تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH89|| مُقرمشات
" مُقرمَشات"










أشعر أن ما بيني و بين بيكهيون لا يزال أضعف من أن يربطنا معاً، كروح واحدة بجسدين، لطالما كان هذا السبب الرئيس للنزاع بيننا، أننا لا نتفاهم، لا يفهمني و لا أفهمه.

و هذا سيء... سيء جداً

السنين لم توّفق بيننا حتى لو توهمنا أنها وفّقت و جمعتنا، في مثلِ هذه المواقف تظهر الحقيقة جرداء من خربشات الحُب، أننا لسنا على وِفاق، و لكننا بنفس الوقت لا نستطيع أن نتخلى عن بعضنا.

أنا أحبه، و أعلم أنه يحبني، يحبني ربما أكثر مما أحبه أنا، فهو لأجلي تغيّر كثيراً، و غيّر الكثير من مُعتقداته و مبادئه ليقترن بي، لطالما أحببتُ صِدق مشاعره لي.

حتى أن كل بادرة قام بها للتقرُب مني لا أنساها، بل هي محفورة في ذاكرتي، منذ يوم أن غسل لي الفراولة حتى اليوم، لم أنسى شيء.

و هو كان أفضل من ظنوني في كثير من المواقف... لم أظنّ به أنه سيبقى مُعلّقاً بشِباك حبي بعدما عُدت لتايهيونغ و تركته خلفي.

لم أظنّ به أنه سينهار عاطفياً عندما أخبرته أول مرة أنني أحبه.

لم أظنّ به أنه سيتقبل ابنتي رغم ضراوة العداء بينه و بين والدها، و رغم أنني أوهمتُه أنها منه،  رغم أنني خدعته بها.

لم أظنّ به أنه سيحبني إلى هذا الحد، و يحتفل بي بحُب و حَفاوة.

لم أظنّ به أنه سيصدقني عندما أخبره أن ابني هذا منه.

لم أظنّ به أنه سيُعيدني إليه أخيراً و يحتضنني.

لم أظن أنه سينسى الماضي، و يبتدأ معي من جديد.... لقد تفوّق على ظنوني كلها.

لذا أنا أفهم أنه يحبني كما لم يحب من قبلي أحد، و لن يحب من بعدي أحد، و أنا أحبه، أنا من كل قلبي أحبه.

له مكانة شاهقة في قلبي لم يصلها أحد، يستحوذ على شتّى مشاعري كما لو أنه يُمسك بحِبال قلبي، و يُقلّبهُ كيفما يشاء بين يديه.

أنا أحبه و هو يحبني، هكذا نحب بعضنا، بمبالغة و بترف، لكن و للأسف ما زِلنا لا نتفاهم بشكلٍ كاف.

ما فعلته من أجل تايهيونغ، ليس لأنني أشفق عليه، بل لأنه واجبي، أنا و حبي قُدنّاه إلى هذه الحالة العقيمة، لذا أنا من وجب عليه أن يخرجه منها.

هذا واجبي، و هذا تكفير لذنبي، أنا السبب بما حدث له، أنا التي تركته، و رميت بحبه خلف ظهري، و ركضتُ لغيره.

لقد إصطاد قلبي ملاك كيوبيد، ملاك طائش و عابث، أصاب قلبي بسهم من حب بيكهيون، لستُ أندم أنني أحب بيكهيون، لكنني أندم أنني جرحتُ تايهيونغ.

أنا لستُ مثاليّة، أنا بشر طبيعي، لذا لا أحد يحق له أن يلومني لِمَ أحببت بيكهيون بعد كل أفعاله بي.

ببساطة لأنني لم أحب بيكهيون الذي حقد علي إطلاقاً، لا أحبه، سأكرهه للأبد، لا أحب الرجل الذي اغتصبني، لا أحب الرجل الذي غصبني،  و أهانني، و عذبني.

أنا أحب بيكهيون جديد، بيكهيون أحسن لي، بيكهيون الذي تقبلني، بيكهيون الذي إستطاع أن يضحي بحياته ليحميني، بيكهيون الذي جعل نفسه طُعماً لذئب بريّ، بيكهيون الذي أعطاني آخر رصاصة في سلاحه، لأحمي بها نفسي و هو ترك نفسه للهلاك.

بيكهيون الذي يحبني، هذا هو بيكهيون الذي أحبه.

و بموجب هذا الحب؛ تخلصتُ من الماضي بدوري، و بيكهيون قتل الحاقد، نحن ولدنا من جديد، و بدأنا من جديد.

في الحقيقة؛ أقوى حب هو الحب الذي يُغيرنا ليجعلنا نتناسب، عندما تكتمل عيوبه بي و تكتمل عيوبي به، لا يوجد إنسان مثالي، و لكن علاقة مثالية لربما تكون موجودة، نحتاج بعض الصبر.

...............................
 

مُذُ ساعات و أنا أحبس نفسي في جناحي الخاص، حتى أنني أغلقتُ بابه، و ما سمحتُ له بالدخول مهما طرق، أنا غاضبة منه بقدر غضبه مني.

أدري أنه تغير و تحسّن حاله،  لكن غضبه ما زال جامحاً جائحاً كما كان دوماً، الطبع غلّاب في نهاية المطاف، و أنا طموحاتي ليست خيالية بشأنه، لا أتوقع منه تحسُن في حالة غضبه.

عندما رفع يده بوجهي، و لوهلة ظننتهُ سيصفعني، شعرتُ بنفسي على حافة الإنهيار و كأنني عُدت للصِفر معه، و أنا التي كُنت أنتعل القوة أمامه، هربتُ منه حافيّة القدمين.

لكنه أستطاع أن يكظم غيظه، و يده ما تطاولت علي، هذا تحسُّن.

أنا لم أُخفي فعلتي عنه، لأنني خائفة من غضبه بقدر ما كنتُ خائفة من أن يعرقلني، لذا الآن لا بأس عندي ما دمتُ قد نفّذت خُطتي، سأجابهه حتى يستسلم لي.

سمعتُ صوتَ طرقٍ خفيف على الباب، لكنه من أيادي كثيرة و صغيرة، أنه كالنّقر، لم يكُن صعب علي أن أدرك أنهنّ بيرل و جيني.

نهضتُ لأفتح الباب لطفلاتي، و بالفعل كُن الصغيرات برفقة عمتهنّ، إنكببن على حُضني يعانقنني بلطف.

" لقد سمعنّ صوت صياح بيكهيون و شعرنّ بالهلع، إحتجتُ وقتاً لتهدئتهن"

تنهدت بينما أربت عليهنّ، لا أريد أن يصل الحجر إلى ضروسهنّ، علينا أن نتفاهم بهذا الشأن، أكره أن يعلم أي أحد سِوانا بخلافاتنا، و ما أكرهه أكثر إحتمال أن تنعكس خلافاتنا على أطفالنا، لا أريد أن يتأثرنّ.

دعوتُ نانسي إلى الدخول، ثم أغلقتُ علينا الباب، كي لا يُباغتنا بيكهيون بدخولِ المُحارب العسكري ذاك.

بالنسبة للنانسي، نحن علاقتنا سطحيّة تقريباً، ليس لأننا نُريد هذا الجفاف بيننا، لكن الظروف حكمت علاقتنا.

أنها أحبت أخي، و أنه إنتقم من بيكهيون عبرها لأجلي، و أنها من أعلمت بيكهيون عن تواصلي سابقاً مع تايهيونغ... هذه أمور كثيرة أكبر من أن نقدر على تجاوزها بسهولة.

جلست نانسي على الأريكة و بيرل كانت بحُضنها تلعب بقلادتها، أما جيني فركضت خلفي إلى البار القصير في الجناح.

سابقاً كان الجناح يحوي الخمر فحسب لأجل بيكهيون، لكنه الآن يحوي أصناف أخرى، قهوة سريعة التحضير، شوكولاتة ساخنة، مشروبات عُشبية أخرى أفضلها... هذه كلها لي.

عصائر طبيعية، مبشروبات صحيّة، حليب ينكهات مختلفة... هذه لجيني و بيرل.

و رُكن صغير جداً، به بعض زجاجات البيرة و الكحول... هذه لبيكهيون.

لقد لاحظت أنه ما عاد يشرب بنهمٍ كما كان يفعل سابقاً، منذ أن عُدت إستهلك علبة بيرة واحدة فقط، و هذا جيد، أود لو أنني أرمي بكل هذه الكحول من الجناح و من حياته للأبد.

إلتفتُ إلى جيني بعدما حضرتُ كوبي قهوة لي و لنانسي، فوجدتُها تقف على رؤوس أصابعها و تمد بيديها إليّ.

" ماما... حليب"

إنخفضتُ أحملها على ذراعي، و قبّلتُ وجنتها التي أصبحت مُكتنزة مؤخراً، لقد لاحظتُ أمراً على جيني، أشك بأن مناعتها قوية، إن أخبرتُ بيكهيون سيجن جنونه، سآخذها إلى المستشفى، و أجري لها بعض الفحوصات.

جيني تذكرني بنفسي عندما كنتُ حامل ببيرل، أذكر حليب الفراولة الذي كان يحضره بيكهيون لي، جيني تحبه جداً.

فتحتُ الثلاجة الصغيرة التي هنا، و خيّرتها بين النكهات فاختارت الفراولة، أعطيتها عبوتين ثم أنزلتها، أخذت واحدة لها و ركضت تُسلم الأخرى لأختها، كم هي لطيفة!

جلبتُ كوبيّ القهوة لي و لنانسي، ثم رفعتُ جيني إلى حِجري.

" أرى الحياة عادت تغزو وجهكِ؟ كيف تشعرين مؤخراً؟!"

تبسّمت تُجيبني بعدما تنهدت، و كأن ثقلاً كان على صدرها و ارتفع.

" بحالٍ أفضل، أشعر بالحرية و كأنني كنتُ مقيدة و قد تم تحريري، لا تدري كم كان صعباً علي تقبل وجود أحد في حياتي من بعده"

أومأت و زفرت تنهيدة، إنني أرى الألم في تعابيرها، لستُ جاهلة كي لا أفهم أنها ما زالت تُحب أخي، رفضّها للتقدم وحده دليل قوي على تمسّكها بمشاعرها لدي او.

أمسكتُ بيدها، فإلتفتت تنظر إلي، و زيّفت بوجهي إبتسامة، نفيتُ برأسي.

" لا حاجة أن تزيفي هذه الإبتسامة، كي تشعريني أنكِ بخير، أنا أعلم أنكِ تُحبينه رغم مرور كل هذا الوقت، و رغم أنه كسر قلبك"

أخفضت رأسها عن مواجهتي فقد علمت أنني أفهم مشاعرها، و أنا علمت أنها على وشك أن تبكي، فتحتُ لها ذراعيّ، و هي أتت سريعاً لتدُس نفسها في عِناق معي.

مسحتُ على شعرها بلطف، و لم أحاول أن أقوم بتهدئتها، تركتها تبكي كما تحتاج، دي او الغبي، انظر ما تسببت به لها!

هدأت بعد وقت، و ذلك بفضل بيرل و جيني، فهنّ قد جعلناها تكف عن البكاء عندما تسلقتانا لمواساة عمتهن.

" لا بكاء... نانا!"

تلك كانت بيرل، أنهنّ ينادينّها نانا إختصاراً لنانسي، و هذا لطيف جداً.

رفعت نفسها عني و باشرت بمسح دموعها أمام بيرل و جيني لتثبت لهنّ أنها كفّت عن البكاء، ثم إحتضنت الصغيرات.

" هل تُريدي أن أتحدث معه؟!"

سُرعان ما نفت برأسها تقول.

" لا أريد، لقد بقي له داخلي جروح، ستندمل مع الوقت، أنا مقتنعة أنه لا يستحقني، و أنا ما عدتُ أريده، سأوجه حياتي بمنحنى لا يشمله"

أرجوك ذلك، هذا سيكون أفضل لأجلها، أخي بالفعل لا يستحقها.

غادرت نانسي بعد وقت، و أنا بقيتُ في الداخل، في الحقيقة إنني لا أجرؤ على الخروج، أخشى أن أتصادم مع بيكهيون علانيّة.

قضيتُ وقتي مع بيرل و جيني، وضعتهنّ على سريري و جلستُ أمامهنّ، لعبنا معاً حتى نمنّ، نقلتهن إلى أسرّتهن، لقد مرّت ساعتين بالفعل، أحب الوقت الذي أقضيه برفقتهنّ، أجد أن وجودهنّ في حياتي سبباً كافي لأكون سعيدة.

لقد قارب منتصف الليل و بيكهيون لم يعُد بعد، نهضت إلى الشُرفة انظر من خلالها إلى بوابة القصر إن كانت سياراته هنا أم هناك نقص في عددها، لكنه كان يجلس مع أخيه يتبادلان الحديث في الحديقة.

صدف أن رفع نظره إلى الشُرفة و رآني أقف عليه و أنظر له، لكنه تجاهلني و انخرط في حديثه مع أخيه مجدداً، أرجو أن يكون قد هدأ.

عدتُ إلى الداخل، بدلت ثيابي إلى ثياب نوم مريحة، ارتديتُ ثوب أسود و توجهت للسرير، لقد أصبحت أكره اللونين الأحمر و الأبيض، و ذلك بسبب الهوس الذي لاحقني طوال السنين الفائتة.

أرجو أن يعود بيكهيون قبل أن يغلبني النُعاس و أغفو، بل أرجو ألا يهجرني، تعال، إنني أنتظرك...

إنتظرتُه في السرير ساعة كاملة و لم يظهر له طيف، و عندما قررتُ النهوض و الذهاب إليه دخل، مثّلتُ أنني نائمة حتى أرى ما هو بفاعل، إختفى في غرفة الثياب لبعض الوقت، ثم خرج يرتدي بنطال خفيف و أتى بجانبي.

لا تعطيني ظهرك... لا تفعل!

لكنه فعل! و أعطاني ظهره! و نام!!!

أذكر أنه إشترط علي قبلاً أنه لا يحق لنا أن ننام و ظهر أحدنا للآخر حتى لو كنا متخاصمين، لو أنني من أخلّ بقواعده هذه لكان الآن يُشاجرني.

لكنني لن أصمت سيد بيون بيكهيون، لن أصمت، أنت أعطيتني ظهرك، أنا سأعطيك السرير بأكمله.

نهضتُ منزعجة من مكاني و حملتُ وسادتي، رميت بها على الأريكة و أتيت بغطاء، ثم رميتُ بجسدي على الأريكة، و احتضنتُ وسائدها، خذ السرير لك وحدك، لا أريده!

تدثرتُ بغطائي، و ضممتُ نفسي إلى باطن الأريكة، أردتُ أن أغط بالنوم بحق، فتلك الأريكة أدفئ من حضنه اللئيم، لكن لم تمر دقائق حتى سمعت صوته من عند السرير يقول بلهجة آمرة.

" عودي إلى هنا!"

لن أجيبه، فليعلم أنني أيضاً أستطيع أن أبتعد عنه، و أعاقبه كما يعاقبني، فليعلم أنني لا أتحرك ضمن أهواءه.

سمعتُ صوت دبّات أقدامه على الأرض تقترب مني، هو غاضب بالفعل، رفع عني الغطاء بغلظة حتى أن شعري طار كما أطراف ثوبي، و بان مني ما جعله يشيح بوجهه عنه و يزدرئ جوفه.

" عودي إلى السرير يا جويل!"

احتضنت جسدي بذراعيّ و ما أجبته، فلتشتعل بمكانك كما تفعل بي، رجلٌ لئيم!

تفاجئتُ به يحملني بين ذراعيه، شهقت أتمسك به و هو همس.

" لا تُثيري سخطي أكثر مما أنا ساخط عليكِ!"

وضعني على حصتي من السرير بحذر، و قبل أن يبتعد عني تمسكت بعنقه أقول، فأنني أعلم بنقاط ضعفه أمامي، أنوثتي، سألعب على هذا الوتر، يعجبني العبث به.

" أنسيت قاعدتك الأولى سيد بيكهيون؟ أن لا تمنحني ظهرك عندما نتشاجر، لو أنني من خرق القاعدة لكنتَ أغدقتني بغضبك و توبيخك!"

أمسك بيديّ و حاول دفعي عنه و همس.

" يحق لي ما لا يحق لغيري"

  تمسكت به سريعاً و اجتذبته من عنقه إليّ،  شعرتُ ببدنه يقشعر إثر إستفزازي له، ثم تنهد بقوة عندما مسّت شفتيّ شفتيه، أنا فقط تكلمت فوق شفتيه، و هو ربما أراد قُبلة.

" لا حبيبي، لا يحق لك"

نظر في عينيّ بشيء من الإنزعاج، و حاول الأبتعاد مجدداً عني، لكنني قيّدتُ خصره بساقي، و اجتذبته من عنقه أكثر، تحرشتُ بوجنتيه بشفتيّ، حينها تنهد بشيء من الغضب و نبس.

" اتركيني!"

و كأنه قال لي أن أقترب، أعلم أنني بعرض أنثوي مستفز كهذا أستطيع كسر شوكة حِنقه عليّ، أحطتُ عنقه بكفيّ و طبعتُ على طرف شفتيه قُبلة، كانت الأولى فجعلته يزفر بقوة، لقد تشتت مشاعره.

إنحدرت قُبلاتي إلى فكه ثم عُنقه، قبّلته بخشونة كما يفعل بي حتى انكمشت ملامحه.

" توقفي!"

همس بصوتٍ مُعذّب فابتعدتُ لأنظر في وجهه، أنه يصرّ على أسنانه و يتنفس بصعوبة، وجهه قد إحمرّ، و عروقه قد بانت من أسفل جلده، لقد أتعبته، تستحق حبيبي.

أفلتّه فزفر يرمي نفسه بجانبي، رفع ذراعه ليركنها على جبهته التي تلمع بحبّات من العرق، و بين لِهاثه و إجهاده همس.

" توقفي عن استغلال مشاعري، لم أنسى ما فعلتِه"

وضعتُ رأسي على صدره، و أحطتُ خصره بذراعي أقول.

" سأستغل مشاعرك للأبد!"

رفع يده عن جبهته و نظر لي فابتسمت، نفى برأسه و تمسّك بخصري يقول مُنهكاً.

" هذا لن ينفع، نشبتِ حريق بداخلي، تحملي النتائج"

سأرحب بها و أمدك بكل حُبي، فقط كُن عليّ أحنّ، أحبني كما يُملي عليكَ قلبك، لا كما يُملي عليكَ كبريائك.

صعدتُه ثم دوّخته بحبي، بعدما إلتقينا عن حُب و وِد مرة، تجاوزتُ خوفي منه، و أصبحتُ قادرة أنه أحبه كما أريد، و أجعله يحبني كما يريد.

و لأنه كان لطيفاً و مُراعي معي؛ ساعدني لأرمي بتلك الذكريات بقعر ذاكرتي، و أكون معه إمرأة تُحبه، إمرأة لرجُلٍ يحبها.

نهشت من شفتيه بأسناني، و ما تركتُ له مجالاً ليعترض فلقد غزوت عنقه لاحقاً، حملي يجعلني أحبه و أريده، و أنا سأستغل حملي لصالحنا.

" مُنحرفة!"

ضحكت عندما شتمني لكثرة ما قمتُ بإغاظته، لكنه إنتقم مني أحسن إنتقام لاحقاً، لقد إشتعل وجهي خجلاً، و أردتُ الهروب من بين يديه، عندما همس لي بنواياه القذرة، لكن الأوان قد فات.

في النهاية؛ ها أنا بين يديه نائمة، و بحضنه مُتدفئة، و على صدره متوسدة، و بذراعيه مُتدثرة.

كتبتُ فوق قلبه اسمي، ثم ابتسمت عندما إلتقط اصبعي و قبّله، همس بينما يسرح شعري بأنامله.

" كنتِ بخير، خشيتُ أن تبكي، أو تنفعلي، لكنكِ بخير أخيراً"

رفعتُ رأسي إليه فنقر قُبلة على أنفي، ثم افسح لي بإنزواء وجهه قليلاً عني مسافة لأتحدث.

" ربما أنت لا تذكر، لكن عندما كنّا في أسبانيا و اقتربت مني بكيت، لكنني إستطعت تجاوز خوفي بما أنك لطيف معي و تتفهمني"

أطبق شفتيه لبضع ثوانٍ، و قبل أن يبدأ عقلي تحليل صمته بسلبيّة، همس و براحته يحتضن وجنتي.

" ليتني أقدر عن مسح الماضي و كأنه لم يكن، آمل لو يأتي اليوم الذي ننسى فيه كيف اجتمعنا تحت سقف واحد، لا أملك ما أعوّضكِ به لأن لا شيء قد يعوضك، أملك كلمة آسف فقط، أنا آسف يا جويل، أرجو أن تعيشي بسعادة معي حتى لو ما سامحتني، شيء كالسماح، لا أستطيع أن أطلبه منكِ، لا حق لي"

وضعت يدي على شفتيه أطلب منه الصمت و نفيت برأسي، أراه بتشوش بفعل الدموع العالقة بجفوني، لكنني أرى الندم في ملامحه بوضوح.

" لا تقل أنك لا تستحق، أنت الذي تستحق دوماً، يكفيني أنك تغيرت و سلمتني قلبك، أنا سامحتك منذ أن أحببتك، لا تفكر بالأمر ثانية، أنا و أنت سنعيش بسعادة مع أطفالنا، هذه نهايتنا السعيدة"

أومئ لي و ابتسم فقبّلتُ مبسمه، سُرعان ما أخرجنا من هذه العواطف التي تلبستنا و جعلني أضحك.

" أنتِ إستهلكتِ حصتكِ في تقبيلي لسنة كاملة للأمام، ماذا عني؟ ماذا تركتِ لي؟!"

حركتُ كتفي بجهل، ثم كُنّا أشقياء...

.............

في الصباح الموالي تحرك بيكهيون غافية عينيه ليُمدد عضلات ظهره على الفراش أسفله و تنهد بوسن، لكنه أخيراً شعر بها تنام على صدره، رفع يده و وضعها فوق كتفها، وجودها غافية على صدره بأمان جعله يفكر بمدى صِحة حديثها بالأمس.

ليس بأن تايهيونغ مريض و أنه يستحق فرصة فحسب، بل أنه بحاجة طبيب نفسي أيضاً، يدري أنها لم تقول ذلك بلسان الغضب فحسب، بل أن إقتراحها ذاك و إن خرج في وقت غير مناسب، لكنها كانت تفكر به بالفعل.

تناول هاتفه من على المنضدة، ثم رفع جويل عنه برفق و حذر لتنام على السرير بآمان.

لقد كانت مشاغبة بالأمس بشكلٍ مُباغت فاجئه، يحبها هكذا، بل إكتشف أنه يحبها بكل حالاتها، لكن فعل الأمس لم يكن يتوقعه منها إطلاقاً.

كالحلم مرّت الليلة الفائتة، سيسجلها في ذاكرته للأبد، و يتذكرها بين الحين و الحين و يبتسم، لأنها ليلة العمر بالنسبة له، ليلته الأولى مع حبها.

نهض ليقف إلى الشُرفة ثم نبّش بهاتفه عن " راعية حفاظات جيني" و ها هي، اتصل بها و إذ بمساعدتها ترد.

" عيادة سُرى للطب النفسيّ، بماذا أخدمك سيدي؟"

"هذه خطوة صحيحة بيكهيون، لا عار في مراجعة طبيب نفسيّ، أنا أريد من تصليح نفسي، لأجل أطفالي، و زوجتي، و أفراد عائلتي جميعاً، و لأجلي، لكي أحب نفسي كي أستطيع أن أقدم حبي، و لأقدر على تجاوز الماضي، لأسامح نفسي، أنا بحاجة لأن أمسح من قلبي ما بقيّ فيه من حقد."

" مرحباً؟!"

تنهد بعد تفكير مع نفسه و أجاب.

" نعم، أريد حجز موعد لدى الطبيبة، ضعي اسمي في آخر موعد"

همهم.

" اسمك لو سمحت؟"

لربما يصل الأمر للصحافة، لربما ينعتونه بالمريض النفسي، و تعود المقالات الذي كان سبباً في إنتشارها إلى السطح، لكن كل هذا ليس مهماً الآن، الأهم هو السعادة التي ستأتي من خلف هذه الخطوة.

" بيون بيكهيون"

" حسناً سيدي، تستطيع أن تأتي اليوم لو أردت في تمام الساعة السادسة مساءً"

نظرت إلى صغيراته بأسرّتهن و أجاب.

" سآتي"

أنهى المكالمة ثم اقترب من السريرين المتجاوين، تبسم و هو ينظر في وجههن المستغرقة بالنوم، إنهن دُبتي نوم كأمهنّ و إلا كيف نِمن رغم الضوضاء التي أفتعلاها الليلة الفائتة.

تحمحم ثم حرك رأسه للجانبين، عليه ضبط أفكاره الآن، فليبقى تحت السيطرة اليوم...

توجه لتحضير نفسه للعمل، و بعدما إستحم و ارتدى بدلته؛ خرج ليُصفف شعره أمام المرآة، و شغّل المجفف.

لم ينسى أنها تزعجه بصوت المجفف كلما تشاجرا.

" بيكهيون!"

تذمرت من مكانها، ثم قعدت على السرير تتباكى.

" أيها اللئيم! لِمَ لا تتركني أنام؟!"

تجاهلها يضع ساعته في يده، ثم رشَّ من عطره بطريقة مستفزة، إذ بعدما رشّ ثيابه، رشّ فوق باطن معصميه و دلّك عنقه بإغراء أمام جويل التي تنظر له عبر المرآة.

جويل بغيظ شديد من تصرفاته هذه؛ إستقامت تقف بركبتيها على السرير، و كادت أن تتكلم لولا أنه إلتفت لها سريعاً يُصفّر بعبث بينما يرمقها بنظراتٍ غير سويّة على الإطلاق.

سرعان ما رفعت عليها الغطاء و رمت بجسدها على السرير تشتم نفسها.

" حمقاء حمقاء! هذا محرج!!"

ضحك بيكهيون بخفة ثم خرج، من الجيد أنها نَست بشأن أنه جرّدها من ثيابها بالأمس، و أنعمت عليه بهذه الإطلالة الساحرة في هذا الصباح الجميل حتى لو كان لوقتٍ قصير جداً.

تذمرت بإحراح شديد تتباكى أسفل الغطاء.

" أكره نفسي!"

........................

اجتمعوا على طاولة الإفطار، بيكهيون يترأس الطاولة، أمه على يمينه، أخيه و عائلته بجانبها، جويل على يساره، تفصل بينها و بينه مقعدين للأطفال مخصصين لجيني و بيرل، ثم نانسي و الذي يجلس قِبالتها جونغداي.

غمزها بعبث متستراً عن نظرات بيكهيون، و نانسي تنهدت بأستياء تُشيح ببصرها عنه، لكنه ما توقف إلى هذا الحد، بل نقر قدمها بمقدمة حذاءه من أسفل الطاولة، دُهشت تنظر إليه فأشار لها بيده على شكل سماعة هاتف و قربها من أذنه يهمس.

" رقم هاتفك"

لكنه سُرعان ما جلس بإستقامة و نهم من صحنه عندما نانسي فجأة قالت و بصوت مرتفع.

" أخي بيكهيون!"

تبسّمت بتشفي بسبب حالة الذُعر، التي وصل لها جونغداي أمامها، لكنه تحتاج تفسير السبب خلف مناداتها لأخيها هكذا، و خصوصاً أنها لفتت إنتباه كل الجالسين على الطاولة.

إلتفتت ناحية بيكهيون، الذي قد توقف عن إطعام نفسه و ينتظر أن يسمع لأي سبب نادته.

" هل أستطيع أن أعود إلى عملي؟!"

تسآلت برهبة، ربما هذه كانت فرصتها لتطلب أن تستعيد حياتها و كيانها السابق، هو وضع شوكته و سكينه إلى جانبيّ الطبق فابتلعت جوفها لأن الجديّة و الصرامه قد كبّلت الجو القائم على الطاولة.

" لن أقول لكِ نعم..."

أنكست برأسها و شعرت أن الدموع قد تسرّبت لتشوش بصرها، لكن تتمة حديثه أتت سريعة.

" و لن أقول لكِ لا، نحن نحتاج أن نتحدث فيما بيننا ثم سأقرر إن كنتِ ستعودي على رأس عملك أم تبقي هنا"

شعرت الآن أنها تملك الفرصة لتستعيد حياتها، لأن لهجة بيكهيون هذه تقول "نعم مشروطة"، أومأت ثم إلتزمت الصمت، ثم عاد الجميع إلى الطعام حتى جونغداي الجبان.

الجميع كانوا هادئين، و يتناولوا طعامهم بصمت، إلا بالطبع جيني و بيرل فهنّ يتشاجرن بشكلٍ ملحمي على موزة، هذه تصرخ و تأخذ الموزة و هذه تصرخ و تسرقها مجدداً.

ثم جيني أخذت تصرخ و تركل بقدميها طاولتها و تضربها بيديها لأنها خسرت لصالح بيرل، فوجدت أن الإستنجاد بأبيها خيرُ الحلول، إذ كمشت بيدها الصغيرة على كُمّه و صاحت تبكي.

" بابا...بابا!"

مدّت جويل يدها، لتأخذ من بيرل الموزة، و عندما فعلت أخذت تصرخ هي الأخرى، قسمت الموزة نصفين و قدمته لهنّ، لكنهن أعرضن عن يدها، و لم يقبلن به.

إنهن لا يقبلن بشيء ناقص، هذه تربية بيكهيون و دلاله الزائد، و نعم هي تلومه الآن.

حمل بيكهيون لأجلهنّ قرنين، و سلّم كل واحدة قِرن سليم مُعافى قائلاً.

" يكفي شجاراً أنتِ و هي!"

و عندما لامسن الصغيرات التوبيخ في نبرته أعرضن عنه و تشاركنّ الموز بعد عِراك طاحن، فعلّق بإنزعاج.

" طفلات فاسدات!"

ضحك الجميع بيما فيهم السيدة هانمي التي علّقت.

" هذا الشبل من ذاك الأسد، فاسدات كوالدهنّ"

و ما تركت مجالاً لبيكهيون أن يتذمر، فالجميع تكتم على ضحكاته خشية من بيكهيون، أما هي فتسآلت بإبتسامة خفيفة.

" جويل، ألا تراجعي طبيبة من أجل حملك؟!"

لقد أهملت حملها هذا كما أهملت حملها ببيرل، رغم أنها تعلم أن حملها يتطلب عناية خاصّة، لكنها ما حصلت على الوقت الكافي لتفكر بالإلتزام مع طبيبة، حياتها كعجلة الطاحونة، تطحن كل الضروس التي تمكنها أن تهضم حياتها هذه، و تستمر بالدوران.

نفت، جويل حتى ما فكرت بالأمر، تنهدت هانمي بشيء من الأستياء ثم تحدثت إلى بيكهيون.

" بيكهيون، خذ جويل إلى طبيبة مختصة كي تراقب حالتها"

أومئ لأمه ثم إلتفت لجويل يقول.

" حضّري نفسكِ إذن بعد أن تنتهي من إفطاركِ"

أومأت، و بيكهيون نهض يمسح فاهه قائلاً.

" نانسي إن إنتهيتِ اتبعيني"

و نانسي سريعاً ما نهضت لتسير خلفه، خرج إلى الحديقة و سار و هي خلفه ببضع خطوات حتى وصل حوض الماء، وقف أمام الماء ثم قال بعدما وقفت بمحاذاتها.

" تحتاجي أن تعديني قبل أن أسمح لكِ بالعودة"

سرعان ما أومأت تقول.

" موافقة على كل شروطك أخي، أنت فقط امنحني فرصة ثانية، و صدقني لن أخذلك مجدداً، أعدك!"

إلتفت لها ثم إمتزج بهدوء شيء من الحِدة عندما قال.

" أولاً؛ ممنوع ثم ممنوع ثم ممنوع أن يحصل أن تلتقي بكيونغسو و لو كان بالصدفة، و لو حدث أعلميني فوراً و إلا سأعتبركِ تخوني ثقتي"

أثارت نبرته الحادة في نفسها الخوف لكنها أومأت موافقة و اتبعت.

" حسناً، أعدك بأنني لن ألتقي به إطلاقاً"

أتبع بذات الحدة.

" ثانياً؛ لا علاقات أياً كان نوعها مع الرجال، لا صداقة و لا زمالة، أنتِ ستعملي بالشركة و تلتزمي بشروطي"

أومأت فاتبع.

" بمجرد ما ينتهي عملك تعودي إلى المنزل، تستطيعي خلال عطلة نهاية الأسبوع الخروج مع صديقاتك"

تبسمت تومئ، لقد وفّر لها مساحة أوسع مِما ظنّت من حريتها، و كان تهديده التالي.

" و إن حصل و تأخرتِ لبعد الساعة السادسة، سأجعلكِ تنامي مع أواني المطبخ"

كتمت ضحكتها و أومأت، ثم بكل جديّة تحدث.

" كي أضمنكِ سترافقك سيارة حرس، فأن تكسبي ثقتي مجدداً لهوّ أمر صعب"

كانت ثقيلة على مسامعها و لكن لا بأس، في النهاية ستثبت له أنها تستحق ثقته الخالصة، و أنها لن تقع في ذات الخطأ مرتين.

" حسناً أخي"

ثم فاجئها بإقترابه الهادئ منها، اتسعت عيناها بذهول حينما حطّ راحتيه على كتفيها و نظر في وجهها نظرة أب قلق على ابنته، لقد إشتاقت لهذا الشعور الذي يمنحها أياه الآن بقدر ما تتحسس غرابته.

" إن حدث و نبض قلبكِ لرجل، لا تخافي و تعالي اخبريني، سأسمعكِ ثم سأضعه باختبار بسيط، لو إجتازه سأترككِ تستمرين معه، أنتِ ثمينة للغاية، و ليس أياً كان يستطيع الحصول عليكِ"

أدمعت عيناها فربّت على كتفيها و ابتسم في وجهها، و عندما إلتفت يود الرحيل تمسّكت بجُب سترته و همست.

" أخي... بل أبي، أنا أحبك!"

إلتفت لها ثم اجتذبها من يدها التي تتمسك به إلى صدره، احتضنها و ربّت على ظهرها عندما أصبحت تبكي.

" أنا آسفة! آسفة جداً!"

زفر أنفاسه يريح ذقنه على رأسها و تبسّم.

" فتاة باكيّة!" 

.........................

بينما جويل و بيكهيون على مقاعد الإنتظار ينتظران أن يحين دور جويل في العيادة النسائية، بدأت هي تتحدث معه، ذلك لأنه لم يبادر بالحديث منذ أن خرجا من القصر، رغم أنهما تصالحها بشكل وديّ الأمس، و لكنها ما زالت تشعر أنه ليس على ما يُرام.

" بيكهيون، أما زلت غاضب مني؟"

احتفظ بصمته لوهلة و ظنّت جويل أنه يتجاهل سؤالها تجنباً للمشاكل، لكنه كان يفكر بعمق.

" لا أدري إن كنتُ غاضباً أم لا، أنا فقط مشوّش"

تسللت يدها لتتمسك بيده، ثم أنامت رأسها على كتفه تقول.

" قد قلتُ كلاماً ليس بمحله الأمس، أنا آسفة!"

علّق بطريقة ساهرة و ذلك جعلها تتوتر.

" بخصوص أنني أحتاج طبيب نفسي؟"

شدّت على يده و إلتزمت الصمت، جويل لم تقل ذلك بسبب الغضب، هو بالفعل يحتاج جلسات نفسية تخفف العبء عن كاهله، و لكنه ليس شخصيّة مرنة يقبل أن يخضع للطب النفسي.

لكنه فاق توقعاتها عندما همس.

" أشعر أنني بحاجة لأفعل ذلك، لقد حجزت موعد لدى الطبيبة سُرى بالفعل"

رفعت رأسها عن كتفه تنظر إليها مدهوشة.

" أحقاً ما تقول؟!"

أومئ لها فابتسمت، ثم أمام جميع المراجعين عانقت عُنقه و همست له.

" كنتُ خائفة أن أطرح عليك الأمر، العلاج النفسي لا عيب فيه، أنت واعي كفاية لتدرك ذلك، و أنا فخورة بك"

أمسك بمرفقيها بإحراج خصوصاً أن الجميع ينظر لهما، أبعدها عنه قليلاً و قد إحمرّ وجهه خجلاً، قطبت حاجبيها بينما تنظر إليه، ثم ضحكت مدهوشة.

" أتشعر بالحرج سيد بيكهيون؟!"

عكف حاجبيه بشيء من الإنزعاج و رد.

" بالطبع، هذا ليس جناحنا، و لكنكِ فقدتِ حياءكِ مؤخراً"

قهقهت تعلق بحفاوة.

" اووه! هذا تطور خطير سيد بيكهيون!"

أخفى إبتسامته، ثم أمسك بيدها، و جعلها تنهض معه عندما نادت الممرضة اسمها، تمتم.

" إمرأة فاسدة!"

دخلا معاً متشابكيّ الأيدي إلى غرفة الطبيبة النسائية و جلسا متقابلين أمام مكتب الطبيبة، الطبيبة رحبت بهما.

باشرت الطبيبة بعملها، إذ بدأت تأخذ  بعض المعلومات الضرورية بشأن الحمل من جويل و دوّنتها، ثم دعت جويل إلى سرير الإستطباب و سبقت الزوجين إلى هناك تجهز المكان.

تمسكت جويل بيد بيكهيون و قالت.

" أتريد أن ترى ابنك؟!"

وترته الكلمة لما لها من وقع عميق في نفسه، تبسّمت عندما شعرت بتلك الرعشة بيده، فتمسّكت بكلتي يديها و قالت.

" تعال معي إذن"

أومئ و التوتر قد طغى على ملامحه، ثم نهض معها، عقدت يدها بيده ثم همست.

" هيا لنقابل طفلنا إذن"

تمددت جويل على السرير بمساعدة من بيكهيون، ثم كشفت عن بطنها لتضع الطبيبة عليها مادة لزجة، ثم مررت الجهاز عليه، لتستعرض الشاشة صورة رحمها من الداخل.

تبسمت جويل بينما تنظر إلى طفلها الصغير في الشاشة، أما بيكهيون فهو ينظر في الشاشة لكنه لا يرى طفلاً، لاحظت جويل تشتته فأشارت إلى الطفل في الشاشة و قالت.

" أتراه بيكهيون؟ ها هو!"

إنخفض بجذعه، و قبض حاجبيه، كما أنه ضيّق عينيه ليركز بالشاشة أقسى تركيزه، ثم إبتسم عندما رأى الطفل.

" هو كومة السواد هذه؟!"

ضحكت جويل، دوماً ما تنتصر مفرداته الفريدة و تعابيره المميزة، أومأت له تقول.

" نعم، هذا هو!"

إلتفتت لهما الطبيبة، و بإبتسامة قالت.

" هل تودون سماع نبضات قلبه؟"

سُرعان ما أجابها بيكهيون و على وجهه إبتسامة فرحة.

" نعم نعم!"

أومأت الطبيبة بعدما ابتسمت، فحماس بيكهيون مُفرح و مُشجع، قلائل الآباء الذين يأتون مع زوجاتهم إلى العيادة، و أقل بكثير الآباء الذين يتفاعلون بحماس، لكن حماس بيكهيون مختلف تماماً، و كأنه طفلهما الأول.

  صدح صوت نبضات قلب الصغير القوية من الجهاز، ضحك بيكهيون يرفع حاجبيه، و تحدث مستنكراً.

" أتسمعين يا جويل؟! أنه طفل نشيط!"

قهقهت جويل تتمسك بيديه، و أومأت.

" نشيط كوالده حبيبي!"

ضحك بيكهيون بخفة و أومئ، أما الطبيبة فقد دعاها فضولها لتسأل.

" تبدوان سعيدان جداً به؟ أهو طفلكم الأول؟!"

بطريقة ما؛ هو كذلك، طفلهما الأول معاً، لكن بيكهيون دوماً ما ينظر للأمور بطريقة مختلفة حين أجاب الطبيبة.

" إنه طفلنا الثالث!"

كوّرت الطبيبة شفتيها بإستنكار و علّقت.

" و ما زلتما بهذا الحماس؟!"

ثم اتبعت.

" على آية حال، إن الطفل يحظى بصحة جيدة، مؤشراته الحيوية جيدة، أتودان معرفة جنسه؟"

تمسكت جويل بيد بيكهيون ثم أومئت بحماسة للطبيبة.

" بالطبع نريد، قولي أنه بيكهيون صغير، أريد صبيّاً!"

سُرعان ما إعترض بيكهيون عندما نفى برأسه يقول.

" ما حزرتِ، أريد فتاة أخرى"

برمت جويل شفتيها و بإعتراض قالت.

" لكن نحن لدينا فتاتين بالفعل، أريد صبياً!"

ضحكت الطبيبة بخفة و قررت أن تحسم النزاع.

" كما يظهر لي فإن رغبة الأم هي التي إنتصرت، إنه صبي مشاكس من الآن!"

بحفاوة هتفت جويل.

" اوه صبي! إنتصرتُ عليك! أريده نسخة مُصغّرة عنك!"

تبسّم بيكهيون يومئ، أراد فتاة بالفعل، فالفتيات عكس الفتيّة لطيفات و محبوبات، لكن لا بأس بالصبي أيضاً، يكفي أنه ابنه، يكفي أن يولد بصحة و عافية.

لكن ذلك لا يمنع أن يُدخل حِس غروره، إذ ساعد جويل على النهوض، ثم قال بغرور.

" لا تحلمي ببيكهيون صغير، أنا لا يلدني التاريخ مرتين، وسامتي لا تتكرر مرتين أيضاً"

ضحكت بخفة بينما ترتب فستانها.

" نعم، أنت لا يكررك التاريخ مرتين"

فاجئها عندما أراح كفيه على وجهها، ثم جذبها برفق ليضع قُبلة على رأسها، أسند جبهته إلى جبهتها و همس بأنفاس دافعة و عيناه خاشغة لملامح وجهها التي تفتنه، حتى بسكونها.

" شكراً لأنكِ جعلتِني أعيش هذا الشعور من جديد!"

تبسّمت قبل أن تختبئ في كنفه، ركنت رأسها على كتفه و همست.

" سأعطيك حياتي لو أردت، أنا أحبك جداً يا بيكهيون، أكثر مما يظهر علي"

تنهد بقوة يرفعها عنه، ثم قال و قد ارتفعت شفتيه بإبتسامة عابثة.

" ليس المكان المناسب لأجعلكِ تكشفي كل أوراق حبكِ لي"

ضحكت بخفة تضرب كتفه بلطف، و همست.

" دوماً ما ينتهي تفكيريك إلى نهاية غير سويّة"

غمز لها بعبث، ثم سحبها معه عودة إلى مكتب الطبيبة، جلسا مجدداً قِبالتها، حينها الطبيبة تحدثت بإبتسامة خفيفة.

" عليكِ إجراء بعض الفحوصات سيدة جويل، و عندما تخرج النتائج سأخبركِ كي تأتي لننظر بنتائجها، حتى ذلك الوقت حافظي على صحتكِ و احمي طفلكِ."

ثم بحرج نظرت إلى الزوجين، و اتبعت بعد تردد.

" و بما أنكِ قاربتِ على الدخول بشهركِ الثامن بالفعل، يُفضل أن تبتعدا عن العلاقة الحميمية"

إرتفعا حاجبيّ بيكهيون بإستعلاء و إستنكار، ثم إستنكر بوجه الطبيبة بملامح معقودة.

" أترين أن حضرتكِ تحشرين نفسكِ بشأن لا يخصكِ؟!"

جويل لكزته بقدمها من أسفل الطاولة الصغيرة بينهما و أشارت له بالصمت، إذ وضعت سبابتها على شفتيها بإحراج شديد، لكنه أبعد قدمه و هتف بإنزعاج في وجهها.

" ماذا أنتِ الأخرى؟!"

ثم تنهد بيكهيون يفرد ذراعيه بأستياء يتمتم.

" هذا ما كان ينقصني!"

جويل بحرج أشارت له أن يصمت مجدداً، لكنه زفر بغضب و وقف قائلاً.

" حسناً أيتها الطبيبة الحشريّة، هل من شيء آخر؟!"

وقفت الطبيبة تنفي برأسها بحرج شديد، حينها أمسك بيكهيون بيد جويل و خرج من العيادة يتمتم بغيظ.

" إبتعدا عن العلاقة الحميمة! و كأننا نفعل حتى!"

إلتفت إلى جويل منزعجاً و قال.

" سعيدة الآن؟! ها قد فاتتني الفرصة؟!"

بحرج شديد همست.

" بيكهيون أرجوك اصمت!"

لكنه اتبع تذمراته بسخط.

" و كأنني كنت أفعل شيء لامتنع عنه!"

تحدثت جويل بإنزعاج شديد عندما إستفردت به بالسيارة.

" و ماذا كان الأمس؟! اعتبره عربوناً لتصوم عني للفترة القادمة!"

لكنه إستنكر و نكر بإجحاف و سخط شديدين.

" و ماذا كان الأمس؟ كانت مجرد مقرمشات!"

همست بإندهاش.

" مقرمشات! ماذا؟!"

أومئ يقول.

" أنتِ أخذتِ الوجبة الدسمة!

هتفت بلا تصديق.

" أتقارنني بالطعام الآن سيد بيكهيون؟!"

همهم، ثم تجاهل كل تذمراتها اللاحقة، و قاد إلى القصر منزعجاً.

ما زال لا يصدق أنه أصبح من الممنوع عليه أن يلمس زوجته!

......................



سلاااااااااااام


يس يس فصل جديد😂

أحيانا بطب فيا النشاط و بحب الكتابة فجأة، فبصير نشيطة و أكتب😂

الفصل فرفوش، صح؟!
أنا شخصياً حبيته جداً.

مقرمشات😂😂😂

مبارح نشرت الفصل مرة ثانية مشان الي ما وصلهم إشعار يصللهم.

الفصل القادم بعد 400 فوت و 1000 كومنت.

١.رأيكم ببيكهيون؟! مع نانسي؟! مع جويل؟! بيكهيون كأب مرة ثانية؟!

٢.جراءة جويل مؤخراً😂؟!

٣. رأيكم بنانسي؟! و ماذا تتوقعون مصيرها؟!

٤.رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH90|| وعكة نفسيّة
Коментарі