تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH74||حالة حب
" حالة حُب"







" الحب وجع أشد من المرض، و الحب حلواً أحلى من العسل"








أحبه رغم الألف حاجز بيننا... و رغم الألف هضبة التي تعيق طريقي إليه...

أحبه رغم إنعوجاجه...
أحبه رغم تسلطه... رغم عنفه... رغم وقاحته... رغم أنانيته... و رغماً عني أنا... أحبه!

كلذّة الحُب الأول، كما لو أنني أختبره أول مرة، كما لو أن الأنثى التي بداخلي تتدلل في الحب للمرة الأولى، كما لو أنني مُت منذ زمن سحيق و بعثتُ مجدداً للحياة.

كنتُ من بادر بالتقرب إليه رغم شخصيتي الخجولة و الكتومة، و كان من بكى حينما إعترفتُ له عن حقيقة مشاعري رغم شخصيته الوعِرة و المُسننة.

في الصباح كنتُ انكر في نفسي صِحة ما قلتُه بوجه تايهيونغ، لكنّي حينما رأيته رَنَوتُ إليه، ركضتُ إلى ذراعيه و نسيتُ كل حدودي.

كما أن جويل إمرأة الليلة إمرأة لا تعرفها جويل إمرأة النهار، هكذا شعرت، لا أفهم نفسي، أريد أن أركض إليه و أرتمي بين ذراعيه بلا أن أفمر بالماضي.

الماضي الذي بدأ يتلاشى من ذاكرتي منذ أن إنغمست في حبه، يُقال أنك تحتاج للحظة كي تقع بالحب لكنك قد تحتاج لعمر بأكمله كي تدرك أنك في الحب واقع.

و ها أنا على هذا الحال، لا أعرف متى وقعت إليه و لستُ أدري كيف و لماذا، إنني بالكاد أستوعب أنني قد وقعتُ له حقاً، أن المستحيل قد حدث.

لو أن جويل قبل عامين رأت جويل إبنة اليوم لقالت أنها مجرد تخيلات، بِدع، ضلال، لكنه ليس الواقع.

إنفجرت، لكن إنفجاري كان إنفجار حب، إنفجار أحدث دخان وردي و قلوب حب كثيرة...

أعلم أنها كانت خطوة جريئة مني، لو أنني إنتظرته يأتيني لما أتى أبداً، يملك منطق لا يعدل عنه، أنني ذهبتُ بنفسي، فإما أن أعود بنفسي إليه و إلا هو لن يعيدني.

أدرك أنه يملك كرامة مبالغ فيها، حِس أنا عالي، و هيبته فوق نفسه، حتى أن لنفسه على نفسه حدود لا يستطيع تجاوزها، هكذا هو بيون بيكهيون.

لكنني أنا عدتُ إليه، إخترتُه و رميتُ بالجميع خلف ظهري، الآن أشعر بالراحة، سعيدة لدرجة لا تخولني لوصف مشاعري.

كان علي أن أخطو تلك الخطوة، خطوتها بلا تخطيط... لكنني أشعر بالخجل الشديد.

من أين أتتني الجراءة كي أطلبه لي؟!
لربما هي لحظة جنون...


.....................





رأسها المركون -الذي يطير في سماوات وردية- منذُ أن إنطلقت السيارة إلى الزجاج تزحزح حينما ناداها من الأمام يقدم لها هاتف كريس.

" أنتِ يا فتاة، خذي الهاتف و اتصلي بتلك الشيطانة الصغيرة لنحضر اللؤلؤة"

تناولت الهاتف من يده و تبسمت لحلاوة اللقب الذي أطلقه على إبنتها، و بينما هي تطبع رقم هاتفها قالت تدعي أنها منزعجة.

" اسمي جويل، يبدو ألطف من يا فتاة هذه!"

نظر لها عبر المرآة الأمامية مرفوعاً حاجبه عن ناصيته، فلا يبدو أن ما قالته راقه، لكنها اتبعت على أية حال و بلا تحفظات.

" ماذا يا رجل؟!"

قهقه كريس فنظر إليه بيكهيون بغضب، فهو لا يتحمل إغاظة جويل له فكيف برجُله الوفي و المخلص يضحك عليه؟!

تحمحم كريس و اعتذر، لكنهما بحق يبدوان لطيفان جداً بالطريقة اللامباشرة التي يتشاجران بها، و غضب بيكهيون اللامبرر بدى لطيفاً أيضاً، الألطف أنه لم يقل شيء، إنما عاد إلى مقعده و تمتم ببعض الكلمات، ربما هي شتائم على كريس و جويل.

" مرحباً فلورا!"

أجابت فلورا.

" أهلاً هان، كنتُ سأخبركِ أنني لم أذهب ببيرل إلى أخيكِ، أخشى أن يكون أحد والديكِ عنده، حينها سيأخذونها مني كالمرة السابقة"

همهمت جويل و قالت.

" حسناً، إذن أين أنتِ؟! سآتي و أخذها"

أجابت.

" لا عليكِ، دعيها تبقى معي الليلة، غداً سأحضرها لكِ"

وافقت جويل ثم أغلقت الهاتف لتمده إلى كريس، تناوله كريس و هي قالت.

" فلورا لم تذهب بابنتي لأخي، تخشى أن يأخذها أحد والديّ رغماً عنها كالمرة السابقة"

همهم بيكهيون بعد وهلة صمت و قال، إنه يشتاق لتلك الصغيرة، عيناها الخضراوتين و النخلة الشقراء التي فوق رأسها.

" حسناً إذن، توجه إلى شقتي يا كريس"

زفرت جويل أنفاسها براحة و بيكهيون رمقها من المرآة، لن تستطيع المثول أمام عائلته و أولهم والدته، لن يكون ذلك سهلاً عليها و لا يشعر بأن بمزاج لأحاديث النساء الآن، يكفي هول ما حدث الليلة، ما زال في حالة لا تخوله أن يستوعب إعترافها.

نزلت من السيارة حينما توقف كريس أمام بوابة المبنى، ثم تريثت حتى نزل بيكهيون بعد محادثة قصيرة أجراها مع كريس لا تعلم ما فحواها.

تقدمت إلى بوابة المبنى حتى نزل بيكهيون، و حينما أدركها أخذ بيدها بيده، حينها رمقته بإبتسامة فتحمحم و سحبها إلى الداخل، خجول ذو كبرياء.

حينما انشق باب المِصعد تقدم إلى الداخل، و لولا أنه يسحبها لما دخلت، أغلق باب المصعد ثم نظر إليها بجانبه.

كانت تخفض رأسها و يدها تتعرق بيده، رمقها قلِق إذ هو لا يستغرب خوفها من هذا المصعد، في كل مرة دخلت إليه كانت مُكرهة و تبكي.

سحبها من يدها، التي يتمسك بها، فارتطمت بصدره، حينها ضمها بذراعيه إلى صدره و همس لها قرب أذنها.

" لا تخافي من شيء بعد الآن"

أراد قول المزيد، لكنه لا يعرف ماذا يقول، أما جويل فأومأت إليه لكنها ترتعد بين يديه فلا يبدو أن تهويدته قد هودت عليها.

خشى عليها أن تهوي أرضاً من بين يديه لكثرة ما هي خائفة، إنحنى بجذعه و وضع إحدى ذراعيه أسفل ركبتيها و الأخرى أسفل ظهرها، ثم حملها يضمها إلى صدره على قدر ما يستطيع.

تمسكت بتلابيب قميصه بكفيها، و خبأت وجهها في عنقه، حينها همس لها رغم أن أنفاسها تدغدغه، فلا هو معتاد على قربها و لا على حبها.

" طالما أنا حيّ، لن يمسّكِ مكروه إطلاقاً"

إنفتحا شقيّ المصعد و تقدم إلى باب شقته، ثم أشار لحرسه أن يفتحوا له الباب.

ولج و ردَّ الباب بقدمه، سار إلى صالة المعيشة، ثم جلس على إحدى الآرائك، و أجلسها على قدميه، ما زالت تُخبئ وجهها في عنقه و تتمسك بياقته.

أزاح خُصل شعرها الشقراء إلى خلف أذنها، ثم تحسس وجنتها بأصابعه قبل أن يحتضنها من جديد إلى كُنفه.

" أنتِ بخير؟!"

أومأت إليه فارتفعت شفتاه الجميلة على شاكلة إبتسامة غمرته جمالاً فوق جماله، و إلا فما بيكهيون إلا كُتلة جمال مفعمة بالكاريزما و الجاذبية.

" إذن؟!"

إرتفعت يديها عن ياقته لتحيط بهما عنقه و تقترب منه أكثر فشعرت به يزدرئ جوفه، حينها إبتسمت إبتسامة لعوب و همست.

" أتدلل، عليكَ أن تعتاد على دلالي"

ضحك كما لم يضحك من قبل، جويل فتاة لعوب و مدللة! ذلك أغرب ما عاشه!

سريعاً ما رفعت رأسها عن كتفه، و نظرت في وجهه تحفظ هذه اللحظة التاريخية بعينين متوسعة إلى آخرها، مظهرها بدى مضحكاً أكثر.

كان يضحك من قلبه، حتى أن الضحكات لجّت صدره و كما أضحكت عينيه أدمعتها، ثم حين سيطر على ضحكاته و قلبها زفر أنفاسه يمسح عينيه.

حينها أوكزت مرفقها إلى فخذها و أوسدت إلى كفها وجنتها، تنهدت و رمقته بهُيام تهمس.

" ليتك تضحك للأبد!"

على إثر مغازلتها إسترد روحه المتصلبة، إذ هو تحمحم و ضرب يدها برفق مُحرَجاً ليقول بجدية ما ناسبت فخامته، إنما أبدته لطيفاً جداً.

" ما كنتُ أعلم أنكِ من هذه النوعية من الفتيات!"

قبضت حاجبيها بلا فهم و قالت.

" أيُ نوعية؟!"

همس يجيبها و الحرج تلبسه من جديد، لذا لجئ إلى حكّ عنقه بأطراف أنامله، عادة كليهما ساعة الخجل.

" من النوعية التي تُغازل"

حينها فعلت مثله و بحرج أكبر، تحسست عنقها بخجل شديد ثم نهضت عن قدميه تبحث عن حِجة تبعدها عمّا قيل، نظر إليها تبتعد عنه ثم هي إستطردت بحرج.

" أشعر بالجوع، سأرى ما في المطبخ"

كادت أن تسير مبتعدة عنه، لكنه أوقفها حينما قال بصوت رزان.

" توقفي!"

وقفت كما أمر، فركت أصابعها ببعضها و أغمضت عيناها تخفض رأسها، و لكنها لم تستدر إليه، بل شعرت به هو يقترب منها.

إزدرئت جوفها تتحضر لما سيقول، لكنه فاجأها بعِناق خلفي جعلها تشهق و تفتح عينيها، و ذراعيه إلتفت لتتعاضد حول خصرها.

أركن ذقنه إلى كتفها و همس بعدما أمسك بكفيها المتعانقان بإرتباك.

" ما بالكِ فجأة؟"

نفت برأسها أن لا شيء، ثم هو حرك يده على بطنها يقول.

" و ما شأن تقلبات مزاجكِ هذه؟! لم أمسسكِ منذ زمن طويل، هذا يعني أنها ليست أعراض حمل!"

ضربت يده بلطف من على بطنها و همست بخجل شديد.

" يتقلب مزاجي حينما أكون في حالة حُب"

تبسم و طبع قبلة خفيفة على عنقها لأجلها ارتفع كتفها بخجل، ثم همس بشقاوة في أذنها جعل بدنها يقشعر، أنفاسه ملتهبة و صوته لذيذ، فما بالك إن كان همساً شقياً و حلواً من بيون بيكهيون؟!

" و من هذا الذي تسبب لكِ بهذه الحالة؟"

تنهدت تحاول أن تسيطر على أحاسيسها التي لا تنفك تنفجر بداخلها بعبثية، لكنه بيكهيون رجلٌ لعوب يحب العبث لذا قررت أن تلعب معه.

" رجلٌ لئيم جداً، و بخيل جداً، لا أعرف ماذا دهاني حينما وقعتُ له، لربما ضربني أحد ما على رأسي كي أتورط بحبه"

سرعان ما نالت ضربة خفيفة على مؤخرة رأسها جعلتها تهرب من بين يديه و تضحك، إلتفتت إليه بعدما إبتعدت عدة خطوات أمان و هي تتحس حيث ضربها، ضحكت بخفة حينما رأته كيف يقف.

يقف متخصراً و يرتكز على إحدى قدميه و يرمقها بإزدراء، إرتفع حاجبه بسخط شديد حينما ضحكت، فصمتت تكمم فمها.

حينها أخذ يتقدم منها بينما يشير إلى نفسه.

" أنا لئيم؟!"

تراجعت خطوة و هو تقدم يهسهس.

" أنا بخيل؟!"

حينها همست رغم أن الخوف تسلل إلى نفسها قليلاً.

" لم أقل أن هذا الرجل هو أنت!"

أغمض عينيه بعصبية شديدة ثم قال بصوت مرتفع قليلاً.

" جويل، سأقتلكِ اليوم!"

تقدم إليها لا ينوي خيراً إطلاقاً، لكنها هربت تركض من أمامه و دخلت إلى تلك الغرفة الحمراء، تبعها دون أن يركض، ما زال بيكهيون المُهيب و لا يركض، المُريح أنه جرّد كل الأبواب من مفاتيحها منذ زمن.

و هي في الداخل خافت حينما لم تجد المفتاح، حينها هو دفع الباب لينفتح على وسعه و تقدم ناحيتها، أخذت تتراجع و هو يتقدم، حينها قالت ببعض الخوف بيد أن نظراته غير ودودة على الإطلاق.

" تعلم أنني كنتُ أمازحك؟!"

نفى برأسه و كان إعلاناً منه أنه سيعاقبها، إمتدت يده ناحيتها فرفعت ذراعيها سريعاً تحمي وجهها، حينها أمسك بيدها و أسقطها على السرير و أتى أعلاها بظرف لحظة.

تبسم بينما يمسك يديها و يبعدهما عن وجهها، كانت تغمض عينيها بقوة و تتنفس بقوة، لربما كانت هذه جرعة رعب زائدة، لذا قرر أن يهود عليها فطبع قبلة خفيفة على فكها.

فتحت عيناها حينها و نظرت إليه، ضبط إبتسامته قبل أن تراها و طبع قبلة جديدة على زاوية شفتيها، ثم ارتفع عنها يهمس.

" يكون الفعل أبلغ من الكلام أحياناً، أليس كذلك حضرة الطبيبة؟!"

أومأت رغم تشتت ذهنها بفعل هدهدتيه و قالت.

" لكنني أحب أن أسمعها حضرة المهندس"

نظر في عينيها الجميلتين و همس.

" سأقول ما أحبه أنا، تلك الكلمات الغبية ليست مهمة على الإطلاق"

أومأت جويل تبتسم.

" لهذا بكيت حينما قلتها لك"

رمقها بسخط شديد و قال مدافعاً عن نفسه.

" حينما تتعرض العين للهواء البارد ستنشف مائها و لإسعافها تنفرز الدموع، هل سأعلمكِ عن الطب أيضاً؟!"

قهقهت بخفة و همست.

" ما زلتَ متمسك بنظريتكِ هذه!"

وضع سبابته على شفتيها يسكتها و همس.

" في بداية زواجنا ظننتكِ لا تملكين لسان، الآن أكتشف أنه أطول من ذراعي!"

ضحكت بخفة و هو ابتسم، ضحكاتها لذيذة ككل جزءٍ منها، قبّلت سبابته التي يضعها على شفتيه، قبل أن تمسك بيده و تضعها على قلبها.

" قلبي الذي يتحدث إليك، و ليس لساني!"

رفع يده عن قلبها و عليه طبع قبلة، ثم على طريقة بيكهيون المجنونة و إلى حد ما عنيفة؛ كان دور شفتيها التالي على شفتيه.

نهش من شفتيها بشفتيه و بإسنانه قبّلها، تبسمت رغم قسوة قُبلاته، و رغم صعوبة مزاولته بادلته، قلّما تستطيع أن تحكم على شفتيه.

دفعته بلطف عنها حينما استهلكت كل أنفاسها و همست تتنفس بقوة.

" بيكهيون أهلكتني!"

رفع عينين محقونة بالحب طفت عليهما الرغبة إليها، و همس بصوت ثخين عميق معلول في الحب.

" ما زلتُ أستطيع إهلاكك!"

و بلا سابق إنذار غمر وجهه في عنقها، و أنهال عليها بقبلات ليست رقيقة على الإطلاق، كمشت جفنيها ببعض الألم، و كمشت أصابعها على كتفيه، ثم همست.

" بيكهيون ليس الآن!"

لكنه ما استمع، إنما هو مغموساً بشوقه إليها، حينما تصيبه الرغبة بها تتفوق عليه، لا يستطيع أن يسيطر على مشاعره، بل تجرفه و بقوة إليها، و إلا لما اقترب منها يوماً ما رغماً عنها و آذى كرامته، ذلك الشعور هو أقوى شعور يتملكه و يتحكم فيه.

هبطت قُبلاته إلى أعلى صدرها، و لكثرة ما هي توجعها ستخلف علامات واسعة بكل تأكيد، لكنها لم تتوقف عن مناجاته، خشت أنه لن يتركها، نعم تحبه، لكن هذه الخطوة لا يجب أن تتم هكذا على الإطلاق، و ليس وقتها.

" بيكهيون أرجوك توقف!"

توقف حينما شعر بأنها بدأت تخافه، أسند جبهته على أعلى صدرها و همس يتنفس بقوة.

" إنني أتوق إليكِ، و لا أظن أنني سأتحمل كثيراً!"

غلغلت أصابعها بخُصل شعره الرماديّة و همست بينما هي الأخرى تستجمع أنفاسها بالقوة.

" أعلم ذلك، لكن أرجوك اصبر، ليس بهذه الطريقة"

وافق حينما همس.

" و لا أنا أريدكِ بهذه الطريقة"

في داخله أتبع "ببساطة لأنكِ لستِ أي إمرأة"

سيُكللها بالحب، و يتوّجها ملكة على قلبه، ثم يزفها إلى نفسه عروساً، يريد أن يعيش تلك البهجة من جديد، بهجة مضاعفة؛ لأنها تريده كما يريدها، حينها فقط سيدثرها على فراش حبه، و ينثر عليها قبلات الحب حتى الفجر، و حتى كل فجر، و إلى آخر فجر.

نهض من عليها و سحبها لتنام في حضنه، وضع رأسها على كتفه، و رفع عليها الغطاء ثم قيّدها بذراعه و همس.

" فلننام الآن، ستكون الليلة الوحيدة التي سننام بها بهدوء، لدينا مشاغبتين"

تبسمت جويل و همست.

" أتشوق لرؤية جيني، أتخيلها نسخة أنثوية مصغرة عنك، بالتأكيد هي جميلة و لطيفة!"

تبسم بيكهيون للسيّرة و همس.

" ستحبينها، ابنتي بشوشة و ضحوكة، لمجرد أن تنظري إليها تضحك"

نفت جويل و همست تبتسم.

" ليست هي الضحوكة إنما أنت الذي يجعلها تضحك، بيرل ما عادت تضحك كما كانت معك، مهما حاولت مداعبتها لا تضحك معي كما تفعل معك، لقد إكتشفت أنك سبب بهجتها، و بالتأكيد جيني تبتهج بسببك أيضاً"

نفخ صدره بالهواء فعلمت أن الذي نفخه ليس الهواء فحسب و إنما الغرور، سُرعان ما ثبتت التُهمة عليه حينما تفاخر.

" كل الفتيات يحببنني مهما إختلفت أعمارهن!"

حينها رفعت رأسها عن كتفه و نظرت إليه مُغتاظة، لا تستطيع أن ترد عليه إغاظته هذه، فربما حقاً يقتلها هذه المرة.

رمقته شزراً فنظر إليها و أكّد بغرور.

" أنا بيون بيكهيون، بإشارة من يدي كل الفتيات يكنّ طوعي"

إرتفع حاجبها بغيظ شديد و همست.

" كيف تشير لهنّ؟"

رفع سبابته و وسطاه ثم حركهما بخفة قائلاً.

" هكذا و تكون ألف فتاة أمامي، لو ابتسمت سيغمى عليها لذا رحمة بهنّ لا ابتسم، ماذا إن غمزتُ فتاة؟! ستموت بالتأكيد!"

هسهست تستنكر.

" تموت بحبك؟!"

أومئ بوجه مُفعم بالغرور، سرعان ما أمسكت بأصبعيه و عضتهما، ليصيح متوجعاً.

" يا مجنونة!"

أبعدها عنه و حينها صاحت تنظر إليه.

" التي ستقترب منك سأقتلع عينيها، ثم ماذا تظن نفسك أنت؟! أنت قامتك قصيرة، و....و..."

و لا مزيد من العيوب، كل شيء به مثالي، لكنه لن يمررها لها، أمسك بيديها و أسقطها على الفراش من جديد، ليأتي أعلاها بأعلى جذعه، همس بشفتين تمسان بشرة وجهها كلما تكلم.

" لستُ قصيراً، و إن إفترضنا أنني كذلك، لا يهم إن كانت قامتي قصيرة و بقية أجزائي..."

وضعت يدها على فمه و همست بحرج.

" منحرف!"

حينها غمزها بعينه، و لأن تلك الغمزة من بيكهيون رفقة إبتسامة، إتسعت عيناها و تصنمت لوهلة، فضحك و قال.

" ألم أقل لكِ؟! بغمزة مني أقتل فتاة!"

أغلقت فاهها، الذي انفرج بخفة، و نظرت ناحيته بلا تصديق، بيكهيون قد غمزها، بكاد قلبها أن يتوقف كما توقف عقلها لوهلة.

كان قد تمدد بجانبها من جديد، لكنها خجلت أن تقترب منه كما قرّبها منذ فينة إليه، لذا بقت تنظر إليه تنتظره أن يعيدها إلى صدره.

و لأنه بيون بيكهيون قال بإنفة.

" عودي بنفسك، لستُ من أنهضك"

عكفت حاجبيها و رمقته بإنزعاج، ثم إلتفتت عنه تمنحه ظهرها، لن تعود بنفسها هذه المرة، ليست بهذه الجراءة.

لم تمضي لحظات حتى شهقت حينما باغتها بعناق من الخلف، ثم رفع سبابته إلى وجهها و قال.

" القاعدة الأولى؛ لا تمنحيني ظهركِ إطلاقاً، حتى لو حدث و تشاجرنا تنامين في حضني، لا يحق لكِ أن تنامي بعيدة عني و لا يحق لي كذلك، حسناً؟!"

تبسمت بخجل شديد و أومأت، ثم شعرت بذراعه تنحدر أسفل جسدها، ثم رفعها و وضعها على صدرها، تحسس وجنتها برفق و همس.

" لقد سبق و قلتُ أننا سننام بهدوء!"

ضحكت بخفة و همست.

" هدوء و معك! يستحيل!"

أغمض عينيه يسند وجنته إلى رأسها و يضمها إليه، بقت تلك الإبتسامة عالقة على شفتيه و على شفتيها، تلك كانت ليلة هنيئة و ذلك كان أحلى يوم بحياته، كذلك حياتها.







...............



نظر في ساعة معصمه، إنها السادسة و نصف صباحاً كما الإتفاق، إتكئ على السيارة خلفه و عقد ساعديه بإنتظارها.

" كريس!"

إلتفت ناحيتها فوجدها تقف خلفه على بعد طفيف، كانت تحمل على ذراعيها بيرل الصغيرة، فلوح لها مبتسماً.

" مرحباً يا جميلة"

تبسمت الطفلة بما أنه يبتسم لها، و حركت قدميها بحماسة فضحك بخفوت، إقترب ليتناولها من على ذراع فلورا، لكن الأخيرة إبتعدت عنه بالطفلة، و استنكرت تعقد حاجبيها.

" من أخبرك أنني آتية بها إليك؟!"

مدّ يديه ليأخذ الصغيرة و تجاهل سؤالها، لكنها ابتعدت من جديد و قالت.

" لن أعطيكَ أياها، لن أسمح بأن تكون وسيلة يضغط بها ذلك البلطجي على جويل، لذا ابتعد عن طريقي و إلا صرخت!"

تنهد بنفاذ صبر بعد أن دارت حدقتيه في محجريه و قال.

" جويل عادت إلى الرئيس، قولي عنه بلطجي مرة أخرى و سأريكِ ما هي البلطجة!"

تقدم منها و خطف الصغيرة من يدها، فلورا لم تتحرك لتبتعد إنما هي خافت من نظراته المُحتدة، و الطريقة التي نشل بها بيرل من حضنها ما كانت ودودة إطلاقاً.

لكنها شخصية مُحتدة، و إن خافت لا يطول خوفها مقدار ثانتين، قالت.

" بالتأكيد عادت إليه مُجبرة كالعادة، سواء اعطيتني بيرل الآن أم لا، الآن سأذهب و أخبر أخاها و أباها و أمها، إنها ليست لعبة بين أيديكم"

جذبها من عِضدها إليه و هسهس، حينما استفزه تهديدها الطفولي.

" أياكِ أن تتدخلي بين الرئيس و زوجته، حينها حقاً ستواجهين وجهاً كريهاً مني لأبعد حد، لا تجعليني أنسى أنكِ إمرأة"

أفلتها و تحرك من أمامها، ليضع بيرل في المقعد المخصص لها في السيارة، قالت تعقد ساعديها إلى صدرها و ترمقه بجفاء قُبيل صعوده إلى السيارة.

" بالتأكيد تابع مثلك لا يسعه إلا أن يكون كلب حراسة لسيده"

أغلق باب السيارة بقوة و عاد إليها فهو غضب بحق، و كما رئيسه؛ لا تُحمد عاقبة غضبه، أمسك بعضديها و دفعها يسقطها على مقدمة سيارته، شهقت بخفة و إتسعت عيناها، إذ بدى أنه يعتليها بأعلى جذعه.

إتسعت عيناها، و وضعت يديها على صدره تحاول دفعه عنها، لكنه كان شديد الصلابة لا يمكن إبعاده، هسهس بخشونة على ملامحها الناعمة.

" لا تريدي بالتأكيد أن تري قدرات هذا الكلب إن أصبح ثور!"

نهض عنها و دفع بها عنه قائلاً بغضب.

" اغربي عن وجهي!"

تصاعد الدمع إلى عينيها، ثم سال بهدوء على وجهها، حينها أوقفته بصرخة.

" لماذا لا تفهم أن بقائك معه يعني هلاكك؟! هو مجرم، معتدٍ، مغتصب، قاتل، ماذا تكون أنت حينما ترافقه؟! لستَ أقل سوء منه"

مضى في طريقه عنها و تجاهل ما قالته، لا تفهم أنه يقدر أن يفدي بيكهيون بحياته، ليس لأنه رئيسه، بل هو أكثر من ذلك، رفيق عمره، صديق طفولته، و الوحيد الذي يعلم حقاً من هو بيون بيكهيون، الوحيد الذي شهد على ضعفه و إنهزامته منذ أن وِلد حتى اشتد عوده و اصبح رجلاً لا يهتز.

أدركته بينما يسير، تجاوز عنها فهي لن تفهمه و هو لن يوضح، لكنها ما تجاوزت عن الفوضى التي بداخلها، هو كرئيسه إن ما اقتربت منه خطوة لن يقترب.

كما إقتربت منه بغزل صريح، كما إقتربت منه بقبلة عميقة، الآن باغتته حينما عانقته من دُبر، أحكمت يديها حول خصره، و أسندت رأسها إلى ظهره ثم همست تبكي.

" أرجوك يا كريس، لستُ أُفرِّط بك!"

فك يديها عنه و إلتفت ناحيتها يقول بجفاء.

" من أنا بالنسبة لكِ حتى لا تفرطي بي؟!"

همست تنظر في عينيه.

" الرجل الذي أحب!"

نظر إليها بصمت لوهلة، يراها تبكي أمامه، شيئاً بداخله تحرك بطريقة لا يفهمها، إذ لم يسبق لمشاعره أن إضطربت لأجل إمرأة، لكن هذه المشاعر -مشاعرها- خاطئة، كان دوره كي يصوب مشاعرها.

" أنتِ لربما معجبة بي لكنكِ لا تحبيني، أنتِ ما زلتِ صغيرة و مراهقة، و أنا كبيرٌ عليكِ، ستزول مع الأيام، أنا لا مكان في حياتي للحب و النساء، لذا انصحكِ أن تقوِّمي مشاعركِ، و اذهبي بها بعيداً عني، أنا لا أناسبكِ"

و هذه المرة إفترقا حقاً...




.......................





طرقٌ خفيف على بابه ثم إقتحام.

" من فضلك توجه إلى غرفتك، لا يجوز أن تقتحم الغرف هكذا!"

نظر دي او إلى الممرضة، التي تحاول إيقافه عن الدخول، ثم قال.

" هذه المسشفى مِلك أختي، أدخل كيفما أريد، لذا انصرفي و إلا صرفتكِ من المستشفى برمتها"

إزدرئت الممرضة جوفها متخوفة من تهديده الصريح و تطليعاته القاحلة، ثم انصرفت من أمامه، حينها دخل بلا عوائق و إبتسم ساخراً حينما رأى جاره العزيز يجلس على السرير و نظره معلق على السقف.

لم يكن التحري عن إصابته صعباً، إنما هو لحِظ و بسهولة قدمه المرفوعة بوسادة من أسفل الغطاء.

إلتفت تايهيونغ ناحية الضجيج، و حينما ميّز مصدره أعاد بصره إلى السقف، و لم ينبس بحرف، لكن دي او ما فتئ يقترب حتى جلس على الكرسي قُرب السرير، وضع قدماً فوق الأخرى، و عقد ساعديه إلى صدره قائلاً.

" ضربكَ بيون بيكهيون بالرصاص في قدمك؟"

أومئ تايهيونغ و همس بنبرة جافية.

" تماماً كما ضرب رأسك بالرصاص"

تبسم دي او ساخراً من نفسه و من الرجل المدد أمامه ثم همس.

" كلانا هنا بسببه، و لماذا ضربك بالنار؟!"

رمقه تايهيونغ شزراً و همس.

" لأركع أمامه، و أنت؟"

أجابه بلا مواربة.

" لينتقم لأخته مني"

برم تايهيونغ شفتيه، و أومئ قائلاً.

" أنا معجب به!"

إرتفع حاجب دي او إستنكاراً، لكنه ما أطال و لا إستفسر، بل إستطر فيما يهمه.

" أين جويل؟! أتحبسها في المنزل؟"

تبسم تايهيونغ ثم ضحك بخفوت.

" لقد أخذها، أو بالأحرى لقد ذهبت معه"

وقف دي او سريعاً و صاح.

" ماذا؟!"

أومئ تايهيونغ و اتبع متحدثاً ببرود.

" لقد رفضت أن تأتي معي و بقيت معه، أخبرتني أنها تحبه و تكرهني، أختك تريده"

بلا تصديق تحرك دي او في الغرفة ثم خرج منها غاضباً، و حينما خلت الغرفة على تايهيونغ من جديد ضحك ضحكة خافتة و هازئة، لقد تخلت عنه، حدث المستحيل.

لكن خصوصيته قُطِعَت من جديد حينما فُتِحَ الباب من جديد، و حينما سمع صوت كعب نسويّ؛ أدار وجهه ناحية النافذة و أغمض عينيه.

" جوي"

إقتربت لتجلس على الكرسي، الذي كان يشغله دي او منذ فينة، و قالت.

" نعم، أنت بخير سيد كيم؟!"

تنهد ثم همهم، من المُحرج أن يكون المُتسبب في إصابته عدوه، الذي تعاضد معها للنيل منه.

" بخير، أيُ مستجدات؟"

نفت تقول.

" لا شيء مهم، سوى أنه صباح اليوم آتى بإحدى رجاله و أخذ إبنته برحلة طويلة الأمد كما أبلغني رَجُله"

إلتفت تايهيونغ إليها، و همس مستنكراً.

" إبنته! إنها إبنتكِ أيضاً، ألا تحبينها؟!"

حركت كتفيها بلامبالاة و همست.

" حبي لها مقرون به، و بما أنه تخلى عني رغم أمومتي لإبنته أتخلى عنها، أحبها و لكن ليس لدرجة أن أضحي بحياتي و حريتي لأجلها"

همهم و صمت، تبقى جويل أماً مختلفة، لقد بقيت معه، و صبرت عليه شهوراً، ثم أعطته فرصة جديدة لأجل بيرل، كانت تتماسك لأجل إبنتها فقط، لكن هذه التي أمامه تستغل إبنتها لصالحه، و حالياً هذا ما يريده بالضبط.

" تعلمين دوركِ في القصر؟! خططنا لنرسلكِ إلى هناك لتقومي بدوركِ، أياكِ أن تنسي!"

أومأت إليه قائلة.

" لا تقلق من هذه الناحية، ستصلك كل الأخبار"

همهم لها فنهضت ثم رحلت بهدوء من أمامه.

لكنه ما عاد يحتاجها و تغيرت خططه، لن يرد الصاع باثنين كما اُتفِق، سيجعل بيون بيكهيون يعيش وجعه، سيريه كيف يكون الألم، كيف يكون الحقد.

ما دام العشق قد تخلى عنه و ما عاد عاشقاً، حان الوقت ليرافق الحقد على أصوله، و يصبح حاقداً أكثر من الذي علمه كيف يحقد.

أكثر من بيون بيكهيون بنفسه...!




................................







حينما نغّمت ترانيم الشمس و إحتفالاتها بصباح جديد أفقت، أفقت على سِنحته الوسيمة، على وجهه الكريم و ملامحه المُرتاحة.

ويحاً لي! كيف كنتُ أراه مسخاً، كنتُ فاقدة بصري و بصيرتي، إن وجهه أجمل ما رأته عينيّ.

عينيه فيهما حكايتنا، إن غضب إحتدت و إن إبتسم إبتسمت، عيناه تحبه كما تحبه عيناي، إنها تؤازره ليبدو مُهيباً حينما يريد، و ترش فوق ملامحه السُكر إن إبتسم.

جِسر أنفه مستقيم و حِدته معقولة، مررت أناملي عليه، أنه ككل شيء به مثالي، شفتيه أجمل سِمة في وجهه، و فوق الجمال شامة على طلعة شفتيه.

إنه كثير الشامات، قرب شفتيه، على ذقنه، في عنقه، و على إبهامه، كما أن وجهه ملطخ بحبات صغيرة منها، جميلٌ لدرجة أن النظر إليه فحسب يصيبني بالتُخمة، و يجعل الدم يرقص بأوردتي.

زفر أنفاساً خامِلة من أنفه، و حرك وجهه ناحيتي، ثم فتح عينيه علي، رآني إبتسم إليه و يدي تعبث بوجهه، فابتسم ثم أغمض عينيه من جديد.

فجأة شعرتُ به يحيط ظهري بذراعه، و يجذبني لأنام على صدره من جديد، ثم قال بنبرة ناعسة.

" لا تسرقي مني قُبلات، و نظرات، و لمسات و أنا نائم، ممنوع، هذه القاعدة الثانية"

تبسمتُ بخفة، أذكر صرامة قواعده في الماضي كيف كانت، و الآن هذه القواعد لطيفة و ودودة.

" لكن لماذا؟!"

ما أجابني سريعاً بل هو طرحني على الفراش و انقلب علي، شهقت بخفة و نظرت إليه خجلة، لستُ معتادة بعد على بيكهيون العاشق، لستُ معتادة على نفسي أعشقه.

لكنه ما رحم روحي، التي تتسرب مني إليه، إنما إرتاحت راحته على وجنتي و همس، يبدو جاداً.

" لأنني أريد أن أشعر بكِ بكل قُبلة ،بكل لمسة و نظرة، بكل شيء منكِ تقدميه لي."

غامت عينيّ و لا أعرف لِمَ، و كأنني إنتظرته دهراً، أو أنه من جافاني و لستُ من جافاه، أفتقده بجنون، أشتاق له.

رفعتُ ذراعيّ و أحطتُ بهما عنقه، تبسم حينما فعلت، و رفعني أجلس على قدمه، حينها ضمني بقوة كما ضممته.

أرحتُ رأسي على كتفه، و أغمضتُ عينيّ لوهلة، السَكينة تتغلل في صدري، أشعر بالحب.

مسح على شعري برفق ثم طبع على كتفي قُبلة، حينها إبتعدتُ عنه قليلاً لأنظر في وجهه، إبتسم لي يداعب ذقني بأنامله، ثم جذبني إليه و طبع قُبلة على زاوية شفتي.

نهض إلى دورة المياه و تركني على سريره، نهضتُ أبحث له عن ثياب لائقة حينما سمعت صوت الماء في الداخل، وضعتُ ثيابه على السرير و كِدتُ أخرج لولا أن هاتفه أخذ يرن.

تناولته من على المنضدة، و نظرتُ في الشاشة أتحرى خلف هوية المتصل.

لكن لحظة! ما هذا!

تقدمت من باب دورة المياه أطرقه و قلت.

" بيكهيون، راعية حفاظات جيني تتصل بك!"

توقف صوت الماء ثم قال.

" أجيبيها"

و استأنف حمامه، لحظة! ماذا أقول لها؟!
مرحباً يا راعية حفاظات جيني!

أجبت في نهاية المطاف.

" مرحباً"

لاقني الصمت لوهلة حتى سمعت صوت أنثوي، ناعم، و حاد.

" عذراً، هذا رقم هاتف الرئيس بيون بيكهيون، أليس كذلك؟!"

فهمت أنها تعجبت من أن إمرأة ردت عليها.

" نعم، أنا زوجته، تفضلي!"

وصلني صوتها مُحرجاً حينما قالت.

" اوه! عذراً! ظننته منفصل!"

همهمت، لم أعلق، نحن لتوّنا إرتبطنا.

" على آية حال، أردتُ تذكيره بأن اليوم موعده كي يأتي و ينظر في العمل بالورشة، ربما أنا إتصلت بوقت غير مناسب، أعتذر!"

نفيت.

" لا عليكِ، سأخبره بأمر الموعد"


...........




أغلقت جويل الهاتف، حينها خرج بيكهيون يضع على جسده روباً، و يجفف شعره الذي يقطر ماءً بمنشفة صغيرة، فمدته إليه تقول.

" من هذه راعية حفاظات جيني؟! ما هذه الألقاب الغريبة!"

إرتفع حاجب بيكهيون عن ناصيته، و رمقها بمكر قبل أن يهمس.

" تغارين؟"

تحسست عنقها بخجل، و همست تنظر إلى سِواه.

" لا"

إقترب منها خطوة و رفع ذقنها إلى وجهه، قليلاً نظرت إليه، بالطبع ستغير، إنه رجل الأحلام، شاب وسيم و قوي، ذا كريزما و يد نافذة، بالتأكيد سيكون مطمع النساء.

حينها إعترفت، النظر لوجهه وحده مغرٍ فماذا عن بيون بيكهيون بأكمله؟!

" نعم أغار عليك، و هذا حقي، ألا يمكنك فقط تحويل الزبائن الإناث لمهندس آخر؟! أوحدك المهندس في الشركة؟!"

تركها تتحدث و تعبر عن غيرتها عليها كما تشاء، و ترك نفسه تستلذ، و يسمع الكلمات كنغم يترنم في أذنيه.

يذكر يوم أتت جوي لهذه الشقة، حينها أخبرته أن عشيقته قد أتت فقد حان دوره عليها، حينما أعلمته جوي بأنها حامل بطفله، يذكر كيف قرأت التقرير الطبي بكل برود، ثم باركت له و تجاوزته كما لو أنه غريب.

يذكر يومها كيف كان مُحطماً، و كيف حطمها لأنها حطمته ببرودها، الآن إنها حامية الوطيس بشأنه، تغار عليه، تهتم فيه، و تغرقه في حبها.

ما كان مستحيلاً بنظره يوماً ما يحدث الآن.

ما إن فرغت جعبتها من الكلام حتى سد ثغرها بثغره بقبلة صباحية، دسمة، و صحيّة كما وجبة الإفطار، و كتحلية طبع علامة حب على عنقها قُرب السالفات بالأمس.

حينما رفع عينيه عن جيدها إلى وجها كان مطلعها خاملاً، ثملة بنبيذ شفتيه القاسية و لمساته الجريئة.

فتحت عيناها على طلعته، و حركت أناملها على وجهه تقول.

" أنا أهتم، أهتم بك يا بيكهيون، أغار عليك و أحبك جداً"

قبّل يدها حينما مسّت شفتيه و قال.

" لستُ أريد منكِ سوى أن تكوني هكذا"

تبسمت، و لأن صدره إمتلئ بالحب، و بات يخشى تهوراً كالأمس قال يتجاوزها.

" تجهزي حتى أتمم بعض الأمور"

أومأت لكنها استوقفته مستذكرة.

" ااه نعم! تلك المرأة تقول أنه موعدك لزيارة الورشة"

قبض حاجبيه و قد أنساه خمر الحب عن أي ورشة تتحدث، لربما هو نسي أيضاً أنه مهندس.

" أي ورشة؟!"

ضحكت بخفة قبل أن تجيبه.

" ورشة حفاظات جيني"

تذكر و أومئ، ثم قال بينما يهم بخلع روب الإستحمام عن جسده.

" اه تذكرت"

سرعان ما أدارت وجهها عنه حينما شرع بخلع روبه، و صاحت بغيظ.

" بيكهيون أيها المنحرف!"

سمعت ضحكاته اللعوب فحسب، تبسمت بخفة ثم هربت من خجلها و منه إلى دورة المياه.

خرجت بعد الإستحمام لتجده يسرح شعره الرمادي قِبالة المِنضدة، أخذت المشط من يده ثم أجلسته على كرسي المنضدة، تناولت مجفف الشعر و قالت.

" سأسرحه بنفسي لك"

وافق و عقد ذراعيه إلى صدره ثم إتكئ بظهره على جسدها، كرسيه بلا ظهر، و كانت فرصة لن يمررها كي يكون منها أقرب.

لم تشتكي من ثقله، إنما إبتسمت و شرعت بتسريح شعره، هو أغمض عينيه و إبتسامته ما أغمضت، بل ضلت مستفيقة على شفتيه حتى أعلنت أنها إنتهت.

فتح عينيه لينظر إلى نفسه بالمرآة لكن ما سرّه ما رأى، كانت تسدل شعره إلى جبهته و ترفعه قليلاً عن عينيه، جعلته يبدو صبياً فتياً في حداثة سنه، و هو بالتأكيد رفض ما بدى عليه، إذ شرع ينزع تسريحة شعره.

سرعان ما أمسكت بيديه تحاول إيقافه.

" توقف! لا تنزعه! لِمَ المشاكسة؟!"

رفع عينين غاضبة إليها و تحدث.

" انظري إليّ كيف أبدو، كما لو أنني مراهق في مطلع العشرين!"

تبسمت ترتب ما نزعه و قالت.

" و هذا هو المطلوب"

نفث أنفاسه و شرع بإفساده من جديد، لولا أنها أمسكت بيديه مجدداً و أخذت تتوسله.

" أرجوك لا تفسده، تبدو لطيفاً!"

غضب بزيادة و نظر إليها من جديد قائلاً.

" أنا لطيف؟!"

أومأت تبتسم، فنفث أنفاسه و ركل المنضدة بغضب قائلاً.

" أنتِ تنزعين هيبتي!"

دورت عينيها في محجريها و استرسلت.

" أنت و هيبتك! أقسم أنك مجرد طفل مشاغب!"

إرتفع حاجبه عن ناصيته و رمقها عبر المرآة مستنكراً، رفعة حاجبه الآن ليست ودودة إطلاقاً، أشار إلى نفسه و همس يستنكر.

" أنا طفل؟!"

أومأت بالإيجاب بلا وعي، و حينما وقف يقيم عوده تفوق على طولها بقامته، فنفت تقول.

" لا لا! لستَ طفل! رجلٌ مُهيب، الرئيس بيون بيكهيون!"

تخصر و ما قلل كلامها من غُله كما يظهر، ثم همس يتقدم منها و هي تتراجع.

" سأؤكد لكِ أنني رجلٌ فحسب، لا تخافي"

هذا بدى مخيفاً أكثر، إن يقول "لا تخافي" مخيف أكثر من أن يحثها على مخيفته، رفعت يديها حرصاً ناحيته و قالت.

" أعلم أنك رجل، كنتُ أمازحك فحسب!"

إجتذبها من معصمها، و أسقطها بقوة لا تؤذيها على السرير، فصرخت لكن بقية صرختها إنكمتت في جوفه، قبلها بقوة و إستعان بأسنانه حتى كشرت ملامحها بألم.

دفعته من كتفيه بلطف و اشتكت.

" بيكهيون آلمتني!"

تبسم و إنحدرت يده إلى يدها، ثم نهض و أنهضها سريعاً، جعلها تشهق مجدداً لعنفه المفاجئ.

" ألا تستطيع أن تكون لطيفاً قليلاً؟!"

همس بينما يسحبها خلفه خارجاً.

" ماذا قلنا عن اللطافة؟! أم أن عقلكِ ثخين لا يتعلم سريعاً؟!"

سرعان ما إستدركت.

" لا لا! تعلمت! حسناً! بيون بيكهيون ليس لطيفاً على الإطلاق!"

" إنك لطيف رغماً عنك!"
لكن الكلام بقي في جوفها و ما خرج إطلاقاً.



......



وصلا معاً إلى موقع بناء فعلمت جويل أنه آتى بها إلى الورشة، أمسك بيدها بعدما نزلت، حينها سألته.

" هذه ورشة حفاظات جيني!"

ضحك بخفة و همهم يسحبها إلى جواره حتى الداخل، حينما أصبح أمام أحد العُمال، قدم له خوذتيّ عمل للرأس صفراوتيّ اللون.

وضع واحدة على رأسه و وضع لها هي الأخرى، ثم ربط لفافتها أسفل ذقنها، وضعت يدها على صدره تصده عن التقدم، ثم باشرت بربط اللفافة له، لكنه اعترض يمسك بيدها.

رفعت يده عنها و بإصرار ربطتها ثم قالت.

" صدقني أن هيبتك لن تتأثر إن ربطها"

حك جسر أنفه و ما استرسل، إنما هو شعر بالخجل و الرضى، أنها تفهمه الآن.

سحبها معه إلى داخل الورشة، و حينما رأت في الداخل صبيّة جميلة ذات قد ممشوق تمسكت بذراع بيكهيون بغيرة.

و لربما لوهلة نست أنها اجمل النساء بعينه...
لربما نست أنه لن ينظر في إمرأة سواها...
لربما نست أنها كل رصيده من النساء...

تطلع إليها مبتسماً و تجول في ورشته يقيم العمل، يتحدث إلى العُمال، و يتحقق من الأدوات و القياسات، حتى عادت تلك الصبيّة إلى محورهما.

إلتفت الزوجين لها، حينها نظرت في جويل مدهوشة، زمّت شفتيها بإعجاب ثم همست تمد يدها بغية المصافحة.

" لا ريب أن إمرأة بحُسنك هي زوجة الرئيس بيون، تشرفتُ بمعرفتك، أنا بيون سُرى"

تطلعت جويل سريعاً إلى بيكهيون، ففهمت الأخيرة مقصد هذه النظرة.

" إنها صدفة فحسب، لا نقرب بعضنا"

أومأت جويل و شعرت بالطمأنينة، و قبل أن تسترسل الفتاة أمامها بالحديث مع رجُلها سألتها.

" عذراً، لكن كيف تعرفين جيني؟!"

عقدت الفتاة حاجبيها، و جويل أوضحت بإبتسامة خجول.

" بيكهيون اخبرني أنكِ على علمٍ بإبنتنا جيني، لكنه لم يخبرني كيف"

تطلع بيكهيون إليها بحب غفلت عنه السيدتين حينما أكملت سُرى.

" لقد حظيتُ بفرصة سعيدة لمقابلتها و تغيير حفاظها، هذا كل ما في الأمر!"

شكّلت شفاهها على شاكلة دائرة ضيقة بينما تنظر إلى بيكهيون، الذي يتأملها منذ أن قالت "إبنتنا"، لطالما تمنى أن تكون أمشاجه من رحمها، لكن لا بأس رغم ذلك.

قاطعت سُرى بحرج جوّهما الرومنسي- إذ هما أسهبوا في رمق بعضهما بحب أمامها- حينما حدثت بيكهيون عن العمل، أبٌ رائع و زوج رومنسيّ، لكن ما سر تلك الليلة؟!
لا تفهم!

ما إن إنتهى نقاشهما حول العمل، سار بيكهيون خارجاً بإمرأته، و عاد ينظر إليها بتلك النظرات الهائمة، تبسمت بخجل و همست تقول.

" ما بالك تنظر إلي هكذا؟!"

أحاط كتفيها بذراعه و قرّبها منه يقول.

" أتوق لرؤية بطنكِ بارزة بأمشاجي!"

إزدرئت جوفها و أومأت، بعض الجروح لا تندمل سريعاً.

و هما على أهبة الخروج من الموقع سمعا صوت صياح من خلفهما، تحرك بيكهيون لإنقاذ الوضع، لكن الآوان قد فات.

سقطت إحدى العوارض الخشبية كما أُخريات من أعلى الورشة، و أصابت ظهر جويل، فسرعان ما وقعت أرضاً، و الوعي قد تبرئ منها.

وهلة صدمة، فينة للأستيعاب بأنفاس مقطوعة و عيون جاحظة، ثم ها هو بيكهيون يجثو قُربها و ينادي عليها بصوت قد تلبسه الذعر.

" فتاة! يا فتاة!"

ثم صرخ.

"جويل!"

كاد أن يرفعها لكن أحد ما دفعه، و لأن الصدمة قد استولت عليه كانت زحزحته عنها يسيرة، نظر إلى الفاعل فكانت الطبيبة سُرى.

تحرك ليدفعها و أراد رفع جويل لولا أنها صرخت.

" توقف! لا تحركها! إنك تؤذيها أكثر!"

تصلبت يده من عليها و الطبيبة زحفت ناحيتها من جديد، وضعت أصبعيها السبابة و الوسطى متعاضدين على عنقها حيث عِرقها النابض، ثم نظرت إلى بيكهيون.

" إنها... إنها..."

صاح بيكهيون بنفاذ صبر يقول.

" إنها ماذا؟!"

إزدرئت جوفها ثم الدمع بلل عينها.

" إن قلبها لا ينبض!"

نظر إليها بلا تصديق حتى استهلك بضع ثواني ليستوعب ما قالته، و حينما فعل صاح بعصبية ليست إلا قلقاً عليها.

" أفعلي لها شيئاً! إن حدث لها شيء سأتبعكِ بها!"

أومأت و التوتر و القلق أخذا مكانهما في نفسها، تنفست ملئ جوفها ثم قالت.

" أدرها بحذر، الأوان لم يفت!"

أدراها بحذر مع توصيات الطبيبة سُرى ثم باشرت الأخيرة بإنعاش قلبها الذي توقف، ضلت تحاول و تحاول حتى تعرق جبينها و صاحت تبكي.

" إنها لا تستجيب!"

دفعها بيكهيون و آتى مكانها يحاول إنعاشها بنفسه، حاول و حاول، و رغم عدم إستجابتها ما تراجعت عزيمته، صاح بها أخيراً.

" هيا يا جويل هيا! هيا يا ملاكي! حبيبتي هيا، لستُ متخلٍ عنكِ، ما زلتُ أتضور حباً فيكِ، هيا يا ملاكي، هيا يا جويل!"

مدّها بنفسه إصطناعياً حتى أعلنت سُرى.

" توقف، لقد عاد نبضها!"

حينها وصلت إمدادت الإسعاف...


....................


أكيد بدو يرجع نبضها طالما الي أنعشها هو بيون بيكهيون😔💔


سلااااااااام♥️

ما كان ممكن أخلي بيك يعترف بحبه إلا إذا أذيت جويل😁 سوري نوت سوري😁

بارت مفعم بالحب و الرومانسية، و الله أحيي نفسي، من قرن ما كتبت مشهد رومنسي😂.

في معلومة حبيت أوضحها، سمعت من قبل أنو لو شخص فقد نبضه و هو نايم ع بطنه مثل جويل ممكن تعمله إنعاش من على ظهرهؤ بس لأني ما بعرف مدى صحة المعلومة ما طبقتها و بس😁.

البارت القادم بعد 300فوت و 300كومنت.

١. رأيكم ببيكهيون العاشق؟! مشاعره المعكوسة بأفعاله؟! شقواته؟

٢.رأيكم بجويل؟ حبها لبيك و تعلقها فيه؟ شقاوتها و جرائتها؟!

٣.رأيكم بالكوبل جوبيك؟ لأي درجة هما محبوبين؟

٤.رأيكم بكريس؟! ردة فعل كريس على إعتراف فلورا؟ و موقف كريس من بيكهيون؟!

٥.رأيكم بفلورا و جرائتها لتعترف؟! كلامها عن بيكهيون؟ و محاولاتها لتفريق كريس عنه؟

٦.رأيكم بدي او؟ ماذا ستكون ردة فعله عن عودة جويل لبيك؟

٧.رأيكم بتايهيونغ؟ كيف تتوقعون أن ينتقم؟

٨.رأيكم بجوي؟ مشاعرها تجاه إبنتها؟ و مهمتها في القصر؟

٩. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
LOVE 3K





























© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH75||تصلحه و تبنيه
Коментарі