Chapter Thirty-six
" لا ينتهي فيه حقد "
لا يموت فيّ الحقد إلا إن ولِد بي العشق و نفسي ليست بمخاضي و قلبي عاقِر لا ينجب !
داست قدمها و لأول مرة بلاط هذا القصر ، القصر الذي لن تخرج من خلف أسواره أبداً ، القصر الذي لن ترى من خلفه الشمس ، سيسوده الظلام في حضرتها ، إنه سجن أبدي مفتوح الذراعين ، أستقبلها بصدر رحب ليكمش على أضلاعها و يحطمها فيما بعد .
كعصفور هزيل و ضائع هي ضاعت في هذا القصر العظيم ، كان دليلها الوحيد فيه أمه التي لا تعرف غيرها هنا .
وقفت جويل بجانب السيدة بيون و أضلاعها ترتعد و عظامها ترتجف أمام بيكهيون الذي قد عاد بعد أن إطمئن على الإصلاحات التي جابت القصر .
تقدم نحوها ليقف أمامها و أطراف سترته تتأخر ذراعيه كونه يقف و بكفيه يحتضن جوانب خصره ، تنهد بينما ينظر إليها تتمسك بأمه و تحتمي فيها خشية منه و كأنه وحش الذي يقف أمامها .
هو وحش بالفعل و لكنه لا يدرك ذلك ، على الأقل بمفهومه هو للوحشية لا يرى نفسه وحشاً ، همس بملل يحدثها .
بيكهيون : ما رأيكِ أن أعلقكِ في جيّد أمي أو ألصقكِ بها ؟! هيا امشي أمامي و وحدكِ .
نظرت جويل إلى أمه ترجوها أن تحميها من بطشه في نظرة لتنظر إليها الأخرى ثم طالعت ابنها بغضب .
السيدة بيون : حِس الفُكاهة لديك عالٍ ! الحياة هنا ستسير ضمن قواعدي أنا .
أمسك بذراع جويل بعنف لتشهق بخفة و هو قال ببرود قبل أن يسحب جويل خلفه .
بيكهيون : قواعدكِ يا أمي لا تلُم جناحي و لا تحكم زوجتي .
صاحت أمه عليه من خلف تحاول إيقافه لكنه لا يجيب ، تبعته على السُلم هرولة بينما هو يسحب جويل خلفه لتوقفه ، نظرت إلى جويل التي عيناها غائمة بسحاب يكاد يمطر دموع ، ذقنها يرتجف و لونها قد خسِف و شحب لشدة خوفها مما هو آتٍ ، حدثت ولدها بينما تتمسك بجويل .
السيدة بيون : لا تؤذي الفتاة يا بيكهيون ، أتوسل إليك يا بُني ، إن كنتَ تعزني و تحترمني فلأجلي لا تؤذيها ، أرجوك يا بُني ، هل أذل نفسي إليك أكثر ؟!
تنهد بيكهيون ليترك ذراع جويل ثم احتضن وجه أمه بكفيه ليقبل جبينها ثم قال بلطف يخصها فيه فقط .
بيكهيون : أمي لا تقولي هذا ، أنا لن أؤذيها ، حسناً ؟! أنا أريدها زوجة لي و أريد أن تكون حياتنا كأي زوجين طبيعيين ، حسناً ؟!
نظرت نحو جويل بقلق التي بالفعل قد بكت فما سمعته منه و ما يريده هي لا تريده و لا تتقبله ، قبَّل بيكهيون جبينها مجدداً ثم سحب جويل مجدداً إلى الأعلى ، كانت جويل تستنجد بها في عينيها ، لكنها لتوها أدركت أن لا منجد لها من بيكهيون هذه الليلة و كل الليالي القادمة .
من سيوقف زوج عن زوجته و خصوصاً أن هذا هذا الزوج بيكهيون ، بل من يجرؤ على التدخل ؟!
فتح باب الجناح و هي تقف خلفه ثم دخل ، ترددت هي أن تتبعه ، أن تدخل و ينفرد بها أسفل سقف و بين حيطان منيعة ، إلتفت إليها عندما شعر بها متأخرة عنه ليقول ساخراً عندما وجدها تقف خلف الباب تخشى الدخول .
بيكهيون : أتنتظرين مني أن آتي و أحملكِ على ذراعيّ ؟! لا تصدقي أنكِ عروس لهذه الدرجة .
قضمت شفاهها بتوتر ثم دخلت ببطء .
بيكهيون : اغلقي الباب !
أمر بسلاطة لسان و لكنها لم تستطع التنفيذ ، لا تستطيع إغلاق الباب عليهما .
تنهد هو ساخطاً ثم صرّ على أسنانه قائلاً .
بيكهيون : يبدو أنني سأنكث بوعدي لأمي قريباً !
تحرك ليغلق باب الجناح بإحكام ثم وضع المفتاح بجيبه ليسحبها من ذراعها بقسوة و يوقفها في منتصف الجناح .
لقد توترت أنفاسها بالفعل و تشعر بأوردة قلبها منتفخة و قريباً ستنفجر و تقتلها ، وقف بيكهيون أمام الباب الزجاجي الذي يفصل بين شُرفة الجناح و الجناح نفسه .
ساد صمت لدقائق طويلة ، بيكهيون يقف أمام النافذة بصمت و جويل تقف بمكانها خلفه و تحديداً في منتصف الجناح ، رأسها يواري الأرض و نظراتها تحتضنها .
قطع الصمت بصوت هادئ عندما قال.
بيكهيون : بدخولكِ هذا القصر و بزواجي منكِ ستبدأين حياة جديدة معي ، ستعيشين ضمن قواعدي أنا و سلوككِ مصروف بأمري .
رفعت رأسها تشد على أسنانها تحاول السيطرة على إرتجافها ، باكية عينيها كغيمة أثقلها المطر فهطلت حتى صفت لآخر قطرة .
أخذت تستمع إليه يضع قواعده بنبرة آمرة و هو على وضعيته هذه .
بيكهيون : يُمنع عليكِ أن تتواصلي مع أي أحد خارج حدود القصر ، لديكِ أمي فقط ، إن أردتُ أنا سآخذكِ إلى أهلكِ متى ما شئت .
بيكهيون : هاتفكِ مراقب و لائحة إتصالاتك تردني ، أنا ، أمي ، أمك ، أخاكِ ، و والدك فقط من ستتحدثين معهم .
بيكهيون : سأجعلكِ تعودين إلى العمل بالمستشفى لكن رجالي سيرافقونكِ كضلكِ ، فأي حركة تقومين بها محسوبة عليكِ أمامي، أنا لا أقبل بأن تكون زوجتي جاهلة و لكن إن تجاوزتِ حدودكِ قصصتُ رأسِك .
بيكهيون : سيرة ذاك الميت في هذا المنزل ممنوعة بل ممنوع عليكِ أن تفكري به و اعلمي إن سلكتِ بطريق معوج إليه أنا قاتلكِ و قاتله .
بيكهيون : لا تخرجي من المنزل دون أذني و لا تخرجي إلا مع أمي إن وافقت أنا .
بيكهيون : أمي لا شأن لها بحياتنا في الجناح ، أنتِ زوجتي و لا طرف ثالث بيننا .
بيكهيون : كل ما يحدث في الجناح يبقى في الجناح ، علاقتنا كزوجين ستكون كأي زوجين طبيعين ، أنا أريد حقوقي كزوج و يمنع عليكِ صدي .
بيكهيون : ممنوع أن ترتدي الفساتين خارجاً ، الكعب ممنوع ، شعركِ ممنوع أن يكون منسدل خارج القصر و ممنوع أن لا يكون منسدل داخل القصر .
بيكهيون : أحمر الشفاه الأحمر ممنوع ، طلاء الأظافر الأحمر ممنوع ، الفساتين الحمراء ممنوعة و كل شيء أحمر ، أما داخل القصر فأعود أجدكِ مزينة بالأحمر .
بيكهيون : شعرك ممنوع أن تصبغيه ، أن تقصيه ، أو تغيري تسريحته ، في الخارج لا تظهريه .
بيكهيون : أصبعكِ سأقتلعه من مكانه إن خلعتِ خاتم الزواج منه .
بيكهيون : لا حبوب لمنع الحمل و إن فعلتِ سأجعلك لا تنفعين لإمتاعي حتى .
بيكهيون : لا علاقات داخل القصر مع الخدم و لا مع أي من أفراد عائلتي غير أمي ، إن رأيتِ أبي لا تسلمي عليه حتى .
بيكهيون : إن علا صوتكِ علي أكتمه ، إن تجاوزتِ حدود الأدب معي أقتلع لسانكِ ، كوني مؤدبة و خصوصاً معي .
بيكهيون : حياتي أنا ستسير كما أريد و كما كانت قبلك و أنتِ لا يحق لكِ محاسبتي أو الإعتراض .
إلتفت إليها بعدما فرغ عقله من القواعد ثم قال و هو ينظر إليها ببرود و تسلط يفرض سيطرته الحثيثة عليها و هي ما زالت على وقفتها و كلما قال شيء إمتعض قلبها و انقبض صدرها .
بيكهيون : أوامري تُنفذ ، قواعدي تعيشين على وِفاقها ، لا تمرد ، لا وقاحة ، و لا عصيان ، أي مخالفة ستعاقبين ، العقوبة فيكِ و بعائلتكِ ، عقوبة خيانتي حياتك و حياة من تخونيني معه و في أي وقت أشاء قد أضيف قاعدة جديدة و حبذا لو عرفتِها كاسمكِ لمصلحتكِ .
إقترب إليها بخطوات بطيئة حتى وقف أمامها ثم قال .
بيكهيون : أتفهمين ؟!
رفعت كفها و مسحت دموعها لتومئ ليقول .
بيكهيون : لا أسمع .
همست هي و البؤس يحفها و البأس ينهشها .
جويل : فهمت .
إقترب أكثر ليمسك بذقنها حتى يرفع ذقنها إليه ثم همس و بصره علق على شفتيها .
بيكهيون : جيد و من هذه اللحظة نحن زوجين كأي زوجين طبيعين .
دمج شفتيهما معاً و سلب أول قبلة من شفتيها هذه الليلة ، هي إرتعشت للمسته ، و وجف قلبها و انقبض صدرها ، أمرها بيكهيون ألا تخونه ، ألا يجعلها الآن تخون تايهيونغ ؟! في نظرها و للأبد تايهيونغ زوجها و بيكهيون مجرد مغتصب .
إبتعد مسافة إنش لينظر إلى وجهها ببصر تغيم عليه الرغبة ، كانت صامتة و تبدو جداً مستسلمة لما سيحدثه عليها من قبلات و لمسات يشتهيها هو و تتقزز منها .
خرق هذه المسافة مجدداً و قد إرتفعا كفيه ليحتضن بهما وجنتها و عنقها بيده الأخرى ، قبل شفاهها مجدداً قبلة أكثر شغفاً من سابقتها ، إحتضن شفتيها برفق و لذة بين شفتيه دون إكتفاء .
إنحدر من شفتيها إلى زوايا فمها ثم وجنتيها ، ذقنها ، فكها و عاد إلى وجنتيها ، أنفها ، عينيها ، في كل موضع في وجهها حَط قبلة ، جويل شعرت بأنه لن يكون عنيف كالمرتين السابقتين رغم هذا لا تقبل بالعلاقة كيفما كانت .
ما لا تعلمه جويل أبداً و لا يهمها أن تعلم أنه لم يقبل شِفاه غير شفتيها قط و لم يقبل وجهاً غير وجهها قط ، هو كان يحظى بعلاقة لرغبة و النشوة فقط مع النساء كلهن إلا هي .
رغبته ليست جسدية فقط و إنما هناك رغبة حسية ، أي متعة اضافية لذيذة و شهية ، شهية أكثر من الرغبة الجسدية .
إحتضنت يداه خصرها ثم إرتفعتا ليحيط ظهرها ثم أخذ يتحسسه صعوداً إلى سحاب فستانها ، أمسك بنتوئه ليخفضه بخفة و عينيه عالقة بعينيها المنتكسة أرضاً ، يرى فيها إرتجافة خوف و خجل شديدين ، الخوف يطغى و الرفض يطغى على الخوف لكنها لا تستطيع قول شيء .
تحرك من مكانه ليقف خلفها ، جال ببصره على ما كُشِف له من جسدها و كأنه لأول مرة يراه ، هو سيعتبر أن هذه أول مرة بما أنه قرر أن هذه حياة جديدة .
خلل أصابعه في وصلات طرحتها ليفكها لتقع أرضاً ثم نالت أصابعه من تسريحة شعرها لينسدل شعرها بخفة شديدة على ظهرها بمشهد بطيء و كأن تلك الخصل تمايلت في سقوطها و تناغم خصرها على موجاتها حتى سقطت بين يديه فتيّة تغريه بأنوثتها و تنشيه برقصاتها .
أغمض عينيه و دسّ رأسه في خصل شعرها يشتم رائحته بعمق علّها تغلغلت في صدره و سكنت محل أنفاسه ، شهقت هي بخفة و شعورها بوجهه يندس في خصلها و ذراعيه معقودين حول خصرها جعلها تشعر بالتوتر الشديد .
هي لا تريد هذه العلاقة لكنه لن يهتم لإرادتها قط ما دامت إرادته و رغبته الأنانية تقوده ، أخفضت رأسها و كمشت جفونها بقوة عندما شعرت بأصابعه تمر فوق مؤخرة عنقها .
أزارح خصل شعرها و أراحها على كتفها البعيد و على كتفها العاري طبع قبلة محمومة بالحِس يصعب عليه وصفه .
أصبح يضرب قلبها بصخب طبل و صدرها يرتفع و ينخفض على وتيرة سريعة لشدة توترها ، شعرت بالفستان يكاد يسقط من على جسدها بينما هو مشغول بطبع المزيد من القُبلات على عنقها و ظهرها.
تمسكت بالفستان سريعاً و ابتعدت عنه لتلتفت إليه ، كان يغمض عينيه و صدره هائج بأنفاس ثائرة تثور عليه بمشاعر جديدة بينما ذراعيه مرتفعان بالطريقة التي كان يحيطها بها .
جويل : أنا لا أريد ، لا أستطيع ، أرجوك دعني !!!
فتح عينيه بخفة و نفث أنفاسه بهدوء ليخفض ذراعيه ثم صمت لوهلة يختبر هذا الشعور و يحس به في أبعد صمام معمول في قلبه.
أيسمون هذا الهيجان في الصدر و الذي يجعل القلب منتفض بثورة شعور على أنظمة العقل و النفس حب ؟! هل هو يحبها حقاً ؟!
رفع رأسه لينظر إليها نظرة هادئة لم تستطع فهم فحواها و كأنما بريق غامض يسطع من حدقتيه و يغشاه ، غشاء أثار في نفسه إستنفار فقامت فيه جوارحه تقول .
" قم انهض و لملم أنفاسك و املئها في جعبة كبريائك ، أنت بيون بيكهيون لا تلوكك مضغة لحم فيك ! "
و كانت هذه أول حرب أقامها التابعين على الرئيس ، أقامتها الجوارح على القلب ، تكون الجوارح للقلوب خاضعة سمعاً و طاعة إلا جوارحه المتمردة و قلبه الذي لا يجيد تولي الحُكم .
تقدم منها و استيقظ فيه الكبرياء و نام أسفل سِتارة الحب و قلبه مجتمعان ، ولّى كبريائه الحكم على شاكلة إبتسامة ساخرة سبقتها تنهيدة مستنكرة خرجت من شفتاه .
وقف أمامها و كانت هي أضعف من أن ترده ، نظر لها نظرة أخافتها ثم أمسك بمرفقها و دفعها على سريره بقوة حيث سيقيم وليمة على جسدها هو الوحيد الذي سيتناول منها و إن سرق أحدهم قبله بعض اللُقم .
تمسكت بأطراف الفستان أعلى صدرها كي لا يسقط و استنفرت أنفاسها برعبة شديدة تختبرها للمرة الثالثة .
لم يتزحزح بصره من عليها بل آتى و تسلق جسدها بجسده لتضم جفونها في سِباق مع الدموع لكنه همس أمام وجهها بصوت هادئ يخلو من الغضب كما هي ملامحه التي هدأت مجدداً .
بيكهيون : لتويّ فقط قلتُ لكِ قواعدي ، هل أنتِ متحمسة لهذا الحد لتكسرينها ؟!
نفت برأسها سريعاً و كادت أن تتحدث لولا أنه وضع يده على فمها قائلاً .
بيكهيون : إذن كوني مطيعة ، تعلمين أنني لستُ لطيفاً .
دس رأسه في عنقها يأخذ منه عسلاً و يترك محله بقعة ، أغمضت هي عيناها بقوة تبكي بصوت خفيض و عندما سمع رجّات الألم و الرفض في جوفها صرف شفتيه عن نحرها و همس دون أن يتحرك .
بيكهيون : البكاء على فراشي ممنوع !
جرّدها من فستانها و راح يغتصب منها قبلات وجد فيها لذة غيرة إنتشاء الجسد إنما الروح ، جويل كانت تستحضر في عقلها تلك الليلة مع تايهيونغ ، الليلة الأولى .
كم كان حنوناً و طيباً ، لطيفاً و هادئاً ، مُحباً و محتضناً ، عكس هذا الرجل الذي يعلوها ، لا كرامة له و لا حِس ، برغبة أنانية و لنشوة قذرة جرّها إلى فراشه حيث فيه ستعيش خليلته ، للحظة فكرت و فوراً لسانها نطق بجمود .
جويل : كيف تأتيك رغبة بي و رجل قبلك لمسني ؟! كيف تريدني في فراشك رغم أنك لست أول رجل في فراشي ؟!
كان ثمن ما قالته صفعة قوية جعلت صوت صراخها يرن في أرجاء الجناح و الدم تفجر من شفتيها و حاجبها ، أمسك بعنقها فور أن صفعها يخنقها و نظر إليها و النار تحرق مقلتيه .
بيكهيون : أنتِ عاهرة بالفعل !
صفعها مرة ثانية صفعة أقوى من سابقتها حتى كاد الرُشد أن يستنفر منها .
بيكهيون : كسرتِ قاعدتين منذ أول ساعة ، تعلمين ماذا سأفعل بكِ الآن ؟!
همست هي مختنقة و الدم تسير جنباً إلى جنب مع دمائها من حاجبها .
جويل : لا أهتم !
تبسم بشفتيه إبتسامة شيطان يلوك داخله ليقول .
بيكهيون : لا تهتمين ! سأقتل أخاكِ !
نفت سريعاً برأسها و قالت ترجوه .
جويل : إلا أخي ، هذا ما كان إتفاقنا !
همس بشر و قرب وجهه إليها ثم أمسك شفتها السفلى بإبهامه و سبابته و لواها حتى ينفر منها الدم أكثر .
بيكهيون : إذن اخرسي عن ذكره و إلا قتلته !
أومأت له مجدداً بطاعة ، تطيعه لخوفها على أخيها و ليس للعنف الذي يمارسه عليها ، ترك شفتاها و قبلها بشفتيه .
ضغط عليها و ضغط كثيراً - نفسياً و جسدياً - تخلى عن كونه إنسان و نبش فيها عن غريزته الحيوانية حتى يشبعها ، إنكب عليها كضبع جائع و للمرة الثالثة إعتدى عليها .
تفجرت الدموع من عينيها و أصبح حسيسها صراخ ، صراخ ألم و عذاب ، ذل و قهر ، بأس و بؤس و آسى .
صرخ فيها جاهرة و هو ينتزع منها آخر رغبة .
بيكهيون : قلتُ لكِ لا تبكي !
و لكنها صمت أذنيها عن صراخه و راحت تمجد آلامها على سفوح ذلها و روحها عالق بالقاع حيث يسكن الحب في قاع الحضيض بعد أن سكن الغمام .
ردد قلبها دون لسانها .
" آسفة تايهيونغ ، رغماً عني !
آسفة تايهيونغ ، خنتك ، خذلتك ، و طعنتك في بعدك عني ، لكن رغماً عني ! "
همس بأذنها و هو في أوج نشوته .
بيكهيون : قولي اسمي !
هي رددته مجدداً كما رددته في السابق ، لا خيار لها سوى الطاعة ، لأجل دي او و أمها .
جويل : بيكهيون ، بيكهيون ، بيكهيون!!
إنتهى منها و آتى بجانبها يلتقط أنفاسه و هي بحال ليست أفضل فيه منه ، دموعها تنساب بهدوء على وجنتيها و أنفاسها ثائرة تتسارع في حلبة جهد على حساب آلام جسدها المحطم .
تنهد بأستياء عندما ألقى عليها نظرة و وجدها تبكي مجدداً رافضة أياه ، دموعها تخبره دون كلام أنه مرفوض في حياتها و غير مقبول أبداً .
نهض من على السرير عندما إستعاد قوته ، وقف أمام النافذة المشرفة على الشُرفة ينظر إلى سفح السماء حيث الشمس تستأذن على استحياء أن تقطع عليه ليلته الطويلة .
توجه نحو البار في جناحه و صب لنفسه كأس خمر عاقر شفتيه فور ما عاد ليقف أمام النافذة ، هي لم تتحرك من مكانها بل لم تنغلق عينها و لم تكف عن البكاء .
قال يحدثها بصوت هادئ رغم صرامته التي تعانق نبرته و طريقة حديثه أي أن نقاش بعد هذا لن يُفتح حول الأيام الخوالي .
بيكهيون : افهميها الآن ، أنتِ إمرأتي منذ هذه الليلة و لا رجل غيري في حياتك و لا تفكيرك و لا حتى قبلك .
تعال احكم قلبي إن إستطعت !
بيكهيون : تلك الطلقة التي كادت أن تنبلج في قلبك هي عقابكِ على خيانتي ، سأعتبر أنني تزوجت إمرأة أرملة ، زوجها ميت و على هذا الأساس أنا تزوجتك ، لذا ذكره في بيتي ممنوع .
ميتُ أنت لا هو ، الميت ميت الفؤاد و في الفؤاد مذبوح ، لا مسلوب الروح و لا متآكل الجسد ، هو حي فيّ رغماً عنك !
بيكهيون : من هذه الليلة و ما تليها لا ذكر لرجل غيري على لسانك و لا غيري يشغلك ، من اليوم أعلن بداية حياة جديدة لكِ و لي معاً .
حياة جديدة نعم ، لي و لك لا ، أنت دمرت حياتي مسبقاً ، فلا يجد جديد في فناء و لا نرسم في الهواء ، حياتي أنا ميتة و فانية ، لك جديد بي و من تلك اللحظة أنا مُت !
وضع كأسه على البار عندما فرغ ثم توجه إلى دورة المياه ليستحم و قبل أن يدخل قال .
بيكهيون : لن تظهري خارج الجناح إلا بطريقة تناسب مكانتكِ كزوجتي ، احرصي أنكِ تمثليني .
أغلقت عيناها عندما سمعت صوت الباب ينغلق ثم تحركت ببطئ بينما تقضم شفتيها تستراً على ألمها و أنّاته المريرة .
خرج بعد فينة يرتدي بنطال أسود يعلوه قميص أبيض ثم ألقى نظرة على السرير ليجدها تمنحه ظهرها ، صفف شعره بعناية ليجعله مرفوعاً عن جبينه ، تعطر بعِطره نافث الرائحة قوي العبق ثم خرج .
وجد أمه تجلس على الكنبة وحدها و رأسها منكس ، رفعت رأسها سريعاً عندما سمعت صوت حذائه الكلاسيكي يطرق رُخام الأرضية لتقول بقلق .
السيدة بيون : جويل بخير ؟!
ما رد عليها إنما آتى بجانبها ثم قال بهدوء .
بيكهيون : أنا ابنكِ و ليس هي ، بدأتُ أغار بالفعل !
ابتسمت رغم أن الدموع عالقة في عينيها، هي أم و لا تستطيع أن تكره ابنها مهما تجبر ، يبقى طفلها مهما كبر .
السيدة بيون : أنت طفلي و حبيبي ، لكن يا ولدي لا تعذبها من أجلي ، ها أصبح كل شيء كما تريد ، الآن لا تمغص عليها حياتها .
أومئ لها ثم تمدد بجسده على طول الأريكة ليضع رأسه في حِجرها قائلاً .
بيكهيون : أنا الآن متعب يا أمي ، أريد أن أنام قليلاً .
إرتفعت يدها سريعاً تمسد على شعره و تمسح على كتفه ثم قبلت رأسه ، هو ابنها رغماً عن أنفها .
تحبه و لا تملك سِواه ، هو و جويل كل ما لديها الآن !
مرت عِدة ساعات و هو نائم على قدمها و على سبيل راحته هي إمتنعت عن الحديث و النوم و منعت الحركة من حولها .
أصبحت الساعة العاشرة و هي لن توقظه ستتركه ينام حتى يستيقظ من نفسه ، جويل أيضاً لم تظهر و السيدة لم تبعث أحد يطمئن لها خشية عليها من أن تقع في موقف محرج .
في الثانية عشر ظهراً ولج الوعي إلى جسد بيكهيون الغافي مجدداً ، تحرك بخفة لينخز بأنفه معدة أمه كطفل صغير ثم فتح عينيه ، تبسمت السيدة بينما تمسح على شعره ليقول هو بصوت يغشاه الوسن .
بيكهيون : أجمل وجه في أجمل صباح على الإطلاق !
ضحكت السيدة بيون بخفة ثم قبلت رأسه لتقول .
السيدة بيون : انهض يا بني هيا ، إنه ليس الصباح الآن .
رفع ساعة معصمه أمام نظره ثم قعد بجانبه أمه مجدداً يقول .
بيكهيون : هل نمتِ ؟!
أومأت له باسمة ليومئ ثم وضع رأسه على كتفها و اغمض عينيه مجدداً ، حاوطت السيدة كتفه بذراعها و نظرت إلى وجهه لترفع يدها الأخرى تهذب خصلات شعره التي تبعثرت و تزيل عن ملامح وجهه آثار النوم .
السيدة بيون : ألم تكتفي من النوم ؟!
نفى برأسه ثم قال بينما يشعر بأطراف أصابعها تسير على ملامحه بحنان .
بيكهيون : ما عدتُ نَعِس ، لكنني جائع .
قبلت وجنته ثم قومته عنها لتقول .
السيدة بيون : حسناً يا بني ، سأشرف على وجبة الغداء حتى تنضج ، أتستطيع خلال هذا الوقت أن تلقي نظرة على جويل ؟ أخشى أن أصعد فأحرجها .
أومئ لها مجدداً و كاد أن ينهض لولا أنه إستمع إلى طرقات كعب حذائها ترن على درجات السلم ، إلتفت السيدة تنظر إليها ثم تقدمت نحوها لتحتضنها برفق .
جويل نزلت تنتعل حذاءً رناناً و رائحة عِطرها تسبقها أميالاً ، ترتدي فستان يصل ركبتيها بأكمام طويلة و قُبة ساترة و طويلة تخبئ عنقها ، لونه أحمر قاتم ، تضع أحمر شفاه قاتم و أظافرها ملونة بذات اللون أما شعرها فمفرود على كتفيها و ينسدل بموجاته على ظهرها و في أصبعها خاتم زواجه منها .
تماماً كما يريد و أمرها أن تكون !
إلتفت برأسه بخفة حتى ينظر لها و عندما أعجبه مظهرها إستقام بجذعه و توجه بخطوات هادئة نحوها ، قبل شفاهها قبل خفيفة أمام والدته التي أشاحت بصرها عنهما .
إبتعد قليلاً لينادي كريس الذي يقف خارجاً دون أن يشيح ببصره عنه ، و بنبرة آمرة رغم هدوئها و بنظرات عالقة في عينيها تحمل معنى تفهمه جيداً .
بيكهيون : حرر صهري العزيز ، أخ زوجتي الغالية و اسحب رجالي من فرنسا فليعودوا الآن ، لكن سنبقيهم تحت أعيننا ففي أي لحظة معاهدة السلام بيننا قد تُلغى ، أليس كذلك السيدة حرم بيون بيكهيون ؟!
هذا كان الإتفاق ببساطة و بنقضها لعهود الإتفاق يشن عليها حرب في أخيها و عائلتها ، هي لن تخسرهم و لا مانع أن تخسر نفسها مجدداً .
جويل : لن يحدث .
بهذه الهُدنة و هذا الإتفاق لا ينتهي الحاقد في قعر ظلمة نفس بيكهيون لكن بصيص من عشق سيولد في نفسه يوماً ما ، بريقاً هو يدركه ، لكن الوقت ما زال باكراً لننعته بالعاشق .
للعشق فنون و هو ما زال يرفض التلمذة في صفوفها ، يوم يقبل في العشق نفساً و داخلاً دخيلاً عليه سيكون عاشقاً .
هذا بيكهيون الذي عرفناه هو الحاقد و هذا تايهيونغ الذي عرفناه فهو العاشق فماذا لو تغيرت بعض الموازين .
من الحاقد و من العاشق ؟!
و أين دي او من ذلك ؟!
و أين البقيّة ؟!
نهاية الجزء الأول ( الحقد يلوكه )
من حاقد عاشق
و الفصل القادم هو الفصل الأول من
الجزء الثاني .
( العِشق يتفشى فيه) .
كونوا بإنتظار التقرير الخاص بالجزء الثاني من حاقد عاشق ( العشق يتفشى فيه )
متحمسين ؟!
ضعوا هنا :
إستفساراتكم ؟!
إنتقادكم ؟!
و رأيكم صراحة ؟!
في الجزء الأول من حاقد عاشق و توقعاتكم للجزء الثاني ؟!
شكراً لكم يا رفاق على دعمكم ، شكراً للألف تعليق ! شكراً جزيلاً !
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت
١. رأيكم بقواعد بيكهيون ؟!
٢. رأيكم ببيكهيون و معاملته لجويل ؟!
٣. جويل ؟! خوفها ؟! إستفزازها له ؟! ثم إستسلامه لهيمنته عليها ؟!
٤. رأيكم بالسيدة بيون ؟! هل تقبلت زواج ابنها و جويل كزوجته ؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
٦. رأيكم بالجزء الأول من الرواية و توقعاتكم للجزء القادم ؟!
٧. إن طُلِبَ منكِ أن تعددي أفضل الروايات التي قرأتِها على الواتباد ، هل ستكون حاقد عاشق من ضمنهم ؟! و إن كانت في أي مركز تأخذ ؟!
اجوبني بصدق و شفافية من فضلكم !
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love
لا يموت فيّ الحقد إلا إن ولِد بي العشق و نفسي ليست بمخاضي و قلبي عاقِر لا ينجب !
داست قدمها و لأول مرة بلاط هذا القصر ، القصر الذي لن تخرج من خلف أسواره أبداً ، القصر الذي لن ترى من خلفه الشمس ، سيسوده الظلام في حضرتها ، إنه سجن أبدي مفتوح الذراعين ، أستقبلها بصدر رحب ليكمش على أضلاعها و يحطمها فيما بعد .
كعصفور هزيل و ضائع هي ضاعت في هذا القصر العظيم ، كان دليلها الوحيد فيه أمه التي لا تعرف غيرها هنا .
وقفت جويل بجانب السيدة بيون و أضلاعها ترتعد و عظامها ترتجف أمام بيكهيون الذي قد عاد بعد أن إطمئن على الإصلاحات التي جابت القصر .
تقدم نحوها ليقف أمامها و أطراف سترته تتأخر ذراعيه كونه يقف و بكفيه يحتضن جوانب خصره ، تنهد بينما ينظر إليها تتمسك بأمه و تحتمي فيها خشية منه و كأنه وحش الذي يقف أمامها .
هو وحش بالفعل و لكنه لا يدرك ذلك ، على الأقل بمفهومه هو للوحشية لا يرى نفسه وحشاً ، همس بملل يحدثها .
بيكهيون : ما رأيكِ أن أعلقكِ في جيّد أمي أو ألصقكِ بها ؟! هيا امشي أمامي و وحدكِ .
نظرت جويل إلى أمه ترجوها أن تحميها من بطشه في نظرة لتنظر إليها الأخرى ثم طالعت ابنها بغضب .
السيدة بيون : حِس الفُكاهة لديك عالٍ ! الحياة هنا ستسير ضمن قواعدي أنا .
أمسك بذراع جويل بعنف لتشهق بخفة و هو قال ببرود قبل أن يسحب جويل خلفه .
بيكهيون : قواعدكِ يا أمي لا تلُم جناحي و لا تحكم زوجتي .
صاحت أمه عليه من خلف تحاول إيقافه لكنه لا يجيب ، تبعته على السُلم هرولة بينما هو يسحب جويل خلفه لتوقفه ، نظرت إلى جويل التي عيناها غائمة بسحاب يكاد يمطر دموع ، ذقنها يرتجف و لونها قد خسِف و شحب لشدة خوفها مما هو آتٍ ، حدثت ولدها بينما تتمسك بجويل .
السيدة بيون : لا تؤذي الفتاة يا بيكهيون ، أتوسل إليك يا بُني ، إن كنتَ تعزني و تحترمني فلأجلي لا تؤذيها ، أرجوك يا بُني ، هل أذل نفسي إليك أكثر ؟!
تنهد بيكهيون ليترك ذراع جويل ثم احتضن وجه أمه بكفيه ليقبل جبينها ثم قال بلطف يخصها فيه فقط .
بيكهيون : أمي لا تقولي هذا ، أنا لن أؤذيها ، حسناً ؟! أنا أريدها زوجة لي و أريد أن تكون حياتنا كأي زوجين طبيعيين ، حسناً ؟!
نظرت نحو جويل بقلق التي بالفعل قد بكت فما سمعته منه و ما يريده هي لا تريده و لا تتقبله ، قبَّل بيكهيون جبينها مجدداً ثم سحب جويل مجدداً إلى الأعلى ، كانت جويل تستنجد بها في عينيها ، لكنها لتوها أدركت أن لا منجد لها من بيكهيون هذه الليلة و كل الليالي القادمة .
من سيوقف زوج عن زوجته و خصوصاً أن هذا هذا الزوج بيكهيون ، بل من يجرؤ على التدخل ؟!
فتح باب الجناح و هي تقف خلفه ثم دخل ، ترددت هي أن تتبعه ، أن تدخل و ينفرد بها أسفل سقف و بين حيطان منيعة ، إلتفت إليها عندما شعر بها متأخرة عنه ليقول ساخراً عندما وجدها تقف خلف الباب تخشى الدخول .
بيكهيون : أتنتظرين مني أن آتي و أحملكِ على ذراعيّ ؟! لا تصدقي أنكِ عروس لهذه الدرجة .
قضمت شفاهها بتوتر ثم دخلت ببطء .
بيكهيون : اغلقي الباب !
أمر بسلاطة لسان و لكنها لم تستطع التنفيذ ، لا تستطيع إغلاق الباب عليهما .
تنهد هو ساخطاً ثم صرّ على أسنانه قائلاً .
بيكهيون : يبدو أنني سأنكث بوعدي لأمي قريباً !
تحرك ليغلق باب الجناح بإحكام ثم وضع المفتاح بجيبه ليسحبها من ذراعها بقسوة و يوقفها في منتصف الجناح .
لقد توترت أنفاسها بالفعل و تشعر بأوردة قلبها منتفخة و قريباً ستنفجر و تقتلها ، وقف بيكهيون أمام الباب الزجاجي الذي يفصل بين شُرفة الجناح و الجناح نفسه .
ساد صمت لدقائق طويلة ، بيكهيون يقف أمام النافذة بصمت و جويل تقف بمكانها خلفه و تحديداً في منتصف الجناح ، رأسها يواري الأرض و نظراتها تحتضنها .
قطع الصمت بصوت هادئ عندما قال.
بيكهيون : بدخولكِ هذا القصر و بزواجي منكِ ستبدأين حياة جديدة معي ، ستعيشين ضمن قواعدي أنا و سلوككِ مصروف بأمري .
رفعت رأسها تشد على أسنانها تحاول السيطرة على إرتجافها ، باكية عينيها كغيمة أثقلها المطر فهطلت حتى صفت لآخر قطرة .
أخذت تستمع إليه يضع قواعده بنبرة آمرة و هو على وضعيته هذه .
بيكهيون : يُمنع عليكِ أن تتواصلي مع أي أحد خارج حدود القصر ، لديكِ أمي فقط ، إن أردتُ أنا سآخذكِ إلى أهلكِ متى ما شئت .
بيكهيون : هاتفكِ مراقب و لائحة إتصالاتك تردني ، أنا ، أمي ، أمك ، أخاكِ ، و والدك فقط من ستتحدثين معهم .
بيكهيون : سأجعلكِ تعودين إلى العمل بالمستشفى لكن رجالي سيرافقونكِ كضلكِ ، فأي حركة تقومين بها محسوبة عليكِ أمامي، أنا لا أقبل بأن تكون زوجتي جاهلة و لكن إن تجاوزتِ حدودكِ قصصتُ رأسِك .
بيكهيون : سيرة ذاك الميت في هذا المنزل ممنوعة بل ممنوع عليكِ أن تفكري به و اعلمي إن سلكتِ بطريق معوج إليه أنا قاتلكِ و قاتله .
بيكهيون : لا تخرجي من المنزل دون أذني و لا تخرجي إلا مع أمي إن وافقت أنا .
بيكهيون : أمي لا شأن لها بحياتنا في الجناح ، أنتِ زوجتي و لا طرف ثالث بيننا .
بيكهيون : كل ما يحدث في الجناح يبقى في الجناح ، علاقتنا كزوجين ستكون كأي زوجين طبيعين ، أنا أريد حقوقي كزوج و يمنع عليكِ صدي .
بيكهيون : ممنوع أن ترتدي الفساتين خارجاً ، الكعب ممنوع ، شعركِ ممنوع أن يكون منسدل خارج القصر و ممنوع أن لا يكون منسدل داخل القصر .
بيكهيون : أحمر الشفاه الأحمر ممنوع ، طلاء الأظافر الأحمر ممنوع ، الفساتين الحمراء ممنوعة و كل شيء أحمر ، أما داخل القصر فأعود أجدكِ مزينة بالأحمر .
بيكهيون : شعرك ممنوع أن تصبغيه ، أن تقصيه ، أو تغيري تسريحته ، في الخارج لا تظهريه .
بيكهيون : أصبعكِ سأقتلعه من مكانه إن خلعتِ خاتم الزواج منه .
بيكهيون : لا حبوب لمنع الحمل و إن فعلتِ سأجعلك لا تنفعين لإمتاعي حتى .
بيكهيون : لا علاقات داخل القصر مع الخدم و لا مع أي من أفراد عائلتي غير أمي ، إن رأيتِ أبي لا تسلمي عليه حتى .
بيكهيون : إن علا صوتكِ علي أكتمه ، إن تجاوزتِ حدود الأدب معي أقتلع لسانكِ ، كوني مؤدبة و خصوصاً معي .
بيكهيون : حياتي أنا ستسير كما أريد و كما كانت قبلك و أنتِ لا يحق لكِ محاسبتي أو الإعتراض .
إلتفت إليها بعدما فرغ عقله من القواعد ثم قال و هو ينظر إليها ببرود و تسلط يفرض سيطرته الحثيثة عليها و هي ما زالت على وقفتها و كلما قال شيء إمتعض قلبها و انقبض صدرها .
بيكهيون : أوامري تُنفذ ، قواعدي تعيشين على وِفاقها ، لا تمرد ، لا وقاحة ، و لا عصيان ، أي مخالفة ستعاقبين ، العقوبة فيكِ و بعائلتكِ ، عقوبة خيانتي حياتك و حياة من تخونيني معه و في أي وقت أشاء قد أضيف قاعدة جديدة و حبذا لو عرفتِها كاسمكِ لمصلحتكِ .
إقترب إليها بخطوات بطيئة حتى وقف أمامها ثم قال .
بيكهيون : أتفهمين ؟!
رفعت كفها و مسحت دموعها لتومئ ليقول .
بيكهيون : لا أسمع .
همست هي و البؤس يحفها و البأس ينهشها .
جويل : فهمت .
إقترب أكثر ليمسك بذقنها حتى يرفع ذقنها إليه ثم همس و بصره علق على شفتيها .
بيكهيون : جيد و من هذه اللحظة نحن زوجين كأي زوجين طبيعين .
دمج شفتيهما معاً و سلب أول قبلة من شفتيها هذه الليلة ، هي إرتعشت للمسته ، و وجف قلبها و انقبض صدرها ، أمرها بيكهيون ألا تخونه ، ألا يجعلها الآن تخون تايهيونغ ؟! في نظرها و للأبد تايهيونغ زوجها و بيكهيون مجرد مغتصب .
إبتعد مسافة إنش لينظر إلى وجهها ببصر تغيم عليه الرغبة ، كانت صامتة و تبدو جداً مستسلمة لما سيحدثه عليها من قبلات و لمسات يشتهيها هو و تتقزز منها .
خرق هذه المسافة مجدداً و قد إرتفعا كفيه ليحتضن بهما وجنتها و عنقها بيده الأخرى ، قبل شفاهها مجدداً قبلة أكثر شغفاً من سابقتها ، إحتضن شفتيها برفق و لذة بين شفتيه دون إكتفاء .
إنحدر من شفتيها إلى زوايا فمها ثم وجنتيها ، ذقنها ، فكها و عاد إلى وجنتيها ، أنفها ، عينيها ، في كل موضع في وجهها حَط قبلة ، جويل شعرت بأنه لن يكون عنيف كالمرتين السابقتين رغم هذا لا تقبل بالعلاقة كيفما كانت .
ما لا تعلمه جويل أبداً و لا يهمها أن تعلم أنه لم يقبل شِفاه غير شفتيها قط و لم يقبل وجهاً غير وجهها قط ، هو كان يحظى بعلاقة لرغبة و النشوة فقط مع النساء كلهن إلا هي .
رغبته ليست جسدية فقط و إنما هناك رغبة حسية ، أي متعة اضافية لذيذة و شهية ، شهية أكثر من الرغبة الجسدية .
إحتضنت يداه خصرها ثم إرتفعتا ليحيط ظهرها ثم أخذ يتحسسه صعوداً إلى سحاب فستانها ، أمسك بنتوئه ليخفضه بخفة و عينيه عالقة بعينيها المنتكسة أرضاً ، يرى فيها إرتجافة خوف و خجل شديدين ، الخوف يطغى و الرفض يطغى على الخوف لكنها لا تستطيع قول شيء .
تحرك من مكانه ليقف خلفها ، جال ببصره على ما كُشِف له من جسدها و كأنه لأول مرة يراه ، هو سيعتبر أن هذه أول مرة بما أنه قرر أن هذه حياة جديدة .
خلل أصابعه في وصلات طرحتها ليفكها لتقع أرضاً ثم نالت أصابعه من تسريحة شعرها لينسدل شعرها بخفة شديدة على ظهرها بمشهد بطيء و كأن تلك الخصل تمايلت في سقوطها و تناغم خصرها على موجاتها حتى سقطت بين يديه فتيّة تغريه بأنوثتها و تنشيه برقصاتها .
أغمض عينيه و دسّ رأسه في خصل شعرها يشتم رائحته بعمق علّها تغلغلت في صدره و سكنت محل أنفاسه ، شهقت هي بخفة و شعورها بوجهه يندس في خصلها و ذراعيه معقودين حول خصرها جعلها تشعر بالتوتر الشديد .
هي لا تريد هذه العلاقة لكنه لن يهتم لإرادتها قط ما دامت إرادته و رغبته الأنانية تقوده ، أخفضت رأسها و كمشت جفونها بقوة عندما شعرت بأصابعه تمر فوق مؤخرة عنقها .
أزارح خصل شعرها و أراحها على كتفها البعيد و على كتفها العاري طبع قبلة محمومة بالحِس يصعب عليه وصفه .
أصبح يضرب قلبها بصخب طبل و صدرها يرتفع و ينخفض على وتيرة سريعة لشدة توترها ، شعرت بالفستان يكاد يسقط من على جسدها بينما هو مشغول بطبع المزيد من القُبلات على عنقها و ظهرها.
تمسكت بالفستان سريعاً و ابتعدت عنه لتلتفت إليه ، كان يغمض عينيه و صدره هائج بأنفاس ثائرة تثور عليه بمشاعر جديدة بينما ذراعيه مرتفعان بالطريقة التي كان يحيطها بها .
جويل : أنا لا أريد ، لا أستطيع ، أرجوك دعني !!!
فتح عينيه بخفة و نفث أنفاسه بهدوء ليخفض ذراعيه ثم صمت لوهلة يختبر هذا الشعور و يحس به في أبعد صمام معمول في قلبه.
أيسمون هذا الهيجان في الصدر و الذي يجعل القلب منتفض بثورة شعور على أنظمة العقل و النفس حب ؟! هل هو يحبها حقاً ؟!
رفع رأسه لينظر إليها نظرة هادئة لم تستطع فهم فحواها و كأنما بريق غامض يسطع من حدقتيه و يغشاه ، غشاء أثار في نفسه إستنفار فقامت فيه جوارحه تقول .
" قم انهض و لملم أنفاسك و املئها في جعبة كبريائك ، أنت بيون بيكهيون لا تلوكك مضغة لحم فيك ! "
و كانت هذه أول حرب أقامها التابعين على الرئيس ، أقامتها الجوارح على القلب ، تكون الجوارح للقلوب خاضعة سمعاً و طاعة إلا جوارحه المتمردة و قلبه الذي لا يجيد تولي الحُكم .
تقدم منها و استيقظ فيه الكبرياء و نام أسفل سِتارة الحب و قلبه مجتمعان ، ولّى كبريائه الحكم على شاكلة إبتسامة ساخرة سبقتها تنهيدة مستنكرة خرجت من شفتاه .
وقف أمامها و كانت هي أضعف من أن ترده ، نظر لها نظرة أخافتها ثم أمسك بمرفقها و دفعها على سريره بقوة حيث سيقيم وليمة على جسدها هو الوحيد الذي سيتناول منها و إن سرق أحدهم قبله بعض اللُقم .
تمسكت بأطراف الفستان أعلى صدرها كي لا يسقط و استنفرت أنفاسها برعبة شديدة تختبرها للمرة الثالثة .
لم يتزحزح بصره من عليها بل آتى و تسلق جسدها بجسده لتضم جفونها في سِباق مع الدموع لكنه همس أمام وجهها بصوت هادئ يخلو من الغضب كما هي ملامحه التي هدأت مجدداً .
بيكهيون : لتويّ فقط قلتُ لكِ قواعدي ، هل أنتِ متحمسة لهذا الحد لتكسرينها ؟!
نفت برأسها سريعاً و كادت أن تتحدث لولا أنه وضع يده على فمها قائلاً .
بيكهيون : إذن كوني مطيعة ، تعلمين أنني لستُ لطيفاً .
دس رأسه في عنقها يأخذ منه عسلاً و يترك محله بقعة ، أغمضت هي عيناها بقوة تبكي بصوت خفيض و عندما سمع رجّات الألم و الرفض في جوفها صرف شفتيه عن نحرها و همس دون أن يتحرك .
بيكهيون : البكاء على فراشي ممنوع !
جرّدها من فستانها و راح يغتصب منها قبلات وجد فيها لذة غيرة إنتشاء الجسد إنما الروح ، جويل كانت تستحضر في عقلها تلك الليلة مع تايهيونغ ، الليلة الأولى .
كم كان حنوناً و طيباً ، لطيفاً و هادئاً ، مُحباً و محتضناً ، عكس هذا الرجل الذي يعلوها ، لا كرامة له و لا حِس ، برغبة أنانية و لنشوة قذرة جرّها إلى فراشه حيث فيه ستعيش خليلته ، للحظة فكرت و فوراً لسانها نطق بجمود .
جويل : كيف تأتيك رغبة بي و رجل قبلك لمسني ؟! كيف تريدني في فراشك رغم أنك لست أول رجل في فراشي ؟!
كان ثمن ما قالته صفعة قوية جعلت صوت صراخها يرن في أرجاء الجناح و الدم تفجر من شفتيها و حاجبها ، أمسك بعنقها فور أن صفعها يخنقها و نظر إليها و النار تحرق مقلتيه .
بيكهيون : أنتِ عاهرة بالفعل !
صفعها مرة ثانية صفعة أقوى من سابقتها حتى كاد الرُشد أن يستنفر منها .
بيكهيون : كسرتِ قاعدتين منذ أول ساعة ، تعلمين ماذا سأفعل بكِ الآن ؟!
همست هي مختنقة و الدم تسير جنباً إلى جنب مع دمائها من حاجبها .
جويل : لا أهتم !
تبسم بشفتيه إبتسامة شيطان يلوك داخله ليقول .
بيكهيون : لا تهتمين ! سأقتل أخاكِ !
نفت سريعاً برأسها و قالت ترجوه .
جويل : إلا أخي ، هذا ما كان إتفاقنا !
همس بشر و قرب وجهه إليها ثم أمسك شفتها السفلى بإبهامه و سبابته و لواها حتى ينفر منها الدم أكثر .
بيكهيون : إذن اخرسي عن ذكره و إلا قتلته !
أومأت له مجدداً بطاعة ، تطيعه لخوفها على أخيها و ليس للعنف الذي يمارسه عليها ، ترك شفتاها و قبلها بشفتيه .
ضغط عليها و ضغط كثيراً - نفسياً و جسدياً - تخلى عن كونه إنسان و نبش فيها عن غريزته الحيوانية حتى يشبعها ، إنكب عليها كضبع جائع و للمرة الثالثة إعتدى عليها .
تفجرت الدموع من عينيها و أصبح حسيسها صراخ ، صراخ ألم و عذاب ، ذل و قهر ، بأس و بؤس و آسى .
صرخ فيها جاهرة و هو ينتزع منها آخر رغبة .
بيكهيون : قلتُ لكِ لا تبكي !
و لكنها صمت أذنيها عن صراخه و راحت تمجد آلامها على سفوح ذلها و روحها عالق بالقاع حيث يسكن الحب في قاع الحضيض بعد أن سكن الغمام .
ردد قلبها دون لسانها .
" آسفة تايهيونغ ، رغماً عني !
آسفة تايهيونغ ، خنتك ، خذلتك ، و طعنتك في بعدك عني ، لكن رغماً عني ! "
همس بأذنها و هو في أوج نشوته .
بيكهيون : قولي اسمي !
هي رددته مجدداً كما رددته في السابق ، لا خيار لها سوى الطاعة ، لأجل دي او و أمها .
جويل : بيكهيون ، بيكهيون ، بيكهيون!!
إنتهى منها و آتى بجانبها يلتقط أنفاسه و هي بحال ليست أفضل فيه منه ، دموعها تنساب بهدوء على وجنتيها و أنفاسها ثائرة تتسارع في حلبة جهد على حساب آلام جسدها المحطم .
تنهد بأستياء عندما ألقى عليها نظرة و وجدها تبكي مجدداً رافضة أياه ، دموعها تخبره دون كلام أنه مرفوض في حياتها و غير مقبول أبداً .
نهض من على السرير عندما إستعاد قوته ، وقف أمام النافذة المشرفة على الشُرفة ينظر إلى سفح السماء حيث الشمس تستأذن على استحياء أن تقطع عليه ليلته الطويلة .
توجه نحو البار في جناحه و صب لنفسه كأس خمر عاقر شفتيه فور ما عاد ليقف أمام النافذة ، هي لم تتحرك من مكانها بل لم تنغلق عينها و لم تكف عن البكاء .
قال يحدثها بصوت هادئ رغم صرامته التي تعانق نبرته و طريقة حديثه أي أن نقاش بعد هذا لن يُفتح حول الأيام الخوالي .
بيكهيون : افهميها الآن ، أنتِ إمرأتي منذ هذه الليلة و لا رجل غيري في حياتك و لا تفكيرك و لا حتى قبلك .
تعال احكم قلبي إن إستطعت !
بيكهيون : تلك الطلقة التي كادت أن تنبلج في قلبك هي عقابكِ على خيانتي ، سأعتبر أنني تزوجت إمرأة أرملة ، زوجها ميت و على هذا الأساس أنا تزوجتك ، لذا ذكره في بيتي ممنوع .
ميتُ أنت لا هو ، الميت ميت الفؤاد و في الفؤاد مذبوح ، لا مسلوب الروح و لا متآكل الجسد ، هو حي فيّ رغماً عنك !
بيكهيون : من هذه الليلة و ما تليها لا ذكر لرجل غيري على لسانك و لا غيري يشغلك ، من اليوم أعلن بداية حياة جديدة لكِ و لي معاً .
حياة جديدة نعم ، لي و لك لا ، أنت دمرت حياتي مسبقاً ، فلا يجد جديد في فناء و لا نرسم في الهواء ، حياتي أنا ميتة و فانية ، لك جديد بي و من تلك اللحظة أنا مُت !
وضع كأسه على البار عندما فرغ ثم توجه إلى دورة المياه ليستحم و قبل أن يدخل قال .
بيكهيون : لن تظهري خارج الجناح إلا بطريقة تناسب مكانتكِ كزوجتي ، احرصي أنكِ تمثليني .
أغلقت عيناها عندما سمعت صوت الباب ينغلق ثم تحركت ببطئ بينما تقضم شفتيها تستراً على ألمها و أنّاته المريرة .
خرج بعد فينة يرتدي بنطال أسود يعلوه قميص أبيض ثم ألقى نظرة على السرير ليجدها تمنحه ظهرها ، صفف شعره بعناية ليجعله مرفوعاً عن جبينه ، تعطر بعِطره نافث الرائحة قوي العبق ثم خرج .
وجد أمه تجلس على الكنبة وحدها و رأسها منكس ، رفعت رأسها سريعاً عندما سمعت صوت حذائه الكلاسيكي يطرق رُخام الأرضية لتقول بقلق .
السيدة بيون : جويل بخير ؟!
ما رد عليها إنما آتى بجانبها ثم قال بهدوء .
بيكهيون : أنا ابنكِ و ليس هي ، بدأتُ أغار بالفعل !
ابتسمت رغم أن الدموع عالقة في عينيها، هي أم و لا تستطيع أن تكره ابنها مهما تجبر ، يبقى طفلها مهما كبر .
السيدة بيون : أنت طفلي و حبيبي ، لكن يا ولدي لا تعذبها من أجلي ، ها أصبح كل شيء كما تريد ، الآن لا تمغص عليها حياتها .
أومئ لها ثم تمدد بجسده على طول الأريكة ليضع رأسه في حِجرها قائلاً .
بيكهيون : أنا الآن متعب يا أمي ، أريد أن أنام قليلاً .
إرتفعت يدها سريعاً تمسد على شعره و تمسح على كتفه ثم قبلت رأسه ، هو ابنها رغماً عن أنفها .
تحبه و لا تملك سِواه ، هو و جويل كل ما لديها الآن !
مرت عِدة ساعات و هو نائم على قدمها و على سبيل راحته هي إمتنعت عن الحديث و النوم و منعت الحركة من حولها .
أصبحت الساعة العاشرة و هي لن توقظه ستتركه ينام حتى يستيقظ من نفسه ، جويل أيضاً لم تظهر و السيدة لم تبعث أحد يطمئن لها خشية عليها من أن تقع في موقف محرج .
في الثانية عشر ظهراً ولج الوعي إلى جسد بيكهيون الغافي مجدداً ، تحرك بخفة لينخز بأنفه معدة أمه كطفل صغير ثم فتح عينيه ، تبسمت السيدة بينما تمسح على شعره ليقول هو بصوت يغشاه الوسن .
بيكهيون : أجمل وجه في أجمل صباح على الإطلاق !
ضحكت السيدة بيون بخفة ثم قبلت رأسه لتقول .
السيدة بيون : انهض يا بني هيا ، إنه ليس الصباح الآن .
رفع ساعة معصمه أمام نظره ثم قعد بجانبه أمه مجدداً يقول .
بيكهيون : هل نمتِ ؟!
أومأت له باسمة ليومئ ثم وضع رأسه على كتفها و اغمض عينيه مجدداً ، حاوطت السيدة كتفه بذراعها و نظرت إلى وجهه لترفع يدها الأخرى تهذب خصلات شعره التي تبعثرت و تزيل عن ملامح وجهه آثار النوم .
السيدة بيون : ألم تكتفي من النوم ؟!
نفى برأسه ثم قال بينما يشعر بأطراف أصابعها تسير على ملامحه بحنان .
بيكهيون : ما عدتُ نَعِس ، لكنني جائع .
قبلت وجنته ثم قومته عنها لتقول .
السيدة بيون : حسناً يا بني ، سأشرف على وجبة الغداء حتى تنضج ، أتستطيع خلال هذا الوقت أن تلقي نظرة على جويل ؟ أخشى أن أصعد فأحرجها .
أومئ لها مجدداً و كاد أن ينهض لولا أنه إستمع إلى طرقات كعب حذائها ترن على درجات السلم ، إلتفت السيدة تنظر إليها ثم تقدمت نحوها لتحتضنها برفق .
جويل نزلت تنتعل حذاءً رناناً و رائحة عِطرها تسبقها أميالاً ، ترتدي فستان يصل ركبتيها بأكمام طويلة و قُبة ساترة و طويلة تخبئ عنقها ، لونه أحمر قاتم ، تضع أحمر شفاه قاتم و أظافرها ملونة بذات اللون أما شعرها فمفرود على كتفيها و ينسدل بموجاته على ظهرها و في أصبعها خاتم زواجه منها .
تماماً كما يريد و أمرها أن تكون !
إلتفت برأسه بخفة حتى ينظر لها و عندما أعجبه مظهرها إستقام بجذعه و توجه بخطوات هادئة نحوها ، قبل شفاهها قبل خفيفة أمام والدته التي أشاحت بصرها عنهما .
إبتعد قليلاً لينادي كريس الذي يقف خارجاً دون أن يشيح ببصره عنه ، و بنبرة آمرة رغم هدوئها و بنظرات عالقة في عينيها تحمل معنى تفهمه جيداً .
بيكهيون : حرر صهري العزيز ، أخ زوجتي الغالية و اسحب رجالي من فرنسا فليعودوا الآن ، لكن سنبقيهم تحت أعيننا ففي أي لحظة معاهدة السلام بيننا قد تُلغى ، أليس كذلك السيدة حرم بيون بيكهيون ؟!
هذا كان الإتفاق ببساطة و بنقضها لعهود الإتفاق يشن عليها حرب في أخيها و عائلتها ، هي لن تخسرهم و لا مانع أن تخسر نفسها مجدداً .
جويل : لن يحدث .
بهذه الهُدنة و هذا الإتفاق لا ينتهي الحاقد في قعر ظلمة نفس بيكهيون لكن بصيص من عشق سيولد في نفسه يوماً ما ، بريقاً هو يدركه ، لكن الوقت ما زال باكراً لننعته بالعاشق .
للعشق فنون و هو ما زال يرفض التلمذة في صفوفها ، يوم يقبل في العشق نفساً و داخلاً دخيلاً عليه سيكون عاشقاً .
هذا بيكهيون الذي عرفناه هو الحاقد و هذا تايهيونغ الذي عرفناه فهو العاشق فماذا لو تغيرت بعض الموازين .
من الحاقد و من العاشق ؟!
و أين دي او من ذلك ؟!
و أين البقيّة ؟!
نهاية الجزء الأول ( الحقد يلوكه )
من حاقد عاشق
و الفصل القادم هو الفصل الأول من
الجزء الثاني .
( العِشق يتفشى فيه) .
كونوا بإنتظار التقرير الخاص بالجزء الثاني من حاقد عاشق ( العشق يتفشى فيه )
متحمسين ؟!
ضعوا هنا :
إستفساراتكم ؟!
إنتقادكم ؟!
و رأيكم صراحة ؟!
في الجزء الأول من حاقد عاشق و توقعاتكم للجزء الثاني ؟!
شكراً لكم يا رفاق على دعمكم ، شكراً للألف تعليق ! شكراً جزيلاً !
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت
١. رأيكم بقواعد بيكهيون ؟!
٢. رأيكم ببيكهيون و معاملته لجويل ؟!
٣. جويل ؟! خوفها ؟! إستفزازها له ؟! ثم إستسلامه لهيمنته عليها ؟!
٤. رأيكم بالسيدة بيون ؟! هل تقبلت زواج ابنها و جويل كزوجته ؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
٦. رأيكم بالجزء الأول من الرواية و توقعاتكم للجزء القادم ؟!
٧. إن طُلِبَ منكِ أن تعددي أفضل الروايات التي قرأتِها على الواتباد ، هل ستكون حاقد عاشق من ضمنهم ؟! و إن كانت في أي مركز تأخذ ؟!
اجوبني بصدق و شفافية من فضلكم !
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love
Коментарі