تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH84||العودة
" الحرب الأخيرة: المعركة الأخيرة: العودة"





" لقد قُمتُ بحجزِ الغرفة باسمي، لذا لا تقلقي"

جويل أومأت بهدوء له، ثم دخلت إلى هذه الغرفة الأنيقة، إنها غرفة بفندق راقٍ، قام بحجزها كيم جونغداي لأجلها في الفندق، الذي يقطن به حالياً.

تحدث عن نفسه قليلاً معها في وقتٍ سابق، كي يبعث بنفسها الطمأنينة من ناحيته، فلا تقلق خوفاً على نفسها منه، هو طبيب ثلاثيني، و قد أتى إلى الصين ليحضر مؤتمر طبي عالمي.

و قد سبق أن حجز مقعده في طائرة الإياب إلى كوريا، و حسب ما قال؛ أنها غداً، ثم وعد بأن يحجز لها مقعد بجواره في الطائرة، و إن ما وجد لأجلها سيؤجل رحلة العودة برمتها لتكون معه.

لقد تعرفت عليه بسهولة بعدما أوجز تقديم نفسه لها، فهو طبيب يعمل في مستشفى قرية الشفاء و والده يُعد من كبار المسؤولين فيها، إذ هي -المستشفى- أُسِّسَت على حسب تخطيطه و أحلامه الخاصة.

جويل جلست على السرير، و رغم أن الأمن يحُفّها لكنها تشعر بأعباء كثيرة، و أهمها ما يقبع فيها.

تحسست بطنها، لقد برزت قليلاً، سبق و تحدثوا الأطباء بعد ولادتها أنها مُهددة بالعقم بنسبة كبيرة جداً جعلت اليأس يراودها بأنها لن تحصل على طفل سوى بيرل، فقررت أن تمنح صغيرتها الأولى و الأخيرة كل عاطفتها و حنانها، لكن ها هي ذا الآن تحمل بطناً بارزة، تنبض بها حياة.

ليست بحاجة لإجراء فحوصات و ما إلى ذلك لتتأكد من شكوكها، فهي طبيبة، و أم، و تعرف كيف يكون الحمل في بدايته، كما أن مشكلتها نفسيّة، لم تكن عضلية، و بيكهيون بحبه مسح عنها أوجاع نفسها أجمع و كان جسدها سريع الإستجابة لعلاجه.

لم يلحظ تايهيونغ بروز بطنها عندما كان أسيرته بفضل فساتينه البيضاء الفضفاضة، التي كانت تنساب بسلاسة على جسدها دون تفصيل و إبراز لمعالم جسدها، لكنها تعلم أنها ستواجه بيكهيون بهذا البطن، ماذا ستقول له؟ و ماذا ترجو منه؟

نامت ليلتها تلك ساعات قليلة، فالأرق كان رفيقها حتى بزوغ الفجر، ليس خوفاً من تايهيونغ بقدر ما هو تخوفاً من بيكهيون، فهي ما زالت لا تلم بجوانبه أجمع، لا تدري كيف سيرد.

في الصباح الباكر، أستيقظت على صوت طرق الباب، فنهضت لرؤية ما في الأمر، و إذ هو جونغداي يطل عليها بإبتسامته المهذبة و بثيابه الرسميّة.

" يبدو أنني أيقظتكِ، آسف و لكن الطائرة ستقلع بعد ساعتين، لذا كوني مستعدة"

أومأت له تشكره، و أستأذنت الدخول إلى غرفتها لتتجهز، خرجت إليه بعد وقت، كان قد أرسل لها لباساً مُريحاً، قميص أسود و بنطال جينز واسع.

إنطباعها عنه حتى الآن، أنه رجل لطيف للغاية، كجين مثلاً، هو يعرض نفسه للخطر لأجلها رغم أنه لا يعرفها، كما فعل جين مُسبقاً عندما أخرجها من جُب النهر.

توجها معاً إلى المطار الدولي متأخرين، جونغداي لم يتحدث طيلة الطريق إلى هناك، فهي لا تبدو بحال جيد للمحادثة، إذ هي تبدو متوترة و شيئاً ما خائفة.

" على الرُكّاب المتوجهين إلى كوريا الجنوبية التوجه إلى البوابة رقم أربعة"

فور وصولهم تحركا معاً لإجراء بعض الأمور اللازمة، أتمّوا أمورهم و صعدوا على متن الطائرة، جونغداي سبق و أن تدبر أمر جواز السفر.

فلقد تحدث إلى السُلطات الكورية، و أبلغهم بأنه تم إختطافها، و هي لا تملك جواز سفر للعودة، فتكفلوا بأمرها خصوصاً أنهم يبحثون عنها بالفعل منذ شهور، كما أن جويل رفضت أن تخضع للتحقيق خارج كوريا، و جونغداي قدّم إفادته صباحاً.

ما برح بصر جويل النافذة بجانبها، فهي تخشى أن يشنّ تايهيونغ عليها هجوماً، حتى لو كانت على متن الطائرة.

لن تشعر بالأمان إلا و هي بين زنديّ بيكهيون و في مكانه الآمن.

" عذراً سيدة جويل!"

إلتفتت إلى تشين فابتسم لها قائلاً.

" فقط لا تخشي شيء، أنتِ بأمان معي، ثقي بي!"

تبسّمت تجيبه.

" شكراً لك جونغداي، أنا محظوظة بأنني إلتقيتك، و إلا ما استطعت الخروج، شكراً لك"

نفى قائلاً.

" لا عليكِ، هذا واجبي"

أقلعت الطائرة، و أبلغ الطيّار أن الرحلة لسيؤل تستغرق ساعتين، و رغم أن الساعتين مضينَّ بيُسر؛ إلا أنهما كانتا عسيرتين المُضي على جويل.

فور أن دبّت بقدمها أرضها؛ دبّت الحياة فيها، فضحكت مستبشرة تستنشق هواءها، إنها في معزِل منذ قرابة الثلاثة أشهر، مرّت عليها كما و أنها جحيم، لا عمر يُقتَنَص من حياتها.

صعدت مع جونغداي في سيارته التي كانت بإنتظاره، و سيارتي شُرطة خلفها و أمامها تحسباً لأي خطر قد تتعرض له جويل و رفيقها.

و بعد أن إنطلقت السيارة وصل السائق إتصال، فاعتذر من سيده أن يرد، و بعدما أذن له أجاب، أومئ لها، ثم ناول الهاتف لجويل.

" إتصال لكِ سيدتي"

نظرت جويل إلى جونغداي فنفى برأسه قائلاً.

" لا شأن لي بذلك، وعدتكِ أنني سأحميكِ"

تناولت الهاتف من يد السائق بيد مرتجفة، ثم وضعته على أذنها، فسمعت ضحكته الخشنة تدُب في أوصالها الرُعب.

" أين تظنين نفسكِ تهربين مني؟ سيأخذكِ السائق إلى مكاني، و إن حاولتِ أن تهربي فانظري خلفكِ و انظري أمامكِ، هاتين السيارتين لي، بكلمة سيقتلوا البطل الذي بجانبك، كوني مطيعة كي لا أفتح في رأسه نافورة دم"

أسقطت الهاتف من يدها و جونغداي تنهد، لقد وقعت بفخه ثانيةً.

" هذا كيم تايهيونغ، أليس كذلك؟ يهددك؟"

أومأت بذهن شارد، حينها جونغداي أمسك بيدها و قال.

" كوني مُطمَئنة طالما أنتِ بصحبتي ستكوني بخير"

آمالها باتت ضعيفة، و ما عادت تملك قوة أن تقاوم أكثر، تمسكت ببطنها، عليها أن تقاوم لأجله على الأقل.

وصلت السيارة إلى المستودع، الذي كانت فيه منذ البداية، فسُرعان ما صعد الدمع عينيها خوفاً مما قد يحدث في القريب العاجل، جويل متعبة من الفرّ و الكرّ، متعبة من الحقد و الإنتقام، متعبة من كل هذا.

نزلت من السيارة حينما فتح السائق لها الباب، أما جونغداي؛ فاحتاجوا أن يوخزوا صِدغه بالسلاح، كي يستجيب لأوامرهم.

قيدوا معصميّ جونغداي خلف ظهره، ثم سحبوه عُنوة معهم رغم مقاومته الشديدة و العنيفة.

" أيها الحُثالى أفلتوني!"

جويل بكت تعتذر له، بينما يقف في ظهرها رجلين يحثوها على التقدم دون أن يلمسوها.

" أنا آسفة جونغداي، سأقنعه كي يخرجك، أرجوك كن بخير!"

عديم الإحساس خلفها قال ببرود.

" سيدتي تقدمي من تلقاء نفسك، لا تجبرينا على دفعك!"

إلتفتت إلى الرجل تنظر إليه و قالت.

" ذلك ما تجيدون فعله، البلطجة!"

ثم تقدمت حينما خشت على نفسها بطش أيديهم، أدخلوها المستودع، الذي خطفها تايهيونغ إليه سابقاً، و أغلقوا عليها، ثم غادروا و تركوها في عتمة هذا المستودع من جديد أسيرة.

كانت تعلم أن سلاسة الخروج من الصين لن تنتهي على خير، إذ راودها الخوف لكنها حاولت تتغاظى عن حِسها ذاك، لكنه ها هو يتحقق، فها هي بكوريا مجدداً، و لكنها في هذا المكان البغيظ من جديد.

لا تملك سوى أن تنتظر تايهيونغ، فإما يقتلها في نوبة غضب، أو تعيد الكرّة و تهرب من جديد، لكن هذه المرة عليها أن تفكر بخُطة كاملة قبل أن تفعل.

جلست على الأرض الباردة أسفل ضوء خافت ينير قليلاً العتمة التي تنتشر في الأرجاء، فرغم أنها الظهيرة، و لكن المستودع بلا نوافذ إلا واحدة صغيرة و عالية جداً، فلذلك المكان معتم.

وضعت رأسها على ركبتيها و توسلت باكية.

" أرجو أن يجدني بيكهيون، ساعدني لأتخلص من تايهيونغ يا إلهي أرجوك!"

و انطوت على نفسها في بكاء مرير، إذ أنه لا يُسمع إلا صوت بكائها و عقارب الساعة أعلاها، كما لو أن هذه الساعة تعد عليها الثواني و اللحظات، كي تلقى بها مصيرها على يد تايهيونغ، أياً كان.


............................


في كوريا، و حيث المكان الآمن الذي لم تصله جويل، مكان بيكهيون، عند بزوغ الفجر إستيقظ، كان يحتاج أن يمد نفسه بالقوة كي يواجه ما هو قادم، فهو يدري أن تخليص جويل ربما يكون أصعب.

كان يحتاج أن ينام و هو يحتضن بنتيّه، أحتاج أن يدغدغ أبوّته بهنّ، كي يكن قادراً على تحصيل روحه البعيدة عنه، روحه التي لا يدري أيُ أرضٍ تحتضنها، ملاكه الشقراء.

نهض و الجميع نيام، أيقظ كريس و بلّغه أن يتحضر، فرحلته للبحث عن جويل على وشك أن تبدأ، و أمر كريس أن يتحدث لكيونغسو، فهُم و مع كل أسفه سيكونوا بحاجة لمواهبه في الإختراق.

إرتدى ثيابه مستعداً للخروج، لكنه قبل أن يخرج من جناح أمه جلس على طرف السرير و ابتسم، فجيني و بيرل ينمنّ بعناق متبادل، هنّ فعلاً أختين حتى لو ما جمعهما الدم، هنّ كبرن معاً، هذا سبب كافي ليكن أختين.

وضع على وجنة كل منهما قُبلة، و دثرهنّ بالغطاء بإهتمام، ثم غادر جناح والدته ثم القصر برمته.

بدا كريس مستعداً بينما هو يقف أمام سيارة الرئيس جاهزتً لإستقباله، يعقد كفيه أمامه و ينظر أمامه بإستقامه و ملامح منعقدة ذات بأس، عندما رأى رئيسه إنحنى قبل أن يفتح له الباب ليصعد.

لكن بيكهيون تجاهل أنه فتح لأجله الباب، و صعد في الأمام يقول له.

" تولّى القيادة"

كريس تحرك سريعاً ليصعد بجانب رئيسه، و انطلقا معاً إلى الجانب المظلم من حياته، إلى المستودع الرئيس حيث بؤرة فساده في تجارة الأسلحة.

دخل إلى المستودع، و تخطى إنحناءات رجاله قاصداً مكتبه في الداخل، جلس إليه ثم أمر كريس بجلب كيونغسو إلى مكانه، معصوب العينين و مُقيد.

و عندما أتى كيونغسو لم يتحدث بشأن الطريقة التي جُلِبَ بها فهو ما توقع طريقة أفضل على أية حال.

" عليك أن تخترق كاميرات المراقبة من الموقع الذي سأدلك عليه، و تتّبّع مسار كيم"

كيونغسو رد.

" فعلت بعدما عدت من أسبانيا، لقد سافر بجويل عبر طائرته الخاصة، لكنني لا أعلم إلى أين، لا يوجد كاميرات في السماء"

تنهد بيكهيون، ثم وقف يسير في موضعه متخصراً يفكر في طريقة أخرى، هو يملك معارف بأسبانيا بالفعل، لكنهم زبائن سابقين له فحسب، و لا يملك أدنى فكرة عن المكان الذي قد يأخذها إليه.

بيكهيون بعد تفكير لبضع دقائق أمر كريس.

" كريس، ابحث في ممتلكات كيم تايهيونغ و اعلم إستثماراته كلها، ربما نجدها في إحد الدول النافذ فيها"

إنحنى كريس قبل أن يغادر لتنفيذ أمر الرئيس و جمع المعلومات اللازمة.

بينما هم في لُجّة التفكير و الصمت و البحث، ورد بيكهيون إتصال من جهة مجهولة، لكنه أجاب على آية حال، عسى أن يكون أمر يتعلق بملاكه البعيد.

" بيون بيكهيون معي؟!"

همهم بيكهيون فاتبع الرجل.

" لقد وصلنا بلاغ من السفارة الكورية في الصين أن زوجتك السيدة جويل هناك، و في طريقها لتعود إلى كوريا مع وصيّ قد أنقذها سابقاً، لذا يُرجى أن تأتي إلى مركز التحقيقات الرئيس فهي ستكون هنا قريباً"

أغلق بيكهيون الخط سريعاً و قد تبعثر كيانه، و بشبه صياح أخبر كيونغسو و كريس.

" جويل ستكون هنا، لقد وجدوها!"

خرج ثلاثتهم سريعاً من المستودع إلى المكان المُشار إليه، و بينما هم في إنتظار وصول جويل في المكتب أو بلوغ أي خبر جديد عنها، بيكهيون كان على حميم.

فالشوق يحرقه، و يثير فيه مشاعر لم يدركها يوماً سوى معها و لأجلها، كالخوف، و التوتر، و الترقب.

لكن أحد لم يتدخل في محاولة لتهدئته، فلقد كان حامياً يلسع، و ذا لسانٍ كالمِبرد يجرح، و دي او لَحِظ هذا، و صدق من جديد أنه يحب أخته بحق، فهذا ليس بيكهيون الذي إختطفها، إنه بيكهيون الذي لن ينجو دونها، الذي يريدها و حسب.

كانوا ثلاثتهم في مكتب المحقق المسؤول ينتظرون، دي او و كريس يجلسان، أما بيكهيون فيدور و يدور حول نفسه متوتراً حتى وصل الخبر.

إذ دخل شرطي فزع إلى المكتب يقول هلعاً.

" سيدي، لقد تمت مهاجمة سيارتيّ الشرطة التي بعثناها، و وجدنا سائق الطبيب مصاب بينهم، و سرق المُعتدي السيارت الثلاثة!"

و ذلك كان كافياً ليدرك بيكهيون تتِمة الحديث، ضرب مكتب المحقق بقبضتيه، و صرخ في وجهه.

" أنتم لستم وجه ثقة على الإطلاق، سأذهب و أعيد زوجتي أنا، و لا تلوموني على النتائج مهما كانت!"

ثم خرج من المكتب يتبعه الرجلين دون أن يترك المحقق يرد، صعد السيارة و أمر كريس بالإنطلاق، و بدأ دي او بتتبع الكاميرات من حيث موقع الهجوم فور وصولهم مقر بيكهيون من جديد.

لكن الكاميرات تشوشت عند مفترق طرق، أحدهم يقود إلى خارج العاصمة سيؤل، تايهيونغ هذه المرة يقظ، فهو هذه المرة أقوى و أكثر نفوذاً، و قدراته تفوق بيكهيون.

لكن بيكهيون ذكي جداً، بيكهيون رجل ذا دم حامي، لا ينام و لا يتعب إلا و قد حصل على ما يريد، و تلك الحقيقة الأشمخ فيه، أنه رجل لا يُقهر مهما حاولت الظروف قهره.

على مكتب البحث الذي يترأسه في مقرّه؛ بيكهيون أكّد و هو يقف يتلفت بين التحقيقات، الكاميرات، و الخُطط التي ينفذها رجاله.

" عليكم أن تجدوا زوجتي، لا كلّ و لا نوم حتى تجدونها!"

جميعهم على صوت رجل واحد قالوا.

" أمرك سيدي!"

بعث كريس إلى إنشيون، المحافظة المجاورة التي يشك أن جويل فيها، و تولى البحث هو في سيول، و دي او إستمر في عمله على الكاميرات برفقة فريق كامل من رجال بيكهيون بحثاً عنها.

مر يوم، يومان... أسبوع، أسبوعان... شهر، شهران، و ها هو الثالث و بيكهيون لا يجدها.

لقد نقب سيؤل و إنتشون تنقيباً، دي او بحث في كاميرات المراقبة بفريقه طيلة تلك الفترة و لم يلمح السيارة التي أختطفت بها، الشرطة تبحث، و بيكهيون يبحث و الجميع يبحث و لكن عبثاً.

كثيراً ما وصل بيكهيون إلى اليأس و عاد يأمل و يبحث بجد أكبر، قليلاً ما يعود للمنزل، كلما شعر أنه لن يقدر على أن يستعيد ملاكه الشقراء، يذهب ليأخذ من ملاكيه الصغيرتين قوة و يعود أقوى مما كان.

حاله بات سيئاً، و رغم أن جروح صدره شُفيت لكن صحته تنضب، فهو لا يتناول الطعام كما يجب، و لا يمارس الرياضة كما إعتاد، و لا ينم إلا مُجبراً.

في صباح صيفي مشمس، ذهب إلى القصر، فهو لم يذهب منذ ثلاثة أيام، و لقد إشتاق لبناته كثيراً.

عندما دخل وجدهنّ يلعبنّ بإشراف والدته كما العادة، لقد أصبحنّ صغيراته يركضنّ و هو خارج المشهد، فلم يشهد خطوتهنّ الأولى، كما لم يشهد الكثير من اللحظات في حياتهنّ، كولادتهنّ.

هو لطالما كان هذا النوع من الأباء، خارج عن المشهد التذكاري، دوماً ما يكون في سواهنّ مشغول، و هو متأسف لطفولتهنّ، و لأبوّته، أن الحياة و ألاعيبها دوماً ما كانت ضده في تلك المشاهد.

ركضنّ إليه يصرخنّ بأذرُع تنفرج لإستقباله، و يتسابقنّ للوصول إليه.

" بابا! بابا!"

تبسّم و شعر أن كل همه و تعبه يندثر، ذلك أثرهنّ عليه، قادرات على تغييره عبر ضحكاتهنّ فحسب.

بيرل سبقت جيني بالوصول كما العادة، فهي أكثر صحة من جيني و أكثر منها وزناً، بيرل إحتضنت عنقه بذراعيها القصيرين، و جيني كادت أن تبكي لولا أن بيكهيون حملها سريعاً إلى ذراعها الأخرى، و إحتضنها يراضيها بقُبلاته.

ثم جلس بهنّ أرضاً، و هنّ على قدميه يتشاجرنّ على أزرار قميصه كما العادة، السيدة تنهدت ثم تحدثت.

" كيف حالك يا بُني؟!"

بيكهيون أومئ قائلاً.

" بخير أمي، لا تقلقي علي"

تمدد على الأرض العاشبة، و صعدنّ صغيراته على صدره، الطفلتين لا يذكرنّ أمهنّ كفاية، لكن السيدة بيون دوماً ما تعرض عليهنّ صور لجويل، كي يبقينّ عليها في ذاكرتهنّ.

جلس بيكهيون حينما وصلته ضوضاء من قُرب البوابة الرئيس، فقعد بيكهيون سريعاً يستطلع عمّا يحدث، ثم نهض ينظر ما في الأمر، و إذ برجل مُصاب يقف على البوابة، و يصرخ يطلب حضوره.

" ماذا يحدث؟ من أنت؟"

بيكهيون تقدم من بين رجاله إلى هذا الرجل المُصاب، الرجل كان يتنفس بصعوبة، يتمسك بجرح في ذراعه التي تنزف، يبدو رثّاً، مبعثراً، و متسخاً، لكنه تحدث بصعوبة يقول.

" أنا جونغداي، أنا الذي أنقذت جويل"

لكن الرجل ما إستطاع الصمود عندما ركض إليه بيكهيون، و أمسك بتلابيب قميصه بقوة.

" أين هي؟! تحدث بسرعة أين هي؟!"

وقع جونغداي فاقداً وعيه لكثرة ما نزف جُرحه، بيكهيون لعن بعصبية قبل أن يأمر رجاله أن ينقلوه إلى مستشفى جويل فوراً.

ثم تبعهم إلى المستشفى، خضع جونغداي لعملية بغرض إخراج الرصاصة من يده، ثم لزم العناية المركزة لساعتين قبل أن يستعيد وعيه، بيكهيون كان ينتظر و هو على حافة الجنون.

فتايهيونغ بالتأكيد علم أن الرجل هرب، و أنه أتى إليه، فسيغير موقعه سريعاً، لكنه تواصل مع الشرطة أثناء ذلك و أبلغهم، و أبلغ كريس كي يحاصروا جميع مخارج سيؤل و إنتشيون.

دخل بيكهيون إلى جونغداي قبل أن تحضر الشرطة لأجل التحقيق معه، و جونغداي فوراً تحدث قبل أن يبادر بيكهيون بالسؤال حتى.

" إن مقرّه على أطراف سيؤل، سأبلغك عن الموقع!"

خرج بيكهيون قُبيل دخول الشرطة، إتصل بكريس و أبلغه عن الموقع، ثم أمر بعض من رجاله الذين رافقوه إلى المستشفى أن يحرسوا كيم جونغداي، فهو في أمانته.

أما الآن؛ فهو وقت أن يستعيد روحه البعيدة، ملاكه الشقراء، سيضمها حتى تختلط عِظامها في صدره، فقط عليه أن يجدها، أن يبحث بجد، فهي أصبحت قريبة جداً منه، بات اللقاء قريب.





..............................





ها هي تجري بين الحقول بفستان أبيض و بطن ممتلئة، تركض و تبكي و تركض، شعرها أشعث و فستانها مُتّسخ ببقع دماء تنتشر عليه، طال الغبار وجهها كذا أركانها كافة، فهي منذ خمس ساعات تركض و ترتاح، ثم تركض و ترتاح.

تذكر ذلك اليوم جيداً، يوم عادت من الصين إلى كوريا لتقع في فخه مجدداً، تذكر أنها وصلت مقره الظهيرة و هو أتى في وقت العشاء.

كانت جويل تجلس أرضاً كما سبق قولاً، إستمعت إلى صوت أقفال البوابة تُفتَح، فرفعت رأسها، و عندما رأته يتقدم منها بخطوات واسعة تَنُم عن غضبه، وقفت تلتصق بالحائط خلفها، تمسك بطنها بيد و بالأخرى تحمي وجهها.

لكنه أمسك بذراعها، و أخفضها عن وجهها، ثم أوقعها كلها أرضاً بصفعة، تمسكت بوجنتها و ما صدر منها صوت قط، رغم أن نزيف أصاب طرف شفتيها.

تايهيونغ إنخفض يجلس على ركبتيه أمامها، ثم أمسك بشعرها يجتذبها إليه، يصرخ بغضب بها و نبرة كارهة.

" أنتِ فعلاً عاهرة! تذهبي مع أي رجل أياً كان هو، فقط كي تتخلصي مني، سابقاً بيون، و اليوم ذاك الصعلوك، لا أدري من سيكون بالغد رجلكِ!"

إزدرئت جوفها، قلبها ينبض بقوة، و بصعوبة تأخذ أنفاسها رغم ذلك تحدثت.

" أنت فقط هذا ما تجيده، أن تتهمني، أن تعنفني، أن تغدر بي، أن تلعب بالخفاء، و هذا المتوقع منك، فأنت جبان كفاية كي لا تواجه عدوك مباشرة، وجهاً لوجه"

إرتفع شدقه بإبتسامة ساخرة، و ارتفع و ارتفع حتى ضحك، ثم أشار إلى نفسه ساخراً.

" أنا جبان؟"

ثم أشار إليها قائلاً.

" أخافكِ أنتِ؟!"

لم يكن هذا مقصدها و هو يعلم جيداً ما قصدت، لكنه كما ذُكِر سابقاً، يلعب بالخفاء.

شدد على شعرها، و اجتذبها أكثر حتى طارحت أنفاسه أنفاسها، فشهقت للقُرب الشديد و البُعد الوئيد، لكنها شعرت بحرارة أنفاسه تمس بشرتها بغضب حينما هسهس من بين أسنان متطابقة.

" أنتِ ما زلتِ لا تدركي أبعاد قوتي، لذا أعذركِ، لكنني لن أسامحكِ فيما فعلتِ"

بغتة رفعها من ذراعها، و سحبها عنوة إلى الأعلى، سُرعان ما تنبأت بنواياه، فأخذت تصرخ و تحاول التشبث بمكانها لكنها لم تقدر عليه، في النهاية رمى بها على السرير و أعتلاها.

أمسك بيديها فوق رأسها، حينها أخذت تبكي بجنون و هو يزلف بوجهه إلى وجهها.

" أرجوك لا تفعل يا تايهيونغ! أرجوك لا!"

تبسم ضد وجنتها، ثم شعرت به يربط معصميها إلى السرير، ثم نهض عنها يقول.

" لا أرغب بكِ الآن، لأنني إن لمستكِ سأحبكِ، و أنا أكرهكِ الآن، لا أريد أن أحبكِ!"

ثم خرج و تركها، و لكثرة ما أصابها الهلع ما إستطاعت أن تهدئ من روعها، بل بقيت تبكي حتى شعرت بدماء تسيل منها.

عاد بعد بضع ساعات، سمع صوت بكاءها من الخارج، فتنهد مستاءً غاضباً، و فتح عليها باب الغُرفة، لكنه تفاجئ من الدماء التي على فراشها، و هي صرخت تستغيثه و تبكي بهلع حينما رأته.

" أرجوك يا تايهيونغ أنقذ طفلي! أرجوك!"

الخبر صدمه كما صدمته رؤية دمائها تنزف، أومئ لها بإرتباك، و خرج سريعاً يصرخ في رجاله كي يحضروا طبيب العائلة، ثم عاد إليها و تمسك بيدها يحاول طمأنتها.

" لا تخشي شيء و أنا معك، إبننا سيكون بخير، سيكون قوياً كما بيرل قوية، لا تبكي حبيبتي!"

ما إهتمت لما قال إطلاقاً، هي فقط وضعت يدها فوق يده حينما حرر قيدها، و توسلته باكية.

" أرجوك أنقذ طفلي، هذا فقط ما أريده، أرجوك!"

أومئ و دمعة أصبحت عالقة في جفنه، رفعها ليضمها إلى صدره، و أخذ يربت على شعرها بلطف يقول.

" لا تقلقي يا حبي، صدقيني طفلنا سيكون بخير، ثقي بي!"

حضر الطبيب بعد ذلك، و إزدرئ جوفه حينما رأى دو جويل، المرأة التي يعلم أن تايهيونغ قد إختطفها.

تقدم منها سريعاً، و أعلمته بوضعها، فحصها ثم إلتفت إلى تايهيونغ يقول.

" عذراً سيدي، و لكنها تحتاج إلى رعاية خاصة في المستشفى، أنا لن أقدر على فعل شيء لها"

تايهيونغ لم يكن بحالة عقلية و عاطفية مستقرة تسمح له ببدء نقاش، هو فقط شَهَر بسلاحه بوجه الطبيب و هدد.

" ستذهب مع رجالي، تحضر كل ما يلزمك، و تعود إلى هنا، إن حاولت أن تخرج عن طاعتي، سأخرج روحك من جسدك، أفهمت؟!"

أومئ الرجل و عينيه على هذا السلاح خائفاً، ثم أخذوه رجال تايهيونغ، و تايهيونغ عاد ليجلس بجانب جويل، أمسك بيدها و تحدث من جديد.

" ستكوني بخير أنتِ و الجنين، فقط إهدئي!"

نظرت جويل إليه، ثم همست ترجوه.

" انقلني إلى المستشفى و سأكون بخير، سأتخلى عن حقوقي كلها لأجلك، سأسامحك، اتركني أعود فقط أرجوك!"

تايهيونغ نهض إلى دولاب الثياب، و عاد يحمل بيده فستاناً أبيض يقول.

" سأبدل لكِ ثيابكِ، هذه الثياب قد إمتلئت بدمائك"

لكنها رفضت بقوة تقول بصوت مرتفع.

" إذن اتركني و شأني و اخرج، اخرج أنا أكرهك!"

رمى بالفستان عليها و لم ينبس بحرف و خرج، هي إنخرطت في البكاء من جديد، خوفاً على طفلها و يأساً من تايهيونغ.

إنه مجنون بها، بحبها، بإمتلاكها، و لا يدرك مخاطر ذلك إطلاقاً، تايهيونغ يريد جويل فحسب في حياته، هو حتى لم يهتم كثيراً أن بيكهيون هاجم قصره و أخذ ابنته.

بيرل ليست نقطة نِزاع بينهما، فهي إبنته و إن أراد أخذها متى ما شاء،  لكن جويل، لا يرضى أن يشاركه بها أحد، أن يحبها أحد سواه، أن تحب هي رجلاً سواه.

جويل هي النزاع الأصيل في هذه الحرب الضارية...

وصل الطبيب بممرضتين، و طبيبة نسائية، و معدات طبية، قاموا بعملهم لإنقاذ الطفل رغم ردائة البيئة المحيطة، جويل ساعدتهم بمعرفتها الطبيّة حتى إستطاعت بعونهم إنقاذ إبنها، ثم تركوا جويل نائمة، و الطبيب خرج إلى تايهيونغ ينقل له الخبر.

تايهيونغ كان يقف أمام الباب في حالة ترقب و خوف ينتظر الأخبار على أحرّ من الجمر، و عندما أتاه الطبيب إلتفت إليه و قال.

" كيف أصبحت؟ هل هي بخير؟ و الطفل؟"

أومئ الطبيب يقول.

" نعم سيدي، بخير نسبياً، يبدو أنها كانت على حافة إنهيار عصبيّ و ذلك أودى بها إلى هذه الحالة، سأكتب لها على إبرّ لتثبيت الحمل، و عليها أن تأخذ واحدة في الوريد كل يوم سيدي"

تايهيونغ هدده قبل أن يدخل إلى جويل.

" سأقتلك إن علم أبي أو أمي، أنت لم ترني، و لم ترى هذا المكان، و لم تراها هي، أفهمت؟!"

أومئ الرجل و غادر، ثم تايهيونغ دخل إليها فوجدها نائمة، جلس على طرف السرير بجانبها و تحدث.

" ستكونين بخير يا حبيبتي!"

و على هذا الحال مرّت الأيام، جويل الآن في شهرها السادس، و إهتمام تايهيونغ المريض بها يزداد شدة كلما تقدم بها الحمل.

لكنه لا ينفك عن تقييدها إطلاقاً، فعندما تنام يضع في يديها قيد يثبتها على السرير، و عندما تريد أن تذهب إلى دورة المياه يقف أمام الباب بإنتظارها.

و إن أرادت الجلوس لأجل الطعام يحرر يد واحدة لأجلها، أما هو فيسرح شعرها، يختار ثيابها، و مع تقدمها بالحمل أصبح يتركها تخرج، لتمشي حول المستودع برفقته بأصفاد تقيد إحدى معصميها بيده.

في صبيحة اليوم الذي هرب به جونغداي، جويل إستيقظت على لمسات تايهيونغ، التي نالت من وجهها، فأشاحت بوجهها عنه و هو إبتسم.

" صباح الخير يا حُب"

لم تجبه كما العادة و لا هو انتظر جوابها كما العادة، سمع صوت طرق خفيف على الباب، فوقف يقول متوجهاً إليه.

"ها قد وصل إفطاركِ"

تناول الطعام من السيدة، التي تحضر الطعام  و تقوم بخدمة تايهيونغ و جويل، وضع الصينية على المنضدة، ثم فك قيد إحدى يديها و ساعدها كي تجلس، ثم وضع الصينية على قدميها قائلاً.

" تناوليه كله"

هناك شطيرتين، واحدة منهن شطيرة مُربى الفراولة، فهي تأكل الفراولة و مشتقاتها بشراهة و شهيّة، و الأخرى فهي جُبن، كوب حليب فراولة أيضاً.

تناولت الطعام أمام عينيه، ثم بعدما إنتهت قالت.

" أريد الذهاب إلى دورة المياه"

أومئ، و فك قيدها، ثم تركها تدخل، و هو جلس على السرير، هي أخذت إحدى الفساتين البيضاء، التي تكره و دخلت.

خرجت بعد أن إستحمت وقضت حوائجها، صفّر تايهيونغ بعبث يقول و هو يرى الفستان يضيق عليها، و قد أبرز بطنها، شعرها يقطر ماء و بشرتها رطبة، فهذه أكثر حالاتها إثارة بالنسبة إليه.

" أنتِ جميلة بالفعل!"

تجاهلته، و جلست إلى تسريحتها، حينها أتى دوره المفروض عليها بتسريح شعرها و تجفيفه، رتبه على كتفيها، ثم إحتضن كتفيها بعدما إنتهى، و أسند ذقنه على كتفها، ينظر إلى إنعكاسها قائلاً.

" أترغبين في الخروج قليلاً؟ المشي مفيد لأجلكِ"

أومأت له سريعاً، فابتسم ظناً منه أنه تقبلاً لوجوده في حياتها من جديد، لكنها في الحقيقة تنبش عن أي فرصة ممكنة للهرب منه، تحاول حفظ الطريق بين الأشجار الكثيفة رغم صعوبة ذلك.

أخرج الأصفاد المعلق ببنطاله من خِلاف، و عقد يدها بيده ثم خرج بها، سار بها حول المقر، و كان يتحدث كثيراً.

" هل فكرتِ باسم لطفلنا؟"

لم تجبه فاتبع.

" إن كان فتى أريد أن أسميه دانييال، و إن كان فتاة أرغب في أن أسميها روز، أنتِ ما رأيكِ؟"

لم تجبه مجدداً فتنهد و اتبع.

" لقد تركتكِ تسمي بيرل كما تشائين، هذه المرة دوري أن أسمي طفلنا"

ضحك يحلم بمستقبله مع طفلين و جويل حبه الأول و الخالد، و توقف عن الحديث معها، لأنها لا تجيبه مهما تحدث.

فجأة لفت إنتباهه أحد يجري سريعاً خارج الملحق الذي يتبع المخزن، حينها ضرب الرجل بالرصاص و لا يدري أين أصابه، و صرخ في رجال ليمسكوا به.

" أيها الأغبياء اركضوا و أمسكوا به، ذلك الطبيب الأخرق!"

جويل كانت قد إنحنت مسبقاً و بلا تصديق لما رأته بعينها، أن تايهيونغ قد أطلق على الرجل، هي تفهم الكره الذي قاده ليطلق على بيكهيون، لكن جونغداي بريء، لا ذنب له.

كان سلاحه ما زال مرفوع يصوب حيث أطلق، و قد ركضوا كل الرجال في الواجهة إلى حيث أشار، نظرت إلى السلاح، إنها فرصة سانحة، و قد لا تتوفر لها من جديد.

سلبته السلاح على حين غفلة تقول.

" أنت رجل مريض!"

وجهت إليه السلاح فضحك يستهزأ بها، ثم رفع يده المقيدة بيدها و قال.

" و كيف ستهربي؟"

سددت عليه و أجابت، تلك كانت لحظة، تمالكت فيها القوة، جعلتها تفكر في حياتها و إبنها فقط، و أطلقت عليه، أصابته في صدره، تماماً كما أصاب بيكهيون رغم أنها لم تقصد ذلك.

ضربت الأصفاد التي بيدها بالنار دون أن تفكر أنها قد تصيبه أو تصيبها، أطلقت بلا تفكير و حينما تحررت أخذت تُطلق النار على رجاله الذين ركضوا يتبعونها، فاحتموا خوفاً من رصاصها الطائش.

ركضت و نظرت خلفها للحظة واحدة ثم اتبعت، كان تايهيونغ قد سقط أرضاً متأثراً بجرحه، و أغلب الظن أنه فقد وعيه، هي بكت تركض في المساحات الشاسعة بين الأشجار الكثيفة.

" أنا آسفة، لم أرد أن يحدث لك شيء، لكنني لم أجد طريقة أخرى، أنا آسفة يا تايهيونغ"

و هكذا مرّت الساعات و هي تركض، حتى إنتصف الليل، و لم تجد مخرجاً من المكان بعد، لذا لجأت إلى شجرة عظيمة، جلست أسفلها تجمع نفسها إلى نفسها، و أخذت تبكي حتى بزغ الفجر.


.............................


حشد بيكهيون من رجاله ما يستطيع، و ترك من يحرس له أماكنه و شؤونه المتفرقة، تسلح و سلح رجاله، و قرر أنه لن يعتمد على الشرطة، فهم على أية حال سيصلوا متأخرين.

كريس خرج قبله بعدد من الرجال، و دي او أصرّ أن يرافقه فوافق، و عندما حاول هيون جونغ أن يرافقه، بيكهيون رفض و شدد أن القصر بحاجة لرجل يحميه في غيابه، و أخيه خير رجل.

وصل بالرجال إلى المكان، يقع قُرب حدود سيؤل مع إنتشون، في غابة حُرجية، وصل بيكهيون المكان الذي دله عليه جونغداي، و لم يستغرب أنه فارغ.

فالأمر إحدى الخيارين، أما تايهيونغ هرب بأعوانه، او ان كريس وجده و أخذه من هنا.

لكن الحنين كما الحب راوده، طعنت صدره آثارها الكثيرة في المكان، إنه مستودع يشبه مقرّه الرئيس، ليس عليه ان يفكر الآن كيف علم بشأن مقرّه، ترك كريس يفكر و يأخذ الإحتياطات اللازمة بهذا الشأن.

إنما هو فكر بكيف قضت تلك الأيام هنا وحدها، و في ظل ظروف كهذه، كره أنه السبب في معانتها و كره إعترافه هذا، ففعلاً لولا أنه دخل دخول إضطراري لحياتها مسبقاً لما أصبحت بهذه الفوضى.

دخل الغرفة، نظر في السرير، تحسس فراشه، هنا كانت تنام، ثم نظر إلى الأصفاد المعلقة على عارضة السرير، بهذه كان يقيدها.

تقدم من التسريحة و تحسسها، عليها مشط و مجفف شعر، عالق بين أسنان المشط بعض من شعراتها الشقراء، نظر في المرآة و تحسسها بأنامله، عليها وجهها إنعكس.

مسح عينيه بخشونة عندما شعر بها تحرقه، ثم تحرك ببصره حتى وقع على الدولاب، فتحه، فساتين بيضاء و حسب، إذن تايهيونغ مهووس بالأبيض، كما هو مهووس بالأحمر، لكن يبدو أن حالة تايهيونغ أكثر توعكاً، فالتنوع بالدولاب صفر.

رفع إحدى الفساتين و اشتمه، و إذ فعلاً برائحتها عالقة فيه، إشتمه بعمق و أغمض عينيه، كمش على قماشه حتى إصفرّت مفاصله و نبس.

" سأستعيدكِ، لو العالم كله وقف ضدي سأستعيدكِ يا ملاكي!"

خرج يحمل فستانها بيده، و تمالك نفسه حينما أعلن لدي او.

" هي كانت هنا، و لا أظن أنه إبتعد بها منذ زمن"

دي او نفى قائلاً.

" لا أظن أنه إبتعد بها"

بيكهيون عقد حاجبيه بلا فهم،  فأوضح دي او يرفع إلى بيكهيون أصفاظ ملوثة بالدماء.

" وجدتها فوق بقعة دماء، بها رصاصة، أظنها هربت!"

بيكهيون أمسك الأصفاد بيده، و شدد عليها يقول بدهشة يخالجها الفرح.

" أحسنتِ يا جويل! أحسنتِ إن هربتِ منه فعلاً!"

قال تلك بينما يركض خارج المستودع، و أبلغ دي او قبل أن يلج الغابة.

" ابحث من الإتجاه الآخر و أنا سأبحث من هنا، خذ بعض الرجال و انشرهم في الغابة بحثاً عنها!"

ركض يتبعه أربعة من رجاله و ولج الغابة و بيده سلاحه، كان يصرخ باسمها كل فينة، لعلها كانت قريبة و سمعها إلتقط صوته، و كان يطلق النار في الهواء، و يصرخ باسمها مجدداً كل حين.

أما جويل فهي عندما سمعت الصوت أستيقظت من نومتها، لكنها لم تظن أن الذي وصل إليها بيكهيون، ظنّته تايهيونغ، لكنها ما عادت قادرة أن تهرب أكثر، لذا إختبأت خلف الشجرة و هي تدعو الله ألا يراها تايهيونغ أو أي من أتباعه.

كتمت فاهها بيدها عندما أصبحت تسمع صوت الدوس على الحشائش، و الفجر لا يساعد فلقد إنتشر الضوء و أصبحت مكشوفة أكثر، أغمضت عيناها حينما شعرت أنها سقطت من جديد و لا مهرب لها، ذلك عندما داست خطأً على الحشائش أسفل قدمها، و أصدرت صوتاً طفيفاً، لكنه يُسمع في سكون الفجر و الغاب.

صرخت عندما شعرت بقبضة تلتف حول معصمها و تجتذبها بقوة، صرخت و هي تندس بين ذراعيّ أحدهم عنوة.

" اتركني أيها اللعين، أنا أريد بيكهيون فحسب، لا أريدك!"

أنزل يديها عن وجهها عنوة، حينها فتحت عيناها على وشك قول شيء لكنها صمتت عندما نظرت في هذا الوجه، و إتسعت عيناها بدهشة، ثم بصعوبة همست.

" أنت بيكهيون أم أنا أحلم؟!"

أمسك بيدها و نظره ما برح وجهها، ثم إقترب ليطبع قبلة على جبهتها قائلاً.

" أنه الواقع، في هذه اللحظة أجمل من ألف حلم وردي"

إرتفعت يدها تتحسس وجنته و بكت تقول.

" ظننتك مُت، أن مكروه قد أصابك، أنك ما عدت تريدني، أنني ما عدت ملاكك"

إقتربت منه حتى قابلت جبهته جبهتها، و همست تغمض عيناها، تراه في قلبها، تشعر بأنفاسه على وجهها، تشعر ببشرته في راحتها، أنه حي و أمامها.

" لقد إشتقتُ لكَ كثيراً!"

مسح العَبرة التي ذرفتها عينها ثم همس.

" أنتِ من جعلت مني هذا العاشق، تبقين ملاكي مهما حدث، لن أتخلى عنكِ، متمسكٌ بكِ للأبد، أنا ما زلتُ أريدك، و أريدكِ للأبد!"

شهقت باكية بين يديه، فضمها إلى صدره يتوق إليها، إلى رائحتها هذه التي تتغلغل إلى حواسه كلما إحتضنها، إلى ذراعيها حينما يحيطان بخصره كما الآن، أو بعنقه حينما تبادر بإحتضانه، إلى ظهرها عندما يتشبث به ليلصقلها به، إليها كلها بكل جُملة و تفصّيلة.

رفعها عنه، ثم كان للشوق حقه أن يلبي رغبته في أن تجتمع الشِفاه بقبلة توّاقة بين المشتاقيّن، قبَّلها حتى جفت دموعها، قبَّلها حتى أدمعت عيناه، ثم إبتعد، إبتعد كي لا يرهقها تفجرت أحاسيسه.

تفجر منبع الحب في صدره، و إنبثق كشلال قوي منه إليها، يخاف أن يرطمها بإحدى موجات حبه الساخن، فلا تقدر على تحملها، هي بالفعل هزيلة.

رتب شعرها المبعثر، ثم أمسك بأكمامه ليمسح بها وجهها قائلاً.

" أكنتِ بخير؟ أكان يعتني بكِ؟ هل أساء لكِ؟ أخبريني فحسب!"

جويل نفت تقول.

" بين هذا و ذاك، أحياناً يهتم بي، أحياناً يعذبني"

تمسك بوجنتيها، و نظر في ورقتيّ الربيع اللتين أصبحتا ذابلتين، و قال.

" سأقتص لكِ منه لا تقلقي!"

حينها نفت سريعاً، و تمسّكت بتلابيب قميصه قائلة.

" لا أرجوك لا! توقف إلى هنا! أنا تعبت من الحقد و الإنتقام، لأجلي دع العدل يأخذ مجراه، لأجلي هذه المرة، أرجوك!"

أومئ يطمئنها بقبلة نالت من وجنتها ثم همس.

" حسناً سأفعل ما تشائين، لا تبكي و لا تخافي"

أومأت له، لكن ملامحها ما زالت عابسة، و قالت تتحسس وجنته.

" أعلم أن خسارتك بجيني عظيمة، لكن أرجوك دع القانون يأخذ لك حقك، أرجوك!"

بيكهيون تبسّم و نفى قائلاً.

" أتعلمين أن بيرل أصبحت سمينة بعض الشيء، و هي بالفعل أصبحت تمشي، بل تركض، و تسابق جيني عليّ كلما أعلنت وصولي لرؤيتهنّ"

فغرت فاهها للحظة حتى تستوعب ما يقول، ثم بلا تصديق هتفت.

" جيني حيّة؟! كان يكذب عليك؟!"

أومئ فارتمت عليه تعانقه بحرارة و تبارك له، بينما تبكي بحرارة فرح.

إن جيني إبنتها أيضاً، حتى لو ما كانت إبنة رحمها، حتى لو لم تكن من دمها، لكنها تحبها جداً، ربما ليس كما تحب بيرل، لكنها بحق تحبها جداً، و مستعدة أن تقدم حياتها لأجل الصغيرة الملاك.

" مبارك لك و لي، حمداً لله أنها بخير!"

أومئ و اتبع.

" حمداً لله"

تبسّمت، ثم إبتعدت عنه قليلاً حتى تستطيع أن تنظر في وجهه.

" أرى أن علاقتك مع الرب أصبحت أفضل!"

بيكهيون أومئ و قال.

" نعم، لقد دعوته كثيراً حتى أجابني، أنه رب كريم، أعادكِ لي، و سلم لي بناتي، أحبه، و أحبكِ، و أحب بناتي، أنتم كل ما أملك!"

أراحت رأسها على صدره و تنهدت تقول.

" شاكرة لله أنك قد تغيرت للأفضل!"

أمسك بيديها و أبعدها عنه قليلاً، حينها توترت، فبصره أخذ ينحدر على جسدها، بغرض أن يطمئن أن مكرون لم يصبها، لكن بطنها البارزة كانت أكثر معالمها وضوحاً.

عقد حاجبيه بينما ينظر إلى بطنها، أفلتت يده و تمسكت ببطنها بكلتا يديها تقول.

" بيكهيون، اسمعني قبل أن تنفعل أرجوك!"

بيكهيون رفع بصره إلى وجهها و قال يلمع في عينيه الغضب كذا الدهشة.

" أنتِ حامل بطفل منه مجدداً!!"



...........................



الفصل القادم بعد 400 فوت و 1000 كومنت.

1.رأيكم ببيكهيون؟

حالته في غياب جويل؟

ماذا ستكون ردة فعله حول الحمل؟

٢.رأيكم بتايهيونغ؟

حالته النفسية؟

ماذا سيكون مصيره؟

و أين إختفى؟

٣.رأيكم بجويل؟

حالتها مع تايهيونغ؟

و ماذا ستفعل بشأن الحمل و بيكهيون؟

٤.رأيكم بسلسة فصول الحرب الأخيرة؟ كم كانت عادلة؟ و على أساسها، كيف تتوقعون النهاية؟

٥.رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!

إنتهى...



© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH85|| نهاية حرب الدماء
Коментарі