Chapter Fifty-one
" بتلات"
الربيع قادم!
هذه هي البُشرى للأيام القادمة لكنه ربيع على من تحديداً؟
على الأرض فقط.
مهما تعاضدت العُقد مصيرها أن تفكك و لا أقوى من جُنح الظلام إلا شعاع نور، الحياة مهما اعتمت مصيرها أن تنير مجدداً.
تلك ليست حكاية الخير و الشر، هنا لا خير يميز من شر، هنا المشاعر التي تتعارك و هنا القلوب هي الحكم.
لا تحول يصيب بيكهيون و لا تايهيونغ و لا أي أحد، إنما كل منّا يملك طرف خيّر و طرف شرير.
نحن البشر نصف شيطان و نصف ملاك، كل نصف ماثل فينا إلا أننا نختار أي نصف ماثل فينا و نهمش الآخر لكنه يبقى موجود.
لهذا نحن بشر لأننا مزيج من نار و نور، من شيطان رجيم و ملاك جميل.
لنا جانبنا المظلم و لنا جانبنا المنير، نحن بشر و هكذا نكون لأننا خُلِقنا هكذا.
هذا ليس صراع على قلب إمرأة و حسب إنما صراع بين النفس و نفسها، بين ما كانت عليه و ما آلت إليه.
بيكهيون الذي بدأت تنير جمال ملائكيته ظلمة حياته و تايهيونغ الذي بدأ ظلامه يأكل نوره لا يتصارعان على قلب المرأة التي ضاعت بينهما إنما يتصارعان مع أنفسهما، مع مشاعرهما.
اليوم قد بدأت الحرب النفسية!
صباح جديد كأي صباح سبقه لكن اليوم جويل لم تستيقظ على دموع قد جفت على وجنتيها و لا على جسد عارٍ قد أنهكه الوجع و الذل.
اليوم إستفاقت على حال خير و أمامها هذا الرجل الذي غير كل حياتها ينام كما ينام البريء، في تقاسيم وجهه الآن لا يُرى حقد و لا دهاء رجل مكين.
رُسِمَت ملامحه النائمة معه بريشة نقية و في غاية البراءة، لا ترى فيه أي مما فيه من حقد، لا تلك الإبتسامة الساخرة و لا نظراته الحاقدة.
نهضت من جانبه لأجل تجهيز نفسها للذهاب إلى المستشفى، خرجت و هو ما زال يغط في نوم عميق، عندما ينام بعمق تستطيع سماعه يتنهد و يتنفس كما الأطفال يفعلون.
هذا عجيب! رجل يستطيع أن يجعل البلاد كلها تنحني أمام جبروته ينام بهذه الطريقة الطفولية، لِمَ تلاحظ هذا الآن فقط؟
نزلت إلى الأسفل لتجد العائلة مجتمعة حول طاولة الإفطار، ألقت التحية ثم أخذت مقعدها بينهم.
" جويل، ألن ينزل بيكهيون لتناول الطعام معنا؟"
نظرت جويل إلى السيدة بيون، ترى في عينيها الخوف من جفاء جويل معها، لم تلاحظ أنها قاسية معها بشكل قد يجرحها و لكنها مجروحة أيضاً.
" لا أظن ذلك يا أمي، هو نائم الآن"
إبتسمت السيدة من أعماق قلبها، جويل نعتتها بأمي مجدداً و أجابتها عن سؤال يتعلق ببيكهيون غير جوابها المعتاد" لا أعلم".
" حسناً يا ابنتي"
نظر جونغ هيون إلى أمه لا يفهم سبب سعادتها المفاجئة كما لم تفهمها زوجته، لو عاشوا ما عاشته هذه الأم مع ابنها و زوجته لما استهجنوا سعادتها في هذه اللحظة.
أخذت من سلة الفراولة الموضوعة على الطاولة ثم نهضت كي تخرج، لا تعلم أنه بأمر من بيكهيون ستنتشر الفروالة في هذا القصر الفسيح.
" تدريبي اليوم سيتأخر كما البارحة، من فضلكِ اخبريه يا أمي بذلك."
أومأت لها السيدة و راقبت جويل تخرج من القصر حتى وصلها صوت جونغ هيون.
" أخبريه! لم أسمعها تنطق باسم بيكهيون مطلقاً يا أمي!"
تنهدت لا تعلم بماذا تجيب لكنه إنتباههما تشتت عندما نادت على إحدى الخادمات كي توقظ بيكهيون فعادت بعد دقائق مبللة بالماء و تبكي بأن الرئيس سيقتلها و قرر طردها بعدما رشقها بالماء.
تنهدت السيدة هامسة.
" ها قد عادت عاداته السيئة من جديد!"
..........................
" لقد سيطرت على النزيف، هو سيكون بخير، لا تقلقوا"
ربتت على كتف والدة الطفل الذي أصاب نفسه بسقوطه، أومأت السيدة و مسحت دموعها لتقول.
" شكراً لكِ يا ابنتي، لقد رفضوا أن يعالجوه لأننا لا نستطيع دفع التكاليف الآن. "
تبسمت جويل بخفة ثم قالت.
" لا عليكِ يا سيدتي، سأشرف على علاجه بنفسي"
همس والد الطفل محرجاً.
" شكراً لكِ أيتها الطبيبة لكن نحن لا نريد أن نعرضكِ للحرج أمام رؤسائك"
طمأنت الرجل عندما قالت.
" إن كانت المشكلة تتعلق بالمال فلا أحد يعلوني في هذا المكان."
إلتفتت بنية المغادرة لكن الرجل أوقفها مجدداً.
" بيون جويل، نحن آسفون و شكراً لكِ أيتها الطبيبة"
أكملت سيرها بعدما أومأت لهم، لن تعرف الناس مما يقال عنهم بل من التعامل معهم، جويل ذات السُمعة المشوبة هي أنظف البشر في الواقع.
كريس، الرجل المخلص لزوجها و عونه الأقرب، بأمر من رئيسه قد أجرى إتصالاً معه و فتح السماعة الخارجية ليستمع بيون بيكهيون إلى ما قالته إلى هذه العائلة.
أغلق الخط بعدما ذهبت جويل تكمل عملها، أفلت ملفات العمل من يده و نهض ليقف أمام الحائط الزجاجي الذي يكشف العاصمة.
من عمر الخمس سنين إلى عمر الخامسة و العشرين و هو يتلوى حقداً بقدر ما تلوى ألماً، عشرون عاماً إستهلكه تخزين الحقد لينتصر بإنتقامه العظيم هذا، خطته كانت رد الصاع صاعين.
الآن و هو في السابعة و العشرين، أمر ما توقعه طوال العشرون سنة الماضية، أن ينتهي به الأمر واقع بحب الفتاة التي أشعل بها حقده حتى تفحمت و ما عادت تميز لها أية ملامح.
فجأة تذكر تلك الفتاة التي أعرضت عنه و رفضته لأنها فضلت الحب عنه، وقتها ما أفلتها إلا لأنها واقعة في الحب بحق.
يذكر كلامه لكريس يومها، قال له أن للحب قدسيته الخاصة لديه لكن المرأة التي سيقع لها لن تكون محظوظة أبداً، لم يتوقع أن يتخلى عن قدسية عاداته لأجل إمرأة وقع باسم الحب لها.
لم يتوقع يوماً أنه يستطيع العيش إن ما مر بشقته كل ليلة و عبر جسد جديد من على سريره، إن ما شرب الكحول، إن ما ذهب إلى مستودعاته.
لكن كل هذا بدأ يتغير، جوي ما زالت تذهب إلى شقته بأمر منه، لا يريد أن تنفضح مشاعره لأي حد كما انفضحت أمام عينيه، يكفي هو يعلم أنه واقع لبيون جويل لا حاجة لأي أحد بأن يعلم و لا حتى جويل بنفسها.
" ادخلي"
أذن لمساعدته الشخصية بالدخول بعدما طرقت الباب، اقتربت لتضع على مكتبه بعض الملفات ثم انحنت بنية المغادرة.
" توقفي"
توقفت كما أمر ثم إلتفتت.
" تريد شيء ما سيدي؟"
رفع بصره إليها ليعلق على بطنها التي برزت بالفعل.
" بأي شهر أصبحتِ؟"
إنه لأول مرة يسألها بشأن الجنين، شعرت بالحماسة الشديدة كي تخبره كل شيء، أن تجلس معه و تخبره عن كل تفصيلة مهما كانت تافهة و بسيطة.
" في بداية الرابع سيدي"
أنزل بصره عنها لينشغل بأوراقه مجدداً.
" إن إحتجتِ شيء لأجلكِ أو لأجله انفقي، لقد فتحتُ لكِ حسابكِ الخاص و أنا سأزودك بالمال كل شهر، حسناً؟"
راتبها عالٍ بالفعل، العمل كمساعدة لرجل الأعمال بيون بيكهيون أقسى من العمل كوزير حتى، يكفيها المال الذي تكسبه من عملها.
هي تريد شيء آخر، تريد إهتمامه، تريده هو لكنها تعلم أن مطلبها مستحيل، رغم أنها تريد الكثير اكتفت بقول.
" حسناً"
أرادت أن تخرج لكن استوقفها كلامه مجدداً و بمكانها إرتجفت رغم أن عليها ألا تخاف من شيء فهي على حق إذ هو هسهس يهددها.
" أنا لا أذكر تلك الليلة التي اقتربتُ فيها منكِ لذا أنتِ في محط الشك حتى تلدي"
وقف على قدميه و اقترب منها بخطوات هادئة، كلما طرق كعب حذائه الأرضية شعرت بقبضة تعصر قلبها حتى وقف أمامها و نظر في عينيها.
" بمجرد أن تلدي الطفل سأقوم بفحص الأبوة عليه، إن لم يكن ابني سأقتله أمامكِ و أنتِ تنظرين ثم سأوفر لكِ أبشع طرق الإنتحار و اختاري ما شئتِ."
تبسم بخفة بينما يراقب تلك الرجفة التي نفضتها نفضاً.
" أترين كم أنا لطيف معكِ؟"
أخفضت بصرها عنه، لا تقوى على النطر في عينيه أكثر من ذلك، تلك العينين رغم أنها تبتسم عندما يبتسم فهي تهدد كما يهدد بلسانه.
" انصرفي"
إنحنت مجدداً ثم غادرت ليعود مجدداً و يقف قرب الحائط، طفلين! سيرزق بطفلين و لكن من إمرأتين مختلفتين، جويل إمرأة حنون تعشق الأطفال لكن جوي فهي مجرد ساقطة قد تبيع طفلها لأجل المال.
سيصبح أب لطفلين معاً!
.........................
بينما تمشي في الرواق يتبعها كريس و رجل خلفه بطريقها إلى كافتيريا المستشفى كي تتناول وجبة الغداء بما أنه وقت الإستراحة، شعرت برجل ما يحيط كتفيها من الخلف ثم يهمس بأذنها.
" ألم تشتاقي لي؟ "
إلتفتت سريعاً عندما ميّزت صوته و ألقت بنفسها عليه كي يحتضنها.
" دي او!! "
قهقه بخفة ثم أومئ قائلاً.
" استمعي إلي، أنا جائع، دعينا نذهب لتناول الطعام و نتحدث معاً"
أومأت له ثم تمسكت بيده لكنها توقفت عندما تذكرت شيء فالتفتت إلى كريس.
" سأخرج مع أخي إلى المطعم القريب الذي نذهب إليه عادة، هل أحتاج إذن رئيسك؟"
أومئ لها كريس ثم قال.
" آسف سيدتي لكنكِ تعلمين أن الأمر ليس بيدي"
أومأت له لتهمس.
" أتصل به و اخبره"
تأفأف دي او متململاً و كريس أخرج هاتفه ليتحدث مع رئيسه و بعدما أخبره كان جوابه.
" اعطها الهاتف "
تنهدت بتكتم عندما مد لها كريس الهاتف، أخذته من يده و ابتعدت قليلاً.
" الآن اخبريني ماذا تريدين"
نبرة صوته لينة عكس العادة.
" أريد أن أذهب مع أخي إلى المطعم القريب من المستشفى، هل أستطيع الذهاب؟"
لم يقاطعها و هذا غريب جداً.
" في المرة القادمة التي تستيقظين فيها أيقظيني بنفسكِ، حسناً؟"
ما شأن هذا الأمر الآن؟
" حسناً"
همهم بخفة.
" لا حاجة لأمي أن تستخدميها رسول بيننا مجدداً، حسناً؟"
بمعنى آخر عليكِ أن تخبريني ما تريدينه في وجهي.
" حسناً"
تشعر بالتوتر ينتشر فيها كما الدم منتشر في عروقها لكن نبرة صوته لم تتغير، إنه يحدثها بلين رغم أن ما علق عليه أفعال لا يصفح عنها عادة دون عِقاب.
" هل أشتري لكِ اليوم فراولة؟"
قضمت شفاهها بحرج ثم همهمت.
" و كرز "
قهقه بخفة في سماعة الهاتف، لقد ضحك من قلبه، هذا جديد، هو لا يضحك إلا بدافع السخرية أو الغضب!
" سأشتري لكِ، تريدين شيء آخر؟"
لم تجب على السؤال الأول يا عاشق.
" هل أستطيع الذهاب مع أخي؟"
صمت قليلاً لوقت كافٍ لجعلها تزداد توتراً ليصبح التوتر ليس كالدماء في عروقها فقط بل جلد يكسوها.
" اذهبي"
همهمت له و همست بالوداع لكنه استوقفها عندما ناداها بلقبها.
" أيتها الشقراء الأجنبية"
همهمت تستمع إليه و لكنها لا تستمع إلا لصوت أنفاسه حتى قال.
" في يوم ما سأمنحكِ ثقتي وقتها سأمنحكِ حريتكِ كاملة إلا مني، لكنني لا أمنح ثقتي بسهولة."
أغلقت الخط بعد صمت طال من الطرفين و عادت شاردة الذهن إلى أخيها، أن يمنحها ثقته لهو أمر كبير و عظيم، هي الآن أكيدة أن العشق يتفشى فيه.
" كل هذا ليمنحكِ الإذن بالذهاب؟"
سلمت الهاتف إلى صاحبه و أومأت، الإذن كان يشغل منصب الهامش الذي يوضع فقط كفراغ قبل البداية في هذه المحادثة.
" أكثر مما تتوقع يا أخي!"
همهم لها ثم أمسك بيدها ليخرجا معاً.
" يوماً ما سأريحكِ منه و اقتله كما يقتل في أسلوبه، رصاصة منتصف الجبين"
لكنه مصاب بالفعل، هناك رصاصة توسطت قلبه و سمها ينتشر في صدره كله، لا تقلق.
ستقتله يوماً ما!
جلست على طاولة في الفناء الخارجي ثم أخذت القائمة تختار، ترغب أن تأكل شرائح اللحم كثيراً.
كادت أن تستشير أخاها الذي يجلس أمامها لكن يبدو أنه مشغول بتبادل النظرات الحادة مع كريس على الطاولة التي تخلفها.
تنهدت لتناديه فنظر إليها.
" كريس رَجُله الذي يثق فيه و هو مأمور، هو رجل طيب و يساعدني كثيراً، لا تنظر إليه هكذا إلا إن كنت قد أتيت لتنظر إليه و تتجاهلني."
نفى برأسه سريعاً و تمسك بيديها قائلاً.
" لا، لقد أتيتُ لأجلكِ، يزعجني أنه يتبعكِ رغم أنكِ معي"
" دعك من هذا الأمر، اخبرني ماذا تريد على الغداء، أنا أرغب بشرائح اللحم"
أومئ لها ثم قال.
" إذن سأطلب شرائح اللحم مثلكِ"
بينما هم في إنتظار الطعام قال دي او.
" هل تغير الفاسق معكِ؟ أيعاملكِ بشكل جيد؟"
شرد ذهنها للحظة و تذكرت أمر الفراولة، بالفعل كل شيء بدأ يتغير.
" تغير كثيراً يا أخي."
نظرت إلى أخيها تراقب رد فعله.
" أظنه قد وقع في الحب لي"
كان يشرب الماء و مع شهقته اختنق بالماء و أخذ يسعل بقوة، نهضت سريعاً تربت على ظهره و ناولته الماء مجدداً.
" هو بخير سيدتي؟!"
ما كان كريس الوحيد الذي وقف قلقاً بل نصف الزبائن و العاملين، ضحكت بخفة بينما تجيب كريس.
" بخير يا كريس، بخير "
تلك الضحكة الناعمة التي انبثقت من شفتيها أحلى من العسل، بدت جميلة جداً، هذا الوجه حرام عليه أن يعبس.
جلست على كرسيها مجدداً مع وصول الطعام لكن فضول دي او إزداد لمعرفة كيف لهذا الحاقد أن يصبح عاشق.
" كيف ذلك؟ تقولين أنه وقع لكِ! "
أومأت له ثم تنهدت قائلة.
" أظن ذلك، لستُ متأكدة، لكن أفعاله تخبرني أنه يحبني و ما عاد يكرهني، ما عاد يغضب و يصرخ علي كما كان يفعل سابقاً، لا يبحث عن حِجة ليعنفني عليها أو يوبخني"
بعض الأشياء لا تتغير فيه كرغبته الشديدة بها في كل حين و ساعة، لكن لأجلها هي فقط يحاول ضبط رغبته بها.
بدأت تأكل طعامها بشهية عالية ما سبق له أن رآها بها منذ أن إنقلبت حياتها، تبسم بخفة ثم قال.
" هذا معنى أن يكون داخل جسدكِ جسد آخر"
توقفت عن الأكل للحظة ثم أومأت.
" تحبينه رغم أنه ابن بيون، أليس كذلك؟"
دحرجت عدسيتها حولهما ثم تنهدت لتهمس.
" إنه طفل تايهيونغ"
يكاد عقله يتوقف عن الأستيعاب و قلبه يتوقف عن النبض.
" ماذا تقولين أنتِ؟"
أومأت له بخفة ثم قالت.
" هذه هي الحقيقة"
" ماذا إن عل..."
" لن يعلم بشيء، سيبقى الأمر سِراً إلى الأبد و أنت ستحفظه أما ابني فسأحميه و لو كلفني الأمر حياتي"
قاطعته بتلك و توقف الحديث عند هذا الحد، الإسهاب لن يحل من العُقد شيء.
كلمات جويل بقت ترن في سمع دي او حتى بعد مغادرته، آتى لهدف و هي حققته و بسخاء شديد، آتى كي ينضج فيه الحقد لرؤية أخته.
آتى كي لا يسمح له قلبه أن يحن أو يعفو، مثلما لا ذنب لأخته بذنب غيرها و رغم ذلك هي من نالت العقاب هو سيفعل نفس الشيء.
و لكن على طريقته و التي هي بالتأكيد أسوء بكثير من تفريغ الحقد بجريمة إغتصاب.
الجريمة الكاملة هي تلك التي تميز بها مجني و لا مجني عليه لأن الجريمة الكاملة لا تعتبر جريمة.
ذهب إلى شركته الخاصة به حيث اتفق مع الضحية أن يراها، عندما وصل كانت بالفعل في الفناء الخلفي.
" آنسة بيون!"
إلتفتت إلى مصدر الصوت ثم ابتسمت بخفة.
" نادني نانسي فقط، كيف حالك سيد دي او؟"
مدت يدها له تبغي مصافحته و هو لم يردها بل إستقبل يدها بيده إستقبالاً حاراً.
" بخير، أرجو أنك كذلك!"
أومأت بإبتسامة ثم إلتفتت إلى المخطط الذي قامت برسمه.
" بعثني أخي من المكتب لمناقشة أمر المعرض الذي تريد إنشائه و قد رسمت لأجله هذا المخطط، دققه أخي هيون جونغ و قررت أنني سأريك أياه قبل أن نبدأ عملنا في الميدان."
بدأت تشرح له تفاصيل المبنى و حتى انتهت سألته مباشرة عمّا دار بخلدها منذ البداية.
" أخي بيكهيون يملك خِبرة في مجال الهندسة المعمارية أكثر مني و من أخي، هو أنشأ شركته من أرباحه الخاصة و نحن ما زلنا نعمل في مكتب، كيف لك أن تثق بي أكثر منه؟"
ضحك بخفة، أنشأ شركته من أرباحه الخاصة!
لا بأس، هي فعلاً أرباحه الخاصة.
" علاقتي بزوج أختي العزيز ليست ودودة على الإطلاق لذا أتوقع من مبناه أن ينهار على رأسي لو استعنت بخدماته."
طوت المخطط ثم وضبته و هو رافقها إلى الخارج.
" لماذا أنت و أختك لا تجمعكما علاقة ودية مع أخي رغم أن ذلك الوضع الطبيعي؟!"
شرد ذهنه بينما يجيب.
" لقد حصل على أختي رغماً عنّا أجمعين"
تبسم بخفة ثم نظر لها.
" لا عليكِ من هذا الآن، هي ستصبح أماً لطفله، ما عادت تلك العلاقة قابلة للحل"
عندما علمت أن أخاها سيزوج بحثت و وجدت الكثير من الفضائح لكنها ململمة بقالب الحب، ظنت أنهما زوج تحدى كل القيود ليجتمعا.
" لكن الصُحف كان لها قول آخر!"
" هذا قول أخيكِ، يستطيع أن يقول ما يريد على ألسنة الصحافة."
انكست برأسها تستذكر يوم رأت جويل تقبل رجل آخر، اتضح لها فيما بعد أنه زوجها السابق، منذ ذلك الحين قد راودها الشك في حقيقة القصة الغرامية التي أُذيعَت.
............................
" أخبرني أنه سيفتح حساب بنكي لي من أجلي و من أجل الطفل"
قهقه تايهيونغ بينما يضع كوب قهوته على سطح الطاولة في مطبخه.
" و هل إتحدنا معاً لأجل حساب بنكي؟ أهذا ما كنت تريدينه فعلاً؟ حساب بنكي!"
نظرت جوي إليه و قد انعكفت ملامحها في عبوس حاد.
" لا حاجة لك أن تسخر مني هكذا، أنا لستُ بحاجة ماله، أنا أردت إهتمامه، أريده هو و ذلك الحساب هي البذرة الأولى للأهتمام، بمجرد أن ألد طفله لن يرميني و يرميه، سيكون مجبوراً أن يعتني بنا"
تايهيونغ يشك في أن مرادها قد يصبح واقعاً، نهض من مكانه و توجه ليقف أمام صورة جويل التي تملئ الحائط، لكن حتى ذلك الوقت سيكون قد إستعاد زوجته.
" وقتها سيكون وحده و أكون أنا قد أخذت زوجتي، ستملكين فرصة معه"
تستر على ضحكته و تابع التحديق بهذه الصورة، مسكينة يا جوي!
.............................................
إنتهت من تدريبها في المستشفى وقتما تلاقت العقارب على التاسعة مساءً، أنه آخر يوم تدريب لها في المستشفى، ستعود بعد فترة لكن ستعود كطبيبة حقيقة.
إمتحاناتها أصبحت قريبة جداً، ستحتاج الذهاب إلى جامعتها لتأدية إمتحاناتها، صعدت في السيارة و في الأمام يجلس كريس و سائقها.
دخلت إلى جناحها كي تبدل ثيابها، بيكهيون كان يقف على الشُرفة يتحدث على الهاتف، إلتفت عندما شعر بحركتها داخل الجناح.
كانت بالفعل قد بدلت ثيابها و اقتربت إلى الشرفة.
" العشاء جاهز "
أومئ لها ثم إلتقط السلة التي كان قد وضعها على الطاولة في الشُرفة ثم قدمها لها.
" أنه نظيف، تستطيعين أكله"
تناولت السلة المليئة بالكرز و الفراولة.
" شكراً لك"
أومئ لها ثم تقدمها بينما هي تخلفه و تأكل من السلة، وضعتها على الطاولة و تبعته خارجاً.
كانت العائلة قد اجتمعت بالفعل على طاولة العشاء و ينتظرونهما، أثناء تناولهم الطعام تحدث هيون جونغ.
" نانسي، ماذا كانت إستجابة السيد كيونغسو حول المخطط؟"
جذب الحديث إنتباه بيكهيون و جويل، هيون جونغ تعمد أن يتحدث بهذا أمام الزوجين لسبب وجيه، لماذا لم يطلب من بيكهيون أن يقوم بهذا البناء له؟
" لقد أعجبه المخطط و قال أنه يثق بعملنا"
همست جويل مستنكرة.
" أخي!"
" تقومون بماذا لكيونغسو؟"
من نبرة صوته كان الغضب واضح، يعلم جيداً إلى ما يخطط إليه كيونغسو من خلف أعماله.
" لقد وكلنا ببناء مبنى جديد تابع لشركته"
ترك طعامه ثم نظر إلى جويل.
" أتعلمين بهذا الأمر؟"
نفت برأسها فالتفت إلى أخته يهددها.
" أنتِ لا شأن لكِ بعمل كيونغسو، إن علمت أنكِ رأيتِه فقط سترين مني وجه ستكرهينه بشدة"
كالوجه الذي تعرفه جويل له، لا تعلم السبب خلف رفضه القاطع هذا، لكنها لن تتدخل بهذا الشأن.
تثق بأن كيونغسو ليس كزوجها، لن ينتقم من فتاة بريئة و يترك المذنب بلا عِقاب.
عندما حان وقت النوم صعدت إلى جناحها و كان بيكهيون قد سبقها إليه بالفعل، تراه يجلس على إحدى الكنب بينما يحتسي شرابه.
تجاهلته و تجاهلها، أخذت حماماً دافئاً ثم خرجت كي تنام في حصتها من السرير، شعرت به بعد وهلة يتمدد بجانبها.
رويداً رويداً إقترب منها و احتضنها من الخلف لتشهق بخفة، ليس اليوم و لا أي يوم آخر، مهما تحسنت معاملته لها لن تقبل به شريك جسدياً أبداً.
رصّت أصابعها على شكل قبضة و أغمضت عيناها عندما أسقط حمالة الثوب عن كتفها و مكانه ترك قبلة.
" ليس عليكِ اليوم أن تبكي، سأكون صبوراً و لطيفاً معكِ"
صبور و لطيف! هو لم يكن كذلك إطلاقاً معها، لطالما كان ساخطاً و عجولاً.
" لكنني متعبة اليوم، دع الأمر ليوم لاحق"
تنهد بأستياء، مهما حاول معاملتها بيُسر و ليّن هي لن تسد هذه المعاملة بالسكوت إن لم يكن بالرضى.
" و أنا سأسعدك"
تلك ألطف من لا أملك عاهرة سواكِ الليلة أو لا تهمني رغبتكِ لكن يبقى تقبله كجزء في حياتها أمر صعب و هدف لا تسعى إليه، لن تنسى ما فعله بها مهما تحسن معها.
كان أكثر إصراراً و صاحب القوة، إن أراد شيء يأخذه و كما أرادها أخذها و سيأخذها كلما أراد.
بكت، أوجاعها تتفتق بمجرد أن يقترب منها، أمر لا سيطرة لها عليه، لكنه ما وبخها و لا نهض عنها بل مسح دموعها و قبل جبينها ثم احتضنها قبل أن يغادرها.
بيكهيون يتغير بالفعل، لكن هل هذا التغير سيغير في مشاعرها له شيء؟
صعب جداً.
.....................................
سلاااااااااام
الفصول الأخيرة أجوائها كانت هادية و ما زال هناك المزيد من الهدوء، لأن التركيز الأكبر الآن على مشاعر بيكهيون و تغييرها أكثر من إنتقام تايهيونغ.
لكل شيء وقته و وقت تايهيونغ أصبح بالفعل قريب.
البارت القادم بعد 150 فوت و 150 كومنت.
١. رأيكم بِبيكهيون؟ إدراكه لخطط دي او؟ معاملته التي ما فتأت تلين مع جويل؟ تصرفه مع جويل و تهديده؟
٢. رأيكم بجويل؟ مشاعرها التي لا تتغير مهما تغير بيكهيون؟ هل ستستغل مشاعر بيك لصالحها و كيف؟
٣. إلى ماذا يخطط دي او؟ و إلى ماذا يخطط تايهيونغ؟
٤. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love
الربيع قادم!
هذه هي البُشرى للأيام القادمة لكنه ربيع على من تحديداً؟
على الأرض فقط.
مهما تعاضدت العُقد مصيرها أن تفكك و لا أقوى من جُنح الظلام إلا شعاع نور، الحياة مهما اعتمت مصيرها أن تنير مجدداً.
تلك ليست حكاية الخير و الشر، هنا لا خير يميز من شر، هنا المشاعر التي تتعارك و هنا القلوب هي الحكم.
لا تحول يصيب بيكهيون و لا تايهيونغ و لا أي أحد، إنما كل منّا يملك طرف خيّر و طرف شرير.
نحن البشر نصف شيطان و نصف ملاك، كل نصف ماثل فينا إلا أننا نختار أي نصف ماثل فينا و نهمش الآخر لكنه يبقى موجود.
لهذا نحن بشر لأننا مزيج من نار و نور، من شيطان رجيم و ملاك جميل.
لنا جانبنا المظلم و لنا جانبنا المنير، نحن بشر و هكذا نكون لأننا خُلِقنا هكذا.
هذا ليس صراع على قلب إمرأة و حسب إنما صراع بين النفس و نفسها، بين ما كانت عليه و ما آلت إليه.
بيكهيون الذي بدأت تنير جمال ملائكيته ظلمة حياته و تايهيونغ الذي بدأ ظلامه يأكل نوره لا يتصارعان على قلب المرأة التي ضاعت بينهما إنما يتصارعان مع أنفسهما، مع مشاعرهما.
اليوم قد بدأت الحرب النفسية!
صباح جديد كأي صباح سبقه لكن اليوم جويل لم تستيقظ على دموع قد جفت على وجنتيها و لا على جسد عارٍ قد أنهكه الوجع و الذل.
اليوم إستفاقت على حال خير و أمامها هذا الرجل الذي غير كل حياتها ينام كما ينام البريء، في تقاسيم وجهه الآن لا يُرى حقد و لا دهاء رجل مكين.
رُسِمَت ملامحه النائمة معه بريشة نقية و في غاية البراءة، لا ترى فيه أي مما فيه من حقد، لا تلك الإبتسامة الساخرة و لا نظراته الحاقدة.
نهضت من جانبه لأجل تجهيز نفسها للذهاب إلى المستشفى، خرجت و هو ما زال يغط في نوم عميق، عندما ينام بعمق تستطيع سماعه يتنهد و يتنفس كما الأطفال يفعلون.
هذا عجيب! رجل يستطيع أن يجعل البلاد كلها تنحني أمام جبروته ينام بهذه الطريقة الطفولية، لِمَ تلاحظ هذا الآن فقط؟
نزلت إلى الأسفل لتجد العائلة مجتمعة حول طاولة الإفطار، ألقت التحية ثم أخذت مقعدها بينهم.
" جويل، ألن ينزل بيكهيون لتناول الطعام معنا؟"
نظرت جويل إلى السيدة بيون، ترى في عينيها الخوف من جفاء جويل معها، لم تلاحظ أنها قاسية معها بشكل قد يجرحها و لكنها مجروحة أيضاً.
" لا أظن ذلك يا أمي، هو نائم الآن"
إبتسمت السيدة من أعماق قلبها، جويل نعتتها بأمي مجدداً و أجابتها عن سؤال يتعلق ببيكهيون غير جوابها المعتاد" لا أعلم".
" حسناً يا ابنتي"
نظر جونغ هيون إلى أمه لا يفهم سبب سعادتها المفاجئة كما لم تفهمها زوجته، لو عاشوا ما عاشته هذه الأم مع ابنها و زوجته لما استهجنوا سعادتها في هذه اللحظة.
أخذت من سلة الفراولة الموضوعة على الطاولة ثم نهضت كي تخرج، لا تعلم أنه بأمر من بيكهيون ستنتشر الفروالة في هذا القصر الفسيح.
" تدريبي اليوم سيتأخر كما البارحة، من فضلكِ اخبريه يا أمي بذلك."
أومأت لها السيدة و راقبت جويل تخرج من القصر حتى وصلها صوت جونغ هيون.
" أخبريه! لم أسمعها تنطق باسم بيكهيون مطلقاً يا أمي!"
تنهدت لا تعلم بماذا تجيب لكنه إنتباههما تشتت عندما نادت على إحدى الخادمات كي توقظ بيكهيون فعادت بعد دقائق مبللة بالماء و تبكي بأن الرئيس سيقتلها و قرر طردها بعدما رشقها بالماء.
تنهدت السيدة هامسة.
" ها قد عادت عاداته السيئة من جديد!"
..........................
" لقد سيطرت على النزيف، هو سيكون بخير، لا تقلقوا"
ربتت على كتف والدة الطفل الذي أصاب نفسه بسقوطه، أومأت السيدة و مسحت دموعها لتقول.
" شكراً لكِ يا ابنتي، لقد رفضوا أن يعالجوه لأننا لا نستطيع دفع التكاليف الآن. "
تبسمت جويل بخفة ثم قالت.
" لا عليكِ يا سيدتي، سأشرف على علاجه بنفسي"
همس والد الطفل محرجاً.
" شكراً لكِ أيتها الطبيبة لكن نحن لا نريد أن نعرضكِ للحرج أمام رؤسائك"
طمأنت الرجل عندما قالت.
" إن كانت المشكلة تتعلق بالمال فلا أحد يعلوني في هذا المكان."
إلتفتت بنية المغادرة لكن الرجل أوقفها مجدداً.
" بيون جويل، نحن آسفون و شكراً لكِ أيتها الطبيبة"
أكملت سيرها بعدما أومأت لهم، لن تعرف الناس مما يقال عنهم بل من التعامل معهم، جويل ذات السُمعة المشوبة هي أنظف البشر في الواقع.
كريس، الرجل المخلص لزوجها و عونه الأقرب، بأمر من رئيسه قد أجرى إتصالاً معه و فتح السماعة الخارجية ليستمع بيون بيكهيون إلى ما قالته إلى هذه العائلة.
أغلق الخط بعدما ذهبت جويل تكمل عملها، أفلت ملفات العمل من يده و نهض ليقف أمام الحائط الزجاجي الذي يكشف العاصمة.
من عمر الخمس سنين إلى عمر الخامسة و العشرين و هو يتلوى حقداً بقدر ما تلوى ألماً، عشرون عاماً إستهلكه تخزين الحقد لينتصر بإنتقامه العظيم هذا، خطته كانت رد الصاع صاعين.
الآن و هو في السابعة و العشرين، أمر ما توقعه طوال العشرون سنة الماضية، أن ينتهي به الأمر واقع بحب الفتاة التي أشعل بها حقده حتى تفحمت و ما عادت تميز لها أية ملامح.
فجأة تذكر تلك الفتاة التي أعرضت عنه و رفضته لأنها فضلت الحب عنه، وقتها ما أفلتها إلا لأنها واقعة في الحب بحق.
يذكر كلامه لكريس يومها، قال له أن للحب قدسيته الخاصة لديه لكن المرأة التي سيقع لها لن تكون محظوظة أبداً، لم يتوقع أن يتخلى عن قدسية عاداته لأجل إمرأة وقع باسم الحب لها.
لم يتوقع يوماً أنه يستطيع العيش إن ما مر بشقته كل ليلة و عبر جسد جديد من على سريره، إن ما شرب الكحول، إن ما ذهب إلى مستودعاته.
لكن كل هذا بدأ يتغير، جوي ما زالت تذهب إلى شقته بأمر منه، لا يريد أن تنفضح مشاعره لأي حد كما انفضحت أمام عينيه، يكفي هو يعلم أنه واقع لبيون جويل لا حاجة لأي أحد بأن يعلم و لا حتى جويل بنفسها.
" ادخلي"
أذن لمساعدته الشخصية بالدخول بعدما طرقت الباب، اقتربت لتضع على مكتبه بعض الملفات ثم انحنت بنية المغادرة.
" توقفي"
توقفت كما أمر ثم إلتفتت.
" تريد شيء ما سيدي؟"
رفع بصره إليها ليعلق على بطنها التي برزت بالفعل.
" بأي شهر أصبحتِ؟"
إنه لأول مرة يسألها بشأن الجنين، شعرت بالحماسة الشديدة كي تخبره كل شيء، أن تجلس معه و تخبره عن كل تفصيلة مهما كانت تافهة و بسيطة.
" في بداية الرابع سيدي"
أنزل بصره عنها لينشغل بأوراقه مجدداً.
" إن إحتجتِ شيء لأجلكِ أو لأجله انفقي، لقد فتحتُ لكِ حسابكِ الخاص و أنا سأزودك بالمال كل شهر، حسناً؟"
راتبها عالٍ بالفعل، العمل كمساعدة لرجل الأعمال بيون بيكهيون أقسى من العمل كوزير حتى، يكفيها المال الذي تكسبه من عملها.
هي تريد شيء آخر، تريد إهتمامه، تريده هو لكنها تعلم أن مطلبها مستحيل، رغم أنها تريد الكثير اكتفت بقول.
" حسناً"
أرادت أن تخرج لكن استوقفها كلامه مجدداً و بمكانها إرتجفت رغم أن عليها ألا تخاف من شيء فهي على حق إذ هو هسهس يهددها.
" أنا لا أذكر تلك الليلة التي اقتربتُ فيها منكِ لذا أنتِ في محط الشك حتى تلدي"
وقف على قدميه و اقترب منها بخطوات هادئة، كلما طرق كعب حذائه الأرضية شعرت بقبضة تعصر قلبها حتى وقف أمامها و نظر في عينيها.
" بمجرد أن تلدي الطفل سأقوم بفحص الأبوة عليه، إن لم يكن ابني سأقتله أمامكِ و أنتِ تنظرين ثم سأوفر لكِ أبشع طرق الإنتحار و اختاري ما شئتِ."
تبسم بخفة بينما يراقب تلك الرجفة التي نفضتها نفضاً.
" أترين كم أنا لطيف معكِ؟"
أخفضت بصرها عنه، لا تقوى على النطر في عينيه أكثر من ذلك، تلك العينين رغم أنها تبتسم عندما يبتسم فهي تهدد كما يهدد بلسانه.
" انصرفي"
إنحنت مجدداً ثم غادرت ليعود مجدداً و يقف قرب الحائط، طفلين! سيرزق بطفلين و لكن من إمرأتين مختلفتين، جويل إمرأة حنون تعشق الأطفال لكن جوي فهي مجرد ساقطة قد تبيع طفلها لأجل المال.
سيصبح أب لطفلين معاً!
.........................
بينما تمشي في الرواق يتبعها كريس و رجل خلفه بطريقها إلى كافتيريا المستشفى كي تتناول وجبة الغداء بما أنه وقت الإستراحة، شعرت برجل ما يحيط كتفيها من الخلف ثم يهمس بأذنها.
" ألم تشتاقي لي؟ "
إلتفتت سريعاً عندما ميّزت صوته و ألقت بنفسها عليه كي يحتضنها.
" دي او!! "
قهقه بخفة ثم أومئ قائلاً.
" استمعي إلي، أنا جائع، دعينا نذهب لتناول الطعام و نتحدث معاً"
أومأت له ثم تمسكت بيده لكنها توقفت عندما تذكرت شيء فالتفتت إلى كريس.
" سأخرج مع أخي إلى المطعم القريب الذي نذهب إليه عادة، هل أحتاج إذن رئيسك؟"
أومئ لها كريس ثم قال.
" آسف سيدتي لكنكِ تعلمين أن الأمر ليس بيدي"
أومأت له لتهمس.
" أتصل به و اخبره"
تأفأف دي او متململاً و كريس أخرج هاتفه ليتحدث مع رئيسه و بعدما أخبره كان جوابه.
" اعطها الهاتف "
تنهدت بتكتم عندما مد لها كريس الهاتف، أخذته من يده و ابتعدت قليلاً.
" الآن اخبريني ماذا تريدين"
نبرة صوته لينة عكس العادة.
" أريد أن أذهب مع أخي إلى المطعم القريب من المستشفى، هل أستطيع الذهاب؟"
لم يقاطعها و هذا غريب جداً.
" في المرة القادمة التي تستيقظين فيها أيقظيني بنفسكِ، حسناً؟"
ما شأن هذا الأمر الآن؟
" حسناً"
همهم بخفة.
" لا حاجة لأمي أن تستخدميها رسول بيننا مجدداً، حسناً؟"
بمعنى آخر عليكِ أن تخبريني ما تريدينه في وجهي.
" حسناً"
تشعر بالتوتر ينتشر فيها كما الدم منتشر في عروقها لكن نبرة صوته لم تتغير، إنه يحدثها بلين رغم أن ما علق عليه أفعال لا يصفح عنها عادة دون عِقاب.
" هل أشتري لكِ اليوم فراولة؟"
قضمت شفاهها بحرج ثم همهمت.
" و كرز "
قهقه بخفة في سماعة الهاتف، لقد ضحك من قلبه، هذا جديد، هو لا يضحك إلا بدافع السخرية أو الغضب!
" سأشتري لكِ، تريدين شيء آخر؟"
لم تجب على السؤال الأول يا عاشق.
" هل أستطيع الذهاب مع أخي؟"
صمت قليلاً لوقت كافٍ لجعلها تزداد توتراً ليصبح التوتر ليس كالدماء في عروقها فقط بل جلد يكسوها.
" اذهبي"
همهمت له و همست بالوداع لكنه استوقفها عندما ناداها بلقبها.
" أيتها الشقراء الأجنبية"
همهمت تستمع إليه و لكنها لا تستمع إلا لصوت أنفاسه حتى قال.
" في يوم ما سأمنحكِ ثقتي وقتها سأمنحكِ حريتكِ كاملة إلا مني، لكنني لا أمنح ثقتي بسهولة."
أغلقت الخط بعد صمت طال من الطرفين و عادت شاردة الذهن إلى أخيها، أن يمنحها ثقته لهو أمر كبير و عظيم، هي الآن أكيدة أن العشق يتفشى فيه.
" كل هذا ليمنحكِ الإذن بالذهاب؟"
سلمت الهاتف إلى صاحبه و أومأت، الإذن كان يشغل منصب الهامش الذي يوضع فقط كفراغ قبل البداية في هذه المحادثة.
" أكثر مما تتوقع يا أخي!"
همهم لها ثم أمسك بيدها ليخرجا معاً.
" يوماً ما سأريحكِ منه و اقتله كما يقتل في أسلوبه، رصاصة منتصف الجبين"
لكنه مصاب بالفعل، هناك رصاصة توسطت قلبه و سمها ينتشر في صدره كله، لا تقلق.
ستقتله يوماً ما!
جلست على طاولة في الفناء الخارجي ثم أخذت القائمة تختار، ترغب أن تأكل شرائح اللحم كثيراً.
كادت أن تستشير أخاها الذي يجلس أمامها لكن يبدو أنه مشغول بتبادل النظرات الحادة مع كريس على الطاولة التي تخلفها.
تنهدت لتناديه فنظر إليها.
" كريس رَجُله الذي يثق فيه و هو مأمور، هو رجل طيب و يساعدني كثيراً، لا تنظر إليه هكذا إلا إن كنت قد أتيت لتنظر إليه و تتجاهلني."
نفى برأسه سريعاً و تمسك بيديها قائلاً.
" لا، لقد أتيتُ لأجلكِ، يزعجني أنه يتبعكِ رغم أنكِ معي"
" دعك من هذا الأمر، اخبرني ماذا تريد على الغداء، أنا أرغب بشرائح اللحم"
أومئ لها ثم قال.
" إذن سأطلب شرائح اللحم مثلكِ"
بينما هم في إنتظار الطعام قال دي او.
" هل تغير الفاسق معكِ؟ أيعاملكِ بشكل جيد؟"
شرد ذهنها للحظة و تذكرت أمر الفراولة، بالفعل كل شيء بدأ يتغير.
" تغير كثيراً يا أخي."
نظرت إلى أخيها تراقب رد فعله.
" أظنه قد وقع في الحب لي"
كان يشرب الماء و مع شهقته اختنق بالماء و أخذ يسعل بقوة، نهضت سريعاً تربت على ظهره و ناولته الماء مجدداً.
" هو بخير سيدتي؟!"
ما كان كريس الوحيد الذي وقف قلقاً بل نصف الزبائن و العاملين، ضحكت بخفة بينما تجيب كريس.
" بخير يا كريس، بخير "
تلك الضحكة الناعمة التي انبثقت من شفتيها أحلى من العسل، بدت جميلة جداً، هذا الوجه حرام عليه أن يعبس.
جلست على كرسيها مجدداً مع وصول الطعام لكن فضول دي او إزداد لمعرفة كيف لهذا الحاقد أن يصبح عاشق.
" كيف ذلك؟ تقولين أنه وقع لكِ! "
أومأت له ثم تنهدت قائلة.
" أظن ذلك، لستُ متأكدة، لكن أفعاله تخبرني أنه يحبني و ما عاد يكرهني، ما عاد يغضب و يصرخ علي كما كان يفعل سابقاً، لا يبحث عن حِجة ليعنفني عليها أو يوبخني"
بعض الأشياء لا تتغير فيه كرغبته الشديدة بها في كل حين و ساعة، لكن لأجلها هي فقط يحاول ضبط رغبته بها.
بدأت تأكل طعامها بشهية عالية ما سبق له أن رآها بها منذ أن إنقلبت حياتها، تبسم بخفة ثم قال.
" هذا معنى أن يكون داخل جسدكِ جسد آخر"
توقفت عن الأكل للحظة ثم أومأت.
" تحبينه رغم أنه ابن بيون، أليس كذلك؟"
دحرجت عدسيتها حولهما ثم تنهدت لتهمس.
" إنه طفل تايهيونغ"
يكاد عقله يتوقف عن الأستيعاب و قلبه يتوقف عن النبض.
" ماذا تقولين أنتِ؟"
أومأت له بخفة ثم قالت.
" هذه هي الحقيقة"
" ماذا إن عل..."
" لن يعلم بشيء، سيبقى الأمر سِراً إلى الأبد و أنت ستحفظه أما ابني فسأحميه و لو كلفني الأمر حياتي"
قاطعته بتلك و توقف الحديث عند هذا الحد، الإسهاب لن يحل من العُقد شيء.
كلمات جويل بقت ترن في سمع دي او حتى بعد مغادرته، آتى لهدف و هي حققته و بسخاء شديد، آتى كي ينضج فيه الحقد لرؤية أخته.
آتى كي لا يسمح له قلبه أن يحن أو يعفو، مثلما لا ذنب لأخته بذنب غيرها و رغم ذلك هي من نالت العقاب هو سيفعل نفس الشيء.
و لكن على طريقته و التي هي بالتأكيد أسوء بكثير من تفريغ الحقد بجريمة إغتصاب.
الجريمة الكاملة هي تلك التي تميز بها مجني و لا مجني عليه لأن الجريمة الكاملة لا تعتبر جريمة.
ذهب إلى شركته الخاصة به حيث اتفق مع الضحية أن يراها، عندما وصل كانت بالفعل في الفناء الخلفي.
" آنسة بيون!"
إلتفتت إلى مصدر الصوت ثم ابتسمت بخفة.
" نادني نانسي فقط، كيف حالك سيد دي او؟"
مدت يدها له تبغي مصافحته و هو لم يردها بل إستقبل يدها بيده إستقبالاً حاراً.
" بخير، أرجو أنك كذلك!"
أومأت بإبتسامة ثم إلتفتت إلى المخطط الذي قامت برسمه.
" بعثني أخي من المكتب لمناقشة أمر المعرض الذي تريد إنشائه و قد رسمت لأجله هذا المخطط، دققه أخي هيون جونغ و قررت أنني سأريك أياه قبل أن نبدأ عملنا في الميدان."
بدأت تشرح له تفاصيل المبنى و حتى انتهت سألته مباشرة عمّا دار بخلدها منذ البداية.
" أخي بيكهيون يملك خِبرة في مجال الهندسة المعمارية أكثر مني و من أخي، هو أنشأ شركته من أرباحه الخاصة و نحن ما زلنا نعمل في مكتب، كيف لك أن تثق بي أكثر منه؟"
ضحك بخفة، أنشأ شركته من أرباحه الخاصة!
لا بأس، هي فعلاً أرباحه الخاصة.
" علاقتي بزوج أختي العزيز ليست ودودة على الإطلاق لذا أتوقع من مبناه أن ينهار على رأسي لو استعنت بخدماته."
طوت المخطط ثم وضبته و هو رافقها إلى الخارج.
" لماذا أنت و أختك لا تجمعكما علاقة ودية مع أخي رغم أن ذلك الوضع الطبيعي؟!"
شرد ذهنه بينما يجيب.
" لقد حصل على أختي رغماً عنّا أجمعين"
تبسم بخفة ثم نظر لها.
" لا عليكِ من هذا الآن، هي ستصبح أماً لطفله، ما عادت تلك العلاقة قابلة للحل"
عندما علمت أن أخاها سيزوج بحثت و وجدت الكثير من الفضائح لكنها ململمة بقالب الحب، ظنت أنهما زوج تحدى كل القيود ليجتمعا.
" لكن الصُحف كان لها قول آخر!"
" هذا قول أخيكِ، يستطيع أن يقول ما يريد على ألسنة الصحافة."
انكست برأسها تستذكر يوم رأت جويل تقبل رجل آخر، اتضح لها فيما بعد أنه زوجها السابق، منذ ذلك الحين قد راودها الشك في حقيقة القصة الغرامية التي أُذيعَت.
............................
" أخبرني أنه سيفتح حساب بنكي لي من أجلي و من أجل الطفل"
قهقه تايهيونغ بينما يضع كوب قهوته على سطح الطاولة في مطبخه.
" و هل إتحدنا معاً لأجل حساب بنكي؟ أهذا ما كنت تريدينه فعلاً؟ حساب بنكي!"
نظرت جوي إليه و قد انعكفت ملامحها في عبوس حاد.
" لا حاجة لك أن تسخر مني هكذا، أنا لستُ بحاجة ماله، أنا أردت إهتمامه، أريده هو و ذلك الحساب هي البذرة الأولى للأهتمام، بمجرد أن ألد طفله لن يرميني و يرميه، سيكون مجبوراً أن يعتني بنا"
تايهيونغ يشك في أن مرادها قد يصبح واقعاً، نهض من مكانه و توجه ليقف أمام صورة جويل التي تملئ الحائط، لكن حتى ذلك الوقت سيكون قد إستعاد زوجته.
" وقتها سيكون وحده و أكون أنا قد أخذت زوجتي، ستملكين فرصة معه"
تستر على ضحكته و تابع التحديق بهذه الصورة، مسكينة يا جوي!
.............................................
إنتهت من تدريبها في المستشفى وقتما تلاقت العقارب على التاسعة مساءً، أنه آخر يوم تدريب لها في المستشفى، ستعود بعد فترة لكن ستعود كطبيبة حقيقة.
إمتحاناتها أصبحت قريبة جداً، ستحتاج الذهاب إلى جامعتها لتأدية إمتحاناتها، صعدت في السيارة و في الأمام يجلس كريس و سائقها.
دخلت إلى جناحها كي تبدل ثيابها، بيكهيون كان يقف على الشُرفة يتحدث على الهاتف، إلتفت عندما شعر بحركتها داخل الجناح.
كانت بالفعل قد بدلت ثيابها و اقتربت إلى الشرفة.
" العشاء جاهز "
أومئ لها ثم إلتقط السلة التي كان قد وضعها على الطاولة في الشُرفة ثم قدمها لها.
" أنه نظيف، تستطيعين أكله"
تناولت السلة المليئة بالكرز و الفراولة.
" شكراً لك"
أومئ لها ثم تقدمها بينما هي تخلفه و تأكل من السلة، وضعتها على الطاولة و تبعته خارجاً.
كانت العائلة قد اجتمعت بالفعل على طاولة العشاء و ينتظرونهما، أثناء تناولهم الطعام تحدث هيون جونغ.
" نانسي، ماذا كانت إستجابة السيد كيونغسو حول المخطط؟"
جذب الحديث إنتباه بيكهيون و جويل، هيون جونغ تعمد أن يتحدث بهذا أمام الزوجين لسبب وجيه، لماذا لم يطلب من بيكهيون أن يقوم بهذا البناء له؟
" لقد أعجبه المخطط و قال أنه يثق بعملنا"
همست جويل مستنكرة.
" أخي!"
" تقومون بماذا لكيونغسو؟"
من نبرة صوته كان الغضب واضح، يعلم جيداً إلى ما يخطط إليه كيونغسو من خلف أعماله.
" لقد وكلنا ببناء مبنى جديد تابع لشركته"
ترك طعامه ثم نظر إلى جويل.
" أتعلمين بهذا الأمر؟"
نفت برأسها فالتفت إلى أخته يهددها.
" أنتِ لا شأن لكِ بعمل كيونغسو، إن علمت أنكِ رأيتِه فقط سترين مني وجه ستكرهينه بشدة"
كالوجه الذي تعرفه جويل له، لا تعلم السبب خلف رفضه القاطع هذا، لكنها لن تتدخل بهذا الشأن.
تثق بأن كيونغسو ليس كزوجها، لن ينتقم من فتاة بريئة و يترك المذنب بلا عِقاب.
عندما حان وقت النوم صعدت إلى جناحها و كان بيكهيون قد سبقها إليه بالفعل، تراه يجلس على إحدى الكنب بينما يحتسي شرابه.
تجاهلته و تجاهلها، أخذت حماماً دافئاً ثم خرجت كي تنام في حصتها من السرير، شعرت به بعد وهلة يتمدد بجانبها.
رويداً رويداً إقترب منها و احتضنها من الخلف لتشهق بخفة، ليس اليوم و لا أي يوم آخر، مهما تحسنت معاملته لها لن تقبل به شريك جسدياً أبداً.
رصّت أصابعها على شكل قبضة و أغمضت عيناها عندما أسقط حمالة الثوب عن كتفها و مكانه ترك قبلة.
" ليس عليكِ اليوم أن تبكي، سأكون صبوراً و لطيفاً معكِ"
صبور و لطيف! هو لم يكن كذلك إطلاقاً معها، لطالما كان ساخطاً و عجولاً.
" لكنني متعبة اليوم، دع الأمر ليوم لاحق"
تنهد بأستياء، مهما حاول معاملتها بيُسر و ليّن هي لن تسد هذه المعاملة بالسكوت إن لم يكن بالرضى.
" و أنا سأسعدك"
تلك ألطف من لا أملك عاهرة سواكِ الليلة أو لا تهمني رغبتكِ لكن يبقى تقبله كجزء في حياتها أمر صعب و هدف لا تسعى إليه، لن تنسى ما فعله بها مهما تحسن معها.
كان أكثر إصراراً و صاحب القوة، إن أراد شيء يأخذه و كما أرادها أخذها و سيأخذها كلما أراد.
بكت، أوجاعها تتفتق بمجرد أن يقترب منها، أمر لا سيطرة لها عليه، لكنه ما وبخها و لا نهض عنها بل مسح دموعها و قبل جبينها ثم احتضنها قبل أن يغادرها.
بيكهيون يتغير بالفعل، لكن هل هذا التغير سيغير في مشاعرها له شيء؟
صعب جداً.
.....................................
سلاااااااااام
الفصول الأخيرة أجوائها كانت هادية و ما زال هناك المزيد من الهدوء، لأن التركيز الأكبر الآن على مشاعر بيكهيون و تغييرها أكثر من إنتقام تايهيونغ.
لكل شيء وقته و وقت تايهيونغ أصبح بالفعل قريب.
البارت القادم بعد 150 فوت و 150 كومنت.
١. رأيكم بِبيكهيون؟ إدراكه لخطط دي او؟ معاملته التي ما فتأت تلين مع جويل؟ تصرفه مع جويل و تهديده؟
٢. رأيكم بجويل؟ مشاعرها التي لا تتغير مهما تغير بيكهيون؟ هل ستستغل مشاعر بيك لصالحها و كيف؟
٣. إلى ماذا يخطط دي او؟ و إلى ماذا يخطط تايهيونغ؟
٤. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love
Коментарі