Chapter Forty-three
" الحقيقة تؤلم "
لن يدركك الهم حتى تدرك أنك مهموم
لكن الحب يدركك سواء أدركته أم لم تفعل !
دهست قدميه بخطوات هادئة أرضي يمتحن فيها صبري و طوقي ، لا تزد همي هماً أنا بالكاد أتحمل ، كدتُ أحرك جذعي لأنهض لكن كفيّه كانا سبّاقين لتثبيت كتفيّ على السرير .
نظر في عيني نظرة لائمة و ازدادت يديه شدة على كتفيّ ، حاولت أن أتحرك لكنني فشلت و ها ذا أنفاسي المتسابقة تشيع روحي ، إنني أرى نفسي ميتة في عينيه .
جويل : هذا ما وجب علي فعله ، ليس لأجلي بل لأجله !
فمه مطبق لكن عينيه تتحدث و تلومني ، لا أعرف كيف وصل إلى هنا مجدداً و كيف كشف أمري ، كل ما أدركه أنني أشوه صورتي في عينيه أكثر لكن دون قصد ، أنا لم أُخيَّر في كل ما حدث ، لو خُيّرت لاخترته .
تايهيونغ : قتلوا الحب الذي ربيناه معاً لكن الآن لن أدعهم يقتلوا بذرته ، ابني سيعيش يا جويل !
ما فهمته من حديثه أنني ما زلتُ حامل ، أنه منع الطبيبة أن تجهض طفلي ، لكن كيف يعلم أن الطفل ابنه و ليس ابن بيكهيون ، حتى أنني أنا لا أعرف الطفل ابن من !
تلبس الحياء لساني عن سؤاله بما يدور بخلدي لكنه فهم وحده ما يساورني ، تايهيونغ يجيد قرائتي ، هو الوحيد الذي يفعل .
أخرج من جيبه ورقة و أعطاها لي ثم أشار لي بعينيه أن افتحها عندما رقمته بأستفهام ، فتحتها لأجد أنها تقرير طبي ، فحص أبوة تحديداً .
نتيجة الفحص إيجابية تتطابق مع الحمض النووي الخاص بتايهيونغ ، هذا يعني أن الطفل والده البيولوجي هو تايهيونغ و ليس بيكهيون .
لم أعيّ على نفسي أنني ابتسم إلا عندما ضحكت بخفة و عندما أدركت ذلك فهمت كم أنا بائسة و كم أنا بشعة و مقرفة في عين الرجل الذي أحب لذا سرعان ما تسابقت دموعي لتفضحني و بكيت .
تايهيونغ : أنه ابني أنا !
أنزلت التقرير عن رؤيتي و نظرت إليه ، كان يبكي دون صخب .
جويل : أنا آسفة على كل شيء !
مسح دموعه سريعاً و تنحنح .
جويل : متى فعلت الفحص و كيف ؟!
تايهيونغ : بدل أن تجهضه الطبيبة أخذت من الجنين عينة و فحصتها رفقة دمي .
أخفضت بصري عنه و أومأت بهدوء ثم سمعي استقطب ما قاله بصوت متألم .
تايهيونغ : إن كنتِ لا تريدينه لأنه ابني فاجعليه آخر طلب لي منكِ ، احفظيه لأجل الحب الذي بيننا و إن كان لخوفكِ عليه من ذلك المجرم فلا تقلقي سأحمي الطفل عندما تلديه .
أقترب مني و تمسك بكفيّ ثم همس لي متوسلاً .
تايهيونغ : حتى ذلك الوقت أرجوكِ احفظيه و لا تفرطي به ، هو أمانة لديكِ و بحمايتكِ ، حسناً ؟!
أومأت له بخفة ليترك يديّ و يخرج .
استطعتُ وقتها أن أجر جسدي و أجلس مستندة على مقدمة السرير ، رفعتُ قدميّ إلى صدري و بكيت ما يُعتَمل في قلبي كورم خبيث نهايته أن يقتلني إن ما استطعتُ التخلص منه .
كل ما حدث في حياتي و انقلابها سببه بيون بيكهيون الحقير ، لا سامحه الله و لا غفر له بل عذبه و أماته ميتة ذليلة أذل من ميتة الكلاب و جيفتهم ، أكرهه بحق ، أكرهه !
دخلت علي الطبيبة بعد وهلة و رأتني أبكي ، ربتت على رأسي بلطف ثم قالت .
" لم أستطع إجهاضه أنا آسفة لذلك ، لكن يبدو أن والده يرفض ذلك و تمسك به رغم ظروفكِ العصيبة ، أقدر ضيق حالك و لكن بكل ما أوتيتِ من قوة احمي طفلكِ سيدة كيم كما نعتكِ زوجكِ "
سيدة كيم ، سيدة بيون ، ما عاد اللقب يؤثر كثيراً ، الآن علي حفظ هذا الطفل و لو بروحي ، كما قال تايهيونغ هذا بذرة حبنا الميت و أمانته لدي ، سأحفظه يا تايهيونغ أعدك !
بدلتُ ثيابي و خرجتُ من العيادة ، لا أشعر بآلام العملية و لكن ألم طفيف بسبب الفحص ، ابني ما زال بالداخل ، للحظة ها أنا أفكر كم كنتُ مجرمة و أنا أقدم على إعدام حياته ، أشعر أنني بدأت أتطبع بأطباع المجرم بيون .
الآن طفلي أثبت بجدارة أحقيته بالحياة و أنا كأم له لن أدعه يعاني من شيء ، سأحاول أن أحميه قدر إستطاعتي حتى لو أحتاجني الأمر أن أكذب و أبدل نسبه ، سيكون علي فعل ذلك لأحميه.
إنه وقت إنتهاء دوامي و بما أنني لا أرى أحد من رجال المغتصب فأظن أنهم لم يلحظوا غيابي ، ذهبتُ بطريقي إلى مكتبي لأجد كريس يقف أمام الباب .
مثلتُ أنني بخير و كدتُ أن أدخل لكنه استوقفني سريعاً .
كريس : سيدتي ، الرئيس في الداخل و مظهركِ سيسبب لكِ المشاكل !
أومأت سريعاً و ازدرئتُ جوفي لأنطلق على رؤوس أصابعي نحو دورة المياه ، رفعت شعري و مسحت مساحيق التجميل عن وجهي ، خبأت علاماته بقميصي ثم خرجت .
تنهدت بهدوء ثم دخلت عندما وصلت إلى الباب ، كان يقف أمام النافذة ، لا أعلم سِر انجذابه للنوافذ ، حيث لا يحلو له الوقوف سوى بجوارها .
إلتفت نحوي عندما صدرت مني ضجة بينما أرتب بعض التقارير على مكتبي .
بيكهيون : أين كنتِ ؟!
تجمدت يديّ و وَجِف قلبي ، حاولت قدر إستطاعتي أن أبدو طبيعية عندما قلت .
جويل : كنتُ أعمل !
همهم بينما يهز رأسه ، يبدو أنه لا يصدقني ، كيف سيصدقني و أنا أبدو بهذه الحالة ؟! إنني أشعر بالحر و الخوف يفضحني .
إقترب نحوي سريعاً و أسند ذراعيه على ذراعي الكرسي يحاصرني ، أنا إلتصقت بظهر الكرسي و لكنه قربني إليه عندما سحب الكرسي بقدمه من عجلاته نحوه .
أصبحت أشعر بأنفاسه على وجهي بينما عينيه تختبر ثبات ملامحي ، نبس و قد ضاقت عينه دون الأخرى مشككاً .
بيكهيون : إذن لماذا تتعرقين و تبدين خائفة هكذا حتى أن أنفاسكِ مضطربة !
جويل : لقربكِ مني ربما !
إبتسمت شفتيه ثم زلف بوجهه نحو وجهي ، حك خده بخدي و همس بأذني .
بيكهيون : هل لي كل هذا التأثير عليكِ ؟!
فهمني على نحو خاطئ ، لستُ معجبة بك و لن أعجب ، أنا أكرهك بحق و أخاف منك لذا أنا هكذا ، هل أستطيع قولها هكذا ؟! سيقتلني وقتها بلا شك .
وضع قبلة طفيفة على جانب شفتيّ ثم ابتعد عني .
بيكهيون : هيا لنذهب !
أمسك بيدي ثم جعلني انهض بجانبه و خرج بي من مكتبي ، صعدتُ في سيارته ثم صعد بجانبي .
لا أعلم لماذا آتى اليوم تحديداً ليأخذني من المستشفى و لن أسأله ، أنا أحتاج فقط أن يدعني و شأني لذا سأتجنبه قدر المستطاع .
سارت السيارة بنا و أنا كنتُ أسند رأسي على زجاج النافذة ، الصمت و الهدوء رفيقاي و يجلسا بيننا ضيفين مرحب بهم من جهتي .
تجاوز السائق عن الطريق الذي يذهب إلى القصر و ضلت السيارة تسير في اتجاه مختلف ، إذن هو لم يأتي ليعيدني إلى المنزل ، سيأخذني إلى مكان آخر ، ما عدتُ أخاف على نفسي منه كما البداية .
لا أهتم في الأماكن و الأوقات و أنا برفقته لأن هذه الدهور سأعتبرها عمر ضاع مني في ميتة أو في سجن ، أي شيء سوى أن تكون حياة .
هذا الطريق يؤدي إلى المجمعات و المراكز التجارية ، لِمَ يذهب بي إلى هناك ؟! ربما أعجبته تمثيلته و تأديته لدور الزوج العاشق و المحب و آتى هنا ليكررها مجدداً .
..........................................
توقفت السيارة أمام بوابة المركز التجاري و شرع كريس الباب لنترجل ، طوال الطريق كان تجلس بصمت و أذعان و كأنها لا تهتم بماذا أنا فاعل بها أو إلى أين سآخذها ، هي تتصرف بطاعة شديدة و كأنها دمية ماريونت أحركها كما أشاء .
يرضيني أن الوضع بيننا قد هدأ و هي بدأت تستسلم لكوني جزءاً من حياتها حتى لو ما كانت تريدني ، أنا بالفعل لا أهتم ، رغم ذلك طاعتها المذعنة تغيضني ، هي تطيعني كي لا تنال من شري شيء و هذا وحده استسلام لحياتها معي حتى لو ما كان يعتبر قبول .
ترجلتُ أولاً ثم تبعتني و دون أن أقول شيء أمسكت بيدها و إلتفت أصابعي حول كفها ، لم تضم يدي كما أضمها و لا بأس معي بذلك ، أنا لا أشحذها إهتمام .
دخلنا المركز التجاري معاً و توجهنا حيث أريد ، بيون الفاسد يقيم حفل للترحيب بها لذا أنا سأجعلها تبدو في غاية الجمال و الفخامة لأنها تمثلني أمام العامة و الصحافة فقط .
سأشتري لها أجمل فستان على الإطلاق ، لقد حدثتهم من باريس و اليوم فقط وصلت مجموعة الفساتين من هناك ، تجاوزنا السُلم الكهربائي و في أثناء طريقنا إلى المتجر أفلتت يدي و فجأة و ركضت بعيداً عني .
تبعوها رجالي ركضاً و قبل أن يصلوها جثت أرضاً على ركبتيها ، تبعتهم سريعاً بخُطى واسعة و ها الغضب بدأ يحرق رأسي و يشتت وعيي ، أقسم أنني سأفعسها تحت قدمي تلك الساقطة .
أصابعي مضمومة على شكل قبضة أظنني سأهشم بها وجهها اللعين و لتأخذ درساً لن تنساه أبداً ، قصدتها و في نيتي أن أقبض على شعرها و أجرها منه كما لو أنها دابة بل أحقر .
تزحزحوا رجالي عنها و امتدت يدي لتمسك بشعرها لكنني تجمدتُ عندما وجدتها تحتضن رضيعة صغيرة على ذراعيها و تضمها بحنان إلى صدرها .
جويل : لا تبكي عزيزتي !
وقفت على قدميها و سندها كريس ثم إلتفتت نحوي و هذه الطفلة على ذراعيها .
جويل : أنها تموت !
جلست على حافة مقعد الإستراحة و قلبت الرضيعة ليكون بطن الصغيرة على قدميها ، ادخلت إحدى اصابعها بفم الطفلة و اخذت تربت على ظهرها بقوة قليلاً حتى استفرغت الطفلة ما في معدتها على ساعد جويل .
رفعت الطفلة لأرى وجهها محمر و أخذت تبكي بقوة ، ضمتها إلى صدرها مجدداً و أخذت تربت عليها حتى تهدأ أما والدة الطفلة فهي تقف مثلي عاجزة عن تقديم المساعدة و لكنها تبكي بفزع على صغيرتها .
كانت تحتضن الطفلة و تربت على ظهرها بلطف ، الطفلة تبكي بقوة و هي تحاول تهدأتها ، أنا لا افهم ما الذي حدث لهذه الطفلة من سوء و لكن يبدو أن زوجتي انقذتها .
تلفتُ حولي لأجد الكثير من الناس يجتمعون حولنا و يشيدون بإنسانية زوجتي وقتها سلمت جويل الطفلة لأمها و ابتسمت لتقبل وجنة الصغيرة .
ارتفع حاجبي فوراً إعجاباً عندما حدثت أم الطفلة بلطف .
جويل : هي بخير الآن ، لا تقلقي عليها ، إن حدث و تكرر الأمر مع الصغيرة افعلي ما فعلته لها للتو ، يبدو أن الطفلة معدتها تؤلمها لذا اجعليها تشرب شراب اليانسون حتى ترتاح و ستكون بخير ، يبدو أنها طفلتكِ الأولى لذا اعتني بها جيداً .
أومأت السيدة سريعاً ثم احتضنت جويل و هي تبكي .
" سأفعل و اعتني بها جيداً ، شكراً لكِ سيدتي لولاكِ لربما ماتت طفلتي ! "
أومأت لها جويل بإبتسامة ثم تراجعت إلى خلف لتلتفت إلي ، نظرت إلي بتوتر و كادت أن تتحدث بشيء لكنني اقتربت بغية أن أمسك بيدها فتراجعت و ابعدت يدها عن متناولي .
نفثت أنفاسي بسخط و أغمضت عينيّ أحاول كبت غضبي ، ماذا الآن بعد ؟! فتحت عيني لأنظر لها و أنا رغماً عني أمسك نفسي عن توبيخها .
مدت لي يدها ثم قالت بنبرة مرتجفة .
جويل : يدي اتسخت من الحليب الذي تقيأته الطفلة ، أحتاج أن أغتسل .
نظرت إلى يدها لأجدها فعلاً ملوثة ليس فقط يدها إنما بنطالها و قميصها .
أشرت لها أن تتقدمني و تنهدت ، اشعر بالأعتزاز لما فعلته الآن لذا سأغفر لها ، دخلت إلى دورة المياه النسائية ، هي لن تستطيع أن تهرب من هنا لذا لا بأس .
خرجت بعد دقائق لآخذ بيدها و مشت معي بطوع ، توجهنا نحو المحل و هناك عرضت علينا الموظفة الفساتين التي أوصيتُ عليها من فرنسا ، كل فستان أجمل من الآخر .
نظرتُ نحوها لأجدها شارة الذهن و لا تنظر نحو الفساتين ، بالتأكيد لن تهتم لأي أمر يتعلق بشأني حتى لو كان لأجلها فبالنهاية أنا أهتم لأنها تمثلني .
بيكهيون : ألن تختاري شيء ؟!
إلتفت إلي و همست " ها ؟! " هي فعلاً ليست هنا ، نهضت من مكاني و وقفت أختار أكثر فستان أعجبني ، لونه أحمر قاتم و الأهم أنه طويل و ساتر .
بيكهيون : انهضي و ارتدي هذا إن كان يناسبك .
كآلة تستجيب للأوامر نهضت و تبعتها العاملة بالفستان ، جلستُ انتظر أن تطل علي بالفستان ، هي فاتنة حتى لو ارتدت ثياب مهترئة .
فقط لأنها تمثلني أهتم بمظهرها ، أنا لا أحاول إسعادها مطلقاً بل الحفاظ على صورتي في المجتمع و سأذل بيون ليرى أنني و زوجتي نعيش بسعادة و أنا لا أقهرها و لا أذلها حتى لو ما كانت الحقيقة ، بيون يريد مني أن أذلها لذا لأنها رغبته لن أحققها .
خرجت بعد وقت ترتدي ثيابها فعقدتُ حاجبي بإستياء .
بيكهيون : لماذا لم ترتديه ؟! ألا يناسبك ؟!
دون أن تنظر إلي همست .
جويل : بلى أنه جيد .
أشك أنها ارتدته من الأساس ، أمرت أحد رجالي أن ينقله إلى السيارة ثم خرجنا نحن إليها ايضاً ، انطلقنا بالطريق إلى القصر بصمت مجدداً .
وصلني إتصال في منتصف الطريق من أحد رجالي الذين أوكلهم بحراستها في المستشفى ، هذا الرجل وكلته لأن يخبرني ما يستعجبه لأن كريس بالتأكيد لن يفشي بها لي لكنه أفضل من يحرسها و يحميها.
" سيدي ، لاحظتُ شيئاً غريباً يحدث مع سيدتي في اليومين المنصرمين ، لقد تأكدتُ من الأمر و قررتُ أخبارك سيدي و معي أدلة تثبت صِحة كلامي . "
بيكهيون : تكلم !
هذا تماماً ما وظفته لأجله ، أعلم أنها ستفعل شيء بالخفاء دون علمي لأنه لا يرضيني .
" سيدي الرئيس ، السيدة الشابة حامل و معي تقرير يثبت ذلك أخذته من العيادة النسائية لكنها اليوم صباحاً خضعت لعملية إجهاض . "
نظرت نحوها سريعاً و ما قاله هذا الرجل نزل على مسامعي كالصاعقة ، قتلت ابني ؟! أنا سأقتلها لأجله .
بيكهيون : انعطف إلى شقتي فوراً !
نظرت إلي بفزع فور أن أمليتُ على السائق أمري ، رأيت الفزع في عينيها ، ما دمتِ تخافي مني ، لِمَ و بحق الله تعصيني ؟!
هذا اليوم سيكون طويل جداً و سينتهي بمقتلها على يدي ، أمسكت بها من عضدها بقسوة و جذبتها إلي لتشهق برعبة ، فححت بأذنها و لترحب ببيكهيون الذي لا يرحم من جديد .
بيكهيون : أنتِ قضيتِ على نفسكِ بفعلتكِ هذه ، تظنين أنني لن أعلم عمّا تفعلينه خلف ظهري !
دفعتها عني بعيداً و بقسوة لتلملم نفسها على نفسها بذعر ، صبراً عسيراً أنتِ لم تري شيئاً بعد !
فور أن وقفت السيارة أمسكت بذراعها مجدداً و أخرجتها بقسوة .
بيكهيون : عودوا إلى القصر و أن آتى أحد إلى الشقة فليحضر معه كفنه ، أتفهم يا كريس ؟!
إنحنى لي بمعنى القبول و هذه اللعينة جذبتها خلفي .
رميت بها بقوة داخل المصعد و اشتعل صدري غضباً عليها ، هي تقهقهرت في الداخل و ارتجفت بذعر إذ أنها تذكرت يوم رميتها في هذا المصعد و بهذه الطريقة ما الذي حدث ، لقد خرجت محملة و اليوم ستخرج ميتة .
أغلقتُ علينا المصعد و ضغطت على زِر الطابق الذي فيه شقتي ، إلتفتُ إليها و أطيق لقتلها هنا ، كانت ترتعد في الزاوية و تحيط رأسها بكفيها .
جويل : أرجوك أنا لم أفعل شيء !
أمسكت بذراعها و دفعتها أمامي ثم فتحت باب الشقة و دفعتها إلى الداخل ، كادت أن تقع و لكنها تمسكت بذراعيها كي لا يرتطم جسدها بالأرض سرعان ما هبطت يدها على بطنها .
تعاني من آلام العملية ، أنا سأجعلكِ تنزفي الدم من كل مكان بجسدكِ حتى تموتي جزاءً لقتلك ابني الذي لم يبصر النور من دماسة عتمة داخلك .
ارتفعت قدمي اريد ركلها في معدتها حتى تتفتق جروحها و أراها تموت أمامي ، صرخت بقوة و تمسكت بقدمي تتوسلني و تبكي بجنون .
جويل : أرجوك لا تؤذيني ، أرجوك لا تفعل ، افعل أي شيء لكن لا تضربني !
هبطتُ على ركبتي أجلس القرفصاء و قبضت على شعرها اللعين أشده بقوة لتنظر إلي تتوسلني بعينيها ، لن يلين قلبي يا لعينة و أنتِ وأدتِ ابني .
جذبتها أكثر لتأن و نبستُ بأذنها .
بيكهيون : أنتِ قتلتِ ابني ، ثمن حياته حياتكِ و أنا الآن سآخذ بثأره منكِ يا ساقطة .
كادت أن تتكلم و لكنني أخرستها بصفعة جعلتها تتهواى أرضاً تصيح آلامها ، لم تري شيئاً بعد !
بقبضتي التي أشدد بها شعرها جررتها خلفي و جسدها اللعين الذي ورطني بها يمسح رخام الأرض ، أدخلتها الغرفة الذي تهاب و رميتها على السرير الذي تقرف .
اعتليتها و حصرت خصرها بقدميّ .
بيكهيون : كنتِ تمثلين الطاعة كي أغض بصري عن أفعالكِ .
و نقطتي كانت صفعة ثانية و هامشي كان صراخي بها بأعلى نوتة أستطيع الوصول لها .
بيكهيون : خدعتيني بآليتكِ فقط لتتخلصي من ابني ، أليس ابنكِ أيضاً ، كيف استطعتِ اعدام حياته يا طبيبة ؟!
وضعت يديها على وجهها و صرخت بقوة يجلجل صوتها بكائها المرير .
جويل : لم أقتله ، ما زلتُ حامل !
تجمدت يدي من عليها و تجمدت روحي و كياني ، قبضتُ على عنقها أخنقها بغيظي و غضبي ، هي من جَنَت على نفسها .
بيكهيون : تكذبين علي يا لعينة كي لا ألحقكِ به ، تكذبين علي !
إحمر وجهها فعلمت أنها تكاد أن تموت ، أفلتها لتشهق بقوة ثم صاحت .
جويل : ما زلتُ حامل أيها المجرم اللعين ستقتل كلينا !
رعشة أصابتني عندما عنته معها ب " كلينا " ، نهضت من عليها و توجهت لأقف أمام النافذة ، بين هذه الجدران لا أسمع سوى صوت بكائها و عويلها و صوت أنفاسي الثائرة .
بيكهيون : لماذا لم تخبريني أنكِ حامل ؟!
كان رد فعلها مستهجن أكثر من خبر حملها إذ أخذت تضحك ، عقدتُ ملامحي و التفت أتفحصها بعينيّ ، أنها تضحك كما لو أنها فقدت عقلها ، هذه جنت بالتأكيد .
جويل : أقول لك ماذا ؟! ها ؟! أنني حامل يا زوجي العزيز ، أتظن أنك زوج بالنسبة لي لأمنحك هكذا بهجة ؟! لأمنحك طفل يربطني بك للأبد ؟!
أنني أحثها بإستماتة أن تصمت فكلي بدأت أشتعل مجدداً لكنها ما هابتني رغم أنني تقدمتُ نحوها أحاول إخافتها كي تصمت بل تابعت تحدثني بنبرة وقحة و عالية .
جويل : تقول لي طاعتك ؟! أنا أسكت عمّا تفعله بي و أطيعك حتى تكف عني و ليس لأنني قبلتُ بك ، أنا لو كان خلاصي منك بموتي فأفضل الموت على أن أعيش معك .
تقدمتُ سريعاً كدتُ أمسك بها لكنها هربت من فوق السرير إلى الجانب البعيد ، قهقهت بجنون ثم صرخت و الدمع يقف متحجراً في جفونها .
جويل : ماذا ؟! أيغضبك قول الحق ؟! أن أردت إجهاض ابني لأحميه منك لكي لا يكون مثلك إن ولد ، أتظن أنني أستطيع أن أمنحك طفل مني ؟! لأراه يسير على خطاك و يرث رجسك ، حتى تربيه على الحقد و الظلم كما تربيت أنت .
بيكهيون : أخرسي !
فقدتُ عقلي بها عندما صرخت بها بأعلى ما استطيع ، كلامها يغيظني جداً و أنا لستُ ذا صبر طويل ، نفت برأسها لي ثم قالت .
جويل : لا ، أنا مللت من الصمت ، دعني أتحدث و لتعلم شأنك لدي .
بجراءة تقدمت إلي لتقف أمامي ثم قالت و قد حررت مقلتيها دموعها مجدداً .
جويل : تخيل أنني أنجبت الطفل و عاش بيني و بينك ، قل لي على ماذا سيكبر ؟! سيرى كم أن علاقة والديه مشتتة ، والدته دائماً تبكي و وجها مطبوع إما بصفعات أو بعلامات إغتصاب .
جويل : ماذا عن والده كيف سيكون ؟! دائماً كأس الخمر بيدك ، تضربني و تعتدي علي ثم تذهب لإحدى عاهراتك لتلبي رغباتك المريضة ، أهذا ما سيعيش عليه طفلنا ؟!
جويل : كما عشنا تماماً مشتتين بين الأم و الأب ، تريد ان يعيش مثلنا بل سيعيش حياة أقسى من حياتنا .
أشارت إلى نفسها بألم و دحجتني بغضب .
جويل : أنا أردتُ أن أخلص الطفل منّا لأننا لا نستحقه و ليس لأتخلص منه لأنني لا أريده ، أردت أن أجهضه كي لا يعيش العذاب المحتوم عليه إن ولد ، أتفهم الآن لماذا أردتُ إجهاضه ؟! لكنني فشلت للأسف !
لا أعلم لماذا صمتُّ و استمعتُ لها تتفوه بهذه التُرهات ، وجدتُ نفسي مكبلاً عن صفعها أو حتى عن دفعها ، عن إقتلاع تلك النظرة الحاقدة في عينيها أو حتى عن إخماد كلامها الذي يلومني .
لربما لأن ما تقوله هو الحق و لأنني أحاول إقناع نفسي بأن ما قالته ترهات ، عبثاً أقاوم ، هي محقة و بطريقة ما كلينا عِشنا ذات الوجع و كلانا لن نقبل أن يعيش أطفالنا ما عشناه نحن .
تحركت من لديها و تركتها خلفي حبيسة تلك الغرفة التي تمقتها و ذهبت إلى الصالة لأجلس هناك ، اقتلعت بصري من عن بار المشروبات ، لا أرغب في شيء الآن كما السكينة و كلماتها تتردد في أذني .
أذكر ذلك اليوم جيداً ، كنا نعيش في بيت عادي و لا نعتبر من الطبقة العُليا في المجتمع ، يومها عادت أمي بثياب ممزقة و شعرها منكوش ، كانت تبكي و ترتجف .
كنتُ وقتها صغيراً و وحيداً ، لا أعرف أين ذهبت أمي و تركتني وحدي ، هيون جونغ كان في المدرسة الداخلية و أنا وحدي في المنزل .
اختفت في غرفتها ساعتين كاملتين ثم خرجت تبحث عني ، لملمت قطع من ثيابي و ثيابها و اخذتني من يدي تنوي أن تخرجني من المنزل ، كنتُ ابلغ خمسة أعوام حينها .
عندما وصلنا عتبة الباب آتى بيون اللعين غاضباً و ضربها أمامي ضرباً مبرحاً حتى كادت أن تفقد وعيها ، ذرفها بالماء لتبقى مستيقظة و حبسني بالغرفة .
علمت عندما كبرت أنه اغتصبها ذلك اليوم حتى أمي فقدت وعيها ، كنتُ اسمع رجواتها و بكائها من خلف باب غرفتي ، كان يضربها و ينعتها بأقسى الكلمات و أقذرها .
حملت أمي بنانسي و كبرتها وحدها ، كان ذلك اليوم آخر لقاء لأمي و أبي تحت ذات السقف و كانت أول شعلة حقد تتقد في صدري ضد أبي .
و كما انتقمت لأمي من الحيوان الذي أغتصبها سأنتقم لها من الحيوان الذي تزوجها ، سأريهم جميعاً ، حقدي عليهم لن ينتهي أبداً حتى أدوس جثثهم بقدمي .
....................................................
سلااااااااام❤
أتمنى أنكم بخير و بعافية ❤
شكراً لكل من صوت على سومبي❤
شكراً لكم و دعمكم المتواصل ❤
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت .
١. رأيكم بتايهيونغ ؟! كيف علم عن تحركات جويل في المستشفى ؟
٢. رأيكم ببيكهيون ؟ فخره بجويل أمام الموقف رغم أنه لم يظهره ؟ و غضبه عندما علم بأمر الطفل ؟
٣. رأيكم بجويل ؟ كلامها القوي لبيكهيون ؟ وعدها لتايهيونغ ؟ و موقفها مع الطفلة ؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
لن يدركك الهم حتى تدرك أنك مهموم
لكن الحب يدركك سواء أدركته أم لم تفعل !
دهست قدميه بخطوات هادئة أرضي يمتحن فيها صبري و طوقي ، لا تزد همي هماً أنا بالكاد أتحمل ، كدتُ أحرك جذعي لأنهض لكن كفيّه كانا سبّاقين لتثبيت كتفيّ على السرير .
نظر في عيني نظرة لائمة و ازدادت يديه شدة على كتفيّ ، حاولت أن أتحرك لكنني فشلت و ها ذا أنفاسي المتسابقة تشيع روحي ، إنني أرى نفسي ميتة في عينيه .
جويل : هذا ما وجب علي فعله ، ليس لأجلي بل لأجله !
فمه مطبق لكن عينيه تتحدث و تلومني ، لا أعرف كيف وصل إلى هنا مجدداً و كيف كشف أمري ، كل ما أدركه أنني أشوه صورتي في عينيه أكثر لكن دون قصد ، أنا لم أُخيَّر في كل ما حدث ، لو خُيّرت لاخترته .
تايهيونغ : قتلوا الحب الذي ربيناه معاً لكن الآن لن أدعهم يقتلوا بذرته ، ابني سيعيش يا جويل !
ما فهمته من حديثه أنني ما زلتُ حامل ، أنه منع الطبيبة أن تجهض طفلي ، لكن كيف يعلم أن الطفل ابنه و ليس ابن بيكهيون ، حتى أنني أنا لا أعرف الطفل ابن من !
تلبس الحياء لساني عن سؤاله بما يدور بخلدي لكنه فهم وحده ما يساورني ، تايهيونغ يجيد قرائتي ، هو الوحيد الذي يفعل .
أخرج من جيبه ورقة و أعطاها لي ثم أشار لي بعينيه أن افتحها عندما رقمته بأستفهام ، فتحتها لأجد أنها تقرير طبي ، فحص أبوة تحديداً .
نتيجة الفحص إيجابية تتطابق مع الحمض النووي الخاص بتايهيونغ ، هذا يعني أن الطفل والده البيولوجي هو تايهيونغ و ليس بيكهيون .
لم أعيّ على نفسي أنني ابتسم إلا عندما ضحكت بخفة و عندما أدركت ذلك فهمت كم أنا بائسة و كم أنا بشعة و مقرفة في عين الرجل الذي أحب لذا سرعان ما تسابقت دموعي لتفضحني و بكيت .
تايهيونغ : أنه ابني أنا !
أنزلت التقرير عن رؤيتي و نظرت إليه ، كان يبكي دون صخب .
جويل : أنا آسفة على كل شيء !
مسح دموعه سريعاً و تنحنح .
جويل : متى فعلت الفحص و كيف ؟!
تايهيونغ : بدل أن تجهضه الطبيبة أخذت من الجنين عينة و فحصتها رفقة دمي .
أخفضت بصري عنه و أومأت بهدوء ثم سمعي استقطب ما قاله بصوت متألم .
تايهيونغ : إن كنتِ لا تريدينه لأنه ابني فاجعليه آخر طلب لي منكِ ، احفظيه لأجل الحب الذي بيننا و إن كان لخوفكِ عليه من ذلك المجرم فلا تقلقي سأحمي الطفل عندما تلديه .
أقترب مني و تمسك بكفيّ ثم همس لي متوسلاً .
تايهيونغ : حتى ذلك الوقت أرجوكِ احفظيه و لا تفرطي به ، هو أمانة لديكِ و بحمايتكِ ، حسناً ؟!
أومأت له بخفة ليترك يديّ و يخرج .
استطعتُ وقتها أن أجر جسدي و أجلس مستندة على مقدمة السرير ، رفعتُ قدميّ إلى صدري و بكيت ما يُعتَمل في قلبي كورم خبيث نهايته أن يقتلني إن ما استطعتُ التخلص منه .
كل ما حدث في حياتي و انقلابها سببه بيون بيكهيون الحقير ، لا سامحه الله و لا غفر له بل عذبه و أماته ميتة ذليلة أذل من ميتة الكلاب و جيفتهم ، أكرهه بحق ، أكرهه !
دخلت علي الطبيبة بعد وهلة و رأتني أبكي ، ربتت على رأسي بلطف ثم قالت .
" لم أستطع إجهاضه أنا آسفة لذلك ، لكن يبدو أن والده يرفض ذلك و تمسك به رغم ظروفكِ العصيبة ، أقدر ضيق حالك و لكن بكل ما أوتيتِ من قوة احمي طفلكِ سيدة كيم كما نعتكِ زوجكِ "
سيدة كيم ، سيدة بيون ، ما عاد اللقب يؤثر كثيراً ، الآن علي حفظ هذا الطفل و لو بروحي ، كما قال تايهيونغ هذا بذرة حبنا الميت و أمانته لدي ، سأحفظه يا تايهيونغ أعدك !
بدلتُ ثيابي و خرجتُ من العيادة ، لا أشعر بآلام العملية و لكن ألم طفيف بسبب الفحص ، ابني ما زال بالداخل ، للحظة ها أنا أفكر كم كنتُ مجرمة و أنا أقدم على إعدام حياته ، أشعر أنني بدأت أتطبع بأطباع المجرم بيون .
الآن طفلي أثبت بجدارة أحقيته بالحياة و أنا كأم له لن أدعه يعاني من شيء ، سأحاول أن أحميه قدر إستطاعتي حتى لو أحتاجني الأمر أن أكذب و أبدل نسبه ، سيكون علي فعل ذلك لأحميه.
إنه وقت إنتهاء دوامي و بما أنني لا أرى أحد من رجال المغتصب فأظن أنهم لم يلحظوا غيابي ، ذهبتُ بطريقي إلى مكتبي لأجد كريس يقف أمام الباب .
مثلتُ أنني بخير و كدتُ أن أدخل لكنه استوقفني سريعاً .
كريس : سيدتي ، الرئيس في الداخل و مظهركِ سيسبب لكِ المشاكل !
أومأت سريعاً و ازدرئتُ جوفي لأنطلق على رؤوس أصابعي نحو دورة المياه ، رفعت شعري و مسحت مساحيق التجميل عن وجهي ، خبأت علاماته بقميصي ثم خرجت .
تنهدت بهدوء ثم دخلت عندما وصلت إلى الباب ، كان يقف أمام النافذة ، لا أعلم سِر انجذابه للنوافذ ، حيث لا يحلو له الوقوف سوى بجوارها .
إلتفت نحوي عندما صدرت مني ضجة بينما أرتب بعض التقارير على مكتبي .
بيكهيون : أين كنتِ ؟!
تجمدت يديّ و وَجِف قلبي ، حاولت قدر إستطاعتي أن أبدو طبيعية عندما قلت .
جويل : كنتُ أعمل !
همهم بينما يهز رأسه ، يبدو أنه لا يصدقني ، كيف سيصدقني و أنا أبدو بهذه الحالة ؟! إنني أشعر بالحر و الخوف يفضحني .
إقترب نحوي سريعاً و أسند ذراعيه على ذراعي الكرسي يحاصرني ، أنا إلتصقت بظهر الكرسي و لكنه قربني إليه عندما سحب الكرسي بقدمه من عجلاته نحوه .
أصبحت أشعر بأنفاسه على وجهي بينما عينيه تختبر ثبات ملامحي ، نبس و قد ضاقت عينه دون الأخرى مشككاً .
بيكهيون : إذن لماذا تتعرقين و تبدين خائفة هكذا حتى أن أنفاسكِ مضطربة !
جويل : لقربكِ مني ربما !
إبتسمت شفتيه ثم زلف بوجهه نحو وجهي ، حك خده بخدي و همس بأذني .
بيكهيون : هل لي كل هذا التأثير عليكِ ؟!
فهمني على نحو خاطئ ، لستُ معجبة بك و لن أعجب ، أنا أكرهك بحق و أخاف منك لذا أنا هكذا ، هل أستطيع قولها هكذا ؟! سيقتلني وقتها بلا شك .
وضع قبلة طفيفة على جانب شفتيّ ثم ابتعد عني .
بيكهيون : هيا لنذهب !
أمسك بيدي ثم جعلني انهض بجانبه و خرج بي من مكتبي ، صعدتُ في سيارته ثم صعد بجانبي .
لا أعلم لماذا آتى اليوم تحديداً ليأخذني من المستشفى و لن أسأله ، أنا أحتاج فقط أن يدعني و شأني لذا سأتجنبه قدر المستطاع .
سارت السيارة بنا و أنا كنتُ أسند رأسي على زجاج النافذة ، الصمت و الهدوء رفيقاي و يجلسا بيننا ضيفين مرحب بهم من جهتي .
تجاوز السائق عن الطريق الذي يذهب إلى القصر و ضلت السيارة تسير في اتجاه مختلف ، إذن هو لم يأتي ليعيدني إلى المنزل ، سيأخذني إلى مكان آخر ، ما عدتُ أخاف على نفسي منه كما البداية .
لا أهتم في الأماكن و الأوقات و أنا برفقته لأن هذه الدهور سأعتبرها عمر ضاع مني في ميتة أو في سجن ، أي شيء سوى أن تكون حياة .
هذا الطريق يؤدي إلى المجمعات و المراكز التجارية ، لِمَ يذهب بي إلى هناك ؟! ربما أعجبته تمثيلته و تأديته لدور الزوج العاشق و المحب و آتى هنا ليكررها مجدداً .
..........................................
توقفت السيارة أمام بوابة المركز التجاري و شرع كريس الباب لنترجل ، طوال الطريق كان تجلس بصمت و أذعان و كأنها لا تهتم بماذا أنا فاعل بها أو إلى أين سآخذها ، هي تتصرف بطاعة شديدة و كأنها دمية ماريونت أحركها كما أشاء .
يرضيني أن الوضع بيننا قد هدأ و هي بدأت تستسلم لكوني جزءاً من حياتها حتى لو ما كانت تريدني ، أنا بالفعل لا أهتم ، رغم ذلك طاعتها المذعنة تغيضني ، هي تطيعني كي لا تنال من شري شيء و هذا وحده استسلام لحياتها معي حتى لو ما كان يعتبر قبول .
ترجلتُ أولاً ثم تبعتني و دون أن أقول شيء أمسكت بيدها و إلتفت أصابعي حول كفها ، لم تضم يدي كما أضمها و لا بأس معي بذلك ، أنا لا أشحذها إهتمام .
دخلنا المركز التجاري معاً و توجهنا حيث أريد ، بيون الفاسد يقيم حفل للترحيب بها لذا أنا سأجعلها تبدو في غاية الجمال و الفخامة لأنها تمثلني أمام العامة و الصحافة فقط .
سأشتري لها أجمل فستان على الإطلاق ، لقد حدثتهم من باريس و اليوم فقط وصلت مجموعة الفساتين من هناك ، تجاوزنا السُلم الكهربائي و في أثناء طريقنا إلى المتجر أفلتت يدي و فجأة و ركضت بعيداً عني .
تبعوها رجالي ركضاً و قبل أن يصلوها جثت أرضاً على ركبتيها ، تبعتهم سريعاً بخُطى واسعة و ها الغضب بدأ يحرق رأسي و يشتت وعيي ، أقسم أنني سأفعسها تحت قدمي تلك الساقطة .
أصابعي مضمومة على شكل قبضة أظنني سأهشم بها وجهها اللعين و لتأخذ درساً لن تنساه أبداً ، قصدتها و في نيتي أن أقبض على شعرها و أجرها منه كما لو أنها دابة بل أحقر .
تزحزحوا رجالي عنها و امتدت يدي لتمسك بشعرها لكنني تجمدتُ عندما وجدتها تحتضن رضيعة صغيرة على ذراعيها و تضمها بحنان إلى صدرها .
جويل : لا تبكي عزيزتي !
وقفت على قدميها و سندها كريس ثم إلتفتت نحوي و هذه الطفلة على ذراعيها .
جويل : أنها تموت !
جلست على حافة مقعد الإستراحة و قلبت الرضيعة ليكون بطن الصغيرة على قدميها ، ادخلت إحدى اصابعها بفم الطفلة و اخذت تربت على ظهرها بقوة قليلاً حتى استفرغت الطفلة ما في معدتها على ساعد جويل .
رفعت الطفلة لأرى وجهها محمر و أخذت تبكي بقوة ، ضمتها إلى صدرها مجدداً و أخذت تربت عليها حتى تهدأ أما والدة الطفلة فهي تقف مثلي عاجزة عن تقديم المساعدة و لكنها تبكي بفزع على صغيرتها .
كانت تحتضن الطفلة و تربت على ظهرها بلطف ، الطفلة تبكي بقوة و هي تحاول تهدأتها ، أنا لا افهم ما الذي حدث لهذه الطفلة من سوء و لكن يبدو أن زوجتي انقذتها .
تلفتُ حولي لأجد الكثير من الناس يجتمعون حولنا و يشيدون بإنسانية زوجتي وقتها سلمت جويل الطفلة لأمها و ابتسمت لتقبل وجنة الصغيرة .
ارتفع حاجبي فوراً إعجاباً عندما حدثت أم الطفلة بلطف .
جويل : هي بخير الآن ، لا تقلقي عليها ، إن حدث و تكرر الأمر مع الصغيرة افعلي ما فعلته لها للتو ، يبدو أن الطفلة معدتها تؤلمها لذا اجعليها تشرب شراب اليانسون حتى ترتاح و ستكون بخير ، يبدو أنها طفلتكِ الأولى لذا اعتني بها جيداً .
أومأت السيدة سريعاً ثم احتضنت جويل و هي تبكي .
" سأفعل و اعتني بها جيداً ، شكراً لكِ سيدتي لولاكِ لربما ماتت طفلتي ! "
أومأت لها جويل بإبتسامة ثم تراجعت إلى خلف لتلتفت إلي ، نظرت إلي بتوتر و كادت أن تتحدث بشيء لكنني اقتربت بغية أن أمسك بيدها فتراجعت و ابعدت يدها عن متناولي .
نفثت أنفاسي بسخط و أغمضت عينيّ أحاول كبت غضبي ، ماذا الآن بعد ؟! فتحت عيني لأنظر لها و أنا رغماً عني أمسك نفسي عن توبيخها .
مدت لي يدها ثم قالت بنبرة مرتجفة .
جويل : يدي اتسخت من الحليب الذي تقيأته الطفلة ، أحتاج أن أغتسل .
نظرت إلى يدها لأجدها فعلاً ملوثة ليس فقط يدها إنما بنطالها و قميصها .
أشرت لها أن تتقدمني و تنهدت ، اشعر بالأعتزاز لما فعلته الآن لذا سأغفر لها ، دخلت إلى دورة المياه النسائية ، هي لن تستطيع أن تهرب من هنا لذا لا بأس .
خرجت بعد دقائق لآخذ بيدها و مشت معي بطوع ، توجهنا نحو المحل و هناك عرضت علينا الموظفة الفساتين التي أوصيتُ عليها من فرنسا ، كل فستان أجمل من الآخر .
نظرتُ نحوها لأجدها شارة الذهن و لا تنظر نحو الفساتين ، بالتأكيد لن تهتم لأي أمر يتعلق بشأني حتى لو كان لأجلها فبالنهاية أنا أهتم لأنها تمثلني .
بيكهيون : ألن تختاري شيء ؟!
إلتفت إلي و همست " ها ؟! " هي فعلاً ليست هنا ، نهضت من مكاني و وقفت أختار أكثر فستان أعجبني ، لونه أحمر قاتم و الأهم أنه طويل و ساتر .
بيكهيون : انهضي و ارتدي هذا إن كان يناسبك .
كآلة تستجيب للأوامر نهضت و تبعتها العاملة بالفستان ، جلستُ انتظر أن تطل علي بالفستان ، هي فاتنة حتى لو ارتدت ثياب مهترئة .
فقط لأنها تمثلني أهتم بمظهرها ، أنا لا أحاول إسعادها مطلقاً بل الحفاظ على صورتي في المجتمع و سأذل بيون ليرى أنني و زوجتي نعيش بسعادة و أنا لا أقهرها و لا أذلها حتى لو ما كانت الحقيقة ، بيون يريد مني أن أذلها لذا لأنها رغبته لن أحققها .
خرجت بعد وقت ترتدي ثيابها فعقدتُ حاجبي بإستياء .
بيكهيون : لماذا لم ترتديه ؟! ألا يناسبك ؟!
دون أن تنظر إلي همست .
جويل : بلى أنه جيد .
أشك أنها ارتدته من الأساس ، أمرت أحد رجالي أن ينقله إلى السيارة ثم خرجنا نحن إليها ايضاً ، انطلقنا بالطريق إلى القصر بصمت مجدداً .
وصلني إتصال في منتصف الطريق من أحد رجالي الذين أوكلهم بحراستها في المستشفى ، هذا الرجل وكلته لأن يخبرني ما يستعجبه لأن كريس بالتأكيد لن يفشي بها لي لكنه أفضل من يحرسها و يحميها.
" سيدي ، لاحظتُ شيئاً غريباً يحدث مع سيدتي في اليومين المنصرمين ، لقد تأكدتُ من الأمر و قررتُ أخبارك سيدي و معي أدلة تثبت صِحة كلامي . "
بيكهيون : تكلم !
هذا تماماً ما وظفته لأجله ، أعلم أنها ستفعل شيء بالخفاء دون علمي لأنه لا يرضيني .
" سيدي الرئيس ، السيدة الشابة حامل و معي تقرير يثبت ذلك أخذته من العيادة النسائية لكنها اليوم صباحاً خضعت لعملية إجهاض . "
نظرت نحوها سريعاً و ما قاله هذا الرجل نزل على مسامعي كالصاعقة ، قتلت ابني ؟! أنا سأقتلها لأجله .
بيكهيون : انعطف إلى شقتي فوراً !
نظرت إلي بفزع فور أن أمليتُ على السائق أمري ، رأيت الفزع في عينيها ، ما دمتِ تخافي مني ، لِمَ و بحق الله تعصيني ؟!
هذا اليوم سيكون طويل جداً و سينتهي بمقتلها على يدي ، أمسكت بها من عضدها بقسوة و جذبتها إلي لتشهق برعبة ، فححت بأذنها و لترحب ببيكهيون الذي لا يرحم من جديد .
بيكهيون : أنتِ قضيتِ على نفسكِ بفعلتكِ هذه ، تظنين أنني لن أعلم عمّا تفعلينه خلف ظهري !
دفعتها عني بعيداً و بقسوة لتلملم نفسها على نفسها بذعر ، صبراً عسيراً أنتِ لم تري شيئاً بعد !
فور أن وقفت السيارة أمسكت بذراعها مجدداً و أخرجتها بقسوة .
بيكهيون : عودوا إلى القصر و أن آتى أحد إلى الشقة فليحضر معه كفنه ، أتفهم يا كريس ؟!
إنحنى لي بمعنى القبول و هذه اللعينة جذبتها خلفي .
رميت بها بقوة داخل المصعد و اشتعل صدري غضباً عليها ، هي تقهقهرت في الداخل و ارتجفت بذعر إذ أنها تذكرت يوم رميتها في هذا المصعد و بهذه الطريقة ما الذي حدث ، لقد خرجت محملة و اليوم ستخرج ميتة .
أغلقتُ علينا المصعد و ضغطت على زِر الطابق الذي فيه شقتي ، إلتفتُ إليها و أطيق لقتلها هنا ، كانت ترتعد في الزاوية و تحيط رأسها بكفيها .
جويل : أرجوك أنا لم أفعل شيء !
أمسكت بذراعها و دفعتها أمامي ثم فتحت باب الشقة و دفعتها إلى الداخل ، كادت أن تقع و لكنها تمسكت بذراعيها كي لا يرتطم جسدها بالأرض سرعان ما هبطت يدها على بطنها .
تعاني من آلام العملية ، أنا سأجعلكِ تنزفي الدم من كل مكان بجسدكِ حتى تموتي جزاءً لقتلك ابني الذي لم يبصر النور من دماسة عتمة داخلك .
ارتفعت قدمي اريد ركلها في معدتها حتى تتفتق جروحها و أراها تموت أمامي ، صرخت بقوة و تمسكت بقدمي تتوسلني و تبكي بجنون .
جويل : أرجوك لا تؤذيني ، أرجوك لا تفعل ، افعل أي شيء لكن لا تضربني !
هبطتُ على ركبتي أجلس القرفصاء و قبضت على شعرها اللعين أشده بقوة لتنظر إلي تتوسلني بعينيها ، لن يلين قلبي يا لعينة و أنتِ وأدتِ ابني .
جذبتها أكثر لتأن و نبستُ بأذنها .
بيكهيون : أنتِ قتلتِ ابني ، ثمن حياته حياتكِ و أنا الآن سآخذ بثأره منكِ يا ساقطة .
كادت أن تتكلم و لكنني أخرستها بصفعة جعلتها تتهواى أرضاً تصيح آلامها ، لم تري شيئاً بعد !
بقبضتي التي أشدد بها شعرها جررتها خلفي و جسدها اللعين الذي ورطني بها يمسح رخام الأرض ، أدخلتها الغرفة الذي تهاب و رميتها على السرير الذي تقرف .
اعتليتها و حصرت خصرها بقدميّ .
بيكهيون : كنتِ تمثلين الطاعة كي أغض بصري عن أفعالكِ .
و نقطتي كانت صفعة ثانية و هامشي كان صراخي بها بأعلى نوتة أستطيع الوصول لها .
بيكهيون : خدعتيني بآليتكِ فقط لتتخلصي من ابني ، أليس ابنكِ أيضاً ، كيف استطعتِ اعدام حياته يا طبيبة ؟!
وضعت يديها على وجهها و صرخت بقوة يجلجل صوتها بكائها المرير .
جويل : لم أقتله ، ما زلتُ حامل !
تجمدت يدي من عليها و تجمدت روحي و كياني ، قبضتُ على عنقها أخنقها بغيظي و غضبي ، هي من جَنَت على نفسها .
بيكهيون : تكذبين علي يا لعينة كي لا ألحقكِ به ، تكذبين علي !
إحمر وجهها فعلمت أنها تكاد أن تموت ، أفلتها لتشهق بقوة ثم صاحت .
جويل : ما زلتُ حامل أيها المجرم اللعين ستقتل كلينا !
رعشة أصابتني عندما عنته معها ب " كلينا " ، نهضت من عليها و توجهت لأقف أمام النافذة ، بين هذه الجدران لا أسمع سوى صوت بكائها و عويلها و صوت أنفاسي الثائرة .
بيكهيون : لماذا لم تخبريني أنكِ حامل ؟!
كان رد فعلها مستهجن أكثر من خبر حملها إذ أخذت تضحك ، عقدتُ ملامحي و التفت أتفحصها بعينيّ ، أنها تضحك كما لو أنها فقدت عقلها ، هذه جنت بالتأكيد .
جويل : أقول لك ماذا ؟! ها ؟! أنني حامل يا زوجي العزيز ، أتظن أنك زوج بالنسبة لي لأمنحك هكذا بهجة ؟! لأمنحك طفل يربطني بك للأبد ؟!
أنني أحثها بإستماتة أن تصمت فكلي بدأت أشتعل مجدداً لكنها ما هابتني رغم أنني تقدمتُ نحوها أحاول إخافتها كي تصمت بل تابعت تحدثني بنبرة وقحة و عالية .
جويل : تقول لي طاعتك ؟! أنا أسكت عمّا تفعله بي و أطيعك حتى تكف عني و ليس لأنني قبلتُ بك ، أنا لو كان خلاصي منك بموتي فأفضل الموت على أن أعيش معك .
تقدمتُ سريعاً كدتُ أمسك بها لكنها هربت من فوق السرير إلى الجانب البعيد ، قهقهت بجنون ثم صرخت و الدمع يقف متحجراً في جفونها .
جويل : ماذا ؟! أيغضبك قول الحق ؟! أن أردت إجهاض ابني لأحميه منك لكي لا يكون مثلك إن ولد ، أتظن أنني أستطيع أن أمنحك طفل مني ؟! لأراه يسير على خطاك و يرث رجسك ، حتى تربيه على الحقد و الظلم كما تربيت أنت .
بيكهيون : أخرسي !
فقدتُ عقلي بها عندما صرخت بها بأعلى ما استطيع ، كلامها يغيظني جداً و أنا لستُ ذا صبر طويل ، نفت برأسها لي ثم قالت .
جويل : لا ، أنا مللت من الصمت ، دعني أتحدث و لتعلم شأنك لدي .
بجراءة تقدمت إلي لتقف أمامي ثم قالت و قد حررت مقلتيها دموعها مجدداً .
جويل : تخيل أنني أنجبت الطفل و عاش بيني و بينك ، قل لي على ماذا سيكبر ؟! سيرى كم أن علاقة والديه مشتتة ، والدته دائماً تبكي و وجها مطبوع إما بصفعات أو بعلامات إغتصاب .
جويل : ماذا عن والده كيف سيكون ؟! دائماً كأس الخمر بيدك ، تضربني و تعتدي علي ثم تذهب لإحدى عاهراتك لتلبي رغباتك المريضة ، أهذا ما سيعيش عليه طفلنا ؟!
جويل : كما عشنا تماماً مشتتين بين الأم و الأب ، تريد ان يعيش مثلنا بل سيعيش حياة أقسى من حياتنا .
أشارت إلى نفسها بألم و دحجتني بغضب .
جويل : أنا أردتُ أن أخلص الطفل منّا لأننا لا نستحقه و ليس لأتخلص منه لأنني لا أريده ، أردت أن أجهضه كي لا يعيش العذاب المحتوم عليه إن ولد ، أتفهم الآن لماذا أردتُ إجهاضه ؟! لكنني فشلت للأسف !
لا أعلم لماذا صمتُّ و استمعتُ لها تتفوه بهذه التُرهات ، وجدتُ نفسي مكبلاً عن صفعها أو حتى عن دفعها ، عن إقتلاع تلك النظرة الحاقدة في عينيها أو حتى عن إخماد كلامها الذي يلومني .
لربما لأن ما تقوله هو الحق و لأنني أحاول إقناع نفسي بأن ما قالته ترهات ، عبثاً أقاوم ، هي محقة و بطريقة ما كلينا عِشنا ذات الوجع و كلانا لن نقبل أن يعيش أطفالنا ما عشناه نحن .
تحركت من لديها و تركتها خلفي حبيسة تلك الغرفة التي تمقتها و ذهبت إلى الصالة لأجلس هناك ، اقتلعت بصري من عن بار المشروبات ، لا أرغب في شيء الآن كما السكينة و كلماتها تتردد في أذني .
أذكر ذلك اليوم جيداً ، كنا نعيش في بيت عادي و لا نعتبر من الطبقة العُليا في المجتمع ، يومها عادت أمي بثياب ممزقة و شعرها منكوش ، كانت تبكي و ترتجف .
كنتُ وقتها صغيراً و وحيداً ، لا أعرف أين ذهبت أمي و تركتني وحدي ، هيون جونغ كان في المدرسة الداخلية و أنا وحدي في المنزل .
اختفت في غرفتها ساعتين كاملتين ثم خرجت تبحث عني ، لملمت قطع من ثيابي و ثيابها و اخذتني من يدي تنوي أن تخرجني من المنزل ، كنتُ ابلغ خمسة أعوام حينها .
عندما وصلنا عتبة الباب آتى بيون اللعين غاضباً و ضربها أمامي ضرباً مبرحاً حتى كادت أن تفقد وعيها ، ذرفها بالماء لتبقى مستيقظة و حبسني بالغرفة .
علمت عندما كبرت أنه اغتصبها ذلك اليوم حتى أمي فقدت وعيها ، كنتُ اسمع رجواتها و بكائها من خلف باب غرفتي ، كان يضربها و ينعتها بأقسى الكلمات و أقذرها .
حملت أمي بنانسي و كبرتها وحدها ، كان ذلك اليوم آخر لقاء لأمي و أبي تحت ذات السقف و كانت أول شعلة حقد تتقد في صدري ضد أبي .
و كما انتقمت لأمي من الحيوان الذي أغتصبها سأنتقم لها من الحيوان الذي تزوجها ، سأريهم جميعاً ، حقدي عليهم لن ينتهي أبداً حتى أدوس جثثهم بقدمي .
....................................................
سلااااااااام❤
أتمنى أنكم بخير و بعافية ❤
شكراً لكل من صوت على سومبي❤
شكراً لكم و دعمكم المتواصل ❤
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت .
١. رأيكم بتايهيونغ ؟! كيف علم عن تحركات جويل في المستشفى ؟
٢. رأيكم ببيكهيون ؟ فخره بجويل أمام الموقف رغم أنه لم يظهره ؟ و غضبه عندما علم بأمر الطفل ؟
٣. رأيكم بجويل ؟ كلامها القوي لبيكهيون ؟ وعدها لتايهيونغ ؟ و موقفها مع الطفلة ؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі