Chapter Forty-two
" الطاعة لكسب الملل "
زهرة أوراقها يافعة
شذاها يفوح في سهل ربيعي
أُقتِطفَت ثم دُهِسَت
هذه أنا !
تماماً كما لو أنك إلتقطت من بستان زهرة فقط لتنظر إليها من الزاوية التي تعجبك ثم ترمي بها أرضاً عندما تعتاد عينيكِ على جمالها ثم تمضي و تدوسها أسفل قدمك ، بعمد أو بدون قصد أنت دستها بالفعل ، هكذا أشعر بنفسي الآن .
هذا شعوري نحو نفسي الآن ، أقول سيمل مني يوماً و سيمضي ، سيعتاد علي و بعدها سيبحث عن زهرة أخرى ، الإنسان عدو الأعتياد و خصوصاً الرجال .
أواسي نفسي بعد كل مرة يطأني بها و أقول سيعتاد و يمل ثم سيتركني و يجد لنفسه زهرة فواحة أكثر أو أوراقها تجذبه عني .
ما زال الأمل لدي موجود أنه سيمل مني يوماً لكنني أخاف أن يتأخر موعد لقائي مع ملله .
أقرف منه ، قلتها البارحة صراحة و كان ثمنها عظيماً ، أبسطها يده المطبوعة على وجهي ، ظننت هذه الكلمة ستردعه لكنه إزداد جنوناً و أزدادت آلامي .
هو يستمتع بأذيتي ، إن أنا حركت لساني بما يبغضه جسدي سيدفع الثمن بأكثر الطرق قسوة و مرارة .
أظن أنه حان الوقت لأنتهج معه طريقة أخرى غير تلك التي أستخدمها ، أحتاج منه أن يمل مني بسرعة .
سأطيعه ، سأفعل ما يريده و سأمتنع عمّا يمنعني عنه ، سأكون كالآلة معه ، سيعتاد علي أطيعه و لن يجد المتعة في تحديّ له ، سأكون معه على وِفاق و على هذا السبيل أرجو أن يمل .
لا سبيل لي للنجاة إلا إن هو حررني من قيده و صرفني من حياته ، علي أن أعمل على هذا بما أن معنادته لن تأتيني بفائدة ، أنا سأحاربه بتخفي .
وضعتُ مستحضرات التجميل كي لا تظهر الكدمات على وجهي ثم نزلت ، إمتنعتُ عن الإفطار و تحججتُ بتأخري عن العمل ، والدته كانت جيدة معي في البداية ، الآن تستغلني لمصلحة ابنها .
إنحنى لي كريس فور أن رآني أمامه ، هو الشخص الوحيد ذا الروح النقية هنا ، لا يتوانى عن تقديم العون لي ، إبتسم ببشاشة أجبرني أن أردها له بلطفه الشديد .
كريس : سيدتي كان بودي أن أقلكِ إلى المستشفى لكن الرئيس الشاب ينتظركِ بالسيارة .
إختفت إبتسامتي فور أن ذكر رئيسه ذاك ، جويل كوني قوية ، الطاعة لكسب الملل ، تنهدتُ بقوة ثم أومأت .
شرع الباب لأرفع بصري أنظر له ، في الداخل يجلس بغرور و عنجهية بليدة ، صعدتُ بصمت إلى جانبه ، هو لم ينظر لي أبداً ، هذا أفضل !
فور أن أغلق كريس الباب علينا حرك مفاصل عنقه نحوي ، إزدرئتُ جوفي بخوف و نفثتُ أنفاسي بهدوء .
بيكهيون : شعركِ مفرود ، هذا ممنوع !
قالها بينما أصابعه تنغمس في خصلات شعري ، همستُ بهدوء و ارتفعت يدي أتحسس بها عنقي كي يفهمني .
جويل : إضطررتُ لإنزاله .
رفع شعري الذي يغطي عنقي و نظر نحو عنقي ثم ابتسم تلك الإبتسامة التي أكرهها ، علاماته تملئ عنقي ، أظن أنه إلتمس لي العذر .
بيكهيون : ارفعيه !
ماذا ؟!
حركت عنقي أخيراً لأنظر إليه و قد حلقا حاجبيّ فتحولت نظراته و رمقني بنظرة متسلطة ثم ارتفع إحدى حاجبيه دون الآخر بتحدٍ .
سأطيعه رغم ذلك ، سأفرده عندما أصبح داخل المستشفى ، رفعته كما يريد كي لا أتسبب لنفسي معه مشكلة .
تلقفت يده ذقني و أدار وجهي إليه ليضغط بإبهامه على وجنتي ، آلمني فتأوهت و امتعضت ملامحي بألم ليهمس .
بيكهيون : مستحضرات التجميل ممنوعة أيضاً ، لقد إنتهكتِ قاعدتين بنفس الساعة !
تحججتُ و لم يتوانى الحقد عن الظهور في نبرة صوتي التي حدثته بها.
جويل : أنت بالتأكيد لن ترغب بأن يعلم أحد أنك تضربني و قد وضعتني معك في إطار رومنسيّ للغاية .
ضحك بخفة و دفع وجهي عنه إلا أنه لم يهتم إذ أمرني مجدداً .
بيكهيون : لا يهمني ، لا تضعيه على وجهكِ مجدداً .
استرسل يحذرني بنبرة باردة و حقيرة .
بيكهيون : إن أردتِ ألا أضربكِ مجدداً لا تستفزيني ، كوني مطيعة و ستخرجين بأقل الخسائر الممكنة .
و هذا ما سأفعله بالضبط ، أومأت له بهدوء ثم رافقنا الصمت بقية الطريق .
توقفت السيارة بهدوء فعلمتُ أننا قد وصلنا ، كدتُ أرتجل لكنه تمسك بعضدي و دفعني إليه بخفة ، عالق بصره على شفتيّ ، أعلم ما الذي يريده .
بيكهيون : ألن تودعي زوجكِ كما يجب ؟!
مهما حاولت إطاعته سيخرج لي بشيء لا أستطيع فيه التواني ، قبضت يدي و أخفضت رأسي ، أنا لا أستطيع و لا أريد أن أستطيع .
أمسك بمؤخرة عنقي و جذبني إليه مجدداً ثم إنطبقت شفاهه على شفاهي ، قبلني بعمق ، أشعر بالتقزز و ها قد بدأت الحرقة تصيبني أي أنني سأبكي الآن إن لم يبتعد .
حررني عندما شعر بدموعي التي إنسابت على وجنتي لامست وجنته ، تنهد بأستياء و تأفأف بسخط ثم ابتعد عني بعيداً .
بيكهيون : اغربي عن وجهي !
مسحت دموعي سريعاً و شرعت بفتح الباب إلا أن كريس كان قد شعر بي أحاول فتحه ، فتحه لي لأنزل سريعاً و ادخل إلى داخل المستشفى ، أكرهه حقاً .
ذهبت إلى دورة المياه فوراً ، عدلتُ زينتي و فردتُ شعري ليغطي عنقي ثم خرجت أرتدي الزي و بطاقتي و باشرت بالعمل ، أغرب عن وجهه ، ليتني أغرب للأبد .
في منتصف عملي و مراقبة كريس لي تحركت خفية إلى مكتب الطبيبة التي قصدتها سراً البارحة ، تأكدتُ أن لا أحد من رجاله قريب ثم دخلت ، للآن لا أفهم كيف أستطاع تايهيونغ الدخول .
رحبت بي حالما رأتني ثم دعتني إلى الجلوس ، فعلت بينما بصري على المجلد فوق مكتبها باسمي ، قدمته لي ثم قالت بإبتسامة .
" لم أعلم النتيجة بعد ، تستطيعين فتحه و النظر فيه كونكِ طبيبة . "
تناولته بأصابع مرتجفة و قلب يدعو خالقه ألا تكون هذه الفحوصات إيجابية ، سأكون في ورطة حقيقة .
فتحت الظرف و اطلعت على النتائج ، شهقت و شوشت الدموع بصري ، إنها إيجابية هذا يعني أنني حامل .
وضعت يدي على فمي و سمحت لدموعي أن تنساب على وجهي براحتها ، أتت الطبيبة لتبارك لي ، تظن أنني أبكي فرحاً .
عجباً ، أنا حامل منذ شهرين و لم ألحظ ذلك ، المصيبة ليست هنا ، المصيبة أنني لا أعلم من هو والد الطفل ، هل هو تايهيونغ أم بيكهيون ؟!
لقد حملتُ بالفترة التي كنتُ بها في فرنسا أو بليلة التي إعتدى علي فيها ذلك المغتصب ، ماذا أفعل الآن ، كيف سأتخلص من مصيبتي هذه ؟!
و اللعنة ، يا لغبائي ! كيف لم ألحظ ذلك ؟! حامل بشهري الثاني و لا أعلم ممن ، علي أن أتصرف و لكن كيف ؟
إن أردتُ أن أخضع لعملية إجهاض سيعلم بيكهيون بذلك ، سيقتلني لأنني ربما قتلت ابنه ، ماذا إن كان ابن تايهيونغ ؟ كيف سأعلم ؟
لا أستطيع أن أطلب فحص أبوة ، ماذا سيظنون بي ؟! سأكون عاهرة بالفعل بنظرهم ، سيثبت علي ما ينعتني به ذلك المغتصب و ستثبت علي إدعائته !
مسحت دموعي و خرجتُ سريعاً ، أدعيت أن لا شيء قد حدث و سرت بهدوء في ممرات المستشفى ، علي أن أنهي عملي سريعاً ثم سأعود إلى الطبيبة .
علي أن أنهي أمر هذا الحمل بأسرع وقت ممكن ، أنا لا أستطيع أن أنجب طفل ليتعذب معي حتى لو كان ابن بيكهيون ، أنا لا أستطيع أن أربي طفل في وكر ثعبان .
تفقدتُ المرضى المسؤولة عنهم ، استهلكني هذا ساعات طويلة حتى أنني عملت بإستراحة الغداء علّني انتهي سريعاً ثم كتبتُ تقريراً عن عملي اليوم و بعثته للطبيب المشرف على تدريبي ، هكذا أكون قد انتهيت و معي ساعة فارغة .
علي أن أستغل وقتي لأحدث الطبيبة ، ذهبتُ إلى مكتبها ثم جلست لأحدثها ، كان وجهها بشوشاً إذ أنها ظنت أن توتري حياءً .
إنقشعت تلك البشاشة عن ملامحها و استهجنت قابضة ملامحها عندما قلت .
جويل : أريد أن أجهض الطفل ، أنا لا أريده !
نهضت عن كرسيها و أتت بجانبي لتمسك بيديّ و تحتضنهما إليها ثم همست .
" لماذا يا عزيزتي تريدين إجهاضه ؟! ألستِ سعيدة بأنكِ ستصبحين أماً ؟ بالتأكيد زوجكِ سيكون سعيد بهذه الأخبار !"
أنا متأكدة أنه سيكون سعيد - في حال أن الطفل ابنه - و إلا قتله و قتلني ، سيقتلني ببرودة أعصاب لو علم أنني سأجهض ، فليفعل و لكنني لن أجعله يقتل ابني إن ولدته .
سأريح طفلي مني و منه من الآن ، سأخلصه منّا ، أنا أفعل ذلك لأنني أحب ابني و ليس لأحمي نفسي فأنا على آية حال سأقتل لو كشفني .
جويل : والده لن يريده ، نحن لا نريد أطفال الآن لذا حبذا لو أجهضته .
تنهدت الطبيبة ثم همست .
" حسناً كما تريدين ، إن أردتِ سأجهضه لكنني أحتاج موافقة والده و إلا لا أستطيع إجهاضه ."
شهقتُ بخفة و وضعت يدي على فمي ، كيف نسيت أمراً كذلك ؟
بالتأكيد ذلك المغتصب لن يوافق و لن أستطيع سرقة توقيعه أو إجباره على أن يوقع ، نظرتُ إلى الطبيبة لا أعلم بماذا أرد ، علي أن أجهضه بأي ثمن .
جويل : اسمعيني حضرة الطبيبة ، أنا لا أستطيع أن أحصل على موافقته، اجهضيه لي و أنا سأتحمل كافة المسؤولية.
كادت أن ترفض مجدداً لكنني قاطعتها .
جويل : هذه المستشفى لي أي أنكِ لن تتورطي بأي مشكلة ، أضمن لكِ ذلك ، فقط عليكِ أن تجري لي العملية بسرية تامة فقط و لن يعلم أحد بالأمر .
خنعت ملامحها بصمت يحويه رفض ، نهضت من مكاني و تمسكت بيديها و وجدتُ نفسي أبكي .
جويل : أرجوكِ اجهضيه ، أنا لا أستطيع أن أنجبه ، إن أنجبته سيعيش بضنك ، أرجوكِ افهميني هذا طفلي و أنا أشعر به !
تنهدت أخيراً ثم أومأت لتقول .
" حسناً ، تعالي غداً و سأقوم بها لكِ فور أن تصلي المستشفى ، أهذا جيد ؟! "
أومأت لها سريعاً و أخذت امسح دموعي .
جويل : جيد جداً ، شكراً لكِ !
خرجت بعد أن استطعتُ السيطرة على انهياري هذا و قابلت كريس بآخر الممر ، خلال طريق العودة إلى القصر لمحتُ مركزاً تجارياً يعرض سِلعه على الواجهة ، غرف نوم للأطفال و ألعاب .
جذبني مظهرها و شعرتُ بنار تملئ صدري ، بذات الوقت تولد في قلبي شعوراً في غاية اللذة و الحنان ، أهذا ما ينعتوه بالأمومة ، إنه ألذ من الحب !
تحسست بطني بشرود ، مهما يكن أباك تبقى أنت طفلي و أنا أمك ، أنا أسفة يا بني لأنك سترحل باكراً جداً ، لكنني أختار لك الأفضل .
مسحت دموعي سريعاً و رفعت يدي عن بطني كي لا ألفت نظر كريس و السائق بالأمام ، أنا بالكاد أستطيع أن أتحمل ، لو كُشِف أمري سيُقضى علي .
وصلنا القصر في الوقت المعتاد ، ترجلتُ من السيارة و دخلت حرم القصر دون أن القي التحية ، أنا لا أطيق أن أنظر لأحد حتى ، دخلتُ الجناح و أغلقت الباب على نفسي .
استحممت و بدلت ثيابي ثم جلستُ على الكنبة بشرود ، تنهدتُ بأستياء بينما أفكر ، لو كنتُ أكيدة أنه ابن بيكهيون لربما ترددتُ في إجهاضه ، لكن كون هناك احتمال بأن يكون ابن تايهيونغ ذلك يحتم علي إجهاضه .
نهضتُ لأتوجه نحو الشُرفة و نظرتُ إلى الخارج ، لقد فتح بابها الذي أوصده علي عندما جعلني حرة بالتجول في الحديقة ، لا أعلم سبب التغيير المفاجئ لكن أرجو ألا يغير تفكيره بهذا الشأن .
نظرتُ نحو الأسفل ، إن المكان في غاية الهدوء ، إجتذب نظري المُلحق ، أنه زجاجي من السقف ربما لأبقى مكشوفة لديه من الأعلى .
خرجتُ من الجناح بهدوء بعد أن وضعتُ معطف يستر جسدي فوق الفستان و يقيني من البرد ، إنحنوا لي رجاله فور أن رأوني في الخارج و افسحوا لي المجال لأعبر عنهم .
ذهبت بهدوء إلى الملحق ، أجمل ما فيه أنه يقابل هذه البركة ، دخلتُ إلى هناك و أغلقت الباب دون أن أوصده ، لا أعرف لِمَ جرتني قدمي نحو مجسمات الرحم التي تحوي أجنة و تبين مراحل نموه .
لدي تسعة ، لكل شهر مجسم ، الآن طفلي أكبر بقليل من حبة الفول ، أنا في أسبوعي السادس أي بعد أسبوعين فقط سيصبح شكل طفلي شكل بشري صغير جداً .
لن يصبح !
تجاوزت قليلاً عن المجسمات و نظرتُ نحو الرحم و كيف يكون ، أشعر و كأنني أراه لأول مرة ، يبدو لي غير مألوفاً أبداً ، ربما لأن الشعور حوله يراودني للمرة الأولى .
بينما أتلمسه شرع الباب بقوة لأرفع يدي سريعاً و ألتفت قبل أن يلاحظ ، من يدخل بهذه الطريقة الهمجية غيره ؟
يبدو عليه الغضب و ملامحه مستنفرة ، إزدرئتُ جوفي بقلق و تراجعتُ خطوة أمان عنه ، أيعقل أنه علم بأمر الحمل و أنني أريد إجهاضه ؟!
أمسك بي من عضديّ و جذبني إلى صدره لأصطدم به ثم نبس بين أسنانه المتطابقة .
بيكهيون : لماذا لم تخبريني ؟!
صرفتُ نظري عنه بتوتر و ارتجف جسدي ، لا أعلم كيف يجب علي أن أرد ، نفضني بقوة بين يديه و صاح .
بيكهيون : تحدثي !
شهقت بخفة و ارتجفت .
جويل : أخبرك بماذا ؟!
لا أعلم لِمَ سألته هذا السؤال و لكن ربما قصد شيئاً آخر .
بيكهيون : لا تنزلي هنا مجدداً دون علمي !
تنهدتُ بتكتم ثم أومأت ، حمداً لله ، إن كانت كل هذه العصبية فقط لأنني تنقلت بقصره من مكان إلى آخر ، فكيف لو علم أنني حامل و أريد إجهاض الطفل بل ماذا لو علم أن تايهيونغ آتاني ؟!
يا إلهي ! التخييل وحده مرعب !
جويل : ما كنتُ أعلم أنك تريد مني إعلامك إن أتيت هنا ، سأخبرك في المرات القادمة .
تنهد و ترك ذراعيّ ، محل أصابعه تؤلمني .
نظر إلي يتفحص مظهري ، إنني أرتدي معطف طويل و أضع شعري أسفله ، لن يجد حُجة ليوبخني لأجلها .
بيكهيون : أمي لم تراكِ في الداخل ؟!
جويل : نعم ، لقد صعدتُ إلى الجناح فور وصولي ثم أتيت هنا ، لم يتسنى لي رؤيتها .
أومئ مجدداً بينما عينيه تتحرى صدقي من كذبي و لثبات ملامحي أبان تصديقي ثم قال .
بيكهيون : تعالي لطعام العشاء .
خرج و بقيتُ وحدي مجدداً ، هذا أفضل الآن ، توجهتُ نحو مكتبتي و أخرجتُ الكتاب الذي قرأته مسبقاً ، يتحدث عن طور الأجنة و فسيولوجيا الأم و الطفل .
طفلي يتأثر بمشاعري ، إن شعرت بالفرح سيفعل و إن حزنتُ سيحزن لذا خلال الوقت المتبقي لنا معاً سأحاول إسعاده .
جلست خلف مكتبي و قرأت طور الجنين في شهره الثاني ، تبدأ أعضاء جسده بالتكون خلال هذا الشهر و يبدأ شكله البشري بالظهور ، أشفق عليك يا عزيزي أنك حضيت بأم مثلي ، لو أنك بُعِثت في رحم إمرأة أخرى لكان أفضل لك !
إستندت على ظهر الكرسي و تنهد و قد وجهت نظري إلى السقف ، أنه يقف على الشرفة ، يحتسي شراباً بالتأكيد الخمر ، عاري الصدر و ينظر نحوي .
كما توقعت ، جعل السقف زجاجي كي يراقبني كما يريد من الأعلى ، نهضت بهدوء و وضعتُ الكتاب في مكانه ثم خرجت عائدة إلى داخل القصر ، إنه وقت العشاء .
دخلتُ إلى الصالة حيث توجد طاولة العشاء و يلتف حولها هو و والدته .
جويل : عذراً عن تأخري .
أومأت أمه ببشاشة و هو نظر أمامه ببرود ثم تابع طعامه بهدوء .
وجدتُ طعامي مسكوباً لتوه لذا باشرت بتناول حِصتي بهدوء ، سأغذي طفلي جيداً حتى الغد ، لن يرحل و هو جائع .
بماذا أهذي أنا ؟! جويل أيتها الطبيبة ! تذكري أنكِ طبيبة !
تناولتُ ما يسد حاجتي و كدتُ انهض لكن بيكهيون أشار لي بالبقاء ثم مسح فمه بهدوء بالمنديل .
لحظة ! أصبحت ألفظ اسمه في قرارة نفسي و كأنني أعود نفسي على الأعتياد عليه كزوج ، يستحيل !
بيكهيون : الوزير الفاسد ينظم حفل للترحيب بزوجتي العزيزة ككنة فاضلة له و سيكون هناك صحافة .
نظرت إليه السيدة و قالت ما وددتُ قوله .
السيدة بيون : و هل تنوي الحضور ؟!
تنهد بغصة ، يبدو لي غير راضٍ ألبتة ، أيعقل أن هناك أحد يقدر عليه ؟!
بيكهيون : للأسف نعم، علينا أن نمثل دور العائلة السعيدة رغم إنفصال الأم و الأب الغير قانوني .
إنخفض رأس السيدة بهم و أنا الآن لن أبحث عن مقصده في كلامه .
هذه المرة لن أطيع أوامره .
جويل : لن أذهب !
نظر إلي و شهقت أمه بخفة ترهيباً بينما تناوب نظرها بين كلينا ، هو نظر إلي ساخطاً لكن لا يسعني سوى الرفض .
جويل : هذا المجرم سيجد وسيلة ليشمت بي و أنا لن أقبل بهذا ، يكفيني ما أتحمله هنا !
و نهضت عن الطاولة أقاطع أي إمكانية لإستمرار هذه المناقشة التي من منظوري لا فائدة ترجى منها.
شعرت بأصابعه كالكماشة تلتف حول عضدي ثم به يجر جسدي بعنف للأعلى ، تمسكت ببطني بذراعي الحرة ، أخشى أن يدفعني أو يضربني و يضر الطفل .
ادخلني الجناح بقسوة و دفعني إلى الداخل لكنني تمسكت بذراعه بقوة كي لا أسقط و فور أن أسندتُ نفسي ابتعدت ، رفع سبابته بوجهي على حين غرة و همس مهدداً .
بيكهيون : وقاحتكِ اللعينة في الأسفل أياكِ أن تتكرر !
لا أريده أن يغضب أكثر و يعنفني ، رمشتُ بتوتر بينما أقول بهدوء .
جويل : هو لن يعمل هذا الحفل حباً بي ، هو فقط يريد أن يشمت بعائلتي و يريهم خسارتهم بي ، يريد أن يذلهم و يذلني .
بيكهيون : بالطبع ، فيكفيكِ ما تتحمليه هنا !
قالها بإستهجان لما قلته قبل قليل ، أحياناً ينطق لساني قبل عقلي ، رغم صدق كلماتي ما كان علي قول ذلك ، تجنبتُ النظر إليه و إلتزمتُ بالصمت .
بيكهيون : لن يذلكِ أحد و أنتِ برفقتي ، لن يجرؤ و لا حتى الوزير الفاسد .
نعم ، فقط تذلني أنت و غيرك ممنوع ، ليس ممنوع أن أُذل و لكن ممنوع أن يذلني أحد سِواك ، الأمر ليس بي بل بك .
جيد أن الأمر انتهى على هذا النحو ، لم أتعرض للتعنيف هذا مقصدي ، سأكون هادئة قدر الإمكان .
في المساء مجدداً أتاني في فراشه و مجدداً استسلمت و بكيت و غضب مجدداً حتى أنه كاد أن يصفعني لولا أنني ضممتُ رأسي بذراعيّ و عندما رفعتهما لم أجده .
في الصباح التالي ، ذهبتُ إلى المستشفى في موعدي ، الأمس لقد مَسني و كما كان دوماً قاسٍ و أناني .
أرجو أن طفلي الصغير لم يتضرر ، لا بأس عزيزي ، الآن خلاصك منه و مني و لك السلام و الحب لو كنت ابن تايهيونغ .... و حتى لو كنت ابن ذلك الوحش فلا ذنب لك .
رافقني إلى الداخل كريس و اثنين من الحرس غيره ، تلك حياة تعيسة بالفعل التي أعيشها ، فبكل خطوة أصرفها هناك عين تراقب ، ذهبتُ إلى دورة المياه لأرتدي معطفي و افرد شعري ، كريس يراني بشعر مفرود و لم يقل شيء لرئيسه ، أشعر بالأمتنان له .
منعتهم أن يتبعوني إلى غرف المرضى و من هناك إستطعتُ الفرار منهم عبر المصعد المخصص للموظفين ، وضعتُ يدي على صدري بينما أتنفس بسرعة ، يا إلهي كما أنا خائفة .
خرجتُ من المصعد لأجد بوجهي كريس ، شهقت بفزع منه ، إنحنى لي بإحترام لذا مثلت أنني طبيعية عندما تحمحمت بخفة ، رفع رأسه و نظر إلي .
كريس : سيدتي ، لا أستطيع أن أسمح لكِ أن تهربي .
جويل : أهرب ؟! أنا لا أفكر بالهرب يا كريس !
جيد أنه يظنني أحاول الهروب فقط .
كريس : إذن لماذا تتخفين هكذا ؟!
تأفأفت باضطراب و أسندت جبيني بالفرغ بين إبهامي و سبابتي .
جويل : أنا أراجع عيادة لأنني مريضة قليلاً .
رفعت رأسي أنظر له ، كان القلق بادٍ على وجهه ، أيعقل أنه يشعر بالقلق علي ؟!
جويل : لا تخبر رئيسك أرجوك !
أومأ لي ثم افسح لي الطريق لأمر من جانبه ، عرجتُ في نهاية المطاف إلى عيادة الطبيبة ، حضرتني للعملية و ها أنا أمثل على سرير الإستطباب .
هبطت دمعتي حارة تسلخ روحي و تسلخ عني إنسانيتي ، أنا آسفة يا صغيري أنني أنحر عنقك و أصرفك عن الحياة قبل أن تلجها لكن لا خيار لي سوى ذلك ، إن ما ذهبت الآن ستذهب لاحقاً إذن فلترحل على يد رحمة أفضل من أن ترحل على يد طاغية لا يعرف الرحمة .
" أنتِ بخير ؟! "
مسحتُ دموعي سريعاً و أومأت للطبيبة و دسست إبتسامة كاذبة لا تعكس روحي المهشمة .
جويل : نعم بخير .
غرزت طبيبة التخدير بيدي المخدر و خلال لحظات فقدتُ الوعي ، هذا النوع من التخدير يلم الجزء السفلي من الجسد ثم العلوي ، و في اللحظة التي تشعر برأسك ثقيل تفقد الوعي .
لا أعرف كم مضى من الوقت ليخلصوا طفلي مني ، لكن ما أدركه أنه تخلص مني في النهاية ، فتحتُ عينيّ على ضوء يسطع من سقف الحُجرة ، لا أميز ما حولي و لا أستطيع حمل رأسي فقط ما شعرت به دمعة تنساب على وجنتي .
ما زلتُ حية لكنني قتلتُ طفلي ، يبدو أنني استفقت من حالة الهذيان ، هذا النوع من المخدر يجعل المريض يهذي حتى يذهب مفعوله بالكامل .
ها أنا أدرك الآن أنني بغرفة مخبأة تتبع للعيادة ، لقد طلبتُ منها أن تبقيني بالداخل و تتكتم على العملية ، الآن فقط أحتاج وقتاً لأستعيد قوتي ، وداعاً يا طفلي !
لا أعلم كم مضى من الوقت و أنا في هذه الحالة أحاول إستعادة قوتي ، الطبيب المسؤول عن تدريبي بالتأكيد شعر بغيابي ، أنا سأحدثه فور أن أخرج من هنا و أستعيد بعضاً من قوتي .
أغمضتُ عيني و انفجرت عيون من الألم في صدري ، ها أنا قتلتُ روحاً و ها قد بدأت آخذ من طِباع ذاك المجرم المغتصب ، بدأتُ أخشى على نفسي من نفسي في المستقبل ، أخشى أن هذا أول الطريق فقط ، أقتل نفسي قبل أن أصبح على شاكلته القذرة .
شعرتُ بحركة خفيفة حولي لأوجه نظري نحو الصوت و قلبي بدأ يطرق بالفعل كطبل جامح رنّان ، أرجو ألا يكون هو !
شهقت بقوة حالما ترآى أمامي و ارتجفت أوصالي .
" تحاولين قتل طفلي ؟!"
.......................................................
سلااااااااام
أنا أسفة جداً عن التأخير الي صار و لكني بالفعل كنتُ مضطرة .
بتمنى أنكم تصوتوا لإكسو بسومبي و لا تنسوا واجبنا تجاه الأعضاء .
عيد ميلاد سعيد لشيوميني❤😍
البارت القادم بعد ١٠٠ فوت و ١٠٠ تعليق
١. رأيكم بسياسة جويل الجديدة للتعامل مع بيك ؟
٢. خبر حملها و اجهاضها للطفل ؟
٣. تتوقعوا من والد الطفل بيك أم تاي ؟ و من الذي دخل على جويل في النهاية ؟
٤. رأيكم ببيكهيون و معاملته الأقل قسوة من العادة ؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
زهرة أوراقها يافعة
شذاها يفوح في سهل ربيعي
أُقتِطفَت ثم دُهِسَت
هذه أنا !
تماماً كما لو أنك إلتقطت من بستان زهرة فقط لتنظر إليها من الزاوية التي تعجبك ثم ترمي بها أرضاً عندما تعتاد عينيكِ على جمالها ثم تمضي و تدوسها أسفل قدمك ، بعمد أو بدون قصد أنت دستها بالفعل ، هكذا أشعر بنفسي الآن .
هذا شعوري نحو نفسي الآن ، أقول سيمل مني يوماً و سيمضي ، سيعتاد علي و بعدها سيبحث عن زهرة أخرى ، الإنسان عدو الأعتياد و خصوصاً الرجال .
أواسي نفسي بعد كل مرة يطأني بها و أقول سيعتاد و يمل ثم سيتركني و يجد لنفسه زهرة فواحة أكثر أو أوراقها تجذبه عني .
ما زال الأمل لدي موجود أنه سيمل مني يوماً لكنني أخاف أن يتأخر موعد لقائي مع ملله .
أقرف منه ، قلتها البارحة صراحة و كان ثمنها عظيماً ، أبسطها يده المطبوعة على وجهي ، ظننت هذه الكلمة ستردعه لكنه إزداد جنوناً و أزدادت آلامي .
هو يستمتع بأذيتي ، إن أنا حركت لساني بما يبغضه جسدي سيدفع الثمن بأكثر الطرق قسوة و مرارة .
أظن أنه حان الوقت لأنتهج معه طريقة أخرى غير تلك التي أستخدمها ، أحتاج منه أن يمل مني بسرعة .
سأطيعه ، سأفعل ما يريده و سأمتنع عمّا يمنعني عنه ، سأكون كالآلة معه ، سيعتاد علي أطيعه و لن يجد المتعة في تحديّ له ، سأكون معه على وِفاق و على هذا السبيل أرجو أن يمل .
لا سبيل لي للنجاة إلا إن هو حررني من قيده و صرفني من حياته ، علي أن أعمل على هذا بما أن معنادته لن تأتيني بفائدة ، أنا سأحاربه بتخفي .
وضعتُ مستحضرات التجميل كي لا تظهر الكدمات على وجهي ثم نزلت ، إمتنعتُ عن الإفطار و تحججتُ بتأخري عن العمل ، والدته كانت جيدة معي في البداية ، الآن تستغلني لمصلحة ابنها .
إنحنى لي كريس فور أن رآني أمامه ، هو الشخص الوحيد ذا الروح النقية هنا ، لا يتوانى عن تقديم العون لي ، إبتسم ببشاشة أجبرني أن أردها له بلطفه الشديد .
كريس : سيدتي كان بودي أن أقلكِ إلى المستشفى لكن الرئيس الشاب ينتظركِ بالسيارة .
إختفت إبتسامتي فور أن ذكر رئيسه ذاك ، جويل كوني قوية ، الطاعة لكسب الملل ، تنهدتُ بقوة ثم أومأت .
شرع الباب لأرفع بصري أنظر له ، في الداخل يجلس بغرور و عنجهية بليدة ، صعدتُ بصمت إلى جانبه ، هو لم ينظر لي أبداً ، هذا أفضل !
فور أن أغلق كريس الباب علينا حرك مفاصل عنقه نحوي ، إزدرئتُ جوفي بخوف و نفثتُ أنفاسي بهدوء .
بيكهيون : شعركِ مفرود ، هذا ممنوع !
قالها بينما أصابعه تنغمس في خصلات شعري ، همستُ بهدوء و ارتفعت يدي أتحسس بها عنقي كي يفهمني .
جويل : إضطررتُ لإنزاله .
رفع شعري الذي يغطي عنقي و نظر نحو عنقي ثم ابتسم تلك الإبتسامة التي أكرهها ، علاماته تملئ عنقي ، أظن أنه إلتمس لي العذر .
بيكهيون : ارفعيه !
ماذا ؟!
حركت عنقي أخيراً لأنظر إليه و قد حلقا حاجبيّ فتحولت نظراته و رمقني بنظرة متسلطة ثم ارتفع إحدى حاجبيه دون الآخر بتحدٍ .
سأطيعه رغم ذلك ، سأفرده عندما أصبح داخل المستشفى ، رفعته كما يريد كي لا أتسبب لنفسي معه مشكلة .
تلقفت يده ذقني و أدار وجهي إليه ليضغط بإبهامه على وجنتي ، آلمني فتأوهت و امتعضت ملامحي بألم ليهمس .
بيكهيون : مستحضرات التجميل ممنوعة أيضاً ، لقد إنتهكتِ قاعدتين بنفس الساعة !
تحججتُ و لم يتوانى الحقد عن الظهور في نبرة صوتي التي حدثته بها.
جويل : أنت بالتأكيد لن ترغب بأن يعلم أحد أنك تضربني و قد وضعتني معك في إطار رومنسيّ للغاية .
ضحك بخفة و دفع وجهي عنه إلا أنه لم يهتم إذ أمرني مجدداً .
بيكهيون : لا يهمني ، لا تضعيه على وجهكِ مجدداً .
استرسل يحذرني بنبرة باردة و حقيرة .
بيكهيون : إن أردتِ ألا أضربكِ مجدداً لا تستفزيني ، كوني مطيعة و ستخرجين بأقل الخسائر الممكنة .
و هذا ما سأفعله بالضبط ، أومأت له بهدوء ثم رافقنا الصمت بقية الطريق .
توقفت السيارة بهدوء فعلمتُ أننا قد وصلنا ، كدتُ أرتجل لكنه تمسك بعضدي و دفعني إليه بخفة ، عالق بصره على شفتيّ ، أعلم ما الذي يريده .
بيكهيون : ألن تودعي زوجكِ كما يجب ؟!
مهما حاولت إطاعته سيخرج لي بشيء لا أستطيع فيه التواني ، قبضت يدي و أخفضت رأسي ، أنا لا أستطيع و لا أريد أن أستطيع .
أمسك بمؤخرة عنقي و جذبني إليه مجدداً ثم إنطبقت شفاهه على شفاهي ، قبلني بعمق ، أشعر بالتقزز و ها قد بدأت الحرقة تصيبني أي أنني سأبكي الآن إن لم يبتعد .
حررني عندما شعر بدموعي التي إنسابت على وجنتي لامست وجنته ، تنهد بأستياء و تأفأف بسخط ثم ابتعد عني بعيداً .
بيكهيون : اغربي عن وجهي !
مسحت دموعي سريعاً و شرعت بفتح الباب إلا أن كريس كان قد شعر بي أحاول فتحه ، فتحه لي لأنزل سريعاً و ادخل إلى داخل المستشفى ، أكرهه حقاً .
ذهبت إلى دورة المياه فوراً ، عدلتُ زينتي و فردتُ شعري ليغطي عنقي ثم خرجت أرتدي الزي و بطاقتي و باشرت بالعمل ، أغرب عن وجهه ، ليتني أغرب للأبد .
في منتصف عملي و مراقبة كريس لي تحركت خفية إلى مكتب الطبيبة التي قصدتها سراً البارحة ، تأكدتُ أن لا أحد من رجاله قريب ثم دخلت ، للآن لا أفهم كيف أستطاع تايهيونغ الدخول .
رحبت بي حالما رأتني ثم دعتني إلى الجلوس ، فعلت بينما بصري على المجلد فوق مكتبها باسمي ، قدمته لي ثم قالت بإبتسامة .
" لم أعلم النتيجة بعد ، تستطيعين فتحه و النظر فيه كونكِ طبيبة . "
تناولته بأصابع مرتجفة و قلب يدعو خالقه ألا تكون هذه الفحوصات إيجابية ، سأكون في ورطة حقيقة .
فتحت الظرف و اطلعت على النتائج ، شهقت و شوشت الدموع بصري ، إنها إيجابية هذا يعني أنني حامل .
وضعت يدي على فمي و سمحت لدموعي أن تنساب على وجهي براحتها ، أتت الطبيبة لتبارك لي ، تظن أنني أبكي فرحاً .
عجباً ، أنا حامل منذ شهرين و لم ألحظ ذلك ، المصيبة ليست هنا ، المصيبة أنني لا أعلم من هو والد الطفل ، هل هو تايهيونغ أم بيكهيون ؟!
لقد حملتُ بالفترة التي كنتُ بها في فرنسا أو بليلة التي إعتدى علي فيها ذلك المغتصب ، ماذا أفعل الآن ، كيف سأتخلص من مصيبتي هذه ؟!
و اللعنة ، يا لغبائي ! كيف لم ألحظ ذلك ؟! حامل بشهري الثاني و لا أعلم ممن ، علي أن أتصرف و لكن كيف ؟
إن أردتُ أن أخضع لعملية إجهاض سيعلم بيكهيون بذلك ، سيقتلني لأنني ربما قتلت ابنه ، ماذا إن كان ابن تايهيونغ ؟ كيف سأعلم ؟
لا أستطيع أن أطلب فحص أبوة ، ماذا سيظنون بي ؟! سأكون عاهرة بالفعل بنظرهم ، سيثبت علي ما ينعتني به ذلك المغتصب و ستثبت علي إدعائته !
مسحت دموعي و خرجتُ سريعاً ، أدعيت أن لا شيء قد حدث و سرت بهدوء في ممرات المستشفى ، علي أن أنهي عملي سريعاً ثم سأعود إلى الطبيبة .
علي أن أنهي أمر هذا الحمل بأسرع وقت ممكن ، أنا لا أستطيع أن أنجب طفل ليتعذب معي حتى لو كان ابن بيكهيون ، أنا لا أستطيع أن أربي طفل في وكر ثعبان .
تفقدتُ المرضى المسؤولة عنهم ، استهلكني هذا ساعات طويلة حتى أنني عملت بإستراحة الغداء علّني انتهي سريعاً ثم كتبتُ تقريراً عن عملي اليوم و بعثته للطبيب المشرف على تدريبي ، هكذا أكون قد انتهيت و معي ساعة فارغة .
علي أن أستغل وقتي لأحدث الطبيبة ، ذهبتُ إلى مكتبها ثم جلست لأحدثها ، كان وجهها بشوشاً إذ أنها ظنت أن توتري حياءً .
إنقشعت تلك البشاشة عن ملامحها و استهجنت قابضة ملامحها عندما قلت .
جويل : أريد أن أجهض الطفل ، أنا لا أريده !
نهضت عن كرسيها و أتت بجانبي لتمسك بيديّ و تحتضنهما إليها ثم همست .
" لماذا يا عزيزتي تريدين إجهاضه ؟! ألستِ سعيدة بأنكِ ستصبحين أماً ؟ بالتأكيد زوجكِ سيكون سعيد بهذه الأخبار !"
أنا متأكدة أنه سيكون سعيد - في حال أن الطفل ابنه - و إلا قتله و قتلني ، سيقتلني ببرودة أعصاب لو علم أنني سأجهض ، فليفعل و لكنني لن أجعله يقتل ابني إن ولدته .
سأريح طفلي مني و منه من الآن ، سأخلصه منّا ، أنا أفعل ذلك لأنني أحب ابني و ليس لأحمي نفسي فأنا على آية حال سأقتل لو كشفني .
جويل : والده لن يريده ، نحن لا نريد أطفال الآن لذا حبذا لو أجهضته .
تنهدت الطبيبة ثم همست .
" حسناً كما تريدين ، إن أردتِ سأجهضه لكنني أحتاج موافقة والده و إلا لا أستطيع إجهاضه ."
شهقتُ بخفة و وضعت يدي على فمي ، كيف نسيت أمراً كذلك ؟
بالتأكيد ذلك المغتصب لن يوافق و لن أستطيع سرقة توقيعه أو إجباره على أن يوقع ، نظرتُ إلى الطبيبة لا أعلم بماذا أرد ، علي أن أجهضه بأي ثمن .
جويل : اسمعيني حضرة الطبيبة ، أنا لا أستطيع أن أحصل على موافقته، اجهضيه لي و أنا سأتحمل كافة المسؤولية.
كادت أن ترفض مجدداً لكنني قاطعتها .
جويل : هذه المستشفى لي أي أنكِ لن تتورطي بأي مشكلة ، أضمن لكِ ذلك ، فقط عليكِ أن تجري لي العملية بسرية تامة فقط و لن يعلم أحد بالأمر .
خنعت ملامحها بصمت يحويه رفض ، نهضت من مكاني و تمسكت بيديها و وجدتُ نفسي أبكي .
جويل : أرجوكِ اجهضيه ، أنا لا أستطيع أن أنجبه ، إن أنجبته سيعيش بضنك ، أرجوكِ افهميني هذا طفلي و أنا أشعر به !
تنهدت أخيراً ثم أومأت لتقول .
" حسناً ، تعالي غداً و سأقوم بها لكِ فور أن تصلي المستشفى ، أهذا جيد ؟! "
أومأت لها سريعاً و أخذت امسح دموعي .
جويل : جيد جداً ، شكراً لكِ !
خرجت بعد أن استطعتُ السيطرة على انهياري هذا و قابلت كريس بآخر الممر ، خلال طريق العودة إلى القصر لمحتُ مركزاً تجارياً يعرض سِلعه على الواجهة ، غرف نوم للأطفال و ألعاب .
جذبني مظهرها و شعرتُ بنار تملئ صدري ، بذات الوقت تولد في قلبي شعوراً في غاية اللذة و الحنان ، أهذا ما ينعتوه بالأمومة ، إنه ألذ من الحب !
تحسست بطني بشرود ، مهما يكن أباك تبقى أنت طفلي و أنا أمك ، أنا أسفة يا بني لأنك سترحل باكراً جداً ، لكنني أختار لك الأفضل .
مسحت دموعي سريعاً و رفعت يدي عن بطني كي لا ألفت نظر كريس و السائق بالأمام ، أنا بالكاد أستطيع أن أتحمل ، لو كُشِف أمري سيُقضى علي .
وصلنا القصر في الوقت المعتاد ، ترجلتُ من السيارة و دخلت حرم القصر دون أن القي التحية ، أنا لا أطيق أن أنظر لأحد حتى ، دخلتُ الجناح و أغلقت الباب على نفسي .
استحممت و بدلت ثيابي ثم جلستُ على الكنبة بشرود ، تنهدتُ بأستياء بينما أفكر ، لو كنتُ أكيدة أنه ابن بيكهيون لربما ترددتُ في إجهاضه ، لكن كون هناك احتمال بأن يكون ابن تايهيونغ ذلك يحتم علي إجهاضه .
نهضتُ لأتوجه نحو الشُرفة و نظرتُ إلى الخارج ، لقد فتح بابها الذي أوصده علي عندما جعلني حرة بالتجول في الحديقة ، لا أعلم سبب التغيير المفاجئ لكن أرجو ألا يغير تفكيره بهذا الشأن .
نظرتُ نحو الأسفل ، إن المكان في غاية الهدوء ، إجتذب نظري المُلحق ، أنه زجاجي من السقف ربما لأبقى مكشوفة لديه من الأعلى .
خرجتُ من الجناح بهدوء بعد أن وضعتُ معطف يستر جسدي فوق الفستان و يقيني من البرد ، إنحنوا لي رجاله فور أن رأوني في الخارج و افسحوا لي المجال لأعبر عنهم .
ذهبت بهدوء إلى الملحق ، أجمل ما فيه أنه يقابل هذه البركة ، دخلتُ إلى هناك و أغلقت الباب دون أن أوصده ، لا أعرف لِمَ جرتني قدمي نحو مجسمات الرحم التي تحوي أجنة و تبين مراحل نموه .
لدي تسعة ، لكل شهر مجسم ، الآن طفلي أكبر بقليل من حبة الفول ، أنا في أسبوعي السادس أي بعد أسبوعين فقط سيصبح شكل طفلي شكل بشري صغير جداً .
لن يصبح !
تجاوزت قليلاً عن المجسمات و نظرتُ نحو الرحم و كيف يكون ، أشعر و كأنني أراه لأول مرة ، يبدو لي غير مألوفاً أبداً ، ربما لأن الشعور حوله يراودني للمرة الأولى .
بينما أتلمسه شرع الباب بقوة لأرفع يدي سريعاً و ألتفت قبل أن يلاحظ ، من يدخل بهذه الطريقة الهمجية غيره ؟
يبدو عليه الغضب و ملامحه مستنفرة ، إزدرئتُ جوفي بقلق و تراجعتُ خطوة أمان عنه ، أيعقل أنه علم بأمر الحمل و أنني أريد إجهاضه ؟!
أمسك بي من عضديّ و جذبني إلى صدره لأصطدم به ثم نبس بين أسنانه المتطابقة .
بيكهيون : لماذا لم تخبريني ؟!
صرفتُ نظري عنه بتوتر و ارتجف جسدي ، لا أعلم كيف يجب علي أن أرد ، نفضني بقوة بين يديه و صاح .
بيكهيون : تحدثي !
شهقت بخفة و ارتجفت .
جويل : أخبرك بماذا ؟!
لا أعلم لِمَ سألته هذا السؤال و لكن ربما قصد شيئاً آخر .
بيكهيون : لا تنزلي هنا مجدداً دون علمي !
تنهدتُ بتكتم ثم أومأت ، حمداً لله ، إن كانت كل هذه العصبية فقط لأنني تنقلت بقصره من مكان إلى آخر ، فكيف لو علم أنني حامل و أريد إجهاض الطفل بل ماذا لو علم أن تايهيونغ آتاني ؟!
يا إلهي ! التخييل وحده مرعب !
جويل : ما كنتُ أعلم أنك تريد مني إعلامك إن أتيت هنا ، سأخبرك في المرات القادمة .
تنهد و ترك ذراعيّ ، محل أصابعه تؤلمني .
نظر إلي يتفحص مظهري ، إنني أرتدي معطف طويل و أضع شعري أسفله ، لن يجد حُجة ليوبخني لأجلها .
بيكهيون : أمي لم تراكِ في الداخل ؟!
جويل : نعم ، لقد صعدتُ إلى الجناح فور وصولي ثم أتيت هنا ، لم يتسنى لي رؤيتها .
أومئ مجدداً بينما عينيه تتحرى صدقي من كذبي و لثبات ملامحي أبان تصديقي ثم قال .
بيكهيون : تعالي لطعام العشاء .
خرج و بقيتُ وحدي مجدداً ، هذا أفضل الآن ، توجهتُ نحو مكتبتي و أخرجتُ الكتاب الذي قرأته مسبقاً ، يتحدث عن طور الأجنة و فسيولوجيا الأم و الطفل .
طفلي يتأثر بمشاعري ، إن شعرت بالفرح سيفعل و إن حزنتُ سيحزن لذا خلال الوقت المتبقي لنا معاً سأحاول إسعاده .
جلست خلف مكتبي و قرأت طور الجنين في شهره الثاني ، تبدأ أعضاء جسده بالتكون خلال هذا الشهر و يبدأ شكله البشري بالظهور ، أشفق عليك يا عزيزي أنك حضيت بأم مثلي ، لو أنك بُعِثت في رحم إمرأة أخرى لكان أفضل لك !
إستندت على ظهر الكرسي و تنهد و قد وجهت نظري إلى السقف ، أنه يقف على الشرفة ، يحتسي شراباً بالتأكيد الخمر ، عاري الصدر و ينظر نحوي .
كما توقعت ، جعل السقف زجاجي كي يراقبني كما يريد من الأعلى ، نهضت بهدوء و وضعتُ الكتاب في مكانه ثم خرجت عائدة إلى داخل القصر ، إنه وقت العشاء .
دخلتُ إلى الصالة حيث توجد طاولة العشاء و يلتف حولها هو و والدته .
جويل : عذراً عن تأخري .
أومأت أمه ببشاشة و هو نظر أمامه ببرود ثم تابع طعامه بهدوء .
وجدتُ طعامي مسكوباً لتوه لذا باشرت بتناول حِصتي بهدوء ، سأغذي طفلي جيداً حتى الغد ، لن يرحل و هو جائع .
بماذا أهذي أنا ؟! جويل أيتها الطبيبة ! تذكري أنكِ طبيبة !
تناولتُ ما يسد حاجتي و كدتُ انهض لكن بيكهيون أشار لي بالبقاء ثم مسح فمه بهدوء بالمنديل .
لحظة ! أصبحت ألفظ اسمه في قرارة نفسي و كأنني أعود نفسي على الأعتياد عليه كزوج ، يستحيل !
بيكهيون : الوزير الفاسد ينظم حفل للترحيب بزوجتي العزيزة ككنة فاضلة له و سيكون هناك صحافة .
نظرت إليه السيدة و قالت ما وددتُ قوله .
السيدة بيون : و هل تنوي الحضور ؟!
تنهد بغصة ، يبدو لي غير راضٍ ألبتة ، أيعقل أن هناك أحد يقدر عليه ؟!
بيكهيون : للأسف نعم، علينا أن نمثل دور العائلة السعيدة رغم إنفصال الأم و الأب الغير قانوني .
إنخفض رأس السيدة بهم و أنا الآن لن أبحث عن مقصده في كلامه .
هذه المرة لن أطيع أوامره .
جويل : لن أذهب !
نظر إلي و شهقت أمه بخفة ترهيباً بينما تناوب نظرها بين كلينا ، هو نظر إلي ساخطاً لكن لا يسعني سوى الرفض .
جويل : هذا المجرم سيجد وسيلة ليشمت بي و أنا لن أقبل بهذا ، يكفيني ما أتحمله هنا !
و نهضت عن الطاولة أقاطع أي إمكانية لإستمرار هذه المناقشة التي من منظوري لا فائدة ترجى منها.
شعرت بأصابعه كالكماشة تلتف حول عضدي ثم به يجر جسدي بعنف للأعلى ، تمسكت ببطني بذراعي الحرة ، أخشى أن يدفعني أو يضربني و يضر الطفل .
ادخلني الجناح بقسوة و دفعني إلى الداخل لكنني تمسكت بذراعه بقوة كي لا أسقط و فور أن أسندتُ نفسي ابتعدت ، رفع سبابته بوجهي على حين غرة و همس مهدداً .
بيكهيون : وقاحتكِ اللعينة في الأسفل أياكِ أن تتكرر !
لا أريده أن يغضب أكثر و يعنفني ، رمشتُ بتوتر بينما أقول بهدوء .
جويل : هو لن يعمل هذا الحفل حباً بي ، هو فقط يريد أن يشمت بعائلتي و يريهم خسارتهم بي ، يريد أن يذلهم و يذلني .
بيكهيون : بالطبع ، فيكفيكِ ما تتحمليه هنا !
قالها بإستهجان لما قلته قبل قليل ، أحياناً ينطق لساني قبل عقلي ، رغم صدق كلماتي ما كان علي قول ذلك ، تجنبتُ النظر إليه و إلتزمتُ بالصمت .
بيكهيون : لن يذلكِ أحد و أنتِ برفقتي ، لن يجرؤ و لا حتى الوزير الفاسد .
نعم ، فقط تذلني أنت و غيرك ممنوع ، ليس ممنوع أن أُذل و لكن ممنوع أن يذلني أحد سِواك ، الأمر ليس بي بل بك .
جيد أن الأمر انتهى على هذا النحو ، لم أتعرض للتعنيف هذا مقصدي ، سأكون هادئة قدر الإمكان .
في المساء مجدداً أتاني في فراشه و مجدداً استسلمت و بكيت و غضب مجدداً حتى أنه كاد أن يصفعني لولا أنني ضممتُ رأسي بذراعيّ و عندما رفعتهما لم أجده .
في الصباح التالي ، ذهبتُ إلى المستشفى في موعدي ، الأمس لقد مَسني و كما كان دوماً قاسٍ و أناني .
أرجو أن طفلي الصغير لم يتضرر ، لا بأس عزيزي ، الآن خلاصك منه و مني و لك السلام و الحب لو كنت ابن تايهيونغ .... و حتى لو كنت ابن ذلك الوحش فلا ذنب لك .
رافقني إلى الداخل كريس و اثنين من الحرس غيره ، تلك حياة تعيسة بالفعل التي أعيشها ، فبكل خطوة أصرفها هناك عين تراقب ، ذهبتُ إلى دورة المياه لأرتدي معطفي و افرد شعري ، كريس يراني بشعر مفرود و لم يقل شيء لرئيسه ، أشعر بالأمتنان له .
منعتهم أن يتبعوني إلى غرف المرضى و من هناك إستطعتُ الفرار منهم عبر المصعد المخصص للموظفين ، وضعتُ يدي على صدري بينما أتنفس بسرعة ، يا إلهي كما أنا خائفة .
خرجتُ من المصعد لأجد بوجهي كريس ، شهقت بفزع منه ، إنحنى لي بإحترام لذا مثلت أنني طبيعية عندما تحمحمت بخفة ، رفع رأسه و نظر إلي .
كريس : سيدتي ، لا أستطيع أن أسمح لكِ أن تهربي .
جويل : أهرب ؟! أنا لا أفكر بالهرب يا كريس !
جيد أنه يظنني أحاول الهروب فقط .
كريس : إذن لماذا تتخفين هكذا ؟!
تأفأفت باضطراب و أسندت جبيني بالفرغ بين إبهامي و سبابتي .
جويل : أنا أراجع عيادة لأنني مريضة قليلاً .
رفعت رأسي أنظر له ، كان القلق بادٍ على وجهه ، أيعقل أنه يشعر بالقلق علي ؟!
جويل : لا تخبر رئيسك أرجوك !
أومأ لي ثم افسح لي الطريق لأمر من جانبه ، عرجتُ في نهاية المطاف إلى عيادة الطبيبة ، حضرتني للعملية و ها أنا أمثل على سرير الإستطباب .
هبطت دمعتي حارة تسلخ روحي و تسلخ عني إنسانيتي ، أنا آسفة يا صغيري أنني أنحر عنقك و أصرفك عن الحياة قبل أن تلجها لكن لا خيار لي سوى ذلك ، إن ما ذهبت الآن ستذهب لاحقاً إذن فلترحل على يد رحمة أفضل من أن ترحل على يد طاغية لا يعرف الرحمة .
" أنتِ بخير ؟! "
مسحتُ دموعي سريعاً و أومأت للطبيبة و دسست إبتسامة كاذبة لا تعكس روحي المهشمة .
جويل : نعم بخير .
غرزت طبيبة التخدير بيدي المخدر و خلال لحظات فقدتُ الوعي ، هذا النوع من التخدير يلم الجزء السفلي من الجسد ثم العلوي ، و في اللحظة التي تشعر برأسك ثقيل تفقد الوعي .
لا أعرف كم مضى من الوقت ليخلصوا طفلي مني ، لكن ما أدركه أنه تخلص مني في النهاية ، فتحتُ عينيّ على ضوء يسطع من سقف الحُجرة ، لا أميز ما حولي و لا أستطيع حمل رأسي فقط ما شعرت به دمعة تنساب على وجنتي .
ما زلتُ حية لكنني قتلتُ طفلي ، يبدو أنني استفقت من حالة الهذيان ، هذا النوع من المخدر يجعل المريض يهذي حتى يذهب مفعوله بالكامل .
ها أنا أدرك الآن أنني بغرفة مخبأة تتبع للعيادة ، لقد طلبتُ منها أن تبقيني بالداخل و تتكتم على العملية ، الآن فقط أحتاج وقتاً لأستعيد قوتي ، وداعاً يا طفلي !
لا أعلم كم مضى من الوقت و أنا في هذه الحالة أحاول إستعادة قوتي ، الطبيب المسؤول عن تدريبي بالتأكيد شعر بغيابي ، أنا سأحدثه فور أن أخرج من هنا و أستعيد بعضاً من قوتي .
أغمضتُ عيني و انفجرت عيون من الألم في صدري ، ها أنا قتلتُ روحاً و ها قد بدأت آخذ من طِباع ذاك المجرم المغتصب ، بدأتُ أخشى على نفسي من نفسي في المستقبل ، أخشى أن هذا أول الطريق فقط ، أقتل نفسي قبل أن أصبح على شاكلته القذرة .
شعرتُ بحركة خفيفة حولي لأوجه نظري نحو الصوت و قلبي بدأ يطرق بالفعل كطبل جامح رنّان ، أرجو ألا يكون هو !
شهقت بقوة حالما ترآى أمامي و ارتجفت أوصالي .
" تحاولين قتل طفلي ؟!"
.......................................................
سلااااااااام
أنا أسفة جداً عن التأخير الي صار و لكني بالفعل كنتُ مضطرة .
بتمنى أنكم تصوتوا لإكسو بسومبي و لا تنسوا واجبنا تجاه الأعضاء .
عيد ميلاد سعيد لشيوميني❤😍
البارت القادم بعد ١٠٠ فوت و ١٠٠ تعليق
١. رأيكم بسياسة جويل الجديدة للتعامل مع بيك ؟
٢. خبر حملها و اجهاضها للطفل ؟
٣. تتوقعوا من والد الطفل بيك أم تاي ؟ و من الذي دخل على جويل في النهاية ؟
٤. رأيكم ببيكهيون و معاملته الأقل قسوة من العادة ؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі