Chapter Eighty-nine
" لنلعب بالنار "
تعلم أن ألف كلمة حب لن تصف مشاعري و لن تقف بصفي الآن !
رغم ملامحها التي تعجبت للحظة إلا إنها قد أفسحت لضيفتها المجهولة المجال حتى تستقبلها بمنزلها كما تجري الآداب لإستقبال أي ضيف عادي حتى لو كان غريب الدار ، أما الأخرى فانحنت برأسها لها بوجه باسم كتحية طيبة ثم دلفت و عيناها تأخذ جولة بإعجاب على أثاث المنزل الراقي .
و ما الغريب في ذلك ! نجم عالمي بالطبع سيمتلك أرقى المنازل في البلاد فالمال كثير ، و يتزوج أجمل النساء كما هي زوجته فالمعجبات كثيرات ، هذا ما دار في عقلها من أفكار أن المال و الشهرة أكسبته الحسناء هذه زوجة ، من الجيد أنها لا تعلم الحقيقة !
جلست على الكنبة ببطء لثقل ما يسكن أحشائها ، إلى أن نطقت ماريا برسمية و هي تقف بمحاذاتها .
ماريا : ماذا تشربين ؟
إلتفت إليها سالي بإنتباه ثم نطقت مبتسمة .
سالي : أي شيء من يديكِ سيكون لذيذ .
أومئت ماريا مبتسمة للطف المجاملة ثم انصرفت إلى المطبخ حتى تحضر الضيافة .
أثناء ذلك ؛ وقفت سالي ببطء ثم تجولت في صالة الجلوس و أركانها المخملية إلا أن لفت إنتباهها ركن واسع في الصالة فتقدمت نحوه ، صور مختلفة الأحجام تتدرج بين كبيرة و متوسطة الحجم منها ، صور كثيرة توثق حفل زفاف ماريا و سوهو .
كم بدت تلك الصور في عينيها جميلة ! حتى أنها شعرت بالغبطة تملئ كيانها ، تذكرت يوم زفافها البائس ، كان زفاف راقي و رفيع المقام ، تواجدت فيه أهم شخصيات المجتمع ، إلا أن نقصه شيء واحد فقط سعادة العروسين التي تراها في هذه الصور و الحب الذي لم يجمعهما قط .
هي كانت تحبه منذ زمن طويل ثم وافقت على عرض الزواج رغم علمها بأنه لا يبادلها المشاعر بل قلبه متعلق بأخرى ، فضلت أن تتزوج من تحبه على الزواج من رجل يحبها ، خاضت تحدي الحب رغم الآمال الضغيفة و الردع العنيف ، لم يضعف يوماً أمام حبها و اهتمامها بل يزداد عناداً و صلابة و هي جلداً منذ سنتين حتى اللحظة هذه متعلقة بآمال باتت مقطعة .
تنهدت علّ الحزن في قلبها يتلاشى ، إلا أن صوت ماريا قد أخرجها من مزاجها الكئيب فالتفتت إليها متصنعة إبتسامة صفراء .
ماريا : تفضلي عصير البرتقال ، أنه صحي و بما أنكِ حامل لا يصح أن تتناولي الكافيين لذا امتنعت عن المنبهات .
قابلتها سالي وجهاً لوجه ثم نطقت بإنغماس .
سالي : لا عجب ، تشبهينه كثيراً .
ما ولت إنعقاد حاجبي ماريا بإستفهام أهمية فتابعت و عيناها تفصل ملامح وجهها إبتداء من عيناها الزرقاوين و إنتهاء بشفتيها الكرزيتين .
سالي : ما عدت أتعجب هزيمتي المتكررة أمامكِ فعيناكِ وحدها إنتصار ، لا عجب بأنه ما زال مغرم بكِ .
تكاثرت إشارات الإستفهام فوق رأس ماريا فقررت إلتقاطهم و السؤال .
ماريا : من هو ؟
همست أخيراً سالي بالمراد ، لكن بحة حزن توغلت صوتها و دمعة وحيدة نزلت من عينيها رغم شعاع الكبرياء فيهما .
سالي : جيمين .
جحظت ماريا عيناها بتفاجئ إلا أنها جرت حروفها إلى حلقها حتى تنطق بإستنكار .
ماريا : جيمين ! زوجته ؟!
أومئت لها سالي زافرة أنفاسها ثم أكملت بعد أن عاد نظرها إلى صور الزفاف بينما تحبس دموعها الخائنة التي تود فضح ضعفها و كسر كبريائها خلف جفنيها .
سالي : نعم ، بارك سالي زوجة الطبيب بارك جيمين ، التي جاهدت و تحملت و صبرت كثيراً على جنون زوجها و عنفه لتعلقه بإمرأة أخرى دون أن يكون بيدها لو خيط رفيع من الأمل بأن ينتصر حبها يوماً أو على الأقل ينجح زواجها ، هذه أنا بارك سالي .
تسآلت سالي بإستنكار بينما تعقد يديها فوق بطنها و تنظر لماريا بالطريقة التي تنظر بها الضحية إلى الجاني .
سالي : أتعلمين من هذه المرأة ؟
نظرت لها ماريا بهدوء تحثها على المتابعة فأجابت على سؤالها .
سالي : أنتِ .
أومأت لها ماريا عدة مرات دون تعليق ثم همست بهدوء مغلف بالغموض .
ماريا : ليس من اللطيف أن تردي ضيافتي !
ناولتها كوب العصير قائلة .
ماريا : تفضلي .
ثم أشارت لها بيدها إلى الكنب .
ماريا : تفضلي لنجلس ثم نتحدث بما تريدين .
إستهجنت سالي ردة فعل ماريا شديدة الهدوء ، لكن ما بيدها سوى الإنصياع إلى طلبها المهذب ففعلت ، جلست على ذات الأريكة لتجلس ماريا إلى مقربة منها ثم تحدثت ماريا .
ماريا : لست طرف مذنب في خضم كل هذا لطالما كنت ضحية .
عقدت سالي حاجبيها بإستفهام هذه المرة لتكمل ماريا مبتسمة .
ماريا : أتحاسبيني و أنتِ لا تعرفين قصتنا معاً ؟ أم أنكِ سمعتِ من طرفه فقط و حكمتِ علي بالذنب ؟
نفت سالي برأسها ثم أجابت بإقتضاب .
سالي : عرفتكِ من صوركِ التي تملئ حاسوبه لا من إعتراف منه .
تبسمت ماريا بسخرية و استفهمت .
ماريا : صوري ؟! أخبار لا تُسِر .
وقفت ماريا بفضاضة ثم أكملت بصوت ساخر .
ماريا : أسأليه عني ثم تعالي إلي و اتهميني أن رأيتيني متهمة .
وقفت سالي ببطء ثم همست و كبريائها على وشك الإنهدام .
سالي : لو رضى أن يخبرني عنكِ من قبل لما رأيتيني أطرق بابكِ و كلي أمل بأن أشبع فضولي الحق ، أنا جئت أسمع منكِ أنتِ لعل قلبي يرتاح قليلاً ، لكنني قوبلت بالصد أيضاً ، شكراً لإسرافكِ بعض الوقت معي و آسفة على مضايقتكِ .
انصرفت سالي بينما ماريا تراقب خطواتها المنكسرة المتثاقلة حتى البوابة إلى أن اختفت ، عادت لتجلس على الكنبة متنهدة ثم أسندت رأسها على ظهر الأريكة تفكر ، هل قامت بتقديم الردود الصائبة ؟ سرعان ما انكمشت ملامحها بالندم ، ما كان عليها أن تكن فظة معها ، لا ذنب لها فهي لا تعلم شيء تلك المسكينة .
..............................................................
في مكتب الطبيب ، جلست كريستين و ليليانا أمام طاولته متقابلتين بإنتظار إعلام الطبيب بنتائج فحوصات دي او حول قدرات ذاكرته و الإطمئنان عليه ، باشر الطبيب فوراً بإعلامهن بالنتائج دون مقدمات حالما جلس على كرسيه برسمية عملية .
الطبيب : كما توقعت ، مؤشرات عقله في تحسن دائم و عودة ذاكرته أصبح وشيكاً جداً ، قد تعود له في أقرب وقت لذا لا خوف عليه ، أطمئنكم .
زفرت كريستين أنفاسها بأرتياح حالما أنهى حديثه ، و هي تمسح على قلبها الذي يقرع الطبول على معزوفة القلق في صدرها .
تبسمت بنقاء ثم وقفت تتلو كلمات الشكر على مسامعه ، خرجت برفقة ليليانا ؛ للإطلاع على نتائج فحوصاتها المخبرية في مكتب الطبيب المختص ، طرقت الباب بخفة إستئذاناً ثم دلفتا إلى الداخل ، رحب الطبيب بهن ليجلسن ثم تحدث و على وجهه إبتسامة محببة .
الطبيب : سيدة زانغ ليليانا ، بحسب الفحص المخبري هذا و الأعراض التي تظهر عليكِ أستطيع تبشيركِ بطفلكِ القادم ، مبارك حملكِ !
وضعت ليليانا كفها على فمها بتأثر شديد فصدمة الخبر و سعادته ألجمها ، ثم ضحكت بخفة و عيناها تدمع فرحاً على تلك التباشير التي بالتأكيد ستسعد قلب زوجها الذي يبدو حزيناً دون علمها للسبب .
هبت كريستين تهنئها بذلك و قلبها مليء بالسعادة و شعور الغبطة يملئها ، احتضنت صديقتها بلطف بينما تُبارك .
كريستين : مبارك عليكِ ، سيكون لاي سعيداً جداً بحملك ، ستصبحين أم قريباً ، ستكونين أجمل أم في الدنيا !
ضحكت ليليانا بخفة بينما تسترسل بفرح و سرور شامل .
ليليانا : أتمنى أنا أراكِ أم قريباً جداً .
أومئت كريستين و قلبها نبض بمغايرة محببة ثم همست مبتسمة .
كريستين : أتمنى ذلك أيضاً .
خرجتا من المشفى و استقلتا طريقهن للمنزل بقيادة كريستين للطريق ، أثناء ذلك همست ليليانا تعلم كريستين عما يجول في قلبها من تخبط و نبرتها بدت هادئة فيها حزن طفيف .
ليليانا : أتمنى أن تزيح سعادة الخبر الحزن عن قلب لاي .
قطبت كريستين حاجبيها بإستفهام ثم تسآلت .
كريستين : لماذا ؟ ما به زوجكِ ؟
تنهدت ليليانا و الهم قد بان على ملمحها ثم همست بشرود .
ليليانا : لا أعلم ، أكثر ما يزعجني أنني لا أعلم ما خطبه ، لم أسأله عن خطبه فلو أراد إخباري لحدثني دون أن أطلب منه ؛ لذلك لم أضغط عليه ، تارة يبتعد عني دون سبب فأشعر بالجفاء و البرود تحتل كياني بقساوة ، تارة يلتصق بي يغمرني بحبه و يدثرني على صدره يشعرني بدفئه و حبه المتين لي فأغدو عاشقة متيمة به أكثر و أكثر حد الغرق .
وضعت كريستين كفها على كف ليليانا ثم همست بإبتسامة مريحة .
كريستين : بالتأكيد تلك الأخبار ستسعده و سيجعله يعود سابق عهده ، أنتِ فقط حاولي تفهمه دون الضغط عليه .
أومئت لها ليليانا بلطف ثم استطردت .
ليليانا : ما أخبار دي او ؟ أهو بخير ؟
تبسمت كريستين إبتسامة صفراء ثم أجابت و هي تولي الطريق كل إهتمامها .
كريستين : كما سمعتي من الطبيب حالته في تحسن مستمر و ستعود ذاكرته في أقرب وقت .
نظرت إليها ليليانا بشك ثم همست دون مواربة .
ليليانا : لا تبدين سعيدة !
تنهدت كريستين بضيق ثم همست دون إقتضاب .
كريستين : في الحقيقة ، لستُ سعيدة فعلاً ، أخاف أن تعود مشاعره نحوي باردة ، تعود عينيه حادة ، و لمساته قاسية مؤلمة ، أخاف أن يكرهني و يجرحني بكلامه بينما يفرض سيطرته علي بالقوة ، اخاف أن يعود دي او الذي يكرهني .
تسآلت ليليانا بإستفهام فضولي دون فهم للأسباب .
ليليانا : إذن لماذا فرضتِ عليه العلاج ؟!
أجابتها كريستين مفصحة عما يملئ صدرها من مشاعر و رأسها من أفكار .
كريستين : الأمر ليس بي ، الأمر به ، عائلته ، أصدقائه ، زملائه ، و عمله ، حياته في تدهور و هو لا يعلم ، لا يذكر أحد سواي ، أخاف عليه من المستقبل المظلم إن بقي على حاله ، يجب أن يتذكر كل ما حدث حتى يمارس حياته بطبيعية دون خسائر .
.....................................................
جلس أمام أعضاء العصابة المجرمين الذي تآمروا على زواجه إما للتفريق أو لمكاسب مادية طمعوا بها ، النادل ، إمرأة الفندق ، صاحبة الجسد ، و رئيس العصابة ، جميعهم جالسون على ركبهم بإذلال و خضوع لحضرة الواقف بتهكم و غضب .
عيونهم تتراوح بين العصا الغليظة في يمناه و المسدس في يسراه بينما رجفة تسيطر على أجسادهم الخاوية ، إقترب نحو الفتاة صاحبة الجسد المصوَّر ثم وضع العصا على ذقنها و رفعه على قدر حتى بانت عنقها جهراً أمام الأعين ، و الأهم تلك الشامة التي عليها ، نطق بتقزز و عيناه تبث تركيزه في الشامة التي خلقت على رقبتها .
كاي : ساقطة مقرفة !
بكت الفتاة خوفاً فلا يبدو ذاك الشاب الثائر في عينيها طبيعياً ألبتة ! و لا تدري كيف تورطت معه هكذا ، صرف نظره عنها مشمئزاً ثم أمر أحد رجاله من الذي يقفون خلفه .
كاي : خذ بائعة الهوى هذه من أمامي و أعدها إلى حيث تنتمي .
نفذ الرجال الأمر فوراً ، تقدم بخطوة واسعة نحو المرأة الأخرى لتنتفض بفزع حالما انخفض لها و امتلئ نظرها بوجهه الغاضب الذي يقابلها تماماً ، أردف بحدة و هو ينظر لتلك المرأة .
كاي : أنتِ من خلعتِ ثياب زوجتي و قمتِ بتصويرها ؟
أومئت بنعم و أنفاسها متنازعة ذعراً فقدم سؤاله الآخر بنفس النبرة المخيفة .
كاي : لم يلمسها أحد أو يراها ؟
أجابت المرأة بنبرة مرتجفة .
" لا يا سيدي ، لقد فعلت ذلك ثم بقيت لديها تحسباً لأي أمر ، بقيت في غرفتها ساعة كاملة و قبل أن تستيقظ بدقائق معدودة غادرت . "
طرح سؤاله الأخير و وجهه زاد تهجماً .
كاي : مقابل ماذا ؟
أجابته دون النظر إليه تذللاً .
" المال "
سيطر عليه الغضب أخيراً فالبشر تخلوا عن أنسانيتهم و باعوا مبادئهم لأجل المادة الفانية ، سحقاً لكل مادي ! شد شعر المرأة بقوة و هتف بحقد .
كاي : كلبة مال ، اغربي !
صرخ بأمره ليتقدم رجاله و يأخذوا المرأة و يعيدوها حيث كانت ، فما بقي سوى النادل و رافي فتقدم نحو النادل ثم تسآل بحدة .
كاي : ماذا وضعت في كأس زوجتي ؟
أجاب الشاب و أضلاعه تنتفض خوفاً .
" وضعت لها مخدراً يستخدم للمرضى الذين قد أجرو عمليات جراحية مؤخراً ، يجعلها تنام لوقت لا يطول كثيراً ، لكنها تبقى كالنائم تستطيع الشعور إن تعرض لها أحد . "
استطرد كاي متسآلاً .
كاي : مقابل المال ؟
اومئ له الشاب فارتفعت عصا كاي عالياً ثم ضربت جسده بقوة مرة ليصرخ الشاب الصرخة و علوها ثم وقع فاقداً الوعي ، أمر رجاله بقوة قائلاً بعد أن مسح جبينه عن حبيبات العرق .
كاي : خذوه و ارموه من حيث أحضرتموه و أخرسوه بالتهديد .
أخيراً إلتفت إلى رأس المصائب و عيناه تقدح شراراً و على شفتيه إبتسامة غامضة ثم همس بحدة .
كاي : أخيراً تفرغت لك .
قبل أن يصرخ رافي مستغيثاً صرخ متألماً لوقع ضربات العصا على جسده بتوالي سريع حتى كاد أن يفقد وعيه ، رمى العصا بعيداً ثم جلس القرفصاء أمام رافي الذي يتأوه بخفة غير قادر على تحريك مفصل ، أخرج سكين صغير من جيبه ثم عرضها على عيني الأخر الذي أدمع خوفاً ثم صرخ بكل ما به من قوة خاوية عندما جرحت تلك السكين خده بعمق ، همس كاي أمام وجهه النازف بغزارة .
كاي : هذه لتتذكرني للأبد كلما نظرت إلى المرآة .
أمر قبل أن يغادر بصوت جهوري .
كاي : اخرجوه من كوريا كلها إلى بلاد بعيدة حيث لا عودة له أبداً إلا بجثمانه .
هوى رافي مغماً عليه و أذنيه تستمع لكلمات كاي قبل أن تغلق عيناه اخيراً و يدخل في اللاوعي شاكراً أنه ما زال حياً .
انتهى ، لن يعود و يعرض حياته لخطر مكرر ، إكتفى خوفاً ، ألماً ، و ذنوباً ، سيغادر دون عودة حيث لا يعرف أحد و لا أحد يتعرف عليه ، يبني نفسه من جديد بعيداً عن وحل نفسه ، و هي سينساها و ينسى كل ما يتعلق بها حتى يسلم بحياته .
..................................................
نهضت من على فراشها بتثاقل و إرهاق شديدين ثم ولت نظرها ساعة الحائط التي تؤشر على ساعات ظهر اليوم ، رمت جسدها على السرير بخفة و عيناها منكمشتين بألم ، لياليها باتت متشابهة و صباحها بات يشبه أي صباح ، تغفى كامتة آهات الألم بإبتسامة صفراء و تستيقظ تعاني من آثار آلام الليل .
إلتفت برأسها إليه فابتسمت بخفة تحبباً ، زحفت إليه مرتكزة على رسغها و أسندت رأسها على ذراعها ، غرزت أصابعها في خصلاته المظلمة و أخذت تشتم عبق رقبته الفواح بعشق غامر ، تارة تمسح على وجنتيه أخرى على فكه و على رقبته حتى استفاق من نومه على لمساتها الصباحية فابتسم .
نطق بصوت غليظ من آثار النعاس و هو ينظر إليها بنصف عين بسبب الضوء .
تشانيول : فتاة مشاكسة ، كنت غارقاً بحلم عنكِ و نزعتِه لي بلمساتكِ التي تسلبني انفاسي .
اتسعت إبتسامتها أكثر ثم همت بالسؤال من باب الفضول .
ميرسي أريانا : و ماذا رأيت في حلمك ؟
داعب أنفه بأنفها ثم همس بصوت خفيض .
تشانيول : ليس من شأنك .
إغتاظت لعدم إرضائه لفضولها فعبست ملامحها قابلها بغمزة عابثة ثم استطرد بجدية .
تشانيول : اليوم محكمة جونغكوك الفاصلة و علينا الحضور حتى يبرأ من التهمة .
أومئت له ثم تنهدت بتثاقل و كأن غيوم سوداء قد أحاطتها ، استدراكاً ؛ كوب تشانيول وجهها الجميل بكفيه ثم همس متسآلاً .
تشانيول : ما بكِ ؟ هل أزعجكِ أمر الذهاب إلى المحكمة ؟
نفت برأسها كإجابة ثم همست بهدوء و الحزن إلتمع في مقلتيها .
ميرسي أريانا : الأمر ليس هكذا ، أنا أود نسيان الماضي و كل ما حدث معنا من أمور سيئة و تبقى الأمور الطيبة فقط ، لا أريد أن يجمعنا حزن بعد الآن آبداً .
احتضنها إليه برفق ثم همس يطمئنها .
تشانيول : لا تقلقي ، ما عاد شيء يفرقنا أبداً .
و من باب الملاطفة و تغير الجو الكئيب ؛ وضع كفيه على خصرها العاري عابثاً من تحت الغطاء الذي يستر جسدها عن عينيه المتوحشة ، ثم استطرد بخبث .
تشانيول : و الآن ، حسنائي دعينا نأخذ حمام معاً ثم نذهب إلى المحكمة .
ارتبكت كثيراً حينما عرض عليها هذا فامتنعنت بتأتأة تخفي بعض الخوف بإبتسامة مرتبكة .
ميرسي : لا لا ، ههه .. أنت لن تتركنا نستحم بسلام فقط لذلك سنستحم منفصلين .
و قبل أن يرد عليها و هو قد استشعر إرتباكها منذ البداية فعلاً ، نهضت من جانبه و هي تلف جسدها بالغطاء في إحكام فلا يظهر منها سوى رأسها و اختفت خلف باب الحمام .
إرتباكها و رفضها الغريب الذي أنتشاه الخوف أشعره بالشك ، أن هناك شيء تخفيه عنه ، أو حدث معها و لا تريد إعلامه ، أو أن هناك شيء يزعجها منه ، لذلك نهض من على السرير ثم سار إلى باب الحمام ، حاول فتحه إلا أنها أغلقته من الداخل ، تنهد بإنزعاج و خرج من الغرفة ، عاد بعد دقائق يحمل صندوق من المعدات ، فتح قفل الباب دون إحداث جلبة ثم دخل .
كانت تقف تحت الماء في الحوض تغسل خصل شعرها عن أثر الصابون ، تقدم إليها مسحوراً بالمشهد إلا أنه وقف بصدمة عندما اتضحت صورتها بالكامل أمامه ، جسدها المبلول بالماء مشوه بوحشية ، الألوان من الاحمر و الأزرق و البنفسجي بدرجاتهما تغطي جسدها بالإضافة إلى دماء متيبسة .
علم ما تخفيه و يخيفها ، تخفي آثاره عليها و تخاف المزيد منها إلا أنها تبقى صامتة حتى لا تؤذي مشاعره منها ، تتحمل ألمها و خوفها بفم مغلق ، في عقله تطرق سؤال ، أيوجد إمرأة أفضل منها أخلاقاً و خِلقة في دنيا البشر ؟! أجابه قلبه سريعا بأن " لا " .
تقدم منها و بقلبه غصة ثم احتضنها بغتة من الخلف فشهقت بتفاجأ ، فها هي لاحظت وجوده أخيراً في ذات المكان ، عقدت حاجبيها كيف لم تعلم أنه هنا ؟ لو علمت لما رأى شيئاً ، إلا أن حواسها أجابت ، ما زال عبقه فوّاح في أنفها فلم تدرك .
توغلت كلماته البائسة المتأسفة إلى أذنيها عندما تطرق بحزن و وضع ذقنه على كتفها .
تشانيول : أنا آسف ما كنت أعلم أنني أؤذيك بلمساتي ، أعدكِ أنني لن أنغمس بجنوني مرة أخرى و سأكون حذراً مع رقتكِ يا حبي ، أنا محظوظ بكِ رغم الألم لم تفصحي لي خوفاً على مشاعري ، أنا أفهمكِ لكن لا تكرري الأمر ، إن أثقلتُ عليكِ مجدداً أردعيني و لا تجعليني اتوه في سحركِ و أؤذيكِ و إلا تألمتُ أكثر كما الآن ، أنا آسف .
شعرت بصدق كل حرف قد نطقه و صدق شعوره و قوة عاطفته لها فتأثرت كثيراً و وجدت أن الخوف المكمون ينطمر و وهجاً من الأرتياح ينتشر ، إلتفت إليه مبتسمة بحب صادق ثم وضعت رأسها على صدره و أحاطت خصره بذراعيها ثم همست بتحبب .
ميرسي أريانا : لا عليك يا عمري ، سأستد منك .
ضحك بعلو و ذراعه حولها اشتدت دون إيلامها ثم همس لها بعد أن أطلق غمزة عابثة .
تشانيول : بكل سرور يا عمري .
في قاعة المحكمة جلست هي في المكان المخصص لها ، تشانيول ، دي او ، و كريستين بالإضافة إلى المحقق المسؤول عن القضية تايهيونغ مع بقية الحضور ، أما جونغكوك فهو يقف مقابل لها على مسافة و عينه عليها و كأنه يبث نظرات وداع أخير ، الصمت كان سيد الموقف حتى دخل القاضي و قطعه بصوت . المطرقة على الطاولة و هتف أحدهم بثبات .
" محكمة "
ليقف الجميع بإلتزام .
على باب المحكمة بعد إنقضاء الجلسة وقف الزوجين بجانب المَخرج بإنتظار جونغكوك ، حالما قَدِمَ بثياب السجن و يداه مكلبشة بينما يمسك عضده من كل طرف رجل شرطة ، وقفت ميرسي أريانا أمامه بإندفاع همت بالحديث لكنه سبقها بهدوء .
جونغكوك : شكراً لك سيدة بارك تشانيول ، لولا فضلكِ علي لقضيت حياتي في السجن المؤبد ، رغم ذنبي العظيم إلا أنكِ سامحتني و عفوتِ عني في حضرة القاضي ، شكراً لسيد بارك أيضاً لأنه سمح لكِ بمسامحتي ، سأقضي عقوبتي ثم أغادر البلاد حيث لا أرى ذنوبي في أعين من يعرفني ، سأعيش حياة فاضلة و استقر و سأتذكركِ بقلبكِ الطيب الذي عفى عني كلما نظرت لعيني المظلمة .
أدمعت عيناها تأثراً ثم همست ببكاء.
ميرسي أريانا : كنت السبب في فقداني بصري و السبب في إستعادته لي ، شكراً لك على بصر عينك الذي أعطيتني أياه دون مقابل ، شكراً لك على هذا ، و أسامحك على كل شيء خالص السماح من كل قلبي .
همس بإختناق بكلمة أخيرة و عيناه ادمعت بحرقة .
جونغكوك : الوداع .
اومئت له ثم مدت يدها له فصافحها ثم همست .
ميرسي أريانا : وداعاً .
ود أن يبقى كفها في كفه للأبد و ملمس يدها الناعم يعلق معه حتى فنائه بينما رائحتها تتوغل بأعماقه ، إلا أن رجال الشرطة حثوه على التقدم ففعل و عينه عالقة فوق هيئتها حتى غادر .
حكمت المحكمة عليه بالحق العام فقط الذي يطول لستة أشهر ثم عليه بالإخلاء السبيل لتنازل المجني عليهم في حقوقهم الشرعية عليه ، عله بعد كل هذا يجد السلام في كيانه و يبتعد ليبتكر صورته من جديد بين أناس لا يعرفوه ، بداية جديدة ، حياة جديدة ، و جونغكوك جديد .
..............................................
وقفت أمام المرآة تعاين مظهرها بإهتمام فائق ثم ابتسمت بخفة رضا عن مظهرها ، نثرت خصلاتها بأصابعها ثم غمزت نفسها بالمرآة إعجاباً ، إلا أن صوت زوجها الساخر الذي يقف خلفها جعلها تتذكر أنه هنا لتتحمحم بخجل .
تشين : أتغازلين نفسكِ بالمرآة ؟ أم تحدثين المرآة عن جمالكِ كما العجوز في بياض الثلج ؟
إلتفت إليه بغيظ ثم هتفت بإنزعاج و هي تثبت ذراعيها على خصرها تباهياً .
آماندا : أتشبهني بتلك الشمطاء الساحرة البشعة ؟! ثم أنك تعلم جيداً أنني حسناء الحسناوات يا حبيبي .
أردف و هو يقترب .
تشين : مغرورة و لكنكِ محقة .
إحتضنها من الخلف ثم أزاح خصلاتها عن رقبتها و غرس رأسه هناك ثم همس و هو ينظر لها عبر المرآة.
تشين : و بما أنكِ بهذا الجمال الفاتن ما رأيكِ أن تبقي لدي و نستمتع بأمسية رومنسية وحدنا .
إبتعدت عنه ثم إلتفتت إليه بإنزعاج .
آماندا : تقصد منحرفة ، لا ، لن افوت حفل صديقي الوحيد و أنت أبقى هنا كما تريد ، سأستمتع دونك .
زفر أنفاسه بأستياء ثم ابتعد ليجلس على الأريكة القريبة ثم نهى ببرود .
تشين : لا تتأخري .
أجابت بهدوء .
آماندا : لن اطيل السهر .
حذر بذات النبرة الجامدة .
تشين : قبل الثانية عشرة تكوني في المنزل .
أجابت بغيظ .
آماندا : حاضر أوامر أخرى ؟
نظر لها بحدة محذراً أياها بصمته فصمتت حتى سمعت صوت زامور سيارة تايهيونغ بالخارج الذي جاء ليقلها معه فأخذت حواجئها و خرجت مودعة بهمس .
جلست بجانب تايهيونغ في المقعد الأمامي أما هو فكان يتلفت بحثاً عن المدعو الآخر ، لكنها ردعته بالهدوء قائلة .
آماندا : لا تبحث ، لن يأتي .
تأفأف تايهيونغ بأستياء ليدير العجلة و ينطلق ناطقا بهدوء .
تايهيونغ : لقد حاولت معه و لم يتسجب و لن أقدم تنازلات أكثر .
وضعت كفها على كفه مواسية ثم همست بحزن .
آماندا : لا عليك منه ، المهم أن نستمتع الآن بالحفل على شرفك .
اومئ لها عدة مرات و عيناه على الطريق و أكملا الطريق بصمت تارة و بأحاديث متنوعة تارة أخرى ، و من بينها عندما قفزت بسؤال مهم مندفعة بفضول و عبث .
آماندا : تلك الفتاة المتزوجة التي تحبها ، ألم تراها من بعد ذلك اليوم ؟
نظر إليها بصدمة مباغتة ثم هتف بتعجب كاملاً .
تايهيونغ : يا لذاكرتكِ اللعينة ! لقد حدثتكِ عنها قبل زواجكِ حتى و ما زلتِ تذكرين ؟! نعم ، رأيتها عدة مرات و لكنني ابتعدت قصراً .
ضربت كتفه بخفة ثم هتفت بإنزعاج واضح .
آماندا : و لماذا فعلت ؟!
تذمر قبل أن يجيب و هو يتحسس كتفه.
تايهيونغ : ليست يد فتاة أبداً ! لإن زوجها حاد الطباع و غيور جداً ، أخاف عليها أن اكلمها فتلقى الويل منه و من ثم هي متزوجة و علاقتها بزوجها باتت وطيدة جداً و أنا اريدها سعيدة كما اليوم .
زلق لسانه دون إدراك منه ، لكن صديقته بالتأكيد تنبهت لما تفوه به لذا هتفت بعبث .
آماندا : اووووه ! قابلتها اليوم قلت لي ، كيف ذلك ؟ متى و أين و لماذا ؟
ورط نفسه و عليه بالإجابة و إلا ألتصقت به كالغراء و نقرت الكثير من الكلمات كنقار الخشب فأجابها مختصراً على نفسه تعب دون ناتج .
تايهيونغ : لقد رأيتها اليوم في مكان ما لن أخبرك أين و عرضت عليها حضور الحفل ، لكنها رفضت بأدب و زوجها بدى ممتعظ من دعوتي .
همهمت كرد إستدراكاً ثم طرحت بتعقل نادر منها .
آماندا : إن كانت حقاً تحب زوجها كما تقول فعليك بالتضحية بمشاعرك لسعادتها ، و إن لم تكن كذلك تمسك بها بأسنانك و لا تدعها إن كنت تريدها حقاً .
تنهد بتثاقل ، لكنه يعلم الحقيقة ، كلاهما مغمورين بحب بعضهما البعض و هو طرف زائد ثالث لذا سيبتعد دون إحداث جلبة لعل فتاة أخرى تأتي في الزمن القريب و تنسيه حبه لصاحبة الزرقاوتين .
إصطف أمام النادي ثم ارتجل و التفت إلى باب آماندا حتى يساعدها في الخروج فهمست بتعجب لتغيظه .
آماندا : اووه ، لم أعهدك بهذا النبل قط !
تأفأف معبراً عن غيظه لتضحك بخفة و كأنها تصلح الموقف فضحك معها .
بقيت إلى جانب تايهيونغ حتى أواخر الحفلة إلا أنها انفصلت عنه قبل نهايته ، جرتها بعض الفتيات إلى الحانة حيث الرقص و الخمر و انجفرت معهم من باب المغامرة و لكنها خاطرت كثيراً هذه المرة .
تجاوزت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل و لم تعد بعد ، أخذ تشين يتلفت في المنزل و نوافذه و ابوابه عل أضواء السيارة تنير بصره لكن دون فائدة ، حاول الإتصال بها عدة مرات و لكنها لا تجيب ، اتصل بتايهيونغ رغم كرهه للفكرة إلا أنه مضطر لها ، اتصل و طال الرنين حتى أجاب الطرف الآخر بإرتباك إلا ان تشين أفضى ما لديه دون مقدمات بل و بكل برود .
تشين : أين زوجتي الفاضلة ؟
أجابه تايهيونغ متوتراً و قد شعر الغضب في صوت تشين.
تايهيونغ : أنها معي في طريقنا إليك ، سنصل بعد بضع دقائق .
أغلق تشين الهاتف و قد شعر بالإطمئنان فهي بخير على الأقل ، انتظر وصولها على أحر من الجمر فتأخرها خطأ حتى طُرق بابه ببعض القوة و حالما فتحه كانت آماندا تستند على جذع تايهيونغ و هي تضحك بتغنج و تتمايل بوقاحة .
.................................................
سلااااااااام
بارت جديد و طويل اسمتعو ❤
بعرف تأخرت عليكم يوم بس من مبارح و أنا عالقة مع البارت .
الجامعة بلشت و رجع الهم و الدراسة و الإمتحانات و اففففففففف
رح احكيلكم خبر
إكسو ما رح يحضرو goan chart 😣
البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كلمة
1. هيك بكون دور رافي إنتهى أيضا لذلك
كلمة منكم لشخصية رافي !!!
2. رأيكم بكلام سالي لماريا ؟ و هل شعرتم بالشفقة نحوها ؟ رأبكم برد ماريا على سالي ؟ و هل أثقلت عليها الردود ؟
3. رأيكم بمخاوف كريستين ؟ هل سوف يعود دي او القديم ؟
4. رأيكم بأخبار ليليانا ؟ و كيف ستكون ردة فعل لاي للأخبار ؟
5. رأيكم بميرسي أريانا ؟ إرتباكها أمام تشانيول ؟ و لطفها مع جونغكوك ؟
6. رأيكم بتشانيول و كلماته مع ميرسي أريانا ؟
7. كلمة لجونغكوك ؟
8. رأيكم بتشين آماندا و تايهيونغ ؟
9. ماذا سيفعل تشين مع آماندا ؟
10. هل سيؤثر تايهيونغ على علاقة كريستين و دي او ؟
11. رأيكم بالبارت و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
تعلم أن ألف كلمة حب لن تصف مشاعري و لن تقف بصفي الآن !
رغم ملامحها التي تعجبت للحظة إلا إنها قد أفسحت لضيفتها المجهولة المجال حتى تستقبلها بمنزلها كما تجري الآداب لإستقبال أي ضيف عادي حتى لو كان غريب الدار ، أما الأخرى فانحنت برأسها لها بوجه باسم كتحية طيبة ثم دلفت و عيناها تأخذ جولة بإعجاب على أثاث المنزل الراقي .
و ما الغريب في ذلك ! نجم عالمي بالطبع سيمتلك أرقى المنازل في البلاد فالمال كثير ، و يتزوج أجمل النساء كما هي زوجته فالمعجبات كثيرات ، هذا ما دار في عقلها من أفكار أن المال و الشهرة أكسبته الحسناء هذه زوجة ، من الجيد أنها لا تعلم الحقيقة !
جلست على الكنبة ببطء لثقل ما يسكن أحشائها ، إلى أن نطقت ماريا برسمية و هي تقف بمحاذاتها .
ماريا : ماذا تشربين ؟
إلتفت إليها سالي بإنتباه ثم نطقت مبتسمة .
سالي : أي شيء من يديكِ سيكون لذيذ .
أومئت ماريا مبتسمة للطف المجاملة ثم انصرفت إلى المطبخ حتى تحضر الضيافة .
أثناء ذلك ؛ وقفت سالي ببطء ثم تجولت في صالة الجلوس و أركانها المخملية إلا أن لفت إنتباهها ركن واسع في الصالة فتقدمت نحوه ، صور مختلفة الأحجام تتدرج بين كبيرة و متوسطة الحجم منها ، صور كثيرة توثق حفل زفاف ماريا و سوهو .
كم بدت تلك الصور في عينيها جميلة ! حتى أنها شعرت بالغبطة تملئ كيانها ، تذكرت يوم زفافها البائس ، كان زفاف راقي و رفيع المقام ، تواجدت فيه أهم شخصيات المجتمع ، إلا أن نقصه شيء واحد فقط سعادة العروسين التي تراها في هذه الصور و الحب الذي لم يجمعهما قط .
هي كانت تحبه منذ زمن طويل ثم وافقت على عرض الزواج رغم علمها بأنه لا يبادلها المشاعر بل قلبه متعلق بأخرى ، فضلت أن تتزوج من تحبه على الزواج من رجل يحبها ، خاضت تحدي الحب رغم الآمال الضغيفة و الردع العنيف ، لم يضعف يوماً أمام حبها و اهتمامها بل يزداد عناداً و صلابة و هي جلداً منذ سنتين حتى اللحظة هذه متعلقة بآمال باتت مقطعة .
تنهدت علّ الحزن في قلبها يتلاشى ، إلا أن صوت ماريا قد أخرجها من مزاجها الكئيب فالتفتت إليها متصنعة إبتسامة صفراء .
ماريا : تفضلي عصير البرتقال ، أنه صحي و بما أنكِ حامل لا يصح أن تتناولي الكافيين لذا امتنعت عن المنبهات .
قابلتها سالي وجهاً لوجه ثم نطقت بإنغماس .
سالي : لا عجب ، تشبهينه كثيراً .
ما ولت إنعقاد حاجبي ماريا بإستفهام أهمية فتابعت و عيناها تفصل ملامح وجهها إبتداء من عيناها الزرقاوين و إنتهاء بشفتيها الكرزيتين .
سالي : ما عدت أتعجب هزيمتي المتكررة أمامكِ فعيناكِ وحدها إنتصار ، لا عجب بأنه ما زال مغرم بكِ .
تكاثرت إشارات الإستفهام فوق رأس ماريا فقررت إلتقاطهم و السؤال .
ماريا : من هو ؟
همست أخيراً سالي بالمراد ، لكن بحة حزن توغلت صوتها و دمعة وحيدة نزلت من عينيها رغم شعاع الكبرياء فيهما .
سالي : جيمين .
جحظت ماريا عيناها بتفاجئ إلا أنها جرت حروفها إلى حلقها حتى تنطق بإستنكار .
ماريا : جيمين ! زوجته ؟!
أومئت لها سالي زافرة أنفاسها ثم أكملت بعد أن عاد نظرها إلى صور الزفاف بينما تحبس دموعها الخائنة التي تود فضح ضعفها و كسر كبريائها خلف جفنيها .
سالي : نعم ، بارك سالي زوجة الطبيب بارك جيمين ، التي جاهدت و تحملت و صبرت كثيراً على جنون زوجها و عنفه لتعلقه بإمرأة أخرى دون أن يكون بيدها لو خيط رفيع من الأمل بأن ينتصر حبها يوماً أو على الأقل ينجح زواجها ، هذه أنا بارك سالي .
تسآلت سالي بإستنكار بينما تعقد يديها فوق بطنها و تنظر لماريا بالطريقة التي تنظر بها الضحية إلى الجاني .
سالي : أتعلمين من هذه المرأة ؟
نظرت لها ماريا بهدوء تحثها على المتابعة فأجابت على سؤالها .
سالي : أنتِ .
أومأت لها ماريا عدة مرات دون تعليق ثم همست بهدوء مغلف بالغموض .
ماريا : ليس من اللطيف أن تردي ضيافتي !
ناولتها كوب العصير قائلة .
ماريا : تفضلي .
ثم أشارت لها بيدها إلى الكنب .
ماريا : تفضلي لنجلس ثم نتحدث بما تريدين .
إستهجنت سالي ردة فعل ماريا شديدة الهدوء ، لكن ما بيدها سوى الإنصياع إلى طلبها المهذب ففعلت ، جلست على ذات الأريكة لتجلس ماريا إلى مقربة منها ثم تحدثت ماريا .
ماريا : لست طرف مذنب في خضم كل هذا لطالما كنت ضحية .
عقدت سالي حاجبيها بإستفهام هذه المرة لتكمل ماريا مبتسمة .
ماريا : أتحاسبيني و أنتِ لا تعرفين قصتنا معاً ؟ أم أنكِ سمعتِ من طرفه فقط و حكمتِ علي بالذنب ؟
نفت سالي برأسها ثم أجابت بإقتضاب .
سالي : عرفتكِ من صوركِ التي تملئ حاسوبه لا من إعتراف منه .
تبسمت ماريا بسخرية و استفهمت .
ماريا : صوري ؟! أخبار لا تُسِر .
وقفت ماريا بفضاضة ثم أكملت بصوت ساخر .
ماريا : أسأليه عني ثم تعالي إلي و اتهميني أن رأيتيني متهمة .
وقفت سالي ببطء ثم همست و كبريائها على وشك الإنهدام .
سالي : لو رضى أن يخبرني عنكِ من قبل لما رأيتيني أطرق بابكِ و كلي أمل بأن أشبع فضولي الحق ، أنا جئت أسمع منكِ أنتِ لعل قلبي يرتاح قليلاً ، لكنني قوبلت بالصد أيضاً ، شكراً لإسرافكِ بعض الوقت معي و آسفة على مضايقتكِ .
انصرفت سالي بينما ماريا تراقب خطواتها المنكسرة المتثاقلة حتى البوابة إلى أن اختفت ، عادت لتجلس على الكنبة متنهدة ثم أسندت رأسها على ظهر الأريكة تفكر ، هل قامت بتقديم الردود الصائبة ؟ سرعان ما انكمشت ملامحها بالندم ، ما كان عليها أن تكن فظة معها ، لا ذنب لها فهي لا تعلم شيء تلك المسكينة .
..............................................................
في مكتب الطبيب ، جلست كريستين و ليليانا أمام طاولته متقابلتين بإنتظار إعلام الطبيب بنتائج فحوصات دي او حول قدرات ذاكرته و الإطمئنان عليه ، باشر الطبيب فوراً بإعلامهن بالنتائج دون مقدمات حالما جلس على كرسيه برسمية عملية .
الطبيب : كما توقعت ، مؤشرات عقله في تحسن دائم و عودة ذاكرته أصبح وشيكاً جداً ، قد تعود له في أقرب وقت لذا لا خوف عليه ، أطمئنكم .
زفرت كريستين أنفاسها بأرتياح حالما أنهى حديثه ، و هي تمسح على قلبها الذي يقرع الطبول على معزوفة القلق في صدرها .
تبسمت بنقاء ثم وقفت تتلو كلمات الشكر على مسامعه ، خرجت برفقة ليليانا ؛ للإطلاع على نتائج فحوصاتها المخبرية في مكتب الطبيب المختص ، طرقت الباب بخفة إستئذاناً ثم دلفتا إلى الداخل ، رحب الطبيب بهن ليجلسن ثم تحدث و على وجهه إبتسامة محببة .
الطبيب : سيدة زانغ ليليانا ، بحسب الفحص المخبري هذا و الأعراض التي تظهر عليكِ أستطيع تبشيركِ بطفلكِ القادم ، مبارك حملكِ !
وضعت ليليانا كفها على فمها بتأثر شديد فصدمة الخبر و سعادته ألجمها ، ثم ضحكت بخفة و عيناها تدمع فرحاً على تلك التباشير التي بالتأكيد ستسعد قلب زوجها الذي يبدو حزيناً دون علمها للسبب .
هبت كريستين تهنئها بذلك و قلبها مليء بالسعادة و شعور الغبطة يملئها ، احتضنت صديقتها بلطف بينما تُبارك .
كريستين : مبارك عليكِ ، سيكون لاي سعيداً جداً بحملك ، ستصبحين أم قريباً ، ستكونين أجمل أم في الدنيا !
ضحكت ليليانا بخفة بينما تسترسل بفرح و سرور شامل .
ليليانا : أتمنى أنا أراكِ أم قريباً جداً .
أومئت كريستين و قلبها نبض بمغايرة محببة ثم همست مبتسمة .
كريستين : أتمنى ذلك أيضاً .
خرجتا من المشفى و استقلتا طريقهن للمنزل بقيادة كريستين للطريق ، أثناء ذلك همست ليليانا تعلم كريستين عما يجول في قلبها من تخبط و نبرتها بدت هادئة فيها حزن طفيف .
ليليانا : أتمنى أن تزيح سعادة الخبر الحزن عن قلب لاي .
قطبت كريستين حاجبيها بإستفهام ثم تسآلت .
كريستين : لماذا ؟ ما به زوجكِ ؟
تنهدت ليليانا و الهم قد بان على ملمحها ثم همست بشرود .
ليليانا : لا أعلم ، أكثر ما يزعجني أنني لا أعلم ما خطبه ، لم أسأله عن خطبه فلو أراد إخباري لحدثني دون أن أطلب منه ؛ لذلك لم أضغط عليه ، تارة يبتعد عني دون سبب فأشعر بالجفاء و البرود تحتل كياني بقساوة ، تارة يلتصق بي يغمرني بحبه و يدثرني على صدره يشعرني بدفئه و حبه المتين لي فأغدو عاشقة متيمة به أكثر و أكثر حد الغرق .
وضعت كريستين كفها على كف ليليانا ثم همست بإبتسامة مريحة .
كريستين : بالتأكيد تلك الأخبار ستسعده و سيجعله يعود سابق عهده ، أنتِ فقط حاولي تفهمه دون الضغط عليه .
أومئت لها ليليانا بلطف ثم استطردت .
ليليانا : ما أخبار دي او ؟ أهو بخير ؟
تبسمت كريستين إبتسامة صفراء ثم أجابت و هي تولي الطريق كل إهتمامها .
كريستين : كما سمعتي من الطبيب حالته في تحسن مستمر و ستعود ذاكرته في أقرب وقت .
نظرت إليها ليليانا بشك ثم همست دون مواربة .
ليليانا : لا تبدين سعيدة !
تنهدت كريستين بضيق ثم همست دون إقتضاب .
كريستين : في الحقيقة ، لستُ سعيدة فعلاً ، أخاف أن تعود مشاعره نحوي باردة ، تعود عينيه حادة ، و لمساته قاسية مؤلمة ، أخاف أن يكرهني و يجرحني بكلامه بينما يفرض سيطرته علي بالقوة ، اخاف أن يعود دي او الذي يكرهني .
تسآلت ليليانا بإستفهام فضولي دون فهم للأسباب .
ليليانا : إذن لماذا فرضتِ عليه العلاج ؟!
أجابتها كريستين مفصحة عما يملئ صدرها من مشاعر و رأسها من أفكار .
كريستين : الأمر ليس بي ، الأمر به ، عائلته ، أصدقائه ، زملائه ، و عمله ، حياته في تدهور و هو لا يعلم ، لا يذكر أحد سواي ، أخاف عليه من المستقبل المظلم إن بقي على حاله ، يجب أن يتذكر كل ما حدث حتى يمارس حياته بطبيعية دون خسائر .
.....................................................
جلس أمام أعضاء العصابة المجرمين الذي تآمروا على زواجه إما للتفريق أو لمكاسب مادية طمعوا بها ، النادل ، إمرأة الفندق ، صاحبة الجسد ، و رئيس العصابة ، جميعهم جالسون على ركبهم بإذلال و خضوع لحضرة الواقف بتهكم و غضب .
عيونهم تتراوح بين العصا الغليظة في يمناه و المسدس في يسراه بينما رجفة تسيطر على أجسادهم الخاوية ، إقترب نحو الفتاة صاحبة الجسد المصوَّر ثم وضع العصا على ذقنها و رفعه على قدر حتى بانت عنقها جهراً أمام الأعين ، و الأهم تلك الشامة التي عليها ، نطق بتقزز و عيناه تبث تركيزه في الشامة التي خلقت على رقبتها .
كاي : ساقطة مقرفة !
بكت الفتاة خوفاً فلا يبدو ذاك الشاب الثائر في عينيها طبيعياً ألبتة ! و لا تدري كيف تورطت معه هكذا ، صرف نظره عنها مشمئزاً ثم أمر أحد رجاله من الذي يقفون خلفه .
كاي : خذ بائعة الهوى هذه من أمامي و أعدها إلى حيث تنتمي .
نفذ الرجال الأمر فوراً ، تقدم بخطوة واسعة نحو المرأة الأخرى لتنتفض بفزع حالما انخفض لها و امتلئ نظرها بوجهه الغاضب الذي يقابلها تماماً ، أردف بحدة و هو ينظر لتلك المرأة .
كاي : أنتِ من خلعتِ ثياب زوجتي و قمتِ بتصويرها ؟
أومئت بنعم و أنفاسها متنازعة ذعراً فقدم سؤاله الآخر بنفس النبرة المخيفة .
كاي : لم يلمسها أحد أو يراها ؟
أجابت المرأة بنبرة مرتجفة .
" لا يا سيدي ، لقد فعلت ذلك ثم بقيت لديها تحسباً لأي أمر ، بقيت في غرفتها ساعة كاملة و قبل أن تستيقظ بدقائق معدودة غادرت . "
طرح سؤاله الأخير و وجهه زاد تهجماً .
كاي : مقابل ماذا ؟
أجابته دون النظر إليه تذللاً .
" المال "
سيطر عليه الغضب أخيراً فالبشر تخلوا عن أنسانيتهم و باعوا مبادئهم لأجل المادة الفانية ، سحقاً لكل مادي ! شد شعر المرأة بقوة و هتف بحقد .
كاي : كلبة مال ، اغربي !
صرخ بأمره ليتقدم رجاله و يأخذوا المرأة و يعيدوها حيث كانت ، فما بقي سوى النادل و رافي فتقدم نحو النادل ثم تسآل بحدة .
كاي : ماذا وضعت في كأس زوجتي ؟
أجاب الشاب و أضلاعه تنتفض خوفاً .
" وضعت لها مخدراً يستخدم للمرضى الذين قد أجرو عمليات جراحية مؤخراً ، يجعلها تنام لوقت لا يطول كثيراً ، لكنها تبقى كالنائم تستطيع الشعور إن تعرض لها أحد . "
استطرد كاي متسآلاً .
كاي : مقابل المال ؟
اومئ له الشاب فارتفعت عصا كاي عالياً ثم ضربت جسده بقوة مرة ليصرخ الشاب الصرخة و علوها ثم وقع فاقداً الوعي ، أمر رجاله بقوة قائلاً بعد أن مسح جبينه عن حبيبات العرق .
كاي : خذوه و ارموه من حيث أحضرتموه و أخرسوه بالتهديد .
أخيراً إلتفت إلى رأس المصائب و عيناه تقدح شراراً و على شفتيه إبتسامة غامضة ثم همس بحدة .
كاي : أخيراً تفرغت لك .
قبل أن يصرخ رافي مستغيثاً صرخ متألماً لوقع ضربات العصا على جسده بتوالي سريع حتى كاد أن يفقد وعيه ، رمى العصا بعيداً ثم جلس القرفصاء أمام رافي الذي يتأوه بخفة غير قادر على تحريك مفصل ، أخرج سكين صغير من جيبه ثم عرضها على عيني الأخر الذي أدمع خوفاً ثم صرخ بكل ما به من قوة خاوية عندما جرحت تلك السكين خده بعمق ، همس كاي أمام وجهه النازف بغزارة .
كاي : هذه لتتذكرني للأبد كلما نظرت إلى المرآة .
أمر قبل أن يغادر بصوت جهوري .
كاي : اخرجوه من كوريا كلها إلى بلاد بعيدة حيث لا عودة له أبداً إلا بجثمانه .
هوى رافي مغماً عليه و أذنيه تستمع لكلمات كاي قبل أن تغلق عيناه اخيراً و يدخل في اللاوعي شاكراً أنه ما زال حياً .
انتهى ، لن يعود و يعرض حياته لخطر مكرر ، إكتفى خوفاً ، ألماً ، و ذنوباً ، سيغادر دون عودة حيث لا يعرف أحد و لا أحد يتعرف عليه ، يبني نفسه من جديد بعيداً عن وحل نفسه ، و هي سينساها و ينسى كل ما يتعلق بها حتى يسلم بحياته .
..................................................
نهضت من على فراشها بتثاقل و إرهاق شديدين ثم ولت نظرها ساعة الحائط التي تؤشر على ساعات ظهر اليوم ، رمت جسدها على السرير بخفة و عيناها منكمشتين بألم ، لياليها باتت متشابهة و صباحها بات يشبه أي صباح ، تغفى كامتة آهات الألم بإبتسامة صفراء و تستيقظ تعاني من آثار آلام الليل .
إلتفت برأسها إليه فابتسمت بخفة تحبباً ، زحفت إليه مرتكزة على رسغها و أسندت رأسها على ذراعها ، غرزت أصابعها في خصلاته المظلمة و أخذت تشتم عبق رقبته الفواح بعشق غامر ، تارة تمسح على وجنتيه أخرى على فكه و على رقبته حتى استفاق من نومه على لمساتها الصباحية فابتسم .
نطق بصوت غليظ من آثار النعاس و هو ينظر إليها بنصف عين بسبب الضوء .
تشانيول : فتاة مشاكسة ، كنت غارقاً بحلم عنكِ و نزعتِه لي بلمساتكِ التي تسلبني انفاسي .
اتسعت إبتسامتها أكثر ثم همت بالسؤال من باب الفضول .
ميرسي أريانا : و ماذا رأيت في حلمك ؟
داعب أنفه بأنفها ثم همس بصوت خفيض .
تشانيول : ليس من شأنك .
إغتاظت لعدم إرضائه لفضولها فعبست ملامحها قابلها بغمزة عابثة ثم استطرد بجدية .
تشانيول : اليوم محكمة جونغكوك الفاصلة و علينا الحضور حتى يبرأ من التهمة .
أومئت له ثم تنهدت بتثاقل و كأن غيوم سوداء قد أحاطتها ، استدراكاً ؛ كوب تشانيول وجهها الجميل بكفيه ثم همس متسآلاً .
تشانيول : ما بكِ ؟ هل أزعجكِ أمر الذهاب إلى المحكمة ؟
نفت برأسها كإجابة ثم همست بهدوء و الحزن إلتمع في مقلتيها .
ميرسي أريانا : الأمر ليس هكذا ، أنا أود نسيان الماضي و كل ما حدث معنا من أمور سيئة و تبقى الأمور الطيبة فقط ، لا أريد أن يجمعنا حزن بعد الآن آبداً .
احتضنها إليه برفق ثم همس يطمئنها .
تشانيول : لا تقلقي ، ما عاد شيء يفرقنا أبداً .
و من باب الملاطفة و تغير الجو الكئيب ؛ وضع كفيه على خصرها العاري عابثاً من تحت الغطاء الذي يستر جسدها عن عينيه المتوحشة ، ثم استطرد بخبث .
تشانيول : و الآن ، حسنائي دعينا نأخذ حمام معاً ثم نذهب إلى المحكمة .
ارتبكت كثيراً حينما عرض عليها هذا فامتنعنت بتأتأة تخفي بعض الخوف بإبتسامة مرتبكة .
ميرسي : لا لا ، ههه .. أنت لن تتركنا نستحم بسلام فقط لذلك سنستحم منفصلين .
و قبل أن يرد عليها و هو قد استشعر إرتباكها منذ البداية فعلاً ، نهضت من جانبه و هي تلف جسدها بالغطاء في إحكام فلا يظهر منها سوى رأسها و اختفت خلف باب الحمام .
إرتباكها و رفضها الغريب الذي أنتشاه الخوف أشعره بالشك ، أن هناك شيء تخفيه عنه ، أو حدث معها و لا تريد إعلامه ، أو أن هناك شيء يزعجها منه ، لذلك نهض من على السرير ثم سار إلى باب الحمام ، حاول فتحه إلا أنها أغلقته من الداخل ، تنهد بإنزعاج و خرج من الغرفة ، عاد بعد دقائق يحمل صندوق من المعدات ، فتح قفل الباب دون إحداث جلبة ثم دخل .
كانت تقف تحت الماء في الحوض تغسل خصل شعرها عن أثر الصابون ، تقدم إليها مسحوراً بالمشهد إلا أنه وقف بصدمة عندما اتضحت صورتها بالكامل أمامه ، جسدها المبلول بالماء مشوه بوحشية ، الألوان من الاحمر و الأزرق و البنفسجي بدرجاتهما تغطي جسدها بالإضافة إلى دماء متيبسة .
علم ما تخفيه و يخيفها ، تخفي آثاره عليها و تخاف المزيد منها إلا أنها تبقى صامتة حتى لا تؤذي مشاعره منها ، تتحمل ألمها و خوفها بفم مغلق ، في عقله تطرق سؤال ، أيوجد إمرأة أفضل منها أخلاقاً و خِلقة في دنيا البشر ؟! أجابه قلبه سريعا بأن " لا " .
تقدم منها و بقلبه غصة ثم احتضنها بغتة من الخلف فشهقت بتفاجأ ، فها هي لاحظت وجوده أخيراً في ذات المكان ، عقدت حاجبيها كيف لم تعلم أنه هنا ؟ لو علمت لما رأى شيئاً ، إلا أن حواسها أجابت ، ما زال عبقه فوّاح في أنفها فلم تدرك .
توغلت كلماته البائسة المتأسفة إلى أذنيها عندما تطرق بحزن و وضع ذقنه على كتفها .
تشانيول : أنا آسف ما كنت أعلم أنني أؤذيك بلمساتي ، أعدكِ أنني لن أنغمس بجنوني مرة أخرى و سأكون حذراً مع رقتكِ يا حبي ، أنا محظوظ بكِ رغم الألم لم تفصحي لي خوفاً على مشاعري ، أنا أفهمكِ لكن لا تكرري الأمر ، إن أثقلتُ عليكِ مجدداً أردعيني و لا تجعليني اتوه في سحركِ و أؤذيكِ و إلا تألمتُ أكثر كما الآن ، أنا آسف .
شعرت بصدق كل حرف قد نطقه و صدق شعوره و قوة عاطفته لها فتأثرت كثيراً و وجدت أن الخوف المكمون ينطمر و وهجاً من الأرتياح ينتشر ، إلتفت إليه مبتسمة بحب صادق ثم وضعت رأسها على صدره و أحاطت خصره بذراعيها ثم همست بتحبب .
ميرسي أريانا : لا عليك يا عمري ، سأستد منك .
ضحك بعلو و ذراعه حولها اشتدت دون إيلامها ثم همس لها بعد أن أطلق غمزة عابثة .
تشانيول : بكل سرور يا عمري .
في قاعة المحكمة جلست هي في المكان المخصص لها ، تشانيول ، دي او ، و كريستين بالإضافة إلى المحقق المسؤول عن القضية تايهيونغ مع بقية الحضور ، أما جونغكوك فهو يقف مقابل لها على مسافة و عينه عليها و كأنه يبث نظرات وداع أخير ، الصمت كان سيد الموقف حتى دخل القاضي و قطعه بصوت . المطرقة على الطاولة و هتف أحدهم بثبات .
" محكمة "
ليقف الجميع بإلتزام .
على باب المحكمة بعد إنقضاء الجلسة وقف الزوجين بجانب المَخرج بإنتظار جونغكوك ، حالما قَدِمَ بثياب السجن و يداه مكلبشة بينما يمسك عضده من كل طرف رجل شرطة ، وقفت ميرسي أريانا أمامه بإندفاع همت بالحديث لكنه سبقها بهدوء .
جونغكوك : شكراً لك سيدة بارك تشانيول ، لولا فضلكِ علي لقضيت حياتي في السجن المؤبد ، رغم ذنبي العظيم إلا أنكِ سامحتني و عفوتِ عني في حضرة القاضي ، شكراً لسيد بارك أيضاً لأنه سمح لكِ بمسامحتي ، سأقضي عقوبتي ثم أغادر البلاد حيث لا أرى ذنوبي في أعين من يعرفني ، سأعيش حياة فاضلة و استقر و سأتذكركِ بقلبكِ الطيب الذي عفى عني كلما نظرت لعيني المظلمة .
أدمعت عيناها تأثراً ثم همست ببكاء.
ميرسي أريانا : كنت السبب في فقداني بصري و السبب في إستعادته لي ، شكراً لك على بصر عينك الذي أعطيتني أياه دون مقابل ، شكراً لك على هذا ، و أسامحك على كل شيء خالص السماح من كل قلبي .
همس بإختناق بكلمة أخيرة و عيناه ادمعت بحرقة .
جونغكوك : الوداع .
اومئت له ثم مدت يدها له فصافحها ثم همست .
ميرسي أريانا : وداعاً .
ود أن يبقى كفها في كفه للأبد و ملمس يدها الناعم يعلق معه حتى فنائه بينما رائحتها تتوغل بأعماقه ، إلا أن رجال الشرطة حثوه على التقدم ففعل و عينه عالقة فوق هيئتها حتى غادر .
حكمت المحكمة عليه بالحق العام فقط الذي يطول لستة أشهر ثم عليه بالإخلاء السبيل لتنازل المجني عليهم في حقوقهم الشرعية عليه ، عله بعد كل هذا يجد السلام في كيانه و يبتعد ليبتكر صورته من جديد بين أناس لا يعرفوه ، بداية جديدة ، حياة جديدة ، و جونغكوك جديد .
..............................................
وقفت أمام المرآة تعاين مظهرها بإهتمام فائق ثم ابتسمت بخفة رضا عن مظهرها ، نثرت خصلاتها بأصابعها ثم غمزت نفسها بالمرآة إعجاباً ، إلا أن صوت زوجها الساخر الذي يقف خلفها جعلها تتذكر أنه هنا لتتحمحم بخجل .
تشين : أتغازلين نفسكِ بالمرآة ؟ أم تحدثين المرآة عن جمالكِ كما العجوز في بياض الثلج ؟
إلتفت إليه بغيظ ثم هتفت بإنزعاج و هي تثبت ذراعيها على خصرها تباهياً .
آماندا : أتشبهني بتلك الشمطاء الساحرة البشعة ؟! ثم أنك تعلم جيداً أنني حسناء الحسناوات يا حبيبي .
أردف و هو يقترب .
تشين : مغرورة و لكنكِ محقة .
إحتضنها من الخلف ثم أزاح خصلاتها عن رقبتها و غرس رأسه هناك ثم همس و هو ينظر لها عبر المرآة.
تشين : و بما أنكِ بهذا الجمال الفاتن ما رأيكِ أن تبقي لدي و نستمتع بأمسية رومنسية وحدنا .
إبتعدت عنه ثم إلتفتت إليه بإنزعاج .
آماندا : تقصد منحرفة ، لا ، لن افوت حفل صديقي الوحيد و أنت أبقى هنا كما تريد ، سأستمتع دونك .
زفر أنفاسه بأستياء ثم ابتعد ليجلس على الأريكة القريبة ثم نهى ببرود .
تشين : لا تتأخري .
أجابت بهدوء .
آماندا : لن اطيل السهر .
حذر بذات النبرة الجامدة .
تشين : قبل الثانية عشرة تكوني في المنزل .
أجابت بغيظ .
آماندا : حاضر أوامر أخرى ؟
نظر لها بحدة محذراً أياها بصمته فصمتت حتى سمعت صوت زامور سيارة تايهيونغ بالخارج الذي جاء ليقلها معه فأخذت حواجئها و خرجت مودعة بهمس .
جلست بجانب تايهيونغ في المقعد الأمامي أما هو فكان يتلفت بحثاً عن المدعو الآخر ، لكنها ردعته بالهدوء قائلة .
آماندا : لا تبحث ، لن يأتي .
تأفأف تايهيونغ بأستياء ليدير العجلة و ينطلق ناطقا بهدوء .
تايهيونغ : لقد حاولت معه و لم يتسجب و لن أقدم تنازلات أكثر .
وضعت كفها على كفه مواسية ثم همست بحزن .
آماندا : لا عليك منه ، المهم أن نستمتع الآن بالحفل على شرفك .
اومئ لها عدة مرات و عيناه على الطريق و أكملا الطريق بصمت تارة و بأحاديث متنوعة تارة أخرى ، و من بينها عندما قفزت بسؤال مهم مندفعة بفضول و عبث .
آماندا : تلك الفتاة المتزوجة التي تحبها ، ألم تراها من بعد ذلك اليوم ؟
نظر إليها بصدمة مباغتة ثم هتف بتعجب كاملاً .
تايهيونغ : يا لذاكرتكِ اللعينة ! لقد حدثتكِ عنها قبل زواجكِ حتى و ما زلتِ تذكرين ؟! نعم ، رأيتها عدة مرات و لكنني ابتعدت قصراً .
ضربت كتفه بخفة ثم هتفت بإنزعاج واضح .
آماندا : و لماذا فعلت ؟!
تذمر قبل أن يجيب و هو يتحسس كتفه.
تايهيونغ : ليست يد فتاة أبداً ! لإن زوجها حاد الطباع و غيور جداً ، أخاف عليها أن اكلمها فتلقى الويل منه و من ثم هي متزوجة و علاقتها بزوجها باتت وطيدة جداً و أنا اريدها سعيدة كما اليوم .
زلق لسانه دون إدراك منه ، لكن صديقته بالتأكيد تنبهت لما تفوه به لذا هتفت بعبث .
آماندا : اووووه ! قابلتها اليوم قلت لي ، كيف ذلك ؟ متى و أين و لماذا ؟
ورط نفسه و عليه بالإجابة و إلا ألتصقت به كالغراء و نقرت الكثير من الكلمات كنقار الخشب فأجابها مختصراً على نفسه تعب دون ناتج .
تايهيونغ : لقد رأيتها اليوم في مكان ما لن أخبرك أين و عرضت عليها حضور الحفل ، لكنها رفضت بأدب و زوجها بدى ممتعظ من دعوتي .
همهمت كرد إستدراكاً ثم طرحت بتعقل نادر منها .
آماندا : إن كانت حقاً تحب زوجها كما تقول فعليك بالتضحية بمشاعرك لسعادتها ، و إن لم تكن كذلك تمسك بها بأسنانك و لا تدعها إن كنت تريدها حقاً .
تنهد بتثاقل ، لكنه يعلم الحقيقة ، كلاهما مغمورين بحب بعضهما البعض و هو طرف زائد ثالث لذا سيبتعد دون إحداث جلبة لعل فتاة أخرى تأتي في الزمن القريب و تنسيه حبه لصاحبة الزرقاوتين .
إصطف أمام النادي ثم ارتجل و التفت إلى باب آماندا حتى يساعدها في الخروج فهمست بتعجب لتغيظه .
آماندا : اووه ، لم أعهدك بهذا النبل قط !
تأفأف معبراً عن غيظه لتضحك بخفة و كأنها تصلح الموقف فضحك معها .
بقيت إلى جانب تايهيونغ حتى أواخر الحفلة إلا أنها انفصلت عنه قبل نهايته ، جرتها بعض الفتيات إلى الحانة حيث الرقص و الخمر و انجفرت معهم من باب المغامرة و لكنها خاطرت كثيراً هذه المرة .
تجاوزت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل و لم تعد بعد ، أخذ تشين يتلفت في المنزل و نوافذه و ابوابه عل أضواء السيارة تنير بصره لكن دون فائدة ، حاول الإتصال بها عدة مرات و لكنها لا تجيب ، اتصل بتايهيونغ رغم كرهه للفكرة إلا أنه مضطر لها ، اتصل و طال الرنين حتى أجاب الطرف الآخر بإرتباك إلا ان تشين أفضى ما لديه دون مقدمات بل و بكل برود .
تشين : أين زوجتي الفاضلة ؟
أجابه تايهيونغ متوتراً و قد شعر الغضب في صوت تشين.
تايهيونغ : أنها معي في طريقنا إليك ، سنصل بعد بضع دقائق .
أغلق تشين الهاتف و قد شعر بالإطمئنان فهي بخير على الأقل ، انتظر وصولها على أحر من الجمر فتأخرها خطأ حتى طُرق بابه ببعض القوة و حالما فتحه كانت آماندا تستند على جذع تايهيونغ و هي تضحك بتغنج و تتمايل بوقاحة .
.................................................
سلااااااااام
بارت جديد و طويل اسمتعو ❤
بعرف تأخرت عليكم يوم بس من مبارح و أنا عالقة مع البارت .
الجامعة بلشت و رجع الهم و الدراسة و الإمتحانات و اففففففففف
رح احكيلكم خبر
إكسو ما رح يحضرو goan chart 😣
البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كلمة
1. هيك بكون دور رافي إنتهى أيضا لذلك
كلمة منكم لشخصية رافي !!!
2. رأيكم بكلام سالي لماريا ؟ و هل شعرتم بالشفقة نحوها ؟ رأبكم برد ماريا على سالي ؟ و هل أثقلت عليها الردود ؟
3. رأيكم بمخاوف كريستين ؟ هل سوف يعود دي او القديم ؟
4. رأيكم بأخبار ليليانا ؟ و كيف ستكون ردة فعل لاي للأخبار ؟
5. رأيكم بميرسي أريانا ؟ إرتباكها أمام تشانيول ؟ و لطفها مع جونغكوك ؟
6. رأيكم بتشانيول و كلماته مع ميرسي أريانا ؟
7. كلمة لجونغكوك ؟
8. رأيكم بتشين آماندا و تايهيونغ ؟
9. ماذا سيفعل تشين مع آماندا ؟
10. هل سيؤثر تايهيونغ على علاقة كريستين و دي او ؟
11. رأيكم بالبارت و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі