CH61|| إحتضار
" إحتضار"
" اليوم هذا العشق يحتضر و أنيّ لمن قتله، لا أريدكِ و لا أريد قلبي الذي بحوزتكِ إنما أريد أن أعيش ليعيش الحاقد و ينتقم من جديد"
أغمضت جويل عيناها متخوفة بعدما سمعت صوت دبّات تايهيونغ على الأرض تبتعد بعدما أوصى، لقد تركها وحدها رِفقة بيكهيون الحاقد عليها مجدداً.
" حسناً إنني أنتظركِ"
بعدما غادر تايهيونغ شعرت ببيكهيون يشد شعرها بخفة ففتحت عيناها تنظر إليه، وقتها غمزها بعبث بعينه و علق بخفوت.
" ماذا كنتِ تنوين أن تفعلي بغيابي؟"
نفت برأسها سريعاً أن الأمر الذي ينتظرها تايهيونغ لأجله ليس الأمر الذي في خلده بالتأكيد.
إنمسحت ملامح السخرية عن وجه سريعاً و تبدلت بغضب أشوس، أمسك بعنقها فجأة و رطم ظهرها بالحائط بخشونة كما شد غلظة أصابعه على عنقها، هي شهقت بقوة متألمة، هدر في وجهها بنبرة مُهيبة زادتها خوفاً منه.
" لو مَسكِ رجل من بعدي أنتِ و أياه سأحرقكما"
رفعت يدها إلى يده التي على عنقها تحاول نزعها و همست بضعف بينما تختنق بين يديه .
" إن الأمر ليس كما تظن"
أومئ بلا تصديق و أفلتها لتنحني بجذعها سريعاً تسعل بينما تتمسك بعنقها، الآن ليس الوقت المناسب ليحاسبها فيه عمّا فعلته في غيابه، الآن وقت ليعيدها لمكانها معه، بعدها سيرى في أمر هذه الزينة و الثياب.
أمسك بها من عضدها و بيده الأخرى يحمل سِلاحه، خرج بها من دورة المياه بعدما تأكد من أن لا أحد في الغرفة.
سار إلى الباب و قبل أن يهم بفتحه همس لها مهدداً.
" إن صدر منكِ صوت سأكتمه لكِ للأبد، أتفهمين؟!"
أومأت له رغم أنها تعلم أن هكذا وعيد لن ينفذه أبداً، أنه الرجل الذي سلم حياته للذئب كي يحميها، لن يقتلها و لو عاندته.
شق الباب عن إطاره ثم بحذر شديد نظر إلى الخارج، لو أنه وحده دون إمرأة حامل معه لهاجم فوراً و لما تسلل.
أمسك بها من يدها و خرج متسللاً ناحية المخرج، بينما يمر في صالة الجلوس رأى صورتها من زفافها الأول مع تايهيونغ، لم يسرف وقتاً في التمعن إنما علق.
" ماضٍ أسود هذا الذي تملكينه"
الهدوء الطاعن في المكان أثار ريبته لكنه لم يتوقف عن التقدم و عندما وصل قريب الباب قال.
" أين الحاقد علي؟"
فتح الباب فتحة ضئيلة فرأى الحرس يسيرون أمام الباب، تجمد للحظات عابرة عندما شعر بفوهة مسدس توخز رأسه ثم شعر بيد تمتد لسحب جويل منه.
تمسك بذراع جويل أكثر و تحرك عودة للداخل، نظر خلفه كان تايهيونغ بعينيه المحمرتين و ملامحه القاسية.
" الحاقد عليك دائماً يتبعك حتى يزجك في أرذل السجون"
تبسم بيكهيون و علق هازئاً.
" يسرني أنك من أتباعي"
فغر تايهيونغ فاهه، هذا الرجل لا يجيد شيء أكثر من الإستفزاز في نظره، سلط سلاحه على رأسه مجدداً و قال.
" سلم نفسك و أترك زوجتي"
لكم بيكهيون بعصبية يد تايهيونغ و صرخ به.
" إنها زوجتي أنا"
و بما أن تايهيونغ أسقط سلاحه على إثر اللكمة أصبح مجرد من السلاح بينما بيكهيون يحمل الإثنان -سلاحه و سلاح تايهيونغ بالفعل-، رفع كلاهما في وجهه و قال.
" ما رأيك الآن؟ هل أضرب عليك النار في سلاحك أم من سلاحي؟"
جويل بعدما أفلتها بيكهيون وقفت مذعورة بين الرجلين و لا تستطيع الأتيان بحركة فبيكهيون يتربص بها حتى لو لم يكن ممسكاً بها فعلياً.
وضع السلاحين على خصره و قال بينما يتقدم من تايهيونغ.
" لكنني أفضل اللعب بشرف"
ألقاه أرضاً بلكمة أخرى، وقف تايهيونغ بعدها يتأرجح فلقد أصابه الدوار و أنفه نزف بالفعل و تفادى لكمة بيكهيون القادمة و سدد له لكمة قوية جعلت نظر بيكهيون يتشوش للحظة.
ضحك تايهيونغ بينما ينفض يده قائلاً.
" ها أنا أراك تتقاعس باكراً"
ضحك بيكهيون ساخراً ثم سدد لتايهيونغ لكمة تلقاها و ردها له، جويل تقف في مكانها ضائعة تراهما يتبادلا اللكمات ثم الركلات، أحدهما يسقط و الآخر يعتليه ليلكمه ثم يعود الآخر ليفعل نفس الشيء.
تحركت ناحية الباب بحذر و عندما آمنت على نفسها فتحته تجعل الحرس يرون ما يحدث في الداخل، لقد فعلت ذلك لأجل بيكهيون ليس ضده.
دخل الرجال يسحبون بيكهيون من أعلى تايهيونغ و هو يقاوم و يصرخ بغضب شديد، لكنهم كُثر و هو وحده، بُنية رجل واحد منهم تفوق بيكهيون الضِعف.
" ذلك القصير من أين يأتي بهذه القوة؟!"
قالها تايهيونغ بينما ينفض ثيابه عن هجمات بيكهيون عليه، تمسك به الرجال و أجلسوه رغماً عنه على ركبتيه أرضاً أمام قدميّ تايهيونغ الواقف و المتعة تعلو وجه تايهيونغ فها هو الرجل الذي خضع الكثير عند قدميه راكع أمامه.
جويل رغم أنها من جعلت الحرس يدخلون لفك الشِجار بين الرجلين لكنها لم تستطيع رؤية بيكهيون على هذه الحال يذله تايهيونغ و هو لطالما كان شامخاً كالجبل.
بيكهيون رغم شعوره بالذل إلا أنه لم يظهره بل قهقه ساخراً و بصق الدماء من فمه على قدميّ تايهيونغ.
" جبان مثلك بالتأكيد سيستعين بدببة ليحموه"
إرتفع حاجب تايهيونغ بإستمتاع و قال.
" دببة و ليس صيصان! يسعدني أنهم نالوا شرف إعترافك بقدراتهم"
ما ولت تلك الإبتسامة الهازئة عن شفتي بيكهيون و جويل تقف بعيداً عنه تصارع نفسها بأن تتقدم أو تتركه هكذا.
تذكر يوم إغتصبها، يوم خطفها، يوم ضربها بالنار، الأيام الكثيرة التي جعلها تركع له كما يركع الآن أمام تايهيونغ لكن الحِقد عليه في قلبها يأبى أن يتجمع.
وجدت نفسها تجرد عقلها من كل ذكرياتها البشعة معه و أستعانت بالذكريات اللطيفة الأخيرة كي تندفع إليه.
ركضت إليه و جثت أمامه لتتسع إبتسامته، رأى الدموع في عينيها تتجمع لرثاء حاله لكنه لم يهتز أبداً بل قال بضحكته الخفيفة تلك.
" أتبكين علي؟!"
مال بجذعه إليها فشدوه الرجال إلى الخلف، أغمض عينيه و تأوه بخفة ثم فتحها لينظر إليها و يضحك بخفوت.
حركت عدستيها عن عينيه إلى كتفه ثم وضعت يدها عليه، هناك حيث شعرت بالبلل، إنها دمائه النازفة.
وضع تايهيونغ يده على كتفها يريد إبعادها عن بيكهيون لكنها دفعت يده بلطف، شدوه الرجال مجدداً يعدلوا إستقامته التي مالت إليها مجدداً لتصدر من بين شفتيه آه محمومة بالألم فصرخت بهم بأقوى ما تملك و هو لأول مرة يراها غاضبة بهذا الشكل.
" أتركوه يا عديمي الرحمة!"
نظروا إلى تايهيونغ فنفى تايهيونغ بحاجبيه ألا يتركوه، إلتفت بعنقها لتايهيونغ و رمقته بلوم ثم قالت.
" دعهم يتركوه يقف على قدميه على الأقل!"
نفى بحاجبيه رافضاً مجدداً و اىنتعة تعتلي ملامح وجهه، كادت أن تلتفت لبيكهيون كي تساعده بالنهوض على أن يبقى راكعاً هكذا لكن تايهيونغ إنتشل ذراعها و انهضها رغماً عنها ثم وجه كلامه لحرسه و هو ينظر إلى الرجل أرضاً بحقد.
" سلموه لعزيزه المدعي العام مين يونغي"
تبسم بيكهيون و أومئ معجباً أن أخيراً أحد إستطاع هزيمته، جرجروه الرجال بقسوة خارجاً و هي صرخت بهم.
" إنه مُصاب يا وحوش"
وضع تايهيونغ يده على فمها يسكتها ثم هسهس من بين أسنانه و عينيه الحمراء في عينيها.
" ماذا؟ أتحبينه؟!"
تحبه؟ هذه كلمة كبيرة، معاملته الحسنة في الفترة الأخيرة شفعت له عندها، إنها تعطف عليه و تشفق لكنها لا تحبه، ما فعله بها لن تمحيه مودة عاملها بها لفترة وجيزة.
نفت برأسها جواباً لسؤال تايهيونغ لكن جوابها لم يخفف ثِقل الغضب في صدره أبداً، بقبضته التي ما زالت متمسكة بذراعها سحبها خلفه بخشونة إلى غرفتهما.
ألقى بها على سريره دون أن يؤذيها ثم آتى أعلاها يقيد يديها التي رفعتهما لصده أعلى رأسه ثم نبس بحدة ساخطاً على رأفتها به، إنه لا يستحق منها إلا أن تنتقم منه على ما فعله بها و به.
" ماذا تسمين تصرفاتكِ هذه إذن؟! الآن جثوتِ أمامه و دافعتِ عنه و يوم أخذتكِ منه ما توقفتِ عن الصراخ باسمه، فسري لي ذلك، ماذا تسمينه؟!"
أبعدت وجهها عن مواجهته و تركت دموعها تنساب بصمت لكنه كان متزمتاً ليحصل على الجواب فحثها بغضبه أن تجيب، إنه يشعر بالخذلان، لا يعقل أنه بعد كل هذا التعب الذي إستنفذه لتحصيلها مجدداً تكون قد أرادت غيره.
" لستُ أحبه و لكنك تتشبه بطِباعه القديمة، لِمَ عليك أن تفعل به تماماً ما فعل بنا؟ لِمَ لا تتصرف بأخلاقك التي أعرفها؟ لماذا تستخدم طرقه للإنتقام منه؟ و ما فائدة الإنتقام أخبرني؟ مهما سُجِن سيتحرر في النهاية و يعود لينتقم و أنت سترد إنتقامه و هو ينتقم من جديد، هل سنعيش هكذا؟ كان كافٍ أن تسلمه للشرطة فقط"
إستطاعت سحب معصميها من قبضته ثم دفعته من صدره لتنهض ثم قالت بجفاء.
" عندما تعود الرجل الذي أحبه تعال و احصل علي بالفعل"
إستوقفها عن الخروج عندما سألها.
" لماذا تسترتِ عليه عندما هاجمكِ في دورة المياه؟"
تبسمت بشفاهها ساخرة و مسحت الدموع من على وجنتيها لكن عينيها مصرة أن تنبت على وجنتيها خطوط دموع ثم قالت تلومه على شكه بها.
" لنفس السبب الذي أسكتني و أنا أتعذب بين يديه طوال تلك الفترة التي قضيتها معه"
وجهت سبابتها إليه و قالت بغضب.
" أنت!"
خرجت من الغرفة بعدما ما لاقت منه سوى الصمت و توجهت إلى الغرفة التي أعدها لطفلهما.
دخلت و أغلقت الباب عليها ثم جلست أرضاً متكئة بظهرها على السرير، تحسست بطنها و أغمضت عيناها تبكي بلا حِس.
تشعر بأن قلبها يتآكل كلما تذكرته جاثياً على قدميه بلا حول، هذا الذي أرادته منذ زمن بعيد، أن يأخذ عقابه العادل لكنها الآن لا تشعر بالرضى.
لم يسيء رجل في هذا العالم لإمرأة بقدر ما أساء هو إليها، لقد دمر حياتها عن بكرة أبيها بلا وِزر، لقد أنهكها ذلاً، لقد عاشت معه كدمية لملذاته أو تلك الدمية التي يفرغ فيها غضبه، لم يذلها أحد قبله و لن يذلها أحد من بعده.
لقد كسر كبريائها و هدم أحلامها أمام عيناها، ساومها على موتها و عِفتها، أجبرها أن تذهب للموت بقدميها، كل ما فعله أكبر بكثير من أن تغفر له عليه.
لكن أحاسيسها الآن تقف في صفه ضد حقها و تستميح له عذراً بسلوكه في الفترة الأخيرة، إنه لم يكف عن مجهارته بالحب لها دون أن يدري حتى متجاوزاً كبريائه و زعامته.
سلّات الفراولة و الكرز، المعمل الذي أهداه أياها، رحلتها معه إلى المزرعة، تضحيته بحياته ليحميها من الذئب.
نظراته الشاردة، لمساته الحنون، كلماته المحببة، رغم أنها جربت من خيره القليل فقط إلا أن هذا القليل فقط يشفع و بقوة له عندها.
لكن مكانها الصحيح ليس معه، مكانها الصحيح رفقة الرجل الذي أحبته لخمسة عشر عاماً، الذي تحملت لأجل حمايته شتى أنوع العذاب و الذل، إنها تحب تايهيونغ و ما بخست مشاعرها اتجاهه لو قيد نُتفة لكن مشاعرها تجاه بيكهيون تنافس حبها لتايهيونغ.
كيف لِود شهرين أن ينافس حب بلغ عمره خمسة عشر عاماً؟!
سمعت طرقات خفيفة على الباب ثم صوته المُطعَّم بالأسف من خلفه يأتيها.
" أنا آسف حبيبتي، لقد إنتابتني الغيرة، ظننت أنني بخست لديك أو أن تعبي لتحصيلك ما ثمر في النهاية"
نهضت تمسح دموعها ثم تقدمت لتفتح الباب، رغم كلامها الحاد معه قبل فينة إلا أنها تستميح له العذر، ما عاشه في بُعدها لم يكن سهلاً عليه.
فتحت لأجله الباب ثم سرعان ما شعرت به يجذبها ليضمها و بجبينه يتكئ على كتفها و في عنقها خبئ وجهه ثم أخذ يبكي.
رفعت يديها لتحيطه و تربت عليه، تبتسم بألم و عيناها حزينة.
" أنا آسفة، لقد قسوت عليك زيادة منذ قليل"
نفى برأسه و ضمها إليه أكثر حتى شعرت بدموعه على عنقها و همساته ضد بشرتها.
" أدفع عمري و لا أخسركِ مجدداً، و لا أخسر حبكِ لي، إنني أحبكِ بجنون صدقيني!"
رفع رأسه من جوف عنقها ثم أمسك بوجنتيها يقول بشيء من الهلع.
" لا تتخلي عني أرجوكِ، إنني أموت دونكِ، انظري إلى حالي، لقد مُت بالفعل بغيابك، امنحيني الفرصة لأعود الرجل الذي أُغرمتِ به"
إبتسمت بين دموع وفيرة و أومأت له، عانق شفتيها بشفتيه و راح يتعمق و يرد لنفسه حصصه الفائتة من قبلها كل يوم حتى ما أستطاعت أن تقف على قدميها فسقط كلاهما أرضاً جالسان لكن هذه القبلة لم تنتهي بعد.
............................
في غرفة بجدران مظلمة تتوسطها طاولة و كرسيان يعلوها مصباح يعطي ضوء خافت يروح ذهاباً و إياباً.
يجلس بيكهيون على الكرسي الذي يقابل الحائط الزجاجي و يداه مكبلتان إلى الطاولة، حارسان من الشرطة أمام الباب و حارسان خارجه، قهقه ساخراً بخفوت و قال.
" تقفون هكذا و كأنكم أمسكتم بإرهابي!"
ركن جبينه إلى الطاولة و تنهد بكتمان، ربما لا يظهر عليه إلا أنه صلب لا تهزه الأعاصير و هو بالفعل صلب أمام أي ضربة، لكن هي ضربتها تؤلم.
يريد منها شيء واحد فقط، ألا تدع غيره يقترب منها، ألا يلاطفها غيره و لا يمسها، هذا أصعب من أن يتحمله.
رفع رأسه عندما ضرب أحدهم الطاولة التي يتكئ عليها، وجد مين يونغي أمامه ليبتسم قائلاً.
" أهلاً حلوتي!"
تنهد المدعي بينما يأخذ مقعده أمامه و قال بهدوء.
" لن تكف عن إستفزازي حتى لو عُلِقت على حبل المشنقة"
قهقه بيكهيون بخفة ثم زمّ شفتيه قائلاً.
" حبل المشنقة مرة واحدة، أليس هذا كثير؟!"
حرك المدعي كتفيه بجهل و قال.
" من يدري، إن رأفت بك كيم جويل لن تُعدم"
ضرب بيكهيون الطاولة بيديه المكبلة و صاح غاضباً، إن كان بيكهيون سيد الإستفزاز فإلصاق اسم جويل بلقب كيم كافٍ ليجعله يشتعل غاضباً.
" إنها بيون جويل"
إرتفعت شفتا المدعي ببسمة هازئة و همس.
" ألا تعلم أن عقد زواجك منها أصبح باطلاً كما وثيقة طلاقها منه؟ لذا تلقائياً تعود إلى اسم كيم تايهيونغ، زوجها الحقيقي"
ثار بيكهيون و فقد تحفظه و صرخ بالمدعي العام.
" لا أنت و لا قانونك التافه يستطيع إبطال هذا الزواج، إن بطنها بالفعل ممتلئ بأبني"
إرتفع حاجب مين يونغي مستنكراً ثم ضحك بإستمتاع يقول.
" ابنك؟!"
عقد بيكهيون حاجبيه لا يفهم سبب السخرية التي تحف الرجل أمامه و ذاك استرسل بعدما اتكئ بمرفقيه على الطاولة أقرب لبيكهيون حيث يستطيع حفظ ردة فعله بمتعة حية.
" لقد خدعتك الملاك جويل، إنه ابن تايهيونغ، ليس ابنك"
لم يتحرك لبيكهيون طرف و لم يبدو عليه الغضب بل مال برأسه يميناً قليلاً و قال.
" حقاً ابن تايهيونغ؟!"
أومئ له المدعي العام مستهجناً ردة فعله الباردة و الآخر إستجاب للإيمائة بضحكة ملأت جوفه، ضحك حتى أدمعت عيناه ثم قال.
" أتقول أن الملاك جويل خدعتني و أنا كنت الغبي الذي صدق؟"
أومئ له مجدداً و بعدما استل نفساً قال يونغي.
" لو أنك لم تكن مغرماً بها بهذا الجنون لما إستطعنا الإمساك بك، أتعلم ماذا؟ كان إنتقامها منك الأفضل!"
ما وضب بيكهيون إبتسامته و استمع بقلب خاوٍ.
" لقد وقعت في حبها ثم أصبحت عاشق مجنون بها بعدما كنت حاقد مُحنَّك، لن تسقط لو تحالف كل الناس عليك، آتى الطفل و أدعت أنه ابنك و أنت وجدت المزيد من الأسباب للتعلق بها"
أفصح يونغي عن الكثير و كأنه لا يجلس مع ألد أعدائه بل أقرب أصدقائه.
" أعترف أنك تحبها بجنون، ظننت أنني لن أرى رجل يحب كتايهيونغ، إنه مهووس بها، اسمها منقوش على رقبته و فوق قلبه وشم بحرفها الأول، هناك صورة لها بمحفظته، صورة في جيب قميصه، صورة في جيب بنطاله، صور لها تملئ منزله و مستودعه، لا ينام دون ثوبها، لا ينام إن ما تخيلها تضمه و تربت عليه لكنه رغم كل هذا الحب صبر أشهر حتى يستطيع أن ينال منك و يستعيدها و رغم أنه يعلم أنك تغتصبها كل يوم"
استل نفساً ثم استرسل محللاً.
" لكن أنت، لا تظهر عليك أعراض الهوس مثله لكنك لم تبصر حتى يوم واحد، أراهن أن الوقت الذي قضيته قبل أن تصلها كان مغمى عليك في أحد الأماكن"
"كنا نعلم أنك ستأتي لتأخذها و تايهيونغ رغم أنه متشوق لنمسك بك كان متخوف من حضورك، يخشى أن هناك رجل يعشق دو جويل أكثر منه و الأدهى أن وجودك سبب له القلق بأنك ربما تكن منافسه على مشاعرها، أراهن أنك تحترق من الداخل لإسترجاعها الآن، تخاف أن يقترب منها رجل غيرك حتى لو كان أحق بها منك"
إبتسم أخيراً بشماتة و قال.
" أخيراً هناك شيء تخشاه"
ما أبه بيكهيون لشماتة يونغي و لكنه أعاد تحليل الكلام في رأسه مجدداً، ما حدث كان صفعة قوية أوقظته من سباته، العشق جعله الآن مكبلاً، بسبب إمرأة الآن يخسر ما بناه سنين.
و الطفل؟ الطفل ليس ابنه في النهاية، لا يصدق ما قاله يونغي ببساطة يحتاج أن يسمع منها تقول ذلك، لا يصدقه، الطفل ابنه، إن مكثت مع تايهيونغ اسبوعان فلقد مكثت معه شهور، هذا الذي أمام يقول ذلك كي يضعفه فقط.
جويل ما كانت لتجرؤ أن تنجب طفل رجل آخر و تنسبه إليه لأن ذلك لو حدث فعلاً لن يرف له جفن بكسر عنق طفلها أمامها، لجعلها في حداد عليه للأبد و لن ترى الخير أبداً، جويل لن تجرؤ.
" بالمناسبة، إن كنت لا تصدقني فيما قلته عن الطفل، تستطيع أن تسألها بنفسك حالما تأتي، ستصل بعد قليل"
رفع بيكهيون رأسه و رمق الآخر بنظرات حادة قبل أن يحمل يونغي نفسه و يغادر تاركاً خلفه رجلاً كالجليد من الخارج لكن الجحيم تستعر بصدره.
هذا كله ذنبه، لو ثبت أنها بالفعل حاملاً بطفل رجل غيره سيعيش لأجل إنتقام جديد، سيقتلها رفقة هذا العشق و هذا الطفل و سيدع الحاقد يعود عودته المجيدة الأبدية.
رفع رأسه على صوت الباب يُفتَح ثم نظر إلى من دخل، كانت هي ترتدي فستان طويل، شعرها مرفوع و وجهها خالٍ من مساحيق التجميل، تماماً طبقت قواعده.
خرج الحارسان و ضلت هي واقفة قرب الباب بتردد حتى قال بعد فينة لزمها الصمت.
" إن كنتِ خائفة مني فيديّ مكبلتان لن أستطيع فعل شيء"
قضمت شفاهها، تكره الحالة التي وصل إليها، تقدمت لتجلس على المقعد أمامه، نظر هو إلى الحائط الزجاجي، بالتأكيد مين يونغي رفقة كيم تايهيونغ يجلسان هناك و يراقبان ما يحدث.
أعاد نظره لها، كانت تنظر له عاكفة حاجبيها ببؤس.
" أتشفقين علي؟!"
نفت برأسها ثم تنهدت.
" لا تروق لي الحالة التي وصلت إليها"
تبسم مستنكراً و همس.
" أليس هذا ما أردتِه من البداية؟!"
زفرت أنفاسها و إلتزمت الصمت، لو عدنا إلى البداية كانت تتمنى له الموت حتى، لكن الآن الكثير من الأمنيات تغيرت، إستطرد.
" المدعي المخبول قال لي أن ملاكي خدعني، أهذا حقيقي؟!"
قبضت حاجبيها بلا فهم فاقترب متكئ على الطاولة التي تفصله عنها.
" الطفل ابني أنا، أليس كذلك؟!"
إتسعت عيناها لهول السؤال، ما كانت تتوقع منه هكذا سؤال، أخذت ترمش بإضطراب بينما تنظر حولها لكنها لا تنظر إليه، كلما فتحت فاهها لتجيبه أغلقته بتردد، ماذا ستقول؟
إنتظر الجواب كثيراً حتى فاض غيظه فضرب الطاولة بقبضتيه بأقوى ما لديه و صرخ بها.
" تكلمي!"
كمشت عيناها بخوف من إنفعاله، فُتِحَ الباب على مصراعيه و دون أن تنظر إلى من آتى قالت.
" دعونا وحدنا"
غادر الذي آتى و بعدما عم السكون للحظات إلا من هدر أنفاسه الغاضب فتحت عيناها عليه، كان ينظر في عينيها و لكثرة ما حبس دموعه في جفونه أحمرت عيناه.
" إنه ابن تايهيونغ"
نفى برأسه رافضاً سريعاً ما قالته و قد علق بصره على بروز بطنها.
" أنا قد قررتُ أن أسامحك بكل حقوقي، سيتبقى عليك محاولة قتل تايهيونغ و الحق العام، و أنت إمسحني من عقلك و قلبك و أبدأ من جديد."
لم يحرك ساكناً فقط يستمع بقلب هابط و عقل عاجز عن الفهم.
" لكنه يحب الفراولة و يكره الخيار مثلي"
تبسمت و مسحت دموعها التي لا تعلم متى تجمعت و كيف سقطت.
" هذا ليس بالجينات "
ألقت عليه نظرة أخيرة ثم نهضت من مكانها تهم بالرحيل، فجأة شعرت بنفسها تُدفَع ناحية الباب، إرتطم ظهرها بالباب بقوة و أصبحت محاصرة بين ذراعيه بلمح البصر.
رمقته بذعر خصوصاً مع عينيه الحمراوتان و وجهه المكتنز بالغضب الشديد.
" جعلتِني أصدق أنه ابني كي يحيى و تحيي معه، اليوم أثبتِ لي أنني أخرق و غبي، أقسم أنني سأقتل العاشق الذي استغلتِه، سأخلع قلبي من صدري و سأحيى لأنتقم منكِ من جديد"
رجال الشرطة يحاولون فتح الباب من الخارج لكنه تفوق عليهم، بينما تنظر في عينيه و دموعها تسيل همست.
" ما كان بيدي لأفعل شيء آخر، لم أنوي أن أخدعك لكن حياة ابني بالنسبة لي أهم من حياتي، أنا أم، أشعر بي أرجوك"
أومئ لها ثم رفع قبضته يريد لكم بطنها و قتل الذي في أحشائها، الذي خدعته لأجله و الذي علق عليه كل أحلامه، تسمرت يده قرب بطنها قبل أن تصلها اللكمة.
شهقت هي بقوة ثم تمسكت بيده تحاول إيقافه لا تعلم أنه توقف من تلقاء نفسه.
" أرجوك لا تقتله، لا ذنب له، اقتلني أنا عندما ألده، لا تؤذي طفل صغير!"
سقطت على ركبتيها أمامه ترجوه أن يتوقف و هو تراجع عنها ضائعاً بين غضبه الشديد و عاطفته تجاه الأمهات، تلك العاطفة التي كرهها لأول مرة.
دخل رجال الشرطة بعدما إبتعد عن الباب و اندفعوا إليه يقيدونه من جديد، دخل بعدهم تايهيونغ، أنهض زوجته بقلق ثم احتضنها إلى صدره أمام بيكهيون الذي صرخ يقاوم قيوده.
" لا تلمسها اللعنة عليك، دعها هذه زوجتي، أيها الديوث القذر لقد لمستها ألف مرة، أما زال لديك رغبة بها؟!"
تجاهل تايهيونغ كلام بيكهيون رغم أنه يوخز قلبه و حمل زوجته خارجاً، جويل قبل أن تغادر ألقت عليه نظرة أخيرة مودعة، لا تعلم متى قد تراه من جديد.
" كُن بخير حتى تعود لتنتقم مجدداً"
....................
كونوا بخير حتى بداية الجزء الأخير☹
سلااااااااام فراولاتي♥️
و هاي القنبلة الي حكيت عنها، الطفل!
و هيك بكون إنتهى الجزء الثاني العشق يتفشى فيه و لن أعلن عن اسم الجزء الثالث حتى الفصل الأول منه، و لن أقوم بتحديث تقرير خاص بالجزء الثالث لأنني لن أزيد في الشخصيات.
الجزء الثاني كان الجزء الذي نال حصة المشاعر في الرواية لهذا لن يكون هناك إسراف في المشاعر بالجزء الثالث إنما الأحداث الغير متوقعة.
الجزء الثالث يحمل كماً هائلاً من الأحداث و المشاعر، سيكون الجزء الأقوى و سيتفوق على الجزء الأول في التشويق و الأحداث.
لذا كونوا رجاءً بترقب و أيضاً كلما إنحدر التفاعل كلما تأخرت الفصول، لذا عودوا لنشاطكم السابق.
الفصل القادم بعد 200 فوت و تعليق.
١. رأيكم ببيكهيون؟
١. نزاعه مع تايهيونغ؟
٢. كلام المدعي العام معه و ردة فعله لمعرفة أمر الطفل؟
٣. ردة فعله بعد حديثه مع جويل الأخير؟
٢. رأيكم بجويل:
١. محاولاتها للدفاع عن بيكهيون و حمايته و مشاعرها المضطربة اتجاهه؟
٢. كلامها مع تايهيونغ و لومه على اسلوبه في الإنتقام؟
٣. محادثتها الأخيرة مع بيكهيون؟ إعترافها بأمر الطفل و تخليها عن حقوقها؟
٣. رأيكم بتايهيونغ؟
١. أسلوب إنتقامه من بيكهيون؟
٢. ردة فعله على كلام جويل و مخاوفه؟
٤. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
٥. رأيكم بالجزء بأكمله و تقييمكم له من عشرة بكل صدق و موضوعية؟
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
" اليوم هذا العشق يحتضر و أنيّ لمن قتله، لا أريدكِ و لا أريد قلبي الذي بحوزتكِ إنما أريد أن أعيش ليعيش الحاقد و ينتقم من جديد"
أغمضت جويل عيناها متخوفة بعدما سمعت صوت دبّات تايهيونغ على الأرض تبتعد بعدما أوصى، لقد تركها وحدها رِفقة بيكهيون الحاقد عليها مجدداً.
" حسناً إنني أنتظركِ"
بعدما غادر تايهيونغ شعرت ببيكهيون يشد شعرها بخفة ففتحت عيناها تنظر إليه، وقتها غمزها بعبث بعينه و علق بخفوت.
" ماذا كنتِ تنوين أن تفعلي بغيابي؟"
نفت برأسها سريعاً أن الأمر الذي ينتظرها تايهيونغ لأجله ليس الأمر الذي في خلده بالتأكيد.
إنمسحت ملامح السخرية عن وجه سريعاً و تبدلت بغضب أشوس، أمسك بعنقها فجأة و رطم ظهرها بالحائط بخشونة كما شد غلظة أصابعه على عنقها، هي شهقت بقوة متألمة، هدر في وجهها بنبرة مُهيبة زادتها خوفاً منه.
" لو مَسكِ رجل من بعدي أنتِ و أياه سأحرقكما"
رفعت يدها إلى يده التي على عنقها تحاول نزعها و همست بضعف بينما تختنق بين يديه .
" إن الأمر ليس كما تظن"
أومئ بلا تصديق و أفلتها لتنحني بجذعها سريعاً تسعل بينما تتمسك بعنقها، الآن ليس الوقت المناسب ليحاسبها فيه عمّا فعلته في غيابه، الآن وقت ليعيدها لمكانها معه، بعدها سيرى في أمر هذه الزينة و الثياب.
أمسك بها من عضدها و بيده الأخرى يحمل سِلاحه، خرج بها من دورة المياه بعدما تأكد من أن لا أحد في الغرفة.
سار إلى الباب و قبل أن يهم بفتحه همس لها مهدداً.
" إن صدر منكِ صوت سأكتمه لكِ للأبد، أتفهمين؟!"
أومأت له رغم أنها تعلم أن هكذا وعيد لن ينفذه أبداً، أنه الرجل الذي سلم حياته للذئب كي يحميها، لن يقتلها و لو عاندته.
شق الباب عن إطاره ثم بحذر شديد نظر إلى الخارج، لو أنه وحده دون إمرأة حامل معه لهاجم فوراً و لما تسلل.
أمسك بها من يدها و خرج متسللاً ناحية المخرج، بينما يمر في صالة الجلوس رأى صورتها من زفافها الأول مع تايهيونغ، لم يسرف وقتاً في التمعن إنما علق.
" ماضٍ أسود هذا الذي تملكينه"
الهدوء الطاعن في المكان أثار ريبته لكنه لم يتوقف عن التقدم و عندما وصل قريب الباب قال.
" أين الحاقد علي؟"
فتح الباب فتحة ضئيلة فرأى الحرس يسيرون أمام الباب، تجمد للحظات عابرة عندما شعر بفوهة مسدس توخز رأسه ثم شعر بيد تمتد لسحب جويل منه.
تمسك بذراع جويل أكثر و تحرك عودة للداخل، نظر خلفه كان تايهيونغ بعينيه المحمرتين و ملامحه القاسية.
" الحاقد عليك دائماً يتبعك حتى يزجك في أرذل السجون"
تبسم بيكهيون و علق هازئاً.
" يسرني أنك من أتباعي"
فغر تايهيونغ فاهه، هذا الرجل لا يجيد شيء أكثر من الإستفزاز في نظره، سلط سلاحه على رأسه مجدداً و قال.
" سلم نفسك و أترك زوجتي"
لكم بيكهيون بعصبية يد تايهيونغ و صرخ به.
" إنها زوجتي أنا"
و بما أن تايهيونغ أسقط سلاحه على إثر اللكمة أصبح مجرد من السلاح بينما بيكهيون يحمل الإثنان -سلاحه و سلاح تايهيونغ بالفعل-، رفع كلاهما في وجهه و قال.
" ما رأيك الآن؟ هل أضرب عليك النار في سلاحك أم من سلاحي؟"
جويل بعدما أفلتها بيكهيون وقفت مذعورة بين الرجلين و لا تستطيع الأتيان بحركة فبيكهيون يتربص بها حتى لو لم يكن ممسكاً بها فعلياً.
وضع السلاحين على خصره و قال بينما يتقدم من تايهيونغ.
" لكنني أفضل اللعب بشرف"
ألقاه أرضاً بلكمة أخرى، وقف تايهيونغ بعدها يتأرجح فلقد أصابه الدوار و أنفه نزف بالفعل و تفادى لكمة بيكهيون القادمة و سدد له لكمة قوية جعلت نظر بيكهيون يتشوش للحظة.
ضحك تايهيونغ بينما ينفض يده قائلاً.
" ها أنا أراك تتقاعس باكراً"
ضحك بيكهيون ساخراً ثم سدد لتايهيونغ لكمة تلقاها و ردها له، جويل تقف في مكانها ضائعة تراهما يتبادلا اللكمات ثم الركلات، أحدهما يسقط و الآخر يعتليه ليلكمه ثم يعود الآخر ليفعل نفس الشيء.
تحركت ناحية الباب بحذر و عندما آمنت على نفسها فتحته تجعل الحرس يرون ما يحدث في الداخل، لقد فعلت ذلك لأجل بيكهيون ليس ضده.
دخل الرجال يسحبون بيكهيون من أعلى تايهيونغ و هو يقاوم و يصرخ بغضب شديد، لكنهم كُثر و هو وحده، بُنية رجل واحد منهم تفوق بيكهيون الضِعف.
" ذلك القصير من أين يأتي بهذه القوة؟!"
قالها تايهيونغ بينما ينفض ثيابه عن هجمات بيكهيون عليه، تمسك به الرجال و أجلسوه رغماً عنه على ركبتيه أرضاً أمام قدميّ تايهيونغ الواقف و المتعة تعلو وجه تايهيونغ فها هو الرجل الذي خضع الكثير عند قدميه راكع أمامه.
جويل رغم أنها من جعلت الحرس يدخلون لفك الشِجار بين الرجلين لكنها لم تستطيع رؤية بيكهيون على هذه الحال يذله تايهيونغ و هو لطالما كان شامخاً كالجبل.
بيكهيون رغم شعوره بالذل إلا أنه لم يظهره بل قهقه ساخراً و بصق الدماء من فمه على قدميّ تايهيونغ.
" جبان مثلك بالتأكيد سيستعين بدببة ليحموه"
إرتفع حاجب تايهيونغ بإستمتاع و قال.
" دببة و ليس صيصان! يسعدني أنهم نالوا شرف إعترافك بقدراتهم"
ما ولت تلك الإبتسامة الهازئة عن شفتي بيكهيون و جويل تقف بعيداً عنه تصارع نفسها بأن تتقدم أو تتركه هكذا.
تذكر يوم إغتصبها، يوم خطفها، يوم ضربها بالنار، الأيام الكثيرة التي جعلها تركع له كما يركع الآن أمام تايهيونغ لكن الحِقد عليه في قلبها يأبى أن يتجمع.
وجدت نفسها تجرد عقلها من كل ذكرياتها البشعة معه و أستعانت بالذكريات اللطيفة الأخيرة كي تندفع إليه.
ركضت إليه و جثت أمامه لتتسع إبتسامته، رأى الدموع في عينيها تتجمع لرثاء حاله لكنه لم يهتز أبداً بل قال بضحكته الخفيفة تلك.
" أتبكين علي؟!"
مال بجذعه إليها فشدوه الرجال إلى الخلف، أغمض عينيه و تأوه بخفة ثم فتحها لينظر إليها و يضحك بخفوت.
حركت عدستيها عن عينيه إلى كتفه ثم وضعت يدها عليه، هناك حيث شعرت بالبلل، إنها دمائه النازفة.
وضع تايهيونغ يده على كتفها يريد إبعادها عن بيكهيون لكنها دفعت يده بلطف، شدوه الرجال مجدداً يعدلوا إستقامته التي مالت إليها مجدداً لتصدر من بين شفتيه آه محمومة بالألم فصرخت بهم بأقوى ما تملك و هو لأول مرة يراها غاضبة بهذا الشكل.
" أتركوه يا عديمي الرحمة!"
نظروا إلى تايهيونغ فنفى تايهيونغ بحاجبيه ألا يتركوه، إلتفت بعنقها لتايهيونغ و رمقته بلوم ثم قالت.
" دعهم يتركوه يقف على قدميه على الأقل!"
نفى بحاجبيه رافضاً مجدداً و اىنتعة تعتلي ملامح وجهه، كادت أن تلتفت لبيكهيون كي تساعده بالنهوض على أن يبقى راكعاً هكذا لكن تايهيونغ إنتشل ذراعها و انهضها رغماً عنها ثم وجه كلامه لحرسه و هو ينظر إلى الرجل أرضاً بحقد.
" سلموه لعزيزه المدعي العام مين يونغي"
تبسم بيكهيون و أومئ معجباً أن أخيراً أحد إستطاع هزيمته، جرجروه الرجال بقسوة خارجاً و هي صرخت بهم.
" إنه مُصاب يا وحوش"
وضع تايهيونغ يده على فمها يسكتها ثم هسهس من بين أسنانه و عينيه الحمراء في عينيها.
" ماذا؟ أتحبينه؟!"
تحبه؟ هذه كلمة كبيرة، معاملته الحسنة في الفترة الأخيرة شفعت له عندها، إنها تعطف عليه و تشفق لكنها لا تحبه، ما فعله بها لن تمحيه مودة عاملها بها لفترة وجيزة.
نفت برأسها جواباً لسؤال تايهيونغ لكن جوابها لم يخفف ثِقل الغضب في صدره أبداً، بقبضته التي ما زالت متمسكة بذراعها سحبها خلفه بخشونة إلى غرفتهما.
ألقى بها على سريره دون أن يؤذيها ثم آتى أعلاها يقيد يديها التي رفعتهما لصده أعلى رأسه ثم نبس بحدة ساخطاً على رأفتها به، إنه لا يستحق منها إلا أن تنتقم منه على ما فعله بها و به.
" ماذا تسمين تصرفاتكِ هذه إذن؟! الآن جثوتِ أمامه و دافعتِ عنه و يوم أخذتكِ منه ما توقفتِ عن الصراخ باسمه، فسري لي ذلك، ماذا تسمينه؟!"
أبعدت وجهها عن مواجهته و تركت دموعها تنساب بصمت لكنه كان متزمتاً ليحصل على الجواب فحثها بغضبه أن تجيب، إنه يشعر بالخذلان، لا يعقل أنه بعد كل هذا التعب الذي إستنفذه لتحصيلها مجدداً تكون قد أرادت غيره.
" لستُ أحبه و لكنك تتشبه بطِباعه القديمة، لِمَ عليك أن تفعل به تماماً ما فعل بنا؟ لِمَ لا تتصرف بأخلاقك التي أعرفها؟ لماذا تستخدم طرقه للإنتقام منه؟ و ما فائدة الإنتقام أخبرني؟ مهما سُجِن سيتحرر في النهاية و يعود لينتقم و أنت سترد إنتقامه و هو ينتقم من جديد، هل سنعيش هكذا؟ كان كافٍ أن تسلمه للشرطة فقط"
إستطاعت سحب معصميها من قبضته ثم دفعته من صدره لتنهض ثم قالت بجفاء.
" عندما تعود الرجل الذي أحبه تعال و احصل علي بالفعل"
إستوقفها عن الخروج عندما سألها.
" لماذا تسترتِ عليه عندما هاجمكِ في دورة المياه؟"
تبسمت بشفاهها ساخرة و مسحت الدموع من على وجنتيها لكن عينيها مصرة أن تنبت على وجنتيها خطوط دموع ثم قالت تلومه على شكه بها.
" لنفس السبب الذي أسكتني و أنا أتعذب بين يديه طوال تلك الفترة التي قضيتها معه"
وجهت سبابتها إليه و قالت بغضب.
" أنت!"
خرجت من الغرفة بعدما ما لاقت منه سوى الصمت و توجهت إلى الغرفة التي أعدها لطفلهما.
دخلت و أغلقت الباب عليها ثم جلست أرضاً متكئة بظهرها على السرير، تحسست بطنها و أغمضت عيناها تبكي بلا حِس.
تشعر بأن قلبها يتآكل كلما تذكرته جاثياً على قدميه بلا حول، هذا الذي أرادته منذ زمن بعيد، أن يأخذ عقابه العادل لكنها الآن لا تشعر بالرضى.
لم يسيء رجل في هذا العالم لإمرأة بقدر ما أساء هو إليها، لقد دمر حياتها عن بكرة أبيها بلا وِزر، لقد أنهكها ذلاً، لقد عاشت معه كدمية لملذاته أو تلك الدمية التي يفرغ فيها غضبه، لم يذلها أحد قبله و لن يذلها أحد من بعده.
لقد كسر كبريائها و هدم أحلامها أمام عيناها، ساومها على موتها و عِفتها، أجبرها أن تذهب للموت بقدميها، كل ما فعله أكبر بكثير من أن تغفر له عليه.
لكن أحاسيسها الآن تقف في صفه ضد حقها و تستميح له عذراً بسلوكه في الفترة الأخيرة، إنه لم يكف عن مجهارته بالحب لها دون أن يدري حتى متجاوزاً كبريائه و زعامته.
سلّات الفراولة و الكرز، المعمل الذي أهداه أياها، رحلتها معه إلى المزرعة، تضحيته بحياته ليحميها من الذئب.
نظراته الشاردة، لمساته الحنون، كلماته المحببة، رغم أنها جربت من خيره القليل فقط إلا أن هذا القليل فقط يشفع و بقوة له عندها.
لكن مكانها الصحيح ليس معه، مكانها الصحيح رفقة الرجل الذي أحبته لخمسة عشر عاماً، الذي تحملت لأجل حمايته شتى أنوع العذاب و الذل، إنها تحب تايهيونغ و ما بخست مشاعرها اتجاهه لو قيد نُتفة لكن مشاعرها تجاه بيكهيون تنافس حبها لتايهيونغ.
كيف لِود شهرين أن ينافس حب بلغ عمره خمسة عشر عاماً؟!
سمعت طرقات خفيفة على الباب ثم صوته المُطعَّم بالأسف من خلفه يأتيها.
" أنا آسف حبيبتي، لقد إنتابتني الغيرة، ظننت أنني بخست لديك أو أن تعبي لتحصيلك ما ثمر في النهاية"
نهضت تمسح دموعها ثم تقدمت لتفتح الباب، رغم كلامها الحاد معه قبل فينة إلا أنها تستميح له العذر، ما عاشه في بُعدها لم يكن سهلاً عليه.
فتحت لأجله الباب ثم سرعان ما شعرت به يجذبها ليضمها و بجبينه يتكئ على كتفها و في عنقها خبئ وجهه ثم أخذ يبكي.
رفعت يديها لتحيطه و تربت عليه، تبتسم بألم و عيناها حزينة.
" أنا آسفة، لقد قسوت عليك زيادة منذ قليل"
نفى برأسه و ضمها إليه أكثر حتى شعرت بدموعه على عنقها و همساته ضد بشرتها.
" أدفع عمري و لا أخسركِ مجدداً، و لا أخسر حبكِ لي، إنني أحبكِ بجنون صدقيني!"
رفع رأسه من جوف عنقها ثم أمسك بوجنتيها يقول بشيء من الهلع.
" لا تتخلي عني أرجوكِ، إنني أموت دونكِ، انظري إلى حالي، لقد مُت بالفعل بغيابك، امنحيني الفرصة لأعود الرجل الذي أُغرمتِ به"
إبتسمت بين دموع وفيرة و أومأت له، عانق شفتيها بشفتيه و راح يتعمق و يرد لنفسه حصصه الفائتة من قبلها كل يوم حتى ما أستطاعت أن تقف على قدميها فسقط كلاهما أرضاً جالسان لكن هذه القبلة لم تنتهي بعد.
............................
في غرفة بجدران مظلمة تتوسطها طاولة و كرسيان يعلوها مصباح يعطي ضوء خافت يروح ذهاباً و إياباً.
يجلس بيكهيون على الكرسي الذي يقابل الحائط الزجاجي و يداه مكبلتان إلى الطاولة، حارسان من الشرطة أمام الباب و حارسان خارجه، قهقه ساخراً بخفوت و قال.
" تقفون هكذا و كأنكم أمسكتم بإرهابي!"
ركن جبينه إلى الطاولة و تنهد بكتمان، ربما لا يظهر عليه إلا أنه صلب لا تهزه الأعاصير و هو بالفعل صلب أمام أي ضربة، لكن هي ضربتها تؤلم.
يريد منها شيء واحد فقط، ألا تدع غيره يقترب منها، ألا يلاطفها غيره و لا يمسها، هذا أصعب من أن يتحمله.
رفع رأسه عندما ضرب أحدهم الطاولة التي يتكئ عليها، وجد مين يونغي أمامه ليبتسم قائلاً.
" أهلاً حلوتي!"
تنهد المدعي بينما يأخذ مقعده أمامه و قال بهدوء.
" لن تكف عن إستفزازي حتى لو عُلِقت على حبل المشنقة"
قهقه بيكهيون بخفة ثم زمّ شفتيه قائلاً.
" حبل المشنقة مرة واحدة، أليس هذا كثير؟!"
حرك المدعي كتفيه بجهل و قال.
" من يدري، إن رأفت بك كيم جويل لن تُعدم"
ضرب بيكهيون الطاولة بيديه المكبلة و صاح غاضباً، إن كان بيكهيون سيد الإستفزاز فإلصاق اسم جويل بلقب كيم كافٍ ليجعله يشتعل غاضباً.
" إنها بيون جويل"
إرتفعت شفتا المدعي ببسمة هازئة و همس.
" ألا تعلم أن عقد زواجك منها أصبح باطلاً كما وثيقة طلاقها منه؟ لذا تلقائياً تعود إلى اسم كيم تايهيونغ، زوجها الحقيقي"
ثار بيكهيون و فقد تحفظه و صرخ بالمدعي العام.
" لا أنت و لا قانونك التافه يستطيع إبطال هذا الزواج، إن بطنها بالفعل ممتلئ بأبني"
إرتفع حاجب مين يونغي مستنكراً ثم ضحك بإستمتاع يقول.
" ابنك؟!"
عقد بيكهيون حاجبيه لا يفهم سبب السخرية التي تحف الرجل أمامه و ذاك استرسل بعدما اتكئ بمرفقيه على الطاولة أقرب لبيكهيون حيث يستطيع حفظ ردة فعله بمتعة حية.
" لقد خدعتك الملاك جويل، إنه ابن تايهيونغ، ليس ابنك"
لم يتحرك لبيكهيون طرف و لم يبدو عليه الغضب بل مال برأسه يميناً قليلاً و قال.
" حقاً ابن تايهيونغ؟!"
أومئ له المدعي العام مستهجناً ردة فعله الباردة و الآخر إستجاب للإيمائة بضحكة ملأت جوفه، ضحك حتى أدمعت عيناه ثم قال.
" أتقول أن الملاك جويل خدعتني و أنا كنت الغبي الذي صدق؟"
أومئ له مجدداً و بعدما استل نفساً قال يونغي.
" لو أنك لم تكن مغرماً بها بهذا الجنون لما إستطعنا الإمساك بك، أتعلم ماذا؟ كان إنتقامها منك الأفضل!"
ما وضب بيكهيون إبتسامته و استمع بقلب خاوٍ.
" لقد وقعت في حبها ثم أصبحت عاشق مجنون بها بعدما كنت حاقد مُحنَّك، لن تسقط لو تحالف كل الناس عليك، آتى الطفل و أدعت أنه ابنك و أنت وجدت المزيد من الأسباب للتعلق بها"
أفصح يونغي عن الكثير و كأنه لا يجلس مع ألد أعدائه بل أقرب أصدقائه.
" أعترف أنك تحبها بجنون، ظننت أنني لن أرى رجل يحب كتايهيونغ، إنه مهووس بها، اسمها منقوش على رقبته و فوق قلبه وشم بحرفها الأول، هناك صورة لها بمحفظته، صورة في جيب قميصه، صورة في جيب بنطاله، صور لها تملئ منزله و مستودعه، لا ينام دون ثوبها، لا ينام إن ما تخيلها تضمه و تربت عليه لكنه رغم كل هذا الحب صبر أشهر حتى يستطيع أن ينال منك و يستعيدها و رغم أنه يعلم أنك تغتصبها كل يوم"
استل نفساً ثم استرسل محللاً.
" لكن أنت، لا تظهر عليك أعراض الهوس مثله لكنك لم تبصر حتى يوم واحد، أراهن أن الوقت الذي قضيته قبل أن تصلها كان مغمى عليك في أحد الأماكن"
"كنا نعلم أنك ستأتي لتأخذها و تايهيونغ رغم أنه متشوق لنمسك بك كان متخوف من حضورك، يخشى أن هناك رجل يعشق دو جويل أكثر منه و الأدهى أن وجودك سبب له القلق بأنك ربما تكن منافسه على مشاعرها، أراهن أنك تحترق من الداخل لإسترجاعها الآن، تخاف أن يقترب منها رجل غيرك حتى لو كان أحق بها منك"
إبتسم أخيراً بشماتة و قال.
" أخيراً هناك شيء تخشاه"
ما أبه بيكهيون لشماتة يونغي و لكنه أعاد تحليل الكلام في رأسه مجدداً، ما حدث كان صفعة قوية أوقظته من سباته، العشق جعله الآن مكبلاً، بسبب إمرأة الآن يخسر ما بناه سنين.
و الطفل؟ الطفل ليس ابنه في النهاية، لا يصدق ما قاله يونغي ببساطة يحتاج أن يسمع منها تقول ذلك، لا يصدقه، الطفل ابنه، إن مكثت مع تايهيونغ اسبوعان فلقد مكثت معه شهور، هذا الذي أمام يقول ذلك كي يضعفه فقط.
جويل ما كانت لتجرؤ أن تنجب طفل رجل آخر و تنسبه إليه لأن ذلك لو حدث فعلاً لن يرف له جفن بكسر عنق طفلها أمامها، لجعلها في حداد عليه للأبد و لن ترى الخير أبداً، جويل لن تجرؤ.
" بالمناسبة، إن كنت لا تصدقني فيما قلته عن الطفل، تستطيع أن تسألها بنفسك حالما تأتي، ستصل بعد قليل"
رفع بيكهيون رأسه و رمق الآخر بنظرات حادة قبل أن يحمل يونغي نفسه و يغادر تاركاً خلفه رجلاً كالجليد من الخارج لكن الجحيم تستعر بصدره.
هذا كله ذنبه، لو ثبت أنها بالفعل حاملاً بطفل رجل غيره سيعيش لأجل إنتقام جديد، سيقتلها رفقة هذا العشق و هذا الطفل و سيدع الحاقد يعود عودته المجيدة الأبدية.
رفع رأسه على صوت الباب يُفتَح ثم نظر إلى من دخل، كانت هي ترتدي فستان طويل، شعرها مرفوع و وجهها خالٍ من مساحيق التجميل، تماماً طبقت قواعده.
خرج الحارسان و ضلت هي واقفة قرب الباب بتردد حتى قال بعد فينة لزمها الصمت.
" إن كنتِ خائفة مني فيديّ مكبلتان لن أستطيع فعل شيء"
قضمت شفاهها، تكره الحالة التي وصل إليها، تقدمت لتجلس على المقعد أمامه، نظر هو إلى الحائط الزجاجي، بالتأكيد مين يونغي رفقة كيم تايهيونغ يجلسان هناك و يراقبان ما يحدث.
أعاد نظره لها، كانت تنظر له عاكفة حاجبيها ببؤس.
" أتشفقين علي؟!"
نفت برأسها ثم تنهدت.
" لا تروق لي الحالة التي وصلت إليها"
تبسم مستنكراً و همس.
" أليس هذا ما أردتِه من البداية؟!"
زفرت أنفاسها و إلتزمت الصمت، لو عدنا إلى البداية كانت تتمنى له الموت حتى، لكن الآن الكثير من الأمنيات تغيرت، إستطرد.
" المدعي المخبول قال لي أن ملاكي خدعني، أهذا حقيقي؟!"
قبضت حاجبيها بلا فهم فاقترب متكئ على الطاولة التي تفصله عنها.
" الطفل ابني أنا، أليس كذلك؟!"
إتسعت عيناها لهول السؤال، ما كانت تتوقع منه هكذا سؤال، أخذت ترمش بإضطراب بينما تنظر حولها لكنها لا تنظر إليه، كلما فتحت فاهها لتجيبه أغلقته بتردد، ماذا ستقول؟
إنتظر الجواب كثيراً حتى فاض غيظه فضرب الطاولة بقبضتيه بأقوى ما لديه و صرخ بها.
" تكلمي!"
كمشت عيناها بخوف من إنفعاله، فُتِحَ الباب على مصراعيه و دون أن تنظر إلى من آتى قالت.
" دعونا وحدنا"
غادر الذي آتى و بعدما عم السكون للحظات إلا من هدر أنفاسه الغاضب فتحت عيناها عليه، كان ينظر في عينيها و لكثرة ما حبس دموعه في جفونه أحمرت عيناه.
" إنه ابن تايهيونغ"
نفى برأسه رافضاً سريعاً ما قالته و قد علق بصره على بروز بطنها.
" أنا قد قررتُ أن أسامحك بكل حقوقي، سيتبقى عليك محاولة قتل تايهيونغ و الحق العام، و أنت إمسحني من عقلك و قلبك و أبدأ من جديد."
لم يحرك ساكناً فقط يستمع بقلب هابط و عقل عاجز عن الفهم.
" لكنه يحب الفراولة و يكره الخيار مثلي"
تبسمت و مسحت دموعها التي لا تعلم متى تجمعت و كيف سقطت.
" هذا ليس بالجينات "
ألقت عليه نظرة أخيرة ثم نهضت من مكانها تهم بالرحيل، فجأة شعرت بنفسها تُدفَع ناحية الباب، إرتطم ظهرها بالباب بقوة و أصبحت محاصرة بين ذراعيه بلمح البصر.
رمقته بذعر خصوصاً مع عينيه الحمراوتان و وجهه المكتنز بالغضب الشديد.
" جعلتِني أصدق أنه ابني كي يحيى و تحيي معه، اليوم أثبتِ لي أنني أخرق و غبي، أقسم أنني سأقتل العاشق الذي استغلتِه، سأخلع قلبي من صدري و سأحيى لأنتقم منكِ من جديد"
رجال الشرطة يحاولون فتح الباب من الخارج لكنه تفوق عليهم، بينما تنظر في عينيه و دموعها تسيل همست.
" ما كان بيدي لأفعل شيء آخر، لم أنوي أن أخدعك لكن حياة ابني بالنسبة لي أهم من حياتي، أنا أم، أشعر بي أرجوك"
أومئ لها ثم رفع قبضته يريد لكم بطنها و قتل الذي في أحشائها، الذي خدعته لأجله و الذي علق عليه كل أحلامه، تسمرت يده قرب بطنها قبل أن تصلها اللكمة.
شهقت هي بقوة ثم تمسكت بيده تحاول إيقافه لا تعلم أنه توقف من تلقاء نفسه.
" أرجوك لا تقتله، لا ذنب له، اقتلني أنا عندما ألده، لا تؤذي طفل صغير!"
سقطت على ركبتيها أمامه ترجوه أن يتوقف و هو تراجع عنها ضائعاً بين غضبه الشديد و عاطفته تجاه الأمهات، تلك العاطفة التي كرهها لأول مرة.
دخل رجال الشرطة بعدما إبتعد عن الباب و اندفعوا إليه يقيدونه من جديد، دخل بعدهم تايهيونغ، أنهض زوجته بقلق ثم احتضنها إلى صدره أمام بيكهيون الذي صرخ يقاوم قيوده.
" لا تلمسها اللعنة عليك، دعها هذه زوجتي، أيها الديوث القذر لقد لمستها ألف مرة، أما زال لديك رغبة بها؟!"
تجاهل تايهيونغ كلام بيكهيون رغم أنه يوخز قلبه و حمل زوجته خارجاً، جويل قبل أن تغادر ألقت عليه نظرة أخيرة مودعة، لا تعلم متى قد تراه من جديد.
" كُن بخير حتى تعود لتنتقم مجدداً"
....................
كونوا بخير حتى بداية الجزء الأخير☹
سلااااااااام فراولاتي♥️
و هاي القنبلة الي حكيت عنها، الطفل!
و هيك بكون إنتهى الجزء الثاني العشق يتفشى فيه و لن أعلن عن اسم الجزء الثالث حتى الفصل الأول منه، و لن أقوم بتحديث تقرير خاص بالجزء الثالث لأنني لن أزيد في الشخصيات.
الجزء الثاني كان الجزء الذي نال حصة المشاعر في الرواية لهذا لن يكون هناك إسراف في المشاعر بالجزء الثالث إنما الأحداث الغير متوقعة.
الجزء الثالث يحمل كماً هائلاً من الأحداث و المشاعر، سيكون الجزء الأقوى و سيتفوق على الجزء الأول في التشويق و الأحداث.
لذا كونوا رجاءً بترقب و أيضاً كلما إنحدر التفاعل كلما تأخرت الفصول، لذا عودوا لنشاطكم السابق.
الفصل القادم بعد 200 فوت و تعليق.
١. رأيكم ببيكهيون؟
١. نزاعه مع تايهيونغ؟
٢. كلام المدعي العام معه و ردة فعله لمعرفة أمر الطفل؟
٣. ردة فعله بعد حديثه مع جويل الأخير؟
٢. رأيكم بجويل:
١. محاولاتها للدفاع عن بيكهيون و حمايته و مشاعرها المضطربة اتجاهه؟
٢. كلامها مع تايهيونغ و لومه على اسلوبه في الإنتقام؟
٣. محادثتها الأخيرة مع بيكهيون؟ إعترافها بأمر الطفل و تخليها عن حقوقها؟
٣. رأيكم بتايهيونغ؟
١. أسلوب إنتقامه من بيكهيون؟
٢. ردة فعله على كلام جويل و مخاوفه؟
٤. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
٥. رأيكم بالجزء بأكمله و تقييمكم له من عشرة بكل صدق و موضوعية؟
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі