تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH79||إبنة قلبه
" إبنة قلبه"








"دع الحياة تسير كما خطط الرب و ثِق بخطته، فأنه أدرى بما عليك أن تعيشه، أدرى بمعانتك، أدرى بقلبك، حتى من نفسك."








خرج بيكهيون يجفف شعره بمنشفة صغيرة بعد حِمام مسائي و أخذ يبحث بنظره عن جويل في أرجاء الجناح.

كانت جويل قد إردتدت فُستان أبيض بحمّالات رفيعة، يصل إلى ركبتيها، و تنتشر عليه بعض الرسومات الناعمة.

طالعها بيكهيون يتفحص طلّتها الصيفية من رأسها إلى أخمصها، جويل لم تلقي لتطلعاته إنتباهاً فهي مشغولة بتوظيب قُبعتها الصيفية على رأسها و ترتيب شعرها بما يتناسب معها.

تبسم و اقترب منها، تبدو لطيفة و هي مندمجة مع مظهرها على المرآة بينما توضب أدق التفاصيل فيها، خطف من يدها القُبعة على حين غفلة، فإلتفتت إليه تبتسم.

رتَّب شعرها لها كما يُحب أن يكون، ثم وضع لها القُبعة يقول.

" تعلمين لو أنكِ بكوريا لما سمحتُ لكِ بالخروج هكذا"

عقدت حاجبيها تتسآل و قد شاكست شفتيها إبتسامة مشاغبة.

" و لماذا تسمح لي الآن؟ ألا تغار علي من العيون الأجنبيّة؟!"

تبسم بثقة تَنُم عن حِس زعامته المعتاد و هيمنته المُفرطة إينما كان.

" و من يجرؤ أن ينظر إليكِ و أنتِ معي؟! الناس تهاب هالتي حتى لو ما عرفوا اسمي"

برمت شفتيها و أومأت تنظر إليه بإعجاب.

" اووه! هذا المتوقع من الرئيس بيون بيكهيون!"

تبسم بيكهيون مغترّاً بمديحها، ثم اتبع يُبدد غَمام الحُب الوردية التي تعلو رأسها.

" لكن ليس هذا هو السبب الذي يجعلني أوافق أن تخرجي هكذا"

عقدت حاجبيها تستفهم.

" ما هو إذن؟!"

تقدم بيكهيون منها و تحدث يغيظها.

" أنتِ بإيطاليا عزيزتي، هنا الفتيات يتجوازنكِ جمالاً"

تركها حيث تصنمت، و اقترب ناحية الشُرفة ينظر من خلالها بينما يعقد ذراعيه إلى صدره.

"فرصة لأنظر إلى أنواع مختلفة من النساء"

شهقت بلا تصديق و إستعر الغضب برأسها، يقول أنها ليست جميلة كالإيطاليات، و أنها فرصته لينظر إلى النساء هنا!

" يا مُنحرف، يا لعوب، يا...!"

صمتت عندما نظر لها يرفع حاجباً يتحداها أن تُتبع، تنهدت بغيظ شديد ثم رمت بقُبعتها أرضاً، و دخلت إلى دورة المياه ساخطة عليه.

ضحك بيكهيون بخفوت بعدما غادرته ثم عاد لينظر ناحية الشُرفة، لكن صياحها من الداخل إستوقفه، لأول مرة تكون جويل غاضبة لهذا الحد.

" أيها اللعوب! أنا دو جويل، إن نظرت إلى رجل فهو لن ينجو من الوقوع في حبي إطلاقاً، أنا جميلة، و رائعة، و أملك أنوثة تجعل أقوى رجل يركع أمامي لو أردت، و أنت هنا لا تُقدر ذلك أيها اللئيم!"

و اللعنة! لماذا كلامها حقيقي جداً!

بيكهيون تبسم مستهزئاً بِمَ قالت، و تحدث بهدوء و البرودة تسوده تطفئ نار غضبها المتأججة.

" أخرجي و قولي هذا في وجهي، فلتكوني جريئة بوجهي كما تكوني خلف الباب حُبي"

حُبي!

قفزت في مكانها بحماسة، إنه لأول مرة ينعتها بهذا اللقب الحبيب، لكنها تذكرت للتوّ أنها يجب عليها أن تكون غاضبة منه و ألا تسامحه بسهولة.

لكن بيكهيون لم ينتهي عند ذلك الحد فاتبع يفرض نفسه و بقوة في ساحات معاركها أجمع.

" و إن وقع رجل في حبكِ سأتخلص منه، و إن فتن جمالكِ سواي سأعلق رأسكِ اللطيف و جسدكِ الجميل منفصلين بدل مجسماتكِ عزيزتي"

إقترب ناحية باب دورة المياه و اتكأ عليه، ثم تحدث بصوت مرتفع كي تسمعه جيداً.

" و أمرٌ أخير، أنتِ لستِ دو جويل، أنتِ بيون جويل، إمرأتي المحظوظة!"

إبتسمت بخفة، رغم أن الطريقة التي يتحدث بها ليست لطيفة على الإطلاق، لكنها تتأثر بها سريعاً و تنشر في معدتها صيصان وردية لطيفة من عند أخيها راعي الصيصان، لكنها سرعان ما مسحت إبتسامتها و همست بخفوت.

" واثق!"

بيكهيون تحرك إلى الشُرفة ينظر من خلالها إلى جسر ريالتو الشهر، الفندق هنا يطل عليه لذا إختاره، إنه إحدى أهم معالم المدينة.

جسر ريالتو هو جسر حجري للمُشاة يسفله الماء، الإنتقال في هذه المياه يكون عبر قوارب خشبية قديمة الطراز لا تسع أكثر ما ثلاثة أشخاص عدا المُجدِّف.

هذه القوارب ضمن الأمور التي تريد جويل تجربة الركوب فيها معه، ذلك سيكون لطيفاً و رومانسياً للغاية، هو متحمس لهذه الرحلة أكثر منها حتى، فهو و أخيراً قد حقق أكبر أحلامه و تزوج من إمرأة يحبها و تحبه.

خرجت جويل و قد تجهزت من جديد، هي بالتأكيد لن تفوت رحلة ثمينة كهذه لأجل شِجار سخيف نشب بينهما، لكنها قررت أنها لن تسامحه بسهولة.

وضعت حقيبتها على كتفها و قبعتها على رأسها، ثم رمقت بيكهيون ببرود فارتفع حاجب بيكهيون يستهجن جراءتها مؤخراً، لكنها تجاوزته تسير أمامه.

تبعها إلى خارج الجناح، و بيكهيون إستغل الفرصة أن الرِواق بين الغرف فارغ، هناك إحتضنها من خلاف بقوة فشهقت، ثم إقترب ليهمس لها بأذنها بنبرة لعوب خافتة.

" تدللي، يحق لكِ أن تتدللي علي!"

تبسمت جويل، و حركت رأسها إلى وجهته تقول.

" إنني لا أحبك و حسب، إنما أحب كبريائك و إستحواذك هذا، رومنسيتك الغريبة هذه"

ضحك بخفة، ضحكته ثمينة لدرجة أنها نست قرارها بشأن عدم مسامحته بسهولة، نقر على ذقنها قُبلة خفيفة جعلتها تقفز بخفة فراشة لإحتضانه، ضحك بيكهيون سعيداً و إحتضنها بلطف إلى جسده، تنهد يهمس.

" أحب لطافتكِ"

فكّت هي العِناق، ثم أمسكت بيده و بيدها الأخرى تعدل قُبعتها.

" هيا يا زوجي الحبيب، أريد أن أركب القارب ذاك"

أومئ لها باسماً و سار بمحاذاتها إلى الخارج، سارا معاً من فوق الجسر بينما ينظران لأضواء المدينة، التي تميل للحضارات القديمة أكثر من الحداثة.

صعد أولاً القارب ثم حملها من خصرها لترسو بأمان عنده، ساعدها لتجلس ثم جلس بجانبها، تحرك القارب بهما، و هي تأبطت يده و أراحت رأسها على كتفه.

مشهد المدينة خلّاب مع الأضواء الليلة هذه، الناس من مختلف الأجناس حولهما يمرحون كما هما يفعلان.

تنهد بيكهيون ينظر بهدوء إلى ما حوله ثم نظر إليها، رفع يده ليتحسس وجنتها بإبهامه، حينها أخذ إنتباهها.

قال بينما ينظر في عينيها.

" إن الأجواء هادئة للغاية، تجعلني أشعر بمشاعر لم أعشها من قبل"

تبسمت جويل بخفة تعود برأسها إلى كتفه قائلة.

" هذا الشعور يسمى السكينة، أنت قضيت حياتك في صراع دائم مع نفسك و غيرك، ترعرعت في بيئة مُضطربة، و كبرت لتصبح رجلاً يتكلم بالأفعال."

تبسم بيكهيون و همس مُعجباً.

" تعرفين عني أكثر مما توقعت!"

حركت كتفيها تنفي و اتبعت.

" ليس كافٍ، أعلم عنك ما يعلمه الجميع، أنا زوجتك، يُفترض أن تكون معرفتي بك فريدة، لكن للأسف لا أفعل"

أشاح بيكهيون عنها ببصره، لا يود أن يفتتح حديثاً عن ماضيه و حياته التي لا تعرف عنها شيئاً، ليس خوفاً من أن يكشف كامل أوراقه أمامه، بل لأن هذا الوقت السعيد لا ينفع كمترع لأتراح نشأته.

حاول أن يُبدد هذه السيرة عندما إستطرد بهدوء.

" أنتِ أخبريني عنكِ أولاً، كيف كانت طفولتك؟"

ضحكت بخفة تقول بينما تنظر إليه.

" لن يسُرّكَ معرفة الكثير عن طفولتي، لقد قضيتها مع شخصين أحدهما دي او"

أشاح ييكهيون بعينيه منزعجاً فأشارت إليه تضحك.

" أرأيت؟ لقد أخبرتك!"

أبعد إصبع إتهامها عنه كذا سبابتها التي تشير بها عليه بطريقة أزعجته، و قال بنبرة باردة.

" لا يهمني الماضي، حاضركِ لي و مستقبلكِ معي"

كوّرت شفاهها على شاكلة دائرة ضيقة، و بحماسة هتفت.

" اووه! انظروا إلى الغيور!"

زفر أنفاسه يكظم سخطه، قهقهت جويل بخفة و نقرت أرنبة أنفه بسبابتها تقول.

" ألن تخبرني أنت عن طفولتك؟"

أومئ إليها، ما عاد هناك مهرب من طرح الماضي، لكنه لن يسمح لها بأن ترى ما يعتمل به للآن بسبب ماضيه، لذا أعاد رأسها إلى كتفه و قال.

" كنتُ أبلغ من العمر الخامسة عندما أخذني أبي من أمي، و انتقلتُ للعيش تحت رعايته، هو لم يكن يرعاني حرفياً كما تعلمين"

أومأت جويل و سكنت على كتفه تستمع إليه بإصغاء، صوته بدا هادئاً جداً بينما يتحدث، لكنها تدري جيداً كم أن ذاك الهدوء يحوي ألماً.

" كنتُ في الروضة ذاك الحين، عندما أعود من الروضة كانت تنتظرني مهمة علي تنفيذها، و إلا ما حصلت على الطعام طيلة اليوم، و ممنوع علي أن أنام ليلاً أو ألعب حتى، هذا الإطار الذي في دُرّبت لإنتهج الحقد وسيلة مع الحياة"

" في البداية قاومت كل ما فرضه أبي علي، لكنني في النهاية ما إستطعت و انصعت لأوامره، لقد غلبني الجوع ،و التعب ،و الوحدة."

كادت أن ترفع رأسها لتنظر إليه لكنه منعها عندما ثبّت رأسها عن الحركة و اتبع، أرادت مواساته، هي لن تنظر له بعين الشفقة كما يظن، هو أقوى بكثير من أن تشفق على ماضيه حتى.

" كان يُلقنني جملة علي كتابتها مائة مرة باليوم الواحد و إرفاقها بأي طلب أحتاجه " إنني حاقد فقط" يبدو مبتذل لكنها الحقيقة"

أمسكت بيده التي في حِجره و ضغطت عليها بخفة تقول أنها معه في أي ظرف، و هو اتبع.

" ما كنت أُعاني بسبب هذه الجملة بقدر المهام التي يوكلها علي، في البداية أمرني بقتل هامستر لأحصل على الطعام، ثم قِط كي يسمح لي أن أذهب للمدرسة ثم كلب لأتم بعض إمتحاناتي، ثم أجبرني أن أضرب إحدى رجاله بالنار كي يدعني أقدم على الجامعة، ثم كانت مهمتي أن أقتل أي رجل يخرج عن صفه بعدما إعتدت على الدماء."

تبسم بيكهيون شارداً بمخاض آلالام الساكنة في قاع روحه و همس.

" عندما قتلتُ أول رجل أصابتني حالة من الهيستيريا، فقدتُ قدراتي الحيوية لبضعة أيام و ضل الرجل الذي قتلته في مخيلتي طوال الوقت، لكن حينما إستلمتُ السلاح من جديد، قتلت بسهولة فلقد هانت علي الروح"

تنهد بيكهيون و ما كان غافلاً عن دموعها التي بللت قميصه، ثم اتبع.

" درّبني على فنون القتال و الدفاع عن النفس بمختلف أنواعها خِلال العشرين عاماً التي عشتها في قصره، قِتال الشوارع، التيكوندوا، الهيبكايدوا، و أنواع أخرى كثيرة أتقنها بإحتراف"

نظر ناحية جويل فوجدها تمسح دموعها بأناملها، غمس أصابعه في شعرها و اتبع.

" علمني الرماية، و علمني أن أترك توقيعي على ضحيتي، إن رأيتِ رجلاً مقتولاً عبر رصاصة في منتصف جبهته فأنا الذي قتله."

تنهد أخيراً و أرخى يده على كتفها يقول.

" في البداية كنت أنفذ أوامره لأجل حاجتي، ثم أصبحت أنفذها ليترك أمي و نانسي على قيد الحياة، و هكذا عِشت"

نظر بيكهيون إليها حينما أنهى حديثه فوجدها عادت لتبكي بصمت، تبسم بخفة يمسح دموعها بإبهامه، ثم طبع قُبلة على رأسها.

" نحن أتينا هنا كي تكوني سعيدة، لا لتبكي و تحزني!"

رفعت جويل رأسها عن كتفه توضب دموعها، ثم إرتفعت تعانقه، غمست أصابعها في شعره تدلك رأسه بلطف، جعلته يسترخي على كتفها و يتنهد مرتاحاً.

" عليكِ أن تفعلي ذلك لي كثيراً في المستقبل"

تبسمت بخفة تومئ.

" سأفعل أي شيء يجعلك مرتاحاً و سعيداً"

إنتهت جولتهما بالقارب، ترجل أولاً ثم حملها من خصرها كما سلف لتهبط أرضاً عنده بأمان.

تبادلا بسّمات حُب، ثم أمسك بيدها و سارا معاً في الشارع بهدوء، كان للبندقية إحتفالاتها الخاصة، في زاوية هناك بعض من الرجال و الفتيات يتقنون رقصة و يحيطهونهم المتفرجين.

جويل سحبت يده ناحية الفرقة الغنائية على الرصيف المقابل، ثم وقفت تستمع معه إلى صوت الفتى الأشقر الذي ينشد أغنية أجنبية.

سُرعان ما خطف بيكهيون الأضواء، و إلتف حول العروسين عدداً لا بأس به من الفتيات.

" اووه! أنت تشبه نجوم البوب الكوري"

" ألست عضواً في إكسو؟!"

ضحكت جويل حينما نظر بيكهيون لها منزعجاً، ما زالت سيرة تلك الفرقة تثير غيظه، ردّ على الفتيات بالإنجليزية و قد أبدى إنزعاجه الشديد.

" إنصرفنّ عن وجهي! هذا ما ينقصني، أن أكون نجم بوب تلاحقه المعجبات المهووسات!"

إنسحبن الفتيات بحرج من حوله، و لكن لا ضير من إلتقاط بعض الصور سرقة له للذكرى، ستحصل على الكثير من التفاعل على الإنترنت.

جويل وكزته و ربما هو سينهرها و يغضب فعلاً، و لكن لا ضير من المحاولة.

" بيكهيون، أنا أعلم أن صوتك جميل، فلتغني أنت محله، متأكدة أنك ستتفوق عليه"

إلتفت إليها سريعاً مقلوب السِنحة، إزدرئت جوفها بتوتر و استرسلت.

" أمي هانمي أخبرتني أن صوتك جميل، أريد أن أسمعك تغني، مرة واحدة أرجوك، أعدك أنني سأفعل ما تشاء بعدها"

تنهد بيكهيون يفكر بكلامها، ثم سُرعان ما بانت إبتسامة شقيّة على شفتيه، إن غنى الآن يستطيع أن يجعلها تفعل له أي شيء في المقابل.

إذن سيغني...

" حسناً سأغني، لكن عليكِ أن تفعلي أي شيء أريده لاحقاً"

وافقت جويل تصفق بسعادة شديدة، ثم أمسكت بيده، و إستأذنت المغني على المنصة أن يأخذ زوجها محله.

جويل وقفت أمامه أسفل المنصة تطلع إلى أداءه بحماسة لامتناهية، هو أخذ ينظر إلى ما حوله و بدى قليلاً متوتراً.

فرغم حُسن صوته لكنه لم يسبق لها أن غنى علناً، بالتأكيد أمه سمعته يغني لجيني و إلا كيف علمت عن هذا الأمر!

شجّعته جويل بتصفيقة حارة جعلت الجميع يصفق معها، حينها بيكهيون تنهد يغمض عينيه ثم فتحها ينشد و قد بدأت الآلات تعزف مع صوته.

"In a daze I'm thinking
Where are we going
At the next signal at the end of the street
Just about to take off
I dare to imagine
Tonight please do
Open your heart to me
I'll be your resting place
This city night looks like you Brilliant but a little lonely
Your knotted heart
I've followed it down these strange streets
Tell me how you want it
Tell me how you need it
There's time enough We dive into that sky
Melt into the night "

تبسمت جويل بخجل إذ أنه يغني و ينظر لها، في صوته راحة غريبة على الأذن، صوته ينشر مشاعر لذيذة في أوّج صدرها، كما لو أنها تسمع الموسيقى لأول مرة، لصوته ترانيم موسيقية مذهلة جعلتها تقع له أعمق و أعمق.

"Baby we can stay up
Throw yourself to me
Baby we can stay up
Into the deepest depths fall in love
Close in on the distance
Lips almost touch
You're perfect
I'll fill up your empty heart
To the brim with me "

إرتفع التصفيق حينما إرتفعت نوتاته الموسيقية و هي إقتربت إلى المنصة تستند بذراعيها عليها، حينها بيكهيون جلس أرضاً و أمسك بيدها، و نظر في عينيها بجراءة بينما يُنشد.

"No sleep tonight we makin' love until the sun shines down on us No sleep tonight we
makin' love until the sun"

إنكست جويل رأسها بخجل إثر كلماته، حينها بيكهيون حملها من خصرها و أجلسها إلى المنصة بجانبه.

أحاط خصرها و أسند ذقنه إلى وجنتها و تابع.

"Baby lay back, close your eyes Let me get drunk on the sweetness that is you
Search you softly
We can go on and on tonight
Girl I know you want it
And I know you need it
We're destined
Meant to be Bonnie & Clyde There's no tomorrow tonight"

وضعت يديها إلى وجهها تغطيه بحرج، فكاميرات التصوير إخترقت وجهها، و بيكهيون هنا لا يبالي بكثرة الناس من حولهم، كما هو دائماً، يتصرف و كأن العالم لا يسع إلاه و امرأته.

"Baby we can stay up
Throw yourself to me
Baby we can stay up
Into the deepst depths
Fall in love fall in love
On the delicate limits Crossing lines I've never crossed We become perfectly one Even when the morning comes we'll go on and on On and on and on On and on On and on On and on..."

صمتت الموسيقة قبله، و انتهت الأغنية على ترانيم صوته، صوتاً مأخوذ من الجنة، كرّنة الصباح و هدوء الليل، كالشعور بالسكينة و إحتداث الشعب، صوته يجمع الحِسَّين، الحِس الرومنسي الهادئ، و الحِس العابث المشاغب، و كلاهما يناسبانه.

إنتهى الأداء و بيكهيون أراد أن يختتمه بقبلة على وجنة زوجته، لكنها هربت منه و نزلت من على المنصّة، ترجل بيكهيون عن المنصة ضاحكاً، و تجاهل التصفيق الحار الذي ناله إزاء أدائه المُبهِر، ثم تقدم من زوجته التي كانت في عينيه جمهوره الوحيد.

لولا أن رجل إعترض طريقه إليها، و دخل بينهما لكان الآن يحتضن كفيها، و يعلن أنه يقصدها في أغنيته هذه رغم أن ذلك كان واضحاً.

قدم له الرجل بطاقته مذهولاً، مشغولاً بتعديل نظاراته و الإبتسام بشدة لبيكهيون، ثم تحدث الرجل بحماسة مبالغ بها.

" هذه بطاقتي، رغم أنك كبرت قليلاً لكن وجهك و صوتك كفيلين بدحض كل العوارض، حدّثني متى ما رأيت نفسك جاهزاً!"

تناول بيكهيون البطاقة من يده عاقداً حاجبيه، فوجده موظفاً يتبع لشركة ترفيه كورية، إرتفع حاجب بيكهيون عن ناصيته، و جويل أخذت تضحك بخفوت على ما يحدث هنا.

" تريدني أن أصبح فنان بوب أغني و أرقص للنساء؟!"

إزدرئ الرجل جوفه ثم أومئ، إنها فرصة العمر لأياً كان، لكن بيكهيون أمامه ليس أياً كان وانتهى.

"ن.. نعم!"

ضربه بيكهيون ببطاقته على رأسه فنشزا كتفا الرجل منذهلاً، و حينما إلتف يود الهرب ركله بيكهيون على مؤخرته، جعل جويل تغضب منه عندما ضربت ذراعه تقول، رغم أن الجميع من حولهم يضحك و الرجل قد هرب بالفعل.

" بيكهيون لا تتنمر على الرجل المسكين!"

أشار لها بسبابته و حلق حاجبه من جديد يهدد.

" لا تقلقي، دوركِ من بعده!"

إزدرئت جوفها تشاكس بأظافرها رأسها، رفعت كتفيها، و برمت شفتيها تقول بشيء من الخوف.

" أنا لم أفعل شيء!"

أومئ متهكماً يستنكر.

" نعم، أنا الذي طول لساني بطول ذراعي، ليس أنتِ!"

سار أمامها فانتحبت تتباكى لكنها تبعته على أية حال، ما بال مزاجه أنقلب فجأة؟!

" بيكهيون!"

هتفت باسمه بعاطفة، فوجدته يمسك بيدها، و يتابع سيرها بينما يسحبها معه.

" فلنتجول قليلاً قبل أن نعود إلى الفندق"

هرولت حتى صارت بمحاذاته، ثم نظرت إلى ملامح وجهه الجانبية تبتسم.

" أنا جائعة"

همهم يقول.

" و ماذا تريد أن تأكل الملاك جويل؟!"

ضحكت بخفة لحلاوة اللقب و اتبعت.

" إنها أيطاليا، البيتزا و الباستا بالطبع!"



.................






منذ أن أخبرتها والدتها بما خطط له أخيها لأجلها و هي تشعر بالحرقة تسير في دمها، هي إخطأت خطأً فادح و تعترف بذلك، لكن لِمَ عليهم أن يقرروا كيف تعيش؟

هي عاقلة و بالغة، و كما تحملت نِتاج خيارها أولاً ستتحمله تالياً، لكنه يصعب عليها أن تتقبل فرض أخيها على حياتها حتى لو أبانت إنصياعها، في النهاية؛ هي التي ستعيش هذه الحياة ليس أخوها.

دخلت جناحها بعدما عاونت أمها قليلاً على الصِغار، ثم تحركت ناحية سريرها لتتمدد عليه، تنهدت بينما تنظر إلى السقف، ثم إنحدرت يدها إلى بطنها تتحسسه بشرود.

" انظر يا صغيري ماذا حلّ بأمك؟ أخي يزوجني دون رأيي من بعد أن أفلتني والدك، أنا لن أسامحه إطلاقاً عمّا فعله بي"

قضمت شفاهها تحاول أن تكبت الغصة في جوفها، لكنها ما إستطاعت، إنما إنحدرت الدموع على وجنتيها بهدوء.

" انظر إلى ما فعله بي، لقد خدعني فقط ليكيل بأخي، و أنا كنتُ الغبية التي كذبت الجميع و صدقته"

مسحت دموعها غافلة عينيها عن أمها التي تراقبها بصمت.

" لكن اخبرني، لِمَ ما زِلتُ أحبه؟! لماذا لا أستطيع خلعه من قلبي و رميه كما فعل بي؟! لماذا أفكر به، و أحلم به، و كل عواطفي تتمحور عليه، رغم كل ما فعله بي، لِمَ لا يسعني أن أكرهه؟! أخبرني!"

مسحت السيدة دموعها ثم إبتعدت عن الباب، تلك العائلة دو سببت لهم الكثير من المواجع، هم السبب بكل تعاستها و تعاسة أطفالها منذ صِغرهم.

نعم، بيكهيون أخطأ خطأً فادح بإنتقامه الذي كان بلا جدوى، لكن ما كان على دو كيونغسو أن يسترد فعلة إبنها بإبنتها، يكفي أنها ضحية أبيه.

صعدت إلى جناحها و قررت أن تأخذ بيرل معها، أما جيني فمنحتها لنانسي حتى تعود، و رغم أن إبنتها غاضبة من فعلة بيكهيون لكن لا للصغيرة شأن بأفعاله.

حملت بيرل معها إلى الخارج، و وَلّت رجال بيكهيون نقلها إلى حيث تريد، إلى قصر دو.

توقفت بحرسها قُرب باب قصرهم، حتى أتى إذن لها من الداخل يسمح لها بالدخول، حملت بيرل الصغيرة على ذراعها و دخلت.

هناك كان بإستقبالها السيدة دو و حسب، صافحتها بوِد ثم أخذت عنها بيرل تُقبلها، دعتها السيدة إلى الجلوس ففعلت.

" السيدة بيون هانمي في قصرنا! أهلاً بكِ!"

تبسمت السيدة بيون تُجاملها ثم قالت.

" قلتُ أنكِ بالتأكيد إشتقتِ لبيرل فأتيتُ بها إليكِ، كما أننا بحاجة لنتحدث قليلاً، فلقد أصبحت إبنتكِ إبنتي و ابني إبنكِ!"

أومأت السيدة دو و بان عليها التوتر، وضعت بيرل في حِجرها ثم تحدثت.

" ربما بشأن ابني دي او و ابنتكِ نانسي، و ليس بشأن بيكهيون و جويل؟"

أومأت بيون تتنهد ثم قالت.

" بيكهيون قرر أن يزوّج أخته لشاب صالح يعرفه دون أن ترضى بذلك ابنتي، هو لم يأخذ رأيها بالأمر حتى، هو فقط فرض الأمر عليها و حسب، يقول أن أختياراتها فاشلة فعليه هو أن يختار"

أومأت دو بحرج فابنها المقصود بأختيار فاشل و لا تلومهم على ذلك، إبنها بالفعل الخيار الخاطئ، اتبعت السيدة بيون.

" لذا أتيتُ لأتكلم معكِ إن لم يكن إبنكِ موجود، و من فضلكِ أخبريه بما سأقول، ابنتي ما زالت تحبه، إن أراد أن يحصل عليها من جديد سأسيطر على بيكهيون و اجعلهم يعودوا، و إلا فهو ليس الرجل الذي يتحمل نتيجة أخطائه، و ابني أفضل منه بمرّات."

نهضت السيدة أخيراً تقول بينما تتحسس وجنة بيرل.

" إن أردتِ سأتركها لديكِ حتى المساء، فجيني الصغيرة إعتادت على بيرل كما الجميع، لذا لا أستطيع أن أتركها تبيت خارج القصر"

أومأت السيدة دو تقول.

" اتركيها تبقى معي فلقد إشتقتُ لها، و سأعيدها في المساء لكِ"

أومأت السيدة بيون، ثم ودعت دو و منحت بيرل قبلة على وجنتها، و بينما هي تعود بسيارتها مرّ كيونغسو و تعرف عليها، فقاد أسرع إلى القصر.

حينما وصل هرع إلى أمه ليعلم الشأن الذي أتت لأجله السيدة هانمي، و لكنه حينما سمع صوت طفل يضحك توقف للحظة خِلاف والدته ينظر إلى أمه التي تحتضن طفلة صغيرة.

ميّزها من ألوانها الفريدة، بيرل إبنة شقيقته الشقراء، بهدوء رسى إلى جانب أمه و جلس، ثم تحسس وجنة بيرل و قد وغزته طراوتها.

فكر بأمرٍ ما... ماذا لو عاش طفله في رحم نانسي، لكانت قد أنجبت له الآن طفل يملئ حياته كما تملئ الطفلة هذه حياة أمها.

تنهد يزيح الأفكار هذه عن رأسه، ثم إلتفت إلى أمه يتحدث إليها.

" هل أتت السيدة من أجل بيرل فحسب؟!"

نفت السيدة تقول.

" لا، بيرل حُجّة فحسب، أتت لتتحدث بشأنك و نانسي"

عقد حاجبيه يتسآل.

" و ماذا بشأنها؟!"

ولّته السيدة إهتمامها عندما إلتفتت إليه، ثم أمسكت بيده قائلة.

" بيكهيون يخطط لأن يُزوِّج نانسي برجلٍ من إختياره، و هو لم يأخذ برأيها، و لكن كما يبدو أن الفتاة ما زالت تحبك و تريدك أنت فحسب، لذا أتت هانمي لتنقل لك رسالة عبري، بأنك تستطيع إستعادتها و إصلاح الأمور و أنها ستتولى أمر بيكهيون"

بينما دي او يستمع كان ينظر أرضاً و يطَّلع على الأمر من أبعادٍ أُخرى، تنهد و قد فاض بروده حين قال.

" لا أريدها، و لا أنوي إصلاح الأمور معها، هي كانت وسيلتي لأحصل على إنتقامي، و انتقمت و انتهت القصة إلى هنا"

وقف لينهض على قدميه كي لا تسترسل أمه في محاولة لإقناعه، لكنه كان غافلاً عن تلك الأنامل الصغيرة التي تتمسك بإبهامه.

نظر إلى تلك الأنامل الصغيرة ثم إلى الوجه الباسم الذي تمتلكه الصغيرة، تبسم حينما ضحكت بلا أن يداعبها حتى.

إنحنى بجذعه و حملها على ذراعه ثم تحدث إلى أمه بينما ينظر إلى الطفلة باسماً.

" أمي، سآخذ الأميرة الصغيرة في جولة حيث طفولة والدتها"

أومأت السيدة إليه، و دي او تحرك ببيرل إلى الخارج حيث إرتسمت ملامح طفولة جويل.

إنحنى الحرس لدي او فأخذت تضحك بيرل تظنهم يلاعبونها، حينها ضحك دي او مستهجناً يقول.

" يا فتاة! ما كل هذه الشقاوة!"

توجه ناحية الأرجوحة و جلس بها عليها يقول.

" انظري صغيرتي"

ثم أشار ناحية شجرة تبلغ من العمر عقدين أو ثلاث ثم قال.

" كنّا مرة نلعب أنا و والديكِ الغميضة، و قُرب هذه الشجرة إعترف أبوكِ لأمكِ بحبه، هما كانا يحبان بعضهما منذ عمر صغير، و لكن الرجل الذي تعيشين لديه لآن و تنعتيه ببابا هو من قتل حبهما العريق ذاك"

حينما نظر إلى بيرل على قدمه وجدها قد نامت تريح رأسها على صدره، تبسم بخفة بعد تنهيدة يقول.

" دُبّة نوم كأمكِ"

إحتضنها بلطف إلى صدره، ثم دخل بها إلى القصر، صعد بها إلى جناح أمها الذي بقي على حاله بعد رحيلها.

وضعها على سريرها و دثرها بأغطيتها، ثم جلس على طرف السرير ينظر إلى الطفلة الملاك هذه، تنهد محزوناً، لا يعلم لِمَ النظر إليها يجلب له الحزن رغم بشاشتها.

ربما لأنه فقد طفله و ما منحه إهتماماً، لا بوجوده و لا بمماته، لكنه قطعاً لا يريد نانسي إمرأة له و لا أم لأطفاله، لا يريد أن تتعلق به إطلاقاً.

تمدد إلى جانب بيرل يداعب وجنتها، و تبسم حينما تبسمت في نومتها، و غارت وجنتيها بلطافة.






...................






في ساعات المساء في توقيت العاصمة سيؤل، كريس كان مشغولاً بأعمال رئيسه الموكل بها في غيابه، حتى أتاه إتصال من الرئيس جعله يتفرغ مما بيده.

إستفرد بمكانه ثم أجاب بيكهيون، توقع أنه إتصالاً مسائي ليطمئن حول الوقائع هنا، لكنه تفاجئ بصوت رئيسه الغاضب يقول.

" كريس إذهب حالاً و احضر ابنتي من قصر دو ثم تحدث إليّ عندما تعيدها، إن أخذها كيم تايهيونغ سأقتلكم أجمعين!"

خرج كريس فوراً لتأدية أمر رئيسه، وصل إلى القصر و على أعتابه أوقفوه حرس القصر يسألونه عن سبب حضوره.

" أتيت لآخذ الطفلة إبنة الرئيس بيون بيكهيون"

أومئ الحارس ثم نقل الخبر إلى الحرس في الداخل، حينها أوصل الحرس الخبر إلى دي او فخرج لمقابلة كريس.

تبسم بإستهزاء متبختراً بخطواته إلى كريس.

" ماذا يريد اللوح؟!"

تنهد كريس يكبت غضبه ثم قال.

" أظنهم أخبروك بالذي أتى بي إلى هنا، أحضر الصغيرة بيرل، أمر الرئيس بأن تعود إلى قصره حالاً"

إرتفع حاحب دي او بتحدٍ يقول.

" و إلا ماذا يكون؟!"

أجابه كريس مباشرة.

" لا يكون خير"

فهم الجميع ما قاله كريس على شاكلة تهديد، فسرعان ما إرتفعت الأسلحة بوجهه، كريس ما تفاعل و قال بهدوء.

" هذا قصر جد الآنسة الصغيرة و عائلة حرم الرئيس، و أنا أحترم الصِلات العائلية، لم آتي لإفتعال شغب أنتم الذين ستخرجوا منه منهزمين، أتيت لآخذ الآنسة الصغيرة و أرحل فحسب"

ضحك دي او يستهزأ و قال.

" الآنسة الصغيرة و حرم الرئيس، إنك رسمي للغاية و أنا أحب ذلك يا رجل!"

إختلفت نبرته كذا نظراته حينما بدد و هدد.

" لكن لا تتحداني، أنت وحدك و نحن كُثر، فكيف نكون المهزومين و أنت الرابح؟!"

ضحك كريس بخفوت ثم تحدث.

" أنا أقوى منكم جميعاً مجتمعين، لا تستهن بي، أنا رجل لا يُقهر!"

أومئ دي او بإعجاب ثم قال.

" اوه! تعجبني يا رجل! الآن فهمت لِمَ أنت يد رئيسك، و الرئيس بذاته في غيابه!"

أتت السيدة بيون من خلافه تحمل بيرل، و تلفها بغطاء كي لا تلتقط برد المساء.

" خذ بيرل معك و توقفوا إلى هذا الحد!"

تقدمت السيدة لتعطي كريس الطفلة، و هو تناولها بحذر إلى كُنفه، لكنهم جميعاً كانوا غافلون عن الحشد الذي غزاهم من خِلاف.

" إنها إبنتي، من صُلبي أنا، و أولى بها منكم لأخذها"

إلتفّ الجميع إلى ذاك الصوت العميق، و كريس فوراً أشهر بسلاحه يقول.

" إن كنت ترغب بحقن الدماء إنصرف عن طريقي و لأغادر بسلام!"

حرك تايهيونغ كتفيه بإستنكار يقول.

" اذهب و اترك إبنتي هنا"

نفى كريس يشدد على الصغيرة قائلاً.

" لا يُحقن الدماء هكذا"

تايهيونغ بهدوء بدد.

" و من يهتم لدمائك إن حُقِن أو سُفِك؟!"

ثم اتبع تايهيونغ يُحقر من شأن نظيره.

"أنت مجرد كلب وفيّ لدى المجرم بيون"

إحتقن الدماء وجه كريس و رد بإختصار.

" أرى أن قدمك تعافت من رصاصة الرئيس، لا أرغب في أن أجعلك تركع لي كما ركعت للرئيس بيون بيكهيون، سيكون تكرار ذلك مُهين لك"

رمقه تايهيونغ بحقد شديد، و أشهر بسلاحه في وجه كريس يقول.

" لنرى من سيركع للآخر!"

من خِلاف كريس حاول أحدهم أن يأخذ منه الصغيرة، فسرعان ما توجه بسلاحه إليه، و إذ بها فلورا قد شهقت مرتعبة.

" هذه أنا!"

حينها أرخى ذراعه، و أخذت فلورا الطفلة عن يده، حينها قال و سلاحه كذا نظره في مواجهة مع تايهيونغ.

" اصعدي بها سيارتي و اغلقي الأبواب، فيبدو أن عرساً دمويّ سيُقام هنا"

إرتفع حاجب تايهيونغ عن ناصيته مستهتراً يقول.

" عُرس من دمائك، نعم ربما!"

ثم تايهيونغ نحر بضع خطوات إلى كريس يتبع.

" و سأملئ دمك في قدحٍ و أرسله لرئيسك كمباركة لزواجه السعيد"

بخِفة يُتقنها كريس عن طول خبرة و تدريب، تسللت يده إلى خصره و قال.

" سيكون مسروراً رئيسي بدمائك أكثر!"

رفع المفتاح سريعاً و ضرب بالكرة في يده أرضاً، جعلت الجميع يتمدد أرضاً و هو سريعاً ما هرع إلى سيارته يقودها سريعاً.

و لكنها كانت قُنبلة تبعث الدُخان و صرير مخيف فحسب، لم تكن حقيقية، وقف تايهيونغ ينفض ثيابه لاعناً ثم غادر برجاله.

أما السيدة بيون فوقفت بعون إبنها تبكي ثم قالت.

" لهذا بيكهيون بعث رجله لأخذ الصغيرة، إن أخذها تايهيونغ كيف سنستعيدها؟!"

تنهد دي او بغيظ ينظر في الأرجاء، أن الفوضى لا تنتهي.

في السيارة، كانت فلورا تجلس بالطفلة في الكرسي الخلفي، و كريس أصبح يقود بهدوء بعد أن إطمئن أن لا أحد يلاحقه.

" ما الذي أتى بكِ إلى هناك؟!"

رغم أن نبرته جافية بلا قصد، فهو منهك لكثرة ما كظم من غيظ، لكن فلورا تفهمت سوء مزاجه و قالت.

" بعثت بي السيدة بيون إليها، عندما وصلت أنت كنتُ أنا هناك بالفعل"

همهم متفهماً و اتبع الطريق بصمت، فلورا قضت وقتها تهتم ببيرل و كريس يقود بهدوء، لكن ذلك لم يمنع التوتر أن يتسلل إلى الجو بينهما.

نظر كريس إليها عبر المرآة ثم تحمحم ليلفت إنتباهها إليه، لكنها لم تلتفت، عقد حاجبيه مستهجناً و تابع القيادة بصمت.

أتتجاهله الآن و قد سبق أن قالت أنها ستكسب قلبه و ستكون جديرة به، كيف ذلك و هي لا تلقي له بالاً؟!

وصل بها إلى قصر بيكهيون فنزلت تحمل بيرل النائمة، دخلت بها و هو خلفها، وجد السيدة بيون متوترة على آخرها، حتى أنها حينما رأته يقترب وقفت سريعاً.

" كريس، أحدث شيء؟!"

نفى كريس ثم قال.

" تدبرتُ الأمر"

إبتعد عنهنّ قليلاً و هاتف بيكهيون الذي سُرعان ما أجابه قائلاً.

" هل أعدت إبنتي؟"

أجابه كريس بهدوء على عكس الحالة المتأزّمة التي رئيسه بها.

" نعم سيدي، هي بخير و أعدتها إلى القصر بأمان."

زفر بيكهيون أنفاسه براحة ثم تحدث.

" جيد! هل إعترضك أحد؟!"

أجابه.

" إضطررتُ لإتباع إحدى الحيّل كي لا تسمع الصغيرة صوت الرصاص"

تنهد بيكهيون مستاءً و قال.

" لهذا أثق بك يا كريس، اعطي أمي الهاتف"

مد كريس الهاتف إلى أمه، فإزدرئت جوفها بتوتر قبل أن تضعه إلى أذنها.

" بيكهيون!"

سرعان ما وصلها صوته الغاضب، الذي لم يرتفع عن حده إلا لأنها أمه.

" كنتُ واضحاً جداً معكِ يا أمي حينما طلبتُ منكِ ألا تذهبي ببيرل إلى قصر دو، أفهمتِ السبب الآن؟! هذه فرصة ذهبية لكيم تايهيونغ كي يأخذها بلا عودة منّا"

زمّت السيدة شفتيها و قالت.

" ما نظرتُ للأمر من هذه الزاوية، عذراً يا بُني!"

تنهد بيكهيون و هو يحاول أن يسيطر على إنفعاله.

" لا بأس منكِ، أرجوكِ إهتمي ببناتي الإثنتين حتى نعود"

أغلقت السيدة الهاتف و أعادته إلى كريس تقول متأسفة.

" لقد أوقعتك في موقف حرِج، أعتذر يا بُني!"

سرعان ما نفى كريس برأسه يقول.

" لا سيدتي، لا بأس حقاً!"

أومأت السيدة بعد تنهيدة، و قالت لفلورا بجانبها.

" فلتبقي يا ابنتي هنا الليلة،  لقد أغلق السكن الجامعي أبوابه الآن، اذهبي إلى نانسي و اقضي الليلة برفقتها، ستكون سعيدة بوجودكِ"

أومأت فلورا بإبتسامة طفيفة ثم السيدة صعدت إلى جناحها، كادت أن تتبعها فلورا إلى الأعلى، لكن قبضة منعتها فإلتفت إلى كريس، حينها قال.

" عليكِ أن تجيبي على سؤالي قبل صعودك"

ثم سحبها معه خارجاً بلا أن تأذن له حتى، وقف بها بعيداً عن أعين الحرس ثم قال.

" لِمَ تتجاهليني اليوم؟"

إرتفعا حاجبيها بإستنكار تقول.

" متى تحدثت أو إلتفت لي و تجاهلتك؟!"

أفلت يدها، ثم وضع يديه في جيوب بنطاله قائلاً.

" هل علي أن أتحدث معكِ كي تلتفتي إليّ؟!"

إرتفعت زاوية شفتيها على شاكلة إبتسامة مستنكرة و قالت.

" أكون أتجاهلك إن لم أكون البادئة في الحديث معك؟ على هذا الأعتبار دوماً ما تكون أنت من يتجاهلني"

بتوتر أشاح ببصره عنها، لا يهاب الرصاص و لا يخاف الوحوش، لكنه يقف عاجزاً أمام فتاة بوزن لا يتجاوز الخمسين إلا بقليل.

" و ماذا عن الظفر بقلبي، أما عاد يهمك الأمر؟!"

حركت كتفيها بلامبالاة و قد عاضدت ذراعيها إلى صدرها تقول.

" ما عدتُ مهتمّة كثيراً بأمر قلبك، هناك رجال كُثر أصغر منك سناً و مهذبون مع الفتيات على عكسك"

ضحك بإستهجان يقول.

" كالساقط الجبان الذي أحضرتِه إلى بوابة القصر؟!"

أومأت بإبتسامة متكلفة.

" نعم، مثله"

ثم إلتفتت تعود إلى الداخل و إبتسامة شقيّة على شفتيها، توقفت قُبيل دخولها، و إلتفتت إليه تمسح معالم الإبتسامة عن وجهها تقول.

" تذكرت، توقع هجوم من أخي صباحاً إلى قصركم، فالمهجع سيرسل له بأنني لم أنام فيه، و أنا لا أستطيع أن أكذب على أخي كما تعلم"

ثم أكملت طريقها إلى الداخل و عادت تلك الإبتسامة تداعب شفتيها، في عقلها تخيلت جويل أمامها و احتضنتها بقوة، و قبَّلت وجنتها حتى صرخت الأخيرة بألم.

فلورا سبق وأن أخبرت جويل حول مشاعرها ناحية كريس،  و كم هي جادة بالأمر، و كم معاملته لها سيئة.

جويل حينها قاست كريس برئيسه، بما أنهما تربيا في نفس البيئة و على ذات النمط، ثم على خبرة مسبقة بنوعه من الرجال المطابق لنوع زوجها، نصحتها بألا تظهر له إهتمامها، و هو سيسعى وحده خلفها.

و ما قالته جويل فعلاً تحقق... فلورا تجاهلت كريس فبدأ يهتم أخيراً و أسرع مما تتوقع.





..........................





أغلق بيكهيون الخط مع كريس ثم ركل الطاولة القريبة من قدمه بغضب شديد فكسرها، جويل نهضت من على الكنبة في جناح الفندق، ثم إقتربت منه تقول.

" بيكهيون أضبط غضبك من فضلك، لقد عادت بيرل بأمان إلى القصر و الكل بخير، فلتهدأ قليلاً!"


حينها بيكهيون هسهس من بين أسنانه المتراصّة.

" أكره تصرفات أمي بعض الأحيان، ماذا لو أخذها كيم تايهيونغ؟ ماذا سيحصل؟"

أجابت جويل بلا أن تستغرق لحظات للتفكير، إنما كان رداً عفوي لا تقصد فيه الإساءة.

" لن يضرّها، هو أبوها في النهاية"

حينها بيكهيون صبّ غضبه بعينيه و رمق جويل به، فأشاحت ببصرها عنه و بررت بخفوت.

" هذه الحقيقة، هو من حقه أن يراها"

بيكهيون قد وصل الغضب به إلى قِممه، فاقترب من جويل بخطوات ليست محمودة ،و وقف أمامها متخصراً يبدد بسخط شديد.

" لا يُمنع عليكِ أن تلفظي اسمه فحسب، بل و ممنوع أن تستخدمي ضمير لُغوي يعود إليه حتى!"

إقترب أكثر حتى أصبحت أنفاسه تطأ وجهها، فأغمضت عينيها و قد ساورها الخوف من غضبه الآن.

" لا تنسي أبداً أنني رجلٌ مجنون، مفهوم؟!"

أومأت فقال.

" لا أسمع"

حينها رفعت عيناها إليه و همست.

" مفهوم"

أومئ ينظر في وجهها ساخطاً لفينة ثم إبتعد عنها، حينها تنهدت تضع يدها على قلبها، إن قلبها ينبض بجنون، إنه الخوف و هي بكل مشاعرها تكره أن تخاف منه، تعلم أن غضبه ما هو إلا خوف على إبنتها، و لكنه حقاً مجنون إن غضب.

إلتفت إليها من حيث وقف و نظر ناحيتها بذات العين الغاضبة و اتبع بغضب.

" أعلم جيداً أنها إبنته بالدم فلا حاجة أن تذكريني بذلك، و لكنها إبنتي بشتى الطرق الأخرى!"

إقترب منها يدق صدره بإنفعال شديد قائلاً، و قد علمت أن خلف هذا الإنفعال آلام أقوى من أن تنتهي بموجة غضب.

" أنا من إحتضنها جنيناً، و أنا من إحتضنها رضيعة، و أنا من تناديه بابا، و أنا الذي تعيش في قصره، و أنا الذي تترعرع في كُنفه، و تأكل من خيره، و تكبر على أكتافه، إنها إبنتي أكثر مما تكون إبنته، أتفهمين يا جويل؟"

إقتربت جويل منه تريد أن تبرر موقفها، لكنه رفع يده رادعاً للتوقف عن التقدم منه ففعلت، و لكنها تحدثت.

" أنا آسفة، لم أقصد أن أنفيك عن أبوتك عليها، أنا فقط قصدتُ أن..."

لن تستخدم ضميراً يعود على تايهيونغ و بيكهيون لتوِّه قد هدد.

"لا أدري ماذا أقول، افهمني فحسب!"

أومئ بيكهيون منفعلاً يقول.

" أنا لا أنفي حقه من أن يراها، و لكنه الآن خارج عن السيطرة، و قد أصبح أقوى مما كان، و أنا لن أسمح لخطرٍ أن يتعرض ابنتي لمجرد أنه له حق في رؤيتها"

إقترب من جويل من جديد، ثم أمسك بها من عضديها بقوة جعلها تأنّ متألمة، و قال يشدد على فكيه حتى أنه لربما حطّم إحدى أسنانه.

" أنتِ التي عليها أن تفهمني، أنا أب أيضاً!"

أفلتها فأخذت تتحسس موضع يديه بألم، ثم هو تحرك إلى الشُرفة يفرغ عصبيته بكأس نبيذ أفضل من أن يفرغه بشجار عقيم سقيم مع زوجته، تخرج منه باكية و متألمة أكثر و هو نادم.

جويل تنهدت بينما تنظر لها ثا إقتربت منه، و بخفة شعر بيديها تلتف على خصره من خلاف، و برأسها يرتاح على ظهره، ثم أتاه صوتها الرقيق.

" صدقني لم أقصد طعن أبوتك على ابنتي، أنت بعيني أفضل أب في العالم، و ابنتي محظوظة بك"

أفرغ الكأس في جوفه دفعة واحدة، ثم فك ترابط كفيها فوق معدته يتجاهلها، ثم دخل إلى دورة المياه، ثوانٍ و سمعت صوت المياه.

تنهدت مستاءة تستند إلى الشُرفة، إنه يتجاهلها الآن و لا يبدو أنه سيرضى بسهولة، أفضل أيام لهما معاً إنقلبت لتصبح مأوى لتصادم شديد الحساسية كهذا بينهما.

لقد كانا في نزهة في ميدان سان ماركو، لكن إتصال ورده من إحدى حرسه، ليخبره أن والدته ذهبت إلى قصر دو، و تركت لديهم بيرل.

حينها جن جنونه و عاد سريعاً إلى الفندق بعدما أجرى إتصاله مع كريس.

دقائق و خرج من دورة المياه و قد إستحم عاجلاً، سحبت منشفة صغيرة و اقتربت منه، بتردد بادرت بتجفيف شعره، و حينما أبدى سكوناً؛ سرحت شعره الرمادي كما يحب، بفاصلة جانبية عالية.

و حالما إنتهت وقف ليرتدي بدلة سوداء يسفلها قميص أسود، ثم خرج لها يقول ببرود.

" اتبعيني إن ما كان لكِ حاجة في الجناح"

ثم خرج، تنهدت بإستياء و لكنها تبعته على آية حال، كيف يكون لرحلتهما حلاوة و هو ليس راضياً؟!

عليها أن تراضيه، صعدت بجانبه في السيارة و هو بكلمة أمر السائق إن يتحرك.

" go!"

إستند على يد الباب و أخذ ينظر عبر النافذة بلا تركيز، فصراحة بيكهيون مشغول عقله في قولها، هي لم تنفي بيرل عنه و لكنها تعمدت تذكيره بأنها ليست من صُلبه.

لكنه قرر كما يقرر دائماً، أن بيرل كجيني، و الطفلتان بناته بلا تمييز، فهذه أنجبها دمه و هذه أنجبها قلبه.

شعر بيد جويل تتسلل حتى تتشابك مع يده، كاد أن يسحب يده لولا أنها تمسكت به بكلتا يديها و أردفت ترجوه.

" بيكهيون ما كنتُ أدري أنّك حسّاس تجاه أطفالنا لهذا الحد، سأعتذر منك حتى تقبل إعتذاري و تسامحني، أنا أسفة و بكل صدق أنت تجعلني أحبك أكثر!"

أسندت رأسها على كتفه بعدما طبعت على صدغه قبلة.

"مفتونة أنا بك لأقصى حد!"

.........................


و أنا كمان و الله😍

سلاااااااام


أهلاً بالعطلة الي ما العا نهاية واضحة، و أهلا بالتحديثات السريعة من جديد.

أكيد إشتقتو لحاقد عاشق، آي نو😎

لهيك إمنحوا الفصل و الرواية كل الحب♥️

الفصل القادم بعد300 فوت و كومنت.

1. رأيكم ببيكهيون الرومنسي الجريء و جويل الجريئة في مواضع و خجولة في مواضع أُخر؟

٢.رأيكم بكريس و مواجهته مع تاي و دي او برجالهم وحده؟

٣. رأيكم بكريس و فلورا ككوبل؟ و مدى نجاح نصائح جويل؟

٤.رأيكم بدي او و أفكاره المتضاربة؟ و مواجهته مع كريس؟

٥.رأيكم بتاي و على ماذا كان ينوي؟

٦. رأيكم بالسيدة هانمي و دو و حديثهما عن نانسي و دي او؟ و حالة نانسي مؤخراً؟

٧. أخيراً رأيكم بشجار بيك و جو؟

٨. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️





© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH80||بيكهيون و ملائكته
Коментарі