تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH75||تصلحه و تبنيه
"تصلحه و تبنيه"




" لن يسقط بُنيانك و أنا أشكل دعائمك، لا يسقط رجلاً بظهره إمرأة تحبه مثلي"














يسير مضطرباً في رِواق المستشفى و تحديداً أمام بوابة الطوارئ التي ترقد فيها ملاكه، تصاحبه الطبيبة بيون سُرى.

كانت قد أتت معه إلى المستشفى لتشرح حالة جويل الطبية في المستشفى، بعدما شرحت حالتها للأطباء و كيف أُصيّبَت جلست على كراسي الإستراحة أمام الطوارئ، و بقي هو يجول أمام الباب.

إقترب ناحية البوابة ينظر من خلال نافذتها الصغيرة إلى الداخل، لعله يستطيع أن يراه في الداخل لكنه عجزه، فأنه لا يرى سوى كومة من الأطباء يتجمعون حول سريرها، و لا يستطيع الوصول لها بنظره.

ضرب الباب بقدمه و قد فقد رجاحة عقله أخيراً، تحرك بعيداً عنه من جديد، يسند يده إلى خصره و الأخرى تعبث بشعره و تفسده بعصبية.

نظرت إليه الطبيبة سُرى و قالت بينما هو يسير أمامها على هذا المِنوال بلا كلل.

" عصبيتك هذه لن تزيد الوضع إلا سوءً، عليك أن تسيطر على نفسك قليلاً!"

إلتفت ناحيتها و صاح في وجهها غاضباً كما لو أنه إنتظر أحد ما أن يتحرش به كي ينفجر فيه، و على إثر صيحته إنتفضت بفزع، و إلتزمت الهدوء، فلا داعٍ لتهدئته، لن يهدأ.

" و ماذا أفعل؟! أرقص أم أحتفل؟! إمرأتي في الداخل تصارع الموت و أنا عاجز عن تقديم العون لها، و أنتِ تقولي لي أن أهدأ و كأن هدوئي سينقذها! "

برح ببصره عنها حينما وجدها قد إبتلعت لسانها، و توجه من جديد ناحية البوابة ينظر من خلال نافذتها الصغيرة، و كما سابقاً لم يرى شيء؛ ضرب الباب بقدمه مجدداً و ابتعد يلقف الممر بخطواته المتوترة.

تنهدت سُرى و صرفت بنظرها عنه، ستكون وحدها الصبورة القوية هنا، و ستكون بإنتظار سماع أخبار جيدة، بعد حين خرج الطبيب إليهما ثم وقف أمام الرجل المُحتَد يقول له.

" ما حدث لها كان بسبب قوة الضربة فحسب أي ما من داعي للقلق، كتفها و ظهرها متضرران بالرضوض، إهتمام عالٍ بها سيكون كافي، تستطيع أن تأخذها بعد أن ننهي إجراء الفحوصات الإحتياطية"

تنهد بيكهيون براحة و راح يدعك صدغيه بينما يغمض عينيه، محاولة منه ليبعث الراحة في نفسه فهو يشعر بأنه يقف على مسامير و إن أطرافه مشلولة بنِصال متجمدة و رغم ذلك حبيبات العرق كانت تلمع على وجهه و عنقه.

أومئ للطبيب حينها إنسحب الأخير من أمامه، وقفت الطبيبة سُرى بحرجٍ تهنيه على سلامتها، لأنها قد شعرت -و إن كان متأخراً- بأن خوفه على زوجته تجاوز الحد الطبيعي و المعقول فيما يسميه الأطباء النفسي على شاكلتها الحب الإدماني، أعراض هذا الأدمان متجلية في بيكهيون كما تتجلى الشمس في الظهيرة، قلق، عصبية مفرطة، توتر منعكس على صحة البدن.

أومئ لها، ثم هي قالت.

" إن كنتَ لا تحتاجني بشيء، هل أستطيع المغادرة؟!"

أومئ مجدداً إليها فابتسمت ثم حييته تودعه، و بعد أن غادرت تريث أمام بوابة الطوارئ ينتظر منهم إخراجها إليه.

و بينما هو ينتظر أن يخرجوها رفع هاتفه ليتصل بكريس، و ما إن أجابه قال.

" أريدك أن تأتي لمستشفى جويل، و احزم معك بعض الرجال، شدد حراستك على شقتي و قصري، لربما نتعرض لهجوم من زعيم الصيصان"

و أغلق الخط لا يفسح مجالاً لكريس بأن يفهم أسبابه، سببه واحد فحسب، صحة جويل الجسدية كذا النفسية.

هو لا يخشى هجوماً من أي أحد، فلطالما كان يُخيف و لا يَخاف، لكن جويل الآن معه لذا الحذر واجب، لا بأس إن تشاجر مع أخيها و كل عائلتها لكن ليس أمامها و لا بمعرفتها.

تحرك بيكهيون ناحية البوابة من جديد حينما إنفرجت، و خرجت منها جويل تنام على بطنها على سرير متحرك، و عدة من الممرضين يسحبون سريرها.

تقدم سريعاً ليتفقدها، لكنها لم تكن واعية، فتحدث إلى إحدى الممرضات التي تسحب سريرها بغية أن يطمئن رغم أن الطبيب قد طمأنه من قبل.

" إن كانت بخير، لماذا ما تزال فاقدة وعيها؟!"

أجابته برسمية تقول.

" لا تقلق سيدي، هي بخير لكننا جعلناها تنام كي لا تشعر بالألم، سنتركها تستيقظ عندما يقرر الطبيب نوع المسكن الذي يلزمها، لا شيء يدعو للقلق."

أدخلوها إلى إحدى الغرف الشاغرة ثم خرجوا بعد أن وضعوا لها محلول في يدها و بقي هو معها وحده، إقترب من سريرها حتى وقف بمحاذاته، ثم أخذ يمسح على شعرها بلطف بينما هي نائمة، همس يتمعنها، الوقت الذي مرّ عليه و هو يخشى فيه خسارتها كان أكثر وقت عصيب في حياته.

كما لو كان ميتاً و بُعِثَ من جديد فقط ليموت ميتة أبشع من سابقتها، جويل بالنسبة له بعثة و فرصته في الحياة، فرصته الثمينة و الأخيرة، فبالظفر بها ينجو و بخسارته لها يهلك.

" هكذا تخيفيني عليكِ أيتها المشاكسة، لقد ظننتُ أنكِ ستتركيني و أنا لتويّ حصلتُ عليكِ، فتاة غبية، و حمقاء، و سيئة"

تنهد يمسح وجهه بكفيه، ما زال يشعر بأطرافه متجمدة و وجهه حار، كاد أن يموت خوفاً عليها.

نهض عن مقعده و سار حتى نافذة الغرفة ينظر من خلالها نحو بوابة المستشفى المُطِلة عليها النافذة.

رأى بالأسفل كريس قد وصل، و وزع الرجال لحراسة المستشفى كما أمره عبر الهاتف، تراجع عن النافذة و ألقى نظرة على جويل يتفقدها، و حينما رآها غارقة في النوم خرج لملاقاة كريس.

أغلق باب الغرفة عليها و وقف يتكئ على إطاره الخارجي، ثم ها هو كريس يطل عليه من آخر الرواق يخلفه بضعة رجال، و حينما رأى كريس رئيسه يقف بإنتظاره هرول إليه و ألقى التحية.

" مرحباً سيدي، أنت بخير؟!"

أومئ بيكهيون ثم أشار للحرس أن يقفوا لحراسة غرفة جويل، تحرك بعيداً عن الباب -عن أسماع رجاله- و تبعه كريس مدركاً أن الرئيس سيحدثه على إنفراد، حينها تنهد بيكهيون يقول.

" أنا بخير لكن جويل أُصيبت، لقد وقعت عليها عارضة خشبية في ورشة الطبيبة النفسية تلك"

أومئ كريس متأسفاً ثم قال.

" و هل هي بخير الآن؟"

فجأة أمسك بيكهيون بكتفه و جذب الرجل إليه، ليتحدث بصوت خفيض كي لا يسمعوه المارّة.

" هي بخير الآن، لكنني أشك بأن أخوها سيهاجمنا ليأخذها مني، نحن في مشفاها، و الخبر سيصل إلى شقيقها فوراً لذا تصرف، لا أريد أن تشعر هي بشيء، و إن حصل و أتى إحتجزه و اعلمني لآتيك"

أومئ كريس بطاعة ثم انصرف إلى عمله، تفقد بيكهيون الرِواق بحذر كما عادته، ثم سار إلى داخل الغرفة من جديد.

جلس على كرسي موضوع قِبالة سريرها، و فرَّغَ نفسه لمراقبتها و تلبية حاجتها، إن حدث و إستفاقت و إحتاجته.

و بينما هو يراقب من النافذة كل حين و يتفقدها وصله إتصال من كريس، فعلم أن ما شك به قد حدث و أن أخيها هنا، أجابه فقال.

" سيدي نحن بمصف السيارات التابع للمستشفى، ننتظرك"

أغلق الخط بيكهيون، و خرج يولي غرفتها بضع من رجاله، ثم ذهب حيث دلّه كريس.

دخل إلى مصف السيارات التابع للمستشفى و تحدث إلى رجلين من رجاله.

" كمموا أفواه غرف المراقبة الأمنية"

إنحنوا إليه الرجلين ثم تحركوا لتنفيذ أوامره، ثم كان دوره ليسير بوقاره المعهود و بروده، و على شفتيه إبتسامة تنطلي على سخرية لاذعة متوقعة منه.

" أهلاً بأخي في القانون العزيز، أرجو أنك إستمتعت مع رجالي حتى أتيتك"

تنهد دي او يكظم غيظه بينما يدحجه بنظرات غاضبة، ثم تحدث بجدية إليه يقول.

" لم آتي لأعاركك، أريد رؤية أختي و الإطمئنان عليها فحسب، أظن أن هذا حقي"

نظر إليه بيكهيون مُشككاً بنواياه، فأخذ دي او يضرب على ثيابه بينما يقول بعصبية.

" فتشني، و جردني من أي سلاح أحمله، و دعني أراها!"

أشار بيكهيون بعينيه إلى رجلين من جماعته فتحركوا ليفتشوا دي او، و بينما بيكهيون يراقبه بعينين ثاقبة عقد ساعديه إلى صدره و إتكئ على سيارة خلفه ليقاطع ساقيه حتى ينتهوا.

سحبوا منه سلاحاً من على خصره، و سكين صغير من على كاحله، ضحك بيكهيون يعلق.

" يا لك من صبي مشاكس! ادخل الآن"

نفض دي او أيدي رجال بيكهيون عنه، ثم هندم ياقته و تنهد بغيظ، تحرك ينفث أنفاسه بغضب و سار بيكهيون من خلفه عن بعد مترين، كي لا يأتيه دي او من حركة مباغتة.

فعلى حسب قناعة بيكهيون و خبرته أن رجال دو مخادعين كذا جبناء و يطعنون في الظهر، من الحماقة أن يعطيه ظهره بأي وضع كان.

ولج دي او إلى الغرفة التي يقف على بوابتها حرس، فلا ريب أن أخته الوحيدة المحروسة بهذه الطريقة المبالغ بها، العدوانية.

دخل بيكهيون من بعده و أغلق الباب على ثلاثتهم، ثم وقف يتكئ على الحائط قريباً من السرير، ينظر إلى هذه الدراما التي أحدثها أخاها.

جلس دي او في مكان بيكهيون سابقاً، و راح يمسح على شعرها و يناديها بلطف.

" جويل، جوجو، صغيرتي! هيا لقد أتيت، إستيقظي حبيبتي!"

لاك بيكهيون بين فكيه ضحكة هازئة، لو أنه مهتم فعلاً لظهر حينما أُجبِرت على التابع كيم، لكنه يستعرض عضلاته الأخوية أمام بيكهيون فحسب.

قال بنبرة جافية.

" ما من داعٍ لكل هذه الدراما، أسماء الدلع السخيفة هذه ليست أقوى من المخدر الذي يسري فيها مع الأسف، لذا انعم عليّ بصمتك، و اتركها نائمة و حسب!"

وقف دي او على قدميه مُحتداً و إلتفت لمواجهة بيكهيون، الرجل ذا حِس السخرية خلفه، واجهه بإتهامات مسنودة على أفعال بيكهيون الماضية.

" أنت ماذا فعلت بها ليؤول لها الوضع لما آل عليه؟! ماذا فعلت بها هذه المرة؟! كيف إعتديت عليها؟ "

أقام بيكهيون قامته عن الحائط و انتشرت الجدية في ملامحه التي قتلت منها السخرية، ثم تحدث إلى دي او بلسان غاضب قائلاً و حاجبه مرفوع عن ناصيته إستنكاراً.

" لا شأن لكَ بيني و بين إمرأتي، و سأفعل بها ما أشاء فهي لي أنا وحدي، و حقي أنا، و أنت إبقى خارج أسواري كي لا أدفنك فيها و انسى أنك نسيبي!"

قهقه دي او ساخراً يكون قبضته إلى فمه من فرط عصبيته، أكثر ما يكرهه ببيون بيكهيون أنه لا يعترف بخطأه و يزن أن الحياة تسير على هواه فإن أراد حويل ملكها و إن ما أرادها تخلى عنها كما لو أنها دمية يستعيدها كلما نضب ملله.

و لفرط غيظه؛ باغت بيكهيون بلكمة صدها الأخير سريعاً بذراعه، و ردها له على وجهه، جعل دي او يخر أرضاً يمسك رأسه بقوة، و يتأوه لشدة الألم الذي تفجر من حيث أصابه سابقاً.

هندم بيكهيون سترته بعصبية بينما ينظر إلى دي او بدونية عند قدميه، ثم جلس القرفصاء قربه ليوخز رأسه بسبابته حيث أصابه مهسهساً.

" يبدو أنك لا تتعلم الدرس سريعاً، لا تحاول أن تفرد علي عضلاتك من جديد، فأنني أنهيك بحركة واحدة مني"

قبض على شعره ليرتفع رأسه، ثم همس في وجهه مبتسماً بشر.

" أفهمت يا صهري العزيز؟!"

أغمض دي او عينيه لشدة الألم و ما أجاب، فأفلته بيكهيون، ليسقط رأس دي او مرتطماً بالأرض من جديد، و مسبباً أوجاع مهولة قد سبق و تخلص منها دي او بعُسر شديد، ثم تحرك بيكهيون إلى الخارج يتحدث إلى إحدى حرسه.

" استدعي أحد ما لينتشل تلك الجثة التي بالداخل"

وقف هو خارجاً حتى أتوا بعض الممرضين بسرير و أخذوه، حينها أحدهم قال.

" اليوم فقط خرج، و حذرناه ألا يصيب رأسه، و ها قد عاد مُصاباً"

إنه من يرمي بنفسه إلى التهلكة كما علّق بيكهيون في سِره سابقاً، أفرج عن ضحكة خافتة يهزئ، و توقف يتكئ على إطار الباب حتى سمع من يناديه من خلفه.

" أيها الرئيس!"

إلتفت بيكهيون إلى حيث ناداه كريس، تقدم الأخير إليه و بيكهيون تحدث.

" أين هنّ طفلاتي؟! أبناتي بخير؟!"

أومئ كريس قائلاً.

" لا تقلق سيدي على الصغيرات، لقد أخذتُ بيرل، و حينما أخبرتني ألا أحضرهنّ وضعتها في القصر، و الآنسة نانسي وعدت بأنها ستعتني بها جيداً"

أومئ بيكهيون ثم تحرك ليعود إلى الغرفة، الآن باله قد إرتاح، صغيراته بآمان و هذا ما يهمه الآن، حينما دخل سمع صوت آهات خفيضة آتية من جويل.

سُرعان ما تحرك ناحيتها ملهوفاً، كانت ما بين اليقظة و النوم، تفتح عينيها و تغلقها، تفتح فاهها ثم تزدرئ جوفها.

" أنتِ بخير؟!"

همست بصوت ضعيف.

" أريد ماء"

سرعان ما تحرك ليجلب لها كوب ماء، لكنه لم يعرف كيف ينهضها بلا أذية فخرج يستدعي الممرضة، عاد من جديد تتبعه الممرضة ثم بإرشاداتها إستطاع رفع جويل و جعلها تجلس مُتكئة عليه.

رأسها مسنود على كتفه، و عينيها غافية، فما زالت ليست واعية كفاية، رفع شعرها عن وجهها، لينظر إلى ملامحها الخاملة كما يشاء.

حركت رأسها على كتفه و همست من جديد.

" أريد ماء"

تحرك بخفة ليجلب كأس المياه من على المنضدة لأجلها، ثم رفع رأسها قليلاً عن كتفه و دفع كأس المياه إلى شفتيها يُشرّبها.

مسح على شفتيها حينما إنتهت، و أعادت رأسها إلى كتفه ثم همست.

" بيكهيون"

همهم يمسح على رأسها ثم هي همست بوهن فللألم الذي يستعمر جسدها عليها حق، بالكاد كان يسمع صوتها.

" ماذا حدث؟"

تذكر ما حدث لها في الورشة و استرجع ذلك الشعور البغيظ الذي راوده، بأن خسارته لها أبدية، أن حياته توقفت حينما توقف قلبها، نفث تلك الأفكار المؤذية مع نفثه لأنفاسه و أجاب.

" سقطت عليكِ عارضة خشبية بينما نحن في الورشة"

الصورة في ذهنها مشوشة إذ تتذكر صوت صياح، أول الألم، و بضع هلوسات، نفثت أنفاسها الدافئة على عنقه فكمش جفونه يكظم مشاعره كذا نبضات قلبه الثائرة.

" لهذا ظهري و كتفي يؤلماني!"

مسح على رأسها بلطف و طبع قبلة رقيقة على جبينها قبل أن يقول.

" نالتكِ العافية، ستكوني بخير و سأعتني بكِ جيداً حتى تعودي كما كنتِ"

تبسمت إبتسامة لم تَشكُلها شفتيها بهذا الصدق منذ سنين، لغزله و وعوده وقع خاص عليها لا مثيل له، كما بيكهيون لامثيل له فأفعاله و أقواله من تفرده.

  ارتكنت برأسها على كتفه تقول بإبتسامة شقية.

" أتشوق لرؤيتك تعتني بي"

ضحك بخفة و ضم رأسها إليه بلطف يقول.

" مُستغلة"

و بينما هي جالسة على قدمه و رأسها مُرتاح على كتفه، و بينما هو مشغولاً بتمشيط خُصل شعرها المموجة و إحتضانها، أُقتحمت الغرفة بقوة.

حاولت جويل أن تتحرك و تنهض عن قدمه مُحرجة، لكنها لم تقدر، و بيكهيون تمسك بها يحثها على البقاء كما هي جالسة على قدمه و متكئة على صدره.

كانت أمه، و أخيه و زوجته من دخلوا عبر الباب، حالما رأتهم جويل خبأت وجهها في عنق بيكهيون، إختبأت فيه و قبضت على تلابيب قميصه، كان واضحاً أنها توترت و إحتمت ببيكهيون كي لا تواجه عائلته.

همس لها بيكهيون.

" لا بأس جويل، أنا معكِ، لا تخافي!"

لكنها رفضت إلا أن تتمسك به، تنهد ينظر إلى والدته بإشارة كي تتفهم وضع زوجته و مخاوفها، فأومأت السيدة له بعيون دامعة و شفاه باسمة.

إقتربت السيدة هانمي و جلست على طرف السرير تنظر إلى جويل بلا تصديق، لم تتوقع يوماً أن ترى جويل تحتمي ببيكهيون و تتعلق بها هكذا، كان يوماً بعيد، ما تراه هو المستحيل بعينه.

أشار بيكهيون لأمه أن تكون لطيفة مع جويل، فأومأت تقضم شفتيها، و الدموع قد إمتلأت بعينيها.

" بيكهيون أنا خائفة أرجوك اخرجني!"

هذا ما همست جويل به لبيكهيون و هي على حافة البكاء، لكثرة التوتر الذي تعيشه للقاء السيدة من جديد، لكن السيدة سمعتها فتحركت أقرب إليها، ثم رفعت يدها لتمسح بها على شعر جويل، جعلت كتفها ينشز، ثم قالت بلين.

" جويل صغيرتي، ألن تتكلمي معي؟ ألا تريدين رؤيتي؟! أنا هنا لأجلك"

حركت جويل رأسها من على كتف بيكهيون  لتنظر إلى السيدة سرقة مترددة و قلِقة، فابتسمت الأخيرة إليها، و أومأت تطمئنها أنها لا تكنّ لها الضغينة، فهمست الصغيرة.

" أمي!"

و كما حركت الكلمة مشاعر هانمي أول مرة حركتها الكلمة الآن بصخب أكثر، فنهضت السيدة و قد بكت أخيراً، لتحتضن جويل إليها و تضمها بلطف إلى صدرها.

" حبيبة أمك، صغيرتي الجميلة، أظننتِ أنني سأكرهكِ؟ إنني أتفهمكِ يا ابنتي، لقد عشتُ ذات البلاء يوماً ما، أرجوكِ سامحيني أنتِ، لولاي لما حدث شيء من هذا لكِ"

بيكهيون تراجع بجذعه و استند إلى عارضة السرير يعقد ساعديه إلى صدره، بينما جويل على قدميه و أمه تحتضنها، يراقب ما يتفجر من عواطف جيّاشة بين أغلى إمرأتين على قلبه، أمه و زوجته.

تبسم ينظر إليهنّ، بعناقهنّ الحميم هذا قد تزحزحت معضِلة من طريقه.

وضع جويل برفق على السرير، ثم تركها لأمه أن تهتم بها، و خرج يلبي نداء أخيه لحديث خاص بالخارج، حالما إنفردا ببعضهما تحدث هيون جونغ.

" لقد سمعتُ الخبر عبر شاشة التلفاز، يقولون أن أربع من ورشاتك قد إنهارت اليوم، من بينهم تلك التي كنتَ فيها مع إمرأتك، لقد هبطت سعر أسهمك لأدنى حد، و الصحافة ينتظرون أن تعلن لهم عن إفلاس الشركة"

نظر بيكهيون إلى أخيه منكراً و قال.

" شربت شيء قبل أن تأتي؟!"

ربت هيون جونغ على كتف شقيقه و قال.

" ليتني كذلك، أسرع عليك نجدة أعمالك و إلا أعلنت إنهيارك حرفياً"

لعن بيكهيون بعصبية، لا يدري من أين تتصبب عليه المصائب، كلما خرج من مصيبة وقع في أخرى، و كأن السعادة لم تكتب له، تحرك إلى داخل الغرفة مجدداً، إقترب إلى جويل يحدثها.

" طرأ عمل عاجل لذا علي الذهاب، سأترككِ لدى أمي و يونا لذا لا تخافي، حسناً؟!"

ربتّ على وجنتها بلطف، و كاد أن ينسحب لولا أنها أمسكت بيده تقول.

" لست ذاهب لقتال أحد، أليس كذلك؟!"

نفى برأسه يطمأنها ثم ولى حديثه لأمه.

" لا، لا تقلقي علي، أمي من فضلكِ اعتني بها حتى أعود، و إن تأخرت خذيها إلى القصر"

إستوقفه هيون جونغ بقوله.

" سأرافقك!"

أومئ بيكهيون موافقاً، و خرج الأخوين إلى شركة أعمال بيكهيون، و بعد أن تجاوزا الرِواق معاً؛ خرج تايهيونغ بزي المستشفى ينظر ناحية عدوه متشفٍ.

" لم ترى شيء بعد يا بيون بيكهيون، كلما خرجت من مصيبة سأدخلك بأخرى أكبر منها، تأهب وحسب"

ثم نظر ناحية الغرفة التي تمكث بها زوجته، التي كانت في يوماً ما كل ما يملكه، و الآن ما عاد يملك شيء، لا هي و لا ابنته و لا حتى نفسه، لكنه يملك سلطة واسعة و مال وفير، ستكون أملاك كافية في هذا الحين.

" و أنتِ انتظري، دوركِ هو القادم"

لا يستطيع أن يُلقي عليها نظرة، فحرس بيون بيكهيون يطوقون المكان، لكن لا بأس، سيحصل على حقه من الجميع قريباً.

و هذه المرة لا هون و لا تهاون!!

..........

وصل بيكهيون شركته، فرأى كومة من الصحافة يشغرون رواق الشركة الأمامية، بصعوبة إستطاع تجاوزهم دون أن يجيب على إسئلتهم، و دخل بحراسة رجاله.

الموظفون منتشرين في كل مكان و رقعة، و يتحركون بفوضوية لتلبية أعمالهم، و إنقاذ ما بقي صالحاً.

صعد إلى مكتبه رفقة شقيقه، و تبعته جوي تقول.

" سيدي، مشروع فندق الواحة، و مراكز بلازا التجارية، و أحد المطاعم التابعة لإدارة المُحيط، كذا عيادة الطب النفسي جميعها إنهارت، و الشرطة أتت و أخذت المخططات و الملفات، لمعرفة أين المعضلة و أين وقع الخطأ"

جلس خلف مكتبه، و قال متنهداً يدعك صدغيه، فلقد أصابه الصُداع جرّاء ما يحدث، تلك المصيبة فاجئته.

" و كم مقدار الخسائر؟!"

نظرت إليه بتوتر و قالت.

" تصل إلى أربعمائة مليون دولار!"

رفع رأسه مصعوقاً ينظر لها بعينين متوسعة على آخرها، و هي خوفاً من نظراته أنكست برأسها تقضم شفتيها.

" و ماذا لو كان علي تسديد كل هذه الأموال؟! من أين آتي بها؟! أنا لو بعتكم جميعاً، و بعت كل ما أملك لن أحصل على هذا المبلغ، سأقتلكم حقاً لو كان هذا خطأكم!"

إنحنت إليه معتذرة.

" أعتذر سيدي عمّا بدر منّا من تقصير!"

صاح بقوة يقذف ما على سطح مكتبه حتى برزت أوداجه و أحمر وجهه.

" و ماذا أفعل بإعتذاركِ الأخرق، انصرفي عن وجهي!"

إنحنت إليه ترتجف لصيحته فيها، ثم خرجت على حافة البكاء، تنهد هيون جونغ و حدثه.

" دعنا نذهب إلى مركز الشرطة الآن لنرى ما في الأمر"

تنهد بيكهيون بعصبية شديدة و خرج إلى مركز الشرطة، هناك جلس أمام المحقق المسؤول عن القضية، و الرجل بعد أن صافحه و حيياه أوجز.

" على حسب تحقيقات و آراء الخبراء؛ فإن المهندس المعماري الذي قام بهذه التصاميم هو المسؤول عن الخراب الذي حصل، و عليه يترتب دفع الخسائر و المستحقات"

و بيكهيون هو المهندس المعماري الذي صمم هذه المشاريع، و فريق خبير من المهندسين قاموا بتمحيص كل تصميم على حِدا، فأنّى يكون الخطأ خطأه.

ضرب على طاولة المحقق و وقف غاضباً يقول.

" ماذا تهذي أنت؟! يستحيل أن يكون الخطأ مني، و إن إفترضنا أنه مني؛ إنني أوكل لجنة من المهندسين العباقرة و الخبراء، ليدققوا في تصاميمي من بعدي، ما تقوله مستحيل!"

تنهد المحقق و استقام يقول.

" إنني أتفهم مدى صعوبة الأمر عليك، و أدرك أنك رجل جسور، لكن أكبت غضبك و إلا حبستك بالتعدي على رجل دولة"

قهقه بيكهيون بصخب غاضب، ثم جذب الرجل من قميصه، و هسهس أمام وجهه يدحجه بعينيه الحادة.

" إن كنت رجل الدولة فأنا إبنها، و إن كنت تظن نفسك جسور كفاية لتهددني ففعل، و لأرى إن كانت تستطيع الدولة حمايتك مني حتى الساعة القادمة!"

أفلته بقوة، فسقط الرجل على كرسيه، و نظر إليه متحفزاً للقاتل، لكنه في ذات الوقت لا يجرؤ، فالذي أمامه حقاً إبن الدولة، و يستطيع أن يُطيّعها على حسب هواه.

خرج بيكهيون من مكتب التحقيق، و عاد إلى الشركة برفقة أخيه، استدعى رئيس القسم المالي، و كريس كان حاضراً بأمره.

جلس رئيس القسم مقابل شقيق الرئيس، ثم الرئيس إتكئ بذراعيه على مكتبه و شابك أصابعه على شاكلة جلسة زعامة فحسب.

" لقد وصلت المشكلة إلى المحكمة و لا أظن أنها سترأف بنا إن عملائنا اشتكوا عنا، لذا إنني أفكر أن أحلها مع عملائنا، و نعوضهم عن الخسارة عن طريق تجديد عقودنا، و تخلينا عن أرباحنا، كما سنتكفل بدفع ثمن المواد المتضررة، هل نقدر على سحب قرض ومع عائداتنا نكتفي؟!"

تنهد الرئيس و نفى قائلاً.

" لا أظن ذلك يا سيدي، فلقد سحبنا مبلغ كبير منذ عام و نصف، لتسديد ثمن الشاحنة التي سُرِقت منّا، و الآن سياسة البنك لن تسمح لنا بقرض آخر و نحن لم ننتهي من تسديد القرض الأول"

تنهد بيكهيون و صرفه، ثم تحدث علانية مع كريس أمام أخيه.

" ماذا عنا يا كريس؟! لو بعنا كل البضائع في المستودعات، أستكون كافية؟!"

نفى كريس قائلاً.

" لا سيدي، و إن فعلنا سنكون قادرين على تسديد مشروع واحد، ما زال هناك ثلاثة أُخر"

حينها تدخل هيون جونغ بالحديث و قال.

" أيُ بضائع؟!"

أجابه بيكهيون.

" Prive علامتي التجارية للثياب"

تنهد بيكهيون ثم نهض عن كرسيه يفكر في حل، الحل الوحيد الباذخ أمامه هو أن يعلن أفلاسه، و يبيع كل ما يملك، ثم يكون محتاجاً من جديد، و هنا أبيه سيأتي ليفرد عليه عضلاته، و أعداءه سيتكالبون عليه.

خرج من الشركة بعد أن يأس من إيجاد حل لمعضلته داخلها، ثم اتصل بوالدته ليطمأن على زوجته، فعلم أن جويل تكاد تخرج من المستشفى، لذا توجه إلى هناك.

حينما وصل وجدها تقف قُرب البوابة بإنتظاره، و ما إن رأته يتقدم بسيارته إبتسمت، شعر بصدره ينشرح لإبتسامتها البشوش التي تقصده فيها، و بكل صدق لقد هوّنت عليه.

تقدم إليها، و مد لها ذراعيه كي تستند عليه، بدلاً من أمه و زوجة أخيه، تبسمت تقترب منه، ثم تمسكت بعضديه و سارت بعونه.

" امشي بخفة كي لا تتألمي"

أومأت إليه و سارت كما سيّرها، بالكاد يجعلها تسير خطوتين ثم يجعلها تستريح، حتى وصل بها إلى السيارة حملها إليها، ثم صعد بجانبها كي تتكئ عليه.

أسند رأسها إلى كتفه، و أحاط كتفيها حامياً ظهرها من أي إصطدام، ركنت رأسها على صدره بهدوء، و أغمضت عيناها تستنشق رائحته العبقة.

كان هادئ صامت على غير العادة، لا يقول شيء و لا يشاكسها، إنما هو يتنهد كل فينة، و يحرك قدميه بشيء من العصبية.

حركت رأسها حتى نالت وجهه الوسيم ببصرها، ثم قالت.

" بيكهيون، ما الخطب؟! لستُ أراك بخير"

زيف إليها إبتسامة، و بأطراف أنامله رفع شعرها عن وجهها يقول.

" لا شيء، ضغط في العمل فحسب"

و رغم خبرتها القليلة به عن حب؛ كانت قادرة أن تفهم أن تلك الإبتسامة مزيفة، إصطنعها ليرضيها فحسب.

حينما يبتسم بصدق عيناه تبتسم معه، و حينما يكون سعيد تلمع عينيه، بخلاف ذلك كما الآن، عيناه قاتمة و لا تبتسم.

" أيضايقك شيء؟!"

نفى برأسه، ثم أعاد رأسها إلى كتفه كما كان، حينها همست.

" ربما إنشغالك بي عطلك عن عملك، يمكنك أن تتركني و تذهب إلى عملك، أنا سأكون بخير"

نفى مجدداً حينما قال بهدوء.

" أخبرتكِ ألا تقلقي بشأني، و ثم إنني لن أفوَّت الفرصة لأعرفكِ بابنتي"

حينها أمسكت بيده التي على وجنتها و قالت.

" تعلم أنني هنا من أجلك متى ما احتجتني؟!"

أومئ إليها باسمة شفتيه، بصدق تبسم، على الأقل هي ما زالت معه، و ستبقى له للأبد، مهما كانت خساراته كبيرة؛ لا تكون تُذكر إن قارنها بها.

   عادت جويل لتتكئ على كتفه، لكن قلبها ليس بمرتاح كما حالته، هي تشعر به و بهمه، و الأسوء أنه لا يخبرها ما بأسه، ذلك يجعل أفكارها تنشئ بسوداوية في مخيلتها.

حينما وصلوا القصر؛ ساعدها لتنزل من سيارته، و قُبيل دخولها كانوا قد تحاشدوا خدم القصر على الشبابيك، لا يصدقون ما يرون.

سيد القصر بيكهيون يقود زوجته التي كانت تكرهه كثيراً، و هي تبدو سعيدة راضية كلياً!

دخل بها إلى القصر، حينها انحنوا لها الخدم يرحبون بها، و هي انحنت لهم شاكرة إستقبالهم لها، لولا أن بيكهيون أقامها سريعاً و زجرها بغضب.

" لا تنحني و ظهركِ مُصاب يا فتاة!"

كان قد أزعجته فعلتها بحق، لكنها نظرت إليه، و على عكس ما هو متوقع ضحكت تعتذر إليه.

" أعتذر، لقد نسيت أن ظهري مُصاب يا رجل!"

ضحك الجميع و من بينهم هي، إلا أنه مرر بصره عليهم يزجرهم، فانحنوا له معتذرين ثم انصرفوا، ثم بيكهيون وخز خصرها بسبابته قائلاً.

" تحبين أن تجعليهم يضحكون عليّ دوماً، أليس كذلك؟!"

أومأت و إنفلتت من فاهها ضحكة، حينها إرتفع حاجبه عن ناصيته مغتاظاً و هدد.

" حسابكِ معي بعدما تتعافي"

أمسك بيدها ثم قادها إلى الداخل، ثم ساعدها للجلوس على الكنبة مع عائلته، و ما إن جلست حتى سمع صوت ضحكات مرحة و مشاغبة تأتيه من خلفه، حينها إلتفت و تفلتت منه ضحكة.

إنهما جيني و بيرل يتسابقنّ حبواً على مؤخراتهن، و كلتاهن يصرخن بين ضحكاتهن.

" بابا"

جثى على قدميه و فتح ذراعيه لكلتا الصغيرتين، حينها تحفزنّ ليسرعنّ في حبوهنّ كما لو أنه سباق تفوز فيه من تصل إليه أسرع، حينها ضحك بيكهيون و قال.

" مؤخرة جيني سمينة، بيرل سبقتها"

إرتفعت ذراعيّ بيرل إليه، كي يحملها حينما فازت بالسباق على أختها، فحملها بيكهيون على ذراعيه، و أخذ يقبلها و هي تضحك، و تحرك قدميها بقوة سعادة.

جويل كانت تراقب ذلك بعينين دامعة، أخيراً بيرل تضحك، لكن جيني حينما وصلت لاقت قدميه فحسب، لذا تبشثت ببنطاله ،و ادعى هو أنه يتجاهلها ليرى ما هي بفاعلة.

حينها الصغيرة بكت، و هي تتشبث بساقه و تردد.

" بابا... بابا"

سُرعان ما انحنى ليلتقطها على ذراعه الأخرى، و أخذ يقبلها ليراضيها.

" حبيبة بابا، لا تبكي!"

قَبَّل وجنتيها فرضيت و عادت تضحك معه من جديد، جلس بجانب جويل و الفتاتين في حضنه.

نظرت جويل ناحية الصغيرتين ثم حملت عنه بيرل الأقرب إليها، قبلت وجنتيها و أجلستها على قدمها، ثم نظرت للصغيرة الأخرى التي تنظر إليها متسعة العينين، تستهجن الخِلقة الجديدة عليها.

حينها ضحكت جويل و مدت لجيني يدها، لكن الصغيرة تشبثت بقميص أبيها، و خبأت نفسها فيه، حينها ضحك و قال.

" هي لأول مرة ترى شعراً أشقر و عيون خضراء، لربما هذا يجعلها لا تقبلك"

شكلت شفاهها على شكل دائرة ضيقة، ثم نبست تتحدث إليه.

" اووه! لا أظن ذلك! هي فقط لا تعرفني"

ناولته بيرل من حضنها ثم أخذت عنه جيني، أجلستها في حِجرها و الصغيرة لا تكف تنظر إليها بتلك الطريقة المُريبة، حينها داعبت جويل وجنتها و قالت.

" مرحباً يا جميلة، أنا أمكِ الثانية!"

و جيني الصغيرة ما إستجابت لها سريعاً، إنما هي نظرت إلى أبيها، و برمت شفتيها على وشك البكاء تريده.

حينها جويل قَبَّلت وجنتها و أخرجت من خلف ظهرها دُمية، جيني حينما رأت الدُمية أخذت تحرك أطرافها بصخب جعلت الجميع يضحك، لذا أعطتها جويل الدمي، و جيني ضحكت ضحكة أقرب إلى الصراخ فرحاً جعلت أبيها يضحك رغم المصيبة التي تتشرب حِسه.

قبّلت جويل وجنتها من جديد، حينها بكت بيرل الجالسة على قدم بيكهيون، فربما الصغيرة تدرك معنى الغبرة و لا تريد أن تشاركها جيني بأمها، فأخذ يهزها بيكهيون على قدميه حتى تهدأ، و لكنها لا ترضى.

حينها تبسمت جويل إلى طفلتها، و قدمت لها دمية كالتي أعطتها لجيني، فتوقفت الصغيرة عن البكاء، حينها بيكهيون قبّل وجنتها و قال.

" منذ اليوم سنحضر من كل شيء اثنين، لذا يا أمي ضعي سرير آخر بجناحي لأجل بيرل"

أومأت السيدة باسمة بينما تنظر إلى ابنها و عائلته بعيون تمتلئ بدموع الفرح، الأم ها هنا ما تخليت أن لابنها هذا سيكون عائلة يوماً ما، أن يكون أب حنون و زوج جيد كما هو ابن صالح، لكن صغيرها لطالما كان كبير القوم و رأسهم، المسؤول عن كل جلبة تحدث، الرجل الذي يقوم الناس على هواه و لا يُقوَّم.

وصل بيكهيون إتصال جعل سِنحته تنقلب كلياً، فنهض من بين عائلته ليتحدث بعيداً عنهم، بعد أن وضع بيرل مكانه.

راقبته جويل يبتعد، يقف متخصراً، ثم يدلك صدغه، ثم عنقه بعصبية، حينها تحدث هيون جونغ، و جذب إنتباه جويل.

" بيكهيون على وشك أن يُفلِس، لقد إنهارت أربع ورشات قيد البناء، و الشرطة تقول أن الخطأ في التصاميم الذي قد صممها، لذا عليه أن يدفع مبلغ يُقارب النصف مليار دولار، و إلا إنهارت كل أعماله و أفلس"

شهق الجميع متفاجئاً، و جويل إتسعت عيناها بلا تصديق، حينها تحدثت يونا.

" و ماذا سيفعل؟!"

تنهد هيون جونغ و نفى برأسه قائلاً.

" لا أدري، هو لن يرضى بأن يطلب من أبي شيء، و أنا أملك مكتب فحسب، لذا لا أقدر على مساعدته، كذا البنك لن يقرضه مبلغ كبير كهذا و هو عليه بعض الديون للبنك بالفعل، الخيار الوحيد أن يبيع كل ما يملك و يسدد المبلغ، أو أنه سيخسر كل شيء و فوق ذلك سيُسجَن"

و انخرط الجميع في صمت حينما عاد بيكهيون يجلس في مكانه بينهم، كان غاضب السِنحة و واجم الوجه، حتى أنه لم ينظر إلى الصِغار، هو فقط أغمض عينيه و أسند رأسه إلى الأريكة.

راقبته جويل بصمت لبضع ثوانٍ، إنه يصر على أسنانه بالخفاء و حدقتيه تتزعزعان بتوتر، وضعت يدها فوق يده تحاول مواساته، و رحب بها حينما أمسك بأناملها بين أنامله و ما قال شيء.

لوهلة أخذت تفكر، تحاول أن تساعده في مصيبته هذه، في النهاية طلبت منه عبر همس قرب أذنه.

" بيكهيون، أريد أن أتحدث معك قليلاً"

رفع رأسه ينظر لها و أومئ، ثم نهض و أنهضها معه، جعلها تتكئ عليه بينما يسير هو بها خارجاً، عندما أصبحوا في حديقة القصر طلبت.

" خذني إلى الملحق"

سار بها إلى المُلحق، و ينما تمر بحوض الماء معه؛ تذكرت يوم آتى لها بكوب قهوة، و عرض عليها العون في دراستها.

يوم مشى من هنا يحمل سلة الفراولة و الكرز التي ردتها له، يومها سار يأكل أمام حرسه، و تركها تحترق بغيظها، كان فعلاً لا متوقع منه.

الكثير من التفاصيل الجميلة كذا السيئة قد حدثت هنا، و لكن بما أنها وعدت نفسها أنها بداية جديدة و وعدته، ستنسى ما تقدر على نسيانه من ماضيهم الأسود آملين بمستقبل أفضل.

دخلت إلى الملحق حينما فتح لها قفل الباب، و سُرعان ما توجه بصرها إلى السقف، حينها إبتسمت تقول.

" لقد تعمدت أن تصممه زجاجي هكذا، كي تستطيع رؤيتي عبر شُرفة جناحنا"

تبسم للذكرى و أومئ، ثم رفع رأسه ناحية الشُرفة و قال.

" كنتُ أراقبكِ من فوق طالما أنتِ هنا"

همهمت و حركت عيناها فيه، إنه مغبر قليلاً و على لمساتها الأخيرة لكن لا بأس، سيعود أجمل مما كان، حتى و إن أنهت دراستها.

" فلنستغله لاحقاً بشيء مفيد"

همهم يتخصر بينما يتحرك في الملحق يقول.

" إن بقيّ مُلكاً لي"

و رغم أنه قالها بصوت منخفض كي لا يتسرب إلا سمعها لكنها سمعته، تقدمت إليه من خِلاف و وقفت خلفه.

إزدرئت جوفها بخجل، و قضمت شفاهها بحرج بينما ترفع ذراعيها، تدور برأسها فكرة جريئة و تتحرق لتنفذها، كيف تكون ردة فعله يا ترى؟! هل سيحبها منها؟! هل ستستطيع مواساته و الحديث معه بهدوء؟!

أخذت نفساً عميقاً و أغمضت عيناها تمد نفسها بالشجاعة، ثم بالفعل تشجعت و أحاطت بخصره من خِلاف حتى عقدت كفيها فوق معدته، جعلته ينشز مستنكراً و راح قلبه ينبض أصخب من طبل رنّان، أما جويل فأستيحياءً منه خبأت وجهها بظهره لفينة حتى استجمعت نفسها.

و بيكهيون إزدرئ جوفه، ثم إنحدرت يده إلى يديها فوق معدته، و حرك عنقه يميناً لعله رأى منها شيء، لكنه لم يستطيع.

تحدثت بخجل لذا خرج صوتها منخفض النبرة.

" أنا و أنت، ألسنا واحد؟!"

همهم لها و ابتسم، فأتبعت.

" ذلك يعني أن همك همي و فرحك فرحي، و أننا معاً في السراء و الضراء، في الرخاء و في الكفاح، أليس كذلك؟!"

همهم مجدداً و أمسك بيديها، فرفعت رأسها عن ظهرها، و تحركت إلى جنبه ليراها خلفه.

" إذن لماذا لم تخبرني بشأن عملك؟!"

إلتفت لها متنهداً، ثم مسح على شعرها يقول بهدوء.

" لستُ أخفي عنكِ بقصد سيء، أنتِ مصابة و يكفيكِ ما بكِ، ما أردتُ أن أزيدكِ توتراً، سأكون بخير، لا تقلقي علي، سأخرج منها"

تنهدت حينها، و عقدت ساعديها إلى صدرها تقول.

" و كيف ستخرج منها بيكهيون؟! أستبيع القصر و أعمالك و كل شيء تملكه؟! ثم أين سنعيش؟! لا تنسى أن هناك ابنتك عليك تأمين مستقبلها"

رفع سبابته ليوكز بها ذقنها بخفة يقول.

" تصحيح، لدي ابنتين، و هنّ فقط ما يجعلني عاجزاً عن المخاطرة، إن أُغلِقَت كل السُبل في وجهي، حينها أنا بالفعل مضطر لبيع كل أملاكي"

ربَّت على رأسها ينوي الإنسحاب و إنهاء الحديث إلى هذا الحد، لكنها أمسكت بقميصه تمنعه من الإنسحاب من أمامها، ثم قالت.

" أنا سأعطيك مالاً، كان عليك إخباري فحسب"

و ذلك ما جعله يفكر في الإنسحاب، كان يعلم أنها لربما تعرض عليه عونها، لكنه مال دو في النهاية، و بغض النظر عن ذلك؛ هو لا يأخذ مالاً من أحد و لا حتى زوجته، لأننه ببساطة رجل ذو كرامة و رئيس وقور، المال ماله و المُلك ملكه و إلا فلا يريده.

لذا كان رد فعله أنه سرعان ما بدى رفضه و إمتعاضه إلى ما قالت، لكنها وضعت إبهامها على شفتيه لا توفر له الفرصة لصدها، بل هي قالت المزيد.

" لا يحق لك أن ترفض، هذه الأموال ليست لأجلك فحسب، بل لأجل أطفالنا و العائلة، ثم أنني لن أسمح أن أراك تخسر أمام أبيك، أو أرى أعدائك يشمتون بك، و أنا لا أفعل شيء رغماً عن قدراتي، هذا واجبي كإمرأة لك، لستُ أُفضِّل عليك."

رفع يدها عن شفتيه بعد أن دور عينيه في محجريه و ما تأثر رفضه بكلامها، قائلاً.

" أنا لن آخذ منكِ قرشاً يا مرأة، أخبرتكِ أنني سأتدبر الأمر وحدي، ثم أنه مبلغ كبير لا تستطيعين عليه، من أين ستأتي به؟!"

سُرعان ما أجابته.

" أنت تعلم أن المستشفى ليست باسمي فحسب، و إنما كل أرباحها تدُر في حسابي، و أنا حقاً لا أحتاج لكل تلك الاموال، خذها، و إن إحتجت المزيد سأسحب قرضاً على إدارة المستشفى، و إن اضطررنا سأبيعها، هي ليست بتلك الأهمية لي"

رفض نافياً برأسه ما قالت، ثم تحرك ناحية الباب قائلاً.

" أخبرتكِ أنني لن آخذ منكِ قرشاً، لا تشغلي بالكِ في الأمر، اهتمي بنفسكِ و ببناتي فحسب، سأكون شاكراً إن فعلتِ"

تقدم إليها ليمسك بيديها، و سار بها خارجاً لا يسمح لها بقول شيء، فكلما حاولت قول شيء نظر لها كي تصمت، حينها تبعته بصمت، و بحق عيناها لمعت بالدموع.

لا تفهم لِمَ لا يقبل منها المال!
لأجل كرامته و نزعته الرجولية التي تقص يد حاجته إن إمتدت إليها، لأنها إمرأة أم لأنها دو؟!
بالنسبة له، يفضل أن يفلس و ينتهي بالشارع على أن يأخذ المال منها!

دخلت بعنايته إلى صالة الجلوس، و ساعدها بالجلوس بينهم من جديد، ثم تحرك ليجري مكالمة بعيداً عنهم قليلاً، و هي راقبته حتى إبتعد قالت لعائلته.

" أنا سأدفع المال اللازم، سأطلب من مدير المستشفى أن يأتي بالمال"

نظرت السيدة هانمي لها و قالت.

" بيكهيون يعلم؟!"

أومأت جويل.

" يعلم لكنه يرفض"

تنهدت السيدة كما الجميع ثم قالت.

" إذن لا تفعلي يا ابنتي، علاقتكما لا تتحمل أي تصدعات، و هو لا يقبل أن يعصيه أحد، كما أنكِ تعرفين ذلك"

لكن جويل رفضت قول السيدة حينما ردت و قد عقدت حاجبيها.

" لكنكِ تعلمين أن رفضه ليس بمكانه، أسبابه للرفض ليست قوية أمام خسائره، هو يرفض لأنني إمرأته و ابنة دو!"

أشارت لها السيدة بعينيها أن تصمت عندما عاد بيكهيون إليهم و قد إزداد وجهه وجوماً، فقالت جويل.

" الأمور تتعقد أكثر، أليس كذلك؟!"

ما أجابها، إنما هو جلس بجانبها، و تنهد يدعك صدغيه، حركت واجهتها إليه و قالت.

" بيكهيون أقبل مني المال فحسب، لِمَ كل هذا العناد؟!"

ركل الطاولة بقدمه بعصبية ثم صاح.

" أخبرتكِ ألا تتدخلي بعملي، لِمَ لا تفهمين؟!"

هزتها صيحته بها، لكنها حبست دموعها رغماً عن العَبرة، و استرسلت.

" لِمَ كل هذه العصبية؟! إن كان المال الذي أقدمه لكَ يعُض على كبريائك فاعتبره ديناً أو اشركني معك بعملك فحسب، أنت تُضيع مستقبلنا و مستقبل الأطفال فقط بسبب هيبتك"

تخصر ينظر إليها بعصبية و كاد أن يرد بردٍ قاسٍ يجعلها تبكي بحق، لوما عائلته ساندوها ضده، حينما قالت أمه.

" بيكهيون استمع إليها يا بُني، أن تكون زوجتك شريكتك أفضل من أن تخسر كل عملك"

و هيون جونغ أيّد.

" نعم يا أخي، لا تنسى أن هناك الكثير من الناس ينتظرون سقوطك كي يدقوا عنقك، أنه الخيار الأفضل الآن"

حينها وقفت جويل و اقتربت إليه لتمسك بيديه على مرآهم رغم خوفها من عصبيته، و قالت.

" نعم أرجوك أقبل، لا تجعل جهدك يذهب سُدى، لا تجعلنا نحتاج أحد فيما بعد، و بيننا أطفال من مسؤوليتك أنت أن توفر لهنّ حياة كريمة، لذا أرجوك خُذ المال و تصرف به، لا ترفض لأجل الصِغار على الأقل"

تنهد بيكهيون يمسح وجهه مهموماً، ثم وقف متخصراً من جديد، و أومئ قائلاً.

" حسناً و لنكن شُركاء"

كادت أن ترفض، لكنه رفع سبابته محذراً و قال.

" و إلا ما قبلتُ بمالكِ"

سُرعان ما أومأت موافقة.

" حسناً فلنكن شركاء، كما تريد"

حينها بادرت بمعانقته فرحة، فابتسم بخفة و تبدد غضبه كذا قلقه و احتضنها بلطف إلى كُنفه، حينها قالت قرب أذنه.

" شكراً لك، الآن حقاً أنا و أنت واحد"

مسح على شعرها، ثم قَبَّل رأسها بخفة يقول.

" أكره أن أكون شاكراً لأحد، لكنني سأكون شاكراً لكِ."

قهقهت بخفة في كُنفه، ثم رفعت رأسها عن صدره، لتنظر في وجهه المليح تقول.

" بدلاً من أن تكون شاكراً لي، خذني برحلة في شهر العسل"

قهقه بخفة ثم أومئ إليها باسمة شفتيه.

" حسناً سنذهب حيث تريدين"

و كانوا خارج نطاق مكانهم لولا أن صوت الحمحمات من خلفهم إرتفعت قُبيل تقارب الشِفاه، حينها نشزت جويل بكتفها و تذكرت أنهم ليسوا وحدهم.

و من باب الخجل و الدلال تحركت لتختبئ بظهر بيكهيون فضحكوا، حينها وقف بيكهيون متخصراً و رمقهم بغضب يقول.

" من يجرؤ أن يضحك على زوجتي؟!"

كمكموا ضحكاتهم بالقوة إلا أن جيني و بيرل يضحكنّ بلا سبب، ربما لأن الكِبار يضحكوا، حينها ابتسم بخفة و أشار لصغيرتيه قائلاً.

" فقط بناتي يستطعنّ أن يضحكنّ علينا"



............................




خرجت جوي غاضبة من مكتب رئيسها ثم تحركت لتتصل خفيّة بشريكها في المكيدة، حتى أجاب تايهيونغ قالت.

" لقد ذهب كل جهدنا سُدى"

تايهيونغ كان يعمل في شركته، يضع تلفازه على إحدى القنوات الإخبارية الوطنية، بإنتظار أن تذيع القناة الخبر الذي يريد، و حينما تحدثت جوي هبّ معتدلاً بجلسته خلف مكتبه قائلاً.

" كيف ذهب؟! ألم تقولي لي أنه سيعلن إفلاسه اليوم؟!"

تنهدت تومئ ثم قالت.

" نعم قلت، لولا أن تدخلت زوجتك الفاضلة، و اعطته مالاً عوض به كل خسائره، لكنت قد ملكت قصره الآن!"

من العصبية لكم تايهيونغ مكتبه بقوة، ثم رمى بجهاز التحكم بعيداً عنه، وقف يسند ذراعه إلى خاصرته، و إلتفت ناحية الحائط الزجاجي ينظر إلى المدينة.

" تلك اللعينة!"

الخُطة كانت أن يفلس بيكهيون، بعد أن تلاعبت جوي بقياسات التصاميم، ذلك قبل أن تخرج للتنفيذ، و عبر أوامر مباشرة من تايهيونغ، و بتوجيهاً من مهندسين محترفين.

لولا تدخل جويل لأستطاع أن يحكم قبضته حول عنق بيون بيكهيون و سيكسرها بسهولة آنذاك، كان سيجرده من كل شيء ثم يلقي به، ثم هو يستعيد ابنته و يعذب أمها عمّا فعلته به.

لكن جويل نزعت الخُطة برمتها، كما تفعل دوماً.





....................





دفع بيكهيون المُستحقات التي عليه، ثم قرر أن يعمل إجتماع مغلق مع نُخبة مهندسيه، ليحقق بالخطأ الذي وقع و ما مصدره.

وقف بيكهيون أمام تصاميمه مدهوشاً حينما إكتشف الأخطاء الفادحة بالقياسات، ضرب الطاولة بيده بقوة و قال.

" من المسؤول عن هذه الأخطاء؟! كيف تغفو أعينكم عن خطأ فادح كهذا؟! الخطأ منكم أنتم ليس مني، أنا وضعتُ قياسات دقيقة، من فعل ذلك؟!"

وقف مهندس، شاب هزيل الجسد، فوجه بيكهيون نظره إليه، و الشاب بلا زجر بيكهيون خائف، فكيف يكون بها؟!

" سيدي لا أظن أن الخطأ منّا، أستطيع أن أجلب لك النسخة المتوفرة في قسمنا"

أشار له بيكهيون أن يتحرك ليأتي بها، ففعل الشاب و خرج ثم بعد غياب طال لبضع دقائق، عاد يحمل التصاميم و عرضها على رئيسه.

تناولها منه بيكهيون و دقق بين التصميمين، فوجد أن قياسات القسم صحيحة، بينما القياسات في التصميم الذي بُعِثَ للتنفيذ ملعوب بها.

هذا يعني أمراً واحد، بأن أحد ما خانه و عبث معه، هذا الخائن يعمل معه و يهدف إلى تدميره، هو عليه إكتشاف هويته و معاقبته على طريقة مخازنه الممنوعة.

" من إستلم التصاميم من بعدكم؟!"

تحدث ذات الشاب الهزيل قائلاً.

" الآنسة جوي من حوّلته للتنفيذ"

عقد حاجبيه بلا فهم و قال.

" لكنها تُحوَّل عادة إلى قسم التنفيذ"

أومئ الشاب و قال.

" نعم سيدي، لكنها قالت لي بأنك أمرتها بنقل التصاميم إلى قسم التنفيذ، كي لا تفقد أحدها"

وقف بصمتٍ لثوان يفكر في الأمر، جوي ليست جريئة كفاية لتفعل شيء كهذا، ثم إن التلاعب بالقياسات بدى فعل خبير و جوي مجرد مساعدة شخصية لديه، تدير جدوله و تشرف على إتصالات عمله.

ثم أنها أم ابنته، إفلاسه يعني ضياع مستقبل ابنتها، و كما أنه لن يستطيع حينها أن يدفع لها مصروفاً شهرياً بالإضافة إلى راتبها المرتفع، هي لن تخاطر بحصيلتها من المال على الأقل.

إن كانت هي -و هو يستبعد هذا الإحتمال- فإنه بالتأكيد هناك من يدعمها، و إلا ما استطاعت تنفيذ عمل دقيق كهذا وحدها، كما أن الذي تستند عليه يؤمّن حاجياتها المادية، لذا استغنت عن بيكهيون و خانته.

خرج من قاعة الإجتماعات، و أمرها بملازمة مكتبها حينما لحقته، ثم بخفية أمر كريس بأن يمنعها من مغادرة مكتبها حينما هاتفه، و توجه بيكهيون إلى قسم الأمن؛ ليتحقق من كاميرات المراقبة.

" حقق بكاميرات مكتب مساعدتي جوي"

ما لا يعلمه موظفوه أن كل مكتب في شركته مراقب عبر ثلاث كاميرات خفيّة، إنه يحتاجها الآن.

و بلا مبالغة، ويلاً لجوي إن كانت خائنة!!



...............................



أكلتِ هوا يا جوي، خلص ودعوها ماتت
البنت🙃 سوري للريفولفز😂

سلااااااام🌚


ميرسي عاد ليناضل في الجامعة، يعني التأخير طبيعي، منيح اني قادرة اتنفس لحد الآن.

و رغم انو البارت هذا استهلك مني ثلاث أيام تعديل لكني مش راضية كلياً عنه!

مع العراق و العراقيين دوماً♥️

البارت القادم بعد 300فوت و 300كومنت.

١.رأيكم ببيكهيون؟!

علاقة بيكهيون و جويل؟

تصرف بيكهيون مع دي او؟!

رفض بيكهيون مال جويل و كيف واجه المشكلة؟!

ماذا سيفعل بجوي؟!

٢.رأيكم بجويل؟!

معاملتها لبيكهيون؟!

عرضها المال لبيك و اصرارها على مساعدته؟!

٣. رأيكن بجوي؟! و ماذا سيكون مصيرها؟!

٤.رأيكم بتايهيونغ؟ و ماذا ستكون مكيدته التالية؟!

٥.رأيكم بدي او؟ و ماذا سيكون رده على علاقة بيك و جو؟!

٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love 3k



© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH76|| طُرف الحب
Коментарі