Chapter Fifty
" المشاعر تتكلم"
اللسان يكذب
لكن القلب لا يكذب!
" هل أنتِ بخير؟ "
تسآلت السيدة بيون بعد أن عادت جويل من دورة المياه، نظر إليها بيكهيون ثم قال.
" اجلسي و تناولي إفطارك قبل أن أوصلك إلى المستشفى"
نظرت إلى طبقها بتقزز ثم وضعت يدها على فمها و أنفها قائلة.
" لا أريد "
نظرت إليها والدته ثم قالت بلين.
" أتشتهين شيء لأحضره لكِ؟"
ابتسمت جويل من باب المجاملة ثم نفت برأسها.
" لا، شكراً لكِ "
مسح بيكهيون فمه بمنديله ثم نهض قائلاً.
" إذن هيا اتبعيني "
ألقت التحية عليهم مودعة ثم تبعت زوجها إلى الخارج، صعدت بجانبه في السيارة بعون كريس ثم انطلقت السيارة بطريقها إلى المستشفى.
قطع بيكهيون الصمت الذي إعتاد عليه عندما تكون في رفقته داخل هذه السيارة بسؤاله.
" هل تتابعين طبيبة في المستشفى تهتم بأمر حملك؟"
هو لم يسألها مطلقاً من قبل إن كانت تعتني بنفسها أم لا، توترت ملامح وجهها ثم إلتفتت إليه بتردد قائلة.
" لا أفعل، لم أفكر بالأمر إطلاقاً"
همهم ثم قال.
" إذن من اليوم تبدأين الذهاب إلى الطبيبة لتعتني بأمركِ"
أومأت بصمت موافقة لكنه سرعان ما اعترض على قراره المسبق قائلاً.
" أو لا! سأذهب معكِ و أتأكد اليوم أنكِ ستراجعينها"
هذا ما كان ينقصها، المزيد من الوقت لتقضيه مع بيون بيكهيون لكنها لا تستطيع أن تعترض، هي فقط إلتزمت الصمت لما تبقى من الطريق.
أمسك بيدها عندما أصبحا أمام بوابة المستشفى و دخلا معاً، ما زال فخوراً كلما رأى صورة لها بثوب الأطباء معلقة على إحدى جدران المستشفى.
بيكهيون فخور بجويل و بأنها طبيبة أكثر من فخرها بنفسها حتى.
أخذ طريقه نحو العيادة النسائية، هذه العيادات في مستشفاها فيها أكثر الأطباء كفاءة لذا لا حاجة له أن يأخذها إلى عيادة خارجية.
وقف أمام مكتب الإستقبال و قال للموظفة.
" الطبيبة هنا؟"
ابتسمت الموظفة برسمية قائلة.
" نعم سيدي "
" هل يوجد لديها مريضة في الداخل؟"
" حالياً لا سيدي "
ما إن تلقى الجواب الذي يرغب بسماعه حتى أمسك بيد جويل و سحبها إلى الداخل معه، جويل كانت متوترة بشدة لأنها نفس الطبيبة التي حاولت أن تجهض طفلها لديها.
حالما رأتها الطبيبة برفقة زوجها بيون بيكهيون توترت لتقف على قدميها سريعاً و تنحني برسمية.
" أهلاً و سهلاً، تفضلا!"
جلست جويل مقابل بيكهيون أمام المكتب، بان على الطبيبة شدة توترها.
" لن أقطع رأسكِ، لا تخافي"
قالها بيكهيون ساخراً بإبتسامة ضئيلة فضحكت الطبيبة بحرج و قالت.
" لا، ليس هكذا سيدي، أنا فقط استعجبت حضورك إلى هنا"
همهم لها بيكهيون ثم همس بدهاء بينما يشير بعينيه إلى جويل.
" أعلم ذلك، لم تتوقعي أن أحضر و قد حاولتي إجهاض ابني دون موافقتي لذلك أنا قصدتكِ أنتِ بالذات لتعتني بزوجتي و ابني طيلة فترة حملها "
كيف علم ؟!
هذا كل ما جال بخاطر جويل، كيف علم أنها ذهبت لهذه الطبيبة لتجهض الجنين؟
تخشى أن يكتشف أنها كانت على تواصل مع تايهيونغ أو أن يعلم عن حقيقة الفحص الذي قامت به و الأدهى نتيجته.
مسحت وجهها بكفيها تحاول محيّ تلك الأفكار من رأسها الآن ثم نفثت أنفاسها بتوتر، حال الطبيبة لم يكن أفضل أما بيكهيون فكان مستمتعاً بملامح الرعب التي ترتسم على وجهي الإمرأتين.
لمحو هذا التوتر أشارت الطبيبة إلى جويل قائلة.
" تفضلي أيتها الطبيبة، سأقوم بفحصكِ و سترين الجنين"
نهضت جويل و نهضت خلفها الطبيبة، حالما تجهزت وقفت الطبيبة قرب مكتبها تقول لبيكهيون.
" إن أردت تستطيع القدوم لرؤية الجنين"
نهض بيكهيون بعد الطبيبة و دخل إلى زوجته المتمددة، هناك كرسي بجانب سريرها لذا جلس عليه يترقب لأن يرى طفله عبر هذه الشاشة الصغيرة.
وضعت الطبيبة الماسح على بطن جويل، لم يلاحظ هذا الشيء بيكهيون من قبل و لكن بطن جويل قد برزت بالفعل.
ابتسمت جويل بسعادة حقيقة عندما رأت الجنين يسبح في رحمها، ابتسمت الطبيبة بوِد ثم أشارت على الجهاز كي يميزه والده فلقد بدى ضائعاً و لا يعرف أين ينظر.
" ها هو سيد بيون، أتراه؟"
إبتسم بيكهيون بخفة ثم أومئ قائلاً.
" نعم أراه"
البشاشة أنارت وجهه و السعادة رسمت ملامحه، يبدو سعيداً جداً و البهجة تسيطر عليه بينما يجول في عينيه فوق الشاشة التي تريه ابنه الصغير.
" أنه صغير جداً!"
قالها بيكهيون ضاحكاً جعل إنتباه جويل يشتد إليه، نظرت إلى وجهه و سؤال واحد جال في بالها.
بيكهيون منذ متى يجيد الضحك ببهجة حقيقة؟!
تناست صورة ابنها و ضلت تنظر إليه، تلك السعادة التي تستشري وجهه ليست مزيفة على الإطلاق، هذه المرة الأولى لها أن تراه سعيد، ربما أيضاً تكون مرته الأولى ليكون في وهج السعادة.
هي المرة الثانية فعلياً و ليست الأولى!
لكن هذا الطفل ليس من صُلبه و لا يمت له بصلة، بل هذا الطفل سيكون عدوه، الحاقد القادم الذي سينتقم لأمه كما أُنتقِمَ منها.
هذا ليس طفلاً تستبشر في قدومه يا بيكهيون، هذا طفل سينهي وجودك و سيأخذ الحق من رقبتك، لن يكون قصاص لكنه عقوبة أكبر، حياتك ستكون ثمن زهيد، ستدفع ما هو أكثر.
" هل يظهر لكِ جنسه؟ أصبي أم فتاة؟"
إلتفتت جويل سريعاً تنظر إلى الشاشة، لا تستطيع التعرف على جنسه لكنها ترجو الله ألا تكون فتاة، لا تريد فتيات على الإطلاق.
ترقبت ما ستقوله الطبيبة بنفس ملتهبة و قلب يرجو الله أن يستجيب و ألا تكون فتاة.
" أنه طفل مشاكس، أنه يعطينا ظهره لذا لا أستطيع أن أميز"
تنهدت جويل بتكتم، ألا تعرف جنسه أفضل من أن يكون فتاة.
" هل هو بخير؟"
تسآل بيكهيون فأجابته الطبيبة بإبتسامة.
" نعم سيدي هو بخير و بصحة كاملة، إن أردت سأسمعكما صوت نبضات قلبه"
بلا وعي فلقد سرقت السعادة وعيه أمسك بيكهيون بيد جويل بيديه الأثنتين و أومئ كطفل في غاية البرائة.
إتسعت إبتسامته عندما استمع إلى هذا الصوت الصاخب، جويل التي شتت أنتباهها بيكهيون مجدداً تغلغلت في عينيها الدموع.
هناك جسد ينمو داخلها و روح غير روحها تعيش فيها، أليس ذلك عظيماً؟
نظرت إلى بيكهيون و قد بكت بالفعل، هو كان بالفعل ينظر إليها، أحنى جذعه ليمسح دموعها ثم أنحنى أكثر ليقبل جبهتها.
هذا كان مفاجئاً جداً!
مشاعره استطاعت أن تسيطر عليه في هذه اللحظة، الآن هو زوج لإمرأة يعشقها و والد لطفل يتحرق شوقاً للقائه، ليس مجرماً و لا حاقداً.
كتبت الطبيبة بعض الأدوية لأجل جويل، الغريب في الأمر أن الطفل في صحة جيدة رغم أنها تدهورت سابقاً، آثار الفحص الذي أجرته على الجنين طفيفة ما عادت تشكل تهديداً على حياته.
بيكهيون كان مفاجئ بالنسبة إليها أكثر، هذا الرجل الذي ظنّته مجرماً لا يخاف أحد، في داخله روح في غاية الجمال، لقد رأت الحب في عينيه اتجاه جويل و تلك النظرات لم تكن مصطنعة و لا سطحية، بدى صادقاً جداً في مشاعره.
إذن من كان هذا الذي أرغمها تحت تهديد السلاح أن تجري الفحص على الجنين، هو قال لها ما حدث، بدى أيضاً يحبها و ما كان يكذب، لكن هذا الرجل يحبها بطريقته الخاصة.
ويل لها هي- جويل- من حب الرجلين، و ويل لطفل الذي ضاع بين أبوين، الأب الحقيقي و الأب الحاضن.
خرجت جويل بصحبة بيكهيون و نظرها عالق على تشابك ايديهما، ربما هو بالفعل يتقدمها بخطوة لكنه يسير ببطئ كي لا ينهكها.
وقف أمام مكتبها ثم تريث ليلتفت إليها، بان على وجهه التوتر، بيكهيون الذي لم يهاب شيء في حياته و الآن يتوتر أمام المرأة التي هي ضحية حقده.
" كوني حذرة و لا تتعبي نفسكِ"
بعد ثوان من الصمت قال هذا بتردد، هي أستعجبت ما قاله لكنها أومأت على هذه الحال، يبدو غريباً اليوم بشكل مُريب.
رحل بعد أن آمن عليها في عملها، عقله يلومه، ما كان عليه أن يقبلها تلك القبلة لقد فضح مشاعره.
دخلت جويل إلى مكتبها سرعان ما شهقت عندما رأت فلورا في الداخل، ركضت إليها تحتضنها و فلورا ركضت إليها.
بكت الفتاتين شوقاً لبعضهما و ما إن أستطاعت جويل السيطرة على انهيارها قالت.
" فلورا! لقد اشتقتُ لكِ بشدة، مع من أتيتِ؟"
إبتسمت فلورا بخفة ثم قالت.
" لقد احضرني جين ثم غادر، بعض المعدات تحتاج صيانة لذا ذهب لإصلاحها هنا و سيعود وقت نهاية الدوام"
أومأت لها جويل ثم جذبتها كي تجلس على المقعدين أمام المكتب قائلة.
" قلتِ لي أنكِ قُبلتِ في كلية الطب هنا لذا كيف ستعيشين هنا؟"
إبتسمت فلورا بإمتنان بينما تربت على ظاهر يد جويل قائلة.
" لا تقلقي بشأني، جين سيضعني في سكن جامعي هنا، سأكون بخير، ما يهمني أنني سأكون قريبة منكِ دوماً"
إبتسمت جويل و انتحبت بلطف.
" يا لسعادتي! أخيراً حصلت عليكِ بجواري."
كان في وِد جويل أن تطلب من فلورا أن تقيم لديها، لكنها لن تفعل أبداً.
وصلها إتصال على هاتف المستشفى، إنه الطبيب المسؤول عنها و بالتأكيد سيوبخها لأنها تأخرت اليوم في بدأ تدريباتها.
" بيون جويل، أنتِ معاقبة، ينتهي تدريبكِ اليوم الساعة التاسعة تماماً و غداً كذلك"
هذا ثمن أن تتدرب على يد طبيب صارم، تنهدت بسرها ثم همست.
" أنا آسفة معلمي، سأبدأ بعملي فوراً."
أغلقت الخط لتتنهد بهم فعلقت فلورا.
" يبدو أن التدريب مرحلة في غاية الصعوبة"
أومأت جويل و همست.
" أصعب مرحلة"
..........................................
فُتِحَت بوابة المستودع خصيصاً لإستقباله، دخل متباطأً لأنه على علم بما حدث بالفعل، نظر إلى يمينه حيث توجد حاوية شحن.
تقدم منها بخطوات هادئة ثم أشار إلى الرجال الذين يحرسونها كي يفتحوها، تبسم ساخراً عندما رأى كل هذه البضاعة الممنوعة في الداخل.
أمسك بإحدى العُلب ثم قرأ اسم الشركة المُصنِّعة.
" Prive "
ضحك بخفة، أليست شركة إنشاءات كما يذاع عنها؟ الحقيقة أنها وِكر في أحد مستودعاته.
رمى تلك العلبة التي تحوي سلاحاً ثم تقدم إلى الرجل القابع خلف طاولته ليجلس أمامه.
" اوغست دي"
أومئ الرجل بخفة.
" كيم تايهيونغ"
تبسم تايهيونغ بخفة قائلاً.
" مين يونغي"
ضحك الرجل ثم قام على قدميه ليقف أمام تايهيونغ مستنداً على طاولة مكتبه.
" ربما لم نستطيع الإيقاع ببيون بشكل كامل، لكن هذه الحمولة تكفي لإسقاطه."
نفى تايهيونغ برأسه ثم قال.
" أتظن أن هذه الحمولة ستسقط بيون بيكهيون؟"
تنهد ثم قال.
" يستحيل، هو رجل في غاية المكر و الدهاء، سرقة شحنته لن توقعه، هو لا يملكها بالفعل رغم أنه من صنعها و هو من سيدفع تعويضاً لسرقتها "
ابتسم اوغست دي بخفة ثم قال.
" لكنه ما عاد بيكهيون القديم، ما عاد بذلك الحِرص، لا أعلم لماذا لكنه لو كان بذات الدهاء لإكتشفنا، بيكهيون خسر دهائه لتلك الإمرأة"
وقف تايهيونغ سريعاً و ضرب سطح الطاولة بقبضته نافثاً بحقد.
" هذه المرأة لي أنا، لن يحصل على قلبها مهما فعل، هذا القلب لي لذا لا تربط اسمها باسمه، اسمها مربوط بي أنا وحدي فقط"
ربتّ اوغست دي على كتفه ثم قال و الشر يشكل إبتسامة على شفتيه.
" و هذا ما اتفقنا عليه و سنعمل به، إسقاط بيكهيون و إسترجاع زوجتك"
أومئ تايهونغ ثم بُرِمَ الإتفاق بمصافحة.
...................................
عاد بيكهيون إلى القصر بعدما أنهى عمله، نظر نحو أفراد عائلته المجتمعة في صالة الجلوس ثم قال.
" أين جويل؟"
إرتابت والدته إذ ظنت أن جويل معه أو تأخرت بعلمه، وقفت على قدميها بإرتباك و أعلنت.
" لم تعد بعد، ظننتها معك!"
اتسعت عينيه بشيء من الفزع، إنها الثامنة مساءً، وجب عليها أن تكون في المنزل منذ أربع ساعات!
إلتف و خرج من المنزل بينما يتمتم بالتهديدات، نظرت السيدة إلى كريس الذي وقف قرب الباب لتقول السيدة.
" جويل بأمانتك يا كريس"
إنحنى كريس برسمية ثم خرج، التعجب بدى مرسوماً على ملامح جونغ هيون عندما قال يحدث والدته.
" أمي، لماذا تبدين خائفة إلى هذا الحد؟ ليس و كأنه سيؤذيها! "
ودت أن تصمت ابنها الأكبر بالحقيقة لكنها احتفظت بها لنفسها عندما إلتزمت الصمت، جلست مرة أخرى بينهم لكنها فَزِعة بحق، ربتت على كتفها يونا لتتنهد، ترجو ألا يتهور ابنها في إنفعاله.
وصل بيكهيون إلى المستشفى يتبعه كريس، ذهب ناحية مكتبها لكنه وجده مغلقاً و هذا ما أثار الشك في نفسه، أين هي زوجته؟!
توجه إلى مكتب الأستقبال يتبعه كريس.
" أين الطبيبة المتدربة بيون جويل؟"
تريثت الموظفة تنظر إلى حاسوبها ثم قالت.
" يفترض أنها أنهت تدريبها للتوّ كما أمر الطبيب المسؤول عنها"
إلتفت يبحث في عينيه بالجوار عنها إلا أن الموظفة قاطعته عندما قالت.
" لقد سجلت دخولها للتوّ إلى المكتبة"
إلتفت إلى الموظفة يتسآل.
" أين أجدها؟"
بعدما حصل على موقع المكتبة في المستشفى استقل المصعد إليها و أمر كريس البقاء في الأسفل.
دخل إلى المكتبة و سأل الموظفين عنها و على حسب توجيهاتهم وجدها تجلس على إحدى الطاولات، أمامها حاسوبها، بعض الكتب و ورق، و أقلام.
نبس بسخط شديد.
" ماذا تفعلين هنا؟"
رفعت رأسها سريعاً نحو الصوت و عندما رأته أمامها يقف بسخط بعدما القى سؤاله بهذه النبرة وقفت بتوتر و أفلتت ما بيدها لتفرك راحتيها ببعضهما.
" حاولت الإتصال بك لأخبرك لكنك لم تجب"
ضيق عينيه بشك بين تصديقها و تكذيبها، لو اتصلت به كان سيعلم، هاتفه لم يرن إطلاقاً، أخرج هاتفه من جيبه و رأى قائمة الإتصالات، لقد اتصلت مرتين لكنه لم يلاحظ.
مشغول بأمر الشاحنة المفقودة و كيف عليه أن يعوض خسارته المضاعفة، تنهد ليعيد هاتفه إلى جيبه ثم اقترب منها، إلتقط معصمها و أراد أن يسحبها خلفه لكنها رفضت أن تسير و قالت.
" لدي عمل علي إنهائه، من فضلك أحتاج فقط عشر دقائق"
أفلت يدها ثم إلتفت إليها ليسند يديه إلى خصره قائلاً.
" سنتحاسب بشأن عملكِ لاحقاً، هيا افعلي ما عليكِ فعله سريعاً."
جلست على مقعدها مجدداً و تابعت عملها، عليها أن تسجل مهمات اليوم و تسلمها و إلا ما أُحتسب لها يوم تدريب ميداني.
كانت منشغلة و ذا تركيز كامل بعملها لدرجة أنها لم تشعر به عندما صار خلفها ينظر إلى ما تكتبه على جهازها.
" ما هذا؟"
إلتفتت برأسها سريعاً مفزوعة لوقوفه خلفها، حبست أنفاسها بتوتر عندما انحنى بجذعه ليلامس رأسها صدره.
" إنه تقرير عمّا فعلته اليوم"
همهم بينما يقرأ بعض السطور بشكل عشوائي و لأن هناك الكثير من المصطلحات الطبية التي لا يفهمها أشاح ببصره من شاشة الحاسوب و رسى عليها.
بقي ينظر لها، تارة لرموشها التي ترفرف بهما كثيراً لشدة توترتها، تارة لشفتيها التي تقضمها بين الفينة و الأخرى، تارة إلى عنقها حيث يكتشف أنها تزدرئ جوفها كل ثانية ثم إلى صدرها فهو يهبط و يرتفع على وتيرة سريعة ثم إلى أصابع يدها التي تنقر أزارار الحاسوب.
إبتسم بخفة ثم إبتعد، يعجبه أن يبقى قريباً منها هكذا، يعجبه أن له تأثير قوي عليها رغم أن دافعه التوتر و ربما الخوف لكنه لا يريد أن تتوتر أكثر و بالتالي يتأخرا في العودة.
بعد قليل أعلنت.
" لقد انتهيت"
إلتفت إليها بعدما كان يقف قرب النافذة ثم إقترب، هي باشرت بالفعل بجمع أغراضها و ما إن إنتهت بوضعهم في حقيبتها، أخذ الحقيبة من يدها ثم أمسك بيدها و خرج.
لن يقول أنه لأجل الطفل و ليس لأجلها، لكن هذا ما سيتظاهر به، لقد كُشِفَت مشاعره أمامه لكنه لن يكشفها أمامها بهذه السهولة، ما زال درب الحياة طويل و هي شبه مستحيل أن تبادله المشاعر.
حتى ذلك الحين سيكتمها حفاظاً على هيبته و كرامته أمامها و أمام غيرها، لن يسمح بأن يُقال عنه غارق في الحب، هو لا يهزمه شيء و لا حتى نفسه تجرؤ.
في الطريق إلى المنزل و بينما هي مشغولة في النظر من خلال النافذة تمسكت بذراعه سريعاً و قالت بلهفة.
" أوقف السيارة"
أشار للسائق أن يوقف السيارة فهي فتحت الباب سريعاً تريد النزول لكنه قبض على ذراعها و قال بحدة.
" إلى أين؟"
وضعت يدها فوق قبضته و همست على أستحياء.
" بائع الفروالة "
إرتخت أصابعه على يدها لتغدو قبضته إحتواء حنون ليدها، تبسم بخفة ثم أومئ ليفلتها، ترجلت من السيارة و ترجل بيكهيون من الباب الآخر.
تبعها بخطوات رزان نحو البائع و إبتسامة عَصت ألا تصقل شفتيه، هي لأول مرة على الإطلاق تطلب منه شيء.
أهذا ما يسمونه وِحام المرأة الحامل؟
يرجى أن تبقى وحمى طيلة فترة حملها لتبقى بهذه الطافة و شهيتها كاسرة كبريائها.
أخذت جويل سلة فراولة و بالفعل إلتقطت منها تريد أن تأكل لكنه تمسك بيدها يمنعها و قال.
" علينا غسلها أولاً حضرة الطبيبة"
بخجل أعادتها و أومأت، جويل لم تظن أنها ستتعرض للإحراج بسبب هذه الفترة من الحمل، ترجو أن تنقضي سريعاً.
أخرج بيكهيون محفظته و أعطى البائع فوق ثمن السلة ثم أمسك بيدها و سحبها خلفه، كان كريس يقف قرب السيارة يراقبهما من بعيد، لقد بدى الزوجين في غاية اللطف.
" أعطني زجاجة ماء "
أمر بيكهيون ليومئ كريس ثم ذهب لإحضار الماء من الثلاجة الصغيرة داخل السيارة، ثم سلمها له.
" إبتعدي قليلاً كي لا تبتلي"
قالها بيكهيون فأطاعت بحرج ثم انحنى بيكهيون يجلس القرفصاء أرضاً، إنحنى كريس يود غسلها لكنه رفض و غسل الفروالة بنفسه بينما كريس يصب له الماء.
كلاهما مذهول- كريس و جويل- بيون بيكهيون ينحنى أرضاً ليغسل الفراولة لأجل زوجته الحامل!
وقف بعدما إنتهى و تلك الإبتسامة لا تنفك أن تظهر، أخذ ذات الحبة التي كادت أن تأكلها سابقاً ثم أعطاها أياها كي تتناولها نظيفة.
أكلتها بينما تصعد في السيارة مجدداً و هي يراقبها بإنغماس، لقد أكلتها من يده!
وضع لها سلة الفروالة أمامها كي تأكل كما تريد، هي نظرت إليه ثم همست.
" أتريد بعض منها؟"
نظر إليها ثم نفى برأسه قائلاً.
" لا، كلي أنتِ"
أخذت جويل من السلة حبتين من الفروالة ثم قدمتها له قائلة.
" خُذ هذه"
نظر إلى يدها ثم لها و تمعن في عينيها، السعادة قد استشرت ملامحها، كل هذا لأجل الفراولة، سيشتري لها كل يوم إذن.
عندما بدأت تشعر بالحرج و قررت أن تسحب يدها أخذ من يديها الفروالة ثم أكلها.
ثواني من الصمت ثم صوتها المُمتن.
" شكراً لكَ"
أومئ لها ثم تحمحم، لماذا على هذه الإبتسامة أن تكشفه الآن؟ عليه أن يخبأها جيداً و إلا كُشِف.
دخل كلاهما القصر، هو يسبقها و هي تتبعه عندما تلاقى عقربي الساعة على العاشرة مساءً، وقفت السيدة بيون بقلق و توجهت لها لتقول.
" جويل ابنتي، هل أنتِ بخير؟"
أومأت جويل بهدوء و همست.
" نعم بخير"
كان كفيّ السيدة قد احتضنتا وجنتي جويل إلا أن جويل نزعتهما عنها و صعدت إلى جناحها، بيكهيون شهد على جفاف المعاملة التي تتلقاها والدته من جويل و الشرخ الذي سببته جويل في عينيّ أمه.
إقترب بيكهيون من أمه ثم احتضنها.
" سأكلمها يا أمي"
تمسكت بقميصه السيدة و قالت.
" لا عليك، هي متعبة فقط"
ابتسم يطمأنها أنه لن يؤذيها ثم صعد إلى الجناح، لم يراها في الجوار لذا علم أنها بدورة المياه.
ود أن يقتحم الحِمام و هي فيه لكنه خشى على ذلك الوهج الذي لمع في عينيها أن ينطفئ.
وقف ينتظرها في الخارج حتى خرجت له ترتدي ثياب نومها، أسقط عينيه على جسدها و انتهى بوجهها ليراها قد إرتبكت بالفعل.
" احقدي علي أنا، أمي لا شأن لها"
تعلم جيداً ما يرمي إليه في قوله ذلك.
" لستُ أحقد عليها "
تلك الملامح الجامدة التي رسمت وجهها بجفاء أعلمته أنها لا تود أن يسترسل بحديثه هذا، لكنها لن تكن النهاية إطلاقاً.
" إذن ما سبب هذه المعاملة الجافة معها؟"
" لستُ أعاملها بجفاء، أنا هكذا مع الجميع"
إستفزاز هادئ هذا الذي تحشوه به، إقترب منها و ضاق صدره بالفعل حتى وقف أمامها و هي لم تتراجع إطلاقاً.
" إذن ستغيرين معاملتكِ مع الجميع"
قالها بحدة مهدداً أمام وجهها لكنها ثبتت لتقول.
" لا تستطيع أن تقول لي كوني فسأكون"
ارتفع حاجبه إذ أن الحديث أخذ مسار آخر، التحدي.
" و لماذا؟!"
على عكس إنفعاله هي في غاية الهدوء.
" لأنني بشر، لي موقفي و لستُ صيع أوامر أحد و لا حتى أنت"
قهقه بخفة يسخر مما قالته بينما هي أشاحت بوجهها عنه، لا تريد أن ينتهي الأمر بها بفراشه مغتصبة أو أرضاً مضروبة لذا فضلت أن تنسحب من أمامه كي لا تزيد الأمور حدة.
لكنه أراد ما لم ترد مجدداً إذ أمسك بعضدها و دفعها إليه كي ترتطم بصدره ثم هسهس قرب أذنها.
" كلمتي ستسير يا سيدة بيون!"
نظرت في عينيه بهدوء و همست.
" و أنا لا أحاول عصيانها... قدر إستطاعتي"
أفلت يدها ثم تجاوزها، هو يكبح غضبه و هي لا تريده أن يغضب لذا عليه أن لا ينفجر فيها، أصغر تصرف منها يستفزه لأن كل ما تفعله ينم عن كرهها له في أعماق صدرها.
خلع قميصه فجأة ثم رماه أرضاً فارتجفت و أشاحت ببصرها عنه.
تقدم إليها و كلما اقترب تسارعت نبضات قلبها أكثر.
عندما أصبح أمامها عكف طريقه و تجاوزها إلى حصته من السرير.
بعدما تمدد قال.
" تعالي نامي، لديكِ تدريب في الغد"
تنهدت و يدها على قلبها.
ما كان كل هذا الرعب؟!
..............................
رعب بيون بيكهيون يا ست جويل🤓
سلااااااااام
كيف حالكم؟ أيامكم طيبة؟
منظري و أنا أكتب مشهد الفراولة😀
أظن التطورات الجاية حتكون قوية، لهيك خليكم على حماسكم يا رفاق!
البارت القادم بعد 150 فوت و 150 كومنت.
1. رأيكم ببيكهيون؟ التغيير الذي يطرأ عليه؟
٢.رأيكم بجويل و التغيير الذي يطرأ عليها؟( جويل بدأت تتقبل مصيرها، لم تقع في الحب😁)
٣.رأيكم بتايهيونغ؟ هو متعاون مع اوغست دي لإسقاط بيكهيون، هل سينجحوا بفعل ذلك؟
٤.رأيكم بمشهد المستشفى؟ المكتبة ؟ و الفرولة؟ ( بدي فراولة😋)
٥.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love
اللسان يكذب
لكن القلب لا يكذب!
" هل أنتِ بخير؟ "
تسآلت السيدة بيون بعد أن عادت جويل من دورة المياه، نظر إليها بيكهيون ثم قال.
" اجلسي و تناولي إفطارك قبل أن أوصلك إلى المستشفى"
نظرت إلى طبقها بتقزز ثم وضعت يدها على فمها و أنفها قائلة.
" لا أريد "
نظرت إليها والدته ثم قالت بلين.
" أتشتهين شيء لأحضره لكِ؟"
ابتسمت جويل من باب المجاملة ثم نفت برأسها.
" لا، شكراً لكِ "
مسح بيكهيون فمه بمنديله ثم نهض قائلاً.
" إذن هيا اتبعيني "
ألقت التحية عليهم مودعة ثم تبعت زوجها إلى الخارج، صعدت بجانبه في السيارة بعون كريس ثم انطلقت السيارة بطريقها إلى المستشفى.
قطع بيكهيون الصمت الذي إعتاد عليه عندما تكون في رفقته داخل هذه السيارة بسؤاله.
" هل تتابعين طبيبة في المستشفى تهتم بأمر حملك؟"
هو لم يسألها مطلقاً من قبل إن كانت تعتني بنفسها أم لا، توترت ملامح وجهها ثم إلتفتت إليه بتردد قائلة.
" لا أفعل، لم أفكر بالأمر إطلاقاً"
همهم ثم قال.
" إذن من اليوم تبدأين الذهاب إلى الطبيبة لتعتني بأمركِ"
أومأت بصمت موافقة لكنه سرعان ما اعترض على قراره المسبق قائلاً.
" أو لا! سأذهب معكِ و أتأكد اليوم أنكِ ستراجعينها"
هذا ما كان ينقصها، المزيد من الوقت لتقضيه مع بيون بيكهيون لكنها لا تستطيع أن تعترض، هي فقط إلتزمت الصمت لما تبقى من الطريق.
أمسك بيدها عندما أصبحا أمام بوابة المستشفى و دخلا معاً، ما زال فخوراً كلما رأى صورة لها بثوب الأطباء معلقة على إحدى جدران المستشفى.
بيكهيون فخور بجويل و بأنها طبيبة أكثر من فخرها بنفسها حتى.
أخذ طريقه نحو العيادة النسائية، هذه العيادات في مستشفاها فيها أكثر الأطباء كفاءة لذا لا حاجة له أن يأخذها إلى عيادة خارجية.
وقف أمام مكتب الإستقبال و قال للموظفة.
" الطبيبة هنا؟"
ابتسمت الموظفة برسمية قائلة.
" نعم سيدي "
" هل يوجد لديها مريضة في الداخل؟"
" حالياً لا سيدي "
ما إن تلقى الجواب الذي يرغب بسماعه حتى أمسك بيد جويل و سحبها إلى الداخل معه، جويل كانت متوترة بشدة لأنها نفس الطبيبة التي حاولت أن تجهض طفلها لديها.
حالما رأتها الطبيبة برفقة زوجها بيون بيكهيون توترت لتقف على قدميها سريعاً و تنحني برسمية.
" أهلاً و سهلاً، تفضلا!"
جلست جويل مقابل بيكهيون أمام المكتب، بان على الطبيبة شدة توترها.
" لن أقطع رأسكِ، لا تخافي"
قالها بيكهيون ساخراً بإبتسامة ضئيلة فضحكت الطبيبة بحرج و قالت.
" لا، ليس هكذا سيدي، أنا فقط استعجبت حضورك إلى هنا"
همهم لها بيكهيون ثم همس بدهاء بينما يشير بعينيه إلى جويل.
" أعلم ذلك، لم تتوقعي أن أحضر و قد حاولتي إجهاض ابني دون موافقتي لذلك أنا قصدتكِ أنتِ بالذات لتعتني بزوجتي و ابني طيلة فترة حملها "
كيف علم ؟!
هذا كل ما جال بخاطر جويل، كيف علم أنها ذهبت لهذه الطبيبة لتجهض الجنين؟
تخشى أن يكتشف أنها كانت على تواصل مع تايهيونغ أو أن يعلم عن حقيقة الفحص الذي قامت به و الأدهى نتيجته.
مسحت وجهها بكفيها تحاول محيّ تلك الأفكار من رأسها الآن ثم نفثت أنفاسها بتوتر، حال الطبيبة لم يكن أفضل أما بيكهيون فكان مستمتعاً بملامح الرعب التي ترتسم على وجهي الإمرأتين.
لمحو هذا التوتر أشارت الطبيبة إلى جويل قائلة.
" تفضلي أيتها الطبيبة، سأقوم بفحصكِ و سترين الجنين"
نهضت جويل و نهضت خلفها الطبيبة، حالما تجهزت وقفت الطبيبة قرب مكتبها تقول لبيكهيون.
" إن أردت تستطيع القدوم لرؤية الجنين"
نهض بيكهيون بعد الطبيبة و دخل إلى زوجته المتمددة، هناك كرسي بجانب سريرها لذا جلس عليه يترقب لأن يرى طفله عبر هذه الشاشة الصغيرة.
وضعت الطبيبة الماسح على بطن جويل، لم يلاحظ هذا الشيء بيكهيون من قبل و لكن بطن جويل قد برزت بالفعل.
ابتسمت جويل بسعادة حقيقة عندما رأت الجنين يسبح في رحمها، ابتسمت الطبيبة بوِد ثم أشارت على الجهاز كي يميزه والده فلقد بدى ضائعاً و لا يعرف أين ينظر.
" ها هو سيد بيون، أتراه؟"
إبتسم بيكهيون بخفة ثم أومئ قائلاً.
" نعم أراه"
البشاشة أنارت وجهه و السعادة رسمت ملامحه، يبدو سعيداً جداً و البهجة تسيطر عليه بينما يجول في عينيه فوق الشاشة التي تريه ابنه الصغير.
" أنه صغير جداً!"
قالها بيكهيون ضاحكاً جعل إنتباه جويل يشتد إليه، نظرت إلى وجهه و سؤال واحد جال في بالها.
بيكهيون منذ متى يجيد الضحك ببهجة حقيقة؟!
تناست صورة ابنها و ضلت تنظر إليه، تلك السعادة التي تستشري وجهه ليست مزيفة على الإطلاق، هذه المرة الأولى لها أن تراه سعيد، ربما أيضاً تكون مرته الأولى ليكون في وهج السعادة.
هي المرة الثانية فعلياً و ليست الأولى!
لكن هذا الطفل ليس من صُلبه و لا يمت له بصلة، بل هذا الطفل سيكون عدوه، الحاقد القادم الذي سينتقم لأمه كما أُنتقِمَ منها.
هذا ليس طفلاً تستبشر في قدومه يا بيكهيون، هذا طفل سينهي وجودك و سيأخذ الحق من رقبتك، لن يكون قصاص لكنه عقوبة أكبر، حياتك ستكون ثمن زهيد، ستدفع ما هو أكثر.
" هل يظهر لكِ جنسه؟ أصبي أم فتاة؟"
إلتفتت جويل سريعاً تنظر إلى الشاشة، لا تستطيع التعرف على جنسه لكنها ترجو الله ألا تكون فتاة، لا تريد فتيات على الإطلاق.
ترقبت ما ستقوله الطبيبة بنفس ملتهبة و قلب يرجو الله أن يستجيب و ألا تكون فتاة.
" أنه طفل مشاكس، أنه يعطينا ظهره لذا لا أستطيع أن أميز"
تنهدت جويل بتكتم، ألا تعرف جنسه أفضل من أن يكون فتاة.
" هل هو بخير؟"
تسآل بيكهيون فأجابته الطبيبة بإبتسامة.
" نعم سيدي هو بخير و بصحة كاملة، إن أردت سأسمعكما صوت نبضات قلبه"
بلا وعي فلقد سرقت السعادة وعيه أمسك بيكهيون بيد جويل بيديه الأثنتين و أومئ كطفل في غاية البرائة.
إتسعت إبتسامته عندما استمع إلى هذا الصوت الصاخب، جويل التي شتت أنتباهها بيكهيون مجدداً تغلغلت في عينيها الدموع.
هناك جسد ينمو داخلها و روح غير روحها تعيش فيها، أليس ذلك عظيماً؟
نظرت إلى بيكهيون و قد بكت بالفعل، هو كان بالفعل ينظر إليها، أحنى جذعه ليمسح دموعها ثم أنحنى أكثر ليقبل جبهتها.
هذا كان مفاجئاً جداً!
مشاعره استطاعت أن تسيطر عليه في هذه اللحظة، الآن هو زوج لإمرأة يعشقها و والد لطفل يتحرق شوقاً للقائه، ليس مجرماً و لا حاقداً.
كتبت الطبيبة بعض الأدوية لأجل جويل، الغريب في الأمر أن الطفل في صحة جيدة رغم أنها تدهورت سابقاً، آثار الفحص الذي أجرته على الجنين طفيفة ما عادت تشكل تهديداً على حياته.
بيكهيون كان مفاجئ بالنسبة إليها أكثر، هذا الرجل الذي ظنّته مجرماً لا يخاف أحد، في داخله روح في غاية الجمال، لقد رأت الحب في عينيه اتجاه جويل و تلك النظرات لم تكن مصطنعة و لا سطحية، بدى صادقاً جداً في مشاعره.
إذن من كان هذا الذي أرغمها تحت تهديد السلاح أن تجري الفحص على الجنين، هو قال لها ما حدث، بدى أيضاً يحبها و ما كان يكذب، لكن هذا الرجل يحبها بطريقته الخاصة.
ويل لها هي- جويل- من حب الرجلين، و ويل لطفل الذي ضاع بين أبوين، الأب الحقيقي و الأب الحاضن.
خرجت جويل بصحبة بيكهيون و نظرها عالق على تشابك ايديهما، ربما هو بالفعل يتقدمها بخطوة لكنه يسير ببطئ كي لا ينهكها.
وقف أمام مكتبها ثم تريث ليلتفت إليها، بان على وجهه التوتر، بيكهيون الذي لم يهاب شيء في حياته و الآن يتوتر أمام المرأة التي هي ضحية حقده.
" كوني حذرة و لا تتعبي نفسكِ"
بعد ثوان من الصمت قال هذا بتردد، هي أستعجبت ما قاله لكنها أومأت على هذه الحال، يبدو غريباً اليوم بشكل مُريب.
رحل بعد أن آمن عليها في عملها، عقله يلومه، ما كان عليه أن يقبلها تلك القبلة لقد فضح مشاعره.
دخلت جويل إلى مكتبها سرعان ما شهقت عندما رأت فلورا في الداخل، ركضت إليها تحتضنها و فلورا ركضت إليها.
بكت الفتاتين شوقاً لبعضهما و ما إن أستطاعت جويل السيطرة على انهيارها قالت.
" فلورا! لقد اشتقتُ لكِ بشدة، مع من أتيتِ؟"
إبتسمت فلورا بخفة ثم قالت.
" لقد احضرني جين ثم غادر، بعض المعدات تحتاج صيانة لذا ذهب لإصلاحها هنا و سيعود وقت نهاية الدوام"
أومأت لها جويل ثم جذبتها كي تجلس على المقعدين أمام المكتب قائلة.
" قلتِ لي أنكِ قُبلتِ في كلية الطب هنا لذا كيف ستعيشين هنا؟"
إبتسمت فلورا بإمتنان بينما تربت على ظاهر يد جويل قائلة.
" لا تقلقي بشأني، جين سيضعني في سكن جامعي هنا، سأكون بخير، ما يهمني أنني سأكون قريبة منكِ دوماً"
إبتسمت جويل و انتحبت بلطف.
" يا لسعادتي! أخيراً حصلت عليكِ بجواري."
كان في وِد جويل أن تطلب من فلورا أن تقيم لديها، لكنها لن تفعل أبداً.
وصلها إتصال على هاتف المستشفى، إنه الطبيب المسؤول عنها و بالتأكيد سيوبخها لأنها تأخرت اليوم في بدأ تدريباتها.
" بيون جويل، أنتِ معاقبة، ينتهي تدريبكِ اليوم الساعة التاسعة تماماً و غداً كذلك"
هذا ثمن أن تتدرب على يد طبيب صارم، تنهدت بسرها ثم همست.
" أنا آسفة معلمي، سأبدأ بعملي فوراً."
أغلقت الخط لتتنهد بهم فعلقت فلورا.
" يبدو أن التدريب مرحلة في غاية الصعوبة"
أومأت جويل و همست.
" أصعب مرحلة"
..........................................
فُتِحَت بوابة المستودع خصيصاً لإستقباله، دخل متباطأً لأنه على علم بما حدث بالفعل، نظر إلى يمينه حيث توجد حاوية شحن.
تقدم منها بخطوات هادئة ثم أشار إلى الرجال الذين يحرسونها كي يفتحوها، تبسم ساخراً عندما رأى كل هذه البضاعة الممنوعة في الداخل.
أمسك بإحدى العُلب ثم قرأ اسم الشركة المُصنِّعة.
" Prive "
ضحك بخفة، أليست شركة إنشاءات كما يذاع عنها؟ الحقيقة أنها وِكر في أحد مستودعاته.
رمى تلك العلبة التي تحوي سلاحاً ثم تقدم إلى الرجل القابع خلف طاولته ليجلس أمامه.
" اوغست دي"
أومئ الرجل بخفة.
" كيم تايهيونغ"
تبسم تايهيونغ بخفة قائلاً.
" مين يونغي"
ضحك الرجل ثم قام على قدميه ليقف أمام تايهيونغ مستنداً على طاولة مكتبه.
" ربما لم نستطيع الإيقاع ببيون بشكل كامل، لكن هذه الحمولة تكفي لإسقاطه."
نفى تايهيونغ برأسه ثم قال.
" أتظن أن هذه الحمولة ستسقط بيون بيكهيون؟"
تنهد ثم قال.
" يستحيل، هو رجل في غاية المكر و الدهاء، سرقة شحنته لن توقعه، هو لا يملكها بالفعل رغم أنه من صنعها و هو من سيدفع تعويضاً لسرقتها "
ابتسم اوغست دي بخفة ثم قال.
" لكنه ما عاد بيكهيون القديم، ما عاد بذلك الحِرص، لا أعلم لماذا لكنه لو كان بذات الدهاء لإكتشفنا، بيكهيون خسر دهائه لتلك الإمرأة"
وقف تايهيونغ سريعاً و ضرب سطح الطاولة بقبضته نافثاً بحقد.
" هذه المرأة لي أنا، لن يحصل على قلبها مهما فعل، هذا القلب لي لذا لا تربط اسمها باسمه، اسمها مربوط بي أنا وحدي فقط"
ربتّ اوغست دي على كتفه ثم قال و الشر يشكل إبتسامة على شفتيه.
" و هذا ما اتفقنا عليه و سنعمل به، إسقاط بيكهيون و إسترجاع زوجتك"
أومئ تايهونغ ثم بُرِمَ الإتفاق بمصافحة.
...................................
عاد بيكهيون إلى القصر بعدما أنهى عمله، نظر نحو أفراد عائلته المجتمعة في صالة الجلوس ثم قال.
" أين جويل؟"
إرتابت والدته إذ ظنت أن جويل معه أو تأخرت بعلمه، وقفت على قدميها بإرتباك و أعلنت.
" لم تعد بعد، ظننتها معك!"
اتسعت عينيه بشيء من الفزع، إنها الثامنة مساءً، وجب عليها أن تكون في المنزل منذ أربع ساعات!
إلتف و خرج من المنزل بينما يتمتم بالتهديدات، نظرت السيدة إلى كريس الذي وقف قرب الباب لتقول السيدة.
" جويل بأمانتك يا كريس"
إنحنى كريس برسمية ثم خرج، التعجب بدى مرسوماً على ملامح جونغ هيون عندما قال يحدث والدته.
" أمي، لماذا تبدين خائفة إلى هذا الحد؟ ليس و كأنه سيؤذيها! "
ودت أن تصمت ابنها الأكبر بالحقيقة لكنها احتفظت بها لنفسها عندما إلتزمت الصمت، جلست مرة أخرى بينهم لكنها فَزِعة بحق، ربتت على كتفها يونا لتتنهد، ترجو ألا يتهور ابنها في إنفعاله.
وصل بيكهيون إلى المستشفى يتبعه كريس، ذهب ناحية مكتبها لكنه وجده مغلقاً و هذا ما أثار الشك في نفسه، أين هي زوجته؟!
توجه إلى مكتب الأستقبال يتبعه كريس.
" أين الطبيبة المتدربة بيون جويل؟"
تريثت الموظفة تنظر إلى حاسوبها ثم قالت.
" يفترض أنها أنهت تدريبها للتوّ كما أمر الطبيب المسؤول عنها"
إلتفت يبحث في عينيه بالجوار عنها إلا أن الموظفة قاطعته عندما قالت.
" لقد سجلت دخولها للتوّ إلى المكتبة"
إلتفت إلى الموظفة يتسآل.
" أين أجدها؟"
بعدما حصل على موقع المكتبة في المستشفى استقل المصعد إليها و أمر كريس البقاء في الأسفل.
دخل إلى المكتبة و سأل الموظفين عنها و على حسب توجيهاتهم وجدها تجلس على إحدى الطاولات، أمامها حاسوبها، بعض الكتب و ورق، و أقلام.
نبس بسخط شديد.
" ماذا تفعلين هنا؟"
رفعت رأسها سريعاً نحو الصوت و عندما رأته أمامها يقف بسخط بعدما القى سؤاله بهذه النبرة وقفت بتوتر و أفلتت ما بيدها لتفرك راحتيها ببعضهما.
" حاولت الإتصال بك لأخبرك لكنك لم تجب"
ضيق عينيه بشك بين تصديقها و تكذيبها، لو اتصلت به كان سيعلم، هاتفه لم يرن إطلاقاً، أخرج هاتفه من جيبه و رأى قائمة الإتصالات، لقد اتصلت مرتين لكنه لم يلاحظ.
مشغول بأمر الشاحنة المفقودة و كيف عليه أن يعوض خسارته المضاعفة، تنهد ليعيد هاتفه إلى جيبه ثم اقترب منها، إلتقط معصمها و أراد أن يسحبها خلفه لكنها رفضت أن تسير و قالت.
" لدي عمل علي إنهائه، من فضلك أحتاج فقط عشر دقائق"
أفلت يدها ثم إلتفت إليها ليسند يديه إلى خصره قائلاً.
" سنتحاسب بشأن عملكِ لاحقاً، هيا افعلي ما عليكِ فعله سريعاً."
جلست على مقعدها مجدداً و تابعت عملها، عليها أن تسجل مهمات اليوم و تسلمها و إلا ما أُحتسب لها يوم تدريب ميداني.
كانت منشغلة و ذا تركيز كامل بعملها لدرجة أنها لم تشعر به عندما صار خلفها ينظر إلى ما تكتبه على جهازها.
" ما هذا؟"
إلتفتت برأسها سريعاً مفزوعة لوقوفه خلفها، حبست أنفاسها بتوتر عندما انحنى بجذعه ليلامس رأسها صدره.
" إنه تقرير عمّا فعلته اليوم"
همهم بينما يقرأ بعض السطور بشكل عشوائي و لأن هناك الكثير من المصطلحات الطبية التي لا يفهمها أشاح ببصره من شاشة الحاسوب و رسى عليها.
بقي ينظر لها، تارة لرموشها التي ترفرف بهما كثيراً لشدة توترتها، تارة لشفتيها التي تقضمها بين الفينة و الأخرى، تارة إلى عنقها حيث يكتشف أنها تزدرئ جوفها كل ثانية ثم إلى صدرها فهو يهبط و يرتفع على وتيرة سريعة ثم إلى أصابع يدها التي تنقر أزارار الحاسوب.
إبتسم بخفة ثم إبتعد، يعجبه أن يبقى قريباً منها هكذا، يعجبه أن له تأثير قوي عليها رغم أن دافعه التوتر و ربما الخوف لكنه لا يريد أن تتوتر أكثر و بالتالي يتأخرا في العودة.
بعد قليل أعلنت.
" لقد انتهيت"
إلتفت إليها بعدما كان يقف قرب النافذة ثم إقترب، هي باشرت بالفعل بجمع أغراضها و ما إن إنتهت بوضعهم في حقيبتها، أخذ الحقيبة من يدها ثم أمسك بيدها و خرج.
لن يقول أنه لأجل الطفل و ليس لأجلها، لكن هذا ما سيتظاهر به، لقد كُشِفَت مشاعره أمامه لكنه لن يكشفها أمامها بهذه السهولة، ما زال درب الحياة طويل و هي شبه مستحيل أن تبادله المشاعر.
حتى ذلك الحين سيكتمها حفاظاً على هيبته و كرامته أمامها و أمام غيرها، لن يسمح بأن يُقال عنه غارق في الحب، هو لا يهزمه شيء و لا حتى نفسه تجرؤ.
في الطريق إلى المنزل و بينما هي مشغولة في النظر من خلال النافذة تمسكت بذراعه سريعاً و قالت بلهفة.
" أوقف السيارة"
أشار للسائق أن يوقف السيارة فهي فتحت الباب سريعاً تريد النزول لكنه قبض على ذراعها و قال بحدة.
" إلى أين؟"
وضعت يدها فوق قبضته و همست على أستحياء.
" بائع الفروالة "
إرتخت أصابعه على يدها لتغدو قبضته إحتواء حنون ليدها، تبسم بخفة ثم أومئ ليفلتها، ترجلت من السيارة و ترجل بيكهيون من الباب الآخر.
تبعها بخطوات رزان نحو البائع و إبتسامة عَصت ألا تصقل شفتيه، هي لأول مرة على الإطلاق تطلب منه شيء.
أهذا ما يسمونه وِحام المرأة الحامل؟
يرجى أن تبقى وحمى طيلة فترة حملها لتبقى بهذه الطافة و شهيتها كاسرة كبريائها.
أخذت جويل سلة فراولة و بالفعل إلتقطت منها تريد أن تأكل لكنه تمسك بيدها يمنعها و قال.
" علينا غسلها أولاً حضرة الطبيبة"
بخجل أعادتها و أومأت، جويل لم تظن أنها ستتعرض للإحراج بسبب هذه الفترة من الحمل، ترجو أن تنقضي سريعاً.
أخرج بيكهيون محفظته و أعطى البائع فوق ثمن السلة ثم أمسك بيدها و سحبها خلفه، كان كريس يقف قرب السيارة يراقبهما من بعيد، لقد بدى الزوجين في غاية اللطف.
" أعطني زجاجة ماء "
أمر بيكهيون ليومئ كريس ثم ذهب لإحضار الماء من الثلاجة الصغيرة داخل السيارة، ثم سلمها له.
" إبتعدي قليلاً كي لا تبتلي"
قالها بيكهيون فأطاعت بحرج ثم انحنى بيكهيون يجلس القرفصاء أرضاً، إنحنى كريس يود غسلها لكنه رفض و غسل الفروالة بنفسه بينما كريس يصب له الماء.
كلاهما مذهول- كريس و جويل- بيون بيكهيون ينحنى أرضاً ليغسل الفراولة لأجل زوجته الحامل!
وقف بعدما إنتهى و تلك الإبتسامة لا تنفك أن تظهر، أخذ ذات الحبة التي كادت أن تأكلها سابقاً ثم أعطاها أياها كي تتناولها نظيفة.
أكلتها بينما تصعد في السيارة مجدداً و هي يراقبها بإنغماس، لقد أكلتها من يده!
وضع لها سلة الفروالة أمامها كي تأكل كما تريد، هي نظرت إليه ثم همست.
" أتريد بعض منها؟"
نظر إليها ثم نفى برأسه قائلاً.
" لا، كلي أنتِ"
أخذت جويل من السلة حبتين من الفروالة ثم قدمتها له قائلة.
" خُذ هذه"
نظر إلى يدها ثم لها و تمعن في عينيها، السعادة قد استشرت ملامحها، كل هذا لأجل الفراولة، سيشتري لها كل يوم إذن.
عندما بدأت تشعر بالحرج و قررت أن تسحب يدها أخذ من يديها الفروالة ثم أكلها.
ثواني من الصمت ثم صوتها المُمتن.
" شكراً لكَ"
أومئ لها ثم تحمحم، لماذا على هذه الإبتسامة أن تكشفه الآن؟ عليه أن يخبأها جيداً و إلا كُشِف.
دخل كلاهما القصر، هو يسبقها و هي تتبعه عندما تلاقى عقربي الساعة على العاشرة مساءً، وقفت السيدة بيون بقلق و توجهت لها لتقول.
" جويل ابنتي، هل أنتِ بخير؟"
أومأت جويل بهدوء و همست.
" نعم بخير"
كان كفيّ السيدة قد احتضنتا وجنتي جويل إلا أن جويل نزعتهما عنها و صعدت إلى جناحها، بيكهيون شهد على جفاف المعاملة التي تتلقاها والدته من جويل و الشرخ الذي سببته جويل في عينيّ أمه.
إقترب بيكهيون من أمه ثم احتضنها.
" سأكلمها يا أمي"
تمسكت بقميصه السيدة و قالت.
" لا عليك، هي متعبة فقط"
ابتسم يطمأنها أنه لن يؤذيها ثم صعد إلى الجناح، لم يراها في الجوار لذا علم أنها بدورة المياه.
ود أن يقتحم الحِمام و هي فيه لكنه خشى على ذلك الوهج الذي لمع في عينيها أن ينطفئ.
وقف ينتظرها في الخارج حتى خرجت له ترتدي ثياب نومها، أسقط عينيه على جسدها و انتهى بوجهها ليراها قد إرتبكت بالفعل.
" احقدي علي أنا، أمي لا شأن لها"
تعلم جيداً ما يرمي إليه في قوله ذلك.
" لستُ أحقد عليها "
تلك الملامح الجامدة التي رسمت وجهها بجفاء أعلمته أنها لا تود أن يسترسل بحديثه هذا، لكنها لن تكن النهاية إطلاقاً.
" إذن ما سبب هذه المعاملة الجافة معها؟"
" لستُ أعاملها بجفاء، أنا هكذا مع الجميع"
إستفزاز هادئ هذا الذي تحشوه به، إقترب منها و ضاق صدره بالفعل حتى وقف أمامها و هي لم تتراجع إطلاقاً.
" إذن ستغيرين معاملتكِ مع الجميع"
قالها بحدة مهدداً أمام وجهها لكنها ثبتت لتقول.
" لا تستطيع أن تقول لي كوني فسأكون"
ارتفع حاجبه إذ أن الحديث أخذ مسار آخر، التحدي.
" و لماذا؟!"
على عكس إنفعاله هي في غاية الهدوء.
" لأنني بشر، لي موقفي و لستُ صيع أوامر أحد و لا حتى أنت"
قهقه بخفة يسخر مما قالته بينما هي أشاحت بوجهها عنه، لا تريد أن ينتهي الأمر بها بفراشه مغتصبة أو أرضاً مضروبة لذا فضلت أن تنسحب من أمامه كي لا تزيد الأمور حدة.
لكنه أراد ما لم ترد مجدداً إذ أمسك بعضدها و دفعها إليه كي ترتطم بصدره ثم هسهس قرب أذنها.
" كلمتي ستسير يا سيدة بيون!"
نظرت في عينيه بهدوء و همست.
" و أنا لا أحاول عصيانها... قدر إستطاعتي"
أفلت يدها ثم تجاوزها، هو يكبح غضبه و هي لا تريده أن يغضب لذا عليه أن لا ينفجر فيها، أصغر تصرف منها يستفزه لأن كل ما تفعله ينم عن كرهها له في أعماق صدرها.
خلع قميصه فجأة ثم رماه أرضاً فارتجفت و أشاحت ببصرها عنه.
تقدم إليها و كلما اقترب تسارعت نبضات قلبها أكثر.
عندما أصبح أمامها عكف طريقه و تجاوزها إلى حصته من السرير.
بعدما تمدد قال.
" تعالي نامي، لديكِ تدريب في الغد"
تنهدت و يدها على قلبها.
ما كان كل هذا الرعب؟!
..............................
رعب بيون بيكهيون يا ست جويل🤓
سلااااااااام
كيف حالكم؟ أيامكم طيبة؟
منظري و أنا أكتب مشهد الفراولة😀
أظن التطورات الجاية حتكون قوية، لهيك خليكم على حماسكم يا رفاق!
البارت القادم بعد 150 فوت و 150 كومنت.
1. رأيكم ببيكهيون؟ التغيير الذي يطرأ عليه؟
٢.رأيكم بجويل و التغيير الذي يطرأ عليها؟( جويل بدأت تتقبل مصيرها، لم تقع في الحب😁)
٣.رأيكم بتايهيونغ؟ هو متعاون مع اوغست دي لإسقاط بيكهيون، هل سينجحوا بفعل ذلك؟
٤.رأيكم بمشهد المستشفى؟ المكتبة ؟ و الفرولة؟ ( بدي فراولة😋)
٥.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love
Коментарі