تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH66|| حب زائف
" حب زائف"








"دعنا لا نتحدث في الحب كثيراً دعنا نمارسه فالكثير يقولون فيه و قليلهم يعيشونه، دعني أتنغم بك ما دمتَ أمامي و دعني أتقفى حسنات حبك و أنت في غياب عني"










في الصباح الباكر، قد سبق و نُقِلَت جويل إلى غرفة عادية و ها تايهيونغ ينام على الكرسي قرب سريرها.

فتحت جويل عيناها و ما زال النُعاس يداهمها لكن الطرق الخفيف على الباب أوقضها.

" سيدتي، إنه وقت الإفطار"

أذنت جويل للعاملة بالدخول و على تلك الضوضاء الخفيفة أستيقط تايهيونغ و حالما رآها تحاول الإستناد بظهرها على السرير نهض سريعاً لمساعدتها.

أخذ الطعام من العاملة ثم شكرها و انصرفت، آتى قرب جويل و وضع لها الصينية على الطاولة خاصة السرير.

" هيا جويل عليكِ أن تأكلي"

أومأت إليه رغم أنها لا تملك شهية للطعام لكنها بحاجة لتناول اللُقم لأجل إرضاع الصغيرة و حالما مدت يدها إلى الملعقة نهاها و أخذها منها قائلاً.

" لا، أنا سأطعمكِ"

تبسمت بخفة ثم أومأت موافقة، ملئ الملعقة ثم رفعها إلى فمها لتتناول ما فيها هكذا حتى شعبت ثم مسح لها فاهها بمنديل، كان في غاية اللطف معها و تتوقع منه أن يغدقها بأهتمام مبالغ فيه حتى.

" عذراً و لكن لديكم ضيفاً هنا"

قالت ذلك الممرضة باسمة الشفتين و هي تدلف حاملة على ذراعيها لفة صغيرة، تنهدت جويل بأستياء و أراحت رأسها إلى الوسادة تنظر في الإتجاه المُغاير.

ومضت الممرضة بحرج ناحية تايهيونغ لكنه ابتسم و نهض يحمل الطفلة على ذراعيه ثم قال لها متعذراً.

" شكراً لكِ، سأعتني بها"

أومأت الممرضة محرجة ثم قالت.

" لقد أطعمتها لكنها الآن يجب على السيدة أن ترضعها"

أغمضت جويل عيناها بأستياء ثم تنهدت لتقول بجفاء.

" لن أرضعها"

رحلت الممرضة بعدما أشار لها تايهيونغ بأنه سيقنع جويل، تقدم إليها حاملاً على ذراعيه الطفلة ثم جلس على طرف السرير ينظر للصغيرة مبتسماً.

" إنها تشبهك أكثر مما تشبهني، إنها شقراء بملامح أجنبية مثلكِ"

صدح صوته في ذاكرتها عندما كان يناديها بلؤم.

" أيتها الشقراء الأجنبية!"

تنهدت لتغمض عيناها بأستياء ثم قالت.

" اذهب بها بعيداً عني يا تايهيونغ، لا أريد رؤيتها"

تنهد تايهيونغ بأستياء ثم نهض ليجلس قبالتها و قال عابساً.

" أنا لا أفهم ما ذنب الطفلة بما مررتِ به، إن ولدت فتاة لا يعني أنها ستعيش مع عشتِه أنتِ، أعدكِ أنني سأحميها جيداً لكن لا ترفضيها، إنها تحتاجك الآن يا جويل و اعلم أن بقرارة نفسكِ تحتاجينها"

سقطت دموعها دون أن تشعر فسارعت بمسحها قائلة.

" أنا لم أرِدها فتاة، و إن كانت فتاة ما كنتُ أريدها أن تشبهني، لا أريد أن تشبهني بشيء و لا أن تعيش ما عشته و لا تكون ضحية حقد أحد!"

رفع يده ليمسد بها على شعرها و حدثها بليّن.

" لو استلزمتني حمايتها حياتي سأحميها و الآن أرجوكِ يا حبيبتي لا ترديها، إنها طفلة بريئة من دمكِ و دمي!"

نهضت جويل تستند بظهرها على مقدمة السرير من جديد ثم نظرت إلى الطفلة على ذراعي تايهيونغ، إنها بالفعل تشبهها و هي لا تريد لشقراء أجنبية أخرى أن تولد، تكفي هي.

قدم تايهيونغ الصغيرة لأمها و جويل حالما حملتها نظرت في ملامحها البريئة و عيناها المغلقة، إنها بالفعل تشبهها و هذا الشي كرهته لكنها لا تستطيع وقف إندفاع ذلك الشعور إلى قلبها.

بكت بهدوء فما كان للصغيرة ذنب لتنفرها و ستحرص كل الحِرص ألا يمسها ضُر مهما كان بسيط.

ضمتها إلى صدرها برفق فشعرت بشيء في صدرها يسير رفقة شعور قوي إندفع إلى قلبها جعله ينبض بصخب غير مسبوق، غريزة الأم.

نظرت إلى تايهيونغ و قالت له بحرج لأن غريزة الأم الجائعة قد سببت لها الحرج الآن.

" أخرج يا تايهيونغ الآن"

فهم سبب حرجها الشديد فأومئ لها مبتسماً ثم مسح على شعرها و خرج، نظرت إلى قميصها الذي إمتلئ بالبقع البيضاء و قالت محرجة.

" تباً"

نظرت إلى الصغيرة و قالت توبخها.

" انظري ماذا فعلتِ بي، لو قبلتكِ سأغرق بالحليب، هذا سيء!"

بينما تايهيونغ يجلس في الخارج أمام باب الغرفة رأى عائلة جويل قادمة لزيارتها و ضمنهم دي او، استوقفه تايهيونغ عن الدخول قائلاً.

" لا أظن أنها سترحب بك، عليك أن تتحمل رد فعلها الخشن"

أومئ إليه دي او بعد تنهيدة، هو يعلم أن رد فعلها سيكون قاسٍ مسبقاً، تقدم إلى بابها كي يطرقه لكن تايهيونغ نهاه و والديها قائلاً.

" لقد طردتني للتو، تحتاج أن تبدل ثيابها و تطعم الصغيرة"

تبسم دي او و ركن كفه على كتف تايهيونغ يربت عليه ثم قال.

" شكراً لأنك لم تتخلى عنها"

تبسم تايهيونغ بوجهه و ربت على ظهره كرد شكر ثم جلس على الكرسي و دي او جاوره، بينما يجلسون في الخارج أتى الطبيب الذي أجرى لها العملية و حشد من الأطباء يخلفه.

دخلوا إلى غرفة جويل بعدما أذنت لهم و تبعوهم أفراد العائلة، وقف تايهيونغ قرب زوجته و هي تمسكت بيده و قد أصابتها رعشة فجأة، تدرك طبيعة الموقف لأنها مريضة لكنها للتو فقط شعرت بالرهبة التي تصيب المريض.

" سيدة كيم، أنتِ كنتِ عُرضة للموت و رغم تأهب جسدكِ لولادة طبيعية لجأنا إلى القيصرية و أنتِ تدركين مدى خطرها عليكِ، حالة الرحم عندكِ لا تؤهلك لحمل جديد، أنتِ عُرضة للعُقم بنسبة تصل إلى ثمانين بالمئة، سأستمع إليكِ لنعلم أسباب ذلك و حتى نحاول مساعدتك"

لم تهتم أنها معرضة للعُقم بل لتبرير الذي يريده الطبيب، هي بكل الحالات لا تريد مولود آخر.

أنكست جويل برأسها مُحرجة، لا تستطيع البوح بالأسباب رغم أنها واضحة و خصوصاً أن تايهيونغ يقف قربها، لا تستطيع قول شيء.

شعر تايهيونغ بالعبء الذي تحمله ففضل أن ينسحب و من قد يحرجها بقائه، لفت إنتباهها إليه عندما ربتّ على وجنتها بلطف و تحدث.

" سأنتظر في الخارج أنا و عائلتكِ، تحدثي مع الطبيب على راحتك"

عندما خلت الغرفة منه و من أفراد عائلتها تنهدت و رفعت رأسها إلى الطبيب فأشار لها أن تتحدث مطمئنة.

" أظن أنك تعلم ما الذي حدث معي لذا لا داعي أن أطيل، لقد تعرضت إلى الضرب المبرح عدة مرات و... كثيراً ما... اغتِصبتُ بعنف شديد"

كلفها قول ذلك كل قوتها و لشدة حرجها ما إستطاعت رفع رأسها بل إستمعت إلى الطبيب و هي تنظر في طفلتها في حِجرها.

همهم الطبيب لها و بانت على ملامحه الشفقة ثم قال.

" حسناً سيدتي، أظن أن عليكِ أن تؤدي بعض الفحوصات قبل أن نقوم بتخريجك، أما الطفلة فهي بخير، لقد قمتُ بفحصها جيداً."

شكرته بعد إيمائة.

" شكراً أيها الطبيب"

دخلت عائلتها مجدداً بعد خروج الأطباء، تايهيونغ آتى قربها مجدداً و أخذ منها الصغيرة يداعبها.

إقترب دي او إليها يود أن يهنئها بسلامتها و بطفلتها لكنها أدارت بوجهها عنه بجفاء و إلتفتت إلى زوجها و ابنتها فقال.

" ألن تتحدثي إلي؟!"

تجاهلته بينما تكلم تايهيونغ حول الطفلة.

" تقول أنها تشبهني كثيراً، انظر إنها تملك شامتين كالتي على ذراعك"

نظر إليها تايهيونغ و أشار لها بأخيها ألا تتجاهله فتنهدت تتجاهله هو الآخر ثم راحت تبتسم لطفلتها و هي تمسك بيدها الضئيلة.

" لقد فعلتُ هذا لأجلك"

تنهدت تكتم غيظها ثم تحدثت إلى أمها.

" إن كان يريد مصلحتي و مصلحته و أن يحفظ ما بقي عامر بيننا أخبريه أن يخرج و ألا أرى وجهه ثانية حتى يصلح خطأه"

إرتفع صوته فجأة قائلاً.

" لِمَ لا تفهمي أنني أخذتُ بحقكِ منهم؟! أنا رددتُ له الصاع بالصاع، يستحق ما فعلته به و أخته أنا لم اعتدي عليها، هي من دعتني إلى فراشها"

تنهدت مستائة ثم قالت بنبرة يملأها الحِلم.

" نحن في المستشفى و حديث دنيء كهذا ليس مكانه هنا، إما أن تصلح خطأك أو لا تريني وجهك ثانية يا دي او"

تنهد مستاءً من عنادها و لا يدرك أنها كرهت أنه تلبس ثوب بيكهيون الحاقد، ليس عليك رد الإساءة بمثيلتها و كما أنها ليست مذنبة بحق بيكهيون نانسي ليست مذنبة بحقها هي و المذنب يتلقى عقابه في السجن و لينتهي الأمر ها هنا و لكن لا يبدو أنه سينتهي أبداً خصوصاً بعد فعلة دي او المشينة.

" حسناً، كما تريدين يا أختي الوحيدة، لن تري وجهي مجدداً"

أغمضت عيناها بأستياء، ليس هذا ما أرادته فعلاً، أرادت أن يحسن التصرف بإصلاح ما أفسده لكنه يأبى و يتشبث بإنتقامه و يضحي بها لنيل حقها بالطرق الغير مشروعة، توقف قبل أن يخرج و قال لها.

" و بالنسبة إلى نانسي، لقد بعث من يقتلها في منزلي، ما وجدته كان بقعة من الدماء أرضاً"

شهقت جويل و يدها إلى فمها بفزع ثم حاولت النهوض إلا أن تايهيونغ تمسك بها و منعها فقالت له مضطربة.

" تايهيونغ تحقق مما قاله، أرجوك افعل لأجلي، نانسي لا ذنب لها بفعلة أخيها!"

أومئ إليها تايهيونغ و قال يحاول تهدئتها.

" الآن سأتحرى عن الأمر، أنتِ فقط إهدأي قليلاً!"

خرج يحمل خلفه خيبته، ما كان يتوقع منها تصفيق حار على فعلته، توقع أن تغضب لكن لا أن تنهاه عنها هكذا و تحرمه منها، سيتشبث برأيه حتى لو دفع الثمن أميرته الوحيدة.

عندما دخل منزله و رأى بقعة الدماء أرضاً كان متيقناً أن إنتقامه قد تحقق و أخذ الجزء المتبقي من حقه على بيكهيون، لكنه عندما رأى الكعكة ساوره الشك أن هذا الدم ربما يعود لابنه و ليس لها شخصياً، لكنه كان مجرد شك لا يأبه له، لا يهم لمن يعود الأهم أنه تخلص منها.

كان يخنقه تمثيل الحب و لا يتحمل إلتصاقها الدائم به، إنها كريهة لهذا الحد!



.........................






في ساعة منتصف الليل، و بعد ساعات عسيرة ينتظر بها هذه الساعة التي حانت للتو، سار بيكهيون ناحية حارس الزنزانة و قال له.

" إنني حاقد فقط"

نظر الرجل حوله ثم نظر إليه قائلاً.

" اعتذر سيدي، ما عدنا نستطيع إخراجك، والدك أمر بهذا"

إنكمشت ملامح بيكهيون بغضب شديد و ركل باب الزنزانة بعصبية أفزعت شركائه في الزنزانة من مراقدهم.

" اللعنة عليه! أيظنني دُمية بين يديه؟!"

تنهد مستاءً و طرق بقدمه الأرض بعصبية مفرطة ثم تقدم إلى الحارس ليحدثه بنبرة غاضبة.

" أريد أن أجري إتصالاً"

أعتذر الحارس قائلاً.

" الإتصالات غير مسموحة في هذا الوقت، نم الليلة و غداً سأخرجك لتجري إتصالك"

تنهد بيكهيون بأستياء ثم ركل الباب بقوة أكبر أفزعت الحارس ليتراجع عنه ثم انحنى إليه معتذراً.

تنهد يمسح وجهه ثم عاد إلى سريره، لِمَ الآن فقط؟! أيظنه طفلاً إن سلبه دُميته سيطيعه؟! إن ما أخرجه هو سيتدبر أموره بنفسه فله عيون و أيدي كثيرة في الخارج،  لن تعجزه تلك الجدران.

إن سجنوه هنا فأوامره حرة طليقة، العقل و القلب لا يقفان بعجز أمام القضبان.

ما إستطاع أن ينام أبداً و هو يفكر بخطط بديلة عن التي أقامها بالفعل، إنه في أوج حقده بالفعل، الليلة لو اخرجوه لكان فعل العجائب، أراد أن يعلم أمر واحد فقط لكن بوجوده هنا لن يستطيع أبداً و ذلك ليس أمراً يوليه لكريس.

في الصباح الباكر، أراد أن يخرج ليجري إتصاله لكن الحارس أخبره بأن لديه زيارة فأخذه إلى قاعة الزيارة.

وجد كريس و هذا جيد كونه أراد أن يتصل به.

" مرحباً سيدي"

جلس بيكهيون في مقعده مقابل كريس و قال.

" أخبرني ما الذي أتى بك؟"

أخرج كريس من جيبه ظرفاً و قدمه إلى بيكهيون قائلاً.

" هذا بخصوص المهمة التي أوكلتني بها"

تمسك بيكهيون بالظرف و قال.

" واثق أنه لم يتم التلاعب به؟!"

نفى كريس قائلاً.

" لن يجرؤ  رجل المختبر و أنا أوكز رأسه بفوهة السلاح كما أنني أجريته بثلاث مختبرات و كانت النتيجة متطابقة"

أومئ بيكهيون قائلاً.

" هذا جيد"

همس بيكهيون و هو يقلب الظرف في يده.

" سيدي!"

نظر بيكهيون إليه حينما ناداه و قال.

" يبدو أن هناك بعض الأخبار في جعبتك، تحدث و لا تخشى شيء"

تنهد كريس يكبت إنفعاله ثم قال.

" السيد والدك بعث لك معي هذا المغلف و اخبرني أن أوصيك بقراءته في عُزلة"

قدم كريس المغلف الآخر له و بيكهيون تباطئ في تناوله إلا أنه في النهاية أخذه و انهى تردده.

" أيضاُ سيدي، هناك خبر آخر"

تبسم بيكهيون هازئاً ثم همس بينما يقلب المغلف الأول بين أنامله.

" يحدث الكثير في غيابي كما أرى، تحدث!"

أجابه كريس بثبات.

" يخص جوي، لقد نقلتها البارحة بعد منتصف الليل إلى المستشفى، لقد وضعت طفلها"

عقد بيكهيون حاجبيه قائلاً.

" أليس باكراً على ولادتها؟!"

أومئ كريس مجيباً.

" نعم سيدي، لقد وضعت طفلها و هي في شهرها السابع لذا الأطباء اخبروني أن الطفل سيبقى في حضانة الأطفال حتى يكتمل نموه، ذلك قد يستغرق شهر و نصف"

همهم بيكهيون ثم رفع المغلف الأول في يده و أمر.

" أفعل نفس الشيء"

أومئ كريس بطاعة و دون شرح فهم ما يريده الرئيس.

" حاضر سيدي"

وقف بيكهيون ينوي المغادرة و كريس وقف على وقفته و انحنى له بإحترام، توقف عندما أصبح قريباُ من الباب و قال.

" فتى أم فتاة؟!"

تبسم كريس بخفة قائلاً.

" إنها فتاة سيدي"

أومئ يدعي أنه ليس مكترثاً ثم خرج يتمتم.

" لنرى أن كنتُ سأبارك لنفسي أبوتي أم لا"

وصل زنزانته و سريعاً صعد إلى سريره بتشوق لفتح المغلف، للحظة نسي مغلف أبيه و بما أن كلام أبيه مهما كان سيكون أهون من نتيجة الأول قرر أن يراه أولاً.

" بُني، أعلم أنني أغضبتك بمنعك من الخروج الآن و لكن أعدك بأن ذلك سيكون مؤقتاً، قريباً ستخرج دون أن تخفي وجهك، أعلم لو أنني سمحت لك بالخروج سترتكب جريمة، وقتها لن أستطيع مساعدتك، لذا اصبر قليلاً و افعل ما شئت بحكمة عندما تخرج."

كمش بيكهيون الورقة بأنامله بعصبية و همس.

" هو الذي رباني على سجية الإجرام و زرع في قلبي الحقد لذا لن يكون غريباً أنه توقع ما كنت سأفعله"

أمسك بيكهيون بالغلاف الثاني و همس و هو يشرع في فتحه.

" نجوتِ يا جويل!"

فحص طبي معنون بِ" فحص الأبوة" انخفض بصره يبحث في الورقة عما يهمه.

" تنافر بنسبة تسع و تسعين من مائة"

أصبح لتنفسه ضجيج في صدره و ارتفعت حرارة جسده لفرط العصبية الذي أصابته فجأة.

" إنها ليست ابنتي"

كور الورقة في يده ثم ضربها بالحائط و صاح هائجاً.

" اللعنة عليكِ!"

نظر زملائه إليه بفزع و نيكون شريكه قال.

" ما بالك بيكهيون؟!"

دحجه بيكهيون بنظرة مفادها أن يصمت فابتلع ذاك جوفه و التزم الصمت و على صوت صيحة بيكهيون العصبية آتى حارس الزنزانة و قال يفرض سيطرته.

" من هذا الذي صاح؟!"

قفز بيكهيون من على سريره و اقترب ناحية البوابة يتحدث بتحدٍ.

" أنا الذي أصاح، أتجرؤ أن تعترض؟!"

نفى الحارس و انحنى إليه قائلاً.

" لا سيدي، افعل ما تشاء"

ود لو ما كان جوابه هكذا فهو بحاجة لأن يخرج غضبه بأي حد، عاد إلى الداخل بعدما رمقه بغضب و شركائه ينظرون إليه بإعجاب.

" هذه فائدة النفوذ و السلطة"

تجاهل بيكهيون قولهم لأن ما يشغل باله أهم، جويل و طفلتها و مصيرهم على يده، ربما يستثنيها حتى من رحمته بالأمهات في ثورة غضبه.

أخذ يمشي بزنزانة جيئة و ذهاباً بعصبية مفرطة، أنه لا يستطيع أن يتحمل هذه الجدران و كأنها جاثمة على صدره.

يريد أن يتحرر و يُعلم كل شخص هزئ به مكانته و كيف أنه بيون بيكهيون الذي لا يرحم.




......................




خرجت جويل من المستشفى و انتقلت إلى منزلها إلا أن تايهيونغ أوكل بخدمتها عدد من العاملات رعايتها و الطفلة.

خرج تايهيونغ في صباح اليوم التالي لتسجيل الطفلة باسمه إلا أن إتصال من جِهة مجهولة قطع عليه نيته و خصوصاً بعدما أجاب متسآلاً أكثر مما يكون مُرحِباً.

" مرحباً؟!"

وصله صوت رجل كهل يتحدث بإنطلاق.

" كيم تايهيونغ وريث إقتصاد الدولة يملك حمولة ممنوعات يبلغ ثمنها خمسة عشرة مليون دولار و يخفي نسبته إليها بنسبها لPrive مجموعة بيون بيكهيون للأزياء"

إستشرى فيه التوتر و قبض حاجبيه بجهل لهوية الرجل الذي كشفه سرعان ما أكمل الرجل بنبرة ساخرة.

" لا يصلح أن يكون عنوان لمقالة في الصفحة الأولى في الجرائد الوطنية، ألا تظن ذلك؟!"

توقف تايهيونغ على قارعة الطريق بسيارته و قال.

" من أنت و ماذا تريد؟!"

ضحك الرجل بخفة و قال.

" الأسوء من ذلك أنك تعاونت مع اوغست دي الذي يتخفى بعباءة الدولة!"

صاح تايهيونغ بعصبية و ضرب مقود السيارة، يشعر أنه فجأة ضاع و خسر.

" أنت ماذا تريد؟!"

في هذا الوضع، عندما ينقلب السحر على الساحر، تايهيونغ الذي كان يدخر الحمولة ليلوي بها ذراع بيكهيون لاحقاً الآن يده هو من لويت.

" أسقط حقك عن بيون بيكهيون و سأنسى أمر الشُحنة، معك حتى مساء اليوم"

و اغلق الخط في وجهه، صاح في الهاتف يبحث عن إستجابة ثم رمى الهاتف أرضاً بقوة و صاح بغيظ.

" و اللعنة!"

أدار عجلة السيارة و ذهب إلى مكتب المدعي العام مين يونغي، حالما وصل اقتحم المكتب و المدعي الذي أبدى تفاجئه بداية تنبأ من ملامح تايهيونغ بأن أمراً عظيم قد حدث فطلب إخلاء المكتب إلا منهما.

" ما الذي حدث؟!"

ارتمى تايهيونغ بعصبية مفرطة على الكرسي ثم هسهس بين أسنانه التي تحاكت لكثرة ما ضغط عليها.

" المجرم والد المجرم إتصل بي يهددني بالحمولة، إن ما عفوت عن ابنه سنتورط كلانا في الشُحنة"

إتسعت عينا يونغي برهبة و قال.

" ذلك الرجل إن قال أنه سيفعل فسيفعل، أخشى أنك مضطر على التخلي عن حقك و إلا لبثنا حتى موتنا في السجن و خصوصاً أنا لأنني أمثل الشرطة"

تنهد تايهيونغ و وضع صدغاه في راحتيه أما يونغي فقام و ذهب و عاد ثم ذهب و عاد يحمل أوراق، وضعها أمام تايهيونغ و قال.

" وقع، تنازل عن حقك هيا!"

رفض تايهيونغ مبعداً الأوراق عن مرمى بصره.

" لن أفعل"

تنهد يونغي بأستياء ثم جلس قبالته و قال يحاول إقناعه.

" إن حدث و بلغ عنا، إنسى الضرر الذي سيلحق بي و انظر إلى الضرر الذي سيلحق بك، أنت ستخسر ورثة والدك إن ما أفلست حتى، ستسجن لعشرة أعوام على الأقل و بذلك تخسر زوجتك و طفلك و يستعيدهم بيكهيون، أنت ستخسر كل شيء، ثم إنك لو وقعت بيكهيون لن يخرج الآن، عليه الحق العام، حتى ذلك الحين ابني عائلتك من جديد بدل أن تتركهم خلفك و هو يسترجعهم"

نظر تايهيونغ إلى الأوراق بتردد، هو لا يستطيع أن يخسر جويل مجدداً لكنه لا يريد لبيكهيون أن يخرج بلا عقاب حتى.

مدّ يونغي إليه القلم ليتباطئ تايهيونغ بأخذه و أخيراً بعد تردد جمّ وقع الأوراق التي تسقط حقه عن بيكهيون.

أخذ الأوراق يونغي و أسرع بطلب مساعده ليمضي في المعاملة، أما هو فبقى على جلسته هذه مستاءً حتى أتاه إتصال من ذات الرقم فأجابه.

" أحسنت عملاً، اووه! لكنني نسيتُ أن أخبرك، الحمولة بحوزتي"

وصلته صوت ضحكات الرجل و تايهيونغ إستقام بغضب شديد و ضرب هاتفه بالحائط ليتحول إلى قطع.

" اللعنة عليك يا سافل!"





......................







" السجين بيون بيكهيون"

أستيقظ بيكهيون في الصباح الباكر على نداء الحارس بأسمه فقال مضطجعاً على فراشه دون أن يحرك ساكناً.

" ماذا تريد؟!"

قال الحارس بنبرة مهذبة على عكس الطريقة التي يتحدث بها بيكهيون إليه، كما لو أنه بيكهيون الحارس و الحارس جاني.

" عليك أن تتجهز، لديك محاكمة اليوم"

ارتفع عن فراشه مرتكزاً بمرفقه على فراشه.

" يحاكموني على ماذا؟!"

نفى الحارس معرفته قائلاً.

" لا أعلم"

نهض بيكهيون ليتجهز و حالما إنتهى أخذوه إلى المحكمة، هذه المرة الثانية سيكون الأسد فيها حبيس قفص أمام شُلة من المتفرجين.

دخل إلى قاعة المحكمة بزي المساجين و القيد في معصميه كما في قدميه، سار إلى داخل القفص و تجاهل الجميع حتى أمه التي تبكي بعيداً بلا صوت كي لا تضايقه.

" لقد شاب رأس صغيري الجميل! أخشى عليه من السجناء و الحراس."

ربتَّ هيون جونغ على كتف أمه و قال.

" لا تقلقي أمي عليه، ها هو بخير و لا خدش فيه، الشيب في رأسه بسبب التوتر النفسي الذي يعيشه، عندما يخرج سيصبح أفضل من السابق."

أومأت لابنها البِكر و أسهبت في تأمل صغيرها الوسيم الذي غبَّرت المصائب فتنته و بان عليه الهم.

في حيز الإدعاء يجلس تايهيونغ و على منصته مين يونغي برداء الإدعاء الرسمي، دخل القاضي برجاله و كانوا ذات القُضاة الذي تولوا قضية بيكهيون من البداية مما يعني أن تهديد السيد بيون السابق سارٍ عليهم.

بدأ الجلسة المدعي العام مين يونغي بذكر جرائم بيكهيون مجدداً و عندما حان وقت لجنة المحاميون الموكلون لبيكهيون اسهبوا في دحض بعض الإتهامات الموجهة له و انتهوا بأنه نادم عمّا فعله و أنه يعترف بأخطاءه الغير مقصودة في الإتهامات المثبتة عليه.

توقف القاضي قليلاً و سأل تايهيونغ.

" المدعي كيم تايهيونغ، هل أنت تسقط حقوقك عن المدعى عليه بدافع مسامحته و بلا أي ضغط خارجي؟!"

نظر تايهيونغ بحقد إلى القفص و بيكهيون الذي يقف بداخله لكنه قال.

" نعم، أنا أسامحه"

أومئ القاضي و وجه سؤاله إلى بيكهيون قائلاً.

" السيد بيون بيكهيون، هل أنت نادم بالفعل على أفعالك و تتعهد بأنك لن تقترفها مجدداً؟!"

ود بيكهيون لو أنه يقهقه و بيده سلاح لكنه إبتسم إبتسامة خفية و قال.

" نعم حضرة القاضي، أنا نادم و بشدة و أتعهد أنني لن أرتكب المزيد من الأخطاء"

كان ذلك مضحكاً، ود لو أنه يقهقه حتى يفرجوا عنه، تايهيونغ رمقه بكره و نفث أنفاسه رفقة بسمة ساخرة، يعلم أنه يقول ذلك فقط ليخففوا عليه الحكم و نجح بذلك إذ أدلى القاضي بحكمه.

" حكمت المحكمة حضورياً بحق المتهم بيون بيكهيون بالسجن عام منتقص منه الفترة التي قضاها رهن الإعتقال و السجن، حكماً صادراً عن محكمة الجنايات لا إستئناف فيه، رُفِعَت الجلسة"

و طرق القاضي بمطرقته الطاولة أمامه و انهى المحاكمة منسحباً بهيئته خارج القاعة، أما بيكهيون فخرج من القفص يقيدونه الحرس و ما أبدى عليه أي تأثر في الحُكم المخفف.

من خمسة أعوام إلى عام واحد، ذلك كان غريب و هو فهم الآن ما الذي قصده والده برسالته، لقد أجبر تايهيونغ ليتخلى عن حقوقه.

حالما خرج من قفصه أتت أمه عليه سريعاً و تمسكت بوجهه تقبله قائلة.

" أرجوك يا طفلي دعني آراك، أعدك أنني لن أبكي أمامك مجدداً، لا تحرمني منك يا بيكهيون، أنا أمك!"

تبسم بيكهيون لأمه و كم بدى قوياً بلا إصابات عندما فعل ثم رفع ذراعيه المكبلة ليضعها داخلهما ملتصقة بصدره، تبسم و قبل وجنتها ثم قال.

" تعالي في الزيارات القادمة، لن أصدكِ ما دمتِ لا تبكي"

أومأت إليه فرحة فيما قال ثم قالت.

" اشتقتُ لك كثيراً يا بني، أود لو أبقى هكذا"

تبسم يطمأنها ثم قال.

" لا تقلقي يا أمي، بضعة شهور و أعود إلى المنزل"

أومأت إليه و هو رفع ذراعيها عنها و همس.

" وداعاً"

ذهب مع الشرطة و حتى اختفى من أمامها إنفجرت باكية ما عادت تستطيع كبت القهر الذي في صدرها عليه، لا يكفي أنها إستعادته بالغاً بل و الآن تخسره مجدداً.

تقدمت يونا تربت على ذراع السيدة ثم سحبتها معها إلى الخارج تواسيها.

" هوني عليكِ، لقد رأيتِه بخير"

أومأت السيدة و همّت بمسح دموعها ثم مشت مع ابنتها في القانون و ابنها خارجاً، إنه قلب الأم المكلوم، لقد فقدت طفليها و ضلت حيّة على أمل أن تستعيدهما مجدداً، بيكهيون المسجون و نانسي التي عجزت عن إيجادها.

حالما خرج بيكهيون من قاعة المحكمة اقترب كريس ناحيته فتوقف، إنحنى إليه ثم قدم له ظرفاً يحوي أمله الأخير.

" إنها موثوقة مائة بالمائة"

أخذ بيكهيون الظرف من يده و تجاوزه مع الحرس، قبض بيكهيون على فضوله و قرر ألا يفتح الظرف حتى يصل إلى الزنزانة، هذه أكثر مرة يتشوق بها للذهاب إلى السجن.

حالما وصل دخل بهدوء و تجاهل أسئلة زملائه ليجلس على السرير، فتح الظرف و قبل أن يرى النتيجة سحب نفساً عميقاً.

فحص كالأول، فحص أبوة، نظر إلى النتيجة التي أصبح يدرك أين تكون ثم قرأ في سِره.

" تطابق بنسبة تسع و تسعين بالمائة"

إرتفعت شفاهه بإبتسامة مثيلتها كانت يوم تزوج جويل، إستشرت السعادة روحه و على عكس ما كان يفعل سابقاً بإخفائها همس بإبتسامة قد ملأت شدقيه.

" ابنتي!"

تقدم إليه شركائه حالما رأوا تلك الإبتسامة العريضة على شفتيه.

" لم أراكِ فرحاً هكذا من قبل! ما الذي حدث معك؟!"

جلس زملائه حوله و هو قال بتلك الإبتسامة.

" لقد رُزِقت بطفلتي الأولى، لقد أصبحتُ أباً"

إنهالت عليه التبريكات و الأحضان من حيث لا يحتسب و ارتفع صوت السجناء بأصوات إحتفالهم.

بيكهيون إحتاج هذا بالفعل، إحتاج أن يشعر بأنه أب، أحتاج أن يبارك له أحد بمولودته التي جعلته أباً و منحته شعور ذا لذة خاصة رغم أنه لم يراها بعد و لن يراها قريباً.

في هذه اللحظة و رغم أنه سجين مستعد ليخرج فقط ليقتل أي رجل في هذا العالم قد يكون أسعد منه، لا أحد يفوقه سعادة الآن.

" ماذا ستسميها؟!"

قال أحد الزملاء فابتسم بيكهيون و قال.

" تلك الفتاة ستكون حياتي كلها و أملي الوحيد الذي سأكرس حياتي لأجله"

تبسم رفيقه فقال.

" و إذن؟!"

نغّم.

" جيني"






...........................







مضت الأيام التالية على وتيرة بطيئة بالنسبة للجميع فجميعهم بإنتظار شيء ما بغض النظر عن إدراكهم لما يحتاجونه.

جويل كانت في صف المحتاجين الذي لا يدركون ما حاجتهم، حالتها في تحسن دائم و طفلتها الصغيرة بخير لكن ما من شيء آخر بخير و خصوصاً تايهيونغ و علاقتها به.

حملت طفلتها الصغيرة على ذراعها تهزها حتى تنام و خرجت تنظر إلى الباب الذي أغلق بقوة، تنهدت بأستياء عندما رأت تايهيونغ يدخل ثملاً من الباب كما إعتادت عليه مؤخراً.

زفرت أنفاسها بأستياء و راحت لتضع طفلتها في سريرها و من ثم نزلت إليه بخطوات متعسرة، هناك حاجز بينهما قد تجاوزهما بالفعل و تخشى أنهما لا يستطيعان تحطيمه و العودة من جديد.

دخلت لتضع الصغيرة في سريرها ثم نزلت إليه، كان قد ارتمى على الأريكة بجسده بالفعل و حالما رآها قهقه و فرد ذراعيه يتنغم بثمالة.

" زوجتي العزيزة، أهلاً بكِ"

عقدت ملامحها بأستياء ثم استنكرت.

" ما هذه الحالة التي تمثل عليها يا تايهيونع؟! ما بك إنقلبت فجأة هكذا؟!"

قهقه بثمالة ثم اعتدل جالساً على الأريكة الواسعة ينظر إليها بعينيه الناعستين.

" بيون بيكهيون إنتصر علي في النهاية بهذه الحرب رغم أن الغنائم معي"

عقدت حاجبيها بأستياء ثم أشارت إلى نفسها.

" هل أنا بالنسبة لك غنيمة نصرك على بيكهيون؟!"

قهقه بلاوعي و قال.

" اووه! ها أنتِ تلفظين اسمه بسهولة، دعيني أسمعكِ تقولين اسمي أيضاً"

نهضت من أمامه بأستياء و قررت ألا تطيل هذا الحديث العقيم معه فهو ليس بوعيه أبداً.

" لِمَ تهربين مني؟! أراكِ مؤخراً لا تفعلي شيء سوى الهرب مني"

قهقه بخفة عندما شزرته بأستياء و علق.

" لا أظن أنكِ كنتِ تجرؤين على النظر إليه هكذا"

ارتفعا حاجبيها بإنذهال مما تفوه به للتو و قالت بنبرة صوت مرتفعة بعض الشيء.

" تايهيونغ ما بالك؟! أجننت؟!"

وقف سريعاً على قدميه و تقدم إليها متهجماً و هي لأول مرة تخافه بحق فتراجعت للخلف و هو يتقدم منها و كي يوفر على نفسه مطاردتها تناول عِضدها و جذبها إليه.

شهقت بخفوت و انزوت بنظراتها بعيداً عن وجهه، حينها هسهس في أذنها محذراً.

" أياكِ أن ترفعي صوتكِ علي مجدداً!"

نظرت في عينيه التي تنظر إليها بحقد و همست.

" ما الذي تحاول فعله؟! لماذا فجأة إنقلبت علي؟!"

رفع خصلة وقعت على وجهها من شعرها و رفعها إلى خلف أذنها قائلاً.

" أجرب طرقه، لعلكِ وقعتِ في حبي مجدداً و استسلمتِ لي"

إمتلأت عيناها بدموع وفيرة ثم دفعته عنها و لأنه كان مخموراً اندفع بعيداً، كتمت دموعها رغماً عنها و قالت.

" عندما تعود إلى رُشدك، وقتها سنتكلم"

إلتفتت تصعد درجات السلم إلا أن قهقهاته استوقفتها مجدداً فإلتفتت إليه كان يهوي بجسده على الأريكة مجدداً و يده إمتدت لتعاقر كأس خمر جديد.

" بيون بيكهيون سيخرج بعد أشهر قليلة من السجن، لقد إنتصر علي في هذه الحرب لكنني ما زلتُ أملكك، أنتِ و الطفلة ملكي و هو بلا غنائم"

غمزها عابثاً و هي وقفت تفهم كلامه لدقيقة ثم واجهته فيما قال و الدمع قد تصبب من عينيها أخيراً.

" هل أنا و ابنتنا بالنسبة لك أملاك إغتنمتها بنصرك عليه؟!"

تبسم تايهيونغ ثم نفث أنفاسه و قال.

" لم أحظر عليكِ لفظ اسمه، قوليه كلما اشتقتِ إليه"

تحطم قلبها جرّاء ما قاله، أكانت بالفعل بالنسبة له شيء يملكه، أين الحب الذي حارب بيكهيون لأجله؟ أين الحب الذي تغنى فيه؟!

" أنا لن أتحمل ذلك منك"

صعدت الدرج و هو بعد قهقهة قال بصوت عالٍ.

" هل أحتاج أن أغتصبكِ و أعنفك حتى تتحملي ذلك مني؟!"

كلماته كالأنصال دخلت في أذنها، تفتت قلبها كثيراً ببضع كلمات تفوه بها بثمالة، يكون الإنسان بأصدق حالاته و هو ثملاً، الآن إكتشفت بحق ما يكنّه لها.

صعدت إلى غرفة الصغيرة لتدثرها بغطاء صغير ثم حملتها على يدها و حملت على كتفها حقيبة تحوي أغراض الطفلة الضرورية.

نزلت السُلم تحملها و حالما إقتربت ناحية الباب استوقفها عندما لحق بها سريعاً و أمسك بعضدها ثم صاح بغضب.

" إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟!"

صرخت الطفلة مرتعبة من صوت أبيها فقامت بجويل بضمها إلى صدرها و نظرت إلى تايهيونغ مخذولة.

" أنا إنسانة يا تايهيونغ لستُ كنبة تملكها في بيتك!"

أخذ الطفلة من على ذراعيها و قال لها.

" هيا اذهبي، لكن ابنتي ستبقى معي!"

إتسعت عيناها بدهشة مما تفوه به و نفت برأسها سريعاً تمد يديها لتأخذ ابنتها.

" تايهيونغ، هذا لا يصح، ماذا ستفعل بصغيرة بهذا العمر؟! اعطني أياها و دع الأمور تمر على خير!"

ضرب لسانه بسقف حلقه و قال.

" و أنا لا أريد للأمور أن تمر على خير، الآن أمامكِ خيارين، إما أن تذهبي وحدك دون الطفلة و تأكدي أنكِ لن ترينها مجدداً أبداً أو تبقين معنا و تستسلمي لي"

نفت برأسها برفض و حاولت أن تأخذ طفلتها لكنه ابعدها عنها و قال بنبرة آمرة.

" إذن ادخلي و ارضي بمصيركِ معي"

أومأت إليه موافقة و مدّت ذراعيها.

" حسناً، اعطني أياها، أنت تخيفها"

تبسم منتصراً و أعطاها الطفلة من على ذراعيه و عندما مرّت من جانبه لتتجاوزه أمسك بعضدها ثم بيده الأخرى أمسك برأسها و قبّلها قبلة طويلة مالت إلى عنف.

ما إن إنتهى حتى مسح بإبهامه شفتيها و همس قربهما غير آبِهاً بالدموع التي تسقط من عينيها.

" أنتِ ملكي أنا وحدي"

أفلتها لتنسحب من أمامه بخطوات سريعة و هو صرخ ضاحكاً من خلفها.

" أحبكِ جويل!"

أغلقت باب غرفتها على نفسها ثم جلست على السرير تضم طفلتها إلى صدرها و تبكي بجزع، الآن فقط أدركت سبب تغييره هذا، لقد أحبها مؤخراً بدافع الإنتصار على بيكهيون و ليس لأنه يحبها حباً خالصاً.

نزاعه مع بيكهيون أصبح نزاعاً على كرامته و هي الجائزة التي ربحها لكنه مع خسارته الأخيرة لبيكهيون فضح حقيقة شعوره، هذا ليس الحب الذي عهدته منها، هذا تايهيونغ آخر، ليس تايهيونغ الذي تحب.

إنقلابه عليها الذي كان في يوم و ليلة لم يكن خذلاناً لها فحسب بل أدركت أنها لربما كانت مخدوعة بمشاعره، الذي كنّه له حب لنشوة الإنتصار و ليس لها هي و مع خسارته أمام بيكهيون افتضح مشاعره.




..............





" السجين بيون بيكهيون، لديك زيارة"

نهض بيكهيون عن سريره ثم خرج يتبع الحارس، إنها أمه بالتأكيد، تزوره مؤخراً و طالما أنها لا تبكي فسيستقبلها دوماً.

وجهه الحارس إلى غرفة ما و ليست قاعة الزيارة المعتادة، دخل ليجد والدته التي نهضت سريعاً لتحتضنه و هي تبتسم بتكلف كي لا تحزنه.

" صغيري الحبيب، اشتقتُ لك"

قبّل بيكهيون وجنتها و رحب بعناقها قائلاً.

" و أنا أيضاً حبيبتي"

إبتعدت عنه ثم إنزوت قليلاً عمّا يحجب نظره ليرى يونا جالسة و تحمل على ذراعيها لفافة بيضاء.

" مرحباً بيكهيون"

أجابها بينما يجلس قبالتهما.

" أهلاً، ما هذا؟!"

تبسمت يونا ثم أقامت عودها و اقتربت إليه، نظر إلى اللفافة بيديها ليرى وجهاً صغير تدب فيه الحياة.

تبسم بلاوعي حالما رآها و يونا مدت الطفلة له لكنه ارتجع قائلاً.

" لا أريد أن أحملها، أخاف أن أسقطها أو أضغط عليها فيحصل لها مكروه"

قهقهت يونا كما أمه بخفة ثم قالت.

" لا تخشى شيء، لن يحدث لها مكروه"

قدمتها إليه بلطف بما أن ذراعيه يرتجفان ثم أودعته الصغيرة في كنفه، رفعها قليلاً و بحذر شديد رفعها قُرب وجهه لينظر إلى وجهها الحَسن كما يحب، تبسم و علق.

" إنها جميلة"

مسحت والدته دموعها بينما تنظر إليه مغموراً بحِس الأبوة الجديد عليه، أما هو فبالكاد لمس وجنة إبنته بشفتيه بداعي تقبيلها فهمست هانمي.

" لا تخشى ذلك يا بيكهيون، قبّلها كما تشاء، لن يصيبها مكروه"

نفى برأسه و ابقى نظره عالقاً عليها ثم قال باسماً.

" لا، أخاف أن أؤذيها"

لكنه في النهاية استسلم لرغبته الشديدة لمداعبتها فداعب وجنتها بأنفه ثم قبلها بلطف شديد.

" إنها تشبهني"

همهمت السيدة بينما تنظر نحوه بإبتسامة، لم تراه سعيداً طوال حياته كما هذه اللحظة، لقد تحول إلى طفل يحمل طفلة.

" لم نسميها بعد، إختر لها أسماً"

همس بينما ينظر لها.

" إنها الأمل الوحيد الذي سأعيش لأجله لذا أسمها سيكون جيني"

أومأت والدته موافقة و صمتت تراقبه يداعب طفلته بلطف و حنان، مسحت وجهها بكفيها و شقّت الإبتسامة وجهها من جديد.

" ماذا عن أمها؟!"

أجابته والدته بعدما أضمحلت إبتسامتها.

" بخير، تعيش في منزلها لكنني أهتم بها جيداً من أجل جيني"

أومئ إلى والدته قائلاً.

" أحسنتِ عملاً يا أمي، سأوليكِ رعاية ابنتي و أمها حتى أخرج من هنا"

أومأت السيدة موافقة ثم قالت.

" أنت لا تقلق حيال شيء، كل شيء يسير على ما يُرام في الخارج"

إرتدت إبتسامته عباءة السخرية و قال.

" أمي، أنا أعلم بكل شيء يحدث بالخارج، لي عيون كثيرة في الخارج و أيادي طويلة، أين نانسي عنكِ؟!"

نظرت الإمرأتين في بعضهما برهبة ثم نظرن إليه، طلب من يونا أن تأخذ الطفلة خشية عليها من إنفعال محتم الآن.

" أتذكرين ماذا قلتِ لي يوم حبستها؟! إنني فقط أريد أن أتحكم بها و أسيّرها على هواي، حتى أنكِ هددتني بأنكِ ستتركيني لأجلها، أين هي الآن؟!"

أخفضت السيدة رأسها و ما أجابته لكنه قال و ضرب الطاولة بقبضته غاضباً.

" وجدتها حاملاً بابن كيونغسو الذي رماها بظهره حالما أخذ منها حاجته و ما سأل بها و لا بالجنين الذي تحمله، أرأيتِ يا أمي؟!"

أدمعت الأم عيناها بوجل و قالت.

" أين هي الآن يا بيكهيون؟!"

أجاب بنبرة غاضبة.

" لقد حبستها و ممنوع أن ترى أحد أو أحد يراها"

بكت السيدة بينما تنظر له قائلة.

" لكنني اشتقتُ لابنتي يا بيكهيون، دعني أراها يا عزيزي"

أغمض عينيه مستاءً ثم أومئ إليها.

" حسناً، مرة واحدة فقط يا أمي و معكِ ساعة فقط"

أومأت موافقة فقال.

" هيا امسحي دموعكِ، تعلمين لو أنكِ لستِ أماً لما سمحتُ بذلك"

أومأت مجدداً و ابتسمت.

" شكراً لك يا بُني"

نهض بيكهيون على قدميه لتقف والدته، ضمها إلى صدره ثم قبل رأسها، بعدها إلتفت إلى ابنته، قبل وجنتها و همس.

" وداعاً حبيبة بابا"




................................






مرت أيام كثيرة، كانت على الجميع بطيئة أما على جويل فمريرة، تايهيونغ لا يكف عن معاقرة الخمر بشكل مُسرف و كلما فعل إزداد سوءاً مع جويل و عندما يستيقظ لا يكون بحال أفضل معها.

" تايهيونغ، اتركني! أنت لست بوعيكِ!"

قالتها جويل مذعورة و هي تحاول الفِرار من قبضة تايهيونغ على ذراعيها، قرب وجهه يبتغي قبلة لكنها نفرته عندما أشاحت بوجهها عنه و هي تبكي فصاح بها غاضباً.

" كفي عن رفضي، لماذا ترفضيني و أنتِ ملكي أنا؟!"

صرخت بعد محاولات مريرة من إفلات نفسها.

" أنا لستُ ملكك و لا ملك لأحد، لا تجعلني أكرهك، دعني الآن!"

رفض أن يتركها بل تمسك بها أكثر و قال مستاءً.

" بل أنتِ ملكي و أريدكِ الآن يا جويل"

صاحت باكية به.

" ما كنتَ تتقبلني، ما الذي حدث فجأة معك؟!"

قبض على مؤخرة عنقها و جذبها إليه قائلاً.

" أتقبلكِ الآن و أريدك"

دفعته من صدره و صاحت.

" أنت لا تريدني بدافع الحب بل لتثبت لنفسك أنك إنتصرت عليه و أنني ملكك رغم كل ما حدث، أنت خذلتني و بشدة و ما عدت أريد البقاء معك"

تجاوزته تصعد السُلم بسرعة لكنه تبعها سريعاً و أمسك بشعرها فصرخت لا للألم الذي دب في جذور شعرها فجأة بل لكبر الصدمة التي عاشتها الآن.

" يبدو أنني بحاجة لأعتدي عليكِ و أعنفكِ حتى تقبلي بي، أليس كذلك؟!"




.........................


تايهيونغ الحيوان إز هير، ايم سوري بيب😂

سلاااااااااام

تأخرت عليكم و الله أني عارفة ما بدي اتعذر كثير لكن بتمنى تدعولي لأني يوم الأحد عندي إمتحان مصيري😔

على كل حال، بلشت ألمح النهاية من هنا، شغلة ثلاثين شابتر و نخلص🌚

لا، أمزح أمزح😂😂

شكراً لل180K♥️☹
ما بتعرفوا كم دعمكم بمنحني الثقة و بخليني أقدملكم أحسن ما أملك و شكراً على الألف تعليق على الفصل السابق😭♥️

وووو خلص... اتمنى الفصل عجبكم♥️

البارت القادم بعد 200 فوت و 200 تعليق.

١. رأيكم بِ:
١. جويل؟!

١.إنفعالها على دي او و خوفها على نانسي؟!

٢.مخاوفها بخصوص طفلتها و رغبتها بألا تحصل على المزيد من الأطفال؟

٣.ردة فعلها على تصرفات تايهيونغ المفاجئة؟!

٤. ماذا تظنون أنها ستفعل بخصوص تايهيونغ بما أن القِناع سقط عن مشاعره؟!

٢.تايهيونغ؟!

١. خسارته لبيكهيون و تخليه عن حقوقه؟!

٢.معاملته التي إنقلبت بشكل مفاجئ مع جويل رغم أنه كان متفهماً و محباً؟!

٣.ماذا تظنون حقيقة مشاعر تايهيونغ ناحية جويل( رغم أنني وضحتها لكنني اود أن اسمع منكم)؟

٣. بيكهيون؟!

١.رد فعله على معرفته الأكيييييدة أن طفلة جويل ليست ابنته؟!

٢.ردة فعله على معرفته الأكيييييييدة أم طفلة جوي ابنته؟!

٣. لقائه مع ابنته و حنانه المُسرف معها؟ الأسم الذي اختاره لها (جيني معناه أمل أو أمنية)؟!

٤.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

ملاحظة:

١. ارجو أنكم أدركتم أن هناك قفزة زمنية بين المشاهد، بين معرفة بيكهيون بأن جيني ابنته و لقائه بها شهر و نصف.

٢. أرجو أن تكفوا عن أسألتكم بشأن من هو والد ابنة جويل الحقيقي، أنها بالفعل ابنة تايهيونغ و على عكس ما تظنون هذا لصالح بيكهيون ليس ضده، ستفهمون لاحقاً ما أعنيه.

٣. لم انسى أن إبنة جويل ما زالت بلا اسم، سأعلن عنه الفصل القادم.

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️



© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH67||إلى البداية
Коментарі