تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH70|| فوضى
لطالما كنّا على خِلاف مع الحب، لم يُخيَّل يوماً لي و لا لكَ أننا سنكون شريكان فيه، اليوم أنا أتمسك فيك و أنت تدفعني.

أرى أن نظراتك مختلفة مهما أدعيتَ و عاضدت جبروتك فإنك واضح، واضح إنك لا تحقد علي و لا تكرهني لكنك لا تسامحني، تحبني و تكره حبك لي.

أعلم أن غيابي كان ثقيل عليك لكنك تستحق البُعد عقاباً لا لأنك آذيتني مسبقاً فإنني غفرت بل لأنك ما حكّمت قلبك الذي يحبني، كان على عقابك أن يكون من جنس فعلتك و ها أنت عُقِبت.

الآن اغفر كما غفرت، و تعال لنركض على ضفاف شهد من العسل نتغنى في الحب...

لكنك نحرت الفرصة، و نحرت الشعور في مخاضه.

قتلتني من جديد...!

...............

حينما هلّ القمر و هي في الشُرفة تنظر إلى رداء السماء البهيّ مرصع بنجوم كريمة، بينما في محاذاتها تضع فراشاً صغيراً لأجل بيرل، أجلستها عليه و أعطتها بعض من ألعابها كي تلهو بها.

كان السكون على غرار العادة دافئ لا وِحشة فيه، ربما أن تأمل السماء و التفكير بلا شيء يحتاج للهدوء بالفعل.

ذلك الصمت ما كان يكسره سوى صوت بيرل حينما تتغنى مستمتعة بألعابها.

" اما"

إلتفتت جويل إلى صغيرتها حينما نادتها بتلك الكلمة، التي مهما تكررت على مسامعها من فاه جنّتها يبقى لها وقع يغمرها في ألذ المشاعر التي عاشتها، الأمومة.

حملتها على ذراعها و أخذت تلاعبها.

" صغيرة ماما! أتريدين أن نلعب معاً؟!"

حينما أجلستها جويل في حِجرها و أخذت تمسح على رأسها، الطفلة عادت للعب بألعابها من جديد و لكنها همست.

" ابا... ابا"

فغرت جويل فاهها للحظة ثم سُرعان ما انتحبت.

" اووه! أشتقتِ لبابا؟! ألا تملي من اللعب معه؟ أنكِ لا تلعبين معي بقدره، أنا غيورة!"

لكن الطفلة تجاهلت والدتها و استمرت باللهو بألعابها بينما تهمس بِ " أبا أبا " طيلة الوقت.

كان سهلاً على بيكهيون أن يكسب قلب الصغيرة بيرل، لأنه ببساطة منحها ما ينقصها، حنان الأب.

تايهيونغ ما كان حنوناً كفاية، ما سبق و إن لاعبها كثيراً حتى تتعلق به بل كان عطوفاً عليها حسب حالة مزاجه فإما أن يلاعبها قليلاً أو يتجاهلها كثيراً.

و بحسب ما درست؛ فإن الطفل يؤنسه اللعب و من خلال المرح يتعلق على والده و هذا ما جعل بيرل تتعلق ببيكهيون و هي تظنه والدها.

جويل تخشى مواجهة ابنتها في الحقيقة منذ الآن، لكنها أكيدة بأن بيكهيون لن يُنقص من حنانه عليها شيء، فهو يحبها بغض النظر عن نسبها.

و هذا أكثر ما تحبه في شخصيته التي تميل إلى القسوة و الجبروت عادة...

إلتفت جويل تنظر إلى الباب حينما شعرت بأحد ما يفتحه فإما أن تكون فلورا أو بيكهيون بالنظر إلى الوقت الذي ولج منتصف المساء، ابتسمت حينما رأت فلورا تلج من الباب عائدة من جامعتها كما تعلم.

" أهلاً فلورا! كيف كان يومكِ؟!"

رحبت بها بمودة و لكنها لاحظت في الآن أن فلورا مرتبكة، ثقيلة العاهل، و تبدو منهكة جداً، قبضت جويل حاجبيها ثم تحدثت و قد ساور القلق نفسها.

" يبدو أنكِ مرهقة من الدراسة، اذهبي و احصلي على قِسط من الراحة"

تنهدت فلورا ثم تقدمت إلى جويل، لسانها ثقيل، الأخبار التي تحملها لا تسُر، أتت لتجلس بقربها على الأريكة، و نظرت إلى جويل مترددة بين أن تبوح أو تصمت.

إستطاعت أن تدرك جويل أن خلف التوتر الماثل على ملامح وجهها هناك همٌ غاشم على صدرها.

" يبدو أنكِ تريدين قول شيء لي لكنكِ مترددة!"

تنهدت فلورا ثم أومأت، إعتدلت جويل بجلستها و وضعت بيرل بينهما قائلة.

" تحدثي إذن، يبدو أنه أمر عظيم!"

أومأت فلورا و تنهدت من جديد، أمسكت بكفيّ جويل و صعدت بنظراتها إلى وجهها ثم قالت محذرة.

" عديني أولاً أنكِ لن تفقدي رابطة جأشكِ!"

جفّ حلق جويل فجأة، الطريقة التي تتحدث بها فلورا و ملامحها التي تتعاضد بإنكماشها مع نبرتها بصورة مُقلِقة جعلتها تشعر بالخوف قبل أن تعلم عن الأمر شيء.

" تكلمي و سأضبط نفسي!"

رغم شكها في صِحة كلمتها تلك، لكنها أباحت بوعدها كي تزول تلك الغصة من جوف الفتاة أمامها و تتكلم، تخشى أن مكروه أصاب أحد من أحبابها القليلين.

" أخوكِ كيونغسو"

ارتفعت نبضات قلبها بتواتر سريع و بدأت تشعر بصدرها يضيق، همست.

" ما به؟!"

قضمت فلورا شفاهها ثم أغمضت عيناها تجمع ما لديها من جرأة و قالت.

" لقد أُصيب بعيار ناري"

نظرت إلى جويل تراقب إنفعالها لكنها تجمدت فقط، تحركت فلورا أقرب إليها و حاولت جذب إنتباهها من جديد حينما رددت إسمها عدة مرات لكنها لا تستجيب.

" جويل، لقد وعدتني، لا تنهاري و أبقي قوية لأجل أخيكِ و ابنتكِ!"

شعرت فلورا بالسخونة في عينيها حينما ما وصلتها أي إستجابة من المرأة أمامها فتحركت تمسك كتفيها و تهزها.

" جويل! تحدثي! قولي أي شيء، أنت تخفيني بصمتكِ هذا!"

حرّكت جويل بصرها ناحية فلورا و قالت بنبرة خافتة و قد لمعت الدموع في عينيها، ترجو ألا تصيب توقعاتها، و ترجو ألا تكون حالة أخيها بهذا السوء.

" بي.. بيكهيون... بيكهيون، أليس كذلك؟!"

نفت فلورا قائلة.

" لا نعلم بعد من هو الفاعل فلا نملك دليل يدين أحد، كيونغسو في العناية الحثيثة، إصابته خطيرة جداً، إنها في رأسه!"

أقامت جويل عودها و تحركت بإضطراب في مكانها، إنحنت فجأة أرضاً و أخذت تبكي بقوة، لا تصدق أن أخاها بخطر و هي هنا في بيت المشتبه به الأول و الوحيد، وقفت فلورا و اقتربت منها تحاول تهدئتها.

" سيكون بخير، أنه في مشفاكِ و ينال هناك رعاية طبيّة عالية"

تحركت جويل ناحية الباب تتجاهل قول صديقتها إنما تبكي فقط و مست بشأن بيرل التي بكت ذعراً حينما رأت أمها تبكي بهيستيرية.

حاولت فتح باب الشِقة لكنه -بأوامر من بيكهيون- مُقفَل عليهنّ و بضع من رجاله يقفون لحراستهنّ، لجأت إلى ضرب الباب بكفيها و قدميها بكل ما تملك من قوة بينما تصرخ بجنون بالرجال خارجاً و الدموع تتصبب كالحمم على وجنتيها بالفعل.

" أنت!! أخبر رئيسك المجرم أن يفتح لي الباب سريعاً و إلا صرختُ من الشُرفة و أفزعتُ كل الجيران، افتح الباب!"

هرعت فلورا إليها و أخذت تبكي هي الأخرى لرؤية جويل منفعلة إلى هذا الحد و منهُارة، حاولت دفعها بعيداً عن الباب مراراً و تكراراً حتى نجحت و بصعوبة، لتوها تكتشف أن صديقتها يشتد عزمها إن كانت منفعلة بجنون، رغم ذلك فهناك مجنون قد يقتلها جنونه لذا لجأت فلورا بالحديث إليها.

" هذا الرجل مريض، سيأتي ليلحقكِ بأخيكِ إن علم أنكِ بعثتِ له بتهديد و أثرتِ ضجّة في مكانه، إنكِ أعز من يعرفه لذا أرجوكِ إهدأي قليلاً و دعينا نصل إلى حل بروية، لا تنسي بيرل"

تفلتت جويل من تشبث فلورا بها و صاحت في وجهها مُنهارة و الدمع يتصبب من عينيها، فهي تحتاج أن تفشي عمّا تشعر به من ويل و حسرة في هذه اللحظات البائسة من فصل حياتها البائس الذي لا ينتهي.

" عن أي هدوء تتكلمين؟! ألا تدركين ما الذي حدث؟! الرجل الذي سأتزوجه من جديد حاول قتل أخي إن لم يكن قد قتله بالفعل، و أنتِ تخبريني أن أهدأ! ألا تعلمين معنى هذا؟! حينما قررتُ أن أمنحه ثقتي و فرصة مني أجتباها ليكسرني أكثر، إنه لا يتغير!"

ضربت بقدمها قطع الأثاث القريبة لتسقط و تنكسر بعضها بينما تصرخ بجنون و تنتحب.

" أخي دي او! أنا من دفعته عني و قاطعته لأنه فعل ما فُعِل بي، لقد قاطعته لأجل أخته، قاطعته و نفيته عني، لم أكتفي بذلك بل تبرأتُ منه و عزمتُ ألا أراه مجدداً حتى يصلح ما فعله، و الآن أخي قد يموت و نحن على خِصام، أخي ما زال صغيراً على أن يموت، ما زال صغيراً و أنا بحاجته، لا أستطيع أن أخسره، لستُ مستعدة و لن أستعد أبداً!"

إنهارت أرضاً تبكي بجنون و تحتضن نفسها ضِد الباب فجثت فلورا بجانبها و واستها بحُضنها و تربيتاتها، لكنها لم تهدأ و لن تهدأ قريباً.

.........................

بعد أن اجتمعت العائلة على طاولة العشاء اجتمعوا في حديقة القصر يتسامرون و يتناولون أطراف الحديث، لكن بيكهيون انسحب من مجلسهم و أخذ معه ملاكه الجميل.

دخل بها جناحه ثم وضعها أرضاً فوق جلستها التي وضِعَت حديثاً في جناحه، تقدم إلى البار ليصب لنفسه كأساً كما أعتاد و لكنه توقف حينما كاد الكأس أن يمس شفتيه و نظر إلى طفلته الصغيرة أرضاً.

رغك أنها مشغولة عنه بألعابها إلا أنه شعر بها تلومه بلا كلمات أو أن دخولها في حياته تسبب بحساسيته المفرطة هذه فحسب، تنهد و وضع الكأس جانباً ثم عاد إليها خالي الوِفاض بينما يخلع قميصه متنهداً، سيتخلى عن إحدى طقوسه المسائية لأجلها.

آتى ببعض من أقلام التخطيط و المخطط الذي يعمل عليه ثم جلس أرضاً قُربها، حينما شعرت به جيني قريباً رفعت رأسها لتنظر إليه بعينيها البرّاقتين، و حينما تبسم في وجهها تبسمت.

ضحك بخفة للطافتها و داعب وجنتيها بسبابته يتفوه بكلمات لا معنى لها، إنه فقط يلاعبها بظرافته المُعتادة معها وحدها.

" ابنتي الحلوة!"

بعد فينة تنهد بينما ينظر لها و إزدرأ جوفه، ذلك الشعور الذي يجعله يرغب في إحتضانها بشدة و تقبيلها حتى الأمد يراوده، و بشدة يقاومه كي لا يؤذيها، يحبها كثيراً كما لم يحب من قبل.

ماذا لو أخذ يقبلها كما يريد؟!
ستبكي و سيكون ذلك محزناً لأنه أبكاها.

لكن بالنظر إليها إنها لا تُقاوم، فلقد ألبستها والدته فُستان على شكل حبة فراولة و وضعت على رأسها قُبعة على شكل قِمة الفراولة الخضراء، إنها تبدو كحبة فراولة ضخمة حيّة، و هو يعشق جيني و يعشق الفراولة، فماذا لو اجتمعا معاً؟!

سيموت بجرعة مفرطة من الحلاوة بالتأكيد!

رفع أقلامه قريباً منها و قال.

" اسمعي يا فتاة، منذ اليوم ممنوع أن ترتدي زي الفراولة هذا، تبدين شهية للأكل و أرغب بشدة بوضعكِ بمعدتي، سأشتري لكِ زي على شكل الخيّار حتى لا أحبكِ كثيراً، أتفهمين؟!"

إتسعت عينا الصغيرة بينما تنظر إليه يحدثها و كأنها تفهمه، فظنت أنه يداعبها لذا ضحكت ضحكة خافتة، استند بذقنه على كفه و تحدث متنهداً.

" بلا شك أنني سأحب الخيار إن إرتديتِ زيً على شكله، ما الحل مع حلاوتكِ إذن؟!"

كانت تنظر إليه بجهل مما يقول، و لكنها تبتسم رغم ذلك و تصدر أصواتاً تدل على مرحها، تنهد محموماً في حبها و قال.

" بسببكِ يا آنسة بابا لا يتوجه إلى عمله و قد تراكمت عليه الأعمال، لذا انصرفي عني و ألعبي بألاعبكِ حتى يتم بابا المهندس عمله"

على عكس ما قال حَبَت الصغيرة على مؤخرتها إليه، و حينما رآها تفعل ذلك اتسعت عينيه مُكذباً ما يرى، و بما أنها لا تنفك عن التقدم إليه حبواً على مؤخرتها تمدد أرضاً يضحك بقوة.

جيني المشاكسة أخذت تضحك على ضحكات والدها و استمرت في الزحف إليه مستعينة بمؤخرتها حتى وصلت، تسلقته بصعوبة و قد عاونها أبوها لتجلس على صدره.

" تزحفين على مؤخرتكِ؟! ذلك مضحك حقاً!"

أخذ يضحك بخفوت و هي تضحك كلما فرّت من فاهه ضحكة، حملها بين يديه و ناوش أنفها بأنفه يلاعبها.

" أميرة بابا، حبيبة بابا، صغيرة بابا، حياة بابا، أنتِ كل شيء يملكه بابا، يحبكِ بابا"

حينما ترددت الكلمة على مسامع جيني عِدة مرات في ذات الآن؛ حاولت قولها بعد محاولات فاشلة عديد.

" با"

إتسعت عينيه مجدداً لِما تفوهت به طفلته للتو، قعد أرضاً سريعاً و أجلسها على قدمه جعلها تضحك لسرعة حركته في القعود، تحدث متطلعاً و مشاعره قد فاضت بالفعل.

" قولي بابا مجدداً"

أخذت الصغيرة تلعب بشفتا أبيها المنفرجة بسبابتها بينما تكرر من خلفه.

" با... با"

حلقا حاجبيه معاً، و بفرح جنوني أخذ يداعبها و يقبلها بقوة، و على صوت ضحكاتها أتت والدته باسمة الشفتين فلقد ترك بيكهيون الباب مفتوحاً.

" ما الذي يحدث بيكهيون؟!"

صاح بيكهيون بسعادة و الإبتسامة تملئ شدقيه.

" لقد قالت لي بابا!"

قهقهت السيدة بخفة و تقدمت إلى قعر الجناح لتجثو قرب إبنها و ابنته، أخذت تربت على ظهره و قالت بإبتسامة.

" أرى الدموع قد تعاضدت في عينيك، أستبكي لكثرة الفرح؟!"

تجمد لوهلة ثم نفى برأسه و مسح عينيه بكُم قميصه  قائلاً.

" أنا أبكي؟! محال! أمي لا تبالغي!"

تكتمتت عن الرد على إنكاره الضعيف هذا، إنه بالفعل يكاد يبكي فرحاً و لكن لأنه بيكهيون لن يعترف بذلك لنفسه أبداً، حمل جيني التي تترقب منه أن يلاعبها مجدداً و وضعها على قدمه ثم قال لها بحزم.

" يكفي ضحك، تأدبي!"

كشّرت الفتاة حاجبيها حينما شعرت بأنه يوبخها فكادت أن تبكي لولا أنه احتضنها إلى صدره سريعاً و أخذ يربت على ظهرها.

و بينما بيكهيون غارقاً في حلاوة جيني و لذة الشعور البِكر الذي منحته أياه؛ أتاه إتصال من إحدى رجاله الذي يوكلهم بحراسة شقته.

" عذراً سيدي على إزعاجك، و لكن السيدة بيون تريد أن تخرج، تبدو غاضبة جداً"

إرتفعا شدقيّ بيكهيون على شاكلة إبتسامة حاقدة، بالتأكيد قد علمت ما حدث لأخيها العزيز و هي الآن ثائرة لرؤيته و بلا حاجة لإثبات تعلم أنه الفاعل، ما كان ليمرر فعلته بنانسي بلا ثمن حتى لو كان هو البادئ الأظلم.

حينما نظرت إليه أمه بفضول أعطى ابنته لعبتها مبتسماً، و ادعى أن لا ريبة فيما يحصل.

" افتحه"

أغلق الخط و عاد لملاعبة جيني التي لم تنفك عن الضحك معه لكن السيدة لم يمر عليها أمر المكالمة خصوصاً بسبب ضحكته المريبة و جوابه المختصر على الهاتف، إنها تعرف ابنها جيداً، السجن لا يتوّبه عن أخطاءه.

" بيكهيون، ألن تخبرني ماذا تفعل الآن؟"

إلتفت إليها بيكهيون و أجاب متجاهلاً.

" ألاعب جيني!"

تنهدت و ثم إلتزمت الصمت، إنها تعلم جيداً أنها لن تأتي بنتيجة معه مهما ضغطت عليه فهو ابنها ذو القلب الحديدي و الرأس اليابس، ترجو ألا يتسبب في سجن نفسه مجدداً على الأقل.

.............

راحت تركض في ممرات المستشفى إلى قسم العناية الحثيثة و رغم أنها ما مارست عملها منذ زمن طويل إلا أنهم تعرفوا عليها.

اقتحمت قسم العناية و راحت تنظر في الغرف بحثاً عنه حتى توقفت حينما رأت والديها قُرب إحدى الأبواب فركضت إليهما.

" كيف حال دي او؟!"

ما إن وقفت جويل أمام والديها حتى سقطت على وجهها صفعة أليمة من يد والدها جعلتها ترتد بخطوات متبعثرة إلى الخلف و عيناها متوسعة.

" هل أنتِ سعيدة الآن؟ قاطعتِ أخاكِ لأجل رجلاً قطعتِ وصالكِ مع الحياة بسببه، و عدتِ إلى حضنه و تركتِ رجلاً يحبك بحق و تخلى عن أهله لأجلك، عدتِ إلى رجل ما اكتفى بإغتصابكِ و حسب بل فضحكِ بين الناس و جعلكِ عاهرة في عيونهم، جعلكِ خاسئة البصر منكوس رأسكِ، و الآن تعودي إليه! لا أفهم كيف تعودين!"

أدمعت عيناها تتمسك بوجنتها التي تنبض بالحرارة لكنها ما تحدثت إلى أبيها و لا جادلته في قولها، ليس لأنها لا ترغب في قول شيء، إنما هي تعلم أنه محق و أنها سارت للجلاد بقدميها هذه المرة و كأنها سلمته ظهرها و مسّكته السوط.

مسحت دموعها بظاهر يدها و دخلت إلى قعر الغرفة، حينما رأت دي او ممدداً على سرير الإستطباب مُحاط بأجهزة طبية كثيرة و يحيط رأسه لُفافة شاش ثقيلة؛ إنهارت أرضاً بالقرب من سريره و بكت.

" أخي، هل كنتُ أنا السبب فعلاً؟! هل هو حقاً من أصابك بالنار؟! لماذا يحدث معنا كل هذا؟! كلما تفككت عُقدنا من ناحية تلاحمت من ناحية أخرى، و كأن لهذه الدوامة لا نهاية"

إتكأت بجبينها على حافة السرير و تمسكت بيده القريبة منها، دي او ثمينٌ جداً، أكثر ما تندم عليه الآن أنها حَلَّت الوثاق الوطيد الذي كان بينهما و أكثر ما تخشاه الآن أن تخسره، فخسارته لن تكون عادية و هم على خِصام.

فُتِح الباب عليها بصحبة أخيها النائم فرفعت رأسها، إنهم بعض من زملائها الأطباء، وقفت سريعاً و اقتربت إليهم تقول.

" كيف هو وضعه و ما مدى خطورة حالته؟!"

ربتَّ زميلها على كتفها و قال.

" في الحقيقة، إن وضعه ليس بذلك السوء لكن إصابته حساسة، لقد ضُرب برصاصة في رأسه و لكن يبدو أن الذي أطلق عليه أحد محترف كما أن الطلقة ضُرِبَت عن بُعد معدوم، الطلقة ما أصابت جمجمته إنما خدشت جلده، ستترك أثر دائم لكنه ليس معرض للخطورة و هذا أهم كما تعلمين"

أي أن الرصاصة مرّت برأسه و لم تستقر فيه، و بالحديث عن الإحتراف فلا محترف معروف في وسطها سواه، هذه فعلة بيون بيكهيون بلا شك.

جلست أرضاً قُرب السرير من جديد بعد أن غادروا الأطباء و قررت أن تبقى بصُحبة أخيها حتى يستفيق و يخمد خوفها عليه.

حينما حلّ الصباح التالي، كانت جويل على جلستها تراقب وضعه، لم يستيقظ لكن وضعه مستقر.

تنهدت بسبب الصداع القوي الذي سامرها طوال سهرتها عليه، أخذت تدعك صدغيها تحاول تشتيت الألم، لكنه لا يزول فخرجت لتحصل على بعض المسكنات و تعود.

ذهبت إلى حيث كان مكتبها و لا تظن أنه ما زال شاغراً لها حتى الآن، لذا حينما وصلته طرقت الباب تحسُباً، و حينما لم يستجب أحد دخلت.

نظرت ناحية المكتب فوجدت أن اسمها ما زال موضوعاً عليه، ربما ذلك ما يعنيه أن تكون مالك المستشفى.

تناولت من الدرج بعض المُسكِنات و ارتدت زيها الطبي، حينما طرق أحد بابها أذِنت له بالدخول فكان أحد زملائها الذكور.

" عذراً جويل، الرئيس قد علم أنكِ أتيتِ و يطلب حضوركِ لمكتبه."

حان وقت التوبيخ، أومأت لزميلها مستثقلة أن تجيب الرئيس، و حينما خرج تنهدت ببؤس، ستنال توبيخ حار و ربما يطردها حتى.

وضعت شارة العمل في عنقها و خرجت إلى مكتب الرئيس، طرقته و حينما سمعته يأذن لها بالدخول دخلت.

إنحنت إليه حينما رأته يجلس خلف مكتبه.

" مرحباً أستاذي"

أومئ لها الرجل مرتبكاً، و لكنها سمعت صوت ضحكات خافتة صدرت من قعر الغرفة فتلفتت حولها سريعاً تنظر في الغرفة.

إنه هو، هذه صوت ضحكات بيكهيون بلا شك...!

إلتفتت خلفها فوجدته يقف مُتكئً على إطار الباب و يعاضد ذراعيه ضد صدره، راقص حاجبيه و اتسعت إبتسامته حينما رأى الخوف يزحف إلى وجهها.

نظر في عينيها المتعبتين بسخرية و و أمر الطبيب من خلفها.

" اخرج!"

نهض الطبيب ليخرج، و حينما خلى المكتب إلا منهما تقدم إليها بخطوات متباطئة.

" كيف حال أخوكِ؟ هل هو بخير؟"

قضمت شفاهها تحاول كتم الغصة في جوفها و حبس الدموع في عينيها، كمشت أصابعها إلى راحة يدها بينما تنظر إليه بسخط.

ما كانت تتوقع منه أن يفعل فعلاً شنيعاً كهذا بأخيها، خصوصاً أن دي او رد فعلته بجنسها، الأهم أنه عرض عليها أن تعود إليه و لم يجبرها، تَلَمَّسَ أنها تمنحه فرصة ليكونا معاً من جديد، لكنه سرعان ما رفسها بقدمه بلا إهتمام.

وقف أمامها و همهم ينتظر منها أن تجيبه على سؤاله الذي تعتقد أنه على الأرجح لا يريد له جواباً إنما ليفتق جروحاً فحسب.

تلك اليد التي تكمشها تحفزت لترفعها منبسطة و تسقطها على وجنته بقسوة، تجاوزت عن كل خوفها منه و صفعته لأنه يستحق و لأنها أخيراً تحتاج أن تعبر عن غضبها منه.

إتسعت عيناه حينما مال وجهه إلى شاكلة الصفعة و ما توقع يوماً أنها ستفعل شيئاً كهذا يوماً و هي تدرك جداً كم أنه معتوهاً حيننا يغضب.

ما كان يُسمع إلا هدير أنفاسها، أما بيكهيون فانتفخت أوداجه غضباً و برزا فكيه لكثرة ما ضغط على أسنانه، إنه لشدة غضبه يستطيع أني فعل اي شيء ينتهي بها ميتة عند قدميه، لكنها ما أبهت بل تحدثت بلسان موبخ لائم.

" طُغيانك تجاوز حدوده كثيراً و ما عاد هناك ما يُصلَح بيننا أبداً، لا تتوقع أنني سأتزوج منك بعد أن حاولت قتل أخي، أنت طاغية و كثيراً ما تكون جاهلاً إذ أنك تظن أن الجميع سيبقى بصفك مهما فعلت، أنا لن أرضخ لك بعد الآن، و الآن أنا أرفض عرضك، لي حياتي و لكَ حياتك بعيداً عني!!"

رفع بصره ناحيتها و اهتزت من داخلها حينما رمقها بعينيه الحقودتين، لكنها حاولت أن تثبت قدمها ضد عواصف جبروته، إنه جبّار و لكنها مجروحة.

" حاولتُ قتله؟! أنا لا أقتل، أنا أعذب، يبدو أنكِ أنتِ الجاهلة بسياستي."

انكمشت ملامحها بأستياء أكبر، إذن هو لم ينوي قتل أخاها بل إهانته فحسب، اقترب منها خطوة و بانت إبتسامته من فوق نواجذه المشدودة.

" لا ينفع أن ترفضي عرضي و قد سبق و إن وافقتِ عليه، و لكن على عكس ما تظنين أنا لن أتمسك بكِ، اذهبي و افعلي ما تشائين و أنا سأترككِ هذه المرة و للأبد، اذهبي!"

و قبل أن يتركها تفهم ما قاله أسقط على وجنتها صفعة قاسية جعلتها تسقط أرضاً، تمسكت بوجنتها التي تحرقها و رفعت بصرها إليه و قد لمعت الدموع في عينيها من جديد.

آتى هو إليها ثم جلس القرفصاء أمامه ليمسح بإبهامه على وجنته التي صفعتها لتوها و قال.

" لكن لا تنسيني عزيزتي، تذكري دوماً أنني أرد الصاع باثنين"

تأهبت حينما أنهى قوله للإنسحاب سريعاً فهي تعلم ماذا سيحدث بعد ذلك، لكنه أمسك بعضدها و سحبها إليه و بيده الثانية صفعها مرة أخرى لتسقط من جديد، لكنها صرخت هذه المرة و أخذت تبكي.

وقف يعدل سترته بينما يرمقها بفوقية ثم عبر من فوقها و حينما وصل قرابة الباب قال.

" أين تركتِ ابنتكِ؟"

تبسم حينما رفعت رأسها و شهقت، وقتها ضحك ساخراً و خرج، ابنتها مع فلورا و فلورا في شِقته، لكنه قال للتو أنه لن يتمسك بها!




..................





سمعت كلام الحرس حينما كانت تتصنت عليهم قُرب الباب، و علمت أن بيكهيون أمر بإحتجازها هي و الطفلة بالداخل و منع جويل من أخذ إبنتها.

فما كان من فلورا إلا أن تفكر بطريقة لتهرب بها من هنا و تعيد الطفلة الصغيرة إلى أمها، جهزت كل شيء و سارت بحذر حيث تركت بيرل محاصرة بين الوسائد كي لا تحبو.

احتضنت الطفلة إلى صدرها و من ثم وقفت قُرب الباب، تنفست فلورا بعمق شديد و من ثم صرخت بأعلى ما تستطيع.

" ساعدوني، النار إندلعت بالشِقة!"

فتح الحرس باب الشِقة على وسعه و تدافعوا ليدخلوا و يلبّوا نداء فلورا من الداخل إلا أنهم  وقعوا جميعهم أرضاً وقعة واحدة بفعل الصابون الكثيف الذي وضعته على الرخام لدرجة جعلتهم ينزلقون كلما تحركوا.

خرجت سريعاً من الشِقة و أخذت المصعد إلى الأسفل، وضعت على رأسها منديل و لفّت بيرل بلفافة كي يصعب على الحرس في الأسفل التعرف عليها.

أخرجت من جيبها مُفرقعة إبتاعتها قبل أن تأتي فكانت تتوقع أن يفعل بيكهيون شيء كهذا، أشعلتها و رمت بها أسفل أقدام الحرس، و حينما أخذت تتفرقع من أسفل أقدامهم كانوا يقفزون في مكانهم بهلع، استغلت إنشغالهم و هربت بلا أن يلاحظوها.

أخذت سيارة أجرة و انطلقت، تنهدت بعدما أجلست بيرل في حضنها، أخذت تمسح دموع بيرل و تقبلها بينما تعتذر، فالصغيرة فزعت بسبب كل هذه الأصوات.

" آسفة صغيرتي، كان علي فعل ذلك!"

ما كان لها مكاناً تذهب إليه في سيؤول فهي لا تعرف أحد سِوى جويل لذا قررت أن تذهب إلى قصر عائلتها بما أن الوقت متأخر على الذهاب إلى مزرعة أخيها في المحافظة المجاورة.

نزلت من السيارة قُرب بوابة القصر و حينما قررت الدخول إستوقفتها يد وضِعت على كتفها فالتفتت مفزوعة.

" كريس!"

نبست باسمه مدهوشة حينما ميّزته، أمسك بذراعها و سحبها ساخطاً دون قول شيء، حاولت التثبت في مكانها لكنه يتنزعها كلما تثبتت، و بما أنها تحمل بيرل على يدها فلا تستطيع مقاومته جيداً.

" أنتِ جريئة و جراءتكِ ليست بمحلها، الآن ستعودين معي إلى الشِقة و سننسى ما فعلتِه قبل أن يصل الأمر إلى الرئيس"

فتح باب السيارة لها و لكنها ما صعدت فأشار لها بعينيه أن تفعل، و بما أنها تعصيه تنهد مستاءً، حينها قالت.

" الرئيس، الرئيس، الرئيس! ألا تمل؟! حسناً، لقد فهمت أنك وفي جداً له، لكنك مثله أيضاً لا تميز بين ما هو صحيح و بين ما هو خاطئ؟ أترى تفريق طفلة عن أمها أمرٌ محمود لتطيع رئيسك عليه؟ أم أنك بلا وجدان و ضمير مثله؟!"

قبض حاجبيه مستاءً من إتهاماتها رغم أنها صحيحة، لكنه لطالما أطاع الرئيس في كل شيء، لقد فعل ما هو أسوء من تفريق أم عن ابنتها، لقد سبق و إن قتل و اختطف حتى.

تجاهل قولها و تثبت على رأيه قائلاً.

" اصعدي الآن و لا تتفوهي بكلام يفوقكِ و أنتِ لا تعلمين من أنا جيداً"

أومأت إليه ساخرة و علقت.

" نعم، أعلم أنك مجرد كلب وفيّ له، و الكلب لا يسمع سوى للأوامر و ينفذها مهما كانت"

نظر إليها مدهوشاً و غاضباً في ذات الآن لما قالته، ضرب باب السيارة بقوة فإزدرئت جوفها بشيء من التوتر لكنها بقيت قوية أمامه.

تقدم إليها ثم أمسك بذراعها بخشونة جعل ملامحها تتعاضد بألم.

" لو أنكِ رجلاً لكنتِ أرضاً بدمائكِ"

دفعها ناحية السيارة بخفة قائلاً.

" الآن اركبي و سأتغاضى عمّا قلتِه"

قضمت شفاهها و أشاحت ببصرها عنه، إنها تكاد تبكي، و لكنها ما سمحت لأحد يوماً أن يرى دموعها، و لن تسمح له أيضاً رغم أنها مجنونة في حبه سِراً، نظرت إليه بعدما شتت الضعف الذي تَسرّب إلى نفسها ثم قالت.

" ألستَ مديوناً لأم الطفلة على ذراعي بالكثير؟ ألستَ شريكاً في جريمة لم و لن تُعاقب عليها؟ أدرك أن ذلك الهمجي بالنسبة لك أغلى من دمك، و لكن فكر بنفسك لمرة واحدة و افعل ما يُملي عليه ضميرك، هذه الطفلة بحاجة إلى أمها و أمها بحاجتها و أنا حاول جمعهما فحسب، هذه ليست جريمة كي تتغاضى أو لا تتغاضى عنها"

ترك يدها بعد فينة من الصمت و التفكير و تنهد، أومئ و أشار لها أن تذهب فابتسمت، أخيراً نجحت في إمالته ناحيتها، ناحية الحق حتى لو اعترض طريق رئيسه، عليه أن يتوقف عن كونه مجرد تابع، عليه أن يجد طريقه أيضاً.

احتضنت بيرل إلى صدرها و ابتسمت إبتسامة واسعة.

" سأذهب"

أومئ إليها مجدداً و قال.

" اذهبي قبل أن أبدل رأيي"

أومأت و سارت خطوتين بعيداً عنه، توقفت فجأة و ابتسمت بخجل بينما تفكر، عادت إليه و خطفت من شفاهه قبلة بينما هو مشغولاً بحمايتها بعينيه.

اتسعت عيناه مدهوشاً و راح ينظر إليها، تلك الإبتسامة التي على شفتيها فاتنة، قضمت شفاهها بحرج و انسحبت تهرول بعيداً عنه.

إزدرئ جوفه و إتكئ على سيارته من خلفه بينما يتحسس عنقه بحرج، إنه يجرب هذا الشيء لأول مرة، لم يسبق لإمرأة أن دخلت حياته، لم يسبق له أن كانت إمرأة قريبة منه حتى هذا الحد.

فلورا كانت خجول بينما تهرب حتى البوابة، دخلت و لاحظت أن لا حرس يحومون قرب أسوار المنزل، ساور الخوف نفسها و لكنها تجاوزت عن شعورها و تقدمت للداخل.

طرقت الباب ففتحت لها إمرأة شابة، أدركت أنها إحدى الخادمات من ثيابها.

" مرحباً، هل السيدة جويل أو السيدة دو هنا؟!"

أومأت الفتاة و ابتسمت.

" السيدة دو هنا، تفضلي"

دخلت فلورا تحمل بيرل و تقدمت ناحية صالة الجلوس بتوجيهات من الخادمة، رأت ثلاثة أشخاص، منهم إمرأة خمنت أنها السيدة دو و رجل يمنحها ظهره و رجل كهِل.

إنحنت إليهم و قالت.

" مرحباً، أنا كيم فلورا، صديقة جويل."

وقف الرجل الذي كان يمنحها ظهرها و إلتفت إليها فشهقت بخفوت و هو ابتسم.

" مرحباً صديقة زوجتي!"



.....................



وقفت جويل قُرب الحائط الزجاجي الذي يكشف دي او من الداخل و يديها في جيوب مأزرها، تنهدت بينما تنظر إليه.

إنها تعتبر نفسها كالوباء فما بقي أحد سليم من ضررها أبداً، إبنتها المُشتتة، زواجها الفاشل، حياتها الفوضوية و كل ذلك انعكس عمّن هم حولها.

دي او الذي يرقد على السرير الآن، والدها الذي خسر منصبه، تايهيونغ الذي أصبح رجلاً آخر، و ابنتها التي ضاعت بلا أن تدرك.

ماذا لو ماتت في النهر آنذاك؟!
لكان خيراً لها و لكل من هم حولها.

خرجت من شرودها بعد فينة حينما رأت دي او يفتح عينيه فهرعت إلى الداخل.

" دي او، أتسمعني؟!"

كان يفتح عينيه و يغلقها بتواتر، ما زال فقيراً أمام الوعي فلجأت إلى فحص مؤشراته الحيوية، و حينما بان لها أن كل شيء بخير تحدثت إليه.

" دي او، إن كنتَ تسمعني أغمض عينيك و افتحهما من جديد"

أغمض عينيه و فتحهما فابتسمت لتقول.

" لا تقلق، شعورك بالثقل الشديد يعود للمخدر القوي، ستعود لك قدراتك الحيوية بعد فينة"

أغمض عينيه لتنساب دمعة، أمسكت هي بيده و جلست بجانبه و قد إستدعت فريق الأطباء عبر زِر النداء.

أكدوا لها المختصين أنه بخير حينما أتوا و فحصوه و تريثت في الخارج حتى نقلوه إلى غرفة عادية.

جلست بجانبه و تبسمت بارتياح، دي او بخير و بيرل بآمان مع فلورا، لا تريد شيئاً سوى ذلك.

حينما استعاد وعيه مجدداً نظر إليها و ابتسم قائلاً.

" أراكِ قد تخليتِ عن إضرابكِ عني و عدتِ إليّ، أنا شاكراً لذلك المجرم"

وضعت يديها على وجهها و أخذت تبكي بقوة بعدما انهى حديثه، لقد إنهارت مرة واحدة و حقيقة هي لا تقدر على تحمل المزيد.

" أنا آسفة بحق، أنا آسفة!"

أمسك بيدها من ثم قال.

" لا شيء يوجب عليكِ الإعتذار، إنني أفهمك."

رفعت رأسها إليه مجدداً و قالت.

" بلى أنا مُخطِئة، أنا السبب، لو أنني فقط بقيتُ معه منذ البداية و استسلمتُ له لما حدثت كل تلك الفوضى"

شحذ بعض من قوته ليصرفها على يدها و قال.

" لستِ كذلك، كنتُ سأفعل ذات الشيء حتى لو بقيتِ معه، ما كان وجودكِ معه ليمنعني، إنما أنا أردتُ أخذ حقكِ كما أخذه منكِ، لربما أنتِ محقة أنني أخطأتُ حينما ورطت فتاة لا شأن لها بإنتقامي منه، لكن لا شيء لأصلحه، أنا لن أقبل بأخت عدوي أبداً حتى لو كنتِ معه"

تنهدت ثم قالت.

" أعلم ذلك، و ما أظن أن لك فرصة معها حتى لو أردت ذلك، فيبدو لي أنه اختار لها مستقبلها الخاص، لكن أنا..."

صمتت بلا تكملة و قضمت شفاهها ليقبض حاجبيه قائلاً.

" أنتِ ماذا؟!"

مسحت دموعها بظاهر يدها و قالت.

" لقد تخليتُ عن تايهيونغ و بيكهيون تنحى عن طريقي، لكنني لا أضمن كلاهما، علي فعل شيء لأهرب منهما فأنا بحوزتي ابنتي"

أومئ متفهماً و قال.

" لا عليكِ، سأساعدكِ في ذلك، أرى أن افضل حل أن تبتعدي عن هنا، خذي ابنتكِ و سافري"

" إلى أين؟!"

" إلى مكان لن يتوقعوا وجودكِ فيه، دول آسيا الشقيقة متوقعة، اوروبا متوقعة، أمريكا و استراليا أيضاً، المغرب، إنها خيار آمن، نفوذ تايهيونغ لم يصل إلى هناك."

صمتت لفينة تفكر ثم أومأت موافقة، لن يتوقع أحد أنها هناك و دي او بارع بإخفاء سجلات الطيران.

" حسناً إذن مواففة"

أومئ إليها و أشدد على يدها قائلاً.

" إذن هيا انهضي و اذهبي ما دامت الشمس مشرقة و الشوارع تضج بالحياة، خذي ابنتكِ و ابقي في قصرنا حتى أبلغكِ عن موعد الرحلة، أخشى عليك من مكروه يصيبكِ و أنتِ لدي و لا تقلقي بشأني، سآتي فور أن أصح."

نهضت على قدميها و عانقته بلطف قائلة.

" شكراً لكَ أخي، ما تخليتَ عني رغم أنني فعلت"

ربتَّ على ظهرها و حينما أنهت قولها ضربها على رأسها لائماً.

" توقفي عن التفوه بالترهات"

ضحكت بخفة على كتفه ثم قبلت وجنته و انسحبت.

عادت إلى القصر بأمان دون أن يعترض طريقها أحد، حتى وصلت القصر تجاوزت أسواره إلى الداخل متنهدة، لقد سحبت الحكومة إمدادتها من الحرس و ها قد أصبح القصر خاوياً منهم.

إستقبلتها الخادمة و حينما دخلت وجدت أمها و أبيها و فلورا جالسين، ألقت التحية و اقتربت ناحية فلورا لتحتضنها لأنها ساعدتها لإخراج ابنتها من الشقة.

شدّت فلورا بعناقها و همست في أذن جويل قبل أن تبتعد.

" خذي ابنتك و اهربي!"

إبتعدت عن فلورا و قد نبض قلبها بعنف، ربما بيكهيون هنا، إنحنت لتتناول ابنتها من على الأرض لكن يد سبقتها و حملتها.

حينما إلتفتت إتسعت عيناها و هو ابتسم قائلاً.

" مرحباً زوجتي"

إزدرئت جوفها بينما تنظر في أمها و أبيها و يبدو أنهما متخذين صفه فهما يبدوان مرتاحين جداً لوجوده هنا.

" ماذا تفعل هنا؟!"

رفع يده لتغمض عينيها سريعاً و قد نشزا كتفيها و حينما سار بأطراف أصابعه على وجنتها همس.

" أستعيد عائلتي"

جذبها إليها حتى صارت أسفل ذراعه قالت.

" لكنني لا أريد العودة إليك تايهيونغ، أخبرتك أن حياتنا معاً منتهية!"

تبسم إليها إبتسامة بدت غامضة و غريبة لأول مرة لا تفهم ما المقصد خلف إبتسامته الغريبة و نظراته المريبة.

" و أنا اتيتُ لأعيد زوجتي إلى وعيها، افهم أنني أخطأتُ بحقكِ لكنني استحق فرصة جديدة معكِ، أنا أولى منه، أليس كذلك؟!"

أشاحت ببصرها عنه و تنفست، نعم أولى،ني٥ ي٢٤ لكنك ما عدتَ كما كنت، و لن تعود.

إجتذبها من ذراعها لتسير معه و بيده الأخرى كان يحمل ابنته.

إلتفتت ناحية فلورا و قالت فزِعة.

" فلورا! ماذا عن فلورا؟! دعها تذهب؟!"

قال بينما يسحبها رغماً عن مقاومتها.

" لا تقلقي بشأنها، ستعود فور أن تخرجي معي"

سحبها رغماً عنها حتى السيارة و حينما ركبت في سيارته الفخمة في الخلف أشار للسائق عبر الهاتف أن يتحرك فهذه سيارة فخمة.

" إلى أين؟!"

ما نظر لها إنما أجابها بينما ينظر إلى بيرل الجالسة على قدمه.

" إلى منزلنا"

قضمت شفاهها بأستياء بينما تنظر إلى بيرل، ها قد تورطت من جديد مع تايهيونغ، و بالتأكيد خطة دي او لن تتم في ظل هذه الظروف.

بيرل كانت جالسة على قدم أبيها و تنظر إلى وجهه بعينيها اللامعتين، تبسم حينما لاحظ أنها لا تزحزح بصرها عنه.

مرر يده على رأسه بلطف و هي همست.

" أبا!"

ضحك بخفة و أومئ إليها ليحملها من أسفل ذراعيها و يقبل وجنتها.

" نعم، بابا صار هنا و لن تفترقي عنه أبداً"

قبَّلها من جديد ثم جعلها تجلس في حِجره و رأسها على صدره بينما يربت عليها بلطف كي تنام فهي تبدو نَعِسة.

جلب سترته التي على الكرسي المقابل و وضعها عليها، ثم آتى بماصّة قد شراها لها في طريقه إلى هنا و وضعها في فمها كي تغط في نوم عميق.

كان دافئاً كفاية بالنسبة لبيرل كي تنام بعمق، و هي في عمر صغير كهذا يتعذر عليها التفريق بين كلا الأبوين، تايهيونغ و بيكهيون.

بيرل نامت في حضن تايهيونغ سريعاً، و في حضن بيكهيون كثيراً ما تكون صاخبة و مشاكسة جداً.

" ظننت أنك تعلم حينما وافقت على الطلاق أننا لا نصلح معاً بعد الآن"

إلتفت إليها أخيراً و قال.

" لا للطلاق شأن بنواياي، أنا سايرتكِ فقط حتى أرى إلى أين ستذهبين، و كما يجيد بيون بيكهيون تزوير الوثائق، أجيد تزويرها، ما وضعت توقيعي عليها، إنما توقيعاً مستنسخاً"

حينما وجدها قد صمتت عن الرد لكبر الصدمة قال.

" استسلمي لي أفضل لكِ فمصيركِ معي و لي أنا و اعتبريها كما شئتِ، حب، تملك، أياً كان"




...............................



سلاااااااااام

* تتحاشى البندورة التي تقذف ناحيتها*

كيف حالكم؟! كم لبثنا؟!
ما اتذكر انو سبق و أتأخرت مثل هاي المرة، ما رح أتعذر بس أكيد هذا الشي ما رح يتكرر.

كنت حكيت أنو في مفاجئة بس غيرت رأيي، ما رح أحكي شو هي، خليها تصدمكم لاحقاً.

أحداث هذا البارت ساخن على عكس الفصل الفائت، حقيقة أنا ما بلف و بدور بنفس الدائرة بلا هدف، أنا عندي ثلاثة أهداف رح تكتشفوهم بوقتهم.

الرواية لسة طويلة، سبق و قلت ممكن توصل لمية بارت فلا تستعجلوا على شي، استمتعوا باللحظة فقط.

هذا الجزء رح يكون طويل و مليان أحداث و قصص و مفاجآت.

البارت القادم بعد 200 فوت و 200 كومنت.

١.رأيكم بجويل:

ردة فعلها لما علمت بإصابة دي او؟!

صفعها لبيكهيون و مواجهتها معه؟

عودتها لتايهيونغ و كيف ستكون و تعيش معه بعد ذلك؟ هل ستتقبله؟

٢.رأيكم ببيكهيون:

هدفه من إصابة دي او؟

تخليه عن جويل؟

و هل سيبقى صامتاً إن علم أن جويل عادت لتاي؟!

٣.رأيكم بتاي:

إلى ماذا يخطط لإسترجاعه لجويل؟

و كيف سيعاملها في منزله؟ هل سيعودان إلى وفاق؟!

٤.رأيكم بدي او؟ كلامه مع جويل و محاولاته لمساعدتها؟

٥. رأيكم بكريس؟ رضوخه لفلورا؟ و ردة فعله تجاه قبلتها؟

٦.رأيكم بفلورا؟ خطتها الناجحة للهرب من بيكهيون و رجاله؟ كلامها مع كريس؟ و قبلتها له؟

٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️









© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
CH71|| عهد جديد من البسالة
Коментарі