تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH78||نِعمة
" نِعمة"








بأطراف أنامله النحيلة أراح شعرها إلى كتفها الأيمن، ثم زلف بشفتيه من أديم رقبتها، و هناك طبع قُبلة رقيقة جعلت جويل تزفر أنفاسها و تغمض عينيها، تلك الرعشة التي أصابتها كانت جديدة عليها.

جديدة لأن بيكهيون هذا جديد عليها، إنه لطيف معها و رقيق إلى أبعد حد.

عقد كفيه فوق معدتها، ثم همس لها قُرب أذنها فنشزت بخفة.

" افتحي عينيكِ"

إزدرئت جوفها، و ببطء فتحت عينيها ثم رفعت رأسها، حينها اصطدم نظرها بإنعكاسهما معاً على المرآة، هي في المقدمة و هو يحتضنها من خِلاف.

رأت إبتسامة رقيقة تعلو شفتيه الجميلة فابتسمت، زفر بيكهيون أنفاسه بهدوء و همس لها.

" انظري إليكِ، و كأنني احتضن بين يديّ ملاكاً كريم، لا بشراً مثلي، أنتِ جميلة جداً، و فُستانكِ الأبيض زادكِ رقة و فتون"

بخجل أخفضت رأسها عن عينيه، و رغماً عن توترها و خوفها من الليلة إبتسمت بصدق، بيكهيون قلّما يغازلها بهذه الطريقة الرقيقة، و هو لم يفعل مسبقاً أن أسهب بالتغزل بها إلى هذا الحد.

شعرت فجأة بيديه تتلمس خصرها بهدوء و رقّة، ثم رويداً رويداً بيكهيون جعلها تلتفت إليه، رفع رأسها إليه حينما تمسك بوجنتيها، ثم طبع قبلة محمومة بالحب على جبينها.

أغلقت جويل عيناها تشعر بنسيج شفتيه ينحدر بحذر من جبهتها إلى وجنتها، تمسكت بتلابيب قميصه، كلما إنحدر بخط قُبلاته ناحية شفتيها كمشت أظافرها المُقلّمة على قميصه.

و حينما كان وقت التلاقي لاقاها، قبّل شفتيها بداية بلطف شديد، يطبع قبلات متفرقة على شفتيها و ضواحيها، و كأن فراشة ملوّنة تحط عليها لا شفتيه.

ثم كان بيكهيون العاشق حينما أوغل قُبّلته و توغلت، و غمس أصابعه العشر بشعرها، و راح يُقبلها كما بيكهيون يقبل، بشغف و لذّة لا محدودة.

ما إبتعد إلا عندما دفعته بخفة، حينها كان وابل من أنفاسها ضيفاً على بشرة وجهه خصوصاً شفتيه.

و بينما هي مشغولة بإلتقاط أنفاسها رفع أكليلها و فرّق شقيّ سحاب فُستانها، شعرت بالفستان يكاد يسقط عنها فتمسكت به إلى صدرها، و أشاحت عن بيكهيون بخجل.

حينها الشاب تبسّم، ثم برفق حملها على ذراعيه، و كما يعامل بائع الزهور باقاته عاملها، وضعها بلطف على سريره، و لم يتسرع بأخذ مكانه عليها.

بيكهيون آتى إلى جانبها، يتكئ بمرفقه إلى الوسادة و يريح رأسه إلى راحة يده، و بأطراف أنامله يتحسس وجنتها البعيدة.

بيكهيون يستطيع أن يرى الخوف في عينيها، تلك من ضمن الحواجز التي لم تسقط بعد بينهما، هي لا تنظر إليه، هي فقط تنكس ببصرها عنه و تعذب يديها بحدة أظافرها.

أمسك بيدها بهدوء، ثم رفعها إلى ثغره ليطبع عليها قُبلة، و همس.

" لا تخافي مني، أنا الآن أحبكِ، لن أضركِ، لن أؤذيكِ، و لن أعنفكِ، الآن سلامتكِ و راحتكِ في المقام الأول عندي، لذا لا تخافي مني"

رفعت حينها عيناها إلى عينيه و نفت برأسها.

" أنا لستُ خائفة منك بيكهيون، أنا أحبك لكنني لا أدري ما بي، أرجوك ارفق بي و اصبر علي"

أومئ و قبّل أرنبة أنفها، ليهمس و شفتيه تتلمسها.

" أعدكِ سأكون أحنّ عليكِ مما أكون على بناتي حتى"

و هذا الوعد بعث بنفسها الطمأنينة، ثم هي تقبلت قُبلته بهدوء شديد، لكنها ما كانت قادرة على مبادلته، لا تدري ما خطبها، تريده و لكنها لا تقدر أن تظهر ذلك له، تشعر بالعجز.

لكن بيكهيون كان متفهماً، و لكنه كان مشتاقاً جداً أيضاً، لذا إنحدرت قبلاته بسيل رقيق حتى عنقها، و هناك لبث طويلاً، شتَّت على عنقها علامات كثيرة، و كان بين القُبلة و القُبلة يتفقدها.

بدأت تلين له، و ربما ترغب به، فأنينها الذي خرج رغماً عنها تكلم عنها و أوفاه حقه، لذا ما مانع من إقتحام المزيد من مساحاتها، مفاتنها التي تعود له.

أمسك بقِبة الفستان ينزلها، و حيث كشف قبّل، و رغم أنه هادئ جداً، جويل كانت خائفة جداً، ساورها القلق ثم الخوف و التوتر.

أمسكت بيده و شددت عليها، بيكهيون رفع رأسه و نظر إلى وجهها، هناك بعض الدموع عالقة في جفونها.

إحتضن وجنتيها براحتيه و قد ساوره القلق عليها، ثم همس لها.

" ما بكِ؟ خائفة مني؟ ابتعد؟"

أومأت له و همست، قد ضعف أزرها، و انهد صوتها.

" أنا آسفة"

إزدرئ بيكهيون جوفه كذا تنهيدته و ابتعد عنها، أتى إلى جانبها ثم أمسك بيديها ليرفعها كي تقعد على الفراش.

جويل شعرت بالخجل منه و الحرج، تخشى أنه فهم حالتها بطريقة خاطئة، هي تحبه و تريده، لكن هذه الخطوة ما زالت صعبة أن تتخطاها.

تمسكت بيديه و دون أن تنظر إلى وجهه همست.

" لا تسيء فهمي، تعلم أنني أحبك و لكنني لا أستطيع"

وضع أنامله أسفل ذقنها ليرفع وجهها بلطف إليه، حينها رأى الدموع تنساب على وجنتيها، و أتاه صوتها فيه من البكاء ما جرح قلبه حقاً.

" أنا آسفة بيكهيون!"

نفى برأسه ألا تعتذر، ثم إجتذبها إلى صدره، إحتضنها برفق و حِرص، و تركها تبكي على صدره بقدر ما تشاء.

يكره بكائها جداً، و لكنه سيتحمل لأجلها، لعلها إن بكت إرتاحت، و عادت له تلك الشقيّة اللطيفة.

خطر في باله قول و قرر أن يقوله، تبسم بحرج، ذلك سيزع هيبته كلياً، لكنه سيفعلها لأجلها.

" أبو البكابيك ليس غاضباً أبداً"

إهتزت تضحك بين يديه، و عانقت عنقه ترد له أحضانه الدافئة، شاركها ضحكاتها الناعمة، و أحاط ظهرها بذراعيه، ثم بيده أخذ يمسح على شعرها.

" لا تبكي جوجو، لا بأس حقاً، أنا أتفهمكِ، ثم إنني أرضى ببعض القُبل، رغبتي بكِ ليست جسديّة بقدر ما تكون روحانية، فلا بأس!"

رفعت رأسها عن كتفه، و توجهت لتنظر في وجهه الباسم، أنه حقاً بخير و لا يبدو مستاءً على الأطلاق، و بيكهيون من أعماق أعماقه راضياً، إن ما حصل عليه منها يكفيه حقاً.

قبّلت وجنته، ثم عادت لترتاح برأسها على كتفه، بيكهيون طبع على رأسها قُبلة، ثم تمدد و أعارها صدره.

دثرها بالغطاء بحرص، ثم أخذ يسرح شعرها بأطراف أنامله، راقبها حتى غَفت بالفعل، حينها فقط تنهد؛ ما زال عليه أن يحرز تقدماً معها، ما زال عليه أن يمسح بيكهيون الذي أجبرها من عقلها.

لا ينكر أنه شعر بالحزن، لكنه لم يستاء منها، هي فعلت لأجله الكثير، حان دوره أن يرد لها مِما لها عليه.

تبسم بهدوء و هو يشعر بها تنام آمنة على صدره، كانت تنفُر إن شاركها السرير، تنام إلى أقصاه و يصيبها الأرق خوفاً منه، لكنها الآن تنام على صدره مرتاحة و آمنة، لا تخشاه و لا تهابه.

هذا القدر من التطور بينهما هو أكثر بكثير مما تمنى...

في الصباح الباكر، إستيقظت جويل و هي على ما وضعها بيكهيون من الأمس، تنام على صدره، إبتسمت و نظرت إلى وجهه الوسيم، كانت شاكرة أنه لم يغضب منها، أنه تفهمها.

بدى وسيماً جداً رغم ملامحه الناعسة، تبسمت، شفتاه و وجنتيه متورمة من النوم، قرصته بخفة شديدة، و بعقلها تجاوزت عن القاعدة الثانية التي وضعها، و التي تنص على أنه ممنوع أن تسرق منه قبلات، نظرات أو لمسات و هو نائم.

لكنها فعلت و قبّلت وجنتيه ثم شفتيه بخفة شديدة، ثم نهضت و هو لم يتحرك إطلاقاً، بعدما نهضت إلى دورة المياه نام على يمينه و ابتسم، ثم بذات الهدوء الذي أستيقظ عليه نام من جديد.

خرجت جويل من جناحها إلى الأسفل، سيكون وقت الإفطار قريب لذا ستجتمع العائلة، جويل كانت حريصة ألا يظهر من عنقها شيء، فبيكهيون ما قصر بتعليمه.

نزلت إلى المطبخ و إبتسامة جميلة تشق وجهها، شتّان ما بين جويل عروس اليوم، و جويل عروس الرئيس في الماضي، الآن هي سعيدة جداً لدرجة أنها لو وزعت فرحتها على الجميع سيبقى لها نصيب وفير من السعادة.

باركنّ لها العاملات في المطبخ زواجها من جديد و كانت ودودة معهنّ و هي تستقبل مباركتهنّ، ثم تحركت بين العاملات اللواتي يعملنّ على تحضير الفطور لتجهز هي فطور الطفلتين.

و بينما هي تفعل ذلك تبادلت أطراف الحديث مع العاملات، عن كيف كانت جميلة بالأمس، و كم بدى الرئيس سعيد، و كم كانت الأُمسية رائعة.

صعدت جويل تحمل صينية تحوي طعام الصغيرتين، و ذهبت بها إلى جناحها الخاص، ثم ذهبت إلى جناح السيدة هانمي، و أخذت من عندها الصغيرتين.

بدت السيدة هانمي سعيدة جداً حينما أخذت الصغيرات، فيبدو أنهنّ شقيات عذبنّها، و ذلك واضح من الهالات أسفل عينيها.

همست السيدة بتعب شديد، و هي تتمدد على سريرها براحة.

" خذي بناتكِ و لا أريد رؤيتهنّ لبقية اليوم، لم أنم بسببهن"

ضحكت جويل و تركت السيدة هانمي كي ترتاح، و أخذت المشاغبتين إلى الجناح، عن عمد وضعت الصغيرات على السرير بينما تحضر لهنّ مقاعدهن المخصصة.

جيني حَبت سريعاً إلى ظهر أبيها تتسلقه، و بيرل كانت مشغولة بنتف شعره بحاجبين منعقدين، فيبدو أن الصغيرة لم تعجبها خصله الرمادية.

فجأة بيكهيون صاح بهنّ ناعساً بلا وعي.

" أنتن! إبتعدن عني يا مغفلات!"

و لأنها المرة الأولى التي يصيح فيها بيكهيون غاضباً، الصغيرات شعرنّ بالخوف فبدأنّ بالبكاء و رغم ذلك، جيني ما زالت فوق ظهره و بيرل تنتف شعره.

تحركت جويل ناحية السرير لسحب الطفلات و أطعامهنّ، لكن بيكهيون كان أسرع حينما نهض متمسكاً بجيني، وضع جيني على قدمه و بيرل على قدمه الأخرى، و راح يحتضنهنّ و يقبلهنّ كي يتوقفنّ عن البكاء.

" توقفنّ عن البكاء صغيراتي، بابا ما كان واعياً، بابا آسف، لا تخفنّ!"

و جويل ما إستطاعت أن تكبح نفسها حينما انتحبت بلطف.

" و كم هذا البابا لطيف!"

نظر بيكهيون ناحيتها مدهوشاً إنتحابها الغريب، و استدرك حديثه مع الطفلات للتوّ، تحمحم بحرج و أشاح عنها، لقد كان ذلك غير مُهيباً على الإطلاق.

أبدى إنزعاجه كي يغير الموضوع، لذا قال بحدة لها.

" و أنتِ لِمَ ترمي بهنّ علي و أنا نائم؟! أم تظنيني فراشاً لكِ و لبناتكِ؟!"

برمت جويل شفتيها، ثم قالت بعدما منحته ظهرها، و تكتفت بإنزعاج.

" أهذه الطريقة السويّة التي تتحدث بها مع عروسكَ من أول يوم؟ جوجو حزينة"

تنهد بيكهيون و رمى بجسده على السرير يتمتم.

" هذا فقط ما كان ينقصني!"

جويل ضحكت بخفوت، ثم إلتفتت ناحيته لتجد أن الصغيرات عاودنّ العبث به، أخفت إبتسامتها و إقتربت تحمل جيني عنه و هي تقول لها.

" جيني، بابا يقول أنه ليس فراشاً لنا، لذا لا تزعجي جلالته صغيرتي"

بيكهيون نظر إليها بلا تصديق، و لكنها تجاهلته و وضعت جيني في كرسيها،  ثم عادت تحمل بيرل بينما تتحدث إليها.

" و أنتِ بيرل، لا تنتفي شعر والدكِ الثمين، سيبدو بشعاً إن أصبح أصلع"

نهض بيكهيون عن السرير بتودئة بينما جويل مشغولة بإطعام الفتيات و مداعبتهن، أتاها من خلفها، ثم إجتذبها بقوة من خصرها كي ترتطم به، حينها شهقت و كادت أن تسقط الطعام من يدها لولا أنه كان مُحتاطاً و تمسّك بالصحن مُسبقاً.

ثم بأنفاس مسلوبة جويل همست مدهوشة.

" ماذا تفعل؟!"

زلف بشفتيه إلى أذنها و تلمسها بينما يهمس لها، حينها جويل أغمضت عيناها و إزدرئت جوفها، ذلك الشعور الغريب الذي لم يراودها إلا معه، خليطاً من الألم و اللذة، كما لو أنها تستلذ بحرقة الشعور الذي يمنحه لها، شعور مؤلم الذي يراودها لكنه يسبب الإدمان.

" أحاول أن أجد طريقة أُقلِّم بها لسانكِ لعلكِ إعتدلتِ."

همس بأذنها و بأنفاسه الدافئة داعب مشاعرها، بدت مُضطربة و مرتجفة حينما حاولت تفريق جمع يديه فوق معدتها، و الإنسحاب من ساحته.

" بيك..."

لكنه كان أكثر يقظة حينما إجتذبها إلى حضنه أكثر، و غمس ثغره بأطياف عنقها المُبجل، و هناك همس.

" فلتكوني جريئة بقدر كلماتكِ و واجهيني، أنّى لكِ أن تكوني حادة اللسان و حينما أمسك بكِ تصبحين وديعة"

قضمت شفاهها، ثم أطلقت صوت أنينها خافتاً جعلته يبتسم، بالتأكيد علامة فوق علامة تؤلم، أراح ذقنه على كتفها و نظر للصغيرتين اللتين لم يفوتنّ المشهد الحميمي، ثم غمز لهنّ فضحكنّ.

و ذلك كان قبل أن يقرص ورك جويل و يبتعد، جعلها تصرخ بخفوت ثم تنحني على مقعد جيني تتحسس موضع يده.

" إنها تؤلم و اللعنة!"

هي فكرت الآن فحسب، منذ متى و هي تلعن مثله؟!
ذلك طبعاً سيء عليها أن تتخلص منه قبل أن يتفاقم.

سرعان ما تداركت موقفها و فهمت أن الذي قرصه كان وركها، قضمت شفاهها بغيظ شديد و استشرت الحُمرة خديها، الأمس قِفاها و اليوم وركها، لا تدري ماذا سيكون غداً.

همست بحرج شديد و هي على حافة البكاء لكثرة ما هي مُحرَجة.

" منحرف!"

إستجمعت نفسها بصعوبة بعد ذلك كي تطعم الأطفال، و لولا أن الصغيرتان يكدنّ يبكينّ جوعاً لما إستطاعت إستجماع نفسها.

قضت للصغيرات حاجاتهنّ، ثم توجهت لتوضيب حقيبتي سفر، فكما وعدها بيكهيون؛ هما ذاهبون لقضاء شهر عسل و هو حرفياً شهر كاملاً، ثلاثون يوماً بلياليهم.

لكنها لا تعلم وجهتهم، ذلك لأن بيكهيون يصر على كتمان الأمر عنها، توجهت لتوضيب حقيبته أولاً بما أنها أسهل، و ذلك في غرفة الثياب التي فيها باب دورة المياه الوحيد.

بيكهيون في الداخل يستحم، و هي توضب الثياب، و الصغيرات يفرشنّ الأرض بألعابهنّ و يلعبنّ، ذلك كان مشهداً أُسري عادي، لكنه ما كان و لن يكون عادي بالنسبة لبيكهيون، إذ أن حلمه الأبدي طالما كان إقتناء أُسرة و إقتفاء مسؤوليتها.

خرج بيكهيون من دورة المياه يحتضن جسده روبه الأبيض، و يجفف شعره بمنشفة صغيرة، حينما رأته جويل إبتسمت ثم اقتربت منه كي تجفف شعره.

وقفت على رؤوس أصابعها كي تقدر على تجفيفه له، و لأنه بيون بيكهيون رفض أن ينحني برأسه قليلاً لأجلها، فمجدداً هيبته لن تسمح له.

حسناً، هو ليس بهذا الطول و لكنها أيضاً ليست تصل إلا كتفه فحسب، نظرت له تنوي مضايقته إنتقاماً، ثم هتفت بلامبالاة.

" حمداً لله أنك قصير، أنت بمترٍ و سبعين و تتبختر بهيبتك هكذا، ماذا لو كنت طويل؟ لن نرى لك سوى رأسك لكبره"

همهم و بانت على شفتيه إبتسامة خافتة إستهجنتها، إزدرئت جوفها حينما مسّت يديه خصرها، قربها إليه ثم همس بينما هي تحاول أن تبقى مشغولة بتجفيف شعره.

" يُقال أن النساء جنس لطيف، و لكن أوتعلمين ما إكتشافي؟!"

نفت برأسها حينها ضغط بيديه على خصرها، و رفعها حتى ما لامست قدميها الأرض، شهقت تتكئ على كتفيه، و هو رفع رأسه لها و همس.

" أنكنّ الجنس اللطيف الذي لا يسير باللطافة أبداً، نحتاج أن نكون خشنين و ومخيفين لتسرنّ كما يجب، و إلا تمردتنّ كما تفعلين الآن"

تبسمت بحرج تهمس.

" بيك انزلني!"

لكن بيكهيون نفى برأسه يوحي بأنه لم ينتهي منها قريباً، ثم ذرفها على كتفه جعلها تصرخ بخفوت.

" سأريكِ القصير بمائة و سبعين سانتيمتراً ماذا يستطيع أن يفعل؟!"

أخذت جويل تضرب ظهره بخفة و تصرخ تستغيثه.

" بيكهيون، أرجوك توقف! أنا فقط أحب أن أغيظك!"

أومئ بينما يسير بها إلى السرير، ثم رمى بها عليه بشيء من القوة جعلها تتألم، و قبل أن تحاول النهوض، ثبّتها بقبضتيه بينما هو يعتليها.

" و أنا أحب أن أخيفكِ"

إقترب بوجهه إليها و مال بزاوية تناسبه لإلتقاط شفتيها، حينها أغمضت عينيها بهلع و همست.

" لا بيكهيون، حقاً أنا فقط كنت أمزح"

شعرت به يخلي سبيل يديها، و ما فتحت عينيها إلا و وجدته قد وصل جيني و بيرل يحررهنّ من مقاعدهن، قعدت على السرير تلملم أشلاء كبريائها.

هذا كان محرجاً جداً، لو أنه قبّلها لكانت تشعر بعبئ أقل، هي كانت ترجوه أن يبتعد و هو كان بالفعل بعيد.

حمل الصغيرات على ذراعيه و نظر إليها منتصراً، إنكست هي رأسها و راحت تتحس قِفا عنقها بحرج.

أما بيكهيون فتوجه بالصغيرات خارجاً، و هو يتحدث معهنّ على مسامع زوجته.

" انظرنّ كيف أصبحت، قطاً وديع، أليس كذلك صغيراتي؟ هذه المعاملة التي تستحقها النساء بشكل عام"

و لا، بناته لسنّ نسوة، إنهن بناته فحسب لا تشملهنّ نون النسوة -التي شملتهنّ للتو-.

كانت العائلة تجتمع على طاولة الإفطار حينما نزل بيكهيون ليشاركهم، ترك صغاره أرضاً و جلس في مقعده يترأس الطاولة، حينها والدته سألته.

" بُني، أين جويل؟"

نظر إلى صغيراته مبتسماً ثم أجاب أمه.

" أنها تتعافى من الصدمة التي مرّت بها للتوّ، أليس كذلك صغيراتي؟!"

ضحكت جيني تهمس ب "بابا" حينها ود بيكهيون أن يحملها و يضعها في طبقه بدل الطعام، ستكون بالتأكيد أشهى وجبة.

لا ينكر أن طريقة تفكيره غريبة، نزلت جويل ترتدي فستاناً يصل ركبتيها باللون الأحمر، إزدرئ بيكهيون جوفه و أشاح عنها، ربما هي أيضاً تستغل نقطة ضعفه الكامنة باللون الأحمر خصوصاً إن كان لون فستان.

نفث أنفاسه بغضب و بصوت خافت لم يسمعه غيره تمتم بغيظ.

" إمرأة فاسدة!"

" قلت شيء بني؟!"

نفى برأسه جواباً لسؤال أمه و تنهد، حينها جويل إبتسمت بخفوت و السيدة غمزتها سراً، تبقى هانمي أم بيكهيون الخبيرة بأحواله.

ها هو ينهض عن الطاولة، ثم بشيء من الغيظ حمل صغيراته من قِفا فساتينهن كما الأكياس تُحمل، جعل الصغيرات يصرخنّ بحماسة، و جويل سرعان ما وقفت بخوف على الأطفال تهتف.

" بيكهيون، إحذر أن تفلت الصغيرات!"

لكنها تجاهلها و خرج، تنهد حينما وصل الحديقة، إختار رُكناً بعيداً عن بركة الماء، ثم وضع صغيراته على العشب الأخضر و جلس بينهن.

سُرعان ما هاجمنّه الصغيرات بحماسة يتسلقنّه، ضحك بيكهيون بينما يتمدد أرضاً، حينها جيني صعدت تجلس على صدره و بيرل مشغولة بنتف شعره مجدداً.

وضع رأسه بين قدميّ بيرل فتضاحكت بمرح، نظر إلى ملامحها الضاحكة و ابتسم، و إن كانت إبنة رجل آخر بالدم، هي إبنته بكل الطرق الأخرى.

بيرل فرحته الأولى، و الطفلة التي إحتضنها لتسعة أشهر، هي من إنتظرها أن ترى الضوء، هي من أراد رؤيتها أكثر من حريته حتى، بيرل هي إبنته التي أنجبها وريد في قلبه.

قبّل شفاهها ثم داعب وجنتها بأنفه يقول بحب.

" حبيبة بابا"

قهقهت الصغيرة بيرل بينما بأصابعه الصغيرة تنقر وجنته، أما جيني فلفتت إنتباهه حينما أخذت تصفع وجنته بكفها الصغير، و حينما صاح بإنزعاج ضحكت.

و لتأخذ إنتباهه كاملاً أسقطت جسدها الصغير عليه ممددة و استمرت بالضحك، بيكهيون ضحك بإستهجان و همس.

" هذه الفتاة في جسدها عضو مخصص للضحك فحسب"

قعد و وضع جيني على فخذه و بيرل على فخذه الآخر، إنهنّ فتيات صغيرات جداً، رغم ذلك يجدنّ لفت إنتباهه و يتسابقنّ على مداعبته.

بيكهيون فكر بالأمر، لو أنهن فتيان لا فتيات لما كنّ بهذا المرح، الذكور عادة ما يكونوا بليدين، الفتيات ألطف، فكر أنه عليه أن يجب على الأقل أربع فتيات أُخريات و صبي واحد فقط.

جويل ستنتحر لو تسمع أفكاره بلا شك...





................






حان وقت السفر، فكما وعد بيكهيون هو سيأخذ جويل برحلة لمدة شهر على حسب خططه، التي لم يُفرج عنها و لا تعلمها جويل.

ودع بيكهيون صغيرتيه بالكثير من القُبل، و ودع أمه بالكثير من الأحضان، أما أخيه فولاه شؤون المنزل، و ولى كريس شؤون العمل حتى يعود، و قرر أن يذهب برحلته هذه وحده مع زوجته.

فهو و جويل يستحقان رحلة مليئة بالحب، و بلا أي ضغوطات بعد كل الذي مرّا فيه.

نقلهما كريس إلى المطار و هناك كانت الطائرة على وشك الإقلاع، بيكهيون تعمد أن يصل متأخراً، كي لا تعلم جويل أين هم ذاهبون.

" أخبرني على الأقل إن كنّا سنذهب لمكان واحد طوال الشهر أم سنذهب لأكثر من مكان؟!"

كانت تلك جويل تسأله بعدما يأست أن تحصل منه على الإجابة حول وجهتهم، كان بيكهيون يجلس إلى جانبها في الطائرة بدرجة رجال الأعمال، هي قُرب النافذة و هو إلى جانبها.

رفع في وجهها أربعة أصابع، فنظرت جويل إلى أنامله الرفيعة تعقد حاجبيها، ثم بعد فينة هتفت بحماسة.

" أربعة مُدن!"

نفى برأسه و ظهرت إبتسامة جميلة على شفتيه، إنها سعيدة و هذا هدفه.

" لا، إنها أربعة دول!"

شهقت تضع يدها على فمها و عيناها متوسعة إلى أقصاها جعلته يضحك، ثم فاجئته حينما عانقته بكل ما تقدر عليه من قوة و هتفت.

" اووه! شكراً لك! أحبك جداً!"

ضحك بخفوت و أخذ يمسح بلطف على شعرها، مستعد أن يفعل أي شيء حتى يسمع هذه الكلمة، و الله وحده يعلم كم تعيث هذه الكلمة بمشاعره من خراب، ركن ذقنه إلى كتفها و همس.

" أنا أيضاً..."

اتبع.

" أحبكِ جداً"

شعر بعناقها يزداد شدة عليه، تبسمت و طبعت على عنقه قُبلة، تنهد بقوة إثر ذلك و حتى إبتعدت عنه كان يقبض على يديه بقوة.

نظرت إلى تعابيره المقبوضة بإستهجان و همست.

" ما بك؟!"

زجرها بنظرات منزعجة و همس بإنزعاج.

" لا تقبليني على عنقي مجدداً، أنني حساس"

إرتفع حاجب جويل و إبتسمت إبتسامة لعوب، فكان دوره أن يقبض حاجبيه بلا فهم، حينما همست بلا إكتراث أو خجل.

" عليك أن تعتاد حبيبي، لأنني سأقبلك عليها كثيراً في المستقبل و سأترك خلفي علاماتي، فليعلم الجميع حينها أن هناك من يستمتع بجسد الرئيس بيون بيكهيون"

حمحم بيكهيون بحرج و لزم الصمت، حينها جويل ألقت عليه نظرة لعوب و إلتفتت إلى النافذة، إنه لأول مرة يشعر بالحرج منها و يخجل، ذلك بدا لطيفاً، و هي تدرك تماماً أنها كانت وقحة الآن و لا تندم على ذلك.

بعد رحلة طويلة قضوها معاً يتسامرن و انتهوا منها نائمين، جويل تضع رأسها على كتف بيكهيون و بيكهيون يضع رأسه فوق رأسها.

أتت المُضيفة لتوقظهما، و قد شعرت بالحرج بالفعل، هما يبدوان ودودان جداً لدرجة تجعلها عاجزة أن تقطع عليهما غفوتهما.

تحمحمت بحرج أخيراً، و ربتت على كتف بيكهيون حتى أستيقظ.

" عذراً سيدي، لكن الطائرة قد هبطت"

أومئ لها فأنحنت قبل أن تغادر، بيكهيون تنهد يسند وجنته على رأس جويل من جديد ثم نظر إلى ساعته، لقد مضى عشر ساعات منذ أن أقلعت الطائرة.

رفع رأسه عن جويل ثم أخذ يربت على وجنتها بلطف.

" جويل، هيا استيقظي، لقد وصلنا"

خبأت وجهها في عنقه و همست واسنة.

" فقط قليلاً"

حرك كتفه بشيء من الخشونة كي تنهض عنه و وبخ.

" ما هو الذي فقط قليلاً؟ لقد هبطت الطائرة، انهضي يا دب الباندا"

زجرته بنظرات منزعجة ثم تمتمت.

" يا لك من رجل..."

كادت أن تكمل و تنعته بلقب يكرهه، لكنها إمتنعت حينما إرتفع حاجبه بتحدٍ لأن تقول شيء، فاتبعت بعد لعثمة طفيفة.

" لطيف... نعم، رجل لطيف!"

تنهد مستاءً و دوّر عينيه، لقد تحدث معها عن اللطافة مسبقاً، إنه ليس بلطيف لكنها لا تفهم، هناك عطب في دماغها بلا شك، لا يدري كيف أصبحت طبيبة.

أمسك بيدها و سحبها معه خارجاً، قابلته شمس الظهيرة في هذه البلاد، لذا وضع نظاراته الشمسية و سحبها معه إلى خارج المطار، و هي للآن لا تدري أين هم.

قد سبق و حضر بيكهيون لرحلتهما هنا، لذا لم يكن غريباً أن هناك سيارة بسائقها تنتظره خارجاً مع بضعة من الرجال، الذين سيحرسونه و زوجته طوال فترة بقائهم هنا.

صعدت جويل ثم هو صعد إلى جانبها و أشار للسائق أن ينطلق، قاد الرجل الطريق و جويل بجانبه تسآلت.

" بيكهيون، ألا تنوي إخباري عن مكاننا"

تبسم و أشار لها إلى النافذة قائلاً.

" انظري من النافذة و خمني أين نحن"

نظرت جويل عبر النافذة بيأس، حسناً تبدو مدينة جميلة و سيكون التجوال فيها رائعاً، تبدو ذات معالم تاريخية أكثر مما تكون ذا معالم حضارية.

عقدت حاجبيها تستذكر، إنه مكان مألوف، إلتفتت إليه سريعاً و قالت.

" هل نحن بإيطاليا؟!"

تبسم و أومئ لها، كادت أن تقفز عليه تعانقه لولا وجود السائق، لكنها لم تمنع نفسها عن الإحتفال بهدوء، و منحه قُبلة في الهواء.

" أحبك جداً بكبك!"

تنهد و تحدث إلى السائق بالإنجليزية.

" عُد إلى المطار، زوجتي لا تستحق أن ترى ضوء الشمس حتى"

سرعان ما تمسكت بذراعه تنفي برأسها.

" لا لا! لن أقول بكبك مرة ثانية"

زفر بعصبية.

" ها أنتِ تقولينها!"

وضعت يدها إلى فمها تشير بأنها ستصمت طوال الطريق، حينها تنهد و اتبع.

" نعم، هذا أفضل"

تبسمت تزيل كفها و عادت لتنظر من النافذة، نظرت إليه بعد فينة و قالت بتردد.

" آخر سؤال فحسب، أين نحن بالضبط؟!"

أجابها يتطلع إلى لمعة عينيها، إنها تبرق، تلك خليط من السعادة و الحب.

" نحن في البندقية"

إتسعت عيناها تنظر إليه، حينها ضحك بخفوت، إنها لطيفة جداً حينما تكون سعيدة، سعادتها تشبه سعادة الأطفال.

" سأحضنكَ لاحقاً"

ضحك على إثر ذلك ثم أومئ يقول.

" حسناً، ذلك سيكون أفضل"

توقف السائق و أعلن أنهم وصلوا الفندق، ثم ترجل ليفتح للرئيس بيكهيون و زوجته الباب، أمسك بيكهيون بيد جويل و راقب معالم السعادة التي تستشري وجهها.

" فندق بالازو كانوفا!"

همهم فإلتفتت إليه تقول.

" ألا يطل على جسر ريالتو؟!"

تنهدت محمومة بالحب و رمت برأسها على كتفه.

" يا إلهي! سأموت حباً"

أحاط خصرها برفق و اجتذبها إلى مكتب الإستقبال، أخذ مفاتيح الجناح الذي قام بحجزه ثم صعد بها إلى جناحهما.

دخلت قبله إلى الجناح و أخذت تلتف في أرجائه، ثم جذبتها إطلالة الشُرفة فذهبت هناك، تبعها بيكهيون و ما ادهشه أنها تقفز في مكانها بحماسة بينما تنظر إلى جسر ريالتو الشهير.

إلتفتت إلى بيكهيون تقول بحماسة.

" دعنا في المساء نتجول في المدينة، أريد أن أركب إحدى هذه القوارب"

آتى إليها من خلفها و احتضنها برفق، ركن ذقنه على كتفها و قال.

" حسناً، سنجول أرجاء المدينة و نزور كل معالمها، نحن نملك أسبوع بالفعل هنا، قبل أن نعادر إلى وجهتنا التالية"

إلتفتت برأسها إلى يمينها حيث وجهه الوسيم يرتكن على كتفها، أمسكت بوجنته البعيدة ثم طبعت قبلة على وجنته القريبة.

نظرت حينها إليه، و ما ترددت أن تهمس له بتلك الإبتسامة اللذيذة على شفتيها.

" شكراً لك بيكهيون، و أحبك جداً"

إبتعد عنها ببطئ، شديد ثم أدارها إليه، و على طلة الجِسر كان وقته أن ينال من شفتيها مكافئته التي وعدته بها.

تمسك بوجنتيها برفق و دفعها إلى قبلة عميقة مع شفتيه، تبسم أثناء ذلك حينما شعر بها تحيط عنقه و تقترب منه، ثم تسده القبلة بمثيلتها، جويل و كما كانت دائماً رقيقة و ناعمة في منحه أنوثتها.

إنحدرت قُبلاته إلى وجنتها ثم فكها ثم عنقها، حينها أغمضت عيناها بقوة و كمشت بأظافرها على قميصه.

دفعها بينما يقبلها حتى تصادم ظهرها و باب الشُرفة، ثم حينما إنحدرت قُبله إلى أعلى صدرها، شعرت بالبرودة تنخر بدنها رغم أنها تتعرق.

و كما حصل معها في ليلتهما الأولى يحصل معها الآن، كلما إقترب منها تذكر ذلك اليوم قبل ثلاثة أعوام، يوم خطفها إلى مخزنه، و هناك سلبها بتولتها.

إنها من كل قلبها سامحته، لكن الأمر لا يخرج من عقلها، شريط مرير من الذكريات يمر أمام عينيها كلما إقترب منها.

أفاقت على نفسها و عليه بعدما جرّدها من قميصها و لا تدري كيف و متى، دفعت به عنها بضعف شديد.

إبتعد بيكهيون يلهث أنفاسه و يبدو أنه ليس بحالٍ أفضل منها، فها هو يتعرق و لا يعانق أي زِر من أزرار قميصه ثقبه.

كي لا تواجهه هربت منه إلى الداخل الجناح، ثم رمت بجسدها أرضاً تستند بظهرها على باب الشُرفة من الداخل، رفعت قدميها إلى صدرها و بدأت تبكي.

أنّى لهذه الذكريات أن تبقى عالقة في ذِهنها، لا يمكن أن تتقدم مع بيكهيون و لا أن يصبحا زوجين بحق و حبيبين لو ما تمت هذه الخطوة، إنها أكبر حاجز و مُعرقل في طريقهم، لو أنها تجاوزته ستنجح هذه العلاقة و إلا ستبقى عالقة هكذا إلى الأبد.

تخشى أن يفهمها بيكهيون بطريقة خاطئة، هي تحبه و تريده حبيباً و زوجاً، لكن جسدها يمنعها أن تفعل ذلك، إنها لا تقدر على إجبار نفسها و لا تريد، هي تريد أن تمنحه حبها لا جسدها فحسب.

بيكهيون حيث تركته تنهد يزدرئ جوفه الذي قد أصبح جافاً فجأة، تمالك نفسه و إنتشائه، ثم ولج إلى الجناح حينما سمع صوت بكائها.

وجدها تلتصق بالجدار، و تضم نفسها بينما تبكي بحرقة، إنحنى يجلس على قدميه قُربها، ثم خلع قميصه ليضعه عليها.

حينها رفعت وجهها إليه، و كم ضرّه أن يرى عيناها محمرتين و وجها ذابل هكذا، قبل قليل كانت تقفز بفرح و حيوية و ها هي الآن ذابلة.

" لك الحق أن تغضب مني و توبخني، لن أعترض"

نهض واقفاً و سار حتى البار القصير، سكب لنفسه كوب ماء و دفعه إلى حلقه مرة واحدة، لعل برودة المياه أطفأت النار في جوفه.

إلتفت ناحيتها فوجدها كما تركها، تجلس أرضاً و لكنها تنظر إليه، إرتفع حاجبه بإنزعاج فانكست برأسها ثم همست.

" أنا آسفة"

تنهد و اقترب منها يحمل كوب ماء آخر، وقف قريباً منها و دنى بنظره إليها يقول بنبرة فيها إنزعاج.

" نعم، عليكِ أن تكوني آسفة و علي أن أوبخك"

أبقت على رأسها منخفضاً، و استمعت إلى هيجانه الخفيّ بأذن خاشغة، إرتفعت نبرة صوته بشيء من الغِلظة حينما اتبع يوبخها.

" نحن قد تزوجنا فعلاً و ها نحن الآن بشهر عسل نستمتع بوقتنا، و أنتِ لا تستطيعي أن تسلميني نفسكِ، أتظني أن هذا دافعي لتوبيخكِ الآن؟!"

رفعت وجهها إليه و عيناها غارقة بكومة دموع تشوش نظرها، بيكهيون تنهد ثم إقترب منها حتى جلس قِبالتها على قدميه.

" أن تتزوجيني بإرادتكِ، و تحبيني كما أحبك، هذا بالنسبة لي كان مجرد ضرب من الخيال، حلم يقظة يستحيل أن يتحقق فحسب، و هو الآن واقعاً أعيشه، هذه أسعد أيام حياتي، يكفيني أنكِ معي و تحبيني، أنا أتفهمكِ، أعلم أن ما فعلته بكِ يصعب عليكِ تجاوزه، حتى لو سامحتني و تحبيني، أنا راضٍ بهذا القدر منكِ، لذا لا تبكي."

مد لها كوب الماء من يده، فأخذته منه و شربت إلى منتصفه، تناوله منها و شرب ما بقي فيه ثم اتبع.

" لقد بذلتُ مجهوداً لمواساتكِ، عليكِ أن تصفقي لي"

إبتسمت جويل تمسح دموعها، ثم رفعت قامتها كي تعانقه، أحاطت عنقه بذراعيها و خبأت وجهها فيه تبكي بصمت.

" أريد أن أذهب لطبيب نفسي عندما نعود إذا ما تجاوزت الأمر"

أومئ موافقاً ثم سكن قليلاً في حضنها حتى إبتعدت هي قليلاً و على شفتيها إبتسامة خافتة.

" فلتغتسل حتى أرتب أغراضنا ثم دعنا نخرج"



...............................




بشرته ذات السُمرة الخفيفة بدت مُتعبة، عيناه حادة و إحمرار فيهما يسفل جفنيه، شفتيه جافّة و قد إزداد نحولاً.

و رغم ذلك، تايهيونغ كما هو على الدوام، بدى وسيم...

يلقي بجسده على كرسي مكتبه، قدميه فوق الطاولة و رأسه مُرتاح على الكرسي، يغمض عينيه و يتنفس بهدوء.

صوت طرقات خفيفة على الباب ثم ولج الطارق، إمتثل رجلٌ يافع قرب طاولة رئيسه و نادى بهدوء.

" سيدي الرئيس، لقد أتممنا عملية الشراء للموقع و نحتاج توقيعك على هذه الأوراق"

فتح تايهيونغ عينيه، ثم قعد على كرسيه ليوقع الأوراق، إنحنى الرجل إليه بعدما أخذ الأوراق التي وقعها و وقف ينتظر أوامر رئيسه.

" أمن تطورات؟!"

نفى الرجل يقول.

" لا سيدي، لقد وصلا البندقية و هما يقيمان في الفندق حالياً، لقد حصلنا على بعض الصور، ها هي"

قدم الرجل لرئيسه الجهاز اللوحي، ثم تايهيونغ أشار له بيده أن ينصرف.

بعد إنصراف الرجل قام تايهيونغ بتشغيل الفيديو، كانت تقف إلى الشُرفة وحدها ثم ظهر الذي سرقها منه و أخذ مكانه خلفها و أحتضن خصرها كمان كان يفعل هو.

منحت عدوه إبتسامة بدت ألذ و أفضل من كل الحب الذي منحته أياه ثم قُبلة على وجنته، و حينما أدارها إليه يقبلها لم تدفعه، بل هي عانقته و سدّت له القُبل.

رأى كل شيء و رغم أن الدمع شوش بصره لكنه لم يوقف المقطع، إستمر في المشاهدة، الأمر كالكي، يؤلم لكنه يشفي.

حتى جردها من قميصها رمى بالجهاز أرضاً و صاح بغضب، بدنه يرتعش و جلده يتعرق، إنه بصعوبة يلتقط أنفاسه و ما زالت الصورة تنعرض في مخيلته.

وقف يمسح وجهه من حبات العرق ثم صاح مجدداً يركل و يضرب كل شيء يراه أمامه، إنتهى به المطاف أن يكون الخاسر الوحيد و الضحية الوحيدة.

رفع رأسه و قد إنطفأت عينيه، إنه حاقد و بجدارة، لقد أقسم باسم الحقد هذا ألا يكون الخاسر الوحيد.

ينتظر الوقت المناسب فحسب...



...................



بعد أن ذهب بيكهيون بزوجته، كان على هانمي أن تتصرف ببعض الأمور بغياب راعي المنزل و سيده، منها شأن نانسي.

لقد علمت من بيكهيون قُبيل مغادرتهما ما دار بينه و بين الشاب المزارع، الذي سبق و أنقذ جويل من الموت، ذلك الشاب الوسيم و اللطيف تذكر أن اسمه كان جين.

أحبّته و هي أيضاً تثق بخيارات إبنها، فإن قال أنه المناسب لأخته فهو المناسب و لا مجال للخوض في ذلك.

لكن هذا ليس معرِض الحديث...

نانسي ما زالت في حالة نفسية سيئة، تعاني من اضطراب باسم الرجل الذي خدعها، و لا شك أن طفلها الجنين يترآى لها كثيراً، فكثيراً ما تجدها تتحسس بطنها و تتحدث إليه، و كأن تلك النُطفة ما زالت تسكن أحشائها.

نانسي ما زالت تحب دو كيونغسو و مانعها الوحيد من إجهار حبها إليه هو بيكهيون، هي كما الجميع متأكدة لو أن نانسي عادت إلى دو أو توددت إليه سيقتلها بيكهيون فوراً، لقد نزح عن إرادته آخر مرة بإستعطافها له، و لكن هذا لا ينجح في كل مرة.

خصوصاً أن علاقتها ببيكهيون قد إزدادت سوءً، فهو لا يتحدث إليها أبداً، لا ينظر إلى وجهها إطلاقاً، و يتجاهلها و وجودها كلياً.

و إن ما تجاهلها فقط ليزدرئها بعينيه، فقط ليذكرها بكم كانت غبية و تافهة حينما إنقادت خلف مشاعرها و طعنته في ظهره.

أجواء القصر كانت شديدة المرح، بسبب إستعراض اللطافة الذي لا تنفك جيني و بيرل على تأديته.

بغياب بيكهيون كانت السيدة هانمي الحاكمة على ثياب الصغيرات، فها هي جيني ترتدي فستاناً لطيفاً أبيض يناسب بشرتها البضّة و شعرها شديد السواد، أما بيرل ففستاناً أخضر يتناسب و لون عينيها الربعيتين و لون شعرها الأشقر.

كنّ يلعبن في الحديقة و صوت ضحكاتهنّ، و أحياناً بكائهنّ بسبب شجار قائم بينهنّ يدبّ في الحديقة و أرجائها، الجميع مستمتع بفرحهنّ و مرحهنّ، حتى الحرس الذين إعتادوا ألا يكونوا سوى أصناماً لا تتفاعل يضحكون على ضِحكاتهنّ.

السيدة هانمي تجلس على كرسي و تضع على قدميها بطّانية، بينما تراقبهنّ كل فينة و بيدها كتاب تقرأ سطوره.

نانسي كانت تجلس أرضاً قُرب الصغيرات و تلعب معهنّ كل فينة إن ما توقفت عن إنشغالها بهاتفها.

نظرت السيدة بغتة إلى إبنتها الوحيدة و تنهدت، نانسي ما زالت لا تعلم شيئاً عن مخططات شقيقها، و على حسب إعتقاد السيدة- الذي يعاكس كلياً إعتقاد بيكهيون، فلقد خسرأت برأيه نانسي الحق في أختيار رجُلها و هو من عليه الإختيار- قررت أنها ستخبرها عن الأمر.

" نانسي"

إلتفتت نانسي إلى أمها تستمع لها، لذا السيدة و بلا مقدمات سوى تنهيدة ثقيلة قالت.

" بيكهيون قرر تزويجكِ لجين، ذلك الشاب المزارع الذي أنقذ جويل، و الشاب وافق، بيكهيون سيزوجكِ عندما يعود، هكذا أخبرني"

و نانسي إزدرئت جوفها، و رغم أن الدموع سريعاً إنسابت على وجهها زيّفت إبتسامة و قالت.

" لن أعارض، هو حتى لن يسمح لي أن أعارض، لكن لا بأس، أختياري كان خاطئ، سأقبل بأختيار أخي أياً كان يا أمي"





.............................



سلااااااااااااااااااام



معكم شخص عاطل اتخرج مبارح😭♥️

الشي الي ح يبسطكم إنو التحديثات ح تكون أسرع😁♥️

لا تنسوا تدعموا تشين لأن هذا دورنا نحن، نحن لا نملك الحق على حياتهم الشخصية و لكننا نملك كل الحق للدفاع عنه.

الفصل القادم بعد 300فوت و 300كومنت.

١.رأيكم ببيكهيون؟ ردة فعله لإمتناع جويل عنه؟ معاملته و تفهمه؟

٢.رأيكم بجويل؟ شقاوتها مع بيكهيون؟ عدم قدرتها على تجاوز الماضي مع بيك؟

٣.رأيكم بتاي و الحالة التي وصل لها؟ و إلى ماذا يخطط؟

٤.رأيكم بنانسي و هانمي؟ ردة فعل نانسي على الأخبار؟

٥.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️


© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH79||إبنة قلبه
Коментарі