Chapter Ninty-one
" تخبط مشاعر "
فيّ صوتين كلاهما يريدان و يحتاجان و أنا ضائع بين ما يريده ذاك و ذاك !
الصراخ القادم من الداخل يتفشى جدران المنزل ، قوة الطرقات على الباب الخارجي أضعفته حتى بات يهتز داخل إطاره الذي أعتاد أن يكون صلباً ، نداء بأصوات غاضبة و عالية بالخارج على من هم في الداخل و لكن ما من مجيب .
تشانيول و بيكهيون يقفان خلف الباب و يطرقانه بكل عزمهما و ما يملكان من قوة ، صراخ كريستين المستغيث من الداخل قد وصل مسامعهما و أثار شفقتهما ، نظر كلاهما لبعضهما و كأنهما يتشاركان نفس الأفكار ثم جال كلاهما بهرولة في حديقة المنزل عن شيء ثقيل يفيدهما في مرادهما .
كرسي خشبي يتوسط الحديقة بجمال ، قاما بخلعه ثم حمله معاً ، عادا إلى حيث كانا أمام باب المنزل ثم ضربا الباب بالكرسي الخشبي بكل قوتهما ، وقع الباب أرضاً مسبب صوتاً يصم الآذان عن السمع إلا أن ما يحدث في الداخل أمام أعينهما كان ضرباً من الجنون .
كريستين ممدة أرضا و هي تصرخ لشدة الألم الذي طاح بها و دي او يجلس على كرسي موضوع مقابلها و ينظر لها في غضب مجنون لا محالة بينما يحمل عصا غليظة ، هرولا تشانيول و بيكهيون نحوهما ، عندما رأتهما كريستين صرخت مستنجدة .
كريستين : أنقذاني أتوسلكما !
كادت أن تهوي العصا على جسدها مرة أخرى بقوة عندما طلبت المساعدة حتى تنجو من هذا الوحش ، لكن تشانيول كان بالمرصاد فقد أخذ من يده العصا بقوة قبل أن تصل هدفها ثم زجره بحدة و عيناه متوسعتان بمزيج من الصدمة و الغضب .
تشانيول : أنت ماذا تفعل ؟!
قام بيكهيون بحمل كريستين عن الأرض برفق بين ذراعيه و هي تمسكت بكتفيه بإستنجاد كمأمنها الوحيد لتشتعل الغيرة و الغضب في دي او الذي صرخ بقوة و هو يرى تشبث زوجته برجل غيره .
دي او : أعدها إلى مكانها ! أترك الفتاة أرضاً .
أراد أن يهاجم بيكهيون و يأخذ زوجته منه إلا أن قوة تشانيول الجسدية الذي تفوق قوته منعته عندما ردعه عنها .
وقف دي او بغضب مماثل و همس بصرير و غلاظة مفحلة ، الكل أصبح ضده الآن .
دي او : أنت أذهب و أنقذ زوجتك من الذي اختطفها و لا تدخل بشؤوني .
نظرا تشانيول و بيكهيون إليه قاضبان حواجبهما دون فهم ، تسآل تشانيول بصوت غليظ مستفهماً .
تشانيول : ماذا تقصد ؟!
دفعه دي او بعيداً عنه ثم أجاب بنفس النبرة .
دي او : أقصد جد زوجتك التي لا تعلم أراضيها ثم تدخل بأموري ، أهتم بمشاكلك و دعني و شأني .
أراد أن يأخذ كريستين من بيكهيون لكنها تشبثت بقميص بيكهيون بكلتا يديها بقوة و هي تبكي بشدة ؛ لشدة خوفها و ألمها في آن واحد ، و استنجدت ببكاء مرير .
كريستين : كسر ذراعي ! ذراعي تؤلمني .
أنفرجت أعين بيكهيون و تشانيول بصدمة و هما يعاينان ذراعها ، ذراعها فعلاً مكسور هذه المرة ، هدر بيكهيون غاضباً متهجماً غير قادر على هضم تصرفات صديقه التي تزداد جنوناً بمرور الأيام .
بيكهيون : أوصل بك الأمر أن تكسر أطرافها ؟! أي قلب تملك أنت ؟ أنها زوجتك يا مجنون !
و قبل إضافة المزيد من الكلام الفارغ كان بيكهيون يهرول نحو الخارج يحمل كريستين لإسعافها إلى أقرب مستشفى ، وضعها في السيارة على مهل و هي تبكي بحرارة ثم جلس في كرسي السائق و انطلق بسيارته ، في السيارة الأخرى كان تشانيول يقودها و بجانبه دي او الذي ملامح الغضب ما زالت تعتلي وجهه .
عندما أراد تشانيول لوم دي او على أفعاله قُطِعَ برنين هاتفه ، فتح خط الإتصال عندما رأى من المتصل الذي لم يكن سوى ميرسي أريانا .
تشانيول : أهلاً حبيبتي .
أجابته بهدوء تتخلله الجدية في حديثها .
ميرسي أريانا : أهلاً عزيزي ، أخبرني ماذا حدث ؟!
تنهد تشانيول بعمق مثقلاً ؛ لكثرة الهموم و المشاكل التي لا تنتهي و تحيطهم من كل طرف و جانب ثم نظر إلى دي او الذي يجلس بجانبه دون أن ينبس بحرف أو أن يحدث حركة ، فقط يرص قبضته و يصر على أسنانه .
تشانيول : تأخرنا ، لقد كسر ذراعها بالفعل .
شهقت ميرسي أريانا في السماعة لصدمتها و خوفها على كريستين ، ثم همست بنبرة يميزها تشانيول جيداً عندما تكون على وشك البكاء.
ميرسي أريانا : ماذا حدث ؟ هل هي بخير ؟ أخبرني ارجوك سريعاً !
أجابها سريعا حتى يطمئنها قليلاً و يهدء من روعها .
تشانيول : إهدئي حبيبتي ، هي بخير .
لم يغفل تشانيول عن نظرات التعجب و الإستفهام في عيني دي او ، لكنه تابع بهدوء مفسراً بعد أن أصرت ميرسي أريانا معرفة التفاصيل .
تشانيول : بعد أن إتصلت هي بكِ ، أخبرتُ بيكهيون و ذهبنا كلينا هناك ، كسرنا الباب لندخل ثم نقلناها للمستشفى و أظن أن هناك مشكلة بذاكرة دي او فهو يظنكِ مخطوفة للآن .
عبرت ميرسي أريانا عن شفقتها و حزنها بشهقة حزن نطقت بها بخفوت .
ميرسي أريانا : يا إلهي ، أعرضه على طبيبه أيضاً يا تشانيول .
أومئ تشانيول و كأنها تراه .
تشانيول : لا تقلقي سأفعل ، أنتِ أخبريني ماذا حدث معكِ ؟
أجابته بهدوء يتخلله الحزن على كريستين .
ميرسي أريانا : لقد طلبتُ من سيهون أن يرافقني فهو قوي و قد يستطيع ردع كاي ، لا تقلق بأمره لقد وجدناه في أحد مستودعاته و تصالحا هذان المغفلان .
ضحك هو بخفة ثم استطرد بإبتسامة حانية .
تشانيول : أشعر و كأننا والدين للأصدقاء .
تبسمت هي بخفة ثم أجابته .
ميرسي أريانا : بما انهم يلجؤون لنا وقت حاجتهم إلينا فنحن كذلك .
تم نقل الزوجين للمستشفى و تمت معاينتهما ، كريستين تنتشر الرضوض بجسدها إضافة إلى ذراعها المكسورة لذلك تطلب الأمر بقائها في المستشفى لفترة غير محددة ، أما دي او الذي تم فحصه عند الطبيب المختص فلقد نُقِلَ أيضاً إلى غرفة خاصة و عليه البقاء في المستشفى .
جلس الطبيب المسؤول عن حالة دي او خلف مكتبه و بيديه الفحوصات التي تمت من أجل مريضه ثم نظر لمن هم في مكتبه ينتظرون إعلامه للنتائج بين يديه ، تشانيول و بيكهيون إضافة إلى سيهون و ميرسي أريانا اللذان وصلا للتو ، تنهد الطبيب ثم تحدث بحرفية .
الطبيب : في الواقع ، النتائج ما كانت متوقعة بالنسبة لي ، دي او ذاكرته إنتقائية الآن .
نظر الجميع إلى بعضهم البعض من غير فهم لما يقوله الطبيب فتابع موضحاً بمزيد من التفاصيل .
الطبيب : في مثل هذه الحالة ، دي او يذكر كل شيء حدث قبل الحادثة و لا يذكر شيء بعدها بل لا يذكر الحادثة نفسها حتى ، لكن ما زاد الوضع سوء أنه عندما فقد ذاكرته بالكامل كان يذكر زوجته و أحداث لطيفة جمعتهما قد لا تكون حدثت بالفعل ، أما الآن فهو يذكرها على أنها شيطانة لئيمة تريد استغلاله و هذا قد لا يكون حقيقي في الأغلب ، هذا يفسر هجومه عليها و كل ما سمحت الفرصة له بمهاجمتها سيفعل دون تفكير ، لذلك عليه أن يبقى هنا حتى يتخلص من ذاكرته الإنتقائية و يتذكر كل شيء ؛ ضماناً لسلامتها و سلامته .
اندفعت ميرسي أريانا بقلق مخبرة الطبيب .
ميرسي أريانا : لكنها هنا ايضاً فلقد كسر ذراعها .
أجابها الطبيب بهدوء حتى تطمئن .
الطبيب : لا تقلقي ، المستشفى آمن و لن يستطيع إلحاق الأذى بها هنا ، اطمئني .
خرج الجميع من عند الطبيب ثم ذهبوا إلى الغرفة التي يقيم بها دي او ، قبل أن يدخل أحد أمسك تشانيول معصم ميرسي أريانا ثم همس بهدوء لها .
تشانيول : هو الآن يظنكِ ما زلتِ مخطوفة لذلك ستكون مفاجأة بالنسبة له رؤيتكِ .
أومئت له برأسها ثم دخل الرجال إليه ، أما هي تنفست بعمق ثم دفعت دفة الباب و دخلت ، حالما رآها دي او شهق متفاجأ ثم أشار إليها متسألاً .
دي او : ميرسي أريانا ! متى عدتِ ؟! و كيف ؟!
إلتفت برأسه لتشانيول ثم كلمه بنبرة مدهوشة.
دي او : في السيارة عندما كنت تتحدث مع فتاة و تنعتها بحبيبتك ظننتك تخونها و لا تهتم لإختفائها !
تبسمت ميرسي اريانا قصراً لظنونه ثم جلست على كرسي قريب بمحاذاة السرير بينما أنظاره ما زالت عليها حتى أن الغيرة بدأت توقد في قلب تشانيول ، أردفت ميرسي أريانا برفق و هدوء
ميرسي أريانا : لقد مر على عودتي وقت طويل بالفعل قضيته أنت فاقداً لذاكرتك .
نظر لها دي او بنظرة ساخرة لا تصدق حديثها ليؤكد له تشانيول بصوت هادئ
تشانيول : ميرسي أريانا اخبرتك بالحق ، الأمر أنك أصبت عندما ذهبنا لإنقاذها برصاصة في رأسك سببت لكل فقدان الذاكرة ثم قضيت عدة شهر لا تذكر أحد سوى زوجتك كريستين ، كنت تحبها كثيراً و لا تذكر أحد سِواها .
تشردق دي أو بإبتسامة ساخرة أقوى من سابقتها مستهجناً ما يلقونه على مسامعه ، ثم همس بحقد .
دي او : تلك الشيطانة اللئيمة !
وقفت ميرسي أريانا بغضب بان على ملامحها ثم استرسلت بحدة بائنة .
ميرسي أريانا : تلك الشيطانة اللئيمة هي الوحيدة التي اعتنت بك و احبتك رغم ما فعلته بها ، أنت لا تستحق رؤيتها حتى .
خرجت بسرعة غاضبة و الدموع قد تغلغلت في عينيها فنعته السيء لأختها ما تحملت الصمت عنه و مراعاة حالته الصحية ، جلست على كرسي الإستراحة في الخارج ثم بكت براحة ، أخرجت توترها و الضغط المرمي عليها بالدموع حتى خرج تشانيول و خلفه بيكهيون و سيهون لتلتفت برأسها سريعاً و تمسح دموعها بعشوائية كي لا يروا الدموع في عينيها .
عندما عادت برأسها كان تشانيول يقابل وجهها بوجهه على بعد إنش ، لتشهق هي بخفة خجلاً فالأثنان خلفه يحاولان كبت ضحكاتهما غصباً ، رغم الموقف الحرج و زوجها لا يهتم لأي لعنة تحدث حوله ، هي كل همه ؛ لذا أراح راحة كفه على وجنتها ثم همس بتحبب .
تشانيول : حبيبتي لا تحزني ، إنه لا يدرك ماذا يفعل ، إنه مريض و علينا تفهمه ، هو عندما يدرك أفعاله سيكون آسف و نادم ، حسناً ؟
أومئت هي له برأسها بخفة فاقترب تشانيول أكثر و قبل جبينها بحب و لطف ، ثم مد كفه لها لتمسك به و قال بنبرة حانية .
تشانيول : و الآن لنذهب و نطمئن على كريستين قبل رحيلنا .
أومئت له مرة أخرى فسحبها بلطف إليه لتقف ثم احتضنها إلى جانبه و هو يسر إلى غرفة كريستين ، طرقت الباب إسئذاناً ثم دلفت و تبعها الرجال .
جلست على السرير بجانب كريستين التي تتمدد بضعف عليه و لا تقوى على تحريك مفصل ، تسائلت ميرسي أريانا بإبتسامة محببة و لطيفة حتى لا تغزو الكآبة أجواء الغرفة .
ميرسي أريانا : كيف حال الأميرة النائمة الآن ؟
أبقت كريستين نظرها معلق في السقف ثم أجابتها بصوت مبحوح ضعيف يغلبه الحزن و الإنكسار .
كريستين : حالي مرئي للنظر ، ماذا تظنين حول حالي ؟
طأطأت ميرسي أريانا رأسها بحزن بينما أصوات تنهيدات الرجال الحزينة مسموعة ، تابعت كريستين كلامها بذات النبرة المجروحة .
كريستين : لقد تحملت الكثير ، لقد أجبرني على الزواج منه و تحملت ، هددني بسمعتي و مستقبلي إن تكلمت و صمتت ، جعلني إمرأة له دون إرادتي و صبرت ، ضربني ، أهانني ، و حبسني و عدت له ، و عندما احتاج عنايتي و حبي قدمته بكل سعة صدري و حبي ، لقد وجدتني أسامحه ، بدأت أحبه و أتعلق به و تناسيت ما مارسه علي من ظلم و عنف ، أحببته بكل جوارحي و أحبني حد التعلق بي ثم قتلني بكل جبروته ، أصبحت خائنة ، مستغلة ، و حقيرة بعد كل هذا .
اقتربت منها ميرسي أريانا و دموعها قد خطت على وجنتيها بحزن و شفقة على صديقتها و أختها العزيزة ، مسحت على شعرها بطلف و طبطبت على كتفها بيدها الأخرى و كأنها تواسيها على ألمها الذي أنهال عليها ظلماً و الإهانة التي تحملتها طويلاً ، همست كريستين بجدية و عيناها لمعت بحقد و كره .
كريستين : أنا لن أكافح أكثر ، يكفي أنا أنُهِكت ، لا اريد منه شيء سوى أن يتركني و شأني ، أريد أن يطلقني و لن أعود له مهما حدث .
شهقت ميرسي أريانا فيبدو أن كريستين عازمة على رأيها و لا مجال للتفاوض أو التراجع ، لكنها حاولت و قبل أن تكمل قطعت كريستين الحديث
ميرسي أريانا : لكن هو ليس برشده...
رفعت كريستين ذراعها السالمة و همست بأحتدام .
كريستين : لا مجال للتفاوض في هذا الأمر ، أنا و هو انتهينا .
خرج الجميع من غرفة كريستين و قبل أن يفترقوا تسآل سيهون بجدية .
سيهون : من سيبقى لدى كريستين ؟
أجابته ميرسي أريانا بهدوء مثقل بالحزن .
ميرسي أريانا : جازميت بالتأكيد .
أومئ سيهون ثم اعلم عما سيفعله .
سيهون : دي او أيضاً يجب أن لا يبقى وحيداً سأطلب من لوهان البقاء لديه .
امتعضت ملامح ميرسي أريانا ثم أردفت بإنزعاج .
ميرسي أريانا : إن أجتمعا لوهان و جازميت سيفتعلان مشاكل أكثر من دي او و كريستين .
رد عليها سيهون شاكياً و حجته قوية مقنعة .
سيهون : إذن من عليه أن يبقى ، كريس بارد كالجليد ليس لديه أي رد فعل مناسب لأي فعل ، تاو يخاف من خياله و دي او وحده رعب ، أما البقية متزوجون و النساء يخفن البقاء وحدهن في المنازل ، ثم إن لوهان رجل قوي يُعتَمد عليه ، يجيد التصرف و لن يحدث شيء سيء بحضوره أنا متأكد .
أومئت ميرسي أريانا متنهدة فكلامه مقنع و ما من حل آخر أمامهم سوى إقامة لوهان في المستشفى للإهتمام بدي او ، استطردت بهدوء حتى تأخذ رأي الجماعة .
ميرسي أريانا : ماذا عن زفاف شيومين و روزلي ؟ هو مقرر في نهاية الأسبوع ، أعلينا أن نأجله ؟ لكنهما ينتظران منذ زمن طويل .
أجابها بيكهيون مقدماً رأيه بإسهاب حد الإقناع .
بيكهيون : لا ، أنهما ينتظران زفافهما منذ زمن و نحن نأجله كثيراً ، و على آية حال مشاكلنا لا تنتهي فدعونا نفرح قليلاً و نخرج من كآبتنا هذه ثم نبدء بحل نزاعاتهما أيضاً .
ضحك الحاضرين بخفة ثم أومئت ميرسي أريانا بالموافقة .
.......................................................
تتمشى بالممر ذهاباً و أياباً و هي تضع كفاً خلف ظهرها حتى يسندها و الآخر على بطنها الكبيرة المكورة تتحسها بلطف و كأنها تداعب جنينيها في الداخل ، نظرت إلى ساعة الحائط و شاشة الهاتف بتوالي للمرة التي لا تذكر عددها ثم تأفأفت بحنق و ملل كما تفعل منذ ساعة .
تنهدت زافرة أنفاسها بقوة عندما فتح باب المنزل و دلف زوجها الذي تنتظره منذ ساعتين ، تذمرت بسخط عندما رأته يتقدم بخطوات ثابتة تجاهها .
إيزابيلا : لقد تأخرت كثيراً يا بيكهيون ، أنني أنتظرك منذ ساعتين ، لقد فاتني موعد الطبيبة .
بما أنه من الصعب الحصول على حضن أمامي طبيعي منها كما البشر بسبب بطنها التي تمتد نصف متر للأمام ، قام بإحتضانها من الخلف و أحاط كتفيها بذراعيه ثم قبل عنقها بخفة و أنتهى بإسناد ذقنه على كتفها ثم همس مبتسماً بإتساع .
بيكهيون : أنتِ حرم السيد بيون بيكهيون لا يفوتكِ شيء .
ضحكت بخفة فها هو جانبه المغتر ظهر ، همست بتحبب و على شفتيها إبتسامة محببة .
إيزابيلا : و أين كان السيد بيون بيكهيون حتى يتأخر على حرمه ؟
لم يود أخبارها في الحقيقة فتبدأ بالبكاء و النواح لذلك أختار المزاح أفضل ، همس بأذنها بصوت جدي .
بيكهيون : كنتُ أقوم بتوسيع أبواب السيارة و مقاعدها حتى تستطيعين الدخول و الجلوس بها .
إلتفتت إليه بسخط عاقدة حاجبيها الظريفين بإنزعاج ليضع إبتسامة هادئة على شفتيه تزين مبسمه الوسيم ، رمشت عدة مرات بإنزعاج ثم تخصرت بتهجم و همست بغل .
إيزابيلا : هكذا إذن ؟! توسع السيارة لأجلي ها ؟! من تسبب بالذي أنا به ؟ أليس أنت ؟ جعلتني أبدو كقطة في موسم التزاوج .
عندما نطقت آخر جملة ما استطاع كبت ضحكاته أبداً ، قهقه عالياً حتى أدمعت عيناه فشاركته ضحكته بشكل خفيف على سبيل العدوى ، سيطر على ضحكاته أخيراً و أخفضها بالتدريج حتى تركت أثر إبتسامة واسعة .
زفر أنفاسه بعمق حتى يريح صدره من قهقهاته ثم أقترب إليها حتى قابلها على بعد لا يُحسب ، كوب وجهها بكفيه بلطف ثم أمال رأسه إلى شفتيها فحبست أنفاسها بسرعة و كأن شفتيه تطأ شفتيها أول مرة ، هو يعشق خجلها و تأثيره عليها في كل مرة و كأنها أول مرة ، همس أمام شفتيها بصوت رجولي خفيض و إبتسامة ما بانت إلا أن تكون مثيرة .
بيكهيون : أحبكِ قطتي الممتلئة .
قبل أن تعترض على " الممتلئة " أو تقبل " أحبكِ " كان قد سرق منها منبع كلامها ، أغلق فمها مقبلاً شفتيها بقوة حتى أزهقها قُبلاً ، سحب شفتها السفلى بأسنانه ببعض القوة فتأوهت بفمه بألم ، و لا تستطيع دفعه عنها رغم الألم إلا أن جسدها رافعاً رايته البيضاء إستسلاماً قسرياً من قِبل قلبها المغروم .
حرر شفتيها بعد الكثير من القُبل حتى أحمرت تاركاً عليها آثار أسنانه ، استنشقت الهواء بقوة رحمة برئتيها التي تتوسل العيش و زفرته على بشرة وجهه التي ما زالت قريبة جداً بينما يوزع قٌبلاً متفرقة على أنحاء وجهها و رقبتها ، أبقت على صمتها بينما تكبح مشاعرها بيدها محكمة الإنغلاق على شكل قبضة لطيفة حتى اكتفى مؤقتاً .
سحبها خلفه دون أن يعطيها فرصة أن ترتب هندامها الذي تسبب بتخريبه عبثاً أو حتى تنظيم أنفاسها التي بعثرها بشقاوة فاكتفت بالتنفس بإضطراب بينما تحرك قدميها معه ، ساعدها في الصعود إلى سيارته و اتخاذ مقعداً يجاوره في الأمام ثم إلتفت إلى بابه و انطلق في الطريق إلى المستشفى .
تمددت على السرير بخفة بينما كفها معقوداً بكفه يساندها و يقدم لها الحب ، تبسمت الطبيبة بلطف إليهما فكم الحب الذي ينبثق من أعينهما ليس بمزحة و قليل الوجود في زمن الغدر و الخيانة هذا ، إلتفتت إلى عملها و مررت الجهاز على بطنها اللزجة بسبب ما وضعته عليه ، إتسعت إبتسامتها و هي تنظر إلى الشاشة التي تكشف ما في أحشائها من أرواح بريئة .
أشارت الطبيبة إلى الجنينين على الشاشة فانصرفت أنظار الزوجين لها مبتسمان .
" أتودان معرفة جنس الطفلين ؟ "
أومأ كلاهما معاً و بسرعة فضحكت الطبيبة للتشوق الذي تبصره عينيها في أعينهما لترد لهم بإيمائة على سبيل الموافقة الطبيبة .
" الطفلين يحملان نفس الجنس ، مبارك عليكما طفلتيكما ، أنهما فتاتين . "
شهقت إيزابيلا واضعة كفها الرقيق على شفتيها و عيناها إمتلئت بالدموع فرحاً ، بينما بيكهيون فلقد حبس أنفاسه لوهلة دون إزاحة نظره عن الشاشة ، وعى على كفي إيزابيلا اللذان يتمسكان بكفه بسعادة و هي تردف بفرح .
إيزابيلا : أسمعت ؟ أنهن فتاتين .
أومئ لها بفرح غامر ، ثم انخفض إليها و قبل جبينها مطولاً ثم باطن كفها بحب .
ساعدها على النهوض و ارتداء فستانها الواسع ، ثم جلسا أمام مكتب الطبيبة لتردف مبتسمة .
" السيدة إيزابيلا الآن في شهرها التاسع فعلياً فقد تلد في أي لحظة ، لا أعلم لماذا لم تقبل بأن أعلمها بجنس الطفلين من قبل و لكنني الآن علمت فمشاركتكما لهذا الخبر معاً بدى لطيف و محبب جداً .
تبسم كلاهما بوجوه بعضهما بتحبب فاطلق بيكهيون غمزة عابثة أمام الطبيبة لزوجته عبثاً فوبخته بعينيها مشيرة لوجود الطبيبة معهما بخجل .
صافحا الطبيبة مودعان مع تمنياتها للأم بولادة سلسة و إبتسامة عريضة ، خرجا عاقدين كفيهما معاً و على وجهيهما كماً من السعادة مرئياً للبصر ، همس بتحبب و هو يسير إلى جانبها بطرقات المستشفى خروجاً .
بيكهيون : أعتذر عن أهمالي و أنشغالي و إلا كان علي القدوم معكِ و التعرف على جنس الأطفال منذ شهور ، أنا آسف يا حبي .
وضعت كفها على كفه برقة ثم همست بلطف مبتسمة.
إيزابيلا : لا عليك ، أنني أتفهمك .
تبسم بوجهها بإتساع ثم ضغط على كفها برقة ، ساعدها في الصعود إلى السيارة ثم انطلق ، أثناء ذلك أردف ممازحاً أياها .
بيكهيون : من الجيد أنني وسعت أبواب السيارة و مقاعدها حتى تستطيعن الجلوس براحة .
إلتفتت إليه و دحجته بغيظ بعينيها الخضراوتين فضحك عالياً لغضبها الذي مهما حاولت إظهاره حاد بدى لطيف و خصوصاً مع إنعقاد حاجبيها اللطيفان .
تشكلت ملامحها بتسأول حالما إنعطف عن طريق المنزل إلى طريق المجمع التجاري فهمست .
إيزابيلا : إلى أين ستأخذني ؟
أخذ كفها بكفه و قبله و عيناه مثبتة على الطريق ثم أعلم بهدوء .
بيكهيون : أليس علينا أن نحضر لقدوم الطفلتين ؟ سأشتري لهن ما يلزم .
أومئت إيزابيلا سريعاً عدة مرات بسعادة جاعلة أياه يقهقه للمرة الغير معدودة في نهار واحد ، إصطف أمام المجمع التجاري ثم ساعدها في النزول لتتأبط ذراعه و يدخلان المجمع .
فور ما دخلا توجها لقسم الأطفال ثم أخذا يطَّلعا على مستلزمات الأطفال المعروضة ، ضحكت هي بخفة بينما تسحب من قبله إلى محل تجاري ملون بالزهري ، أخذ يقتني قطعاً من الثياب و الألعاب لطفلتيه الصغيرتان بإنغماس و هي تراقبه بينما تقتني ما يعجبها لهن .
أخذ يدها بلطف و خرج من المحل إلى آخر للأثاث المنزلي و أشترى غرفة نوم وردية على ذوقه الخاص ، ثم اوصى بتوصيل المشتريات إلى منزله ، و خرج بزوجته من قسم الأطفال ، ظنت أنهما سيغادران إلا أنه توجه إلى القسم النسائي ، فهمست هي مستفهمة .
إيزابيلا : لماذا أتينا هنا ؟!
وضعه كفيه على كتفيها و حثها على التقدم بينما يهمس بالقرب من أذنها .
بيكهيون : أنسيتِ أن زواج شيومين أصبح وشيكاً ؟ و أنتِ يلزمكِ فستان يتناسب مع بطنكِ الكبيرة و أنا تلزمني بدلة تتناسب مع وسامتي .
تأفأف بغيظ فها هو لا يكف عن إثارة غيظها ثم أومئت بالموفقة فرغم كل شيء هي فعلاً تحتاج فستان يتناسب مع بطنها المنتفخة إلى أقصاها .
جالا محلات الفساتين دون أن تجد ما يناسب مقاسها فجلست على كرسي الإستراحة بخفة بينما الدموع قد تغلغلت بعينيها بخفة ، جلس القرفصاء أمامها فور أن أخفضت رأسها حتى تبكي و أخذ كفيها بين كفيه يحضنهما ثم همس بقلق و هو يبصر عيناها الزجاجية .
بيكهيون : أتبكي ؟! لماذا تبكي ؟! من أجل الفساتين ؟ لا تقلقي ، سأجد لكِ فستان جميل !
نفت برأسها ثم رفعته إليه و همست بنبرة حزينة و هي تنظر بعينيه .
إيزابيلا : اخاف أنك توقفت عن حبي بسبب شكلي هذا ؟
نفى برأسه سريعاً ثم همس بصدق .
بيكهيون : لا يا حبيبتي لا تقولي هذا ! أنني أحبكِ كيفما كنت ، لا تتفوهي بهذا الكلام ثانية و إلا غضبت !
أخفض رأسه و قبل بطنها عدة قبل متفرقة بينما هي تمسح على شعره بلطف ثم همس بحب .
بيكهيون : أحبكِ يا أم أطفالي .
تبسمت هي بلطف له لتعلو التصافير و التصفيق من حولهما ، إلتفتا ليكتشفا أنهما محطان بكاميرات المعجبين التي تلتقط صور للحظة ، ضحك كلاهما بخفة ثم اقترب بيكهيون و على الملئ داعب أنفه بأنفها ثم سرق قبلة من شفتيها بسرعة .
.......................................................
دموعها لا تستأذنها بالهبوط و قلبها لا يتوقف عن إيلامها بنبضاته و كأنها ضربات لا نبضات ، تشعر بضميرها يُعذب ، أسندت سبب حالة المرأة التي تصارع الموت و جنينها بالداخل إليها ، لو أنها إستمعت إليها منذ البداية ، لو أنها أخبرتها كل ما تريده عندما أستقبلتها ضيفة ، لو أنها لم تذهب لها اليوم لما حدثت هذه المعضلة الأليمة.
أستندت إلى الحائط خلفها و رؤيتها ضبابية لتشويش الدموع ، طال الإنتظار كثيراً ، تعلم جيداً أنها ستستجوب من قبل زوجها الذي بالتأكيد يبحث عنها الآن و هي و اللعنة تركت هاتفها في سيارتها أمام منزل جيمين ، إلتفتت إلى حيث يقف جيمين بهدوء بملامح باردة لا تحمل أية مشاعر .
تقدمت نحوه حتى وقفت أمامه ثم رفعت نظرها إليه تزجره بغضب بينما هو يتفانى النظر إليها ، همست بحدة .
ماريا : سعيد بفعلتك ؟ ها هما زوجتك و ابنك يصارعان الموت في الداخل و أنت أيها الطبيب تقف هنا بكل برود حتى أنك لا تؤدي واجبك نحوهما لا كزوج و لا أب و لا حتى طبيب ، ماذا تظن بنفسك فاعل ؟ تظن أنني أحبك ؟
حالما نطقت آخر سؤال إلتفت برأسه إليها ملجوماً و مستمعاً بإنصات بينما ملامحه إمتلئت بمشاعر مستهجنة ، لكنها اكملت و داست على قلبه تحت قدمها بكل جبروتها .
ماريا : تظنني أفكر بك او أهتم لك أو حتى سنعود كسابق عهدنا ؟ هاه ! بإحلامك الوردية ! نحن لن نعد كما كنا لو مهما ثابرت ، أنا إلتفتُ إلى حياتي و تزوجتُ رجلاً أحبه و يحبني و أنت تستنزف حب زوجتك لك بظلم ، نحن تباعدت طرقنا و أستحال اللقاء فالتفت إلى حياتك و حاول ان تُنصف مشاعر زوجتك .
انسكبت دموعه أخيراً و لطخت وجهه الوسيم أخيراً و انهدم كبريائه المقيت .
" زوجتي و ابني يصارعان الموت في الداخل و أنا السبب و الفتاة التي لطالما أحببتها قطعت آمالي ببداية جديدة و لن أثابر أكثر " .
هذا ما دار في عقله الآن .
ابتعد عن ناظرها و جلس على كرسي إستراحة قريب ، وضع رأسه بين كفيه مهموماً ، إلتفتت هي إليه متنهدة ثم انسحبت و جلست على كرسي قريب بإنتظار أن يعلمهم الطبيب بالداخل عن حالة سالي .
اخذت تفكر بحجج منطقية تقدمها إلى سوهو عند الإستجواب ، كلما تذكرت أنها ستلجأ للكذب عند السؤال قلبها يعتصر خوفاً فهي لا تجيده ، جلست بإعتدال و عقدت ذراعيها إلى صدرها ثم أسندت رأسها على الجدار خلفها بينما تنظر بالأفق الفارغ ، تتمنى من كل قلبها أن تسمع خبر جيد من الطبيب .
سالي التي تصارع في الداخل وحدها دون سند تحت أيدي الأطباء التي تنبش رحمها لإنقاذ طفلها ، تصارع الموت حتماً بجسد غافٍ ، علامات أصابع جيمين التي رغم قصرها إلا انها قوية تركت أثراً أزرق على وجنتها ، تسببت صفعته بوقوعها أرضاً صارخة بألم ثم علا صراخها بألم أكبر عندما أرتطم أسفل بطنها بحافة الدرج أمام المنزل و سيل دم ترك أثر يخبر عن أصابتها في مكانها .
خرج الطبيب إليهما أمام غرفة العمليات ثم نطق بلوم نحو زوجها الذي يكون تلميذاً لديه .
الطبيب : لم أتوقع من أفضل أطباء المستشفى أن يتسبب بمصيبة كهذه ، زوجتك التي ضربتها تمسكت بالحياة و ابنك الذي كدت تقتله بخير أيضاً لكنك لا تستحقهما ، لقد سقطت من عيني .
انسحب الطبيب بغضب ، جلس جيمين القرفصاء على قدميه و وضع رأسه بين كفيه ، في نفسه صراع داخلي كبير ، قلبه و عقله في نزاع مستمر و كل منهما مع إمرأة ، صرخ بغل بينما شهقاته قد انفلتت و كأنه إمتلئ حتى أنفجر .
جيمين : يكفي ، يكفي ، لقد تعبت ، أنا متعب !
نظرت إليه ماريا بشفقة و هي تبصر صراعه مع نفسه و عذابه الذي سلبه سعادته ، إقتربت منه ثم إنخفضت لتجلس بجانبه ثم همست بهدوء .
ماريا : يقال " أبقى مع من يحبك لا مع من تحب " هي تحبك كثيراً لا تخسرها ، صالحها و احمها ثم كُن لها عوناً في حياتها ، كُن زوج و أب رائع .
أومئ لها دون أن ينظر لها بينما يمسح دموعه بعشوائية عن وجهه المحمر ، وضعت كفها برفق على كتفه ثم همست برقة .
ماريا : أنا أسامحك من اعماق فؤادي و لا أكن لك أي ضغينة ، أريد أن أراك سعيداً مجدداً مع زوجتك ، أود رؤية إبتسامتك الخجلة من جديد .
إلتفت برأسه إليها لتقف ثم وقف مقابلها ، همست هي بإبتسامة أشتاق رؤيتها على محياها منذ زمن طويل .
ماريا : أعتني بزوجتك ، علي الذهاب قبل أن يقلق زوجي علي .
أومئ لها عدة مرات مخفض رأسه فرفعت بأطراف أناملها وجهه من ذقنه ثم تبسمت إليه و همست بالوداع ، و قبل أن تلتفت مغادرة كان قد حضنها بقوة إليه مرة أخيرة بينما يبكي بحرارة ، ربتت على كتفه تواسيه بلطف ثم ابتعدت عنه بعد بُرهة و ألتفتت مبتعدة ، بينما داخلها سلام و ارتياح واسع جعلها تبتسم رغماً عنها .
عادت إلى منزلها و دخلت إليه مبتسمة بخفة ، وضعت مفاتيحها و هاتفها جانباً و ما إن رفعت وجهها كان سوهو يقف أمامها بهيئة فوضوية ، شهقت مرتعبة ثم ابتلعت جوفها الذي بدء يجف من مجرد النظر إليه ، شهقت بخفة مجدداً عندما رفع يده و وضعها على شعرها ، ظنتها صفعة ، همس بصوت يدعي الهدوء .
سوهو : كم الساعة الآن ؟
نظرت إليه بتخوف ثم همست مبررة نفسها .
ماريا : لقد خرجت أت ..
وضع سبابته على شفتيها قبل أن تقدم مبرراتها إليه ثم همس بجمود مخيف .
سوهو : كم الساعة الآن ؟
نظرت إلى ساعة يدها ثم أجابته بتأتأة خفيفة .
ماريا : إنها السابعة مساءاً .
قربها إليه من كتفها بقوة ثم همس بحدة متغافلاً عن شهقة خوفها .
سوهو : أين كنتِ يا زوجتي ؟
نظرت إليه بتخوف فهيئته لا تمزح ، شعره أشعث و بشرته محمرة بشكل طفيف و عيناه محمرة بشدة و ثيابه مبعثرة بإهمال على جسده ، أخرجها من شرودها في هيئته عندما نفض كتفيها بقوة و هو يهدر غاضباً .
سوهو : أين كنتِ ؟
أجابته بالكذبة التي حضرتها مسبقاً بسرعة و ارتباك واضحين .
ماريا : لقد ذهبت إلى الحديقة القريبة ، لكن سيارتي تعطلت و تعذر علي العودة بسرعة .
تبسم هو بغرابة و في عينيه نظرة واسعة مستهجنة لأول مرة تبصرها في ناظره ، إرتجف جسدها رغماً عنها عندما أردف بخشونة طاغية.
سوهو : صغيرتي لا يصح الكذب ، أنتِ لا تتقنينه .
صمتت لا تعلم ماذا عليها ان تقول فأن أخبرته بالحقيقة و إن أبقت على كذبتها لن تسلم من جنونه فاختارت الصمت حلاً وسط ، لكنه همس بحدة بينما يشير إليها بالتهديد .
سوهو : تكلمي مازلتُ أتحدث و أكبح غضبي ، أين ذهبتِ ؟
أخفضت بصرها إلى صدره الذي يقابل وجهها ثم همست بتلكأ يفضحها .
ماريا : كما قلتُ لك ، أنا لم أكذب .
رفع حاجبه ساخراً بينما ينظر لها بإستخفاف ، أبعدت رأسها عن حيث هيئته لكنه أعاد رأسها من ذقنها ببعض القوة جعلتها تغمض عينيها للألم و تكتم أنيناً في جوفها ، فتحت عيناها عندما أردف بغضب و أنفاسه الحارة تلفح وجهها .
سوهو : لماذا ذهبتِ إلى المستشفى بصحبته ؟
نظرت إليه بتفاجأ و عيناها أمتلئت بالخوف ، ليكمل يضغط على فكها بقبضته .
سوهو : لماذا لم تخبريني ؟
بقت صامتة و انفاسها بدأت بالإضطراب و عيناها لا ترى سوى سواداً دامساً في مقلتيه ، ضرب بقبضته الحائط خلفها بقوة معبراً عن غضبه فانتفضت من مكان وقوفها خوفاً و هي تستمع إلى زمجرته .
سوهو : لماذا لا تتكلمين ؟ صبري بدء ينفذ !
نظرت إليه ثم استهجنت كلامه قائلة بإنزعاج .
ماريا : ماذا تريدني أن أقول ؟ أنا لم أذهب مع أحد إلى أي مكان .
لكم الحائط بقوة و لقد فاض غضباً ثم صرخ بها بقوة و عيناه توهجت بغضب مخيف .
سوهو : لقد رأيتكِ بأم عيناي تدخلين معه إلى المستشفى ، تحدثي و إلا سأنفجر عليكِ .
صرفت بنظرها جانباً ثم همست بهدوء .
ماريا : لقد شبهت علي ، لم تكن أنا .
قبض على خصلات شعرها بإندفاع فتأوهت بخفوت و ألم ثم صرخ بوجهها غاضباً بجنون .
سوهو : تكذبين و اللعنة !
أبقت على صمتها دون أن تضيف حرفاً و إرتفعت يدها و وضعتها فوق قبضته على شعرها ثم همست بنبرة متألمة .
ماريا : أنت تؤلمني ، أترك شعري .
قربها إليه بقوة من شعرها حتى إلتصق جسدها بجسده ثم همس بحدة في أذنها .
سوهو : أنا سأؤلمك أكثر طالما تكذبين علي !
همست بإرتباك و جسدها يرتجف بخفة .
ماريا : أنا لم أكذب .
زمجر بغضب ثم دفعها بقوة لتفترش الأرض سريعاً بمصاحبة صرخة ألم ، وقفت الدموع في عينيها تنتظر وقتها في الهطول .
وقف سوهو أمامها ثم همس ببطء بينما يفتح أزرار قميصه و يرفع أكمامه عن ساعديه ، أبصرت نظرة الغضب في عينيه ، ذاتها التي جعلتها أسيرة لديه مسبقاً .
سوهو : تكلمي و إلا لن تمر هذه الليلة على خير .
صمتت قليلاً لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ، لكنه فور ما أقترب منها و وضع يده على فستانها صرخت بخوف و هي تتمسك بقبضته على فستانها.
ماريا : حسناً سأخبرك !
جلس على قدميه أمامها ثم أردف بقوة .
سوهو : تحدثي !
أومئت له برأسها ثم أجابته بتوجس و خوف .
ماريا : اسمعني حتى أنتهي، لا تهاجمني !
أومئ لها بثبات لتكمل .
ماريا : لقد ذهبت إلى منزله .
شخص نظر سوهو بقوة حتى أبصرت الغضب العظيم في عينيه فاستعجلت بكلامها سريعاً .
ماريا : لأرى زوجته ، هي أتت إلى منزلنا سابقاً و طلبت مني أن أخبرها عن فعلة زوجها ، لكنني عاملتها بسوء يومها ، ذهبت لها اليوم و أخبرتها ما حدث فهذا حقها ، لكن زوجها عاد و عندما رآني ضرب زوجته الحامل، نقلتها إلى المستشفى، هذا ما حدث .
أومأ لها ثم تسآل بحنق و هو يضغط على ذراعها .
سوهو : لماذا لم تخبريني مسبقاً ؟
تلكأت هي بالكلمات لكنها نجحت أخيراً بالرد .
ماريا : كنتُ خائفة أن تمنعني .
أخذ كلا ذراعيها بقبضتيه و هدر بشراسة .
سوهو : أنا بالتأكيد سأمنعكِ ، بالتأكيد ! أنتِ ممنوعة من الخروج من المنزل نهائياً إلا برفقتي ، أتفهمين؟
أومئت له طوعاً ليترك ذراعيها بقوة آلمتها ثم صعد إلى الأعلى ، تنفست هي بعمق حتى تهدأ ضربات قلبها و أخذت تمسح عليه بينما تهمس لنفسها .
ماريا : حمداً لله ، لم يفعل بي شيء .
وقفت ببطء شديد و نظرت إلى السلم الذي يؤدي إلى الطابق العلوي و قدمها تتردد بالتقدم و الرجوع ، تنهدت أخيراً ثم سحبت جسدها و جلست على الكنبة في صالة الجلوس .
.....................................................
سلاااااااااام
كيف حالكم ؟ لقد اشتقت لكم .
لقد تأخرت عنكم يوما لتحضير البارت بشكل افضل
سأقوم بتنزيل ورد شائك اليوم او في الغد كحد اقصى.
الآن تستطيعون أن تجدوني على تطبيق انستغرام ك :
Park Mercy Ariana
إن كنتم على التطبيق فاتبعوني سأقوم بنشر امور تهمكم و عن الروايات .
أداء إكسو في حفل الأولمبياد كان متميز و فاخر جدا 👏👏👏
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 تعليق
1. رأيكم بحالة كريستين ؟
2. رأيكم بحالة دي او ؟
3. هل ستنفصل كريستين عن دي او؟
4. هل سيتسببان لوهان و جازميت بالمشاكل ؟
5. رأيكم بإيزابيلا ؟
6. رأيكم ببيكهيون ؟
7. رأيكم بسوهو ؟ ماذا سيفعل ؟
8. رأيكم بماريا هل كانت على حق في صمتها ؟ و هل قرارها في مسامحة جيمين سيؤثر بإيجابية على علاقته بزوجته ؟
9. رأيكم بجيمين ؟ و ماذا سيفعل بزوجته ؟
10 . رأيكم بالبارت و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤
فيّ صوتين كلاهما يريدان و يحتاجان و أنا ضائع بين ما يريده ذاك و ذاك !
الصراخ القادم من الداخل يتفشى جدران المنزل ، قوة الطرقات على الباب الخارجي أضعفته حتى بات يهتز داخل إطاره الذي أعتاد أن يكون صلباً ، نداء بأصوات غاضبة و عالية بالخارج على من هم في الداخل و لكن ما من مجيب .
تشانيول و بيكهيون يقفان خلف الباب و يطرقانه بكل عزمهما و ما يملكان من قوة ، صراخ كريستين المستغيث من الداخل قد وصل مسامعهما و أثار شفقتهما ، نظر كلاهما لبعضهما و كأنهما يتشاركان نفس الأفكار ثم جال كلاهما بهرولة في حديقة المنزل عن شيء ثقيل يفيدهما في مرادهما .
كرسي خشبي يتوسط الحديقة بجمال ، قاما بخلعه ثم حمله معاً ، عادا إلى حيث كانا أمام باب المنزل ثم ضربا الباب بالكرسي الخشبي بكل قوتهما ، وقع الباب أرضاً مسبب صوتاً يصم الآذان عن السمع إلا أن ما يحدث في الداخل أمام أعينهما كان ضرباً من الجنون .
كريستين ممدة أرضا و هي تصرخ لشدة الألم الذي طاح بها و دي او يجلس على كرسي موضوع مقابلها و ينظر لها في غضب مجنون لا محالة بينما يحمل عصا غليظة ، هرولا تشانيول و بيكهيون نحوهما ، عندما رأتهما كريستين صرخت مستنجدة .
كريستين : أنقذاني أتوسلكما !
كادت أن تهوي العصا على جسدها مرة أخرى بقوة عندما طلبت المساعدة حتى تنجو من هذا الوحش ، لكن تشانيول كان بالمرصاد فقد أخذ من يده العصا بقوة قبل أن تصل هدفها ثم زجره بحدة و عيناه متوسعتان بمزيج من الصدمة و الغضب .
تشانيول : أنت ماذا تفعل ؟!
قام بيكهيون بحمل كريستين عن الأرض برفق بين ذراعيه و هي تمسكت بكتفيه بإستنجاد كمأمنها الوحيد لتشتعل الغيرة و الغضب في دي او الذي صرخ بقوة و هو يرى تشبث زوجته برجل غيره .
دي او : أعدها إلى مكانها ! أترك الفتاة أرضاً .
أراد أن يهاجم بيكهيون و يأخذ زوجته منه إلا أن قوة تشانيول الجسدية الذي تفوق قوته منعته عندما ردعه عنها .
وقف دي او بغضب مماثل و همس بصرير و غلاظة مفحلة ، الكل أصبح ضده الآن .
دي او : أنت أذهب و أنقذ زوجتك من الذي اختطفها و لا تدخل بشؤوني .
نظرا تشانيول و بيكهيون إليه قاضبان حواجبهما دون فهم ، تسآل تشانيول بصوت غليظ مستفهماً .
تشانيول : ماذا تقصد ؟!
دفعه دي او بعيداً عنه ثم أجاب بنفس النبرة .
دي او : أقصد جد زوجتك التي لا تعلم أراضيها ثم تدخل بأموري ، أهتم بمشاكلك و دعني و شأني .
أراد أن يأخذ كريستين من بيكهيون لكنها تشبثت بقميص بيكهيون بكلتا يديها بقوة و هي تبكي بشدة ؛ لشدة خوفها و ألمها في آن واحد ، و استنجدت ببكاء مرير .
كريستين : كسر ذراعي ! ذراعي تؤلمني .
أنفرجت أعين بيكهيون و تشانيول بصدمة و هما يعاينان ذراعها ، ذراعها فعلاً مكسور هذه المرة ، هدر بيكهيون غاضباً متهجماً غير قادر على هضم تصرفات صديقه التي تزداد جنوناً بمرور الأيام .
بيكهيون : أوصل بك الأمر أن تكسر أطرافها ؟! أي قلب تملك أنت ؟ أنها زوجتك يا مجنون !
و قبل إضافة المزيد من الكلام الفارغ كان بيكهيون يهرول نحو الخارج يحمل كريستين لإسعافها إلى أقرب مستشفى ، وضعها في السيارة على مهل و هي تبكي بحرارة ثم جلس في كرسي السائق و انطلق بسيارته ، في السيارة الأخرى كان تشانيول يقودها و بجانبه دي او الذي ملامح الغضب ما زالت تعتلي وجهه .
عندما أراد تشانيول لوم دي او على أفعاله قُطِعَ برنين هاتفه ، فتح خط الإتصال عندما رأى من المتصل الذي لم يكن سوى ميرسي أريانا .
تشانيول : أهلاً حبيبتي .
أجابته بهدوء تتخلله الجدية في حديثها .
ميرسي أريانا : أهلاً عزيزي ، أخبرني ماذا حدث ؟!
تنهد تشانيول بعمق مثقلاً ؛ لكثرة الهموم و المشاكل التي لا تنتهي و تحيطهم من كل طرف و جانب ثم نظر إلى دي او الذي يجلس بجانبه دون أن ينبس بحرف أو أن يحدث حركة ، فقط يرص قبضته و يصر على أسنانه .
تشانيول : تأخرنا ، لقد كسر ذراعها بالفعل .
شهقت ميرسي أريانا في السماعة لصدمتها و خوفها على كريستين ، ثم همست بنبرة يميزها تشانيول جيداً عندما تكون على وشك البكاء.
ميرسي أريانا : ماذا حدث ؟ هل هي بخير ؟ أخبرني ارجوك سريعاً !
أجابها سريعا حتى يطمئنها قليلاً و يهدء من روعها .
تشانيول : إهدئي حبيبتي ، هي بخير .
لم يغفل تشانيول عن نظرات التعجب و الإستفهام في عيني دي او ، لكنه تابع بهدوء مفسراً بعد أن أصرت ميرسي أريانا معرفة التفاصيل .
تشانيول : بعد أن إتصلت هي بكِ ، أخبرتُ بيكهيون و ذهبنا كلينا هناك ، كسرنا الباب لندخل ثم نقلناها للمستشفى و أظن أن هناك مشكلة بذاكرة دي او فهو يظنكِ مخطوفة للآن .
عبرت ميرسي أريانا عن شفقتها و حزنها بشهقة حزن نطقت بها بخفوت .
ميرسي أريانا : يا إلهي ، أعرضه على طبيبه أيضاً يا تشانيول .
أومئ تشانيول و كأنها تراه .
تشانيول : لا تقلقي سأفعل ، أنتِ أخبريني ماذا حدث معكِ ؟
أجابته بهدوء يتخلله الحزن على كريستين .
ميرسي أريانا : لقد طلبتُ من سيهون أن يرافقني فهو قوي و قد يستطيع ردع كاي ، لا تقلق بأمره لقد وجدناه في أحد مستودعاته و تصالحا هذان المغفلان .
ضحك هو بخفة ثم استطرد بإبتسامة حانية .
تشانيول : أشعر و كأننا والدين للأصدقاء .
تبسمت هي بخفة ثم أجابته .
ميرسي أريانا : بما انهم يلجؤون لنا وقت حاجتهم إلينا فنحن كذلك .
تم نقل الزوجين للمستشفى و تمت معاينتهما ، كريستين تنتشر الرضوض بجسدها إضافة إلى ذراعها المكسورة لذلك تطلب الأمر بقائها في المستشفى لفترة غير محددة ، أما دي او الذي تم فحصه عند الطبيب المختص فلقد نُقِلَ أيضاً إلى غرفة خاصة و عليه البقاء في المستشفى .
جلس الطبيب المسؤول عن حالة دي او خلف مكتبه و بيديه الفحوصات التي تمت من أجل مريضه ثم نظر لمن هم في مكتبه ينتظرون إعلامه للنتائج بين يديه ، تشانيول و بيكهيون إضافة إلى سيهون و ميرسي أريانا اللذان وصلا للتو ، تنهد الطبيب ثم تحدث بحرفية .
الطبيب : في الواقع ، النتائج ما كانت متوقعة بالنسبة لي ، دي او ذاكرته إنتقائية الآن .
نظر الجميع إلى بعضهم البعض من غير فهم لما يقوله الطبيب فتابع موضحاً بمزيد من التفاصيل .
الطبيب : في مثل هذه الحالة ، دي او يذكر كل شيء حدث قبل الحادثة و لا يذكر شيء بعدها بل لا يذكر الحادثة نفسها حتى ، لكن ما زاد الوضع سوء أنه عندما فقد ذاكرته بالكامل كان يذكر زوجته و أحداث لطيفة جمعتهما قد لا تكون حدثت بالفعل ، أما الآن فهو يذكرها على أنها شيطانة لئيمة تريد استغلاله و هذا قد لا يكون حقيقي في الأغلب ، هذا يفسر هجومه عليها و كل ما سمحت الفرصة له بمهاجمتها سيفعل دون تفكير ، لذلك عليه أن يبقى هنا حتى يتخلص من ذاكرته الإنتقائية و يتذكر كل شيء ؛ ضماناً لسلامتها و سلامته .
اندفعت ميرسي أريانا بقلق مخبرة الطبيب .
ميرسي أريانا : لكنها هنا ايضاً فلقد كسر ذراعها .
أجابها الطبيب بهدوء حتى تطمئن .
الطبيب : لا تقلقي ، المستشفى آمن و لن يستطيع إلحاق الأذى بها هنا ، اطمئني .
خرج الجميع من عند الطبيب ثم ذهبوا إلى الغرفة التي يقيم بها دي او ، قبل أن يدخل أحد أمسك تشانيول معصم ميرسي أريانا ثم همس بهدوء لها .
تشانيول : هو الآن يظنكِ ما زلتِ مخطوفة لذلك ستكون مفاجأة بالنسبة له رؤيتكِ .
أومئت له برأسها ثم دخل الرجال إليه ، أما هي تنفست بعمق ثم دفعت دفة الباب و دخلت ، حالما رآها دي او شهق متفاجأ ثم أشار إليها متسألاً .
دي او : ميرسي أريانا ! متى عدتِ ؟! و كيف ؟!
إلتفت برأسه لتشانيول ثم كلمه بنبرة مدهوشة.
دي او : في السيارة عندما كنت تتحدث مع فتاة و تنعتها بحبيبتك ظننتك تخونها و لا تهتم لإختفائها !
تبسمت ميرسي اريانا قصراً لظنونه ثم جلست على كرسي قريب بمحاذاة السرير بينما أنظاره ما زالت عليها حتى أن الغيرة بدأت توقد في قلب تشانيول ، أردفت ميرسي أريانا برفق و هدوء
ميرسي أريانا : لقد مر على عودتي وقت طويل بالفعل قضيته أنت فاقداً لذاكرتك .
نظر لها دي او بنظرة ساخرة لا تصدق حديثها ليؤكد له تشانيول بصوت هادئ
تشانيول : ميرسي أريانا اخبرتك بالحق ، الأمر أنك أصبت عندما ذهبنا لإنقاذها برصاصة في رأسك سببت لكل فقدان الذاكرة ثم قضيت عدة شهر لا تذكر أحد سوى زوجتك كريستين ، كنت تحبها كثيراً و لا تذكر أحد سِواها .
تشردق دي أو بإبتسامة ساخرة أقوى من سابقتها مستهجناً ما يلقونه على مسامعه ، ثم همس بحقد .
دي او : تلك الشيطانة اللئيمة !
وقفت ميرسي أريانا بغضب بان على ملامحها ثم استرسلت بحدة بائنة .
ميرسي أريانا : تلك الشيطانة اللئيمة هي الوحيدة التي اعتنت بك و احبتك رغم ما فعلته بها ، أنت لا تستحق رؤيتها حتى .
خرجت بسرعة غاضبة و الدموع قد تغلغلت في عينيها فنعته السيء لأختها ما تحملت الصمت عنه و مراعاة حالته الصحية ، جلست على كرسي الإستراحة في الخارج ثم بكت براحة ، أخرجت توترها و الضغط المرمي عليها بالدموع حتى خرج تشانيول و خلفه بيكهيون و سيهون لتلتفت برأسها سريعاً و تمسح دموعها بعشوائية كي لا يروا الدموع في عينيها .
عندما عادت برأسها كان تشانيول يقابل وجهها بوجهه على بعد إنش ، لتشهق هي بخفة خجلاً فالأثنان خلفه يحاولان كبت ضحكاتهما غصباً ، رغم الموقف الحرج و زوجها لا يهتم لأي لعنة تحدث حوله ، هي كل همه ؛ لذا أراح راحة كفه على وجنتها ثم همس بتحبب .
تشانيول : حبيبتي لا تحزني ، إنه لا يدرك ماذا يفعل ، إنه مريض و علينا تفهمه ، هو عندما يدرك أفعاله سيكون آسف و نادم ، حسناً ؟
أومئت هي له برأسها بخفة فاقترب تشانيول أكثر و قبل جبينها بحب و لطف ، ثم مد كفه لها لتمسك به و قال بنبرة حانية .
تشانيول : و الآن لنذهب و نطمئن على كريستين قبل رحيلنا .
أومئت له مرة أخرى فسحبها بلطف إليه لتقف ثم احتضنها إلى جانبه و هو يسر إلى غرفة كريستين ، طرقت الباب إسئذاناً ثم دلفت و تبعها الرجال .
جلست على السرير بجانب كريستين التي تتمدد بضعف عليه و لا تقوى على تحريك مفصل ، تسائلت ميرسي أريانا بإبتسامة محببة و لطيفة حتى لا تغزو الكآبة أجواء الغرفة .
ميرسي أريانا : كيف حال الأميرة النائمة الآن ؟
أبقت كريستين نظرها معلق في السقف ثم أجابتها بصوت مبحوح ضعيف يغلبه الحزن و الإنكسار .
كريستين : حالي مرئي للنظر ، ماذا تظنين حول حالي ؟
طأطأت ميرسي أريانا رأسها بحزن بينما أصوات تنهيدات الرجال الحزينة مسموعة ، تابعت كريستين كلامها بذات النبرة المجروحة .
كريستين : لقد تحملت الكثير ، لقد أجبرني على الزواج منه و تحملت ، هددني بسمعتي و مستقبلي إن تكلمت و صمتت ، جعلني إمرأة له دون إرادتي و صبرت ، ضربني ، أهانني ، و حبسني و عدت له ، و عندما احتاج عنايتي و حبي قدمته بكل سعة صدري و حبي ، لقد وجدتني أسامحه ، بدأت أحبه و أتعلق به و تناسيت ما مارسه علي من ظلم و عنف ، أحببته بكل جوارحي و أحبني حد التعلق بي ثم قتلني بكل جبروته ، أصبحت خائنة ، مستغلة ، و حقيرة بعد كل هذا .
اقتربت منها ميرسي أريانا و دموعها قد خطت على وجنتيها بحزن و شفقة على صديقتها و أختها العزيزة ، مسحت على شعرها بطلف و طبطبت على كتفها بيدها الأخرى و كأنها تواسيها على ألمها الذي أنهال عليها ظلماً و الإهانة التي تحملتها طويلاً ، همست كريستين بجدية و عيناها لمعت بحقد و كره .
كريستين : أنا لن أكافح أكثر ، يكفي أنا أنُهِكت ، لا اريد منه شيء سوى أن يتركني و شأني ، أريد أن يطلقني و لن أعود له مهما حدث .
شهقت ميرسي أريانا فيبدو أن كريستين عازمة على رأيها و لا مجال للتفاوض أو التراجع ، لكنها حاولت و قبل أن تكمل قطعت كريستين الحديث
ميرسي أريانا : لكن هو ليس برشده...
رفعت كريستين ذراعها السالمة و همست بأحتدام .
كريستين : لا مجال للتفاوض في هذا الأمر ، أنا و هو انتهينا .
خرج الجميع من غرفة كريستين و قبل أن يفترقوا تسآل سيهون بجدية .
سيهون : من سيبقى لدى كريستين ؟
أجابته ميرسي أريانا بهدوء مثقل بالحزن .
ميرسي أريانا : جازميت بالتأكيد .
أومئ سيهون ثم اعلم عما سيفعله .
سيهون : دي او أيضاً يجب أن لا يبقى وحيداً سأطلب من لوهان البقاء لديه .
امتعضت ملامح ميرسي أريانا ثم أردفت بإنزعاج .
ميرسي أريانا : إن أجتمعا لوهان و جازميت سيفتعلان مشاكل أكثر من دي او و كريستين .
رد عليها سيهون شاكياً و حجته قوية مقنعة .
سيهون : إذن من عليه أن يبقى ، كريس بارد كالجليد ليس لديه أي رد فعل مناسب لأي فعل ، تاو يخاف من خياله و دي او وحده رعب ، أما البقية متزوجون و النساء يخفن البقاء وحدهن في المنازل ، ثم إن لوهان رجل قوي يُعتَمد عليه ، يجيد التصرف و لن يحدث شيء سيء بحضوره أنا متأكد .
أومئت ميرسي أريانا متنهدة فكلامه مقنع و ما من حل آخر أمامهم سوى إقامة لوهان في المستشفى للإهتمام بدي او ، استطردت بهدوء حتى تأخذ رأي الجماعة .
ميرسي أريانا : ماذا عن زفاف شيومين و روزلي ؟ هو مقرر في نهاية الأسبوع ، أعلينا أن نأجله ؟ لكنهما ينتظران منذ زمن طويل .
أجابها بيكهيون مقدماً رأيه بإسهاب حد الإقناع .
بيكهيون : لا ، أنهما ينتظران زفافهما منذ زمن و نحن نأجله كثيراً ، و على آية حال مشاكلنا لا تنتهي فدعونا نفرح قليلاً و نخرج من كآبتنا هذه ثم نبدء بحل نزاعاتهما أيضاً .
ضحك الحاضرين بخفة ثم أومئت ميرسي أريانا بالموافقة .
.......................................................
تتمشى بالممر ذهاباً و أياباً و هي تضع كفاً خلف ظهرها حتى يسندها و الآخر على بطنها الكبيرة المكورة تتحسها بلطف و كأنها تداعب جنينيها في الداخل ، نظرت إلى ساعة الحائط و شاشة الهاتف بتوالي للمرة التي لا تذكر عددها ثم تأفأفت بحنق و ملل كما تفعل منذ ساعة .
تنهدت زافرة أنفاسها بقوة عندما فتح باب المنزل و دلف زوجها الذي تنتظره منذ ساعتين ، تذمرت بسخط عندما رأته يتقدم بخطوات ثابتة تجاهها .
إيزابيلا : لقد تأخرت كثيراً يا بيكهيون ، أنني أنتظرك منذ ساعتين ، لقد فاتني موعد الطبيبة .
بما أنه من الصعب الحصول على حضن أمامي طبيعي منها كما البشر بسبب بطنها التي تمتد نصف متر للأمام ، قام بإحتضانها من الخلف و أحاط كتفيها بذراعيه ثم قبل عنقها بخفة و أنتهى بإسناد ذقنه على كتفها ثم همس مبتسماً بإتساع .
بيكهيون : أنتِ حرم السيد بيون بيكهيون لا يفوتكِ شيء .
ضحكت بخفة فها هو جانبه المغتر ظهر ، همست بتحبب و على شفتيها إبتسامة محببة .
إيزابيلا : و أين كان السيد بيون بيكهيون حتى يتأخر على حرمه ؟
لم يود أخبارها في الحقيقة فتبدأ بالبكاء و النواح لذلك أختار المزاح أفضل ، همس بأذنها بصوت جدي .
بيكهيون : كنتُ أقوم بتوسيع أبواب السيارة و مقاعدها حتى تستطيعين الدخول و الجلوس بها .
إلتفتت إليه بسخط عاقدة حاجبيها الظريفين بإنزعاج ليضع إبتسامة هادئة على شفتيه تزين مبسمه الوسيم ، رمشت عدة مرات بإنزعاج ثم تخصرت بتهجم و همست بغل .
إيزابيلا : هكذا إذن ؟! توسع السيارة لأجلي ها ؟! من تسبب بالذي أنا به ؟ أليس أنت ؟ جعلتني أبدو كقطة في موسم التزاوج .
عندما نطقت آخر جملة ما استطاع كبت ضحكاته أبداً ، قهقه عالياً حتى أدمعت عيناه فشاركته ضحكته بشكل خفيف على سبيل العدوى ، سيطر على ضحكاته أخيراً و أخفضها بالتدريج حتى تركت أثر إبتسامة واسعة .
زفر أنفاسه بعمق حتى يريح صدره من قهقهاته ثم أقترب إليها حتى قابلها على بعد لا يُحسب ، كوب وجهها بكفيه بلطف ثم أمال رأسه إلى شفتيها فحبست أنفاسها بسرعة و كأن شفتيه تطأ شفتيها أول مرة ، هو يعشق خجلها و تأثيره عليها في كل مرة و كأنها أول مرة ، همس أمام شفتيها بصوت رجولي خفيض و إبتسامة ما بانت إلا أن تكون مثيرة .
بيكهيون : أحبكِ قطتي الممتلئة .
قبل أن تعترض على " الممتلئة " أو تقبل " أحبكِ " كان قد سرق منها منبع كلامها ، أغلق فمها مقبلاً شفتيها بقوة حتى أزهقها قُبلاً ، سحب شفتها السفلى بأسنانه ببعض القوة فتأوهت بفمه بألم ، و لا تستطيع دفعه عنها رغم الألم إلا أن جسدها رافعاً رايته البيضاء إستسلاماً قسرياً من قِبل قلبها المغروم .
حرر شفتيها بعد الكثير من القُبل حتى أحمرت تاركاً عليها آثار أسنانه ، استنشقت الهواء بقوة رحمة برئتيها التي تتوسل العيش و زفرته على بشرة وجهه التي ما زالت قريبة جداً بينما يوزع قٌبلاً متفرقة على أنحاء وجهها و رقبتها ، أبقت على صمتها بينما تكبح مشاعرها بيدها محكمة الإنغلاق على شكل قبضة لطيفة حتى اكتفى مؤقتاً .
سحبها خلفه دون أن يعطيها فرصة أن ترتب هندامها الذي تسبب بتخريبه عبثاً أو حتى تنظيم أنفاسها التي بعثرها بشقاوة فاكتفت بالتنفس بإضطراب بينما تحرك قدميها معه ، ساعدها في الصعود إلى سيارته و اتخاذ مقعداً يجاوره في الأمام ثم إلتفت إلى بابه و انطلق في الطريق إلى المستشفى .
تمددت على السرير بخفة بينما كفها معقوداً بكفه يساندها و يقدم لها الحب ، تبسمت الطبيبة بلطف إليهما فكم الحب الذي ينبثق من أعينهما ليس بمزحة و قليل الوجود في زمن الغدر و الخيانة هذا ، إلتفتت إلى عملها و مررت الجهاز على بطنها اللزجة بسبب ما وضعته عليه ، إتسعت إبتسامتها و هي تنظر إلى الشاشة التي تكشف ما في أحشائها من أرواح بريئة .
أشارت الطبيبة إلى الجنينين على الشاشة فانصرفت أنظار الزوجين لها مبتسمان .
" أتودان معرفة جنس الطفلين ؟ "
أومأ كلاهما معاً و بسرعة فضحكت الطبيبة للتشوق الذي تبصره عينيها في أعينهما لترد لهم بإيمائة على سبيل الموافقة الطبيبة .
" الطفلين يحملان نفس الجنس ، مبارك عليكما طفلتيكما ، أنهما فتاتين . "
شهقت إيزابيلا واضعة كفها الرقيق على شفتيها و عيناها إمتلئت بالدموع فرحاً ، بينما بيكهيون فلقد حبس أنفاسه لوهلة دون إزاحة نظره عن الشاشة ، وعى على كفي إيزابيلا اللذان يتمسكان بكفه بسعادة و هي تردف بفرح .
إيزابيلا : أسمعت ؟ أنهن فتاتين .
أومئ لها بفرح غامر ، ثم انخفض إليها و قبل جبينها مطولاً ثم باطن كفها بحب .
ساعدها على النهوض و ارتداء فستانها الواسع ، ثم جلسا أمام مكتب الطبيبة لتردف مبتسمة .
" السيدة إيزابيلا الآن في شهرها التاسع فعلياً فقد تلد في أي لحظة ، لا أعلم لماذا لم تقبل بأن أعلمها بجنس الطفلين من قبل و لكنني الآن علمت فمشاركتكما لهذا الخبر معاً بدى لطيف و محبب جداً .
تبسم كلاهما بوجوه بعضهما بتحبب فاطلق بيكهيون غمزة عابثة أمام الطبيبة لزوجته عبثاً فوبخته بعينيها مشيرة لوجود الطبيبة معهما بخجل .
صافحا الطبيبة مودعان مع تمنياتها للأم بولادة سلسة و إبتسامة عريضة ، خرجا عاقدين كفيهما معاً و على وجهيهما كماً من السعادة مرئياً للبصر ، همس بتحبب و هو يسير إلى جانبها بطرقات المستشفى خروجاً .
بيكهيون : أعتذر عن أهمالي و أنشغالي و إلا كان علي القدوم معكِ و التعرف على جنس الأطفال منذ شهور ، أنا آسف يا حبي .
وضعت كفها على كفه برقة ثم همست بلطف مبتسمة.
إيزابيلا : لا عليك ، أنني أتفهمك .
تبسم بوجهها بإتساع ثم ضغط على كفها برقة ، ساعدها في الصعود إلى السيارة ثم انطلق ، أثناء ذلك أردف ممازحاً أياها .
بيكهيون : من الجيد أنني وسعت أبواب السيارة و مقاعدها حتى تستطيعن الجلوس براحة .
إلتفتت إليه و دحجته بغيظ بعينيها الخضراوتين فضحك عالياً لغضبها الذي مهما حاولت إظهاره حاد بدى لطيف و خصوصاً مع إنعقاد حاجبيها اللطيفان .
تشكلت ملامحها بتسأول حالما إنعطف عن طريق المنزل إلى طريق المجمع التجاري فهمست .
إيزابيلا : إلى أين ستأخذني ؟
أخذ كفها بكفه و قبله و عيناه مثبتة على الطريق ثم أعلم بهدوء .
بيكهيون : أليس علينا أن نحضر لقدوم الطفلتين ؟ سأشتري لهن ما يلزم .
أومئت إيزابيلا سريعاً عدة مرات بسعادة جاعلة أياه يقهقه للمرة الغير معدودة في نهار واحد ، إصطف أمام المجمع التجاري ثم ساعدها في النزول لتتأبط ذراعه و يدخلان المجمع .
فور ما دخلا توجها لقسم الأطفال ثم أخذا يطَّلعا على مستلزمات الأطفال المعروضة ، ضحكت هي بخفة بينما تسحب من قبله إلى محل تجاري ملون بالزهري ، أخذ يقتني قطعاً من الثياب و الألعاب لطفلتيه الصغيرتان بإنغماس و هي تراقبه بينما تقتني ما يعجبها لهن .
أخذ يدها بلطف و خرج من المحل إلى آخر للأثاث المنزلي و أشترى غرفة نوم وردية على ذوقه الخاص ، ثم اوصى بتوصيل المشتريات إلى منزله ، و خرج بزوجته من قسم الأطفال ، ظنت أنهما سيغادران إلا أنه توجه إلى القسم النسائي ، فهمست هي مستفهمة .
إيزابيلا : لماذا أتينا هنا ؟!
وضعه كفيه على كتفيها و حثها على التقدم بينما يهمس بالقرب من أذنها .
بيكهيون : أنسيتِ أن زواج شيومين أصبح وشيكاً ؟ و أنتِ يلزمكِ فستان يتناسب مع بطنكِ الكبيرة و أنا تلزمني بدلة تتناسب مع وسامتي .
تأفأف بغيظ فها هو لا يكف عن إثارة غيظها ثم أومئت بالموفقة فرغم كل شيء هي فعلاً تحتاج فستان يتناسب مع بطنها المنتفخة إلى أقصاها .
جالا محلات الفساتين دون أن تجد ما يناسب مقاسها فجلست على كرسي الإستراحة بخفة بينما الدموع قد تغلغلت بعينيها بخفة ، جلس القرفصاء أمامها فور أن أخفضت رأسها حتى تبكي و أخذ كفيها بين كفيه يحضنهما ثم همس بقلق و هو يبصر عيناها الزجاجية .
بيكهيون : أتبكي ؟! لماذا تبكي ؟! من أجل الفساتين ؟ لا تقلقي ، سأجد لكِ فستان جميل !
نفت برأسها ثم رفعته إليه و همست بنبرة حزينة و هي تنظر بعينيه .
إيزابيلا : اخاف أنك توقفت عن حبي بسبب شكلي هذا ؟
نفى برأسه سريعاً ثم همس بصدق .
بيكهيون : لا يا حبيبتي لا تقولي هذا ! أنني أحبكِ كيفما كنت ، لا تتفوهي بهذا الكلام ثانية و إلا غضبت !
أخفض رأسه و قبل بطنها عدة قبل متفرقة بينما هي تمسح على شعره بلطف ثم همس بحب .
بيكهيون : أحبكِ يا أم أطفالي .
تبسمت هي بلطف له لتعلو التصافير و التصفيق من حولهما ، إلتفتا ليكتشفا أنهما محطان بكاميرات المعجبين التي تلتقط صور للحظة ، ضحك كلاهما بخفة ثم اقترب بيكهيون و على الملئ داعب أنفه بأنفها ثم سرق قبلة من شفتيها بسرعة .
.......................................................
دموعها لا تستأذنها بالهبوط و قلبها لا يتوقف عن إيلامها بنبضاته و كأنها ضربات لا نبضات ، تشعر بضميرها يُعذب ، أسندت سبب حالة المرأة التي تصارع الموت و جنينها بالداخل إليها ، لو أنها إستمعت إليها منذ البداية ، لو أنها أخبرتها كل ما تريده عندما أستقبلتها ضيفة ، لو أنها لم تذهب لها اليوم لما حدثت هذه المعضلة الأليمة.
أستندت إلى الحائط خلفها و رؤيتها ضبابية لتشويش الدموع ، طال الإنتظار كثيراً ، تعلم جيداً أنها ستستجوب من قبل زوجها الذي بالتأكيد يبحث عنها الآن و هي و اللعنة تركت هاتفها في سيارتها أمام منزل جيمين ، إلتفتت إلى حيث يقف جيمين بهدوء بملامح باردة لا تحمل أية مشاعر .
تقدمت نحوه حتى وقفت أمامه ثم رفعت نظرها إليه تزجره بغضب بينما هو يتفانى النظر إليها ، همست بحدة .
ماريا : سعيد بفعلتك ؟ ها هما زوجتك و ابنك يصارعان الموت في الداخل و أنت أيها الطبيب تقف هنا بكل برود حتى أنك لا تؤدي واجبك نحوهما لا كزوج و لا أب و لا حتى طبيب ، ماذا تظن بنفسك فاعل ؟ تظن أنني أحبك ؟
حالما نطقت آخر سؤال إلتفت برأسه إليها ملجوماً و مستمعاً بإنصات بينما ملامحه إمتلئت بمشاعر مستهجنة ، لكنها اكملت و داست على قلبه تحت قدمها بكل جبروتها .
ماريا : تظنني أفكر بك او أهتم لك أو حتى سنعود كسابق عهدنا ؟ هاه ! بإحلامك الوردية ! نحن لن نعد كما كنا لو مهما ثابرت ، أنا إلتفتُ إلى حياتي و تزوجتُ رجلاً أحبه و يحبني و أنت تستنزف حب زوجتك لك بظلم ، نحن تباعدت طرقنا و أستحال اللقاء فالتفت إلى حياتك و حاول ان تُنصف مشاعر زوجتك .
انسكبت دموعه أخيراً و لطخت وجهه الوسيم أخيراً و انهدم كبريائه المقيت .
" زوجتي و ابني يصارعان الموت في الداخل و أنا السبب و الفتاة التي لطالما أحببتها قطعت آمالي ببداية جديدة و لن أثابر أكثر " .
هذا ما دار في عقله الآن .
ابتعد عن ناظرها و جلس على كرسي إستراحة قريب ، وضع رأسه بين كفيه مهموماً ، إلتفتت هي إليه متنهدة ثم انسحبت و جلست على كرسي قريب بإنتظار أن يعلمهم الطبيب بالداخل عن حالة سالي .
اخذت تفكر بحجج منطقية تقدمها إلى سوهو عند الإستجواب ، كلما تذكرت أنها ستلجأ للكذب عند السؤال قلبها يعتصر خوفاً فهي لا تجيده ، جلست بإعتدال و عقدت ذراعيها إلى صدرها ثم أسندت رأسها على الجدار خلفها بينما تنظر بالأفق الفارغ ، تتمنى من كل قلبها أن تسمع خبر جيد من الطبيب .
سالي التي تصارع في الداخل وحدها دون سند تحت أيدي الأطباء التي تنبش رحمها لإنقاذ طفلها ، تصارع الموت حتماً بجسد غافٍ ، علامات أصابع جيمين التي رغم قصرها إلا انها قوية تركت أثراً أزرق على وجنتها ، تسببت صفعته بوقوعها أرضاً صارخة بألم ثم علا صراخها بألم أكبر عندما أرتطم أسفل بطنها بحافة الدرج أمام المنزل و سيل دم ترك أثر يخبر عن أصابتها في مكانها .
خرج الطبيب إليهما أمام غرفة العمليات ثم نطق بلوم نحو زوجها الذي يكون تلميذاً لديه .
الطبيب : لم أتوقع من أفضل أطباء المستشفى أن يتسبب بمصيبة كهذه ، زوجتك التي ضربتها تمسكت بالحياة و ابنك الذي كدت تقتله بخير أيضاً لكنك لا تستحقهما ، لقد سقطت من عيني .
انسحب الطبيب بغضب ، جلس جيمين القرفصاء على قدميه و وضع رأسه بين كفيه ، في نفسه صراع داخلي كبير ، قلبه و عقله في نزاع مستمر و كل منهما مع إمرأة ، صرخ بغل بينما شهقاته قد انفلتت و كأنه إمتلئ حتى أنفجر .
جيمين : يكفي ، يكفي ، لقد تعبت ، أنا متعب !
نظرت إليه ماريا بشفقة و هي تبصر صراعه مع نفسه و عذابه الذي سلبه سعادته ، إقتربت منه ثم إنخفضت لتجلس بجانبه ثم همست بهدوء .
ماريا : يقال " أبقى مع من يحبك لا مع من تحب " هي تحبك كثيراً لا تخسرها ، صالحها و احمها ثم كُن لها عوناً في حياتها ، كُن زوج و أب رائع .
أومئ لها دون أن ينظر لها بينما يمسح دموعه بعشوائية عن وجهه المحمر ، وضعت كفها برفق على كتفه ثم همست برقة .
ماريا : أنا أسامحك من اعماق فؤادي و لا أكن لك أي ضغينة ، أريد أن أراك سعيداً مجدداً مع زوجتك ، أود رؤية إبتسامتك الخجلة من جديد .
إلتفت برأسه إليها لتقف ثم وقف مقابلها ، همست هي بإبتسامة أشتاق رؤيتها على محياها منذ زمن طويل .
ماريا : أعتني بزوجتك ، علي الذهاب قبل أن يقلق زوجي علي .
أومئ لها عدة مرات مخفض رأسه فرفعت بأطراف أناملها وجهه من ذقنه ثم تبسمت إليه و همست بالوداع ، و قبل أن تلتفت مغادرة كان قد حضنها بقوة إليه مرة أخيرة بينما يبكي بحرارة ، ربتت على كتفه تواسيه بلطف ثم ابتعدت عنه بعد بُرهة و ألتفتت مبتعدة ، بينما داخلها سلام و ارتياح واسع جعلها تبتسم رغماً عنها .
عادت إلى منزلها و دخلت إليه مبتسمة بخفة ، وضعت مفاتيحها و هاتفها جانباً و ما إن رفعت وجهها كان سوهو يقف أمامها بهيئة فوضوية ، شهقت مرتعبة ثم ابتلعت جوفها الذي بدء يجف من مجرد النظر إليه ، شهقت بخفة مجدداً عندما رفع يده و وضعها على شعرها ، ظنتها صفعة ، همس بصوت يدعي الهدوء .
سوهو : كم الساعة الآن ؟
نظرت إليه بتخوف ثم همست مبررة نفسها .
ماريا : لقد خرجت أت ..
وضع سبابته على شفتيها قبل أن تقدم مبرراتها إليه ثم همس بجمود مخيف .
سوهو : كم الساعة الآن ؟
نظرت إلى ساعة يدها ثم أجابته بتأتأة خفيفة .
ماريا : إنها السابعة مساءاً .
قربها إليه من كتفها بقوة ثم همس بحدة متغافلاً عن شهقة خوفها .
سوهو : أين كنتِ يا زوجتي ؟
نظرت إليه بتخوف فهيئته لا تمزح ، شعره أشعث و بشرته محمرة بشكل طفيف و عيناه محمرة بشدة و ثيابه مبعثرة بإهمال على جسده ، أخرجها من شرودها في هيئته عندما نفض كتفيها بقوة و هو يهدر غاضباً .
سوهو : أين كنتِ ؟
أجابته بالكذبة التي حضرتها مسبقاً بسرعة و ارتباك واضحين .
ماريا : لقد ذهبت إلى الحديقة القريبة ، لكن سيارتي تعطلت و تعذر علي العودة بسرعة .
تبسم هو بغرابة و في عينيه نظرة واسعة مستهجنة لأول مرة تبصرها في ناظره ، إرتجف جسدها رغماً عنها عندما أردف بخشونة طاغية.
سوهو : صغيرتي لا يصح الكذب ، أنتِ لا تتقنينه .
صمتت لا تعلم ماذا عليها ان تقول فأن أخبرته بالحقيقة و إن أبقت على كذبتها لن تسلم من جنونه فاختارت الصمت حلاً وسط ، لكنه همس بحدة بينما يشير إليها بالتهديد .
سوهو : تكلمي مازلتُ أتحدث و أكبح غضبي ، أين ذهبتِ ؟
أخفضت بصرها إلى صدره الذي يقابل وجهها ثم همست بتلكأ يفضحها .
ماريا : كما قلتُ لك ، أنا لم أكذب .
رفع حاجبه ساخراً بينما ينظر لها بإستخفاف ، أبعدت رأسها عن حيث هيئته لكنه أعاد رأسها من ذقنها ببعض القوة جعلتها تغمض عينيها للألم و تكتم أنيناً في جوفها ، فتحت عيناها عندما أردف بغضب و أنفاسه الحارة تلفح وجهها .
سوهو : لماذا ذهبتِ إلى المستشفى بصحبته ؟
نظرت إليه بتفاجأ و عيناها أمتلئت بالخوف ، ليكمل يضغط على فكها بقبضته .
سوهو : لماذا لم تخبريني ؟
بقت صامتة و انفاسها بدأت بالإضطراب و عيناها لا ترى سوى سواداً دامساً في مقلتيه ، ضرب بقبضته الحائط خلفها بقوة معبراً عن غضبه فانتفضت من مكان وقوفها خوفاً و هي تستمع إلى زمجرته .
سوهو : لماذا لا تتكلمين ؟ صبري بدء ينفذ !
نظرت إليه ثم استهجنت كلامه قائلة بإنزعاج .
ماريا : ماذا تريدني أن أقول ؟ أنا لم أذهب مع أحد إلى أي مكان .
لكم الحائط بقوة و لقد فاض غضباً ثم صرخ بها بقوة و عيناه توهجت بغضب مخيف .
سوهو : لقد رأيتكِ بأم عيناي تدخلين معه إلى المستشفى ، تحدثي و إلا سأنفجر عليكِ .
صرفت بنظرها جانباً ثم همست بهدوء .
ماريا : لقد شبهت علي ، لم تكن أنا .
قبض على خصلات شعرها بإندفاع فتأوهت بخفوت و ألم ثم صرخ بوجهها غاضباً بجنون .
سوهو : تكذبين و اللعنة !
أبقت على صمتها دون أن تضيف حرفاً و إرتفعت يدها و وضعتها فوق قبضته على شعرها ثم همست بنبرة متألمة .
ماريا : أنت تؤلمني ، أترك شعري .
قربها إليه بقوة من شعرها حتى إلتصق جسدها بجسده ثم همس بحدة في أذنها .
سوهو : أنا سأؤلمك أكثر طالما تكذبين علي !
همست بإرتباك و جسدها يرتجف بخفة .
ماريا : أنا لم أكذب .
زمجر بغضب ثم دفعها بقوة لتفترش الأرض سريعاً بمصاحبة صرخة ألم ، وقفت الدموع في عينيها تنتظر وقتها في الهطول .
وقف سوهو أمامها ثم همس ببطء بينما يفتح أزرار قميصه و يرفع أكمامه عن ساعديه ، أبصرت نظرة الغضب في عينيه ، ذاتها التي جعلتها أسيرة لديه مسبقاً .
سوهو : تكلمي و إلا لن تمر هذه الليلة على خير .
صمتت قليلاً لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ، لكنه فور ما أقترب منها و وضع يده على فستانها صرخت بخوف و هي تتمسك بقبضته على فستانها.
ماريا : حسناً سأخبرك !
جلس على قدميه أمامها ثم أردف بقوة .
سوهو : تحدثي !
أومئت له برأسها ثم أجابته بتوجس و خوف .
ماريا : اسمعني حتى أنتهي، لا تهاجمني !
أومئ لها بثبات لتكمل .
ماريا : لقد ذهبت إلى منزله .
شخص نظر سوهو بقوة حتى أبصرت الغضب العظيم في عينيه فاستعجلت بكلامها سريعاً .
ماريا : لأرى زوجته ، هي أتت إلى منزلنا سابقاً و طلبت مني أن أخبرها عن فعلة زوجها ، لكنني عاملتها بسوء يومها ، ذهبت لها اليوم و أخبرتها ما حدث فهذا حقها ، لكن زوجها عاد و عندما رآني ضرب زوجته الحامل، نقلتها إلى المستشفى، هذا ما حدث .
أومأ لها ثم تسآل بحنق و هو يضغط على ذراعها .
سوهو : لماذا لم تخبريني مسبقاً ؟
تلكأت هي بالكلمات لكنها نجحت أخيراً بالرد .
ماريا : كنتُ خائفة أن تمنعني .
أخذ كلا ذراعيها بقبضتيه و هدر بشراسة .
سوهو : أنا بالتأكيد سأمنعكِ ، بالتأكيد ! أنتِ ممنوعة من الخروج من المنزل نهائياً إلا برفقتي ، أتفهمين؟
أومئت له طوعاً ليترك ذراعيها بقوة آلمتها ثم صعد إلى الأعلى ، تنفست هي بعمق حتى تهدأ ضربات قلبها و أخذت تمسح عليه بينما تهمس لنفسها .
ماريا : حمداً لله ، لم يفعل بي شيء .
وقفت ببطء شديد و نظرت إلى السلم الذي يؤدي إلى الطابق العلوي و قدمها تتردد بالتقدم و الرجوع ، تنهدت أخيراً ثم سحبت جسدها و جلست على الكنبة في صالة الجلوس .
.....................................................
سلاااااااااام
كيف حالكم ؟ لقد اشتقت لكم .
لقد تأخرت عنكم يوما لتحضير البارت بشكل افضل
سأقوم بتنزيل ورد شائك اليوم او في الغد كحد اقصى.
الآن تستطيعون أن تجدوني على تطبيق انستغرام ك :
Park Mercy Ariana
إن كنتم على التطبيق فاتبعوني سأقوم بنشر امور تهمكم و عن الروايات .
أداء إكسو في حفل الأولمبياد كان متميز و فاخر جدا 👏👏👏
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 تعليق
1. رأيكم بحالة كريستين ؟
2. رأيكم بحالة دي او ؟
3. هل ستنفصل كريستين عن دي او؟
4. هل سيتسببان لوهان و جازميت بالمشاكل ؟
5. رأيكم بإيزابيلا ؟
6. رأيكم ببيكهيون ؟
7. رأيكم بسوهو ؟ ماذا سيفعل ؟
8. رأيكم بماريا هل كانت على حق في صمتها ؟ و هل قرارها في مسامحة جيمين سيؤثر بإيجابية على علاقته بزوجته ؟
9. رأيكم بجيمين ؟ و ماذا سيفعل بزوجته ؟
10 . رأيكم بالبارت و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤
Коментарі