Chapter Fifty-three
" محاذير"
على أعتاب الجناح وقف ينظر بالإمرأتين، جويل التي أصاب بها الذعر ما أصاب كادت أن تسقط لولا أمل ضئيل جداً في داخلها أنه لم يسمع شيئاً مما قيل.
عاد الحارسين و قد أدركا أن السيدة الشابة قد خدعتهما، إنحنى كلاهما له و اعتذر أحدهما.
" نعتذر يا سيدي، لقد غافلتنا السيدة كي تدخل"
دون أن يقول شيء أخذ من على خصر إحدى الرجلين سلاحه، وقتها صرخت نانسي مذعورة و جويل انكتمت أنفاسها.
دفع الرجل خارجاً و أغلق الباب جيداً، هو و هنّ فقط من في حدود هذا الجناح، هنا حيث سيمارس ما إعتاد عليه دوماً، القتل!
سدد فوهة السلاح بإتجاه نانسي لتغمض عيناها سريعاً و تصرخ مرتعبة.
" أرجوك يا أخي، أنت لا تفهم شي، أنه سوء فهم"
إقترب من شقيقته الجالسة على سريرها، صعد بإحدى ركبتيه دون الأخرى ثم وخز صدغها بفوهة السلاح ليهسهس.
" أنتِ اخرسي"
أومأت له سريعاً و ما إستطاعت أن تتنفس إلا عندما إبتعد و حمل السلاح عن صدغها، نهض من إتكائه و توجه بخطوات غاضبة إليها.
وقف أمامها ثم رفع المسدس ليضع فوهته في صدغها، أغمضت عيناها سريعاً و حبست أنفاسها.
بفطرة أموية لم تخف على نفسها بقدر ما خافت على جنينها، رفعت يديها إلى بطنها و أحاطته بحرص.
نظر إلى يديها ترتفع إلى بطنها و تحتضن جنينها رغم إرتعاشها، رفع بصره إلى وجهها، تكاد تختنق لشدة خوفها و عيناها بالفعل أسرفت دموعاً لكنها صامتة.
صامتة لأنها إعتادت أن تهاب الموت و هي بين يديه، صامتة لأنها أعتادت أن تعيش برعب و تتوقع موتها في كل حين و هي برفقته.
تعلم جيداً أن مغتصبها الذي بطريقة ما أصبح زوجها سيكون قاتلها!
" لا تقتلني و أنا أحمل في رحمي طفلك، حتى ذلك الحين أرجوك!"
اليوم تملك دافعاً لتعيش من أجله، عليها أن تعيش لأجل طفلها على الأقل حتى تهبه الحياة و في سبيل ذلك ستفعل أي شيء مثل التوسل و الكذب.
" ما دمتِ تخافين الموت على يدي، لماذا ترمين بنفسكِ إلى التهلكة؟"
ما أستطاعت أن تتمسك بشهقات بكائها الصامت عندما همست بصوت يختنق لكثرة ما أصابها الرعب.
" أنا آسفة، أرجوك"
ما أستطاعت حتى أن تزفر أنفاسها عندما رفع المسدس عن رأسها، فتحت عيناها على صوته يهمس في أذنها، تشعر بأنفاسه الساخنة تحرق جلدها بحرارة غضبه.
" أياكِ أن تخالفي أمري مجدداً، أتفهمين؟"
نظرت إلى وجهه قابضة حاجبيها و عندما ارتفع حاجبه بسخط لإستعجاله الطاعة أطاعته بإيمائة و همسة.
" حسناً!"
أمسك بيدها ثم خرج من جناح شقيقته، أغلق باب الجناح على شقيقته مجدداً ثم قال يحدث حرسه.
" لا تصدقوا ما تقوله مجدداً"
أومأ له الرجلين و هو سحبها خلفه إلى جناحه بينما يتمتم.
" أعذرهما أنهما صدقا هذا الوجه البريء الذي تملكينه"
كل هذا الترهيب و الإرهاب كان لأنها دخلت جناح شقيقته فقط!
هي الآن متأكدة لو أنه سمع ما قيل داخل الجناح لأسرف من وقته لحظة ليضع رصاصته في منتصف قلبها.
شهقت بخفة بينما تسير خلفه و صفعت جبهتها براحتها تلعن غبائها، الجدران مانعة للصوت، كيف نست ذلك؟
نظرت إليه ثم تنهدت، أتلوم من الآن، غباء نانسي بسؤالها أم غباء ردها أم غباء اللحظة التي دخل بها؟!
أدخلها جناحه ثم أغلق الباب بعد دخولهما لتزدرئ جوفها تخوفاً ثم تنهدت تراقبه يقترب من دُبر.
" أتحبين عنادي أم إستفزازي؟"
إلتفتت إليه كان يبدو أكثر هدوئاً.
" لا هذا و لا ذاك، قصدتُ إسداء النُصح"
إقترب منها و همس بينما ينظر في عينيها عن قُرب.
" و بأي حق تفعلين؟"
لم تمهل نفسها ثانية واحدة حتى لتفكر، كان أكثر أجوبتها عفوية.
" زوجتك"
الآن فقط يرغب بالمزيد، أن تقول الكثير و تبرر، أن تتكلم حتى تنتهي الحروف، أن يستمع حتى تذوب الحروف في أذنيه.
" بحق أنني زوجتك و كيونغسو شقيقي و كل ما يحدث بسببي."
يعجبه القول كثيراً، رغم أنه لا يظهر ذلك و لكنه سعيد بما قالته لتوها.
" و ماذا قلتِ لها؟"
بثبات أجابته.
" ما حاولت أنت قوله في الصفعة التي عنفتها بها"
أومئ لها بينما ينظر في ملامحها التي بدأت تنكمش بتوتر، خجول هي إثر ما قالته لكنها الحقيقة التي لا يمكن تغييرها، إنها بيون جويل حرم السيد بيون بيكهيون.
أنام أصابعه على وجنتها و مال رأسه قرب شفتيها ثم همس ضدهما.
" لا تتدخلي في هذا الشأن مرة أخرى"
أنهى قوله بقبلة خفيفة لامست شفتيها ثم ذهب من أمامها ليرتدي ثيابه، لقد آتى بها من هناك بثوب الإستحمام فقط!
تنهدت بعدما رأته يدخل غرفة الثياب و جلست على طرف السرير تضع يدها على قلبها الذي ينبض بقوة و كأن الحياة تلفظ أنفاسها الأخيرة فيه.
لم تعيش هذا الرعب منذ وقت طويل لذا تصرفه المفاجئ هذا كاد أن يسبب لها نوبة قلبية.
بعدما خرج من الغرفة و تقدم ناحية ركن السرير وجدها تنام على طرفه، تبسم بخفة و أقترب إليها.
تلك المرأة أصبحت تجيد الرد عليه و لا تخشى الحديث معه كما السابق، إنه الأعتياد الذي يجلبه الزمن و طول المعاشرة.
حملها برفق على ذراعيه و أنامها في حصتها من السرير، خلع عنها حذائها ثم دثرها جيداً بالغطاء، هو لأول مرة يعتني بها بل إنها المرة الأولى أن يعتني بأي أحد.
لذة الشعور الأول من كل شيء جميل تكون مختلفه كما الآن تماماً، يتمدد متكئاً برأسه على مرفقه و ينظر في وجهها الجميل.
حاجبيها الرفيعين، رموشها الطويلة، أنفها المستقيم، شفتيها المكتنزتين، وجهها في غاية الجمال و ما يزيدها جمال هو شعرها الذي بلون الشمس يندثر على الوسادة أسفل رأسها.
عندما رأى والدتها علم من أين أتت بألوانها الفريدة، إنها تشبه والدتها كثيراً.
وضب خصل شعرها ببهاء على الوسادة و ما تبعثر على وجهها هندمه خلف أذنها، إقترب منها بلا وعي و طبع قبلة على جبينها ثم همس بإبتسامة.
" بالتوفيق في إمتحانكِ غداً"
في صباح باكر، كان على جويل أن تذهب إلى جامعتها لتقديم إمتحاناتها النهائية و التي ستؤدي بها إلى تخرجها.
جويل كانت منغمسة في النوم بعمق و لم تسمع صوت المنبه الذي ما عاد يرن فقط بل يصرخ إستنجاداً علّ أحدهما يستيقظ.
أستيقظ في النهاية بيكهيون ثقيل النوم منزعجاً يتذمر و عندما أصابت عينه ساعة الحائط نهض سريعاً يوقظ جويل، الساعة أصبحت بالفعل الثامنة و إمتحانها في التاسعة.
" فتاة، يا فتاة استيقظي!"
لكن لا سمع لمن تنادي فصرخ بها كي تنهظ لكنها فُزِعَت.
" جويل يا غبية! انهضي لقد تأخرتِ عن إمتحانك!"
نظرت في وجهه لا تعي لماذا يصرخ، لحظات سريعة حتى تذكرت و نهضت تركض إلى دورة المياه و هو يصرخ موبخاً.
" لا تركضي، لقد رججتِ معدة الطفل في بطنك!"
بعدما إختفت من أمامه صفع جبهته بخفة متحسراً.
" يا لها من مغفلة!"
لا يستطيع أن ينتظرها حتى تخرج لذا خرج من الجناح يستعين بحِمام والدته، عندما عاد كانت بالفعل جاهزة.
إقترب ليقف أمامها يتفحص مظهرها في عينيه و يديه مسنودة إلى خصره، ينظر لها دون أن يتكلم، فقط ينظر لدرجة أشعرتها بالإرتباك.
" لم أضع على وجهي شيء سوى واقي الشمس كي لا تحترق بشرتي، ها شعري مرفوع و ثيابي واسعة و أفوح برائحتك"
تبسم بخفة ثم رفع أنامله ليسقط شعرها على كتفيها، نظرت هي إليه لا تصدق فعلته، لطالما حرم عليها أن تظهر خارجاً بشعرها المفرود.
" افعلي من اليوم ما تشائين لكن عِطري ملزمة به"
أمسك بيدها ثم سحبها خلفه خارجاً من الجناح، ما زالت لا تستطيع التصديق، هو فعلاً حررها من بعض القيود التي وضعها ليلة زفافهما.
إقترب من طاولة الإفطار و صنع بنفسه شطيرة، بينما يفعل ذلك كانت والدته كما الجميع محتار في النظر إليها أم إليه.
أصبحت تشير السيدة لجويل كي ترفع شعرها خوفاً من بيكهيون لكنه إبتسم بخفة بما أنه يرى والدته بنظره المحوري تحذر جويل.
" أنا من سرحته هكذا لأجله، لا بأس منذ اليوم ستفعل ما تشاء هي"
حلقا حاجبي السيدة كما حدث مع جويل الآن و قبل أن ترد أمسك بيكهيون بيد زوجته و سحبها خلفه قائلاً.
" تمنوا لها التوفيق، لديها اليوم إمتحان"
خرج بيكهيون مع زوجته و السيدة هانمي ضلت واقفة عن مقعدها حتى بعد رحيلهما تنظر ناحية الباب بعينين واسعتين حتى قال هيون جونغ.
" ما بكِ يا أمي؟"
جلست على مقعدها مجدداً ثم قالت بإبتسامة فرحة.
" هل ما رأيته حقيقي؟"
أومئ لها ابنها و ابنته الصغيرة علقت.
" إنهما ثنائي لطيف!"
قهقهت السيدة بفرح و راحت تحمل الطفلة على ذراعيها تقول.
" أليس كذلك؟ هما لطيفان؟"
أومأت الصغيرة مجدداً بينما ترمق جدتها بلا فهم لتقهقه السيدة و تحضن الطفلة بقوة، صباح كهذا ما ظنت يوم أنه قد يأتي.
جويل و بيكهيون معاً كزوجين لا عدوين، الآن إرتفعت سقف أحلام هانمي فيما يتعلق بهما، ترجو أن يتحول القبول الذي بينهما إلى حب يصهر كلاهما في روح واحدة.
نظرت جويل في ساعتها، لقد بقي عشرون دقيقة فقط على الإمتحان و توهم قد تحركوا، لاحظ بيكهيون توترها ليمد لها الشطيرة قائلاً.
" تناولي هذه و لا تقلقي بالنسبة للإمتحان"
ظنت أن الشطيرة له، أخذتها من يده ثم همست.
" حسناً، شكراً لك"
تبسم بخفة ثم فتح الثلاجة الصغيرة داخل السيارة، الثلاجة التي إعتاد أن تكون مليئة بالخمر و المياه فقط الآن فيها شيء آخر.
تناول منها زجاجة صغيرة و أعطاها أياها ليقول.
" تناولي هذا أيضاً، سيساعدكِ للتركيز"
أخذت الزجاجة تنظر فيها ثم هتفت بلا تصديق.
" حليب بالشوكولا!"
ما إستطاع كريس في الأمام ألا يضحك لكن عندما ركل بيكهيون بقدمه الكرسي الذي يجلس فيه كريس تنحنح ثم إعتذر.
خبأت جويل ضحكاتها في كفيها قرب فمها أما بيكهيون لفرط حرجه تجاهلهم جميعاً و أخذ ينظر من النافذة، بعد فينة هسهس يحذرهم.
" لا تضحكو علي"
إعتذر كريس في الأمام مجدداً و جويل نظرت إليه لا تستطيع أن توضب إبتسامته و تخفيها، ما إستطاعت ألا تبتسم و ما أستطاع أن يزيح ببصره عن إبتسامتها.
وصلا الجامعة، خرجت جويل من السيارة و تبعها بيكهيون و كريس، إلتفتت إليه و قالت.
" أستدخل معي؟"
نفى برأسه ثم رفع يده ليربت بها على كتفها قائلاً.
" سأنتظركِ هنا و أنتِ لا تفكري بشيء و استهلكي كامل وقتكِ"
أومأت له ثم إلتفتت بنية الدخول لكنه أوقفها بتهديده.
" إن كانت نتيجتكِ غير مرضية سأعلقكِ بدل المجسمات التي في مختبرك"
نظرت إليه بفزع، كان يبدو في غاية الجدية لذا حملت نفسها على قدميها و ركضت إلى الداخل، تنهد هو بأستياء و أتكئ على سيارته يهمس.
" تلك الغبية عادت للركض"
توقف عن تتبع سيرها بعينه بعدما اختفت داخل الحرم، خطى داخل المكان الذي ترددت إليه طوال ست سنوات فارطة.
عندما رأى كريس رئيسه يدخل وحده أمر بعض من الرجال أن يتبعوه للبقاء قرب الرئيس، الجامعة حيث الغيّبة و النميمة بين الطلاب تكون منتشرة.
بالتأكيد أن التُخمة أصابتهم لكثرة ما تكلموا عن جويل و ابن الوزير الثري، الكثير من الأقاويل كانت قد إنتشرت و لكثرة ما قيل فيها و تنقلت بين الألسن أُبيدَت عندما أصابهم الملل من تكرارها.
بيكهيون وقف ينتظرها في باحة كلية الطب لساعتين و نصف، يعلم أن وقت الإمتحان هو ساعتين فقط لذا حمل نفسه إلى الداخل و من خلفه كريس بعدة رجال يتبعونه دون أن يدري.
قصد المبنى الذي يعقد فيه إمتحانها و بمجرد أن دخله سمع صوت صراخها يأتيه من الأعلى، كانت تصرخ باسم واحد.
" بيكهيون!"
ركض بأسرع ما تملك قدميه ناحية الصوت، توجه ناحية القاعة التي يأتي منها صوتها و قد أخرج سلاحه عن خصره، إقتحمها سريعاً ليجدها محاصرة في أعلى المدرج و ثلاث شبان يحاولون الإمساك بها.
بالفعل كانوا مجردين من أقمصتهم و ينعتوها بكلمات رذيلة.
" تعالي لنستمتع قليلاً، هل هذا الجمال لكيم تايهيونغ و بيون بيكهيون فقط؟ ألا يحق لنا أيضاً أن نستمتع معكِ؟ سندفع لكِ جيداً، لا تقلقي"
هذا الي يتكلم ما شعر إلا بقبضة على كتفه تجعله يلتف ثم ركلة قوية جعلته لن يقدر على الإستمتاع طوال حياته.
" هذا بيون بيكهيون!"
صرخ أحدهما عندما رأى وجه بيكهيون بهذه و قبل أن يأتيه بأي حركة لكم وجهه و أسقط لكمة أخرى على وجه الآخر جعلته يسقط.
قبل أن يستطيعان النهوض وصل كريس بالرجال و أمسكوا بثلاثتهم، وقتها صرف بيكهيون إنتباهه إليها المذعورة التي تقف أعلى المدرج، ترتجف و تبكي، هي بالفعل على حافة الإنهيار.
" خذهم إلى الساحة الأمامية و اجعل طلاب الجامعة يرون ثلاثتهم"
أومئ كريس و أمر الرجال بأخذ الثلاثة، يعلم جيداً ما الذي سيفعله رئيسه الآن.
صعد بيكهيون المدرج إليها، أمسك بكتفيها قائلاً بقلق.
" أنتِ بخير؟"
الإجابة واضحة بالفعل، قميصها ممزقة أطرافه و شعرها أشعث كما أن هناك دماء على شفتيها، لم تجبه بل همست بكلمتين فقط و إنهارت بين يديه بعدها و فقدت وعيها.
" كله بسببك"
تمسك بها جيداً و ضرب وجنتها بخفة يحاول جعلها تستفيق بينما ينادي بأسمها.
" جويل، استيقظي!"
لكنها خسرت إتصالها بالواقع، نزع سترته و غطاها بها ثم حملها على ذراعيه و خرج بها من المكان.
بينما هي يغشوها الظلام، لجأت إليه و فضلته عن واقعها المرير، دو جويل التي كان يتهافت الطلاب لمساعدة منها أو للتقرب منها الآن أصبح سيطها بينهم بائعة هوى و كل هذا حدث بسبب بيكهيون.
بيكهيون ندم على شيء واحد فقط و هو لأول مرة يختبر هذا الشعور، شعور الندم الذي لم يراوده أبداً حتى عندما قتل أول نفس.
ليته ما نشر شيء و لا أستخدم الفضيحة وسيلة للإنتقام، لكن " لو" هي مجرد لغو في الحديث فلا تقدم و لا تأخر و الآن عليه أن يوقف كلٍ عند حده.
تجاوز جمع الطلاب الغفير حول الطلبة الثلاث و رجاله كي يتسنى له أن يضع زوجته داخل السيارة بوضعية مريحة.
من أسفل الكرسي أخرج عصا غليظة و عاد إلى الحشد بعدما أقفل على زوجته، وقف أمام الثلاثة و رجاله وقفوا خلفه.
" لا يبدو أنني بحاجة لتعريفكم بالمرأة التي تحرشتم بها و لكنكم غفلتم عن أمر في غاية الأهمية"
إرتفعت رؤوس ثلاثتهم كي ينظروا له و هو وفر عليهم عناء رفع رقابهم فجلس على قدمه أمامهم متكئاً على عصاه.
سمح لهم أن يروا النار في حدقتيه، تلك النار التي ستحرق ثلاثتهم و سيفحمهم غضبه.
" أنها بيون جويل، إمرأتي أنا"
وقف على قدميه و رفع العصا بكل ما يستطيع لينزلها بقسوة على أجساد ثلاثتهم، رفض أن يستمع إلى توسلاتهم و إعتذراتهم، مظهر جويل و هي مذعورة في الطريقة التي جعلوها عليها لا تفارق بصره.
أخذ يضرب فيهم أمام بقية الطلبة حتى نال منه التعب لكن الشفقة لم تنله فيهم و عقابهم لم ينتهي بعد، رمى بالعصا الغليظة أرضاً ثم بصوت عالٍ حدث جميع الطلاب.
" فليجرؤ أحدكم على مضايقة بيون جويل ليرى مني مصيراً أبشع من هذا، هؤلاء الثلاثة مفصولون من كلية الطب"
شقاء سبعة أعوام أندثر في غلطة عابثة اقترفها ثلاثتهم بوقت لا يساوي حلهم لسؤال واحد، ها قد دثر لهم أحلامهم و داس عليها.
يستحقون ذلك و ليجعلهم عِبرة لمن لا يعتبر، أمر رجاله بحملهم إلى مخزنه حيث هناك سيحبسون حتى يمل تعذيبهم.
ترك الطلاب خلفه يتهامسون و لكن بمجرد أن يلتفت إليهم جميعهم يحنون رؤوسهم صامتون، هكذا إعتاد أن يكون الخاضعون.
صعد السيارة و أسند زوجته على صدره، وضع رأسها برفق على صدره و دثرها جيداً بسترته، أخذ يرتب شعرها إلى بعضه بينما يحاول أن يوقظها بلطف و رقة.
" أيتها الشقراء الأجنبية"
" بيون"
" يا إمرأة"
" أيتها الزوجة"
" جويل"
ما ترك لقب ما نداها به و لا اسم حتى أنه تخلى عن كبريائه و ناداها بأسمها لكنها لا تجيب.
وصل بها إلى القصر فحملها على ذراعيه و نزل بها، بمجرد أن دخل و هي على ذراعيه هكذا هرعت إليه هانمي و يونا.
" ما بها جويل يا بيكهيون؟"
همس بينما يصعد بها السلم إلى جناحه.
" لقد فقدت الوعي، قلت لكم أن تتصلوا بالطبيب"
قالت يونا بينما تزيح غطاء السرير حتى يضعها عليه.
" يكاد أن يصل، لا تقلق"
دثرها بالغطاء جيداً ثم جلس بجانبها يتحسس وجنتها، صمت عن إشباع فضول أسئلة والدته الكثيرة و اكتفى بتأمل وجه جويل فقط.
دخل الطبيب بعد وقت معتذراً لتأخره ثم باشر بفحصها أمام بيكهيون و فور إنتهائه قال.
" لا تقلق، لقد هبط ضغط دمها بسبب صدمة نفسية أو ذعر شديد، ستكون بخير تحتاج بعض الراحة فقط يا سيدي"
أومئ له بيكهيون و بقي على جلسته ينتظرها تستفيق لكنها لم تفعل يومها و لا ليلتها و هو لم يبرح مكانه على الإطلاق من جانبها.
في الصباح التالي أستيقظت على شعورها بيد تحتضن يدها برفق، نظرت بجانبها لتجده ينام جالساً و يدها بين يديه الإثنتين.
أدمعت عيناها بينما تنظر إليه و تتذكر الذي حدث الأمس معها، لقد قالوا عنها ساقطة بيكهيون و أنها باعت نفسها له لأنه أكثر سلطة و ثراء من تايهيونغ.
سمعت الكثير و كل ما قالوه كان في الحقيقة مصدره هو، بيكهيون بنفسه.
سحبت يدها من يده و قبل أن تمتد يدها لإبعاد الغطاء أستيقظ ينظر لها.
" أنتِ بخير؟"
تجاهلت سؤاله و همت بالنهوض لكنه دفع بها من كتفها كي تبقى جالسة ثم قال بخشونة.
" أياكِ أن تتجاهليني"
نظرت إليه بصمت و بنظرات باردة، هذه المرة فعلاً إستطاعت إثارة حفيضته، لكم المنضدة بجانبها بقوة يفرغ فيها غضبه فقالت.
" ما كنتُ بخير طوال حياتي كما أنا الآن، أراضٍ أنت؟"
أستطاعت هذه المرة أن تنهض و تختفي عن أنظاره في دورة المياه، تنهد بيكهيون يضع وجهه بين يديه.
أكان سخياً في اللين أم عصياً في النقم؟
خرج من الجناح ليرى والدته، كانت تجلس هانمي رفقة يونا في الأسفل، ما إن رأته يهبط السلم حتى ذهبت إليه.
" بيكهيون، كيف حال جويل؟"
تنهد بيكهيون ثم أومئ قائلاً.
" هي بخير، لدي عمل في الخارج يا أمي و لن أعود الليلة، احرصي عليها يا أمي، بعد أن تتناول إفطارها دعيها تذهب إلى مختبرها تدرس، سآتي لأخذها غداً من أجل إمتحانها"
أومأت له ثم همست.
" حسناً يا بني و لكن ألا تريد تناول الطعام؟"
إبتسم بزاوية شفتيه إبتسامة تنم عن كم الشر المكمون في داخله، إبتسامة الحاقد الذي تعرفه، إبتسامة الشيطان الذي فيه.
" سأصوم حتى أشوي اللحم"
غادر بعد أن قال ذلك و ترك أمه في حيرة.
" ماذا يقصد يا أمي؟"
سؤال يونا التي لا تعلم إجابته بل إنها تتخوف منها، المظهر الذي خرج عليه بيكهيون لا ينم أنه ذاهب على خير.
وصل بيكهيون مستودعاته و هناك حيث سمع صوت الصراخ بمجرد أن دخل، تبسم بينما يرى كريس يقوم بعمله بشكل مثالي.
ربت على كتفه ثم قال.
" أرح نفسك يا كريس، أتيتُ لأريحك"
إنحنى كريس لسيده ثم أعطاه عصا الحديد الغليظة.
" اووه! إنها ثقيلة، تصلح جداً لتكسير العظام"
أمامه الثلاث شبان مربوطين أرضاً يتوسلونه و يرجونه الرحمة.
" أرجوك يا سيدي اصفح عنا، نحن لن ننظر إليها حتى مجدداً!"
أسقط العصا الغليظة على أجسادهم و قال.
" أنا لن أدعك تصلح للنظر إلى أي فتاة"
ارتفع عويلهم جلس القرفصاء أمامهم و أمسك برأس واحد منهم قائلاً.
" أتعلمون ماذا سيكون ثمن تحرشكم بزوجتي؟"
نفوا برؤوسهم يتمسحون به بذل و هوان لكن النار التي في داخله لن تحرق سواهم.
" سيكون الثمن رجولتكم"
نهض على قدميه و أشار للكريس قائلاً.
" تعلم ماذا أريد منك أن تفعل، أريد أن أشتم رائحة الشواء و دعهم يأكلونه"
باشر كريس بعون بعض من رجاله بتنفيذ أوامر الرئيس الذي جلس ينظر إليهم بعين الإجرام، جويل لن تكون نقطة ضعف أبداً له، هي كل شيء و من يمسها بضرر بسيط فليودع رغبته في الحياة لكنه لن يموت.
كهؤلاء تماماً الذين أجبروا أن يأكلوا لحومهم و هم على حافة الموت و لكن لن يدعهم يموتون.
" بالهناء و الشفاء"
نهض عن كرسيه و تبعه كريس كي يعلم أمره.
" أخرسهم و ألقهم أمام مستشفى زوجتي"
فلترى زوجته العزيزة ماذا فعل بهم و لتعلم أن لينه معها لا يعني أن الوحش الذي في داخله مات، إنهم هديته لها و تهديده.
تلك الليلة قضاها في الشقة و لم يرى وجه جوي أبداً، في الصباح خرج إلى القصر كي يأخذ جويل إلى جامعتها، عندما وصل القصر كانت تنتظره على بوابته.
صعدت إلى جانبه و الإستهجان يحفها، سيارة رياضية مكشوفة و كريس و بقية رجاله ليس معه، تذكرت تلك الليلة التي رأته فيها أول مرة و صدم سيارتها.
" أليست هذه السيارة التي صدمت سيارتي بها؟"
تبسم لحلو الذكرة و قال.
" كانت أول مرة آراكِ بها، ما زلتُ أذكر الفستان الأحمر."
................................
اوعكم تكونوا نسيتو الفستان الأحمر الي جننا فيه.
سلاااااام
الهدوء الذي يحف الرواية مؤخراً سأعدمه قريباً جداً.
بحدود فصل أو أقصاهما اثنين رح اكون اوفيت المشاعر حقها و رح نفوت بفصول المكائد.
أتمنى أن عزيمتكم ما هبطت و ما زلتم واقعين في حب حاقد عاشق.
البارت القادم بعد 150 فوت و 150كومنت.
١. رأيكم بيبكهيون:
١.المشهد الأول؟
٢. إنتقامه من المتحرشين؟
٣.إهتمامه و رعايته لجويل؟
٢.رأيكم بجويل؟
١. عفويتها الشديدة مؤخراً؟ تقلبها بين النفور و الرضى في كل حين؟
٣. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
على أعتاب الجناح وقف ينظر بالإمرأتين، جويل التي أصاب بها الذعر ما أصاب كادت أن تسقط لولا أمل ضئيل جداً في داخلها أنه لم يسمع شيئاً مما قيل.
عاد الحارسين و قد أدركا أن السيدة الشابة قد خدعتهما، إنحنى كلاهما له و اعتذر أحدهما.
" نعتذر يا سيدي، لقد غافلتنا السيدة كي تدخل"
دون أن يقول شيء أخذ من على خصر إحدى الرجلين سلاحه، وقتها صرخت نانسي مذعورة و جويل انكتمت أنفاسها.
دفع الرجل خارجاً و أغلق الباب جيداً، هو و هنّ فقط من في حدود هذا الجناح، هنا حيث سيمارس ما إعتاد عليه دوماً، القتل!
سدد فوهة السلاح بإتجاه نانسي لتغمض عيناها سريعاً و تصرخ مرتعبة.
" أرجوك يا أخي، أنت لا تفهم شي، أنه سوء فهم"
إقترب من شقيقته الجالسة على سريرها، صعد بإحدى ركبتيه دون الأخرى ثم وخز صدغها بفوهة السلاح ليهسهس.
" أنتِ اخرسي"
أومأت له سريعاً و ما إستطاعت أن تتنفس إلا عندما إبتعد و حمل السلاح عن صدغها، نهض من إتكائه و توجه بخطوات غاضبة إليها.
وقف أمامها ثم رفع المسدس ليضع فوهته في صدغها، أغمضت عيناها سريعاً و حبست أنفاسها.
بفطرة أموية لم تخف على نفسها بقدر ما خافت على جنينها، رفعت يديها إلى بطنها و أحاطته بحرص.
نظر إلى يديها ترتفع إلى بطنها و تحتضن جنينها رغم إرتعاشها، رفع بصره إلى وجهها، تكاد تختنق لشدة خوفها و عيناها بالفعل أسرفت دموعاً لكنها صامتة.
صامتة لأنها إعتادت أن تهاب الموت و هي بين يديه، صامتة لأنها أعتادت أن تعيش برعب و تتوقع موتها في كل حين و هي برفقته.
تعلم جيداً أن مغتصبها الذي بطريقة ما أصبح زوجها سيكون قاتلها!
" لا تقتلني و أنا أحمل في رحمي طفلك، حتى ذلك الحين أرجوك!"
اليوم تملك دافعاً لتعيش من أجله، عليها أن تعيش لأجل طفلها على الأقل حتى تهبه الحياة و في سبيل ذلك ستفعل أي شيء مثل التوسل و الكذب.
" ما دمتِ تخافين الموت على يدي، لماذا ترمين بنفسكِ إلى التهلكة؟"
ما أستطاعت أن تتمسك بشهقات بكائها الصامت عندما همست بصوت يختنق لكثرة ما أصابها الرعب.
" أنا آسفة، أرجوك"
ما أستطاعت حتى أن تزفر أنفاسها عندما رفع المسدس عن رأسها، فتحت عيناها على صوته يهمس في أذنها، تشعر بأنفاسه الساخنة تحرق جلدها بحرارة غضبه.
" أياكِ أن تخالفي أمري مجدداً، أتفهمين؟"
نظرت إلى وجهه قابضة حاجبيها و عندما ارتفع حاجبه بسخط لإستعجاله الطاعة أطاعته بإيمائة و همسة.
" حسناً!"
أمسك بيدها ثم خرج من جناح شقيقته، أغلق باب الجناح على شقيقته مجدداً ثم قال يحدث حرسه.
" لا تصدقوا ما تقوله مجدداً"
أومأ له الرجلين و هو سحبها خلفه إلى جناحه بينما يتمتم.
" أعذرهما أنهما صدقا هذا الوجه البريء الذي تملكينه"
كل هذا الترهيب و الإرهاب كان لأنها دخلت جناح شقيقته فقط!
هي الآن متأكدة لو أنه سمع ما قيل داخل الجناح لأسرف من وقته لحظة ليضع رصاصته في منتصف قلبها.
شهقت بخفة بينما تسير خلفه و صفعت جبهتها براحتها تلعن غبائها، الجدران مانعة للصوت، كيف نست ذلك؟
نظرت إليه ثم تنهدت، أتلوم من الآن، غباء نانسي بسؤالها أم غباء ردها أم غباء اللحظة التي دخل بها؟!
أدخلها جناحه ثم أغلق الباب بعد دخولهما لتزدرئ جوفها تخوفاً ثم تنهدت تراقبه يقترب من دُبر.
" أتحبين عنادي أم إستفزازي؟"
إلتفتت إليه كان يبدو أكثر هدوئاً.
" لا هذا و لا ذاك، قصدتُ إسداء النُصح"
إقترب منها و همس بينما ينظر في عينيها عن قُرب.
" و بأي حق تفعلين؟"
لم تمهل نفسها ثانية واحدة حتى لتفكر، كان أكثر أجوبتها عفوية.
" زوجتك"
الآن فقط يرغب بالمزيد، أن تقول الكثير و تبرر، أن تتكلم حتى تنتهي الحروف، أن يستمع حتى تذوب الحروف في أذنيه.
" بحق أنني زوجتك و كيونغسو شقيقي و كل ما يحدث بسببي."
يعجبه القول كثيراً، رغم أنه لا يظهر ذلك و لكنه سعيد بما قالته لتوها.
" و ماذا قلتِ لها؟"
بثبات أجابته.
" ما حاولت أنت قوله في الصفعة التي عنفتها بها"
أومئ لها بينما ينظر في ملامحها التي بدأت تنكمش بتوتر، خجول هي إثر ما قالته لكنها الحقيقة التي لا يمكن تغييرها، إنها بيون جويل حرم السيد بيون بيكهيون.
أنام أصابعه على وجنتها و مال رأسه قرب شفتيها ثم همس ضدهما.
" لا تتدخلي في هذا الشأن مرة أخرى"
أنهى قوله بقبلة خفيفة لامست شفتيها ثم ذهب من أمامها ليرتدي ثيابه، لقد آتى بها من هناك بثوب الإستحمام فقط!
تنهدت بعدما رأته يدخل غرفة الثياب و جلست على طرف السرير تضع يدها على قلبها الذي ينبض بقوة و كأن الحياة تلفظ أنفاسها الأخيرة فيه.
لم تعيش هذا الرعب منذ وقت طويل لذا تصرفه المفاجئ هذا كاد أن يسبب لها نوبة قلبية.
بعدما خرج من الغرفة و تقدم ناحية ركن السرير وجدها تنام على طرفه، تبسم بخفة و أقترب إليها.
تلك المرأة أصبحت تجيد الرد عليه و لا تخشى الحديث معه كما السابق، إنه الأعتياد الذي يجلبه الزمن و طول المعاشرة.
حملها برفق على ذراعيه و أنامها في حصتها من السرير، خلع عنها حذائها ثم دثرها جيداً بالغطاء، هو لأول مرة يعتني بها بل إنها المرة الأولى أن يعتني بأي أحد.
لذة الشعور الأول من كل شيء جميل تكون مختلفه كما الآن تماماً، يتمدد متكئاً برأسه على مرفقه و ينظر في وجهها الجميل.
حاجبيها الرفيعين، رموشها الطويلة، أنفها المستقيم، شفتيها المكتنزتين، وجهها في غاية الجمال و ما يزيدها جمال هو شعرها الذي بلون الشمس يندثر على الوسادة أسفل رأسها.
عندما رأى والدتها علم من أين أتت بألوانها الفريدة، إنها تشبه والدتها كثيراً.
وضب خصل شعرها ببهاء على الوسادة و ما تبعثر على وجهها هندمه خلف أذنها، إقترب منها بلا وعي و طبع قبلة على جبينها ثم همس بإبتسامة.
" بالتوفيق في إمتحانكِ غداً"
في صباح باكر، كان على جويل أن تذهب إلى جامعتها لتقديم إمتحاناتها النهائية و التي ستؤدي بها إلى تخرجها.
جويل كانت منغمسة في النوم بعمق و لم تسمع صوت المنبه الذي ما عاد يرن فقط بل يصرخ إستنجاداً علّ أحدهما يستيقظ.
أستيقظ في النهاية بيكهيون ثقيل النوم منزعجاً يتذمر و عندما أصابت عينه ساعة الحائط نهض سريعاً يوقظ جويل، الساعة أصبحت بالفعل الثامنة و إمتحانها في التاسعة.
" فتاة، يا فتاة استيقظي!"
لكن لا سمع لمن تنادي فصرخ بها كي تنهظ لكنها فُزِعَت.
" جويل يا غبية! انهضي لقد تأخرتِ عن إمتحانك!"
نظرت في وجهه لا تعي لماذا يصرخ، لحظات سريعة حتى تذكرت و نهضت تركض إلى دورة المياه و هو يصرخ موبخاً.
" لا تركضي، لقد رججتِ معدة الطفل في بطنك!"
بعدما إختفت من أمامه صفع جبهته بخفة متحسراً.
" يا لها من مغفلة!"
لا يستطيع أن ينتظرها حتى تخرج لذا خرج من الجناح يستعين بحِمام والدته، عندما عاد كانت بالفعل جاهزة.
إقترب ليقف أمامها يتفحص مظهرها في عينيه و يديه مسنودة إلى خصره، ينظر لها دون أن يتكلم، فقط ينظر لدرجة أشعرتها بالإرتباك.
" لم أضع على وجهي شيء سوى واقي الشمس كي لا تحترق بشرتي، ها شعري مرفوع و ثيابي واسعة و أفوح برائحتك"
تبسم بخفة ثم رفع أنامله ليسقط شعرها على كتفيها، نظرت هي إليه لا تصدق فعلته، لطالما حرم عليها أن تظهر خارجاً بشعرها المفرود.
" افعلي من اليوم ما تشائين لكن عِطري ملزمة به"
أمسك بيدها ثم سحبها خلفه خارجاً من الجناح، ما زالت لا تستطيع التصديق، هو فعلاً حررها من بعض القيود التي وضعها ليلة زفافهما.
إقترب من طاولة الإفطار و صنع بنفسه شطيرة، بينما يفعل ذلك كانت والدته كما الجميع محتار في النظر إليها أم إليه.
أصبحت تشير السيدة لجويل كي ترفع شعرها خوفاً من بيكهيون لكنه إبتسم بخفة بما أنه يرى والدته بنظره المحوري تحذر جويل.
" أنا من سرحته هكذا لأجله، لا بأس منذ اليوم ستفعل ما تشاء هي"
حلقا حاجبي السيدة كما حدث مع جويل الآن و قبل أن ترد أمسك بيكهيون بيد زوجته و سحبها خلفه قائلاً.
" تمنوا لها التوفيق، لديها اليوم إمتحان"
خرج بيكهيون مع زوجته و السيدة هانمي ضلت واقفة عن مقعدها حتى بعد رحيلهما تنظر ناحية الباب بعينين واسعتين حتى قال هيون جونغ.
" ما بكِ يا أمي؟"
جلست على مقعدها مجدداً ثم قالت بإبتسامة فرحة.
" هل ما رأيته حقيقي؟"
أومئ لها ابنها و ابنته الصغيرة علقت.
" إنهما ثنائي لطيف!"
قهقهت السيدة بفرح و راحت تحمل الطفلة على ذراعيها تقول.
" أليس كذلك؟ هما لطيفان؟"
أومأت الصغيرة مجدداً بينما ترمق جدتها بلا فهم لتقهقه السيدة و تحضن الطفلة بقوة، صباح كهذا ما ظنت يوم أنه قد يأتي.
جويل و بيكهيون معاً كزوجين لا عدوين، الآن إرتفعت سقف أحلام هانمي فيما يتعلق بهما، ترجو أن يتحول القبول الذي بينهما إلى حب يصهر كلاهما في روح واحدة.
نظرت جويل في ساعتها، لقد بقي عشرون دقيقة فقط على الإمتحان و توهم قد تحركوا، لاحظ بيكهيون توترها ليمد لها الشطيرة قائلاً.
" تناولي هذه و لا تقلقي بالنسبة للإمتحان"
ظنت أن الشطيرة له، أخذتها من يده ثم همست.
" حسناً، شكراً لك"
تبسم بخفة ثم فتح الثلاجة الصغيرة داخل السيارة، الثلاجة التي إعتاد أن تكون مليئة بالخمر و المياه فقط الآن فيها شيء آخر.
تناول منها زجاجة صغيرة و أعطاها أياها ليقول.
" تناولي هذا أيضاً، سيساعدكِ للتركيز"
أخذت الزجاجة تنظر فيها ثم هتفت بلا تصديق.
" حليب بالشوكولا!"
ما إستطاع كريس في الأمام ألا يضحك لكن عندما ركل بيكهيون بقدمه الكرسي الذي يجلس فيه كريس تنحنح ثم إعتذر.
خبأت جويل ضحكاتها في كفيها قرب فمها أما بيكهيون لفرط حرجه تجاهلهم جميعاً و أخذ ينظر من النافذة، بعد فينة هسهس يحذرهم.
" لا تضحكو علي"
إعتذر كريس في الأمام مجدداً و جويل نظرت إليه لا تستطيع أن توضب إبتسامته و تخفيها، ما إستطاعت ألا تبتسم و ما أستطاع أن يزيح ببصره عن إبتسامتها.
وصلا الجامعة، خرجت جويل من السيارة و تبعها بيكهيون و كريس، إلتفتت إليه و قالت.
" أستدخل معي؟"
نفى برأسه ثم رفع يده ليربت بها على كتفها قائلاً.
" سأنتظركِ هنا و أنتِ لا تفكري بشيء و استهلكي كامل وقتكِ"
أومأت له ثم إلتفتت بنية الدخول لكنه أوقفها بتهديده.
" إن كانت نتيجتكِ غير مرضية سأعلقكِ بدل المجسمات التي في مختبرك"
نظرت إليه بفزع، كان يبدو في غاية الجدية لذا حملت نفسها على قدميها و ركضت إلى الداخل، تنهد هو بأستياء و أتكئ على سيارته يهمس.
" تلك الغبية عادت للركض"
توقف عن تتبع سيرها بعينه بعدما اختفت داخل الحرم، خطى داخل المكان الذي ترددت إليه طوال ست سنوات فارطة.
عندما رأى كريس رئيسه يدخل وحده أمر بعض من الرجال أن يتبعوه للبقاء قرب الرئيس، الجامعة حيث الغيّبة و النميمة بين الطلاب تكون منتشرة.
بالتأكيد أن التُخمة أصابتهم لكثرة ما تكلموا عن جويل و ابن الوزير الثري، الكثير من الأقاويل كانت قد إنتشرت و لكثرة ما قيل فيها و تنقلت بين الألسن أُبيدَت عندما أصابهم الملل من تكرارها.
بيكهيون وقف ينتظرها في باحة كلية الطب لساعتين و نصف، يعلم أن وقت الإمتحان هو ساعتين فقط لذا حمل نفسه إلى الداخل و من خلفه كريس بعدة رجال يتبعونه دون أن يدري.
قصد المبنى الذي يعقد فيه إمتحانها و بمجرد أن دخله سمع صوت صراخها يأتيه من الأعلى، كانت تصرخ باسم واحد.
" بيكهيون!"
ركض بأسرع ما تملك قدميه ناحية الصوت، توجه ناحية القاعة التي يأتي منها صوتها و قد أخرج سلاحه عن خصره، إقتحمها سريعاً ليجدها محاصرة في أعلى المدرج و ثلاث شبان يحاولون الإمساك بها.
بالفعل كانوا مجردين من أقمصتهم و ينعتوها بكلمات رذيلة.
" تعالي لنستمتع قليلاً، هل هذا الجمال لكيم تايهيونغ و بيون بيكهيون فقط؟ ألا يحق لنا أيضاً أن نستمتع معكِ؟ سندفع لكِ جيداً، لا تقلقي"
هذا الي يتكلم ما شعر إلا بقبضة على كتفه تجعله يلتف ثم ركلة قوية جعلته لن يقدر على الإستمتاع طوال حياته.
" هذا بيون بيكهيون!"
صرخ أحدهما عندما رأى وجه بيكهيون بهذه و قبل أن يأتيه بأي حركة لكم وجهه و أسقط لكمة أخرى على وجه الآخر جعلته يسقط.
قبل أن يستطيعان النهوض وصل كريس بالرجال و أمسكوا بثلاثتهم، وقتها صرف بيكهيون إنتباهه إليها المذعورة التي تقف أعلى المدرج، ترتجف و تبكي، هي بالفعل على حافة الإنهيار.
" خذهم إلى الساحة الأمامية و اجعل طلاب الجامعة يرون ثلاثتهم"
أومئ كريس و أمر الرجال بأخذ الثلاثة، يعلم جيداً ما الذي سيفعله رئيسه الآن.
صعد بيكهيون المدرج إليها، أمسك بكتفيها قائلاً بقلق.
" أنتِ بخير؟"
الإجابة واضحة بالفعل، قميصها ممزقة أطرافه و شعرها أشعث كما أن هناك دماء على شفتيها، لم تجبه بل همست بكلمتين فقط و إنهارت بين يديه بعدها و فقدت وعيها.
" كله بسببك"
تمسك بها جيداً و ضرب وجنتها بخفة يحاول جعلها تستفيق بينما ينادي بأسمها.
" جويل، استيقظي!"
لكنها خسرت إتصالها بالواقع، نزع سترته و غطاها بها ثم حملها على ذراعيه و خرج بها من المكان.
بينما هي يغشوها الظلام، لجأت إليه و فضلته عن واقعها المرير، دو جويل التي كان يتهافت الطلاب لمساعدة منها أو للتقرب منها الآن أصبح سيطها بينهم بائعة هوى و كل هذا حدث بسبب بيكهيون.
بيكهيون ندم على شيء واحد فقط و هو لأول مرة يختبر هذا الشعور، شعور الندم الذي لم يراوده أبداً حتى عندما قتل أول نفس.
ليته ما نشر شيء و لا أستخدم الفضيحة وسيلة للإنتقام، لكن " لو" هي مجرد لغو في الحديث فلا تقدم و لا تأخر و الآن عليه أن يوقف كلٍ عند حده.
تجاوز جمع الطلاب الغفير حول الطلبة الثلاث و رجاله كي يتسنى له أن يضع زوجته داخل السيارة بوضعية مريحة.
من أسفل الكرسي أخرج عصا غليظة و عاد إلى الحشد بعدما أقفل على زوجته، وقف أمام الثلاثة و رجاله وقفوا خلفه.
" لا يبدو أنني بحاجة لتعريفكم بالمرأة التي تحرشتم بها و لكنكم غفلتم عن أمر في غاية الأهمية"
إرتفعت رؤوس ثلاثتهم كي ينظروا له و هو وفر عليهم عناء رفع رقابهم فجلس على قدمه أمامهم متكئاً على عصاه.
سمح لهم أن يروا النار في حدقتيه، تلك النار التي ستحرق ثلاثتهم و سيفحمهم غضبه.
" أنها بيون جويل، إمرأتي أنا"
وقف على قدميه و رفع العصا بكل ما يستطيع لينزلها بقسوة على أجساد ثلاثتهم، رفض أن يستمع إلى توسلاتهم و إعتذراتهم، مظهر جويل و هي مذعورة في الطريقة التي جعلوها عليها لا تفارق بصره.
أخذ يضرب فيهم أمام بقية الطلبة حتى نال منه التعب لكن الشفقة لم تنله فيهم و عقابهم لم ينتهي بعد، رمى بالعصا الغليظة أرضاً ثم بصوت عالٍ حدث جميع الطلاب.
" فليجرؤ أحدكم على مضايقة بيون جويل ليرى مني مصيراً أبشع من هذا، هؤلاء الثلاثة مفصولون من كلية الطب"
شقاء سبعة أعوام أندثر في غلطة عابثة اقترفها ثلاثتهم بوقت لا يساوي حلهم لسؤال واحد، ها قد دثر لهم أحلامهم و داس عليها.
يستحقون ذلك و ليجعلهم عِبرة لمن لا يعتبر، أمر رجاله بحملهم إلى مخزنه حيث هناك سيحبسون حتى يمل تعذيبهم.
ترك الطلاب خلفه يتهامسون و لكن بمجرد أن يلتفت إليهم جميعهم يحنون رؤوسهم صامتون، هكذا إعتاد أن يكون الخاضعون.
صعد السيارة و أسند زوجته على صدره، وضع رأسها برفق على صدره و دثرها جيداً بسترته، أخذ يرتب شعرها إلى بعضه بينما يحاول أن يوقظها بلطف و رقة.
" أيتها الشقراء الأجنبية"
" بيون"
" يا إمرأة"
" أيتها الزوجة"
" جويل"
ما ترك لقب ما نداها به و لا اسم حتى أنه تخلى عن كبريائه و ناداها بأسمها لكنها لا تجيب.
وصل بها إلى القصر فحملها على ذراعيه و نزل بها، بمجرد أن دخل و هي على ذراعيه هكذا هرعت إليه هانمي و يونا.
" ما بها جويل يا بيكهيون؟"
همس بينما يصعد بها السلم إلى جناحه.
" لقد فقدت الوعي، قلت لكم أن تتصلوا بالطبيب"
قالت يونا بينما تزيح غطاء السرير حتى يضعها عليه.
" يكاد أن يصل، لا تقلق"
دثرها بالغطاء جيداً ثم جلس بجانبها يتحسس وجنتها، صمت عن إشباع فضول أسئلة والدته الكثيرة و اكتفى بتأمل وجه جويل فقط.
دخل الطبيب بعد وقت معتذراً لتأخره ثم باشر بفحصها أمام بيكهيون و فور إنتهائه قال.
" لا تقلق، لقد هبط ضغط دمها بسبب صدمة نفسية أو ذعر شديد، ستكون بخير تحتاج بعض الراحة فقط يا سيدي"
أومئ له بيكهيون و بقي على جلسته ينتظرها تستفيق لكنها لم تفعل يومها و لا ليلتها و هو لم يبرح مكانه على الإطلاق من جانبها.
في الصباح التالي أستيقظت على شعورها بيد تحتضن يدها برفق، نظرت بجانبها لتجده ينام جالساً و يدها بين يديه الإثنتين.
أدمعت عيناها بينما تنظر إليه و تتذكر الذي حدث الأمس معها، لقد قالوا عنها ساقطة بيكهيون و أنها باعت نفسها له لأنه أكثر سلطة و ثراء من تايهيونغ.
سمعت الكثير و كل ما قالوه كان في الحقيقة مصدره هو، بيكهيون بنفسه.
سحبت يدها من يده و قبل أن تمتد يدها لإبعاد الغطاء أستيقظ ينظر لها.
" أنتِ بخير؟"
تجاهلت سؤاله و همت بالنهوض لكنه دفع بها من كتفها كي تبقى جالسة ثم قال بخشونة.
" أياكِ أن تتجاهليني"
نظرت إليه بصمت و بنظرات باردة، هذه المرة فعلاً إستطاعت إثارة حفيضته، لكم المنضدة بجانبها بقوة يفرغ فيها غضبه فقالت.
" ما كنتُ بخير طوال حياتي كما أنا الآن، أراضٍ أنت؟"
أستطاعت هذه المرة أن تنهض و تختفي عن أنظاره في دورة المياه، تنهد بيكهيون يضع وجهه بين يديه.
أكان سخياً في اللين أم عصياً في النقم؟
خرج من الجناح ليرى والدته، كانت تجلس هانمي رفقة يونا في الأسفل، ما إن رأته يهبط السلم حتى ذهبت إليه.
" بيكهيون، كيف حال جويل؟"
تنهد بيكهيون ثم أومئ قائلاً.
" هي بخير، لدي عمل في الخارج يا أمي و لن أعود الليلة، احرصي عليها يا أمي، بعد أن تتناول إفطارها دعيها تذهب إلى مختبرها تدرس، سآتي لأخذها غداً من أجل إمتحانها"
أومأت له ثم همست.
" حسناً يا بني و لكن ألا تريد تناول الطعام؟"
إبتسم بزاوية شفتيه إبتسامة تنم عن كم الشر المكمون في داخله، إبتسامة الحاقد الذي تعرفه، إبتسامة الشيطان الذي فيه.
" سأصوم حتى أشوي اللحم"
غادر بعد أن قال ذلك و ترك أمه في حيرة.
" ماذا يقصد يا أمي؟"
سؤال يونا التي لا تعلم إجابته بل إنها تتخوف منها، المظهر الذي خرج عليه بيكهيون لا ينم أنه ذاهب على خير.
وصل بيكهيون مستودعاته و هناك حيث سمع صوت الصراخ بمجرد أن دخل، تبسم بينما يرى كريس يقوم بعمله بشكل مثالي.
ربت على كتفه ثم قال.
" أرح نفسك يا كريس، أتيتُ لأريحك"
إنحنى كريس لسيده ثم أعطاه عصا الحديد الغليظة.
" اووه! إنها ثقيلة، تصلح جداً لتكسير العظام"
أمامه الثلاث شبان مربوطين أرضاً يتوسلونه و يرجونه الرحمة.
" أرجوك يا سيدي اصفح عنا، نحن لن ننظر إليها حتى مجدداً!"
أسقط العصا الغليظة على أجسادهم و قال.
" أنا لن أدعك تصلح للنظر إلى أي فتاة"
ارتفع عويلهم جلس القرفصاء أمامهم و أمسك برأس واحد منهم قائلاً.
" أتعلمون ماذا سيكون ثمن تحرشكم بزوجتي؟"
نفوا برؤوسهم يتمسحون به بذل و هوان لكن النار التي في داخله لن تحرق سواهم.
" سيكون الثمن رجولتكم"
نهض على قدميه و أشار للكريس قائلاً.
" تعلم ماذا أريد منك أن تفعل، أريد أن أشتم رائحة الشواء و دعهم يأكلونه"
باشر كريس بعون بعض من رجاله بتنفيذ أوامر الرئيس الذي جلس ينظر إليهم بعين الإجرام، جويل لن تكون نقطة ضعف أبداً له، هي كل شيء و من يمسها بضرر بسيط فليودع رغبته في الحياة لكنه لن يموت.
كهؤلاء تماماً الذين أجبروا أن يأكلوا لحومهم و هم على حافة الموت و لكن لن يدعهم يموتون.
" بالهناء و الشفاء"
نهض عن كرسيه و تبعه كريس كي يعلم أمره.
" أخرسهم و ألقهم أمام مستشفى زوجتي"
فلترى زوجته العزيزة ماذا فعل بهم و لتعلم أن لينه معها لا يعني أن الوحش الذي في داخله مات، إنهم هديته لها و تهديده.
تلك الليلة قضاها في الشقة و لم يرى وجه جوي أبداً، في الصباح خرج إلى القصر كي يأخذ جويل إلى جامعتها، عندما وصل القصر كانت تنتظره على بوابته.
صعدت إلى جانبه و الإستهجان يحفها، سيارة رياضية مكشوفة و كريس و بقية رجاله ليس معه، تذكرت تلك الليلة التي رأته فيها أول مرة و صدم سيارتها.
" أليست هذه السيارة التي صدمت سيارتي بها؟"
تبسم لحلو الذكرة و قال.
" كانت أول مرة آراكِ بها، ما زلتُ أذكر الفستان الأحمر."
................................
اوعكم تكونوا نسيتو الفستان الأحمر الي جننا فيه.
سلاااااام
الهدوء الذي يحف الرواية مؤخراً سأعدمه قريباً جداً.
بحدود فصل أو أقصاهما اثنين رح اكون اوفيت المشاعر حقها و رح نفوت بفصول المكائد.
أتمنى أن عزيمتكم ما هبطت و ما زلتم واقعين في حب حاقد عاشق.
البارت القادم بعد 150 فوت و 150كومنت.
١. رأيكم بيبكهيون:
١.المشهد الأول؟
٢. إنتقامه من المتحرشين؟
٣.إهتمامه و رعايته لجويل؟
٢.رأيكم بجويل؟
١. عفويتها الشديدة مؤخراً؟ تقلبها بين النفور و الرضى في كل حين؟
٣. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
Коментарі