تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH71|| عهد جديد من البسالة
" عهد جديد من البسالة"











" ضللتِ على صراطي سائرة و حتى آخر منعطف انعوجتِ عني و سقطتِ من قلبي"











حينما وصلتُ بقدميّ عرينه من جديد -و ما كان لي سابقاً عرين، إنما مأمن و ديارٍ مفتوحة أبوابها لإستقبالي أبد الدهر- ترددتُ بالدخول على الأعتاب.

بودّي لو أنني أهرب بعيداً حيث لا يجدني أحد، لو أنني أستطيع أن أتفرّس و أعدو من هنا، لكن لا يمكنني ببساطة، ابنتي بحوزته -بحوزة أبيها-، لقد أجاد تقيدي بحق حينما ساومني على أمومتي، لن أستطيع فعل شيء و ابنتي معه.

توقفت السيارة أخيراً في مكان ما، لا أعرف أين بالضبط فهو جديد عليّ، أدرك فقط أنه بعيد جداً عن المدينة فأضوائها لا تصل.

سلّم ابنتي لإمرأة كانت تقف بإنتظاره كما خمنت حينما فتح باب السيارة و وجدها، قلتُ سريعاً و الهلع قد أصابني حينما تناول منها ابني و أنا اعتبروني طرفاً في الظِل.

" إلى أين تأخذين ابنتي؟!"

لكنها لم تجبني و لم ترأف بقلبي الذي إحتم على النار و أنا ارى صغيرتي تُسلب مني، بل هي أومأت لسيدها حينما أشار لها بالرحيل و تجاهلي.

أردتُ أن أتجاوزه و اركض لإبنتي حتى أؤيها بذراعيّ من جديد و أؤيّ نفسب بها حتى لو استلزمني ذلك أن أقفز من فوقه لأحصل على ابنتي، لكنه أمسك بيدي ثم جذبني يمنعني عن الخروج.

حاولتُ سحب يدي من يده الأكثر غِلظة و لكنه اشدد عليها يكبح تمردي عليه، آلمني بشدة و ما رئف بحالتي فجلستُ من جديد بجانبه و قد إرتسم الألم على ملامح وجهي، هسهس حينما سيطر علي و عينيه حادتين في عينيّ.

" لا تجعليني أعاملكِ بعنف"

نظرتُ إليه استنكر، لا أجعله؟!
ماذا يسمي إذن جلبي إلى هنا رغماً عني؟!
أليس عنفاً؟!
ألا يعنفني حينما يلوي ذراعي بابنتي؟!
أم أن العنف لا يكون إلا ضد الجسد؟!
هو حتى عنفني جسدياً حينما كبحني بإيلامي، ألا يراه عنفاً؟!

تايهيونغ تغير كثيراً لدرجة أصبحت استغرب ردود أفعاله و لا اتوقع تصرفاته بعد أن كان ككتاب مفتوحة دفتيّه إليّ.

نظرتُ في عينيه بثبات و أجزمت أن اتهمه.

" أنت تعنفني بالفعل الآن، لا يُشتَرط بالعنف أن يكون جسدي يا تايهيونغ!"

تبسم ساخراً مما قلت، و ما أبِه لنبرة اللوم التي تحدثتُ بها إليه، إنما هو سحبني و خرج من السيارة، عقله مملوء بسوابق بيكهيون ضدي بالفعل.

سحبتُ معصمي من قبضته بعدما أخرجني من السيارة و قلت بلا مواربة، حتى لو بدى تايهيونغ مخيفاً ليس مؤهلاً لإخافتي، ربما لأننا عِشنا عقداً و بضع سنين في الحب يجعلني أعلم أن تصرفاته اللئيمة معي تأتي بخلاف قلبه.

و إن توقف عن حبي، ليس رجلاً يؤذي من كنَّ له الوِد يوماً.

" أين نحن؟! لِمَ لا تجبني؟ و أين أخذت تلك المرأة ابنتي؟!"

إلتف إليّ بجسده جعلني أتراجع عنه خطوة، نعم! لربما أنا كذبت للتو و أصبحتُ أخشاه هو الآخر، أشعر أن الرجل الماثل أمامي ليس تايهيونغ الذي وقعتُ بحبه سابقاً.

لقد تغير كثيراً...!

أمسك بي من ذراعيّ على حين غرّة و اجتذبني إليه بعنف، جعل آهٍ تنفجر من بين شفتيّ و ملامحي تنقبض بألم.

بلى، إنه يقسو عليّ و أنا لم أعتد ذلك منه، لم أعتد على أن يهون على تايهيونغ ألمي، فكيف يكون سبباً في وجعي؟!

تحدث إليّ بصوت هادئ، لكنني أستطيع أن أرى ما خلف هذا الهدوء، عاصفة هوجاء، الكثير من الغضب و لربما الحقد أيضاً، أيحقد عليّ؟!

" لا تحاولي أن تهربي مني مجدداً أو أن تبتعدي عني، أنتِ لي أنا و هذا مفروغ منه، أنا لن أدعكِ تكونين مع غيري، إما لي و إما لي يا جويل، أتفهمين؟!"

لا، لا أفهم، و لن أفهم، و لا أريد، ليتك أنت فقط تفهم أن إبتعادي عنك كان يصب في صالحك، كانت الفرصة الذهبية التي قدمتها لأجلك و سانحة بين يديك، قدمتُها رغم شُح مواردي، أُبديكَ عن نفسي كي تصلح ما جال في حياتك من خراب بسببي، لا أن تزيدها خراباً دون أن تنال لقاء ذلك شيء، كما و أنك تنفخ في قِربة مثقوبة.

لربما أنا أحبك، لربما قلبي ما تخلى عنك لكن عقلي فعل و تخلى، لستُ أبقيك معي لتحارب في صفي، إنما أحررك لتكون لك معركتك الخاصة مع الحياة، لِمَ تتزمت على مكانك في حياتي؟!

أكل هذا حباً؟!
لا، ليس حباً
أكل هذا تملكاً؟!

أشحتُ بوجهي عنه لا أمنحه إجابة، و هو على آية حال ما كان ينتظر مني جواباً بل هو أمسك بيدي و سحبني خلفه يسوقني من جديد، لم أقاومه فالمقاومة لن تأتي بنفع ضده، لقد اكتفيتُ من المقاومة، أُنهَك و أُنتَهَك.

فكرت، لقد خطط بذكاء، هو يذكرني بشخصٍ سالف، كيف سأهرب؟!
و هو احضرني إلى منزل فسيح في منتصف غابٍ من الأشجار الكثيفة لن أستطيع حفظ الطريق المتاهيّ بينها حتى خارج حدودها، حتى أن ضوء الشمس مخفي خلف أغصانها العِملاقة لا يتسرب.

كيف سأهرب و معي بيرل؟
حتى و إن كنتُ بمكانٍ مألوف، أنا بالتأكيد لن أتركها هنا، إما بها أهرب، و إما أبقى معها هنا.

أدخلني المنزل من عتبته ثم خرج يغلق عليّ الباب، لم أحاول طرقه و لا محادثته من خلفه، لن يستمع إليّ على آية حال.

أتمنى أن يجدني أخي حينما يستعيد صِحته، أنا متأكدة أنني سأعلق هنا طويلاً مع تايهيونغ، أخي في حالة صحية سيئة و بيكهيون لا يريدني، فمن سيبحث عني؟
لا أحد...

ولجتُ إلى المنزل أبحث بأرجائه عن ابنتي، لم أنسى أن إمرأة إختطفتها من حضني إلى هنا، بحثتُ حتى وجدتُها بإحدى الغُرف بصُحبة تلك المرأة، نشلتُ ابنتي من على ذراعيها و نبهت بعدائية، إنني أم بعد كل شيء.

" لا تقتربي من ابنتي مجدداً، وحدي من سيعتني بها"

ما قالت شيء، إنما إنحنت لي ثم غادرت الحُجرة، بيرل قد استيقظت و نحن قادمين و تايهيونغ لاعبها حتى أتعبها فخمِلت و ضلت في حضني راقدة حتى وصلنا.

لقد رأيتُ أنه مشتاقٌ لها، أستطيع قراءة مشاعره المألوفة في عينيه، إنه يحبها جداً حتى لو ما كان حبه مكشوفاً كحُب بيكهيون مثلاً.

أريد أمنية واحدة فقط، أتمنى ألا يستخدمها ضدي فحسب، مهما ضاقت عليه الخيارات ألا تكون خياره، إنني أستطيع تحمل أي شيء إلا إبتعاد ابنتي عني.

حملتُها على ذراعي و سِرتُ حتى الكنبة التي تجاور سريرها، يبدو أنه حضّر لإحتجازي هنا من قبل، لقد كان يخطط لفعل ذلك، لم يكن محظ صدفة أو فرصة أجاد إنتهازها، و لكن بيكهيون سرَّع في سيرها و حسب حينما قتل أخي و تخلى عني.

جلستُ و وضعتُ بيرل على قدميّ أسند جسدها الصغير عليّ، فإذ بها تريح رأسها على صدري و تلعب بأزرار قميصي، تنهدتُ أسند وجنتي على رأسها.

ماذا سأفعل الآن؟
كيف سأنجو و تايهيونغ يحاصرني؟
لا أدري لِمَ تراودني رغبة جمّة بأن أهرب من تايهيونغ، أتوقفتُ عن حبه؟!

ليس تماماً، إنما أنا أعلم أن حياتنا معاً أصبحت مستحيلة، فلقد رفع حبي إنتدابه عن قلبه و حرره، و هو أصبح مغتراً بحريته، و أنا حملات الإنتداب لا تنفك أن تهجم على قلبي و حريتي؛ من رجلين لا من واحد.

أشعر بالتشتت... بالضياع، بأفكاري و مشاعري!

كيف سأهرب؟!
حقاً أريد أن أهرب من كلاهما و أجد نفسي بعيدةً عنهما، أكون نفسي من جديد و ابني لابنتي مستقبلها، الآن أود أن أكون وحدي مع ابنتي و كفى.

لكنني لن أكون حُرة أبداً، إن تحررت من أحدهما إنتهز الآخر الفرصة و حبسني.

خرجتُ من أفكاري حينما شعرتُ ببيرل تتحرك بصخبٍ في حِجري، رفعتُ رأسي أنظر إليها لأجدها ترفس بقدميها و تلوح بذراعيها، تضحك و السعادة تتفشى وجهها، ما بالها؟!

إلتفتُ لأجد تايهيونغ يقف قُرب الباب و يلاعبها عن بُعد، هذا هو سبب سعادتها، أبيها الذي هي من صُلبه، بالنظر إليهما هكذا أشعر و كأنني إرتكبتُ ذنباً عظيماً حينما قررتُ نِسبة ابنتي لرجلٍ غير أبيها مهما كانت الظروف.

أنا ليس و كأنني، أنا بالفعل ارتكبتُ ذنباً.

إقترب باسماً إليها و أخذها عن يديّ ليخرج بها من الغرفة، و يتركني وحدي، يتجاهلني، من الخارج سمعتُ صوت ضحكات بيرل، لا شك و أنها تظن أن كلا الأبوين رجلٌ واحد لذلك ما ميزت بينهم.

حقيقة و لأول مرة أفكر بهذا؛ إن ملامحهم تتشابه، أقصد بيكهيون و تايهيونغ، لكن أجسادهم مختلفة تماماً، تايهيونغ أطول بينما بيكهيون كتفيه و صدره أعرض.

من منهما أوسم؟!
حسناً سأعترف، كلاهما وسيم، ربما بيكهيون يبدو أفضل بقليل، ربما لأن تسريحة شعره جذّابة أكثر، أقصد هو يرفع شعره بفاصلة بينما تايهيونغ يترك شعره يصل أذنيه و لا يرفعه، لكنه يسرحه بفاصلة أيضاً.

لحظة! ماذا أقول أنا؟!
بالتأكيد جننت!!
أأقارن بين الرجلين أيهما أجمل؟!
و بماذا يهمني؟!

كلاهما عنيف، كلاهما بغيظ، كلاهما لئيم معي، و كلاهما لا يحبّاني، ماذا أريد بهما إذن؟!

أنا أريد بيرل فحسب...!

تنهدت، يكاد رأسي ينفجر، لهول المصائب منسوب الغباء و السذاجة في دماغي و مشاعري يرتفع، أنا حقاً عليّ التخلص من كلاهما.

خرجتُ بعدها أوقف تلك الأفكار المُريبة التي تراودني، و نظرتُ عبر السُلم إلى الأسفل، تايهيونغ يتمدد على الأريكة و يضع رأسه بين قدميّ بيرل التي تشد شعره و تضحك حينما يُمثّل أنه توجع.

لو أننا نعيش بظروف عادية لسرّني ما آراه، لكنني الآن لا أعرف ما مشاعري تحديداً، ضميري يخبرني أن أمنح تايهيونغ فرصة أخيرة لأجل ابنتنا.

فالحق أن أكون معه و المنطق يوافق، تايهيونغ أولى بي من بيكهيون، فمهما فعل بي تايهيونغ لن يصل شطراً مما فعله بيكهيون بي.

حتى لو سامحت كلاهما و قررتُ أن أبدأ من جديد مضطرة أن تكون بدايتي مع واحد منهم، علي أن أبدأ مع تايهيونغ، بما أن بيكهيون لن يتعرض لنا مجدداً سأحاول هذه المرة مع تايهيونغ.

إن ما عادت الأمور إلى نصابها سأبتعد و لينتهي كل شيء عند هذه النقطة، أنا لا أريد أن أكرهه، لو غادرت أريد أن أغادر بقلبٍ صافٍ تجاه تايهيونغ، بقلبٍ لا يبغضه.

لقد حزمتُ قراري، سأبدء من جديد مع تايهيونغ، لأجله و لأجل إبنتنا...!

هبطتُ السلم إليه و بقرارة نفسي هناك من يركض بشعوري بعيداً عن قراري و يحاول منعي عنه، لكنني فاعلتها، إنها لأجل ابنتي و لأجل أبيها لأنهما يستحقان.

جلستُ على طرف الأريكة قِبالته، هو ألقى نظرة باردة عليّ ثم عاد بإنتباهه إلى بيرل يحثها على الإستجابة.

" هيا قولي بابا"

بيرل بصرها شاخص على شفاهه و تحاول تقليده بينما تتحسس شفتيه، و بعدما حثّها بإلحاح قالت.

"با...با"

عزز لها حُسن إجابتها حينما أخذ يقبل وجنتيها و يحتفل بها، بينما هي تضحك لإستجابته و قد فهمت أنها أحسنت صُنعاً، رغماً عني إبتسمت.

لكنني حقاً علي التكلم بما جلبني هنا إليه، أريد أن أُقدم على هذه الخطوة مهما كانت محفوفة بالخطر -لطالما كانت حياتي بوليسية- لا أريد أن أندم لاحقاً إن بائت بالفشل، و إن تكللت بالنجاح فستكون كل مشاكلي محلولة.

" تايهيونغ، أريد أن أتحدث معك"

قطع علي وصل الحديث حينما امتنع عن الإنصات و ادعى الإنشغال ببيرل يظن أنه يعلم ما جلبني للحديث معه.

" لن أسمع لكِ جويل، فلتوفري حديثكِ عن رغباتكِ بالإبتعاد عني و قناعاتكِ بفساد علاقتنا، أن لن أستمع"

تحدثتُ على مضض أجتذب إنتباهه قبل أن يهرب من قِبالتي.

" لن أتحدث في ذلك، دعني أعرض عليك عرضي و أنت حُر في إختيارك مهما كان، فقط استمع لي"

قبض حاجبيه ينظر لي ثم أومئ موافقاً أن يستمع حينما شده الفضول، شعرتُ بالتوتر حينما جلس يستمع إليّ بإنصات، للحظة تشتت أفكاري و حتى آخر وهلة أستطعتُ جمع أفكاري و قُلت.

" فكرتُ بأمرنا معاً ملياً، و رغم أنني أؤمن أن إبتعادك عني يصُب في مصلحتك لكنني أعرض عليك عرضي هذا بما أنك تريدني و ابنتنا معك، و على آية حال؛ بيكهيون لن يتدخل في حياتنا من جديد."

أومئ بلا أن يدرس كلماتي فاتبعت، ظننتُ أنه سيطرح بعض الأسئلة لكنه فقط ما اعترض و فضّل أن يستمع بلا أن يناقش، ربكا يؤجل نقاشه حتى النهاية.

" فلنعد معاً إذن كما تريد و لأجل إبنتنا، و لنمنح علاقتنا هذه الفرصة التي تستحق، كما وجب علينا إحترام الحب الذي شبّ بيننا، فلنمنحه الفرصة ليشيب."

أومئ مجدداً يحثني أن أتابع، أيفهم ما أقول؟! أم أنه ليس مهتماً بإرادتي على آية حال؟!

لكنني أشعر بغصة عالقة في جوفي، فإنني كما أخُط البداية الآن؛ أخُط خطوطاً وهمية للنهاية، و أخشى أن نصل النهاية قبل أن نعوم في البداية، على الأقل حينها لن أندم.

" لكن إن بقيت أنت عالقاً في الماضي، إن إستحال عليك أن تنسى أنني كنتُ مع رجل غيرك، إن عجزت عن التقدم؛ وقتها دعنا نتوقف و نفترق بسِلم، أنا لن أعود لبيكهيون و لو تخليت عني، لكنني لا أريد أن تبقى عالقاً معي؛ لأنك تحترم الحب الذي بيننا، أو لأنك متعلق بي"

جلس معتدلاً يقابلني على الأريكة المقابلة، ارتكز على قدميه بجلسته و مرفقيه إلى ركبتيه متقدماً بجذعه إلى الأمام بينما ينظر في عينيّ بلا حياد، إنما بقوة و كأنه يقرأ قلبي من عينيّ.

تلك الطريقة التي يجلس بها توترني، فهو يبدو جاد و بطريقته الخاصة مخيف... و يشبه بيكهيون.

" إن كنتِ إنتهيتِ فلتستمعي إليّ الآن"

أومأت و التوتر يقتنص من نبضات قلبي فيجعلها بتسارع، و يقتنص من أنفاسي فيجعل صدري بإنقباض.

" حسناً إذن، أنا موافق على كل ما قلته، أنتِ خططتِ بداية هذه العلاقة ضمن إطاركِ الخاص الآن، و لكنكِ لن تكوني الشخص الذي سينهيها إن إنتهت، و هي لن تنتهي بل ستستمر للأبد، فأنا واثق من مشاعري تجاهك، أنا من سيقتلها إن إستجارت بالموت الرحيم، و أنتِ لا تملكين الحق لإنهائها، أنتِ لا تستطيعي أن تهجريني، و لا أن تتركيني، و لا أن تمنعيني عنكِ، أموافقة يا جويل؟!"

تلك الأخيرة توخز قلبي لكني أومأت، لأبني هذه العلاقة من جديد علي أن أضحي، لطالما كانت تضحياتي كبيرة، فلا بأس بتقديم المزيد لأجل علاقة كهذه، علاقة نزيهة و صحيحة و الأهم سويّة.

" موافقة"

نهض من مكانه و لا أعرف ما الذي أخافني منه و جعلني ألتصق بظهر الأريكة بعيداً عنه، لكنه ما توانى عن الإقتراب مني، و حتى أصبح أمامي جثى على ركبتيه و أمسك بيديّ قائلاً ينظر في عيني، لقد تزحزح الخوف من نفسي حينما نظرتُ في عينيه اللتين حنّت فجأة.

" هذه المرة ضعي كل ثقتكِ و آمالكِ بي و أنا لن أكسركِ مجدداً، لطالما سعيتُ لتحصيلكِ من جديد، لطالما سعيتُ لأجل فرصة ثانية معكِ، كنتُ أملك مخاوف كثير و ما زلتُ أملكها، و نظرتي لكِ و لكل شيء قد تغيرت، لقد أصبحتِ جزءاً من كرامتي، و لكنكِ ما زلتِ تملأين قلبي، و بيرل وسَّعت قلبي ليسع للمزيد من حبكِ أكثر، أتفهميني يا جويل؟!"

أومأتُ و شعرتُ بقلبي ينقبض، أشعر أنني أسأتُ إليه و بشدة حينما قررتُ أن أبتعد، بالنظر إلى عينيه أرى إنعكاسي فيهما، إنه يحبني بحق.

" فهمت"

إبتسم و رفع يديّ إلى فاهه ليقبلها ثم جعلني أقف و طبع قبلة عى جبيني، ثم احتضنني إلى صدره، قلبي ينبض بجنون و صورة بيكهيون لا تنفك أن تلمع بذهني.

مهما كانت مشاعري و رغباتي، عليّ أن أقوم بالصواب مهما كان، خصوصاً لأجل بيرل؛ إنها تستحق مني كل الحب.


....................

أفاق على ضربات خفيفة تنال من وجهه ففتح عينيه منزعجاً و تأفأف، سُرعان ما ابتسم حينما شعر بتلك المشاغبة تتسلقه و تستغل حيز من ظهره لتجلس عليه، إنها طريقة جيني لإيقاظه.

" انزلي عن ظهري أيتها المشاغبة"

قهقهت جيني حينما سمعت صوته الواسن يخاطبها، فها هي حققت مُرادها أخيراً، لقد أيقظت أبيها من نومه العميق، ضحك بخفة و هي يسمع صوت ضحكاتها.

" أراكِ مستمتعة بإزعاجي!"

تحرك بحذر كي لا تسقط من عليه، و حينما أمسك بذراعيها بإحكام تحرك لينهض حتى قعد في فراشه و وضعها في حِجره بأمان، اقترب بشاكس انفها بأنفه و قال بإبتسامة ملأت شدقيه.

" صباح الآمال يا أملي"

ضحكت جيني بينما تنظر إلى أبيها بشعره الأشعث، فضحك هو الآخر بخفوت و صفق يرتب شعره.

" تسخرين من أبيكِ يا عديمة التهذيب؟! أنا بالفعل لم أربيكِ بشكلٍ جيد"

تمدد على السرير و وضعها على صدره لكنه ابتعد عنها بفكره، كان فكره عالقاً بتلك البعيدة التي لا يعرف أي أرضٍ تأويها، و في ماذا صبّت إهتمامها، و كيف وجّهت حياتها.

لكنه وعد نفسه هذه المرة بأنه لن يتبعها و لن يهتم لأمرها، لن يسأل عنها، لن يبحث عنها، و لن يفكر بإستعادتها من جديد.

فلتعد وحدها و إلا لن تعود، لن يرهق نفسه في إستعادتها مجدداً...!

رغم صلابته على موقفه هذا؛ لكنه لا يستطيع أن يتجاوز عن النخز الذي ينخر قلبه نخراً و لا يتوقف عن تضييق صدره عليه و صد الأبواب في وجهه.

كلما شغل أفكاره بغيرها انتهى بذهنه يصب جُل إهتمامه فيها مجدداً، أما قلبه فيقف جانباً بما أنه مربوط عليه، و يصفق تعزيزاً لذهنه العالق بها.

تنهد و حمل جيني ليضعها أرضاً، ثم أحاطها بالوسائد و جلب لها ألعابها كي تلهو بها حتى ينتهي من تجهيز نفسه للعمل.

خرج بعد وقت و وجد جيني قد غادرت المكان الذي وضعها به، و تجول الجناح زحفاً على مؤخرتها، ضحك قائلاً.

" ها قد عدتِ تزحفين بطريقة مُريبة، ما بالكِ يا فتاة؟ لديكِ قدمين،ازحفي بهما!"

و ربما جيني عن سِبق تجارب و عن خبرة علمت أن أبيها يتفوه بالتُرهات كثيراً عندما يتعلق الأمر بها، فببساطة تجاهلته و اتبعت زحفها على مؤخرتها كما يحلو لها، جعلته يضحك و رغبته القوية قي أكلها تراوده من جديد.

ستكون بخير لو ابتلعها في بطنه...

إقترب إليها بوضعية هجوم مضحكة، و هي أخذت تصرخ و تضحك تحاول الفرار بزحفها على وتيرة أسرع، ضحك و مثّل أنه يتبعها، حتى كادت أن تسقط أسرع ليمسكها.

حملها على ذراعه و قبل وجنتها يقهقه.

" أرغب بأن أبدل وجبة الإفطار بكِ، ستكونين شهيّة أكثر"

نزل السُلم إلى طاولة الطعام حيث العائلة تجتمع، حينما رأته نانسي نهضت سريعاً و كادت أن تلوذ بالفرار، لولا أنه نظر إليها نظرة حادة أخافتها، ثم أمسكت أمها بيدها و جذبتها لتعود جالسة.

وضع بيكهيون جيني على قدمه، و أخذ يطعمها مما يصلح لها، و قليلاً ما يتذكر نفسه ببعض اللُقم.

" بُني، اعطني جيني، سأطعمها أنا، فلتتناول طعامك بما أنك ستذهب لعملك"

رفض بيكهيون قائلاً.

" لا أمي، اتركيها معي بما أنني لن أراها لبقية اليوم"

أومأت تبتسم بينما تراقبه يطعم ابنته، حينما بُشِرت بحفيدتها؛ قيل أن بيكهيون سيرفضها بما أنه لم يُسر بخبر حمل أمها بها، كانت تخشى أنه لن يعترف بها و ما كانت تتوقع أنه سيتعلق بها إلى هذا الحد.

إنه لا يُسَر إلا إن يراها و لا يُضَر ما دامت بخير، عاطفته إتجاه هذه الطفلة كشفت أنها تجهل عن ابنها الكثير، خصوصاً قلبه الشغوف بحب جيني.

لكن... هل توقف عن حبه المجنون بدو جويل؟! أما عادت تعني له شيء بالفعل؟!
هو لم يأتي بسيرتها منذ أن عاد، و كأنه إنتزعها منه و احسن إنتزاعها بحيث لا تعود أبداً.

نهض بيكهيون ليضع إبنته في حِجر والدته ثم لوّح لصغيرته مودعاً و قال.

" بابا سيعود ليلاً، كوني مهذبة و لا تعذبي جدتكِ، حسناً؟"

برمت الطفلة شفتيها، و سُرعان ما إمتلأت عينيها بالدموع، إذ أنها أصبحت تفهم تلك الإيمائة التي يفتعلها بيده.

رفعت يديها الصغيرتين له إشارة له أن يحملها و لا يتركها دونه، و أخذت تهمس بينما تبكي.

" با...با"

حنَّ قلبه بشدة و تجذرت قدميه بالأرض، لم يستطيع أن يتجاهل دموعها، و لا يديها المرفوعتين له، و لا حتى ندائها له ب"بابا" كي لا يتركها و يذهب.

أخذها من أمه و همس محتداً.

" اللعنة على العمل إن كان سيبعدكِ عني!"

صعد بها إلى جناحه و طلب من أمه أن تتبعه.

" بدلي يا أمي ثيابها من فضلكِ و جهزي لها حقيبة، ضعي فيها ما تحتاجه"

أومأت السيدة و لم تناقشه، إن تكلمت فلن يقتنع و يترك إبنته هنا، و لا ضير بأن تشاركه إبنته يومه بأكمله رغم نعومة بنانها، هي ستكون أكيدة أنه لن يقم بفعلٍ مشبوه بينما صغيرته معه.

حمل الحقيية على كتفه و حمل جيني على ذراعه ينزل السُلم سريعاً إلى الخارج، جيني التي كانت تبكي قبل قليل أصبحت تضحك و تنشد.

" بابا... بابا"

صعد بسيارته في المقعد الخلفي بينما كريس و سائقه في الأمام، وضع جيني في حِجره و تركها تعبث و تلعب كما تشاء حريصاً ألا تسقط، حتى توقفت السيارة بقوة و كادت أن تسقط جيني لولا أنه تمسك بها سريعاً، لكنها أصبحت تبكي خوفاً.

حملها يربتُ عليها كي تهدأ و تحدث غاضباً إلى السائق.

" أيها الأبله، أتعلم ماذا سيكون ثمن دموع إبنتي الآن؟"

سريعاً ما برر السائق معتذراً فهو يعلم الثمن مسبقاً، لقد راى بعينه و سمع الأقاويل.

" سيدي، لقد خرجت سيارة فجأة بوجهي، صدقني يا سيدي لستُ مخطئ، أنا أعتذر بشأن الآنسة الصغيرة"

خرج بيكهيون من السيارة بعد أن حزم جيني بمقعدها المخصص دون أن تتوقف عن البكاء، خرج غاضباً من السيارة و رجاله الذي يتبعونه بسيارتين من خلفه نزلوا حينما رأوا رئيسهم قد ترجّل .

تقدم ناحية السيارة التي تعرضت طريق سيارته، و لكم مقدمتها بقوة غاضباً بشدة و صاح.

" اخرج، سأجعلك تعود لأمك باكياً أيها المغفل!"

فُتِح الباب و خرجت فتاةْ مليحة ترتعد، حسناء الوجه بشعرٍ كرميلي ترتدي فستان أحمر، لو أنه رآها قبل بِضعة سنين لوقع في حب الفستان و غاصت مخيلته بتفاصيل ما يسفُله.

لكنه الآن رجلاً آخر، رجلٌ ذاق من مرارة الحب ما يجعله يصوم عنه أبد الدهر، رجلٌ عذّبته إمرأة و صالت و جالت بمشاعره بلا رحمة، ثم رمت به بعيداً عن مشاعرها، جعلته يكره بنات جنسها أجمع.

" أعتذر عمّا بدر مني، و لكن لا يحق لك أن تضرب سيارتي أيها السيد"

تحدثت الشابة بنبرة قوية فتقدم إليها مغموساً بالغضب حتى أخمصه و هدد.

" حبذا لو تصمتي و تعوضي الضرر الذي تسببتِ به بدلاً من ثرثتكِ هذه"

تنهدت تنظر إليه بإنزعاج، و هو يكره هذه النظرات و هذه التنهيدات، إنها تذكره بأحدٍ ليس ببعيد عن ذاكرته أبداً.

أمسك بعضدها على حين غرّة و اجتذبها إليه ليهسهس بخشونة قرب وجهها جعلها ترمش بإضطراب، و حينما حاولت الإبتعاد اجتذبها أكثر جعلها تشهق و قد تسلل الخوف إلى نفسها بالفعل.

" إن نظرتِ إليّ مجدداً بهذه النظرات سأقتلع عيناكِ و أجعلكِ تبتلعيهما"

حاولت تحرير نفسها منه، لكنه شدد قبضته على عِضدها فتبرمت ملامحها بألم و أفشّت عن آه خافتة.

مدت يدها إلى حقيبتها الصغيرة على كتفها و أخرجت بطاقتها لتقدمها له، ثم قالت بصوت يتزعزع.

" خذ... هذه بطاقتي، تستطيع أن تتصل لنسويّ الأمر فيما بيننا ، سأدفع التكاليف كاملةً"

ارتفع حاجبه عن ناصيته و تناول من يدها البطاقة ليقرأ.

" عيادة الطب النفسي، الطبيبة بيون سُرى"

ألقى عليها بطاقتها لتغمض عينيها منزعجة حتى سمعته يهمس.

" لا حاجة لي بمالك"

فتحت عيناها منزعجة و قالت.

" ماذا تريد إذن؟!"

ارتفع حاجبه أكثر مستهجناً إرتفاع صوتها رغم طلته المُخيفة، فتحمحمت تصرف وجهها عنه و تنهدت، آتى كريس مسرعاً يحمل جيني على ذراعيه.

" سيدي أنها لا تهدأ، تكرر بابا بابا، تريدك و لا ترضى بي"

تناول بيكهيون جيني أمام نظر الفتاة، و أخذ يربت على إبنته و الصغيرة سوّرت عنق والدها بذراعيها الصغيرين تشهق لكثرة ما بكت عليه.

بالنظر إلى الفتاة التي تنظر إليه بلا تصديق، للتو كان رجلاً همجيّ يهاجم إمرأة بلا ذوق، و الآن هو يحتضن إبنته و يحاول طمأنتها بوجوده.

" لا تبكي صغيرة بابا، سأجعل هذه المتخلفة تدفع الثمن"

تنهدت الفتاة و قالت.

" عذراً أيها السيد، لقد اعتذرتُ بالفعل و تكفّلتُ بتصليح الضرر، ماذا تريد بعد؟!"

نظر إلى الطبيبة ببرود و قال.

" بما أنكِ طبيبة، أنتِ تجيدين تغيير الحفاظ، أليس كذلك؟"

إنفجَّت عيناها و تبرم وجهها تقول.

" ماذا؟!"

قال بيكهيون.

" و بماذا سأحتاج مالك أنا؟! بدلي لابنتي حفاظها و ساعتبره تعويضاً عن الضرر الذي تسببتِ به."

شهقت الفتاة و قبل أن تأتي بكلمة قال.

" إما أن تغيري حفّاظ ابنتي أو سأجعلكِ تدفعي ثمن السيارة و ليس ما تسببتِ به من ضرر فحسب"

تجهمت الفتاة تعاضد ذراعيها أسفل صدرها و قالت.

" عفواً، من تكون أنت؟! من تظن نفسك؟!"

بلا إطالة قال بحاجبٍ مرفوع.

" بيون بيكهيون"

إزدرئت جوفها تنظر إليه ثم نظرت إلى الرجال المتكومين خلفه، كيف لم يخطر في بالها أنهم رجاله؟ إنه ابن دولة، و رجل أعمال، و مجرم خطير و محترف.

عليها ألا تخاطر و تقع في مصيدته، سيدمرها بلا شك، مدّت بيدها إلى الصغيرة على ذراعه و قالت.

" هاتِها، سأبدله لها"

ناولها ابنته و شخر بغرور، إذن هي تعلم الدرس مسبقاً، لا حاجة لتلقينه أياها، أشار لكريس أن يعطيها الحقيبة ففعل لتأخذها إلى سيارته و هو جلس على مقدمة السيارة حتى تنتهي.

عادت إليه بعد دقائق و سلمته ابنته ليقول لها برعونة.

" و الآن اغربي عن وجهي و حبذا لا أراكِ مجدداً"

عاد بابنته إلى سيارة و ضلت هي في محلها متصنمو، حتى صعد سيارته و صعدوا رجاله ثم غادروا جميعاً، وقتها ضربت قدمها بالأرض و صاحت.

" يا لعين، أنا سُرى لا أُهان أيها الجرذ، أقسم أنني س..."

و حينما تذكرت ذلك الألم الذي تسببه لها في عضدها تحسست يدها و قالت.

"سأكرهك"



....




نزل من السيارة و ولى كريس الحقيبة الوردية بينما هو حمل جيني على ذراعه، و على عكس دخلاته المعتادة المهيوبة، دخل الرئيس بيون بيكهيون يحمل على ذراعه صغيرته التي تسند رأسها على كتفه و تنغم.

" بابا... بابا"

قهقه يخبئ وجهها في عنقه و يحجب وجهها الصغير عن ضوء الشمس، حتى دخل بها رفعت رأسها و أخذت تكرر " بابا" بينما تضحك.

وقف الموظفون الذين مرّ بهم، و بعدما إستقاموا بجذوعهم التي إنحنت لإستقباله، الرئيس بيون بيكهيون يدخل ضاحكاً يلاعب ابنته، ذلك كان أغرب شيء قد رأوه في حياتهم، و ألطف شيء.

دخل مكتبه و تجاهل الشهقة التي صدرت من فاه جوي حينما رأته يحمل إبنتها إلى الداخل، تقدم بجيني إلى الحائط الزجاجي قائلاً.

" حبيبتي، انظري، هذا مكتب بابا، هل أعجبكِ؟!"

سمع همهمات جيني و اعتبره إيجاب ليكافئها بقبلة على وجنتها، اقترب ليجلس إلى مكتبه و أجلسها في حجره، سرعان ما كمشت جيني المخطط الورقي الذي أمامه.

أمسك بيديها الصغيرتين و خلص المخطط من يدها بلا ضرر قائلاً.

" هكذا لن نتفق، أتودين أن نتشجار؟!"

ضحكت جيني حينما دغدغها بخفة، و على صوت ضحكاتها آتى صوت طرقات والدتها على الباب ثم دخلت.

إنحنت لبيكهيون، و حينما أقامت جذعها ألقت عليه جدوله لليوم، و حتى إنتهت بقيت واقفة تنظر إليه و إلى ابنتها.

نظر إليها قائلاً حينما أطالت البقاء.

" هل بقي شيء؟!"

نفت برأسها بينما تنظر لجيني، ثم إلتفتت بقصد المغادرة، لكنه استوقفها قائلاً.

" أتريدين جيني؟!"

إلتفتت إليه سريعاً و أومأت.

" نعم سيدي"

فقال.

" خذيها و اجلسي بها هنا"

أسرعت إليه لتتناولها من حِجره ثم أغدقتها بالقُبل حتى وصلت الأريكة، أجلستها في حجرها و أخذت تقبلها تارة، تحتضنها تارة، و تارة تلاعبها.

نظر بيكهيون إلى جوي و شعر بالذنب حينما خيّرها بين حياتها و ابنتها، أي إمرأة في مكانها ستختار خيارها...إلا جويل، و هو أراد أن يقارنها بها، همس.

" لكنني لم أمنعكِ عنها"

أومأت جوي و قد لمعت الدموع في عينيها لتقول.

" أعلم سيدي، لكنني لا أستطيع أن اذهب إلى القصر"

همهم و قال.

" سآتي بها بين الحين و الآخر إذن"

تبسمت جوي و قالت.

" سأكون شاكرة يا سيدي"

صرف إنتباهه عنهنّ، و انشغل بالمخطط أمامه يدققه حتى وصل جوي إتصال من هاتف العمل الذي بحوزتها دائماً قالت له.

" عذراً سيدي، لكن العميل قد وصل"

أومئ إليها قائلاً.

" دعيه يدخل و خذي جيني و عودي إلى مكتبك"

نهضت تنفذ و بعدها دخل العميل، رفع رأسه عن المخطط الذي يعمل عليه و نظر إلى عميله.

" أنت!"

" أنتِ!"

وقف محموماً بالغضب من جديد، شرارت إستفزاز تتطاير من وجهها، لترمي بغضبه و يزيد هيجاناً.

تقدم منها و حرصاً منها على سلامتها و مع سبق خبرة تراجعت عنه كلما تقدمت و قالت بتوتر.

" ما بالك تتقدم إليّ و كأنك ستقتلني؟! أنا هنا لأجل العمل، و لم أكن أعلم أنك الرئيس!!"

ضيّق عينيه إتجاهها يشكك في أمرها، و حينما رمقته بجهل و براءة تنهد و عاد إلى مقعده يهمس لنفسه.

" بيكهيون، اضبط اعصابك يا رجل!"

أشار لها أن تجلس أمامه و قال.

" لقد تقدمتِ بطلب لبناء عيادة للطب النفسيّ، ألديكِ أفكاراً معينة؟!"

نفت و قالت.

" قيل لي أن رئيس Prive مهندس بارع يُعتَمد عليه، يكفي ألا تشعر المريض بالضغط بل تجلب له الراحة النفسية"

همهم و قال.

" إذن فلنتفاوض في كل الأمور و نوقع العقد لنباشر بالعمل"

حينما أنهوا مفاوضاتهم و وقعوا عقدهم، وقفت الطبيبة سُرى و مدت ببدها إلى الرئيس تنوي مصافحته، و في تلك اللحظة دخلت جوي تحمل جيني فصافحها رغم أنه كان ينوي صدها، العبث بالمشاعر ما زال من أساليبه المفضلة.

" أوليك المسؤولية و أعتمد عليك حضرة الرئيس"

أومئ إليها فالتفتت مغادرة، و على عتبة مكتبه توقفت حينما قابلها ذلك الوجه البريء، الذي تستشري به السعادة.

داعبت وجنة جيني بسبابتها و قالت.

" سرّني تغيير حفاظكِ سمو الأميرة"

قهقهت جيني بينما تنظر بالمرأة الغريبة عليها، ثم نظرت بإهتمام إلى أبيها تترقب منه مداعبة أو إبتسامة، و حينما إبتسم إليها نغَّمَت.

" بابا"

تفاجئت جوي أن الصغيرة تجيد هذه الكلمة و لكنها لا تجيد قول ماما مهما حاولت معها، إقترب بيكهيون ماداً ذراعيه إلى صغيرته التي أخذت تحرك يديها و قدميها بصخب بينما تضحك بقوة.

تناولها عن أمها ثم قال.

" اتصلي بكريس، اخبريه أن يلاقيني بالسيارة على البوابة"

أومأت و تحركت لتنفذ أوامره و هو تولى المصعد مع عدد من موظفيه إلى الأسفل، تحاشى ملاعبة جيني بينما هو في المصعد لكن جيني كان وجهها إلى الموظفين مسنود ذقنها إلى كتف أبيها و ما زالت تهمس.

" بابا"

كان موقفاً لطيفاً، تلك الصغيرة هدمت الكثير من المخاوف بطلتها البريئة و المرحة، جعلت بعض افكارهم تختلف عن الرئيس، أنه رجل بقلب حيوي.

استقبله كريس أمام البوابة و انحنى له حينما رآه، صعد بيكهيون السيارة، أما جيني أصبحت تشعر بالكسل، فعلم أنها تريد أن تنام، لذا مددها في حجره، ثم ضمها إلى صدره يغطيها بسترته و غطائها الصغير بينما يمسح على شعرها.

" إلى اين نحن ذاهبون سيدي؟!"

" إلى القصر لأضع جيني لدى أمي، ثم نحن لنا رحلة طويلة الليلة"

أومئ كريس و انطلق السائق حسب توجيهات الرئيس، نقل كريس جيني النائمة إلى السيدة هانمي بأمرٍ من رئيسه، ثم عاد أدراجه إلى السيارة و انطلقوا من جديد.

" إلى أين سيدي؟!"

تحدث بيكهيون بينما ينظر من النافذة.

" لقد اشتقتُ إلى جين و اخته الوقحة التي هربت بالطفلة، خذنا لزيارتهم"

شعر كريس بالتوتر، بالتأكيد ليس لأنه ترك فلورا حينما وجدها، إنما خوفاً عليها، لأنه و إن نست فلورا ماذا فعل بها بيكهيون آخر مرة هو لم و لن ينسى.

يرجو أن الأمر يمر على خير و تخيب توقعاته، ألا يحدث شيء لفلورا و شقيقها على الأقل...

وصلا المزرعة بعد وقت طويل، نزل بيكهيون يتبعه كريس، و أمر رجاله ألا يتبعونه إلى الداخل، فعلى حسب تعبير بيكهيون.

" ستكون جلسة ودودة، لا حاجة لتدخلكم"

وقف بيكهيون بظهره كريس أمام باب المنزل بإنتظار أن يأذن أحد ساكنيه له بالدخول، تريثا قليلاً حتى سمعا صوتاً ناعماً قادماً من الداخل.

" قادمة"

حينما فتحت الباب لهما شهقت و تراجعت خطوة، خصوصاً أن بيكهيون بوجهها، لكنه ما أبدى إنفعالاً إنما قال.

" أتسمحي لنا يا آنسة بالدخول إن لم تكوني وحدكِ؟"

كادت أن تتحجج كاذبة أنها لوحدها لولا أن جين ظهر من خلفها متسآلاً.

" من لدى الباب؟!"

حينما رآهما عند الباب أشار لهما بالدخول رغم أنه كره وجود ذلك الرجل الذي ما زال يكره و سيكرهه لأبد.

دخلا الرجلين و جلسا حيثما أشار جين.

" أمي في المنزل، يرجى أن تتوخوا الحذر فيما تقولون"

أومئ كريس بينما بيكهيون تبسم مستدركاً و قال.

" إذن أود لقائها و إلا..."

نظر إلى فلورا قائلاً.

" تحدثتُ عن بطولات إبنتها أمامها"

إزدرئت فلورا جوفها بقلق و رمقت شقيقها برجاء، جين الذي لم يكن على سجيته الهادئة بواجهة بيكهيون كاد أن يهاجمه لولا أن كريس أوقفه.

" جين، قلت أن أمك هنا، بالتأكيد لا تريد أن تفتعل شجاراً!"

تنهد جين بينما يرمق بيكهيون بغضب ثم أومئ مستجيراً بالهدوء.

" اذهبي و اخبري أمي أن لدينا ضيوف"

أومأت فلورا و نهضت لتنادي أمها، و حتى عودتها بأمها احتفظ بيكهيون بفمه مغلقاً و بملامحه ساخرة.

وقف حينما رأى السيدة الكهِلة و صافحها ثم عاد ليجلس، و هي أخذت مكاناً يقابله بجانب إبنها.

" أهلاً بك سيد بيون، هل من خطب؟"

تنهد بيكهيون يشابك أنامله متكئ بمرفقيه على ركبتيه.

" الأمر أنني أتيتُ هنا لأعرض على السيد جين عرضاً، و أن يفكر به قبل أن يحسم قراره بشأنه"

الفضول إجتذب أسماعهم لما سيقوله حتى كريس الجاهل بنوايا رئيسه، خيراً كانت أم شر، فوجد نفسه يستمع إليه كالبقية.

" جين رجلاً يُعتَمد عليه و أنا شهدتُ على مواقفه الشهمة عِدة مرات، أنا أعرض عليك عرضاً و أسألك معروفاً في ذات الوقت"

أومئ جين ليكمل بيكهيون.

" أختي الصغيرة نانسي، هي كانت ضحية لأحقاد بين العائلتين كالضحية التي سبقتها، و بطريقة ما؛ ما حدث لها كانت عاقبة سوء عليّ، لكنني لستُ متخلٍ عن أختي الوحيدة، و أود لو أنني أؤمنها في كُنف رجل بما أن كنفي مهما كان قوياً فهو ليس بكافٍ"

همس جين و قد شعر أنه يعلم تكملة الحديث.

" إذن؟!"

" إذن أنا أعرض عليك أن تتزوج بأختي بشكل رسمي و حقيقي، لربما هذا زواج تقليدي و ما عاد أحد يتزوج بهذه الطريقة، لكن أختي ما عادت تثق بمشاعرها و لا أنا أثق حتى، كما أنها فتاة رقيقة آراها تذبل كلما نظرت في وجهها و لا يسرني ذلك بتاتاً، لذا إن تزوجتها فأنا أثق أنك ستحميها و ترعاها و هذا كافٍ بالنسبة لي، فكر بالأمر ملياً ثم رد لي جوابك"

نهض بعدها على قدميه و قال.

" سأتصل بك بعد أسبوع، و أسألك عن جوابك، و الآن سأغادر"

حينما وصلوا الباب كان جين بالداخل لم يتبعهم و أمه معه تسأله عن نانسي لكن فلورا تبعتهم، و حينما أصبحوا على عتبة الباب استوقفتهما فلورا قائلة.

" إنتظرا، عليّ أن أقول شيء"

إلتفت بيكهيون إليها مرفوعاً حاجبه ثم واجهها بجسده عندما وجدها متأهبة لقول شيء، نظرت هي إلى كريس ثم إليه مجدداً و قالت.

" تايهيونغ إستعاد جويل رغماً عنها"







........................



و تن ترارا تن تن🌚

سلااااااااام🌚

إجت الكاتبة الحيوانة الي ما عم تلاقي وقت لتحدث فيه لبناتها و تخليهم يقلقوا عليها غصب عنها.

أنا آسفة بنات😭

أقول... دخلت شخصية جديدة، دخلتها مشان شخصية من الشخصيات، حبوها لا تكرهوها، ما رح تكون سيئة.

طبعاً إسم الشخصية مسروق من اطلق بيكهيون ستان Byuna_S، لأنه هذا الكائن الحلو بحب بطريقة مختلفة، أما شخصياً مش قادرة أتجاوز عن الطريقة الي بتحب فيها بيكهيون لدرجة بحس بالغيرة☹♥️

ميرسي أريانا *هذا هو اسمي* مش ميروسا و مدري ايش، فاهمين؟!😒😒


المهم، ميرسي اريانا ستحاول قدر المستطاع أنو تكون نشيطة كما كانت زمان.

البارت القادم بعد 250 فوت و 250 كومنت.

١.رأيكم ببيكهيون؟ حلاوته مع جيني؟ مشاعره تجاه جويل و جوي؟

٢.رأيكم بجويل؟ قرارها بالعودة لتايهيونغ؟

٣.هل برأيكم ستستمر العلاقة و تنجح أخيراً؟ لماذا؟

٤.رأيكم بشخصية الطبيبة بيون سُرى؟ لقائها الاول مع بيك؟ توقعاتكم حول هذه الشخصية و كيف ستؤثر على سير الأحداث؟

٥.رأيكم بعرض بيكهيون على جين؟ و هل سيقبل جين؟

٦. ماذا تتوقعون أن تكون ردة فعل بيكهيون على الخبر الذي أوصلته فلورا؟

٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH72||فصل النهاية
Коментарі