Ireland
Part 28
'إخفاء الأسرار عنك صعب وأنت لست موجودًا، الأمر أشبه بإلقاء الحجارة في بئر لا تعلم عمقه، في النهاية أنت فقط تملأه دون إستفادة وسيأتي وقت ولن يتحمل'
"هل ستخبريه ؟" سألت بهدوء، لأنظر لها لثوانٍ وهذا ما لم أضعه بالحُسبان، وهذا ما قد يزيد القلق والتوتر..
"من بالتحديد؟" سألت بهدوء مُشبكة يدي ببعضهما..
"أهذا سيُشكل فارقًا؟ بجانب أنتِ تعلمين عن من أتحدث" قالتها ببساطة لأخذ نفسًا عميقًا بعدها..
"إذا كان فيون فلا، لن أدخل للصورة مجددًا بعدما خرجت منها وهو الأن يحظي بحياة جيدة مع زوجته...أنتِ رأيت كم هي سعيدة ويبدو أن علاقتهم في تحسن، وأنا لا يمكنني ببساطة الخروج فجأة وأخبره أنني حامل...هذا مستحيل "إعترضت ببساطة لترفع لي أحد حاجبيها ولم يعجبها ما قلته..
" أنا أخالفك في ذلك ديالا، هو والد الطفل وله كامل الحق بمعرفة الأمر...ولا يمكنك إخفاء الأمر عنه، والقرار سيعود له إن كان يريد أن يكون بجانب الطفل أم لا "قالتها بهدوء، لأتفهم وجهة نظرها لكن فقط الأمر ليس بصحيح أعتقد..
"لا ،لا يمكنني فعل ذلك...لقد كان الأمر صعبًا بما فيه الكفاية عندما كنا معًا ، تخيلي الأن أنني أتيت وأخبرته أنني حامل...العديد من المشاكل بعدها قد تحدث...لا أريد إفساد حياته بعدما بدأت بالتحسن، هذا أخر شئ قد أريده" قلتها بهدوء..
"لازلت لدي رأيي...هو يستحق أن يعلم لأنه والده، ديالا صدقًا؟ "سخرت ناظرة لي..
" هذا قرار نهائي...أعتقد ،وإذا كان بخصوص توماس فأنا صدقًا لا أعلم، ولا أعلم كيف سأخبره أو كيف سيتقبل الأمر...لكن علي إخباره، بالتأكيد "قلتها متنهدة وأعدت رأسي للوراء ناظرة للسقف..
" أيًا كان ما سيحدث، سوف نكون معًا لا تقلقي "قالتها وفعلت مثلي..
"عندما كنتِ ثملة، لقد قلت أن هناك شخص ما تحبيه...لكنه لا يهتم لأمرك، من هو؟ "سألت بهدوء ونظرت لها..
" حقًا!....لا أذكر، لا أعلم...لكن إن تذكرت سأخبرك" قالتها بهدوء..
"حسنًا" أومئت بهدوء ونظرت للسقف..
" ديالا..عندما كنت ثملة، هل ذكرت شيئًا بخصوص ذلك الشخص؟ "سألت بهدوء ناظرة لي..
" لا...لم تفعلي "أجبت بهدوء..
" هل أنتِ متأكدة؟ إذا فعلت يمكنك إخباري" قالتها بهدوء..
" لم تفعلي هيفين، إنسي الأمر "إبتسمت بهدوء لتتنهد..
"أحبك "قالتها وأغلقت الأضواء وبادرت بالنوم..
" علينا الذهاب غدًا للطبيب لنطمئن علي الطفل...سأحجز موعد لك" قالتها بهدوء..
" لدي رحلة عمل غدًا مع فيون لأيرلندا ليومين "قلتها لتفتح الأضواء فجأة وتنظر لي..
" ماذا؟متي؟ فجأة هكذا؟ "سألت بدهشة..
" لقد أخبرني اليوم، سنذهب إثنتينا" قلتها بهدوء..
" إثنتيكم فقط؟ صدقًا؟" قالتها قالبة عينيها..
" هذا ما حدث ،وأنتِ تعلمين أنه لن يحدث شئ...وإن حاول فعل شئ سأمنعه، أنا لن أضعف "قلتها ببساطة..
"أجل سنري...نامي الأن، عليك الإستيقاظ مبكرًا "قالتها بهدوء وأعادت غلق الأضواء..
بعد حوالي ربع ساعة، رنين هاتفي قطع نومنا لأجيب بهدوء دون النظر لهوية المتصل..
"مرحبًا...أوه ،إنه أنا...أجل لقد كنت نائمة، إشتقت لك أيضًا "أجبت بنعاس بإبتسامة علي شفتي تلقائية..
" يمكنك الخروج للخارج ومحادثة خليلك كما تريدين" قالتها هيفين بنعاس واضعة الوسادة علي وجهها لأستقيم بعدها وأخرج من الغرفة..
"لا عليك، أنا مستيقظة الأن...أخبرني كيف كل شئ معكم، أجل أملك كل الوقت لسماعك...فلقد مضي وقت طويل منذ أن تحدثنا، أجل بعض الأيام وهذا يُعد الكثير...أجل أنا مستمعة "قلتها بهدوء وإبتسامة وجلست أرضًا لأستمع للحديث حتي إنتهي...."هذا عظيم ،ولطيف أنكَ بدأت تتصرف بروية مع أصدقائك بعدما كنت تبرحهم ضربًا...بربك الجميع يعلم ذلك "قلتها قالبة عيني جراء حديثه..
" حسنًا لا تشتاق إلي كثيرًا، فلقد قارب موعد عودتك...أحبك أيضًا، تصبح على خير" إبتسمت ثم أغلقت الهاتف لأستقيم وأتوجه للغرفة مجددًا وأعود للنوم سريعًا..
بالصباح وقتما إستيقظت وأعددت حقيبتي الصغيرة ثم إرتديت ملابسي سريعًا، بنطال أسود واسع وكنزة رمادية واسعة قليلًا وتظهر جزء صغير من معدتي وبأكمام طويلة ولا تُظهر شئ أخر، ورفعت شعري لأعلي بذيل حصان..
"تبدين جميلة، هل يمكنني توصيلك؟" قالتها هيفين بعدما نزلت..
"لا يوجد داعٍ...سأستقل سيارة الأجرة وأتوجه للمطار، لا تقلقي علي" إبتسمت وعانقتها..
"إنتبهي لذاتك إتفقنا؟ وحادثيني دومًا...سأشتاق لكِ" قالتها معانقة إياي بقوة وكادت تقتلني..
"حسنًا...علي الذهاب...سأتأخر،إنتبهي لذاتك هيفين، أحبك"إبتسمت ثم ودعتها وإستقليت سيارة الأجرة وبعد وقت وصلت للمطار،..وها هو فيون يقف عابثًا بهاتفه لأقترب بهدوء بعدما أخذت نفسًا عميقًا..
" صباح الخير "تحدثت بهدوء لينتبه وينظر لي لثوانٍ، بدت وكأنها وقت طويل لأحمحم قليلًا ليجيب بعدها..
"أنتِ متأخرة" قالها هكذا ببرود لألعن ذاتي داخليًا لأنني ألقيت عليه التحية..
"حقًا ؟إنها فقط خمس دقائق" قلتها بضيق ملوحة بهاتفي أمامه..
"لازال ذلك تأخيرًا" قالها ببساطة لأزفر بضيق..
"هذا غير معقول.." قلتها بضيق وتوجهت لأنهي أوراق جواز السفر وكان هو خلفي ثم نتجه للطائرة ولا أعلم إن كان لحسن الحظ أو لسوءه أننا نجلس بجانب بعضنا..
"هل يمكنني الحظي بالكرسي بجانب النافذة؟ رجاء؟" قلتها ناظرة له قبل أن يجلس لأن مظهر السماء قد أعجبني للغاية..
" أهذا ما توديه؟" سأل لأومئ سريعًا ليُفسح لي الطريق لأجلس بجانب النافذة بإستمتاع ونصر، لا أعلم لمَ..
"هل رحلة العمل هذه ستستغرق طويلًا؟" سألت ناظرة له..
" لا أعتقد ذلك ،فقط يومين أو ثلاثة...لا أكثر ولا أقل" قالها بهدوء..
"أوه ،حسنًا" أومئت بهدوء ناظرة للسماء الجميلة التي نقلت عقلي بمكان أخر تمامًا، يا لها من شئ جميل يمكنك الشرود به طوال الوقت دون الملل..
مضي الوقت ببطئ وقضيته بقراءة كتاب ما، وفعل هو المثل...والنوم أكثر شئ فعلته تقريبًا، لأن أول شئ سمعته قبل هبوط الطائرة هو صوته الهادئ يُوقظني....والجزء الأسوأ هو أنني تقريبًا كنت نائمة علي كتفه..
"ديالا...الطائرة ستهبط، عليك الإستيقاظ" قالها بصوت هادئ وهو يُبعد خصلات شعري عن وجهي، ويمكنني الشعور بذلك..
"أوه...أسفة" قلتها سريعًا مبتعدة عنه، هذا محرج للغاية..
"لا عليك، إستعدي فقط...لقد أوشكنا علي الهبوط" تحدث بهدوء وهو يضع كتبه في حقيبته..
"هل كنت نائمة منذ وقت طويل ؟"سألت بهدوء وشبه نعاس، لأستفيق قليلًا وأعيد ربط شعري من جديد..
"لا...فقط ما يقارب الساعتين "قالها بهدوء ثم نظر لي..
"أوه...أعتذر إن ضايقتك" قلتها بهدوء وأنا أحرك رقبتي قليلًا..
" إن كان هذا سيجعلك تركزين في عملك فلا بأس" قالها لأنظر له بسخرية وضيق، صدقًا؟
"معذرة" قلتها بضيق وإستقمت وعبرت من أمامه لأتوجه للمرحاض..
غسلت وجهي وضبطت من ذاتي لأتناسي تصرفه الغريب وأخرج مجددًا وأعود لمقعدي ويربط الجميع أحزمة الأمان لنبدأ بالهبوط ووصلنا بأمان وسلام حمدًا لله... وإنتهينا من الإجراءات والأوراق وخرجنا وكان هناك سيارة بإنتظارنا لنصعد وتبدأ بالتحرك..
"أولًا سنتجه للفندق، وبعد ساعتين سنتجه لشركة جيرارد والساعة الثامنة هناك إجتماع بالفندق" قالها بهدوء لأومئ..
"أجل أعلم، كل ذلك مدون معي" عقبت بهدوء ناظرة للملاحظات التي معي..
"عظيم ،حاولي ألا تذهبي بمكان بمفردك...أنا لن أقضي باقي الوقت في البحث عنك" قالها بهدوء وبرود ناظرًا لهاتفه لأنظر له بضيق، موافقتي علي هذا من البداية كان خاطئًا..
" لست طفلة سيد فيريرا، أعلم كيفية تدبير أموري بنفسي...وإذا حدث شئ، لا تقلق ستكون أخر شخص أحاول التواصل معه "قلتها ببساطة وأدرت نظري للجهة الأخري لأري المدينة الجميلة الهادئة..
بعد قليل من الصمت والهدوء وصلنا لوجهتنا وترجلنا من السيارة لأتطلع علي أجواء المدينة قليلًا، لقد كان الطقس باردًا قليلًا رغم سطوع الشمس وعلي الجانب الأيمن بناية طويلة علي أحد جوانبها كان مجموعة من الشباب يرسمون صور لشخصيات علي تلك البناية وكان مظهرهم رائع ومحفز..بجانب العديد من المقاهي والبنايات الأخري، إنها منطقة جميلة هادئة...والأجواء هنا رائعة أيضًا..
"أنسة ديفيدسون ،نحن لا نملك الوقت بأكمله" قالها ببروده المعتاد لأقلب عيني بضيق، سأبدأ بالتفكير في أمر إلقاءه علي أي سيارة مارة من هنا..
تقدمته بهدوء وأنهينا أمر الغرف، وشئ سار جيدًا اليوم ولقد إخترت غرفة في طابق مختلف عنه وضبطت جميع الأمور ومر الوقت ومرت تلك الزيارة بالشركة ومر كل شئ بيُسر وسهولة وحان وقت ذلك الإجتماع بالفندق مع أحد العملاء والذي هو صاحب الفندق..
أخذت حمامًا سريعًا ووقفت أمام الخزانة أنتقي ما سأرتدي...وكأن لدي العديد من الخيارات!، إرتديت بنطالُا رماديًا واسعًا من القماش وكنزة سوداء ضيقة بأكمام طويلة وتركت شعري منسدلًا وأخذت الأوراق اللازمة ثم نزلت لأسفل وكان هو واقفًا بإنتظاري ليُرشدنا أحد المسئولية في الفندق لغرفة كبيرة واسعة وحالما دلفنا كان هناك العديد من الناس وكان الأمر مخيفًا في البداية..
"فيريرا...لقد مر وقت طويل" قالها أحدهم مستقيمًا وأغلق أزرار سترته مقتربًا من فيون وعلي وجهه إبتسامة..
"ديابيز.."هذا جل ما قاله فيون بإبتسامة باردة ناظرًا له..
"لم يخطر لأحد أن نتقابل هنا بعد هذه الفترة أليس كذلك؟" إبتسم كليهما تلك الإبتسامة المخيفة الباردة وصافحا بعضهما..
" أتمني أن ننتهي أيضًا من هذه الفترة سريعًا" أكمل فيون ليترك يده ويترأس تلك الطاولة الطويلة وأجلس بالكرسي الأخر علي يمينه..
مر الإجتماع بمرونة تقريبًا بخلاف القليل من العقبات التي كانت تتوالي والتي يتلقاها فيون بكل برود وهدوء مما يجعلني أتوتر أنا أكثر،كلاهما يلقيان علي بعضهما الكثير من الحديث العملي لكن كلاهما ماهران بتخطيهم وكأن لا شئ يحدث...لكن المفاجأة أنه يفوز بكل عقبة دون تكبد عناء التوتر وكأنه يعلم أن ذلك كان سيواجهه مسبقًا..
بعدما إنتهينا توجهت للخارج قليلًا أتجول بالحديقة الواسعة التابعة للفندق وكان الطقس باردًا قليلًا لكنه جيد وجلست قليلًا علي الكرسي أنظر للسماء وأصفي ذهني قليلًا حتي شعرت بأحد يجلس بجانبي لأنظر وكان فيون لأعيد نظري للسماء مجددًا..
"ذلك الرجل من الإجتماع...لقد كان مريبًا" تحدثت بهدوء ثم نظرت له بهدوء..
"هو كذلك..لكنه لن يشكل خطرًا علي أحد، وإذا حاول فعل شئ لكِ فقط أخبريني" قالها بهدوء ناظرًا للسماء..
"لمَ تفعل ذلك؟" سألت ونظرت له..
"أفعل ماذا؟" سأل بهدوء مُلتفتًا لي..
"أنت تعلم عمَ أتحدث "أجبت عليه ببساطة، لأن هذا يُتعبني صدقًا..
"لا ،لا أعلم" قالها بهدوء لأتنهد وأعيد ظهري للوراء..
" بخصوصك ،وتصرفاتك تجاهي "تحدثت ببساطة..
"لا أجد مشكلة بتصرفاتي معكِ...أخر مرة أتذكر أنكِ السكرتيرة الخاصة بي وأنا مديرك لا أكثر ولا أقل" قالها بهدوء لأشعر بضيق بداخلي، في حين كان من المفترض أن هذا الرد الذي أنتظره لكنه ليس كذلك..
"جيد...لذا رجاء تصرف علي هذا النحو "قلتها بهدوء وإستقمت لأعود للفندق مجددًا..
حالما صعدت للغرفة ألقيت نفسي علي الفراش محاولة إخراج ذلك من رأسي، علي أن أتخطاه علي ذلك حتي إن لم أرد ذلك...لكن علي ذلك، لي علي الأقل...لكن كيف من المفترض أن أفعل ذلك وأنا أمامه أغلب الوقت، الأمر وكأنني أقع له أكثر من البداية، لطريقته وشخصيته، إبتسامته وحديثه...كل شئ وقعت له من البداية يُعيد ذاته مجددًا..
حاولت تناسي الأمر وحادثت هيفين وإطمأنيت عليها وتحدثنا حيال الكثير من الأشياء، في الحقيقة هي كانت تتحدث كثيرًا وأنا أستمع لها...هي كالطفلة عندما تتحدث حيال شئ ما، وهذا شئ لطيف خاصة عنج الإستماع لها...بعد وقت إنتهينا وكانت هناك مكالمة أخري...من أليكساندر..
"مرحبًا" أجبت بهدوء وقليل من التوتر، لا أعلم لمَ..
"مرحبًا عزيزتي" أجاب بصوت هادئ تمامًا..
"كيف حالك؟" سألت بهدوء وبدا ذلك كشيئًا غريبًا..
"جيد بعد سماع صوتك" أجاب بهدوء لأومئ وأنا لا أعلم ما يجب أن أقول..
"لقد مضي وقت منذ أن رأيتك أخر مرة" قلتها بهدوء..
" كان هناك بعض الصفقات الهامة التي تقوم بها الشركة فأنشغلت قليلًا" قالها بهدوء..
"أجل...صفقات ،أتمني أن يكون كل شئ بخير معك" قلتها بهدوء..
" سيكون كذلك عندما أراكِ...هل أنتِ متفرغة؟" سأل بهدوء لأغلق عيني وقع حديثه، حسنًا تصرفاته تتضح الأن..
"لست بالبلاد الأن...أنا بأيرلندا "قلتها بهدوء..
" ماذا تفعلين هناك؟ "سأل بنوع من الإستغراب..
" مع فيريرا، برحلة عمل "أجبت بهدوء..
" إعتني بنفسك، وإذا حدث شئ حادثيني "قالها بهدوء وطريقة علي غير طريقته..
أكملنا هكذا لقليل من الوقت في أحاديث مختلفة لكن كل شئ كان مختصرًا، ولا يمكنني العودة للحديث كما كنا بعدما إعترف لي بإعجابه....لكنها إنتهت بعدها شكرًا للقدير...وبعدها نمت طويلًا، حتي نسيت كل شئ وفقط غفوت وإستيقظت بالواحدة والنصف ظهرًا تقريبًا..
إرتديت بنطالًا أسود ضيق وكنزة بلون الكراميل واسعة ثقيلة لتلائم الأجواء الباردة بالخارج ثم تركت شعري ونزلت لأسفل وكالمعتاد إلتقيت به في المصعد وكان إثنتينا فقط، لن يحدث شئ...أليس كذلك؟
"لا يوجد أعمال اليوم، قد نغادر اليوم ليلًا" قالها بهدوء لأومئ..
"هذا جيد" أومئت بهدوء لأنهي الحديث، ليس وكأنه كان يحاول بالأساس...وعندما وصل المصعد خرجت أولًا ثم خرج هو بعدي..
توجهت لأحد العاملين بالفندق وإستفسرت منه عن بعض الأماكن هنا التي قد أذهب لها، ولقد كان مفيدًا للغاية لي...أخبرني بالأماكن القريبة وحتي أنه أعطاني كتيبًا صغيرًا للإرشاد وأعطاني رقم الفندق أيضًا إذا فقدت طريقي أو ما شابه..
خرجت وسرت قليلًا أتمتع بالمكان الذي أجهله تمامًا، وتوجهت لمقهي صغير جذبتني أضواءه الهادئة وترتيباته بالداخل وتلك الرفوف الصغيرة المُزينة بالكتب وكل شئ كان يبدو مناسبًا لأجواء كتلك..
رحبوا بي كما يفعلوا مع باقي الضيوف وطلبت مشروبًا ساخنًا وإستعرت أحد الكتب تلك وكانوا مرحبين بتلك الفكرة تمامًا بل يدعموها أيضًا وهم يضعون تلك الكتب ليشجعوا الناس علي القراءة...إنها فكرة أصحاب المقهي، والذي إتضح أنهم رجل وإمرأة مسنين، وإتضح من صورهم المُعلقة علي الحوائط، وفي رحلاتهم أيضًا..
قضيت الكثير من الوقت هناك،وأنا أعني الكثير مثل ساعتين أو ما شابه...قرأت كتابين في ذلك الوقت وشربت عدة مشروبات وأشعر أن معدتي تؤلمني...كثيرًا ،إنتهيت وتمشيت بالشوارع قليلًا مطلعة علي الكُتيب حتي لا أضيع، حتي وصلت لأحد المتاحف الشهيرة هناك، وعندما دلفت لهناك وقعت بحب المكان..
إحتواءه لكل ذلك الجمال أعطاه مكانة خاصة، يُمكنه أسر قلبك بثوانٍ من أجل كل تلك العظمة..
تجولت بالمكان قليلًا وإستمتعت بكل ما هو موجود حتي أصبحت حوالي السادسة خرجت وأكملت جولتي بالمدينة وأحضرت طعامًا وتمشيت بإتجاه حديقة واسعة للغاية، هادئة نوعًا ما ولا يوجد بها الكثير من الناس....مليئة بالأشجار وألعاب الأطفال والكراسي للإستراحة، رغم الغيوم الداكنة والأجواء الباردة إلا أن الجو لطيف هكذا..
جلست علي أحد الكراسي وتناولت الطعام وأنظر حولي قليلًا متفقدة الناس والأطفال اللذين يلعبون وأبتسم...الأن أشعر أنني بالحماس لذلك الطفل الصغير الذي لا أعلم إن كان فتاة أم فتي بعد لكنني متحمسة له، سوف أفعل ما بوسعي لأكون والدة جيدة، أنا سعيدة للغاية كنت أتمني لو كان بإمكاني إخباره بالأمر..
بعد قليل من الوقت بدأت بالإمطار وبدأ الناس بالعودة لمنازلهم، الأطفال تركض لأبائهم ليتوجهوا لسياراتهم ويغادروا سريعًا...لقد بدأت بالإمطار بغزارة وأصبحت الغيوم أكثر سوادًا لأستقيم سريعًا وأبدأ بالعودة لأدراجي..
"المضحك بالأمر هو أنني لا أتذكر طريق العودة وذلك الكتيب الصغير قد أصبح مبللًا للغاية ولا يمكنني الإسترشاد به عن شئ...سرت قليلًا حتي وقفت أسفل شجرة كبيرة منعت هطول الماء قليلًا بعد أن تبللت تمامًا لكن هذا أفضل من لا شئ..
حاولت محادثة الفندق أو أي أحد لكن لم يكن هناك إشارة بسبب تلك الأجواء والرياح الشديدة...لقد إزدادت الأجواء برودة ومطرًا وكنت أتجمد أسفل هذه الشجرة ولا يوجد شئ بإمكاني فعله، علاوة علي ذلك المكان مظلم ولا إشارة لسيارة أو أي شئ..
وقفت لحوالي ربع ساعة أخري، والأجواء تزداد سوءًا ولا أعلم ذلك التغير المفاجئ لكنه ما حدث....أعضائي متجمدة تمامًا وكل شئ سئ الأن، لكن كل شئ تغير في دقائق عندما سمعت صوت خطوات خلفي وشخص يضع سترة علي كتفي وحالما إلتفت كان هو، كَم المشاعر التي أشعر بها الأن عندما رأيته، أنا فقط أحبه للغاية وأتمني لو كان بإمكاني إعطاءه العالم بأكمله..
"هل أنتِ بخير؟ لمَ لم تحادثيني حالما بدأت بالإمطار؟" قالها ممسكًا بوجهي بين يديه الباردتين وهو يتفقدني..
"أنا...أنا بخير...لم أعلم أن الأمر سيزداد لهذا السوء" قلتها بهدوء ناظرة له..
"حمدًا لله أنكِ بخير..."قالها متنفسًا بإرتياح ثم ترك وجهي..
"كيف علمت أنني هنا؟ "سألت ووضعت يدي في جيوب سترته..
" لقد تعقبت هاتفك...لقد تأخرت منذ أن غادرت" قالها بهدوء متفقدًا هاتفه وهو ينظر حوله، للظلام عمومًا..
" سوف تبرُد هكذا" قلتها وكدت أخلع سترته لأعطيها إياه..
" أنا بخير، إرتديها.. "قالها بهدوء مشيرًا لي بإرتدائها لأرتديها وأغلقها وأشعر بالأسي حياله..
" كيف سنعود الأن؟ "سألت بهدوء وكانت الأمطار تزداد أكثر..
"سنجد طريقة، لكن علينا الإنتظار حتي يتوقف المطر" قالها بهدوء وأعاد هاتفه مجددًا..
"حسنًا ،فقط قف أسفل الشجرة...ستصاب بالبرد هكذا" قلتها وجذبت ذراعه ليقف بالأسفل بجانبي..
"لمَ تأخرتِ هكذا ؟ماذا كنت تفعلين؟ "سأل معيدًا شعره المبلل الذي كان يغطي جبهته للوراء، لأصمت لثوانٍ ثم أجيب..
" كنت أتمشى بالجوار، إذا كنت علمت أن ذلك سيحدث لم أكن لأخرج "أجبت بهدوء محاولة تدفئة نفسي وأثناء ذلك الحديث كانت تتقدم سيارة ما بأضواء شديدة وتوقفت بإتجاهنا وترجل منها أحدهم، مرتديًا معطفًا طويلًا للشتاء..
"أنتما الإثنان...أتحتاجان لتوصيلة ؟" سأل ذلك الرجل بصياح كصوت عالٍ لكي نتمكن من سمعه..
" هل أنت واثق من ذلك؟" صاح فيون له بالمقابل..
"حتي إن كنت سأختطفكما ،علي الأقل سيكون بمكان بعيدًا عن ذلك المطر الغزير" صاح الرجل مجددًا..
"عادل بما يكفي" صاح فيون ليُمسك بيدي بين يده وسرحت لثانيتين تقريبًا، لنتوجه لتلك السيارة ويصعد الرجل ونصعد أنا وفيون..
"هل تأذيتما بشدة بسبب المطر؟ "سألت سيدة كبيرة بالسن تجلس بالأمام بعدما إلتفتت إلينا..
" أجل بخير...شكرًا لكما، هذا كان لطيفًا منكما" إبتسمت لهما بهدوء..
"عزيزتي لا داعٍ للشكر...يعلم الرب وحده ما كان حدث إن كنتما بقيتما هناك" قالتها السيدة بإبتسامة لطيفة..
" أنتما لستما من البلاد أليس كذلك؟" قالها الرجل المُسن ناظرًا لنا بالمرآة..
"لا لسنا كذلك...نحن من نيويورك "أجاب فيون بهدوء..
" وما أتي بكما لهنا؟" سأل الرجل بهدوء..
" برحلة عمل...نوعًا ما "أجاب فيون مجددًا..
" هل أنتما متزوجان ؟" سألت السيدة بإبتسامة..
" لا.. "أجبت سريعًا لينظر لي فيون للحظة ثم ينظر للأمام..
" أوه ،كلينا كنا نقول ذلك كثيرًا عندما كنا نحظي بشجار، وكأننا نضايق بعضنا بتلك الطريقة" قالها الرجل بإبتسامة..
" هل أنتِ حامل؟ "سألت السيدة فجأة لينظر لي فيون مطولًا هذه المرة لأتفاجئ من وقع السؤال وكدت أترجل بالكلام..
"لا...لست كذلك" أجبت بهدوء ولازال فيون ناظرًا لي..
" تبدين كذلك، شاحبة قليلًا وتلك الأشياء "قالتها بهدوء..
" لا بد وأنه بسبب المطر والبرد" قلتها بهدوء..
" إلي أين وجهتكما ؟" سأل الرجل، وأخبره فيون بالفندق ليقود بإتجاهه ليتوقف فجأة بعد وقت..
"لا يمكننا سلك تلك الطرق الأن...سببت الرياح الشديدة سقوط الأشجار علي الطريق "قالها الرحل ودار بالسيارة..
"ماذا سنفعل الأن؟ "سألت بهدوء ناظرة لفيون لتبادر السيدة بالإجابة..
" سوف تأتيان لمنزلنا، حتي اليوم التالي...لا تقلقا ليس بالبعيد" قالتها السيدة بهدوء..
" نحن لا نريد إتعابكم صدقًا...يمكـ... "قلتها لتقاطعني..
" عزيزتي أنتم مثل أبنائي وصدقًا نحن سعداء لإستضافتكم لدينا "قالتها مبتسمة ثم نظرت للأمام لأنظر لفيون ليومئ لي..
"هل أنت متأكد أنك لا تريد السترة؟ "سألت بهدوء ناظرة له..."لقد تدفأت صدقًا" قلتها بهدوء..
" أنا بخير ديالا، لا تقلقي "قالها بهدوء لأنظر للنافذة بعدها..
" هل الأجواء هكذا هنا؟ "سأل فيون بهدوء..
" لا...إنها فقط عاصفة وستمر...نتمني ذلك" قالها الرجل بهدوء..
" أنا إيزابيلا بالمناسبة ،وهذا جورج" إبتسمت السيدة بعدما إلتفتت لنا..
"أنا ديالا ،هو فيون "إبتسمت بهدوء..
" هل ستبقيان هنا لبعض من الوقت؟" سألت بهدوء..
" لا...لقد كنا سنغادر الليلة...لكن يبدو أنها ستكون غدًا "أجاب فيون بهدوء لتومئ ثم تستدير للأمام ليعود فيون للوراء ويهمس بشئ بأذني..
" لا تُعجبني تلك الطيبة المريبة" همس بهدوء مطلعًا عليهما..
"ماذا ؟فيون هم يُساعدونا، هذا لطف كبير منهما...علي الأقل أن تظهر القليل من الإمتنان "همست ناظرة له..
" لازالت لست مطمئنًا" همس بهدوء..
"عليك الهدوء، لن يقتلونا أو ما شابه" همست بهدوء ونبرة ساخرة قليلًا حتي توقفت السيارة أمام منزل كبير كالكوخ تحاوطه القليل من الأشجاء التي ينهمر المطر عليها..
" لقد وصلنا...تفضلا ،وإنتبها لسيركما "قالتها السيدة بهدوء لنخرج سريعًا من السيارة ونتوجه للداخل سريعًا لأبدأ الشعور بالدفئ بسبب تلك المدفأة والخشب الذي يحترق..
"رجاء تصرفا وكأنكما بمنزلكما...دعاني أرشدكما لغرفتكما" قالتها السيدة بإبتسامة بعدما خلعنا ستراتنا وأحذيتنا..
" لا داعي لذلك صدقًا، سوف ننتظر فقط توقف المطر ثم سنذهب...لا نود إتعابكم" قالها فيون بهدوء..
"لا يوجد أي تعب بالأمر، بجانب أنظر لها...هي شاحبة ومرهقة وتحتاج الراحة...وأنت كذلك علي أعتاب الإصابة بالبرد، لذا من الأفضل أن تبقيا هنا الليلة فقط...وغدًا إفعلا ما شئتما " إبتسم الرجل لأبتسم لهما..
" شكرًا لكما، هذا صدقًا كثير ولا أعتقد أنني يمكن إيجاد كلمات كافية لشكركما "إبتسمت..
" لا تقولي ذلك...دعيني أطلعكما علي غرفتكما وأحضر لكم ملابس جديدة قبل أن تصابا بالبرد" إبتسمت ثم صعدنا لأعلي وكانت الغرفة واسعة بألوان هادئة ومدفأة أخري وكل شئ دافئ بهذه الغرفة ومريح..
" أتمني أن تكون تلك الملابس علي مقاسكما...سأعد لكما العشاء "إبتسمت السيدة..
" لا لا....لا داع، نحن بخير...فقط سننام فقط، شكرًا جزيلًا لكما "إبتسمت ناظرة لها..
"كما تريدان أعزائي، تصبحوا علي خير" إبتسمت ثم خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها..
حالما إستدرت كان فيون يسعل ويرشح قليلًا لأنظر له بقلق وحزن، أنا السبب في أنه سيصاب بالبرد الأن..
" فيون ،عليك الذهاب والإستحمام الأن حتى لا يزداد البرد "قلتها بهدوء ناظرة له..
" أنا بخير، فقط أدلفي أنتِ الأول لا تقلقي علي" قالها بصوت هادئ وجلس علي الكرسي بقليل من الإرهاق..
"فيون سيزداد البرد لديك...هيا" قلتها مشيرة له للمرحاض يظل صامتًا لفترة دون الحديث لأقلب عيني..
" أنا المخطئة "قلتها وأخذت تلك الملابس للداخل لأخذ حمامًا ساخنًا لأتدفئ مستمتعة بتلك الأجواء..
بعد دقائق خرجت من المرحاض مرتدية تلك الكنزة الضيقة بأكمام طويلة وبنطال أسود وشعري المبلل تتدلي منه المياه علي كتفي وإقتربت من فيون الذي كان مستلقيًا للوراء ونائم تقريبًا..
"فيون ،المرحاض....فارغ" قلتها ناظرة له لكن لازال لا إجابة..
"فيون...هل نمت؟" سألت مقترية وحركته قليلًا لكن لا إجابه، هنا متي وقع قلبي وشعرت بأن جسدي تجمد، لمَ لا يجيب علي!
وعن أي خليل تتحدث هيفين؟
تري ما الذي حدث؟
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
'إخفاء الأسرار عنك صعب وأنت لست موجودًا، الأمر أشبه بإلقاء الحجارة في بئر لا تعلم عمقه، في النهاية أنت فقط تملأه دون إستفادة وسيأتي وقت ولن يتحمل'
"هل ستخبريه ؟" سألت بهدوء، لأنظر لها لثوانٍ وهذا ما لم أضعه بالحُسبان، وهذا ما قد يزيد القلق والتوتر..
"من بالتحديد؟" سألت بهدوء مُشبكة يدي ببعضهما..
"أهذا سيُشكل فارقًا؟ بجانب أنتِ تعلمين عن من أتحدث" قالتها ببساطة لأخذ نفسًا عميقًا بعدها..
"إذا كان فيون فلا، لن أدخل للصورة مجددًا بعدما خرجت منها وهو الأن يحظي بحياة جيدة مع زوجته...أنتِ رأيت كم هي سعيدة ويبدو أن علاقتهم في تحسن، وأنا لا يمكنني ببساطة الخروج فجأة وأخبره أنني حامل...هذا مستحيل "إعترضت ببساطة لترفع لي أحد حاجبيها ولم يعجبها ما قلته..
" أنا أخالفك في ذلك ديالا، هو والد الطفل وله كامل الحق بمعرفة الأمر...ولا يمكنك إخفاء الأمر عنه، والقرار سيعود له إن كان يريد أن يكون بجانب الطفل أم لا "قالتها بهدوء، لأتفهم وجهة نظرها لكن فقط الأمر ليس بصحيح أعتقد..
"لا ،لا يمكنني فعل ذلك...لقد كان الأمر صعبًا بما فيه الكفاية عندما كنا معًا ، تخيلي الأن أنني أتيت وأخبرته أنني حامل...العديد من المشاكل بعدها قد تحدث...لا أريد إفساد حياته بعدما بدأت بالتحسن، هذا أخر شئ قد أريده" قلتها بهدوء..
"لازلت لدي رأيي...هو يستحق أن يعلم لأنه والده، ديالا صدقًا؟ "سخرت ناظرة لي..
" هذا قرار نهائي...أعتقد ،وإذا كان بخصوص توماس فأنا صدقًا لا أعلم، ولا أعلم كيف سأخبره أو كيف سيتقبل الأمر...لكن علي إخباره، بالتأكيد "قلتها متنهدة وأعدت رأسي للوراء ناظرة للسقف..
" أيًا كان ما سيحدث، سوف نكون معًا لا تقلقي "قالتها وفعلت مثلي..
"عندما كنتِ ثملة، لقد قلت أن هناك شخص ما تحبيه...لكنه لا يهتم لأمرك، من هو؟ "سألت بهدوء ونظرت لها..
" حقًا!....لا أذكر، لا أعلم...لكن إن تذكرت سأخبرك" قالتها بهدوء..
"حسنًا" أومئت بهدوء ونظرت للسقف..
" ديالا..عندما كنت ثملة، هل ذكرت شيئًا بخصوص ذلك الشخص؟ "سألت بهدوء ناظرة لي..
" لا...لم تفعلي "أجبت بهدوء..
" هل أنتِ متأكدة؟ إذا فعلت يمكنك إخباري" قالتها بهدوء..
" لم تفعلي هيفين، إنسي الأمر "إبتسمت بهدوء لتتنهد..
"أحبك "قالتها وأغلقت الأضواء وبادرت بالنوم..
" علينا الذهاب غدًا للطبيب لنطمئن علي الطفل...سأحجز موعد لك" قالتها بهدوء..
" لدي رحلة عمل غدًا مع فيون لأيرلندا ليومين "قلتها لتفتح الأضواء فجأة وتنظر لي..
" ماذا؟متي؟ فجأة هكذا؟ "سألت بدهشة..
" لقد أخبرني اليوم، سنذهب إثنتينا" قلتها بهدوء..
" إثنتيكم فقط؟ صدقًا؟" قالتها قالبة عينيها..
" هذا ما حدث ،وأنتِ تعلمين أنه لن يحدث شئ...وإن حاول فعل شئ سأمنعه، أنا لن أضعف "قلتها ببساطة..
"أجل سنري...نامي الأن، عليك الإستيقاظ مبكرًا "قالتها بهدوء وأعادت غلق الأضواء..
بعد حوالي ربع ساعة، رنين هاتفي قطع نومنا لأجيب بهدوء دون النظر لهوية المتصل..
"مرحبًا...أوه ،إنه أنا...أجل لقد كنت نائمة، إشتقت لك أيضًا "أجبت بنعاس بإبتسامة علي شفتي تلقائية..
" يمكنك الخروج للخارج ومحادثة خليلك كما تريدين" قالتها هيفين بنعاس واضعة الوسادة علي وجهها لأستقيم بعدها وأخرج من الغرفة..
"لا عليك، أنا مستيقظة الأن...أخبرني كيف كل شئ معكم، أجل أملك كل الوقت لسماعك...فلقد مضي وقت طويل منذ أن تحدثنا، أجل بعض الأيام وهذا يُعد الكثير...أجل أنا مستمعة "قلتها بهدوء وإبتسامة وجلست أرضًا لأستمع للحديث حتي إنتهي...."هذا عظيم ،ولطيف أنكَ بدأت تتصرف بروية مع أصدقائك بعدما كنت تبرحهم ضربًا...بربك الجميع يعلم ذلك "قلتها قالبة عيني جراء حديثه..
" حسنًا لا تشتاق إلي كثيرًا، فلقد قارب موعد عودتك...أحبك أيضًا، تصبح على خير" إبتسمت ثم أغلقت الهاتف لأستقيم وأتوجه للغرفة مجددًا وأعود للنوم سريعًا..
بالصباح وقتما إستيقظت وأعددت حقيبتي الصغيرة ثم إرتديت ملابسي سريعًا، بنطال أسود واسع وكنزة رمادية واسعة قليلًا وتظهر جزء صغير من معدتي وبأكمام طويلة ولا تُظهر شئ أخر، ورفعت شعري لأعلي بذيل حصان..
"تبدين جميلة، هل يمكنني توصيلك؟" قالتها هيفين بعدما نزلت..
"لا يوجد داعٍ...سأستقل سيارة الأجرة وأتوجه للمطار، لا تقلقي علي" إبتسمت وعانقتها..
"إنتبهي لذاتك إتفقنا؟ وحادثيني دومًا...سأشتاق لكِ" قالتها معانقة إياي بقوة وكادت تقتلني..
"حسنًا...علي الذهاب...سأتأخر،إنتبهي لذاتك هيفين، أحبك"إبتسمت ثم ودعتها وإستقليت سيارة الأجرة وبعد وقت وصلت للمطار،..وها هو فيون يقف عابثًا بهاتفه لأقترب بهدوء بعدما أخذت نفسًا عميقًا..
" صباح الخير "تحدثت بهدوء لينتبه وينظر لي لثوانٍ، بدت وكأنها وقت طويل لأحمحم قليلًا ليجيب بعدها..
"أنتِ متأخرة" قالها هكذا ببرود لألعن ذاتي داخليًا لأنني ألقيت عليه التحية..
"حقًا ؟إنها فقط خمس دقائق" قلتها بضيق ملوحة بهاتفي أمامه..
"لازال ذلك تأخيرًا" قالها ببساطة لأزفر بضيق..
"هذا غير معقول.." قلتها بضيق وتوجهت لأنهي أوراق جواز السفر وكان هو خلفي ثم نتجه للطائرة ولا أعلم إن كان لحسن الحظ أو لسوءه أننا نجلس بجانب بعضنا..
"هل يمكنني الحظي بالكرسي بجانب النافذة؟ رجاء؟" قلتها ناظرة له قبل أن يجلس لأن مظهر السماء قد أعجبني للغاية..
" أهذا ما توديه؟" سأل لأومئ سريعًا ليُفسح لي الطريق لأجلس بجانب النافذة بإستمتاع ونصر، لا أعلم لمَ..
"هل رحلة العمل هذه ستستغرق طويلًا؟" سألت ناظرة له..
" لا أعتقد ذلك ،فقط يومين أو ثلاثة...لا أكثر ولا أقل" قالها بهدوء..
"أوه ،حسنًا" أومئت بهدوء ناظرة للسماء الجميلة التي نقلت عقلي بمكان أخر تمامًا، يا لها من شئ جميل يمكنك الشرود به طوال الوقت دون الملل..
مضي الوقت ببطئ وقضيته بقراءة كتاب ما، وفعل هو المثل...والنوم أكثر شئ فعلته تقريبًا، لأن أول شئ سمعته قبل هبوط الطائرة هو صوته الهادئ يُوقظني....والجزء الأسوأ هو أنني تقريبًا كنت نائمة علي كتفه..
"ديالا...الطائرة ستهبط، عليك الإستيقاظ" قالها بصوت هادئ وهو يُبعد خصلات شعري عن وجهي، ويمكنني الشعور بذلك..
"أوه...أسفة" قلتها سريعًا مبتعدة عنه، هذا محرج للغاية..
"لا عليك، إستعدي فقط...لقد أوشكنا علي الهبوط" تحدث بهدوء وهو يضع كتبه في حقيبته..
"هل كنت نائمة منذ وقت طويل ؟"سألت بهدوء وشبه نعاس، لأستفيق قليلًا وأعيد ربط شعري من جديد..
"لا...فقط ما يقارب الساعتين "قالها بهدوء ثم نظر لي..
"أوه...أعتذر إن ضايقتك" قلتها بهدوء وأنا أحرك رقبتي قليلًا..
" إن كان هذا سيجعلك تركزين في عملك فلا بأس" قالها لأنظر له بسخرية وضيق، صدقًا؟
"معذرة" قلتها بضيق وإستقمت وعبرت من أمامه لأتوجه للمرحاض..
غسلت وجهي وضبطت من ذاتي لأتناسي تصرفه الغريب وأخرج مجددًا وأعود لمقعدي ويربط الجميع أحزمة الأمان لنبدأ بالهبوط ووصلنا بأمان وسلام حمدًا لله... وإنتهينا من الإجراءات والأوراق وخرجنا وكان هناك سيارة بإنتظارنا لنصعد وتبدأ بالتحرك..
"أولًا سنتجه للفندق، وبعد ساعتين سنتجه لشركة جيرارد والساعة الثامنة هناك إجتماع بالفندق" قالها بهدوء لأومئ..
"أجل أعلم، كل ذلك مدون معي" عقبت بهدوء ناظرة للملاحظات التي معي..
"عظيم ،حاولي ألا تذهبي بمكان بمفردك...أنا لن أقضي باقي الوقت في البحث عنك" قالها بهدوء وبرود ناظرًا لهاتفه لأنظر له بضيق، موافقتي علي هذا من البداية كان خاطئًا..
" لست طفلة سيد فيريرا، أعلم كيفية تدبير أموري بنفسي...وإذا حدث شئ، لا تقلق ستكون أخر شخص أحاول التواصل معه "قلتها ببساطة وأدرت نظري للجهة الأخري لأري المدينة الجميلة الهادئة..
بعد قليل من الصمت والهدوء وصلنا لوجهتنا وترجلنا من السيارة لأتطلع علي أجواء المدينة قليلًا، لقد كان الطقس باردًا قليلًا رغم سطوع الشمس وعلي الجانب الأيمن بناية طويلة علي أحد جوانبها كان مجموعة من الشباب يرسمون صور لشخصيات علي تلك البناية وكان مظهرهم رائع ومحفز..بجانب العديد من المقاهي والبنايات الأخري، إنها منطقة جميلة هادئة...والأجواء هنا رائعة أيضًا..
"أنسة ديفيدسون ،نحن لا نملك الوقت بأكمله" قالها ببروده المعتاد لأقلب عيني بضيق، سأبدأ بالتفكير في أمر إلقاءه علي أي سيارة مارة من هنا..
تقدمته بهدوء وأنهينا أمر الغرف، وشئ سار جيدًا اليوم ولقد إخترت غرفة في طابق مختلف عنه وضبطت جميع الأمور ومر الوقت ومرت تلك الزيارة بالشركة ومر كل شئ بيُسر وسهولة وحان وقت ذلك الإجتماع بالفندق مع أحد العملاء والذي هو صاحب الفندق..
أخذت حمامًا سريعًا ووقفت أمام الخزانة أنتقي ما سأرتدي...وكأن لدي العديد من الخيارات!، إرتديت بنطالُا رماديًا واسعًا من القماش وكنزة سوداء ضيقة بأكمام طويلة وتركت شعري منسدلًا وأخذت الأوراق اللازمة ثم نزلت لأسفل وكان هو واقفًا بإنتظاري ليُرشدنا أحد المسئولية في الفندق لغرفة كبيرة واسعة وحالما دلفنا كان هناك العديد من الناس وكان الأمر مخيفًا في البداية..
"فيريرا...لقد مر وقت طويل" قالها أحدهم مستقيمًا وأغلق أزرار سترته مقتربًا من فيون وعلي وجهه إبتسامة..
"ديابيز.."هذا جل ما قاله فيون بإبتسامة باردة ناظرًا له..
"لم يخطر لأحد أن نتقابل هنا بعد هذه الفترة أليس كذلك؟" إبتسم كليهما تلك الإبتسامة المخيفة الباردة وصافحا بعضهما..
" أتمني أن ننتهي أيضًا من هذه الفترة سريعًا" أكمل فيون ليترك يده ويترأس تلك الطاولة الطويلة وأجلس بالكرسي الأخر علي يمينه..
مر الإجتماع بمرونة تقريبًا بخلاف القليل من العقبات التي كانت تتوالي والتي يتلقاها فيون بكل برود وهدوء مما يجعلني أتوتر أنا أكثر،كلاهما يلقيان علي بعضهما الكثير من الحديث العملي لكن كلاهما ماهران بتخطيهم وكأن لا شئ يحدث...لكن المفاجأة أنه يفوز بكل عقبة دون تكبد عناء التوتر وكأنه يعلم أن ذلك كان سيواجهه مسبقًا..
بعدما إنتهينا توجهت للخارج قليلًا أتجول بالحديقة الواسعة التابعة للفندق وكان الطقس باردًا قليلًا لكنه جيد وجلست قليلًا علي الكرسي أنظر للسماء وأصفي ذهني قليلًا حتي شعرت بأحد يجلس بجانبي لأنظر وكان فيون لأعيد نظري للسماء مجددًا..
"ذلك الرجل من الإجتماع...لقد كان مريبًا" تحدثت بهدوء ثم نظرت له بهدوء..
"هو كذلك..لكنه لن يشكل خطرًا علي أحد، وإذا حاول فعل شئ لكِ فقط أخبريني" قالها بهدوء ناظرًا للسماء..
"لمَ تفعل ذلك؟" سألت ونظرت له..
"أفعل ماذا؟" سأل بهدوء مُلتفتًا لي..
"أنت تعلم عمَ أتحدث "أجبت عليه ببساطة، لأن هذا يُتعبني صدقًا..
"لا ،لا أعلم" قالها بهدوء لأتنهد وأعيد ظهري للوراء..
" بخصوصك ،وتصرفاتك تجاهي "تحدثت ببساطة..
"لا أجد مشكلة بتصرفاتي معكِ...أخر مرة أتذكر أنكِ السكرتيرة الخاصة بي وأنا مديرك لا أكثر ولا أقل" قالها بهدوء لأشعر بضيق بداخلي، في حين كان من المفترض أن هذا الرد الذي أنتظره لكنه ليس كذلك..
"جيد...لذا رجاء تصرف علي هذا النحو "قلتها بهدوء وإستقمت لأعود للفندق مجددًا..
حالما صعدت للغرفة ألقيت نفسي علي الفراش محاولة إخراج ذلك من رأسي، علي أن أتخطاه علي ذلك حتي إن لم أرد ذلك...لكن علي ذلك، لي علي الأقل...لكن كيف من المفترض أن أفعل ذلك وأنا أمامه أغلب الوقت، الأمر وكأنني أقع له أكثر من البداية، لطريقته وشخصيته، إبتسامته وحديثه...كل شئ وقعت له من البداية يُعيد ذاته مجددًا..
حاولت تناسي الأمر وحادثت هيفين وإطمأنيت عليها وتحدثنا حيال الكثير من الأشياء، في الحقيقة هي كانت تتحدث كثيرًا وأنا أستمع لها...هي كالطفلة عندما تتحدث حيال شئ ما، وهذا شئ لطيف خاصة عنج الإستماع لها...بعد وقت إنتهينا وكانت هناك مكالمة أخري...من أليكساندر..
"مرحبًا" أجبت بهدوء وقليل من التوتر، لا أعلم لمَ..
"مرحبًا عزيزتي" أجاب بصوت هادئ تمامًا..
"كيف حالك؟" سألت بهدوء وبدا ذلك كشيئًا غريبًا..
"جيد بعد سماع صوتك" أجاب بهدوء لأومئ وأنا لا أعلم ما يجب أن أقول..
"لقد مضي وقت منذ أن رأيتك أخر مرة" قلتها بهدوء..
" كان هناك بعض الصفقات الهامة التي تقوم بها الشركة فأنشغلت قليلًا" قالها بهدوء..
"أجل...صفقات ،أتمني أن يكون كل شئ بخير معك" قلتها بهدوء..
" سيكون كذلك عندما أراكِ...هل أنتِ متفرغة؟" سأل بهدوء لأغلق عيني وقع حديثه، حسنًا تصرفاته تتضح الأن..
"لست بالبلاد الأن...أنا بأيرلندا "قلتها بهدوء..
" ماذا تفعلين هناك؟ "سأل بنوع من الإستغراب..
" مع فيريرا، برحلة عمل "أجبت بهدوء..
" إعتني بنفسك، وإذا حدث شئ حادثيني "قالها بهدوء وطريقة علي غير طريقته..
أكملنا هكذا لقليل من الوقت في أحاديث مختلفة لكن كل شئ كان مختصرًا، ولا يمكنني العودة للحديث كما كنا بعدما إعترف لي بإعجابه....لكنها إنتهت بعدها شكرًا للقدير...وبعدها نمت طويلًا، حتي نسيت كل شئ وفقط غفوت وإستيقظت بالواحدة والنصف ظهرًا تقريبًا..
إرتديت بنطالًا أسود ضيق وكنزة بلون الكراميل واسعة ثقيلة لتلائم الأجواء الباردة بالخارج ثم تركت شعري ونزلت لأسفل وكالمعتاد إلتقيت به في المصعد وكان إثنتينا فقط، لن يحدث شئ...أليس كذلك؟
"لا يوجد أعمال اليوم، قد نغادر اليوم ليلًا" قالها بهدوء لأومئ..
"هذا جيد" أومئت بهدوء لأنهي الحديث، ليس وكأنه كان يحاول بالأساس...وعندما وصل المصعد خرجت أولًا ثم خرج هو بعدي..
توجهت لأحد العاملين بالفندق وإستفسرت منه عن بعض الأماكن هنا التي قد أذهب لها، ولقد كان مفيدًا للغاية لي...أخبرني بالأماكن القريبة وحتي أنه أعطاني كتيبًا صغيرًا للإرشاد وأعطاني رقم الفندق أيضًا إذا فقدت طريقي أو ما شابه..
خرجت وسرت قليلًا أتمتع بالمكان الذي أجهله تمامًا، وتوجهت لمقهي صغير جذبتني أضواءه الهادئة وترتيباته بالداخل وتلك الرفوف الصغيرة المُزينة بالكتب وكل شئ كان يبدو مناسبًا لأجواء كتلك..
رحبوا بي كما يفعلوا مع باقي الضيوف وطلبت مشروبًا ساخنًا وإستعرت أحد الكتب تلك وكانوا مرحبين بتلك الفكرة تمامًا بل يدعموها أيضًا وهم يضعون تلك الكتب ليشجعوا الناس علي القراءة...إنها فكرة أصحاب المقهي، والذي إتضح أنهم رجل وإمرأة مسنين، وإتضح من صورهم المُعلقة علي الحوائط، وفي رحلاتهم أيضًا..
قضيت الكثير من الوقت هناك،وأنا أعني الكثير مثل ساعتين أو ما شابه...قرأت كتابين في ذلك الوقت وشربت عدة مشروبات وأشعر أن معدتي تؤلمني...كثيرًا ،إنتهيت وتمشيت بالشوارع قليلًا مطلعة علي الكُتيب حتي لا أضيع، حتي وصلت لأحد المتاحف الشهيرة هناك، وعندما دلفت لهناك وقعت بحب المكان..
إحتواءه لكل ذلك الجمال أعطاه مكانة خاصة، يُمكنه أسر قلبك بثوانٍ من أجل كل تلك العظمة..
تجولت بالمكان قليلًا وإستمتعت بكل ما هو موجود حتي أصبحت حوالي السادسة خرجت وأكملت جولتي بالمدينة وأحضرت طعامًا وتمشيت بإتجاه حديقة واسعة للغاية، هادئة نوعًا ما ولا يوجد بها الكثير من الناس....مليئة بالأشجار وألعاب الأطفال والكراسي للإستراحة، رغم الغيوم الداكنة والأجواء الباردة إلا أن الجو لطيف هكذا..
جلست علي أحد الكراسي وتناولت الطعام وأنظر حولي قليلًا متفقدة الناس والأطفال اللذين يلعبون وأبتسم...الأن أشعر أنني بالحماس لذلك الطفل الصغير الذي لا أعلم إن كان فتاة أم فتي بعد لكنني متحمسة له، سوف أفعل ما بوسعي لأكون والدة جيدة، أنا سعيدة للغاية كنت أتمني لو كان بإمكاني إخباره بالأمر..
بعد قليل من الوقت بدأت بالإمطار وبدأ الناس بالعودة لمنازلهم، الأطفال تركض لأبائهم ليتوجهوا لسياراتهم ويغادروا سريعًا...لقد بدأت بالإمطار بغزارة وأصبحت الغيوم أكثر سوادًا لأستقيم سريعًا وأبدأ بالعودة لأدراجي..
"المضحك بالأمر هو أنني لا أتذكر طريق العودة وذلك الكتيب الصغير قد أصبح مبللًا للغاية ولا يمكنني الإسترشاد به عن شئ...سرت قليلًا حتي وقفت أسفل شجرة كبيرة منعت هطول الماء قليلًا بعد أن تبللت تمامًا لكن هذا أفضل من لا شئ..
حاولت محادثة الفندق أو أي أحد لكن لم يكن هناك إشارة بسبب تلك الأجواء والرياح الشديدة...لقد إزدادت الأجواء برودة ومطرًا وكنت أتجمد أسفل هذه الشجرة ولا يوجد شئ بإمكاني فعله، علاوة علي ذلك المكان مظلم ولا إشارة لسيارة أو أي شئ..
وقفت لحوالي ربع ساعة أخري، والأجواء تزداد سوءًا ولا أعلم ذلك التغير المفاجئ لكنه ما حدث....أعضائي متجمدة تمامًا وكل شئ سئ الأن، لكن كل شئ تغير في دقائق عندما سمعت صوت خطوات خلفي وشخص يضع سترة علي كتفي وحالما إلتفت كان هو، كَم المشاعر التي أشعر بها الأن عندما رأيته، أنا فقط أحبه للغاية وأتمني لو كان بإمكاني إعطاءه العالم بأكمله..
"هل أنتِ بخير؟ لمَ لم تحادثيني حالما بدأت بالإمطار؟" قالها ممسكًا بوجهي بين يديه الباردتين وهو يتفقدني..
"أنا...أنا بخير...لم أعلم أن الأمر سيزداد لهذا السوء" قلتها بهدوء ناظرة له..
"حمدًا لله أنكِ بخير..."قالها متنفسًا بإرتياح ثم ترك وجهي..
"كيف علمت أنني هنا؟ "سألت ووضعت يدي في جيوب سترته..
" لقد تعقبت هاتفك...لقد تأخرت منذ أن غادرت" قالها بهدوء متفقدًا هاتفه وهو ينظر حوله، للظلام عمومًا..
" سوف تبرُد هكذا" قلتها وكدت أخلع سترته لأعطيها إياه..
" أنا بخير، إرتديها.. "قالها بهدوء مشيرًا لي بإرتدائها لأرتديها وأغلقها وأشعر بالأسي حياله..
" كيف سنعود الأن؟ "سألت بهدوء وكانت الأمطار تزداد أكثر..
"سنجد طريقة، لكن علينا الإنتظار حتي يتوقف المطر" قالها بهدوء وأعاد هاتفه مجددًا..
"حسنًا ،فقط قف أسفل الشجرة...ستصاب بالبرد هكذا" قلتها وجذبت ذراعه ليقف بالأسفل بجانبي..
"لمَ تأخرتِ هكذا ؟ماذا كنت تفعلين؟ "سأل معيدًا شعره المبلل الذي كان يغطي جبهته للوراء، لأصمت لثوانٍ ثم أجيب..
" كنت أتمشى بالجوار، إذا كنت علمت أن ذلك سيحدث لم أكن لأخرج "أجبت بهدوء محاولة تدفئة نفسي وأثناء ذلك الحديث كانت تتقدم سيارة ما بأضواء شديدة وتوقفت بإتجاهنا وترجل منها أحدهم، مرتديًا معطفًا طويلًا للشتاء..
"أنتما الإثنان...أتحتاجان لتوصيلة ؟" سأل ذلك الرجل بصياح كصوت عالٍ لكي نتمكن من سمعه..
" هل أنت واثق من ذلك؟" صاح فيون له بالمقابل..
"حتي إن كنت سأختطفكما ،علي الأقل سيكون بمكان بعيدًا عن ذلك المطر الغزير" صاح الرجل مجددًا..
"عادل بما يكفي" صاح فيون ليُمسك بيدي بين يده وسرحت لثانيتين تقريبًا، لنتوجه لتلك السيارة ويصعد الرجل ونصعد أنا وفيون..
"هل تأذيتما بشدة بسبب المطر؟ "سألت سيدة كبيرة بالسن تجلس بالأمام بعدما إلتفتت إلينا..
" أجل بخير...شكرًا لكما، هذا كان لطيفًا منكما" إبتسمت لهما بهدوء..
"عزيزتي لا داعٍ للشكر...يعلم الرب وحده ما كان حدث إن كنتما بقيتما هناك" قالتها السيدة بإبتسامة لطيفة..
" أنتما لستما من البلاد أليس كذلك؟" قالها الرجل المُسن ناظرًا لنا بالمرآة..
"لا لسنا كذلك...نحن من نيويورك "أجاب فيون بهدوء..
" وما أتي بكما لهنا؟" سأل الرجل بهدوء..
" برحلة عمل...نوعًا ما "أجاب فيون مجددًا..
" هل أنتما متزوجان ؟" سألت السيدة بإبتسامة..
" لا.. "أجبت سريعًا لينظر لي فيون للحظة ثم ينظر للأمام..
" أوه ،كلينا كنا نقول ذلك كثيرًا عندما كنا نحظي بشجار، وكأننا نضايق بعضنا بتلك الطريقة" قالها الرجل بإبتسامة..
" هل أنتِ حامل؟ "سألت السيدة فجأة لينظر لي فيون مطولًا هذه المرة لأتفاجئ من وقع السؤال وكدت أترجل بالكلام..
"لا...لست كذلك" أجبت بهدوء ولازال فيون ناظرًا لي..
" تبدين كذلك، شاحبة قليلًا وتلك الأشياء "قالتها بهدوء..
" لا بد وأنه بسبب المطر والبرد" قلتها بهدوء..
" إلي أين وجهتكما ؟" سأل الرجل، وأخبره فيون بالفندق ليقود بإتجاهه ليتوقف فجأة بعد وقت..
"لا يمكننا سلك تلك الطرق الأن...سببت الرياح الشديدة سقوط الأشجار علي الطريق "قالها الرحل ودار بالسيارة..
"ماذا سنفعل الأن؟ "سألت بهدوء ناظرة لفيون لتبادر السيدة بالإجابة..
" سوف تأتيان لمنزلنا، حتي اليوم التالي...لا تقلقا ليس بالبعيد" قالتها السيدة بهدوء..
" نحن لا نريد إتعابكم صدقًا...يمكـ... "قلتها لتقاطعني..
" عزيزتي أنتم مثل أبنائي وصدقًا نحن سعداء لإستضافتكم لدينا "قالتها مبتسمة ثم نظرت للأمام لأنظر لفيون ليومئ لي..
"هل أنت متأكد أنك لا تريد السترة؟ "سألت بهدوء ناظرة له..."لقد تدفأت صدقًا" قلتها بهدوء..
" أنا بخير ديالا، لا تقلقي "قالها بهدوء لأنظر للنافذة بعدها..
" هل الأجواء هكذا هنا؟ "سأل فيون بهدوء..
" لا...إنها فقط عاصفة وستمر...نتمني ذلك" قالها الرجل بهدوء..
" أنا إيزابيلا بالمناسبة ،وهذا جورج" إبتسمت السيدة بعدما إلتفتت لنا..
"أنا ديالا ،هو فيون "إبتسمت بهدوء..
" هل ستبقيان هنا لبعض من الوقت؟" سألت بهدوء..
" لا...لقد كنا سنغادر الليلة...لكن يبدو أنها ستكون غدًا "أجاب فيون بهدوء لتومئ ثم تستدير للأمام ليعود فيون للوراء ويهمس بشئ بأذني..
" لا تُعجبني تلك الطيبة المريبة" همس بهدوء مطلعًا عليهما..
"ماذا ؟فيون هم يُساعدونا، هذا لطف كبير منهما...علي الأقل أن تظهر القليل من الإمتنان "همست ناظرة له..
" لازالت لست مطمئنًا" همس بهدوء..
"عليك الهدوء، لن يقتلونا أو ما شابه" همست بهدوء ونبرة ساخرة قليلًا حتي توقفت السيارة أمام منزل كبير كالكوخ تحاوطه القليل من الأشجاء التي ينهمر المطر عليها..
" لقد وصلنا...تفضلا ،وإنتبها لسيركما "قالتها السيدة بهدوء لنخرج سريعًا من السيارة ونتوجه للداخل سريعًا لأبدأ الشعور بالدفئ بسبب تلك المدفأة والخشب الذي يحترق..
"رجاء تصرفا وكأنكما بمنزلكما...دعاني أرشدكما لغرفتكما" قالتها السيدة بإبتسامة بعدما خلعنا ستراتنا وأحذيتنا..
" لا داعي لذلك صدقًا، سوف ننتظر فقط توقف المطر ثم سنذهب...لا نود إتعابكم" قالها فيون بهدوء..
"لا يوجد أي تعب بالأمر، بجانب أنظر لها...هي شاحبة ومرهقة وتحتاج الراحة...وأنت كذلك علي أعتاب الإصابة بالبرد، لذا من الأفضل أن تبقيا هنا الليلة فقط...وغدًا إفعلا ما شئتما " إبتسم الرجل لأبتسم لهما..
" شكرًا لكما، هذا صدقًا كثير ولا أعتقد أنني يمكن إيجاد كلمات كافية لشكركما "إبتسمت..
" لا تقولي ذلك...دعيني أطلعكما علي غرفتكما وأحضر لكم ملابس جديدة قبل أن تصابا بالبرد" إبتسمت ثم صعدنا لأعلي وكانت الغرفة واسعة بألوان هادئة ومدفأة أخري وكل شئ دافئ بهذه الغرفة ومريح..
" أتمني أن تكون تلك الملابس علي مقاسكما...سأعد لكما العشاء "إبتسمت السيدة..
" لا لا....لا داع، نحن بخير...فقط سننام فقط، شكرًا جزيلًا لكما "إبتسمت ناظرة لها..
"كما تريدان أعزائي، تصبحوا علي خير" إبتسمت ثم خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها..
حالما إستدرت كان فيون يسعل ويرشح قليلًا لأنظر له بقلق وحزن، أنا السبب في أنه سيصاب بالبرد الأن..
" فيون ،عليك الذهاب والإستحمام الأن حتى لا يزداد البرد "قلتها بهدوء ناظرة له..
" أنا بخير، فقط أدلفي أنتِ الأول لا تقلقي علي" قالها بصوت هادئ وجلس علي الكرسي بقليل من الإرهاق..
"فيون سيزداد البرد لديك...هيا" قلتها مشيرة له للمرحاض يظل صامتًا لفترة دون الحديث لأقلب عيني..
" أنا المخطئة "قلتها وأخذت تلك الملابس للداخل لأخذ حمامًا ساخنًا لأتدفئ مستمتعة بتلك الأجواء..
بعد دقائق خرجت من المرحاض مرتدية تلك الكنزة الضيقة بأكمام طويلة وبنطال أسود وشعري المبلل تتدلي منه المياه علي كتفي وإقتربت من فيون الذي كان مستلقيًا للوراء ونائم تقريبًا..
"فيون ،المرحاض....فارغ" قلتها ناظرة له لكن لازال لا إجابة..
"فيون...هل نمت؟" سألت مقترية وحركته قليلًا لكن لا إجابه، هنا متي وقع قلبي وشعرت بأن جسدي تجمد، لمَ لا يجيب علي!
وعن أي خليل تتحدث هيفين؟
تري ما الذي حدث؟
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
Коментарі