Ch55|| بيننا قدر
" بيننا قدر"
" لا تحقري من شأن القدر الذي جمعني بكِ فالقدر من يجلب الحب، الحب لا يجلب القدر"
ما زال الهواء رجل عابث يراقص خصل شعرها من بعيد و ما زال النوم سلطان قد سحبها إلى جُنحه.
ما زالت نائمة و الوعي قد أفاق بيكهيون من غفوته، أفاقه على شمّ النسيم و رائحتها التي ينقلها الهواء إليه.
تقعد من تمدده و إلتمس القرب منها بجسده بعد أن زحف إليها بهدوء خشية أن يوقظها، يزداد وجهها جمالاً كلما أمعنت عينيه النظر فيها، النظر إليها فقط متعة.
ليس بقادر على الإبتعاد عنها و مكانه قد تثبت بالقرب منه، إن لم تكن في طيفه كان في طيفها، أنامله طويلة و رفيعة يميز إبهامه شامة أصبحت تميزها جويل.
بهذه الأنامل تلمس وجنتها البعيدة برقة و لثقل المشاعر قرب رأسه إليها كثيراً و أراح رأسه على كتفها و هناك زفر أنفاسه، إنه مثقل في المشاعر.
قبل فكّها بلطف شديد ثم رفع وجهه كي يتسنى له النظر إليها، بشرتها أسفل أنامله ناعمة جداً، يتفتق الحب من بين شفتيه و كلما ترك على وجنتها و عنقها لثمات حب رقيقة.
رفع ذراعه بلطف و وضعها على خصرها ثم دسّ رأسه بخصل شعرها المتناثرة على الوسائد حولها، لشعرها عبق لا يختفي كما لون شعرها الشمسي لا يبهت.
شعر بوخز أسفل ذراعه جعله ينتفض بخفة و ينهض سريعاً يرى ما الخطب، أما هي فأمالت رأسها إلى جانبه و امتعضت ملامحها بألم ثم عادت لصفائها.
الوخز أتى من بطنها و هو خشى عليها من السوء لذا أوقظها كي يطمئن.
" أنتِ أستيقظي"
فتحت عيناها بخفة و نظرت إلى وجهه القريب منها، حالما وعت على قربه الشديد منها إنتفضت مبتعدة عنه.
" ماذا هناك؟"
أربكه خوفه عليها رغم أنها تبدو بخير.
" تحرك شيء داخلك و بان لي أنه آلمكِ"
قبضت حاجبيها بخفة ثم لم تشعر بنفسها إلا و هي تبتسم و يدها قد هبطت لبطنها البارزة.
" إنه الجنين قد تحرك"
إرتفعا حاجبيه و اتسعت عينيه بلا تصديق.
" حقاً؟! ألا يؤذيكِ بحركته؟!"
نفت برأسها و وضحت.
" لا، أنا بخير، من الطبيعي أن يتحرك داخلي"
همهم بحرج و إبتعد عنها يجلس على الوسائد بينما ينظر حوله، عليه أنه يشعر بالحرج الآن فلقد أظهر إهتمامه بها الآن و بشكل مبالغ فيه.
ثم أنه أصبح ذا إدراك بطيء، كيف لمهندس بعبقريته و رجل أعمال بدهائه ألا يعلم بأن حركة الطفل في طن أنه طبيعية؟
ررما لأنه لأول مرة في حياته يعرف حامل، لطالما إقتصرت معرفته بالنساء على أمه كما أنه لا يتذكر فترة حملها بنانسي، كان حديث السن صغير العهد في هذه الحياة.
إنه وقت الزوال تقريباً، الشمس لطيفة و الرياح تهب بالنسيم لكن البطون خاوية، هي جلست ترتب شعرها و هو وجد الحُجة التي سيخفي فيها حرجه.
" أريدكِ أن تطبخي لنا ثمن إستخدام يدي البارحة"
نظرت إليه عندما قال هذه ببرود ثم إبتسمت، لقد أصبحت تفهمه قليلاً، طرقه في إخفاء حرجه هي بإلقاء الأوامر.
" حسناً، ماذا تريد أن أحضر لك؟"
دون أن ينظر إليها أجاب و هي يشاكس مؤخرة رأسه بأنامله، حركة عرفتها عنه حديثاً يفعلها عندما يشعر بالحرج.
" أحب اللحم كثيراً في أي طبق لا يهم"
أومأت له ثم نهضت ترتب ثيابها.
" إذن سأدخل لأرى إن كان هناك لحم في الداخل أم أنك ستذهب لشرائه"
همهم موافقاً و بعدما سارت إلى داخل البيت سار خلفها، ببعد بضع خطوات، دخلت إلى المطبخ تبحث عن محتويات الطبق الذي ستحضره و هو إستند على إطار الباب عاقداً ذراعيه إلى صدره و يراقبها.
" وجدت شرائح من لحم البقر، سأحضرها"
همهم موافقاً ثم دخل ليجلس على كرسي قرب طاولة الطعام في الداخل يراقبها تتحرك هنا و هناك و تأتي بالأطباق و تقطع الخضراوات.
" كيف تحب إستوائها و هل أضع لك خضروات؟"
" أحبها ناضجة كلياً و مع خضروات"
همهمت و تحركت لتحضير الطبق، من كان سيصدق أن جويل ضحية حقد بيكهيون و زوجته بالغصب تحضر له طبق طعام و هو يجلس يراقبها و الحب في عينيه يرقص؟
راقبها تذهب هنا و هناك لتحضر الأطباق بلا ملل أو كلل، أثناء ذلك شعر برغبة قوية تجتاحه لأن يقترب منها و يحتويها بين ذراعيه.
وقف عن مجلسه و آتاها من خلفها دون أن تشعر، كان خفيفاً جداً حتى أنه عندما إحتضنها من دبر شهقت لكنها تماسكت بآخر لحظة قبل أن تسكب على نفسها الزيت المغلي.
بتوتر همست تلومه.
" لقد أرعبتني، لم أشعر بك تتحرك خلفي"
همهم لها و ارتكز بذقنه على كتفها ثم همس.
" عليكِ أن تعلمي دوماً بأن يدي لو ما كانت تمسك بكِ عيني ستكون عليكِ"
أي أن لا خلاص منه للأبد و هي عالقة معه حتى تموت، بدأت تقتنع بهذا القدر الذي فُرض عليها لكن جسدها ما زال يرفض إذ أن جلدها وقف على منابته إحتاجاجاً على شفتيه لأنها لمستها بقبلة حميمة جداً.
الإرتباك كسى وجهها و مع كل قبلة يضعها على نسيج عنقها و كتفها صرخ قلبها بالرفض لكن لسانها أخرس، هي لا تستطيع رفضه حتى لو نفرته.
شتّتت قبلاته الزاخمة بالحب تركيزها و لوهلة كادت أن تقع عليها المقلاة فصرخت بخوف أن يحرقها الزيت المغلي.
رغم إنشغاله بعنقها إلا أن صرختها أوقظته من غفوته و بسرعة لا يعرف كيف أتته حملها من خصرها بذراعيه و أبعدها عن الموقد.
كانت قد إمتلئت عيناها بالدموع و هي تتمسك بكفيها تقول بهلع.
" لقد أصابتني بعض القطرات على يديّ، إنها تحرقني"
سحبها بسرعة و وضع يديها تحت المياه الباردة.
" سآتي بمرهم سريعاً و آتيكِ، اتركي يديكِ تحت الماء"
أومأت و ذهب هو يركض في المنزل بحثاً عن صندوق الإسعافات الأولية، أخذت تتلمس جويل حيث يحرقها بأطراف أناملها بينما تقول بصوت خافت.
" لولا شهوانيته لما إحترقت يدي، أناني و لعين"
عاد لها سريعاً يحمل مرهم، أجلسها على كرسي قرب طاولة الطعام في المطبخ ثم أمسك بيدها و بلطف وضع لها المرهم.
و تناسى بأن حروق الزيت قد أصابت يده أكثر مما أصابتها.
" هل تشعرين بتحسن؟"
همهمت دون أن تنظر إليه، تتجنب النظر إليه ليس لإنها تنتظر منه إعتذاراً مثلاً، يكفي بالنسبة لها أن يدرك أخطائه في داخله.
" سأنهض لأكمل الوجبة، سيحترق اللحم"
أرادت أن تمسح دموعها و لكنها مع المرهم ما إستطاعت لذا هو بإبهاميه مسح دموعها برقة شديدة ثم اقترب ليضع قبلة على وجنتها و همس.
" سأساعدك في ذلك"
لا يستطيع أن يعتذر، كرامته لا تسمح له أن يحني رأسه و يقول أنه متأسف أو أن يعترف بخطئه، هذا مستحيل!
و لكن بما أنه قرر مساعدتها فستعتبرها كإعتذار منه لها، تعلم أن هذا ما يحاول إيصاله من مساعدتها، بيكهيون الذي تعرفه مهما تسبب بالضرر للآخرين لا يعتذر و لو حتى بالأفعال.
هو تغير كثيراً عمّا كان عليه و هذا ما يجعلها تصمت عن رغبته الحثيثة بها لأنها لو اعترضت سيعود كما كان في السابق و هذا أسوء من نفورها منه.
حضر الطبقين أخيراً، حملهما بيكهيون عنها ثم قال .
" تعالي لأكلها بالخارج"
أوامر و ليست إقتراح، لا يسعه أن يطلب رأيها في شيء، هذا سيهين كرامته بالتأكيد.
تبعته حيث يسير، شهقت بخفة تضيع يدها على فمها إعجاباً بما رأت عندما سار إلى بقعة في منتصف المزرعة، تبسم عندما سمعها و إلتفت إليها ثم قال.
" لم تري شيء بعد، أمي تحب التصميم جداً سأريكِ الكثير"
جذع شجرة ضخم جداً بطول متر واحد، جذوره مثبته في الأرض منذ عشرات السنين و يحيطه سور خشبي يبتدأ بسلم صغير.
تمسك بيدها ثم همس.
" تمسكي بي و اتبعيني"
يده تمسك إحدى يديها و الأخرى أمسكت بها جُب قميصه، وسائد كما في ذلك المجسم الذي يشبه الأكواخ تنتشر على الأرضية الخشبية تتوسطها طاولة خشبية أرضية صغيرة.
وضع الطبقين عليها و تركها تنظر في المكان كما تشاء.
" عندما كنت هنا لم أرى شيئاً أبداً، هذا أجمل مكان رأيته"
جلس فوق الوسائد ثم تبسم يقول.
" ذلك لأنكِ كنتِ منشغلة في نفري و الهروب مني"
إلتفتت تنظر إليه، كان ينظر إليها بلا مواربة و من خلال النظرة في عينيه علمت لو أنها قالت شيء ضد كلامه لن يتغاضى هذه المرة أبداً.
بدى معارضاً لأي شيء قد تقوله و ناقماً على الوقت الذي فاته معها.
" لا يبدو أن صدرك رحب لآراء معارضة لذا سأحتفظ بصمتي"
أمسك بيدها ثم جذبها كي تجلس و همس.
" هذا إن كنتِ تريدين مصلحتكِ"
ليس فقط حاد الطباع إنما مزاجي جداً، ربما يعاني من ثنائي القطب! نظرت إليه تتقفى أعراض المرض فيه لكن لا شيء.
" مغرمة بجمالي مجدداً؟"
قالها بهمس خفيض بينما ينظر في عينيها يقصد السخرية، لو كانت ما اعتادت عليه بعد لشتمته في نفسها و احتفظت بصمتها لكنها الآن ضحكت من كل قلبها.
و على إثر ضحكتها الناعمة تبسم، كيف فقط لضحكاتها أن تثير الفرح في نفسه؟
" لما أرى أحد مغرم بجمالك بقدرك أنت"
إعتادت أن ترد في نفسها أنه مسخ و ابشع ما خلق الله لكنها الآن لم ترد بشيء و لم تفكر بشيء.
لم تسامح بيون بيكهيون و لن تسامحه لكنها مجبرة أن تعيش معه و بما أنه لن يدعها تعيش دونه و لن يدعها تموت فليس لها حلاً إلا التعايش، أفضل إنتقام و أفضل سلام.
حملت طبقها بيدها و راحت تأكل من اللحم.
" سيبرد طعامك، كله"
حمل صحنه هو الآخر و باشر بأكله، توقفت عن الأكل قليلاً و شردت، لو كان تايهيونغ لتحرقت شوقاً لمعرفة رأيه، لو كان تايهيونغ لما أجبرت على التعايش، لو كان تايهيونغ لأرادت أن تعيش معه بالفعل.
أخبرته أنه خارج حياتها و أن أبوابها مقفلة و أسوارها محصنة، لا تُفتح و لا تُعتلى و لا تُقتحم، لكن خلف هذه الأسوار التي شيدتها على حياتها قلب يتلهف شوقاً و مشاعر أصبحت موجعة.
ما عاد يظهر عليها كثيراً الحب الذي تكنه لتايهيونغ ذلك لأنها تخفيه جيداً في قلبها، قلبها الذي يصرخ حباً فيه إقتلعت لسانه و أخاطت فمه ثم تركته يبكي آلامه بصمت و بكت معه.
كي تحميه عليها أن تضحي بنفسها، جسدها قد خسرته بالفعل ثم خسرت حبها و سعادتها بقي هو فقط ما تملكه لذا حرصت أن تخسر حتى حريتها في سبيل حمايته.
و على هذا المنوال سارت على درب يرتضيه بيكهيون فإن السبيل إلى سخط بيكهيون هو ذاته السبيل إلى الموت.
نظر بيكهيون في ساعته، لقد غابت الشمس و إقترب الموعد، تمدد على الوسائد و أخذ ينظر إلى القمر محفوف بنجومه، لطالما كان كالليل ذا هيبة ترعب لكن القمر كان ونيسه الوحيد و نوره الجميل.
هو الليل في حِلكته و هي القمر في نوره، لا يأتي القمر إلا لينير عتمة الليل و لا يكون الليل جميلاً سوى بقمره المنير.
فجأة شعرت بيده فوق يدها و كانت الحائل الذي فصلها عن شرودها و أعادها معه، أمسك بيدها ثم جذبها برفق إليه.
أبان برغبته فيها عندما زحف بجسده إليها و بسط يده على عنقها و من الناحية القريبة منه أودع عنقها من شفاهه قبل زاخرة بالحب.
" سيطر على رغباتك و ابتعد عني، نحن بالفناء"
تبسم بشفتيه نصف إبتسامة و النصف الآخر رافقه الذبول و على إلتماسها بشفتيها قال.
" هذا الفناء فاني من سوانا "
أمسك بقبة ثوبها و أنزله كي يكشف له عن كتفيها و أعلى صدرها، أبعدت يده عنها و حاولت أن تنهض عنه لكنه ثبتها في مكانها عندما قبض على ذراعها و رغماً عنها مدد جذعها و إعتلاها.
" إبتعد عني، ليس الآن هذا محرج أرجوك"
أمسك بيديها اللتان تستخدمها في دفعه عنها و ثبتهما فوق رأسها، نظر في وجهها و لمح الدموع تتكسر في مقلتيها.
رفع حاجبيه منبهاً و بنبرة حادة هددها.
" إن كنتِ تخشين أن يرانا أحد فالمكان آمن كما هو سريري إما إن كنتِ تتذرعين في المكان لإبعادي فمن الأفضل لكِ أن توفري قوتكِ في تحملي"
مزق أزرار قميصها و لرؤية لحمها جاع و ظمأ فكانت خير ما يسد كل هذه النواقص التي فيه ذلك لأنه يراها تكمله كما لا ترى نفسها فيه.
في حُجرة، سقفها السماء و أرضها التراب، جدرانها الآفاق و أثاثها الأشجار، في هذه البقعة مجدداً أخذ ما أراد و إغتصب إرادتها.
تكتمت على دموعها و نفورها و أغلقت فاهها بيدها كي لا يسمع أحد صوتها رغم أن لا أحد في المكان سواهما.
قبل أن ينهض من عليها إحتضنها برفق و طبع قبلة على جبينها ثم نهض، ليتها تستطيع قراءة هذا الحضن و تلك القبلة، لا يقصد فيها أبداً أنه شاكر لها و لا أنها جيدة.
يقصد فيها أحبكِ و آسف، لستُ قادراً على كبح جموحي بكِ، رغباتي ما تفتقت إلا عليكِ.
جلست في محلها توضب فستانها على جسدها بعد أن خلعه عنها و عرّاها منه ثم سترها بجسده.
إرتدته و صوت شهقاتها و بكائها لا ينقطع و لا يقل، إنها مجروحة و هو يحرص أن يلهب جراحها كلما إقترب منها و لا يبالي.
جلست تضم قدميها إلى صدرها و تستند برأسها عليهما، الذل ما تشعر بها و جسدها تخسره في كل معركة معه، جسدها الذي بالنسبة لها أعز ما تملك.
" أريد أن أعود للداخل"
شعرت بيديه تتمسك بها ينهضها ثم به يقول بخفوت.
" سننام في الخارج"
فلتت نفسها منه و دفعته عنها ثم صرخت به، هذا ما حذرت نفسها منه دوماً و لكنها الآن ليست أقوى بل في أشد حالاتها ضعفاً فهي لا تقوى على المقاومة.
" إبتعد عني بحق الله اتركني و شأني"
على عكس ما إعتادت منه و ما يفعل عادة إبتعد عنها خطوة و وقف ينتظر إنفجارها في وجهه رغم أنه يعلم سلفاً أن الكثير من الشظايا ستصيبه.
" يكفي أنا تعبتُ معك، لا أنكر أنك أصبحت أفضل معي و أرى أنك تحاول إجتذابي إليك لكنك مهما فعلت الآن لن تكفر عمّا فعلته بي، لن أنسى يوماً أنك إغتصبتني، أنك جعلتني عاهرة لك أمام الجميع، لن أنسى يوماً أنك قتلت أحلامي و دمرت مستقبلي"
بما أنه صامت يستمع إلى لسان قلبها أسمعته أكثر، إقتربت منه و بكل ما تقوله ضربت صدره بكفيها.
" تحاول إسعادي، تحاولي محو ذاكرتي، لكنك تفشل كلما إقتربت من إصلاح نفسك، أما الذي بيننا لن يصلح لأنه غير موجود بالفعل و لا يمكنك خلقه."
مسحت دموعها من عينيها بخشونة و انصرفت توبخه كما لم تفعل من قبل.
" أنت الحاقد ظننت نفسك إله؟ تعاقب الناس على أفعالها و تقرر أمصرة آخرين؟ من تظن نفسك؟"
ضربت قلبه بقبضتها تلومه بشجاعة و تنظر في عينيه بلا خوف.
" أتظن لأن الحقد لاكك أصبحت تملك صلاحيات الإله و عندما تفشى بك العشق أردت أن تكون مجرد رجل بعواطف جياشة؟"
يعلم أن ثمن إنفجارها قاسياً، يعلم أنها ستريه كم تكرهه لكنها تنتقم منه الآن دون أن تشترك بجريمة و هذا بالفعل أفضل إنتقام، إن تنتقم ببراءة و أن تترك حقك على الله هو أفضل إنتقام تستطيع حصده.
كما حصدت الآن إنتقامها منه، تقف أمامه و تجابهه بما لديها دون خوف منه، لا تخشاه في هذه اللحظة لأنها صاحبة الحق، لأنها مظلومة و هو من ظلمها.
أمسك بيديها و اجتذبها إليه، يرى الخوف في عينيها رِفقة الكره لكنه سيتستر على ذلك، بنبرة هادئة حدثّها.
" أعلم أن ما قلتِه كلفكِ الكثير من الضعف في نفس الوقت الكثير من الشجاعة حتى تقوليه، الآن قد تتوقعين مني كلام جارح رفقة صفعة لكنني لن أؤذيكِ بعد الآن و هذا ليس لأن ابني ببطنكِ بل لإنكِ زوجتي"
صرفت وجهها عنه عندما أفصح عن علاقته بها، ليست إحدى نسائي إنما زوجتي، شتان بين الكلمتين و شتان بين بيكهيون قبل أشهر قليلة و بيكهيون اليوم.
إنحدرت يده ليمسك بكفها ثم قال بذات الهدوء.
" شيء واحد عليكِ معرفته، إنه لو عاد بي الزمن إلى ذلك الوقت لما أكتفيتُ بأخذكِ عنوة"
نظرت إليه سريعاً و تبسمت ساخرة، هي التي ظنت أنه نادم على ما اقترفه في حقها، ظنت أنها بدأت تفهمه، إنها لا تفهم شيء.
" ماذا كنت ستفعل أكثر مما فعلته؟"
نظر في عينها و نقل لها حِسه، أنه حقاً نادم لأنه لم يقترف الذي هو أسوء مما فعله.
" لكنتُ خطفتكِ كما فعلت ثم ملكتكِ إنتقاماً لأمي، لكنني ما كنتُ تغاضيت عن تلك النبضة التي رنت في صدري لأجلك و لما أعدتكِ لأهلك، في وقت العام الذي هدرته من عمركِ لحصلتُ منكِ على طفل و لكنتِ الآن تحملين على ذراعيكِ طفلي الثاني"
قوله ما زادها إلا رعباً منه، مُعلقة هي بحبل فيه على متن هذه الحياة، لو قطعه الموت من سيمسك بها بعده، أمسك بكتفيها و أجبرها أن تمعن النظر في عينيه القويتين، فيهما معانٍ كثيرة أولهما هي.
" تقولين أن لا شيء بيننا، بيننا قدر يا زوجتي و هذا أكبر من عشق يتفشى فيّ أو حقد قد لاكني"
تنهد ثم إجتذبها كي تسير بمحاذاته و ما سمح لها أن تتفلت منه مهما حاولت، فقط يسحبها على وجهة تجهلها.
" سأقبل بإتهاماتكِ الأخرى بحقي و أنكر ما أنكرته في وجهكِ، لستُ نادم و بيننا قدر"
صمتت تتحفظ على ما بقي لها من دموع و كرامة و سارت برفقته فلا تملك إلا أن تسير.
سار بها حتى توقف فجأة ثم أشار لها أن تنظر أمامها و ترفع بصرها عن مثواها -الأرض- و رغم كل ما حدث قبل قليل يبتسم، لا تعلم أنه يجبر نفسه على الإبتسام.
" انظري إلى هذه العربة، سننام داخلها الليلة"
نظرت إلى حيث يشير و سلبها جمال المنظر حواسها و حتى أنها غفلت عن شجارهما للتو و قالت مفصحة بإعجاب.
" هذا رائع!"
تبسم بإرتياح، لقد نست بالفعل أنهما تشاجرا للتو بفضل هذه العربة التي يطلق عليها عربة سندريلا، لطالما أحبت والدته السحر الذي يتلى في الحكايات الشعبية و منه هذه العربة.
عربة كبيرة من خشب ثمين، صممت بشكل كروي يقودها حصانان من خشب، تلك العربة لا يمكن تحريكها و لكنها في غاية الجمال.
أمسك بيدها و ساعدها أن تصعد إلى داخلها و أن تعبر بوابتها الصغيرة نسبياً ، دخل خلفها و كان يراقب معالم الدهشة على وجهها، قلبه ينبض بصخب و هو يعلم الأسباب، النظر إليها و هي سعيدة بهجة ما بعدها لذة.
" أعجبكِ؟ "
بحماس نطقت.
" جداً!"
قهقه بخفوت و يديه مرتكزة على خصره يراقب السعادة ترقص في جسدها، داخل العربة يوجد سرير لشخص واحد و هو بالطبع سيستغل الفرصة لصالحه.
إلى يمين السرير هناك منضدة و إلى يسارها يوجد دولاب مصمم على شاكلة يقطينة كبيرة تتناسب و حيز العربة من الداخل.
إقتربت إليها جويل بفضول و فتحتها لتجد سلة مليئة بالفراولة و الكرز و بعض زجاجات الحليب بالشوكولاتة، إلتفتت إلى بيكهيون الذي شاكس خصلات شعره بأنامله.
وعى على الشاكلة التي هو عليها فقوم ظهره و تحمحم ثم قال بلهجة باردة.
" أمرتهم بأن يحضّروا لقدومكِ و أن يحضروا لكِ هذا بما أنكِ تحبينه"
تناولت السلة و جلست على طرف السرير تأكل منها ثم قالت له.
" أريد بيتزا غداً"
همهم موافقاً ثم جلس بجانبها لتمد إليه السلة و علبة من الحليب.
" شاركني "
نظر لها ثم ليدها الممدودة بالسلة إليه فشاركها بها ثم تمدد على السرير و الفراولة التي كادت أن تهرسها بين أسنانها نجت و ظلت عالقة، إن نام هو على السرير هي أين ستنام؟
" السرير لشخص واحد!"
همهم ثم أراح رأسه على ذراعيه و قال.
" و أنتِ وحدكِ شخصين "
وقفت برفض قاطع و يديها إلى خصرها.
" أتعيرني بوزني الآن؟ أولستَ تنقض علي كوحش جائع تالي الليل؟"
عقد حاجبيه و نظر لها بسخط ثم نبس محذراً.
" لا ترفعي صوتكِ!"
تنهدت و صرفت قِبلة وجهها عنه، و قبل أن تبادر في سؤال إينما وجب عليها أن تنام غمزها بعبث و نبس بوقاحة و ابتسامة تملئ شدقيه.
" أنا أحب التضاريس"
شهقت بحرج تضع يدها على فمها و هو قهقه بخفوت، لا تستطيع أن تنتصر عليه فإما أن يحرجها أو يخيفها و بكلتا الطريقتين تمتنع عن الرد.
خبأت وجهها بيدها و كادت أن تجلس قرب اليقطينة لكنه تمسك بمعصمها و أسقطها على صدره بلطف و بعفوية اصطدما أنفيهما.
تبسم على نحو محب و بيده رفع خصل شعرها التي سقطت على وجهه و حزمها خلف أذنها ثم قبل وجنتها.
قبل أن تتحرك مبتعدة أحاط ظهرها بذراعه و نوّمها على صدره، بحرج و خجل أرادت أن تنهض لكنه ثبتها من كتفيها و قال.
" السرير ضيق و أنا لن أنام على الأرض كما أنني لن أدعكِ تنامين عليها لذا نامي على صدري."
ضرب أنفها بسبابته بلطف و قال مبتسماً.
" هذا عرض مغري لن تحصلي عليه دوماً"
واثق!
كتمت هذا الرد في نفسها و أجبرت نفسها أن تتكيف على صدره، رغم سعته و دفئه كان صعب عليها لأنها ما نامت على صدر سوى صدر تايهيونغ، الآن هي زوجة بيون بيكهيون و انتهى.
غفت عينيها رغماً عنها و ضل متيقظاً حتى غفت، هو ما تكاسل في إهلاكها بين ذراعيه و هي ما فتأت تهلكه بنفورها لذا نام كليهما رغم إن المكان غريب عليهما و رغم أنهما لم يناما من قبل في هذا القرب خصوصاً جويل.
في ساعات الصباح رنّ هاتف بيكهيون مرة و اثنتين و ثلاثة حتى تململ بيكهيون من تجاهله و حمله عن المنضدة يجيب.
لم يلحظ أنه يداعب خصلات شعر النائمة على صدره بأنامله النحيفة.
" ما اللعنة؟!"
سمع صوت كريس الذي لا يتصل إلا لنقل أخبار السوء مؤخراً خصوصاً أنه بدى متوتراً و مندفعاً في الحديث.
" سيدي أينما كنت عليك أن تهرب!"
أيقظت كلمات كريس بيكهيون من وسنه و إستفسر بلا فهم.
" مما أهرب؟"
إستمع إلى إجابة كريس ثم سرعان ما نظر إلى جويل النائمة، كيف حدث ذلك؟!
...........................
لو العشق يا بيبي ما تفشى فيك لما حدث ذلك🤷♀️🤷♀️🤷♀️
سلااااااااااااام
أخيراً الختمة المنتظرة أتت، هيك بكون وفيت مشاعر بيكهيون حقها و صار وقت النصف الثاني من العشق يتفشى فيه.
لازم يكون مخزونكم العاطفي مليان لأنكم رح تصرفوا بالتقسيط.
الأحداث الجاية معقدة و رح يبين دور كل الشخصيات الي عرفتهم فيهم بالتقرير الخاص بهذا الجزء، أكيد ما حطيتهم عبثاً.
في الفصل القادم أجلبوا معكم ذهن صافي بينما تقرأون لأن حماس الجزء الأول ح يرجع أقوى كمان.
لهيك فرجوني حماسكم، و الله أنا متحمسة.
البارت القادم بعد 150 فوت و كومنت.
١. لقد شهدتم على تطور مشاعر بيكهيون من الصفر حتى هذا الحد؟ الآن ماذا تقولون في بيكهيون؟
٢.جويل بقت ثابتة بمشاعر ميتة تجاه التطور العظيم في مشاعر بيكهيون، رأيكم بعذا الموقف الثابت؟
٣. رأيكم بأحداث هذا الفصل؟ ردات فعل بيكهيون المعاكسة للمتوقع؟
٤. ما الخبر الذي نقله كريس؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love ♥️
" لا تحقري من شأن القدر الذي جمعني بكِ فالقدر من يجلب الحب، الحب لا يجلب القدر"
ما زال الهواء رجل عابث يراقص خصل شعرها من بعيد و ما زال النوم سلطان قد سحبها إلى جُنحه.
ما زالت نائمة و الوعي قد أفاق بيكهيون من غفوته، أفاقه على شمّ النسيم و رائحتها التي ينقلها الهواء إليه.
تقعد من تمدده و إلتمس القرب منها بجسده بعد أن زحف إليها بهدوء خشية أن يوقظها، يزداد وجهها جمالاً كلما أمعنت عينيه النظر فيها، النظر إليها فقط متعة.
ليس بقادر على الإبتعاد عنها و مكانه قد تثبت بالقرب منه، إن لم تكن في طيفه كان في طيفها، أنامله طويلة و رفيعة يميز إبهامه شامة أصبحت تميزها جويل.
بهذه الأنامل تلمس وجنتها البعيدة برقة و لثقل المشاعر قرب رأسه إليها كثيراً و أراح رأسه على كتفها و هناك زفر أنفاسه، إنه مثقل في المشاعر.
قبل فكّها بلطف شديد ثم رفع وجهه كي يتسنى له النظر إليها، بشرتها أسفل أنامله ناعمة جداً، يتفتق الحب من بين شفتيه و كلما ترك على وجنتها و عنقها لثمات حب رقيقة.
رفع ذراعه بلطف و وضعها على خصرها ثم دسّ رأسه بخصل شعرها المتناثرة على الوسائد حولها، لشعرها عبق لا يختفي كما لون شعرها الشمسي لا يبهت.
شعر بوخز أسفل ذراعه جعله ينتفض بخفة و ينهض سريعاً يرى ما الخطب، أما هي فأمالت رأسها إلى جانبه و امتعضت ملامحها بألم ثم عادت لصفائها.
الوخز أتى من بطنها و هو خشى عليها من السوء لذا أوقظها كي يطمئن.
" أنتِ أستيقظي"
فتحت عيناها بخفة و نظرت إلى وجهه القريب منها، حالما وعت على قربه الشديد منها إنتفضت مبتعدة عنه.
" ماذا هناك؟"
أربكه خوفه عليها رغم أنها تبدو بخير.
" تحرك شيء داخلك و بان لي أنه آلمكِ"
قبضت حاجبيها بخفة ثم لم تشعر بنفسها إلا و هي تبتسم و يدها قد هبطت لبطنها البارزة.
" إنه الجنين قد تحرك"
إرتفعا حاجبيه و اتسعت عينيه بلا تصديق.
" حقاً؟! ألا يؤذيكِ بحركته؟!"
نفت برأسها و وضحت.
" لا، أنا بخير، من الطبيعي أن يتحرك داخلي"
همهم بحرج و إبتعد عنها يجلس على الوسائد بينما ينظر حوله، عليه أنه يشعر بالحرج الآن فلقد أظهر إهتمامه بها الآن و بشكل مبالغ فيه.
ثم أنه أصبح ذا إدراك بطيء، كيف لمهندس بعبقريته و رجل أعمال بدهائه ألا يعلم بأن حركة الطفل في طن أنه طبيعية؟
ررما لأنه لأول مرة في حياته يعرف حامل، لطالما إقتصرت معرفته بالنساء على أمه كما أنه لا يتذكر فترة حملها بنانسي، كان حديث السن صغير العهد في هذه الحياة.
إنه وقت الزوال تقريباً، الشمس لطيفة و الرياح تهب بالنسيم لكن البطون خاوية، هي جلست ترتب شعرها و هو وجد الحُجة التي سيخفي فيها حرجه.
" أريدكِ أن تطبخي لنا ثمن إستخدام يدي البارحة"
نظرت إليه عندما قال هذه ببرود ثم إبتسمت، لقد أصبحت تفهمه قليلاً، طرقه في إخفاء حرجه هي بإلقاء الأوامر.
" حسناً، ماذا تريد أن أحضر لك؟"
دون أن ينظر إليها أجاب و هي يشاكس مؤخرة رأسه بأنامله، حركة عرفتها عنه حديثاً يفعلها عندما يشعر بالحرج.
" أحب اللحم كثيراً في أي طبق لا يهم"
أومأت له ثم نهضت ترتب ثيابها.
" إذن سأدخل لأرى إن كان هناك لحم في الداخل أم أنك ستذهب لشرائه"
همهم موافقاً و بعدما سارت إلى داخل البيت سار خلفها، ببعد بضع خطوات، دخلت إلى المطبخ تبحث عن محتويات الطبق الذي ستحضره و هو إستند على إطار الباب عاقداً ذراعيه إلى صدره و يراقبها.
" وجدت شرائح من لحم البقر، سأحضرها"
همهم موافقاً ثم دخل ليجلس على كرسي قرب طاولة الطعام في الداخل يراقبها تتحرك هنا و هناك و تأتي بالأطباق و تقطع الخضراوات.
" كيف تحب إستوائها و هل أضع لك خضروات؟"
" أحبها ناضجة كلياً و مع خضروات"
همهمت و تحركت لتحضير الطبق، من كان سيصدق أن جويل ضحية حقد بيكهيون و زوجته بالغصب تحضر له طبق طعام و هو يجلس يراقبها و الحب في عينيه يرقص؟
راقبها تذهب هنا و هناك لتحضر الأطباق بلا ملل أو كلل، أثناء ذلك شعر برغبة قوية تجتاحه لأن يقترب منها و يحتويها بين ذراعيه.
وقف عن مجلسه و آتاها من خلفها دون أن تشعر، كان خفيفاً جداً حتى أنه عندما إحتضنها من دبر شهقت لكنها تماسكت بآخر لحظة قبل أن تسكب على نفسها الزيت المغلي.
بتوتر همست تلومه.
" لقد أرعبتني، لم أشعر بك تتحرك خلفي"
همهم لها و ارتكز بذقنه على كتفها ثم همس.
" عليكِ أن تعلمي دوماً بأن يدي لو ما كانت تمسك بكِ عيني ستكون عليكِ"
أي أن لا خلاص منه للأبد و هي عالقة معه حتى تموت، بدأت تقتنع بهذا القدر الذي فُرض عليها لكن جسدها ما زال يرفض إذ أن جلدها وقف على منابته إحتاجاجاً على شفتيه لأنها لمستها بقبلة حميمة جداً.
الإرتباك كسى وجهها و مع كل قبلة يضعها على نسيج عنقها و كتفها صرخ قلبها بالرفض لكن لسانها أخرس، هي لا تستطيع رفضه حتى لو نفرته.
شتّتت قبلاته الزاخمة بالحب تركيزها و لوهلة كادت أن تقع عليها المقلاة فصرخت بخوف أن يحرقها الزيت المغلي.
رغم إنشغاله بعنقها إلا أن صرختها أوقظته من غفوته و بسرعة لا يعرف كيف أتته حملها من خصرها بذراعيه و أبعدها عن الموقد.
كانت قد إمتلئت عيناها بالدموع و هي تتمسك بكفيها تقول بهلع.
" لقد أصابتني بعض القطرات على يديّ، إنها تحرقني"
سحبها بسرعة و وضع يديها تحت المياه الباردة.
" سآتي بمرهم سريعاً و آتيكِ، اتركي يديكِ تحت الماء"
أومأت و ذهب هو يركض في المنزل بحثاً عن صندوق الإسعافات الأولية، أخذت تتلمس جويل حيث يحرقها بأطراف أناملها بينما تقول بصوت خافت.
" لولا شهوانيته لما إحترقت يدي، أناني و لعين"
عاد لها سريعاً يحمل مرهم، أجلسها على كرسي قرب طاولة الطعام في المطبخ ثم أمسك بيدها و بلطف وضع لها المرهم.
و تناسى بأن حروق الزيت قد أصابت يده أكثر مما أصابتها.
" هل تشعرين بتحسن؟"
همهمت دون أن تنظر إليه، تتجنب النظر إليه ليس لإنها تنتظر منه إعتذاراً مثلاً، يكفي بالنسبة لها أن يدرك أخطائه في داخله.
" سأنهض لأكمل الوجبة، سيحترق اللحم"
أرادت أن تمسح دموعها و لكنها مع المرهم ما إستطاعت لذا هو بإبهاميه مسح دموعها برقة شديدة ثم اقترب ليضع قبلة على وجنتها و همس.
" سأساعدك في ذلك"
لا يستطيع أن يعتذر، كرامته لا تسمح له أن يحني رأسه و يقول أنه متأسف أو أن يعترف بخطئه، هذا مستحيل!
و لكن بما أنه قرر مساعدتها فستعتبرها كإعتذار منه لها، تعلم أن هذا ما يحاول إيصاله من مساعدتها، بيكهيون الذي تعرفه مهما تسبب بالضرر للآخرين لا يعتذر و لو حتى بالأفعال.
هو تغير كثيراً عمّا كان عليه و هذا ما يجعلها تصمت عن رغبته الحثيثة بها لأنها لو اعترضت سيعود كما كان في السابق و هذا أسوء من نفورها منه.
حضر الطبقين أخيراً، حملهما بيكهيون عنها ثم قال .
" تعالي لأكلها بالخارج"
أوامر و ليست إقتراح، لا يسعه أن يطلب رأيها في شيء، هذا سيهين كرامته بالتأكيد.
تبعته حيث يسير، شهقت بخفة تضيع يدها على فمها إعجاباً بما رأت عندما سار إلى بقعة في منتصف المزرعة، تبسم عندما سمعها و إلتفت إليها ثم قال.
" لم تري شيء بعد، أمي تحب التصميم جداً سأريكِ الكثير"
جذع شجرة ضخم جداً بطول متر واحد، جذوره مثبته في الأرض منذ عشرات السنين و يحيطه سور خشبي يبتدأ بسلم صغير.
تمسك بيدها ثم همس.
" تمسكي بي و اتبعيني"
يده تمسك إحدى يديها و الأخرى أمسكت بها جُب قميصه، وسائد كما في ذلك المجسم الذي يشبه الأكواخ تنتشر على الأرضية الخشبية تتوسطها طاولة خشبية أرضية صغيرة.
وضع الطبقين عليها و تركها تنظر في المكان كما تشاء.
" عندما كنت هنا لم أرى شيئاً أبداً، هذا أجمل مكان رأيته"
جلس فوق الوسائد ثم تبسم يقول.
" ذلك لأنكِ كنتِ منشغلة في نفري و الهروب مني"
إلتفتت تنظر إليه، كان ينظر إليها بلا مواربة و من خلال النظرة في عينيه علمت لو أنها قالت شيء ضد كلامه لن يتغاضى هذه المرة أبداً.
بدى معارضاً لأي شيء قد تقوله و ناقماً على الوقت الذي فاته معها.
" لا يبدو أن صدرك رحب لآراء معارضة لذا سأحتفظ بصمتي"
أمسك بيدها ثم جذبها كي تجلس و همس.
" هذا إن كنتِ تريدين مصلحتكِ"
ليس فقط حاد الطباع إنما مزاجي جداً، ربما يعاني من ثنائي القطب! نظرت إليه تتقفى أعراض المرض فيه لكن لا شيء.
" مغرمة بجمالي مجدداً؟"
قالها بهمس خفيض بينما ينظر في عينيها يقصد السخرية، لو كانت ما اعتادت عليه بعد لشتمته في نفسها و احتفظت بصمتها لكنها الآن ضحكت من كل قلبها.
و على إثر ضحكتها الناعمة تبسم، كيف فقط لضحكاتها أن تثير الفرح في نفسه؟
" لما أرى أحد مغرم بجمالك بقدرك أنت"
إعتادت أن ترد في نفسها أنه مسخ و ابشع ما خلق الله لكنها الآن لم ترد بشيء و لم تفكر بشيء.
لم تسامح بيون بيكهيون و لن تسامحه لكنها مجبرة أن تعيش معه و بما أنه لن يدعها تعيش دونه و لن يدعها تموت فليس لها حلاً إلا التعايش، أفضل إنتقام و أفضل سلام.
حملت طبقها بيدها و راحت تأكل من اللحم.
" سيبرد طعامك، كله"
حمل صحنه هو الآخر و باشر بأكله، توقفت عن الأكل قليلاً و شردت، لو كان تايهيونغ لتحرقت شوقاً لمعرفة رأيه، لو كان تايهيونغ لما أجبرت على التعايش، لو كان تايهيونغ لأرادت أن تعيش معه بالفعل.
أخبرته أنه خارج حياتها و أن أبوابها مقفلة و أسوارها محصنة، لا تُفتح و لا تُعتلى و لا تُقتحم، لكن خلف هذه الأسوار التي شيدتها على حياتها قلب يتلهف شوقاً و مشاعر أصبحت موجعة.
ما عاد يظهر عليها كثيراً الحب الذي تكنه لتايهيونغ ذلك لأنها تخفيه جيداً في قلبها، قلبها الذي يصرخ حباً فيه إقتلعت لسانه و أخاطت فمه ثم تركته يبكي آلامه بصمت و بكت معه.
كي تحميه عليها أن تضحي بنفسها، جسدها قد خسرته بالفعل ثم خسرت حبها و سعادتها بقي هو فقط ما تملكه لذا حرصت أن تخسر حتى حريتها في سبيل حمايته.
و على هذا المنوال سارت على درب يرتضيه بيكهيون فإن السبيل إلى سخط بيكهيون هو ذاته السبيل إلى الموت.
نظر بيكهيون في ساعته، لقد غابت الشمس و إقترب الموعد، تمدد على الوسائد و أخذ ينظر إلى القمر محفوف بنجومه، لطالما كان كالليل ذا هيبة ترعب لكن القمر كان ونيسه الوحيد و نوره الجميل.
هو الليل في حِلكته و هي القمر في نوره، لا يأتي القمر إلا لينير عتمة الليل و لا يكون الليل جميلاً سوى بقمره المنير.
فجأة شعرت بيده فوق يدها و كانت الحائل الذي فصلها عن شرودها و أعادها معه، أمسك بيدها ثم جذبها برفق إليه.
أبان برغبته فيها عندما زحف بجسده إليها و بسط يده على عنقها و من الناحية القريبة منه أودع عنقها من شفاهه قبل زاخرة بالحب.
" سيطر على رغباتك و ابتعد عني، نحن بالفناء"
تبسم بشفتيه نصف إبتسامة و النصف الآخر رافقه الذبول و على إلتماسها بشفتيها قال.
" هذا الفناء فاني من سوانا "
أمسك بقبة ثوبها و أنزله كي يكشف له عن كتفيها و أعلى صدرها، أبعدت يده عنها و حاولت أن تنهض عنه لكنه ثبتها في مكانها عندما قبض على ذراعها و رغماً عنها مدد جذعها و إعتلاها.
" إبتعد عني، ليس الآن هذا محرج أرجوك"
أمسك بيديها اللتان تستخدمها في دفعه عنها و ثبتهما فوق رأسها، نظر في وجهها و لمح الدموع تتكسر في مقلتيها.
رفع حاجبيه منبهاً و بنبرة حادة هددها.
" إن كنتِ تخشين أن يرانا أحد فالمكان آمن كما هو سريري إما إن كنتِ تتذرعين في المكان لإبعادي فمن الأفضل لكِ أن توفري قوتكِ في تحملي"
مزق أزرار قميصها و لرؤية لحمها جاع و ظمأ فكانت خير ما يسد كل هذه النواقص التي فيه ذلك لأنه يراها تكمله كما لا ترى نفسها فيه.
في حُجرة، سقفها السماء و أرضها التراب، جدرانها الآفاق و أثاثها الأشجار، في هذه البقعة مجدداً أخذ ما أراد و إغتصب إرادتها.
تكتمت على دموعها و نفورها و أغلقت فاهها بيدها كي لا يسمع أحد صوتها رغم أن لا أحد في المكان سواهما.
قبل أن ينهض من عليها إحتضنها برفق و طبع قبلة على جبينها ثم نهض، ليتها تستطيع قراءة هذا الحضن و تلك القبلة، لا يقصد فيها أبداً أنه شاكر لها و لا أنها جيدة.
يقصد فيها أحبكِ و آسف، لستُ قادراً على كبح جموحي بكِ، رغباتي ما تفتقت إلا عليكِ.
جلست في محلها توضب فستانها على جسدها بعد أن خلعه عنها و عرّاها منه ثم سترها بجسده.
إرتدته و صوت شهقاتها و بكائها لا ينقطع و لا يقل، إنها مجروحة و هو يحرص أن يلهب جراحها كلما إقترب منها و لا يبالي.
جلست تضم قدميها إلى صدرها و تستند برأسها عليهما، الذل ما تشعر بها و جسدها تخسره في كل معركة معه، جسدها الذي بالنسبة لها أعز ما تملك.
" أريد أن أعود للداخل"
شعرت بيديه تتمسك بها ينهضها ثم به يقول بخفوت.
" سننام في الخارج"
فلتت نفسها منه و دفعته عنها ثم صرخت به، هذا ما حذرت نفسها منه دوماً و لكنها الآن ليست أقوى بل في أشد حالاتها ضعفاً فهي لا تقوى على المقاومة.
" إبتعد عني بحق الله اتركني و شأني"
على عكس ما إعتادت منه و ما يفعل عادة إبتعد عنها خطوة و وقف ينتظر إنفجارها في وجهه رغم أنه يعلم سلفاً أن الكثير من الشظايا ستصيبه.
" يكفي أنا تعبتُ معك، لا أنكر أنك أصبحت أفضل معي و أرى أنك تحاول إجتذابي إليك لكنك مهما فعلت الآن لن تكفر عمّا فعلته بي، لن أنسى يوماً أنك إغتصبتني، أنك جعلتني عاهرة لك أمام الجميع، لن أنسى يوماً أنك قتلت أحلامي و دمرت مستقبلي"
بما أنه صامت يستمع إلى لسان قلبها أسمعته أكثر، إقتربت منه و بكل ما تقوله ضربت صدره بكفيها.
" تحاول إسعادي، تحاولي محو ذاكرتي، لكنك تفشل كلما إقتربت من إصلاح نفسك، أما الذي بيننا لن يصلح لأنه غير موجود بالفعل و لا يمكنك خلقه."
مسحت دموعها من عينيها بخشونة و انصرفت توبخه كما لم تفعل من قبل.
" أنت الحاقد ظننت نفسك إله؟ تعاقب الناس على أفعالها و تقرر أمصرة آخرين؟ من تظن نفسك؟"
ضربت قلبه بقبضتها تلومه بشجاعة و تنظر في عينيه بلا خوف.
" أتظن لأن الحقد لاكك أصبحت تملك صلاحيات الإله و عندما تفشى بك العشق أردت أن تكون مجرد رجل بعواطف جياشة؟"
يعلم أن ثمن إنفجارها قاسياً، يعلم أنها ستريه كم تكرهه لكنها تنتقم منه الآن دون أن تشترك بجريمة و هذا بالفعل أفضل إنتقام، إن تنتقم ببراءة و أن تترك حقك على الله هو أفضل إنتقام تستطيع حصده.
كما حصدت الآن إنتقامها منه، تقف أمامه و تجابهه بما لديها دون خوف منه، لا تخشاه في هذه اللحظة لأنها صاحبة الحق، لأنها مظلومة و هو من ظلمها.
أمسك بيديها و اجتذبها إليه، يرى الخوف في عينيها رِفقة الكره لكنه سيتستر على ذلك، بنبرة هادئة حدثّها.
" أعلم أن ما قلتِه كلفكِ الكثير من الضعف في نفس الوقت الكثير من الشجاعة حتى تقوليه، الآن قد تتوقعين مني كلام جارح رفقة صفعة لكنني لن أؤذيكِ بعد الآن و هذا ليس لأن ابني ببطنكِ بل لإنكِ زوجتي"
صرفت وجهها عنه عندما أفصح عن علاقته بها، ليست إحدى نسائي إنما زوجتي، شتان بين الكلمتين و شتان بين بيكهيون قبل أشهر قليلة و بيكهيون اليوم.
إنحدرت يده ليمسك بكفها ثم قال بذات الهدوء.
" شيء واحد عليكِ معرفته، إنه لو عاد بي الزمن إلى ذلك الوقت لما أكتفيتُ بأخذكِ عنوة"
نظرت إليه سريعاً و تبسمت ساخرة، هي التي ظنت أنه نادم على ما اقترفه في حقها، ظنت أنها بدأت تفهمه، إنها لا تفهم شيء.
" ماذا كنت ستفعل أكثر مما فعلته؟"
نظر في عينها و نقل لها حِسه، أنه حقاً نادم لأنه لم يقترف الذي هو أسوء مما فعله.
" لكنتُ خطفتكِ كما فعلت ثم ملكتكِ إنتقاماً لأمي، لكنني ما كنتُ تغاضيت عن تلك النبضة التي رنت في صدري لأجلك و لما أعدتكِ لأهلك، في وقت العام الذي هدرته من عمركِ لحصلتُ منكِ على طفل و لكنتِ الآن تحملين على ذراعيكِ طفلي الثاني"
قوله ما زادها إلا رعباً منه، مُعلقة هي بحبل فيه على متن هذه الحياة، لو قطعه الموت من سيمسك بها بعده، أمسك بكتفيها و أجبرها أن تمعن النظر في عينيه القويتين، فيهما معانٍ كثيرة أولهما هي.
" تقولين أن لا شيء بيننا، بيننا قدر يا زوجتي و هذا أكبر من عشق يتفشى فيّ أو حقد قد لاكني"
تنهد ثم إجتذبها كي تسير بمحاذاته و ما سمح لها أن تتفلت منه مهما حاولت، فقط يسحبها على وجهة تجهلها.
" سأقبل بإتهاماتكِ الأخرى بحقي و أنكر ما أنكرته في وجهكِ، لستُ نادم و بيننا قدر"
صمتت تتحفظ على ما بقي لها من دموع و كرامة و سارت برفقته فلا تملك إلا أن تسير.
سار بها حتى توقف فجأة ثم أشار لها أن تنظر أمامها و ترفع بصرها عن مثواها -الأرض- و رغم كل ما حدث قبل قليل يبتسم، لا تعلم أنه يجبر نفسه على الإبتسام.
" انظري إلى هذه العربة، سننام داخلها الليلة"
نظرت إلى حيث يشير و سلبها جمال المنظر حواسها و حتى أنها غفلت عن شجارهما للتو و قالت مفصحة بإعجاب.
" هذا رائع!"
تبسم بإرتياح، لقد نست بالفعل أنهما تشاجرا للتو بفضل هذه العربة التي يطلق عليها عربة سندريلا، لطالما أحبت والدته السحر الذي يتلى في الحكايات الشعبية و منه هذه العربة.
عربة كبيرة من خشب ثمين، صممت بشكل كروي يقودها حصانان من خشب، تلك العربة لا يمكن تحريكها و لكنها في غاية الجمال.
أمسك بيدها و ساعدها أن تصعد إلى داخلها و أن تعبر بوابتها الصغيرة نسبياً ، دخل خلفها و كان يراقب معالم الدهشة على وجهها، قلبه ينبض بصخب و هو يعلم الأسباب، النظر إليها و هي سعيدة بهجة ما بعدها لذة.
" أعجبكِ؟ "
بحماس نطقت.
" جداً!"
قهقه بخفوت و يديه مرتكزة على خصره يراقب السعادة ترقص في جسدها، داخل العربة يوجد سرير لشخص واحد و هو بالطبع سيستغل الفرصة لصالحه.
إلى يمين السرير هناك منضدة و إلى يسارها يوجد دولاب مصمم على شاكلة يقطينة كبيرة تتناسب و حيز العربة من الداخل.
إقتربت إليها جويل بفضول و فتحتها لتجد سلة مليئة بالفراولة و الكرز و بعض زجاجات الحليب بالشوكولاتة، إلتفتت إلى بيكهيون الذي شاكس خصلات شعره بأنامله.
وعى على الشاكلة التي هو عليها فقوم ظهره و تحمحم ثم قال بلهجة باردة.
" أمرتهم بأن يحضّروا لقدومكِ و أن يحضروا لكِ هذا بما أنكِ تحبينه"
تناولت السلة و جلست على طرف السرير تأكل منها ثم قالت له.
" أريد بيتزا غداً"
همهم موافقاً ثم جلس بجانبها لتمد إليه السلة و علبة من الحليب.
" شاركني "
نظر لها ثم ليدها الممدودة بالسلة إليه فشاركها بها ثم تمدد على السرير و الفراولة التي كادت أن تهرسها بين أسنانها نجت و ظلت عالقة، إن نام هو على السرير هي أين ستنام؟
" السرير لشخص واحد!"
همهم ثم أراح رأسه على ذراعيه و قال.
" و أنتِ وحدكِ شخصين "
وقفت برفض قاطع و يديها إلى خصرها.
" أتعيرني بوزني الآن؟ أولستَ تنقض علي كوحش جائع تالي الليل؟"
عقد حاجبيه و نظر لها بسخط ثم نبس محذراً.
" لا ترفعي صوتكِ!"
تنهدت و صرفت قِبلة وجهها عنه، و قبل أن تبادر في سؤال إينما وجب عليها أن تنام غمزها بعبث و نبس بوقاحة و ابتسامة تملئ شدقيه.
" أنا أحب التضاريس"
شهقت بحرج تضع يدها على فمها و هو قهقه بخفوت، لا تستطيع أن تنتصر عليه فإما أن يحرجها أو يخيفها و بكلتا الطريقتين تمتنع عن الرد.
خبأت وجهها بيدها و كادت أن تجلس قرب اليقطينة لكنه تمسك بمعصمها و أسقطها على صدره بلطف و بعفوية اصطدما أنفيهما.
تبسم على نحو محب و بيده رفع خصل شعرها التي سقطت على وجهه و حزمها خلف أذنها ثم قبل وجنتها.
قبل أن تتحرك مبتعدة أحاط ظهرها بذراعه و نوّمها على صدره، بحرج و خجل أرادت أن تنهض لكنه ثبتها من كتفيها و قال.
" السرير ضيق و أنا لن أنام على الأرض كما أنني لن أدعكِ تنامين عليها لذا نامي على صدري."
ضرب أنفها بسبابته بلطف و قال مبتسماً.
" هذا عرض مغري لن تحصلي عليه دوماً"
واثق!
كتمت هذا الرد في نفسها و أجبرت نفسها أن تتكيف على صدره، رغم سعته و دفئه كان صعب عليها لأنها ما نامت على صدر سوى صدر تايهيونغ، الآن هي زوجة بيون بيكهيون و انتهى.
غفت عينيها رغماً عنها و ضل متيقظاً حتى غفت، هو ما تكاسل في إهلاكها بين ذراعيه و هي ما فتأت تهلكه بنفورها لذا نام كليهما رغم إن المكان غريب عليهما و رغم أنهما لم يناما من قبل في هذا القرب خصوصاً جويل.
في ساعات الصباح رنّ هاتف بيكهيون مرة و اثنتين و ثلاثة حتى تململ بيكهيون من تجاهله و حمله عن المنضدة يجيب.
لم يلحظ أنه يداعب خصلات شعر النائمة على صدره بأنامله النحيفة.
" ما اللعنة؟!"
سمع صوت كريس الذي لا يتصل إلا لنقل أخبار السوء مؤخراً خصوصاً أنه بدى متوتراً و مندفعاً في الحديث.
" سيدي أينما كنت عليك أن تهرب!"
أيقظت كلمات كريس بيكهيون من وسنه و إستفسر بلا فهم.
" مما أهرب؟"
إستمع إلى إجابة كريس ثم سرعان ما نظر إلى جويل النائمة، كيف حدث ذلك؟!
...........................
لو العشق يا بيبي ما تفشى فيك لما حدث ذلك🤷♀️🤷♀️🤷♀️
سلااااااااااااام
أخيراً الختمة المنتظرة أتت، هيك بكون وفيت مشاعر بيكهيون حقها و صار وقت النصف الثاني من العشق يتفشى فيه.
لازم يكون مخزونكم العاطفي مليان لأنكم رح تصرفوا بالتقسيط.
الأحداث الجاية معقدة و رح يبين دور كل الشخصيات الي عرفتهم فيهم بالتقرير الخاص بهذا الجزء، أكيد ما حطيتهم عبثاً.
في الفصل القادم أجلبوا معكم ذهن صافي بينما تقرأون لأن حماس الجزء الأول ح يرجع أقوى كمان.
لهيك فرجوني حماسكم، و الله أنا متحمسة.
البارت القادم بعد 150 فوت و كومنت.
١. لقد شهدتم على تطور مشاعر بيكهيون من الصفر حتى هذا الحد؟ الآن ماذا تقولون في بيكهيون؟
٢.جويل بقت ثابتة بمشاعر ميتة تجاه التطور العظيم في مشاعر بيكهيون، رأيكم بعذا الموقف الثابت؟
٣. رأيكم بأحداث هذا الفصل؟ ردات فعل بيكهيون المعاكسة للمتوقع؟
٤. ما الخبر الذي نقله كريس؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love ♥️
Коментарі