تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH72||فصل النهاية
" فصل النهاية"







توقف بيكهيون في مكانه لوهلة، ظنت أن بوقفته الأمل الذي ترجوه منه، ثم إلتفت إلى الفتاة خلفه، رمقها بنظراتٍ باردة ثم همس.

" و ما شأني بها؟!"

شهقت فلورا بخفوت و تطلع كريس إلى رئيسه بلا تصديق، لقد تخلى عن حب عمره بالفعل، عن أول حب، عن ملاكه الأصيل.

ما كان هذا بيكهيون الذي عهدوه، ليس ذات الرجل الذي أخذ جويل عنوة لأنه يحبها و ليس الذي أخذها لينتقم منها، لربما هو رجل جديد وِلد مع مخاضٍ طويل مع الخيبات حتى أنه نجى متصدعاً.

سار بيكهيون متجاوزاً شهقة الفتاة و نظرات كريس التي تطلق إشارات إستفهام و لكنه يفهما، رغم ذلك؛ هو لا يفهم نفسه، لا يدري إن كان تنازلاً خالصاً، أم تنازلاً بدافع الرجولة و الكبرياء.

كاد أن يتقدم كريس ليتبع رئيسه و قد نبش الخوف في صدره مكان له، ما توقع أن رجلاً عاشقاً كبيكهيون يكون قادراً على الإستغناء، إستوقفته أنامل رفيعة تعاضدت على عِضده فإلتفت إليها قائلاً موبوءاً بغضب يخفيه بحزم.

" تركتكِ تذهبين؛ لا لتسلمي الطفلة لأبيها و بها تُلّوى ذراع والدتها"

تنهدت فلورا تكظم توترها ثم قالت.

" لم أكن أنوي على ذلك، لكنني بُغِت، لكن رئيسك يتخلى عنها الآن بعدما عاث بحياتها خراباً، حقاً؟!"

إرتفع حاجب كريس عن ناصيته و همس رغم قِلة قناعته فيما يقول، لربما لأنه الوحيد الذي إعترف له بيكهيون بحبه، ريما لأن عيناه كانت تلمع حين يراها، ربما لأنه أحب بحق و هو يدرك جيداً أن الرئيس لا يقع بسهولة و إن وقع فلا يقع مرتين.

" أليست من هربت منه؟! إذن لِمَ لا يتخلى؟!"

إقترب منها خطوة جريئة فتراجعت بمثلها لأن ما مسافة بينهما لينحرها و هو بالفعل تشعر بالقلق ينتابها و لا تدري لماذا، إنما هو كاد أن يلتصق بها، لكنه فقط إقترب ليحذرها حينما وخز صدغها بسبابته.

لا يخال لكِ أبداً بعقلكِ الصغير هذا أنني قد أتخلى عن الرئيس، أو أن وساوسكِ قد تؤثر عليّ"

إزدرئت جوفها و هي تنظر له بصمت، لكنه بدا حاداً جداً معها بلا مبرر تدركه، حتى نظرات عينيه تجرح و هي ذات قلب حسّاس إن تعلق الأمر به ففضلت أن تشيح ببصرها عنه.

" كريس، أتنوي أن تنام واقفاً مكانك؟!"

ارتفع صوت الرئيس موبخاً، لذا كريس تخلى عن الفتاة بعد ان رمقها بلومٍ ثم سار مبتعداً عنها إلى رئيسه، صعد إلى جانب السائق و اعتذر، فقال بيكهيون.

" هل بينك و بين هذه الفتاة شيء؟!"

سريعاً ما أجابه كريس قائلاً بتوتر.

" لا سيدي، ماذا سيكون بيننا؟!"

همهم بيكهيون و قد تحرك الشك فيه، أنه يفهم كريس لأبعد حد، و رد فعلٍ سريع كهذا لم يتوافق مع إجابته إطلاقاً، نبس بيكهيون بعد تنهيدة.

" و ما أدراني أنا، إنني من يسألك"

لكن كريس تذكر تلك القُبلة التي أنعمت بشفتيها عليه بما أن سيرتها واقعة، شعور جديد ذاك الذي يشعر به لكنه طيب لذيذ أيضاً، اللذة التي تقود إلى الأدمان تلك هي التي تحتويه، كاللذة النبيذ تماماً، مُرة جداً و لكن بعد أول رشفة لن تتوقف بتاتاً.

إنخرط تفكير كريس بجويل مجدداً، طالما هي من قادته إلى فلورا بطريقة مُبهمة حتى هو لا يفهمها و سُرعان ما تحدث بأفكاره.

" لكن سيدي، أحقاً تخليت عن السيدة جويل؟! أقصد لقد كننت لها الكثير، أكل مشاعرك إتجاهها إندثرت؟!"

ما بدى على سِنحة بيكهيون أي شعور حينما أجابه، إنما فقط لا يُقرأ، أو أن مشاعره حقاً بردت، ربما السجن قيد غيره فعلاً، و ربما هو لا يستطيع أن يتجاوز عن كذبة جويل أبداً بشأن إبنتها.

ربما هو فعلاً ما عاد يحبها...!

" إن سمعتَ لقلبكَ صوتاً سارع بإقتلاع حنجرته، أياك أن تستمع إلى مشاعرك فهي ستؤدي بك إلى الهاوية، ما عاد يهم شعوري نحوها في المقام الأول، إنما أنا تخلصت منها كجزء لا عودة له إلى حياتي، أنا ما عدتُ أريد تلك الشقراء الأجنبية إمرأة لي و انتهى"

صمتت الألسن بعد هذا القول، ما عاد هناك نفعاً لقول المزيد، لقد جفت الصحيفة.

لكن الحبر لم يجف بعد...!

و على حين غرّة، و بعد إستغراق عميق في أفكاره قال يأمر.

" أريد فتاة الليلة"

سعل كريس بقوة و اتسعت عيناه فقال بيكهيون.

" ستكون فتاتي إن لم تجلب لي فتاة الليلة"

سرعان ما حرك كريس رأسه لينفي و قال.

" لا سيدي، سأحضر لك فتاة"

همهم بيكهيون.

" أخبر مساعدتي أن تعد جدولاً، أريد كل ليلة فتاة عذراء، في شقتي وقت منتصف الليل، أتفهم؟!"

أومئ إليه فهمس بيكهيون.

" جيد"

فلتعُد حياته إلى ما كانت عليه قبل أن تكون هي جزءاً فيها، لا يبالي لأحد، و لا يهتم إلا بسعادته و مصلحته، لا يهمه في هذا العالم سِوى عائلته و على رأسهم جيني و انتهى.

جويل إن ما خرجت من قلبه طوعاً، سيخرجها رغماً عن نفسه.

هكذا سيكون بيكهيون الجديد، نسخة عن بيكهيون القديم لكن بلا حقد و انتهى...

..........................



وضعتُ بيرل بسريرها و قد نامت أخيراً، إنها تنمو سريعاً و تنخرط في البيئة التي توضع فيها بسرعة عجيبة.

كنتُ أخشى و أنا حامل بها أن الظروف التي مررتُ بها قد تؤثر عليها، خشيتُ عليها من إضطراب سلوكي، أو من أزمة نفسية، أو حتى إعاقة جسدية، لكنها كانت بخير و كم كنتُ محظوظة بذلك.

حمداً لله أنني صمدتُ على حملها و صمدت هي بي رغم كل المُهلكات، الآن أنا أقدم نفسي قُرباناً لبيئة صالحة تنشئ بها، أنا أعطيتُ تايهيونغ فرصة جديدة لأجلها، لأنها تستحق مني أن أضحي.

رددتُ الباب عليها و تركتُ أضواء خفيفة تؤنسها في حال إستفاقت ليلاً و ما لاحظت.

توجهتُ إلى غرفتي، أو بالأصح؛ غرفتنا، الغرفة التي ستجمعني بتايهيونغ من جديد.

دخلتُ أجر قدماً و أتراجع بالأخرى، أنا خائفة، لستُ خائفة من تايهيونغ بقدر ما أنا خائفة من بيكهيون، ذاك الطيف الذي يحوم بروحي و يرهبني، رددتُ الباب و دخلت فوجدته يتمدد على حِصته من السرير و بيده كتاباً يقرأه.

لم ينظر إليّ، كان مشغولاً في القراءة، حقيقة أن أمره غريب، لطالما إعتدنا أن أكون أنا القارئة و هو ينتشل الكتاب من يدي لأتفرغ له، لكنه الآن العكس تماماً إلا أنني لن أطلب منه إهتماماً، ما عدتُ أرغب بشيء.

بهدوء توجهتُ إلى دورة المياه لأبدل ثيابي، و حينما خرجت كان قد ملّ الكتاب و وضعه جانباً، مُتكئاً على عارضة السرير و ينتظرني.

إزدرئتُ جوفي بقلق و رفعتُ أصابعي إلى شعري أفرغ به توتري حينما أنحدرت عيناه على قامتي تُقيم أنوثتي.

بحرج تقدمتُ لأتمدد في حصتي من السرير و أعطيته ظهري، أعلم أنه لا يتوجب علي فعل ذلك لكنني لا أستطيع أن أسلمه نفسي، لستُ أكرهه، إنما هناك شيئاً داخلي تغير؟!

حينما ضُرِبَت علاقتي بتايهيونغ تصدعت و صدعته لكنها كسرتني، بينما توالي الضربات على علاقتي ببيكهيون صدعت كلينا لكننا لم ننكسر، لماذا؟!

لماذا أجدني أُنقب لبيكهيون عن أعذرٍ لجرائمه بحقي بينما لا أستطيع تمرير زلّات إرتكبها تايهيونغ؟!

لماذا أنا هكذا؟!
لقد بدأتُ أكره نفسي و أكره مشاعري، الحق مع تايهيونغ، علي ان أكون معه فهو تزوجني لأنه يحبني، و صمد في جبهته لأنه يريدني لا لأنه يريد أن يتتقم مني.

لماذا إذن أنا لا أعطيه تلك الفرصة بإخلاص؟!
بل لماذا أعطيه فرصة واحدة أخيرة قطعيّة؟!
لماذا لا أبغدده بالفرص؟!
ما عدتُ أفهم نفسي حتى...!

شعرتُ به يقترب من خِلاف إليّ فأغمضت عينيّ بقوة، و كمشتُ بأناملي على ملائة السرير، أرجوك امهلني وقت، لا تندفع ناحيتي مرة واحدة هكذا.

شعرتُ بيده تتسلل إلى خصري ليحطيني، ثم اجتذبني يلصقني به، شعرتُ بأنفاسه على كتفي و هناك طبع قبلة خفيفة أقشعر لها بدني و أرتفع لأجلها كتفي، أشعر بالحرارة تسير في دمي،أنا لا أريد.

مرر أنامله على كتفي ثم ذراعي حتى يدي و عقد أصابعي بأصابعه فشددتُ أصابعي على يده لأنني خائفة و أشعر بالتوتر الشديد

أدارني إليه بِرِفق ثم بجذعه إعتلاني، إنه يريدني الآن و يجاهر برغبته بي على فراش الحب، لكنني لا أستطيع من داخلي أن أمنحه الحب الذي يريد، و لا أستطيع ان أرفضه أيضاً.

ماذا أفعل؟!

إقترب بوجهه إليّ و مال برأسه إلى زاوية تمنحه لقاءه الذي يريد مع شفتيّ، أغمضتُ عينيّ حينما شعرتُ به يقبلني، و اختنقتُ حينما إمتدت أنامله لتجردني من ثوبي.

ماذا علي أن افعل؟! هل أدفعه عني؟! أم أعض على رفضي و أجبر نفسي على تزييف الحب؟!
أنا أحبه لكن ليس على فراش الحب، ما عاد هذا المكان يناسبنا.

تجاوزت عن رفضي و قررتُ أن تقديم نفسي إليه الخيار الأفضل، فككتُ أناملي من ملاءة السرير و أحطتُ كتفيه بيديّ أرغم نفسي عليه، فوجدته ينهال علي بقبل أعمق حينما أعلنته مقبولاً في ساحة أنوثتي.

أعتق شفتايّ بعدما أدماها شوقاً، أستطيع أن أشعر به مُشتاقاً إليّ بجنون، إنه يندفع نحوي بتهور كما صائم جاع حتى أُبتليَّ عوده ثم أتته اللُقمة المُنقذة، المُنقذة من الموت.

إنحدر ليقنتص من عنقي قُبلات و يترك علامات تثبت إجتماعنا، أغمضتُ عيناي بشدة حينما شعرتُ به يجردني من ثوبي و كمشتُ على قميصه بأظافري.

فجأة؛ لمعت صورة بيكهيون في ذهني و تردد صوته كما لو أنه حيٌّ حقيقي في إذني.

" جويل، أنتِ لي!"

شهقتُ بقوة و دفعتُ تايهيونغ عني، ثم سارعتُ ألحف جسدي بذراعيّ، و أغطي ما تعرى مني بالقماش.

لا أعرف ما الذي يحدث معي، ربما أصبحتُ أهذي به فقط، ربما أصابني رهاب هو محوره، لكن مهما حدث لي فهو لا يروق تايهيونغ، الذي جلس على ركبتيه و تنهد يمسح وجهه بيديه غاضباً.

أردتُ أن أبرر وضعي، و لكنه سد عني الكلام حينما وضع يده على فمي و ارتفعا حاجبيه الحادين ينهرني بحدة.

" لا تقولي شيء!"

أمسكتُ بيده قبل أن ينهض عن الفراش، لكنه أفلت نفسه مني بلا إهتمام و سار ناحية الباب، ناديته لكنه لم يتوقف، ما عاد يلتمس لي العذر و ما عدتُ أعلم أي عذراً سأقدمه.

نهضت بعد فينة من الفراش و ذهبتُ لإطمأن على بيرل، وجدتها نائمة، ظننته سيكون هنا، لكنه كان على الأريكة في صالة الجلوس وحده.

دثرتُ ابنتي بغطائها جيداً ثم خرجتُ إليه، نزلتُ السلم حتى وصلته لكنه لم يشعر بوجودي، أو ربما يتجاهلني.

كان على الأريكة و بيده كأس من الخمر، ضبطتُ يديّ على كتفيه ألفِت إنتباهه و همست باسمه فتبسم هازئاً.

" أنا آسفة"

قال بعد أن كبَّ في جوفه رشفة من ذاك المشروب اللعين و كأنه يخبرني أنه لا يهتم.

" إعتدتُ رفضكِ لي، ما عِدتُ أُبالي"

قضمتُ شفاهي بتوتر و لا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله، أنا خائفة و أشعر بالضياع و لا أفهم لماذا.

عانقتُ كتفيه و أسندتُ ذقني على كتفه، إنني أوادده لأجله و لأجل إبنتنا، ليته يفهمني، لقد إعتدتُ أن يصبح غريباً عني؛ رغم أنني أحبه و هو أولى بالقرب مني.

قبلتُ وجنته فتنهد و إلتفت ينظر إليّ، لكنه لم ينظر لي بأُلف بل بلوم، حتى أفصح و نهض و تركني وحدي.

" أرى أنكِ تجبرين نفسكِ علي لأجل إبنتنا، لكنني بكرامة و لستُ أُعامل بالظاهر"

خرج من المنزل و تركني للمرة الألف مُحبطة بنفسٍ منكسرة، إن حدث كل هذا في ليلة واحدة، ماذا عن الليالي السالفة؟!

في الصباح إنشغلتُ بإطعام بيرل و الإعتناء بها حتى أصبحت الساعة التاسعة، سرتُ أنوي الخروج من المنزل إلى الحديقة لكنني وجدتُ الحرس من رجال تايهيونغ يطوقون المنزل و يمنعوني من تجاوز عتبة الباب.

" من فضلكِ سيدتي أدخلي، الرئيس أمر بألا تخرجي"

ما كنتُ أتوقع أنه سيحبسني، لِمَ يحبسني؟!
صعدتُ عودة إلى غرفتتا و وضعتُ بيرل على السرير، جلستُ أنا على حافة السرير و وضعتُ يدي على صدره أحاول إيقاظه.

" تايهيونغ، أستيقظ!"

إقتربت منه بيرل و جلست على صدره فتحرك منزعجاً و أنا إبتسمت، ابنتي مشاكسة بحق، الأمس عاد متأخراً و قد أقلقني عليه، أدعيتُ أنني نائمة و هو ارتمى بجانبي على السرير و غط في نوم عميق.

تحرك منزعجاً ثم فتح عينيه علينا، إبتسمتُ إليه.

" صباح الخير"

أومئ لي ثم قعد على السرير يضع بيرل في حِجره، قبل وجنتها ثم نهض، بينما أنا ضبطتُ إبتسامتي المزيفة بحرج و حملتُ عنه بيرل حينما ناولني أياها.

جهزتُ ثيابه ثم نزلتُ أعد لأجله الإفطار، وضعتُ بيرل في مقعدها و تحركتُ لأضع الصحون على الطاولة بينما يهبط هو السلم.

جلس في مقعده يترأس الطاولة ثم شرع بتناول إفطاره بعد أن داعب وجنة بيرل بأصابعه جعلها تضحك.

تبسمتُ لضحكات بيرل بلا تزييف، بيرل تدُس البهجة إلى قلبي بمجرد أن أنظر إلى وجهها، كان منشغلاً في تتاول طعامه ثم أنا قلت.

" الحرس لم يتركوني أخرج إلى الحديقة، هل هناك مشكلة في الخارج؟!"

أجابني دون أن يمنحني نُتفة من إهتمامه، لقد تغير عليّ كثيراً.

" أنا أمرتُ بذلك، ممنوع أن تصلي عتبة الباب"

عقدتُ حاجبيّ بلا فهم و همست.

" أمِن خطب؟!"

نفى و اتبع ببرود و كأنني أجبره أن يتحدث معي، أشعر حقاً أنني أجبره.

" لا خطبٌ هناك، أنا لا أريد أن تخرجي و انتهينا هنا"

نهض عن الطاولة و تناول سترته بقصد المغادرة لكنني تبعته سريعاً و أمسكت بذراعه.

" لماذا تحبسني ما دام الجو خارجاً هادئ و بيكهيون لا يلاحقنا؟!"

شهقتُ و ارتددتُ إلى الخلف حينما تقدم مني أعمى البصيرة، و لكنني ما أستطعتُ الهرب فلقد سبقتني قبضته حينما تراصت على فكي.

خرج صوت ألمي و لكنه ما أهتم بل هذا ما يريده، إنما إحتدت عينيه و طالعني بغضب شديد ثم هسهس بين فكيه المشدودين.

" بيكهيون، بيكهيون، بيكهيون!!!
إشتقتِ له أم أنكِ ترجين لو يأتي و يأخذكِ لتثبتِ لكبريائكِ الباذخ أنه ما زِلنا رجُلين نتقاتل عليكِ"

دفعني بإفلاته لفكي، إمتلأت عينيّ دموعاً و أشحتُ ببصري عنه، خرج و أغلق الباب بقوة جعلني أجفل و من خلفي بيرل أصابها الذعر فأصبحت تبكي بصوتٍ عالي.

ركضتُ إليها احتضنها بين يديّ لكنني لم أكن بحالٍ يصلح لأواسيها و أنا خائفة أكثر منها.

لقد تغير تايهيونغ كثيراً، ما عاد الرجل الذي أحبني لخمسة عشر عاماً، كان يخاف عليّ من هبوب النسيم، أما الآن فهو يعنفني ليؤلمني، ما عاد يحبني، لِمَ يحتفظ بي؟!

هل أنا إرتكبتُ خطأ حينما منحته فرصة ثانية؟! أم أن الوقت ما زال باكراً لأحكم؟! أرجو أن ينتهي الأمر على خير مهما كان.

.......................


بقيَّ على إنتصاف الليل خمسُ دقائق، يقف في شُرفة شِقته بلا قميص و النسيم البارد ينشي صدره و يجفل بشرته، تنهد و الهواء يداعب بنسائمه خُصل شعره الفضيّة، عاد هذا المشهد المُعتاد للسطح، فلقد أقسم أن بيكهيون القديم قد ولد من جديد.

رفع الكأس إلى شفتيه و ملئ في جوفه من الخمر الذي فيه، رفع رسغه إلى طالِعة عينيه و نظر في ساعته.

واحد
إثنان
ثلاثة
و ها الجرس يرن...

تقدم إلى الباب ليفتحه، و بصره من الأسفل حتى الأعلى يقيم الجسد الباذخ أمامه، لكنه عقد حاجبيه بسخط، فإنها ترتدي بدلة رياضة سوداء وحسب.

رفع بصره أخيراً إلى وجهها و كاد أن يضع يده في شعرها ليجرها منه إلى الداخل و يعلمها كسابقاتها كيف عليها أن تأتيه، لكنها تراجعت سريعاً و صاحت.

" أيها الفاسق، على ماذا تنوي؟!"

ميّزها أخيراً، إنها الفتاة ذات الشعر الكراميلي، قبض يده على ذراعها و جذبها بعنف لتدخل إلى شقته.

حافظت على إستقامة جسدها بصعوبة ثم إلتفتت إليه مُحتدة، سُرعان ما تبدل لون وجهها و شحبت حينما اجتذبها من مؤخرة عنقها لترتطم بصدره.

رفعت يديها عن صدره العاري و فيها رجفة، و هو أنهال عليها ناهراً أياها بلسانه المتجرد من التهذيب.

" حينما تطلبي موعد لتكوني إمرأتي لليلة في فراشي تأتي بمظهر يوافق شروطي، إما أن تعصيني عاهرة لتتميز ينتهي بها الأمر مقتولة على يدي!"

ضربت يده عنها و قالت سريعاً.

" بماذا تهذي أنت؟! عن أي عاهرة تتحدث فإنني لا أرى أحد سواك هنا!"

كان ثمن ما قالته أن لسع وجنتها بصفعة حارّة أوقعتها أرضاً و جعلتها تصرخ بألم، لكن وعيه غفى أن هذه الإمرأة ليست إحدى نسائه، و ليست المرأة التي تخاف نظرات عينيه فحسب.

رفعت بصراً مُحتداً إليه، و رغم الحُمرة التي في عينيها إثر حبسها للدموع؛ كانت تنظر له بقوة لا تهاب اليد الطويلة، التي يمتلكها و لا اللسان الجارح، الذي لديه رغم أنها جرَّبت كِلاهما.

وقفت بعدما نال منها بصفعته و حان الوقت لترد عليه فعلته بجنسها، رفعت يدها كي تسقطها على وجنته، لكنه بيون بيكهيون اليقظ سُرعان ما أمسك بمعصمها و حينما رفعت الثانية بمحاولة أخرى قيد يدها الأخرى أيضاً، ثم دفعها نحو الحائط حتى إرتطمت به فصرخت.

" اتركني أيها المجنون!"

لكنه رفض بل شدد عليها، و لشدة الألم ما إستطاعت كتم إلمها، إنما هي جاهرت بآه من أعماق جوفها، بينما بيكهيون الذي يقيدها هدد بلسان حاد و نظرات حامية.

" إن ما كنتِ فتاتي الليلة فلِمَ جئتِ إلى بابي و في هذه الساعة؟! بل كيف إستدليتِ على عنواني؟ أتراقبيني أم تحاولين لفت إنتباهي بطرق ملتوية؟!"

نظرت في عينيه بقوة و قالت.

" لا هذا و لا ذاك، لقد دلتني على شقتك فتاة طلبت مني أن أعلمك أنها تعرضت لحادثة دهس أمام هذه العمارة، أنا فقط كنتُ مارّة أسير قرب النهر"

أفلتها ثم تراجع عنها خطوة و أشار لها بعينيه.

" إذن اخرجي!"

طالعته بحقد لكنه لم ينظر فيها، إنما هو عاد إلى الشُرفة ينظر من خلالها مجدداً، هندمت ثيابها و حينما أصبحت قُرب الباب قالت.

" ظننتكَ أباً صالحاً على الأقل، لا أصدق أن الرجل الذي هاجمني لأجل إبنته ينساها الآن و يستمتع ببنات جنسها، أنسيت أنها يوماً ما ستكبر و ستصبح صبيّة؟! ألا تخاف عليها من رجلٍ أخلاقه بإخلاقك؟! لا ضير أن أمها هجرتك!"

رمى الكأس من على الشرفة و إلتفت أعمى البصيرة لكنها قد غادرت بالفعل، رفع هاتفه من على الطاولة الزجاجية و اتصل برجاله الذين يحرسون العمارة.

" الفتاة التي ترتدي بدلة رياضية أعدها إليّ فوراً!"

و ما إن أنهى الإتصال حتى ركل الطاولة بقدمه جعلها تتحول إلى حُطاماً أرضاً، فتح الباب حينما رنّ جرسه فوجدها بين قبضة رجلين من رجاله تتحرك بقوة كي تحرر نفسها.

أمسك بها من عضدها و دفعها إلى الداخل و أغلق الباب ثم أخذ يقترب إليها و هي تتراجع، هي بالفعل خائفة منه الآن، و مظهره لا يساعدها إنما يزيدها خوفاً.

" أنتِ ماذا قلتِ عن ابنتي؟!"

أجابته بعد تلعثم طفيف و لقد وصلت الحائط خلفها.

" قلتُ الحقيقة و رأيي الشخصيّ"

أمسك بشعرها بغتة و دفعها إليه قائلاً.

" لا تمثلي دور الطبيبة أنتِ الأخرى علي، ماذا تعرفين عني أنتِ؟! و متى منحتكِ الحق لتتحدثي بشأني و ابنتي و علاقتي بها؟!"

إزدرئت جوفها لا تجيد الرد إنما هي تكتمت على لسانها بفمها، لا تعرف بما ترد، يكفي أنها تتألم الآن.

" هذه المرة سأغفر لكِ لأنكِ لا تعرفيني، إن كان هناك مرة قادمة ستكون آخر مرة في حياتك، و الآن اغربي!"

سحبها من شعرها و دفعها خارج شقته، غير مهتماً بكيف إنتهت واقعة، أرضاً أو على السُلم، لكنه أغلق الباب بقوة و لعنها شاتماً.

" لعنها الله تلك الطبيبة الغبية و سابقتها"

همس بينما يتناول كأس جديد و يسكب فيه.

" لا أعرف لماذا لا أعلق إلا مع الطبيبات!"

ضرب الكأس بالأرض بحدة و خرج من المنزل يرتدي قميصه، جيني لن تكون إلا صبيّة إستثنائية، سيحميها من كل الرجال بعينيه.

عاد إلى قصره خلال وقت قياسي فهو ما كان يقود سيارته في الشوارع إنما مع الريح يقودها، إقتحم باب القصر و العتمة استشرته كما هي منتشرة في أركان القصر.

صعد بساقين سريعتين إلى جناح والدته، و حالما دخل تردد في سمعه صوت إبنته تبكي، إنطلق إليها يحملها عن ذراع والدته التي تبين له أنها لا تنجح في إسكاتها.

حملها على ذراعه و أخذ يربت عليها كي تهدئ و الصغيرة حينما شعرت بالوحيد الذي تألفه -أبيها- هدأت و على كتفه أراحت رأسها، لكن شهقاتها الهافتة ما زالت تتفلت من جوفها، و مع كل شهقة تخرج من فاه إبنته ينكسر فؤاده.

" ملاكي، لا تبكي! بابا أصبح هنا"

إقتربت السيدة هانمي إليه، و لكن ملامحها ممتعضة و إزدادت إمتعاضاً حينما إستنشقت رائحة الخمر تفوح منه.

أخذت الصغيرة من يده و دفعته من صدره بعيداً عنها قائلة.

" حينما تصبح أب يتحمل المسؤولية و يهتم بإبنته وقتها تستطيع أن تحملها، الآن اخرج من هنا و لا تدعني أراك!"

ما فهم سبب حِدة والدته أولاً، لكنه أومئ لها و تنهد يكظم إنزعاجه، نظر إلى جيني التي تنظر إليه بعينين دامعتين ثم إلى أمه و قال.

" سأذهب لأحصل على حِمام ثم سأعود لآخذ جيني"

أشارت والدته نحو الباب و قالت مُحتدة السِنحة.

" أخبرتُكَ أن تذهب و لا تدعني آراك، و ابنتك مقرونة بي، حينما تعلم معنى كلمة بابا تعال و استرجع ابنتك، هيا اغرب الآن!"

إقترب ناحية أمه محموماً بالغيظ و قال على واجهتها السمحاء بينما هو يشد فكيه.

" أمي لا تتحدثي معي بهذه الطريقة من فضلك!"

ثم إنسحب من تلقاء نفسه و غادر الجناح إلى جناحه، نزع ثيابه و وضع جسده أسفل مَرش الماء لكنه يفكر بفوضاوية.

لو أن هذه الطبيبة لم تأتي و تنزع عليه تخطيطاته، أكان سيتمها؟! إبستطاعته أخيراً التخلص من جويل و ذرف مشاعره بعيداً و المُضيّ قدماً؟!

كان ذلك كل ما أراد معرفته، لكنه الآن حائر و لا يدري إن كان قادراً على السير من فوق حبها و تجاوزه، هل خرجت جويل من قلبه أم أنها باقية؟!

حالما إنهى إستحمامه وضع على جسده روبه ثم خرج ليأتي بجيني من عند والدته، طرق بابها عدة مرات و لكنها تأبى أن تفتح له، لكنه ما استسلم بل إزدادت طرقاته قوة حتى فقد رابطة جأشه و ركل الباب يصرخ بغضب.

" أمي إفتحي الباب و اللعنة!"

فتحت الباب أخيراً له و بدل أن يدخل من تلقاء نفسه هي أمسكت بيده و أدخلته، حتى أصبح في قعر جناحها ضربت صدره بكلتا يديها بكل ما أوتيت بقوة.

يبدو أنها كانت تحبس في داخلها غضب متراكم ناحيته، فها هو متفاجئ مما تفعله و لكنه لا يتحرك لإيقافها إنما هي تفرغ عليه غضبه.

تركها حتى توقفت من تلقاء نفسها ثم رفعت عينيها الباكيتين إليه، و أنفاسها لاهثة لكثرة ما وضعت مجهوداً في ضربه.

" لا تجبر نفسك على إخراج جويل من قلبك، على الأقل لا تجبر نفسك بالطرق الممنوعة، خلاصك من حبك لها لا يكون بالخمر و النساء، و لِمَ تتخلص من حبها إن كنتَ تريدها؟! إذهب و استعِدها فأنت بيون بيكهيون الذي يَقهر و لا يُقهَر!"

أمسك بيدي والدته و أوقف هجماتها عليه، ثم رفع بكفيها إلى شفتيه يقبلها بهدوء، أفلتها برفق ثم تحرك إلى ابنته لينتشلها من فراش والدته.

أوقفته عن الخروج و تجاهل إنفجارها حينما صرخت باسمه باكية و مغتاظة بشدة، لقد تخلصت من عاداته السيئة بصعوبة، و أنها تدين لجويل بذلك.

الآن لا تستطيع أن تراه يزاول هذه العادات من جديد، و لا تقدم على فعل شيء لإعادته إلى الطريق الصحيح، و خصوصاً أنه أصبح أباً و عليه تحمل مسؤولية ابنته.

ستفعل أي شيء لتبقيه على ما أصلحته عليه جويل، حتى لو كان عبر تصرفاً أنانياً، كأن تحثه على إستعادة جويل من لدُنَّ زوجٌ يحبها و يقدرها.

" بيكهيون، توقف و اللعنة، إنني أتحدث معك!"

إلتفت إليها و تنهد يكظم غيظه، لكنه بالفعل غاضباً و ذلك يظهر في عينيه الحادتين و فكه المشدود، أنه يقاتل نفسه ليبقى هادئاً.

" هي ليست لعبة، تارة لديه و تارة لدي، و أنا لستُ ديوث عديم شرف و غيرة مثله، كي أقبل بها بعد أن كانت في حضنه، افهمي ذلك يا أمي، أنا و جويل إنتهينا و لا مجال للعودة مجدداً!"

استوقفته تلح عليه برجاء، إنها أم و لأجل إبنها قد تتجاوز عن أي حد، و عن أي عُرف.

" لكنها إختارتك عنه!"

تنهد يسد رؤيته بجفنيه لفينة، ثم اطلع عليها قائلاً بجفاء، كالجفاء الذي يشعر به ناحية جويل.

" لكن إنتهى بها المطاف تعود إليه"

عاد إلى جناحه و وضع ابنته برفق على سريره، ثم دثرها جيداً بالأغطية كي لا يتسرب الهواء إليها، لكنه ما كان هادئاً على الإطلاق.

إنما سار في جناحه محموماً بشعور لا يفهمه فهو جديد عليه، شعور كالإضطراب، كأن تكون في مكانك و لكنك ضائع.

سار و خلع روبه ليرتدي بنطاله ثم سار ليقف أمام الشُرفة، نظر من خلالها و يديه مسنودة إلى خصره ثم عبئ صدره بالهواء و أفرغه مرة واحدة.

يريدها و لا يريدها، يحبها و يكرهها، إشتاق لها و بوده لو أنه احتضنها حتى تداخلت عظامها ببعض و تخلص منها، حتى أنه إشتاق لذاك الملاك الصغير الذي ظنّ أنه من أمشاجه، لا من أمشاج عدوه، لقد إشتاق لتلك اللؤلؤة.

تنهد و عاد إلى فراشه، كلام أمه لم يزده إلى تخبطاً، ظنّ أنه استغنى لكن قلبه لا يستغني مهما حاول، و لقد أقسم أنه سيخلع قلبه من صدره لكن لا فائدة مهما فعل.

وضع نفسه أسفل الغطاء يتشاركه مع جيني القلب، و أخذ ينظر في وجهها الذي رغم صغره إلا أنه ممتع للنظر إلى حد لا ينتهي، حتى و هي نائمة، حتى و رموشها الجميلة تتعانق.

تبسم بلا أرادة و ذرف على وجنتها قبلة رقيقة، إنها تدس الفرح في أوداجه كما لو أنها تضخه ضخاً.

في الصباح الباكر؛ كان عليه أن يتوجه إلى عمله، وضع إبنته لدى أمه الذي تشيح بوجهها عنه ثم غادر القصر.

حينما وصل وقفت جوي لإستقبال رئيسها، و على وجهها معالم مكتبئة و بذات الوقت مستاءة.

" سيدي، العميلة بيون سُرى لديك بالداخل"

إنعكفا حاجبيه بسخط ثم اقتحم مكتبه بخشونة، وجدها تنظر في أثاث المكتب و تسير به بحرية تامة.

إلتفت إليه حينما اغلق الباب بقوة و توجه هو إلى مكتبه.

" ماذا تفعلين أنتِ هنا؟!"

سارت إليه عاقدة ذراعيها إلى صدرها ثم جلست في مقعدها قبالته بكبرياء أنثوي.

" أتيتُ لأفسخ عقد العمل بيني و بينك، لا ثقة لي برجلٍ مثلك"

تبسم بيكهيون نصف إبتسامة و بان على وجهه السخرية، رفع الهاتف إلى مساعدته و أمرها بجلب العقد، حينما وصلت جوي قدم للطبيبة سُرى العقد و قال.

" هاكِ عقد الفسخ، افسخيه و أريد شرط الجزاء اليوم في حسابي المصرفي"

كادت أن تضع توقيعها لولا أنه تحدث عن شرط الجزاء، فأخذت تنظر في العقد تقلب أوراقه سريعاً حتى وقع بصرها على عقد الجزاء فشهقت شهقة هدمت كل كبرياء الأنثى التي كانت مشحونة بها، إما بيكهيون فإزدادت إبتسامته سخرية.

" ضعي توقيعك أسفل خانة اسمك و انصرفي"

لكن بصرها ما زال معلق بخانة الشرط، مائة ألف دولار مبلغ كبير جداً بالنسبة لها، لكنه لا يُذكَر بالنسبة لبيكهيون.

إزدرئت جوفها ثم وضعت العقد على الطاولة فارتفع حاجبه مستأنساً بالحرج الذي يرتسم على وجهها.

" ما عدتُ أريد إنهائه"

أومئ بيكهيون يُدلي بموافقته ثم وقف يضع كفيه في جيوب بنطاله، و سار حتى الحائط الزجاجي و قال.

" إذن غادري من هنا!"

كمشت أناملها إلى راحة يدها، حتى أنها غرزت أظافرها براحتها لكثرة ما هي مغتاظة ثم نهضت و خرجت.

حينما خرجت قهقه بيكهيون بخفوت، ثم زفر أنفاسه و ضلت تلك الإبتسامة على شفتيه الوسيمتين.

حينما خلى المكتب إلا من حضوره المنفرد، ما مرّت إلا بضع دقائق و طرقت جوي بابه فأذن لها بالدخول، تحدثت إلى ظهره الذي يمنحه أياه.

" سيدي، هذا هو جدولك اليوم"

همهم ثم قال.

" ضعيه على المكتب و اخرجي"

سمع تنهيدة صدرت منها و لأنها ترتدي في قدميها كعب عالي؛ شعر بخطواتها المتخبطة بين التقدم و التأخر، بين التوقف و الإنصراف، فإلتفت إليها، ليس لأن أمرها يهمه بل لأنها المرأة التي أنجبت له طفلة من أمشاجه.

" قولي ما تريدين قوله بلا تردد"

لم ترفع بصرها إليه، إنما إحتفظت به ساكن إلى الأرض، و تقدمت لتقف أمام مكتبه، ثم بتردد قالت.

" أريد ابنتي"

قبض بيكهيون حاجبيه و تبرمت ملامحه، حتى تفلتت منه شهقة سمعها و بكت أمامه، لكنها سارعت بمسح دموعها، و كلما مسحتها نزلت من جديد.

" آسفة سيدي إن كنتَ ترى بتصرفي وقاحة، لكنني أنا بحاجة ابنتي كما أنا بحاجة لحريتي"

تنهد بيكهيون و تخصر يشيح ببصره عنها، يكره دموع الأمهات مهما كانت، و هو لن يكون سبباً بتفريق أم عن طفلتها مهما كان، لا يستطيع!

" و ماذا تريدني أن أفعل؟! أنا لم أمنعكِ عنها لكنني لا أسمح لها بأن تعيش خارج قصري"

لم تجبه، إنما هي إكتفت بالبكاء، و هو تنهد من جديد ثم جلس على مقعده إلى مكتبه.

" حسناً، ماذا تريدين؟! إن أردتِ عودي إلى القصر و ستكوني حُرة إلى حدٍ ما"

رفعت رأسها إليه و قالت.

" سأكون قادرة على رؤية إبنتي متى ما شئت؟!"

أومئ فابتسمت، ثم إنحنت إليه شاكرة، حتى في النهاية إنصرفت و توجهت إلى عملها، فليترك الأمور تسيير بتدبير رباني، هو لن يعترض بعد الآن، إنما سيدبر لجيني الحياة الفُضلى و يود لو أنه يحزم مشاعره و تفكيره حيال رأي و موقف واحد إتجاه جويل، مهما كان فعل ذلك صعباً.

.......................................



في المساء، وقف تايهيونغ مُتكئ على إطار باب ابنته عاقداً ذراعيه إلى صدره و ينظر إلى زوجته و ابنته بصمت.

حتى وضعت جويل إبنتها في سريرها و إلتفتت ناحيته فابتسمت تذرف كل ما حدث بالأمس مع الأمس، لكن حاجبه إرتفع عن ناصيته مستهجناً ثم هزئ منها بإبتسامة مائلة و انصرف، سُرعان ما خملت إرادتها، سُرعان ما تألمت.

قررت أنها لن تتركه لنفسه الآن بل ستناقشه بأفعاله و بالطريقة الفوقية التي يتعامل بها معها، تأكدت من أن بيرل لا تحتاج شيء، ما عادت الصغيرة ضحوكة كسابق عهدها حتى.

نزلت السُلم فوجدته يجلس في الصالة الفسيحة و في يده كوب مملوء إلى آخره بالنبيذ.

تقدمت إليه، لا تدري ما الشعور الذي راودها و منعها من أن تجلس إلا قِبالته، ألقى عليها نظرة باردة ثم نظر في جوف كأسه من جديد.

تنهدت مستاءة من تلك المعاملة الباردة، و التي تبغضها بشدة، ثم قالت.

" نحن بحاجة لنتحدث، أنا و أنت لم نتفق على أُسس حياتنا الجديدة و لا أظن أننا سنتفق طالما أنت تتجاهلني و تعاملني بهذا البرود، أو ماذا تظن؟!"

همس يرتشف من كأسه و بصره فيه.

" ماذا أظن؟!"

تنهدت من جديد و استطردت.

" تايهيونغ، لِمَ أنت استعدتني طالما أنك لا تريدني حقاً؟!"

زفر أنفاسه متململاً و وضع كأسه لينظر لها.

" أنتِ ماذا تريدين الآن؟!"

إنه مستفز جداً و ما كانت تدري أنه له هذا الوجه إطلاقاً، لكنها حاولت كبت غيظها على قدر إستطاعتها، عليها أن تبقى الطرف الهادئ العاقل الآن بما أنه مستنفر بالفعل.

" أنا أريد أن افهمك، أفهم ماذا تريد، لماذا أعدتني إليك"

جلس يمنحها إنتباهه أخيراً منحنياً ظهره و بمرفقيه يستند إلى فخذيه، لكن ملامح وجهه لا تنفك تزداد حِدة و غِلظة.

" أخبرتكِ أنكِ إمرأتي و أنا أحق بكِ من أي أحد آخر، ما الذي أحتاج شرحه في ذلك؟!"

إرتفع حاجبها بدورها تستنكر و قالت.

" أما زلت بالنسبة لك مُلكية؟! إنتصاراً على عدوك؟! أنت مجدداً لا تريدني، لا تريدنا، إنما أنت تريد سيط لنجاحك فحسب."

وقف محتداً و وقفت هي على وقفته، و على عكس ما توقع لم تتراجع حينما تقدم إليها فكان سهل عليه أن يقبض على عضديها و يجذبها بخشونة حتى إصطدمت بصدره، لكنها تكتمت على الألم الذي تسبب به لها.

" اعتبريه ما شئتِ، تعلمين أني ما عدتُ أهتم لِمَ تظنيه بي و ما تشعرين به نحوي، ما عدتُ أهتم، لكنكِ باقية هنا طالما يسير بشرايين إبنتكِ دمائي، و على خِلاف ذلك لا تسأليني عن شيء"

أفلتها بخشونة فتراجعت خطوتين و بلا إرادتها إمتلأت عيناها بالدموع، سار بطريقه إلى الخارج يمنحها ظهره إلا أن صراخها به أوقفه، بل ألجمه!

إنها للمرة الأولى تنفجر!

" أنت ما عدتَ تحبني و أنا ما عدتُ أحبك و لنفك وثاق هذا الرباط الفاشل الذي يجمعنا، فما يجمعنا إلى أنانيتك و خوفي على مصلحة ابنتي فقط، أنا أريد الطلاق منك الآن!"

إلتفت و عيناه متوسعة إلى آخرها و آتى أمامها إلا أنها وكزته بلا خوف حينما اصبح قريباً و هسهست.

" أنت أصبحت الحاقد في هذه القصة، أنت من بِتَّ الشرير بها، و أنا ما عدتُ أستطيع أن أتخبط هكذا."

" لقد حزمتُ قراري، أنا ما عدتُ أحبك و لا أريدك، الذي بيننا ماضي و حسب و لن يصبح المستقبل على شاكلته مطلقاً"

ضغط فكيه بعضهما ببعض و تنفس بثوران ليهمس.

" تريدينه هو؟!"

نظرت إليه لوهلة دون أن ترد، لأنها تتخبط...

نعم تشتاق لبيكهيون!

نعم تريد بيكهيون!

و نعم تعلم ألا منطق فيما تقوله و تشعر به!

" نعم أريده، أنا أريد بيكهيون و أحبه!"

إتسعت عيناه بلا تصديق، نعم لقد شك بأن قلبها مال إلى رجلٍ سواه، و لكنها حينما منحته فرصة جديدة منحته بأمل بحياة جديدة و أبطل عنها تهمه.

إنمسح النور عنه و طلّ بظلامه فحسب، إنه تايهيونغ الحاقد فحسب، ما عاد يعشق، ما عاد للعشق نفع بعد الآن.

إقترب إليها سريعاً و أمسك بذراعها ثم أسقطها بعنف على الأريكة التي كان يجلس عليها للتو و آتى فوقها، حينما تحركت لدفعه أمسك بمعصميها و قيدهما فوق رأسها ثم صرخ صرخة لا سابق لها افزعتها فزعاً شديداً.

" أنتِ عديمة الكرامة يا لعينة، لنرى إن كان العنف يسعدك، أنتِ مزوخية كحيوان لا يسير إلا أن رُكِل و ضُرب، سأريكِ وجهاً آخر لا تعرفيه مني، لكنكِ ستحبينه جداً بما أنكِ تحبين من يهينك، و تكرهين من يرفعك، منذ اليوم لن أعاملكِ إلا بالإهانة لأن هذا ما تستحقينه!"

أنفاسها تسارعت كثيراً و كاد قلبها ان يتوقف عن النبض لكثرة ما تأزمت نبضاتها، و حينما هي كادت أن تموت مختنقة بأزمة قلبية أسقط على وجهها صفعة كانت الأولى من يده فصرخت بقوة ليس ألماً فحسب إنما هناك شعور أعمق بكثير من الألم.

" أنا أكرهك!"

.......................



سلااااااام

المفروض انو البارت ينزل مبارح، لكن ما لقيت وقت اعدله و حالياً عدلته و انا بالجامعة😎

رجاءً قدروا ظروفي هذا أولاً، و الأهم من ذلك؛ التعليقات التي تنتقص (لا تنقتد) سأقوم بحذفها و إن إزداد الأمر عن حده سأحظر المستخدم.

رجاءً خلونا على وفاق و تأكدوا أنو كل خطوة مدروسة، هذه الرواية لي و من خيالي الخصب و الخاص و أنا أدرى بتدابيرها.

البارت القادم بعد 300 فوت و كومنت.

١.رأيكم ببيكهيون الجديد؟! التخبط الشديد بشخصيته؟! هل سيكون قادراً على خلع جويل من قلبه أم لا؟!

٢.رأيكم بتايهيونغ؟! معاملته الخشنة و تصرفاته مع جويل؟! و ما السبب خلف هذه التصرفات؟!

٣.رأيكم بجويل؟! حياتها مع تايهيونغ؟ و إعترافها أخيراً؟!

٤.رايكم بسُرى و كلامها لبيكهيون؟ و كيف ستؤثر هذه الشخصية على حياة الابطال؟!

٥.رايكم بالسيدة هانمي و انفجارها ببيكهيون؟! و هل حقاً سياتي كلامها بنفع معه؟!

٦.رأيكم بجوي؟! و حالتها لفراق ابنتها؟! و ماذا سينتج عن عودتها للقصر؟!

٧.رايكم بفلورا و كريس؟! و كيف ستبنى علاقتهم (إن بُنيّت)؟!

٨. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️












© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH73||الإنفجار العظيم
Коментарі