Breakdown
Part 30
'إبقاء كل ذلك الحزن بداخلك قد يؤدي لهلاكك في لحظة ما، لهذا فاقد الشئ يعطيه فلقد مر بذلك قبلًا'
"أعتقد أنني حامل" "قالتها بإبتسامة عذبة ولم أعلم ما يجب أن أقول من وهل ذلك الحديث لكن كان علي رسم إبتسامة لإسعادها..
" أو لست حاملًا كليًا....أعتذر أنا لا أستطيع ترتيب كلامي من وهل المفاجأة "ضحكت بتوتر لأبتسم..
"هذا عظيم للغاية...مبارك عليكِ، متأكدة أن أيًا كان نوع الجنين سيكون جميلًا مثلك "إبتسمت وإستقمت معانقة إياها لتبادلني بقوة ،أنا صدقًا سعيدة لها للغاية هي تستحق الأفضل..
"شكرًا لكِ ديالا، كلماتك تعني لي الكثير....أنتِ أول شخص أخبره، وحديثك أصبح دافعًا لإخبار فيون "إبتسمت ثم إبتعدنا عن بعضنا..
" أنا متأكدة أنه سيكون أسعد شخص عند سماع ذلك...منذ متي وأنتِ حامل؟" إبتسمت ناظرة لها..
"لا أعلم ،لكنني كنت عند الطبيب اليوم وأخبرني أن نسبة حملي كبيرة للغاية بعدما كانت منعدمة...وأخبرني أن أقوم ببعض التحاليل وسأتأكد قريبًا "إبتسمت..
"هذا بشري سعيدة لكما، أتمني لكما السعادة دائمًا "إبتسمت..
" أنا أيضًا أتمني لكِ الأفضل فأنتِ تستحقيه" إبتسمت ناظرة لي..."ديالا...هل أنتِ بخير؟ تبدين متعبة أو ما شابه "قالتها بهدوء..
" لا أنا بخير...لا تقلقي علي، عليك الدخول الأن له "إبتسمت..
"كنت أفكر أن أقوم بها كمفاجأة له، ليس هنا "إبتسمت وكان يبدو بعينيه الحماس وذلك الندم يتسلل لي كلما رأيتها..
" هذا سيكون لطيفًا ،متأكدة أنها ستروق له "إبتسمت..
" كلماتك مُحفزة للغاية، شكرًا لكِ...أنتِ الأفضل،سأدلف له الأن "إبتسمت ثم إلتفتت لمكتبه وذهبت لأجلس علي الكرسي من وهل المفاجأة..
ما الذي كنت أتوقعه! هم متزوجان وبالطبع يجب أن تكون حاملًا بطفل، لم يكن يجدر بي أيضًا رفع أمالي عاليًا هذه المرة....بقدر ما أنا سعيدة لأجلهم إلا أنه هناك ذلك الشعور بالحزن داخلي ولا يمكنني تفسير سببه بالتحديد الأن...لكن ذلك دافع أقوي لأمضي قدمًا..
بقيت هكذا لحوالي عشر دقائق ولم أستطع تحمل الأمر إستقمت متوجهة للمرحاض وأغلقت الباب علي وبقيت أبكي لوقت طويل...فقط لم أستطع تحمل الأمر فذلك يؤلم للغاية، حاولت إبقاء الأمر داخلي لكن الوضع وصل لي لذروته وهذا أقصي ما يمكنني تحمله...سأحاول جاهدة المضي قدمًا عن أي كان ما يحدث لي، وعلي وعد نفسي أن هذه أخر مرة سأبكي بها علي الأمر....وإن كانت هذه أخر مرة فعلي إخراج كل ما بداخلي..
بقيت هكذا لحوالي عشرين دقيقة حتي قاطعني صوت طرقات علي الباب لأخذ أنفاس عميقة حتي لا تظهر نبرة بكائي تلك وجففت دموعي سريعًا ثم أجبت..
"أجل؟" سألت بهدوء..
"ديالا هل أنتِ بخير؟" سأل صوت ما لأجيب بهدوء..
"أجل دقيقة واحدة" قلتها بهدوء وأستقمت وفتحت الباب وخرجت، لقد كانت آرينا تلك الفتاة التي ساعدتها في الشركة قبلًا..
"هل أنتِ بخير؟" سألت ناظرة لي لأتوجه للحوض وأغسل وجهي ويدي محاولة إخفاء أثار البكاء..
"أجل أنا بخير، هل تحتاجين لشئ؟" سألت بهدوء وإلتقط بعض المناديل أجفف بها وجهي..
"لا ،فقط كنت أتفقدك...عينيك حمراوتين كالدماء، لمَ كنتِ تبكين؟" سألت بنبرة قلقة وهي تقترب وتضع يدها علي كتفي..
"لا شئ ،لا تقلقي...فقط بعض الأشياء الغير هامة" إبتسمت بهدوء ناظرة لها..
" لا داعي للبكاء. كل شئ سيتحسن بمرور الوقت" قالتها بإبتسامة مُطمئنة ثم عانقتني برفق لأبتسم وأحاول عدم البكاء مجددًا..
" أعلم...شكرًا لكِ" تحدثت بهدوء ثم إبتعدت ونظرت لها...."هذا لطف منك آرينا "إبتسمت بهدوء..
" هذا أقل ما يمكنني فعله لكِ، بجانب الفتيات عليها أن تبقي بجانب بعضها "إبتسمت وهي تضبط لي شعري..
"صحيح كدت أنسي...دانيل أخبرني أن أتفقدك لهذا قد أتيت، هو بإنتظارك بالخارج لأكثر من ربع ساعة" قالتها بهدوء ناظرة لي..
"حسنًا سأخرج له...شكرًا لكِ، هل أبدو بمظهر سئ؟ "سألت ناظرة لها لتبتسم تلك الإبتسامة التي تقول هل تودين حقًا إجابة لهذا؟
"حسنًا لم يكن يجب أن أسأل "قلتها ونظرت لنفسي بالمرأة..
" أملك بعض مساحيق التجميل، يمكننا إخفاء أثار البكاء تلك" قالتها وأخرجت خافٍ للعيوب من حقيبتها وبدأت بوضع القليل علي وجهي حتي إنتهت..
"هذا أفضل، يمكنكِ الخروج له الأن" إبتسمت لأومئ ثم أخرج له وكان واقفًا مستندًا بعيدًا عن مرحاض السيدات وحالما رأني إعتدل بوقفته وأشار لي بالتقدم ناحيته لأفعل..
" لقد كنت أتصل بكِ لأكثر من مرة، لمَ لم تُجـ..."قالها ثم صمت حتي رأني..."هل كنتِ تبكين؟عينيك حمراوتان " سأل ومد إبهامه متحسسًا أسفل عيني..
" لا...أنا بخير، فقط لم أنم منذ بعض الأيام" قلتها بهدوء ،تلك الأكاذيب الكثيرة التي تحاوطني بدأت بإرهاقي..
"أنتِ تكذبين...تعالي معي "قالها وجذب يدي لمقهي الشركة الذي كان شبه فارغًا فقط من بعض الناس، وجلسنا بإحدي الطاولات بعيدًا..
" أخبريني، هل ضايقك أحد ما؟" سأل لأتنهد ناظرة له..
"لا دانيل ،أنا بخير أخبرتك..إنها فقط بعض الضغـ..." قاطعني ناظرًا لعيني وأمسك بيدي برفق..
"توقفي عن الكذب ديالا. أنتِ لا تحبين ذلك ولست بارعة به...أعلم أنكِ كنتِ تبكين، وأود معرفة ما يجري معكِ لأساعدك" قالها بهدوء لأتنهد وأنظر ليدي التي ترتجف..
"أنا بالأساس لا أعلم، إنه فقط أنـ...."كدت أكمل حتي ظهرت شهقاتي فجأة ولم أستطع كتمان الأمر، وبدأت بالبكاء مجددًا واضعة وجهي بين يدي..
هذه المرة ليست علي فيون او علي ما يجري، أنا أبكي لذاتي هذه المرة...وعلي الوضع الذي وضعت ذاتي به وكم الألم الذي أتعرض له، وهو الأن يقضي حياته بسهولة، هذا الكم من الألم الذي أشعر به وما فعلته بذاتي جراء شئ كان من المفترض نهايته من البداية، أو أنا بالأساس كنت أعلم نهايته لكنني تغاضيت عنها بسبب إنشغالي بكم كانت الأمور تسير بسلاسة وقتها...إذا كان بيدي للعودة وإختيار ما كان يجب أن أفعله حينها، لا أعلم ما كنت لأختار، لكن ذلك بأكمله صعب علي شخص وحده..
أنا حقًا أسفة لنفسي وكل ما سببته لها وكم الألم الذي تعانيه الأن، الأمر بأكمله غلطتي وعلي تحمل غلطتي الأن...وأعتقد أن علي البدأ من الأن، فهذا يكفي لدمار في هذه الفترة..
أستطيع الشعور بيدي دانيل تحاوطني ليُطمئني لأضع رأسي علي كتفه سامحة لنفسي بالإنهيار وأعتقد أن أعين الناس علينا الأن، لكن ذلك أقل ما أضعه بإهتماماتي الأن...فقط إحتجت لدقائق أخري..
"لا عليك...أخرجي ما بكِ، أنا معكِ" همس بهدوء مُلمسًا علي شعري برفق..بقيت لدقائق هكذا حتي هدأت وإبتعدت عنه ناظرة له..
"أنا أسفة...فقـ.."قلتها لأخذ نفسًا عميقًا بعدما قاطعني..
"نحن أصدقاء أليس كذلك؟ لا أسف بيننا...هل تشعرين أنكِ بخير الأن؟" سأل بهدوء ماحيًا عبراتي برفق بأنامله وأعطاني بعض المناديل..
"أجل شكرًا لكِ، لا يمكنني التصديق أنني حظيت بإنهيار كهذا في العامة" قلتها ماحية عبراتي بتلك المناديل..
"ما دمت تشعرين أنكِ أفضل فلا مشكلة بذلك...هل تودين الحديث عن الأمر؟ "سأل لأحرك رأسي نافية..
"أنا لا أعلم بالأساس ما الأمر...لكنني بخير الأن،ولا أشعر أنني أريد الحديث به " قلتها بهدوء ولملمت شعري لأعلي بذيل حصان..
" هل تودين أن أحضر لكِ القهوة؟ "سأل مستقيمًا لأحرك رأسي بالإيجاب لكنني تراجعت سريعًا متذكرة ذلك الطفل الصغير بداخلي..
" حسنًا سأحضر لكِ شيئًا دافئًا " قالها وتوجه للمقهي وبعد دقائق عاد وأعطاني خاصتي وجلس أمامي..
"كنت أتمني أن نتحدث في ظرف أفضل من هذا" قلتها مبتسمة ناظرة للكوب بين يدي..
"في الحقيقة الحديث لكِ بأي وقت يُعد نعمة" إبتسم ناظرًا لي ثم إحتسي القليل من قهوته...علي إعتزال الرجال هذا أهم شئ..
"أنتَ لم تشهدني في فترات إنهياري...هذا أجدد" إبتسمت ناظرة له..
" لن أمانع كوني معكِ "قالها بإبتسامة..
"حسنًا كلامك يصبح مريبًا ومخيفًا" إبتسمت ناظرة له..
" حسنًا سأتوقف....هل تشعرين بتحسن أم تودين العودة للمنزل؟" سأل بهدوء..
"أعتقد أنني سأعود للمنزل...لا أشعر أنني بخير "قلتها بهدوء متحسسة معدتي، إنه ذات الألم الأن..
" حسنًا تعالي سأوصلك" قالها بهدوء مستقيمًا..
" لن تذهب لأي مكان، يمكنني العودة بمفردي، وأنتَ لديك أعمال كثيرة لذا عليك الذهاب، فأنت لا تريد مشاكلًا مع فيريرا "قلتها بهدوء مستقيمة..
"لم أكن أخذ رأيك بالأساس...إصعدي وأحضري أشيائك سأنتظرك هنا" قالها بهدوء..
" صدقًا دانيل...دعنـ..." قلتها حتي قاطعني مشيرًا لي بالصعود..
" هيا عزيزتي "قالها بهدوء مشيرًا لي بالإنتهاء سريعًا لأصعد للمكتب وحالما وصلت كانت فيولا تخرج من المكتب بصُحبة فيون..
" سيد فيريرا...هل يمكنني أخذ بقية اليوم إجازة؟ "سألت بهدوء..
"هل هناك شئ أنسة ديفيدسون؟ "سأل بهدوء وعينيه معلقة علي..
"متعبة قليلًا ولا يمكنني إكمال اليوم" تحدثت بهدوء ليومئ..
"حسنًا يمكنك الذهاب" قالها بهدوء لأبدأ بلملمة أشيائي ثم نظر هو لفيولا وتحدث معها بصوت خفيض لتومئ وتغادر بعدها المكان..
" هل كل شئ علي ما يرام؟ "سأل بهدوء متقدمًا قليلًا لأرتدي سترتي وأمسك حقيبتي بيدي..
" أجل سيد فيريرا...أسفة لكن علي الذهاب" قلتها بهدوء منسحبة لأستقل المصعد وإتبعني ليبدأ المصعد بالهبوط..
"لمَ كنتِ تبكين؟" سأل بهدوء ناظرًا أمامه ويديه بجيبيه..
"ولمَ قد أفعل؟ "سألت بهدوء متفقدة هاتفي..
"لا أعلم ،لهذا أسألك" سأل بهدوء لأُكمل تفقدي للهاتف..
" لا...لم أكن أبكِ "قلتها بهدوء ووضعت الهاتف بجيبي الخلفي..
"لا يجب أن تبكي كثيرًا في المرحاض هكذا..هذا غير مفيد لصحتك" قالها ببساطة وأنا الأن هل أنتَ جاد؟ بعدها وصل المصعد ليشير لي بالخروج أولًا لأخرج للخارج وأجد دانيل بالخارج مستندًا علي سيارته..
"أسفة علي التأخير" قلتها بهدوء ليفتح لي باب السيارة لأصعد..
"لا عليك...إذهبي للمنزل وإرتاحي إتفقنا ؟وإذا أردت أي شئ حادثيني، سأكون لديك خلال دقائق "قالها بهدوء..
"هذا لطف كبير منك...لكنني سأكون بخير أعدك، دعنا نتحدث عن أي شئ أخر الأن...كمثلًا بخصوص تلك الفتاة التي أنت معجب بها" إبتسمت وأسندت رأسي للوراء ناظرة له..
" لازال لا شئ جديد...لكنني أحاول "قالها بهدوء..
" لا ،أنتَ لا تفعل....عليك المحاولة أكثر، كمثلًا إهتم بالأشياء التي تحبها وخذها بالأماكن التي تحبها وأظهر الإهتمام بإهتمامتها حتي إن كانت تافهة،وأهم شئ الإصغاء لما تقوله ....النساء تحب ذلك" إبتسمت..
"إذا أخذت بنصيحتك سيسير الأمر بمرونة؟ "قالها ناظرًا لي لأرفع له إبهمي بإبتسامة ليضحك..
" الأن دوري...أين هو خليلك؟ "سأل لتتحول معالم وجهي للجمود فجأة لينظر لي ويضحك..
" إهدأي أنا أمزح، أعلم أنكِ لا تملكين واحدًا وهذا أفضل شئ...لكن لمَ؟"سأل مبتسمًا..
"لأن العلاقات مجرد دعابة ولعبة وجميع اللاعبين يلعبونها ولأنني لست جيدة بالأمر تمامًا...أعتقد أنني لا أستطيع الإلمام بتلك الأمور كلها...لهذا أنا سيئة بالأمر "إبتسمت..
" لكنني لا أري ذلك...ما أراه هو فتاة رائعة مُهتمة وقد تعطي كل شئ لمن تحبه، لكن ربما أنتِ وقعتِ للأشخاص الخاطئة "قالها ببساطة..
" ربما...لكن أصبح الأمر في طي النسيان الأن، ولا أضع هذا الأمر برأسي الأن...سيكون أخر شئ أفكر به "قلتها بهدوء..
" هذا من سوء حظ الفتية بالخارج "قالها بهدوء..
" حديثك هكذا يدل علي أنك صديق مقرب جيد "إبتسمت..
" أحاول ما بوسعي "إبتسم وبعد دقائق وصلنا وخرجنا سويًا من السيارة وتوجهت له وعانقته برفق، لولاه اليوم لا أعلم ما كنت لأفعل أو كيف سأمر بيومي..
" شكرًا داني، هذا يعني لي الكثير....وما حدث اليوم، لا يجب أن يعلم به أحد...من المفترض أنني قوية، وعليك إبقاء تلك الصورة برأسك "إبتسمت ليضمني له برفق ثم أبتعد..
" أنا هنا دومًا لكِ....وأعلم أنكِ قوية دومًا، لهذا أنتِ خُلقتِ" إبتسم..
"تلك الفتاة ستكون محظوظة لأنها ستحظي بك "إبتسمت متجهة للمنزل..
" هذه قد تكون أنتِ "قالها بصوت عالٍ..
" أنا للتو مأخوذة "إبتسمت وتحدثت بصوت عالٍ..
"هذا لا يعني أنني لن أتمكن من مغازلتك عندما أراكِ "صاح مجددًا..
" أجل أنت تتمني "ضحكت ثم إلتفت له مُلوحة ليبتسم ويلوح لي ويستقل سيارته ثم يغادر وأدلف للمنزل..
بدلت ملابسي وإستلقيت علي الفراش بعدما بدأت بتشغيل موسيقي هادئة وأعانق وسادتي محاولة عدم التفكير في أي شئ يضايقني فمواعيد تلك الأشياء يكون بعد منتصف الليل وليس الأن...جلست هكذا لدقائق حتي رنين هاتفي الذي إلتقطه ووضعته علي أذني وأنا أعلم انه بعد دقيقة من سماع صوته سأبدأ بالبكاء..
"مرحبًا..."قلتها ثم بدأت بالبكاء كما توقعت بعد كلمة واحدة منه فقط...وضعت الهاتف جانبًا حتي لا يسمع صوت نحيبي وكنت أحاول جاهدة عدم إخراج أي صوت بكاء واضعة وجهي بين يدي، أنا متعبة حقًا ولا يمكنني تحمل الأمر بعد الأن..
إلتقط الهاتف بأيد مرتعشة قليلًا وعندما هدأت أجبت محاولة عدم إظهار صوت بكائي..
"مرحبًا ،أعتذر شخص ما كان علي الباب....أجل انا بخير تمامًا....لا لا صدقني لم أكن أبكي، أنا حقًا بخير فقط متعبة قليلًا" قلتها وأستطيع الشعور بعبراتي التي تتساقط علي وجنتي..
"أنا فقط أشتاق لكم لا أكثر من ذلك...أجل عزيزي كل شئ علي ما يرام، أنا حقًا أشتاق لك كثيرًا "قلتها وظهر صوت نحيبي وبكيت قليلًا وهو يهدأني بشتي طرقه..
" أنا بخير...أنا بخير الأن، هذا فقط لأنني أشتاق لكم كثيرًا...أعلم أنه فقط تبقي إسبوعين فقط، لكنني أشتاق لكم...لا يمكنني الإنتظار أكثر، أجل أود التحدث معك كثيرًا..."قلتها وأخذت نفسًا عميقًا ثم بدأت بإخباره العديد من الأشياء التي حدثت معي ومقتطفات معينة، أنا حقًا كنت بحاجة لذلك..
بعد ساعتين تقريبًا إنتهينا ووضعت الهاتف جانبًا ولازلت معانقة تلك الوسادة التي أصبحت نصف مبللة بسبب كل تلك الدموع، بقدر ما حديثه ساعدني كثيرًا كما يفعل دائمًا إلا أنني لازلت لا أستطيع تخطي الأمر...الأمر أشبه وكأنني بحاجة لبداية جديدة..
بعد وقت فُتح باب غرفتي وكانت هيفين فلقد كان موعد عودتها من عملها الأن...وحالما رأتني كانت معالم الإستغراب معتلية وجهها لتضع حقيبتها جانبًا وتخلع سترتها وتغلق المُوسيقي..
"لقد رأيت حقيبتك بالأسفل ،ماذا تفعلين هنا مبكـ.....اللعنة ،لم تبدين هكذا؟ ماذا حدث؟" سألت بقلق بعدما جلست أمامي سريعًا وهي تفقدني بعينيها..
"أنا متعبة للغاية لدرجة أنني لا يمكنني الحديث" همست بهدوء ناظرة لها..
"عينيك منتفختين ديالا، ماذا حدث؟" سألت بقلق متفقدة وجهي..
" ما يحدث هو أنني تعبت من كل ذلك ولا يمكنني المواصلة، الأمر صعب للغاية" همست لتمسك بيدي برفق وبيدها الأخري تبعد شعري عن وجهي برفق..
" هل حظيت بإنهيار آخر في الشركة؟ "سألت بهدوء ناظرة لي..
"لن يشكل فارقًا، الأمر أنني متعبة ولا يُمكنني البكاء أكثر من ذلك...فكان ذلك كثيرًا ليوم واحد "همست بهدوء..
" هذا الأخرق "همست هي واضعة يدها علي وجهها بعدم رضا عمَ يحدث الأن..
"الأمر يتعلق بي، ولا يمكنني فعل شئ بالأمر...أنا أحاول المضي قدمًا لكن كل مرة أجد نفسي أعود لنقطة البداية...لقد تخطيت الأمر، لكنني لم أتخطه هو "همست بهدوء لتشد علي يدي برفق..
" أعلم عزيزتي أن الأمر صعبًا عليكِ، لكن عليك المحاولة...لأجلك أنتِ ،هو لن يفيدك بشئ في نهاية إنهيارك كل مرة....أنا لم أعتد عليكِ بهذا الضعف، والدتكِ لم تعتد عليكِ بهذا الضعف...أعلم أنه لا بأس في أن يحظي كل منا بفترة خاصة لنفسه، لكن بالنهاية أهي تساعدك؟ عليكِ أن تكوني قوية لنفسك ولذلك الطفل الصغير بداخلك...هو يريدك قوية كي يتحلي بذات القوة منكِ، أنتِ تحظي بدعم الجميع، نحن معكِ وأنا معكِ...سنتخطي تلك الفترة الصعبة سويًا إتفقنا؟ "إبتسمت إبتسامة دافئة لأبتسم علي وقعها ووقع حديثها، هي نعمة صدقًا..
" إتفقنا "همست مبتسمة لتبتسم وتقبل رأسي ثم تدثرني جيدًا..
" سأعد الطعام، وسنأكل ثم سنذهب للطبيب، لقد حجزت موعدًا لكِ "قالتها وهي تتوجه للخارج..
" هل يمكننا تأجيل الأمر؟ أنا متعبة اليوم "قلتها بصوت عالِ لتسمعني..
"أوقفي الهراء أيتها العاهرة، نحن سنذهب...نهاية النقاش" قالتها بصوتها العالي، رغم لطافة مظهرها إلا أن تحولها في الحديث له موقع أخر..
بقيت هكذا قليلًا أراسل أحدهم علي الهاتف ومجرد تلك المحادثة القصيرة جعلت هناك إبتسامة أنستني تلك العقبات التي مررت بها اليوم....بعد وقت حضرت هيفين بالطعام ووضعته أمامي علي الفراش..
"أتركي ذلك الهاتف من يدكِ وتناولي الطعام" قالتها لأبتسم ناظرة للهاتف ثم أتركه وأعتدل بجلستي..
"أحب الطريقة التي يجعلك تبتسمين فيها في أشد حزنك..هل يمكنكما الإرتباط ؟سأدعم تلك العلاقة بأكملها" إبتسمت ناظرة لي وبدأت بتناول الطعام..
"تعلمين أنا أيضًا أدعمها، وتعلمين كم أود ذلك...لكنه لا يفكر بتلك الطريقة" إبتسمت ناظرة لها وتناولت معها الطعام..
"هذا لأنه غبي...حسنًا يكفي حديثًا عن غرباء ليسوا معنا "قالتها لأقلب عيني بسخرية علي حديثها..
إنتهينا سريعًا وإستعددنا للذهاب لتلك الطبيبة التي حجزت هيفين موعدًا عندها، عندما وصلنا كانت العياده ليست مكتظة كثيرًا....جلسنا قليلًا حتي تنتهي الطبيبة من الحالة التي معها ثم دلفنا...لقد كانت بمنتصف الثلاثينات جميلة بشعر بني إستقبلتني بإبتسامة دافئة وإبتسمت لها..
قامت بقليل من الفحوصات أولًا وهي تتحدث معي حول الطفل وإن كان فتي ما سأسميه وتلك الأشياء، حتي الإنتهت لأجلس أمامها وأطلع عليها، وتنظر للأوراق بيدها..
"حسنًا ديالا ،الطفل ضعيف قليلًا بسبب ضعف جسدك، من الواضح أنكِ لا تأكلين جيدًا، ويبدو أن مزاجك ليس جيدًا هذه الأيام...عليكِ أن تسيري علي نهجك القديم حتى تصبحي أفضل وكذلك الطفل الصغير....وعليك التقليل من القهوة وتلك الأشياء....هذه عدة فيتامينات لتساعدك في التحسن "إبتسمت..
" هل تأكلين جيدًا ديالا؟ "سألت وكدت أجيب حتي بادرت هيفين بالإجابة..
" لا...هي لا تأكل كالناس الطبيعية...هي تأكل كالدجاج" قالتها هيفين ببساطة..
" عليك الحفاظ على صحتك ديالا لأجلك ولأجل الطفل...إذا واصلت علي ذلك سيكون الطفل بخير، ستأتين هنا مرة كل إسبوعين للمتابعة، إتفقنا؟ "إبتسمت ناظرة لي لأومئ..
"شكرًا لكِ" إبتسمت ثم خرجت أنا وهيفين من العيادة وتمشينا للمنزل..
" لا يمكنني تصديق أننا في تلك الجلسات المقبلة سنري الجنين....أنا متحمسة للغاية "قالتها بحماس لأبتسم..
" أنا أيضًا ،أريد معرفة نوع الجنين حتي أبدأ بتجهيز كل شئ له أو لها" إبتسمت ناظرة لها..
" إذا كان طفلًا ماذا ستسميه؟" سألت ناظرة لي..
"سأسميه...كنت أفكر بـ...فين ،وإذا كانت فتاة ستكون زارا "إبتسمت..
" أوه أنتِ أعددت كل شئ...هذا لطيف للغاية، أنا متحمسة للغاية وكأنني أنا الأم...في الحقيقة أنا كذلك بإعتباري أختك...لا يمكنني الإنتظار حتي أراه، سوف أدلله أو أدللها لا أعلم بعد...أنا متحمسة" ضحكت بطفولية وحماس لتجعلني أبتسم، هي فقط تجعل كل شئ أيسر وأفضل..
"كنت أفكر بالذهاب لكندا لخالتي "قلتها بهدوء ناظرة لها..
" ماذا ؟لمَ؟"سألت هي بتذمر ناظرة لي..
" أحتاج لإبعاد رأسي قليلًا عن كل ذلك، فقط لبضعة أيام "قلتها بهدوء..
" إلهي كم أود إخبارك أن تبقي هنا، لكن أنتِ تحتاجين لذلك...أنا قادمة معكِ" قالتها بهدوء..
"لا هيفين...لا يمكنك ترك عملك وكل شئ هنا...إنها فقط لبضعة أيام، هذا قرار نهائي هيفين...أعدك أنني سأكون بخير "قلتها بهدوء مبتسمة ناظرة لها لترتسم ملامح العبوس علي وجهها..
" أنا أكرهك "قالتها بعبوس ناظرة للأمام لأبتسم حتي بعض وقت قليل وصلنا للمنزل..
حالما كنا علي بعد عشرة أمتار لاحظنا أحد ما طويل القامة بشعر بني داكن مستندًا علي سيارته محدقًا بهاتفه لأنظر أنا وهيفين لبعضنا في حيرة حتي إقتربنا ولاحظ هو ذلك وإعتدل بوقفته لينظر لنا بهدوء، وكان كاي الذي رمقته هيفين بنظرة مشمئزة وقاتلة من أعلي لأسفل ثم نظرت لي..
"سأنتظرك بالداخل لا تتأخري" قالتها ثم ذلفت للمنزل ليحمحم هو قليلًا قبل بدأ الحديث..
"دعيني أخمن ،لقد علمت أنني هجرتك بذلك المكان الذي كان من المفترض أن نلتقي به" قالها بهدوء ناظرًا لي..
"أجل نوعًا ما" قلتها بهدوء وأنا أومئ..
"هي حقًا محقة والخطأ خطأي بأكمله، لهذا كنت أحادثك هذه الأيام السابقة وجئت لكِ لهنا بعدما لم تجيبي ولقد إنتابني القلق "قالها بهدوء وهو يحُك مؤخرة رأسه وهو يشعر بعدم ترتيب كلامه وكم هو يبدو غريبًا هكذا، لأبتسم داخليًا هو هكذا منذ المدرسة وهذا لطيف للغاية..
"لا يوجد شئ يستدعي الإعتذار صدقًا لقد تحدثنا في ذلك مسبقًا "تحدثت بهدوء..
" هل يمكننا السير معًا قليلًا؟ تفضلين السيارة أم التمشي؟ الأمر لن يأخذ دقائق" قالها بهدوء لأومئ ونسير معًا تاركين السيارة ورائنا..
"أنا أعتذر...هل لازلت مستاءة؟" سأل ناظرًا لي..
"كاي توقف عن الإعتذار، انا أعلم أنه حدث شئ خطير ولم تستطع المجئ...توقف عن الإعتذار، أنا أتفهم تلك الأشياء "قلتها بهدوء وإبتسامة صغيرة..
" توقفي عن الحديث هكذا،، هذا يشعرني بالذنب أكثر...الأمر بأكمله أن جدي كان متعبًا للغاية في المشفي، وحالته كانت حرجة حينها وكان علي الوجود هناك بجواره.."قالها بهدوء..
" أوه أنا أسفه لسماع ذلك، هل هو بخير الأن؟ "سألت بهدوء ناظرة له..
"حالته تحسنت كثيرًا عن البداية حمدًا لله "قالها بهدوء..
" سيكون بخير قريبًا لا تقلق...وأنت كيف حالك؟ "سألت ناظرة له معيدة شعري للوراء..
" أفضل بعد رؤيتك "إبتسم لأبتسم..
" أهذه طريقتك لإسترجاع رضائي؟ "سألت مبتسمة ناظرة أمامي..
" ليس تمامًا ،كنت أنوي علي المزيد "إبتسم..
" هذا مؤسف، والوقت تأخر أيها الشاب...عليك إيعادي الأن "إبتسمت..
" حقًا ؟للتو رأيتك بعد وقت طويل، إلهي كما تريدين...هل أنتِ متفرغة غدًا؟ "سأل بهدوء..
"للأسف لا...سوف أكون لدي إحدي أقربائي...حالما أعود سأبلغك لنلتقي "قلتها بهدوء..
" حسنًا اللعنة ،هذا مخزي "قالها بتذمر لأبتسم ويعيدني للمنزل ثم يغادر هو..
" عمَ تحدثتما ؟"سألت هيفين وهي تساعدني في توضيب حقائبي..
" لا شئ ،فقط يخبرني أنه أسف وهو يريد أن نلتقي مجددًا" قلتها بهدوء وأنا أتفقد هاتفي..
" و بالطبع أخبرته أنكِ وموافقة، أنتِ غير معقولة...ماذل تفعلين الأن؟" سألت ناظرة لي..
"أراسل دانيل ليأخذ لي أجازة لبعض الأيام "قلتها وتركت الهاتف جانبًا..
"لقد إنتهيت من توضيب الحقيبة وكل شئ جاهز "قالتها ووضعتها جانبًا وأغلقت الأضواء وإستلقت بجانبي..
"سأشتاق لكِ كثيرًا ديالا...إعتني بنفسك لأجلي إتفقنا؟ " تحدثت بهدوء..
" لا تقلقي عليك هيف...سأشتاق لكِ أيضًا "إبتسمت وعانقتها لننم سويًا علي فراشي الذي إعتبرته خاصتها من الأن فصاعدًا..
في الصباح قبل موعد الطائرة ببضع ساعات إستيقظت وتجهزت وكل شئ تم علي ما يرام، وأتت هيفين لإيصالي للمطار مع دانيل الذي أتي من الصباح ليقلنا من المنزل...وحالما وصلنا وقفت أمام هيفين التي كانت وقليلًا ستبكي كأنني لن أعود مجددًا..
"إعتني بنفسك، أحبك" إبتسمت وعانقتها..
"أنا أيضًا أحبك...حادثيني يوميًا رجاء...وألقي التحية علي الجميع" قالتها لأبتعد بعدها..
"إلي اللقاء داني، وشكرًا لك كثيرًا عما فعلته اليوم..." إبتسمت معانقة إياه ليبتسم..
"توقفي عن الهراء، أي شئ لكِ بسيط" قالها لتغمز لي هيفين دون أن يلاحظ لأقلب عيني وأبتعدت عنه بعدها..
" هل يمكنك سداد معروف لي؟ إعتني بهيفين أو إنتبه لها...قد تكون خارج عقلها في بعض الأحيان "قلتها بهدوء..
" أنا واقفة أمامك "سخرت ناكزة إياي في كتفي ليضحك دانيل..
" لا عليك، إنتبهي فقط لذاتك" قالها لأبتسم وهناك ذلك النداء عن رحلتي لأودعهم ثم أغادر..
لقد مضت تلك الأيام الجميلة سريعًا، بلمح البصر حقًا...قضاء الوقت بين كل تلك الأشجار والهواء النقي والمزرعة الواسعة للغاية تلك ،كل ذلك ساعدني كثيرًا وحديث الجميع معي يوميًا... كم كانوا داعمين للأمر رغم أن هيفين وحدها تعلم سپ الزيارة تلك..
إنه يوم العودة، لم أخبر أحد حتي هيفين قررت أن أخبرها بالأمر وأنا بسيارة الأجرة في طريقي للعودة...وهذا يعني أنه في الوقت الراهن..
"مرحبًا هيف" إبتسمت ناظرة من نافذة السيارة، لقد حل الليل سريعًا..
"مرحبًا دي، لقد إشتقت لكِ...كيف كل شئ؟" سألت بإبتسامة..
"كل شئ علي ما يرام...الجميع هناك يرسلون لكِ تحياتهم...ولدي مفاجأة لكِ" إبتسمت واضعة يدي علي معدتي..
"حقًا ؟ماذا هنـ..." قاربت علي الإكمال وإنقطع كل شئ بعدها..
أعطوني أرائكم وتوقعاتكم من فضلكم.
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
'إبقاء كل ذلك الحزن بداخلك قد يؤدي لهلاكك في لحظة ما، لهذا فاقد الشئ يعطيه فلقد مر بذلك قبلًا'
"أعتقد أنني حامل" "قالتها بإبتسامة عذبة ولم أعلم ما يجب أن أقول من وهل ذلك الحديث لكن كان علي رسم إبتسامة لإسعادها..
" أو لست حاملًا كليًا....أعتذر أنا لا أستطيع ترتيب كلامي من وهل المفاجأة "ضحكت بتوتر لأبتسم..
"هذا عظيم للغاية...مبارك عليكِ، متأكدة أن أيًا كان نوع الجنين سيكون جميلًا مثلك "إبتسمت وإستقمت معانقة إياها لتبادلني بقوة ،أنا صدقًا سعيدة لها للغاية هي تستحق الأفضل..
"شكرًا لكِ ديالا، كلماتك تعني لي الكثير....أنتِ أول شخص أخبره، وحديثك أصبح دافعًا لإخبار فيون "إبتسمت ثم إبتعدنا عن بعضنا..
" أنا متأكدة أنه سيكون أسعد شخص عند سماع ذلك...منذ متي وأنتِ حامل؟" إبتسمت ناظرة لها..
"لا أعلم ،لكنني كنت عند الطبيب اليوم وأخبرني أن نسبة حملي كبيرة للغاية بعدما كانت منعدمة...وأخبرني أن أقوم ببعض التحاليل وسأتأكد قريبًا "إبتسمت..
"هذا بشري سعيدة لكما، أتمني لكما السعادة دائمًا "إبتسمت..
" أنا أيضًا أتمني لكِ الأفضل فأنتِ تستحقيه" إبتسمت ناظرة لي..."ديالا...هل أنتِ بخير؟ تبدين متعبة أو ما شابه "قالتها بهدوء..
" لا أنا بخير...لا تقلقي علي، عليك الدخول الأن له "إبتسمت..
"كنت أفكر أن أقوم بها كمفاجأة له، ليس هنا "إبتسمت وكان يبدو بعينيه الحماس وذلك الندم يتسلل لي كلما رأيتها..
" هذا سيكون لطيفًا ،متأكدة أنها ستروق له "إبتسمت..
" كلماتك مُحفزة للغاية، شكرًا لكِ...أنتِ الأفضل،سأدلف له الأن "إبتسمت ثم إلتفتت لمكتبه وذهبت لأجلس علي الكرسي من وهل المفاجأة..
ما الذي كنت أتوقعه! هم متزوجان وبالطبع يجب أن تكون حاملًا بطفل، لم يكن يجدر بي أيضًا رفع أمالي عاليًا هذه المرة....بقدر ما أنا سعيدة لأجلهم إلا أنه هناك ذلك الشعور بالحزن داخلي ولا يمكنني تفسير سببه بالتحديد الأن...لكن ذلك دافع أقوي لأمضي قدمًا..
بقيت هكذا لحوالي عشر دقائق ولم أستطع تحمل الأمر إستقمت متوجهة للمرحاض وأغلقت الباب علي وبقيت أبكي لوقت طويل...فقط لم أستطع تحمل الأمر فذلك يؤلم للغاية، حاولت إبقاء الأمر داخلي لكن الوضع وصل لي لذروته وهذا أقصي ما يمكنني تحمله...سأحاول جاهدة المضي قدمًا عن أي كان ما يحدث لي، وعلي وعد نفسي أن هذه أخر مرة سأبكي بها علي الأمر....وإن كانت هذه أخر مرة فعلي إخراج كل ما بداخلي..
بقيت هكذا لحوالي عشرين دقيقة حتي قاطعني صوت طرقات علي الباب لأخذ أنفاس عميقة حتي لا تظهر نبرة بكائي تلك وجففت دموعي سريعًا ثم أجبت..
"أجل؟" سألت بهدوء..
"ديالا هل أنتِ بخير؟" سأل صوت ما لأجيب بهدوء..
"أجل دقيقة واحدة" قلتها بهدوء وأستقمت وفتحت الباب وخرجت، لقد كانت آرينا تلك الفتاة التي ساعدتها في الشركة قبلًا..
"هل أنتِ بخير؟" سألت ناظرة لي لأتوجه للحوض وأغسل وجهي ويدي محاولة إخفاء أثار البكاء..
"أجل أنا بخير، هل تحتاجين لشئ؟" سألت بهدوء وإلتقط بعض المناديل أجفف بها وجهي..
"لا ،فقط كنت أتفقدك...عينيك حمراوتين كالدماء، لمَ كنتِ تبكين؟" سألت بنبرة قلقة وهي تقترب وتضع يدها علي كتفي..
"لا شئ ،لا تقلقي...فقط بعض الأشياء الغير هامة" إبتسمت بهدوء ناظرة لها..
" لا داعي للبكاء. كل شئ سيتحسن بمرور الوقت" قالتها بإبتسامة مُطمئنة ثم عانقتني برفق لأبتسم وأحاول عدم البكاء مجددًا..
" أعلم...شكرًا لكِ" تحدثت بهدوء ثم إبتعدت ونظرت لها...."هذا لطف منك آرينا "إبتسمت بهدوء..
" هذا أقل ما يمكنني فعله لكِ، بجانب الفتيات عليها أن تبقي بجانب بعضها "إبتسمت وهي تضبط لي شعري..
"صحيح كدت أنسي...دانيل أخبرني أن أتفقدك لهذا قد أتيت، هو بإنتظارك بالخارج لأكثر من ربع ساعة" قالتها بهدوء ناظرة لي..
"حسنًا سأخرج له...شكرًا لكِ، هل أبدو بمظهر سئ؟ "سألت ناظرة لها لتبتسم تلك الإبتسامة التي تقول هل تودين حقًا إجابة لهذا؟
"حسنًا لم يكن يجب أن أسأل "قلتها ونظرت لنفسي بالمرأة..
" أملك بعض مساحيق التجميل، يمكننا إخفاء أثار البكاء تلك" قالتها وأخرجت خافٍ للعيوب من حقيبتها وبدأت بوضع القليل علي وجهي حتي إنتهت..
"هذا أفضل، يمكنكِ الخروج له الأن" إبتسمت لأومئ ثم أخرج له وكان واقفًا مستندًا بعيدًا عن مرحاض السيدات وحالما رأني إعتدل بوقفته وأشار لي بالتقدم ناحيته لأفعل..
" لقد كنت أتصل بكِ لأكثر من مرة، لمَ لم تُجـ..."قالها ثم صمت حتي رأني..."هل كنتِ تبكين؟عينيك حمراوتان " سأل ومد إبهامه متحسسًا أسفل عيني..
" لا...أنا بخير، فقط لم أنم منذ بعض الأيام" قلتها بهدوء ،تلك الأكاذيب الكثيرة التي تحاوطني بدأت بإرهاقي..
"أنتِ تكذبين...تعالي معي "قالها وجذب يدي لمقهي الشركة الذي كان شبه فارغًا فقط من بعض الناس، وجلسنا بإحدي الطاولات بعيدًا..
" أخبريني، هل ضايقك أحد ما؟" سأل لأتنهد ناظرة له..
"لا دانيل ،أنا بخير أخبرتك..إنها فقط بعض الضغـ..." قاطعني ناظرًا لعيني وأمسك بيدي برفق..
"توقفي عن الكذب ديالا. أنتِ لا تحبين ذلك ولست بارعة به...أعلم أنكِ كنتِ تبكين، وأود معرفة ما يجري معكِ لأساعدك" قالها بهدوء لأتنهد وأنظر ليدي التي ترتجف..
"أنا بالأساس لا أعلم، إنه فقط أنـ...."كدت أكمل حتي ظهرت شهقاتي فجأة ولم أستطع كتمان الأمر، وبدأت بالبكاء مجددًا واضعة وجهي بين يدي..
هذه المرة ليست علي فيون او علي ما يجري، أنا أبكي لذاتي هذه المرة...وعلي الوضع الذي وضعت ذاتي به وكم الألم الذي أتعرض له، وهو الأن يقضي حياته بسهولة، هذا الكم من الألم الذي أشعر به وما فعلته بذاتي جراء شئ كان من المفترض نهايته من البداية، أو أنا بالأساس كنت أعلم نهايته لكنني تغاضيت عنها بسبب إنشغالي بكم كانت الأمور تسير بسلاسة وقتها...إذا كان بيدي للعودة وإختيار ما كان يجب أن أفعله حينها، لا أعلم ما كنت لأختار، لكن ذلك بأكمله صعب علي شخص وحده..
أنا حقًا أسفة لنفسي وكل ما سببته لها وكم الألم الذي تعانيه الأن، الأمر بأكمله غلطتي وعلي تحمل غلطتي الأن...وأعتقد أن علي البدأ من الأن، فهذا يكفي لدمار في هذه الفترة..
أستطيع الشعور بيدي دانيل تحاوطني ليُطمئني لأضع رأسي علي كتفه سامحة لنفسي بالإنهيار وأعتقد أن أعين الناس علينا الأن، لكن ذلك أقل ما أضعه بإهتماماتي الأن...فقط إحتجت لدقائق أخري..
"لا عليك...أخرجي ما بكِ، أنا معكِ" همس بهدوء مُلمسًا علي شعري برفق..بقيت لدقائق هكذا حتي هدأت وإبتعدت عنه ناظرة له..
"أنا أسفة...فقـ.."قلتها لأخذ نفسًا عميقًا بعدما قاطعني..
"نحن أصدقاء أليس كذلك؟ لا أسف بيننا...هل تشعرين أنكِ بخير الأن؟" سأل بهدوء ماحيًا عبراتي برفق بأنامله وأعطاني بعض المناديل..
"أجل شكرًا لكِ، لا يمكنني التصديق أنني حظيت بإنهيار كهذا في العامة" قلتها ماحية عبراتي بتلك المناديل..
"ما دمت تشعرين أنكِ أفضل فلا مشكلة بذلك...هل تودين الحديث عن الأمر؟ "سأل لأحرك رأسي نافية..
"أنا لا أعلم بالأساس ما الأمر...لكنني بخير الأن،ولا أشعر أنني أريد الحديث به " قلتها بهدوء ولملمت شعري لأعلي بذيل حصان..
" هل تودين أن أحضر لكِ القهوة؟ "سأل مستقيمًا لأحرك رأسي بالإيجاب لكنني تراجعت سريعًا متذكرة ذلك الطفل الصغير بداخلي..
" حسنًا سأحضر لكِ شيئًا دافئًا " قالها وتوجه للمقهي وبعد دقائق عاد وأعطاني خاصتي وجلس أمامي..
"كنت أتمني أن نتحدث في ظرف أفضل من هذا" قلتها مبتسمة ناظرة للكوب بين يدي..
"في الحقيقة الحديث لكِ بأي وقت يُعد نعمة" إبتسم ناظرًا لي ثم إحتسي القليل من قهوته...علي إعتزال الرجال هذا أهم شئ..
"أنتَ لم تشهدني في فترات إنهياري...هذا أجدد" إبتسمت ناظرة له..
" لن أمانع كوني معكِ "قالها بإبتسامة..
"حسنًا كلامك يصبح مريبًا ومخيفًا" إبتسمت ناظرة له..
" حسنًا سأتوقف....هل تشعرين بتحسن أم تودين العودة للمنزل؟" سأل بهدوء..
"أعتقد أنني سأعود للمنزل...لا أشعر أنني بخير "قلتها بهدوء متحسسة معدتي، إنه ذات الألم الأن..
" حسنًا تعالي سأوصلك" قالها بهدوء مستقيمًا..
" لن تذهب لأي مكان، يمكنني العودة بمفردي، وأنتَ لديك أعمال كثيرة لذا عليك الذهاب، فأنت لا تريد مشاكلًا مع فيريرا "قلتها بهدوء مستقيمة..
"لم أكن أخذ رأيك بالأساس...إصعدي وأحضري أشيائك سأنتظرك هنا" قالها بهدوء..
" صدقًا دانيل...دعنـ..." قلتها حتي قاطعني مشيرًا لي بالصعود..
" هيا عزيزتي "قالها بهدوء مشيرًا لي بالإنتهاء سريعًا لأصعد للمكتب وحالما وصلت كانت فيولا تخرج من المكتب بصُحبة فيون..
" سيد فيريرا...هل يمكنني أخذ بقية اليوم إجازة؟ "سألت بهدوء..
"هل هناك شئ أنسة ديفيدسون؟ "سأل بهدوء وعينيه معلقة علي..
"متعبة قليلًا ولا يمكنني إكمال اليوم" تحدثت بهدوء ليومئ..
"حسنًا يمكنك الذهاب" قالها بهدوء لأبدأ بلملمة أشيائي ثم نظر هو لفيولا وتحدث معها بصوت خفيض لتومئ وتغادر بعدها المكان..
" هل كل شئ علي ما يرام؟ "سأل بهدوء متقدمًا قليلًا لأرتدي سترتي وأمسك حقيبتي بيدي..
" أجل سيد فيريرا...أسفة لكن علي الذهاب" قلتها بهدوء منسحبة لأستقل المصعد وإتبعني ليبدأ المصعد بالهبوط..
"لمَ كنتِ تبكين؟" سأل بهدوء ناظرًا أمامه ويديه بجيبيه..
"ولمَ قد أفعل؟ "سألت بهدوء متفقدة هاتفي..
"لا أعلم ،لهذا أسألك" سأل بهدوء لأُكمل تفقدي للهاتف..
" لا...لم أكن أبكِ "قلتها بهدوء ووضعت الهاتف بجيبي الخلفي..
"لا يجب أن تبكي كثيرًا في المرحاض هكذا..هذا غير مفيد لصحتك" قالها ببساطة وأنا الأن هل أنتَ جاد؟ بعدها وصل المصعد ليشير لي بالخروج أولًا لأخرج للخارج وأجد دانيل بالخارج مستندًا علي سيارته..
"أسفة علي التأخير" قلتها بهدوء ليفتح لي باب السيارة لأصعد..
"لا عليك...إذهبي للمنزل وإرتاحي إتفقنا ؟وإذا أردت أي شئ حادثيني، سأكون لديك خلال دقائق "قالها بهدوء..
"هذا لطف كبير منك...لكنني سأكون بخير أعدك، دعنا نتحدث عن أي شئ أخر الأن...كمثلًا بخصوص تلك الفتاة التي أنت معجب بها" إبتسمت وأسندت رأسي للوراء ناظرة له..
" لازال لا شئ جديد...لكنني أحاول "قالها بهدوء..
" لا ،أنتَ لا تفعل....عليك المحاولة أكثر، كمثلًا إهتم بالأشياء التي تحبها وخذها بالأماكن التي تحبها وأظهر الإهتمام بإهتمامتها حتي إن كانت تافهة،وأهم شئ الإصغاء لما تقوله ....النساء تحب ذلك" إبتسمت..
"إذا أخذت بنصيحتك سيسير الأمر بمرونة؟ "قالها ناظرًا لي لأرفع له إبهمي بإبتسامة ليضحك..
" الأن دوري...أين هو خليلك؟ "سأل لتتحول معالم وجهي للجمود فجأة لينظر لي ويضحك..
" إهدأي أنا أمزح، أعلم أنكِ لا تملكين واحدًا وهذا أفضل شئ...لكن لمَ؟"سأل مبتسمًا..
"لأن العلاقات مجرد دعابة ولعبة وجميع اللاعبين يلعبونها ولأنني لست جيدة بالأمر تمامًا...أعتقد أنني لا أستطيع الإلمام بتلك الأمور كلها...لهذا أنا سيئة بالأمر "إبتسمت..
" لكنني لا أري ذلك...ما أراه هو فتاة رائعة مُهتمة وقد تعطي كل شئ لمن تحبه، لكن ربما أنتِ وقعتِ للأشخاص الخاطئة "قالها ببساطة..
" ربما...لكن أصبح الأمر في طي النسيان الأن، ولا أضع هذا الأمر برأسي الأن...سيكون أخر شئ أفكر به "قلتها بهدوء..
" هذا من سوء حظ الفتية بالخارج "قالها بهدوء..
" حديثك هكذا يدل علي أنك صديق مقرب جيد "إبتسمت..
" أحاول ما بوسعي "إبتسم وبعد دقائق وصلنا وخرجنا سويًا من السيارة وتوجهت له وعانقته برفق، لولاه اليوم لا أعلم ما كنت لأفعل أو كيف سأمر بيومي..
" شكرًا داني، هذا يعني لي الكثير....وما حدث اليوم، لا يجب أن يعلم به أحد...من المفترض أنني قوية، وعليك إبقاء تلك الصورة برأسك "إبتسمت ليضمني له برفق ثم أبتعد..
" أنا هنا دومًا لكِ....وأعلم أنكِ قوية دومًا، لهذا أنتِ خُلقتِ" إبتسم..
"تلك الفتاة ستكون محظوظة لأنها ستحظي بك "إبتسمت متجهة للمنزل..
" هذه قد تكون أنتِ "قالها بصوت عالٍ..
" أنا للتو مأخوذة "إبتسمت وتحدثت بصوت عالٍ..
"هذا لا يعني أنني لن أتمكن من مغازلتك عندما أراكِ "صاح مجددًا..
" أجل أنت تتمني "ضحكت ثم إلتفت له مُلوحة ليبتسم ويلوح لي ويستقل سيارته ثم يغادر وأدلف للمنزل..
بدلت ملابسي وإستلقيت علي الفراش بعدما بدأت بتشغيل موسيقي هادئة وأعانق وسادتي محاولة عدم التفكير في أي شئ يضايقني فمواعيد تلك الأشياء يكون بعد منتصف الليل وليس الأن...جلست هكذا لدقائق حتي رنين هاتفي الذي إلتقطه ووضعته علي أذني وأنا أعلم انه بعد دقيقة من سماع صوته سأبدأ بالبكاء..
"مرحبًا..."قلتها ثم بدأت بالبكاء كما توقعت بعد كلمة واحدة منه فقط...وضعت الهاتف جانبًا حتي لا يسمع صوت نحيبي وكنت أحاول جاهدة عدم إخراج أي صوت بكاء واضعة وجهي بين يدي، أنا متعبة حقًا ولا يمكنني تحمل الأمر بعد الأن..
إلتقط الهاتف بأيد مرتعشة قليلًا وعندما هدأت أجبت محاولة عدم إظهار صوت بكائي..
"مرحبًا ،أعتذر شخص ما كان علي الباب....أجل انا بخير تمامًا....لا لا صدقني لم أكن أبكي، أنا حقًا بخير فقط متعبة قليلًا" قلتها وأستطيع الشعور بعبراتي التي تتساقط علي وجنتي..
"أنا فقط أشتاق لكم لا أكثر من ذلك...أجل عزيزي كل شئ علي ما يرام، أنا حقًا أشتاق لك كثيرًا "قلتها وظهر صوت نحيبي وبكيت قليلًا وهو يهدأني بشتي طرقه..
" أنا بخير...أنا بخير الأن، هذا فقط لأنني أشتاق لكم كثيرًا...أعلم أنه فقط تبقي إسبوعين فقط، لكنني أشتاق لكم...لا يمكنني الإنتظار أكثر، أجل أود التحدث معك كثيرًا..."قلتها وأخذت نفسًا عميقًا ثم بدأت بإخباره العديد من الأشياء التي حدثت معي ومقتطفات معينة، أنا حقًا كنت بحاجة لذلك..
بعد ساعتين تقريبًا إنتهينا ووضعت الهاتف جانبًا ولازلت معانقة تلك الوسادة التي أصبحت نصف مبللة بسبب كل تلك الدموع، بقدر ما حديثه ساعدني كثيرًا كما يفعل دائمًا إلا أنني لازلت لا أستطيع تخطي الأمر...الأمر أشبه وكأنني بحاجة لبداية جديدة..
بعد وقت فُتح باب غرفتي وكانت هيفين فلقد كان موعد عودتها من عملها الأن...وحالما رأتني كانت معالم الإستغراب معتلية وجهها لتضع حقيبتها جانبًا وتخلع سترتها وتغلق المُوسيقي..
"لقد رأيت حقيبتك بالأسفل ،ماذا تفعلين هنا مبكـ.....اللعنة ،لم تبدين هكذا؟ ماذا حدث؟" سألت بقلق بعدما جلست أمامي سريعًا وهي تفقدني بعينيها..
"أنا متعبة للغاية لدرجة أنني لا يمكنني الحديث" همست بهدوء ناظرة لها..
"عينيك منتفختين ديالا، ماذا حدث؟" سألت بقلق متفقدة وجهي..
" ما يحدث هو أنني تعبت من كل ذلك ولا يمكنني المواصلة، الأمر صعب للغاية" همست لتمسك بيدي برفق وبيدها الأخري تبعد شعري عن وجهي برفق..
" هل حظيت بإنهيار آخر في الشركة؟ "سألت بهدوء ناظرة لي..
"لن يشكل فارقًا، الأمر أنني متعبة ولا يُمكنني البكاء أكثر من ذلك...فكان ذلك كثيرًا ليوم واحد "همست بهدوء..
" هذا الأخرق "همست هي واضعة يدها علي وجهها بعدم رضا عمَ يحدث الأن..
"الأمر يتعلق بي، ولا يمكنني فعل شئ بالأمر...أنا أحاول المضي قدمًا لكن كل مرة أجد نفسي أعود لنقطة البداية...لقد تخطيت الأمر، لكنني لم أتخطه هو "همست بهدوء لتشد علي يدي برفق..
" أعلم عزيزتي أن الأمر صعبًا عليكِ، لكن عليك المحاولة...لأجلك أنتِ ،هو لن يفيدك بشئ في نهاية إنهيارك كل مرة....أنا لم أعتد عليكِ بهذا الضعف، والدتكِ لم تعتد عليكِ بهذا الضعف...أعلم أنه لا بأس في أن يحظي كل منا بفترة خاصة لنفسه، لكن بالنهاية أهي تساعدك؟ عليكِ أن تكوني قوية لنفسك ولذلك الطفل الصغير بداخلك...هو يريدك قوية كي يتحلي بذات القوة منكِ، أنتِ تحظي بدعم الجميع، نحن معكِ وأنا معكِ...سنتخطي تلك الفترة الصعبة سويًا إتفقنا؟ "إبتسمت إبتسامة دافئة لأبتسم علي وقعها ووقع حديثها، هي نعمة صدقًا..
" إتفقنا "همست مبتسمة لتبتسم وتقبل رأسي ثم تدثرني جيدًا..
" سأعد الطعام، وسنأكل ثم سنذهب للطبيب، لقد حجزت موعدًا لكِ "قالتها وهي تتوجه للخارج..
" هل يمكننا تأجيل الأمر؟ أنا متعبة اليوم "قلتها بصوت عالِ لتسمعني..
"أوقفي الهراء أيتها العاهرة، نحن سنذهب...نهاية النقاش" قالتها بصوتها العالي، رغم لطافة مظهرها إلا أن تحولها في الحديث له موقع أخر..
بقيت هكذا قليلًا أراسل أحدهم علي الهاتف ومجرد تلك المحادثة القصيرة جعلت هناك إبتسامة أنستني تلك العقبات التي مررت بها اليوم....بعد وقت حضرت هيفين بالطعام ووضعته أمامي علي الفراش..
"أتركي ذلك الهاتف من يدكِ وتناولي الطعام" قالتها لأبتسم ناظرة للهاتف ثم أتركه وأعتدل بجلستي..
"أحب الطريقة التي يجعلك تبتسمين فيها في أشد حزنك..هل يمكنكما الإرتباط ؟سأدعم تلك العلاقة بأكملها" إبتسمت ناظرة لي وبدأت بتناول الطعام..
"تعلمين أنا أيضًا أدعمها، وتعلمين كم أود ذلك...لكنه لا يفكر بتلك الطريقة" إبتسمت ناظرة لها وتناولت معها الطعام..
"هذا لأنه غبي...حسنًا يكفي حديثًا عن غرباء ليسوا معنا "قالتها لأقلب عيني بسخرية علي حديثها..
إنتهينا سريعًا وإستعددنا للذهاب لتلك الطبيبة التي حجزت هيفين موعدًا عندها، عندما وصلنا كانت العياده ليست مكتظة كثيرًا....جلسنا قليلًا حتي تنتهي الطبيبة من الحالة التي معها ثم دلفنا...لقد كانت بمنتصف الثلاثينات جميلة بشعر بني إستقبلتني بإبتسامة دافئة وإبتسمت لها..
قامت بقليل من الفحوصات أولًا وهي تتحدث معي حول الطفل وإن كان فتي ما سأسميه وتلك الأشياء، حتي الإنتهت لأجلس أمامها وأطلع عليها، وتنظر للأوراق بيدها..
"حسنًا ديالا ،الطفل ضعيف قليلًا بسبب ضعف جسدك، من الواضح أنكِ لا تأكلين جيدًا، ويبدو أن مزاجك ليس جيدًا هذه الأيام...عليكِ أن تسيري علي نهجك القديم حتى تصبحي أفضل وكذلك الطفل الصغير....وعليك التقليل من القهوة وتلك الأشياء....هذه عدة فيتامينات لتساعدك في التحسن "إبتسمت..
" هل تأكلين جيدًا ديالا؟ "سألت وكدت أجيب حتي بادرت هيفين بالإجابة..
" لا...هي لا تأكل كالناس الطبيعية...هي تأكل كالدجاج" قالتها هيفين ببساطة..
" عليك الحفاظ على صحتك ديالا لأجلك ولأجل الطفل...إذا واصلت علي ذلك سيكون الطفل بخير، ستأتين هنا مرة كل إسبوعين للمتابعة، إتفقنا؟ "إبتسمت ناظرة لي لأومئ..
"شكرًا لكِ" إبتسمت ثم خرجت أنا وهيفين من العيادة وتمشينا للمنزل..
" لا يمكنني تصديق أننا في تلك الجلسات المقبلة سنري الجنين....أنا متحمسة للغاية "قالتها بحماس لأبتسم..
" أنا أيضًا ،أريد معرفة نوع الجنين حتي أبدأ بتجهيز كل شئ له أو لها" إبتسمت ناظرة لها..
" إذا كان طفلًا ماذا ستسميه؟" سألت ناظرة لي..
"سأسميه...كنت أفكر بـ...فين ،وإذا كانت فتاة ستكون زارا "إبتسمت..
" أوه أنتِ أعددت كل شئ...هذا لطيف للغاية، أنا متحمسة للغاية وكأنني أنا الأم...في الحقيقة أنا كذلك بإعتباري أختك...لا يمكنني الإنتظار حتي أراه، سوف أدلله أو أدللها لا أعلم بعد...أنا متحمسة" ضحكت بطفولية وحماس لتجعلني أبتسم، هي فقط تجعل كل شئ أيسر وأفضل..
"كنت أفكر بالذهاب لكندا لخالتي "قلتها بهدوء ناظرة لها..
" ماذا ؟لمَ؟"سألت هي بتذمر ناظرة لي..
" أحتاج لإبعاد رأسي قليلًا عن كل ذلك، فقط لبضعة أيام "قلتها بهدوء..
" إلهي كم أود إخبارك أن تبقي هنا، لكن أنتِ تحتاجين لذلك...أنا قادمة معكِ" قالتها بهدوء..
"لا هيفين...لا يمكنك ترك عملك وكل شئ هنا...إنها فقط لبضعة أيام، هذا قرار نهائي هيفين...أعدك أنني سأكون بخير "قلتها بهدوء مبتسمة ناظرة لها لترتسم ملامح العبوس علي وجهها..
" أنا أكرهك "قالتها بعبوس ناظرة للأمام لأبتسم حتي بعض وقت قليل وصلنا للمنزل..
حالما كنا علي بعد عشرة أمتار لاحظنا أحد ما طويل القامة بشعر بني داكن مستندًا علي سيارته محدقًا بهاتفه لأنظر أنا وهيفين لبعضنا في حيرة حتي إقتربنا ولاحظ هو ذلك وإعتدل بوقفته لينظر لنا بهدوء، وكان كاي الذي رمقته هيفين بنظرة مشمئزة وقاتلة من أعلي لأسفل ثم نظرت لي..
"سأنتظرك بالداخل لا تتأخري" قالتها ثم ذلفت للمنزل ليحمحم هو قليلًا قبل بدأ الحديث..
"دعيني أخمن ،لقد علمت أنني هجرتك بذلك المكان الذي كان من المفترض أن نلتقي به" قالها بهدوء ناظرًا لي..
"أجل نوعًا ما" قلتها بهدوء وأنا أومئ..
"هي حقًا محقة والخطأ خطأي بأكمله، لهذا كنت أحادثك هذه الأيام السابقة وجئت لكِ لهنا بعدما لم تجيبي ولقد إنتابني القلق "قالها بهدوء وهو يحُك مؤخرة رأسه وهو يشعر بعدم ترتيب كلامه وكم هو يبدو غريبًا هكذا، لأبتسم داخليًا هو هكذا منذ المدرسة وهذا لطيف للغاية..
"لا يوجد شئ يستدعي الإعتذار صدقًا لقد تحدثنا في ذلك مسبقًا "تحدثت بهدوء..
" هل يمكننا السير معًا قليلًا؟ تفضلين السيارة أم التمشي؟ الأمر لن يأخذ دقائق" قالها بهدوء لأومئ ونسير معًا تاركين السيارة ورائنا..
"أنا أعتذر...هل لازلت مستاءة؟" سأل ناظرًا لي..
"كاي توقف عن الإعتذار، انا أعلم أنه حدث شئ خطير ولم تستطع المجئ...توقف عن الإعتذار، أنا أتفهم تلك الأشياء "قلتها بهدوء وإبتسامة صغيرة..
" توقفي عن الحديث هكذا،، هذا يشعرني بالذنب أكثر...الأمر بأكمله أن جدي كان متعبًا للغاية في المشفي، وحالته كانت حرجة حينها وكان علي الوجود هناك بجواره.."قالها بهدوء..
" أوه أنا أسفه لسماع ذلك، هل هو بخير الأن؟ "سألت بهدوء ناظرة له..
"حالته تحسنت كثيرًا عن البداية حمدًا لله "قالها بهدوء..
" سيكون بخير قريبًا لا تقلق...وأنت كيف حالك؟ "سألت ناظرة له معيدة شعري للوراء..
" أفضل بعد رؤيتك "إبتسم لأبتسم..
" أهذه طريقتك لإسترجاع رضائي؟ "سألت مبتسمة ناظرة أمامي..
" ليس تمامًا ،كنت أنوي علي المزيد "إبتسم..
" هذا مؤسف، والوقت تأخر أيها الشاب...عليك إيعادي الأن "إبتسمت..
" حقًا ؟للتو رأيتك بعد وقت طويل، إلهي كما تريدين...هل أنتِ متفرغة غدًا؟ "سأل بهدوء..
"للأسف لا...سوف أكون لدي إحدي أقربائي...حالما أعود سأبلغك لنلتقي "قلتها بهدوء..
" حسنًا اللعنة ،هذا مخزي "قالها بتذمر لأبتسم ويعيدني للمنزل ثم يغادر هو..
" عمَ تحدثتما ؟"سألت هيفين وهي تساعدني في توضيب حقائبي..
" لا شئ ،فقط يخبرني أنه أسف وهو يريد أن نلتقي مجددًا" قلتها بهدوء وأنا أتفقد هاتفي..
" و بالطبع أخبرته أنكِ وموافقة، أنتِ غير معقولة...ماذل تفعلين الأن؟" سألت ناظرة لي..
"أراسل دانيل ليأخذ لي أجازة لبعض الأيام "قلتها وتركت الهاتف جانبًا..
"لقد إنتهيت من توضيب الحقيبة وكل شئ جاهز "قالتها ووضعتها جانبًا وأغلقت الأضواء وإستلقت بجانبي..
"سأشتاق لكِ كثيرًا ديالا...إعتني بنفسك لأجلي إتفقنا؟ " تحدثت بهدوء..
" لا تقلقي عليك هيف...سأشتاق لكِ أيضًا "إبتسمت وعانقتها لننم سويًا علي فراشي الذي إعتبرته خاصتها من الأن فصاعدًا..
في الصباح قبل موعد الطائرة ببضع ساعات إستيقظت وتجهزت وكل شئ تم علي ما يرام، وأتت هيفين لإيصالي للمطار مع دانيل الذي أتي من الصباح ليقلنا من المنزل...وحالما وصلنا وقفت أمام هيفين التي كانت وقليلًا ستبكي كأنني لن أعود مجددًا..
"إعتني بنفسك، أحبك" إبتسمت وعانقتها..
"أنا أيضًا أحبك...حادثيني يوميًا رجاء...وألقي التحية علي الجميع" قالتها لأبتعد بعدها..
"إلي اللقاء داني، وشكرًا لك كثيرًا عما فعلته اليوم..." إبتسمت معانقة إياه ليبتسم..
"توقفي عن الهراء، أي شئ لكِ بسيط" قالها لتغمز لي هيفين دون أن يلاحظ لأقلب عيني وأبتعدت عنه بعدها..
" هل يمكنك سداد معروف لي؟ إعتني بهيفين أو إنتبه لها...قد تكون خارج عقلها في بعض الأحيان "قلتها بهدوء..
" أنا واقفة أمامك "سخرت ناكزة إياي في كتفي ليضحك دانيل..
" لا عليك، إنتبهي فقط لذاتك" قالها لأبتسم وهناك ذلك النداء عن رحلتي لأودعهم ثم أغادر..
لقد مضت تلك الأيام الجميلة سريعًا، بلمح البصر حقًا...قضاء الوقت بين كل تلك الأشجار والهواء النقي والمزرعة الواسعة للغاية تلك ،كل ذلك ساعدني كثيرًا وحديث الجميع معي يوميًا... كم كانوا داعمين للأمر رغم أن هيفين وحدها تعلم سپ الزيارة تلك..
إنه يوم العودة، لم أخبر أحد حتي هيفين قررت أن أخبرها بالأمر وأنا بسيارة الأجرة في طريقي للعودة...وهذا يعني أنه في الوقت الراهن..
"مرحبًا هيف" إبتسمت ناظرة من نافذة السيارة، لقد حل الليل سريعًا..
"مرحبًا دي، لقد إشتقت لكِ...كيف كل شئ؟" سألت بإبتسامة..
"كل شئ علي ما يرام...الجميع هناك يرسلون لكِ تحياتهم...ولدي مفاجأة لكِ" إبتسمت واضعة يدي علي معدتي..
"حقًا ؟ماذا هنـ..." قاربت علي الإكمال وإنقطع كل شئ بعدها..
أعطوني أرائكم وتوقعاتكم من فضلكم.
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
Коментарі