Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter Six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-Nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Chapter Fifty-four
Chapter Fifty-five
Chapter Fifry-six
Chapter Fifty-seven
Chapter Fifty-eight
Chapter Fifty-nine
Chapter Sixty
Chapter Sixty-one
Chapter Sixty-two
Chapter Sixty-three
Chapter Sixty-four
Chapter Sixty-five
Chapter Sixty-six
Chapter Sixty-seven
Chapter Sixty-eight
Chapter Sixty-nine
Chapter Seventy
Chapter Seventy-one
Chapter Seventy-two
Chapter Seventy-three
Chapter Seventy-four
Chapter Seventy-five
Chapter Seventy-six
Chapter Seventy-seven
Chapter Seventy-eight
Chapter Seventy-nine
Chapter Eighty
Chapter Eighty-one
Chapter Eighty-two
Chapter Eighty-three
Chapter Eighty-four
Chapter Eighty-five
Chapter Eighty-six
Chapter Eighty-seven
Chapter Eighty-eight
Chapter Eighty-nine
Chapter Ninty
Chapter Ninty-one
Chapter Ninty-two
Chapter Ninty-three
Chapter Ninty-four
Chapter Ninty-five
Chapter Ninty-six
Chapter Ninty-seven
Chapter Ninty-eight
Chapter Ninty-nine
Chapter A Hundred The End
Chapter A Hundred The End
" سكر مالح "




هذان الأبيضان يكملان بعضمها و لا نستطيع الإستغناء عن أحدهما لإجل الآخر ، إن إعتدنا على السكر سنمله و إن إعتدنا على الملح سنمله أيضاُ .











أكثر ما تكرهه به هو أسلوبه في تجاهلها ، هي لا بأس أن تتجاهله فهي لن تترك المنزل على آية حال ، لكن هو سيفعل و يهجرها و لن يهتم بأي لعنة تركها ، ليس هذا التجاهل الذي أرادته ، ليس هذا ما قصدته ، لم يعد منذ ليلة البارحة و شمس اليوم قاربت أن تغيب و هي لا تعلم عنه شيء مجدداً .

بعثت لسوهو مجدداً تسأله عنه فأخبرها بأنه لا يعلم بل لم يره اليوم في الشركة حتى و لم يحضر التدريب ، هذا أقلقها أكثر فما كان منها إلا أن تواضب على الإتصال به من أرقام مختلفة ، لكنه لا يجيب مهما حاولت .

لقد مرّ أسبوع كامل منذ أن إختفى و ما زالت لا تعلم عنه شيء أبداً ، لم يكن لغيابه الطويل هذا سابقة أبداً ، هي تعلم أنه لا يستطيع البقاء دونها لفترة طويلة كهذه ، فكيف أستطاع الإبتعاد دون الترياق عليها ؟

القلق بدء يتسرب لها و يمزقها شيئاً فشيئاً لقطع صغيرة جميعها تتداعى عليه ، ها هي في غرفة الطفلتين تقوم بتغيير ثيابهن بينما دموعها على وجنتيها تشكل خطوطاً رفيعة ، تحاول كتم شهقاتها بكل ما أوتيت من قوة ، تحاول السيطرة على دموعها لكنها لا تستطيع ، ففي نهاية المطاف مهما قَسَت عليه يبقى حبيب القلب و لن تسخى به للأذى أبداً .

شهقت شهقة بكاء رفعت صدرها و أخفضته سريعاً ، شهقة لو هو سمعها لخرّ راكعاً لحبها ، شهقة فضحت بها كظم قهر طويل ، مسحت دموعها بظاهر كفها بعنف ، تعنف نفسها لإستسلامها للقلق الذي ينهشها كنهش الذئاب لفريسته .

حاولت السيطرة على الأخريات الكثيرات في جفونها بالغصب ، شعرت بداخلها يتحطم إلى قطع صغيرة لا تُعد و لا تُحصى ، هل العشق يكوي صاحبه هكذا ؟ أيحدث معه ذلك أيضاً أم أنها الطرف الوحيد الذي يتعذب بهذا العشق ؟

آهٍ لو تعلم حاله و كيف يقضي يومه! استسلمت لخوفها و قلقها و كل ما دبّ بها من مشاعر لا تميزها إلا أنه المعنيّ بها وحده ، أرتمت أرضاً فقد خسر جسدها كل ما يحمل من قوة بلحظة تهاوي ، تحتضن قدميها إلى صدرها و تبكي بشدة حتى ملئ صوتها المنزل و أرتفع صوت الطفلتين تبكيّا معها .

عقلها و مخيلتها تراودها بأفكار ، صور عجيبة و غريبة ، و سيناريوهات جميعها تنتهي بتراجيدية هو بطلها ، أخذت تُتمتم بكلمات متفرقة علَّها هدَّأت من رَوعِها عليه لكن دون فائدة فأخذ جسدها يهتز مراراً بوتيرة مُقلِقة و صوت بكائها أخذ حذواً غريباً عالياً ،
غاب سمعها ، بصرها ، و حسها عن الواقع و كأنها جماد لا كائن ذو شعور .

أخيراً شعرت بدفء صدرٍ يحتويها و ذراعين تضمانها بكل ما تملكانه من قوة بينما همسِه المذعور قد وصل سمعها المشوش .
بيكهيون : إيزابيلا ! إيزابيلا ما بكِ ؟ لِمَ تبكين هكذا حدثيني ؟!

لكنها لا تستجيب له أبداً بل أن جسدها يرتجف بكل ما أوتيت من قوة و تبكي بكل ما أوتيت من ألم ، حاول رفع رأسها من حِجرها لكنها تأبى الإنصياع ليده حتى غصبها على رفعه بقوة قبضتيه على رأسها ليبصر بعينيه القلقة وجهها المحمر لشدة إختناق أنفاسها ، أتحاول إزهاق روحها بهذا البكاء المرير الغريب ؟! أم أن إنهيار عصبي حاد أصابها ؟!

كانت تنظر إليه بفراغ كأن لا أحد يقف أمامها ، أنفاسها متصاعدة بشكل غريب ، همس بقلق و هو يمسد وجنتيها بلطف .
بيكهيون : إيزابيلا ! أستيقظي ! ماذا حلَّ بكِ بحق الإله ؟! أرجوكِ حبيبتي!!

صفع وجنتيها بخفة مراراً و تكراراً لكي تستيقظ من تَغيُّبها في وعيها لكنها لا تجيب ، لا يعلم ماذا يفعل أو كيف يهدئها ، هي فقط تختنق و تختنق ، تبكي و تبكي فما كان منه إلا أن يصفعها بقوة على وجنتها بينما يصرخ بها عالياً و كأن أعصابه إنهارت كما هي .
بيكهيون: إيزابيلا و اللعنة أستيقظي !

وقتها فقط أفرجت عن صرخة ألم قوية بينما جسدها يفترش الأرض سريعاً ، أخذ نفساً مضطرباً و هو ينظر لها بفزع حتى أن كفيه يرتعشان ، رفعها من ذراعيها و أخذ يهزها بين يديه بينما يصرخ ، يبدو عليه إنه أنهار مثلها .
بيكهيون: حدِثيني أرجوكِ حبيبتي !!

أخذت تنظر في عينيه بحدقتيها اللتين ترتعشن كحال جسدها كامل ، إبتلع جوفه بجفاء ثم همس و أنفاسه متصاعدة خوفاً عليها .
بيكهيون: هل أنتِ بخير ؟ ماذا حدث ؟ ما بكِ ؟

همست بصوت متهاوٍ تعباً بعدما وضعت كفيها المرتعشين فوق معصميه اللذان يقودان حركة رأسها .
إيزابيلا : أنتَ بخير ؟ لم يحدث لكَ شيئاً ؟ لم تتأذى ؟ كنتَ بخير ؟ أليس كذلك ؟

أومئ لها عدة مرات و هو يردد بصوت مُطمئن " أنا بخير " ، صفعت ذراعيه بكل قوة و أخذت تهاجمه بقبضتيها على صدره ، كتفيه ، و ذراعيه و هي تصرخ بلوعة .

إيزابيلا: أنت أناني ، عديم الرحمة ، في صدرك لا يوجد سوى صخر صلب لا يلين مهما حدث ، أهذا الحب الذي وعدتني به ؟ أحببتني لتعذبني ؟ أنا أكرهك و لن أسامحك لو وطئ جميع المذنبون صحائف الصفح أنا لن أصفح عنك !

إحتضنها إلى صدره الذي تلكمه بكل قوتها و سيطر على كل مقاومتها الشرسة فما أستطاعت الخروج من بين ذراعيه المحكمة حولها و كأنها قيد حديدي حولها لا تقيدها بل تحتضنها بحنان .

أخذ يُهوِّد عليها بالتمسيد على رأسها بيد و الأخرى تحيط كتفها حتى خدَّت مقاومتها بين ذراعيه ، أسندت رأسها على كتفه و حاصرت وجهها بعنقه تشتم رائحته ، التي لطالما عشقتها ، تستمع إلى نبضات قلبه المضطربة ، تغمض عيناها تشعر به يحيطها ، و أذنيها تستمع إلى صوته العذب يلقي تعويذة على مسامعها كالمهدئ .
بيكهيون: أنا بخير ، أنتِ بخير ، و أطفالنا بخير ، جميعنا بخير ، لا بأس يا حبي ، لا بأس .

أغلق عينيه هو أيضاً و أسند رأسه على رأسها ، ضمها بذراعيه إليه أكثر و أغلق عينيه ، نفث أنفاسه بحرارة بينما شعور بالراحة بدأ ينتشر بصدره كما هي ، همست هي بصوت هادئ مبحوح لكثرة البكاء بينما أنفاسها الحارّة تتصادم مع بشرة عنقه لتلهبه بقربها أكثر .

إيزابيلا: أين ذهبت و تركتني وحدي مع أطفالنا ؟
تنهد بينما يمسح على شعرها بحب ثم همس بصوت هادئ .
بيكهيون: ألستِ من طلب ذلك ؟

أرادت أن ترفع رأسها بقسوة لتوبخه بعنفوان من جديد لكنه منعها من أن تطرح محل رأسها من كتفه بيده لتصفع كتفه الآخر بذراعها و تصرخ على صدره بلوعة و نوبة جديدة من البكاء قد بدأت .
إيزابيلا: أنا ما قصدت أن تهجرني ، أن لا تعود للمنزل و أن تقلقني عليك أنت عديم الرحمة !

إحتضنها أكثر حتى كادت عظامها أن تتحطم بين ذراعيه بينما يردف بصوت حزين .
بيكهيون : حسناً حسناً ، أنا آسف هذا خطئي ، أنا المخطئ ، كل ما حدث كان خطئي وحدي أنا آسف سامحيني أرجوكِ !

حاولت الخروج من بين ذراعيه مجدداً لكنه تمسك بها مجدداً ، أخذت تلكم صدره بكل قوتها حتى خارت و استسلمت بينما هو شامخاً كالجبل صلباً كالصِوان ، أفلت جسدها لتحاول الهرب سريعاً و لكنه أحبط محاولتها الفاشلة عندما قيد وجهها بكفيه اللذان أحاطانه برفق ، همس يرشقها بنظرة حانية قد أشتعل بريقها بعينيه من جديد بعد أن غابت طويلاً عن حدقتيه ، لأجلها عادت أسيرة عينيه ، حبه ، و كل ما به .

بيكهيون: أرجوكِ سامحيني ، أنا مخطئ أنا أعلم ، لقد أخطأت بحقكِ كثيراً ، أنا صدقيني أعترف بخطئي ، أنا ساخط غاضب على نفسي و أنتِ مسكني الوحيد حيث راحتي ، أنا أعلم أنني خذلتكِ ، خذلتكِ كثيراً لكنني ما كنت واعياً على ما أفعله ، أنا آسف أنا حقاً نادم ، أنتِ لا تعلمين كم كنت قلقاً عليكِ ، كنتُ خائف أن يضركِ بشيء أو أن يضر طفلتينا .

فك قيد وجهها ثم شكل بكفيه قبضتين شديدتين ، رفعت بصرها إلى وجهه بينما ذقنها يرتجف خوفاً من غضبه ، رأت الجحيم تستعر بعينيه التي أضلمت فجأة و فقدت بريقها كلياً ، نظر لها فشهقت بخفة ليهمس على نحو خطير مخيف .

بيكهيون : أنتِ لا تعلمين كم كرهت ما قلتيه في ذاك التسجيل ، لا تعلمين كم كرهتكِ وقتها ، حتى أنني كرهت نفسي و قلبي الذي أحبكِ حتى حكمني و آحال عقلي عن الحكم ، لا تعلمين كم وقتها شعرت بالغباء و الخذلان.

نقر رأسه بغضب بينما يتحدث بتلك النبرة التي تزداد تهجماً كل ما همس بكلمة جديدة ، نظرت إلى عينيه التي جحظت و أحمرت لكثرة مكبوتاته ، أكمل بعدما قيد ذراعيها بقبضتيه لتشهق مرة أخرى برعب شديد.

بيكهيون: أنا وددتُ يومها قتله بأبشع الطرق ، أردت أن أعذبه بأبشع الوسائل و الطرق حتى يركع يطلبني الرحمة دون أن يناله ، أردت أن أهديه ميتة بطيئة جداً تجعله يحترق شوقاً لملاقاتها .

مسح على وجنتها بكفه ثم همس بعد أن أخذ نفساً جديداً و عيناه تلاقت بعينيها عن قرب .
بيكهيون: أتعلمين ماذا كنت فاعل بكِ ؟
همست بتلكأ خفيف ليكن بصورة رعبها منه .
إيزابيلا: ماذا ؟

شد وثاق كفيه على وجنتيها ليحمس و كأن الجنون دبّ به .
بيكهيون: وددت قتلكِ ، ما كنت سأمنحكِ موتاً سريع ، أردت تعذيبكِ بي كما فعلتِ ، أردت ممارسة جنون حبي عليكِ ، أردت تعذيبكِ بأشتياقي لكِ و لهفتي عليكِ ، ما رأيتيه مني ما كان سوى جزءاً يسيراً مما ضمرته لكِ ، لقد توعدت بفعل الكثير بكِ ، أكثر مما نلتيه بكثير ، لكن عندما أصبحتِ بقبضتي حكمني قلبي من جديد دون عقلي فوجدتكِ لا تهونين عليّ ، لقد كان عقابكِ يسيراً صدقيني .

فاجئها بقبلة إختطف بها شفتيها عن سهوٍ منها جعلها تشهق من جديد لأثر المفاجأة عليها ، أخذ يقبلها بعنف شديد ، تارة يقترب منها تارة يقربها إليه حتى يشعر بها أكثر في قلبه و جسده معاً ، أحتضن جسدها بذراعيه إلى صدره بقوة يعتصرها و ذراعيه تجولان بجنون على ظهرها بينما شفتيه تعنف شفتها بأقسى أنواع الحب ، هي تفتح عينيها هنيهة تنظر إليه يلتهم شفتيها بجوع و تارة تغمضهما بألم عندما يعنف شفتيها بأسنانه ، لم تبادله أي من قبله و هو لم يستسلم لعدم إستسلامها .

لم يمنحها نفساً بل واضب على أخذها بين قبلة و قبلة دون فاصل رئوي ، لا هو يمل و لا هي تستسلم له ، حثها على مبادلته كثيراً بإثارتها و بإشباع كبرياء أنوثتها لكنها بقت صامدة حتى مددها على الأرض و هو عاليها دون أن يفصل القبلة ، شعرت بيديه تبعد فستانها عن جسدها فأجهرت بإستسلامها خوفاً منه لتبادله ، أخذ يقبلها بجنون أكثر و هي تبادله بخنوع حتى تحول خنوعها حباً متبادلاً و عشقاً خالصاً .

أزهق روحها حباً و جسدها إختناقاً فحركت شفتاها عكس شفتيه ليحررها من بين شفتيه ففعل ، شهقت بقوة تملئ صدرها أنفاساً ثم نفثته على وجهه ، صدرها يعلو و يهبط على وتيرة سريعة ، أما هو فينظر لها بينما يتنفس بهدوء شديد ، إبتسم بخفة فتعلقت عيناها بشفتيه ، تلك الإبتسامة لم ترفع شفتيه منذ زمن و كم أشتاقتها ، رفعت بصرها المشوش بفعل الدموع إلى عينيه ، لينفي برأسه و تلك الإبتسامة الحبيبة ما زالت عالقة على شفتيه ،
مسح على عينيها بإبهاميه بلطف ثم قبلهما بهدوء شديد .

وضعت كفيها على صدره و دفعته عنها بخفة فابتعد ليجلس على فخذيه ، وقفت هي بإرتباك لتنظر في السريرين حيث الطفلتين ، نظرت إليهن بقلق فلقد وصل إلى مسامعها بكائهن لكنهن نائمتين الآن ، شعرت بأبيهن يقف خلفها من عبقه و أنفاسه القريبة ، إلتفت ذراعيه حول قدّها ليحبسها بينهما و صدره ، دفع رأسه ليركنه داخل تجويف عنقها و كتفها .

أغمض عينيه و أخذ يتتفس عِطرها بهدوء ، عيناه مغلقة و خصلات شعرها تداعب بشرة وجهه بنعومة ، همس بهُيام آخاذ أثناء ذلك .
بيكهيون: أشتقتُ لكِ كثيراً ، أنتِ لا تعلمين كم كانت الأيام الماضية صعبة علي ، كنت أتعايش مع الحياة لم أعيش ، أنتِ ليس لديكِ أدنى فكرة حتى .

إلتفتت إليه فرفع رأسه من عنقها و نظر في عينيها نظرة عميقة جعلتها تبحر في ألوانها ، همست بهدوء أثناء إنشغال عيناها بعينيه .
إيزابيلا: أين ذهبت ؟

تنهد بثِقَل ثم أعاد رأسه إلى مكانه في تجويف عنقها يشتمّها من جديد ، شعور بالسكون إنتشر داخله .
بيكهيون: لقد كنتُ في الصين .

نشزت بكتفها معترضة فثبتها بكفيه على كتفيها ثم همس من جديد .
بيكهيون: لا تغضبي .
هدرت هي بسخط .
إيزابيلا: لقد غضبت !

رفع رأسه من على عنقها ثم همس بعدما غرز أنامله في خصلها الشقراء يمشطها بنعومة .
بيكهيون: أنا آسف .

زفرت أنفاسها بينما تنظر إليه بلوم ، تعدته ثم خرجت من الغرفة ليتبعها ، دخلت إلى غرفتهما ثم توجهت للخزانة تخرج بعض الثياب ، أردف هو متسآلاً .
بيكهيون : ماذا ستفعلين ؟!

همست ببرود دون النظر إليه .
إيزابيلا: سأستحم .
تقدمت نحو دورة المياه ثم شعرت بجسدها يرتطم بالباب بفعل ذلك الرجل الذي يقف خلفها ، إحتضنها من الخلف ثم همس بنبرة حالمة .
بيكهيون: ليس وقت الإستحمام إنه وقتنا معاً و بعدها سنستحم معاً .

إلتفتت إليه بغضب ثم دفعته عنها و هدرت .
إيزابيلا: في أحلامك !
تبسم بجانبية متعجرفة ثم همس .
بيكهيون: جميع أحلامي حققتها بالفعل .

أحاط خصرها بذراعيه فحاولت التملص منهما لكنها ما أستطاعت فهدرت بغضب و هي تبصر تلك الإبتسامة العابثة ترفع شفتيه الخلابة .
إيزابيلا: لم أسامحك بعد !

طرحها على السرير و أعتلاها سريعاً قيد يديها بيد واحدة فوق رأسها و الأخرى تتحسس وجهها بنعومة .
بيكهيون: لنرى إن كنتِ لن تسامحيني .
أردفت بإحتدام .
إيزابيلا: لن تقدر على تليَّني .
أومئ لها ضاماً شفتيه ثم تحداها .
بيكهيون : لنرى من سينتصر بيننا ، حبي أم غضبكِ .

صرخت بغضب تحاول الفرار من حصاره حولها فما أفلحت مجدداً ، هدرت بغضب عندما إنخفض يقبل وجهها .
إيزابيلا: بيون بيكهيون أتركني !
قضم شفتيها بين أسنانه ليهمس بإثارة.
بيكهيون: بيون إيزابيلا ؛ لن أفعل !

زفرت بسخط ليس عليه فقط بل على قلبها أيضاً الذي ينبض بصخب لإقترابه منها و جسدها الذي ينتفض بين يديه فيحركه كما يشاء و يداعبه كيفما شاء .

حثها بلمساته الحنون و همساته العاشقة أن تجهر بالحب له و تخر لحبه تابعة ، لمساته التي نالت كل مسام جلدي منها جعلتها تنسى كل سوء و إجحاف تلقته منها فأنجرفت في الهوى معه ، همساته العاشقة التي تمدح أنوثتها تارة و أخرى تعلن الحب من جديد و أخرى تفرض تملكه لها جعلتها تتورد كالزهر الجوري في موسم التفتح بين يديه .

قصتهما إبتدأت بنظرة و لن تنتهي أبداً إلا أن قصتهما أغلق عليها الباب و تابعاها وحدها ، لا ضير أنهما سيتناوشان و يتصالحان من جديد ، لا ضرر من بعض الدموع في خضم الكثير من الضحكات ، فالحياة ستسير و لن تتوقف على أحد و علينا مواكبتها بضرها و نفعها .



.........................................



منذ أن عادت إلى المنزل هجر غرفتها ، التي إعتادت أن تكون غرفتهما معاً ، لا يكلمها و لا يقترب منها بأي طريقة كانت لا بكلمة و لا بلمسة و لا حتى بنظرة ، ليس غضباً مما جحدت من إعتذارات طويلة ، فقط لكي لا يمنحها مزيد من الأسباب لتكرهه أو أن تحاول الهرب مجدداً .

تايهيونغ ما زال يتردد كل يوم إلى المنزل كي يطمئن على صديقته حيث محبوسة في قفص زوجها ، يقضي معها وقت طويلاً يتجاوز أحياناً بضع ساعات .

تشين لم يرفض الأمر بل لم يبدي رد فعل فيه ، ليس و كأن الأمر يعجبه لكنه ما عاد يغضبه ، يكفيه أن يرى حبيبة الفؤاد تبتسم بصدق أو تضحك بمرح لنِكات رفيقها السمِجة ، أيٌ يكن الآن سعادتها تعني له كل شيء ، لا يريدها أن تفقد بريقها بسبب أسره لها ، فها هو يمنحها حريات سجين ممنوحة تنسيها سجنها و سجّانها .

لا يراها خارج غرفتها إلا عندما تكن تستضيف صديقها في صالة الجلوس حيث المكان الوحيد المتاح له لرؤيتها ، أما باقي أوقات اليوم فتبقى في غرفتها حيث لا يمكنه الوصول إليها حيث تتفرد بنفسها و تنزوي عنه .

لكنه ما عاد يتحمل البعد ، قلبه الذي ينبض بصخب إن ما اشتم عِطرها في الجوار أو سمع صوتها الهادئ أو رأى مُحيياها الخلاب قد يخر صريعاً للموت ، عيناه تتعلق بها و تتوسع حدقتيه دون قدرة منه على التحكم بإنفعلاته إن رآها قريبة منه ، جلده الذي يقشعر و عضلاته التي تنفر ، كلها علامات حب مفضوحة في عينيها ، تلك العينان الخبيرة بإنفعلاته التي تمتلكها بجمال لتطيح به في حبها أكثر .

لكنها لن تتراجع ، تلك الأيام التي عاشتها معه كانت أسوء من كوابيس جهنم ، أيام لن تستطيع مسحها من ذاكرتها بإعتذار ، إن حدث فستتعود على الغفران و يتعود على الإعتذار و الحياة لن تتطور و لن تتغير ، سيبقى يعنفها ثم يأتيها معتذراً فتغفر له ، ما الذي تغير إذن ؟

هي لم و لن تنسى تلك الأيام رغم ذلك هي لم تكرهه ، هي كذبت عليه لتقهر قلبه المولع لنظرة حب يتيمة منها ، هي لم و لن تكرهه يوماً ، هي لا تريد تلقينه درساً إنما تريد تشين جديد ، تريد أن تُخرِج منه زوج جديد لها ، تشين الجديد عليه أن يكون حنون ، مُحِب ، و متفهم ، و الأهم عليه أن يرضى بعلاقتها مع تايهيونغ و يتقبلها برضى كامل و هذا أكثر ما يهمها .

خرجت من غرفتها بعد زوال الشمس تعلم أنه وقت عودته لكنه لم يعد بعد ، لا شيء مُقلق ، هو يتأخرة في بعض الأحيان ، كسر صمت المكان رنة خلخالها التي أضافت موسيقى هادئة لتراجيدية المنزل ، نظرت في الصالة حيث لا شيء حي .

تنهدت بصمت ثم دخلت إلى المطبخ لتعد لنفسها و له كوباً من القهوة ، عادة ما تركتها أبداً سواء كانا متصالحين أم متشاحنين فأما أن تأخذها إليه أو يأخذها من المطبخ حيث تكون عادة ، سواء كان موجود أم لا ، إن كان هنا حصل عليه ساخناً إن لم يكن سيعيد تسخينه ببساطة .

وضعت كوبه على بار المطبخ ثم خرجت من المطبخ إلى غرفتها ، إنتشلت كتاباً تقرأه ثم جلست على الكرسي الذي يجاور النافذة ، أخذت ترتشف من كوبها بهدوء و تقرأ كلمات كتابها بتمعن .

أخرجها من جوها المفعم بالجمال صوت ضوضاء بشرية آتية من الخارج ، نظرت من النافذة لتتطاير خصلها مع الهواء العليل ، رأت مجموعة من الشباب الذكور و الإناث مجتمعين أسفل المنزل .

عقدت حاجبيها ثم وضعت الكتاب و الكوب جانباً لتقف بمحاذاة النافذة ، طلت برأسها منها و القلق بدأ يتسرب إلى قلبها فلِمَ مجموعة من الشبان سيقفون في الأسفل و يتناوشون و زوجها في الخارج لا تعلم حرفياً أين هو ؟!

خمنت ربما هم من المعجبين ، لكن ما سبق أن تحاشدوا أسفل المنزل ، لا أحد يعلم عنوان المنزل سوى المقربون فقط ، نفت برأسها أفكارها هم ليسوا معجبون هي متأكدة .

شهقت بقلق و وضعت يدها سريعاً على قلبها و همست باسم زوجها الغائب و كأن الحياة تمنحها آخر أنفاسها ، لِمَ الصحافة حضرت بحق الله ؟!

أرادت الإلتفاف و الخروج من المنزل لتتفقده لكنها أسيرة منزله مجدداً ، لن تتمكن من الخروج ، ماذا عليها أن تفعل ؟ فكرت أين تشين بحق الله ؟ تسآلت .

شهقت مرة أخرى و لكن بتفاجئ عندما تباعدت تلك الجموع الغفيرة بشكل مُخطط له مُسبقاً فتظهر البقعة التي كانوا يقفون عليها حيث جملة إعتذار تزين الأرض بجمال .
" أنا آسف ، بحق الحب الذي ترينه بعينيّ أمنحيني فرصة ثانية ، جميع المذنبون يستحقونها . "

وضعت كفها على فمها بتأثر ، لم تعهد زوجها رومنسياً هكذا بل لم تتوقع منه إعتذار يفحمها كهذا ، ضحكت بخفة عندما إنفردت لها صورة لوجهها من أعلى عامودين طويلين يحملانه بعض الرجال .

تلفتت بين وجوه الرجال تبحث عنه بينهم فسمعت صوته العالي المعهود يقول بإبتسامة تزين ثغره الجميل لتجده بين تلك الجموع الغفيرة قد إعتلى سقف سيارته واقفاً و بكفيه باقة ورد جوري أحمر ، ورودها المفضلة و على فمه مكبر صوت معلق كالذي يستخدمه بالحفلات .
تشين : لا تنظري في وجوه الرجال ! حتى نظراتكِ البريئة لي وحدي .

هزت رأسها للجانبين مبتسمة ، بعض طباعه لن تتغير أبداً مهما حدث ، لحظ تلك الإبتسامة الطفيفة على ثغرها ليقهقه و يقفز بفرح كطفل كُفِئَ على درجاته الجيدة ، ضحكت هي كما فعل ثم صمتت بينما الجميع ينظر إليها من الأعلى حتى سالت دموع حزن مكبوت على وجنتيها و ظهرت لعينيه البعيدة ، هو إن ما رآها بعينيه سيراها بقلبه ، هي تبكي يستيطع الشعور بذلك.

ركع فوق سقف السيارة ثم أردف بصوت حزين لا يقل عن حزنها بقدر يذكر .
تشين : لا تبكي ، أن آسف ، أعلم أن أخطائي بحقكِ كثيرة يعجز عن محيها إعتذار واهن و لكن ماذا بوسعي أن أفعل أكثر من ذلك ؟ اشعري بنفسِك قبل أن تشعري بي ، أنتِ بحاجتي كما أنا بحاجتكِ ، أنتِ أشتقتِ لي و أنا أشتقتُ لكِ و لأيامنا الجميلة معاً .

تنهد ليكمل بينما يستشعرها تنصت لكل حرف يتفوه به بقلبها الذي يحبه لا بعقلها الذي يكرهه ؛ هي كذبت لن تكون عقلانية يوماً هي ستبقى عاطفية دوماً ، لا يسعها إلا أن تكون كذلك في حضرة حبه .

تشين : أنتِ تودين لو تنامين في حضني و أنا أريد دثركِ على صدري و أحضنكِ إليّ ، أنا أريدكِ بشدة و لن أخجل بالبوح بهذا أمام الخلق ، أحتياجي لكِ روحيّ في المقام الأول ليس جسدي .

تبسم بينما ينظر إليها من الأعلى تكفكف دموعها بظاهر يدها و تصافيق الجمع حوله عالٍ .
تشين : أشتقتُ لأفعالنا الماضية ، أشتقت أن أطعمكِ بيدي و أن أخذ كوب قهوتي من يدكِ لا من بار المطبخ ، أشتقت أن تجلسي بحضني بينما نشاهد فيلم رومنسي ثم تشعرين بالوسن لتغفي على كتفي بينما أنا أتأمل بديع الخالق في خلقتكِ ، لا أريد أن نبقى مفرقين ، لا يسعني أن لا آراكِ و لا تسمحين لي برؤيتكِ .

نفثت أنفاسها هي بحرارة ثم رفعت نظرها إليه البعيد ، سقطت إلى جانب النافذة التي تقف عليها سلة فشهقت بخفة ، نظرت إلى الأعلى حيث السطح المنزل فوجدت شاب و فتاة يبتسمان لها ، أعادت نظرها إلى السلة و انتشلت مكبر الصوت الذي بداخلها و هي تضحك بخفة .

وضعته إلى شفاهها ثم أردفت بصوتها الذي أشتاق مخاطبته .
آماندا : فعلتَ كل هذا لترضيني ، أقل من هذا بكثير كان سيرضيني ، لا أريد منك شيء سوى أنت ، أريدك أنت ، أريد تشين جديد .

فتح ذراعيه على وسعهما ثم هتف عالياً .
تشين: ها أنا ، هذا تشين جديد ، و مجاميع البشر هذه تشهد على ذلك ، من هم هنا بالفعل و من هم خلف تلك الكاميرات ، هذا عهد علني عالمي ، أنا لن أُسيء لكِ مجدداً ، سأحبكِ و أحبكِ و أحبكِ كما لم يحدث من قبل ، تشين الذي تزوجتِه ، الذي عذبكِ ، و ما قدر شأنكِ دفنته تحت التراب و أتيت مولوداً من جديد ، فهلا أعطيتني فرصة ثانية ؟

أومأت له برأسها عدة مرات بينما تبكي فرحاً لا حزناً .
آماندا : أسامحك و أمنحك فرصة ثانية ، هيا تعال إقتنصها .
ضحك هو بفرح ثم صرخ بصوت عالي لجّ الحيّ به .
تشين : تعالي إليّ أنتِ ، الباب مفتوح ، لم أغلقه عليكِ ، أنتِ ما حاولتِ فتحه .

أفرجت عيناها ثم قهقهت بخفة لتستدير و تنطلق نحو الخارج، فتحت الباب و خرجت تركض إليه ، كان قد نزل من على السيارة ، ركضت إليه و خصلاتها تتطاير بالهواء ، أرتطم جسدها الناعم بجسده ليتراجع خطوتين للخلف ثم ابتسم بحب و أحاطها بذراعيه على نحو حنون محبب .

همس مغلق العينين و كفيه يمسدان شعرها بعطف .
تشين : أحبكِ تعلمين ؟
أومأت برأسها المركون على كتفه و ضحكة ناعمة فرت من ثغرها لتصل مسامعه فابتسم ، همست هي بخجل و أنفاسها الدافئة ترتطم بعنقه .
آماندا : و أنا أيضاً .

إزدرد جوفه الجاف ثم نفث أنفاسه هامساً .
تشين : أنتِ ماذا ؟
همست دون مواربة .
آماندا : أحبك أيضاً ، تعلم ؟
أصدر صوت متفاجئ ثم أجابها و عيناه متوسعة بنبرة مضحكة أضحكتها .
تشين : اووه ! لا ، لا أعلم !

ضحكت و ضربت كتفه بكفها برقة ثم همست باسمة بعدما رفعت رأسها عن كتفه و سلطت عيناها بعينيه .
آماندا : كيف لا تعلم أنني أحبك ؟!
همس متأملاً جمال وجهها عن قرب ، فعل لم يفعله منذ زمن .
تشين : لقد أخبرتِني أنكِ قررتِ أن تصبحي عقلانية .

أحاطت عنقه بذراعيها بدلال ثم همست باسمة .
آماندا: تعلم أن معظم قراراتي أبطلها قبل التنفيذ و هذا أحدهم .
أومئ لها بينما يضع إحدى خصلات شعرها خلف أذنها .
تشين : أنا أعلم ذلك .

كوب وجهها بين كفيه ثم أخفضه يقبل جبينها مطولاً و بدفء حقيقي غير منقوص ، رفع وجهها مجدداً لينظر في عينيها ، نفث أنفاسه هائماً بها فأخفضت رأسها خجلاً و ابتسمت ، رفعه إليه مجدداً ثم فاجئها بقبلة عميقة موغِلة نال بها من شفتيها ، هنا ، بالعلن ، و أمام كاميرات الصحافة ، دون خجل أو أدنى تفكير بخجلها بل بكل عمق و حب و كأنهما وحدهما فبادلته أمام الملأ بنعومة على سبيل الإنصياع .

معشر البشر نحن خطّائون ، خُلِقنا لنخطئ و نصحح أخطائنا ، الحب لن يقطع وِصاله خطأ أو أخطاء مهما تعددت ، ما يقطع وِصال الحب سكين كره و هو ما لم يوجد يوماً بين هذين الزوجين ، هو أقسم و هي أقسمت أن أبيض حياتهما سيكون السكر فقط ، ربما أقدارهما ترشهما بالقليل من الملح لكن السكر دوماً المنتصر طالما الحب منتصراً .






..................................................






موسيقى هادئة تضفي على المكان رونق جميل ، صَمَت الناس فلا صوت يُسمَع فقط أنفاس هادئة ، أضواء خافتة و شعاع مُسلَّط في بقعة تنتصف المكان ، رجل يقف أسفل تلك البقعة لينير بوجهه ضلام القاعة ، ينظر نحو ذلك الباب العملاق المغلق ، ينتظر ما خلفه أن يطل .

شفاهه مرفوعة بإبتسامة طفيفة تزين ثغره الحلو ، عيناه باسمة و بها شيء من اللهفة ، وجهه براق بوسامة آسيوية خلابة ، شعره مرفوع للأعلى بشكل أنيق يزده من الوسامة وسامة مضاعفة ، يقف كالأمراء ذاك الوسيم ، يرتكز بقدم دون الأخرى وكفيه في جيوب بنطاله ، ببساطة إطلالة رجولية فاتنة .

إزدادت إبتسامته إتساعاً عندما فُتِحَ الباب أخيراً و طلت من خلفه حلمه البعيد الذي بات قريباً جداً حتى مَلَكَه ، حسناء خجول تمشي إليه باستحياء يليق بفوتنها الخلاب ، ترتدي فستانها الأبيض الضيق لخصرها ثم يتسع كحلقة كبيرة ، بدت كأميرة من الأميرات ، يعلو رأسها تاج بسيط من اللؤلؤ موصول بطرحة تمتد حتى الأرض .

تقدمت إليه حتى وقفت أمامه ، كلاهما يبتسمان بجمال ، مدّ كفه لها لتضع كفها الرقيق به ، أمسكه برفق ثم رفعه إلى فمه قبله برقة ثم أخفضه لينظر إلى وجهها الحسن ، أخذ بيده الأخرى جانب رأسها يجتذبها إليه ثم قبل جبينها بحرارة حتى علت التصافيق من حولهما .

رفع ذراعيها بلطف ثم وضعهما على كتفه حتى تحيط عنقه ففعلت بخجل ثم أحاط خصرها بذراعيه و دفعها إليه بخفة لترتطم بصدره فشهقت بخجل و هي تنظر إليه ليهديها إبتسامة محببة فابتسمت و وضعت رأسها على كتفه ، أخذ يراقصها بلطف بين ذراعيه بينما يهمس لها بكلمات محببة فتبتسم أو أخرى منحرفة فتحمر خجلاً و تتحمحم بإرتباك .

همس لها بالقرب من أذنها .
لوهان : تبدين في غاية الجمال و الرقة !
أبتسمت بخفة دون أن تجيبه ليهمس مرة أخرى بخبث .
لوهان : كم أنا محظوظ ! شمس نهار الغد لن تشرق بسهولة .
إحمرت خجلاً و تحمحت دون أن ترد مجدداً فضحك بخفة .

هناك هم غارقين بالعسل تحت الضوء و مرأى العين و أخرون كُثر غارقين به في السر أسفل الظلام حيث لا عين تتصيدهم .

حيث هناك ذاك الرجل ذو الجسد الطويل العملاق يحيط زوجته بذراعه التي تلف ظهرها و تستريح على خصرها ، همس بأذنها بينما أنامله تتحسس خصرها بعبث .

تشانيول : أشعر أن خصركِ إكتسب بعض الوزن قليلاً .
تبسمت هي إليه ثم همست بينما تنظر في عينيه .
ميرسي أريانا: أظن ذلك ، لقد أصبحت في شهري الثالث من الطبيعي أن أزداد وزناً .

مالت برأسها إلى الجانب ثم عبست و أبرزت شفتيها قائلة .
ميرسي أريانا : أنت ستبقى تحبني حتى لو تحولت إلى بالون ، أليس كذلك ؟

ضحك هو بخفة ثم نظر إليها ليكوب وجهها بين يديه برقة قائلاً .
تشانيول: أنا سأعيش على حبكِ لمداد عمري بأكمله ، حبي لكِ لن يقتنص بتغير شكلكِ ، أنا أعشقك أنتِ قبل جسدكِ ، بل حبي سيزداد أكثر و أكثر مع مرور كل لحظة جديدة أقضيها معكِ ، أنتِ أجمل خلق الله ، أمجنون أنا لأتغير معكِ ؟! أنتِ كحلم عدن ، لن أترككِ أبداً .

أخفض كفيه من على وجهها لتحتضنه إليها بينما تقف على أطراف أصابعها حتى ما شعرت بقدميها تمس الأرض بأي طريقة كانت عندما رفعها بذراعيه من خصرها فأرتفع رأسها عن مستوى رأسه ، وضعت جبينها على جبينه و كفيها الرقيقين على وجنتيه ، مالت برأسها تقبل شفتيه الحلوتين الباسمتين فبادلها دون منح من حولهما أي إهتمام ، فقط هما بعالمهما الصغير الجميل .

في زاوية أخرى مرئية للأعين حيث يقف هاذان الزوجان و بعض الأنظار تلقي شرارات حسد عليهما ، حيث كفها الصغير مُدفء بكفه الذي يحويه و رأسها مسنود إلى صدره العريض بينما ذراعه الأخرى تحوي جذعها الرقيق بحب باعثاً لها أطياف من الحب و الدفء .

تارة ترفع بصرها تنظر في عينيه فيبتسم و تارة تخفضهما فيشدد وثاقه الدافئ حول جسدها ، حب ناعم ، هادئ ، و رقيق يشع من كليهما ، مشاعر مفعمة بالغرام تتناقلها عيونهما ، حب رقيق يليق بهدوئه و ثباته و يليق بنعومتها و خجلها ، حباً أخيراً لمع في أرض السكر .

همس بعد أن طال وقوفهما بأذنها بصوت محبب رقيق بدى فيه كم القلق و الإهتمام اللذان يكنهما لها .
دي او : أتشعرين بالتعب يا عمري ؟ أنجلس ؟

رفعت رأسها تنظر إليه من جديد و تبسمت بنعومة هامسة بينما تنفي برأسها .
كريستين : لا تقلق حبيبي ، أنا بخير ، لا أشعر بالتعب ، كيف سأشعر بالتعب و أنت تحضنني بكل هذا الإهتمام ؟!

ضحك بخفة ثم همس بعدما ارتفعت يده التي كانت تحيط قدّها إلى شعرها الأسود المسدول حتى أسفل رقبتها ليمسده بنعومة .
دي او : امممم أنا سأغرقكِ بالإهتمام و الحب ، سأجعلكِ أسعد إمرأة في العالم أجمعه ، لدي الكثير من الخطط ، سترين بعينيكِ أيام أجمل من هذه حتى .

عقدت حاجبيها بتأثر ثم نفثت أنفاسها الهائمة و ألقت بجسدها على صدره ليحتضنها بذراعيه الدفئتين لتهمس .
كريستين : أنت لا تعلم ، أنا أسعد إمرأة في العالم ، معكَ أنا كل مكنوناتي سعادة .

همهم لها ثم أسند ذقنه على رأسها لتحرك جسدها بطفولية فشعر ببطنها التي برزت أخيراً تحتك بعضلات معدته بطريقة تثير الضحك فيه ليقهقه بنغمة فَرِحة مُفرِحة بينما يهمس لها .
دي او : كم أنتِ لطيفة !

على طاولة قريبة من هذين المحبوبين ، هناك سيهون الذي يحتضن كفي زوجته بكفيه ثم ساعدها على الجلوس ببطء على الكرسي القريب بعد أن إشتكت التعب إليه فلقد أصبح وزنها ثقيل و ما عادت قدميها الرقيقتين تستطيعا حملها ، رفع الصغيرة آشلي و أجلسها في حجره بعدما جلس بجانب زوجته .

أخذ كف زوجته القريب من جديد و أبقاه في كفه يمسح على ظاهره بإبهامه بلطف ، وضعت هي رأسها على منكبه ثم تنهدت بتعب ليهمس .
سيهون : أنتِ بخير يا عمري ؟ أتشعرين بالألم ؟

تنهدت قبل أن تجيبه و قد ظهر على صوتها التعب جلياً .
فكتوريا : لا تقلق حبيبي أنا متعبة فقط .
تنهد بضيق لحالها ، التعب و الإجهاد قد ظهرت أعراضه على محيياها المرهق ، إنها بشهرها التاسع و هو قلق عليها كثيراً ، حتى أنه يتمنى لو تمر الأيام سريعاً و تأتيه أميرته الثالثة التي تتعب والدتها في داخل أحشائها .

رفع كفه الحر و أخذ يمسح على وجنتها بعطف عله أشعرها ببعض الراحة لتغمض هي عيناها بإرتياح و تدمدم .
فكتوريا : سيهون أنا أحبك !

تبسم هو بعطفٍ ثم همس لها .
سيهون : أنا أحبكِ أيضاً و لكن لِمَ تخبريني بحبكِ الآن و هنا ؟!
رفعت كتفيها بتململ ثم أجابته بهدوء .
فكتوريا : لا أعرف ، لكنني شعرت بحاجتي لأخبرك بهذا ، تعلم أنني أحبك كثيراً ، صحيح ؟

إتسعت إبتسامته أكثر ثم همس لها .
سيهون : أعلم بذلك و أنا أحبكِ بقدرٍ يفوق حبكِ لي ، أحبكِ جداً لذا لأجلي أبقي بخير .
همهمت له ثم أغمضت عيناها بسكون على كتفه .

وضعت يدها على بطنها عندما شعرت بوخز أسفله ، إمتعضت ملامحها بألم و أغمضت عيناها بقوة ، أصدرت تأوه خفيض من بين شفتيها ليلتف سيهون إليها برأسه سريعاً و يجهر بقلق بينما عيناه تطالعها بإضطراب حقيقي .
سيهون : أنتِ بخير ؟ أرجوكِ أخبريني !

أومئت له بعد أن تبسمت غصباً حتى تشعره بالإطمئنان .
فكتوريا : أنا بخير ، إنها نزعة ألم بسيطة ، لقد ذهبت .
رفع رأسها عن كتفه و كوب وجهها سريعاً لينظر بعينيها الذابلتين .
سيهون : هيا لآخذكِ إلى المستشفى !

نفت برأسها ثم وضعت راحتيها على ظاهر كفيه اللذان يحاصران وجهها .
فكتوريا : لا ، أخبرتك إنني بخير ، لا أريد أن نفسد حفل الزفاف ، سنذهب بعد أن ينتهي ، الألم ليس شديداً على آية حال .

أومئ لها متنهداً بينما يطالع وجهها الذابل كزهرة أُقتِطِفت قديماً ثم رُميت بين الأخريات دون أن تنال على حصتها من الماء لتبعث في عروقها الشباب فغدت ذابلة هالكة على مشارف الموت خلفها الحياة بعيدة الأمد ، لام نفسه ما كان عليه أن يغضب منها ، و وحامها ، و تقلب مزاجها الحاد أثناء حملها ، أنها تعاني أضعاف معاناته .

هناك بيكهيون أيضاً الذي أعلمته زوجته بأنها ستذهب إلى دورة المياه لتعدل زينتها و طلبت منه أن يهتم بالتؤام حتى تعود ، لكنه بالتأكيد بيكهيون ذو العقل الخبيث و الفِكر العابث لن ينفذ ما طلبته بل سيقلبه حرفياً حيث أداع ابنتيه ميرسي أريانا و تشانيول اللذان سُعِدا بمداعبتهن ثم تخلف هو عنهم سريعاً متعذراً بإتصال عاجل لا أصل له من الوجود .

ذهب إلى دورة مياه النساء مُتخفي كالسارقين ، وقف أمام الباب من الخارج ينتظرها تخرج و بمجرد أن فعلت شعرت بيده تسحبها بعيداً في زاوية مظلمة ليست مرئية للعين .

شهقت هي بخوف لقوة اليد الحديدة التي سحبتها تلك ، حالما رطمها بالحائط بخفة و حاصرها بذراعيه من كلا جانبيها همست بعينين منفرجة بمزيج من الغيظ و الصدمة .
إيزابيلا : بيكهيون ! ماذا تفعل هنا ؟! ألم أوصيكَ ببناتنا ؟!

أومئ لها رافعاً يده ليرجع خصلة خلف أذنها ثم همس و عيناه العابثة تراودها فعلمت سر ما بهما .
بيكهيون : أودعتهن لميرسي أريانا ، لا تقلقي .
أومئت له بحنق ثم تخصرت بتحدٍ .
إيزابيلا : آها ! و لماذا أتيت خلفي ؟ عيناك مليئتان بالعبث و لمساتك خبيثة فماذا تريد زوجي العزيز ؟

مثل التفكير بينما ينظر لها ثم نفث أنفاسه متحدثاً بإبتسامة جانبية ترفع شفتيه بجمال .
بيكهيون : امممم ، تعلمين ، أنا جامح و لقد كبتُ العبث كثيراً أثناء نزاعنا و الآن أريد إسترداد ما فاتني .

نظرت إليه بعينيها المتوسعتين ثم هدرت بإحتدام .
إيزابيلا : بحق الله أنت ما الذي فاتك ؟! ثم و إن حدث الآن تريد إسترداد ما فاتك ؟! الآن و هنا ؟! هنا ؟!

أومئ لها بيكهيون كلما تسآلت برأسه بثبات و بدى عليه التصميم على ما سيفعله ، ضحكت بإرتباك ثم همست بإبتسامة مضطربة .
إيزابيلا : حبيبي ، ما زال الوقت أمامنا طويل ، ستسترد ما فاتك عندما نعود إلى منزلنا ، ما رأيك ؟ هممم ؟

هي تتكلم معه أما هو فعينيه تجول على جسدها المستتر بفستان أبيض طويل بتلك الإبتسامة الجانبية الخبيثة ، نفى بحاجبيه هامساً بِ" لا " عندما إختتمت حديثها فحاولت دون أدنى أمل في النجاة أن تهرب من بين يديه و تعود إلى الداخل بعيداً عن عبثه ، عندما فرّت من أسفل ذراعه لكنه أمسك بمعصمها سريعاً بيده و أعادها أمامه محصورة بينه و بين الحائط .

نظرت إليه بإرتباك شديد و ما كان منها إلا أن تستعطفه ببعض الكلمات لكنه أصمتها قبل أن تفعل بشفتيه التي أطبقت على شفتيها دون سَبَق ، إلتفت ذراعيه حول خصرها يشدها منه إليه و هي يداها على صدره تحاول صُنع مسافة بينهما بكل فشل ، استسلمت لرغبته المُلحّة فبادلته بنعومة و أحاطت عنقه بذراعيها .

فصل شفتيهما بعد وقت لتأخذ حبيبته أنفاسها المتلاشية ، أسند جبينه إلى جبينها ثم أراح راحتيه على وجنتيها هامساً بذلك القرب الذي يجعل أنفاسه الدافئة ترتطم ببشرتها .
بيكهيون : قصدتُ قبلة فقط .

رفعت عيناها تنظر إليه بحنق ، أكل هذا الترهيب لأجل قبلة فقط ؟ ظنته سيذهب بها بعيداً ، رد عليها بإبتسامة بريئة لتضحك بخفة ، قبل جبينها بدفء ثم أخذ بكفها و سحبها خلفه باسماً كما هي أيضاً ، عاد بها إلى الداخل لتتوجه إلى طفلتيها سريعاً و كأنها غابت عنهن طويلاً .

تبسم بيكهيون بينما يسمع تشانيول يحدثه .
تشانيول : لقد أصبحت أولنا أباً .
وضع تعبيراً متبختراً على وجهه و رفع كتفيه قائلاً.
بيكهيون: أنا قوي !
نظر إليه تشانيول بطرف عينه .
تشانيول : أتعلم ؟ سآخذ بحقي منك لأنني الأولى لأكون الأب الأول في المجموعة فأنا من تزوج أولاً .

عقد بيكهيون ذراعيه إلى صدره ثم همس بتحدٍ .
بيكهيون : و ماذا ستفعل ؟
تخصر تشانيول أمامه بحقد ثم أردف بقوة .
تشانيول: ميرسي أريانا ستنجب لي تؤام ذكور لكي يسرقا ابنتيك في رشدهم .

وضع بيكهيون كفيه في جيوب بنطاله و إلتف إليه كاملاً بينما بأعين تشانيول نظرة تحدي حيث أمسك بمعصم ميرسي أريانا و جذبها إليه قائلاً متوعداً بسبابته بينما هي تنظر إليه مدهوشة .
تشانيول : اسمعي جيداً ، أنتِ ستنجبين لي صبيّان لكي يختطفا فتاتيه ، أتفهمين ؟

رمشت هي بعدم فهم ثم هتفت بنبرة مدهوشة .
ميرسي أريانا : و ما شأني أنا ؟! لستُ من يحدد ذلك !
رفع كفيه بلامبالاة ثم قال .
تشانيول : قلتُ ما في جعبتي ، ستأتي لي بصبيّان !

بدى جديّ جداً فأبقت على فمها صامتاً و التفتت لإيزابيلا التي تنظر إليه بتعجب قائلة .
إيزابيلا : ما به زوجكِ ؟!
وكزت صدغها بسبابتها ثم همست .
ميرسي أريانا: لقد جُنّ .

إنتفضت عندما أردف من خلفها بقوة .
تشانيول: ماذا قلتِ ؟
بالطبع أذناه السليطتان ستلتقط أية كلمة قد تتفوه بها حتى لو كانت مجرد همس خفيض ، أحابته بإرتباك .
ميرسي أريانا: لا ، لا شيء ، لم أقل شيء ، نتحدث عن الأطفال فقط !

ضحكت بإرتباك عندما رماها بأسهم عيناه الحادة فابتلعت ريقها و صرفت عيناها عنه إلى إيزابيلا التي تحمر خجلاً من همسات بيكهيون البعيدة المفهومة بشفتيه اللافظة .

آخران حيث سوهو الذي ينظر لزوجته بغيظ و كأنها ارتكبت خطيئة ، نظرت إليه بإرتباك بعدما إبتلعت جوفها ثم أشارت له بيدها مستفهمة عن سوء مزاجه ، دحجها بنظرة ساخطة ثم أردف بقوة مشيراً إلى فستانها .

سوهو : ما هذا الذي ترتدينه ؟
أمسكت أطرافه الواسعة بيديها ثم همست ببراءة .
ماريا : ما به ؟
رفع صوته قليلاً بشكل غير مُلفت للحضور قائلاً .
سوهو : ماذا تقصدين بما به ؟ ماذا قلنا عن الفساتين القصيرة ؟

بررت نفسها بنبرة متوجسة قائلة .
ماريا : ماذا بك ؟ لقد رأيته مسبقاً و وافقت أن أحضر به الزفاف فما المانع الآن ؟
رد عليها متخصراً بغل .
سوهو : لم أره على جسدكِ قبل الحفل ، أرتديتِ معطفاً طويلاً كي لا أعلم بأنه قصير و نجحتِ ، لقد عرضتِه عليّ بين يديكِ لا على جسدكِ !

إقتربت منه حتى لامس جذعها جذعه و همست بدلال بينما أناملها تتداعب أزرار قميصه .
ماريا : لكنه يصل أعلى ركبتاي بقليل ، لم أتجاوز الحدود كثيراً .

تنهد و هو ينظر إليها و قد لانت ملامحه بعض الشيء فابتسمت بدلال و تابعت .
ماريا : ألن تسامح زوجتك ، حبيبتك ، و أم أطفالك المستقبلية ؟

نفث أنفاسه بثقل ليجيبها بينما يحرك رأسه يميناً و يساراً بقلة حيلة .
سوهو : كيف لي أن لا أفعل و أنتِ تستخدمين حيّل أنوثتكِ علي ؟!

تبسمت بسعادة و ودت الإنسحاب من أمامه لترقص في ساحة الرقص لكنه سحبها من ذراعها بجانبة و أحتضن جذعها إليه عنوة ليهمس محذراً .
سوهو : لكن هذا لا يعني أن تفعلي ما شئتِ ، لا رقص ، قفي هنا و لا تبرحي مكانكِ بجانبي .

أبرزت شِفَّتها السفلى بضيق و نظرت إليه تستعطفه بعينيها كالقطط الجائعة ؛ فهي تود أن تمرح مع الفتيات و لكنه لا يدعها أبداً ، لكنه نفى برأسه رافضاً بشكلٍ كُليّ .

قلبت عيناها بسخط و عقدت ساعديها إلى صدرها بحنق ففاجئها به يديرها إليه بقوة و يقبل شفتيها حتى تأوهت بألم شديد بين أسنانه التي تقضم شفتيها بِنَهَم .

حالما حرر شفتيها من بين أسنانه ضربت كتفه بكفها قائلة بألم .
ماريا : سوهو ! آلمتني !
مسح على شفتيها بإبهامه ثم همس متأملاً بها بشرود.
سوهو : تستحقين .

تقهقهر داخلها غضباً و بدى واضحاً على وجهها المحتقن بحُمرة الغضب لكنه ما أبه بغضبها بل خلع سترته و وضعها على كتفيها ثم أمرها مهدداً .
سوهو: أرتديها و أياكِ أن تخلعيها و إلا حولت جسدكِ إلى مشاتل بعلامات مؤلمة ، حسناً ؟!

أبتلعت ريقها الذي جف فجأة بينما تطالعه بإرتباك يهددها لكنها ما فتئت أن طاعته بأيماءة من رأسها جائت على وجه السرعة و الخوف ليبتسم بجانبية عنجهية ثم همس بينما ينظر للحضور و قد وضع كفيه في جيوب بنطاله .
سوهو: جيد ، لإرى إن كنتِ تجرؤين على الخروج بفستان كهذا مجدداً .

أمام الملأ في زاوية أخرى حيث كاثرين تبتلع جوفها بإرتباك بينما تنظر إلى زوجها الذي يضرب بقدمه الأرض بغيظ و عيناه مسلطة على رجلٍ يقف على مرأى بعيداً منه يقابله .

عيناه لا تمزح بل لو أنها رصاص لمات ذاك الرجل باكراً جداً ، ما يكبحه زوجته التي تتشبث به تحاول تهدئته رغم صمتها و صديقه الذي يحتفل بزفافه و هو بالتأكيد لا يود قلب الفرح ترح بتنفيذ ما يجول برأسه .

قد غاب عن زوجته دقيقتين ، تركها بهما ليُجيب صديقه لوهان الذي طلب منه خدمة و عندما عاد وجد رجلاً بذيء الخُلق يتلصص عليها بنظرات قذرة جعلته يرغب في إقتلاع عينيه ليتخذ من الظلام صديقاً مؤبداً له .

عاد إلى زوجته بحزم و احتضنها إليه بقوة بحركة يخبر بها ذاك الرديء أن تلك المرأة تخصه بل ملكه ، ثم ما فتئ أن يطلق عليه هذه النظرات المخيفة .

همست كاثرين بالقرب من أذنه و قد بدى الخوف في صوتها جُلياً .
كاثرين : كاي ، أنت لن تفعل شيء صحيح ؟
عضت شفتها بألم عندما أشتدت قبضته على خصرها دون إدراك منه أثناء أجابته .
كاي : لا أظن أنني لن أفعل .

وضعت كفها على قبضته الصلدة التي تؤلم خصرها لينظر إليها ببرود ، سرعان ما لانت نظرته لتصبح أخرى قلقة عندما لمح الألم يجول وجهها فرفع يده سريعاً ثم أعادها ليمسح على خصرها بلطف قائلاً بقلق .
كاي : آسف ، آلمتكِ دون قصد مني .

نفت برأسها ثم همست تنظر إليه بعينيها تستعطفه بنظرة حنون قائلة .
كاثرين : لا بأس ، أنا بخير طالما مررتَ الأمر بالتجاهل ، لأجلي حبيبي دعكَ مِنه .

أومئ لها بينما ينظر لذاك الرجل البعيد بتلك النظرة المشتعلة بثبات ثم همس .
كاي : حسناً .
تجاهلت هي نظراته لذلك الرجل ، إن بقي الأمر على نظرات كارهة فلا بأس ، ترجو أن لا تطور الأمور على هذا الحد .

أسندت رأسها على صدره بلطف و أحاطت بأحدى ذراعيها خصره و الأخرى آراحتها على أيسر صدره بالضبط فوق قلبه ، ذاك القلب الذي يتخبط صخباً تحت كفها الرقيق ، ذاك القلب الذي ينبض بمزيج من العشق و الغيرة .

هو بكل تملكه أحاطها بذراعيه و شدد ذراعيه كعناق متملك حولها بل كعناق حامٍ حبيب و مُحِب ، رفعت بصرها تنظر إلى ملامحه المتبرمة ثم تنهدت قبل أن تمرر أناملها بنعومة على صفحة وجهه ليحول نظره الحاد إليها .

وقعا بتواصل بصري حاد من ناحيته مُحِب من ناحيته ، أخذت ملامحه تَلين رويداً رويداً من عينيها المُحبة ، لمسات أناملها الحنون ، و شفاهها الباسمة ، كل هذا له فأنى له أن يلين ! تشكلت على شفتيه إبتسامة خفيفة ثم أخذت تتسع شيئاً فشيئاً حتى ملئت شدقيه .

انتهى به الأمر يحتضنها من جديد لكن بود و حب آخاذ جداً ، ما زال على عهده السري لنفسه هو لن يمررها لهذا الرجل بسهولة ، زجره بنظرة حادة من بعيد ليتحمحم الأخير و ينصرف من أمامه .

راقبه كاي بعينيه خطوات ذاك الرجل الذي يتجه بها إلى الخارج ، أبعد كاثرين عن صدره ثم أخبرها بلطف أنه سيذهب للحمام أومأت له بنعم ليذهب ، تبع ذلك الرجل دون أن يلفت إنتباه أحد و لا المتبوع نفسه .

وقف خلفه في الفناء الخلفي للقاعة ثم أردف بخشونة .
كاي : أنت ! 
إلتفت إليه الرجل ليبتسم كاي بوجهه قبل أن يهديه لكمة من قبضته الحديدة تركت أثراً على وجنة الأخر بعد ما أوقعته أرضاً قبل أن يهمس بشراسة .
كاي : هذه كي لا تقترب من زوجة كيم كاي مجدداً .

أما في داخل القاعة و تحديداً في ساحة الرقص هناك ذلك الثنائي المغمور بالحب من جديد ، تشين و آماندا ، حتى أصبحا محط الإهتمام أكثر من العروسين أنفسهم ، كلاهما يتوددان للآخر ، هو يلقي على مسامعها عبارات غزلية و هي تبتسم بخجل كرد فعل ناعم .

تودد إليها بإلصاق جسدها به ثم همس و هو يتنعم بالنظر إلى وجنتيها المتوردتين بجمال الخجل .
تشين : تعلمين كم أنا أحبك ؟
نفت برأسها كالأطفال لتتضارب بعض الخصلات على وجهها قائلة .
آماندا : لا ، لا أعلم ، أخبرني كم ؟

ضحك بخفة ثم كبتها ليضع أنامله تحت ذقنه يفكر بالمقدار المناسب ، أما هي فمأخوذة بسحر جاذبيته الهادئة ، أشتاقت إليه مُحباً هادئ ذو روح عاشقة بقدر ما كرهت منه غضبه و سخطه ، أمال رأسه إليها و أفرج عينيه بحب لتبتسم بحب .
تشين : تقريباً ألف عامٍ ضوئي .

ضحكت بخفة قبل أن تجيبه بفكاهة .
آماندا : من أخبرك أنني أعمل في وكالة ناسا لأفهم ما تقوله ؟ !
غمز لها بعبث قبل أن يهمس لها .
تشين : هذا غزل كوني يا حبي .

أومأت له باسمة فنفث أنفاسه بحب بينما ينظر لها ، بعد أن ذابت خجلاً بين يديه أخذ نفساً و قال .
تشين : أتعلمين كم تبدين جميلة ؟

نفت برأسها مجدداً و لكن بدلال ، تود أن يمنحها إجابة توفي أنوثتها حقها ففعل عندما قال .
تشين : لدرجة أنني لا أستطيع رفع عينيّ عنكِ ، لدرجة أن العمى أصابني تجاه جميع النسوة إلا أنتِ ، أنتِ تختصريهن جميعاً بنظرة حب ترمقيني بها .

أخفضت رأسها خجلاً ليقبل مقدمته التي تقابل وجهه ، رفع وجهها من ذقنها بأصابعه ثم همس .
تشين : أتعلمين كم أشتقتُ لكِ ؟

نفت برأسها مجدداً بخجل ، حركة طافت بمكونات مشاعره لتطيحه للمرة الألف بحبها أن أصح بالعد ، همس بعدما وضع كفه على وجنتها فأنامتها داخل راحته بينما تسمعه يقل .
تشين : لدرجة أنني لا أستطيع رفع بصري عنكِ ، أخاف إن أبعدته عنكِ أحترق شوقاً لكِ .

تلكأت بخجل ، فتحت فمها تود الحديث بشيء لم يجهزه عقلها بعد فتعاود إغلاقه ، حدث الأمر عدة مرات ليقهقه بخفة ، ضربت كتفه بكفها قائلة بخجل شديد .
آماندا : توقف عن إغراقي بعبارات غزلك ، الرحمة بمشاعري !

أومئ لها باسماً مهمهماً بطاعة ثم أحتضنها بعطف بين ذراعيه و صدره يميل بها يميناً شمالاً كعريس يومه ثم أخذ يراقصها على نغمات نبضات قلبها و تلك الموسيقى المعمولة بالقاعة على نغمٍ هادئ جميل .

عودة إلى العروسين اللذين لما شمل كم الحب هذا في مكان واحد فهما في عالمهما الخاص ، عالم مليء بالحب و الدفء ، عالمٌ لا يسكنه سِواهما ، هو و هي فقط ، معزولان به عن العالم أجميعن حيث الحب و العشق في يومها المنتظر ، اليوم الذي إنتظره كلاهما طويلاً .

همس لها بإبتسامة و عيناه تجول على حُلّتها البيضاء الملاكية التي زينته له وحده بينما خصرها مقيد بذراعيه و أكتافه بذراعيه يراقصها منذ زمن في منتصف القاعة .

لوهان : تبدين في غاية الجمال ، آه يا يوم حظي !
همست بدلال باسمة .
جازميت : اليوم يوم سعدي ؟
أومئ لها بثبات مهمهماً ثم أشدد ذراعيه حول خصرها ليلصقها به .
لوهان : و ساعة سعدي عندما آخذكِ إلى منزلنا و أختلي بكِ ، هذه ساعة حظي فعلاً .

تحمحمت بخجل و ناظرته بإرتباك قبل أن تردف بخجل .
جازميت : لوهان لا تخجلني ، لا تقل لي هذه الكلمات .
أومئ لها دون إهتمام ثم قال بلامبالاة .
لوهان : حسناً ، لن أقول هذه الكلمات في المنزل سأطبقها بالفعل .

زجرته بنظرة غاضبة فغمز لها قبل أن يضع شفتيه محاذاة أذنها قائلاً .
لوهان : أنتِ الليلة ستتعرفين على لوهان جديد لم تعرفينه من قبل .

ابتلعت جوفها بخوف ثم همست تناظره .
جازميت : لماذا تقول لي هذا ؟
تبسم بخفة جانبية خطيرة قبل أن يوغل همسه إلى مجراها السمعي فلا يستطيع عقلها تحليل ما قاله إلا بطريقة مخيفة و خصوصاً عندما ترك أثر قبلة على عنقها خطفاً .
لوهان : أنا وحش إن فقدتُ صوابي .

أغمضت عيناها و وضعت رأسها على صدره بصمت فلا هي تستطيع رد كلماته و لا تستطيع النظر لوجهه فتلك النظرات الجريئة التي يرمقها به تمنحها مقدمة مجانية عما بعد الزفاف ، ففضلت قطع أي أتصال به عدا الحسي بالتعلق به و التخفي منه إلى صدره .

أثنان منهم بقيا وحيدين ، رجلين لم يجدا نصفهما الآخرين بعد ، كريس و تاو اللذان يقفا بمحاذاة بوابة القاعة يطالعان الجميع بمزيج من الصمت و الغبطة ، كلاهما يفكر ، ماذا سيحدث للعالم لو حصلا على زوجة ؟ ماذا سيخسر ؟ ربما الآوان لم يحن بعد أو أن التوقيت ما زال غير مناسباً .

لكن الوقت قد حان ليجدا نصفهما الضائع ، كلاهما شابان يفوقان الوسامة سحراً و البهاء شموخاً ، أي نظرة منهما تطيح بأجمل الفتيات بلا شك ، لكن كل سهل متروك ، شغف الحب الذي يحلمان به لم يحصلا عليه بعد ربما حان الوقت فعلاً و لن يكملا المزيد من الطريق وحيدين في المسكن كشابين أعزبين متاحين للفرص .

أعلنت نهاية حياة العزوبية التي ملّاها باكراً جداً عندما دخلت فتاتين من خلفهما و قامتا بالإصطدام بهما من دُبرٍ دون أدنى إنتباه أو عمد بل كانتا شاردتين بحديث بدى مثيراً للإهتمام بينهما .

إلتفت كريس للذي إصطدم به و ملامحه قد كشرت بإنزعاج و قبل أن يتفوه بشيء إنحنت إحدى الفتاتين معتذرة ثم إنصرفن بهدوء ، إلتفت إلى تاو الذي يقف بمحاذاته و ينظر للأخرى بشرود فابتسم كريس بخفة ثم أعاد بصره لهن .

تقدما كريس و تاو من خلف الفتاتين ثم إصطدما بهن بعمد فالتفتت كلتاهما و الإنزعاج بادٍ على وجهيهما ، انحنيا الشابان ثم غادرا بصمت .

حالما إبتعدا أخذا يضحكان بفكاهة ثم صمتا فجأة عندما شعر بنقر خفيف على كتفيهما فالتفتا ليرا تلك الفتاتين ، و كما هو ليس متوقع خاضتا شجار عنيف معهما خرجا منه تاو و كريس مغلوبين أمام تلك الفتاتين المشاكستين أو لربما العنيفتين .

الحياة دوماً تمنحنا فرص ثانية علينا إستغلالها فقط كما سيفعلا تاو و كريس و سيجدان ضالتهما على مسار النجاح للبحث عن النصف الآخر أو التؤام الروحي .

في ساحة الرقص من جديد و بالقرب من تشين و آماندا اللذان ما زالا يرقصان و يتغزلان في شغفهما الأول هناك ذاك الثنائي الذي يجاورهما برقصة هادئة .

تبسمت روزلي و هي تختطف النظر لآماندا المغمورة بالغرام من جديد بينما زوجها يراقب عيناها الباسمة بحب ، همس لها .
شيومين : لماذا تتجسسين النظر إلى صديقي و زوجته ؟

نفثت أنفاسها و اتسعت إبتسامتها قبل أن تعيد النظر لزوجها قائلة .
روزلي : أنظر لهما كم هما سعيدان ! أنا حقاً سعيدة لأجلهم ، لقد تزوجا منذ قرابة عام و ما زال الحب يلمع في عينيهما كما في ليلة زفافهما .

إقتربت إلى زوجها أكثر و أسندت جبينها إلى جبينه قائلة .
روزلي : أرجو الحب الذي يجمعني بك أن يبقى قوياً و جديداً للأبد .
تبسم لها بخفة حباً ثم همس لها و ذراعيه قد شددتا الوِثاق على خصرها .
شيومين : لا تقلقي يا حبي سيبقى حبنا دوماً نضِراً سليماً من الملل و العِتق .

تلمس خصرها بكفيه ثم قال بحنان .
شيومين : و خصوصاً أن بطنكِ يحوي طفلي ، أي قطعة مني تنضج داخلكِ ، ذلك الطفل سيملئ حياتنا و يقوي أوصار الحب بيننا فلن ينضب .

تبسمت هي بإتساع و وافقته بإيمائة مرحة برأسها ليقهقه بخفة قبل أن يسألها .
شيومين : بالمناسبة أأخبرتِ أحد بأنكِ حامل ؟
توترت هي خجلاً ثم نفت برأسها بعدما صمتت لثواني طويلة فقال بإستهجان .
شيومين : لماذا ؟

إبتعدت عنه قليلاً و أخذت تنظر لوجهه قائلة .
روزلي : لأنني أخجل من قول ذلك ، ماذا سيقولون عني ؟ تزوجتُ منذ فترة قصيرة و الآن عدتُ ببطن منتفخة !

نظر لها مكشراً ملامحه ثم قال مستنكراً .
شيومين: لا أرى عيب في ذلك ، ماذا سيقولون ؟ سيقولوا عني أسد و أنتِ وَلوّد فقط .

إلتفت إلى الأصحاب و هي تحاول الإعتراض عما سيفعله فهي تعلم ماذا سيقول ، أخذ كأساً و طرقه بخفة ليلتفت الجمع إلى مصدر الصوت فيبتسم بخفة .

وجه كلامه بإبتسامة بداية إلى العروسين .
شيومين : أعتذر بداية لمقاطعة أي كان ما تفعلونه و لكنني أود إعلان أمراً مهم جداً يخصني أمامكم إن كان العروسين لا يمانعا .

أومئ له لوهان بالموافقة مبتسماً كي يتابع ففعل قائلاً بعدما لف إحدى ذراعيه حول خصر زوجته و ألصقها به فوضعت هي كفاً على صدره و الآخر على ظهره و قد إحتقن وجهها بالأحمر مقدماً .

شيومين : أود أن أخبركما بأنني و زوجتي روزلي نحمل خبراً سعيداً للجميع و قد قررت إستغلال الحفل لإعلانه ألا و هو أن زوجتي الحبيبة حامل مما يعني أننا سنرزق بمولودنا الأول بعد عدة أشهر .

إقترب و همس بأذنها بصوت خفيض لا يسمعه غيرها قائلاً بعبث فتزداد توتراً و خجلاً عما تعيشه بالفعل .
شيومين: و بعدها سنكمل عملنا على باقي أطفالنا .

علّت تصافيق الحضور من كل حدب و صوب و أنهالت عليهم التباريك من قبل الجميع ، ليس الجميع فعلياً ، فحالما أعلن شيومين إعلانه هذا إلتفت كاي ، سوهو ، و تشين إلى زوجاتهم اللواتي يقفن جنباً إلى جنب ، تصيدت كل واحدة منهن قدحاً نارياً يشتعل بأعين رجالهن مما يعرفن عنهم من جنون .

تقدم الثلاثة نحوهن فابتلعن ريقهن بجفاء قبل أن يتراجعن للخلف و بهذا إلتفت الجميع إليهم عندما زمجر الرجال و بغضب و أخذ كل واحد منهم زوجته على ظهره تتخبط بخجل ثم خرجوا و الغيظ يأكلهم .

كاي : شيومين ينجب قبلي ! و الله لن تري ضوء الشمس قبل أن تحملي !

سوهو : أنا القائد و ما زلتُ لم أحصل على طفل ، لقد طفح الكيل ! لا مزيد من الدلال قبل أن أراكِ حاملاً !

تشين : كل هذا بسببكِ ، لا أريد أن أنجب باكراً ، دعنا نتمم عامنا الأول ثم سنفكر بالأمر ، الآن ستحملين الآن ، و إلا ما تركتكِ أبداً !

صرخن ثلاثتهن بخجل و غضب شديد بينما يُحملن على ظهور أزواجهن كأكياس البطاطا للخارج ، أما عن صوت الضحك فقد ملئ القاعة و وصل مسامع من هم خارجها ، كيف سيتجرأن على الخروج للعامة من جديد بعد هذا ؟ أزواجهن لن يهتموا بالفعل .

صوت ضحكات ليليانا ملئت مسامع زوجها الذي يضحك أيضاً كما الجميع في القاعة ، لكنه أختار كبت ضحكاته و التوسم بضحكات زوجته بدلاً من ذلك ، إلتفتت تنظر إليه فانخفضت ضحكتها تدريجياً حتى أبقت على إبتسامة لطيفة فقط تزين وجهها بها أمامه .

همس بعدما رفع يده يمسح على شعرها بلطف قائلاً .
لاي : لا يعلموا كم أمر أن تكون الزوجة حامل صعب ، أود إخبارهم بما لقيت منكِ لكنني أخاف عليهم النزوح عن الإنجاب للأبد .

ضحكت بخفة قبل أن تجيبه باسمة .
ليليانا : ألهذه الدرجة أزعجتك ؟
أومئ لها بثبات قائلاً .
لاي : لا تعلمين إلى أي حد وصل إزعاجكِ لي !

قلبت عيناها لتهمس .
ليليانا : ماذا لو كنت مكاني ماذا ستفعل ؟
نفى بيديه و رأسه معاً قائلاً .
لاي : لا ! لا أريد مكانكِ ، و لا تريدين معرفة ماذا سأفعل ، دعي كل منا في مكانه ، شكراً لكِ .

ضحكت بخفة من جديد ثم همست بعدما تنهدت و هي تتحس بطنها المنتفخة .
ليليانا : لم يبقى الكثير ، سألد في أي لحظة قريباً و أرتاح من هذا الثقل الذي أنهكني .
نفى برأسه قائلاً .
لاي : لا بأس بأي لحظة لكنها يجب أن تكون بعد إنتهاء الزفاف ، حسناً ؟

قبل أن تجيبه بالنفي أو الإيجاب أنخفضت سريعاً متأوهة بينما تتمسك ببطنها بكفيها ، إنخفض لها بإرتباك ثم قال .
لاي : أنتِ تمزحين ، لا يمكنك أن تلدي هنا ، أخبرتك عندما نعود إلى المنزل .

صرخت به عالياً قائلة بألم شديد .
ليليانا : بماذا تتفوه أنت ؟ ساعة مخاضي لا أختارها يا غبي إنني أتألم !
تمتم بإندهاش و قد أرتبكت حواسه و أطرافه .
لاي : ماذا ؟ ماذا تقصدين ؟

وقعت أرضاً صارخة بألم عالياً قبل أن تردف بغضب .
ليليانا : إنني ألِد ، خذني للمستشفى حالاً يا لاي !
حملها لاي على ذراعيه و خرج بها مهرولاً بينما يهود عليها ببعض الكلمات علّها تهدأ لكنها كانت تصرخ و تبكي ألماً عالياً .

تبعهما بيكهيون و إيزابيلا ، تشانيول و ميرسي أريانا أيضاً ، رغم رفض تشانيول لإن تذهب زوجته لكنها أصرت و بشدة و ما كانوا على علمٍ أن زوج آخران سيتبعانهما ، حيث سيهون منع السمع و البصر على فكتوريا حتى لا تفزع بزجها في حضنه و هو يهدئها عندما لاحظ أن أنفاسها قد إضطربت ، فليس من الجيد أن تشهد حامل على ولادة أخرى أمامها ، هذا سيثير فزعها .

هو حاول قدر إستطاعته و لكن جميع حصونه حولها إنهدمت عندما صرخت في حضنه عالياً متألمة بشدة فتفزع آشلي الصغيرة و تبدأ بالبكاء الشديد .
فكتوريا : سيهون ! سيهون إنني ألِد ! خذني أرجوك سريعاً !

تنفس سيهون بقلق قبل أن يشرع في حملها إلى صدره و ينطلق بها الأخرى إلى المستشفى بعدما أمن آشلي لدى دي او و كريستين .

في غرفة الولادة حيث ليليانا و فكتوريا ممدتين على سريرين ، حولهما الأطباء يبذلون مجهودهم و هناك أيضاً سيهون و لاي حيث كل منهما يتمسك بزوجته يهدئها بكلمات يخفف عنها بلمسات ناعمة على وجهها ثم يبكي على بكائها عندما تصرخ عالياً مستنجدة الله أن ينقذها و طفلها .

في الخارج بيكهيون ، إيزابيلا ، تشانيول ، و ميرسي أريانا التي ترتجف بخوف ، زجرها زوجها بغضب عندما لاحظ تلك الرجفة و عيناها الزائغة .
تشانيول : أخبرتكِ ألا تأتي معي ، ألا تكوني عنيدة و تستمعين إلي ، لكن بالطبع لن تفعلي ، ماذا يفيد وجودكِ هنا ؟ ها ؟ ماذا ستفعلين لهن ؟ أنتِ حامل و لا يصح أن تكوني هنا أصلاً ، لا يصح أن تري أو تسمعي هذا أبداً !

رفعت عيناها الدامعة إليه تستعطفه بهما فتنهد بقلة حيلة و احتضنها إليه ثم همس .
تشانيول : لا تقلقي ، فكتوريا و ليليانا ستكونا بخير ، ها لاي و سيهون بجانبهما ، أنتِ أيضاً ستكونين بخير لا تقلقي أبداً ، حسناً ؟
أومئت له ثم أسندت رأسها على صدره تحجب أفكار رأسها عن مخيلتها بكل قوتها .

طال الإنتظار و لم يخرج أحد بعد بل كل ما هو مسموع الصراخ فقط ، في الداخل حيث ليليانا تكلم زوجها بين صرخاتها ، دموعها و شهقاتها التي تقطع الأفئدة و أولهم فؤاد زوجها .
ليليانا : سأموت ، سأموت ما عدت أتحمل الألم ، أرجوك خلصني لاي !

بكى لاي ببؤس فما عهد زوجته بهذه الهالة أبداً و ما خُيل إليه مسبقاً بأن آلام المخاض قوية لدرجة التي يبصرها في زوجته ، همس على مقربة من وجهها و كفه يحتضن كفها ، فأخذت دموعها تنسكب من وجهه على وجهها فتمتزج مع دموعها .

لاي : لا تقولي هذا يا عمري أرجوكِ ، أنتِ ستكونين بخير ، أتسمعي صراخ فكتوريا خلف هذا الباب ؟ أنها تتألم كما تتألمين ، تشجعي يا عمري و اتبعي ما يقوله الطبيب !

في الغرفة المجاورة حيث فكتوريا و سيهون ، سيهون أيضاً يتمسك بإحدى كفيها أما هي فتلتصق بصدره و تصرخ في حضنه بكل ما أوتيت من قوة كلما أتاها الألم المتتابع ذاك ، وجد نفسه يصرخ على الطبيب بغضب أن يخلص زوجته مما هي فيه بدافع الخوف على زوجته .

سيهون : خلصّها و أخرج الطفل منها سريعاً و إلا قتلتك هيا ، ألا تراها تتهاوى علي ألماً ، أقسم أنني سأضعك محلها لتجرب شعور الولادة ، هيا !!

أومئ له الطبيب بإرتباك بينما يوجه فكتوريا لما عليها فعله ، همست هي لزوجها بينما دموعها تنساب على خديها .
فكتوريا : سيهون ، لا تغضب على الطبيب لا شأن له ، أنا سأكون بخير أعدك .

مرت ثلاث ساعات من الألم و الصراخ الشديد حتى صرختا كلتاهما صرختيهما الأخيرة لينتشر الصمت ثوانٍ و في الخارج آذان صاغية ، إرتفع بكاء طفلين عالياً فانتشرت الضحكات في الخارج و الداخل .

هناك سيهون الذي أخذ طفلته بين يديه و وجهه باسم ، هذه الطفلة ابنته ، الآن إكتملت سعادته ، وضع الطفلة على صدر أمها ، التي قامت بإحتضان الصغيرة بخفة و تقبيل رأسها ، ثم إحتضن كلتاهما معاً في مشهد عائلي عاطفي سعيداً جداً أمام الأطباء الذين ينهالون عليهم بالتباريك الحارة .

في الغرفة المجاورة حيث لاي حمل طفلته بحذر شديد و أخذ ينظر إلى وجهها الصغير و ابتسم بسعادة ، تقدم لزوجته التي توقفت عن البكاء و الصراخ بل إبتسمت بإتساع ، وضع الطفلة على صدرها ثم قبل رأس زوجته مطولاً ، رفع شفاهه عن جبهتها و انتهى به الأمر يحتضنها و ابنته ، عائلته إكتملت .

طلب الأطباء من الزوجين الرجال الخروج من غرفة التوليد ففعلا ، خرجا باسمين معاً دون أن يلاحظا ذلك ، أخذا يستقبلا أحضان رفيقيهما بيكهيون و تشانيول ثم نظر لاي لسيهون و قال .
لاي : أنت ماذا تفعل هنا سيهون ؟!

تبسم سيهون ليرد بسعادة .
سيهون: زوجتي أنجبت أيضاً !
رفع لاي حاجبيه بينما يتقدم نحوه ليتبادلا التباريك بعناق أخوي .
لاي : حقاً ، مبارك لكَ أيضاً !

في مكان آخر كلياً ، حيث العروسين موجودين ، في منزلهما الجديد ، عشهما الزوجي ، قفصهما الذهبي ، قد ساعدها في النزول من سيارته أمام باب المنزل ثم أدخلها منزلهما عاقداً كفه بكفها ، همست هي بتوتر بعدما أغلق الباب .
جازميت : سأصعد لإستحم .

أوقفها من ذراعها و أعادها لتقف بجانبه و همس بينما ينظر للمنزل .
لوهان : إنها المرة الأولى التي تدخلين فيها إلى المنزل ، ألن تثني عليه ؟ أم أنه لم يعجبكِ .
نفت برأسها سريعاً ثم رفعت بصرها لتجول به المنزل قائلة .
جازميت : لا أبداً ليس هكذا ، لقد أعجبني لكنني متوترة فقط .

أومئ لها بتفهم ثم أخذ كفيها بين كفيه و رفعهما إلى شفتيه ليقبلهما بنعومة قائلاً .
لوهان : لا بأس عزيزتي ، لا تخافِ أنا معكِ .
تبسمت بخجل قبل أن يتابع بلطف .
لوهان : أنأخذ جولة حول المنزل أريكِ أياه ؟

أومئت له بصمت فسحب يدها إليه و أخذها بجولة حوله ، عرفها على المنزل في الداخل حتى إنتهت جولتهما إلى غرفة نومهما فقال .
لوهان : و هنا تنتهي جولتنا ، أعجبكِ ؟

أومئت له ليقول .
لوهان : الآن تستطيعين أخذ حمام دافئ أنا بالأسفل ، حسناً ؟
أجابته بخفوت دون النظر إليه .
جازميت : حسناً .

قبل جبينها ثم خرج من الغرفة ليوفر لها مساحتها الشخصية فهي لم تعتد على البقاء معه في بيت واحد ، جلس في الصالة و شغل التلفاز ينظر إلى محتوياته بشرود حتى سمع صوت حركاتها في الطابق العلوي ، نزلت إليه على أستحياء بينما ترتدي ثوباً منزلياً قصير و شعرها الكستنائي مبلول ينساب على ظهرها بلطف .

ترك ما بيده و وقف ينظر إليها ، كم أعجبته بهذه اللحظة ، ذلك الحياء و ذلك الجمال يناسبانها بمثالية ، إقترب بخطوات بطيئة منها و هو لا يعلم بأنه كل ما أقترب خطوة طرق قلبها صدرها بعنف حتى وقف أمامها .

أخفضت نظرها على أستحياء أمامه ليرفعه بكفيه على وجهها ، رسم إبتسامة ثم احتضنها إليه بحنان شديد ، شعر بتوترها و خوفها منه فما تركها حتى هدئ من روعها و سكنت جوارحها بإعتيادية .

رفعها عنه بلطف شديد و أخذ ينظر بعينيها عميقاً ثم همس .
لوهان : لستُ أنا من تخافي منه ، لا تخافي مني أبداً .
كوب وجهها من جديد و وضع جبينه على جبينها ، أغمض عينيه و أخذ يتنفس أنفاسها بهدوء .

باغتها بقبلة ناعمة على شفتيها أثناء ذلك ما استطاعت ردها و لا مبادلته بها بل بقت كالجماد لا حركة و لا رد فعل فقط صامتة ، ليس و كأنها أول مرة يقبلها بها لكنها مختلفة عن سابقاتها ، أغمضت عيناها بوهن عندما ضغط شفتيه ضد شفتيها أكثر .

تنفست بإضطراب عندما نزل إلى عنقها يقبلها بدفء فرفعت رأسها للأعلى دون قصد توفر له المزيد من المساحة ، شهقت بخفة عندما حملها على ذراعيه بشكل مفاجئ ثم وضعت رأسها على كتفه و أغمضت عيناها بخجل .

شعرت به يضعها بحذر على السرير ثم أخذ مكانه أعلاها تبسم لها إبتسامة حانية أراحتها داخلياً قبل أن ينجرف في بحر هواها و يجرفها معه ، حيث هو و هي فقط ، كلاهما مَلَكَ الآخر قلباً ، روحاً ، و جسداً .




.............................




بعد مرور خمسة أعوام ...

إجتمع الأصدقاء بأطفالهم في متنزه قد إحتجزه تشانيول للأربع و عشرين ساعة القادمة حتى يمرحون و ينالون قسطاً من الراحة من أعمالهم و مسؤولياتهم .

أخذوا أمكانهم متقاربين ، الرجال يتكلمون حول ترويجات الفرقة ثم ينتقلون للسيارات و الرياضة ، النساء يتكلمن عن أزواجهم ، أطفالهم ، التجميل ، و أعمال المنزل .

أقتربت فتاتين صغيرتين نحو والديهما بيكهيون و إيزابيلا قائلتين بشكوى لوالدهما الذي طالعهما بعطف .
بيول : أبي ، حدّث نيكون و تايكن أن يدعانا نلعب مع بقية الأطفال ، هما يصرخان علينا إن أقتربنا من الأولاد .

تحدثت ميرسي أريانا الصغيرة بشكوى أيضاً و هي على وشك البكاء .
ميرسي أريانا : أيضاً أبي هما يجبرانا أن نتحدث معهم بطريقة و كأننا نصغرهم سناً ، نحن أكبر منهما بأكثر من عام .

مسح بيكهيون على ظهري ابنتيه يكلمهن .
بيكهيون : حسناً ابنتاي ، أنا سأكلمهما حالاً و أنهرهما عنكن ، حسناً ؟
أومئتا الصغيرتين ليشير إلى وجنتيه قائلاً .
بيكهيون : أحتاج أن تمداني بالقوة بقبلتين منكن أولاً .

إقتربتا كلتيهما و قبلا وجنتيه ثم إحتضناه بأذرعهن الصغيرة ، نظر إلى زوجته قائلاً بعبث .
بيكهيون : و أحتاج من زوجتي قبلة أيضاً .
هتفت ميرسي أريانا الصغيرة .
ميرسي أريانا: لأمي شفتيك ، هيا أمي !

ضحك بيكهيون بعدما رمقت إيزابيلا إبنتها الصغيرة بغيظ ثم ابتسمت و قبلته قبلة صغيرة و ابتعدت ، وقف هو برضى و أخذ كفيّ ابنتيه قائلاً .
بيكهيون : إذن هيا ابنتاي لنلقن أبناء السيد بارك درساً و لنترك أمكما هنا فهي لن تستطيع المشي بالتأكيد ببطنها الكبيرة تلك .

ضحكتا الطفلتين بينما تمشيان بجانب والدهما ، إقترب من تشانيول الذي يٌجلس طفليه التؤام على فخذيه ، قال بيكهيون بتهديد .
بيكهيون: إسمع بارك تشانيول ! أبعد صبيانك عن بناتي أفضل لك و لهما ! 

تبسم تشانيول بغرور قائلاً .
تشانيول : ماذا قلتُ لك سابقاً ؟ ألم أخبرك بأنني سآخذ ثأري منك بتؤام ذكور ، تلقى على رأسك ، أنا لن أمنعهما عن التحكم ببناتك .

زجره بيكهيون بنظرة مغتاظة ثم جلس على قدميه أمام الطفلين قائلاً .
بيكهيون : إستمعا أنتما الأثنين ، لا تقتربا من بيول و ميرسي أريانا و إلا علقتكما من آذانكم !

همس إحدى الصغيرين ببرود .
تيكون : لن تستطيع يا عمي ، ببساطة نحن صهريك المستقبليين و لا تستطيع منعنا من حماية زوجاتنا .
ضحك تشانيول عالياً و شاركته زوجته عالياً بينما بيكهيون تصنم مدهوش ثم لوى أذنيهما مهدداً .
بيكهيون : تجرآ و عبثا مع إبنتاي ، وقتها سأخلع أذنيكم من مكانها .

هناك أيضاً ابنة سيهون و فكتوريا ساندي و ابنة لاي و ليليانا ليا تلعبان سوياً ، تبدوان كأختين في الدم ربما لإنهن ولدن بنفس اليوم .

إبن دي او و كريستين جاد و إبن كاي و كاثرين كيّان متصاحبان و يقضيان أغلب أوقات لعبهما معاً ، ابن سوهو و ماريا جوزيف و ابن تشين و آماندا ماني يشكلان عصابة مجنونة ضد بقية الأطفال ، أما الثنائي الرومنسي فيكون ابن شيومين و روزلي ليمين و ابنة لوهان و جازميت سيّا حيث  يتبادلان نظرات حب بينهما رغم صغر سنهما .

زوجة كريس حاملاً بطفلهما الأول و زوجة تاو كذلك ، هما ذاتا الفتاتين اللتان إصطدمتا بهما يوم حفل زفاف جازميت و لوهان ، كاترينا زوجة كريس و لورينا زوجة تاو .

إجتماع النزهة هذا لم يقتصر عليهم فقط بل أيضاً تايهيونغ الذي وطّد علاقته بتشين و أصبحا صديقان مقربين حتى أن آماندا تغار أحياناً من علاقة صداقتهما الوطيدة تلك ، تايهيونغ بدوره تزوج جديداً من فتاة شديدة الجمال و الفتون و هو سعيد جداً .

أيضاً هناك جيمين ، زوجته سالي ، و ابنته ماريا قد انضمو إليهم في نزهتهم ، لقد عادت علاقة جيمين بماريا كما كانت مسبقاً ، عادا صديقان ودودين جداً و انضم إليهما سوهو أيضاً .

آخر من يجمعهما أيضاً و السعادة قد ملئت حياته من جديد ، جونغكوك و عائلته الصغيرة التي تتكون من زوجته الجميلة الحامل ، بعد خروجه من السجن رحل إلى الصين و هناك إستطاع زرع شبكية لعينه بدل تلك التي أعطاها لميرسي أريانا ، تزوج فتاة كورية تسكن هناك حسنة الخُلق و الخَلق ، أنسته دون دراية منها ميرسي أريانا و حبه إليها إلا أن حب الأولى ترك بصمة ودودة لا تمحيها السنين أبداً .

تجمع الجمع حول مائدة الطعام الضخمة التي حضرتها الفتيات ، هناك تشانيول يطعم ميرسي أريانا بيديه ، هناك بيكهيون الذي يسرق بعض القبلات علناً من زوجته ، دي او الذي يلف زوجته بذراعه ، سيهون الذي يشارك ابنته و زوجته الضحك ، سوهو الذي يحتضن كف ماريا بكفه ، كاي و ابنه اللذان يحاوطا كاثرين و يتغزلان بها ، الأب يتغزل و الأبن يقلد ، لاي الذي يضع رأسه على كتف زوجته ، تشين الذي يصفف شعر زوجته الذي تتقاذفه الهواء ، شيومين الذي ينظف شفاه زوجته الملوثة بالطعام ، لوهان الذي يخطط لطفل ثاني .




.........................................





جلست ميرسي أريانا أمام تشانيول في منزلهما بينما تحمل عبوتين و تدحجه بنظره مغتاظة ، وضعت العبوتين أمامه .
ميرسي أريانا : إعترف يا زوجي الوسيم ، أأنت من خلط السكر بالملح أم إحدى أبنيك ؟ للمعرفة أبنائك وجها أصابع الإتهام إليك .

أومئ لها معترفاً بينما ينظر لها بثبات .
تشانيول : أنا من فعلت هذان العبوتين سكر مالح .
رفعت حاجبيها بغضب ليقول .
تشانيول : ماذا أفعل لكِ ، لقد إختلط علي السكر و الملح فخلطهما سوياً دون قصد مني .

تبسمت ميرسي أريانا ثم هزت رأسها يميناً و شمالاً ثم قالت .
ميرسي أريانا: لو خيرتك بين السكر و الملح ، أن تعيش على أحدهما دون الآخر فأيهما تختار ؟

أجابهما دون تردد .
تشانيول : سأخلطهما معاً ليكونا أبيض ثالث بينهما ، سكر مالح .
رفعت حاجبيها و تبسمت مستهجنة .
ميرسي أريانا : لماذا ستفعل ؟

تبسم قبل أن يجيبها بهدوء .
تشانيول: هذان الأبيضان يكملان بعضمها و لا نستطيع الإستغناء عن أحدهما لإجل الآخر ، إن إعتدنا على السكر سنمله و إن إعتدنا على الملح سنمله أيضاُ .

أكملت ميرسي أريانا قائلة بعد أن تبسمت برضى إليه .
ميرسي أريانا: هما كالحياة تماماً ، أقصد أننا لا نستطيع أن نعيش حلاوة الحياة دوماً دون بعض العقبات التي تعترض طريقنا ، سنمل حلاوة الحياة وقتها كالسكر ، في المقابل لو كان طريقنا كله عقبات سنهلك باكراً كما يهلك الملح مريض الضغط تماماً ، لذلك نريد السكر و الملح في حياتنا معاً .

أومئ لها تشانيول باسماً يتأملها بصمت ، أخذ ينظر لعينيها الجميلة تلك التي ما فقدت يوماً بريق الحب الذي ينرهما ، إنخفض بنظره إلى شفتيها التي ما زالت كحلاوتها الأولى التي لا تُمل ، لاحظت هي نظراته فابتسمت ليبتسم ثم همست بدلال .
ميرسي أريانا: أتريد السكر أم الملح الآن ؟

أجابها بينما يتقدم نحوها .
تشانيول : السكر المالح .
حملها على ذراعيه بغتة و صعد بها إلى الطابق العلوي فهتفت .
ميرسي أريانا: قد يعودا نيكون و تيكن من المدرسة الآن !

أجابها تشانيول بينما يدفع باب غرفتهما قائلاً .
تشانيول : و إذن ؟ سنحضر لهما أختين يهتما بهن .
ضحكت ميرسي أريانا ثم قالت .
ميرسي أريانا : أتريد تؤام آخر ؟
أومئ لها بعدما أغلق الباب بقدمه و خطف شفتيها يقبلها بشغفه الأول الذي لا ينضب بل يزداد و يزداد .











النهاية
أحببته و أحبني ثم قسى علي
سكر مالح
تمت

سلااااااااام يا رفاق

هكذا أكون قد أنهيت أول رواية لي التي أستهلكت بكتابتها قرابة العامين .

البارت هذا هو الأطول في كل الرواية حيث تجاوز عشرة آلاف كلمة .

في الحقيقة كنت قد حضرت الكثير من الكلام لألقيه لكن عقلي فرغ فجأة .

أرجو أنكم إستمعتم بقرائتها كما إستمتعت أنا بكتابتها .

شكراً لكم يا رفاق ، لكل من تابعني ، لكل من علق ، لكل من صوت ، لكل من أضافها لقوائم قرائته ، لكل من وضعها في مكتبته ، و لكل من قرأ بصمت ، شكراً لكم حقاً جميعاً .

أعتذر منكم أيضاً لقلة فصاحة أسلوبي الكتابي ، لتأخري عليكم ، و لعدم ردي على جميع تعليقاتكم لكنني أعدكم أنني سأرد عليكم جميعاً .

أعتذر منكم إن أسئت إليكم و أرجو أن لا تفرقنا سكر مالح ، أنا أريد رؤيتكم في كل عمل أكتبه من فضلكم .

أنا لن أنساكم و أحبكم جميعاً .

أود شكر بالتخصيص أربعة منكن و أعتذر للكثير من المتفاعلات على عدم ذكرهن .

1._Nada_Baek
أنتِ من أكثر الداعمين لي و أنا شاكرة لكِ دوماً فأنتِ لم توفري فرصة لإظهار إعجابك بكتباتي شكراً لكِ . ❤

2.LovelyHana7
أنتِ تلك الجميلة ذو الأنامل الأنيقة و العقل الفصيح ، شكراً لكِ لإقتدائك بي بأول أعمالك ، شكراً لكِ .❤

3.rehab_kaikrisjin
أنتِ من أكثر المتفاعلين لدي و ما كنت أتوقع من أي أحد منكم أن يؤسس أكثر من حساب ليعلق على روياتي من حسابات مختلفة فيتم الشرط و يساهم برفع المشاهدات ، شكراً لكِ عزيزتي .❤

4.Xiumin_monster
و أخيراً فختامي مسك معكِ ، شكراً لكِ على كل ما فعلتيه لأجلي ، أنتِ ملئتِ حياتي و وجودك يسعدني جداً ، أحبك تعلمين .❤❤❤

وددت أن أخبركم أن الجميلة Alaatoria قامت بإجراء مقابلة معي فمن يرغب بالإطلاع علي عن كثب فليدخل إلى كتابها Miss Red Lips حيث تجدون مقابلتي معنونة ب " أريانا " .

أيضاً لأجلي و أجلها أدعمو تلك الجميلة لتغدو كاتبة مبدعة في روايتها




أرجوكم أن تتجاوزو الأخطاء الإملائية إن وجدت فلم أدقق الجزء

قدمو لهذا الجزء الكثير من الحب من فضلكم .

١. رأيكم بمصالحة بيكهيون و إيزابيلا ؟

٢. رأيكم بمصالحة تشين و آماندا ؟

٣. رأيكم بحفل زواج لوهان و جازميت الفوضوي ؟

٤. رأيكم بمعاملة لوهان لجازميت ؟

٥. رأيكم بحادثتي ولادة ليليانا و فكتوريا ؟

٦. رأيكم بردة فعل كاي ، سوهو و تشين عندما علما بحمل روزلي ؟

٧. رأيكم بأطفال الثنائيات ؟

٩. رأيكم بالبارت ؟

١٠ رأيكم بسكر مالح ؟ قيموها من عشرة ؟

دمتم سالمين ❤
Love U all ❤
وداعاً 💔
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

PARK MERCY ARIANA ❤❤❤
© Mercy Ariana Park,
книга «سكر مالح».
Коментарі