تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH64|| في الغياهب
" في الغياهب"



" إن روحي في قعر غياهب جُب حالك السواد تتوسلني لتحريرها و لكنني ما عدتُ أحتاج روحاً إنما حقداً"

نظرت برضا إلى طاولة العشاء التي أسهبت في تحضيرها منذ ساعات، لقد حرصت أن تحوي الطاولة على أطباقه المفضلة جمعيها، ذلك بالفعل استنزفها ثلاث ساعات عمل. 

توجهت لتقف أمام المرآة تعاين مظهرها، إنها تبدو كما يحب و كما حرصت أن تظهر هذه الليلة أمامه، شعرها يرتاح على أكتافها، ترتدي فستان يصل إلى ركبتيها و تنتعل في قدمها كعب عال.

بينما تنظر في المرآة إنحدر بصرها إلى بطنها و ذاك البروز فيه، تبسمت بينما تتحسس بطنها بلمسات حنون كما لو أنها تحتضن جنينها الذي تضمه أحشائها.

سمعت صوته قرب الباب يهم في فتحه فسارعت بالأختباء عن عينيه و حالما شعرت به يدخل في خضم العتمة التي أحدثتها قالت.

" تقدم إلى الطاولة و انظر في أطباقها"

فعل ما أمليت عليه به رغم أنها لا تراه بسبب العتمة الحالكة و حالما حوى بصره الأطباق لفت نظره الكعكة في المنتصف.

" It's a baby"

قبض حاجبيه و لم يبدي رد فعل إنما تلفت يبحث عنها حتى شعر بها تقترب ناحيته و بطريقها إليه أشعلت الأضواء.

سرعان ما شهقت و يدها إلى فمها، توسعت عيناها لشدة خوفها خصوصاً عندما نظر لها نظرة دبّت الرعب في قلبها.

" بيكهيون!"

..........................

    

قبل يوم بالضبط من هذا وصل بيكهيون وحده إلى المكان الذي نشده طوال الطريق الطويل، نظر إلى أضواء المنزل الخارجية و لاحظ أن أضواء الطابق العلوي مظلمة عكس الطابق الأرضي فعلم أن أصحاب البيت في الطابق الأرضي بالفعل.

أحتاج أن يذهب بزيارة قصيرة إلى المخزن الذي يحفظ فيه الأسلحة ليحضر بعضاً من ألعابه قبل أن يأتي إلى هنا.

ملئ مسدسيه بالرصاص و أطلق قنابل صوت على الأرض و ما إن بدأت تنفث دخاناً تهويلاً لإنفجارها رفع أسلحته و ضرب النوافذ العليا بالنار رفقة صوت إنفجار القنابل.

سمع صوت الصراخ قادم من الداخل و لكنه لم يهتم، آتى إلى هنا لهدف و سيحققه مهما كان الثمن.

صعد السيارة التي تزود بها و قادها إلى زاوية مظلمة تكشف المنزل الذي هاجمه للتو لكنها لا تطل عليه.

دقائق قليلة و عجّ الشارع بالشرطة و الحرس، لكنه كان بإنتظار وصول رجل واحد فقط كلفه إنتظاره ساعتين و ساعتين أُخر حتى غادر و قد هدأ الوضع بعض الشيء.

قاد السيارة يتبع الرجل بسيارته أمامه، طال الطريق إلى ساعة كاملة كانت قد أوشكت الشمس أن تشرق، لكنه في النهاية وصل و عرف ما كان يريد معرفته.

......



" السجين بيون بيكهيون"

رفع بيكهيون رأسه عن ذراعه التي يتوسدها و قال.

" ها أنا"

نظر الشرطيان في بعضهما ثم انصرفا، علق أحد زملائه في السجن قائلاً.

" حتى و أنت في السجن شخصية هامة، كل فينة يأتون لتفقدك"

تبسم بيكهيون و احتفظ لنفسه بالرد ثم عاد لإتكائه على السرير، يتحرك الفضول في صدره ليعلم مدى الفوضى التي ثارت في الخارج.

تنهد و أراح رأسه على الوسادة ثم غط في نوم عميق، بما أن نهاره تبدل بالليل عليه أن ينام الآن لأجل عمله الليلة.

لو ما كان عليه أخذ حيطته و حذره من الشرطة لأتمم كل شيء بالأمس، لكنه لو فعل لما اكتفوا بحبسه خمس سنين أُخر.

سار النهار سريعاً و هو نائم أما ساعات الليل الأولى فمشت ببطئ شديد حتى دقت الساعة الموعودة.

إقترب ناحية الباب و طرقه لينظر إلى الحارس و همس.

" إنني حاقد فقط"

أومئ له الحارس و ذهب و بيكهيون وقف ينتظر عودته بينما زملائه غاطين في النوم، عاد الحارس بعد دقائق، فتح لبيكهيون الباب.

" اخرج من البوابة الثالثة"

خرج بيكهيون من البوابة المقصودة يرتدي ذات الثياب الحالكة من الأمس، قاد سيارة غير التي قادها الأمس و غير سلاحه إلى آخر، ذلك ليصعب على الشرطة أن يجدوا رابطاً بين هجوم الأمس و الجريمة التي سيرتكبها اليوم.

قصد المكان عينه الذي اكتشفه البارحة و قاد في طريق طويل إليه، ذلك ليصعب على الشرطة إلتقاطه في كاميرات المراقبة و إن فعلوا فالحقيقة أنه لا يظهر منه سوى عينيه.

قلنسوة سترته الرياضة تستر شعره و تصل حوافها إلى جبهته كما أن قناع يخبئ أنفه و ثغره، لن تستطيع الشرطة تمييزه حتى لو أرادوا ذلك.

وصل إلى المكان المقصود و تحاشى عن أمكانية لقطه عبر الكاميرات إن كان هناك فعلاً.

ثالثاً: أنا لن أقتل ضحيتي بيدي و لن أدعها تقتل نفسها بل سيأتي قاتلها إليها وحده.

تسلل بيكهيون عبر الأشجار إلى المنزل حتى وصل مقدمته، بحث عن أثراً لأي سيارة حول المنزل لكنه لا يجد، يبدو أنها وحدها في المنزل، لا بأس سيعود مجدداً، الآن سينتهي منها.

لو أنه طرق الباب الآن سيكون أمراً مشكوك فيه لكنه من الأمس قد حضَّر مفتاح لهذا الباب، بعض الصور و إتصالات خارجية كانت كافية ليكون المفتاح بيده الآن.

أدار قفل الباب بمفتاحه ثم دخل إلى المنزل بهدوء و بما أن العتمة تنتشر في كل مكان شعر بالغرابة فكان متحصناً بحفنة من أسلحته المعلقة على خصره.

أخرج سلاحه لكن صوتها وصله بنعومة عندما قالت.

" تقدم إلى الطاولة و انظر في أطباقها"

فعل و تقدم ناحية الطاولة المجهزة بالفعل بأصناف مختلفة من الطعام و بضع شموع لتوفير أجواء رومنسية هادئة.

نظر في الطاولة عن قرب ليرى كعكة كُتِب عليها بالكريمة.

" It's a baby"

استفحل الشر في مقلتيه و شد على أنامله في راحته و أخذ يشحن نفسه بغضب إن خرج ألزمه بسلب روح ما.

سبقت الأضواء صوت كعبها الذي طرق الأرضية و حالما ميّزته أمامها شهقت و كفها إلى أمها، سرعان ما تكومت الدموع في عينيها عندما إرتفعت يده بحركة سريعة إلى خصره ينتشل من عليه سلاح.

" بيكهيون!"

إقترب منها بصمت و أخذت هي تتراجع، كلما تقدم تراجعت حتى وصل بها إلى الحائط فرفع سلاحه و وكز بفوهته بطنها و استنكر هامساً.

" ألهذه الدرجة وجودي كان يكبت عُهرك؟!"

نفت في رأسها سريعاً و أرادت أن تبرر لكنه وضع يده على فمها يخرسها ثم صرف مسافة إقتراباً إليها كي تمييز النار في عينيه و التي ستحرقها بالتأكيد.

" عندما قلتُ أنني سأقتلكِ عنيّتُها بالفعل"

كانت رعشتها بين يديه مقيتة و شديدة، خسف لونها و شحبت شحوباً شديداً، تعلم أن لا هون و لا تهاون معه رغم ذلك مشت في طريق يعاكس الطريق الذي رسمه إليها لذلك الآن عليها أن تتحمل النِتاج.

لكثرة ما هي خائفة شعرت بسائل يسير على قدمها و لهول فاجعتها بنفسها و ابنها تمسكت ببطنها و انحنت إستقامة ساقيها لكنها لا تستطع أن تسقط و إلا كانت سقطتها الأخيرة.

" اعفو عني!"

همست بهذه عندما حرر فمها من قيد كفه ثم انحدر ببصره إلى بطنها ثم قدميها التي تسير عليها خطوط دماء عريضة.

" بما أنه مات سأجعلكِ تتبعينه"

نفت برأسها فزعة و تحركت تقاوم حِصاره لكنه لا تقوى عليها و خصوصاً أنها تنزف.

" أرجوك يا بيكهيون كن رحيماً علي، أنا أخطأت و اعترف بذلك لا تقتلني!"

إرتفع حاجبه مستنكراً و همس.

" و بماذا سيفيد إعترافك و أنتِ قد سلمتِه نفسك؟! ألم تفهمي أنه أستغلكِ لينتقم مني؟! لكن ما عاد هناك داعٍ لتفهمي شيء، لقد وقعتِ بفخه و ثمن وقعتكِ هذه حياتك التي سأقبض عليها بيدي"

تمسكت بيده التي تسدد سلاحه في بطنها و إنحنت برأسها تبكي بهلع قائلة.

" دي او ليس كذلك، أرجوك أن تصدقني يا أخي! إنه يحبني حقاً لا يخطط للإنتقام منك عَبري!"

كلماتها التي قصدت فيها تهدئته ما زادته سوى غضباً، أنهال بقبضته على شعرها ثم جذبها كي تسير خلفه بينما يقول.

" ستسيرين معي دون صوت و إلا قتلتك!"

ألقى بها داخل السيارة و أغلق الباب عليها ثم قاد بها بعيداً كانت ترتعد بجانبه و نزيفها لا يتوقف، تخشى أنه يأخذها إلى مكان يستطيع قتلها فيه على راحته.

قاد بها إلى وجهة مجهولة بالنسبة إليها تترقب إما عقابه أو مغفرته لكنه لم يفصح بأي الخيارين سيعطيها حتى ملامحه الجامدة كانت خرساء عن نواياه.

قاد بها طريقاً طوال تلك المسافة لم يكن يسمع صوت إلا صوت بكائها الضئيل، إنها تخشى منه إن بكت أزعجه صوتها لذا أغلقت فاهه بكفها.

إصطف بقوة جانباً أمام جرف ذا إنحدار مرتفع و قاسي، تخبطت الأنفاس في صدرها فوق تخبطها خصوصاً عندما نزل يحمل سلاحه ثم إلتفت إلى بابها ليخرجها سحباً من شعرها.

دفعها ناحية الجرف فصرخت بذعر شديد و جثت على ركبتيها أمامه تقول بفزع.

" أرجوك لا تقتلني، أرجوك لا تفعل!"

رفع فوهة مسدسه و سددها ناحية رأسها فلجأت لتتشبث بقماش بنطاله تتوسل إليه.

" أرجوك لا تقتلني، أعترف أنني أخطأت بأنني خرجت عن قولك و لكن أرجوك سامحني أنا أختك الوحيدة"

ثباته لم يتزعزع بتوسلاتها و ما زال حازماً على تنفيذ قراره مهما كلفه الأمر من... مشاعر!

ملئ بيت الرصاص و ضغط بخفة على الزِناد، بجنون إنخفضت أكثر تحتضن ساقه بذراعيها و تسهب في التوسل فزعة لحلاوة الروح و الموت أمامها.

" لا تقتلني أرجوك! أنا أختك الصغيرة و الوحيدة، لقد اعتدتُ عليك و نحن صغاراً أن تحملني على أكتافك و تقبلني كل فينة، كنت تناديني بصغيرتي، ألا تذكر عهدنا؟!"

رفعت رأسها إليه و قد تذبذت إرادته في داخله.

" لقد تعاهدنا أن نحمي بعضنا و نحب بعضنا البعض دوماً و لا نتأثر بنزاع أمي و أبي، كان كلما يطردني أبي من أبوته قلت لي أنك أبي، حتى أنني كنت أناديك أبي في بعض الأحيان."

تشوش بصره قليلاً بفعل الدموع الذي تجمعت في عينيه و هي ما وفرت على نفسها فرصة لتقول المزيد في تليينه.

" إنني أول أطفالك، لا تقتل طفلتك الأولى يا أبي!"

دفعها عن قدمه و صرخ مغتاظاً يدور حول نفسه و هي تجلس أرضاً كما أجلستها دفعته التي نالتها من قدمه، أخذت تبكي بصخب تنتظر منه أن يعفو عنها.

إنها لا تملك منه سوى ماضي عتيق جداً ما كانت تظن أنه يكن له بعض المشاعر رغم الكِبر و الحقد الذي زامله في حياته و زاحمه عليها، لكنها ما زالت فعّالة ذات أثر عليه.

عاد إليها ذا غضب أكثر صخباً و أقاوم عودها بشد شعرها و حالما إمتثلت أمامه واقفة هسهس و عيناه حمراوتان كالجمر لكثرة ما تدفقت إلى عينيه دموع ما زالت أسيرة منذ أن أشتد عوده.

" لا تستغلي الماضي اللعين في تلييني و ما فعلتِه سيكون له عقاب كبير، أنا لم أنتهي منكِ بعد"

دفعها لتجلس في السيارة و أغلق عليها ثم اتصل بكريس ليحضر إلى مكانه هذا، أستهلكه إنتظار كريس ساعة قضاها بيكهيون يستعيد ذكريات ظنها قد ماتت.

رغم أن فارق العمر بينه و بينها لم يكن يؤهله ليكون الأخ و الأب معاً لكنه كان ذلك، لطالما كان حاوياً لها كلما أحزنها والده و نفاها عن دمه، لطالما واساها بأنه لو ما كان والده و والدها ذات الرجل فهو سيكون والدها.

كان حنوناً يحبها و يحميها، يطعمها و يبدل ثيابها، يلعب معها و يهذب لها شعرها حتى أنتزعه والده رغماً عنه من طفولته و هي بعث بها إلى أخيه الأكبر سناً إلى الولايات المتحدة.

كان الفراق عزيز عليه و عليها، مع مضي السنين كان بيكهيون يتحول من مجرد صبي ذا طفولة إلى رجل ذا قلب أسود و كانت أخباره الغير سارة تصل أخويه بعيداً فكان يزداد البعد الروحي بينهم كلما اختلفت طبيعتهم، بيكهيون بالذات.

وصل كريس أخيراً و قبل أن يشرع في الإطمئنان على رئيسه أو حتى سؤاله كيف خرج من السجن أمره.

" خذ هذه التي بالسيارة إلى مخبأك و دع تلك الفتاة تداويها و لا تدعها تخرج ابداً، لو علمت أنها هربت سيكون اليوم الأخير في حياتها"

أول من خطر في ذهن كريس كانت سيدته الشقراء ذات الملامح الأجنبية لكنه عندما تقدم و وجد نانسي بالداخل قال.

" اليوم فقط علمتُ أنها هربت، كنتُ سأخبرك عنها في موعدنا غداً سيدي"

توجه بيكهيون ناحية السيارة بعدما حمل كريس نانسي التي فقدت الوعي خارجها قائلاً.

" ما زال لنا موعد في الغد يا كريس؟!"

إتسعت عينا كريس ذهولاً و استنكر.

" أستعود إلى السجن؟!"

لكنه ما تلقى جواباً فلقد غادر الرئيس بالفعل، بيكهيون سيكون حراً في ساعات اليلل سجين في ساعات النهار كالشياطين تماماً يبزغ مع بزوغهم و يغرب مع غروبهم.

ذلك لأنه ما حاصره السجن فقط بل لأنه قتل الملاك الذي كاد أن يستيقظ فيه و أبقى على شيطانيته فقط، ذلك الشيطان حيث ملاذه و راحته، سينعم بإنتقام حار ثم سيقضي فترة عقوبته مستجماً بين جدران السجن العتيقة.

عاد إلى السجن مع بزوغ الفجر و عند السابعة صباحاً نادى الحارس يتفقد عدد السجناء.

" بيون بيكهيون"

" هنا"

غادر الشرطي بعدما تفقد الزنزانة ثم قال بينما يسير رفقة زميله.

" رغم أنه ابن وزير لكنه لم يستخدم نفوذه ليخرج من هنا!"

لو سمعه بيكهيون لضحك ضِحكة هازئة لكنه خلد إلى النوم كما الشياطين حتى يبزغ معهم لاحقاً.

.........................

أغلقت جويل التلفاز بعدما زفرت تنهيدة من عمق صدرها و جلست على الأريكة التي تقابله، إقترب تايهيونغ منها و قبل رأسها قائلاً.

" يحدث هذا عادة يا جويل، لا داعي للقلق"

تنهدت و أسندت رأسها إلى كتفه ثم قالت.

" إنه يتولى الولاية منذ سنين، لا أعرف منذ متى يثور الشعب على المحافظ!"

همهم بينما يسرح شعرها بأنامله و قال.

" لأصدقكِ القول، ألم يكتفي من الجلوس على هذا الكرسي؟ لقد هرم و أصبح رجلاً عجوز و مريض، كيف يستطيع أن يتولى مهامه كمحافظ؟!"

ضحكت جويل ساخرة ثم استنكرت.

" أوتظن أنه بالفعل كان يتولى مهامه في أيام شدته؟ أنه يتمسك بكرسيه فقط و سمعته في البلاد، مهام؟ ألا تعلم أن كل السياسين فاسدين؟!"

إرتفع حاجب تايهيونغ بإعجاب و قال.

" ما ظننتُ أنكِ ستحشدين حتى على أبيكِ في التهم و الفساد!"

أومأت بلامبالاة و همست.

" ذلك لأنه فاسد بالفعل و لكن ليس هذا ما يزعجني، الشعب لم يفوق من سُباته وحده"

تبسم تايهيونغ و من جديد عاد ليقع في غرامها.

" أفهم على من تشيرين، وزير الداخلية بيون"

همهمت جويل ثم قالت.

" كان يستطيع فصله عن منصبه ببساطة لكونه ضمن إدارته لكنه فضل أن يصرفه عن كرسيه الذي يتمسك به بأكثر الأساليب نذالة كسياسي"

علق تايهيونغ.

" يريد أن ينتقم لابنه"

و على سيرة ابنه تسألت، كيف حاله في السجن؟ ليس هناك نافذة يتأمل فيها العالم بكأس نبيذ و بقميص منزوع، ليس هناك هي ليفرغ حنقه و في بعض الأوقات... حبه.

لا يضعون ملحاً كثيراً في الطعام كما يحب و بالتأكيد لا يطعمونه حصته اليومية من الفراولة، كيف يقضي وقته هناك و هل أشتاق لها يا ترى؟!

تنهدت تجيب سؤالها، لن يكن لها شوقاً بل لن يكن لها سوى حقداً سيلوكها به مجدداً و تخشى أن حشد العشق عليه لم يكن قوياً كفاية لردعه.

فكرت كيف يقضي وقته هناك دونها و دون كريس فأنها و كريس دميتاه الوحيدتان لتفريغ الحنق و أحياناً المشاعر، لربما هو جعل أحد السجناء في مقامها و سجين آخر في مقام كريس ينهال عليهما بحنقه طوال اليوم.

ضحكت لإستنتاجها الذي كان مغفلاً حد الغفلة، إنها تفكر برجل و هي مع رجل آخر.

" أراكِ سعيدة!"

نفت جويل إستنكار تايهيونغ ثم تنهدت، تشعر في أغلب الوقت بالسعادة رفقة تايهيونغ و لكن تلك الأوقات التي يغزو بيكهيون فيها فكرها تتخبط مشاعرها لدرجة أنها تجهل إن كانت سعيدة قبل أن تفكر فيه أم حزينة.

" بالنسبة لما حدث قبل ليلتين، شككت أن المجرم بيون من قام بمهاجمة منزلنا، لكنه لم يكن هو، لقد تأكدوا أنه في السجن بالفعل"

لا أحد يعرفه بقدرها، قيود القانون لم تقيده يوماً فكيف ستقيده الآن؟ في قرارة نفسها تعلم أن الذي هاجم المنزل قبل ليلتين كان هو و لا أحد غيره لكن كما تخلت عن حقها لأجله الآن تتستر عليه.

" يستحيل أن يكون بيون طالما هو في السجن"

تسآل تايهيونغ.

" لربما أحد أتباعه؟"

المهام التي تتعلق بها لا يوكلها لأحد، يستحيل أن يكون أحد أتباعه، أنه هو بعينه.

" ربما"

إرتفعت عن صدر تايهيونغ أخيراً و قالت.

" فلتأخذني إلى منزل عائلتي، بالتأكيد أمي ليست على ما يرام" 

تبسم في وجهها بسمته اللطيفة المعتادة ثم أومئ لها بأنه سيفعل لذا نهضت بخطوات متسارعة تبدل ثيابها إلا أنه حذر و هي تمتطي السلم على عجلة.

" لا تركضي!"

صوته في رأسها تداخل رفقة تحذير تايهيونغ، أما زال يظن أن الطفل يتخبط داخلها إن هي ركضت؟!

كانت له جوانب.... لطيفة!

إرتدت فستاناً أبيض يصل ركبتيها تعلو سترة خفيفة تستر عُري ذراعيها، رفعت شعرها على شاكلة ذيل حصان أما وجهها فكان خالٍ من مساحيق التجميل.

فور أن وصلت إلى هنا أرادت أن تتحرر من كل قيوده التي فرضها عليها لكنها وجدت نفسها تعود إليها دون أن تلاحظ رويداً رويداً و كأنه برمجها على إتباعه و طاعته دوماً.

حملت حقيبتها الصغيرة على كتفها و نزلت بعد تنهيدة إلى الأسفل، الآن هي رِفقة تايهيونغ و لا تكف عن التفكير به، مهما حاولت صرفه عن ذهنها يبقى عالقاً فيه.

تبسمت حالما رأت تايهيونغ يقف متكأً على سيارته ينتظرها أن تخرج إليه، شكرته بلطف عندما فتح لأجلها الباب، هذا النبل الذي لم يتعرف بيكهيون عليه إطلاقاً.

قاد الطريق إلى قصر والديها و خلال ذلك انخرطا بعدة محادثات قصيرة رافقتها بعض الضحكات الناعمة.

أمام بوابة القصر عقد تايهيونغ يده بيدها ثم سار بجانبها إلى الداخل، استقبلتهم عاملة في القصر و دلَّتهم على مجلس السيدة دو.

كانت السيدة دو جالسة أرضاً و كيونغسو عند قدميها، تقدمت جويل كما تايهيونغ يستنكران الهالة التي ظهرا فيها.

" هل حدث أمر آخر غير أن الشعب خرج على أبي؟!"

تنهدت السيدة تضم رأسها بكفيها تقول.

" ليتنا فقط في مشكلة أبيكِ، هناك مصيبة أعظم!"

تبادلا تايهيونغ و جويل النظرات بجهل ثم تقدما ليجلسا، جلست جويل بجانب والدتها ثم أخذت تربت على ظهرها تقول.

" أمي، ما الذي حدث؟!"

رفعت السيدة رأسها تنظر إلى جويل.

" ذلك الشاب الذي كان يحرسكِ و يعمل لدى بيون"

قبضت جويل حاجبيها.

" تقصدين كريس؟!"

أومأت والدتها و تابعت.

" آتى قبل قليل يحمل تهديداً على لسان رئيسه إلى أخيكِ الفاضل يقول فيه أن حسابه لدينا في تضخم مستمر و هو لا يسامح أحد على خطأ في حقه"

إرتفعا حاجبيها و سدت فوهة فمها بعدما نبست.

" بيكهيون؟!"

إلتفتت تنظر إلى أخيها و قالت.

" ماذا فعلت معه كي يبعث لك بتهديد كهذا؟!"

حرك كتفيه بلامبالاة قائلاً.

" لا شيء"

قبضت ملامحها بإمتعاض و عادت تفكر قليلاً قبل أن تقول.

" هل لربما الأمر يتعلق بنانسي؟!"

أشاح بوجهه و هي فهمت بقية الحديث دون قول شيء.

" إنني أعرف بيكهيون كفاية لأعرف أنك أرتكبت في حقه خطأً فادح حتى يهدد برد الصاع، المشكلة أنه لا يرد بنفس الطريقة، إن ضربته ضربة ضربك اثنتين و أنت بكل سهولة ذهبت و عبثت بشقيقته"

تايهيونغ ثار مزعوجاً من كلام زوجته عن ألد أعدائه، بدت تعرفه كما لا يعرفه أحد، ربما تعرفه حتى أكثر مما تعرف عن تايهيونغ بحد ذاته و كي لا تتضخم الأمور أكثر نهض و خرج.

إمتلئت عينا جويل بالدموع ثم وقفت على قدمين من هلام تسند قوامها الهش.

" هل لربما أنت خدعت نانسي كي تنتقم لأجلي؟!"

عقد ذراعيه إلى صدره و قال بنبرة حفّها البرود.

" نعم و لستُ نادماً"

إبتسمت تستنكر قوله و اقتربت إليه ترتعش حتى وقفت أمامه قالت.

" حتى هو ليس بنادم! ضحية جديدة و إنتقام جديد سيرده عليك هو."

تجاهل قولها لكنها ما سمحت لتجاهله أن يصمتها عن قول ما إشتعل في صدرها فجأة.

" هل بإنتقامك لي أعدتَ إلي بتولتي التي سلبها أو سمعتي التي لاكها أو حتى عمري الذي ضاع و أنا مختبئة منه؟ هل عوضت لي هكذا كم العنف الذي نلته على يديه؟ هل عاد إنتقامك علي بالفائدة؟!"

نظر في عينيها التي أكرمت في الدمع، تقدم إليها و رفع يديه يود إحتضان وجنتيها بكفيه و تقبيل جبهتها ثم يحدثها بهدوء عن نواياه و أسبابه لكنها لم تسمح له إذ دفعت بيديه عنها بعيداً و أستاقمت بأنفة قائلة.

" أنت فعلت ما فعله بالضبط، كما خلفني ضحية خلفت أنت نانسي ضحية و كلتانا بريئتين مما جُرِمنا به، و كما هو ذل أمه بظنه أنه أنتصر لأجلها أنت ذللتني بفعلتك هذه أكثر مما فعل هو!"

وضع يديه على كتفيها يحاول تهدئتها لكنها صرخت به بقوة غاضبة تقول.

" أبتعد عني، منذ اليوم لا تكلمني و لا أريد أن أراك!"

و على أعقاب صرختها دخل تايهيونغ لكنها إنحنت بجذعها تحضن بطنها و صوت آه رجّت حلقها، تمسك بها تايهيونغ سريعاً يسندها عليه و فور أن إرتكزت عليه صرخت بقوة لشدة الألم تنحني أكثر.

" تايهيونغ، خذني إلى المستشفى!"

...................

سلااااااااام🌚

اشكروا الله أني نعسانة و علي دوام بكرا و إلا حطيت موشح هون.

إذا تراجع التفاعل بتأخر التحديث.

رح نبلش بالحامي، مستعدين؟

البارت القادم بعد 200 فوت و 200 كومنت.

١.رأيكم ببيكهيون؟ خطته لتحصيل نانسي؟

٢. رأيكم بنانسي؟ كلامها في الماضي لتليين بيكهيون؟!

٣. رأيكم بجويل و تايهيونغ معاً؟

٤.رأيكم بجويل؟ كلامها عن والدها؟ تفكيرها الدائم ببيكهيون؟

٥.رأيكم بردة فعل جويل على فعلة دي او؟!

٦. ماذا تتوقعون أن تكون خطوة بيك القادمة؟!

٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️






© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
Коментарі