تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH81||عِناق الموت
" عِناقُ المَوت"


ملاحظة: هذا الفصل حسّاس جداً، لذا تحفظوا على مشاعركم +18





و ذاك كان صباح جديد، و أول صباح في برشلونة الإسبانيّة على جويل و بيكهيون معاً في بحبوحة حُب.

و كما أن الجناح ذا حائط زجاجي يستعرض البحر الأبيض المتوسط و قِوامه الأنيق كذا تضاريسه، كان هذا الإستعراض شاقاً صباحاً على العروسين، فالشمس لا ترحم عندما تخترق الزجاج، كما و أن مناخ أسبانيا حاراً نسبياً مقارنة بموطنهما الأم.

أفاق بيكهيون منزعجاً من إنعكاس الضوء على الزجاج، ثم نظر إلى جانبه؛ فوجدها تنام على بطنها، و تخبئ وجهها بخصلها كي لا تصله الشمس.

إبتسم ثم طبع قُبلة على كتفها الأجرد من لحائه، و نهض إلى دورة المياه ليغتسل، لكنه توقف قبل أن يصل الباب يدعك صدغيه لقوة الصداع الذي نشب مداهمة في رأسه للتوّ، فإذ هو يتمتم بألم.

" اللعنة!"

خرج بعد أن أخذ حِماماً يزيل آثار الأمس عنه، ثم خرج يضع روبه على جسده؛ بينما يُجفف شعره بمنشفة صغيرة.

إقترب إلى السرير باسمةٌ شفتيه، ما زالت نائمة و بعمق شديد أيضاً، ما أراد أن ينزع عليها نومتها فقلبه لا يطاوعه أن يفعل و يوقظها، لذا توجه لتجهيز نفسه لأجل جولة اليوم، ثم خرج من الجناح؛ ليتحدث مع الرجال، الذين إستأجرهم حرساً له، عن طبيعة عملهم المؤقت معه.

في هذه الأثناء، ما زالت جويل تنام في عمق، و صدق دي او حينما لقَّبها بدُبةِ نوم، فهي لا تجد مُتعة في الحياة أكبر مِما تجدها في النوم.

عاد بيكهيون و ضحك بخفة فهي ما زالت على الحال الذي تركها عليه رغم مُضيّ قرابة الساعة، إقترب حتى جلس على طرف السرير من ناحيتها، ثم رفع أنامله، ليُغَلغِها بشعرها فتسير بسلاسة، و بصوت حنون رقيق حاول إيقاظها.

" جويل، هيا انهضي، ما بالك مستغرقة في النوم إلى هذا الحد؟!"

همست بصوت واسن دون أن تفتح عيناها تُحدثه.

" اتركني أنام حتى أكتفي، أنا مُتعبة"

عقد حاجبيه قَلِقاً، فما حدث ما يجعلها مُتعبة لهذا الحد، لكنه فكّر بأنه إجهاد السفر فحسب، فهي ليست معتادة على التنقل بهذه السرعة.

و لكنه لا يستطيع أن يتركها تنام أكثر، فهي حتماً ستعاني من صداع كالذي يعاني منه حالياً، لذا أصرّ على إيقاظها، لكن على طريقته الخاصّة، إذ حملها بغطائها الذي تلفه حولها على ذراعيه الشديدتين، و ذهب بها إلى دورة المياه.

حينها جويل شهقت تتمسك بتلابيب قميصه عندما تخللت ذراعيه من أسفل جسدها، و فتحت عيناها على مصرعيها تقول بدهشة.

" ماذا تفعل يا بيكهيون؟!"

أوقفها في حوض الإستحمام على قدميها، ثم نقر أنفه بأنفها يُشاكسها قائلاً بإبتسامة مُحببة.

" استحمي دُبتي و انتعشي، لأننا سنخرج اليوم!"

دُبّته!

أومأت و الخجل قد غزا وجنتيها، ليس لغرابة اللقب الذي أطلقه عليها للتوّ، لكنه يداعبها و يشاكسها عن قُرب وشيك كهذا، و ذاك كلياً جديدٌ عليها.

خرج بيكهيون و تركها تنعم بحمامٍ خاص مع نفسها، ودّ لو ينضم لكنه خشيّ على مشاعره أن تنال المزيد من الطعنات، و بينما هي تفعل، أتمم بعض الأعمال على حاسوبه.

خرجت إليه جاهزة لجولة اليوم، ترتدي جينز أزرق ضيق بعض الشيء يتناسب و قِوام ساقيها، ترتدي قميص فضفاض و طويل باللون الأسود من فوقه.

في السيارة، كانت تلتصق بالنافذة تنظر عبرها كطفلة شقيّة متشوّقة، و تتجاهل أن لها زوجٌ يجلس بجانبها، و لا تعيره أي إهتمام، فذلك قد أثار غيظه في نهاية المطاف، هو يحاول أن يتغاضى و لكنه لم يستطيع كثيراً.

إجتذبها من معصمها منزعجاً فإلتفتت إليه لا تفهم سبب غضبه المفاجئ الذي يصبه عليها، حينها قال يستنكر بحاجبين منعقدين و بنبرة شديدة الإنزعاج.

" الأمس كنتُ أجمل إطلالة رأيتِها في حياتك، هل أصبحت شوارع أسبانيا أولى مني الآن أيتها المُحتالة؟!"

برمت شفتيها تشعر بإنزعاجه كذا غيرته، هي معذورة فهذه أسبانيا، أجمل أرض على الأرض، تجمع بين الحداثة و الحضارة، و بين الطبيعة و التكنولوجيا.

لكن بيكهيون بجانبها لن يعذرها بالطبع، فهو و بلا مبالغة يكره أن يسرق سِواه إنتباهها و إهتمامها، حتى لو كانت مجرد شوارع و جمادات أُخر، إذّ هو دوماً الأولى في مشاعرها.

إبتسمت تحاول مراضته، و لإتمام الأمر إقتربت تعانق عُنقه قائلة بحب.

" أنت بالفعل أجمل إطلالة، و أعتذر إن سرق إعجابي شيء سِواك، فحقاً لا يتفوق عليك شيء، وحدك الجدير بالتأمُّل"

تبسم بخفة، و مسّ بشفتيه كتفها من فوق القماش الذي يستره، و لكنها حينما فكّت العناق تنظر إلى وجهه، إستلمت منه نظرات باردة ثم سخرية لاذعة، لا تدري أنه مسح عن ملامحه البهجة فقط ليغيظها، و كم يحب فعل هذا!

" غزلٌ مُبتذل!"

إرتفع حاجبها بدهشة مِما قال، ثم همست مُغتاظة على آخرها، قبل أن تعقد ساعديها إلى صدرها، و تولي النافذة إهتمامها من جديد.

" أنا المُخطئة التي أتغزل بك، و اعبر عن مشاعري المُبتذلة لك!"

قهقه بخفة يجتذبها إلى صدره، فها قد حقق مُراده و أغاضها، ثم طبع قُبلة على رأسها، و شاكسها بشفتيه وجنتها قائلاً.

" جوجو غاضبة"

و رغم أنه يسخر من هذا اللقب الذي تعود براءة إختراعه لدي او، لكنها تبسّمت تُريح رأسها على صدره قائلة.

" أبو البكابيك مُزعج"

إنها واحدة بواحدة، هو يسخر من لقبها و هي تسخر من لقبه، لكن بيكهيون هنا يكره عدلها هذا.

فحينها نالت ضربة على رأسها منه، جعلت تتحسسها ضاحكة، و حينما رفعت رأسها إليه وجدته يرمقها بغيظ، رفرفت بأهدابها و همست مستنكرة.

" البادئ أظلم!"

و حينما أبدى إنزعاج أكبر قررت أن اراضيه بحق، إذ تحسست بشفتيها فكه، و عليه أرفقت قُبلة تُراضيه.

بيكهيون زفر أنفاسه بقوة يتحامل على نفسه الفيض المشاعر في جوفه، و أشاح عنها كي لا تلحظ الفوضى الذي تنشبها من حوله بفعلٍ حميم كهذا، فإذ هي تضحك بخفوت عليه و قد علمت وجعه، أنه فعلاً حسّاس تجاه القُبل.

لكن بيكهيون سريعاً ما يتعافى من عِلته، فها هو قد نظر إليها و قد تبدلت سِنحته إلى لعوب ممتاز خبير، و قال.

" دعينا نعود إلى الفندق، سأعرض عليكِ فنوني المختلفة!"

ضربت صدره بخفة، و غمست وجهها في عنقه خجول، حينها ضحك مِلئ جوفه، إنه دوماً ما ينتصر بمعارك كهذه.

" وصلنا سيدي"

هتف السائق عبر السمّاعة إلى بيكهيون، فمقعد السائق و مُرافقه مفصول عن بيكهيون و جويل عبر فاصل زجاجي مُظلم تجعلهما يتمتعان بخصوصية تامّة.

نظرت جويل إلى بيكهيون؛ تبغي ترجمة لقول الرجل الإسباني، فهمس بيكهيون يجيبها مبتمساً.

" لقد وصلنا، هيا انزلي"

أمسك بيدها، و نزلت من بعده، و بأمان بعونه، ثم نظرت إلى حيث جَلبها، فغرت شفتيها بإعجاب شديد تقول.

" ما هذا المكان؟!"

أشار إلى اللافتة المعلقة فوق البوابة يقول.

" إنها  مجمه حدائق، تُسمى جويل"

ضحكت جويل بحماسة تقول.

" أنها على اسمي!"

ضحك بيكهيون بخفة يومئ.

" لذا قصدتُ برشلونة أولاً، فبها شيء على اسمك، بالتأكيد بها شيء منكِ أيضاً، تشبهك"

صمتت و إبتسامة خجول على شفتيها؛ بينما هي مشغولة بمشاكسة عنقها بأناملها، عادتها عندما تخجل.

و بينما هي مطوية على نفسها خجلاً هكذا، بيكهيون إستغل الفرصة؛ ليسرق من شفتيها قُبلة سريعة، جعلها تشهق متفاجئة من فعله العلنيّ الجريء، ثم أمسك بيدها و سحبها إلى الداخل.

لكن هذا الرجل زوجها بيون بيكهيون، فماذا تتوقع بحق الله؟!
هو لن يمتنع عن إرتكاب أي نوع من الجراءة ما دامت تسعده، يبقى الرجل الجريء -الوقح أحياناً- الذي تحب.

حديقة جويل هي مجمع حدائق تستعرض أنواع شتى من زينة الأرض، شجر بألوان بهيّة و ورود فوّاحة، و جويل هنا لا يغمرها الحب بمكان أكثر من الطبيعة و الحدائق.

أيضاً تضُم مبانٍ شهيرة لمصمم معماري فنان، وصلت شهرته إلى بيكهيون منذ أن قرر أن فن العمارة هو فنه، أي مُذُ سنين سالفة.

فإذ بهذه الحديقة قد ضمت ذوق جويل و ذوق بيكهيون معاً، كما أنها ضمتهما داخلها ليعيشا ساعات، لا تُنسى تحت سمائها الخلّابة و بين أشجارها الملوّنة.

دخل الثنائي يتشابكا الأيدي إلى باحة المدخل الرئيس، فكان في إستقبالهما البائعين  المنتشرين في الحديقة و بين معالمها.

جويل سريعاً ما جذبت بيكهيون إلى إحدى الباعة تقول.

" اشتري لنا المثلجات!"

وقف أمام البائع يقول.

" أعطها واحدة بنكهة الفراولة"

قدم البائع لها واحدة و هي هتفت بالإنجليزية.

" واحدة أخرى"

ناولها البائع الثانية فنظرت إلى بيكهيون تقول.

" هيا حبيبي ادفع له ثمن الإثنتين!"

دفع للرجل و أبقى له فوق الثمن، ثم تبع جويل التي انطلقت بحماسة في الحديقة، لكنه قيّد إنطلاقها حينما أحاط كتفيها بذراعه قائلاً.

" كوني عاقلة، تذكري أنكِ تمثلي..."

قاطعته تكمل حديثه تملل.

" أمثل الرئيس بيون بيكهيون... أعلم أعلم"

بدت و كأنها تسخر مما قال، فقام بقرص خصرها عقاباً مُحرجاً لها و فرصة أجاد إستغلالها ليتحرش بها، حينها مالت إليه سريعاً؛ تهرب من أنامله التي تنعكف على خصرها، و تذمرت.

" إنها تؤلم!"

مبدداً قال.

" تستحقي، لا تعبثي معي"

برمت شفتيها ثم قدمت إليه إحدى المثلجات تقول.

" حاضرة أيها الرئيس، لكن عليك أن تتناول هذه أولاً"

رفعتها إلى شفتيه، فتناول من يدها، ثم قدمتها له تقول.

" نحن عائلة الفراولة، الأب الفراولة، الأم الفراولة، و الأطفال الفراولة"

بيكهيون ابتلع ما في فمه و قال يغيظها.

" أنا و بناتي فراولة فعلاً، و لكن من قال لكِ أنكِ فراولة؟"

قهقه حينما غارت على كتفه بضربات مغتاظة، و هتفت.

" كُف عن إغاظتي"

ثم بدأت جولتهم الطويلة حول الحديقة بمعالمها الكثيرة و العجيبة في ذات الوقت، و كالعادة بيكهيون يأخذ صور لفن العمارة المتمثل في المباني، و جويل أخذت صور لهما معاً، و كانت حريصة أن تجعل بيكهيون يصورها قُرب لافتة الحديقة حيث كُتِب بالإسبانية إسم الحديقة.



...............



في اليوم الأسبق، و حيث يكون المساء في كوريا ، فلورا بدت مشغولة بتوضيب بعض من أغراضها، فهي غداً ستعود إلى المهجع، لقد إنتهت فترة إجازتها التي سبق و أخذها كريس لأجلها، و هي الآن مجبورة أن تعود.

و ذلك بالطبع كان في جناح نانسي، فهي عادة تمكث مع نانسي كلما قررت المبيت في هذا القصر.

رغم أن مرافئ القصر كثيرة، و ستجد لها مكاناً فيه حتماً، لكنها تفضل صُحبة نانسي، فالفتاتان يتوافقنّ معاً جيداً، و يتحدثنّ بلا حواجز تعيقهنّ، أما نانسي فهي الآن خارج الجناح.

شهقت بخفة حينما سمعت صوت شيء وقع على زجاج الباب الذي يطل على شُرفة الجناح، تقدمت لتفتحها و إذ بكريس بالأسفل.

منذ متى و هو يملك حركات صبيانية كهذه؟!

رفع الهاتف إلى أذنه؛ بينما ينظر لها، فرنّ هاتفها و علمت أن ما وردها منه تحديداً، أجابت إتصاله تقول بلا مشاعر.

" ماذا تريد؟"

عقد حاجبيه بإستياء لسوء نبرتها معه فبدد.

" عدّلي نبرة صوتكِ عندما تتحدثي معي!"

حينها تأفأفت و أدارت حدقتيها في محجريهما، و لإشعال الغيظ في رأسه؛ أغلقت الهاتف في وجهه، ثم دخلت تتجاهله و إشتعاله، وقف يسند يديه إلى خصره بينما ينظر ناحية الشُرفة ثم هسهس من بين صرير أسنانه.

" حسناً أيتها الطفلة المائعة!"

و بينما هو يسير عودة إلى نقطة حراسته؛ يؤجل أمر فلورا إلى وقتٍ لاحق، إنخفض سريعاً عندما تفجّر الزجاج بفعل طلقة، و ارتفع صوت صراخ حاد في نفس الوقت.

صراخ جيني و بيرل المذعورتين.

كريس أخرج مسدسه من على خصره سريعاً، و راح يطلق من حيث أتت الطلقة بشكل عشوائي، فهو بحقٍ لا يدري من يُصيب بناره، و أخذ يركض في الحديقة مُتنبّهاً؛ بحثاً عن عائلة الرئيس.

فالنسوة بطفلات كنّ بالحديقة...


.....


قبل بضع دقائق فحسب...

" هل وافقتِ على جين؟"

تحدثت السيدة هانمي، إلى نانسي التي تجلس أرضاً، و في محيطها تلعب جيني و بيرل معاً، حينها تبسّمت الفتاة هازئة و قالت.

" و كأن رأيي يا أمي سيغير شيء، و على آية حال؛ لستُ أهتم بما ستؤول عليه حياتي، ربما أخي يرى أنني إستحق أن أتحول من أميرة مُبغددة إلى زوجة مزارع تسقي الزرع و تُربي المواشي"

و رغم البرود الذي يحفّ نانسي منذ أن سمعت بقرار أخيها؛ إلا أنها أبانت ألمها و بعض رفضها، تنهدت السيدة هانمي محزونة على الحال الذي وصلت إليه إبنتها، و قالت.

" إذن لن يتم الزواج، و لن أسمح لبيكهيون أن يجبركٍ عليه"

فعلقت نانسي من فحوى السخرية.

" لو أنكِ تقدرين عليه، لمنعتِه عن جويل سابقاً"

إستفز هانمي قول إبنتها، ربما لأنه حق، فهتفت تحذر و قد ضربت بيديها على ذراع الكرسي الذي تجلس عليه.

" نانسي تأدبي معي!"

ثم نانسي رمقت والدتها ببرود تقول.

" هذه الحقيقة أمي، أنا و أنتِ و الجميع يعلم، أنكِ لا تقدرين عليه، و لا يقدر عليه أحد!"

" ربما أنا أقدر"

أتاهنّ صوتٌ ثخين عميق من خلفهنّ، و كأنه أتى من جُب صخرة أو من عُمق محيط.

وقفت نانسي سريعاً مذعورة تحمل جيني و تضمها إلى صدرها بكل ما أوتيت من قوة، و بيرل حملتها السيدة هانمي و تمسكت بها جيداً ثم إلتفتت ناحية الصوت، ثم شهقت بقوة و سريعاً ما شددت يدها على بيرل، و حاشت نانسي بجيني خلف ظهرها؛ تقول بلا تصديق.

" كيم تايهيونغ!"

إرتفع شدقيّ تايهيونغ على شاكة إبتسامة مُضطربة بينما يفرد ذراعيه.

" بلحمه و دمه"

ثم إنحدر ببصره إلى بيرل، التي تنظر له في عينيها البريئتين، لوح لها و حادثها بلطف.

" مرحباً صغيرتي، أتى بابا"

الصغيرة نظرت إلى والدها، و أمالت برأسها الصغير تهتف بصوتها الرقيق.

" بابا"

قدم تايهيونغ ذراعه يبغي حملها، فهو مشتاق لإبنته لحد أنه لو إحتضنها الآن لربما يخلط عِظامها لوعةً بها.

لكن السيدة هانمي تراجعت عنه بصغيرته، فنظر إلى السيدة من جديد، و أخرج نفسه رغماً عن من معمعة الشوق التي تعبث فيه، و هدد بعين غاضبة، يُصرّ على تقديم ذراعه.

" إن كنتِ لا تعلمين، فإنها ابنتي أنا و لا تقربكِ بصلة، لذا هاتِها ما دُمت أتكلم!"

نفت السيدة بوجهٍ قد بهت لونه لشدة خوفها، و قالت.

" بدمي تأخذها، لو أنك جريء و قوي لأخذتها و رجل القصر موجود، لكنك تسترجل على إمرأتين و أطفال يا عديم الرجولة!"

و ما كان لهانمي اليد العُليا لتبتزه في موقفٍ هكذا، فهي لا تدري أبداً أن الرجل اليافع أمامها بات أقوى من إبنها بأضعاف، و أصبح لا يُهزم، لا يُقهر.

رفع سلاحه في وجهها بلا أن يستهلك ذلك من تفكيره ثانية، و حتى إزدادت شحوباً؛ خوفاً على روحها، روح ابنتها، و حفيدتها، أطلق النار، فأصاب زجاج نوافذ القصر من خلفها.

و قُبيل إنهيارها سارع في أخذ إبنته عنها، ثم أشار لأتباعه أن يأخذوا الطفلة الثانية، لكن نانسي تتمسك بها بقوة، و لا يقدرون على أخذها إلا بالإعتداء على الصبيّة.

وقفت نانسي بجيني تتمسك بها بروحها، لا بيديها فقط و صرخت تبكي بالفعل.

" هذه إبنة أخي من صُلبه و لا تقربك بصِلة، دعها و شأنها، إنها مجرد طفلة بريئة من حِقدك!"

إقترب منها تايهيونغ يجهز سلاحه للإطلاق مجدداً، ثم حتى أصبح أمامها وكز صِدغها بفهوته، فإذ هي تزدرئ جوفها و ترتعد، إذ سِنحته لا تبشر بالخير، تقول أنه قاتلٌ اليون قاتل.

إنخفض بجذعه حتى نال وجهها ببصره، ثم همس ينظر في عينيها الخائفة، و هي شعرت في هذه اللحظة بكم الحقد، الذي يكتمه داخله لبيكهيون و عائلته أجمع.

" و أنا كنتُ بريء من حقد أخيكِ، لكنه ما أخذ بذلك كما لن أفعل الآن"

" إبتعد عن النساء الآن و واجهني، واجه الرجال"

تبسم تايهيونغ للصوت الذي أتاه من خلفة و عرفه عِز المعرفة، فهذا الصوت يعود للرجل الذي لطالما كان كالشوكة في حلقه، همس يتحدث إلى نانسي.

" ها قد وصل كلب أخيكِ الوفيّ!"

ثم اتبع يتحسس وجنة جيني، التي تبكي بشدة خوفاً من صوت الطلقة.

" لكنه وصل متأخراً على غير العادة، ألا تعتقدين ذلك؟!"

إلتفت إلى كريس و قال.

" حسناً لنتواجه، لكنني أريد شيئاً صغير، ثم دعنا نتبادل الرصاص"

سحب جيني من يد نانسي، و دفع بالصبيّة فإذ هي تقع في الماء إثر دفعته القوية.

" أريد هذه أيضاً"

يقصد جيني التي حملها إلى رجاله كما بيرل، ثم قال يرفع أكمامه.

" و الآن لنتواجه!"

و فعلاً بدأت المواجهة، فرجال بيكهيون إجتمعوا خلف كريس للقتال، و تايهيونغ برجاله افتتح النار عليهم، فإذ بهم يكيلون لبعضهم بعضاً بالرصاص.

صوت النار أثار ذعر الأطفال و النساء، كما أن صوت الصراخ من الطاقم داخل القصر إندمج و صوت الرصاص، ثم إن بضعة رجال سقطوا من الجهتين.

كريس كان يتنقل بخفة بين الشجرة و الأخرى و بين الصخور كلما أسقط رجلاً من رجال تايهيونغ مُصاباً أو ميتاً، لا يدري.

ذلك ليحمي نفسه من شر الرصاص، لكنه ما فلح عندما أصابته رصاصة في صدره قد ما تنبه ناحيتها، و تايهيونغ ظهر أمامه فجأة يهدد بصوت عالي، فهو من أصابه.

" إنني أمنحكم فرصة كي أُبقي على حياته، ضعوا أسلحتكم أرضاً و اجثوا و إلا قتلته!"

سقط كريس أرضاً يتمدد على ظهره، و لكنه رغم ذلك هتف برجاله بصعوبة شديدة، فهو لا يقدر على التنفس حتى، فإذا ما تنفس شعر بالرصاصة توخز صدره.

" لا تستمعوا له، احموا عائلة الرئيس و قصره!"

تايهيونغ برم شفتيه، ثم أومئ معجباً بإبتسامة ضئيلة يقول.

" اووه! أنت لا تكف عن إثارة إعجابي يا رجل!"

ثم ارتفعت قدم تايهيونغ ليدهس بها صدر كريس، تحديداً حيث تكمُن الرصاصة، فأنّ كريس موجوعاً و تدفق الدم من جرحه بغزارة، و بين صرخات النساء اتبع.

" لكن شجاعتك هذه ستنهي حياتك، ألا بأس بهذا؟"

ثم لا يدري كريس كيف ظهرت فلورا، و اقتحمت ساحة المعركة تجثو عنده تصيح بتايهيونغ.

" لا تقتله، لا تقتل كريس!"

كور تايهيونغ شفتيه ثم همس.

" اوه! انظروا ماذا لدينا، عصافير حُب"

ما اهتم كريس كما لم تهتم فلورا بقوله، و كريس شهق يبصق الدماء، حينها فلورا تمسكت بقدم تايهيونغ تتوسل إليه.

" أرجوك لا تقتله! أرجوك دعه فلا شأن له"

أبدى تايهيونغ سخريته، و لاك فكيه و كأنه يمضغ شيء بين أسنانه، إنما هو يمضغ قلبه، و الحقد يمضغه.

" بما أن حياتك رخيصة عليك"

ثم حرك سلاحه ليسدده برأس فلورا.

" أحياتها هي الأخرى رخيصة؟"

فلورا نظرت في وجه كريس لا تأبه بفوهة السلاح التي تنخز رأسها، كما لو أنها لا تهتم إن إنتهت حياتها هنا و إلى هذا الحد، فلا بأس بالنسبة لها، ستمون شهيدة حُب.

لكنها لا تريد خسارة الرجل الذي تحب حتى لو خسرت روحها، لذا تمسكت بيد كريس، و حضنتها إلى صدرها تتوسله.

" أرجوك لأجلك، ليس لأجلي!"

لكن كريس ضائع في معمعة عقله، بين أن يختار الحياة أو ضياع عائلة الرئيس، و لأنه أطال أتى الأمر من السيدة هانمي تصرخ في رجال إبنها.

" اخفضوا أسلحتكم و أطيعوه! افعلوا ما يشاء!"

كانت أبصار معظم الرجال عالقة على كريس فوحده من يطيعون أمره بعد الرئيس، حينها أومئ موافقاً، لا يستطيع أن يضحي بحياة كل هؤلاء الرجال و العائلات اللائي يعيلوها ، أنزل الرجال أسلحتهم.

تايهيونغ نزع قدمه عن صدر كريس، ثم تقدم إلى الرجال الجاثين أرضاً و أيديهم خلف رؤوسهم، أشار إلى رجاله من خلفه أن ينقلوهم واحداً تلو الآخر، فذلك كان مخططاً له مسبقاً.

ثم إلتفت إلى الجاثين أرضاً من عائلة الرئيس يقول.

" من الأفضل لكم أن تبقوا جاثين و تحتموا بدرع ما، فالرصاص سيمطر عليكم مطراً الآن"

و خرج من باحة القصر يقود ثُلة من رجاله، نانسي ركضت بوالدتها لتختبئ أسفل كراسي الحديقة بها، و فلورا سحبت كريس بكل قوتها إلى أسفل شجرة ذات أغصان عريضة؛ ترجو أن تحميهما من شر تايهيونغ و غضبه.

و فعلاً نزل الرصاص على القصر كالمطر يدمره و يدمر مرافئه، صوت الصراخ كان عالٍ جداً، فلورا تضم كريس بكل قوتها أسفل الشجرة و تبكي بهلع إلى كتفه، أما نانسي و والدتها فكلتاهما تحتضن الأخرى، و صوت بكائهن و صراخهن قد إختلط في الحديقة و صوت الرصاص.

ما توقف ضرب الرصاص إلا بعد مُضي دقائق عاشها الأربع بهلع شديد، إستمر إطلاق النار حتى دمر القصر و مرافئه كلها، ثم سمعوا صوت إحتكاك عجلات بأرض الشارع، و من ثم السكون و الهدوء فقط، بالإضافة إلى صوت بكائهم.

بيدٍ ترتجف رفعت فلورا هاتفها و اتصلت بالإسعاف و الشُرطة، ذلك قبل أن يُغمى عليها كالجميع في باحة القصر.

......

إرتفعت شفاه تايهيونغ على شاكلة إبتسامة حقود بينما ينظر إلى القصر الذي دمره كلياً، شعر بالراحة تنتشر  في صدره.

هكذا وجب على إنتقامه أن يكون... دموي.

لم يكن يعلم مسبقاً أن الحقد قد يجعله سادي إلى هذه الدرجة، فأكثر ما تلذذ به طيلة حياته هو الصراخ الذي يندلع من الداخل، و سيل الدم الذي هدره.

أجلس بيرل على قدمه يحتضنها بلطف إلى صدره، و قد نال وجهها منه قُبل لا تعد، و ما زال مشتاقاً لا تنطفئ حرّة لوعته عليها، بدت الصغيرة خائفة، فالصوت الرصاص كان كافياً ليثير فزعها، لذا كان دوره أن يهدئ من روعها و يمدها الدفئ من حضنه.

أما جيني فلقد رماها مسبقاً بإهمال على الكرسي بجواره، و رغم أنها تصرخ لكثرة ما هي خائفة لا تبكي فحسب، لم ينظر إليها حتى فهي الآن بمقام والدها عنده.

نظر ناحيتها منزعجاً لكثرة ما صرخت، و دفع بها من ظهرها بخفة يصرخ بها.

" اخرسي أيتها العاهرة الصغيرة!"

كادت جيني أن تسقط من على الكرسي إثر دفعته، لولا أنه تمسك بفستانها من دُبر سريعاً، و لا يدري كيف أن قلبه أخذ ينبض بجنون، و يده ترتعش.

هل شعر بالخوف عليها لتوّه؟!

إنها إبنة عدوه، لا يجدر به أن يشفق عليها حتى، لذا رفعها و أجلسها على الكرسي بإهمال، و كاد أن يصرف عنها إنتباهه، لكنها توقفت عن البكاء، و وجهها أصبح أحمر و كأنها إبتلعت جمراً، كما أنها لا تتنفس، تحاول الصراخ و لا تقدر.

بلا تفكير حملها سريعاً و وضعها في حِجره، ثم أطبق شفتيه على فمها الصغير يمُدّها بالأنفاس، و أخذ يضرب على ظهرها بخفة لعلها تتنفس، حتى إستطاعت أن تصرخ صرخ على صرختها برجاله، و هو يضمها بهلع إلى صدره.

" أدر عجلتك و توجه إلى أقرب مستشفى سريعاً!"

إنصاع السائق له، و تايهيونغ احتضن جيني إلى صدره بقوة، يربت عليها لعلها إطمأنّت و هدأت.

" صغيرتي، إهدئي أرجوكِ، أنا آسف، أنتِ بريئة و لا شأن لكِ، لا تبكي صغيرتي، لا تخافي أرجوكِ"

هدأت جيني رويداً رويداً، و رأسها مُرتاح على صدر تايهيونغ، لكن دموعها تنساب على وجنتيها، و الشهقات تخرج من فاهها الصغير و ترُج صدرها الرقيق؛ تسبب لها الألم.

رفع بيرل إلى حضنه و ضمّ الصغيرتين معاً، فبيرل قد أصبحت تبكي لبكاء أختها أيضاً، ضم الطفلتين إلى صدره بعاطفة  و قربهما إلى بعضهما لعلهنّ شعرنّ بالطمأنينة.

و جيني بالفعل شعرت بالطمأنينة لرؤية أختها معها، فأغمضت عيناها و نامت على صدر تايهيونع، و تلك الشهقات لا تتوقف عن الخروج من فاهها الصغير، و وخز صدرها الرقيق.

نظر إلى بيرل فوجدها تبرم شفتيها تتأهب للبكاء، و هي تنظر إلى أختها، فربتّ عليها تايهيونغ كي تهدئ، ثم كمشت بيرل بيدها الصغيرة على فستان جيني، و كأنها تخبرها أنها معها.

تبسم تايهيونغ فيبدو أن علاقة الصغيرتان قوية، بالنظر إليهنّ، كلتاهن ترتدين نفس الفستان لكن بألوان مختلفة، فالذي يخص إبنته أصفر يعكس لون عينيها، و الذي ترتديه جيني أزرق يتناسب و لون بشرتها البضّة، كذا لون شعرها المغموس في لون السماء في هذا الوقت.

ذات الحذاء و ذات ربطة الشعر، إبنته تتمتع بصحة جيدة، فهذا يعني أنهم يعتنون بها، و لا يهتمون بمن أنجبها.

لذا عليه أن يكون كذلك مع الصغيرة الأخرى فقط لأنها طفلة، راح يمسح على رأسها و هي تنام على صدره و تأنّ بين الفينة و الأخرى، إنها مجرد طفلة لا حول لها و لا قوة، فأنّى له أن يُحمّلها ما لا طاقة لها به.

توقفت السيارة فعلم أنه وصل أقرب مستشفى، خلع سترته و وضعها على جيني يدثرها جيداً ثم دخل بها إلى المستشفى، أما بيرل فأمر إحدى رجاله الثقة أن يحملها و يهتم بها حتى يعود.

دخل بها إلى المستشفى و طلب فحصاً فورياً لها، و بينما هم في إنتظار النتائج، و جيني تنام على سرير الإستطباب تحت المراقبة، كان عليه أن يُتمم بعض الأوراق لأجلها، لكنه لم يفعل.

كان قد سبق و رفع قناع على وجهه و قُبعة على رأسه ليخفي ملامحه فالأخبار ستنتشر سريعاً، خرج الطبيب إليه يطمئنه قائلاً.

" سيدي، ابنتك بخير، هي تعرضت لصدمة ما، لذا دخلت في نوبة هلع، و لولا أنك سارعت في إسعافها لما إستطعنا نحن إنقاذها، ستكون بخير، تستطيع أخذها، و لكن اعتني بها جيداً، و احرص على ألا تخيفها مجدداً"

أومئ له تايهيونغ دون أن ينبس بحرف، ثم دخل الغرفة، و حملها يبغي الخروج بها، لكن ممرضة إستوقفته قائلة.

" أرني أوراقها ثم تستطيع أخذها"

أخرج من جيبه محفظته، ثم وضع على الطاولة مبلغ لا تحلم به إطلاقاً، و قال.

" اعتبريها أوراقها"

إزدرئت الممرضة جوفها ثم أومأت، و هو بحذر خطف جيني خارج المستشفى، وضعها في حِجره تنام ثم رفع ساعته إلى مرأى عينيه، نصف ساعة و تحلق طائرته، عليه أن يصل قبل ذلك.

وصل قصره الخاص، فحمل جيني و بيرل إلى الداخل، وضعهن في سريره، ثم وجّه حديثه لطاقم قصره من رجالٍ و نساء.

" لقد أتيتُ بطفلتين لا واحدة، لذا أريدكم أكثر حذراً، أجلبوا من كل إحتياجاتهنّ اثنين و اهتموا بهنّ، إن أصاب إحداهن مكروه سأقتلكم جميعاً، تستروا عليهنّ أيضاً، فإن حصل و سُرِقنَّ منكم سأقتلكم أيضاً، حذاري و الصغيرات!"

أنزل سبابته حينما إنحنى الجميع له بطاعة، ثم هو خرج إلى سطح القصر حيث تنتظره طائرة هليكوبتر جاهزة للإقلاع.

و كانت وجهته التالية أسبانيا...



..................



بيكهيون و جويل ما زالا يتجولان في حدائق جويل رغم أن الساعة أصبحت التاسعة مساءً، و لكن جويل قد أصرّت أن تقتصر جولتهم اليوم على هذه الحدائق فحسب، فليل أسبانيا فيها مختلف، عريقٌ مثلها.

يسير بيكهيون و ذراعه حول كتفي جويل بين أشجار الجاكاراندا العظيمة، فهي أشجار مُعمِرة في هذه الحدائق تتميز بلونها الفريد، ألا و هو البنفسجي.

إجتذب جويل ليجلس بها أسفل إحدى هذه الأشجار، و أختار أكثرها عظمة و أكبرها حجماً، فهي أكثر تميزاً، و طاغية في حضورها على البقيّة، تشبهه.

جلست جويل من بعده، ثم تحرك بيكهيون ليتمدد تاركاً رأسه على قدميها، أغمض عينيه و زفر أنفاسه بهدوء.

تبسّمت جويل فملامح الساكنة تبعث فيها أنامل من حب، وظيفتهغ أن تدغدغ مشاعرها، ثم هي كانت منشغلة بتسريح شعره الفضي بأناملها، و بدا بيكهيون مسترخٍ أكثر جرّاء ذلك.

قضمت جويل شفاهها تفكر بليلة أمس، و كانت حقاً متعجبة بأنه لم يفتتح سيرة حدث الأمس إطلاقاً، هو لم يذكره حتى.

نعم هذا الأمر أشعرها بالراحة فهي ما تعرضت للحرج، لكنها في نفس الوقت بدت قلِقة، ربما إنزعج منها أمس لذا لم يعلق على ما حدث.

بتردد همست، و أرادت أن تفتح السيّرة حتى لو خلّفت بها أضرار جسيمة، عليها أن تفهم ما عِلّته تحديداً إن وجدت.

" بيكهيون!"

همهم يستمع إليها، فتحت فاهها لتتكلم، لكنها أطبقت شفتيها بحرج شديد، أنّى لها الجُرأة أن تتحدث معه بهذا الشأن.

لذا بعد أن طال صمتها فتح عينيه ينظر لها، و قال.

" ما بالكِ سكتِ؟! تحدثي بما شئتِ"

أومأت تتحس عنقها، فعلم أنها مُحرَجة و ربما خائفة، فهي لا تمس عنقها بهذه الطريقة إلا بإحدى الحالتين هاتين.

نهض عن قدميها، و قعد قِبالتها، ثم أمسك بيدها يتحدث؛ بينما ينظر في عينيها مُشجِعاً.

" لا تخشي شيء، تحدثي!"

تنهدت جويل ثم همست.

" الأمس..."

أفلت يدها حينها فأنكست برأسها، لقد وصلتها الإجابة، هو غاضب بهذا الشأن، و لكنه لا يظهر ذلك.

رفعت عيناها إليه فوجدته يحمل هاتفه إلى أذنه.

" ما بك؟ يبدو صوتك منهكاً!"

كان قد إتصل كريس به، و قطع سير الحديث مع زوجته، و لكن لأن كريس لا يتصل إلا للضرورة هو فضّل الرد عليه أولاً.

أبدى كريس صوتاً هزيلاً عندما أجابه.

" سيدي، اهرب أنت و زوجتك"

نبض قلب بيكهيون بعنف في جوف صدره، و همس ينظر إلى جويل، ليس مجدداً، يستحيل أن تُسلب منه مجدداً، هي تحبه هو وحده الآن، و بالتأكيد لن تختار تابهيونغ عليه كالمرة الفائتة.

" مِمَ أهرب؟!"

أجابه كريس بعدما إستل نفساً عسيراً.

" من تايهيونغ، هو بالتأكيد قد وصل أسبانيا الآن، و لربما يبحث عنك، لا تستهتن به يا سيدي، لقد أصبح أقوى منّا"

نهض بيكهيون سريعاً، و أنهض جويل معه بخشونة عندما رفعها من ذراعها، فشهقت متألمة تقول.

" بيكهيون! ما بك؟!"

أمسك بيدها، و أخذ يركض بها خارج الحديقة؛ بينما يتصل بمرافقيه الحرس أن يأتوه سريعاً.

" تعالوا إليّ فوراً، أنا عند البوابة الثالثة!"

و بلا أن يجيب جويل ركض بها بأقصى سرعته، حتى أنها كادت أن تتعثر لعدة مرات، و لكنه كان يمسك بها في كل مرة.

وضعها في سيارته و أغلق الأبواب عليها، ثم وقف بالرجال يتحدث إليهم، بينما يعد سلاحه و يجهز رصاصه للعمل.

" هناك من يخطط لمداهمتي، لذا عليكم أن تحموا زوجتي في المقام الأول، و لا تسمحوا لأحد بخطفها مني، أما أنا فآتي في المقام الثاني، عليكم بحمايتها، هذه الأهمية القصوى، أفهمتم؟!"

أجابوه الرجال على أهِبة رجل واحد.

" أمرك سيدي!"

و رغم أن الخوف قد ساور أنفسهم، لكن عرض بيكهيون مغرٍ، فلقد دفع لهم مبالغ مالية طائلة لأجل مرافقته، و هو أخبرهم عن طبيعة ما قد يحدث مُسبقاً.

لكن الحياة أثمن من المال، و لأجل النجاة قد نخون، و بيكهيون هنا يعلم بهذا لذا كان أول من انضم لخط الدفاع و آخر من قد يتركه، إما ناجياً بزوجته، أو ميتاً، لا خيار ثالث.

صعد السيارة إلى جانب جويل، ثم أمر السائق بأن يقود عودة إلى الفندق، عليه أن يحتجز جويل هناك حتى يستطيع حلّ هذه المعضلة.

جويل أبدت خوفها عندما رأت السلاح بيده، و حاله الفوضوية، و يقظته إن كانت هناك سيارة تلاحقه.

وضعت يدها فوق يده و تحدثت.

" بيك أرجوك أخبرني ما الأمر، أنت تُخيفني!"

نظر لها بيكهيون، ثم تنهد و تمسّك بيديها بقوة قائلاً، لقد رأى أن عليها أن تكون على بيّنة، فخانة التوقعات مفتوحة على وسعها، و لا يدري أي خانة مصير قد يصيب.

" لن أكذب عليكِ، تايهيونغ يلاحقنا و لا أدري على ماذا ينوي، لذا عليّ أن أضعكِ بأمان في الفندق و سأقوم بصده، لا تقلقي"

لكنها لا تستطيع ألا تقلق، فهو سيواجه تايهيونغ، أي ربما يواجه الموت و هي لا تستطيع فعل شيء حيال ذلك، يداها مربوطة عن تقديم العون، لكنها أومأت موافقة على ما يريد، فهي لا تريد أن تشكل عِبئاً عليه في نهاية المطاف.

لكنها لم تستطع منع نفسها من ذرف الدموع خوفاً عليه، فما زال هذا الحب جديد، و هذا بيكهيون، و هذه حياة جديدة، أنّى لكل هذا أن ينتهي باكراً.

حينها كوب وجهها بكفيه يحاول مدّها بالطمأنينة رغم أنها لا تشارك أي من أحاسيسه، مسح بأنامله دموعها، ثم تحدث إليها بلطف قائلاً.

" لا تخافي علي، تعلمين أن عودي شديد لا ينكسر، لذا ثقي بي، سأكون بخير"

أومأت إليه، ثم طبعت قبلة في راحة يده، التي تضم وجنتها، و قبلت شفتيه قبلة خاطفة، و إحتضنته تبكي على كتفه قائلة.

" أثق بك، و سأنتظرك، لكن أرجوك لا تنسى أنك رَجُلي الوحيد و إنني أحبك، لذا عُد سالماً لي!"

حينها صفعتها ذاكرتها بما تكره، فلقد سبق و قالت ذات الكلام لتايهيونغ في موقف مشابه، لكنه لم يعد سالماً، بل لم يعد إطلاقاً، لكنها ستثق هذه المرة ببيكهيون، و ستؤمن بكل جوارحها أنه سيعود سالماً، فهي على أية حال؛ لا تملك خيار آخر.

ضمها إلى صدره، و أغمض عينيه يبدد دمعة، عناق لربما يكون الأخير، عناق يشبه النهاية، عناق برائحة الموت، لربما هو عناق الموت.

إرتفع بيكهيون عنها حينما سمع صوت يأتيه من الخارج، فرفع رأسه ينظر عبر الزجاج الخلفي، و يبدو أن الحظ لم يحالفه، فها هو عدوه يخلفه بعشر سيارات و هو يملك ثلاث سيارات فحسب.

لكنه بيون بيكهيون، لا يستسلم و لا يُعلن هزيمتها، يحارب لآخر قطرة من دمه بشرف و إلا فالموت أهون.

رفع سلاحه، و وضع يده على رأس جويل يجعلها تنخفض قائلاً.

" أجلسي أرضاً و لا تتحركي، أحمي رأسكِ و انحني بجسدكِ، أياكِ و أن يصيبكِ مكروه!"

أومأت و فعلت كما يريد تتمسك بقدمه و تبكي بلا لجّة، الخوف شعور مُهيب، أن سيطر على القلب قتله، و ها هي تموت خوفاً، لا على نفسها، معاذ الله، بل على بيكهيون وحده.

صرخت حينما أصابت رصاصة الزجاج الخلفيّ، رفعت رأسها تطمئن أن بيكهيون حي، لكن الرصاصة بالفعل قد إخترقت صدره من الجهة اليُمنى.

تمسك بجُرحه، و ببسالة قاتل الموت يكبت أنينه و وجعه، و كما هو دائماً؛ بدا ثابتاً رغم الجِراح.

جويل شهقت بعد صرخة، و نهضت على أعقابها تبغي تقديم المساعدة، لكنه رفض رفضاً قاطعاً، حينما مد بيده لها، و قال بنبرٍ لا يبدو عليه تأثراً بجراحِه.

" لا تنهضي، ابقي هناك!"

أرادت أن تعترض، أن ترفض، أن تنقذه و تخفف ألمه، لكنها خشت عليه من الهلاك إذا ما شتّتت إنتباهه.

" حسناً، سأبقى في مكاني، لكن إضغط على جرحك و اصمد أرجوك"

أومئ بسِنحة قد كشَّرت عن ألمه، ثم أخذ يطلق النار من حيث الزجاج تهشم، و من النافذة كلما إستطاع، لكن السيارة بقوة إندفعت للأمام، و سقطت جويل تصرخ إذ إرتفع صوت إنفجار، لقد أصابوا العجلات.

" اللعنة!"

صرخ بهذه بيكهيون عندما وجد أن خزينة الرصاص قد نفذت و ما بقي إلا رصاصة واحدة معه، حمل السلاح و وضعه بيد جويل، ثم أمسك بكتفها يضغط على نفسه ليستطيع أن يتكلم.

" خذي هذا، به رصاصة واحدة فحسب، أنا هالكٌ لا محالة، لكن أنتِ عليكِ أن تنقذي نفسك"

نفت جويل برأسها ترفض ما يقوله فما هو إلا ضرب من الجنون، و كمشت على صدره تحديداً فوق جرحه، و قد تفجّرت دموعها.

" لا أرجوك، لا تقل هذا، أنت ستعيش و تعود معي!"

نفى بيكهيون، ثم سعل، فإذ بالدماء يتسرب من شفتيه، تمسكت جويل بجرحه و صاحت.

" أرجوك تماسك، أرجوك بيكهيون، أنت لن تموت، أنت ستعيش!"

وضع يده على وجنتها، و ها هو يقاتل وعيه ليبقى مستيقظاً، ثم قال يستل أنفاس تذبح صدره، لشدة ألمه، و قد لمع العرق في جبهته.

" عليكِ أن تعيشي، واحد منّا عليه أن يعود ليربي أطفالنا"

إزدرئ جوفه بصعوبة، و لمعت دمعة في عينيه يقول.

" جيني في رعايتكِ، إنها أمانتي و سلمتكِ أياها، أرجوكِ اعتني بابنتي يا جويل"

نفت برأسها بشدة، تحتضنه بقوة إلى صدرها ترفض ما يقول، ترفض خسارته، لا تستطيع أن تعيش هذا الموقف مجدداً، هذا مستحيل.

ليس عليها أن تعانق الرجل الذي تحب عِناق الموت مجدداً.

فُتِحَ باب السيارة، و سُحِب بيكهيون ليطرحوه أرضاً بلا إهتمام لجِراحه، إنه ذات الموقف تعيشه، لكنها هذه المرة حملت سلاح بيكهيون قبل أن تنتشلها عبر قبضة غاضبة نالت ذراعها، و أخرجتها من جوف السيارة.

أسقطها أرضاً قُرب جسد بيكهيون، بيكهيون كان يناضل ليبقي على نفسه مستيقظاً، جويل رفعت عيناها تجاه، الذي يوماً كان طريحاً مكان بيكهيون الآن، و همست ترجوه.

" تايهيونغ، أنت لستَ كذلك، أرجوك تخلى عني، لا ينفع أن أعود لك، أنت بخير بدوني أرجوك!"

نظر إليها تايهيونغ بعين حاقدة، ثم انحنى بجذعه يتحسس ذقنها بسبابته، همس ينظر في عينيها بشرٍ و وعيد.

" و من قال أنني مُتمسّك بكِ؟! أنتِ لا تعني لي شيء، لكنني لن أتخلى عن قضيتي، سأجعلكم تعيشون ما عشته"

أمسك بها من شعرها و شده بقوة يجذبها إليه فصرخت، ثم تايهيونغ هسهس بحقدٍ شديد في وجهها.

" أنتِ و هو!"

صاح بيكهيون به يحاول النهوض رغم آلامه.

" اتركها أيها اللعين، مشكلتك معي و ليس معها، اقتلني و اتركها تذهب!"

إرتفع حاجب تايهيونغ عن ناصيته ينظر للجريح، ثم أشار بفوهة مسدسه نحو أتباعه أن يقيموه راكعاً على ركبتيه.

" ولك القدرة أن تأمر حتى و أنت بهذا الوضع المثير للشفقة!"

ثبتوه الرجال كما أمر، و للمرة الثانية بيكهيون يركع أمامه متأثراً بجراحه، لكن تايهيونغ لم يهتم إن كان راكعاً أو غيره هذه المرة، فهناك أمراً آخر حتماً سيكون أكثر متعة من مثوله أسفل قدمه.

جلس القرفصاء أمام بيكهيون حيث أصبحا وجهيهما متقابلين، ثم تايهيونغ نبش بهاتفه، و جعل بيكهيون يرى ما أراد.

فور أن فعل بيكهيون إتسعت عينيه إلى أقصاها، و نظر إلى تايهيونغ مدهوشاً كذا خائفاً، تبسّم تايهيونغ متشفٍ و قال.

" انظر ماذا لديّ، ابنتك الجميلة"

تحرك بيكهيون يود الفرار من قبضات الرجال عليه، و أخذ يصرخ بجنون حتى أن أوداجه تكاد تنفجر، فلا يكسر بيكهيون أمر بقدر جيني.

" أقسم لو أنك آذيت شعرة منها فأنني سأقتلك، ابنتي لا شأن لها بهذا، أنها مجرد طفلة يا لعين!"

أومئ تايهيونغ يحك حاجبه بلا إهتمام، ثم قال بنبرٍ هادئ على عكس بيكهيون الثائر أمامه.

" أعلم ذلك، لكن هذه ابنتك، و بالطبع العالم لا يحتاج إلا نسلك اللعين، لذا عذراً لقول هذا"

ثم زلف بوجهه إلى وجه بيكهيون، و بأكثر نبراته جنوناً، و وجوهه حقداً همس.

" هذه كانت آخر صورة لها قبل أن تخترق رصاصة جبهتها الصغيرة"

بيكهيون زفر أنفاسه، و احمرّت عيناه تنزف دموعاً كذا الدم زاد تصبباً من فاهه، و ملامح وجهه تكاد أن تنمسح لشدة ذعره.

" لقد قتلتُها على طريقتك يا رجل!"

أنكس بيكهيون برأسه، و اخذ يتنفس بقوة متجاهلاً صدى الأنفاس، و ما تخلفه من ألم شديد في صدره.

و دموعه تنساب مدراراً على وجهه، ثم صاح بكل قوته، جيني هي فرحته الأولى، أسماها جيني لتكون الأمل الذي يعيش لأجله، و ها هي قد ماتت.

لم تعش كثيراً، لم يفرح بها كفايةً، ما زالت في المَهد، ما زالت صغيرة، شهق بيكهيون يبكي و نظر في وجه تايهيونغ يقول بذبول شديد، و ها قد أكلت الفاجعة من قوته أكثر مما أكلت الرصاصة.

" كيف لك أن تقتل ابنتي؟ كيف إستطعت إعدام طفلة صغيرة؟! كيف إستطعت أن تنحر حياتها و إبتسامتها؟! كيف طاوعك قلبك على قتل ملاك صغير؟!"

برم تايهيونغ شفتيه و رفع حاجبيه كذا كتفيه لا يملك إجابة، ثم وقف على قدميه،  و رفع سلاحه إلى جبهة بيكهيون يقول.

" و الآن حان دروك، سأتركك تلحق بابنتك، هي بالتأكيد طير في الجنة، أما أنت ففي الدرك الأسفل بالتأكيد!"

رفع بيكهيون وجهه إلى تايهيونغ، و قرب جبهته حتى إلتصقت فوهة السلاح بجبهته، و نبس يقول،  فهو لم يُرد الموت في حياته بقدر ما يريده هذه اللحظة.

" اقتلني الآن، فأنك لو تركتني أعيش فأنت لن تعيش أبداً من بعدها، اقتلني فوراً!"

جويل مسحت دموعها بيدٍ ترتجف،  و رفعت عينان محمرتان بسبب الوجع الذي دبّ في روحها، و نظرت إلى تايهيونغ، الذي يبتسم إبتسامة مريضة جداً، مَلأ بيت النار ثم رفع سبابته كي يضغط على الزِناد، لينهي حياة بيكهيون كما أنهى حياة إبنته.

لكنها تملك رصاصة واحدة، و هي لن تخترق إلا تايهيونغ، فهو انتقم بأبشع الطُرق، و هي لن تملك مبادئ الطبيبة الآن، لن تنالها فيه رحمة.

رفعت السلاح ناحيته، ثم أطلقت عليه سريعاً قبل أن يمنعوها رجاله، فها قد أصابت ذراعه، و طار السلاح من يده، و منحت بيكهيون حياة جديدة، نظر لها بيكهيون و بصعوبة شديدة قال.

" انتقمي لابنتي"

أومأت، ثم بيكهيون سقط على بطنه مغشى عليه، و كان آخر ما رآه و سمعه عندما صفع تايهيونغ جويل، و صاح بها أنه سيقتلها أيضاً.

أصبح يرى ظلاماً فحسب و فقد إحساسه فيما حوله، لكن في نصف هذه العتمة سمع ضِحكات، إنها ضحكات جيني، ثم رأى ملاكه ترتدي فستان أبيض، و شعرها مرفوع على شكل نخلة صغيرة كما يصفها، و هي تضحك كما إعتادت أن تفعل و تنشد.

" بابا، بابا!"

ثم الصغيرة تلاشت صورتها من العتمة، و فقد كل شيء حتى هذه العتمة، و بيكهيون سلَّم حياته لا يريدها، ما دامت تلك الحياة خالية من جيني فهو لا يريد إلا داراً تجمعه بها.


..................



سلااااااااام


أول شي جداً أعتذر لقساوة المشاهد و رجاءً لا تفكروا أني ما بتأثر بالمشاهد مثلكم، بالعكس بتأثر فيها أكثر منكم، لأن هذه شخصياتي جزء من كياني.

ما بتعرفو كما بكيت و أنا أكتب في مشهد جيني، حتى إني تأثرت فيها أكثر من مشهد بيكهيون الأخير.

الرواية هيك مسارها و هذه هي أحداثها، و رح صارحكم و أقول اتوقعوا أي شي، أي شيء سيء ممكن يخطر ببالكم فهو متوقع حدوثه لأبعد حد.

هذه حاقد عاشق و أنا بارك ميرسي أريانا في النهاية...

لن أعدكم بنهاية تريدونها و لا بنهايات حالمة و في غاية السعادة، رح احكيلكم شيء واحد فقط، الي عملوا الشخصية بيكهيون ما اخذ جزائه عليه كفاية، و تايهيونغ ما رح يكون الخاسر في هذه الحرب، هو الي ربحها لأنه صاحب الحق.

و رجاءً سواء كنتِ إكسوال و لا آرمي، لا تربطي الشخصية بالفنان و الشخص الحقيقي، هاي رواية لا تنم عن مقدار محبتي و إهتمام ببيكهيون إطلاقاً.

و من الآن أي تعليقات فيها شتم أو أي إساءة موجهة لي شخصياً سيتم حذفه و حظر صاحبه، هذه مجرد رواية.

و قبل أن أنهي أود تنبيهكم أن هذا الفصل الذي المعنون ب" عناق الموت" الفصل الثلاثون أيضاً عنوانه عناق الموت، تفقدوه و استرجعوا المشهد لتفهموا هذا المشهد كلياً.

و أخيراً بدكم تحديث سريع بدي تفاعل قوي.

الفصل القادم بعد 400 فوت و 1000 تعليق.

و حبيت انوّه على شي قبل ما أنهي، إن شاء الله رح يكون فيه تحديث مرتين بالأسبوع لأجل حاقد عاشق.

و إذا صار تأخير فهو إحدى السببين، إما تراجع التفاعل أو ظرف طارئ صار معي، حتى ذلك الحين...

كونوا بخير و ضعوا ثقتكم بي...





1.رأيكم بِ:

١.بيكهيون؟

٢.جويل؟!

٣.تايهيونغ؟

٤.كريس؟

٥.فلورا؟

٦. نانسي؟

٧.السيدة بيون؟

2. برأيكنّ لماذا بيكهيون لم يتحدث بشأن الليلة التي سبقت الحادثة؟!

3.ماذا سيحدث لبيكهيون؟ و ماذا سيكون مصير عائلته؟!

4.كيف سينتقم تاي من جويل؟ و ما مصير جيني و بيرل؟!

5. ماذا سيفعل كريس؟ ماذا سيكون دوره و العائلة في هذه المصيبة؟

6. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️








© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH82|| المقاومة
Коментарі