Fight
Part 47
'ماذا يحدث عندما تُشوه أجمل ما تملك؟ تخلق وحشًا...شخصية تُخرج أسوأ ما بك، تلك التي يسعد بها شياطينك..'
"أجل أيزاك ،ماذا هناك؟" سألت بهدوء..
"هناك شئ ما حدث، لكن عليك وعدي أنك لن تتعصبي أو تسبي أو تفعلي أي شئ سئ..."قالها بنبرة قلقة نوعًا ما..
"بالتأكيد الأمر سيتطلب شئ مما ذكرته...ماذا هناك؟" وقلتها وأنا أحك مقدمة جبهتي..
" عديني ديالا "تحدث بنبرة جادة لأتنهد..
" أعدك..الأن ما الأمر؟" سألت..
" ذهبت لمكان ما اليوم، بعدما حادثتك...ولكن تم منعي من الدخول، ويشاء القدر أنه بنفس المكان الذي به توماس "قالها بنبرة قلقة قليلًا..
" ماذا تقصد أنك كنت بنفس المكان الذي به توماس؟ أين هو بالأساس؟ "سألت..
"في مكان أنتِ لا تحبيه نوعًا ما"قالها بتردد من قولها..
" مهلًا مهلًا...أنت تعلم مكان توماس؟ هذا يعني أنه ليس مع آدم!! "قلتها بأعين متسعة من الدهشة، إذًا آدم كذب على!
" آدم! اللعنة لقد أفسدت الأمر "تمتم بصوت خفيض..
" ديالا ،أنا فقط أخبرك بذلك لأنني قلق على توماس ولا أود أن يحدث له أي شئ رجاء إهدأي لنفكر بعقلانية..."قالها بهدوء..
" أخبرني أين هو...وأحضر مؤخرتك للمنزل الأن" قلتها بضيق وعصبية..
"ديالا ،لا تجعليني أندم على إخبارك "قالها بهدوء..
" سأجعلك تندم على الساعة التي وُلدت بها إن لم تخبرني الأن ديفيدسون "قلتها بعصبية وأنا أسير بالغرفة..
" حسنًا سأتركك هكذا حتي تهدأي، سأكون بالمنزل عند لويس "قالها بهدوء لأهدأ حتى استخلص المعلومات منه..
"أيزاك عزيزي الصغير...أنت تعلم أن توماس مريض وقد يحدث أي شئ له ونحن لا نعلم، للتو خرج من غيبوبة ونحن لا نريد أن يدخل بها مُجددًا...فالأن تصرف كالفتي المطيع وأخبرني أين هو "قلتها بهدوء تام..
" تعلمين أنني لست صبيًا صغيرًا لتحادثيني هكذا" سخر مُتذمرًا بضيق..
" أيزاك اللعين أخبرني الأن "صرخت به بقوة..
" حسنًا حسنًا إهدأي، يا إلهي...لكن إذا أخبرتك لا تذهبي رجاء هناك، المكان هناك خطير، وليس أمن للذهاب لهناك "قالها بهدوء ونبرة قلقة عليها..
"لا أريدك أن تقلق أيزاك، سيكون الجميع بخير...أريدك فقط أن تبقى عند لويس حتى أصل لحل وسأحادثك "قلتها بهدوء وأنا أحك رقبتي بقلق..
" مهلًا أيزاك...هل ذهب هناك؟ للمكان الذي أخبرته مائة مرة ألا يذهب به؟ "قلتها بهدوء ومن أعماق قلبي أتمنى ألا يكون هو..
"أجل ديالا...لكن رجاء إن كنت ستذهبين على أن أتي معك، لا يمكنك الذهاب هناك وحدك "قالها لأعض علي شفتي السفلي من شدة الغيظ..
"لن أذهب...لن أذهب لا تقلق، سأحادث آدم وأخبره أن يعيده...لا تقلق، فقط إبقي مع لويس حتى أحادثك، إعتني بنفسك...وأرسل لي العنوان " قلتها بهدوء..
" ماذا ستحتاجين من العنوان إن كنت لن تذهبي؟ "قالها بهدوء واستغرب..
"فقط أرسله أيزاك" قلتها بتنهد وأغلقت الهاتف وانتظرت لثوانٍ حتي أرسله لي..
"حسنًا هؤلاء الملاعين كانوا يكذبون علي..حسنًا سأفسد اللعنة على رؤوسهم "قلتها مُتمتمة وأنا أسير بالغرفة بعصبية..
"حسنًا ديالا، عليك التوقف عن السب واللعن، ووقت التصرف "قلتها وإرتديت تلك الكنزة ذات الأكمام الطويلة الداكنة والبنطال الداكن سريعًا ثم غادرت مسرعة وأخذت سيارة أجرة سريعًا وأخبرته بالعنوان..
" هل أنتِ متأكدة من ذهابك لهناك؟ المكان ليس بالأمن لفتاة مثلك" قالها السائق ناظرًا لي من المرأة..
" أجل أجل...متأكدة، الأمر طارئ" قلتها ليومئ بهدوء وأنظر أنا من النافذة..
أعلم أن المكان هناك غير أمن بتاتًا لأي شخص من أي مكان، ذهبت لهناك مرة واحدة ولنفس السبب الغبي ولم أفعلها مُجددًا...فقط أتمني ألا يكون الأمر خطيرًا وكل شئ سينتهي سريعًا صحيح؟ تمسكت بالقلادة المعلقة برقبتي وأنا أدعو أن يكون توماس بخير..
توقفت السيارة بعد وقت قليل وكنت مترددة حقًا من الخروج لأنني خائفة بالحقيقة وأود الرجوع لكن لا يمكنني فعل ذلك الأن..
"عزيزتي أنتِ مثل ابنتي، ولا أعتقد أنها فكرة سديدة وإن كنت لا تودين فيمكنني إعادتك الأن" قالها بهدوء ناظرًا لي لأنظر له وأنظر للشارع الفارغ..
"لا، شكرًا لكَ...للغاية، تفضل" قلتها وأعطيته المال ثم خرجت من السيارة وغادر هو..
وقفت لثوانٍ دون حراك أمام ذلك الشارع الفارغ الذي يُضيئه القليل من الأنوار ويسير به أفراد قليلة للغاية..أخذت نفسًا عميقًا وسرت قليلًا بالشارع بتردد وأعين بعض الناس تتبعني وذلك أصابني بالقلق حتي وصلت لشارع جانبي ضيق ووقفت أمام الشارع بتوتر محاولة تجنب نظرات الناس والإختلاط بأي أحد..
في شوارع كتلك ستجد أنواع كثيرة من الناس، أكثرهم قد يكونوا سارقين وتجار مخدرات وكل تلك الأنواع التى لا يود أي أحد مقابلتها، حاولت محادثة آدم عدة مرات لكن دون جدوى ولم يجب على أي من اتصالاتي، جمعت شتات نفسي ونظرت حولي لأجد بعض الناس القليلة فقط بالشارع وتقدمت قليلًا لأنظر لذلك المكان الذي يجب أن أدخله، وكان يقف عليه شخصين كبيرين للحراسة...لذا لا يوجد حل إلا تشتيتهم والدخول، لكن كيف؟
فكرت بفكرة غبية للغاية وقد تتسبب بمقتلي لكن ها نحن ذا وأنا ألعن توم وآدم داخليًا علي الوضع الذي وضعوني به...لكن لتكتمل تلك الخطة الصغيرة الفاشلة بعثرت شعري قليلًا وقطعت جزء من أحد الأكمام لأحبك الدور أكثر ثم نظرت حولي لأجد هرة واقفة تنظر لي وأتخيل أن في عقلها الأن ما خطب تلك المجنونة...إنحنيت لها قليلًا وحملتها برفق..
"مرحبًا يا قطة، لن أؤذيك أعدك...لا أؤذي الحيوانات لا تقلقي، لكن عندما أري آدم وتوماس قد يتغير الأمر" قلتها برفق وأنا أُلمس على ظهرها برفق وهي بأحضاني حتي توقفت إحدي السيارات فجأة أمامنا مُسببة لنا الرعب، وبدا أنهم بعض الفتيان خفيفي الظل..
إنتفضت تلك الهرة من بين يدي فجأة من خوفها وجرحتني بمخالبها بمعصمي..
" ما خطبك، لقد أخفتها وأوشكت أن تسحقني "سخرت ناظرة لذلك السائق..
"يمكنني أن أعيدك للمنزل يا قطة أيضًا" قالها بابتسامة غامزًا ليصيح أصدقاؤه له..
"لن أقف لأفعل ذلك" قلتها ساخرة ثم سرت بذلك الشارع مُبتعدة عنهم..
تفقدت ذلك الجرح الصغير وذلك سيساعد الخطة بشكل جيد، مسحت بأصبعي قليلًا على ذلك الجرح ومسحت تلك الدماء أسفل شفتي السفلية من اليسار ليقتنعوا أكثر...توجهت لهذين الرجلين راكضة...واعتمادًا علي ذاكرتي التي أتمنى أن تساعدني قد تنجح تلك الفكرة..
راكضة بإتجاههم مُمثلة الألم والتعب حتى انتبهوا لي بعدما وقفت أمامهم..
"ماذا تفعلين هنا أيتها الفتاة؟" سأل أحدهم بجدية وخشونة..
"هناك شجار كبير عند الباب الخلفي، ثلاثة منهم يحملون أسلحة...حاولت الهروب، لكن هناك أناس عالقون هناك" قلتها وأنا ألهث مُمثلة صعوبة التنفس وهم ينظرون لي بنظرات غير مُصدقة..
"أي باب خلفي؟" سأل بهدوء ناظرًا لي، وعلى حد علمي أنه كان باب خلفي واحد فقط...لا أعلم أنه ظهر فجأة أكثر من واحد.. أخر مرة كنت هنا كان واحدًا فقط!!!
" أي...باب..إنه... "قلتها بتردد وخوف من أن تفشل تلك الخطة وسيعلقون رأسي على ذلك الباب الصغير..
لكن سريعًا قاطع كل ذلك صوت شجار مرتفع من الرواق المجاور وشخص يلقي بالأخر علي السيارة ومن الواضح أنه شجار كبير، لينطلق الرجلين لهناك سريعًا، لأنتهز ذلك وأدلف للداخل، حراس أغبياء..
Author's POV
المكان من الداخل يمكنني أن أقول أنه ليس بالأفضل عن الخارج إطلاقًا...إنه مُكتظ بطريقة مخيفة مرعبة، قد يتعدى العدد الثلاث مائة وقد يزيد...المرة الأولى التي كانت بها كان لذات السبب، توماس تصرف بدون عقله الذي لا أعلم أين يضعه، وتورط بشجار كبير وكان عليها المجئ لإخراجه دون أن تعلم أمهما...لست متأكدة تمامًا بخصوص إن كان توماس قد ذهب بعدها أم لا، لكن بالتأكيد ذهب دون علم أي منهما..
هذا المكان مخيف تمامًا ولا أنصح لأي أحد بالذهاب له، ستجد العديد من الفتيات والرجال وكؤوس الكحولات بأكملها هنا وهناك وأصواتهم تتعالي كل خمس دقائق، الأمر أشبه بكارثة هنا...تزداد الأصوات كلما اقتربت من المركز نفسه، في هذا المكان إما أن تخرج ميتًا أو بإعاقة مُستديمة،،لا يوجد حل وسيط
"أخت الرئيس هنا" همس أحدهم بأذن الاخر..
"ديالا هنا" همس شخص مُختلف بأذن أحد أخر..
أكملت طريقها للأمام ولا أعلم من أين من المفترض أن تعلم إلى أين هي ذاهبة، فقط تتبع تلك الأعين المُصوبة علي المركز...فقط لنكمل هكذا حتي نجد أي شئ يدلنا على أي شئ...عندما كانت تخترق تلك الحشود..شعرت بيدين كبيرتين حول خصرها تجذبها بقوة للوراء وترفعها عن الأرض بسبب قوة الجذب وللأسف لم تتمكن من رؤيته بوضوح لأن وجهها للأمام ولا يمكنها رؤيته...لدرجة أنها صرخت لكن فقط لم ينتبه أحد أو لم يكن عقلهم بتلك اللحظة، ويبدو أن أشياء كتلك معتادة هنا..
"دعي وشأنى وإلا أقسم أنني سأصرخ وسأتركهم يلقوك بالخارج.." صاحت به بعصبية وهي تحاول الإفلات بقوة من قبضته..
"لقد صرخت قبلًا....لم يفعل أحد شئ" قالها بهدوء لتنتبه لذلك الصوت حتي أفلتها لتلتفت له بعصبية..
"لا وقت للنظر لي هكذا" قالها وجذب يدها للخارج بعيدًا عن كل ذلك..
" ما اللعنة التي تفعليها هنا ديالا؟ "سخر بجدية ناظرًا لها بعدما خرجوا من ذلك المكان..
"أنتَ كذبت علي "قالتها بغضب عارم ونظرات حادة..
"لا يجب أن تكوني هنا" قالها بنظرات تنم على العتاب عليها وهو ينظر يمينًا ويسارًا إن كان هناك أحد يراقبه..
"لقد كذبت علي آدم وأخبرتني أنك مع توماس، أين هو؟ "قالتها بحدة..
"سأطلب لك سيارة أجرة، عليك العودة للمنزل علي الفور "قالها مُمسكًا بيدها من معصمها أو بالأحرى يجرها..
" آدم يدك عني...أنا لن أذهب أي مكان معك، والأن أخبرني أين توماس.."قالتها دافعة إياه بقوة..
" ديالا ،أنصتي إلي...عليك العودة الأن، هذا المكان ليس بالمكان المناسب لكي تتواجدي به "قالها بهدوء مُقتربًا منها للغاية..
"هل هو بالداخل؟ آدم أنا وثقت بك ألا تُحضره لهنا مرة أخرى، وحتي إن أراد كان من المفترض أن تمنعه...أنا وثقت بك وهذا ما فعلته" قالتها ناظرة له بإزدراء وعدم تصديق..
" أنت تعلم أنه لديه مشاكل بالقلب وقد يحدث له أي شئ، ومع ذلك تركته يذهب لهناك...آدم أنت تعلم كم هذا قد يؤثر عليه، وتعلم أيضًا أخر مرة كان بها هنا ماذا حدث له "قالتها بعصبية وذلك الشعور هو الذي يسيطر عليها أكثر من كونها تود البكاء عليه..
" هل يمكننا أن نتعاتب عندما نكون بالمنزل؟ "قالها ولازال يلتفت من حوله كل خمس ثوانٍ..حتى فُتح الباب الخلفي فجأة ليخرج منه جرايسون وهو يُشير له بالهدوء ورومان، مفاجأة أليس كذلك؟ كانت صدمة لها أيضًا..
" ديالا ،ما الذي تفعلينه هنا؟" قالها جرايسون ناظرًا لها بجدية..
" لمَ الجميع يسألني ذلك؟ لقد أتيت كالسبب الذي أتيتم لأجله" قالتها ناظرة لهم..
"ولمَ تهتم؟" سأل آدم بجدية باردة واقفًا أمامه..
"هي تعمل بالشركة، وإن حدث لها شئ سيؤثر علي الشركة، ونحن لا نحتاج لأسئلة لا داع لها" أجاب جرايسون بهدوء واضعًا يديه بجيوبه..
"كانت تعمل...لا داعٍ لإهتمامك إذًا.."قالها آدم ببرود ويبدو وأن كل منهما علي وشك افتعال شجار..
"هذا ليس وقت شجار على الإطلاق...أين هو أخي؟ "قالتها مُبعدة إياهم عن بعضهم..
" إذًا عليك الذهاب للشرطة، هذا ليس مكانًا للعب الأطفال.." قالها رومان ببساطة..
"ماذا حدث لكِ؟ هل تعرضت للأذي؟ "سأل جرايسون ناظرًا لها من أعلى لأسفل ولبقع الدماء الصغيرة تلك والكنزة المشقوقة..
" هل أذاكِ أحد؟ "قالها آدم ناظرًا لها بتصفح لتتجاهله وتنظر لجرايسون..
"جرايسون ،هل يمكنك إخباري رجاء إن كان توماس بالداخل أم لا!" قالتها بأعين تحمل الرجاء لجرايسون..
"ديالا عليك العودة للمنزل...هذا المكان ليس أمنًا، ستتعرضين للأذي إن بقيت لهنا" قالها بهدوء ناظرة لها..
" أعلم أنه بالداخل، لذا إما أن تدخلوني له أو سأحادث الشرطة...الجميع يعلم أن هذا المكان غير شرعي، والشرطة ستكون سعيدة بإلقاء القبض على الجميع ولا أهتم إن كان أخي بالداخل معهم أم لا "قالتها وأخرجت هاتفها وبالفعل حادثت الشرطة لكن رومان سريعًا أخذ هاتفها وألقاه أرضًا وحطمه بقدمه لقطع صغيرة..
" إذا كنت خائفًا للغاية هكذا فقط أدخلني ولننتهي من هذه اللعنة "قالتها بجدية له..
" حسنًا دعيني أخبرك أين هو...هو الأن سيـ..."كان يتحدث بجدية وهو يقف أمامها مباشرة بطريقة مخيفة حتي قاطعه آدم بدفعه بعيدًا عنها..
"لا تحاول التقرب منها حتي مُجددًا" قالها آدم بجدية وكاد يتقدم رومان ليلكمه حتي أوقفه جرايسون بيده..
"توماس ليس هنا ديالا...وصدقًا بقاؤك هنا سيعرض الجميع للخطر" قالها بهدوء ليلحظوا سيارة قادمة من أول الطريق ليخلع آدم ربطة شعرها لينسدل علي وجهها يغطيه..
" رأسك لأسفل.." قالها لتفعل كما قال وتظل خافضة رأسها وآدم يقف أمامها علي مسافة صغيرة منها وجرايسون ورومان يُتابعان السيارة التي عبرت من أمامهم حتى اختفت..
" الأن ماذا؟" سألت ناظرة لهم..
"الأن للمنزل" قالها مُجددًا جاذبًا يدها لتدفعه مُجددًا بقوة..
"أخبرتك أنني لن أذهب أي مكان معك حتى أعلم أين توماس" قالتها بحدة..
"من المحتمل أنه الأن بالداخل يلقي حتفه" قالها رومان ببساطة وهو يُدخن سيجارته لينظر له جرايسون بإستياء وآدم يرمقه بنظرات قاتلة...أما ديالا عندما سمعت ذلك انتفضت من الداخل وهي شعرت من البداية أن توماس في موقف خطر لكن لم تعلم أنه لتلك الدرجة..
"دعيني أعيدك للمنزل "قالها مُجددًا وهو يجذبها هذه المرة بقوة ودفعته أيضًا بقوة لتتجه لرومان..
"رومان رجاء خذني له، قد يحدث له أي شئ رجاء...هو مريض، رجاء" قالتها ناظرة لرومان بأعين لامعة توشك علي البكاء..
"مريض؟كيف؟"سأل جرايسون بهدوء، لينظر آدم بساعة يده..
"ديالا، سأخذك للداخل لتتأكدي أن توماس ليس بالداخل" قالها بهدوء لتتنهد بإرتياح وهي تومئ..
"لا يمكنها أن تذهب هكذا...لا ينبغي لأحد أن يراها "قالها جرايسون بهدوء..
"لمَ؟ ما الذي حدث؟" سألت ناظرة لهم..
"رومان، سترتك" قالها جرايسون ناظرًا لرومان لينظر لها ثم لسترته ليخلعها ويظهر عليه علامات عدم الرضا لأنه سيعطيها السترة..
أعطاها لها لترتديها وكانت سترة واسعة طويلة تصل لنصف فخذيها وأكمامها واسعة ليغلق آدم السحاب لها وهو قريب للغاية منها ووضع القبعة عليها لتغطي وجهها بأكمله..
"أنا أسف" همس لها وهو يغطي وجهها وهي لم تنطق أو تحادثه..
"أيًا كان ما يحدث، لا تحادثي أحدًا وكوني قريبة دائمًا" قالها آدم وشبك يده بيدها ودخلوا للداخل مع جرايسون ورومان..
عودة مُجددًا لذلك المكان المروع، يسير آدم بها للأمام وجرايسون ورومان بالخلف، وساروا قليلًا وسط ذلك الحشد الكبير والصياح يتزايد حتي التفت آدم بها ليغادروا..
" أرأيت هو ليس هنا؟ "قالها آدم ونظرت له ثم كادت تذهب حتي توقف الصياح ليتحدث أحدهم بمكبر الصوت تسبب في صمت الجميع..
"سيداتي وسادتي...كما رأينا منذ قليل، وشاهدنا أفضل الصراعات اليوم...وتحمسنا جميعًا والبعض طالب المزيد...لذلك ،الأسطورتان سيشعلون لنا الليلة...رجاء رحبوا معنا بفيريرا وديفيدسون..."قالها لتتجمد هي بمكانها وكان من الصعب عليها الالتفات والتأكد من الأمر حتي نظرت لآدم..
" لقد قلت أنه ليس هنا "قالتها ناظرة له بأعين مستاءة منه لتبتعد عنه وتتجه ناحية المركز..
" ديالا لا...اللعنة ما الذي يفكران به؟ "سخر آدم ناظرًا لجرايسون..
" قتل بعضهما من المحتمل" قالها رومان ببساطة..
"لا يمكن لذلك أن يحدث...ليس الأن وليس هنا" قالها جرايسون ليركضوا بإتجاه الحلبة وآدم يركض وراء ديالا حتى وصل ليقف بجانبها وهي لا تعلم ما يجب أن تفعل والقلق يعتريها..
" ديالا لأجل توماس عليك العودة للمنزل الأن" قالها آدم وجعلها تلتفت لتنظر له..
"قد يحدث أي شئ له آدم، للتو خرج من المشفى...ولا يمكنني خسارته، أخبره أن ينسحب الأن" قالتها بجدية محاولة التماسك حتي لا يتهاوي كل شئ من حولها..
"لا يمكنه الإنسحاب ديالا، هذا ضد القواعد "قالها بهدوء..
" لا أهتم لأمر لعنة القواعد، أنا لن أخسر أخي لأجل قواعد غبية..."صرخت به ثم وضعت يديها بين وجهها وأخذت نفسًا عميقًا ماحية عبراتها بكفيها...."رجاء آدم إفعل شيئًا "قالتها بهدوء لينظر لها بقلة حيلة..
"إبق معها، وإياك أن تغيب عن عينيك "قالها آدم لأحد الرجال الواقفين بجانبه ليومئ سريعًا ويقترب من الحلبة مشيرًا لتوماس ليقترب..
" توماس هذا خاطئ ولا يمكنك فعل ذلك...عليك الإنسحاب الأن "قالها آدم بجدية له..
" بمجرد أن دخلت القفص لا يمكنك الخروج" قالها توماس ببساطة وهو يرمق فيون بنظرات غريبة..
"توماس اللعنة، كان عليك المغادرة من قبل...لقد تمادى الأمر توماس، أنت بالأساس في عداد الموتى بعد ما حدث اليوم...فقط واللعنة تشاورا وأنهيا اللعنة" سخر بعصبية..
"وأفوت فرصة قتله؟ لا مستحيل "قالها ببساطة وبرود ليقضم آدم شفته السفلية محاولًا كتم غيظه..
"توماس. ديالا هنا "قالها بصوت خفيض له لينظر له توماس بأعين مشتعلة ويقترب منه..
" ماذا تعني أنها هنا؟ وكيف واللعنة جائت لهنا؟ "سخر مُمسكًا إياه من كنزته مقربًا إياه أكثر حتي لا يسمع أحد..
" لا أعلم توماس ولم أملك الوقت لأسألها...هي قلقة كاللعنة عليك وتخشي أن يصيبك شئ أكثر مما حدث لك...وهي حاولت بالأساس الإتصال بالشرطة ليأتوا لكن إنتهي الأمر...وهي تأبى تمامًا العودة "قالها آدم بهدوء..
"ماذا تعني بأنها تأبى العودة؟" صاح به توماس بعصبية لكن لم يسمعه أحد بسبب الأصوات المرتفعة..
" خذها وأخرجها من هذه اللعنة، لا أريدها هنا...هل تفهمني؟ "قالها بأعين مُشتعلة ليومئ له آدم..
" أجل سيدي..."قالها بهدوء ليتركه توماس ويبحث بعينيه عن ديالا حتى عرفها من شعرها المُتدلي وإلتفاتها حولها كل خمس ثوانٍ متفقدة المكان وأيضًا من الرجل الواقف بجانبها..
بذات الوقت مع جرايسون وفيون الذي لا يقتنع تمامًا بأي شئ يقوله..
"فيون...فيون، "قالها جرايسون سريعًا حالما وصل للحلبة وضرب بيده على الأرض لينتبه له ويقترب قليلًا..
" ما اللعنة التى تفعلها فيون؟ كان من المفترض أن النزال الفائت كان الأخير" قالها جرايسون بجدية..
"أردت جعل ختامها مسك "قالها فيون ببساطة وبصق الدماء جانبًا..
" فيون أنتَ لا تفكر بطريقة صحيحة، عليك الإنسحاب الأن" قالها له..
"تعلم أنه لا يمكنني ذلك، وبالمناسبة أراها فرصة رائعة لأنهي الأمر "أجاب ببساطة ومسح أثار الدماء عن وجهه..
"أحدكما سيخرج ميتًا من هذا...والأمر ليس بوقته ولا بمكانه " قالها بجدية وهو يعلم أنه مهما فعل لن يقتنع فيون بوجهة نظره..
" سيداتي و سادتي...اللحظة الحاتمة "قالها ذلك الرجل بمكبر الصوت ليحرك جرايسون رأسه بعدم رضا عن الأمر ويتراجع للوراء ليدق الجرس مُعلنًا عن بداية النزال..
" لا لا..آدم ماذا يعني ذلك؟ عليك فعل شئ ما" قالتها ناظرة له بترجي..
"فقط أدعِ له، لا يمكننا فعل شئ أخر "همس لها بهدوء مُمسكًا بيدها وهي تنظر لهما بأعين قلقة مُرتعبة..
"ماذا إذا أُصيب بنوبة قلبية؟ ماذا سنفعل حينها؟" قالتها بذعر ليمسك آدم بوجهها بين كفيه..
" عزيزتي إهدأي...أنتِ تُصابين الأن بنوبة ذعر...خذي أنفاسًا عميقة، وكل شئ سيكون بخير...علينا فقط الدعاء لكليهما" همس لها برفق لتبدأ بسمع اللكمات لتلتفت بذعر لذلك الحدث..
حسنًا بالتحديد ذلك المكان هو حلبة مصارعة حرة، لا قواعد لا حكام غير واحد لا شئ...فقط إن كنت قويًا ستفوز، عندما يأتي الناس لهنا إما هم رجال عصابات أو مجرمون أو مستائون من أنفسهم وحياتهم أو أشخاص لا يملكون شيئًا ليخسروه، بجانب أنك تحصل على مال من ذلك من رهانات الناس عليك...لأنه بمجرد ما تخط قدميك بذلك المكان أنت تنسي حياتك السابقة تمامًا..
بالإضافة أنك اكون على علم بمجرد ما تخط قدمك الحلبة إما أنت ميت أو ستخرج بإعاقة، لا شئ وسط بها...يعتمد على مهارتك بالخداع قوتك العقلية قبل الجسدية، ومن الرائع أن كلا من علي الحلبة لا يملكان القوة العقلية..
في ذلك المكان ثلاثة مشهورون، إثنان منهما فيون وتوماس والثالت ليس مشكلتنا الأن...الأثنان لا يعرفان رحمة بنزال، البعض يتحمس عندما يسمع بنزال ضد واحد منهما يتحمس لأنه قد يتسبب بإعاقة لأي منهما وينتهي بذلك المتحمس الأمر إما بالمشفى أو بالقبر....الذكي فقط من يتجنب النزال مع أي منهما..
أودك أن تتخيل كيف سيكون النزال بين أكثر إثنين مُخيفين بالمكان وخاصة أن العديد من الناس أتت من جميع النواحي لتشاهد ذلك النزال المثير وخاصة أنه أول نزال منذ أن أتيا لذلك المكان يجمع بينهما، فترقب إنه حدث تاريخي مُميز..
كلاهما كان عاريان الصدر وتزين تلك الوشوم الكثيرة جسدهما مع بعض الدماء من وجوههم وجسدهم جراء النزالات التي سبقت ذلك مباشرة...حالما بدأ النزال كان هناك لكمات من هنا وهناك إسقاط على الأرض والإلقاء في زاوية الحلبة وتحطيم وجوه بعضهم...في نزالات كتلك مسموح بكل شئ، أعني إن كسرت رقبته ووقع ميتًا فلا بأس أنت فائز ويعود الجميع لمنزله سعداء..
يمكنك سماع أصوات العظام تنكسر وكل شئ يؤلمك حتي وأنت تشاهد فقط، أعني لمَ جلد الذات ذلك..لقد كان الأمر كالمجزرة بالفعل، وأوشك الأمر على الإنتهاء بسبب تهاوي توماس قليلًا على الزاوية ويبدو أنها بداية نوبة ما، وكان يشعر بتلك النغزات من البداية لكنه تثاقل علي نفسه حتى لا ينهزم..
استند قليلًا على الحبال يحاول إلتقاط أنفاسه لكن مباغتة من فيون الذي أمسكه من رقبته من الخلف عن طريق لف ذراعيه حوله ليسقطه أرضًا علي ظهره...ليسعل توماس قليلًا مخرجًا تلك الدماء الكثيرة من فمه...علي الجانب الأخر ديالا التي لم تتوقف عن الصراخ بأسم توماس لكن آدم مُمسكها حتى لا تفعل أي شئ غبي يؤدي لتهلكتها..
جلس فيون علي رقبتيه بتعب ورفع توماس من الوراء وهو يلف ذراعه اليسري حول عنقه ويده اليمني بعظام رقبته وتمامًا موتة مميزة، وسيجعلها مميزة أكثر عندما يجعلها أمام رجال توماس وأمام عيني آدم....هو كان يضغط بقوة على عنقه ويزداد اختناق توماس مع نغزات قلبه ويزداد إتساع عينيها برعب حتى إقتربت قليلًا من الحلبة وخلعت تلك القبعة عن رأسها حتي تنظر له بأعين دامعة قلقة ليعيدها آدم سريعًا..
أحد الرجال وضع يده على جيبه ليشير له آدم بألا يفعل أي شئ، وتتعلق عينيها بعيني فيون الذي كانت عينيه مُعلقة بها غير مُستوعب أنها واقفة أمامه بهذا المكان..
"فيون...رجاء، لا تفعلها...رجاء" كانت تُحرك له شفتيها بتلك الكلمات وعينيه تلتقي بصاحبتيها القلقتين ليلين قلبه قليلًا تقريبًا لا أحد يعلم، لترتخي قبضته عنه ثم يتركه ليخرج توماس الدماء التي بمعدته وفمه...ثم ينزل من الحلبة ويغادر المكان مع رجاله..
"ديالا. أريدك أن تستمعي لي.."قالها وهو يحاول جذب إنتباهها لكنها كانت تتبعه حتى اختفي عن الأنظار لتنظر لآدم..
"هل على أن أحادث الإسعاف؟" سألت ناظرة لتوماس..
"لا...أريدك أن تبقى هنا مع ستيف...إياك والذهاب لأي مكان" قالها بجدية ناظرًا لي..
"ستيف أيضًا يأتي لهنا؟ "سخرت ناظرة له ولستيف..
"لا وقت لذلك...إبقِ مع ستيف ولا تذهبي لأي مكان" قالها بنبرة أمرة لها وكادت تتحدث حتي ذهب مُسرعًا للحلبة ليساعد توماس علي النزول بمساعدة رجل أخر..
" ستيف...ماذا سيفعلون له؟ علينا الإتصال بالإسعاف وأخذه للمشفى..."قالتها بقلق ناظرة لتوماس الذي أبعدهم عنه ونزل من الحلبة وحده وهو يأبى مساعدة من أحد..
" لا أعتقد أنه يجب أن نبقي هنا، تعالي معي..."قالها ستيف وأمسك بيدها ليجذبها مُبتعدًا عن الزحام وأعين الناس لرواق يتفرع منه غرف كثيرة..
في ذلك الوقت كان توماس ذهب لأحدي تلك الغرف مع آدم وبعض الرجال القليلين للغاية الذين يثق بهم كثيرًا، قبل أن تصل ديالا وستيف...عندما دلف استند علي الطاولة محاولًا التقاط أنفاسه والتحكم بها، وعندما تزداد نغزات قلبه يضغط بقوة على أطراف الطاولة..
"سيدي اعتقد أن علينا الذهاب بك للمشفى، لا تبدو على ما يرام" قالها أحد الرجال وأحد أصدقائه المقربين..
"هو محق توماس...لا تبدو على ما يرام، وإذا استمر الوضع قد تدخل في غيبوبة وأنت للتو خرجت منها" قالها آدم بجدية له..
"فقط بعض الهدوء، ولا ذهاب للمشفى...أنا بخير" قالها بهدوء، ليحرك آدم رأسه بعدم رضا عما يفعله توماس..
"هذا يتركنا مع الحل الأخير" قالها ناظرًا لأحد الرجال ليُخرج حُقنة من جيبه ويُعطيها لآدم ليجعل توماس يلتفت ويضعها مُباغتة في قلبه فجأة..
"أيها الداعر..."قالها توماس بغضب وألم بمجرد وضعها حتي زال الألم سريعًا بعدما أخرجها وتلك المادة انتشرت بجسده..
"علي الرحب والسعة "قالها أدم مُربطًا على كتفه وأعادها للرجل..
"أحرقها.." قالها آدم لذات الرجل ليومئ..
"أين ديالا؟" سأل توماس وهو يأخذ أنفاسه بهدوء بعدما بدأ الألم الذي كان يشعر به..
"مع ستيف..وبالمناسبة، هي غاضبة كاللعنة منك، أعني إن لم تكن جنازتك بسبب فيون فستكون بسببها" قالها آدم ببساطة وصوت خفيض له..
"أجل شكرًا لمعلوماتك" قالها توماس ساخرًا ليرتدي سترة أخري فوق جسده..
"وأجل كانت تسب كثيرًا بالمناسبة" قالها آدم بهدوء له..
"دليل على غضبها...رائع "قالها توماس مُحتسيًا القليل من الفودكا..
"أريد رؤيتها...خد الرجال وانتظروا بالخارج" قالها لآدم ليومئ ويخرج مع الرجال..
" هل هو بخير؟ أيمكننا العودة للمنزل الأن؟ "سأل بهدوء عاقدة يديها أمام صدرها..
"هو بخير..!"قالها بإستغراب قليل من طريقتها..."هو يود رؤيتك" قالها بهدوء لها..
"وأنا لا أريد، أتعلم لمَ؟ لأنه ذهب من وراء ظهري لتلك اللعنة التي أخبرته ألا يذهب لها ويعلم الرب كم مرة أخبرته ألا يفعل ذلك "قالتها بضيق وعصبية وكادت تُكمل حتي فُتح الباب فجأة وجذبها توماس للداخل بقوة وأغلق الباب..
"حمدًا لله على سلامتك" قالتها ساخرة عاقدة يديها أمام صدرها..
" ماذا تفعلين هنا؟ "قالها ببساطة ناظرًا لها..
" هذا ما يهمك؟ ماذا أفعل هنا؟ هل أنتَ جاد؟ "سخرت وهي تسير بالغرفة ذهابًا وإيابًا..
"لقد سألتك. سؤالًا ديالا" قالها بهدوء..
"وأنا أيصًا سألتك العديد من المرات ألا تفعل تلك اللعنة لكنك لا تستمع لي، على عكس ذلك انت ذهبت من وراء ظهري لهنا...ولم تهتم بأي شئ على الأطلاق، أنتَ لم تهتم بأمر أي شئ من حولك، لا بأمر مرضك ولا بي ولا بأيزاك، أنت تتصرف بتطور ولا يمكنني تحمل ذلك توماس، هذا غباء وعدم تحمل المسئولية...
"هل فكرت فيما قد يحدث وأنت تأتي لهنا؟ قد ينتهي الأمر بك بالمقابر أو بالمشفى وأنت تعلم ذلك أفضل من أي شخص...مع ذلك ذهبت، ويبدو أنها ليست المرة الأولى" سخرت ناظرة له ومحت عبراتها..
"أشعر بالأسي عليك والإشمئزاز منك ومن قراراتك التي لا تفكر بها في أي أحد ولا حتي بنفسك "قالتها بضيق ثم خرجت من الغرفة..
" هل يمكنك إخراجي من هذا المكان؟ "قالتها ناظرة حولها..
" أو أتعلم، إنسى الأمر "قالتها وفتحت الباب لكنه أغلقه بيده قبل أن تخرج ولازال مُسندًا يده على الباب..
" ستخرجين معي، وسأعيدك بنفسي "قالها بهدوء ونبرة جادة مُعلقًا عينيه بخاصته..
"أتيت بمفردي وخمن ماذا ودخلت أيضًا...ويمكنني الخروج أيضًا" قالتها وأبعدت يده بقوة ثم خرجت من تلك الغرفة..
"أين أنتِ ذاهبة؟" سأل آدم مُنتبهًا لها هو والرجال معه عندما خرجت..
"للجحيم..."قالتها وأكملت سيرها وسط الحشد..
أكملت سيرها وسط الحشد حتي وصلت أخيرًا للباب الخلفي كما دخلت دون أن يشعر أحد...لتأخذ نفسًا عميقًا تاركة ذلك الهواء الشبه النقي يلطف رئتيها عوضًا عن الأجواء المليئة برائحة الدماء والخمور والعرق..
"عودة هنيئة ديالا...الأن أين الهاتف؟" حدثت نفسها وهي تبحث بالأرض عن هاتفها حتي وجدته مُهشم على الأرض لترفعه برفق ناظرة له بحسرة..
"الهاتف الثالث بشهرين فقط...اللعنة" قالتها لتعي ما قالته سريعًا وتتراجع عنه..
في ذلك الوقت بالتحديد خرج توماس مع رجاله وكانوا علي مسافة مترين منهم وتوقفت سيارة ما أمام مكان وقوفهم..
" هيا..."قالها توماس بهدوء بعدما فتح الباب لكي تصعد..
"أفضل أن تأكلني ذئاب الليل على فعلها "قالتها وهي تحاول تشغيل هاتفها.... 'رجاء لا تخذلني أمام توماس خصيصًا...أتوسل إليك "همست لذاتها وهي تحاول تشغيل الهاتف..
ليقترب توماس منها بعدما أغلق باب السيارة بقوة ليتجه نحوها ويغطي رأسها سريعًا بتلك القبعة على رأسها عندما سمع صوت الباب يُفتح ويخرج منه فيون ورجاله، ويُشعل سيجارته بهدوء وبرود دون النظر حتي لهم...ويقفوا على بعد مترين أيضًا من ديالا لتشعر هي بالمحاوطة من الجهتين..
"هيا، وقت العودة للمنزل" قالها وأمسك بيدها ليذهب بها للسيارة..
"أخبرتك أنني لن أذهب إلى أي مكان معك" قالتها وأفلتت يدها من قبضته وسارت مبتعدة عنهم جميعًا لتعود للمنزل سيرًا..
"هل يجب أن أتبعها؟" سأل آدم ناظرًا لها وهو يهمس لتوماس..
"لا...لا أريدك بالقرب منها الأن، أخبر جون ليبقى عينيه عليها" قالها وهو يتبعها بعينيه..
" توم لكن..."قالها آدم ليقاطعه بنظرة جامدة..
"إفعل ما أخبرك به فقط آدم...لا أريد تجويد" قالها مُتجهًا للسيارة ليُطفئ فيون سيجارته ويستقل سيارته ويغادر وحده..
Diala's POV
بعدما سرت في تلك الشوارع المظلمة المخيفة أفكر في كل ما حدث اليوم، وكيف كل شئ يسير بشكل عكسي في كل شئ...أعني أنا وثقت به ألا يفعل ذلك من قبل وها هو الأن يهدم كل شئ، هو حتى لا يفكر بالأمر بنفسه أو بنا ولا يعي أن ذلك سيؤثر به سلبيًا..
أتفهم أن ذلك له أثر مما حدث سابقًا، ونوبات غضبه وعصبيته وكان يفعل ذلك مُسبقًا للتخفيف عن غضبه...لكن ذلك كان مُسبقًا عندما كان مراهقًا هو الآن بالثامن والعشرين تقريبًا من عمره ومن المفترض أنه لديه عقل علي الأقل، لكن معدل ذكائه أشبه بمعدل ذكاء القرد..
"حسنًا...أنا الأن قد تهت، رائع" قلتها ناظرة للشوارع المُظلمة المُرعبة من حولي بعدما شردت عن الطريق لمدة عشر دقائق فقط..
"حسنًا استفق رجاء، لا تتعطل الأن.."قلتها للهاتف الميت الذي معي لأكمل الطريق محاولة تشغيله حتى توقفت سيارة ما أمامي مُسلطة ضوئها الشديد بعيني..
"ألم تسمع يُسمي المزمار؟ إلهي الأمر كان ينقصك" قلتها بضيق وانحرفت قليلًا حتي أكمل الطريق..
"إصعدي للسيارة" قالها بجدية لي وعندما أدركت الصوت ونظرت له كان فيون، جيد علي الأقل ليس مُختلًا قد يخطتفني..
" فقط أكمل طريقك...يمكنني العودة بنفسي" قلتها وأكملت السير ليتراجع بسيارته للخلف..
" ديالا للسيارة الأن...هذا المكان ليس للنزهة وإذا وجدك أحد قد يقتلوك فأذا كنت خائفة على حياتك اصعدي للسيارة رجاء" قالها بهدوء ونبرة حازمة..
"أنت أوشكت على قتل أخي، كيف يجعلني ذلك أثق بك؟ "سخرت وتوقفت عن السير لتنظر له..
"حسنًا أنا كنت أنوي أن أقتل أخيك صدقيني لكنني لم أفعل، لذا هذا يُحسب "قالها ببساطة..
" هو أخي...ما خطبك؟ ولا يمكنك فقط التجول وقتل الناس بتلك الطريقة" سخرت بعصبية..
"فقط من يلعبون على أعصابي ويثيرون المتاعب لي "عقب ببساطة..
"لا أعلم كيف انتهى بكما في ذلك المكان...هذا أسوأ مكان قد يذهب إليه أحد "قلتها بإشمئزاز له..
" وفري تلك النظرات...نحن لن نبقي الليلة بأكملها هنا "قالها وخرج من السيارة مُمسكًا بذراعي ويُوجهني للباب الأخر..
" يديك عني فيون...أنا لن أذهب معك لأي مكان" سخرت وأفلت من قبضته..
" هناك أناس يتبعونك عزيزتي وستكونين صيدًا سهلًا، والأن إما أن تأتي معي أو تبقين هنا، الأمر عائد لكِ "قالها ناظرًا لعيني ببرود ليكاد يُكمل حتى يسمع صوت ثلاثة رجال يقتربون..
" للسيارة، وأغلقي الأبواب ولا تنظري على أي مما سيحدث "همس بالقرب مني برفق..
" دعنا فقط نذهب من هنا" قلتها ناظرة له ليُدخلني للسيارة ويغلق الباب..
" إنها أرض محظورة يا فتى، لا يمكنك التواجد هنا" قالها أحد الرجال الثلاثة..
"أجل وكنت على وشك الذهاب، شكرًا" أجاب بهدوء وفتح باب السيارة ليصعد ليُلقي أحدهم بحجر صغيرة بالنافذة لتنكسر مُسببة الرعب لي، فقط لكنت الأن بالمنزل أشاهد مسلسلي المفضل ما الذي أدخلني بكل ذلك.؟
" لا يمكنك الأن، لقد دخلت ولا عودة" قالها بإبتسامة مُقتربون من السيارة وهو يرمقه بنظرات غريبة لفيون ولي..
"إسمعوا يا فتية، أنتم حقًا لا تودون العبث معي بهذا الوقت تحديدًا... ولدي الأن ما يقارب مئات الشياطين برأسي" قالها فيون بهدوء وبرود..
"هذا عظيم، أضف عليهم ثلاثة "إبتسم ذلك الرجل مقتربًا من فيون الذي ابتسم له ببرود..
لا أستطيع تذكر الكثير حول ما حدث تلك الليل بخلاف بمجرد وصول ذلك الرجل أمام فيون قام بلكمه بقوة في حلقه حتى ارتد للخلف وركله بقدمه في وجهه بقوة ويستغل وقوعه على الأرض علي معدته ويُمسك بذراعه جاذبًا إياها بقوة وكأنه يخلعها حتي حدث ذلك بالفعل، ثم تقدم أخر محاولًا لكمه بتلك السلسل الحديدية التي تُلف حول قبضته لكن سرعان ما باغته فيون ومد ذلك الرجل بيده ليُغلق فيون الباب بقوة على ذراعك ثم يمسك برأسه ويجعل حلقه يرتطم عدة مرات بحافة الباب حتى وقع بين دمائه..
لم أستطع تحمل المزيد من العظام التي تُكسر وصوت الألم لأغلق عيني سريعًا وأضع يدى علي أذني لأشتت نفسي حتي تلك اللحظة التي انتفضت بها صارخة عندما سمعت صوت تحطم الزجاج المقابل لي مباشرة عدة مرات والمنظر كان مريع، وفيون يُمسك برقبته من الخلف ويضرب وجهه بالزجاج عدة مرات حتي تشقق الزجاج من قوة الضرب وأمتلئ وجه الرجل بالدماء ، لقد بدا وكأنه عديم المشاعر وكأن ذلك شئ عادي له يفعله كلما كان مُستاءًا وكل شئ بحياله خاطئ ويخلو من كل شئ..
لقد كنت خائفة ومصدومة، مهما كنت أثق به أنا لا أفعل الأن...هو شخص أخر تمامًا وهذا يُخيفني، خفت قليلًا وتساقطت عبراتي من منظر تلك الدماء المرعبة والرجل الذي كان يتهاوي أرضًا جاعلًا الدماء تتساقط معه على السيارة...وكانت تلك اللحظة التى يزداد الأمر فيها سوءًا ويُطلق فيون النار على ذلك الرجل بكل برود وجمود...الرجل كان مات قبلًا ما الذي يفعله بالأساس؟
"يا إلهي، يا إلهي.."قلتها وأنا أفتح الباب بأيدٍ مرتعشة وبخوف أنظر لذلك الرجل الساقط أرضًا..
"ديالا ،إصعدي للسيارة" قالها بأمر وهو يخرج هاتفه ويبدو أنه يحادث شخص ما..
"يا إلهي...أنت قتلت شخصًا بريئًا" همست بصدمة ولا أستطيع التحدث من البكاء والإرتعاش..
"هو ليس ببرئ عزيزتي، لا تقلقي" قالها بهدوء وهو يعاود الإتصال..
"لا أهتم إن كان بريئًا أم لا، لازلت قد قتلك إنسانًا...ليس أنت من يقرر من يعيش ومن يموت" صرخت به بقوة لكنه لم يتحرك حتى أو يتأثر..
" النـ..جدة..."أطلق ذلك الشخص أنفاسه الأخيرة لأضع يدي على مكان الرصاصة وكانت للأسف مُستقرة بصدره ولا يمكنني فعل شئ حيالها..
"لا عليك...إبق معي فقط...كل شئ سيكون بخير، تنفس ببطء "قلتها بصوت خفيض له وأخذت أنفاسًا عميقة لكن خرج الأمر عن السيطرة وانبثقت الدماء فجأة من الجرح رغم وضعي يدي عليه، خلعت تلك السترة الموضوعة علي سريعًا ووضعتها علي جرحه محاولة إيقاف انبعاث الدماء..
"فيون، اتصل بالإسعاف "قلتها محاولة مساعدة ذلك الرجل..
" لا فائدة من ذلك، وضعت الرصاصة بمكانها وإذا خرجت سيفقد دماء أكثر وسيموت بكل الاحوال" أجاب بهدوء..
"فقط افعل اللعنة...واهتم قليلًا إنه بالنهاية انسان قتلته أنت" قلتها بحدة له، لتخرج دماء أخرى من فمه وكانت تلك الأنفاس الأخيرة..
"يا إلهي..."همست مُبتعدة عن الجثة للوراء بصدمة ناظرة لكل تلك الدماء التي على يدي..
" قتلت شخصًا بريئًا فيون "همست بعدم وعي لما يحدث اليوم..
" لست مضطرًا لقولها مرتين "أجاب بهدوء..
" أنت وحش فيون، أنت حتي لا تظهر مشاعر لفعل شنيع كذلك...أشعر وكأنني لا أعرفك بعد الأن" همست ماحية تلك الدماء بكنزتي ثم محيت عبراتي لتلتصق بعض قطرات الدماء علي وجهي..
" هيا، لا وقت لذلك" قالها بجدية وجذبني بقوة لأستقيم..
" لن أذهب معك لأي مكان، أشعر بالقرف للتواجد معك "قلتها مُبعدة إياه بقوة ثم سرت بعيدًا بل ركضت مُبتعدة عنه بأقصى ما يمكنني، هذه أسوأ نسخة قد أراها من أي أحد..نسخة لا تعرفها ولا يمكنك التعرف عليها، نسخة مشوهة لا يمكنك الوثوق بها..
بينما كنت أركض مُبتعدة لم أكن مركزة كثيرًا ولم انتبه للطريق حتى اصطدمت بشخص ما أمسكني برفق من ذراعي لأرتعب صارخة حتي انتبهت له وشعرت بإرتياح كبير لوجود شخص أعرفه..
"ديالا ،اهدأي أنا هنا...هل أنتِ بخير؟" سأل برفق ناظرًا لي..
"جون، جون...أجل أجل...من الجيد رؤيتك أقسم" قلتها بإرتياح صادق، على الأقل شخص أعرفه وأثق به..
"ماذا حدث لكِ ؟"سأل ناظرًا لتلك الدماء..
"أعدني للمنزل رجاء، لا أود البقاء هنا" قلتها بهدوء ليومئ..
" خذي هذه، جسدك بارد كالثلج "قالها وخلع سترته وأعطاني إياها لأرتديها ونسير معًا ثم لسيارته أخيرًا ويعيدني للمنزل..
بعدما عدت للمنزل سالمة نوعًا ما، أجل فقدت جزء من عقلي لكن يوجد الباقي...أغلقت الباب جيدًا وتأكدت من أنظمة الأمن وكل شئ ثم تهاويت على الأريكة محاولة تناسي كل ما حدث اليوم، لم كل المصائب تحدث فجأة؟ أشعر أن مفاجأة أخرى وقد أُنهي حياتي بنفسي..
إلتقطت هاتف المنزل وحادثت مكان عمل هيفين حتي أجابت بعض دقائق..
"دي ،هل أنتِ بخير؟ لقد حادثتك عدة مرات وكذلك توماس...يا رفاق كنت قلقة عليكم جميعًا" قالتها وظهرت نبرة الإرتياح قليلًا بصوتها..
"أنا بخير هيف، نوعًا ما... لكن توماس...هل يمكنك الذهاب له لمنزله بعد إنتهاء عملك؟" قلتها بهدوء..
"ماذا حدث؟ هل تشاجرتما مرة أخرى؟ دي إذا كان هناك أي شئ فقط اخبريني "قالتها بهدوء..
" سأخبرك كل شئ عندما نكون معًا...لمن في الوقت الراهن، توماس يحتاجك أكثر مني...رجاء فقط كوني معه "قلتها بهدوء..
" أنا قلقة عليك...لقد انتهيت من العمل الان، سأذهب له وسأعود لكِ بعدها...دي ،أنا أحبك وكل شئ سيكون على ما يرام ما دمنا معًا، لا تدعي شئ يؤثر عليكِ أنا معك وأحبك "قالتها بلطف لأبتسم بإرهاق..
" أحبك أيضًا هيفين، اعتني بنفسك وأخبري أيزاك أن توماس بخير لأجلي "قلتها ثم اغلقت الهاتف واتفقد إن كان هناك أي رسائل صوتية..
'دي ،إنه أيزاك...حاولت الاتصال بكِ عدة مرات، هل أنتِ بخير؟'
'ديالا، بدأت بالقلق...رجاء أخبريني أنكِ بخير وكذلك توماس'
'اتصلي بي سريعًا حالما تصلك تلك الرسائل' وتلك كانت الأخيرة لأضع الهاتف جانبًا واصعد لغرفتي وأخذ حكام بارد مزيلة أثار اليوم المروع من على وأتمنى أن أزيل تلك الأحداث والمؤثرات وكل شئ..
أنا فقط تعبت كلما كنت أعتقد أنها تتعدل من إتجاه، تفسد تمامًا من الجانب الأخر...وأصل لمرحلة أنني طفحت الكيل من كل ما يجري، وأن الجميع لا يهتمون والأمر يقع علي عاتقي دومًا ويُغرقني مع شياطيني أكثر..
إذًا أخبروني ماذا تعتقدون!
بعتذر جدًا عن التأخير بس كان خارج عن طاقتي. 💕
The end
Hope you like it
Vote and Comment please ❤️
'ماذا يحدث عندما تُشوه أجمل ما تملك؟ تخلق وحشًا...شخصية تُخرج أسوأ ما بك، تلك التي يسعد بها شياطينك..'
"أجل أيزاك ،ماذا هناك؟" سألت بهدوء..
"هناك شئ ما حدث، لكن عليك وعدي أنك لن تتعصبي أو تسبي أو تفعلي أي شئ سئ..."قالها بنبرة قلقة نوعًا ما..
"بالتأكيد الأمر سيتطلب شئ مما ذكرته...ماذا هناك؟" وقلتها وأنا أحك مقدمة جبهتي..
" عديني ديالا "تحدث بنبرة جادة لأتنهد..
" أعدك..الأن ما الأمر؟" سألت..
" ذهبت لمكان ما اليوم، بعدما حادثتك...ولكن تم منعي من الدخول، ويشاء القدر أنه بنفس المكان الذي به توماس "قالها بنبرة قلقة قليلًا..
" ماذا تقصد أنك كنت بنفس المكان الذي به توماس؟ أين هو بالأساس؟ "سألت..
"في مكان أنتِ لا تحبيه نوعًا ما"قالها بتردد من قولها..
" مهلًا مهلًا...أنت تعلم مكان توماس؟ هذا يعني أنه ليس مع آدم!! "قلتها بأعين متسعة من الدهشة، إذًا آدم كذب على!
" آدم! اللعنة لقد أفسدت الأمر "تمتم بصوت خفيض..
" ديالا ،أنا فقط أخبرك بذلك لأنني قلق على توماس ولا أود أن يحدث له أي شئ رجاء إهدأي لنفكر بعقلانية..."قالها بهدوء..
" أخبرني أين هو...وأحضر مؤخرتك للمنزل الأن" قلتها بضيق وعصبية..
"ديالا ،لا تجعليني أندم على إخبارك "قالها بهدوء..
" سأجعلك تندم على الساعة التي وُلدت بها إن لم تخبرني الأن ديفيدسون "قلتها بعصبية وأنا أسير بالغرفة..
" حسنًا سأتركك هكذا حتي تهدأي، سأكون بالمنزل عند لويس "قالها بهدوء لأهدأ حتى استخلص المعلومات منه..
"أيزاك عزيزي الصغير...أنت تعلم أن توماس مريض وقد يحدث أي شئ له ونحن لا نعلم، للتو خرج من غيبوبة ونحن لا نريد أن يدخل بها مُجددًا...فالأن تصرف كالفتي المطيع وأخبرني أين هو "قلتها بهدوء تام..
" تعلمين أنني لست صبيًا صغيرًا لتحادثيني هكذا" سخر مُتذمرًا بضيق..
" أيزاك اللعين أخبرني الأن "صرخت به بقوة..
" حسنًا حسنًا إهدأي، يا إلهي...لكن إذا أخبرتك لا تذهبي رجاء هناك، المكان هناك خطير، وليس أمن للذهاب لهناك "قالها بهدوء ونبرة قلقة عليها..
"لا أريدك أن تقلق أيزاك، سيكون الجميع بخير...أريدك فقط أن تبقى عند لويس حتى أصل لحل وسأحادثك "قلتها بهدوء وأنا أحك رقبتي بقلق..
" مهلًا أيزاك...هل ذهب هناك؟ للمكان الذي أخبرته مائة مرة ألا يذهب به؟ "قلتها بهدوء ومن أعماق قلبي أتمنى ألا يكون هو..
"أجل ديالا...لكن رجاء إن كنت ستذهبين على أن أتي معك، لا يمكنك الذهاب هناك وحدك "قالها لأعض علي شفتي السفلي من شدة الغيظ..
"لن أذهب...لن أذهب لا تقلق، سأحادث آدم وأخبره أن يعيده...لا تقلق، فقط إبقي مع لويس حتى أحادثك، إعتني بنفسك...وأرسل لي العنوان " قلتها بهدوء..
" ماذا ستحتاجين من العنوان إن كنت لن تذهبي؟ "قالها بهدوء واستغرب..
"فقط أرسله أيزاك" قلتها بتنهد وأغلقت الهاتف وانتظرت لثوانٍ حتي أرسله لي..
"حسنًا هؤلاء الملاعين كانوا يكذبون علي..حسنًا سأفسد اللعنة على رؤوسهم "قلتها مُتمتمة وأنا أسير بالغرفة بعصبية..
"حسنًا ديالا، عليك التوقف عن السب واللعن، ووقت التصرف "قلتها وإرتديت تلك الكنزة ذات الأكمام الطويلة الداكنة والبنطال الداكن سريعًا ثم غادرت مسرعة وأخذت سيارة أجرة سريعًا وأخبرته بالعنوان..
" هل أنتِ متأكدة من ذهابك لهناك؟ المكان ليس بالأمن لفتاة مثلك" قالها السائق ناظرًا لي من المرأة..
" أجل أجل...متأكدة، الأمر طارئ" قلتها ليومئ بهدوء وأنظر أنا من النافذة..
أعلم أن المكان هناك غير أمن بتاتًا لأي شخص من أي مكان، ذهبت لهناك مرة واحدة ولنفس السبب الغبي ولم أفعلها مُجددًا...فقط أتمني ألا يكون الأمر خطيرًا وكل شئ سينتهي سريعًا صحيح؟ تمسكت بالقلادة المعلقة برقبتي وأنا أدعو أن يكون توماس بخير..
توقفت السيارة بعد وقت قليل وكنت مترددة حقًا من الخروج لأنني خائفة بالحقيقة وأود الرجوع لكن لا يمكنني فعل ذلك الأن..
"عزيزتي أنتِ مثل ابنتي، ولا أعتقد أنها فكرة سديدة وإن كنت لا تودين فيمكنني إعادتك الأن" قالها بهدوء ناظرًا لي لأنظر له وأنظر للشارع الفارغ..
"لا، شكرًا لكَ...للغاية، تفضل" قلتها وأعطيته المال ثم خرجت من السيارة وغادر هو..
وقفت لثوانٍ دون حراك أمام ذلك الشارع الفارغ الذي يُضيئه القليل من الأنوار ويسير به أفراد قليلة للغاية..أخذت نفسًا عميقًا وسرت قليلًا بالشارع بتردد وأعين بعض الناس تتبعني وذلك أصابني بالقلق حتي وصلت لشارع جانبي ضيق ووقفت أمام الشارع بتوتر محاولة تجنب نظرات الناس والإختلاط بأي أحد..
في شوارع كتلك ستجد أنواع كثيرة من الناس، أكثرهم قد يكونوا سارقين وتجار مخدرات وكل تلك الأنواع التى لا يود أي أحد مقابلتها، حاولت محادثة آدم عدة مرات لكن دون جدوى ولم يجب على أي من اتصالاتي، جمعت شتات نفسي ونظرت حولي لأجد بعض الناس القليلة فقط بالشارع وتقدمت قليلًا لأنظر لذلك المكان الذي يجب أن أدخله، وكان يقف عليه شخصين كبيرين للحراسة...لذا لا يوجد حل إلا تشتيتهم والدخول، لكن كيف؟
فكرت بفكرة غبية للغاية وقد تتسبب بمقتلي لكن ها نحن ذا وأنا ألعن توم وآدم داخليًا علي الوضع الذي وضعوني به...لكن لتكتمل تلك الخطة الصغيرة الفاشلة بعثرت شعري قليلًا وقطعت جزء من أحد الأكمام لأحبك الدور أكثر ثم نظرت حولي لأجد هرة واقفة تنظر لي وأتخيل أن في عقلها الأن ما خطب تلك المجنونة...إنحنيت لها قليلًا وحملتها برفق..
"مرحبًا يا قطة، لن أؤذيك أعدك...لا أؤذي الحيوانات لا تقلقي، لكن عندما أري آدم وتوماس قد يتغير الأمر" قلتها برفق وأنا أُلمس على ظهرها برفق وهي بأحضاني حتي توقفت إحدي السيارات فجأة أمامنا مُسببة لنا الرعب، وبدا أنهم بعض الفتيان خفيفي الظل..
إنتفضت تلك الهرة من بين يدي فجأة من خوفها وجرحتني بمخالبها بمعصمي..
" ما خطبك، لقد أخفتها وأوشكت أن تسحقني "سخرت ناظرة لذلك السائق..
"يمكنني أن أعيدك للمنزل يا قطة أيضًا" قالها بابتسامة غامزًا ليصيح أصدقاؤه له..
"لن أقف لأفعل ذلك" قلتها ساخرة ثم سرت بذلك الشارع مُبتعدة عنهم..
تفقدت ذلك الجرح الصغير وذلك سيساعد الخطة بشكل جيد، مسحت بأصبعي قليلًا على ذلك الجرح ومسحت تلك الدماء أسفل شفتي السفلية من اليسار ليقتنعوا أكثر...توجهت لهذين الرجلين راكضة...واعتمادًا علي ذاكرتي التي أتمنى أن تساعدني قد تنجح تلك الفكرة..
راكضة بإتجاههم مُمثلة الألم والتعب حتى انتبهوا لي بعدما وقفت أمامهم..
"ماذا تفعلين هنا أيتها الفتاة؟" سأل أحدهم بجدية وخشونة..
"هناك شجار كبير عند الباب الخلفي، ثلاثة منهم يحملون أسلحة...حاولت الهروب، لكن هناك أناس عالقون هناك" قلتها وأنا ألهث مُمثلة صعوبة التنفس وهم ينظرون لي بنظرات غير مُصدقة..
"أي باب خلفي؟" سأل بهدوء ناظرًا لي، وعلى حد علمي أنه كان باب خلفي واحد فقط...لا أعلم أنه ظهر فجأة أكثر من واحد.. أخر مرة كنت هنا كان واحدًا فقط!!!
" أي...باب..إنه... "قلتها بتردد وخوف من أن تفشل تلك الخطة وسيعلقون رأسي على ذلك الباب الصغير..
لكن سريعًا قاطع كل ذلك صوت شجار مرتفع من الرواق المجاور وشخص يلقي بالأخر علي السيارة ومن الواضح أنه شجار كبير، لينطلق الرجلين لهناك سريعًا، لأنتهز ذلك وأدلف للداخل، حراس أغبياء..
Author's POV
المكان من الداخل يمكنني أن أقول أنه ليس بالأفضل عن الخارج إطلاقًا...إنه مُكتظ بطريقة مخيفة مرعبة، قد يتعدى العدد الثلاث مائة وقد يزيد...المرة الأولى التي كانت بها كان لذات السبب، توماس تصرف بدون عقله الذي لا أعلم أين يضعه، وتورط بشجار كبير وكان عليها المجئ لإخراجه دون أن تعلم أمهما...لست متأكدة تمامًا بخصوص إن كان توماس قد ذهب بعدها أم لا، لكن بالتأكيد ذهب دون علم أي منهما..
هذا المكان مخيف تمامًا ولا أنصح لأي أحد بالذهاب له، ستجد العديد من الفتيات والرجال وكؤوس الكحولات بأكملها هنا وهناك وأصواتهم تتعالي كل خمس دقائق، الأمر أشبه بكارثة هنا...تزداد الأصوات كلما اقتربت من المركز نفسه، في هذا المكان إما أن تخرج ميتًا أو بإعاقة مُستديمة،،لا يوجد حل وسيط
"أخت الرئيس هنا" همس أحدهم بأذن الاخر..
"ديالا هنا" همس شخص مُختلف بأذن أحد أخر..
أكملت طريقها للأمام ولا أعلم من أين من المفترض أن تعلم إلى أين هي ذاهبة، فقط تتبع تلك الأعين المُصوبة علي المركز...فقط لنكمل هكذا حتي نجد أي شئ يدلنا على أي شئ...عندما كانت تخترق تلك الحشود..شعرت بيدين كبيرتين حول خصرها تجذبها بقوة للوراء وترفعها عن الأرض بسبب قوة الجذب وللأسف لم تتمكن من رؤيته بوضوح لأن وجهها للأمام ولا يمكنها رؤيته...لدرجة أنها صرخت لكن فقط لم ينتبه أحد أو لم يكن عقلهم بتلك اللحظة، ويبدو أن أشياء كتلك معتادة هنا..
"دعي وشأنى وإلا أقسم أنني سأصرخ وسأتركهم يلقوك بالخارج.." صاحت به بعصبية وهي تحاول الإفلات بقوة من قبضته..
"لقد صرخت قبلًا....لم يفعل أحد شئ" قالها بهدوء لتنتبه لذلك الصوت حتي أفلتها لتلتفت له بعصبية..
"لا وقت للنظر لي هكذا" قالها وجذب يدها للخارج بعيدًا عن كل ذلك..
" ما اللعنة التي تفعليها هنا ديالا؟ "سخر بجدية ناظرًا لها بعدما خرجوا من ذلك المكان..
"أنتَ كذبت علي "قالتها بغضب عارم ونظرات حادة..
"لا يجب أن تكوني هنا" قالها بنظرات تنم على العتاب عليها وهو ينظر يمينًا ويسارًا إن كان هناك أحد يراقبه..
"لقد كذبت علي آدم وأخبرتني أنك مع توماس، أين هو؟ "قالتها بحدة..
"سأطلب لك سيارة أجرة، عليك العودة للمنزل علي الفور "قالها مُمسكًا بيدها من معصمها أو بالأحرى يجرها..
" آدم يدك عني...أنا لن أذهب أي مكان معك، والأن أخبرني أين توماس.."قالتها دافعة إياه بقوة..
" ديالا ،أنصتي إلي...عليك العودة الأن، هذا المكان ليس بالمكان المناسب لكي تتواجدي به "قالها بهدوء مُقتربًا منها للغاية..
"هل هو بالداخل؟ آدم أنا وثقت بك ألا تُحضره لهنا مرة أخرى، وحتي إن أراد كان من المفترض أن تمنعه...أنا وثقت بك وهذا ما فعلته" قالتها ناظرة له بإزدراء وعدم تصديق..
" أنت تعلم أنه لديه مشاكل بالقلب وقد يحدث له أي شئ، ومع ذلك تركته يذهب لهناك...آدم أنت تعلم كم هذا قد يؤثر عليه، وتعلم أيضًا أخر مرة كان بها هنا ماذا حدث له "قالتها بعصبية وذلك الشعور هو الذي يسيطر عليها أكثر من كونها تود البكاء عليه..
" هل يمكننا أن نتعاتب عندما نكون بالمنزل؟ "قالها ولازال يلتفت من حوله كل خمس ثوانٍ..حتى فُتح الباب الخلفي فجأة ليخرج منه جرايسون وهو يُشير له بالهدوء ورومان، مفاجأة أليس كذلك؟ كانت صدمة لها أيضًا..
" ديالا ،ما الذي تفعلينه هنا؟" قالها جرايسون ناظرًا لها بجدية..
" لمَ الجميع يسألني ذلك؟ لقد أتيت كالسبب الذي أتيتم لأجله" قالتها ناظرة لهم..
"ولمَ تهتم؟" سأل آدم بجدية باردة واقفًا أمامه..
"هي تعمل بالشركة، وإن حدث لها شئ سيؤثر علي الشركة، ونحن لا نحتاج لأسئلة لا داع لها" أجاب جرايسون بهدوء واضعًا يديه بجيوبه..
"كانت تعمل...لا داعٍ لإهتمامك إذًا.."قالها آدم ببرود ويبدو وأن كل منهما علي وشك افتعال شجار..
"هذا ليس وقت شجار على الإطلاق...أين هو أخي؟ "قالتها مُبعدة إياهم عن بعضهم..
" إذًا عليك الذهاب للشرطة، هذا ليس مكانًا للعب الأطفال.." قالها رومان ببساطة..
"ماذا حدث لكِ؟ هل تعرضت للأذي؟ "سأل جرايسون ناظرًا لها من أعلى لأسفل ولبقع الدماء الصغيرة تلك والكنزة المشقوقة..
" هل أذاكِ أحد؟ "قالها آدم ناظرًا لها بتصفح لتتجاهله وتنظر لجرايسون..
"جرايسون ،هل يمكنك إخباري رجاء إن كان توماس بالداخل أم لا!" قالتها بأعين تحمل الرجاء لجرايسون..
"ديالا عليك العودة للمنزل...هذا المكان ليس أمنًا، ستتعرضين للأذي إن بقيت لهنا" قالها بهدوء ناظرة لها..
" أعلم أنه بالداخل، لذا إما أن تدخلوني له أو سأحادث الشرطة...الجميع يعلم أن هذا المكان غير شرعي، والشرطة ستكون سعيدة بإلقاء القبض على الجميع ولا أهتم إن كان أخي بالداخل معهم أم لا "قالتها وأخرجت هاتفها وبالفعل حادثت الشرطة لكن رومان سريعًا أخذ هاتفها وألقاه أرضًا وحطمه بقدمه لقطع صغيرة..
" إذا كنت خائفًا للغاية هكذا فقط أدخلني ولننتهي من هذه اللعنة "قالتها بجدية له..
" حسنًا دعيني أخبرك أين هو...هو الأن سيـ..."كان يتحدث بجدية وهو يقف أمامها مباشرة بطريقة مخيفة حتي قاطعه آدم بدفعه بعيدًا عنها..
"لا تحاول التقرب منها حتي مُجددًا" قالها آدم بجدية وكاد يتقدم رومان ليلكمه حتي أوقفه جرايسون بيده..
"توماس ليس هنا ديالا...وصدقًا بقاؤك هنا سيعرض الجميع للخطر" قالها بهدوء ليلحظوا سيارة قادمة من أول الطريق ليخلع آدم ربطة شعرها لينسدل علي وجهها يغطيه..
" رأسك لأسفل.." قالها لتفعل كما قال وتظل خافضة رأسها وآدم يقف أمامها علي مسافة صغيرة منها وجرايسون ورومان يُتابعان السيارة التي عبرت من أمامهم حتى اختفت..
" الأن ماذا؟" سألت ناظرة لهم..
"الأن للمنزل" قالها مُجددًا جاذبًا يدها لتدفعه مُجددًا بقوة..
"أخبرتك أنني لن أذهب أي مكان معك حتى أعلم أين توماس" قالتها بحدة..
"من المحتمل أنه الأن بالداخل يلقي حتفه" قالها رومان ببساطة وهو يُدخن سيجارته لينظر له جرايسون بإستياء وآدم يرمقه بنظرات قاتلة...أما ديالا عندما سمعت ذلك انتفضت من الداخل وهي شعرت من البداية أن توماس في موقف خطر لكن لم تعلم أنه لتلك الدرجة..
"دعيني أعيدك للمنزل "قالها مُجددًا وهو يجذبها هذه المرة بقوة ودفعته أيضًا بقوة لتتجه لرومان..
"رومان رجاء خذني له، قد يحدث له أي شئ رجاء...هو مريض، رجاء" قالتها ناظرة لرومان بأعين لامعة توشك علي البكاء..
"مريض؟كيف؟"سأل جرايسون بهدوء، لينظر آدم بساعة يده..
"ديالا، سأخذك للداخل لتتأكدي أن توماس ليس بالداخل" قالها بهدوء لتتنهد بإرتياح وهي تومئ..
"لا يمكنها أن تذهب هكذا...لا ينبغي لأحد أن يراها "قالها جرايسون بهدوء..
"لمَ؟ ما الذي حدث؟" سألت ناظرة لهم..
"رومان، سترتك" قالها جرايسون ناظرًا لرومان لينظر لها ثم لسترته ليخلعها ويظهر عليه علامات عدم الرضا لأنه سيعطيها السترة..
أعطاها لها لترتديها وكانت سترة واسعة طويلة تصل لنصف فخذيها وأكمامها واسعة ليغلق آدم السحاب لها وهو قريب للغاية منها ووضع القبعة عليها لتغطي وجهها بأكمله..
"أنا أسف" همس لها وهو يغطي وجهها وهي لم تنطق أو تحادثه..
"أيًا كان ما يحدث، لا تحادثي أحدًا وكوني قريبة دائمًا" قالها آدم وشبك يده بيدها ودخلوا للداخل مع جرايسون ورومان..
عودة مُجددًا لذلك المكان المروع، يسير آدم بها للأمام وجرايسون ورومان بالخلف، وساروا قليلًا وسط ذلك الحشد الكبير والصياح يتزايد حتي التفت آدم بها ليغادروا..
" أرأيت هو ليس هنا؟ "قالها آدم ونظرت له ثم كادت تذهب حتي توقف الصياح ليتحدث أحدهم بمكبر الصوت تسبب في صمت الجميع..
"سيداتي وسادتي...كما رأينا منذ قليل، وشاهدنا أفضل الصراعات اليوم...وتحمسنا جميعًا والبعض طالب المزيد...لذلك ،الأسطورتان سيشعلون لنا الليلة...رجاء رحبوا معنا بفيريرا وديفيدسون..."قالها لتتجمد هي بمكانها وكان من الصعب عليها الالتفات والتأكد من الأمر حتي نظرت لآدم..
" لقد قلت أنه ليس هنا "قالتها ناظرة له بأعين مستاءة منه لتبتعد عنه وتتجه ناحية المركز..
" ديالا لا...اللعنة ما الذي يفكران به؟ "سخر آدم ناظرًا لجرايسون..
" قتل بعضهما من المحتمل" قالها رومان ببساطة..
"لا يمكن لذلك أن يحدث...ليس الأن وليس هنا" قالها جرايسون ليركضوا بإتجاه الحلبة وآدم يركض وراء ديالا حتى وصل ليقف بجانبها وهي لا تعلم ما يجب أن تفعل والقلق يعتريها..
" ديالا لأجل توماس عليك العودة للمنزل الأن" قالها آدم وجعلها تلتفت لتنظر له..
"قد يحدث أي شئ له آدم، للتو خرج من المشفى...ولا يمكنني خسارته، أخبره أن ينسحب الأن" قالتها بجدية محاولة التماسك حتي لا يتهاوي كل شئ من حولها..
"لا يمكنه الإنسحاب ديالا، هذا ضد القواعد "قالها بهدوء..
" لا أهتم لأمر لعنة القواعد، أنا لن أخسر أخي لأجل قواعد غبية..."صرخت به ثم وضعت يديها بين وجهها وأخذت نفسًا عميقًا ماحية عبراتها بكفيها...."رجاء آدم إفعل شيئًا "قالتها بهدوء لينظر لها بقلة حيلة..
"إبق معها، وإياك أن تغيب عن عينيك "قالها آدم لأحد الرجال الواقفين بجانبه ليومئ سريعًا ويقترب من الحلبة مشيرًا لتوماس ليقترب..
" توماس هذا خاطئ ولا يمكنك فعل ذلك...عليك الإنسحاب الأن "قالها آدم بجدية له..
" بمجرد أن دخلت القفص لا يمكنك الخروج" قالها توماس ببساطة وهو يرمق فيون بنظرات غريبة..
"توماس اللعنة، كان عليك المغادرة من قبل...لقد تمادى الأمر توماس، أنت بالأساس في عداد الموتى بعد ما حدث اليوم...فقط واللعنة تشاورا وأنهيا اللعنة" سخر بعصبية..
"وأفوت فرصة قتله؟ لا مستحيل "قالها ببساطة وبرود ليقضم آدم شفته السفلية محاولًا كتم غيظه..
"توماس. ديالا هنا "قالها بصوت خفيض له لينظر له توماس بأعين مشتعلة ويقترب منه..
" ماذا تعني أنها هنا؟ وكيف واللعنة جائت لهنا؟ "سخر مُمسكًا إياه من كنزته مقربًا إياه أكثر حتي لا يسمع أحد..
" لا أعلم توماس ولم أملك الوقت لأسألها...هي قلقة كاللعنة عليك وتخشي أن يصيبك شئ أكثر مما حدث لك...وهي حاولت بالأساس الإتصال بالشرطة ليأتوا لكن إنتهي الأمر...وهي تأبى تمامًا العودة "قالها آدم بهدوء..
"ماذا تعني بأنها تأبى العودة؟" صاح به توماس بعصبية لكن لم يسمعه أحد بسبب الأصوات المرتفعة..
" خذها وأخرجها من هذه اللعنة، لا أريدها هنا...هل تفهمني؟ "قالها بأعين مُشتعلة ليومئ له آدم..
" أجل سيدي..."قالها بهدوء ليتركه توماس ويبحث بعينيه عن ديالا حتى عرفها من شعرها المُتدلي وإلتفاتها حولها كل خمس ثوانٍ متفقدة المكان وأيضًا من الرجل الواقف بجانبها..
بذات الوقت مع جرايسون وفيون الذي لا يقتنع تمامًا بأي شئ يقوله..
"فيون...فيون، "قالها جرايسون سريعًا حالما وصل للحلبة وضرب بيده على الأرض لينتبه له ويقترب قليلًا..
" ما اللعنة التى تفعلها فيون؟ كان من المفترض أن النزال الفائت كان الأخير" قالها جرايسون بجدية..
"أردت جعل ختامها مسك "قالها فيون ببساطة وبصق الدماء جانبًا..
" فيون أنتَ لا تفكر بطريقة صحيحة، عليك الإنسحاب الأن" قالها له..
"تعلم أنه لا يمكنني ذلك، وبالمناسبة أراها فرصة رائعة لأنهي الأمر "أجاب ببساطة ومسح أثار الدماء عن وجهه..
"أحدكما سيخرج ميتًا من هذا...والأمر ليس بوقته ولا بمكانه " قالها بجدية وهو يعلم أنه مهما فعل لن يقتنع فيون بوجهة نظره..
" سيداتي و سادتي...اللحظة الحاتمة "قالها ذلك الرجل بمكبر الصوت ليحرك جرايسون رأسه بعدم رضا عن الأمر ويتراجع للوراء ليدق الجرس مُعلنًا عن بداية النزال..
" لا لا..آدم ماذا يعني ذلك؟ عليك فعل شئ ما" قالتها ناظرة له بترجي..
"فقط أدعِ له، لا يمكننا فعل شئ أخر "همس لها بهدوء مُمسكًا بيدها وهي تنظر لهما بأعين قلقة مُرتعبة..
"ماذا إذا أُصيب بنوبة قلبية؟ ماذا سنفعل حينها؟" قالتها بذعر ليمسك آدم بوجهها بين كفيه..
" عزيزتي إهدأي...أنتِ تُصابين الأن بنوبة ذعر...خذي أنفاسًا عميقة، وكل شئ سيكون بخير...علينا فقط الدعاء لكليهما" همس لها برفق لتبدأ بسمع اللكمات لتلتفت بذعر لذلك الحدث..
حسنًا بالتحديد ذلك المكان هو حلبة مصارعة حرة، لا قواعد لا حكام غير واحد لا شئ...فقط إن كنت قويًا ستفوز، عندما يأتي الناس لهنا إما هم رجال عصابات أو مجرمون أو مستائون من أنفسهم وحياتهم أو أشخاص لا يملكون شيئًا ليخسروه، بجانب أنك تحصل على مال من ذلك من رهانات الناس عليك...لأنه بمجرد ما تخط قدميك بذلك المكان أنت تنسي حياتك السابقة تمامًا..
بالإضافة أنك اكون على علم بمجرد ما تخط قدمك الحلبة إما أنت ميت أو ستخرج بإعاقة، لا شئ وسط بها...يعتمد على مهارتك بالخداع قوتك العقلية قبل الجسدية، ومن الرائع أن كلا من علي الحلبة لا يملكان القوة العقلية..
في ذلك المكان ثلاثة مشهورون، إثنان منهما فيون وتوماس والثالت ليس مشكلتنا الأن...الأثنان لا يعرفان رحمة بنزال، البعض يتحمس عندما يسمع بنزال ضد واحد منهما يتحمس لأنه قد يتسبب بإعاقة لأي منهما وينتهي بذلك المتحمس الأمر إما بالمشفى أو بالقبر....الذكي فقط من يتجنب النزال مع أي منهما..
أودك أن تتخيل كيف سيكون النزال بين أكثر إثنين مُخيفين بالمكان وخاصة أن العديد من الناس أتت من جميع النواحي لتشاهد ذلك النزال المثير وخاصة أنه أول نزال منذ أن أتيا لذلك المكان يجمع بينهما، فترقب إنه حدث تاريخي مُميز..
كلاهما كان عاريان الصدر وتزين تلك الوشوم الكثيرة جسدهما مع بعض الدماء من وجوههم وجسدهم جراء النزالات التي سبقت ذلك مباشرة...حالما بدأ النزال كان هناك لكمات من هنا وهناك إسقاط على الأرض والإلقاء في زاوية الحلبة وتحطيم وجوه بعضهم...في نزالات كتلك مسموح بكل شئ، أعني إن كسرت رقبته ووقع ميتًا فلا بأس أنت فائز ويعود الجميع لمنزله سعداء..
يمكنك سماع أصوات العظام تنكسر وكل شئ يؤلمك حتي وأنت تشاهد فقط، أعني لمَ جلد الذات ذلك..لقد كان الأمر كالمجزرة بالفعل، وأوشك الأمر على الإنتهاء بسبب تهاوي توماس قليلًا على الزاوية ويبدو أنها بداية نوبة ما، وكان يشعر بتلك النغزات من البداية لكنه تثاقل علي نفسه حتى لا ينهزم..
استند قليلًا على الحبال يحاول إلتقاط أنفاسه لكن مباغتة من فيون الذي أمسكه من رقبته من الخلف عن طريق لف ذراعيه حوله ليسقطه أرضًا علي ظهره...ليسعل توماس قليلًا مخرجًا تلك الدماء الكثيرة من فمه...علي الجانب الأخر ديالا التي لم تتوقف عن الصراخ بأسم توماس لكن آدم مُمسكها حتى لا تفعل أي شئ غبي يؤدي لتهلكتها..
جلس فيون علي رقبتيه بتعب ورفع توماس من الوراء وهو يلف ذراعه اليسري حول عنقه ويده اليمني بعظام رقبته وتمامًا موتة مميزة، وسيجعلها مميزة أكثر عندما يجعلها أمام رجال توماس وأمام عيني آدم....هو كان يضغط بقوة على عنقه ويزداد اختناق توماس مع نغزات قلبه ويزداد إتساع عينيها برعب حتى إقتربت قليلًا من الحلبة وخلعت تلك القبعة عن رأسها حتي تنظر له بأعين دامعة قلقة ليعيدها آدم سريعًا..
أحد الرجال وضع يده على جيبه ليشير له آدم بألا يفعل أي شئ، وتتعلق عينيها بعيني فيون الذي كانت عينيه مُعلقة بها غير مُستوعب أنها واقفة أمامه بهذا المكان..
"فيون...رجاء، لا تفعلها...رجاء" كانت تُحرك له شفتيها بتلك الكلمات وعينيه تلتقي بصاحبتيها القلقتين ليلين قلبه قليلًا تقريبًا لا أحد يعلم، لترتخي قبضته عنه ثم يتركه ليخرج توماس الدماء التي بمعدته وفمه...ثم ينزل من الحلبة ويغادر المكان مع رجاله..
"ديالا. أريدك أن تستمعي لي.."قالها وهو يحاول جذب إنتباهها لكنها كانت تتبعه حتى اختفي عن الأنظار لتنظر لآدم..
"هل على أن أحادث الإسعاف؟" سألت ناظرة لتوماس..
"لا...أريدك أن تبقى هنا مع ستيف...إياك والذهاب لأي مكان" قالها بجدية ناظرًا لي..
"ستيف أيضًا يأتي لهنا؟ "سخرت ناظرة له ولستيف..
"لا وقت لذلك...إبقِ مع ستيف ولا تذهبي لأي مكان" قالها بنبرة أمرة لها وكادت تتحدث حتي ذهب مُسرعًا للحلبة ليساعد توماس علي النزول بمساعدة رجل أخر..
" ستيف...ماذا سيفعلون له؟ علينا الإتصال بالإسعاف وأخذه للمشفى..."قالتها بقلق ناظرة لتوماس الذي أبعدهم عنه ونزل من الحلبة وحده وهو يأبى مساعدة من أحد..
" لا أعتقد أنه يجب أن نبقي هنا، تعالي معي..."قالها ستيف وأمسك بيدها ليجذبها مُبتعدًا عن الزحام وأعين الناس لرواق يتفرع منه غرف كثيرة..
في ذلك الوقت كان توماس ذهب لأحدي تلك الغرف مع آدم وبعض الرجال القليلين للغاية الذين يثق بهم كثيرًا، قبل أن تصل ديالا وستيف...عندما دلف استند علي الطاولة محاولًا التقاط أنفاسه والتحكم بها، وعندما تزداد نغزات قلبه يضغط بقوة على أطراف الطاولة..
"سيدي اعتقد أن علينا الذهاب بك للمشفى، لا تبدو على ما يرام" قالها أحد الرجال وأحد أصدقائه المقربين..
"هو محق توماس...لا تبدو على ما يرام، وإذا استمر الوضع قد تدخل في غيبوبة وأنت للتو خرجت منها" قالها آدم بجدية له..
"فقط بعض الهدوء، ولا ذهاب للمشفى...أنا بخير" قالها بهدوء، ليحرك آدم رأسه بعدم رضا عما يفعله توماس..
"هذا يتركنا مع الحل الأخير" قالها ناظرًا لأحد الرجال ليُخرج حُقنة من جيبه ويُعطيها لآدم ليجعل توماس يلتفت ويضعها مُباغتة في قلبه فجأة..
"أيها الداعر..."قالها توماس بغضب وألم بمجرد وضعها حتي زال الألم سريعًا بعدما أخرجها وتلك المادة انتشرت بجسده..
"علي الرحب والسعة "قالها أدم مُربطًا على كتفه وأعادها للرجل..
"أحرقها.." قالها آدم لذات الرجل ليومئ..
"أين ديالا؟" سأل توماس وهو يأخذ أنفاسه بهدوء بعدما بدأ الألم الذي كان يشعر به..
"مع ستيف..وبالمناسبة، هي غاضبة كاللعنة منك، أعني إن لم تكن جنازتك بسبب فيون فستكون بسببها" قالها آدم ببساطة وصوت خفيض له..
"أجل شكرًا لمعلوماتك" قالها توماس ساخرًا ليرتدي سترة أخري فوق جسده..
"وأجل كانت تسب كثيرًا بالمناسبة" قالها آدم بهدوء له..
"دليل على غضبها...رائع "قالها توماس مُحتسيًا القليل من الفودكا..
"أريد رؤيتها...خد الرجال وانتظروا بالخارج" قالها لآدم ليومئ ويخرج مع الرجال..
" هل هو بخير؟ أيمكننا العودة للمنزل الأن؟ "سأل بهدوء عاقدة يديها أمام صدرها..
"هو بخير..!"قالها بإستغراب قليل من طريقتها..."هو يود رؤيتك" قالها بهدوء لها..
"وأنا لا أريد، أتعلم لمَ؟ لأنه ذهب من وراء ظهري لتلك اللعنة التي أخبرته ألا يذهب لها ويعلم الرب كم مرة أخبرته ألا يفعل ذلك "قالتها بضيق وعصبية وكادت تُكمل حتي فُتح الباب فجأة وجذبها توماس للداخل بقوة وأغلق الباب..
"حمدًا لله على سلامتك" قالتها ساخرة عاقدة يديها أمام صدرها..
" ماذا تفعلين هنا؟ "قالها ببساطة ناظرًا لها..
" هذا ما يهمك؟ ماذا أفعل هنا؟ هل أنتَ جاد؟ "سخرت وهي تسير بالغرفة ذهابًا وإيابًا..
"لقد سألتك. سؤالًا ديالا" قالها بهدوء..
"وأنا أيصًا سألتك العديد من المرات ألا تفعل تلك اللعنة لكنك لا تستمع لي، على عكس ذلك انت ذهبت من وراء ظهري لهنا...ولم تهتم بأي شئ على الأطلاق، أنتَ لم تهتم بأمر أي شئ من حولك، لا بأمر مرضك ولا بي ولا بأيزاك، أنت تتصرف بتطور ولا يمكنني تحمل ذلك توماس، هذا غباء وعدم تحمل المسئولية...
"هل فكرت فيما قد يحدث وأنت تأتي لهنا؟ قد ينتهي الأمر بك بالمقابر أو بالمشفى وأنت تعلم ذلك أفضل من أي شخص...مع ذلك ذهبت، ويبدو أنها ليست المرة الأولى" سخرت ناظرة له ومحت عبراتها..
"أشعر بالأسي عليك والإشمئزاز منك ومن قراراتك التي لا تفكر بها في أي أحد ولا حتي بنفسك "قالتها بضيق ثم خرجت من الغرفة..
" هل يمكنك إخراجي من هذا المكان؟ "قالتها ناظرة حولها..
" أو أتعلم، إنسى الأمر "قالتها وفتحت الباب لكنه أغلقه بيده قبل أن تخرج ولازال مُسندًا يده على الباب..
" ستخرجين معي، وسأعيدك بنفسي "قالها بهدوء ونبرة جادة مُعلقًا عينيه بخاصته..
"أتيت بمفردي وخمن ماذا ودخلت أيضًا...ويمكنني الخروج أيضًا" قالتها وأبعدت يده بقوة ثم خرجت من تلك الغرفة..
"أين أنتِ ذاهبة؟" سأل آدم مُنتبهًا لها هو والرجال معه عندما خرجت..
"للجحيم..."قالتها وأكملت سيرها وسط الحشد..
أكملت سيرها وسط الحشد حتي وصلت أخيرًا للباب الخلفي كما دخلت دون أن يشعر أحد...لتأخذ نفسًا عميقًا تاركة ذلك الهواء الشبه النقي يلطف رئتيها عوضًا عن الأجواء المليئة برائحة الدماء والخمور والعرق..
"عودة هنيئة ديالا...الأن أين الهاتف؟" حدثت نفسها وهي تبحث بالأرض عن هاتفها حتي وجدته مُهشم على الأرض لترفعه برفق ناظرة له بحسرة..
"الهاتف الثالث بشهرين فقط...اللعنة" قالتها لتعي ما قالته سريعًا وتتراجع عنه..
في ذلك الوقت بالتحديد خرج توماس مع رجاله وكانوا علي مسافة مترين منهم وتوقفت سيارة ما أمام مكان وقوفهم..
" هيا..."قالها توماس بهدوء بعدما فتح الباب لكي تصعد..
"أفضل أن تأكلني ذئاب الليل على فعلها "قالتها وهي تحاول تشغيل هاتفها.... 'رجاء لا تخذلني أمام توماس خصيصًا...أتوسل إليك "همست لذاتها وهي تحاول تشغيل الهاتف..
ليقترب توماس منها بعدما أغلق باب السيارة بقوة ليتجه نحوها ويغطي رأسها سريعًا بتلك القبعة على رأسها عندما سمع صوت الباب يُفتح ويخرج منه فيون ورجاله، ويُشعل سيجارته بهدوء وبرود دون النظر حتي لهم...ويقفوا على بعد مترين أيضًا من ديالا لتشعر هي بالمحاوطة من الجهتين..
"هيا، وقت العودة للمنزل" قالها وأمسك بيدها ليذهب بها للسيارة..
"أخبرتك أنني لن أذهب إلى أي مكان معك" قالتها وأفلتت يدها من قبضته وسارت مبتعدة عنهم جميعًا لتعود للمنزل سيرًا..
"هل يجب أن أتبعها؟" سأل آدم ناظرًا لها وهو يهمس لتوماس..
"لا...لا أريدك بالقرب منها الأن، أخبر جون ليبقى عينيه عليها" قالها وهو يتبعها بعينيه..
" توم لكن..."قالها آدم ليقاطعه بنظرة جامدة..
"إفعل ما أخبرك به فقط آدم...لا أريد تجويد" قالها مُتجهًا للسيارة ليُطفئ فيون سيجارته ويستقل سيارته ويغادر وحده..
Diala's POV
بعدما سرت في تلك الشوارع المظلمة المخيفة أفكر في كل ما حدث اليوم، وكيف كل شئ يسير بشكل عكسي في كل شئ...أعني أنا وثقت به ألا يفعل ذلك من قبل وها هو الأن يهدم كل شئ، هو حتى لا يفكر بالأمر بنفسه أو بنا ولا يعي أن ذلك سيؤثر به سلبيًا..
أتفهم أن ذلك له أثر مما حدث سابقًا، ونوبات غضبه وعصبيته وكان يفعل ذلك مُسبقًا للتخفيف عن غضبه...لكن ذلك كان مُسبقًا عندما كان مراهقًا هو الآن بالثامن والعشرين تقريبًا من عمره ومن المفترض أنه لديه عقل علي الأقل، لكن معدل ذكائه أشبه بمعدل ذكاء القرد..
"حسنًا...أنا الأن قد تهت، رائع" قلتها ناظرة للشوارع المُظلمة المُرعبة من حولي بعدما شردت عن الطريق لمدة عشر دقائق فقط..
"حسنًا استفق رجاء، لا تتعطل الأن.."قلتها للهاتف الميت الذي معي لأكمل الطريق محاولة تشغيله حتى توقفت سيارة ما أمامي مُسلطة ضوئها الشديد بعيني..
"ألم تسمع يُسمي المزمار؟ إلهي الأمر كان ينقصك" قلتها بضيق وانحرفت قليلًا حتي أكمل الطريق..
"إصعدي للسيارة" قالها بجدية لي وعندما أدركت الصوت ونظرت له كان فيون، جيد علي الأقل ليس مُختلًا قد يخطتفني..
" فقط أكمل طريقك...يمكنني العودة بنفسي" قلتها وأكملت السير ليتراجع بسيارته للخلف..
" ديالا للسيارة الأن...هذا المكان ليس للنزهة وإذا وجدك أحد قد يقتلوك فأذا كنت خائفة على حياتك اصعدي للسيارة رجاء" قالها بهدوء ونبرة حازمة..
"أنت أوشكت على قتل أخي، كيف يجعلني ذلك أثق بك؟ "سخرت وتوقفت عن السير لتنظر له..
"حسنًا أنا كنت أنوي أن أقتل أخيك صدقيني لكنني لم أفعل، لذا هذا يُحسب "قالها ببساطة..
" هو أخي...ما خطبك؟ ولا يمكنك فقط التجول وقتل الناس بتلك الطريقة" سخرت بعصبية..
"فقط من يلعبون على أعصابي ويثيرون المتاعب لي "عقب ببساطة..
"لا أعلم كيف انتهى بكما في ذلك المكان...هذا أسوأ مكان قد يذهب إليه أحد "قلتها بإشمئزاز له..
" وفري تلك النظرات...نحن لن نبقي الليلة بأكملها هنا "قالها وخرج من السيارة مُمسكًا بذراعي ويُوجهني للباب الأخر..
" يديك عني فيون...أنا لن أذهب معك لأي مكان" سخرت وأفلت من قبضته..
" هناك أناس يتبعونك عزيزتي وستكونين صيدًا سهلًا، والأن إما أن تأتي معي أو تبقين هنا، الأمر عائد لكِ "قالها ناظرًا لعيني ببرود ليكاد يُكمل حتى يسمع صوت ثلاثة رجال يقتربون..
" للسيارة، وأغلقي الأبواب ولا تنظري على أي مما سيحدث "همس بالقرب مني برفق..
" دعنا فقط نذهب من هنا" قلتها ناظرة له ليُدخلني للسيارة ويغلق الباب..
" إنها أرض محظورة يا فتى، لا يمكنك التواجد هنا" قالها أحد الرجال الثلاثة..
"أجل وكنت على وشك الذهاب، شكرًا" أجاب بهدوء وفتح باب السيارة ليصعد ليُلقي أحدهم بحجر صغيرة بالنافذة لتنكسر مُسببة الرعب لي، فقط لكنت الأن بالمنزل أشاهد مسلسلي المفضل ما الذي أدخلني بكل ذلك.؟
" لا يمكنك الأن، لقد دخلت ولا عودة" قالها بإبتسامة مُقتربون من السيارة وهو يرمقه بنظرات غريبة لفيون ولي..
"إسمعوا يا فتية، أنتم حقًا لا تودون العبث معي بهذا الوقت تحديدًا... ولدي الأن ما يقارب مئات الشياطين برأسي" قالها فيون بهدوء وبرود..
"هذا عظيم، أضف عليهم ثلاثة "إبتسم ذلك الرجل مقتربًا من فيون الذي ابتسم له ببرود..
لا أستطيع تذكر الكثير حول ما حدث تلك الليل بخلاف بمجرد وصول ذلك الرجل أمام فيون قام بلكمه بقوة في حلقه حتى ارتد للخلف وركله بقدمه في وجهه بقوة ويستغل وقوعه على الأرض علي معدته ويُمسك بذراعه جاذبًا إياها بقوة وكأنه يخلعها حتي حدث ذلك بالفعل، ثم تقدم أخر محاولًا لكمه بتلك السلسل الحديدية التي تُلف حول قبضته لكن سرعان ما باغته فيون ومد ذلك الرجل بيده ليُغلق فيون الباب بقوة على ذراعك ثم يمسك برأسه ويجعل حلقه يرتطم عدة مرات بحافة الباب حتى وقع بين دمائه..
لم أستطع تحمل المزيد من العظام التي تُكسر وصوت الألم لأغلق عيني سريعًا وأضع يدى علي أذني لأشتت نفسي حتي تلك اللحظة التي انتفضت بها صارخة عندما سمعت صوت تحطم الزجاج المقابل لي مباشرة عدة مرات والمنظر كان مريع، وفيون يُمسك برقبته من الخلف ويضرب وجهه بالزجاج عدة مرات حتي تشقق الزجاج من قوة الضرب وأمتلئ وجه الرجل بالدماء ، لقد بدا وكأنه عديم المشاعر وكأن ذلك شئ عادي له يفعله كلما كان مُستاءًا وكل شئ بحياله خاطئ ويخلو من كل شئ..
لقد كنت خائفة ومصدومة، مهما كنت أثق به أنا لا أفعل الأن...هو شخص أخر تمامًا وهذا يُخيفني، خفت قليلًا وتساقطت عبراتي من منظر تلك الدماء المرعبة والرجل الذي كان يتهاوي أرضًا جاعلًا الدماء تتساقط معه على السيارة...وكانت تلك اللحظة التى يزداد الأمر فيها سوءًا ويُطلق فيون النار على ذلك الرجل بكل برود وجمود...الرجل كان مات قبلًا ما الذي يفعله بالأساس؟
"يا إلهي، يا إلهي.."قلتها وأنا أفتح الباب بأيدٍ مرتعشة وبخوف أنظر لذلك الرجل الساقط أرضًا..
"ديالا ،إصعدي للسيارة" قالها بأمر وهو يخرج هاتفه ويبدو أنه يحادث شخص ما..
"يا إلهي...أنت قتلت شخصًا بريئًا" همست بصدمة ولا أستطيع التحدث من البكاء والإرتعاش..
"هو ليس ببرئ عزيزتي، لا تقلقي" قالها بهدوء وهو يعاود الإتصال..
"لا أهتم إن كان بريئًا أم لا، لازلت قد قتلك إنسانًا...ليس أنت من يقرر من يعيش ومن يموت" صرخت به بقوة لكنه لم يتحرك حتى أو يتأثر..
" النـ..جدة..."أطلق ذلك الشخص أنفاسه الأخيرة لأضع يدي على مكان الرصاصة وكانت للأسف مُستقرة بصدره ولا يمكنني فعل شئ حيالها..
"لا عليك...إبق معي فقط...كل شئ سيكون بخير، تنفس ببطء "قلتها بصوت خفيض له وأخذت أنفاسًا عميقة لكن خرج الأمر عن السيطرة وانبثقت الدماء فجأة من الجرح رغم وضعي يدي عليه، خلعت تلك السترة الموضوعة علي سريعًا ووضعتها علي جرحه محاولة إيقاف انبعاث الدماء..
"فيون، اتصل بالإسعاف "قلتها محاولة مساعدة ذلك الرجل..
" لا فائدة من ذلك، وضعت الرصاصة بمكانها وإذا خرجت سيفقد دماء أكثر وسيموت بكل الاحوال" أجاب بهدوء..
"فقط افعل اللعنة...واهتم قليلًا إنه بالنهاية انسان قتلته أنت" قلتها بحدة له، لتخرج دماء أخرى من فمه وكانت تلك الأنفاس الأخيرة..
"يا إلهي..."همست مُبتعدة عن الجثة للوراء بصدمة ناظرة لكل تلك الدماء التي على يدي..
" قتلت شخصًا بريئًا فيون "همست بعدم وعي لما يحدث اليوم..
" لست مضطرًا لقولها مرتين "أجاب بهدوء..
" أنت وحش فيون، أنت حتي لا تظهر مشاعر لفعل شنيع كذلك...أشعر وكأنني لا أعرفك بعد الأن" همست ماحية تلك الدماء بكنزتي ثم محيت عبراتي لتلتصق بعض قطرات الدماء علي وجهي..
" هيا، لا وقت لذلك" قالها بجدية وجذبني بقوة لأستقيم..
" لن أذهب معك لأي مكان، أشعر بالقرف للتواجد معك "قلتها مُبعدة إياه بقوة ثم سرت بعيدًا بل ركضت مُبتعدة عنه بأقصى ما يمكنني، هذه أسوأ نسخة قد أراها من أي أحد..نسخة لا تعرفها ولا يمكنك التعرف عليها، نسخة مشوهة لا يمكنك الوثوق بها..
بينما كنت أركض مُبتعدة لم أكن مركزة كثيرًا ولم انتبه للطريق حتى اصطدمت بشخص ما أمسكني برفق من ذراعي لأرتعب صارخة حتي انتبهت له وشعرت بإرتياح كبير لوجود شخص أعرفه..
"ديالا ،اهدأي أنا هنا...هل أنتِ بخير؟" سأل برفق ناظرًا لي..
"جون، جون...أجل أجل...من الجيد رؤيتك أقسم" قلتها بإرتياح صادق، على الأقل شخص أعرفه وأثق به..
"ماذا حدث لكِ ؟"سأل ناظرًا لتلك الدماء..
"أعدني للمنزل رجاء، لا أود البقاء هنا" قلتها بهدوء ليومئ..
" خذي هذه، جسدك بارد كالثلج "قالها وخلع سترته وأعطاني إياها لأرتديها ونسير معًا ثم لسيارته أخيرًا ويعيدني للمنزل..
بعدما عدت للمنزل سالمة نوعًا ما، أجل فقدت جزء من عقلي لكن يوجد الباقي...أغلقت الباب جيدًا وتأكدت من أنظمة الأمن وكل شئ ثم تهاويت على الأريكة محاولة تناسي كل ما حدث اليوم، لم كل المصائب تحدث فجأة؟ أشعر أن مفاجأة أخرى وقد أُنهي حياتي بنفسي..
إلتقطت هاتف المنزل وحادثت مكان عمل هيفين حتي أجابت بعض دقائق..
"دي ،هل أنتِ بخير؟ لقد حادثتك عدة مرات وكذلك توماس...يا رفاق كنت قلقة عليكم جميعًا" قالتها وظهرت نبرة الإرتياح قليلًا بصوتها..
"أنا بخير هيف، نوعًا ما... لكن توماس...هل يمكنك الذهاب له لمنزله بعد إنتهاء عملك؟" قلتها بهدوء..
"ماذا حدث؟ هل تشاجرتما مرة أخرى؟ دي إذا كان هناك أي شئ فقط اخبريني "قالتها بهدوء..
" سأخبرك كل شئ عندما نكون معًا...لمن في الوقت الراهن، توماس يحتاجك أكثر مني...رجاء فقط كوني معه "قلتها بهدوء..
" أنا قلقة عليك...لقد انتهيت من العمل الان، سأذهب له وسأعود لكِ بعدها...دي ،أنا أحبك وكل شئ سيكون على ما يرام ما دمنا معًا، لا تدعي شئ يؤثر عليكِ أنا معك وأحبك "قالتها بلطف لأبتسم بإرهاق..
" أحبك أيضًا هيفين، اعتني بنفسك وأخبري أيزاك أن توماس بخير لأجلي "قلتها ثم اغلقت الهاتف واتفقد إن كان هناك أي رسائل صوتية..
'دي ،إنه أيزاك...حاولت الاتصال بكِ عدة مرات، هل أنتِ بخير؟'
'ديالا، بدأت بالقلق...رجاء أخبريني أنكِ بخير وكذلك توماس'
'اتصلي بي سريعًا حالما تصلك تلك الرسائل' وتلك كانت الأخيرة لأضع الهاتف جانبًا واصعد لغرفتي وأخذ حكام بارد مزيلة أثار اليوم المروع من على وأتمنى أن أزيل تلك الأحداث والمؤثرات وكل شئ..
أنا فقط تعبت كلما كنت أعتقد أنها تتعدل من إتجاه، تفسد تمامًا من الجانب الأخر...وأصل لمرحلة أنني طفحت الكيل من كل ما يجري، وأن الجميع لا يهتمون والأمر يقع علي عاتقي دومًا ويُغرقني مع شياطيني أكثر..
إذًا أخبروني ماذا تعتقدون!
بعتذر جدًا عن التأخير بس كان خارج عن طاقتي. 💕
The end
Hope you like it
Vote and Comment please ❤️
Коментарі