تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH85|| نهاية حرب الدماء
" بداية الحرب العاطفية"


















لا تكون الحياة دوماً بصفنا، كثيراً ما توهمنا الظروف أنها بصفنا و فجأة تنقلب علينا، ليس لأنها تظلمنا، ربما لأنها تعاقبنا، لأننا نستحق.

" أنتِ حامل بطفل منه مجدداً؟!"

صاح بها مجدداً، يدري أنها لم تُسلم نفسها، و لا بطنها منفوخ طواعية، إنه لا يملك أدنى شك بإخلاصها له، لكنه لا يقدر ألا يغضب الآن، لا يقدر إلا أن تنفجر الحِمم في صدره و إلا إنفجر في جوفه و تفجّر.

حركت رأسها تنفي مجدداً و هي تبكي، هذا ما خافته، رد فعله هذا، تخشى أنها على حافة فقدانه مجدداً إن شكك بها و بإخلاصها له، تخشى زوال غمامة الحُب التي رفعتهما فوقها مُنذ زمن ليس ببعيد، ما زال حبهما فتياً، صبياً و صغيراً على الموت.

حاولت جويل أن تتشبث بنُتف قوى و أمل تملكها و حدّثته بجزع، تخاف ردعه، لا تعرفه كفاية كي تقرأ ما في عقله الآن، ما زالت تجهل الجوانب المظلمة من شخصه.

ما تعلمه، أنه ليس رجلاً محمود ساعة الغضب، هو متسرّع و يغضب بلا أن يفكر بالمسببات و المؤوِلات كفاية.

" لا يا بيكهيون، أرجوك اسمعني و سأشرح لك، لا تنفعل!"

بيكهيون بإنفعال شديد قبض على صِدغيه ثم صاح يلتفتُ عنها، صاح غضباً، صاح قهراً في جوف هذه الغابة الصماء العمياء.

رفع رأسه يهضم أنفاسه بصعوبة في صدره مُضطرب الهبوط و الإرتفاع، و نظر في السماء الشاهقة أعلاه، أتلك التي تُسمى عدالة ربانيّة؟!

ألم يكن كل ما حدث معه منذ أن وقع قلبه في فخ الحُب عِقاب كافٍ لما فعل سابقاً؟
ماذا يحتاج أن يخسر أيضاً كي تتحقق العدالة.

هو إعتدى على فتاة لا شأن لها بالحقد الذي كنّه لوالدها، و لكنه عوقِب عندما وقع في حبها لأخمصه، و ما تلقى منها سوى الرفض و البُغض...أليس هذا عِقاباً؟!

هو جرّد شاباُ أعزب، حالماً، و بريء من حبه الوحيد الذي تربّى معه في مهده، و لكنه أحب إمرأة لدرجة أنه مُستعد لأن يموت لأجلها -و المواقف تشهد-، لكنه ما إستطاع أن يوصمها بحبه و لو لمرة واحدة... أليس هذا عِقاباً؟!

لقد شتَّت شمل عائلة حديثة العُمر تتكون من عصفورين و فرخ، لكن عُشه ضل ينهدم مع كل لفحة ريح، أليس هذا عِقاباً؟!

لقد إحتضن طفلة ما هي بطفلته، و بُشر بولادة إبنة ليست من دمه فنسبها لقلبه... و ابنة دمه لم يُرِدها عندما بُشِّر بها، و لم يكن عندما فتحت عيناها أول مرة على الحياة... أليس هذا عِقاباً؟!

ماذا يجب عليه أن يتحمل أيضاً ليُكفّر عن ذنب الحاقد الذي أنجبه والده به؟!
ألم يكن هو أيضاً ضحية حقد أبيه؟! فأين حقه في طفولته التي أزهقها، و أول شبابه الذي إقتلع منه زهوره و تركه أرضاً جاثمة، قاحلة، و فقيرة من المشاعر، كالصحراء تماماً؟!

إنه يعترف بشتى ذنوبه و لكن...
أوليس الرب يقبل التوبة دوماً؟ إذن لِمَ قدره بهذا السواد؟!

إقتربت جويل منه في لحظة كان كل شيء يحيطه أسود، أفكار سوداء، عواطف سوداء، مستقبل أسود، و ماضٍ أسود.

إقتربت كي تنير عليه ظلامه، و تُبدل سواده بالنور، وضعت يدها على صدره رغم أنها ترددت في البداية، فهي ما زالت تخاف جوانبه هذه، الجوانب المُظلمة من شخصه.

إقتربت منه حد المساس ثم رفعت عنقها كي تطل على ملامحه التي تندس بها الخيبة كذلك الغضب، عيناها تتجول في عينيه المُتخمة بالأرق و الإرهاق و نبرها خرج ودود تتودد إليه.

" بيكهيون، لا تجعل عقلك يوسوس لك، و يضع في وجهك إحتمالات لا محل لها من الصِحّة، لا تصدق إلا ما سأقوله لك، ثِق بي من فضلك."

تسللت كفيها إلى وجنتيه عندما وجدته ساكناً طيّعاً بين يديها، و جذبته برفقٍ من قميصه إليها حتى إستطاعت جذب إنتباهه، همست و الدموع تنساب من عينيها بهدوء، كهدوء الليلة هذه، كهدوء إنفعاله هذه اللحظة.

" بيكهيون، أنا حامل بطفل منكَ أنت!"

زفر أنفاسه و حرك رأسه مدهوشاً دون أن يقتلع بصره عن عينيها الودودتين، حينها أزهرت ملامحها المُبتلة بإبتسامة خافتة، بينما جويل تحمل يده لتضعها على بطنها برفق و تمسكت بها، لعله شعر بوخزات إبنه فهدّأ من روعه.

" إنه أبنك أنت، من دمك، هذا طفلي منك"

زفّت إليه الخبر زفاً بإبتسامة بهيّة و نبرة منتعشة، رغم أنها بفستان لوّثته الدماء و بجسد أغبر مُنهك بفعل الساعات التي قضتها تهرب، إرتجفت يده على بطنها حينما شعر بوخز، فتمسكت بها بكلا كفيها و استرسلت.

" لقد إستطعتُ أن أحمي جسدي طوال هذه الشهور، لم يمسّني من بعدكَ رَجُل، و لن أكون سوى لكَ وحدك"

سحب يده من بين يديها، و رغم أن يديه ترتجف بإنفعال لا تدري مدى حُسنه من سوءه، لكنه حينما تبسم متهكماً ساور نفسها الشك بظنونه.

قبضت حاجبيها، و يديها إرتجفت عن خواء تسبب به عندما أفلتها بوقتٍ توجب به عليه أن يتمسك بها بأسنانه حتى لو أحتاج، ألا يصدقها؟!

كان قوله تِباعاً إثباتاً لصحة ظنونها فيه، إذ ها هو يتهمها.

" لا حاجة لكِ أن تكذبي مجدداً، و تنسبي الطفل لي كي ينجو مني و من هول غضبي، تعلمي أنني لن أصُبُه عليه أو عليكِ، أنا لن أؤذيه و لن أؤذيكِ، أنا استغرب أنني بحاجة لقول ذلك لكِ حتى!"

صمتت عن الرد، الآن فهمت كيف يفكر، هما بالفعل قررا أن زواجهما الصالح كان بداية جديدة، و بفعله قررا أن يحرقا أوراق الماضي كُلها، و لكن يبدو أنه لم يحرق الماضي كما فعلت.

ما زال يكنّ لها بعض الغضب و ربما الحِقد لأنها نسبت بيرل إليه في ذلك الوقت، في ذلك الوقت كانت تخافه، لا تحبه، و مقتنعة أنه لا يملك قلب إذ أنه لا يملك العاطفة اللازمة كي يدفع شره عن طفلة صغيرة.

لكن الآن كل شيء تغير، هو أصبح زوجها الذي تحبه و تريده، الرجل الذي تقبّل إبنتها بلا شروط، الآن تثق به و تدري ما هو، تدري أنه أكثر أصالة من الذهب و أندر من الماس.

كما سبق و وصفته، إن بيكهيون من اللؤلؤ، و هي تثق أنه مهما ضاقت عليه محّارته، سيبقى ذات اللؤلؤة النقية و الثمينة.

أمسك بمعصميها و سحبها معه يسير.

" هيا الآن معي"

أمسكت بيده فوق معصمها و حررت يدها منه، فإلتفت لها واجم الوجه، و وجد أنها تبكي لكن ليس بهدوء كما قبل قليل، تبكي بحرارة.

" هل تشك بي؟!"

أفلت يده منها، ثم مسح وجهه بكفيه، هو غاضب، غاضب جداً لكن ليس منها، يعلم تماماً أن لا ذنب لها فيما حدث، و لكنه يكره أن تكذب ذات الكذبة مرتين، خصوصاً أنها تعرف عِز المعرفة أنه ليس الرجل الذي قد يُزهق روح طفل مهما كان السبب.

بيكهيون لن يرضى أن يقع بذات الخندق مرة ثانية، الآن يراه، لن يسير إلا ببصيرة صحيحة و يقظة.

" أنا لا أشك بكِ، لذا لا حاجة لكِ أن تكذبي علي كي تنقذي طفلكِ مني كما تخالين"

أمسك بيدها مجدداً، و جذبها عُنوة قُربه يقول بنبرة صارمة يُفضل لها أن تتوقف عن مقاومته من بعدها.

" الآن امشي معي بصمت!"

كان يسمعها تبكي خلفه، ظناً منه أن كذبتها عليه بائت بالفشل، و أنها و طفلها مُعرضين للخطر منه، لكنه لم يوضح سوء الفهم أكثر، و لم يتركها تفعل حتى.

فالآن الشياطين تتقافز بصخب أمامه و لا مجال للنقاش معها في الأمر، لأن شفرات لسانه حادة تجرح.

لكنها كانت مُصرة على زحزحته عن قناعاته الواهمة، لكن الصمت قابلها منه فحسب.

" بيكهيون، ثِق بكلمتي، أنا لا أكذب عليك، أرجوك صدقني"

خرج بها من الغابة، فإذ به يرى أضواء سياراته المُصطفّة بإنتظاره في موقع الحادث، تمسكت بكتف بيكهيون بينما ترمق دماء تايهيونغ على الأرض، الدماء التي تسببت بوجودها أرضاً هنا.

بيكهيون شعر بها تنكمش خلفه و تكمش على قميصه فالتفت لها ليرى ما بشأنها، فإذ ببصرها يجثو على الدماء الجافّة أرضاً.

فكّ عقدة أناملها على كتفه، و قربها لتكون تحت ذراعه، ثم براحته كفكف عيناها قائلاً.

" لا تخافي بعد الآن، أنتِ آمنة معي"

أومأت من أسفل كفه، ثم تمسكت أناملها بقميصه تقول على حافة البكاء.

" أنا ضربته بالرصاص"

بيكهيون رفع يده عن وجهها يرمقها بدهشة، فأنحّت برأسها و أكدت تبكي.

" هو مريض جداً، مهووس، لقد حاولت أن أهرب منه بكل الطرق الممكنة، لكنني اليوم ما وجدت سوى هذه الطريقة"

زفر أنفاسه بأستياء، و ضمّها إلى صدره يربت على ظهرها برفق، هذا أكثر ما يكرهه، أن يصل السلاح إلى يدها، أن تضطر للتجرد من كل مبادئها الإنسانية و طِباعها الملائكية كي تنجو... كبقية البشر.

إن تلوثت يداها بالدماء فجويل الملاك تكون إنتهت، و مجدداً يلوم نفسه، هو السبب فيما حدث.

" كنتِ مضطرة، لستِ المخطئة، وحدي المذنب في هذه الدوّامة"

أراحت رأسها على صدره و بكت بحفاوة، لا تبكي حالها الآن، أنها دنّست شرف مهنتها و سموّها بيديها الملطحتين بالدماء، بل هي تبكي على تايهيونغ و الحال الذي وصل إليه بسببها، و بسبب الحب الذي يكنّه لها.

دي او قد نبّش بالغابة، و انتهى منذ وقت، و عاد خالي الوِفاض ينتظر الأخبار السارّة من بيكهيون، بما أنه تأخر بالعودة.

لكنه فهم سبب تأخيره عندما رأى أخته تظهر من خلف ظهر بيكهيون، حينها خرج سريعاً من السيارة يركض إليها.

" جويل صغيرتي!"

ما إن وصلها حتى إحتضنها بقوة شديدة إلى صدره يكاد يخنقها، و هي أخذت تبكي على كتفه بأشتياق، طيلة الفترة التي مكثتها في أسر تايهيونغ، جعلتها تشك أن لها حُرية مكتوبة خارج أسوار أسرِه من جديد، لقد ظنّت أن حياتها ستنتهي معه.

ابتعد دي او يُقبل رأسها قُبل متفرقة، ثم عاد ليضمها بحفاوة مرة أخرى إلى صدره، لكنه أخيراً شعر بشيء يفصلها عنه، فانحدر بصره إلى بطنها.

إبتلع لسانه كذا أستيعابه، و رمقها بدهشة، لكنها سُرعان ما أوضحت سوء الفهم.

" لا تُسيء الظن أنت أيضاً! إنه ابن بيكهيون، تايهيونغ لم يمسسني!"

زفر أنفاسه براحة، و أومئ يقول، و قد تحسس براحته شعرها.

" إنني أصدقك"

ردت و هي تنظر في بيكهيون بجانبها ترمي بسِهام إتهامها عليه.

" لكن من هو أولى بتصديقي لا يصدقني يا أخي"

سُرعان ما نهرها بيكهيون عندما حذّرها غاضباً جعلها تنشز بكتفيها خوفاً.

" جويل، أنا أكره أن يعلم أحد ما يحدث بيننا حتى لو كان شقيقك، لذا يُفضل أن تصمتي!"

أخفضت بصرها عنه خوفاً من نظراته الغاضبة، و كُرهاً لتهديده ذاك، ثم تحركت لتختبئ بظهر أخيها تقول.

" أنا لا أريد أن أعود معك، خذني يا دي او!"

بيكهيون تنهد غضباً، ثم مد ساعده كي يتناول زوجته من خلف ظهر أخيها، و لكن دي او تمسّك بذراعه يقول، و قد إنقبضت ملامحه.

" لقد أخبرتكَ أن الطفل منك، لِمَ لا تصدقها؟!"

بيكهيون وقف في مواجهة دي او، ثم هسهس من بين اسنانه، الآن هو بالفعل غاضب و قد ينفجر بأي لحظة.

" أنت لا شأن لك بيني و بين زوجتي، إنتهى دورك إلى هنا، أُغرب عني!"

دفع دي او بيكهيون من صدره، و صاح به غاضباً.

" زوجك أختي، أنت الذي ستغرب ما دمت تشكك بحبها و إخلاصها لك"

جويل تمسكت بكتفيّ أخيها تحاول تهدئته قائلة.

" أرجوكما لا تتشاجرا، أنا المُخطئة، أنا!"

بيكهيون دفع بذراعيّ دي او عنه، و سدد على وجنته لكمة أطاحت به أرضاً يقول.

" لا تجرؤ أن تستخدم يدك ضدي، سأكسرها لك!"

بيكهيون أسرع ليمسك بذراع جويل، التي إنحنت لتطمئن على أخيها، و سحبها معه يقول.

" امشي معي يا جويل، لا تجعليني أصُب غضبي بكِ!"

سحبها معه، و كان نظرها عالقاً على أخيها، الذي قعد أرضاً يمسح دماء شفتيه حتى صرخ.

" أنت لا تستحق أنها سامحتك على ما فعلته بها، لا تستحق كل التضحيات التي قدمتها لأجلك، لا تستحق حبها، تايهيونغ أولى بها منك!"

توقف بيكهيون مكانه عند آخر ما تفوه به دي او، لا ينكر أنها لا يستحق الكثير مما قدمته له حويل، لكن أن رجلاً آخر أولى بها منه، ذاك جعل الغضب يشتغل في رأسه كسعير بل أشد وطأة.

شدد على قبضته و نحر خطوة قُرباً منه كي يعلمه صهره العزيز ألا يتفوه بكل ما يخطر في باله من تُرهات، لكمة واحدة على فمه تسقط أسنانه ستكون كافية.

لكن جويل حاولت ان تجعله يسير بينما تدفعه من ظهره، و تسوّر خصره بذراعيها كي يتقدم و يتجاهل ما قاله دي او.

" أرجوك لا تهتم بما قال، هو غاضب فحسب!"

إلتفت إليه بيكهيون، حينها دي او زاد.

" على الأقل هو احتضنها و تزوجها رغم أنه يعلم أنك إعتديت عليها، لم يُحمّلها ذنبك، نِعم العاشق هو، و بئس العاشق أنت"

تراخت يد جويل على ظهر بيكهيون، أكان يعلم منذ زفافهما الأول و ليلتهما الاولى أنه ليس أول رجل بالنسبة لها؟!

بيكهيون لاحظ أن جويل تراخت عن تمسكها به، فكان دوره أن يجذبها و يسحبها معه، جعلها تصعد قبله ثم تحركت السيارة.

و بينما للصمت شبح جامح بينهما قتلته عندما همست.

" أكان يعلم أنني قمتُ بتلك العملية؟!"

بيكهيون همهم و أجاب بلا تفصيل.

" ظننتُ أن تقرير للعملية وقتها سيكون كافٍ لإنهاء مشاعره نحوكِ"

أومأت و إلتزمت الصمت لبقية الطريق، لقد ظنّت في البداية أنها الضحية الوحيدة، لكن ها هنا ضحية أخرى نالت من العذاب و الظُلم أكثر منها، تايهيونغ.

على الأقل، لقد نالت من حُب بيكهيون ما نالت، و ما عاد يحقد عليها بغض النظر عن ما قد يحدث بعد هذه الليلة.

حصلت على طفلتين، و ها الثالث قادم، و كوّنت عائلتها، لقد حصَّلت تلك النِعم من بعد خسارات و هزائم كثيرة، لكنه لم يحصل على شيء.

حتى إبنته من دمه و لحمه قد خسرها بالفعل، و الأدهى أنه خسر نفسه و نفسيته و رجاحة عقله، و سيخسر مستقبله أيضاً.

لكنها ستحاول، ستحاول من أجله أن يستعيد نفسه القديمة.

تعلم أنه ما زال يتنفس في مكان ما، فهي طبيبة و تعلم أن مثل هذه الإصابة، التي تسببت بها له، لن تقتله إذ ما تلقى إسعافاً سريعاً، و هو بالفعل لم يكن في موقع الحادثة عندما عادت بصُحبة بيكهيون.

وصلا القصر، و ما شعرت أنها وصلت إلا عندما أمسك بيكهيون بمعصمها، و حثّها على الخروج برفقته، حينما رأت صورة القصر أمامها نبض قلبها بجنون، بأشتياق، بعاطفة أُم.

دخلت قبل زوجها، و لم يقع بصرها إلا على بيرل، طفلتها الجميلة، صدق بيكهيون عندما أخبرها أنها إزدادت وزناً و كبرت جيداً، لقد تغيرت كثيراً.

" بيرل...!!"

إلتفتت الصغيرة برأسها عندما سمعت إسمها، ثم ضحكت بحفاوة عندما حملتها جويل سريعاً إلى ذراعيها، و ضمتها بقوة إلى صدرها.

بكت الأم و هي تحتضن طفلتها بقوة إلى حُضنها، قبّلت عنقها، و وجهها قُبل متفرقة جعلت الصغيرة تضحك لشعورها بالدغدغة، ثم برمت الطفلة شفتيها على وشك البكاء، إذ أن أمها لا تتوقف عن البكاء و ذلك يجعلها ترغب بالبكاء هي أيضاً رغم أنها لا تفهم ما يحدث.

" بيرل، حبيبة ماما، ماما هنا الآن و لن أترككِ مجدداً، سامحي ماما!!"

شعرت جويل بمن يُربت على ظهرها، ثم وصلها صوت السيدة مشجوناً بفعل غصات البكاء المتراكمة في حلقها.

" أهدأي يا ابنتي، أنها بخير و كبرت بصحة، لقد اهتممتُ بها جيداً"

رفعت الصغيرة رأسها عن كتف والدتها و قالت.

" ماما؟!"

أومأت جويل تبكي، و قد نالت شفتيّ إبنتها منها قُبلة.

" حبيبة ماما، يعلم الله أنني لأجلكِ صمدت، لولاكِ لقتلتُ نفسي منذ زمن بعيد!"

رفعت الصغيرة يدها تمسح وجنة أمها بينما تبرم شفتيها.

" ماما... ماما"

و كأن الصغيرة تواسيها، و تحثّها أن تتوقف عن البكاء، فاومأت جويل ترضى بمواساة إبنتها، و انبثقت من بين شفتيها العابسة بسمة تقول.

" لن أبكي، ها قد توقفت، يكفيني أنكِ بخير!"

وضعت قُبلة أخيرة على رأسها قبل أن تلتفت إلى بيكهيون، ليس لشيء إلا لتسلب من بين يديه إبنتها الأخرى، التي تنظر ناحيتها بعين دامعة، و كأنها تشعر بالنقص.

" أنا آسفة، لم أنساكِ أبداً، أنتِ ابنتي أيضاً"

حملت جيني على ذراعيها، و سُرعان ما وضعت الصغيرة رأسها على كتف جويل بوداعة، ضحكت جويل بخفوت و أخذت تضمها و تقبلها بحرارة تقول.

" ماما هنا لأجلكِ، أنتِ كنتِ السبب في قوتي، إن ما وضعتكِ من رحمي فأنا وضعتكِ من أمومتي، أنتِ ابنتي الغالية، أميرة ماما"

رفعت الصغيرة رأسها و بحفاوة هتفت.

" ماما... ماما!"

ضمتها جويل بقوة إلى صدرها تعزز.

" يا روح ماما، لن أترككِ مجدداً يا صغيرتي!"

تقدمت السيدة بيون تعانق جويل، و من بين دموع غفيرة قالت.

" أنتِ أم لطفلتين، و لكنكِ أيضاً طفلتي، لا تدري كم أنا مشتاق لكِ يا ابنتي!"

إنصاعت جويل لعناق هانمي، و سلمت جيني لبيكهيون كي ترد عِناق السيدة، و بعدما إبتعدت أتتها نانسي فضمتها، ثم يونا، و اكتفت بمصافحة هيون جونغ.

" ما بقع الدماء هذه على فستانكِ؟!"

كان ذاك سؤال قد إنبثق من بين شفتي هانمي بدهشة و هي تنظر إلى فستان جويل المُلوث بفعل الدماء.

جويل كمشت على فستانها بيديها و إلتزمت الصمت لا تدري بما تجيب، أتخبرهم أنها إقترفت ذنباً عظيماً كالقتل؟!

بيكهيون أمسك بيدها و جعلها تقف بجواره يتحدث إلى عائلته.

" لقد علقنا في ضرب رصاص و حدث أن تلطخت جويل بالدماء، ليس شيء يدعو للهلع"

أومئ الجميع مُشفقين ثم إلتفت بيكهيون إلى جويل، تمسّك بكتفيها ثم قال.

" اصعدي إلى الجناح، بدلي ملابسك و استحمي الآن"

أومأت ثم صعدت إلى الأعلى كي تستحم، خلعت عن جسدها فستان تايهيونغ الملوث بدمائه، و رمته بسلّة المُهملات، ثم وقفت أسفل المياه الدافئة.

الكثير من الذكريات تتدفق إلى رأسها، ليس السيئ منها بل الحسن، كيوم إعترف بحبه لها أول مرة و هي في عُمر الخامسة.

تذكر أنها في الثانوية، كانت ترتاد ذات المدرسة التي يرتاد لها هو و دي او، هما كانا بذات الشعبة و هي أصغر بعامين، فهم في سنتهم الثالثة و الأخيرة و هي في سنتها الأول.

تذكر يوم جلست أسفل شجرة عظيمة الحجم في المدرسة، هي كانت أكثر الفتيات شُهرة في المدرسة، لقد وصلتها إعترافات من زملائها الذكور كثيراً.

تايهيونغ أيضاً كان أكثر الفتيان شهرة في المدرسة، لكنه كان يكره شهرة جويل بين الفتيان.

تقدم منها مرة بزيّه المدرسي يتنهد بغضب بينما هي تجلس أسفل الشجرة المذكورة، رمى بأوراق عِدة عند قدميها، فنظرت إلى تلك الأوراق ثم إليه.

تنهد يومها بأستياء بينما يُشير إلى الأوراق.

" دعوة لنادي تزلج، تذكرة شخصية هامة في السينما، تذكرة لحفل سوبر جونيور، و رسائل إعترافات غبيّة!"

جويل تبسّمت تلتقط من بين الأوراق تذكرتين ثم رفعتهما إليه تقول.

" خذني إلى حفل سوبر جونيور، ثم اجعلنا نتشاجر لاحقاً"

قهقهت بخفة عندما زفر أنفاسه بغضب، حينها نظرت إليه تستنكر.

" ألا تصلك إعترافات مع إغراءات كهذه سيد كيم تايهيونغ؟! أم تظنني لا أعلم؟!"

تحمحم بتوتر يشيح ببصره عنها، و ينظر في فناء المدرسة بتوتر ثم قال.

" لا يهم، وحدكِ في قلبي"

دغدغت الكلمة صدرها آنذاك فوقفت قُربه تقول.

" و أنت وحدكَ في قلبي"

تبسم مُستكبراً ينظر لها، ثم أحاط كتفيها بذراعه يقول.

" إذن فليعلم الجميع هذه الحقيقة، منذ اليوم أنتِ لستِ حبيبتي و حسب، بل و خطيبتي"

فغرت فاهها و رمقته بدهشة.

" ما زلنا صِغار!"

حرك كتفيه بلا إهتمام و اتبع.

" لا يهم، أنتِ زوجتي المستقبلية على آية حال، فلا بأس أن أقول أنكِ خطيبتي الآن"

ضحكت بخفة و قالت.

" حسناً موافقة، و لكن عليك أن تُغريني بإحدى هذه الأمور"

همس ب " طفلة" ثم اتبع.

" و ماذا تريدين؟!"

أجابته بحماسة.

" أريد أن أذهب إلى حفل سوبر جونيور و إلا ما قبلت بك زوجاً على الإطلاق!"

إرتفع حاجبه بإستنكار و اتبع.

" سأتزوجكِ رغماً عنكِ حُبي!"

لا تريد أن تمحي هذه الذكريات إطلاقاً من قلبها و عقلها، لأن لتايهيونغ مكانة دائمة في قلبها، فهو الحب الأول، الحب الذي لا ينجو دوماً لكنه يبقى أصيلاً متجذراً بالقلب مهما مرّ عليه من الزمن.

حتى لو إنتابتها نوبة حُب جديدة كانت أشد وطأة، رغم أنها تحب بيكهيون بجنون، لكن مكانة تايهيونغ محفوظةٌ محفوظة، على الدوام و للأبد.

خرجت تُجفف شعرها، جلست إلى تسريحتها تمسح دموعها، رتبت شعرها، إرتدت إحدى فساتينها الواسعة ثم خرجت إليهم.

جلسوا جميعاً في صالة الجلوس، و الطفلتين على قدميّ جويل تلاعبهنّ، الجميع قد لاحظ بطن جويل البارزة، لكن لم يبادر أحد بالسؤال أولاً، هم اكتفوا بتبادل نظرات تساؤل و تخوف و اكتموا السؤال عنها.

جيني و بيرل وجدنّ أن معدة أمهنّ الممتلئة أمراً مُسلي للعب به، و ها هنّ يبتدأنّ شِجار طفولي على من فيهنّ تضم الكُرة داخل بطن أمهنّ على حسب ظنونهنّ.

جويل إبتسمت تلاعبهنّ، و الجميع في صمت تام، حينها أرادات أن توضح المُبهم من فهمهم جميعاً بطريقة غير مباشرة، هي أدعت أنها تتحدث لبيرل و جيني، و حديثها كان للجميع بالفعل، ضمنهم بيكهيون.

" هذه ليست كُرة أُخبئها في فُستاني، أنه أخوكنّ أو أختكنّ، من دمكنّ أنتنّ الأثنتين، أنه هدية من بابا بيكهيون و ماما جويل"

الأطفال رمقنّها بجهل، لكن الجميع قد زفر أنفاسه بأرتياح، إلا بيكهيون الذي قال بهدوء.

" أمي خذي الصغيرات، أريد جويل في حديث"

أخذت نانسي بيرل و جيني عن جويل، ثم بيكهيون أخذ بيد جويل و سحبها معه، حان وقت أن توجهه هو الآخر، لا ينفع أن يبقى على قناعته، أن الطفل في بطنها ليس منه.

سحبها برفق إلى جناحهما، و حالما دخلت أغلق الباب عليهما، ثم بغضب رمى بسترته على السرير، و تقدم منها.

" ما زلتِ مُصرّة أن تبقي على رأيكِ أن الطفل مني"

قالت تقبض حاجبيه محزونة.

" إنه منك، لِمَ لا تصدقني؟!"

هو زفر أنفاسه بغضب يتخصر، ثم قتل المسافة التي بينهما بعدما رمقها بغضب، و على بُعد خطوة منها قال.

" أنا متى لمستكِ؟ لم يحدث بيننا شيء يجعلكِ حامل مني!"

إتسعت عيناها، و قد لمعت بفعل الدموع من جديد، نحرت الخطوة التي كانت بينهما، و أمسكت بتلابيب قميصه تجذبه، ليهبط بجذعه و يساوي طوله طولها.

و حينما أصبح وجهها قِبالة وجهه؛ همست بغصة مدهوشة.

" ألا تذكر ما حدث بيننا؟!"

همس يبعد يديها عنه.

" لم يحدث بيننا شيء لكي أذكره"

تمسكت به من جديد و قالت.

" بيكهيون، لقد سلمتكَ نفسي، أرجوك تذكر!"

بإنفعال هتف.

" متى و كيف؟! ذكريني؟! أخبريني!"

أومأت، و أفلتت قميصه تمسح عيناها ثم قالت.

" آخر ليلة لنا بأسبانيا معاً، لقد طلبت مني فرصة تلك الليلة، و أنا قاومت خوفي و سلمتكَ جسدي"

اتبعت عندما وجدته صامتاً يقبض حاجبيه، يحاول أن يتذكر.

" ربما لأنك كنتَ مخموراً لا تتذكر، أنت للآن لا تذكر متى و كيف أنجبت جيني، حُري بك تصديقي الآن، أنا لا أحاول أن أخدعك"

تنهد إذ أن ذاكرته لا تسعفه مهما نبّش بها، إقترب منها و قال.

" أنا لا أذكر ذلك، نعم لقد ثملت و لكنني أذكر أنني عدت للسرير وحدي دونكِ، كنتِ نائمة"

غمست أصابعها في شعرها، و تلفتت حولها بتشتت، أنه من المُحرج جداً أن تُذكّره بتفاصيل ما حدث، و لكنها لا تملك خياراً آخر.

" نحن كنّا في حوض الجاكوزي، و أنا خرجتُ قبلك و نمتُ سريعاً لأنك..."

رفعت بصرها إليه ثم أخفضته سريعاً، و بحرج شديد همست.

" لأنك أنهكتني"

إرتفع حاجبه عن ناصيته يرمقها بشيء من النكر و الإستنكار، لكنه أشاح بوجهه عنها عندما زحفت ملامح الخجل إلى وجنتيها
فزَهَت... و أعجبته!

تنهد يدعك صدغيه، تلك الليلة مُغبشة في عقله، تفاصيلها مشوشة، لكنه واثق عِز الثقة أن ذاك التشوش ليس على وقتاً قضاها معه.

إلتفت و عاد ليقف أمامها ثم قال.

" أنتِ واثقة مما تقولي؟!"

أومأت تتوسله بنظرات عينيها أن يصدقها، إلتفت عنها، و اقترب من النافذة التي تطل على الشُرفة، لا يريد أن يرى ملامحها، و كيف سينزل قوله عليها، لذا فضّل أن يقول ما في جعبته و ظهره لها، لا يواجهها.

" أنتِ مُصرّة أن الطفل مني، و أنا لا أذكر أنني لمستكِ، لذا لأكون عادلاً معكِ، سأتقبل ما قلتِه، لكن سأجري عليه فحص أبوّة عندما تضعينه"

لولا أنها على مقربة من السرير لسقطت أرضاً، لكنها جلست على السرير مذهولة مِما سمعت، و رفعت رأسها ناحيته.

ترى ظهره شامخاً لا يأبه بما إفتعله بها من خراب، بما كسره بها، بيكهيون الذي يحبها لن يكذّبها، يثق بها، و يحبها من قلبه.

حُريٌ به أن يضمها إلى صدره الآن، و ينعم عليها بشوقه، لكنه عكس كل التوقعات يبني صروحاً بينهما، لا يهدم ما بقي، بل يزيد عليها.

" ألهذا الحد أنت لا تثق بي؟!"

تنهد و رفع رأسه يبصر السماء المُظلِمة، كظلمة أفكاره الآن، أجاب بنبرة باردة أثلجت صدرها، أنه لن يبرئ من قسوته، سيبقى رجلاً غليظاً شديداً حتى النهاية، بعض الطِباع فيه لا تتغير.

" أنا لن أقع بالفخ مرتين..."

إلتفت لها قبل أن يشرع بتركها مفردها و الخروج.

" حقي أن أتثبت و لا يحق لكِ أن تعترضي"

قضمت شفاهها غضباً، و هزأت بضحكة خافتة بعدما خرج.

" حقك؟!"

مسحت دموعها بخشونة عن وجنتيها و نهضت، ليس ذنبها أنه لا يتذكر، و هو لا يحق له أن يجعل طفلها يخضع لهذا الفحص، هي لن تسمح لأن يمس طفلها هذا أي دنس كمثل هذه الشُبهات.

سترته التي على السرير بجانبها نبشت بها حتى وجدت هاتفه، يضع جيني و بيرل في خلفية شاشة القفل، و صورة لهما معاً في خلفية الشاشة الرئيسة.

تعلم أنه يحبها، لكن لا!
ليس من حقه ألا يثق بكلمتها و يصدقها، خصوصاً أن علاقتهما تغيرت، في ذلك الوقت كانت تخشى على طفلها منه، الآن لا تخاف، حتى لو كان الطفل من تايهيونغ كما يظن لاعترفت بهذا.

وجدت اسم أخيها "راعي الصيصان" في قائمة إتصلاته و هاتفه.

" ماذا تريد يا لعنة؟!"

وصلها صوت دي او مفعم بالغضب فأجابت.

" هذه أنا يا دي او، تعال و خذني، أنا لا أريد أن أبقى في القصر"

تنهد يتسآل.

" ألا يصدقك؟!"

قضمت شفاهها، و قبضت يدها تكتم بالقوة رغبتها في البكاء، بل الصياح و الصراخ.

" أنا بطريقي إليكِ على آية حال، أمي معي تريد رؤيتك"

أغلقت الهاتف و نهضت توضب بعض القطع من ثيابها، لا تستطيع أن تبقى معه في ذات المكان و هو يشكك بها، لا تريد أن تلقاه و ترى في عينيه أنه لا يريدها بل يجبر نفسه عليها.

ستحرره منها... ستكون ذات فضل عليه!

توجهت لغرفة الأطفال، و وضبت بعض أغراض لجيني و بيرل، و نعم ستأخذ جيني معها و ليفعل ما سيفعل، لا تهتم.

نزلت تحمل حقيبتين، و لم يكن هنا في مساحة عينيها، تقدمت لتأخذ جيني و بيرل، أمسكت بأيديهن و حثتهنّ على السير معها، و حينما أوقفتها السيدة كذا تبعتها نانسي و يونا.

" جويل! إلى أين أنتِ ذاهبة يا ابنتي؟!"

جويل إلتفتت إليهنّ و قالت.

" آسفة يا أمي، رغم أنني عُدت اليوم، و لم أستطيع أن أقضي الوقت معكم، لكنني لن أسمح لبيكهيون أن يهينني، لذا أخبريه نيابة عني أنني لن أعود حتى يصلح العطب في دماغه"

فتحت الباب و إذ بدي او في وجهها، أعطته بيرل، و هي حملت جيني على ذراعها تقول لهانمي.

" أنا آسفة مجدداً يا أمي، لكنني بشر، و لي طاقة تحمل"

خرجت من القصر يترآى لأي كان أنها بكت، و إن بيكهيون ما دعاها لحديث خاص إلا لينقم عليهما عودتها.

صعدت في السيارة، هناك كانت والدتها تجلس، ضمتها السيدة دو بقوة إلى صدرها و أخذت تبكي، إن جويل إبنتها الصغيرة و الوحيدة، إبنتها التي مرّت بالكثير من المصائب و ما زالت تمُر.

تشكر الله أنها ما زالت حية بعقلها قادرة أن تتنفس و تعيش بطبيعيّة كباقي البشر.

تلمست السيدة بطن إبنتها و ابتسمت تقول.

" أخبرني دي او أنكِ ستُرزقي أنتِ و بيكهيون بطفلكما الأول، مبارك يا صغيرتي"

جويل إكتفت بأن تكمش على فستانها بيدها و تومئ، طفلها مُبارك سواء إعترف به أبيه أو أنكره، ذلك لن يغير من حقيقة أنه إبنه شيء.



...............................




أما بيكهيون، فهو الأخير ما ظنّ أن جويل قد تخرج من قصره بنية فُراق حتى لو كان مؤقت، بل هو أمَّنَ عليها في بيته و خرج.

تايهيونغ لم يكن في الموقع و الشرطة لم تجده، ذلك يضعه بين خيارين؛ أحدهما أنه هرب مع خِرفانه، و الآخر أن كريس من هرَّبه، فالأخير لم يظهر منذ أن نقل إليه الموقع و هو بالتأكيد سبقهم بالوصول.

إتصل بكريس عِدة مرّات لكنه لم يجيبه، و هذه لم تكن لها سابقة، فلم يسبق لكريس أن تجاهل إتصال من رئيسه مهما كان الوضع حَرِج.

لعن يُغلق الخط ثم ذهب إلى مخزنه الرئيس، هناك جلب إحدى رجاله الخُبراء و أمره بلكنة غاضبة.

" قُم بتتبع هاتف كريس، أريد أن أعلم مكانه الآن"

تولّى الرجُل المهمة الموكلة إليه، و راح يبحث عن موقع كريس، بينما بيكهيون حوله يتلفت، تارة يطرق بكعب حِذائه الأرض، تارة يقف ليتخصر، و تارة يتنهد و يتابع سيره.

لم يكُ غاضباً بقدر ما هو قلقاً، فلم يستبعد إحتمال أن كريس في قبضة تايهيونغ، و هو يأمل من كل قلبه أن يخونه توقعه هذا، و يكون كريس بخير، يحتاج فقط لأن يدعك له أُذنه كي تتحسن حاسة السمع لديه، و يجيب على الهاتف عندما يرن.

" سيدي حددتُ الموقع!"

إقترب بيكهيون يقول.

" أين هو بسرعة؟!"

" في مستشفى جويل سيدي"

بيكهيون فكّر لوهلة قبل أن يضرب الكرسي بالرجل، الذي يجلس عليه، بقدمه ثم خرج غاضباً يتوعّد لكريس، و لم يهتم أن الرجل المسكين قد إنقلب به الكرسي، و أصبح في حُضن الأرض متوجعاً.

صعد سيارته الفارهة حمراء اللون، و قاد بسرعة مجنونة إلى المستشفى، و هو يتمتم من بين أسنانه المتطابقة.

" أرجو ألا تكون ظنوني صحيحة يا كريس، لأنني سأقتلك حقاً!"

وصل المستشفى بوقت خيالي، و اصطف أمام بوابتها بعشوائية، دخل إلى مكتب الإستقبال.

" وو كريس أو كيم تايهيونغ، ابحثي عن هذين الأسمين في قوائمك سريعاً"

نبرته الآمرة و القوية جعلت الموظفة تومئ بإرتباك و تباشر بالبحث، ثم قالت.

" وو كريس، الطابق السابع الغرفة أربعمائة و ثلاثة و سبعون"

سريعاً ما تحرك بيكهيون إلى الغرفة المقصودة، و عندما رأى في الرواق كومة من رجاله مجتمعين قُرب باب الغرفة المذكورة، علم أنه هنا.

تقدم من رجاله سريعاً، و حالما بلغهم وقفوا جميعاً لتحيته، إنحنوا جميعاً معاً ثم إستقاموا، نظر في باب الغرفة متخصراً ثم نظر لهم يقول مستنفراً و منفعلاً.

" أين كريس؟!"

تحدث أحدهم.

" هو في الداخل مع الأطباء"

أمسك بيكهيون بيد الباب، لكن أحد ما سبقه بالخروج، و إذ بوجهه طبيبان مرّا بسلام ثم كريس، الذي فور أن رآه إنحنى، ثم أشار بعينيه للرجال.

" أهلاً سيدي!"

بيكهيون جال في بصره على الرجل الطويل أمامه ثم قال.

" أرى أنك صحيح لستَ ذا عِلّة، إذن هو المعلول في الداخل!"

كريس إنحنى لرئيسه ثم خرج و أغلق الباب ليقف ملتصقاً به.

" أنا آسف سيدي، هذا لمصلحتك"

و هذا كان كافٍ لإستفزاز بيكهيون على آخره، فبالداخل ينعم عدوه اللدود بالراحة و هو هنا يحترق بنار غضبه، عدوه الذي إختطف إمرأته و مسّها بلا حق، و هنا كريس، رَجُله الوفيّ، يقف في وجهه و وجه غضبه و إنتقامه.

أمسك بيكهيون بذراع كريس، و دفعه عن طريقه قائلاً.

" يبدو أنك نسيت أنك تعمل تحت يدي لا فوقها، سأذكرك بمكانتك عندما أخرج بروح هذا الذي تحميه مني!"

تصدى كريس سريعاً له عندما وقف أمام الباب، يتمسك بإطاره، يمنع رئيسه من الولوج.

" أنا آسف يا سيدي، لكنني لن أتركك تقتله، أنا سأمنعك و لو دفعت حياتي ثمناً!"

صرّ بيكهيون على أسنانه، و صرخ في وجه كريس، يدفعه بقوة بعيداً.

" أنت لا شأن لك بما أفعله، أقسم أنني سأقتلك لو اعترضت طريقي!"

الممرضة من زاويتها تحدثت بنبرٍ بارد.

" من فضلكم إلزموا الصمت، هذه مستشفى ليس...!"

و بيكهيون صرخ في وجهها يقطع عليها ديباجتها.

" اخرسي أنتِ!"

ثم ضرب كريس بحافة قدمه على ركبتيه، ليسقط كريس أرضاً راكعاً أمام سيده، الذي لم يتوانى عن دفعه بقدمه قائلاً قبل أن يلج.

" لا تفكر مرة أخرى، أنت فقط تنفذ!"

ولج إلى الغرفة ليرى عدوه على سريره غافٍ، تحيطه أجهزة الطب، و صوت جهاز القلب هو أكثر الأصوات وضوحاً.

إقترب من السرير ينظر إلى حيث جُرحه، إنه ذات المكان الذي أصابه فيه، إرتفعت شفاهه على شاكلة إبتسامة هازئة، و الحقد قد لوّث بقية ملامحه فبرز بسواد، برز بشرّ.

أخرج سلاحه من على خصره، و وجه فوهته ناحية النائم يقول.

" بسببك اليوم أكسر إحدى مبادئ، فأنني لا أحارب أعزل بالسلاح، و لكنك شبه ميت، سأهديك ميتة مريحة، و لترتاح في الجحيم لاحقاً"

ملئ بيت النار برصاصة، و لكنه لا يعلم كيف أصبح كريس أمامه، يتنفس بصعوبة و عينيه مُحمرة، لكنه يفرد ذراعيه، و يستعرض عضلات صدره قائلاً.

" إن كنتَ تريد أن تنتقم منه إلى هذا الحد، الذي يجعلك تنسى أن في رقبتك مُستقبل عائلة بأكملها تتضمن بناتك، إن ضِعتَ ضاعوا و إن سلمتَ سلموا، إن كان إنتقامك أهم من كل هؤلاء فاقتلني أولاً، ثم أعبر من فوقي و أقتله"

تقدم منه بيكهيون خطوة بغضب و كريس إسترسل.

"أدري أن مكانتي أسفل يدك، و لكنني لا أظن أن هذه اليد تقدر على قتلي، لذا تطاولتُ عليها لأحمي صاحبها"

أقترب كريس حتى وخزت فوهة السلاح صدره و اتبع.

" اقتلني يا سيدي و إلا ما استطعت أن تقتله"

إرتفع حاجب بيكهيون عن ناصيته و بغضب همس.

" أتتحداني؟!"

أومئ كريس إيجاباً و قال.

" لا أحد يعرفكَ أفضل مني، نعم سيدي، أنا أتحداك"

ألقى بيكهيون بسلاحه أرضاً بقوة و غضب شديد، ثم أمسك بتلابيب قميص كريس يجتذبه بخشونة، و يصرخ في وجهه.

" هذا ما أكرهه بكم جميعاً! تستغلوا نِقاط ضعفي لإضعافي و زحزحتي عن مواقفي،و لكنني لستُ طيّع كما تعلم يا كريس، لستُ طوع أيديكم!"

أفلت كريس و تقدم من تايهيونغ منزوع السلاح، لكنه أعمى البصيرة، ثم بقوة سحب سِلك جهاز التنفس، فشهق تايهيونغ بقوة، و اضطربت نبضات قلبه.

سُرعان ما تحرك كريس ليضغط زر الطوارئ، ثم تقدم من رئيسه يسحبه من الغرفة بالقوة، لكنه لا يقدر عليه، و بيكهيون لا يتحرك بل لا يشعر أن أحد ما يحركه.

هو فقط ضل واقفاً بإستقامة، ينظر في جهاز نبضات القلب، ثم إبتسم الحاقد بسمة إنتصاره عندما إستقام الخط و انطلق الصفير.

" لقد توقف قلب المريض!"




...................


سلاااااااااام♥️

إلي زمان ما حكيت معكم و حسيت إني ظلمت فئة كبيرة منكم، لهيك أنا بعتذر منكم و أتمنى تتقبلوا إعتذاري.

أنا صحيح غضبت غضب شديد بسبب "بعض القُرّاء" و حسيت أنو أحسن طريقة أتعامل فيها معكم هي الرسمية، لكني ما قدرت، خصوصاً أنو أغلبكم عزيزين على قلبي، و الفئة المستقوية ما بتظهر علانية بوجهي لهيك حرام أظلم البقية.

بقول ما توقعت أنو الفصل الي فات ينطرح سؤال " من أبو الطفل؟!" لهذا الحد، لأني كنت حاطة تلميحات كثيرة عن هوية الاب بس ما حد لاحظ.

شوفوا...




التلميح الأول: أنو المشهد بلش بصورة بيكهيون عم يشرب من ساعة كاملة، يعني لما دخلت جويل و خلاها تدخل معه بالحوض كان فعلاً سكران.






التلميح الثاني: إنو جويل فعلاً كما ذكرت أعطته فرصة، بس " كانت ليلة بلا ميزات لاحقاً" لأنه مش متذكر الي صار بسبب السُكر، لا تنسوا أو أنكر أنو لمس جوي لما عرف أنها حامل بجيني، و للآن هو مش متذكر.



التلميح الثالث: أنه في الصباح الموالي كان يعاني من صداع، و كلنا نعرف أنو الثمالة تسبب صداع.




التلميح الرابع: جويل كانت تعبانة في المشهد جداً.

هاي مشاهد من فصل عناق الموت و الفصل الي سبقه، فيكم تراجعوهم، أكيد ح تلاقوا تلميحات أكثر من الي ذكرتهم.

على آية حال حتى هذا الفصل تنتهي رحلتنا مع الأكشن و الإنتقام بين تاي و بيك، ما عاد في مطاردات أو مداهمات بيناتهم، لأنو الحرب الدموية إنتهت.

لكن الفصل القادم يفتتح الحقبة الأخيرة في الرواية، حقبة الحرب العاطفية، التي بإنتهائها و ظهور نتائجها تكون نهاية حاقد عاشق.

البنات الي بسألوا كم شابتر ضايل، حكيت من قبل إنها إحتمال توصل 100 فصل، أنا من الفصول الأولى أعلنت أنو الرواية قد تصل 100 فصل، هذا التخطيط ما أجى بعد نجاح الرواية، هو موجود من البداية.

ووووو بس حكيت كثير و عوضت عن كل الفصول الي ما حكيت فيها😂😂😂

الفصل القادم بعد 400 فوت و 1000 كومنت.

الي حابب يعتبرني عبدة تفاعل يعتبرني، فأنا لا أهتم، لكن الشرط مطلوب لنشر الفصل القادم، بدون تحقيقه ما بنشر، اعتبروه ثمن قراءة الفصل😂♥️

فصل كل خمس أيام بأذن الله

١.رأيكم ببيكهيون؟

تكذيبه لجويل؟ و قناعته بأنها عم تكذب لتحمي ابنها منه؟

إنتقامه من تايهيونغ؟ ماذا ستكون النتيجة؟

٢.رأيكم بجويل؟

محاولاتها لإقناع بيكهيون؟

مشهدها مع بيرل و جيني؟

تركها القصر أثناء غيابه؟

٣.رأيكم بكريس؟

السبب وراء حماية تايهيونغ؟

٤.رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH86|| تقلبات زمن
Коментарі