنا أكتب ذلك الأن، لكنني متفرغة الأن وأنتِ بالمدرسة الأن لكن لا أعتقد أنكِ الأن بها...لقد أصبحت إمرأة جميلة ورائعة كما توقعتك دائمًا...أخبريني كيف أنتِ، أود معرفة كل شئ عنكِ، أو أنا للتو أعلمه....أنا فقط أتمنى أنكِ بأفضل حال وكل شئ يجري معكِ كما تودين...هل أنهيت الكُتب التي أعطيتك إياها؟ أعلم أنه قد يصيبك الكسل في بعض الأحيان عن هذا، أنا متأكدة أنهم الأن يصنعون كتبًا بورق أفضل من القديم....أتمني أنكِ تواظبين على الرسم ديالا، لأن هذا ما تجدين ذاتك به...أتتذكرين عندما ذهبنا للمتحف عندما كنتِ بالتاسعة! لم تكوني متحمسة على الإطلاق، وكنتِ تقولين أنه مكان للعجائز عندما لا يملكون مكانًا للحظي بالمرح حينها، أعتقد أنكِ أصبحت من العجائز الأن...اللوحة الأولى التي رسمتها، لم تخبريني عنها يومًا...كنتِ دائمًا تخبريني أنها.... شيئًا جميلًا للغاية لن يتكرر مجددًا بهذه الحياة، ستكون دائمًا النور والسرور والضي الذي سيستنير به من هم مثلي، ستكون الأمل الذي نتعلق به عندما نفقده....كلما كنت أحاول رؤيتها كنت تغضبين كثيرًا وتهرعين بها لغرفتك وتغلقين الباب وتخفيها أسفل الفراش...رغم أننا جميعًا كنا نعلم أين هي لكن لم يحاول أحاول أحد أبدًا الإقتراب منها....أتذكر حينها أنكِ أخبرتني أنني لن أفهمها، أنتِ لم تخبريني عنها مطلقًا وأنا لم أحاول فهمها حتى...
في النهاية أود إخبارك أنك تبلين بلاءًا حسنًا، الإهتمام بكل هؤلاء الناس لكن لا تنسِ ذاتكِ صغيرتي... وأعلم أنكِ تواجهين الكثير من المتاعب بسببهم، لكن رغم ذلك تتغاضين عما يفعلاه وتهتمين لأمرهما...هم حقًا محظوظون لأنهم يملكانك ويتسني لهم رؤية تلك الإبتسامة يوميًا والحظي بشخص يملك قلبًا كبيرًا مثلك....أعلم أنكِ تواجهين الكثير من الصعوبات هذه الفترة وتشعرين أن هذا كثيرًا للغاية عليكِ لكنني أتفهم ذلك بأكمله، لكن مهما حدث لا تستسلمي ولا تضعفي...آل ديفيدسون لا يعلمون شئ كالإستسلام، حاربي حتى النهاية، وإذا شعرت أنك على حافة الإنهيار عليك أن توقظي ذاتك وتعلمي أن ذلك ليس بالصائب...أنا حقًا أشتاق لكِ الأن أيًا كان العام الذي تقرأين به هذا الأن، وإن كنت معكِ الأن...لكنك دائمًا بقلبي، وبكامل قلبي أحبك '
ومع نهاية الكلمات كانت أخر أدمعي تهطل معها، أنا حقًا أشتاق لها كثيرًا...عندما وقعت عيني على جزء اللوحة كل ما جال بخاطري هو' أمي أنظري للمرأة، كيف بإمكانك ألا تعلمي؟ '..لكنني متأكدة أنكِ تعلمين فلا حاجة لحديثي ذلك...محيت عبراتي ووضعت تلك الرسالة بمكانها ثم أغلقت الصندوق وتوجهت إلى تلك اللوحة المغطاة وأزلت الغطاء عنها..
إنها قديمة للغاية منذ أن كنت بالحادية عشر، لكنها لازالت تحتفظ بطابعها الجميل البسيط المُفعم بالأمل فقط لأنها تزينها بإبتسامة مزينة ثغريها....إمرأة حملت أجمع ملامح الجمال، بفستان أبيض قصير مُزين بورود صغيرة للغاية باللون البني وشعرها البني اللامع القصير ينسدل على كتفيها الذي عكسته أشعة الشمس وهناك فقط تلك الإبتسامة الحقيقية التي تمتلكها..
أتذكر ذلك اليوم جيدًا، لقد كنا بكندا عند أقاربي وذلك اليوم كان مميزًا للغاية بالنسبة لي إلا أنه كان عاديًا تمامًا لأي شخص أخر، لكن بالنسبة لي لقد كنت وأخيرًا مبتعدة عن المنزل وعن أكثر شئ أكرهه..
إبتسمت مُتحسسة تفاصيل تلك اللوحة وهي تجول بخاطري، صدقًا بدونها لم أكن أعلم كيف سأمر بتلك الفترة، أو بحياتي عامة...أعدت الغطاء مجددًا وأغلقت الأضواء وباب الغرفة ثم إستلقيت علي الفراش وأنا أحاول منع أفكار ما بعد الثانية عشر بمطاردتي حتي نمت بعد وقت..
مر اليوم التالي سريعًا وكان أول شئ أراه بصباحي هو أليكساندر بعض هيفين، وحقًا أشعر أنه مرت قرونُ منذ أن رأيته، راسلني قبل خروجي من المنزل ودعاني للإفطار وحالما خرجت من المنزل وجدته أمامي، لم يكن لينتظر موافقتي بالأساس ...ذهبنا للإفطار ثم نوجه كل منا إلي مقر عمله..
وكما قلت مر اليوم سريعًا وكان فيون هادئًا تمامًا، لا يتحدث يقف فقط يتابع الأمور بنظرات ثاقبة وكلمات هادئة وقليلة كما كان في السابق، لكن من حسن الحظ مر اليوم بسلام وهدوء دون شجارات أو أي شئ..
في وقت وصولي للمنزل كانت هيفين بإنتظاري بالمنزل حتي نذهب لجلسة العلاج الطبيعي، هي في الحقيقة تذكرت الأمر ولم تنسه كما فعلت أنا... هي حقًا الأفضل، إستغرقت تلك الجلسة حوالي ساعتين أو ما شابه.. وعدت للمنزل بعدها سريعًا ذهبت هيفين لعملها وبقيت أنا وحدي..
قضيت وقتي في القراءة لبعض الوقت، وإتصلت بهيفين وإطمأنيت عليها حتي أصبحت الساعة الثانية بعد منتصف الليل تقريبًا وأثناء تفقدي للهاتف ظهرت تلك الشاشة ساطعة بإسمه، عجبًا لقد مر وقتًا طويلًا منذ أن رأيت إسمه علي شاشة هاتفي..
"مرحبًا" أجبت بهدوء تام معتدلة بجلستي، فسبب إتصاله بالطبع لن يكون عبثًا..
"مرحبًا" أجاب بهدوء ثم صمت بعدها لثوانٍ ثم تحدث..
"هل أنتِ مستيقظة؟" سأل بهدوء..
"أجل، نوعًا ما...أهناك شئ ما؟" سألت بهدوء، صوته هادئ تمامًا ومخيف ولم أعتد عليه هكذا قبلًا..
"هل يمكننا أن نلتقي؟" سأل لأستغرب قليلًا..
"الوقت قد تأخر الأن نوعًا ما" قلتها بهدوء ناقلة عيني إلي الساعة المُعلقة بالحائط..
"يمكنني أن أقلك...أحتاج للحديث معكِ "قالها بهدوء لأفكر لثوانٍ ثم أجيب، وأعلم جيدًا أنني سأندم علي ذلك فيما بعد..
"حسنًا، سألقاك بالمقهى بوسط المدينة" قلتها بهدوء..
"سأتي وأقلك ،لا يمكنك السير بمفردك بهذا الوقت" قالها ثم أغلق الهاتف بعدها، سأذهب لملاقاتك وأنت تغلق الهاتف بوجهي بالنهاية...لائق للغاية!
أرسلت رسالة نصية لهيفين وأعلم أنها من المستحيل أن تراها الأن، وأيضًا أنا لم أخبرها بالموضوع حتمًا بالرسالة لأنها قد تقتلني...فقط أخبرتها أن فيون حادثني ولا شئ أخر، علي الأقل جزء من الحقيقة حتي عندما أخبرها بها كاملة لا تكون غاضبة للغاية....بالحقيقة هي بكل الأحوال ستكون غاضبة بنفس المقدار، لا أعلم..
إرتديت بعدها بنطال من الجينز الواسع حتي لا يضايق حركتي وكنزة واسعة خضراء داكنة وأخفيت تلك الندوب ببعض مستحضرات التجميل وأخذت الدواء وبعض المسكنات حتي لا أشعر بأي ألم وأما بالخارج..
أخذت نفسًا عميقًا حالما نظرت من نافذة الغرفة وقد كان قد وصل، بهدوء كل شئ سيسير بشكل سلس...هو فقط يريدك بأمر ما، بالثانية والنصف بعد منتصف الليل وذلك الأمر لا يمكن تأجيله للغد، لا داعٍ للقلق أليس كذلك!
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
Diala's POV
حسنًا نوعًا ما اليوم مختلف عن باقي الأيام تقريبًا، سأذهب للعمل بعد تلك الفترة...أشعر بأنني أفضل بعد تلك الجلسات من العلاج الطبيعي وتلك الأدوية الكثيرة التي أخذها، بخلاف أنني أمشي ليس بإستقامة تمامًا ويدي لازالت ترتعشان قليلًا إلا أنني بخير نوعًا ما..
علي الجانب الأخر هيفين التي تجلس علي الفراش وعلامات عدم رضا عن ذلك القرار الذي إتخذته تعتلي وجهها ، وأعتقد أنه كان يجدر بي أن أتروي قليلًا وأرتاح أكثر...لكن أمر البقاء في المنزل لن يساعد..
"ألا تودين إعادة التفكير في الأمر؟ ديالا عليك الإستراحة...إنها تعليمات الطبيب" قالتها هيفين..
"أنا بخير هيفين، والطبيب ليس أنا بالوقت الراهن...لن يحدث أي شئ سئ" قلتها بصوت عالٍ من المرحاض وأنا أبدل ملابسي..
"لا يعجبني الأمر، آري أنكِ لازلت تحتاجين للراحة...ماذا إن حدث شئ؟ لن أكون موجودة و... "قالتها بإرتياب لأقاطعها بخروجي من المرحاض..
"إهدأي ،هذا مبالغ فيه، وإن حدث شئ...الناس هناك كثيرين كالنمل، لا تقلقي "قلتها بهدوء وأنا أضبط شعري وأنظر بالمرأة..
إبتعدت عن أي شئ قد يظهر تلك الندوب فلازلت لم أتعافَ منها تمامًا، فإرتديت فستان أزرق داكن طويل وواسع قليلًا حتي لا يضايقني في الحركة وضيق فقط من الأعلي قليلًا وبأكمام طويلة وكان يغطي كل شئ وتمامًا ما كنت أريده..
" بالمناسبة ،لقد حادثته...هل أخبرته بشئ ما؟" سألت وأنا أربط شعري من الخلف..
"لا لمَ؟" سألت ببساطة..
"لا أعلم ،لقد أخبرني أنكِ حادثتيه وبدأت بالصراخ به وهو لا يعلم ما يجري ولم تتسن له الفرصة حتي ليسأل" قلتها بهدوء وأنا أضع مساحيق التجميل بتخفي الندوب التي بوجهي..
"لم أخبره، فقط أعطيته بعض الكلمات وبعثرت كرامته لعدم الإهتمام عندما حادثته أول مرة" قالتها ببساطة وكأنه شئ عادي..
" وهو سمح لكِ بذلك؟ "سألت بنوع من الإستغراب، فهذا ليس من شيمه..
" لم أعطه الفرصة حتي للحديث، لقد أغلقت الهاتف بوجهه" أجابت بإبتسامة باردة..
" إذا حاولت الدفاع عنه، سألقيك بأي شئ أجده أمامي وأجعلكِ تقضين بقية عمرك بالفراش "قالتها بذات الإبتسامة النحيفة لأنظر لها ثم أعيد النظر للمرأة..
"حسنًا برفق فقط" قلتها بهدوء لألاحظ قلب عينيها..
" وماذا بخصوص الأخرق الأخر؟ هل حادثك؟" سألت بهدوء..
"لا ،فقط راسلني منذ يومين يتفقد الأحوال ويسألني إن كنت أريد شئ أم لا "تحدثت بهدوء ثم جلست علي الكرسي أمامها..
"ولمَ من الأساس أجبتِ عليه؟ أحيانًا أعتقد أن عقلك موضوع بشكل أخر" قالتها ساخرة لأقلب عيني..
" وكيف لي أن أعرف أنه هو وأنا بحوزتي الهاتف الجديد؟ "سخرت أنا الأخري لتنظر لي نظرة جادة..
" أيًا كان ،علي الذهاب "قلتها مستقيمة..
"خذي الدواء، وإذا شعرت أنكِ متعبة عودي للمنزل إتفقنا؟ وأيضًا ماذا بخصوص جلسة العلاج اليوم؟ "قالتها ناظرة لي..
" ستحادثين الطبيب المسئول وتخبريه إن كان بإمكاننا القدوم بعد دوام عملي" قلتها بهدوء وأنا أخذ حقيبتي..
"حسنًا أعلم أنني لن أتمكن من إقناعك، إنتبهي لنفسك "قالتها معانقة إياي برفق ثن نزلنا سويًا لأسفل وكانت قد طلبت لي سيارة أجرة خصيصًا..
"أحبك...إعتني بنفسك هيفين "قلتها ثم خرجت من المنزل مستقلية السيارة ثم بعد وقت وصلت للشركة لأتنفس بعمق ثم أخرج..
دلفت بهدوء وأعين من يلتقي بي علي، البعض يحيونني بإبتسامة صغيرة والبعض ينظر إلي قدمي بسبب عدم سيري بإستقامة، هي ليست واضحة لتلك الدرجة فقط وكأنك قد وقعت عليها ليس بذلك الشئ الكبير..
إستقليت المصعد وتوقفت لدي الطابق الذي يقبع به مكتب دانيل، وتوجهت له مباشرة ودلفت ولم أتوقع أن أجد هناك أحد لديه..
"أنا أعتذر حقًا...أنا لم أتوقع أنه يوجد أحد معك" قلتها سريعًا ولا أعلم لمَ أنا متوترة، لقد كان فقط علي مكتبه وعلي الكرسي الموضوع أمامه فتاة جميلة تطلع علي بعض الأوراق...لا أكثر ولا أقل..
"أوه ،لا عليكِ...أنا كنت بالأساس ذاهبة" قالتها بإبتسامة مستقيمة وهي تلملم تلك الأوراق..
" سوف نكمل فيما بعد "قالها بهدوء لتومئ ثم تغادر..
"تكملون ماذا؟ هل أتيت بوقت غير مناسب؟" سألت ناظرة له ليستقيم مبتسمًا متوجهًا ناحيتي..
"لا. فقط في الوقت المناسب" قالها مبتسمًا ليعانقني وبسبب طوله رفعني من فوق الأرض قليلًا لأضحك، إشتقت له أجل..
"داني، عظامي "قلتها وليست مبالغة لكن صدقًا عظامي بكل الأوقات تؤلمني..
" أعتذر ،لكنني إشتقت لكِ كثيرًا" إبتسم ثم تركني..
"أنا أيضًا...لم تتغير علي الإطلاق "قلتها ضاحكة ليقلب عينيه..
"أنتِ كنتِ غائبة لأسبوع أو ما شابه" قالها ساخرًا..
"كنت أحاول أن أبدو مهتمة بكِ..لكن لا فائدة" قلتها بيأس ثم جلست علي الأريكة..
"متي عدت؟ ولمَ لم تخبريني؟ "سأل جالسًا علي الكرسي الموضوع أمامي..
" عدت البارحة، ولم أرد أن أعطلك عن عملك...فيبدو أنكَ تملك الكثير "إبتسمت إبتسامة فهم هو معناها..
"إنه لا شئ" قالها ببساطة..
" بالطبع إنه لا شئ...أنتَ لن تخبرني بشئ مفيد" قلتها قالبة عيني..
" لا صدقًا إنه لا شئ...فيريرا سمح بقدوم بعض المتدربين هنا، ضمن أعماله الخيرية والمدارس التي أنشأها، المدارس تلك للجميع مجانية بالمعني الأصح...هم هنا تحت التدريب حتي يتم تدعيم الشركة عندما يصبح لها فروع أخري "قالها بهدوء..
"أوه أنا لم أعلم ذلك، هذا شئ جيد وسيعم علي الجميع بالخير" قلتها معجبة للغاية بالفكرة علمت عنها قبلًا لكنني لم أكن مسئولة عن أي منها، هو يحب أن يبقي ذلك العمل خاص به...ففكرة أنه يُنشأ مدارس ومؤسسات خيرية تدعم عمل الشباب وليست بتكاليف كثيرة، هذا رائع..
"منذ متي وهم هنا؟ "سألت ناظرة له..
" بعد يوم من أجازتك "أجاب بهدوء..
"لقد بدا وأنها لطيفة للغاية عليك الإعتراف بذلك، وهي جميلة للغاية أيضًا...هل أنت ضرير أو ما شابه؟" سألت ناظرة له..
"هي بالثانية والعشرين" قالها بهدوء..
"إذًا ؟أنت بالسادسة والعشرين دانيل...إلهي تحرك أيها الفتي...الرجال صعبين بأمور كتلك، ما هو إسمها؟ "قلتها وأنا أحك جبهتي..
" لا أفكر بهذا الأمر الأن...أنتِ تعلمين، وهي تُدعي لارين"قالها ببساطة..
" ما أعلمه، أنك معجب بفتاة ما ولم تأخذ خطوة جدية بالأمر أو تلك الفتاة ليست مهتمة لأمرك...لا أري مشكلة بإعطائك لأمر تلك الفتاة الجديدة فرصة....وأنت قضيت معها ما يقارب الأسبوع، أعني أنكَ تعلم القليل عنها...فلا مانع أن تحاول أكثر "قلتها بهدوء ناظرة له..
"لا أعلم...أنا لم أفكر بها هكذا قبلًا، كل ما يمكنني رؤيته بها أنها مجرد فتاة تحت التدريب لدي لا أكثر "قالها بهدوء لأقلب عيني بتنهد..
" سأجادلك بوقت لاحق لأنني الأن لست بكامل قوتي "قلتها مستقيمة..
" تبدين متعبة..هل أنتِ بخير؟ "سأل ناظرًا لي..
"أجل بأفضل حال...سأراك بالإستراحة "قلتها ثم توجهت للباب..
" ديالا؟ أهناك مشكلة بقدمك؟ أتودين أن ترتاحي؟ "سأل سريعًا بعدما إستقام وأزاح كرسيه لي لأبتسم..
" أنا بخير داني، لقد وقعت فقط علي قدمي منذ يومين...أنا بخير تمامًا، سأتركك الأن حتي لا أعطلك عن عملك" إبتسمت ثم غادرت تاركة إياه لأستقل المصعد وأتجه لمكتبي..
شعرت بأشياء عدة حالما وطأت قدمي المكتب، وكأنني إشتقت للمكان أو إشتقت له لا أعلم...لكن تلك الفترة التي قضيتها بعيدًا جعلتني أُلم بالأمر أكثر وقطعت شوطًا كبيرًا في المضي قدمًا وهذا يُحسب لي نوعًا ما..
وضعت أشيائي مكانها، وكنت مترددة بالدخول له الأن لكنني قررت أن أنتهي من تلك الأوراق أفضل....جلست لأباشر عملي الذي لا أعلم إلام وصل، لكن كم الأوراق الموجودة أمامي تشير أن أمامي عمل طويل وكثير...باشرت سريعًا بالأوراق وبعد ساعتين تقريبًا إنتهيت من قليل منهم ومعظم الباقي لم أفهمه بالأساس..
طرقت الباب بهدوء حتي سمعت صوته الهادئ لأدلف، وحالما دلفت إرتفعت عينيه المرهقتين لتلتقي بخاصتي، لقد كان أشبه وكأنه وجد طوق نجاته من يومه الشاق...لقد كان يبدو مرهقًا وناعسًا ولطيفًا..
"لقد عدتِ" قالها بهدوء بعدما نظر لي لثوانٍ ثم ترك الأوراق من بين يديه، النظر إليه أعاد الكثير من الذكريات لي وأكثرهم بخصوص الطفل الذي قد كان ليكون مثله..
"أجل، البارحة" أومئت بهدوء ليشير لي بالتقدم والجلوس وحالما كنت أسير، كان يتتبعني بعينيه وكنت أحاول جاهدة السير بطبيعية..
"هل قدميكِ تؤلمانك؟ إذا كنت تشعرين بالتعب لم يكن عليك المجئ اليوم "قالها لي بعدما جلست علي الكرسي أمامه..
"أنا بخير سيد فيريرا، شكرًا لك... "قلتها بهدوء وكدت أباشر في حديث العمل حتي قاطعني..
"أحدث شئ معكِ؟ تبدين متعبة...بجانب صديقتك هاتفتني لكن الهاتف لم يكن معي بذلك الوقت...وقد بدأت بالصراخ نوعًا ما ولم أستطع فهم أي شئ...لذا أنتِ بخير؟" سأل هذه المرة وهو ينظر مباشرة لعيني لأتهرب من تلك النظرات بالإيماء والنظر للورق ثم نظرت له..
"أجل أنا بخير تمامًا سيد فيريرا...وأود الإعتذار عمَا بدر من هيفين، ما حدث لم يكن موضوعًا بالحسبان وكان غير لائقًا تمامًا...لذا أتمني أن تقبل إعتذاري "قلتها بهدوء وأسف حقًا، وبدا الحديث رسميًا للغاية، وهذا أول مرة أعتقد التي أتحدث معه هكذا..
"لا داع للإعتذار أنسة ديفيدسون، لا أفهم الموضوع تمامًا لكنني أتفهم موقفك وأقدره "أومئ بهدوء مُعيدًا ظهره للوراء ممسكًا بالقلم ويعبث به..
" جيد، لقد أتين فقط لأن هناك بعض الأوراق التي تحتاج لتوقيعك، وهناك بعض الأوراق التي لست مُلمة بها تمامًا، فكنت أتسائل إذا كان بإمكانك مساعدتي "قلتها بهدوء ليومئ ثم وضعت الأوراق أمامه وأنا أفرقها، وعينيه كانت تتبعني صدقًا في كل خطوة أفتعلها وكان يُدقق بوجهي بطريقة أخافتني..
" أنسة ديفيدسون هل أنتِ متأكدة أنكِ بخير؟ "سأل ناظرًا لي بل متصفحًا إياي..
" أجل، أهناك مشكلة؟ "سألت بإستغراب من نظراته..
"هناك ندبة هنا، فقط كنت أتسائل" قالها مشيرًا للجانب الأخر من رقبتي الذي كان يخلو سابقًا من الندوب لأتحسسها سريعًا، وهي موجودة أجل لكنها صغيرة لا أعتقد أنها ظاهرة...حررت ربطة شعري سريعًا لأجعل شعري ينسدل ويغطي جانبي رقبتي...ما فعلته للتو كان غبيًا للغاية لكن هذا ما خضر برأسي، فلم أُرد أن أدخل في نقاشات أخري، حتي أن هناك إبتسامة صغيرة هادئة تكاد لا تظهر بسبب ما فعلته..
"أجل أنا بخير...هل يمكننا أن نُكمل الأن؟" قلتها مشيرة للأوراق ليتقدم قليلًا للأمام ويطلع علي الأوراق ثم بدأ بشرح ما لا أفهمه بتلك الأوراق..
بعد حوالي ساعة ونصف كنا إنتهينا من ذلك الإجتماع الصغير ثم أخذت الأوراق وسرت للباب..
"ديفيدسون...ما خطب قدمك؟" سأل فجأة وبنبرة قلقة..
" أنا فقط...وقعت عليها" قلتها بهدوء..
"يمكنك أخذ باقي اليوم بالمنزل إذا أردت" قالها بهدوء لأبتسم له بهدوء..
"أنا بخير سيد فيريرا، أستأذن الأن" قلتها بهدوء ثم خرجت وجلست علي كرسي مكتبي بإرهاق..
بدأت أشعر ببعض الألم في قدمي الأن، فلم أعتد السير عليها كثيرًا هكذا لكنه ليس دائم وهذا جيد....أكملت عملي حتي حضر بعض العملاء اليوم للإجتماع...ومرت ساعة تقريبًا ثم كان يجب أن أدلف ببعض الأوراق ودلفت وأتمني أنني لم أفعل..
يدي كانت ترتعشان كثيرًا وكلما أمسكت بشئ كان يقع، يبدو وكأنهم سيظلان هكذا وكنت أحاول أن أتحكم بها وكان الأمر صعب، وأنا أعني أنها المرة الأولي التي أشعر بها هكذا...حالما إقتربت من تلك الطاولة الطويلة وقعت الأوراق من يدي ووقعت أعين الجميع علي، إنحنيت لأبدأ بتجميعهم لكن تلك الرعشة كانت مسيطرة علي يدي وكلما جمعتهم يقعون مجددًا..
بدأت بالتوتر والإرتعاش كجسدي كليًا بسبب التوتر، لا داعٍ لكل ذلك أعلم لكن علمي بأن الجميع ينظر لي الأن والموقف الذي أنا به سخيف للغاية فهذا هو ما وترني أكثر...لكن كل ذلك إنتهي حينما إنحني ولامست يده خاصتي وجمعهم هو، وقد أنقذني صدقًا الأن..
"لا عليك ديالا، سأتولي أنا الأمر...يمكنك الخروج" همس برفق ناظرًا لعيني لأومئ ثم أغادر، وذلك كان صدقًا أفضل ما حدث لي..
جلست علي المكتب معيدة شعري للوراء وأحاول تهدئة نفسي، لا عليك ديالا أنتِ بخير...تلك الأمور تحدث وهذا طبيعي، سوف تتحسنين وتصبحين بخير...أخذت الدواء من الحقيبة ووضعته بفمي ثم بقليل من الماء وإبتلعته، أنا سأكون بخير لا داعٍ لكل ذلك..
حدث معي ذات الأمر مرات عدة بالمنزل بعد عودتي من المشفي، عندما حاولت إمساك الفرشاة وأحاول الرسم عندما وقعت الفرشاة بسبب إرتجافة في يدي، إنها تجعلني غير قادرة علي التحكم بها أو إمساك شئ وكأنني مشلولة بها أو ما شابه، لكن من الجيد أنها فقط لدقائق ولا أكثر..
حاولت تشتيت نفسي بالعمل بعدما عادت يدي كما كانت ومرت حوالي ثلاث ساعات وأنهيت أكثر من نصف العمل وقد بدأ العملاء بالخروج وكان هو أخرهم حتي تأكد من ذهابهم وجلس علي الكرسي أمام مكتبي..
"لقد بدوت متوترة ومُجهدة بالداخل، لقد بدأت بالقلق...هل أنتِ متأكدة أنكِ بخير؟" سأل بهدوء ونظراته تخترقني وكأنها تحاول قراءة ما بداخلي..
"إنه فقط توتر من كثرة العمل لا أكثر" إبتسمت بهدوء محاولة إنهاء الأمر..
"أفترض أنكِ تأخذين أدوية، عليك المواظبة عليها سيكون أفضل لكِ...خذي ما تودين من الراحة بالمنزل "قالها بهدوء مستقيمًا..
" أنسة ديفيدسون...أعتذر لكن أين كانت إجازتك؟" سأل بهدوء تام..
"لقد كنت بكندا، أهناك خطب ما؟ "سألت بهدوء..
"لا فقط أسأل، إحظي بيوم سعيد أنسة ديفيدسون " قالها ثم دلف لمكتبه مجددًا..
تجاهلت تلك الأسئلة المريبة وأكملت عملي حتي موعد تلك الإستراحة وقضيتها مع أليكساندر وبالطبع لم أخبره بما حدث معي، لكنني إستمتعت حقًا بصحبته وسماع ما حدث معه في تلك الفترة وكيف كان يحاول إضحاكي وإستفزازي...هو حقًا جيد في ذلك..
عندما إنتهيت وعدت لمكتبي وجدت مارك، الحارس الشخصي لفيون والذي كان يتعقبني سابقًا عندما ضربته بالعصا وشخص أخر معه يخرجان من غرفة المكتب..
"مرحبًا مارك" إبتسمت ملقية التحية عليه ليبتسم بهدوء..
"مرحبًا ديالا، وقت طويل منذ أخر مرة" إبتسم بهدوء..
"ليست بالذكريات الجيدة، لكنني لازلت أسفة عليها" إبتسمت..
"فقط تناسي الأمر، أنا أفضل الأن.... سنتركك الأن تكملي عملك...إلي اللقاء" إبتسم ثم غادر لأجلس وأُكمل عملي حتي حان موعد الذهاب لألملم أشيائي حتي أغادر وألحق بموعد الطبيب ذلك....بعدما إنتهيت وكنت أستعد للذهاب حتى خرج من مكتبه ويستند على الباب وينظر لي..
"أنتِ ذاهبة الأن؟ "سأل بهدوء ناظرًا لي.
" أجل..أتحتاج لشئ؟ "سألت بهدوء ناظرة له..
"لا...فقط إعتني بنفسك، وإذا شعرتِ بالتعب...فقط إقضي باقي اليوم في المنزل" قالها بهدوء ورفق..
"لا عليك سيد فيريرا، أنا بخير صدقًا....وأعتقد أنك أنت من تحتاج لبعض الراحة، تبدو متعبًا "قالتها بهدوء ناظرة له، هو حقًأ يبدو متعبًا..
" أنا بخير، فقط بعض الأعمال وسينتهي اليوم "قالها بهدوء..
"يمكننا إنهاء ذلك غدًا، سيكون أفضل....بحانب لقد تأخر الوقت" قلتها بهدوء ناظرة له..
" لا تقلقي...تصبحين على خير أنسة ديفيدسون "قالها لأستغرب من ذاتي قليلًا، لم يكن يجب أن أقول هذا أنا لست زوجته أو ما شابه، إلهي..
حالما نزلت لأسفل كان دانيل ينتظرني في بهو الشركة الواسع وحالما رأني تجمد وجهه وكان ينظر لي نظرات مخيفة لأقترب منه بهدوء وعدم فهم..
" ماذا؟ "سألت بإستغراب..
" لقد تأخرت خمسة عشر دقيقة" قالها بطريقة جادة..
"إذًا؟" سألت ولازلت لا أفهم سبب جديته..
"أنتِ لا تعلمين؟" قالها لنسير معًا للخارج..
"لا أعلم صدقًا لمَ أنا صديق معك" قالها لأبتسم..
"أنا صدقًا لا أعلم ماذا هناك لكنه يبدو مهمًا" قلتها ضاحكة على طريقته..
"لا أعلم كيف لم تعلمين ذلك، إنها مباراة الكلاسيكو ديالا "قالها بحماس وشئ بديهي ونظرته توحي بكيف لم تعلمين ذلك..
"أوه" قلتها ولازلت أحاول التفكير في كيف إظهار أنني بالطبع كنت أعلم رغم أنني لا أعلم أي شئ..
" أنتِ لا تعلمين عمَ أتحدث أليس كذلك؟" سأل ناظرًا لي..
" لا أملك أي فكرة "قلتها وأنا أحرك رأسي بالنفي..
" كان على أن أعلم....جاهلة" قالها ناظرًا لي من أعلى لأسفل بنظرة إزدراء..
"كيف من المفترض أن أعلم ذلك، ليس وكأنه شئ هام" قلتها لينظر لي نظرة بصدمة..
"إسحبي ذلك الأن "قالها بجدية ناظرًا لي لأضحك..
"لا" ضحكت لأسبقه للمخرج وهناك وجدت هيفين واقفة بجانب سيارة الأجرة بإنتظاري..
" أنتٍ هنا منذ وقت طويل؟" سألت ناظرة لها..
"منذ عشر دقائق تقريبًا، نذهب؟ "سألت ليقترب دانيل بعدها منا..
"مرحبًا هيفين" قالها بإبتسامة لتبتسم له..
"مرحبًا دانيل، كيف كل شئ معك؟ "إبتسمت..
"جيد...أين أنتم متوجهون؟" سأل ناظرًا لنا لتتولي هيفين الإجابة بإبتسامة..
" سنبتاع بعض الأشياء...تعلم فصل جديد "إبتسمت ناظرة له..
" حسنًا يمكنني إيصالكم للمكان الذين تودونه، بجانب أن الوقت قد تأخر" قالها بهدوء مشيرًا لسيارته التي بالجراج الخلفي..
"لا، لا داعي صدقًا...عليك الذهاب أنت، سنكون بخير كالمعتاد" قلتها بهدوء..
"هي محقة، ولقد طلبت مسبقًا سيارة الأجرة...سنكون بخير، سأسبقك" قالتها ثم ركبت بالسيارة..
" هل أنتِ متأكدة من كونك قادرة على السير؟ تبدين وكأنك متعبة" قالها بهدوء ناظرًا لقدمي..
"أنا بخير صدقني، وهي لا تؤلمني بذلك القدر وسيتلاشي ذلك قريبًا...لا تقلق داني، إذا حدث شئ سأحادثك "قلتها معانقة إياه بخفة..
" لا، لا تحادثيني...سأكون مشغولًا بالمباراة "قالها بإبتسامة بعدما إبتعدت عنه..
" هذا سيكون أفضل لأنني لا أريد أن أرى متسلطًا بالجوار "قلتها بإبتسامة ثم صعدت مع هيفين بالسيارة لتنطلق بنا بعدها..
بعدما وصلنا إلى مركز العلاج الطبيعي ومرت الساعتين الخاصة بالتمارين لقدمي والجلسة بأكملها وكانت أخف كثيرًا مما قبلها وأنا سعيدة أنها إنتهت ومرت بسرعة هكذا، بعدما إنتهينا تمشينا كلينا للمنزل وكانت تواصل سؤالي عما حدث معي اليوم بالشركة وكيف مر يومي وكأنني طفلة اليوم هو أول يوم لها بالمدرسة..
أتفهم تمامًا أنها قلقة على، ولم أخبرها بالطبع ما حدث معي بالشركة اليوم لأنني أعلم أنها ستقلق وستقول لي 'أترين؟ أخبرتك أن ذلك سيحدث وكان عليك توخي الحذر أكثر من ذلك و....' لذا وفرت على كلينا كل ذلك الحديث ولم أخبرها..
عندما وصلنا للمنزل وجلسنا لنتناول المثلجات أمام التلفاز بعد يوم شاق ومتعب، بعد دقائق طرقات على الباب جذبت إنتباهنا ولم تكن لتستجيب له هيفين حتى وإن أخبرتها أو كان العالم ينهار بالخارج..
عندما فتحت الباب تفاجئت بكاي يقف أمامي حاملًا باقة من الزهور وهذا فاجئني حقًا كثيرًا، كان مبتسمًا إبتسامة دافئة وقدم لي الزهور..
"حسنًا...لا أفهم، لكن شكرًا لك...إنهم رائعون" قلتها مبتسمًا بعدما إلتقطهم منه..
"حسنًا لقد علمت أنكِ عدت من قريب، وفكرت بإستقبالك...يمكنك إعتباره إستقبالًا، وأيضًا محاولة لتحسين ما أفسدته مسبقًا" قالها مبتسمًا..
"عليك تناسي الأمر، لقد تناسيته...تفضل أولًا، الطقس بارد بالخارج "قلتها مفسحة له الطريق للدخول..
"لا داعٍ، أنتِ تبدين متعبة...وما خطب تلك الندوب؟ هل أنتِ بخير؟ "سأل بقلق متحسسًا الندوب الصغيرة التي بوجهي، ولقد نسيت تمامًا أمرهم..
" أوه، إنهم لا شئ، إنه فقط حادث بسيط لا تقلق...بجانب أنا بخير أمامك "إبتسمت مُطمئمة إياه..
"لمَ لم تخبريني؟" سأل بنوع من الضيق، وها نحن ذا مجددًا..
" لأنه ليس بالأمر الهام، وأنا لم أريدك أن تقلق هذا كل ما بالأمر...وتفضل بالدخول كاي، لا يمكنك أن تظل واقفًا هكذا "قلتها بهدوء..
"لا داعٍ،إن حدث معكِ أي شئ عليك إخباري إتفقنا؟ سأخذ ذلك على أنه وعد....أعلم أنكِ تحترمين الوعود منذ الإعدادية" قالها ناظرًا لي بنوع من الجدية لأضحك على جديته..
" حسنًا أعدك، هيا تفضل "إبتسمت..
" لا، أتيت فقط لإخبارك أنك تركت فراغًا في هذه الفترة... "قالها ثم صمت لأستغل ذلك وأكمل..
" وأنت تزيد الأمور "قلتها مبتسمة ليبتسم إبتسامة صغيرة..
"نوعًا ما لكنه لازال حقيقيًا...الأهم، أود أخذك إن كنت متفرغة بالطبع...عائلتي تقيم حفلًا صغيرًا وسأكون سعيدًا إن أتيت، ما رأيك؟أردت أن أكون أول شخص يحدد معكِ موعدًا حتى لا تنشغلي لاحقًا "سأل بإبتسامة هادئة وسيكون من السئ خذله..
"هذا رائع صدقًا، لكنني لن أتمكن..."قلتها بأسف نوعًا ما..
"لا ديالا، هيا...فقط لقليل من الوقت "قالها بهدوء ناظرًا لي..
" أنتَ لا تفهم، أنا لا أمشي بإستقامة...لذا إن سرت بجانبك سيكون مظهرك سيـ..."قلتها لكنه قاطعني ببساطة..
"أنهى الهراء ديالا، أنتِ ستأتين...ولا أهتم لأمر قدمك كما عليك أنتِ كذلك لأنك ستبدين كالمعتاد الأجمل "إبتسم ببساطة لأبتسم، هو حقًأ لطيف كما كان منذ أن رأيته أول مرة بالمدرسة..
" حسنًا دعني أفكر بالأمر" إبتسمت..
" هذه ستكون موافقة...الحفل بعد غد، سأمر عليك بالسابعة....أراكِ لاحقًا دي "قالها مبتسمًا ثم غادر بعدها لأبتسم وأغلق الباب خلفي ثم أعود لهيفين وأجلس بجانبها..
"هو لطيف، ويعجبني..عليك إعطائه فرصة" قالتها بهدوء مركزة عينيها على التلفاز..
" من الممكن....هل سمعت؟ "سألت ناظرة لها لتومئ..
" أجل....وعليك أن تذهبي معه، هذا أول شئ يفعله شخص معجب بفتاة وهو أن تلتقي بعائلته....وكأنه يعرفهم على زوجته المستقبلية" قالتها ببساطة..
" أنتِ تكبرين الأمور، هو سوف يقلني بالسابعة" قلتها بهدوء مُسندة رأسي على يدي..
" عظيم ،لقد تذكرت...غدًا سوف أعمل بالدوام الليلي " قالتها بهدوء..
" ماذا؟ لمَ؟ "سألت بإستغراب..
" تقريبًا إنه حفل من نوع ما "أجابت مُحركة كتفيها بعدم إدراك..
"حسنًا، سأصعد لغرفتي...تصبحين على خير "قلتها ثم صعدت لغرفتي وأغلقت الباب ثم توجهت إلى ذلك الباب الصغير الموجود بالغرفة وإلى ذلك الصندوق الموضوع جانبًا..
جلست على ركبتي وبحثت في تلك الأظرف الكثيرة حتى وجدت ما أردته ثم جلست مُسندة ظهري للحائط وبدأت بقرأته، أعلم أنني تأخرت عليه بيومين لكن لا يهم..
'الثاني عشر من إبريل
لا أعلم لمَ أنا أكتب ذلك الأن، لكنني متفرغة الأن وأنتِ بالمدرسة الأن لكن لا أعتقد أنكِ الأن بها...لقد أصبحت إمرأة جميلة ورائعة كما توقعتك دائمًا...أخبريني كيف أنتِ، أود معرفة كل شئ عنكِ، أو أنا للتو أعلمه....أنا فقط أتمنى أنكِ بأفضل حال وكل شئ يجري معكِ كما تودين...هل أنهيت الكُتب التي أعطيتك إياها؟ أعلم أنه قد يصيبك الكسل في بعض الأحيان عن هذا، أنا متأكدة أنهم الأن يصنعون كتبًا بورق أفضل من القديم....أتمني أنكِ تواظبين على الرسم ديالا، لأن هذا ما تجدين ذاتك به...أتتذكرين عندما ذهبنا للمتحف عندما كنتِ بالتاسعة! لم تكوني متحمسة على الإطلاق، وكنتِ تقولين أنه مكان للعجائز عندما لا يملكون مكانًا للحظي بالمرح حينها، أعتقد أنكِ أصبحت من العجائز الأن...اللوحة الأولى التي رسمتها، لم تخبريني عنها يومًا...كنتِ دائمًا تخبريني أنها.... شيئًا جميلًا للغاية لن يتكرر مجددًا بهذه الحياة، ستكون دائمًا النور والسرور والضي الذي سيستنير به من هم مثلي، ستكون الأمل الذي نتعلق به عندما نفقده....كلما كنت أحاول رؤيتها كنت تغضبين كثيرًا وتهرعين بها لغرفتك وتغلقين الباب وتخفيها أسفل الفراش...رغم أننا جميعًا كنا نعلم أين هي لكن لم يحاول أحاول أحد أبدًا الإقتراب منها....أتذكر حينها أنكِ أخبرتني أنني لن أفهمها، أنتِ لم تخبريني عنها مطلقًا وأنا لم أحاول فهمها حتى...
في النهاية أود إخبارك أنك تبلين بلاءًا حسنًا، الإهتمام بكل هؤلاء الناس لكن لا تنسِ ذاتكِ صغيرتي... وأعلم أنكِ تواجهين الكثير من المتاعب بسببهم، لكن رغم ذلك تتغاضين عما يفعلاه وتهتمين لأمرهما...هم حقًا محظوظون لأنهم يملكانك ويتسني لهم رؤية تلك الإبتسامة يوميًا والحظي بشخص يملك قلبًا كبيرًا مثلك....أعلم أنكِ تواجهين الكثير من الصعوبات هذه الفترة وتشعرين أن هذا كثيرًا للغاية عليكِ لكنني أتفهم ذلك بأكمله، لكن مهما حدث لا تستسلمي ولا تضعفي...آل ديفيدسون لا يعلمون شئ كالإستسلام، حاربي حتى النهاية، وإذا شعرت أنك على حافة الإنهيار عليك أن توقظي ذاتك وتعلمي أن ذلك ليس بالصائب...أنا حقًا أشتاق لكِ الأن أيًا كان العام الذي تقرأين به هذا الأن، وإن كنت معكِ الأن...لكنك دائمًا بقلبي، وبكامل قلبي أحبك '
ومع نهاية الكلمات كانت أخر أدمعي تهطل معها، أنا حقًا أشتاق لها كثيرًا...عندما وقعت عيني على جزء اللوحة كل ما جال بخاطري هو' أمي أنظري للمرأة، كيف بإمكانك ألا تعلمي؟ '..لكنني متأكدة أنكِ تعلمين فلا حاجة لحديثي ذلك...محيت عبراتي ووضعت تلك الرسالة بمكانها ثم أغلقت الصندوق وتوجهت إلى تلك اللوحة المغطاة وأزلت الغطاء عنها..
إنها قديمة للغاية منذ أن كنت بالحادية عشر، لكنها لازالت تحتفظ بطابعها الجميل البسيط المُفعم بالأمل فقط لأنها تزينها بإبتسامة مزينة ثغريها....إمرأة حملت أجمع ملامح الجمال، بفستان أبيض قصير مُزين بورود صغيرة للغاية باللون البني وشعرها البني اللامع القصير ينسدل على كتفيها الذي عكسته أشعة الشمس وهناك فقط تلك الإبتسامة الحقيقية التي تمتلكها..
أتذكر ذلك اليوم جيدًا، لقد كنا بكندا عند أقاربي وذلك اليوم كان مميزًا للغاية بالنسبة لي إلا أنه كان عاديًا تمامًا لأي شخص أخر، لكن بالنسبة لي لقد كنت وأخيرًا مبتعدة عن المنزل وعن أكثر شئ أكرهه..
إبتسمت مُتحسسة تفاصيل تلك اللوحة وهي تجول بخاطري، صدقًا بدونها لم أكن أعلم كيف سأمر بتلك الفترة، أو بحياتي عامة...أعدت الغطاء مجددًا وأغلقت الأضواء وباب الغرفة ثم إستلقيت علي الفراش وأنا أحاول منع أفكار ما بعد الثانية عشر بمطاردتي حتي نمت بعد وقت..
مر اليوم التالي سريعًا وكان أول شئ أراه بصباحي هو أليكساندر بعض هيفين، وحقًا أشعر أنه مرت قرونُ منذ أن رأيته، راسلني قبل خروجي من المنزل ودعاني للإفطار وحالما خرجت من المنزل وجدته أمامي، لم يكن لينتظر موافقتي بالأساس ...ذهبنا للإفطار ثم نوجه كل منا إلي مقر عمله..
وكما قلت مر اليوم سريعًا وكان فيون هادئًا تمامًا، لا يتحدث يقف فقط يتابع الأمور بنظرات ثاقبة وكلمات هادئة وقليلة كما كان في السابق، لكن من حسن الحظ مر اليوم بسلام وهدوء دون شجارات أو أي شئ..
في وقت وصولي للمنزل كانت هيفين بإنتظاري بالمنزل حتي نذهب لجلسة العلاج الطبيعي، هي في الحقيقة تذكرت الأمر ولم تنسه كما فعلت أنا... هي حقًا الأفضل، إستغرقت تلك الجلسة حوالي ساعتين أو ما شابه.. وعدت للمنزل بعدها سريعًا ذهبت هيفين لعملها وبقيت أنا وحدي..
قضيت وقتي في القراءة لبعض الوقت، وإتصلت بهيفين وإطمأنيت عليها حتي أصبحت الساعة الثانية بعد منتصف الليل تقريبًا وأثناء تفقدي للهاتف ظهرت تلك الشاشة ساطعة بإسمه، عجبًا لقد مر وقتًا طويلًا منذ أن رأيت إسمه علي شاشة هاتفي..
"مرحبًا" أجبت بهدوء تام معتدلة بجلستي، فسبب إتصاله بالطبع لن يكون عبثًا..
"مرحبًا" أجاب بهدوء ثم صمت بعدها لثوانٍ ثم تحدث..
"هل أنتِ مستيقظة؟" سأل بهدوء..
"أجل، نوعًا ما...أهناك شئ ما؟" سألت بهدوء، صوته هادئ تمامًا ومخيف ولم أعتد عليه هكذا قبلًا..
"هل يمكننا أن نلتقي؟" سأل لأستغرب قليلًا..
"الوقت قد تأخر الأن نوعًا ما" قلتها بهدوء ناقلة عيني إلي الساعة المُعلقة بالحائط..
"يمكنني أن أقلك...أحتاج للحديث معكِ "قالها بهدوء لأفكر لثوانٍ ثم أجيب، وأعلم جيدًا أنني سأندم علي ذلك فيما بعد..
"حسنًا، سألقاك بالمقهى بوسط المدينة" قلتها بهدوء..
"سأتي وأقلك ،لا يمكنك السير بمفردك بهذا الوقت" قالها ثم أغلق الهاتف بعدها، سأذهب لملاقاتك وأنت تغلق الهاتف بوجهي بالنهاية...لائق للغاية!
أرسلت رسالة نصية لهيفين وأعلم أنها من المستحيل أن تراها الأن، وأيضًا أنا لم أخبرها بالموضوع حتمًا بالرسالة لأنها قد تقتلني...فقط أخبرتها أن فيون حادثني ولا شئ أخر، علي الأقل جزء من الحقيقة حتي عندما أخبرها بها كاملة لا تكون غاضبة للغاية....بالحقيقة هي بكل الأحوال ستكون غاضبة بنفس المقدار، لا أعلم..
إرتديت بعدها بنطال من الجينز الواسع حتي لا يضايق حركتي وكنزة واسعة خضراء داكنة وأخفيت تلك الندوب ببعض مستحضرات التجميل وأخذت الدواء وبعض المسكنات حتي لا أشعر بأي ألم وأما بالخارج..
أخذت نفسًا عميقًا حالما نظرت من نافذة الغرفة وقد كان قد وصل، بهدوء كل شئ سيسير بشكل سلس...هو فقط يريدك بأمر ما، بالثانية والنصف بعد منتصف الليل وذلك الأمر لا يمكن تأجيله للغد، لا داعٍ للقلق أليس كذلك!
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
Letter 2
أخيرًا حدثتي TT انا حاسة ان كاي قريب فيون زي دين كده، وبكده تكون ديالا ختمت عيلة فيريرا
Відповісти
2020-10-14 11:06:00
Подобається