Killer
Part 22
بعد وقت ليس بطويل وصلنا للمنزل وساعدني بالخروج معتقدًا إياي متألمة، وعندما دلفنا أغلق الباب وتفقد الشبابيك مطلعًا علي الخارج ومتفقدًا الأجواء..
"لن يستطيع أحد الوصول لكِ هنا" تحدث بهدوء وجلس علي الأريكة بهدوء..
"لا يوجد أحد أخر غيره" تحدثت بهدوء ،بطريقة تخبره أنه لا يوجد أحد يتعقبنا بعد الأن..
"ملابسك كما هي بالداخل، خذي حمامًا لتستريحي" قالها بهدوء لأومئ وأتوجه للغرفة وأخلع كنزته وأتوجه للمرحاض..
ملأت حوض الإستحمام بالماء الدافئ وجلست بهدوء تاركة كل أعضائي تسترخي ومزيلة كل ما حدث اليوم من رأسي..
أغلقت عيني ونزلت أكثر بالحوض تاركة الماء يغطي جسدي بأكمله وكل ما حدث اليوم يتوارد علي رأسي كمقاطع من فيلم ما...كيف كان يطلع علي وأنا أمامه وحديثه عن حبه لي، وزيادة علي ذلك جميع الأوقات التي قضيناها معًا مسبقًا، كيف إلتقينا ببعضنا وكيف كان كل شئ يسير بطبيعية...حتي تغير كل شئ معه تمامًا..
لم يعد ما كان عليه مسبقًا، تغير 180 درجة في شهر واحد فقط، عندما بدأ بشرب الخمور بدون حدود ، بدون نسيان المخدرات وإنتشاءه دائمًا في أي وقت من اليوم...لا يعطي إهتمامًا لأي شئ حوله غير المخدرات والخمر وخروجه ليلًا دومًا، دون تكليف ذاته بإخباري أين هو ذاهب حتي!
كرهي له بدأ عندما كان بدأ بإفتعال الشجارات علي كل شئ وعندما إهتمامه بأي شئ حوله وكأن عالمه يتوقف فقط علي مخدراته والخمور ولا شئ أخر...حاولت أكثر من مرة مساعدته بأن يتخطي الأمر لكنه لم يستمع لي ولا مرة وكان دائمًا ينهرني عندما أحاول مساعدته..
جال في خاطري ليلة من إحدي ليالينا، التي كانت من أصعب الليالي التي مرت علي كلينا...حينها علمت أنني لم أستطع تحمل الأمر...أحداث تلك الليلة كادت ستراودني حتي إنتبهت لصوت طرقات علي الباب بقوة وصوته يناديني من وراء الباب..
"ديالا...هل أنتِ بخير؟" قالها بصوت عالٍ لأنتبه له..
"أجل...فقط أعطني عشر دقائق" قلتها وإستحممت سريعًا مزيلة الدماء القليلة التي برأسي ثم لففت المنشفة حول جسدي وفتح باب الحمام مخرجة رأسي متفقدة الغرفة لأجده جالسًا علي الفراش..
"هل يمكنك الخروج؟ أريد تبديل ملابسي "تحدثت بهدوء ناظرة له ليحمحم قليلًا ويستقيم..
" أجل بالتأكيد، خذي راحتك" قالها بهدوء ليخرج بعدها من الغرف وأخرج من المرحاض وأرتدي بنطال رمادي قطني وكنزة بيضاء بأكمام طويلة فقط تظهر رقبتي وتخفي صدري لأترك شعري المبلل بعدما جففته قليلًا وخرجت للخارج..
حالما خرجت كان يضع أطباق للطعام علي الطاولة وحالما إنتهي جلس علي الأريكة وأشار لي بالجلوس لأتناول الطعام..
"ألن تتناول معي الطعام؟" سألت بهدوء ناظرة له بعدما جلست أمام الطاولة الصغيرة..
"لا أريد" قالها بهدوء ليُشعل سيجارة ويبدأ بالتدخين..
"هل يمكنك رجاء أن تطفئ هذه؟ وأنا لن أتناول الطعام حتي تنضم إلي" تحدثت بهدوء لينظر لي لثوانٍ طويلة وهو يدخن سيجارته حتي أطفأها وأستقام متوجهًا للمطبخ وحالما عاد كان يحمل طبقًا له وجلس بهدوء ليتناول معي..
لم أكن أكل تقريبًا فقط أحرك الطعام بالشوكة وأنظر للطبق حتي نظرت له وحالما شعر بنظراتي ترك الطعام ونظر لي..
" هل سوف تبقي هنا؟" سألت بهدوء..
"هل تودين أن أبقي؟" سأل بذات الهدوء..
"إفعل ما تريده" تحدثت بهدوء وأنا بالطبع أريده البقاء فلا أريد البقاء وحدي تناسيت الأمر لأكمل عبثي بالطبق ناظرة للطبق ،حتي يمسك هو بشوكته ويكاد يضعها بالطعام حتي تركها وأعاد ظهره للوراء ونظر لي..
"لمَ لم تخبريني؟" سأل بهدوء لأنظر له بإستغراب..
" بخصوص ماذا؟ "سألت..
"كو ذلك المختل خليلك السابق" قالها لأترك الشوكة وأنظر له بعدما إستندت بيدي علي الطاولة..
"لأنه كما قلت سابق، وكان هو بالسجن...ولم أرد أن أجلب سيرة موضوع قد أُغلق منذ وقت طويل" تحدثت بهدوء..
" هو كان السبب بتلك الندبة أليس كذلك؟" سأل ناظرًا لرقبتي..
"لا" تحدثت بهدوء..
" إياك واللعنة الكذب علي، هذا اللعين أخبرني عندما كنت أحطم وجهه" قالها بنبرة غاضبة وأعين غاضبة..
" وبماذا أخبرك؟ "سألت بهدوء..
" أريد أن أسمع الأمر منكِ...أثق بكِ أكثر" قالها بهدوء عاقدًا يديه أمام صدره..
"الأمر وما به، هو كان مريض نفسي لكنه لم يكن ليعترف بذلك، مجرم وقاتل متعاطي مخدرات، ولا أعلم إن كان هناك أشياء أخري يفعلها أم لا....كانت لديه نوبات غضب وعندما كنت أحاول مساعدته كان يصب غضبه بأكمله علي...وتغير كل شئ في هذه الليلة...كنت أنتظره بالمنزل بالثالثة فجرًا...عندما عاد كان ثملًا كالمعتاد، ورائحة المخدرات والسجائر تفوح منه، وعقله لم يكن به في هذه اللحظة...وعندما حاولت مواجهته، فقد عقله وأصبح غاضبًا للغاية وتحول لشخص مختلف تمامًا...كان يمسك بزجاجة الويسكي بيده وعندما كنا نتشاجر فقد أخر ما تبقي من رأسه وألقي الزجاجة بإتجاهي..."قلتها بهدوء وكنت أمسك بالشوكة وأعبث بالطبق مجددًا محاولة عدم إستعادة ذكريات هذه الليلة..
" ألقاها علي الحائط بجانبي مباشرة وعندما كُسرت إنتشر بعض الزجاج برقبتي، وقطعة من الزجاج الكبيرة سببت ضررًا، وعندما أفاق لذاته ورأني واقعة علي الأرض بذلك الزجاج برقبتي، طلب الإسعاف بسرعة وبعدها إحدي جارتنا...هي ساعدتني في أن أبقي مستفيقة، لكنني كنت أفقد الكثير من الدماء وقاربت علي الموت...لكن الإسعاف جائت بالوقت المناسب وهم من أنقذوني...وها أنا ذا، ببعض الضرر بالأوردة وتلك الندبة،ولكن حمدًا لله أنه لم يحدث أكثر من ذلك...وأول شئ فعلته عندما خرجت كان تقديم بلاغ للشرطة وكان الحكم القضائي بالسجن له ما يقارب 12 عامًا وألا يكون في محيط 50 متر وهذا فقط كل شئ "قلتها بإبتسامة هادئة محاولة عدم البكاء لألاحظ يده الممسكة بالسكين وتضغط عليه..
" هذا اللعين "تمتم بضيق وهو يحك جبهته...."ألهذا أنت تكرهين السجائر وكل ذلك؟ "سأل بهدوء..
" لازلت أملك أسبابي لذلك "تحدثت بهدوء..
" ولم بقيت معه كل تلك الفترة؟ "سأل ناظرًا لي بأعين جامدة..
" ربما لأنني كنت أحبه! "تحدثت بهدوء..
" إذًا أنتِ تعلمين كيف تحبين! "قالها تاركًا السكين من يده، حسنًا هذا كان مؤلم..
"معذرة؟ماذا تقصد بهذا الحديث؟ "سألت بسخرية..
"أليس واضحًا؟" تحدث ببرود ناظرًا لي بعدما أشعل سيجارته..
"أنظر إذا كنت ستبقي هنا لتعطيني فقط كلام ليحرق دمي فأتمني أن تغادر، أنا صدقًا لست بمزاج لذلك" قلتها بجدية ناظرة له، ثم إستقمت وكدت أتوجه للغرفة حتي تذكرت شيئًا هامًا..
" كيف علمت؟ لقد عدت بعد وقت من أول مرة "قلتها ناظرة له..
"كان هناك تقرير...وعندما قرأته علمت بكل شئ "تحدث بهدوء نافثًا دخان سيجارته بعيدًا..
" تقرير؟" سألت بعدم فهم حتي إستوعبت ما يقوله..."تقرير؟"سخرت... "تقرير عني؟ وأنت قد قرأته؟إعتقدتك أفضل من ذلك" قلتها بنبرة ساخرة تمامًا لا أصدق أيًا مما يقوله..
" رائع ما فعلته، لقد زدت الطين بللًا "سخرت وتوجهت للغرفة صافعة الباب ورائي لأسمع ضربة قوية علي الطاولة لأتجاهل كل ذلك وأدور بالغرفة بضيق غير مصدقة ما فعله..
حسنًا بعد ما حدث بيننا وذلك الإنفصال، لم أكن أتوقع حتي فعله لذلك...هل كان ينتظر حتي الأن ليقوم بهذا؟أم قام بقرائته منذ أن كنا معًا؟ حقًا ألم يكن بإستطاعته أن يسألني؟...حقًا هذا أسوأ ما قد يفعله أحد، وهو عدم الثقة بالأخر وأن يذهب من وراء ظهره ويفعل ذلك..
أردت أن أتصل بهيفين، هذا يساعدني علي نسيان الأمر كثيرًا...لكنني تذكرت سريعًا أن هاتفي ليس معي وبالطبع لن أذهب وأطلب منه هاتفه لأحادثها...إستلقيت علي الفراش وحاولت النوم وإخراج كل تلك الأفكار من رأسي..
نظرت للسقف لبعض الثواني محاولة النوم لكنني لم أستطع، إستقمت متوجهة لمكتبة صغيرة جانبًا وإنتقيت أحد الكتب وعدت مجددًا للفراش وأضأت نورًا خافتًا وبدأت بالإستمتاع بهذا الكتاب..
بعد وقت غفوت وهذا الكتاب بجانبي وعندما كنت أتقلب علي الفراش سمعت صوت من الخارج عند باب الغرفة وعندما إعتدلت بجلستي وأضأت النور قليلًا وأنا أنظر للباب بإستغراب حتي تم فتح الباب بعد ثوانٍ وعندا نظرت لمن فتحه لقد كان مارفل، حقًا؟
"حقًا؟ لقد أخفتني للغاية" قلتها مسترخية ونظرت وكان ينظر لي بنظرات حادة وأعين ثاقبة..
"ماذا؟هل أنت جائع؟ أتريد شئ ما؟" سألت لأقلب عيني بسخرية وكأنه سيجيبني..
دفع الباب حتي أغلقه ثم صعد علي الفراش بجانبي وجلس بجانبي..
"ماذا ؟هل أنت مفطور القلب أيضًا؟" سألت لأملس علي جسده برفق لأشعر بإسترخائه وإخفاضه لرأسه كنوع من الراحة وحاوط رقبته معانقة إياه برفق..
" لا عليك مارفل...كل شئ سيكون بخير، لا يجب أن تحمل عبئ ذلك" قلتها ليستلقي بجانبي وأعانقه بخفة وألمس علي كتفه ويبدو أنه مسترخي تمامًا وهذا تقدم كبير..
" هل أنت حزين أيضًا؟ أنا أيضًا...وغاضبة ،لم أتوقع منه أن يفعل ذلك من وراء ظهري...أنت غاضب أيضًا أليس كذلك؟ "قلتها متنهدة ناظرة له وكان ينظر لي ببساطة، الحديث لأي شئ وأنت تعلم أنه لن يقوم بمجادلتك هو أفضل شئ..
"دعنا ننم الأن، كلينا يحتاج راحة بعد هذه الليلة الطويلة الصعبة...هل يمكنك النوم معي؟ لا أشعر كالنوم بمفردي بعد ما حدث، قلقة يمكنك قول ذلك "قلتها وعانقته وكان هو مستلقيًا متخذًا وضعية نومه..
أخر شئ شعرت به هو نومي السريع بجانب مارفل وإستيقاظي علي تقلبه ولهثه الكثير..
" يمكننا النوم أكثر، لا أعلم لم أنت مستعجل هكذا "قلتها وأنا أتقلب علي الجهة الاخري وأضع الوسادة علي وجهي..
ظل يتقلب علي الجانبين ويحاول إبعاد الوسادة عن وجهي، هو صعب أكثر من هيفين..
"أتعلم، إن كان كلينا لازلنا علي عدم وفاق كان سيكون أفضل" قلتها معتدلة بجلستي..
" ها قد إستيقظنا مبكرًا...ماذا الأن؟"سألت ناظرة له لينزل من فوق الفراش ويتجه ناحية الباب..
"لا...لن أخرج الأن، لازلت أريد النوم" قلتها وإستلقيت علي الفراش مرة أخري ثم وضعت الوسادة علي وجهي..
شعرت به يتحرك ويتجه ناحيتي ويمسك أطراف بنطالي بأسنانه محثًا إياي لأستقيم..
"حسنًا ،هذه أخر مرة "قلتها بتنهد وإستقمت وجذبني ناحية المرحاض..
"إبقي هنا" قلتها ثم دلفت للمرحاض وإفتعلت روتيني اليومي ثم خرجت لأجده يتجول بالغرفة وحالما رأني توقف وظل ينظر لي حتي وقفت أمام المرأة لأصفف شعري المبعثر..
حالما إنتهيت توجهت وجلست علي الفراش لأنطر له حيث كان يقف..
"ليلة البارحة حظيت بكابوس" قلتها بهدوء وأنا أعبث بأطراف أصابعي..
"عن ما حدث ليلة البارحة...وكان سيئًا للغاية، أردت الإستيقاظ لكنني لم أستطع" تنهدت ناظرة له وكان ينظر لي وبالطبع بخاطره يقول ما الذي أوقعني بهذا الموقف العسير..
"حسنًا هيا بنا" قلتها وربطت شعري لأهلي بذيل حصان وفتحت الباب وخرج كلينا..
حالما خرجنا ركض مارفل سريعًا للمطبخ وسمعت بعض الأصوات بالمطبخ وأدركت سريعًا أنه فيون لأتجاهل الأمر وأتوجه للأريكة وأشعل التلفاز..
كنت أغير القنوات بملل حتي خرج فيون حاملًا بعض الأطباق بيده ووضعها علي الطاولة..
"ديالا ،الإفطار جاهز" قالها بهدوء..
"لا أريد" قلتها بهدوء..
"أنتِ لم تأكلي شيئًا منذ البارحة" قالها بهدوء..
"لا أريد" رددت مجددًا بهدوء وإلتقط الكتاب الموضوع علي الطاولة أمامي...
"هل أنتِ غاضبة؟" سأل لأقلب عيني ساخرة وأكمل إطلاعي علي الكتاب..
"ولم يجب أن أكون غاضبة؟ لا يوجد شئ بيننا حتي يجعلني أغضب منك" تحدثت ببساطة وأكملت إطلاعي على الكتاب..
"جيد، إذًا هيا..."قالها ببساطة وجلس علي الكرسي وبدأ بتناول الطعام وظللت بمكاني..
بعد وقت إنتهي من تناول الطعام وأزال جميع الأطباق وأعادها للمطبخ بعد تنظيف المكان..ثم جلس علي الأريكة بجانبي فقط تفصلنا مسافة صغيرة وهو يحمل كوب القهوة خاصته وعلبة الإسعافات التي وضعها علي الطاولة أمامي....تركت الكتاب جانبًا ثم نظرت له..
"هل تعلم متي يمكنني العودة للمنزل؟" سألت ناظرة له..
"أنت لا تودين البقاء هنا؟" سأل ناظرًا لي..
"لا أشعر وكأنني أنتمي لهنا، أفضل الذهاب لمنزلي" قلتها بهدوء لينظر لي لثوانٍ ثم يرتشف القليل من القهوة..
"هم يعيدون ترتيبه بالوقت الراهن، يمكنك العودة غدًا" تحدث بهدوء..
" جيد...لكن كيف يعيدون ترتيبه؟ الشرطة لا تفعل أشياء كتلك "تحدثت بهدوء..
"لقد توليت أنا أمر ذلك "تحدث بهدوء..
" لكنك لم يكن عليك فعل ذلك...هذا كثير ولم يكن له داعٍ" تحدثت بهدوء ناظرة له..
"سأخبرهم أن ينتهوا به بأسرع وقت حتي تعودي وقتما تشائين" تحدث بهدوء ناظرًا للتلفاز..
" شكرًا لك "إبتسمت إبتسامة صغيرة ناظرة له لينظر لي ثم ينظر للتلفاز..
" أنت لك تكن تملك مشكلة بالبقاء هنا الليلة أليس كذلك؟ "سألت ناظرة له..
" لا ،علي الإطلاق...ولم قد يكون هناك مشكلة؟ "سأل ناظرًا لي..
" لا شئ، فقط أسأل "تحدثت بهدوء لأعيد نظري للتلفاز ثم يضع كوب قهوته علي الطاولة..
"تعالي لهنا" قالها ثم إقترب فجأة لأتفاجئ ويقرب رأسي له وإعتقدت ان شئ ما سيحدث وتوردت وجنتي كثيرًا وكان ينظر لي بهدوء حتي جذب علبة الإسعافات وهكذا تدمرت كل أمالي...هو فقط سيغير علي جرحي لا شئ أخر ديالا...تمالكي ذاتك..رغم أنني كنت أقاوم الجزء بداخلي الذي كان يريد أن يحدث شئ ما بيننا لكنه لن يحدث، علي أن أهدأ..
"هل تشعرين بأي ألم؟" سأل بينما ينظف الجرح..
"لا ،أفضل من البارحة" تحدثت بهدوء عابثة بأطراف أصابعي..
"جيد، ليس بالكبير...سيلتأم سريعًا" قالها ووضع ضمادة علي رأسي..
"شكرًا لك" تحدثت بهدوء ناظرة له ليومئ..
"لا عليك، فقط أتركيها وستلتأم" قالها بهدوء ناظرًا لي..
" لديك بعض الجروح أيضًا" قلتها بهدوء مشيرة لجبهته وبجانب عينه اليسري..
"لا أشعر بشئ" تحدث بهدوء وجلس بمكانه..
" هل قام بضربك بقوة؟" سألت وأخذت بعض الضمادات ومطهر للجرح وأقتربت منه قليلًا..
"لم يكن حتي بذلك القوة "سخر لأقلب عيني وأبدأ بتضميد جرحه..
"أنا أسفة ،أنه كان عليك خوض كل ذلك" قلتها ناظرة له بعدما إنتهيت..
"أخبرتك أنه لا داعي لكل ذلك، كنت لأفعل ذلك لأي أحد...وأي أحد كان ليفعل ذات الشئ" قالها ببساطة..
"أعلم ،وشكرًا لك أيضًا" إبتسمت بهدوء ناظرة له..
" عندما كنا معًا بالغرفة، لقد قلت شيئًا ولم أستطع فهمه لأنني كنت أبكي "قلتها موضحة.... "ماذا كان؟" سألت ناظرة له لينظر للتلفاز..
" لقد كان إيطاليًا "قالها لأومئ الأن بتفهم..
" أجل ،وما كان معناه؟ لا يمكنك التحدث بالإيطالية وأنت تعلم أنني لا أعلم بها شيئًا "قلتها بتذمر ناظرة له..
" لقد قلتها للتو ولا يمكن تغيير الأمر "قالها بهدوء ناظرًا لي..
" ألت يمكنك قول ما كانت تعني او بإمكانك أحد حتي أنه يمكنك قولها مروة وسوف أجلس وأعمل عمله "قلتها بهدوء ناظرة له..
" لا أستطيع التذكر أسف "قالها بهدوء لأقلب عيني..
" أنت تتصرف بطفولية" قلتها بعدما عدت لمكاني ببساطة..
" أنا ؟"ضحك بخفة ناظرًا لي لأنظر له لثوانٍ، هو حقًا يملك أجمل إبتسامة..
" أجل ،كان بإمكانك إخباري لولا أنك تتصرف بطفولية...إلا إذا كان..." قلتها ناظرة له بحدة..
" لم تنظرين لي هكذا؟" سأل بإستغراب..
"أكان شيئًا منحرفًا؟" سألت ناظرة له بجدية لينظر لي لثوانٍ ثم يضحك مجددًا..
"إلهي، أسأقول لكِ شيئًا منحرفًا وأنتٍ تبكين ونحن في خضم كل ذلك؟ وإذا كنت سأقول سأقول شيئًا منحرفًا لا أحتاج للغة أخري، أقول ما علي لساني عزيزتي "إبتسم ببساطة مكملًا إحتساء قهوته لأقلب عيني وأنظر للتلفاز..
قطع ذلك الصمت صوت رنين هاتفه الذي أخرجه من جيبه وأجاب عليه سريعًا..
Author's POV
" مرحبًا؟ "أجاب بهدوء ليتلقي صوت يتحدث بسرعة وهادئ نسبيًا..
" مرحبًا إنه أنا هيفين...أنا أسفة أنني أحادثك الأن ،لكنني لا أستطيع الوصول لديالا، هل تعلم اي شئ عنها؟" سألت هيفين بقلق هادئ..
"أجل...هي هنا" قالها بهدوء ليتلقي بعدها موجة من الصياح..
"ما اللعنة اللعينة التي تفعلها معها؟ وكيف واللعنة إنتهي بكما الأمر معًا؟ إستمع ليس لأن ديالا لا تستطيع السب والشتم يمكنك فعل ما يحلو لك...لدي فم أيضًا، وإذا حاولت فعل أي شئ لها سوف أقتلك" كان كل ذلك صياح، وبعد جملتها الأولي أبعد الهاتف عن أذنه بسبب صوتها العالي للغاية..
" حسنًا أيتها المقاتلة، ديالا بخير، وها هي "قالها وأعطاني الهاتف وهو ينظر لي..
" أعتذر علي كل ذلك "قالتها ديالا بنبرة متأسفة وإعتذار ليومئ لها بأن كل شئ علي ما يرام..
" سأترككِ معها وحذار علي طبلة أذنك" قالها وأستقام متجهًا للغرفة، لأضع الهاتف علي أذني مستعدة لتلقي كل ذلك الصياح..
"أمامك ثانيتين لتخبريني باللعنة التي حدثت وتحدث" قالتها بنبرة عصبية لكنها حاولت إخفاء ذلك..
"يمكنك الهدوء هيفين، لم يحدث أي شئ مما بمخيلتك" تحدث هي بصوت خفيض وهي تنظر بمكان ذهاب فيون حتي تتأكد من عدم وجوده..
"حقًا؟" سخرت... "إذًا ما اللعنة التي تفعليها معه؟ "سخرت..
" لقد حظيت بشجار مع صاحب المنزل وتعلمين كنت أحتاج لمكان أخر أبقي به، وهو ساعدني لا أكثر "تحدثت بهدوء..
" أنت تكذبين "قالتها بكل بساطة وهدوء وكأنها تراها أمامها..
"أجل" قالتها ديالا بهدوء وأسندت رأسها للوراء تنظر للسقف..
" اللعنة ديالا "قالتها هيفين بتنهد وهدوء وهي تضع يدها علي وجهها...."علي الأقل هل أنتِ بخير؟ "سألت بهدوء..
" أنا بخير تمامًا...وعندما تعودي سأخبرك بكل شئ" تحدثت بهدوء..
"حسنًا ،فقط أنا مطمئنة الأن لأنه لم يحدث شئ بينكما وأعلم أنكِ لن تسمحي له بالأساس...لقد أقلقتني للغاية، إنتبهي لذاتك رجاء " قالتها بتنهد..
"فقط لا تشغلي بالك بي وإستمتعي بالأيام المتبقية "إبتسمت ديالا..
"لقد قابلت رجلًا "قالتها هيفين بإبتسامة بينما تعبث بالأقلام أمامها..
" حقًا ؟"قالتها ديالا معتدلة بجلستها وهناك إبتسامة كبيرة علي شفتيها..
" أجل...وهو لطيف للغاية ووسيم، وأنا فقط لا يمكنني... "قالتها بشرود وإبتسامة صغيرة تزين ثغريها..
" هذا عظيم للغاية، لكن لا تتسرعي وتفعلي أي شئ...عليك أن تتعرفي عليه أولًا " قالتها ديالا بهدوء..
"أجل أعلم، ولم يحدث أي شئ بيننا...لقد إلتقيته منذ يومين بالمقهي، وفقط تحدثنا وذهبنا للتمشي معًا فقط اليوم التالي ولا شئ أخر...لكنني معجبة به...لا أعلم ما الذي دهاني للتو قابلته ولقد بدأت بالإعجاب به "قالتها ضاحكة بخفة..
" أنا سعيدة للغاية لهذا، لكن رجاء لا تتسرعي أو تتخذي أب خطوة قبل أن تعلمي كل شئ وتتأكدي من مشاعرك...إتفقنا؟ "إبتسمت..
" أجل لا تقلقي...إذا حدث أي شئ جديد سأحادثك، وأتمنى أن تجيبي علي هاتفك وتعودي للمنزل "قالتها بنبرة جادة..
" سأفعل قريبًا لا تقلقي...أتمني أن تحظي بأخر أيام سعيدة"إبتسمت..
" أحبك ،سأعاود الأتصال بكِ وسأترككِ للإسترخاء..أحبكِ "قالتها مودعة إياها ثم أغلقت الهاتف ..
"فيون ،لقد إنتهيت يمكنك أخذه الأن "صاحت بصوت عليٍ ليسمعها حتي خرج وأخذ الهاتف..
Diala's POV
"صديقتك مخيفة وعصبية "قالها بهدوء ناظرًا للتلفاز..
" أعتذر، وهي أيضًا تعتذر لك... نوعًا ما "قلتها محاولة تخفيف حدة الآمر..
" يمكنني الشعور بذلك" قالها وهو يومئ ليرن هاتفه ويستقيم مبتعدًا ليجيب..
إستلقيت علي الأريكة محتضنة الوسادة وأنا أغير القنوات حتي توقفت علي قناة للأطفال بعض الرسوم المتحركة وتلك الأشياء، وبعد عشرة دقائق تقريبًا إنتهي وإقترب لأفسح له المكان ليجلس بجانبي..
"ديالا ؟"تحدث لأهمهم وأنا أنظر للتلفاز..
"علي أن أتحدث معك بشئ هام" قالها لأستقيم وأعتدل بجلستي وأنظر له..
"هم يريدونكِ في قسم الشرطة، لأجل التحقيق" قالها بهدوء لأنظر له لثوانٍ مستوعبة ما يجري... "إذا لم تكوني تريدي يمكننا تأجيل الأمر، لا أحد يضغط عليكِ" قالها بهدوء..
"لا..كل شئ علي ما يرام، يمكنني الذهاب "قلتها بهدوء..
"هل أنتِ متأكدة؟" سأل ناظرًا لي..
"أجل ،لا تقلق...هل سنذهب الأن؟ "سألت..
" أجل ،من المفترض أن نلتقي بهم بعد ساعة" تحدث بهدوء ناظرًا لساعته..
" حسنًا سأذهب لتبديل ملابسي "قلتها وإستقمت للإستعداد ودلفت الغرفة وأغلقت الباب علي ذاتي..
حسنًا ديالا كل شئ علي ما يرام، لن يحدث أي شئ...فقط سيحققوا معكِ وستعودين للمنزل، لن تريه حتي.. وكل ذلك سينتهي في غضون وقت قصير، صحيح؟
إرتديت تنورة طويلة واسعة باللون الأسود وكنزة قصيرة باللون الأبيض بأنصاف أكمام تظهر جزء من معدتي وتغطي صدري بأكمله وكان ذلك كل شئ بعدما تركت شعري منسدلًا وخرجت له..
"أنا جاهزة" تحدثت بهدوء وأنا أضبط شعري،وكان ينظر لي بدون أي حديث..
"حسنًا ،أنتظرك بالأسفل؟" سألت ناظرة له وأنا أشير للخارج ليحمحم هو بعدها..
"لا هي" قالها وأشار لي بالتقدم وتوجهنا معًا للسيارة وبدأ بالقيادة حتي وصلنا لقسم الشرطة..
وفاجئني كثيرًا المنظر الذي رأيته، العديد من الناس محتشدين أمام مركز الشرطة، كمظاهرات ويحملون اللافتات واللوائح ويبدو أنهم بسبب وجوده هنا وكانوا يطلبون القصاص كحق للفتيات التي توفتن جراء شئ لم يكن لديهن يد به..
"هل أنت متأكدة أنك تودين فعل ذلك؟" سأل بهدوء قبل أن نخرج من السيارة..
"أجل ،دعنا ننتهي من ذلك الأن" تحدثت بهدوء وعيني علي الحشود وخرجنا من السيارة معًا وعبرنا الشارع متوجهين لقسم الشرطة ولازال هتاف الناس يتعالي كلما إقتربنا..
قبل أن تسمح لنا الشرطة بالعبور، لاحظت بعض النساء واقفات بالخارج تبكين ويبدو أنهم والدات هؤلاء الفتيات...حقًا هذا المنظر صعب ويؤلم للغاية..إستوقفتني إحداهن قبلما أدلف لأنتبه لها وأعود لها..
"تبدين كطفلتي الصغيرة تمامًا...لابد أنكِ الفتاة التي نجت من الحادثة وتسببت في الإمساك بذلك المجرم...أنا سعيدة للغاية أنكِ علي قيد الحياة وأنه لم يستطع وضع يديه عليكِ" قالتها السيدة بدموع وهي تنظر لتدمع عيني..
"الشرطة سوف تأخذ حقهم وسوف ترتاح إبنتك، وهي الأن بمكان أفضل، عليكِ أن توقني بذلك "قلتها محتضنة إياها برفق محاولة التخفيف عنها..
" أعلم ،يمكنني النوم أيضًا مرتاحة بعدما عرفت أن قاتل إبنتي بالسجن وسيتم الحكم عليه بالإعدام" قالتها الأم مجففة دموعها وهي تنظر لي..
حالما كنت أحادثها لاحظت ركض المصورون والصحفيون في إتجاهنا..
" ديالا هيا "قالها فيون وهو يضع يده خلف ظهري جاذبًا إياي للداخل قبل وصول الصحفيين..
" يبدو أن الإعلام بأجمعه علم بالأمر "قلتها ناظرة للحشود التي تزايدت..
"لقد أصبحت قضية رأي عام" قالها بهدوء مشيرًا لي بالتقدم حتي وصلنا إلي غرفة التحقيق..
"أنسة ديفيدسون" قالها المحقق مستقيمًا ومرحبًا بنا لأومئ له بهدوء..
"أعلم أن هذا قد يكون صعبًا عليك لكن علينا فعل ذلك بأسرع وقت لينل جزاءه وتهدأ هذه الحشود بالخارج" قالها بهدوء لأومئ بتفهم..
" رجاء تفضلي بالجلوس" قالها وجلس علي كرسيه وأشار لي بالجلوس أمامه لأجلس وفيون يجلس علي الأريكة بالخلف..
بدأ بطرح الأسئلة وبدأت بالإجابة وكل شئ كان يسير علي ما يرام حتي بدأ بالتطرق لأسئلة تتعلق بالماضي..
" أنتما الإثنان كنتما علي علاقة مسبقًا أليس كذلك؟" سأل ناظرًا لي..
" أجل" أومئت بهدوء..
"هذا التقرير هنا يشير أنكِ قد قدمت به بلاغًا للشرطة، وقولك كونه يتعاطي مخدرات وكونه بعصابة ما، وإعتداءه عليكِ" قالها وحرك يده بتقرير ليضعه أمامي..
"أجل ،هذا صحيح" تحدثت بهدوء عابثة بأناملي..
" هل يمكنني معرفة السبب الذي دفعك للإبلاغ عنه؟ بعدما علمت أنكما كنتما معًا منذ أكثر من عامين "قالها بهدوء..
" كل المعلومات التي تحتاجها ستكون بالتقرير، لم يحدث أي شئ منذ حينها" تحدثت ببساطة وحركت التقرير واضعة إياه أمامه..
" أجل ،لكن المذكور هنا أنكِ إنتظرتِ أكثر من عامين للإبلاغ عنه وهذا يعد التستر علي مجرم "قالها بثقة وكأنه يظهر جميع أوراقه أمامي..
"كما قالت حضرة الضابط، كل شئ تحتاجه موجود بالتقرير...هي لم تقابله منذ حينها "نطق فيون بهدوء وجمود ناظرًا للمحقق الذي نظر لفيون لثوانٍ ثم نظر لي..
" شكرًا لكِ أنسة ديفيدسون علي وقتكِ هذا، سوف نبلغك بأي جديد نجده "قالها بهدوء مستقيمًا لأستقيم ونكاد نخرج حتي دلف أحد الضباط وهو ينظر للمحقق..
" لين كورمين يود أن يلتقي بأنسة ديفيدسون "قالها الضابط لأنظر لفيون الذي ينظر للضابط بهدوء..
"أنسة ديفيدسون ،هل تشعرين أنكِ تودين ملاقاته، إذا كان لا...فلا ضغط عليك "تحدث. بهدوء ناظرًا لي..
"يمكنني ملاقاته" قلتها بهدوء وثبات لتلتفت أعين فيون علي..
"حسنًا سوف أعد لكما الغرفة "قالها وخرج لنتبقي أنا وفيون وحدنا..
"ما اللعنة التي تفكرين بها بفعلتكِ هذه؟ بعد كل ذلك تودين ملاقاته؟ "سخر بعصبية بعدما وقف أمامي..
" علي أحد أن يواجهه" تحدثت بهدوء..
" وأنتِ تعتقدين أنكِ الشرطة لتفعلي ذلك؟" سخر مجددًا..
"لا،لست كذلك ،لكنني أريد رؤية الشعور بالذنب بعينيه بعد كل ما فعله، وأريد أن اعلم لم قد فعل ذلك" تحدثت بهدوء..
" فعل ذلك لأنه واللعنة يحبك...ولأنه لم يستطع رؤية غيرك، تودين أسباب أكثر من ذلك؟ "تحدث بعصبية ووجهه بدأ بالإحمرار..
" إستمع ،كل شئ سيكون علي ما يرام، أعدك "قلتها بهدوء ممسكة بيده ومطمئنة إياه، لا أعلم ما الذي جال بذهني حينها لكنني شعرت أنني يجب أن أفعل ذلك..
" أنسة ديفيدسون ،لقد. حان الوقت "قالها أحد ضباط الشرطة بعد أن فتح الباب لأفلت يده ونتحرك مع ضابط الشرطة..
وكانت غرفة فارغة يفصل بينها وبين غرفة أخري زجاج يمكن من جهة واحدة فقط النظر إليه لتكشف الجهة الأخري وبعض الأجهزة التي تستخدمها الشرطة والغرفة الأخري فقط طاولة وكرسيين..
دلفت وجلست وطمئني فيون أنا سيكون بالغرفة الاخري في حال حدوث أي شئ، ومرت الدقائق حتي دلف هو...حالته يرثي بها ويبدو أن قتاله مع فيون كان قويًا بخلاف ذراعه الذي من الواضح أنه قد إستقر به الرصاصة..
"ديالا عزيزتي "قالها بإبتسامة ثم حركه الضابط ليجلس علي الكرسي أمامي ثم يغادر الضابط..
" كيف علمت أنني هنا؟ "سألت بهدوء ناظرة له..
" حسنًا ،شعرت بذلك...كنت أود قول من رائحتك، لكن رائحتك لم تعد كالسابق "قالها بهدوء ناظرًا لي..
" لم أردت رؤيتي؟ "سألت بهدوء..
" هم يقولون أنه قد يتم إعدامي، لذا أردتك أن تكوني أخر شئ أراه، رغم أننا سنكون معًا في النهاية...وقريبًا للغاية، كل شئ مُحضر له...لأنكِ بالأساس تنتمين لي، وبعد موتي لن تجدي أحد غيري أيضًا "قالها بأعين مركزة علي..
"وسوف تؤدين لي معروفًا إذا أتيت ليوم جلسة المحاكمة، التي صدقًا لا أعلم فائدتها ما داموا يعلمون مصيري "قالها ببساطة ناظرًا حوله..
" علي أن أسألك سؤلًا، لم فعلت ذلك؟ لم قتلت كل تلك الفتيات؟" سألت منحنية قليلًا بجسدي علي الطاولة ومستندة بكلتا يدي عليها..
" ألم أخبرك قبلًا، لقد كنت مشوشًا بكِ، لقد كان ذلك بأكمله عرض للفت إنتباهك...لقد كنت أقتل نوعي المفضل، وهي أنتِ حتي لا يتبقي غيرك" قالها بكل بساطة ناظرًا لعيني وكأن ما يقوله شيئًا عاديًا..
" وحتي متي كنت تنوي أن تتوقف؟" سألت بسخرية وضيق ناظرة له..
"حتي أحصل عليكِ، ترين الأمر فقط لا يتعلق بذلك...أري صورتك بعقلي بكل مكان "قالها وهو يطرق بأصابعه علي عقله...."وكأنه حافز، وأجد متعة في سماع صوت هذه الصرخات برأسي، تبدو أكثر كما كنتِ بالفراش" قالها بهدوء ناظرًا لعيني..
" أنت مختل عقلي، هل تعلم كم عدد الأباء الذين فقدوا أولادهم بسبب جنونك؟ الناس بالخارج يبكون ليعلم الرب منذ متي...وأنت حتي لم تشعر بتأنيب ضمير" سخرت بعصبيه..
" لقد كانوا فتيات ولم يقوموا بفعل أي شئ لك...لقد كانوا يحظون بحياتهم بكل طبيعية، يملكون أحبائهم وأعمالهم وكانوا ينتظرون أشياء أخري عدة... وكل ذلك تم إفساده بمجرد ظهورك، وسبب إلقائهم حتفهم الأن هو أنهم يملكون للأسف نفس الشعر ولون العيون "سخرت ناظرة له..
"لكن ليس لهم ذنب بأي من هذا، ذنبهم الوحيد أنهم وقعوا مع مختل مجنون يقتل ليشبع رغباته ولا شئ أخر "قلتها مستقيمة..
" سأكون حقًا سعيدة عندما أعلم أنه تم تنفيذ الحكم بك" قلتها متوجهة ناحية الباب،لكن حديثه أوقفني..
" أنا لست كوالدك ديالا، ولن أكون أبدًا "قالها بصوت عالٍ لأخرج من الغرفة صافعة الباب ورائي..
Author's POV
قبل خروجها بعشر دقائق، فيون والمحقق كانا يتابعان كل شئ وعينا فيون لم تفارقها لثوانٍ وإنقطع ذلك الصمت بحديث فيون الهادئ..
"أتذكر أنني أخبرتك، أنه ليس من المفترض أن تعلم اي وسيلة إعلام عن ذلك" قالها بهدوء ولم يلتفت حتي له، بل كان يقف أمام تلك المرأة التي تعد كحاجز ويطلع عليهما..
"نحن لم نعرف ذلك سيد فيريرا، ولم نكن ننوٍ بإخراج أي من هذه الأسرار لأي أحد" قالها المحقق بهدوء..
"أجل يمكنني رؤية ذلك، إذا كيف علم الصحفيون والمصورون؟ ربما لم أكن واضحًا في أوامري؟" إسترسل فيون بهدوء..
"لا ،لقد كنت واضحًا تمامًا، سوف نعمل سريعًا علي إعادة كل شئ، وسنعلم من المتسبب في ذلك "قالها المحقق سريعًا..
" جيد، هذا ما أتوقعه منك...وأتمني ألا ينتشر أي خبر عن ما حدث هنا علي الإطلاق، وأعتمد عليك في ذلك "قالها بهدوء ليومئ المحقق مرتين بتفهم حتي خرجت ديالا..
" هل يمكننا الذهاب الأن؟ "سألت ناظرة لفيون بأعين تأمل قول نعم..
" أجل ،هيا بنا" أومئ بتفهم وأشار لها بالتقدم ليتبعها ويخرجا من الباب الخلفي بعيدًا عن أنظار ومرمي بصر الجميع خاصة الصحفيون والمصورون..
بعدما عبرا الشارع وإستقلا السيارة وبدأ بالقيادة، لقد كانت بعالم أخر تمامًا مُسندة رأسها علي النافذة تحدق بالفراغ..
"ديالا ؟"تحدث بهدوء محاولًا جذب إنتباهها حتي لا تغرق في أفكارها..
"هل موت الفتيات كان بسببي؟" سألت هي ولازالت علي ذات الوضعية..
"بالطبع لا، لم يكن يد بالأمر...أنتِ لم تقتليهم أو تحرضيه حتي علي فعل ذلك، أنتِ خارج كل ذلك...لقد كان الأمر بأكمله خطأه" قالها بهدوء محاولًا التخفيف عنها..
"لقد قال أنني كنت أمامه جميع الأوقات وهو قد قتل الفتيات لأنهم يملكن ذات الملامح، هذا يجعلني جزء من الأمر "قالتها بعدما نظرت له وهربت بعض الدموع من عينيها..
كان ينظر لها بهدوء وهناك صراع بين كبرياءه وقلبه، حيث هو يريد أن يواسيها ويخفف عنها والجزء الأخر أنه لم يعد هناك شئ بينهم فما سيفعله قد يزيد الأمر سوءًا لأن هذا سيجرفه لأمور هو في غني عنها ويحاول تلاشيها..
لكنه إختار قلبه، لم يستطع تحمل رؤيتها تبكي...وسيختار قلبه دائمًا إذا كان الأمر يتعلق بها، فهي الملجأ دائمًا..
أوقف السيارة جانبًا وعانقها برفق محاولًا مواستها وتخفيف كل شئ عنها بتلميسه علي شعرها وبعض كلامه المطمئن، وبدون هذا الحديث هي فقط إستقرت بين يديه مخرجة دموعها بصمت..
"ديالا ،أنا أضمن لكِ بروحي وبكل شئ...لم يكن لكِ يد في الأمر، أنتِ خارج الموضوع بأكمله...لم تكوني تعلمي ولم تخبريه أن يفعل ذلك وإذا كنتِ تعلمين لكنتِ أوقفت الأمر، الأمر يتعلق به...لديه مشاكله التي أدت لفعله ذلك، لكن طريقة إستغلالك وأخذك كعذر لمشاكله وكيفية حلها ليس خطأك تمامًا...كل ذلك بمخيلته، أنكِ تحادثيه وأنكِ راضية عن ما يفعله...لكن كل ذلك ليس بصحيح، إنها مشكلته هو...أنتِ خارج الأمر تمامًا "قالها بهدوء ملمسًا علي شعرها حتي هدأت..
" عندما قالت والدتها أنني أشبها، وأنها سعيدة أنني علي قيد الحياة وكوني السبب في الإمساك به...شعرت بالأسي كثيرًا، حيث من المفترض أن أكون أنا مكان هؤلاء الفتيات "قالتها بعدما رفعت رأسها لتنظر له بعدما إبتعدت قليلًا حينما لاحظت قربهم..
"كل ذلك كان قدرًا، أنتِ لم تخططي لأي من ذلك ولم تعلمي أن ذلك سيحدث...هو سوف يلقي عقابه وسيعود حق كل هؤلاء الفتيات...كل ما يمكنك فعله الأن هو الدعاء لهم "قالها بهدوء ممسكًا بوجهها برفق وهو يمحو عبراتها بأنامله برفق..
"أنت محق، هم في مكان أفضل الأن" قلتها وأنا أومئ وقطع تلك النظرات صوت رنين هاتفه لتحمحم هي وتعود بموقعها بينما تمحو عبراتها وتعيد ضبط ذاتها بالمرأة ويجيب هو..
" أجل ؟"أجاب بهدوء بينما يطرق بأصابعه بخفة علي مقود السيارة..
"أعطني ديالا" قالتها هيفين من الجهة الأخري ليمد يده بالهاتف لها لتأخذه وتجيب بهدوء..
"أوه أخيرًا،أول شئ أنني إشتقت لكِ كثيرًا...ثاني شئ هو أنني كنت قلقة للغاية عليكِ بعدما علمت ما حدث في نيويورك" قالتها بهدوء..
"ماذا حدث؟" سألت ديالا بإستغراب قليل..
"لا تتصرفي بغباء، كل شئ بالصحف ووسائل التواصل الإجتماعي، يقولون أنه تم الإمساك بذلك المجرم بمنطقتنا...لكن لا يوجد أي تفاصيل تحديدًا أو عن المكان الذي كان موجود أو كيف تم إلقاء القبض عليه....أنتِ بخير أليس كذلك؟" سألت هي بهدوء..
"أجل أجل، لم أكن بجواره حينها، وإعتقدت أن الأمر لن ينتشر بالصحف "تحدثت بهدوء..
" كان يجب أن ينتشر، لقد أصبحت قضية رأي عام...لكن جيد أنكِ بخير وهذا أهم شئ، وبالمناسبة دانيل وأليكساندر إتصلوا بي ليطمئنوا عليكِ، حيث أنك لا تجيبين بالطبع لأنك لا تملكين هاتف" قالتها بهدوء..
" علي أن أحادثهم بخصوص ذلك حتي لا يقلقوا "تحدثت بهدوء وهي تضع يدها علي وجهها..
" أنتِ لا تخفين عني شئ أليس كذلك؟ "سألت هيفين لتتلقي ديالا ذلك كنوع من أعلمت شئ أخر؟
" لا، لم؟ "سألت بهدوء محاولة عدم جذب إنتباهها لشئ..
" حسنًا جيد، لأنكِ عاهرة كاذبة تكذبين علي بخصوص كون القاتل كان بالمنزل حينها ولقد حاول الإعتداء عليكِ وأنتِ كدت تموتين ولم تفكري باللعنة إخباري "كان حديثها بأجمعه صياح لتغلق عينيها متلقية غضب صديقتها..
"كيف علمت؟" سألت بهدوء..
"هذا هو ما يهمك الأن؟ كيف واللعنة علمت؟ حسنًا لأريحك فقط هناك شائعات تنتشر وصاحب المنزل حادثني البارحة وأخبرني عن أصوات الأشياء التي تنكسر بالمنزل، لقد غيرت الموضوع حتي لا يهتم لذلك، ولقد أنقذك بالطبع فيون وجعلك تبقين معه، أنا حقًا بحق الجحيم ديالا غاضبة منك للغاية...لم تكوني تنوي علي إخباري أليس كذلك؟ مهلًا لا أحتاج لإجابة لذلك حتي، أعلمك...لمَ لم تخبريني؟ "سألت بضيق وحنق من كل ما يحدث..
" لأنني لم أردك أن تقلقي، لأنني أعلم أنكِ ستأخذين الطائرة العائدة وستتركين عائلتك وهذا ليس شئ أريده...بجانب أنني بخير ولم أتعرض لأذي، لقد جاء بالوقت المناسب "تحدثت بهدوء ماسحة علي وجهها بيدها بينما هو بدأ بالقيادة..
" أنا أتية غدًا لقد حجزت الطائرة، ولازلت غاضبة كثيرًا منكِ ولا يمكنكِ إصلاح الأمر...وشئ أخر قبل أن أغلق لأنني غاضبة ،لقد إتصل وكان يبدو عليه القلق "قالتها بهدوء لتعتدل ديالا بجلستها وتعطي إنتباهها الكامل لها..
"هو إتصل؟ رجاء أخبريني أنكِ لم تخبريه بشئ" قالتها سريعًا محثة إياها علي الحديث..
" بالطبع لم أخبره إلهي، أتودين منه أن يقتل كلينا بعدها؟ "سخرت هيفين لتتنفس بعدها الصعداء..
" جيد للغاية، سأتي لأقلك غدًا" تحدثت بهدوء..
"لا ،لازلت غاضبة وأنا لا أحبك أيضًا" قالتها هيفين بضيق..
" أكنتِ تعلمين أن تم إصدار الموسم الجديد من بيكي بلايندرز؟" قالتها بإبتسامة حيث تعلم نقطة ضعفها..
" أجل ،وسأشاهده وحدي" قالتها هيفين لتغلق الهاتف بعدها وتبتسم ديالا إبتسامة صغيرة علي طفولة صديقتها..
"كل شئ بخير؟ "سأل بهدوء وعينيه مركزة علي الطريق..
" أجل ،كل شئ بخير...كانت تخبرني أن هناك أخبار إنتشرت بالصحف ومواقع التواصل الإجتماعي" تحدثت بهدوء..
" ليس عليكِ القلق، كل ذلك سيمر سريعًا ولن يتذكر أحد أي من هذا، وجيد أن أسمك لم يُذكر أو أي شئ يتعلق بكِ" قالها بهدوء..
"أجل...فقط أتمني أن تنتهي هذه الفترة بسرعة "تحدثت بهدوء..
" هل أنتِ جائعة ؟"سأل بهدوء ناظرًا لها برفق..
" لا ،شكرًا لك" تحدثت بهدوء محركة رأسها بالنفي..
" أنتِ لم تأكلي شيئًا منذ البارحة "عقب علي حديثها بهدوء..
" أنا بخير، صدقًا "تحدثت بهدوء ليومئ وبعد وقت أوقف سيارته أمام المنزل..
" سأحضر بعض الأشياء وسأتي ورائك "قالها لتومئ وتخرج من السيارة متوجهه للشقة ويتحرك هو بالسيارة قليلًا مبتعدًا عن المكان..
Diala's POV
بعدما صعدت بدلت ملابسي سريعًا وتوجهت للمطبخ أعد بعض الطعام حتي سمعت صوت باب الشقة يُفتح ويدلف مباشرة بعدها للمطبخ..
"ماذا تفعلين؟ "سأل بنوع من الإستغراب ناظرًا لي..
"فقط أعد بعض الغداء، لم تأكل بالصباح" تحدثت بهدوء ناظرة له..
"لقد أحضرت طعامًا أيضًا" قالها مشيرًا للأكياس علي الطاولة..
"حسنًا لا بأس، يمكنك الذهاب وتبديل ملابسك حتي أنتهي من إعداد الطاولة" قلتها بهدوء ليومئ ثم يغادر لأعد كل شئ وساعدني هو أيضًا كثيرًا بعدما إنتهي..
قضينا الوقت معًا بالقليل من الأحاديث يحاول كل منا إبعاد رأس الأخر عن تلك الأحداث العصيبة، لازال الحديث محدود في بعض الأحيان لتذكر كلينا أنه مجددًا 'لم نعد شيئًا بعد الأن' لذا الحديث لا يكون بكثير أو يكون بأشياء عادية فقط..
باقي الوقت كنا نشاهد الأفلام ونقضي الوقت بأشياء كهذه حتي موعد النوم وترك لي مجددًا الغرفة الكبيرة لأبقي بها وحدي..
حالما غصت بالنوم بدأت برؤية أشياء لم أعد أحبها وكنت قد تخطيتها بصعوبة بالغة، وهي الأن تطاردني بكل مكان وهذه المرة أكثر وتزداد سوءًا...الأمر وكأنك بغرفة صغيرة والعديد من الناس يدفع الجدران لتبدأ الغرفة بالإنكماش وهذه اللحظة التي تنقطع بها أنفاسك وكل شئ يكون ضدك حينها..
ماذا يجري مع ديالا؟
وماذا تعتقدون بخصوص ذلك؟
وأشعروا بالإرتياح لطرح أي سؤال ♥️
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
بعد وقت ليس بطويل وصلنا للمنزل وساعدني بالخروج معتقدًا إياي متألمة، وعندما دلفنا أغلق الباب وتفقد الشبابيك مطلعًا علي الخارج ومتفقدًا الأجواء..
"لن يستطيع أحد الوصول لكِ هنا" تحدث بهدوء وجلس علي الأريكة بهدوء..
"لا يوجد أحد أخر غيره" تحدثت بهدوء ،بطريقة تخبره أنه لا يوجد أحد يتعقبنا بعد الأن..
"ملابسك كما هي بالداخل، خذي حمامًا لتستريحي" قالها بهدوء لأومئ وأتوجه للغرفة وأخلع كنزته وأتوجه للمرحاض..
ملأت حوض الإستحمام بالماء الدافئ وجلست بهدوء تاركة كل أعضائي تسترخي ومزيلة كل ما حدث اليوم من رأسي..
أغلقت عيني ونزلت أكثر بالحوض تاركة الماء يغطي جسدي بأكمله وكل ما حدث اليوم يتوارد علي رأسي كمقاطع من فيلم ما...كيف كان يطلع علي وأنا أمامه وحديثه عن حبه لي، وزيادة علي ذلك جميع الأوقات التي قضيناها معًا مسبقًا، كيف إلتقينا ببعضنا وكيف كان كل شئ يسير بطبيعية...حتي تغير كل شئ معه تمامًا..
لم يعد ما كان عليه مسبقًا، تغير 180 درجة في شهر واحد فقط، عندما بدأ بشرب الخمور بدون حدود ، بدون نسيان المخدرات وإنتشاءه دائمًا في أي وقت من اليوم...لا يعطي إهتمامًا لأي شئ حوله غير المخدرات والخمر وخروجه ليلًا دومًا، دون تكليف ذاته بإخباري أين هو ذاهب حتي!
كرهي له بدأ عندما كان بدأ بإفتعال الشجارات علي كل شئ وعندما إهتمامه بأي شئ حوله وكأن عالمه يتوقف فقط علي مخدراته والخمور ولا شئ أخر...حاولت أكثر من مرة مساعدته بأن يتخطي الأمر لكنه لم يستمع لي ولا مرة وكان دائمًا ينهرني عندما أحاول مساعدته..
جال في خاطري ليلة من إحدي ليالينا، التي كانت من أصعب الليالي التي مرت علي كلينا...حينها علمت أنني لم أستطع تحمل الأمر...أحداث تلك الليلة كادت ستراودني حتي إنتبهت لصوت طرقات علي الباب بقوة وصوته يناديني من وراء الباب..
"ديالا...هل أنتِ بخير؟" قالها بصوت عالٍ لأنتبه له..
"أجل...فقط أعطني عشر دقائق" قلتها وإستحممت سريعًا مزيلة الدماء القليلة التي برأسي ثم لففت المنشفة حول جسدي وفتح باب الحمام مخرجة رأسي متفقدة الغرفة لأجده جالسًا علي الفراش..
"هل يمكنك الخروج؟ أريد تبديل ملابسي "تحدثت بهدوء ناظرة له ليحمحم قليلًا ويستقيم..
" أجل بالتأكيد، خذي راحتك" قالها بهدوء ليخرج بعدها من الغرف وأخرج من المرحاض وأرتدي بنطال رمادي قطني وكنزة بيضاء بأكمام طويلة فقط تظهر رقبتي وتخفي صدري لأترك شعري المبلل بعدما جففته قليلًا وخرجت للخارج..
حالما خرجت كان يضع أطباق للطعام علي الطاولة وحالما إنتهي جلس علي الأريكة وأشار لي بالجلوس لأتناول الطعام..
"ألن تتناول معي الطعام؟" سألت بهدوء ناظرة له بعدما جلست أمام الطاولة الصغيرة..
"لا أريد" قالها بهدوء ليُشعل سيجارة ويبدأ بالتدخين..
"هل يمكنك رجاء أن تطفئ هذه؟ وأنا لن أتناول الطعام حتي تنضم إلي" تحدثت بهدوء لينظر لي لثوانٍ طويلة وهو يدخن سيجارته حتي أطفأها وأستقام متوجهًا للمطبخ وحالما عاد كان يحمل طبقًا له وجلس بهدوء ليتناول معي..
لم أكن أكل تقريبًا فقط أحرك الطعام بالشوكة وأنظر للطبق حتي نظرت له وحالما شعر بنظراتي ترك الطعام ونظر لي..
" هل سوف تبقي هنا؟" سألت بهدوء..
"هل تودين أن أبقي؟" سأل بذات الهدوء..
"إفعل ما تريده" تحدثت بهدوء وأنا بالطبع أريده البقاء فلا أريد البقاء وحدي تناسيت الأمر لأكمل عبثي بالطبق ناظرة للطبق ،حتي يمسك هو بشوكته ويكاد يضعها بالطعام حتي تركها وأعاد ظهره للوراء ونظر لي..
"لمَ لم تخبريني؟" سأل بهدوء لأنظر له بإستغراب..
" بخصوص ماذا؟ "سألت..
"كو ذلك المختل خليلك السابق" قالها لأترك الشوكة وأنظر له بعدما إستندت بيدي علي الطاولة..
"لأنه كما قلت سابق، وكان هو بالسجن...ولم أرد أن أجلب سيرة موضوع قد أُغلق منذ وقت طويل" تحدثت بهدوء..
" هو كان السبب بتلك الندبة أليس كذلك؟" سأل ناظرًا لرقبتي..
"لا" تحدثت بهدوء..
" إياك واللعنة الكذب علي، هذا اللعين أخبرني عندما كنت أحطم وجهه" قالها بنبرة غاضبة وأعين غاضبة..
" وبماذا أخبرك؟ "سألت بهدوء..
" أريد أن أسمع الأمر منكِ...أثق بكِ أكثر" قالها بهدوء عاقدًا يديه أمام صدره..
"الأمر وما به، هو كان مريض نفسي لكنه لم يكن ليعترف بذلك، مجرم وقاتل متعاطي مخدرات، ولا أعلم إن كان هناك أشياء أخري يفعلها أم لا....كانت لديه نوبات غضب وعندما كنت أحاول مساعدته كان يصب غضبه بأكمله علي...وتغير كل شئ في هذه الليلة...كنت أنتظره بالمنزل بالثالثة فجرًا...عندما عاد كان ثملًا كالمعتاد، ورائحة المخدرات والسجائر تفوح منه، وعقله لم يكن به في هذه اللحظة...وعندما حاولت مواجهته، فقد عقله وأصبح غاضبًا للغاية وتحول لشخص مختلف تمامًا...كان يمسك بزجاجة الويسكي بيده وعندما كنا نتشاجر فقد أخر ما تبقي من رأسه وألقي الزجاجة بإتجاهي..."قلتها بهدوء وكنت أمسك بالشوكة وأعبث بالطبق مجددًا محاولة عدم إستعادة ذكريات هذه الليلة..
" ألقاها علي الحائط بجانبي مباشرة وعندما كُسرت إنتشر بعض الزجاج برقبتي، وقطعة من الزجاج الكبيرة سببت ضررًا، وعندما أفاق لذاته ورأني واقعة علي الأرض بذلك الزجاج برقبتي، طلب الإسعاف بسرعة وبعدها إحدي جارتنا...هي ساعدتني في أن أبقي مستفيقة، لكنني كنت أفقد الكثير من الدماء وقاربت علي الموت...لكن الإسعاف جائت بالوقت المناسب وهم من أنقذوني...وها أنا ذا، ببعض الضرر بالأوردة وتلك الندبة،ولكن حمدًا لله أنه لم يحدث أكثر من ذلك...وأول شئ فعلته عندما خرجت كان تقديم بلاغ للشرطة وكان الحكم القضائي بالسجن له ما يقارب 12 عامًا وألا يكون في محيط 50 متر وهذا فقط كل شئ "قلتها بإبتسامة هادئة محاولة عدم البكاء لألاحظ يده الممسكة بالسكين وتضغط عليه..
" هذا اللعين "تمتم بضيق وهو يحك جبهته...."ألهذا أنت تكرهين السجائر وكل ذلك؟ "سأل بهدوء..
" لازلت أملك أسبابي لذلك "تحدثت بهدوء..
" ولم بقيت معه كل تلك الفترة؟ "سأل ناظرًا لي بأعين جامدة..
" ربما لأنني كنت أحبه! "تحدثت بهدوء..
" إذًا أنتِ تعلمين كيف تحبين! "قالها تاركًا السكين من يده، حسنًا هذا كان مؤلم..
"معذرة؟ماذا تقصد بهذا الحديث؟ "سألت بسخرية..
"أليس واضحًا؟" تحدث ببرود ناظرًا لي بعدما أشعل سيجارته..
"أنظر إذا كنت ستبقي هنا لتعطيني فقط كلام ليحرق دمي فأتمني أن تغادر، أنا صدقًا لست بمزاج لذلك" قلتها بجدية ناظرة له، ثم إستقمت وكدت أتوجه للغرفة حتي تذكرت شيئًا هامًا..
" كيف علمت؟ لقد عدت بعد وقت من أول مرة "قلتها ناظرة له..
"كان هناك تقرير...وعندما قرأته علمت بكل شئ "تحدث بهدوء نافثًا دخان سيجارته بعيدًا..
" تقرير؟" سألت بعدم فهم حتي إستوعبت ما يقوله..."تقرير؟"سخرت... "تقرير عني؟ وأنت قد قرأته؟إعتقدتك أفضل من ذلك" قلتها بنبرة ساخرة تمامًا لا أصدق أيًا مما يقوله..
" رائع ما فعلته، لقد زدت الطين بللًا "سخرت وتوجهت للغرفة صافعة الباب ورائي لأسمع ضربة قوية علي الطاولة لأتجاهل كل ذلك وأدور بالغرفة بضيق غير مصدقة ما فعله..
حسنًا بعد ما حدث بيننا وذلك الإنفصال، لم أكن أتوقع حتي فعله لذلك...هل كان ينتظر حتي الأن ليقوم بهذا؟أم قام بقرائته منذ أن كنا معًا؟ حقًا ألم يكن بإستطاعته أن يسألني؟...حقًا هذا أسوأ ما قد يفعله أحد، وهو عدم الثقة بالأخر وأن يذهب من وراء ظهره ويفعل ذلك..
أردت أن أتصل بهيفين، هذا يساعدني علي نسيان الأمر كثيرًا...لكنني تذكرت سريعًا أن هاتفي ليس معي وبالطبع لن أذهب وأطلب منه هاتفه لأحادثها...إستلقيت علي الفراش وحاولت النوم وإخراج كل تلك الأفكار من رأسي..
نظرت للسقف لبعض الثواني محاولة النوم لكنني لم أستطع، إستقمت متوجهة لمكتبة صغيرة جانبًا وإنتقيت أحد الكتب وعدت مجددًا للفراش وأضأت نورًا خافتًا وبدأت بالإستمتاع بهذا الكتاب..
بعد وقت غفوت وهذا الكتاب بجانبي وعندما كنت أتقلب علي الفراش سمعت صوت من الخارج عند باب الغرفة وعندما إعتدلت بجلستي وأضأت النور قليلًا وأنا أنظر للباب بإستغراب حتي تم فتح الباب بعد ثوانٍ وعندا نظرت لمن فتحه لقد كان مارفل، حقًا؟
"حقًا؟ لقد أخفتني للغاية" قلتها مسترخية ونظرت وكان ينظر لي بنظرات حادة وأعين ثاقبة..
"ماذا؟هل أنت جائع؟ أتريد شئ ما؟" سألت لأقلب عيني بسخرية وكأنه سيجيبني..
دفع الباب حتي أغلقه ثم صعد علي الفراش بجانبي وجلس بجانبي..
"ماذا ؟هل أنت مفطور القلب أيضًا؟" سألت لأملس علي جسده برفق لأشعر بإسترخائه وإخفاضه لرأسه كنوع من الراحة وحاوط رقبته معانقة إياه برفق..
" لا عليك مارفل...كل شئ سيكون بخير، لا يجب أن تحمل عبئ ذلك" قلتها ليستلقي بجانبي وأعانقه بخفة وألمس علي كتفه ويبدو أنه مسترخي تمامًا وهذا تقدم كبير..
" هل أنت حزين أيضًا؟ أنا أيضًا...وغاضبة ،لم أتوقع منه أن يفعل ذلك من وراء ظهري...أنت غاضب أيضًا أليس كذلك؟ "قلتها متنهدة ناظرة له وكان ينظر لي ببساطة، الحديث لأي شئ وأنت تعلم أنه لن يقوم بمجادلتك هو أفضل شئ..
"دعنا ننم الأن، كلينا يحتاج راحة بعد هذه الليلة الطويلة الصعبة...هل يمكنك النوم معي؟ لا أشعر كالنوم بمفردي بعد ما حدث، قلقة يمكنك قول ذلك "قلتها وعانقته وكان هو مستلقيًا متخذًا وضعية نومه..
أخر شئ شعرت به هو نومي السريع بجانب مارفل وإستيقاظي علي تقلبه ولهثه الكثير..
" يمكننا النوم أكثر، لا أعلم لم أنت مستعجل هكذا "قلتها وأنا أتقلب علي الجهة الاخري وأضع الوسادة علي وجهي..
ظل يتقلب علي الجانبين ويحاول إبعاد الوسادة عن وجهي، هو صعب أكثر من هيفين..
"أتعلم، إن كان كلينا لازلنا علي عدم وفاق كان سيكون أفضل" قلتها معتدلة بجلستي..
" ها قد إستيقظنا مبكرًا...ماذا الأن؟"سألت ناظرة له لينزل من فوق الفراش ويتجه ناحية الباب..
"لا...لن أخرج الأن، لازلت أريد النوم" قلتها وإستلقيت علي الفراش مرة أخري ثم وضعت الوسادة علي وجهي..
شعرت به يتحرك ويتجه ناحيتي ويمسك أطراف بنطالي بأسنانه محثًا إياي لأستقيم..
"حسنًا ،هذه أخر مرة "قلتها بتنهد وإستقمت وجذبني ناحية المرحاض..
"إبقي هنا" قلتها ثم دلفت للمرحاض وإفتعلت روتيني اليومي ثم خرجت لأجده يتجول بالغرفة وحالما رأني توقف وظل ينظر لي حتي وقفت أمام المرأة لأصفف شعري المبعثر..
حالما إنتهيت توجهت وجلست علي الفراش لأنطر له حيث كان يقف..
"ليلة البارحة حظيت بكابوس" قلتها بهدوء وأنا أعبث بأطراف أصابعي..
"عن ما حدث ليلة البارحة...وكان سيئًا للغاية، أردت الإستيقاظ لكنني لم أستطع" تنهدت ناظرة له وكان ينظر لي وبالطبع بخاطره يقول ما الذي أوقعني بهذا الموقف العسير..
"حسنًا هيا بنا" قلتها وربطت شعري لأهلي بذيل حصان وفتحت الباب وخرج كلينا..
حالما خرجنا ركض مارفل سريعًا للمطبخ وسمعت بعض الأصوات بالمطبخ وأدركت سريعًا أنه فيون لأتجاهل الأمر وأتوجه للأريكة وأشعل التلفاز..
كنت أغير القنوات بملل حتي خرج فيون حاملًا بعض الأطباق بيده ووضعها علي الطاولة..
"ديالا ،الإفطار جاهز" قالها بهدوء..
"لا أريد" قلتها بهدوء..
"أنتِ لم تأكلي شيئًا منذ البارحة" قالها بهدوء..
"لا أريد" رددت مجددًا بهدوء وإلتقط الكتاب الموضوع علي الطاولة أمامي...
"هل أنتِ غاضبة؟" سأل لأقلب عيني ساخرة وأكمل إطلاعي علي الكتاب..
"ولم يجب أن أكون غاضبة؟ لا يوجد شئ بيننا حتي يجعلني أغضب منك" تحدثت ببساطة وأكملت إطلاعي على الكتاب..
"جيد، إذًا هيا..."قالها ببساطة وجلس علي الكرسي وبدأ بتناول الطعام وظللت بمكاني..
بعد وقت إنتهي من تناول الطعام وأزال جميع الأطباق وأعادها للمطبخ بعد تنظيف المكان..ثم جلس علي الأريكة بجانبي فقط تفصلنا مسافة صغيرة وهو يحمل كوب القهوة خاصته وعلبة الإسعافات التي وضعها علي الطاولة أمامي....تركت الكتاب جانبًا ثم نظرت له..
"هل تعلم متي يمكنني العودة للمنزل؟" سألت ناظرة له..
"أنت لا تودين البقاء هنا؟" سأل ناظرًا لي..
"لا أشعر وكأنني أنتمي لهنا، أفضل الذهاب لمنزلي" قلتها بهدوء لينظر لي لثوانٍ ثم يرتشف القليل من القهوة..
"هم يعيدون ترتيبه بالوقت الراهن، يمكنك العودة غدًا" تحدث بهدوء..
" جيد...لكن كيف يعيدون ترتيبه؟ الشرطة لا تفعل أشياء كتلك "تحدثت بهدوء..
"لقد توليت أنا أمر ذلك "تحدث بهدوء..
" لكنك لم يكن عليك فعل ذلك...هذا كثير ولم يكن له داعٍ" تحدثت بهدوء ناظرة له..
"سأخبرهم أن ينتهوا به بأسرع وقت حتي تعودي وقتما تشائين" تحدث بهدوء ناظرًا للتلفاز..
" شكرًا لك "إبتسمت إبتسامة صغيرة ناظرة له لينظر لي ثم ينظر للتلفاز..
" أنت لك تكن تملك مشكلة بالبقاء هنا الليلة أليس كذلك؟ "سألت ناظرة له..
" لا ،علي الإطلاق...ولم قد يكون هناك مشكلة؟ "سأل ناظرًا لي..
" لا شئ، فقط أسأل "تحدثت بهدوء لأعيد نظري للتلفاز ثم يضع كوب قهوته علي الطاولة..
"تعالي لهنا" قالها ثم إقترب فجأة لأتفاجئ ويقرب رأسي له وإعتقدت ان شئ ما سيحدث وتوردت وجنتي كثيرًا وكان ينظر لي بهدوء حتي جذب علبة الإسعافات وهكذا تدمرت كل أمالي...هو فقط سيغير علي جرحي لا شئ أخر ديالا...تمالكي ذاتك..رغم أنني كنت أقاوم الجزء بداخلي الذي كان يريد أن يحدث شئ ما بيننا لكنه لن يحدث، علي أن أهدأ..
"هل تشعرين بأي ألم؟" سأل بينما ينظف الجرح..
"لا ،أفضل من البارحة" تحدثت بهدوء عابثة بأطراف أصابعي..
"جيد، ليس بالكبير...سيلتأم سريعًا" قالها ووضع ضمادة علي رأسي..
"شكرًا لك" تحدثت بهدوء ناظرة له ليومئ..
"لا عليك، فقط أتركيها وستلتأم" قالها بهدوء ناظرًا لي..
" لديك بعض الجروح أيضًا" قلتها بهدوء مشيرة لجبهته وبجانب عينه اليسري..
"لا أشعر بشئ" تحدث بهدوء وجلس بمكانه..
" هل قام بضربك بقوة؟" سألت وأخذت بعض الضمادات ومطهر للجرح وأقتربت منه قليلًا..
"لم يكن حتي بذلك القوة "سخر لأقلب عيني وأبدأ بتضميد جرحه..
"أنا أسفة ،أنه كان عليك خوض كل ذلك" قلتها ناظرة له بعدما إنتهيت..
"أخبرتك أنه لا داعي لكل ذلك، كنت لأفعل ذلك لأي أحد...وأي أحد كان ليفعل ذات الشئ" قالها ببساطة..
"أعلم ،وشكرًا لك أيضًا" إبتسمت بهدوء ناظرة له..
" عندما كنا معًا بالغرفة، لقد قلت شيئًا ولم أستطع فهمه لأنني كنت أبكي "قلتها موضحة.... "ماذا كان؟" سألت ناظرة له لينظر للتلفاز..
" لقد كان إيطاليًا "قالها لأومئ الأن بتفهم..
" أجل ،وما كان معناه؟ لا يمكنك التحدث بالإيطالية وأنت تعلم أنني لا أعلم بها شيئًا "قلتها بتذمر ناظرة له..
" لقد قلتها للتو ولا يمكن تغيير الأمر "قالها بهدوء ناظرًا لي..
" ألت يمكنك قول ما كانت تعني او بإمكانك أحد حتي أنه يمكنك قولها مروة وسوف أجلس وأعمل عمله "قلتها بهدوء ناظرة له..
" لا أستطيع التذكر أسف "قالها بهدوء لأقلب عيني..
" أنت تتصرف بطفولية" قلتها بعدما عدت لمكاني ببساطة..
" أنا ؟"ضحك بخفة ناظرًا لي لأنظر له لثوانٍ، هو حقًا يملك أجمل إبتسامة..
" أجل ،كان بإمكانك إخباري لولا أنك تتصرف بطفولية...إلا إذا كان..." قلتها ناظرة له بحدة..
" لم تنظرين لي هكذا؟" سأل بإستغراب..
"أكان شيئًا منحرفًا؟" سألت ناظرة له بجدية لينظر لي لثوانٍ ثم يضحك مجددًا..
"إلهي، أسأقول لكِ شيئًا منحرفًا وأنتٍ تبكين ونحن في خضم كل ذلك؟ وإذا كنت سأقول سأقول شيئًا منحرفًا لا أحتاج للغة أخري، أقول ما علي لساني عزيزتي "إبتسم ببساطة مكملًا إحتساء قهوته لأقلب عيني وأنظر للتلفاز..
قطع ذلك الصمت صوت رنين هاتفه الذي أخرجه من جيبه وأجاب عليه سريعًا..
Author's POV
" مرحبًا؟ "أجاب بهدوء ليتلقي صوت يتحدث بسرعة وهادئ نسبيًا..
" مرحبًا إنه أنا هيفين...أنا أسفة أنني أحادثك الأن ،لكنني لا أستطيع الوصول لديالا، هل تعلم اي شئ عنها؟" سألت هيفين بقلق هادئ..
"أجل...هي هنا" قالها بهدوء ليتلقي بعدها موجة من الصياح..
"ما اللعنة اللعينة التي تفعلها معها؟ وكيف واللعنة إنتهي بكما الأمر معًا؟ إستمع ليس لأن ديالا لا تستطيع السب والشتم يمكنك فعل ما يحلو لك...لدي فم أيضًا، وإذا حاولت فعل أي شئ لها سوف أقتلك" كان كل ذلك صياح، وبعد جملتها الأولي أبعد الهاتف عن أذنه بسبب صوتها العالي للغاية..
" حسنًا أيتها المقاتلة، ديالا بخير، وها هي "قالها وأعطاني الهاتف وهو ينظر لي..
" أعتذر علي كل ذلك "قالتها ديالا بنبرة متأسفة وإعتذار ليومئ لها بأن كل شئ علي ما يرام..
" سأترككِ معها وحذار علي طبلة أذنك" قالها وأستقام متجهًا للغرفة، لأضع الهاتف علي أذني مستعدة لتلقي كل ذلك الصياح..
"أمامك ثانيتين لتخبريني باللعنة التي حدثت وتحدث" قالتها بنبرة عصبية لكنها حاولت إخفاء ذلك..
"يمكنك الهدوء هيفين، لم يحدث أي شئ مما بمخيلتك" تحدث هي بصوت خفيض وهي تنظر بمكان ذهاب فيون حتي تتأكد من عدم وجوده..
"حقًا؟" سخرت... "إذًا ما اللعنة التي تفعليها معه؟ "سخرت..
" لقد حظيت بشجار مع صاحب المنزل وتعلمين كنت أحتاج لمكان أخر أبقي به، وهو ساعدني لا أكثر "تحدثت بهدوء..
" أنت تكذبين "قالتها بكل بساطة وهدوء وكأنها تراها أمامها..
"أجل" قالتها ديالا بهدوء وأسندت رأسها للوراء تنظر للسقف..
" اللعنة ديالا "قالتها هيفين بتنهد وهدوء وهي تضع يدها علي وجهها...."علي الأقل هل أنتِ بخير؟ "سألت بهدوء..
" أنا بخير تمامًا...وعندما تعودي سأخبرك بكل شئ" تحدثت بهدوء..
"حسنًا ،فقط أنا مطمئنة الأن لأنه لم يحدث شئ بينكما وأعلم أنكِ لن تسمحي له بالأساس...لقد أقلقتني للغاية، إنتبهي لذاتك رجاء " قالتها بتنهد..
"فقط لا تشغلي بالك بي وإستمتعي بالأيام المتبقية "إبتسمت ديالا..
"لقد قابلت رجلًا "قالتها هيفين بإبتسامة بينما تعبث بالأقلام أمامها..
" حقًا ؟"قالتها ديالا معتدلة بجلستها وهناك إبتسامة كبيرة علي شفتيها..
" أجل...وهو لطيف للغاية ووسيم، وأنا فقط لا يمكنني... "قالتها بشرود وإبتسامة صغيرة تزين ثغريها..
" هذا عظيم للغاية، لكن لا تتسرعي وتفعلي أي شئ...عليك أن تتعرفي عليه أولًا " قالتها ديالا بهدوء..
"أجل أعلم، ولم يحدث أي شئ بيننا...لقد إلتقيته منذ يومين بالمقهي، وفقط تحدثنا وذهبنا للتمشي معًا فقط اليوم التالي ولا شئ أخر...لكنني معجبة به...لا أعلم ما الذي دهاني للتو قابلته ولقد بدأت بالإعجاب به "قالتها ضاحكة بخفة..
" أنا سعيدة للغاية لهذا، لكن رجاء لا تتسرعي أو تتخذي أب خطوة قبل أن تعلمي كل شئ وتتأكدي من مشاعرك...إتفقنا؟ "إبتسمت..
" أجل لا تقلقي...إذا حدث أي شئ جديد سأحادثك، وأتمنى أن تجيبي علي هاتفك وتعودي للمنزل "قالتها بنبرة جادة..
" سأفعل قريبًا لا تقلقي...أتمني أن تحظي بأخر أيام سعيدة"إبتسمت..
" أحبك ،سأعاود الأتصال بكِ وسأترككِ للإسترخاء..أحبكِ "قالتها مودعة إياها ثم أغلقت الهاتف ..
"فيون ،لقد إنتهيت يمكنك أخذه الأن "صاحت بصوت عليٍ ليسمعها حتي خرج وأخذ الهاتف..
Diala's POV
"صديقتك مخيفة وعصبية "قالها بهدوء ناظرًا للتلفاز..
" أعتذر، وهي أيضًا تعتذر لك... نوعًا ما "قلتها محاولة تخفيف حدة الآمر..
" يمكنني الشعور بذلك" قالها وهو يومئ ليرن هاتفه ويستقيم مبتعدًا ليجيب..
إستلقيت علي الأريكة محتضنة الوسادة وأنا أغير القنوات حتي توقفت علي قناة للأطفال بعض الرسوم المتحركة وتلك الأشياء، وبعد عشرة دقائق تقريبًا إنتهي وإقترب لأفسح له المكان ليجلس بجانبي..
"ديالا ؟"تحدث لأهمهم وأنا أنظر للتلفاز..
"علي أن أتحدث معك بشئ هام" قالها لأستقيم وأعتدل بجلستي وأنظر له..
"هم يريدونكِ في قسم الشرطة، لأجل التحقيق" قالها بهدوء لأنظر له لثوانٍ مستوعبة ما يجري... "إذا لم تكوني تريدي يمكننا تأجيل الأمر، لا أحد يضغط عليكِ" قالها بهدوء..
"لا..كل شئ علي ما يرام، يمكنني الذهاب "قلتها بهدوء..
"هل أنتِ متأكدة؟" سأل ناظرًا لي..
"أجل ،لا تقلق...هل سنذهب الأن؟ "سألت..
" أجل ،من المفترض أن نلتقي بهم بعد ساعة" تحدث بهدوء ناظرًا لساعته..
" حسنًا سأذهب لتبديل ملابسي "قلتها وإستقمت للإستعداد ودلفت الغرفة وأغلقت الباب علي ذاتي..
حسنًا ديالا كل شئ علي ما يرام، لن يحدث أي شئ...فقط سيحققوا معكِ وستعودين للمنزل، لن تريه حتي.. وكل ذلك سينتهي في غضون وقت قصير، صحيح؟
إرتديت تنورة طويلة واسعة باللون الأسود وكنزة قصيرة باللون الأبيض بأنصاف أكمام تظهر جزء من معدتي وتغطي صدري بأكمله وكان ذلك كل شئ بعدما تركت شعري منسدلًا وخرجت له..
"أنا جاهزة" تحدثت بهدوء وأنا أضبط شعري،وكان ينظر لي بدون أي حديث..
"حسنًا ،أنتظرك بالأسفل؟" سألت ناظرة له وأنا أشير للخارج ليحمحم هو بعدها..
"لا هي" قالها وأشار لي بالتقدم وتوجهنا معًا للسيارة وبدأ بالقيادة حتي وصلنا لقسم الشرطة..
وفاجئني كثيرًا المنظر الذي رأيته، العديد من الناس محتشدين أمام مركز الشرطة، كمظاهرات ويحملون اللافتات واللوائح ويبدو أنهم بسبب وجوده هنا وكانوا يطلبون القصاص كحق للفتيات التي توفتن جراء شئ لم يكن لديهن يد به..
"هل أنت متأكدة أنك تودين فعل ذلك؟" سأل بهدوء قبل أن نخرج من السيارة..
"أجل ،دعنا ننتهي من ذلك الأن" تحدثت بهدوء وعيني علي الحشود وخرجنا من السيارة معًا وعبرنا الشارع متوجهين لقسم الشرطة ولازال هتاف الناس يتعالي كلما إقتربنا..
قبل أن تسمح لنا الشرطة بالعبور، لاحظت بعض النساء واقفات بالخارج تبكين ويبدو أنهم والدات هؤلاء الفتيات...حقًا هذا المنظر صعب ويؤلم للغاية..إستوقفتني إحداهن قبلما أدلف لأنتبه لها وأعود لها..
"تبدين كطفلتي الصغيرة تمامًا...لابد أنكِ الفتاة التي نجت من الحادثة وتسببت في الإمساك بذلك المجرم...أنا سعيدة للغاية أنكِ علي قيد الحياة وأنه لم يستطع وضع يديه عليكِ" قالتها السيدة بدموع وهي تنظر لتدمع عيني..
"الشرطة سوف تأخذ حقهم وسوف ترتاح إبنتك، وهي الأن بمكان أفضل، عليكِ أن توقني بذلك "قلتها محتضنة إياها برفق محاولة التخفيف عنها..
" أعلم ،يمكنني النوم أيضًا مرتاحة بعدما عرفت أن قاتل إبنتي بالسجن وسيتم الحكم عليه بالإعدام" قالتها الأم مجففة دموعها وهي تنظر لي..
حالما كنت أحادثها لاحظت ركض المصورون والصحفيون في إتجاهنا..
" ديالا هيا "قالها فيون وهو يضع يده خلف ظهري جاذبًا إياي للداخل قبل وصول الصحفيين..
" يبدو أن الإعلام بأجمعه علم بالأمر "قلتها ناظرة للحشود التي تزايدت..
"لقد أصبحت قضية رأي عام" قالها بهدوء مشيرًا لي بالتقدم حتي وصلنا إلي غرفة التحقيق..
"أنسة ديفيدسون" قالها المحقق مستقيمًا ومرحبًا بنا لأومئ له بهدوء..
"أعلم أن هذا قد يكون صعبًا عليك لكن علينا فعل ذلك بأسرع وقت لينل جزاءه وتهدأ هذه الحشود بالخارج" قالها بهدوء لأومئ بتفهم..
" رجاء تفضلي بالجلوس" قالها وجلس علي كرسيه وأشار لي بالجلوس أمامه لأجلس وفيون يجلس علي الأريكة بالخلف..
بدأ بطرح الأسئلة وبدأت بالإجابة وكل شئ كان يسير علي ما يرام حتي بدأ بالتطرق لأسئلة تتعلق بالماضي..
" أنتما الإثنان كنتما علي علاقة مسبقًا أليس كذلك؟" سأل ناظرًا لي..
" أجل" أومئت بهدوء..
"هذا التقرير هنا يشير أنكِ قد قدمت به بلاغًا للشرطة، وقولك كونه يتعاطي مخدرات وكونه بعصابة ما، وإعتداءه عليكِ" قالها وحرك يده بتقرير ليضعه أمامي..
"أجل ،هذا صحيح" تحدثت بهدوء عابثة بأناملي..
" هل يمكنني معرفة السبب الذي دفعك للإبلاغ عنه؟ بعدما علمت أنكما كنتما معًا منذ أكثر من عامين "قالها بهدوء..
" كل المعلومات التي تحتاجها ستكون بالتقرير، لم يحدث أي شئ منذ حينها" تحدثت ببساطة وحركت التقرير واضعة إياه أمامه..
" أجل ،لكن المذكور هنا أنكِ إنتظرتِ أكثر من عامين للإبلاغ عنه وهذا يعد التستر علي مجرم "قالها بثقة وكأنه يظهر جميع أوراقه أمامي..
"كما قالت حضرة الضابط، كل شئ تحتاجه موجود بالتقرير...هي لم تقابله منذ حينها "نطق فيون بهدوء وجمود ناظرًا للمحقق الذي نظر لفيون لثوانٍ ثم نظر لي..
" شكرًا لكِ أنسة ديفيدسون علي وقتكِ هذا، سوف نبلغك بأي جديد نجده "قالها بهدوء مستقيمًا لأستقيم ونكاد نخرج حتي دلف أحد الضباط وهو ينظر للمحقق..
" لين كورمين يود أن يلتقي بأنسة ديفيدسون "قالها الضابط لأنظر لفيون الذي ينظر للضابط بهدوء..
"أنسة ديفيدسون ،هل تشعرين أنكِ تودين ملاقاته، إذا كان لا...فلا ضغط عليك "تحدث. بهدوء ناظرًا لي..
"يمكنني ملاقاته" قلتها بهدوء وثبات لتلتفت أعين فيون علي..
"حسنًا سوف أعد لكما الغرفة "قالها وخرج لنتبقي أنا وفيون وحدنا..
"ما اللعنة التي تفكرين بها بفعلتكِ هذه؟ بعد كل ذلك تودين ملاقاته؟ "سخر بعصبية بعدما وقف أمامي..
" علي أحد أن يواجهه" تحدثت بهدوء..
" وأنتِ تعتقدين أنكِ الشرطة لتفعلي ذلك؟" سخر مجددًا..
"لا،لست كذلك ،لكنني أريد رؤية الشعور بالذنب بعينيه بعد كل ما فعله، وأريد أن اعلم لم قد فعل ذلك" تحدثت بهدوء..
" فعل ذلك لأنه واللعنة يحبك...ولأنه لم يستطع رؤية غيرك، تودين أسباب أكثر من ذلك؟ "تحدث بعصبية ووجهه بدأ بالإحمرار..
" إستمع ،كل شئ سيكون علي ما يرام، أعدك "قلتها بهدوء ممسكة بيده ومطمئنة إياه، لا أعلم ما الذي جال بذهني حينها لكنني شعرت أنني يجب أن أفعل ذلك..
" أنسة ديفيدسون ،لقد. حان الوقت "قالها أحد ضباط الشرطة بعد أن فتح الباب لأفلت يده ونتحرك مع ضابط الشرطة..
وكانت غرفة فارغة يفصل بينها وبين غرفة أخري زجاج يمكن من جهة واحدة فقط النظر إليه لتكشف الجهة الأخري وبعض الأجهزة التي تستخدمها الشرطة والغرفة الأخري فقط طاولة وكرسيين..
دلفت وجلست وطمئني فيون أنا سيكون بالغرفة الاخري في حال حدوث أي شئ، ومرت الدقائق حتي دلف هو...حالته يرثي بها ويبدو أن قتاله مع فيون كان قويًا بخلاف ذراعه الذي من الواضح أنه قد إستقر به الرصاصة..
"ديالا عزيزتي "قالها بإبتسامة ثم حركه الضابط ليجلس علي الكرسي أمامي ثم يغادر الضابط..
" كيف علمت أنني هنا؟ "سألت بهدوء ناظرة له..
" حسنًا ،شعرت بذلك...كنت أود قول من رائحتك، لكن رائحتك لم تعد كالسابق "قالها بهدوء ناظرًا لي..
" لم أردت رؤيتي؟ "سألت بهدوء..
" هم يقولون أنه قد يتم إعدامي، لذا أردتك أن تكوني أخر شئ أراه، رغم أننا سنكون معًا في النهاية...وقريبًا للغاية، كل شئ مُحضر له...لأنكِ بالأساس تنتمين لي، وبعد موتي لن تجدي أحد غيري أيضًا "قالها بأعين مركزة علي..
"وسوف تؤدين لي معروفًا إذا أتيت ليوم جلسة المحاكمة، التي صدقًا لا أعلم فائدتها ما داموا يعلمون مصيري "قالها ببساطة ناظرًا حوله..
" علي أن أسألك سؤلًا، لم فعلت ذلك؟ لم قتلت كل تلك الفتيات؟" سألت منحنية قليلًا بجسدي علي الطاولة ومستندة بكلتا يدي عليها..
" ألم أخبرك قبلًا، لقد كنت مشوشًا بكِ، لقد كان ذلك بأكمله عرض للفت إنتباهك...لقد كنت أقتل نوعي المفضل، وهي أنتِ حتي لا يتبقي غيرك" قالها بكل بساطة ناظرًا لعيني وكأن ما يقوله شيئًا عاديًا..
" وحتي متي كنت تنوي أن تتوقف؟" سألت بسخرية وضيق ناظرة له..
"حتي أحصل عليكِ، ترين الأمر فقط لا يتعلق بذلك...أري صورتك بعقلي بكل مكان "قالها وهو يطرق بأصابعه علي عقله...."وكأنه حافز، وأجد متعة في سماع صوت هذه الصرخات برأسي، تبدو أكثر كما كنتِ بالفراش" قالها بهدوء ناظرًا لعيني..
" أنت مختل عقلي، هل تعلم كم عدد الأباء الذين فقدوا أولادهم بسبب جنونك؟ الناس بالخارج يبكون ليعلم الرب منذ متي...وأنت حتي لم تشعر بتأنيب ضمير" سخرت بعصبيه..
" لقد كانوا فتيات ولم يقوموا بفعل أي شئ لك...لقد كانوا يحظون بحياتهم بكل طبيعية، يملكون أحبائهم وأعمالهم وكانوا ينتظرون أشياء أخري عدة... وكل ذلك تم إفساده بمجرد ظهورك، وسبب إلقائهم حتفهم الأن هو أنهم يملكون للأسف نفس الشعر ولون العيون "سخرت ناظرة له..
"لكن ليس لهم ذنب بأي من هذا، ذنبهم الوحيد أنهم وقعوا مع مختل مجنون يقتل ليشبع رغباته ولا شئ أخر "قلتها مستقيمة..
" سأكون حقًا سعيدة عندما أعلم أنه تم تنفيذ الحكم بك" قلتها متوجهة ناحية الباب،لكن حديثه أوقفني..
" أنا لست كوالدك ديالا، ولن أكون أبدًا "قالها بصوت عالٍ لأخرج من الغرفة صافعة الباب ورائي..
Author's POV
قبل خروجها بعشر دقائق، فيون والمحقق كانا يتابعان كل شئ وعينا فيون لم تفارقها لثوانٍ وإنقطع ذلك الصمت بحديث فيون الهادئ..
"أتذكر أنني أخبرتك، أنه ليس من المفترض أن تعلم اي وسيلة إعلام عن ذلك" قالها بهدوء ولم يلتفت حتي له، بل كان يقف أمام تلك المرأة التي تعد كحاجز ويطلع عليهما..
"نحن لم نعرف ذلك سيد فيريرا، ولم نكن ننوٍ بإخراج أي من هذه الأسرار لأي أحد" قالها المحقق بهدوء..
"أجل يمكنني رؤية ذلك، إذا كيف علم الصحفيون والمصورون؟ ربما لم أكن واضحًا في أوامري؟" إسترسل فيون بهدوء..
"لا ،لقد كنت واضحًا تمامًا، سوف نعمل سريعًا علي إعادة كل شئ، وسنعلم من المتسبب في ذلك "قالها المحقق سريعًا..
" جيد، هذا ما أتوقعه منك...وأتمني ألا ينتشر أي خبر عن ما حدث هنا علي الإطلاق، وأعتمد عليك في ذلك "قالها بهدوء ليومئ المحقق مرتين بتفهم حتي خرجت ديالا..
" هل يمكننا الذهاب الأن؟ "سألت ناظرة لفيون بأعين تأمل قول نعم..
" أجل ،هيا بنا" أومئ بتفهم وأشار لها بالتقدم ليتبعها ويخرجا من الباب الخلفي بعيدًا عن أنظار ومرمي بصر الجميع خاصة الصحفيون والمصورون..
بعدما عبرا الشارع وإستقلا السيارة وبدأ بالقيادة، لقد كانت بعالم أخر تمامًا مُسندة رأسها علي النافذة تحدق بالفراغ..
"ديالا ؟"تحدث بهدوء محاولًا جذب إنتباهها حتي لا تغرق في أفكارها..
"هل موت الفتيات كان بسببي؟" سألت هي ولازالت علي ذات الوضعية..
"بالطبع لا، لم يكن يد بالأمر...أنتِ لم تقتليهم أو تحرضيه حتي علي فعل ذلك، أنتِ خارج كل ذلك...لقد كان الأمر بأكمله خطأه" قالها بهدوء محاولًا التخفيف عنها..
"لقد قال أنني كنت أمامه جميع الأوقات وهو قد قتل الفتيات لأنهم يملكن ذات الملامح، هذا يجعلني جزء من الأمر "قالتها بعدما نظرت له وهربت بعض الدموع من عينيها..
كان ينظر لها بهدوء وهناك صراع بين كبرياءه وقلبه، حيث هو يريد أن يواسيها ويخفف عنها والجزء الأخر أنه لم يعد هناك شئ بينهم فما سيفعله قد يزيد الأمر سوءًا لأن هذا سيجرفه لأمور هو في غني عنها ويحاول تلاشيها..
لكنه إختار قلبه، لم يستطع تحمل رؤيتها تبكي...وسيختار قلبه دائمًا إذا كان الأمر يتعلق بها، فهي الملجأ دائمًا..
أوقف السيارة جانبًا وعانقها برفق محاولًا مواستها وتخفيف كل شئ عنها بتلميسه علي شعرها وبعض كلامه المطمئن، وبدون هذا الحديث هي فقط إستقرت بين يديه مخرجة دموعها بصمت..
"ديالا ،أنا أضمن لكِ بروحي وبكل شئ...لم يكن لكِ يد في الأمر، أنتِ خارج الموضوع بأكمله...لم تكوني تعلمي ولم تخبريه أن يفعل ذلك وإذا كنتِ تعلمين لكنتِ أوقفت الأمر، الأمر يتعلق به...لديه مشاكله التي أدت لفعله ذلك، لكن طريقة إستغلالك وأخذك كعذر لمشاكله وكيفية حلها ليس خطأك تمامًا...كل ذلك بمخيلته، أنكِ تحادثيه وأنكِ راضية عن ما يفعله...لكن كل ذلك ليس بصحيح، إنها مشكلته هو...أنتِ خارج الأمر تمامًا "قالها بهدوء ملمسًا علي شعرها حتي هدأت..
" عندما قالت والدتها أنني أشبها، وأنها سعيدة أنني علي قيد الحياة وكوني السبب في الإمساك به...شعرت بالأسي كثيرًا، حيث من المفترض أن أكون أنا مكان هؤلاء الفتيات "قالتها بعدما رفعت رأسها لتنظر له بعدما إبتعدت قليلًا حينما لاحظت قربهم..
"كل ذلك كان قدرًا، أنتِ لم تخططي لأي من ذلك ولم تعلمي أن ذلك سيحدث...هو سوف يلقي عقابه وسيعود حق كل هؤلاء الفتيات...كل ما يمكنك فعله الأن هو الدعاء لهم "قالها بهدوء ممسكًا بوجهها برفق وهو يمحو عبراتها بأنامله برفق..
"أنت محق، هم في مكان أفضل الأن" قلتها وأنا أومئ وقطع تلك النظرات صوت رنين هاتفه لتحمحم هي وتعود بموقعها بينما تمحو عبراتها وتعيد ضبط ذاتها بالمرأة ويجيب هو..
" أجل ؟"أجاب بهدوء بينما يطرق بأصابعه بخفة علي مقود السيارة..
"أعطني ديالا" قالتها هيفين من الجهة الأخري ليمد يده بالهاتف لها لتأخذه وتجيب بهدوء..
"أوه أخيرًا،أول شئ أنني إشتقت لكِ كثيرًا...ثاني شئ هو أنني كنت قلقة للغاية عليكِ بعدما علمت ما حدث في نيويورك" قالتها بهدوء..
"ماذا حدث؟" سألت ديالا بإستغراب قليل..
"لا تتصرفي بغباء، كل شئ بالصحف ووسائل التواصل الإجتماعي، يقولون أنه تم الإمساك بذلك المجرم بمنطقتنا...لكن لا يوجد أي تفاصيل تحديدًا أو عن المكان الذي كان موجود أو كيف تم إلقاء القبض عليه....أنتِ بخير أليس كذلك؟" سألت هي بهدوء..
"أجل أجل، لم أكن بجواره حينها، وإعتقدت أن الأمر لن ينتشر بالصحف "تحدثت بهدوء..
" كان يجب أن ينتشر، لقد أصبحت قضية رأي عام...لكن جيد أنكِ بخير وهذا أهم شئ، وبالمناسبة دانيل وأليكساندر إتصلوا بي ليطمئنوا عليكِ، حيث أنك لا تجيبين بالطبع لأنك لا تملكين هاتف" قالتها بهدوء..
" علي أن أحادثهم بخصوص ذلك حتي لا يقلقوا "تحدثت بهدوء وهي تضع يدها علي وجهها..
" أنتِ لا تخفين عني شئ أليس كذلك؟ "سألت هيفين لتتلقي ديالا ذلك كنوع من أعلمت شئ أخر؟
" لا، لم؟ "سألت بهدوء محاولة عدم جذب إنتباهها لشئ..
" حسنًا جيد، لأنكِ عاهرة كاذبة تكذبين علي بخصوص كون القاتل كان بالمنزل حينها ولقد حاول الإعتداء عليكِ وأنتِ كدت تموتين ولم تفكري باللعنة إخباري "كان حديثها بأجمعه صياح لتغلق عينيها متلقية غضب صديقتها..
"كيف علمت؟" سألت بهدوء..
"هذا هو ما يهمك الأن؟ كيف واللعنة علمت؟ حسنًا لأريحك فقط هناك شائعات تنتشر وصاحب المنزل حادثني البارحة وأخبرني عن أصوات الأشياء التي تنكسر بالمنزل، لقد غيرت الموضوع حتي لا يهتم لذلك، ولقد أنقذك بالطبع فيون وجعلك تبقين معه، أنا حقًا بحق الجحيم ديالا غاضبة منك للغاية...لم تكوني تنوي علي إخباري أليس كذلك؟ مهلًا لا أحتاج لإجابة لذلك حتي، أعلمك...لمَ لم تخبريني؟ "سألت بضيق وحنق من كل ما يحدث..
" لأنني لم أردك أن تقلقي، لأنني أعلم أنكِ ستأخذين الطائرة العائدة وستتركين عائلتك وهذا ليس شئ أريده...بجانب أنني بخير ولم أتعرض لأذي، لقد جاء بالوقت المناسب "تحدثت بهدوء ماسحة علي وجهها بيدها بينما هو بدأ بالقيادة..
" أنا أتية غدًا لقد حجزت الطائرة، ولازلت غاضبة كثيرًا منكِ ولا يمكنكِ إصلاح الأمر...وشئ أخر قبل أن أغلق لأنني غاضبة ،لقد إتصل وكان يبدو عليه القلق "قالتها بهدوء لتعتدل ديالا بجلستها وتعطي إنتباهها الكامل لها..
"هو إتصل؟ رجاء أخبريني أنكِ لم تخبريه بشئ" قالتها سريعًا محثة إياها علي الحديث..
" بالطبع لم أخبره إلهي، أتودين منه أن يقتل كلينا بعدها؟ "سخرت هيفين لتتنفس بعدها الصعداء..
" جيد للغاية، سأتي لأقلك غدًا" تحدثت بهدوء..
"لا ،لازلت غاضبة وأنا لا أحبك أيضًا" قالتها هيفين بضيق..
" أكنتِ تعلمين أن تم إصدار الموسم الجديد من بيكي بلايندرز؟" قالتها بإبتسامة حيث تعلم نقطة ضعفها..
" أجل ،وسأشاهده وحدي" قالتها هيفين لتغلق الهاتف بعدها وتبتسم ديالا إبتسامة صغيرة علي طفولة صديقتها..
"كل شئ بخير؟ "سأل بهدوء وعينيه مركزة علي الطريق..
" أجل ،كل شئ بخير...كانت تخبرني أن هناك أخبار إنتشرت بالصحف ومواقع التواصل الإجتماعي" تحدثت بهدوء..
" ليس عليكِ القلق، كل ذلك سيمر سريعًا ولن يتذكر أحد أي من هذا، وجيد أن أسمك لم يُذكر أو أي شئ يتعلق بكِ" قالها بهدوء..
"أجل...فقط أتمني أن تنتهي هذه الفترة بسرعة "تحدثت بهدوء..
" هل أنتِ جائعة ؟"سأل بهدوء ناظرًا لها برفق..
" لا ،شكرًا لك" تحدثت بهدوء محركة رأسها بالنفي..
" أنتِ لم تأكلي شيئًا منذ البارحة "عقب علي حديثها بهدوء..
" أنا بخير، صدقًا "تحدثت بهدوء ليومئ وبعد وقت أوقف سيارته أمام المنزل..
" سأحضر بعض الأشياء وسأتي ورائك "قالها لتومئ وتخرج من السيارة متوجهه للشقة ويتحرك هو بالسيارة قليلًا مبتعدًا عن المكان..
Diala's POV
بعدما صعدت بدلت ملابسي سريعًا وتوجهت للمطبخ أعد بعض الطعام حتي سمعت صوت باب الشقة يُفتح ويدلف مباشرة بعدها للمطبخ..
"ماذا تفعلين؟ "سأل بنوع من الإستغراب ناظرًا لي..
"فقط أعد بعض الغداء، لم تأكل بالصباح" تحدثت بهدوء ناظرة له..
"لقد أحضرت طعامًا أيضًا" قالها مشيرًا للأكياس علي الطاولة..
"حسنًا لا بأس، يمكنك الذهاب وتبديل ملابسك حتي أنتهي من إعداد الطاولة" قلتها بهدوء ليومئ ثم يغادر لأعد كل شئ وساعدني هو أيضًا كثيرًا بعدما إنتهي..
قضينا الوقت معًا بالقليل من الأحاديث يحاول كل منا إبعاد رأس الأخر عن تلك الأحداث العصيبة، لازال الحديث محدود في بعض الأحيان لتذكر كلينا أنه مجددًا 'لم نعد شيئًا بعد الأن' لذا الحديث لا يكون بكثير أو يكون بأشياء عادية فقط..
باقي الوقت كنا نشاهد الأفلام ونقضي الوقت بأشياء كهذه حتي موعد النوم وترك لي مجددًا الغرفة الكبيرة لأبقي بها وحدي..
حالما غصت بالنوم بدأت برؤية أشياء لم أعد أحبها وكنت قد تخطيتها بصعوبة بالغة، وهي الأن تطاردني بكل مكان وهذه المرة أكثر وتزداد سوءًا...الأمر وكأنك بغرفة صغيرة والعديد من الناس يدفع الجدران لتبدأ الغرفة بالإنكماش وهذه اللحظة التي تنقطع بها أنفاسك وكل شئ يكون ضدك حينها..
ماذا يجري مع ديالا؟
وماذا تعتقدون بخصوص ذلك؟
وأشعروا بالإرتياح لطرح أي سؤال ♥️
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
Коментарі