Chapter Forty-nine
" نوبة حب "
في عينيكِ لون تبدل أم أن عينيّ من إكتسبت ألوان جديدة؟!
اللعنة على الضمير!
لا تعلم كيف أتتها القوة رغم ضعف كاهلها، كيف أنها نهضت من مكانها و قبل أن تصل الملعقة إلى فاهه الشاغر بخفة لأستقبالها أمسكت بها بسرعة و رمتها بعيداً عن متناول يده ثم على نهضته الغاضبة وقفت بتوتر ماثلة أمامه.
تعلم جيداً أنه سيغضب كثيراً و ربما يحرقها بناره لكنها لا تستطيع السكوت، قلبها ينبض بعنف و التوتر يحرق جسدها لكنها ليست بنادمة.
عليه أن يكون شاكراً!
أمسك بها من معصمها بقسوة ثم جذبه إليه و صاح بها أنها تجاوزت حدودها بالفعل معه، شهقت خوفاً و رفرفت بأهدابها بتوتر لكنها أبقت على فمها مغلق.
" ماذا تفعلين أنتِ و اللعنة؟!"
صدرها يتهواى لتخبط أنفاسها، لا تنكر أنها خائفة منه كثيراً، لكن الطبيبة الخالدة فيها أو الإنسانة التي لن تموت نهضت نهضتها على كرهها و حقدها عليه و انقذته عند آخر رمق.
تجاهلت وابل التوبيخ الذي تناله منه، هي بالفعل لا تسمع شيء مما يقوله، كل ما تنظر إليه هو هذا الطبق المليء بالسُم ربما، أمسكت به فجأة و ضربته بالأرض بقوة.
تناثرت قطع الزجاج و امتزجت بالطعام نفسه و هذا أثار غيظ بيكهيون بشدة رغم أنه يحاول أن يتحمل تصرفاتها فقط أمام عائلته.
أمسك بها من عضدها بقسوة بينما يتمتم بتهديدات ستنال شرها كما يتوعد و جذبها خلفه ينوي أن يصعد بها إلى جناحه حيث حساب عسير ينتظرها هناك.
لكنها صاحت تتمسك بقبضته على ذراعها بينما تحاول تجذير قدميها بالأرض و الثبات أمام إقتلاعه لمنابتها.
" انتظر قليلاً! الأمر ليس كما تظن!"
ليس فقط أعضاء العائلة يراقبون ما يحدث بذهول بل الخدم أيضاً، قصة الحب المُلفَّقة قد كُشِفَت حقيقتها أخيراً.
نهضت السيدة بيون تبغي سحب جويل من بيكهيون كي يمتنع عن أيذائها و هي تعلم جيداً أن غضب بيكهيون من أحد ماذا سيحدث و خصوصاً إن كانت جويل من أغضبته.
رغم أنها والدة بيكهيون لكنها تخشى على جويل منه أكثر مما تخشى عليه من نفسه و من الآخرين، هو الأشد خطورة و الأكثر إيذاءً.
تمسك بيكهيون بجويل أكثر بقبضته و جذبها إليه أكثر يرفض أن يفلتها و يسلمها لأمه، لقد أخطأت كثيراً و حان وقت حسابها.
" لأجلها يا أمي أتركيها، لا تجعليني أغضب أكثر!"
كادت أن ترفض السيدة و تصر على أخذ جويل منه ،لكن تزامناً مع ذلك إقتحم كريس القاعة بملامح كالحة و بتوتر أعلن.
" سيدي! الشرطة يريدونك!"
قبض بيكهيون حاجبيه بلا فهم و قبل أن يسأل لأي سبب قد أتوا يريدونه كان قد دخل حشد كبير منهم دون إستئذان من خلف كريس.
وقتها أفلت بيكهيون يد جويل و تقدم عنها إلى رجال الشرطة ثم سرعان ما حضنتها السيدة بيون تهود عليها رعبتها.
رفع أول رجال الشرطة دخولاً شارته بوجه بيكهيون قائلاً.
" بيون بيكهيون، معنا أمر بالقبض عليك بتهمة تعاطي المخدرات."
قبض بيكهيون حاجبيه مستنكراً التُهمة الموجهة له، المخدرات! هو لم يراها طوال حياته حتى.
" ماذا؟! بيكهيون لا يفعل هذا!"
صرخت بها أمه في الشرطة ليلتفت إليها بيكهيون و هدأها بنظرة ثم نظر إلى الشرطي أمامه ثم قال بهدوء و لا يبدو عليه التوتر.
" و من أعطاك أمر بإعتقالي، أتعلم من أنا؟!"
نظر رجل الشرطة نحو بيكهيون ثم سلمه أمر القبض قائلاً.
" إنه من المدعي العام مين يونغي، نحن أُمِرنا بجلبك معنا إلى مركز الشرطة بهذه التهمة. "
اوغست دي! إلى أي حد ستبلغ دنائتك؟! فكر بها بيكهيون بينما يمزق ورقة المدعي العام لترتفع أفواه الأسلحة إلى رأسه.
توقف للحظة بيكهيون يبتسم بسخرية و ما إن رفع رأسه حتى رُفعَت معه أسلحة رجاله موجهة ناحية الشرطة، سرعان ما حُصِروا- رجال الشرطة- برجال بيكهيون الذين داهموا المجلس ليحموا رئيسهم.
علم الشرطي تمام العلم أن الرجل أمامه ليس رجلاً يهاب رصاصة و لا قانون لذا أمر رجاله أن يخفضوا أسلحتهم و قرر أن يحل الأمر بسلام، وقتها نظر إليه بيكهيون و الهيمنة من نصيبه ثم قال.
" ما دليلكم على إتهامكم أيها الشرطي؟! فكما ترى أنا لستُ متفرغ لكم."
أشار بيكهيون إلى رجاله أن يخفضوا أسلحتهم ثم استمع إلى الشرطي يقول .
" وصلنا بلاغ أنك تتعاطى المخدرات، فحص دم سيكون كافٍ لهذا تفضل معنا. "
قالها المحقق و هو قد أدرك تماماً أن بيون بيكهيون ليس فقط ابن وزير الداخلية المدلل كما يظن بل هو رجل خطير جداً و لا يُمَس.
جويل تقدمت من خلف بيكهيون لتتمسك بكتفيه بشكل فاجئ الجميع و خصوصاً الذي إحتمت بكتفيه، رغم أنه ظالم لكن حساسيتها أمام البشر و سلامتهم تمنعها من السكوت عن الحق.
" هذه مكيدة حُبِكَت ضده، هو لا يتعاطى المخدرات"
إلتفت بيكهيون بخفة إليها و حاجبيه شديدي الإنعقاد، لا يصدق أنها تدافع عنه رغم أنها أكثر شخص قد يود إلحاق الأذى به.
" أترى الطعام أرضاً؟! هذا كان صحنه."
علق بصر بيكهيون عليها و هي تدافع عنه، كم أحبها في هذه اللحظة!
ساد الصمت إلا على صوتها، أشارت بيدها إلى إحدى الخادمات تحديداً تلك التي حملت إليه الملح ثم قالت.
" هذه الخادمة، لقد رأيتها تتحدث مع أحدهم على الهاتف و تؤكد أنها وضعت المطلوب في طبق طعام زوجي، يبدو أن أحدهم إستأجرها لفعل ذلك."
ود أن يقاطعها الشرطي لأنه ظن بأنها تتحدث عن إتهام آخر، لكنها قاطعت نيته قبل أن يقاطعها.
" أظن أنها مخدرات بالفعل، لقد رأيتها تحمل كيس شفاف يحوي حبوب صغيرة جداً ثم رأيتها تضعها في طعامه."
رمق بيكهيون جويل بحب و لولا أنها مشغولة بالدفاع عنه لربما لاحظته، هو في هذه اللحظة غارق في الغرام.
" لأنني طبيبة هذه الحبوب لم أستطع التعرف عليها، علمتُ سريعاً أنها ليست طبيّة بل ربما شيء قد يضره لذا قذفتُ صحنه أرضاً قبل أن يتناوله."
شزر بيكهيون الخادمة المتهمة بخيانته ثم شدت زوجته إنتباهه مجدداً.
" و مع قدومكم بهذا البلاغ تأكدت أن ما تبحثون عنه في هذا الطبق و لكنه ليس في دمه."
أمسك بيكهيون بيدها كي تقف بجانبه عوضاً عن الوقوف بظهره، هي فعلت ثم بثقة قالت.
" تستطيعون أخذ عينة بالفعل من الطعام، ها هو أمامكم أرضاً و إن أردتم سأسحب لكم من دم بيون دون أن يذهب معكم إلى مركز الشرطة."
نظر الشرطي إلى معاونه بجانبه ليومئ الآخر، تنهد المحقق ثم قال.
" حسناً سيدتي، لكن ما قلتِه الآن يجب أن تقولينه في مركز الشرطة، أستفعلين؟!"
نظر إليها بيكهيون و هي سكنت قليلاً مترددة و بعد وهلة أومأت بالفعل بثبات.
" سأفعل!"
أومئ المحقق ثم قال.
" إذن تفضلا معي إلى المركز لنأخذ بشهادة السيدة و لنجري الفحص هناك، أما هذه الخادمة فسنلقي القبض عليها الآن."
أخذت الشرطة الخادمة و خرجوا على أن يتبعوهم الزوجين بسيارتهم الخاصة.
بيكهيون تمسك بيد جويل أكثر لكنها لم تنظر له، هي أخفضت رأسها فقط، ما زال يرمقها بحب و هو الآن علم أن أنسانيتها ستقف حائلاً بينها و بين إنتقامها منه.
تقدمت السيدة بيون بينما تبكي ثم احتضنت جويل فجأة، شكرتها كثيراً و قبلت جبهتها لكن جويل ما حركت طرفاً و لا نطقت حرفاً.
" هيا بنا نتبعهم!"
أومأت بهدوء ثم تحركت عندما قادها بخطواته إلى الخارج، صعدت السيارة بجانبه و سندت رأسها إلى النافذة.
كريس في الأمام كان مذهولاً مما فعلته السيدة، هو لم يتوقع أبداً أنها ستدافع عنه مهما حدث معه بل ربما ستأخذها لذة الشماتة.
بيكهيون لم يتوقف عن النظر إليها طوال الطريق، لطالما ظن أنها لن تنالها به رحمة إن سقط، لكنه اليوم قبل أن يسقط تمسكت بها و أرشدته على الفوهة.
أما جويل فما زالت تفكر لماذا فعلت هذا، لأنها طبيبة و تحترم الإنسان و تقدره و عندما حفظت القسم الذي لم تدلي به بعد قررت أنها ستسير على نهجه بمجرد أن تدخل كلية الطب.
توقفت السيارة أمام مركز الشرطة، لكنها ما تزال شاردة، بيكهون وضع يده على كتفها لتنشز من شرودها و نظرت له، كانت ملامحه هادئة جداً.
" لقد وصلنا"
أمسك بيدها لتنظر إلى هذا التشابك، ليس الأول لكن كلاهما يشعران أنه الأول، بيكهيون يشعر بالحب أما جويل فتشعر كما لو أنها انقذت حياة أحدهم بعملية مستعصية.
خرج و خرجت معه ثم دخلا مركز الشرطة و رجال بيكهيون يحفوهما، استقبلهم الشرطي في مكتبه ثم طلب من بيكهيون أن يخرج لتدلي هي بشهادتها براحة.
نظر إليها بيكهيون ثم قال.
" لا تخافي، أنا هنا"
أومأت له ليربت على كتفها ثم خرجت، تلك التربيتة! نظرت إلى كتفها، فكرت هو ربما يشعر بالإمتنان!
لكنها ما تزال متوترة، طوال حياتها لم تدخل مركز شرطة، هذه المرة الأولى و الأدهى أنها الشاهدة الوحيدة لصالح من؟
عدوها اللدود!
" سيدة بيون، هل أنتِ مستعدة لتدلي بنفس الشهادة التي قلتِها في القصر؟"
أومأت له ليتنهد ثم قال.
" عذراً سيدة جويل، نحن نعلم طبيعة العلاقة التي جمعتكِ بزوجكِ، ربما أنتِ تحبينه كثيراً و بنفس الوقت تخافين منه، لكن هنا ليس عليكِ أن تخافي من شي."
لو لم تكن جويل فقط لغيرت أقولها و لقالت أنه يتعاطى و لجعلته يتناول هذا السُم لكنها جويل و جويل لا تستطيع أن تفعل شيء كهذا حتى لو كان لصالحها ضد بيون بيكهيون.
نظرت إلى المحقق ببرود و أجابته.
" أنت لا شأن لك بعلاقتي مع زوجي، أنا سأقول الحقيقة التي قلتها بالقصر."
أومئ لها المحقق ثم تنهد لتدلي بنفس الشهادة أمامه.
بعد وقت خرجت، كان بيكهيون و كريس يقفان في الخارج قرب الباب.
حالما رآها بيكهيون تقدم نحوها و احتضن وجنتيها بكفيه قائلاً.
" أنتِ بخير؟"
صمتت قليلاً بينما تنظر له، يديه الدافئتين اللتين تحضنانها بهذا الشكل لأول مرة، نظرة القلق في عينيه و صوته الحنون، كل هذا جديد عليها.
أومأت له ليتنهد ثم قال.
" حسناً، رفضت أن يقوموا بسحب دمي، أريدكِ أنتِ أن تفعلي."
رفعت حاجبها لتقول محذرة.
" سأؤلمك!"
تبسم هو بخفة ثم قال.
" افعلي ما تشائين"
الرئيس يبتسم!
افعلي ما تشائين!
سأؤلمكَ!
ما هذا؟!
كريس ود لو يصرخ بهما و يسألهما إن وقعا أخيراً لبعضهما خصوصاً الرئيس فهو غاطس بالحب و هذا واضح عليه!
" تفضلا معنا"
تقدم أحد رجال الشرطة لهما يشير إلى غرفة معينة، قبضت هي حاجبيها و هو نظر لها ثم أومئ يطمئنها.
دخلا معاً الغرفة، هي كانت تحوي معدات طبية أولية، وقف الشرطي أمام الباب يتأكد أن الفحص سيتم دون تلاعب.
رفع بيكهيون عن ذراعه ثم بسطها أمامها، هي وضعت معقم بقطنة على ذراعه ثم ربطت ذراعه من عِضده لتحدد مكان العرق المناسب.
إنتشلت الأبرة ثم بحذر وضعتها بذراعه، هي قالت أنها ستؤلمه لكنها لم تفعل، هي لا تريد أن تؤلم أي شخص سلمها جسده.
نظرت إليه تتفقد معالمه إن تألم، ما حرك فيه شيء حتى.
" قلتِ أنكِ ستؤلميني"
نظرت نحو الشرطي ثم قالت.
" أتفهم الأنجليزية؟"
نفى برأسه لتلتفت إلى الدماء التي تسحبها من ذراع بيكهيون.
" you'll kill me"
أزالت تلك الأبرة ثم أعطتها للشرطي ليخرج، و قبل أن تنهض أمسك بيدها بيكهيون و ثبتها جالسة ليهمس بينما ينظر في عينيها و أنفاسه تلامس وجهها بدفء.
" I won't "
نظرت إليه بصمت ليبتسم ثم نهض ليأخذ بيدها و يخرجا، توجه ناحية المحقق و هو يحتضن كفها براحته بلطف و رقة.
وقف أمام المحقق ثم ببرود لم يكن عليه منذ لحظات قال.
" أنا و زوجتي لن ننتظر حتى تخرج نتيجتك و تعلم أن دمي نقي، لكن أخبر رئيسك المغفل ألا يلعب مع بيون بيكهيون مجدداً."
إقترب منه أكثر ليمسك بتلابيب قميصه بيده الحُرة ثم هسهس بحدة أربكت الرجل أمامه.
" بيون بيكهيون يحرق من يغضبه، فليخشى من ناري إن أضرمتها !"
تمسك بيد جويل ثم خرج و هي تتبع خطاه بينما رجاله يحفونه.
عندما إنطلقت السيارة عودة إلى القصر و كما العادة هي مستندة على النافذة تنظر إلى الخارج.
أما بيكهيون فهو لا ينظر إلى شيء سِواها، هي تملئ بصره في هذه اللحظة، و غير بصره قلبه المملؤ بها.
دخلا إلى القصر معاً و سريعاً ما تجمعت العائلة حولهما، ابتسمت جويل عندما أقبلت عليها السيدة تقبلها شاكرة ثم حضنتها يونا بلطف أما هيون جونغ فحضن أخيه بعد أمه.
" حمداً لله أنكما بخير و عدتما!"
تبسم بيكهيون و مسح دموع والدته ثم قال.
" لا تقلقي، نحن بخير"
" أما من حاول توريطي مع الشرطة سينال عقاب قاسٍ مني"
قال تلك بحقد ثم رمق كريس من بعيد و فهم الأخير أن عليه البدء في تحقيقاته.
تنهد ثم أمسك بيد جويل مستأذناً.
" الآن أحتاج أن أرتاح قليلاً، أراكم صباحاً."
ثم سحب إمرأته خلفه و صعد إلى الأعلى، دخل الجناح قبلها ثم دخلت تتباطئ، وقف أمام الشرفة و بدأ بنزع قميصه لتتنهد و تغلق الباب.
" سأدخل لأستحم، أتريد شيئاً قبل ذلك؟"
و اللعنة لماذا تسأله حتى؟ لا تعلم لكن ربما تستأذنه هكذا!
أبقى على فمه مغلقاً لذا فهمت ذلك أنه لا يريد شيء لذا جرت قدميها ناحية دورة المياه.
استحمت و ارتدت ثوب نوم أسود طويل فوقه روب ساتر ثم خرجت، ما زال يقف أمام الشرفة نازع قميصه و كأس مشروب بيده.
بينما تسير في الجناح من خلفه أوقفها عندما قال من مكانه.
" كان بإمكانكِ النيل مني هذه الليلة، لماذا دافعتِ عني؟!"
إلتفتت إلى بقعة وقوفه، ما زال يمنحها ظهره، تنهدت ثم أجابته صراحة.
" إنسانية، أنا لا أستطيع أن أؤذي أحد كما تفعل أنت "
إلتفت إليها ببطئ دون أن يتقدم لتنظر نحوه من مكانها البعيد ثم قالت.
" لا تفهم إنسانيتي معك على نحو خاطئ، أنا لم و لن أتقبلك كجزء من حياتي إلا إذا كان بشع. "
وضع بيكهيون كأسه جانباً و قال بهدوء رغم أن دمه بدأ يغلي بالفعل.
" لا يهمني إن تقبلتني أم لا، رأيكِ بي و مشاعركِ نحوي لا تهمني بتاتاً، مهما رفضتِني و كرهتِني ستبقين ملكي أنا."
إبتسمت بسخرية ثم قالت.
" لأنك لا تهتم سألتني لماذا أنقذتك لِتوك!"
لقد طفح كيله، تقدم منها غاضباً و بخطوات واسعة، هي لن تهزمه أبداً و إن فعلت لن يجلعها تستلذ بنصرها عليه أبداً.
وقف أمامها ثم أمسك بها من ذراعيها بعدوانية ليجذبها له ثم هسهس من بين أسنان ملتحمة لكثرة ما يصر عليها كما لو أنها هي بين فكيه لا بين يديه.
" و بما أنكِ أنقذتِني اليوم بدافع الإنسانية، ألا يجب علي مكافئتكِ؟"
توترت بين يديه و ودت لو تعود بالزمن لتحفظ لسانها، من بين أنفاسها التي تصاعدت قالت ترتجف.
" نعم كافئني بإبتعادك عني، اذهب الليلة إلى أحدى ساقطاتك و كُف عني!"
تبسم بحقد حتى بانت أنيابه ثم هسهس بحدة في وجهها.
" لا أملك عاهرة سواكِ الليلة"
تلك تجرح و بحق تجرح لذا أدمعت عينيها و قبل أن تسترسل ألقى بها على سريره.
صاحت به فور أن إعتلاها بحرقة و الدموع قد وجدت طريقها خارج عينيها.
" لمرة واحدة فقط كن بكرامة و أثبت لي أنك لست حيواناً يبحث عن إرضاء غرائزه في جسدي فقط!"
ساد الصمت لدقيقة، هي تتنفس بقوة هلعاً و تبكي غضباً أما هو فينظر إلى وجهها بصمت بينما يعتليها رغماً عنها.
نهض و كان هذا آخر ما قد تتوقع منه فعله، أن ينهض عنها مستسلماً لرغبتها، أخذ سترته بينما يرمقها بغضب ثم خرج و تركها وحدها.
أرخت جسدها لتسقطه على السرير مجدداً تبكي بحرقة، اليوم بعد كل الذي فعلته لأجله هكذا يرد المعروف لها.
تشعر بالغضب الشديد من نفسها أكثر منه، للحظة ندمت أنها انقذته، لو ما فعلت لكانت الآن لا تبكي على الأقل بسببه.
.....................................
" تلك التي تقول أنها ما زالت تحبك هي التي انقذته من بين يديّ، هي ذهبت بنفسها و ألقت بشهادتها أمام الشرطة أنها رأت من يضع له المخدرات في طعامه و هي من منعته من أكلها!"
سَمعُ تايهيونغ كان خاوٍ، لا يعرف ما هذا الشعور الذي رواده الآن، الخيانة أم الخذلان!
هي عندما قالت أنها ستتخلى عنه هي بالفعل تخلت، هو ما صدقها و ظن أنها قالت ذلك لتحميه من الخطر الذي وقع به ليس لأن قلبها مال لغيره.
أيعقل أنه مال؟
لا، مستحيل أن يميل.
جويل طبيبة و بحكم إنسانيتها هي أنقذته، لطالما كانت تمنع الشر حتى على من يكرهونها و لا تهتم.
قلبها لم يميل لغيره، يستحيل!
هي فقط ذات حِس أنسانيّ عالٍ و على هذا الأساس ها هو يمنحها العُذر.
جويل لن تخونه حتى لو بمشاعرها، ذلك الحب الذي عاش خمسة عشر عام لن يقتله عامي ضنك.
أغلق الخط دون أن يرد بشيء ثم وضع هاتفه جانباً و استل كأس من الخمر، دخل إلى أحدى الغرف التي تحوي صور جويل في كل مكان و أكبرهم صورتهما معاً يوم الزفاف تملئ الحائط.
جلس مقابل الصورة أرضاً متكأ على الحائط خلفه، إحتسى من كأسه و خلل أصابع يده الأخرى ليفسد شعره.
حالته يُرثى لها بالفعل، منذ اليوم الذي قالت له فيه أن لا جامع بينهما من جديد و حالته في سوء، أحياناً يشعر بأنه مريض، مريض بجويل.
الحياة لم تكن بصفه أبداً و لا الحب، لقد أعطته حبيبته لوقت قليل ثم سلبتها منه كما لو أنك تعطي لطفل دمية و لكنك لا تسمح له بِمسِها، فقط انظر من بعيد.
لكنه ليس ذاك الطفل و هي ليست مجرد دمية و إن حربه ضد الحياة و قوانينها الجائرة قائمة، سيقتص من جذورها العطب و أصل عطبها رجل واحد.
بيون بيكهيون!
رفع نظره إلى الصورة ثم ابتسم رغم أن في عينيه شرارة حقد لا يطفأها سوى الدم.
" ما زلتِ تلك الملاك الرحيم، حتى على عدونا مارستِ رحمتكِ، أنا لا ألومكِ يا حبي، أعرف أنكِ بيضاء كما الجنة و لا تشوبكِ شائبة، أنا أعذركِ، لا تحزني."
" أنا آسفة يا تايهيونغ، ما استطعت"
نفى برأسه ألا تعتذر، ذلك صوتها يحدثه في عقله.
" لا تعتذري يا حبيبتي، أنا فخور بكِ."
اتسعت إبتسامته أكثر و همس.
" أنا فخور بأن زوجتي طبيبة رحيمة و ماهرة أيضاً"
تراءت له إبتسامتها في عينيه ليومئ ثم تنهد بثمالة ليقول.
" ابتسمي لا بل اضحكي! ليت الضحك يحرم على سواكِ!"
تقدم منه خيالها و جلس إلى جانبه، حلّ جذعه و أراح رأسه على قدمها، كانت الأرض باردة و لكنها بالنسبة له دافئة، لأنها خالت له حضنها.
نام تلك الليلة أرضاً و أمام صورتها، بيده مشروبه و يظن أنه نام في حضنها.
تايهيونغ هكذا يقضي كل لياليه و أجملهم تلك التي تزوره فيها على هيئة ملاك في حلم.
...........................................
في الصباح الباكر، عاد بيكهيون منقلب السِنحة مبلل المظهر لكنه بدى في غاية الفتون، خصوصاً مع شعره الأسود كسماء ليل مظلم لا قمر فيه و لا نجوم تنسدل خصله على جبهته.
نصف أزرار قميصه الأسود مفتوحة و بشرته تلك البيضاء مكشوفة للعيان بجمال، هكذا هو بدى عندما دخل عليها.
غضبه لم يطغى على وسامته لكن حقدها عليه غطى على عينيها، فلا ترى فيه إلا مسخ بشع و قذر.
ربما لا!
عندما رأته يحتل جناحه الذي يسكنها فيه بهذا المظهر ألقت عليه نظرة ثم أبعدت بصرها عنه سريعاً بتوتر فضحك ساخراً.
" ماذا؟ ليس و كأنني أجوب عارٍ!"
كانت تقف و تمنحه ظهرها، هي بالفعل خائفة مما قد يفعله الآن بعد الذي قالته له مساء البارحة.
إقترب إليها من خلفها ثم احتضنها بعدوانية لتشهق بخفة و تلك الرائحة الثقيلة العالقة به تسللت إلى أنفها- عِطره الثقيل الذي لا يتغير و الذي يجبرها أن تضع منه-.
"مما أنتِ خائفة؟ لأجل ما قلتِه البارحة؟ انسي الأمر فلقد نسيته"
طبع قبلة على عنقها نكاية بها، هي شهقت بخفوت ثم أغمضت عينيها بقوة تشعر بصدرها يتحطم لسرعة دقات قلبها و تضارب أنفاسها.
إبتعد فجأة لتنفث أنفاسها براحة ثم فتحت عيناها، حتى رائحة عِطره ابتعدت، هو ذهب ليستحم و تركها خلفه مشتتة بأفعاله.
أخرجت له ثيابه و وضعتها على الكنبة في غرفة الثياب كي لا يطلبها بشيء ثم نزلت إلى الأسفل.
يونا كانت تجلس رِفقة طفلتها و عندما رأت جويل هي ألقت تحية الصباح لتردها جويل كما إعتادت، برسمية.
" جويل، أنا بالفعل لا أحب أن تكون علاقتي معكِ بهذه السطحية، عندما علمت بأن بيكهيون تزوج ظننته وهبني أخت جديدة."
بعد وهلة من الصمت، هذا ما استطاعت قوله يونا و بحرج شديد إذ أن جويل ترمقها ببرود، لكنها كانت بحاجة لقول ذلك بالفعل، يونا أرادت جويل أختاً لها و ليست مجرد كِنة للعائلة مثلها.
صمتت جويل لفيّنة تنظر ليونا بينما تفكر، هم بالفعل ظلموها، بيكهيون و والديه، لكن شقيقه و عائلته و شقيقته لم ترى منهم سوء قط لكنها فقط لا تستطيع معاشرتهم، هذا صعب.
" ربما لو أتيت إلى هنا زوجة لشقيق زوجكِ بإرادتي لكان وهبني أياكِ أختاً بزواجه مني، لكنني و للأسف لستُ منكم لتعتبريني أختاً."
" انهضي اعقدي لي ربطة عنقي!"
هل يعقل أنه سمعها؟!
لو كان ما سمعها لما أمرها بتلك النبرة المختالة و المتسلطة، كمشت أصابعها على بعضهم كي تسيطر على هذه الرجفة ثم نهضت تلبي.
وقفت أمامه، كان ينظر لها بتعالٍ، عقدت له ربطة عنقه لكن سؤال جال بخاطرها، منذ متى هو يستخدم ربطات العنق حتى؟
حالما إنتهت أمسك بها من عِضدها و دفعها عنه، تلك المرأة لا يفهمها، تارة تنعم عليه بدفئها و تارة تحرقه بنار حقدها.
مشاعره بتحول جائر، في اللحظة الواحدة يقع في حبها و في التي تليها يود لو يقبض على عنقها و يكسره لها.
تجمعت العائلة حول طاولة الإفطار و هي بمجرد أن رأت أمامها قِطع من الخيار نهضت سريعاً و قد انقلبت معدتها.
إهتز بيكهيون بخفة قلقاً عليها لكنه ضل جالساً رغم أنه لم يبعد عينيه عنها و هي تبتعد.
وضعت أمه يدها على يده لينظر لها فابتسمت ثم طمأنت.
" هذا ابنك المشاكس بدأ يضايقها، لا تقلق هي بخير"
إبتسم بيكهيون بخفة ثم استنكر.
" يكره الخيار؟ مثلي؟"
.......................................
سلاااااام
كره الخيّار مش بالجينات
كل عام و أنتم بخير و عيد سعيد❤
فعلياً في هذا البارت تطور عظيم بالمشاعر، أغلبكم توقع أنه هي سممته، هما مش مثل بعض، مثل ما حكت صديقتي هما مثل الأبيض و الأسود.
بعد هالغيبة الطويلة حيكون في تعويض إلكم خصوصاً إني في عطلة مفتوحة ما بعرف لمتى
البارت القادم بعد 150 فوت و 150 كومنت.
١. رأيكم بجويل؟
١. إنقاذها لبيكهيون؟
٢. شهادتها التي بصفه؟
٣. كلامها عن دوافعها لإنقاذه؟
٤. خوفها الشديد منه؟
٢. رأيكم ببيكهيون:
١. ردة فعله أمام تصرفها الإنساني؟
٢. مشاعره المتقلبه؟ أعراض الحب و غضبه المفاجئ؟
٣.رأيكم بتايهيونغ و حالته النفسية التي تتدهور؟
٤.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
في عينيكِ لون تبدل أم أن عينيّ من إكتسبت ألوان جديدة؟!
اللعنة على الضمير!
لا تعلم كيف أتتها القوة رغم ضعف كاهلها، كيف أنها نهضت من مكانها و قبل أن تصل الملعقة إلى فاهه الشاغر بخفة لأستقبالها أمسكت بها بسرعة و رمتها بعيداً عن متناول يده ثم على نهضته الغاضبة وقفت بتوتر ماثلة أمامه.
تعلم جيداً أنه سيغضب كثيراً و ربما يحرقها بناره لكنها لا تستطيع السكوت، قلبها ينبض بعنف و التوتر يحرق جسدها لكنها ليست بنادمة.
عليه أن يكون شاكراً!
أمسك بها من معصمها بقسوة ثم جذبه إليه و صاح بها أنها تجاوزت حدودها بالفعل معه، شهقت خوفاً و رفرفت بأهدابها بتوتر لكنها أبقت على فمها مغلق.
" ماذا تفعلين أنتِ و اللعنة؟!"
صدرها يتهواى لتخبط أنفاسها، لا تنكر أنها خائفة منه كثيراً، لكن الطبيبة الخالدة فيها أو الإنسانة التي لن تموت نهضت نهضتها على كرهها و حقدها عليه و انقذته عند آخر رمق.
تجاهلت وابل التوبيخ الذي تناله منه، هي بالفعل لا تسمع شيء مما يقوله، كل ما تنظر إليه هو هذا الطبق المليء بالسُم ربما، أمسكت به فجأة و ضربته بالأرض بقوة.
تناثرت قطع الزجاج و امتزجت بالطعام نفسه و هذا أثار غيظ بيكهيون بشدة رغم أنه يحاول أن يتحمل تصرفاتها فقط أمام عائلته.
أمسك بها من عضدها بقسوة بينما يتمتم بتهديدات ستنال شرها كما يتوعد و جذبها خلفه ينوي أن يصعد بها إلى جناحه حيث حساب عسير ينتظرها هناك.
لكنها صاحت تتمسك بقبضته على ذراعها بينما تحاول تجذير قدميها بالأرض و الثبات أمام إقتلاعه لمنابتها.
" انتظر قليلاً! الأمر ليس كما تظن!"
ليس فقط أعضاء العائلة يراقبون ما يحدث بذهول بل الخدم أيضاً، قصة الحب المُلفَّقة قد كُشِفَت حقيقتها أخيراً.
نهضت السيدة بيون تبغي سحب جويل من بيكهيون كي يمتنع عن أيذائها و هي تعلم جيداً أن غضب بيكهيون من أحد ماذا سيحدث و خصوصاً إن كانت جويل من أغضبته.
رغم أنها والدة بيكهيون لكنها تخشى على جويل منه أكثر مما تخشى عليه من نفسه و من الآخرين، هو الأشد خطورة و الأكثر إيذاءً.
تمسك بيكهيون بجويل أكثر بقبضته و جذبها إليه أكثر يرفض أن يفلتها و يسلمها لأمه، لقد أخطأت كثيراً و حان وقت حسابها.
" لأجلها يا أمي أتركيها، لا تجعليني أغضب أكثر!"
كادت أن ترفض السيدة و تصر على أخذ جويل منه ،لكن تزامناً مع ذلك إقتحم كريس القاعة بملامح كالحة و بتوتر أعلن.
" سيدي! الشرطة يريدونك!"
قبض بيكهيون حاجبيه بلا فهم و قبل أن يسأل لأي سبب قد أتوا يريدونه كان قد دخل حشد كبير منهم دون إستئذان من خلف كريس.
وقتها أفلت بيكهيون يد جويل و تقدم عنها إلى رجال الشرطة ثم سرعان ما حضنتها السيدة بيون تهود عليها رعبتها.
رفع أول رجال الشرطة دخولاً شارته بوجه بيكهيون قائلاً.
" بيون بيكهيون، معنا أمر بالقبض عليك بتهمة تعاطي المخدرات."
قبض بيكهيون حاجبيه مستنكراً التُهمة الموجهة له، المخدرات! هو لم يراها طوال حياته حتى.
" ماذا؟! بيكهيون لا يفعل هذا!"
صرخت بها أمه في الشرطة ليلتفت إليها بيكهيون و هدأها بنظرة ثم نظر إلى الشرطي أمامه ثم قال بهدوء و لا يبدو عليه التوتر.
" و من أعطاك أمر بإعتقالي، أتعلم من أنا؟!"
نظر رجل الشرطة نحو بيكهيون ثم سلمه أمر القبض قائلاً.
" إنه من المدعي العام مين يونغي، نحن أُمِرنا بجلبك معنا إلى مركز الشرطة بهذه التهمة. "
اوغست دي! إلى أي حد ستبلغ دنائتك؟! فكر بها بيكهيون بينما يمزق ورقة المدعي العام لترتفع أفواه الأسلحة إلى رأسه.
توقف للحظة بيكهيون يبتسم بسخرية و ما إن رفع رأسه حتى رُفعَت معه أسلحة رجاله موجهة ناحية الشرطة، سرعان ما حُصِروا- رجال الشرطة- برجال بيكهيون الذين داهموا المجلس ليحموا رئيسهم.
علم الشرطي تمام العلم أن الرجل أمامه ليس رجلاً يهاب رصاصة و لا قانون لذا أمر رجاله أن يخفضوا أسلحتهم و قرر أن يحل الأمر بسلام، وقتها نظر إليه بيكهيون و الهيمنة من نصيبه ثم قال.
" ما دليلكم على إتهامكم أيها الشرطي؟! فكما ترى أنا لستُ متفرغ لكم."
أشار بيكهيون إلى رجاله أن يخفضوا أسلحتهم ثم استمع إلى الشرطي يقول .
" وصلنا بلاغ أنك تتعاطى المخدرات، فحص دم سيكون كافٍ لهذا تفضل معنا. "
قالها المحقق و هو قد أدرك تماماً أن بيون بيكهيون ليس فقط ابن وزير الداخلية المدلل كما يظن بل هو رجل خطير جداً و لا يُمَس.
جويل تقدمت من خلف بيكهيون لتتمسك بكتفيه بشكل فاجئ الجميع و خصوصاً الذي إحتمت بكتفيه، رغم أنه ظالم لكن حساسيتها أمام البشر و سلامتهم تمنعها من السكوت عن الحق.
" هذه مكيدة حُبِكَت ضده، هو لا يتعاطى المخدرات"
إلتفت بيكهيون بخفة إليها و حاجبيه شديدي الإنعقاد، لا يصدق أنها تدافع عنه رغم أنها أكثر شخص قد يود إلحاق الأذى به.
" أترى الطعام أرضاً؟! هذا كان صحنه."
علق بصر بيكهيون عليها و هي تدافع عنه، كم أحبها في هذه اللحظة!
ساد الصمت إلا على صوتها، أشارت بيدها إلى إحدى الخادمات تحديداً تلك التي حملت إليه الملح ثم قالت.
" هذه الخادمة، لقد رأيتها تتحدث مع أحدهم على الهاتف و تؤكد أنها وضعت المطلوب في طبق طعام زوجي، يبدو أن أحدهم إستأجرها لفعل ذلك."
ود أن يقاطعها الشرطي لأنه ظن بأنها تتحدث عن إتهام آخر، لكنها قاطعت نيته قبل أن يقاطعها.
" أظن أنها مخدرات بالفعل، لقد رأيتها تحمل كيس شفاف يحوي حبوب صغيرة جداً ثم رأيتها تضعها في طعامه."
رمق بيكهيون جويل بحب و لولا أنها مشغولة بالدفاع عنه لربما لاحظته، هو في هذه اللحظة غارق في الغرام.
" لأنني طبيبة هذه الحبوب لم أستطع التعرف عليها، علمتُ سريعاً أنها ليست طبيّة بل ربما شيء قد يضره لذا قذفتُ صحنه أرضاً قبل أن يتناوله."
شزر بيكهيون الخادمة المتهمة بخيانته ثم شدت زوجته إنتباهه مجدداً.
" و مع قدومكم بهذا البلاغ تأكدت أن ما تبحثون عنه في هذا الطبق و لكنه ليس في دمه."
أمسك بيكهيون بيدها كي تقف بجانبه عوضاً عن الوقوف بظهره، هي فعلت ثم بثقة قالت.
" تستطيعون أخذ عينة بالفعل من الطعام، ها هو أمامكم أرضاً و إن أردتم سأسحب لكم من دم بيون دون أن يذهب معكم إلى مركز الشرطة."
نظر الشرطي إلى معاونه بجانبه ليومئ الآخر، تنهد المحقق ثم قال.
" حسناً سيدتي، لكن ما قلتِه الآن يجب أن تقولينه في مركز الشرطة، أستفعلين؟!"
نظر إليها بيكهيون و هي سكنت قليلاً مترددة و بعد وهلة أومأت بالفعل بثبات.
" سأفعل!"
أومئ المحقق ثم قال.
" إذن تفضلا معي إلى المركز لنأخذ بشهادة السيدة و لنجري الفحص هناك، أما هذه الخادمة فسنلقي القبض عليها الآن."
أخذت الشرطة الخادمة و خرجوا على أن يتبعوهم الزوجين بسيارتهم الخاصة.
بيكهيون تمسك بيد جويل أكثر لكنها لم تنظر له، هي أخفضت رأسها فقط، ما زال يرمقها بحب و هو الآن علم أن أنسانيتها ستقف حائلاً بينها و بين إنتقامها منه.
تقدمت السيدة بيون بينما تبكي ثم احتضنت جويل فجأة، شكرتها كثيراً و قبلت جبهتها لكن جويل ما حركت طرفاً و لا نطقت حرفاً.
" هيا بنا نتبعهم!"
أومأت بهدوء ثم تحركت عندما قادها بخطواته إلى الخارج، صعدت السيارة بجانبه و سندت رأسها إلى النافذة.
كريس في الأمام كان مذهولاً مما فعلته السيدة، هو لم يتوقع أبداً أنها ستدافع عنه مهما حدث معه بل ربما ستأخذها لذة الشماتة.
بيكهيون لم يتوقف عن النظر إليها طوال الطريق، لطالما ظن أنها لن تنالها به رحمة إن سقط، لكنه اليوم قبل أن يسقط تمسكت بها و أرشدته على الفوهة.
أما جويل فما زالت تفكر لماذا فعلت هذا، لأنها طبيبة و تحترم الإنسان و تقدره و عندما حفظت القسم الذي لم تدلي به بعد قررت أنها ستسير على نهجه بمجرد أن تدخل كلية الطب.
توقفت السيارة أمام مركز الشرطة، لكنها ما تزال شاردة، بيكهون وضع يده على كتفها لتنشز من شرودها و نظرت له، كانت ملامحه هادئة جداً.
" لقد وصلنا"
أمسك بيدها لتنظر إلى هذا التشابك، ليس الأول لكن كلاهما يشعران أنه الأول، بيكهيون يشعر بالحب أما جويل فتشعر كما لو أنها انقذت حياة أحدهم بعملية مستعصية.
خرج و خرجت معه ثم دخلا مركز الشرطة و رجال بيكهيون يحفوهما، استقبلهم الشرطي في مكتبه ثم طلب من بيكهيون أن يخرج لتدلي هي بشهادتها براحة.
نظر إليها بيكهيون ثم قال.
" لا تخافي، أنا هنا"
أومأت له ليربت على كتفها ثم خرجت، تلك التربيتة! نظرت إلى كتفها، فكرت هو ربما يشعر بالإمتنان!
لكنها ما تزال متوترة، طوال حياتها لم تدخل مركز شرطة، هذه المرة الأولى و الأدهى أنها الشاهدة الوحيدة لصالح من؟
عدوها اللدود!
" سيدة بيون، هل أنتِ مستعدة لتدلي بنفس الشهادة التي قلتِها في القصر؟"
أومأت له ليتنهد ثم قال.
" عذراً سيدة جويل، نحن نعلم طبيعة العلاقة التي جمعتكِ بزوجكِ، ربما أنتِ تحبينه كثيراً و بنفس الوقت تخافين منه، لكن هنا ليس عليكِ أن تخافي من شي."
لو لم تكن جويل فقط لغيرت أقولها و لقالت أنه يتعاطى و لجعلته يتناول هذا السُم لكنها جويل و جويل لا تستطيع أن تفعل شيء كهذا حتى لو كان لصالحها ضد بيون بيكهيون.
نظرت إلى المحقق ببرود و أجابته.
" أنت لا شأن لك بعلاقتي مع زوجي، أنا سأقول الحقيقة التي قلتها بالقصر."
أومئ لها المحقق ثم تنهد لتدلي بنفس الشهادة أمامه.
بعد وقت خرجت، كان بيكهيون و كريس يقفان في الخارج قرب الباب.
حالما رآها بيكهيون تقدم نحوها و احتضن وجنتيها بكفيه قائلاً.
" أنتِ بخير؟"
صمتت قليلاً بينما تنظر له، يديه الدافئتين اللتين تحضنانها بهذا الشكل لأول مرة، نظرة القلق في عينيه و صوته الحنون، كل هذا جديد عليها.
أومأت له ليتنهد ثم قال.
" حسناً، رفضت أن يقوموا بسحب دمي، أريدكِ أنتِ أن تفعلي."
رفعت حاجبها لتقول محذرة.
" سأؤلمك!"
تبسم هو بخفة ثم قال.
" افعلي ما تشائين"
الرئيس يبتسم!
افعلي ما تشائين!
سأؤلمكَ!
ما هذا؟!
كريس ود لو يصرخ بهما و يسألهما إن وقعا أخيراً لبعضهما خصوصاً الرئيس فهو غاطس بالحب و هذا واضح عليه!
" تفضلا معنا"
تقدم أحد رجال الشرطة لهما يشير إلى غرفة معينة، قبضت هي حاجبيها و هو نظر لها ثم أومئ يطمئنها.
دخلا معاً الغرفة، هي كانت تحوي معدات طبية أولية، وقف الشرطي أمام الباب يتأكد أن الفحص سيتم دون تلاعب.
رفع بيكهيون عن ذراعه ثم بسطها أمامها، هي وضعت معقم بقطنة على ذراعه ثم ربطت ذراعه من عِضده لتحدد مكان العرق المناسب.
إنتشلت الأبرة ثم بحذر وضعتها بذراعه، هي قالت أنها ستؤلمه لكنها لم تفعل، هي لا تريد أن تؤلم أي شخص سلمها جسده.
نظرت إليه تتفقد معالمه إن تألم، ما حرك فيه شيء حتى.
" قلتِ أنكِ ستؤلميني"
نظرت نحو الشرطي ثم قالت.
" أتفهم الأنجليزية؟"
نفى برأسه لتلتفت إلى الدماء التي تسحبها من ذراع بيكهيون.
" you'll kill me"
أزالت تلك الأبرة ثم أعطتها للشرطي ليخرج، و قبل أن تنهض أمسك بيدها بيكهيون و ثبتها جالسة ليهمس بينما ينظر في عينيها و أنفاسه تلامس وجهها بدفء.
" I won't "
نظرت إليه بصمت ليبتسم ثم نهض ليأخذ بيدها و يخرجا، توجه ناحية المحقق و هو يحتضن كفها براحته بلطف و رقة.
وقف أمام المحقق ثم ببرود لم يكن عليه منذ لحظات قال.
" أنا و زوجتي لن ننتظر حتى تخرج نتيجتك و تعلم أن دمي نقي، لكن أخبر رئيسك المغفل ألا يلعب مع بيون بيكهيون مجدداً."
إقترب منه أكثر ليمسك بتلابيب قميصه بيده الحُرة ثم هسهس بحدة أربكت الرجل أمامه.
" بيون بيكهيون يحرق من يغضبه، فليخشى من ناري إن أضرمتها !"
تمسك بيد جويل ثم خرج و هي تتبع خطاه بينما رجاله يحفونه.
عندما إنطلقت السيارة عودة إلى القصر و كما العادة هي مستندة على النافذة تنظر إلى الخارج.
أما بيكهيون فهو لا ينظر إلى شيء سِواها، هي تملئ بصره في هذه اللحظة، و غير بصره قلبه المملؤ بها.
دخلا إلى القصر معاً و سريعاً ما تجمعت العائلة حولهما، ابتسمت جويل عندما أقبلت عليها السيدة تقبلها شاكرة ثم حضنتها يونا بلطف أما هيون جونغ فحضن أخيه بعد أمه.
" حمداً لله أنكما بخير و عدتما!"
تبسم بيكهيون و مسح دموع والدته ثم قال.
" لا تقلقي، نحن بخير"
" أما من حاول توريطي مع الشرطة سينال عقاب قاسٍ مني"
قال تلك بحقد ثم رمق كريس من بعيد و فهم الأخير أن عليه البدء في تحقيقاته.
تنهد ثم أمسك بيد جويل مستأذناً.
" الآن أحتاج أن أرتاح قليلاً، أراكم صباحاً."
ثم سحب إمرأته خلفه و صعد إلى الأعلى، دخل الجناح قبلها ثم دخلت تتباطئ، وقف أمام الشرفة و بدأ بنزع قميصه لتتنهد و تغلق الباب.
" سأدخل لأستحم، أتريد شيئاً قبل ذلك؟"
و اللعنة لماذا تسأله حتى؟ لا تعلم لكن ربما تستأذنه هكذا!
أبقى على فمه مغلقاً لذا فهمت ذلك أنه لا يريد شيء لذا جرت قدميها ناحية دورة المياه.
استحمت و ارتدت ثوب نوم أسود طويل فوقه روب ساتر ثم خرجت، ما زال يقف أمام الشرفة نازع قميصه و كأس مشروب بيده.
بينما تسير في الجناح من خلفه أوقفها عندما قال من مكانه.
" كان بإمكانكِ النيل مني هذه الليلة، لماذا دافعتِ عني؟!"
إلتفتت إلى بقعة وقوفه، ما زال يمنحها ظهره، تنهدت ثم أجابته صراحة.
" إنسانية، أنا لا أستطيع أن أؤذي أحد كما تفعل أنت "
إلتفت إليها ببطئ دون أن يتقدم لتنظر نحوه من مكانها البعيد ثم قالت.
" لا تفهم إنسانيتي معك على نحو خاطئ، أنا لم و لن أتقبلك كجزء من حياتي إلا إذا كان بشع. "
وضع بيكهيون كأسه جانباً و قال بهدوء رغم أن دمه بدأ يغلي بالفعل.
" لا يهمني إن تقبلتني أم لا، رأيكِ بي و مشاعركِ نحوي لا تهمني بتاتاً، مهما رفضتِني و كرهتِني ستبقين ملكي أنا."
إبتسمت بسخرية ثم قالت.
" لأنك لا تهتم سألتني لماذا أنقذتك لِتوك!"
لقد طفح كيله، تقدم منها غاضباً و بخطوات واسعة، هي لن تهزمه أبداً و إن فعلت لن يجلعها تستلذ بنصرها عليه أبداً.
وقف أمامها ثم أمسك بها من ذراعيها بعدوانية ليجذبها له ثم هسهس من بين أسنان ملتحمة لكثرة ما يصر عليها كما لو أنها هي بين فكيه لا بين يديه.
" و بما أنكِ أنقذتِني اليوم بدافع الإنسانية، ألا يجب علي مكافئتكِ؟"
توترت بين يديه و ودت لو تعود بالزمن لتحفظ لسانها، من بين أنفاسها التي تصاعدت قالت ترتجف.
" نعم كافئني بإبتعادك عني، اذهب الليلة إلى أحدى ساقطاتك و كُف عني!"
تبسم بحقد حتى بانت أنيابه ثم هسهس بحدة في وجهها.
" لا أملك عاهرة سواكِ الليلة"
تلك تجرح و بحق تجرح لذا أدمعت عينيها و قبل أن تسترسل ألقى بها على سريره.
صاحت به فور أن إعتلاها بحرقة و الدموع قد وجدت طريقها خارج عينيها.
" لمرة واحدة فقط كن بكرامة و أثبت لي أنك لست حيواناً يبحث عن إرضاء غرائزه في جسدي فقط!"
ساد الصمت لدقيقة، هي تتنفس بقوة هلعاً و تبكي غضباً أما هو فينظر إلى وجهها بصمت بينما يعتليها رغماً عنها.
نهض و كان هذا آخر ما قد تتوقع منه فعله، أن ينهض عنها مستسلماً لرغبتها، أخذ سترته بينما يرمقها بغضب ثم خرج و تركها وحدها.
أرخت جسدها لتسقطه على السرير مجدداً تبكي بحرقة، اليوم بعد كل الذي فعلته لأجله هكذا يرد المعروف لها.
تشعر بالغضب الشديد من نفسها أكثر منه، للحظة ندمت أنها انقذته، لو ما فعلت لكانت الآن لا تبكي على الأقل بسببه.
.....................................
" تلك التي تقول أنها ما زالت تحبك هي التي انقذته من بين يديّ، هي ذهبت بنفسها و ألقت بشهادتها أمام الشرطة أنها رأت من يضع له المخدرات في طعامه و هي من منعته من أكلها!"
سَمعُ تايهيونغ كان خاوٍ، لا يعرف ما هذا الشعور الذي رواده الآن، الخيانة أم الخذلان!
هي عندما قالت أنها ستتخلى عنه هي بالفعل تخلت، هو ما صدقها و ظن أنها قالت ذلك لتحميه من الخطر الذي وقع به ليس لأن قلبها مال لغيره.
أيعقل أنه مال؟
لا، مستحيل أن يميل.
جويل طبيبة و بحكم إنسانيتها هي أنقذته، لطالما كانت تمنع الشر حتى على من يكرهونها و لا تهتم.
قلبها لم يميل لغيره، يستحيل!
هي فقط ذات حِس أنسانيّ عالٍ و على هذا الأساس ها هو يمنحها العُذر.
جويل لن تخونه حتى لو بمشاعرها، ذلك الحب الذي عاش خمسة عشر عام لن يقتله عامي ضنك.
أغلق الخط دون أن يرد بشيء ثم وضع هاتفه جانباً و استل كأس من الخمر، دخل إلى أحدى الغرف التي تحوي صور جويل في كل مكان و أكبرهم صورتهما معاً يوم الزفاف تملئ الحائط.
جلس مقابل الصورة أرضاً متكأ على الحائط خلفه، إحتسى من كأسه و خلل أصابع يده الأخرى ليفسد شعره.
حالته يُرثى لها بالفعل، منذ اليوم الذي قالت له فيه أن لا جامع بينهما من جديد و حالته في سوء، أحياناً يشعر بأنه مريض، مريض بجويل.
الحياة لم تكن بصفه أبداً و لا الحب، لقد أعطته حبيبته لوقت قليل ثم سلبتها منه كما لو أنك تعطي لطفل دمية و لكنك لا تسمح له بِمسِها، فقط انظر من بعيد.
لكنه ليس ذاك الطفل و هي ليست مجرد دمية و إن حربه ضد الحياة و قوانينها الجائرة قائمة، سيقتص من جذورها العطب و أصل عطبها رجل واحد.
بيون بيكهيون!
رفع نظره إلى الصورة ثم ابتسم رغم أن في عينيه شرارة حقد لا يطفأها سوى الدم.
" ما زلتِ تلك الملاك الرحيم، حتى على عدونا مارستِ رحمتكِ، أنا لا ألومكِ يا حبي، أعرف أنكِ بيضاء كما الجنة و لا تشوبكِ شائبة، أنا أعذركِ، لا تحزني."
" أنا آسفة يا تايهيونغ، ما استطعت"
نفى برأسه ألا تعتذر، ذلك صوتها يحدثه في عقله.
" لا تعتذري يا حبيبتي، أنا فخور بكِ."
اتسعت إبتسامته أكثر و همس.
" أنا فخور بأن زوجتي طبيبة رحيمة و ماهرة أيضاً"
تراءت له إبتسامتها في عينيه ليومئ ثم تنهد بثمالة ليقول.
" ابتسمي لا بل اضحكي! ليت الضحك يحرم على سواكِ!"
تقدم منه خيالها و جلس إلى جانبه، حلّ جذعه و أراح رأسه على قدمها، كانت الأرض باردة و لكنها بالنسبة له دافئة، لأنها خالت له حضنها.
نام تلك الليلة أرضاً و أمام صورتها، بيده مشروبه و يظن أنه نام في حضنها.
تايهيونغ هكذا يقضي كل لياليه و أجملهم تلك التي تزوره فيها على هيئة ملاك في حلم.
...........................................
في الصباح الباكر، عاد بيكهيون منقلب السِنحة مبلل المظهر لكنه بدى في غاية الفتون، خصوصاً مع شعره الأسود كسماء ليل مظلم لا قمر فيه و لا نجوم تنسدل خصله على جبهته.
نصف أزرار قميصه الأسود مفتوحة و بشرته تلك البيضاء مكشوفة للعيان بجمال، هكذا هو بدى عندما دخل عليها.
غضبه لم يطغى على وسامته لكن حقدها عليه غطى على عينيها، فلا ترى فيه إلا مسخ بشع و قذر.
ربما لا!
عندما رأته يحتل جناحه الذي يسكنها فيه بهذا المظهر ألقت عليه نظرة ثم أبعدت بصرها عنه سريعاً بتوتر فضحك ساخراً.
" ماذا؟ ليس و كأنني أجوب عارٍ!"
كانت تقف و تمنحه ظهرها، هي بالفعل خائفة مما قد يفعله الآن بعد الذي قالته له مساء البارحة.
إقترب إليها من خلفها ثم احتضنها بعدوانية لتشهق بخفة و تلك الرائحة الثقيلة العالقة به تسللت إلى أنفها- عِطره الثقيل الذي لا يتغير و الذي يجبرها أن تضع منه-.
"مما أنتِ خائفة؟ لأجل ما قلتِه البارحة؟ انسي الأمر فلقد نسيته"
طبع قبلة على عنقها نكاية بها، هي شهقت بخفوت ثم أغمضت عينيها بقوة تشعر بصدرها يتحطم لسرعة دقات قلبها و تضارب أنفاسها.
إبتعد فجأة لتنفث أنفاسها براحة ثم فتحت عيناها، حتى رائحة عِطره ابتعدت، هو ذهب ليستحم و تركها خلفه مشتتة بأفعاله.
أخرجت له ثيابه و وضعتها على الكنبة في غرفة الثياب كي لا يطلبها بشيء ثم نزلت إلى الأسفل.
يونا كانت تجلس رِفقة طفلتها و عندما رأت جويل هي ألقت تحية الصباح لتردها جويل كما إعتادت، برسمية.
" جويل، أنا بالفعل لا أحب أن تكون علاقتي معكِ بهذه السطحية، عندما علمت بأن بيكهيون تزوج ظننته وهبني أخت جديدة."
بعد وهلة من الصمت، هذا ما استطاعت قوله يونا و بحرج شديد إذ أن جويل ترمقها ببرود، لكنها كانت بحاجة لقول ذلك بالفعل، يونا أرادت جويل أختاً لها و ليست مجرد كِنة للعائلة مثلها.
صمتت جويل لفيّنة تنظر ليونا بينما تفكر، هم بالفعل ظلموها، بيكهيون و والديه، لكن شقيقه و عائلته و شقيقته لم ترى منهم سوء قط لكنها فقط لا تستطيع معاشرتهم، هذا صعب.
" ربما لو أتيت إلى هنا زوجة لشقيق زوجكِ بإرادتي لكان وهبني أياكِ أختاً بزواجه مني، لكنني و للأسف لستُ منكم لتعتبريني أختاً."
" انهضي اعقدي لي ربطة عنقي!"
هل يعقل أنه سمعها؟!
لو كان ما سمعها لما أمرها بتلك النبرة المختالة و المتسلطة، كمشت أصابعها على بعضهم كي تسيطر على هذه الرجفة ثم نهضت تلبي.
وقفت أمامه، كان ينظر لها بتعالٍ، عقدت له ربطة عنقه لكن سؤال جال بخاطرها، منذ متى هو يستخدم ربطات العنق حتى؟
حالما إنتهت أمسك بها من عِضدها و دفعها عنه، تلك المرأة لا يفهمها، تارة تنعم عليه بدفئها و تارة تحرقه بنار حقدها.
مشاعره بتحول جائر، في اللحظة الواحدة يقع في حبها و في التي تليها يود لو يقبض على عنقها و يكسره لها.
تجمعت العائلة حول طاولة الإفطار و هي بمجرد أن رأت أمامها قِطع من الخيار نهضت سريعاً و قد انقلبت معدتها.
إهتز بيكهيون بخفة قلقاً عليها لكنه ضل جالساً رغم أنه لم يبعد عينيه عنها و هي تبتعد.
وضعت أمه يدها على يده لينظر لها فابتسمت ثم طمأنت.
" هذا ابنك المشاكس بدأ يضايقها، لا تقلق هي بخير"
إبتسم بيكهيون بخفة ثم استنكر.
" يكره الخيار؟ مثلي؟"
.......................................
سلاااااام
كره الخيّار مش بالجينات
كل عام و أنتم بخير و عيد سعيد❤
فعلياً في هذا البارت تطور عظيم بالمشاعر، أغلبكم توقع أنه هي سممته، هما مش مثل بعض، مثل ما حكت صديقتي هما مثل الأبيض و الأسود.
بعد هالغيبة الطويلة حيكون في تعويض إلكم خصوصاً إني في عطلة مفتوحة ما بعرف لمتى
البارت القادم بعد 150 فوت و 150 كومنت.
١. رأيكم بجويل؟
١. إنقاذها لبيكهيون؟
٢. شهادتها التي بصفه؟
٣. كلامها عن دوافعها لإنقاذه؟
٤. خوفها الشديد منه؟
٢. رأيكم ببيكهيون:
١. ردة فعله أمام تصرفها الإنساني؟
٢. مشاعره المتقلبه؟ أعراض الحب و غضبه المفاجئ؟
٣.رأيكم بتايهيونغ و حالته النفسية التي تتدهور؟
٤.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі