Chapter Twenty-Nine
" بدايات كريهة "
كل ما رغبت به أن أكون الرجل الذي تحملين فيه منذ أن فقهتِ أنكِ لرجل ما ، حاولت لكن قناع القسوة يتلبسني كل ما رفضتني و إستفزني نفوركِ مني .
عادت ميرسي أريانا إلى المنزل دون نتيجة فلقد بحثت عنها لساعتين متتاليتين ، لكن لا أثر لها مهما بحثت ، جلست على الأريكة و قد تنهدت ثم وضعت رأسها بين كفيها تفكر كيف ستعثر على ليليانا ، كل هذا و إتصالات تشانيول لا تتوقف أبداً ، ردت عليه أخيراً و قد تنهدت مستسلمة لرغبته في الحديث معه ، أجابته بجفاء بحياته لم يسمعه منها .
ميرسي أريانا : نعم !
إنفرجت عيناه غضباً و تفاجئاً من نبرتها المُجحِفة تلك .
تشانيول : عودي إلى المنزل الآن و إلا سأؤذيكِ يا ميرسي أريانا ، إنني أكلمكِ بجدية .
نفثت أنفاسها بلامبالاة و تملل على سمعه ثم أغلقت الخط في وجهه ، رمت الهاتف بجانبها قائلة بغضب للفتيات أمامها .
ميرسي أريانا : أين ليليانا ؟ سأجن ! ماذا لو حدث لها شيء ؟
أفكار مخيفة تدخل و تخرج و تحلل في عقلها كما تشاء لتزيد وضعها بؤساً بينما الفتيات يلتفنّ حولها يبكين بخوف و قلق ، هي تشعر بالضياع بالفعل ، هناك ليليانا التي لم تعد منذ ساعتين
و من طرف أخر هناك تشانيول الذي ستعاني من جنونه عندما يأتي أليها حتماً ، ضائعة بين طرفين و لا تجد حلاً لموقفها هذا .
...................................................
خرج من المسكن متوجه إلى أحد المحلات التجارية ليبتاع بعض الأطعمة للمسكن بعد إلحاح الأعضاء عليه بشدة أن يخرج ، خرج حاملاً بضع أكياس و وضعهم بالسيارة و انطلق عائداً للمسكن . أثناء رحلته في طريق عودته إلى المسكن سمع صوت صراخ فتاة و بدا صوتها مألوفا بشدة آتياً من الزِقاق المظلمة .
أوقف السيارة و تبع الصوت بين الممرات الضيقة حتى وصل إلى مصدره ، إنها فتاة تحاول الهرب من شاب يحاول إغتصاب عنقها ، صرخ لاي بالشاب ليس نبلاً و لا رجولة فقط بل و قهراً فتلك الفتاة تحديداً بعينيه مقدسة ، إنقض على ذلك الحيوان الشهواني بلكماته و ركلاته حتى أستطاع أن يفر الآخر من تحت قبضتي لاي اللتان ترتجفا غضباً .
إلتفت إلى هذه الفتاة و التي إكتشف الآن أنه لأجلها يستطيع أن يصبح أكثر الذئاب فراسة لأجل تلك الجميلة ، جميلته وحده ، نظر إليها نظرة مغتاظة يتفحص فيها سوء الوضع الذي وصلت إليه ، هي بالتأكيد تعلم أن هذه الأحياء خطيرة في ساعات الليل و الإقتراب من الأزقة محظور .
قميصها ممزق ، ثيابها متسخة ، شعرها أشعث ، و وجهها مبلل من الدموع ، كانت تبكي بنحيب و كأنها كانت على حافة الموت و رجعت ، ما إن نظرت إلى لاي و أدركت أنه من أنقذها حتى إرتمت على صدره تستشعر أمانه و تشكيه خوفها ، تمتمت بنبرة باكية .
ليليانا : شكراً لك لاي لولاك لكنتُ..
ما رفع ذراعيه ليبادلها العناق بل لم يلقي بالاً لحاجتها في أخذ قِسط من الأمان من جعبته التي ظنتها سخيّة ، قاطعها لاي ببرود قائلاً .
لاي : مغتصبة من قِبل متشرد .
رفعت رأسها عن صدره و قد شعرت أن هلف نبرته الباردة تلك يختبئ توبيخ و غيظ ، لا تعرف لِمَ شعرت بالألم في قلبها عندما حدثها بهذه النبرة .
تسارعت الدموع إلى كُنف جفنيها عندما أكمل كلامه لامبالياً بوضعها البائس بل إحتد صوته و جهر عن شيء يسير من غضبه .
لاي : ماذا ؟ هل إستمعتِ بما حدث معكِ الآن؟ أظننتِ أنه عندما خرجتِ في هذه الساعة المتأخرة من الليل أن هنالك دائماً من هم جاهزون لإنقاذكِ ؟ سأخبركِ أن الإجابة لا ، بل ربما سيستمتعون بكِ واحد تلو الأخر من يعلم .
خرجت من هذا العِناق التي سألته الدفء فلم يمنحها سوى البرود و الجفاء المجحفين ، حذرته بصوت هادئ .
ليليانا : لاي أحفظ حدودك معي ، لا يعني أنك أنقذتني أن أسمح لك أن تكلمني بهذه الطريقة اللاأخلاقية .
تبسم بخفة ظنت أنها ساخرة لكنها لم تكن كذلك بل هو لم يدرك ماهية تلك الإبتسامة ، بدت في عينيه لبؤة جامحة أو فراشة مثيرة ، إقترب منها بخطوة لتتراجع هي بقدرها أخرى ، كمش حاجبيه بغضب و همس .
لاي : ماذا ستفعلين ؟ ها ؟ أنتِ ما إستطعتِ ردع هذا الصعلوك عنكِ فكيف ستردعيني و أنا الجبل .
همست ليليانا بهدوء بعد أن تنهدت علّ صبرها لا ينفذ الليلة ، أرادت أن تبقى رزان بهية في عينيه كما إعتاد و إعتادت .
ليليانا : شكراً لك لاي على مساعدتك لي و الآن أريد أن أذهب .
أولته ظهرها و تقدمت خطوة واحدة لتتراجع بضعف عددها خطوات أخريات بفعل قبضته الصَلِدة على ذراعها ، أعادها أمامه بقوة و صرخ بها بقلة صبر .
لاي : إلى أين أنتِ ذاهبة ؟
شهقت بخوف و قد توسعت عيناها اللتان تبصرا غضبه للمرة الأولى ، أجابته و قد إختل الرزان في صوتها .
ليليانا : إلى المنزل .
شنقت قبضته الأخرى عضدها و أحكم عليها شدته لتواجهه وجهاً لوجه لتنظر إلى وجهه غصباً لو ما كان بإرادتها ، همس بحدة على مسامعها الناعمة و التي تنفري إستهجاناً و رهبة لهذه النبرة الغريبة على أسماعها .
لاي : هل ستعودي وحدك إلى المنزل ؟ أترغبين لو أنني تركتهم يعتدون عليكِ بالفعل ؟
هي رغم أنوثتها الناعمة و رقتها الباخذة إلا أنها لا تقبل أن يدس لها أحد طرف منها ، صاحت به و قد فجر الغضب أنوثتها .
ليليانا : أنت قليل أدب بالفعل ! أنا سأعود بسيارتي و لن أعود معك أبداً ، إن حميتني مرة لا يعني أن تعرضني لجمائلك ، من تظن نفسك ؟
رفع حاجبه ساخراً و قضم شفته معجباً ، لبؤة تختبئ بيرقة فراشة ، تجاهل ما قالته أمامها و أستفزها عندما أشار بحاجبيه إلى سيارته و أمرها بتسلط .
لاي : أركبي سيارتي دون كلام فارغ ، سأعيدك بنفسي إلى منزلك .
ذلك العضب الذي يستشري ملامحها النعمة و يلمع بحدقتيها المتوهجة جعله يستفزها ليراه بوضوح يعلو وجهها ، تبدو كلبؤة جامحة ، مرأة متمردة لا يداس لها طرف ، نفت برأسها بغضب بعد أن أمرها بتلك النبرة المتسلطة .
ليليانا : أنا امرأة لا تنصاع لتنفيذ أمر إن كنت لا تعلم ، لا تستفزني يا سيد لاي فأنا لا أرغب أن يستشريني الغضب أو أن أخوض معك حديث لن يُنجِب .
أغمض عينيه و كأن تلك الكلمات من فاهها ألحان تطرب أذنيه ، لكنه بالفعل غاضباً و ساخطاً ، تعرضها لهذا الموقف و هذا الخطر يجعله غضبان ، أما عن إلقاء الأوامر و التسلط فلقد أعجبه ما دام يوقظ بها هذه الروح الجريئة و يخلع لها ثوب الرزانة الذي تستتر به حتى و إن كان جِلدها .
لاي : اركبي يا ليليانا و يستحسن في المرات القادمة ألا ترفعي صوتكِ علي طالما أحدثكِ و تحدثيني و إلا لن تنالي مني خيراً يا آنسة ، إرتدي ثوب رزانتك مجدداً .
تفرجت غضباً و تعرت أمامها من كل أثوابها و قد إستفزها تهديده .
ليليانا : اللعنة عليك ! و كأنني أهتم لأمرك و تهديدك .
تهجم وجهه غاضباً فما توقع أن تتعرى من ثوب الأدب أيضاً ، أمسك بأحد عضديها بقوة و الآخر أفلته ليجرها خلفه إلى سيارته دون أن يهزم أمام مقاومتها ، صياحها ، و تشبثها بالأرض رفضاً للتقدم معه ، أركبها السيارة عنوة بل ألقى بها على المقعد الأمامي بجانبه بعنف لتتأوه بألم و غضب معاً ، أغلق الباب بقوة لتغمض عيناها خوفاً و تتلاهث أنفاسها غضباً .
ما تفوه بحرف جديد بل إنطلق بسرعة عالية و هو لا يعلم أنها تخاف السرعة ، لكنها تشبثت بموقفها و لم تطلبه أن يبطأ سرعة السيارة ، بل لم تتمسك أو تتشبث بشيء ، نظرت من النافذة و لا تعلم لِمَ دموعها تتسرب خارج عينيها ، لقد كان قاسٍ معها أكثر مما يلزم .
و بأي حق يفعل ؟ هما ليس على علاقة و لا معرفة و لم يسبق لهما أن تشاركا حديث فكيف يلقي بهذا الكلام المسموم على مسامعها و هو ليس على مقربة منها ، و إن كان على مقربة فلا يوجد علاقة مهما كانت تمنحه حق الصراخ عليها أو تعنيفها .
عند أول فرصة للحديث معها فعل هذا التصرف المُشين بحقها فكيف لو كانا على وِثاق سيتمادى دون أدنى شك ، لم تتوقع منه تصرف كهذا أبداً فلطالما إرتدى أمامها قناعاً جميلاً صنعه من نُبل مزيف و لُطف مصطنع في لقائتهما القليلة و قصيرة العمر التي لم يكونا محوره و لا لمرة واحدة ، لقد شعرت بوخزة داخل قلبها لقسوته في التصرف معها .
هو ما أستطاع التحكم بغضبه عندما رأى شاباً يحاول تدنيسها برجسه و هي الأطهر ، لربما لو كانت فتاة أخرى لما وبخها فكل النساء بنظره بكفة و هي بكفة أخرى ، وبخها لإنه شعر بسكين قد ضربت شريان شريانه ما إن لمحها بيد رجل آخر ، هو تأذى أكثر منها ، لأنه و بكل بساطة ....... هو يحبها .
ذهب بها إلى منزلها دون أن ينبس بحرف فقط بضع شهقات خفيفة تنفلت غصباً من شفتيها جعلته يعلم أنها تبكي قسوته معها ، إصطف أمام المنزل و عندما أرادت الخروج فور أن توقف أعادها من ذراعها التي قبض عليها إلى مكانها بجانبه ، رفع سبابته مهدداً ، لكنها ما ألقت بالاً لما قاله بل وضعت كل تركيزه على أصبعه الذي يقف شامخاً أمام عينيها .
لاي : أياكِ الخروج في المساء مجدداً يا ليليانا .
رفعت بصرها أليه و شمخت برأسها لتتشردق بإبتسامة ساخرة و تبعد.أصبعه هذا عن وجهها ، أغاضته هذه الحركة لذا أمسك بعضدها و قربها إليها بشكل خطير و همس في أذنها التي يلمسها بشفتيها و أنفاسه تلهبها .
لاي : حسناً؟!
نظرت إليه بطرف عينيها و ابتلعت جوفها عندما وجدت أن ما يعلو وجهه وجهاً جدياً فقط ، أومئت له بخوف من فعل عنيف قد يقترفه في حقها ، ترك عِضدها فخرجت سريعاً من سيارته إلى المنزل .
ما إن دلفت بحالتها المزرية تلك حتى إلتفت لها ميرسي أريانا و بقية الفتيات ثم هرولن إليها ، إحتضنتها ميرسي أريانا بقلق و هي تمسد على شعرها لتشعر بها هنا حقاً و بخير ، ما إن إبتعدت و إطمئنت إنها بخير عدى ثيابها التي ليست بخير أبداً ، همست بحدة و هي تنظر إلى حالتها المزرية .
ميرسي أريانا : هل لي أن أعلم أين كنتِ يا ليليانا ؟ ألا تعلمين كم خروجكِ في ساعة المساء هذه أمراً خطير ؟
نظرت إليها ليليانا و عيناها منبعين دموع .
ليليانا : أعلم ، أقسم أنني أعلم ، لا توبخيني أرجوكِ تكفيني التوبيخات التي حظيت بها من لاي لأعلم أن هذه الساعة خطرة أرجوكِ !
نظرت إليه ميرسي أريانا مستفهمة و تحدثت بلسانها كريستين .
كريستين : و ما شأن لاي بالأمر؟!
أخفضت ليليانا نظرها إلى قدميها و همست بكلمات متقطعة إثر شهقاتها المتتالية .
ليليانا : لقد أنقذني من أحد المشردين الذي قد حاول أن يعتدي علي في زِقاق مظلمة و انتشلني ليلقي علي وابلاً من التوبيخ .
بعض الفتيات أخذن ينظرن إلى بعضهن بنظرات مبهمة و أخريات بضحكات مبرمة بينما ميرسي أريانا و كريستين عقدن إذرعتهن إلى صدورهن و كمتن إبتسامات عنوة ، شعرت ليليانا بغرابة الجو المتستر عليه بضحكات مكتومة و نظرات ملغومة ، لكن ميرسي أريانا قطعت عليها تفكيرها عندما إحتظنتها مجدداً ثم إبتعدت لتمسح على شعرها بلطف و قالت بنبرة حنون .
ميرسي أريانا : حسناً ، ما يهمني أنكِ بخير .
أعادت ليليانا إحتظانها بحاجة إلى توجيه و عطف منهت قائلة .
ليليانا : ميرسي لا تذهبي الليلة إلى منزلك ، لقد اشتقت لكِ .
تبسمت ميرسي بدفء و ربتت على كتفها لتقول .
ميرسي أريانا : لا تقلقي ، سأبقى الليلة هنا بالفعل .
في جانب آخر ، كان تشانيول يدور حول نفسه بقلق ما خاف منه على وشك الحدوث ، هو خائف ، خائف جداً من خساراتها ، رفع هاتفه بيد مرتجفة و اتصل بهاتف المنزل الذي قد تكون فيه حسب ظنه ، إنتظر قليلاً حتى أتاه صوت فكتوريا لطيف النبرة .
فكتوريا : أهلاً تشانيول .
رد تشانيول عليها بهدوء فقد إستنهك كل قواه بالبحث عنها في الجوار و مهاتفتها دون أن ترد عليه فامتنع عن إصطناع نبرة لطيفة ، إنه متعب لهذا الحد .
تشانيول : أهلاً بكِ فكتوريا ، وددتُ أن أسألكِ عن ميرسي أريانا ، هل هي في منزلكن ؟ لقد خرجت دون علمي و أنا قَلِق عليها الآن .
همهمت له فكتوريا و قد إستخرجت الإجهاد من صوته المُثقَل .
فكتوريا : نعم ، في الحقيقة ، هي هنا في منزلنا و لا أظن أنها ستعود الليلة إلى منزلكِ ، لقد خلدت إلى النوم بالفعل مع ليليانا كي تهدأ من روعها و تببقى بجانبها .
قبض تشانيول حاجبيه ثم تسآل قلِقاً .
تشانيول : ماذا حدث ؟ هل أنتن بخير ؟
أخبرته فكتوريا بالأمر بوضوح .
فكتوريا : في الحقيقة ، تعرض لليليانا أحدهم و قد أنقذها لاي منه .
تبسم تشانيول إبتسامة صغيرة ثم أومى قائلاً .
تشانيول : حسناً ، إذن لا بأس فلتبقى الليلة لديكن .
أغلق هاتفه و تلك الإبتسامة لم تبرح شفتيه ، يبدو أن زيجة أخرى ستتم قريباً ، صعد إلى غرفة نومهما ، حاول أن دس نفسه في غياهب جدرانها إقشعرت ذاكرته مستحضراً فقيدته لهذه الليلة و كأنها أمامه ، حاول أن ينام مع خيالها الذي إستحضره ، لكنه لم يفلح هو بحاجتها هي بشحمها و لحمها لا خيال لها ، ذهب لمكتبه بعد أن عجز أن يحصل على النوم و قضى الليل بتأليف بعض الألحان ملهماً بالحب .
.......................................................
تعجبت هدوء القصر المريب فهي منذ ساعات بغرفتها لا تجرؤ على الخروج من بابها كي لا تصادفه على الباب و تضطر على أن تواجهه ، البقاء بين جدران هذا السجن المُرفه على شكل غرفة مُترَفة أفضل من أن ترى وجهه الذي يضمر كل الشر في ملامحه الهادئة ، لكن هدوء القصر أثار قلقها مما جعلها تتجرأ و تترك مكانها من على السرير و تخرج من غرفتها تبحث عن أي نفس بشرية تستنشق معها ذات الإنفاس أسفل سقف هذا القصر .
نزلت إلى الطابق السُفلي و حالما وصلت قدمها أرضية الطباق ، إلتفت بخوف إلى صوت قهقهات أتتها من خلفها بنغم هادئ .
سوهو : ماذا ؟ أتبحثين عن أحد هنا ؟
إبتلعت جوفها بينما تنظر إليه ، إقترب منها ليكمل قائلاً بنبرة تستفز خوفها .
سوهو : لا تقلقي يا حبي ، لا أحد سِوانا بالقصر ، الخدم بغرفهم بأمري و عائلتي بالخارج ليحضرون مناسبة ، هنا فقط أنا و أنتِ.
تراجعت إلى الخلف خطوة قتلها عندما تقدم بمثلها الضعف ، قضمت شفتها التي ترتجف ليبتسم إبتسامة جانبية عابثة و هو يراقب شفتيها ، أفلتت شفتها عندما أدركت ما خلف تلك الإبتسامة و هذه النظرة ، تحدثت و نبرة صوتها خرجت مرتجفة .
ماريا : أنت ماذا تريد مني بعد ؟
أمات المسافة التي كانت تفصله عنها لتشهق بإرتعاب و قبض على ذراعيها بعنف بين قبضتيه ثم جرجرها إليه غصباً عنها لتمتائ عيناها بالدموع الخوف فوراً ، شحذ على أسنانه و قال بنبرة حادة جعلت عروق رقبته تبرز .
سوهو : لا أحد يستطيع أفلاتكِ من يدي أبداً ، و لا من تحت سيطرتي و من قبضتي و لا حتى أبي الذي تحتمين به .
ألصقها به لتشهق بينما تشعر بقماش قميصه الخفيف يحتك بجلد ذراعيها العاري من القماش ، رمقته بنظرة خائفة بينما هو أكمل بذات النبرة المرعبة .
سوهو : لذلك عليكِ أن تعلمي يا زوجتي الغالية ، أنني أستطيع فعل ما أشاء بكِ كيفما أريد و متى و أين ما أريد ، صدقيني لن يمنعني أحد عنكِ ، ببساطة لإنك ملكي و أفعل بك ما أشاء .
حاولت إبعاد قبضتيه اللتين تكبلا ذراعيها بعيداً عنها ، لكنه فاجئها بقبلة قاسية على شفتيها ، حاولت الفرار من بين يديه ، لكن لم تستطع تحرير نفسها منه ، أنزل أطراف فستانها حتى أعلى صدرها أثناء مقاومتها الشرسة و طبع قُبلات على كل ما كُشِف منها أمام عينيه الجائعة لها بينما هي تصرخ بحرقة و تتوسله بضعف أن يتركها .
ماريا : أرجوك أتركني، أنا خائفة منك بحق الله أتركني !
تركها بأمل تفجع ليقضي ليلة هادئة معها ، إبتعد عنها و أحاط خصرها بين يديه قائلاً .
سوهو : هذا فقط إثبات أنكِ لي يا ماريا .
ترك خصرها لتفر من أمامه راكضة بينما تبكي بصوت مرتفع ، راقبها حتى صعدت غرفتها و عينيه مليئتان بالدموع التي خبأها عنها قصراً ، قلبه موجوع ، الحب أوجعه و هو يستتر خلف قناع من القساوة قد أبدع في إختلاقه ، لقد كان أرق من هذا ، كيف أصبح قاسٍ هكذا ؟
................................................................
في ساعات المساء المُدلهمة ، في أحد الجزر السياحية البعيدة ، في أحد الأجنحة المُترفة لفندق ذا تحصيل خمس نجوم ، يجلس هو أمام شاشة التلفاز بينما هب الحبيبة تتخذ حضنه مقعداً و ذراعيه سِوار يحيط جذعها ، حولهما غطاء ثخين ، مسند ظهرها صدره العريض ، يحضران بهدوء فيلم حركة رومنسي و بإصغاء كامل .
في إنغماس العروس بأحداث الفيلم البائسة ، صرحت فجاءة من دون وعي منها عند مشهد مقتل البطل .
كاثرين : يا للأسف ! لا تستحق كل تلك الوسامة أن تدفن بالتراب لتغبر ملامحه .
شهقت بخفة عندما أدركت ما قالته عندما وصلها صوت زوجها الغيور من خلفها و قد لفها إليه حتر ينظر في عينيها تلك النظرة الخشنة التي تخيفها .
كاي : ماذا قلتِ ؟
دارت مقلتيها في محجريها بتوتر لا تعلم كيف سترد ، تلبكت بكلماتها و تلكأت قائلة .
كاثرين : ها ؟ لا شيء ، لم أقل شيء .
نفث أنفاسه بغضب لتقضم شفتها ، همس مستنكراً ببعض الحدة الكافية لتخيفها فهي لم و لن تنسى وجهه الآخر أبداً .
كاي : لا تستحق كل تلك الوسامة أن تدفن و تغبر ملامحه ، أليس كذلك ؟
نفت برأسها سريعاً ثم إزدرئت جوفها بما أن نظراته لا تلين طلبت العون من لسانها، حررت شفتها ثم قالت بإرتباك .
كاثرين : لا ، لا ! أنه قبيح جداً ! أعني أنظر إليه ، أنه شديد بياض البشرة و كأنه مرآة و شعره شديد الإصفرار كحقل الموز ، ليس وسيم ، ليس وسيماً أبداً .
ود لو أنه يقضم وجنتيها التي إختزنتها الحُمرة بينما تبرر له كطفلة خائفة و لطيفة ، كبت كاي إبتسامته و تحمحم ليبدو جدياً ثم إستنكر بتمثيل .
كاي : إذن لا يعجبكِ ؟
نفت كاثرين برأسها سريعاً و دون أن تردد ثم قالت على وجه السرعة .
كاثرين : إنه بشع جداً ، أنت أجمل منه بكثير ، أنا أحب الشاب الأسمر و ليس الأصهب .
رفع كاي حاجبه و إبتسامة عريضة تصقل شفتيه ، بعدها لا تعلم كيف أصبح يعلوها ، بحركة سريعة إعتلاها ، بعد أن شهقت قال .
كاي : إذن أنا أعجبكِ ؟
أومئت له كاثرين ببطئ فزلف منها برأسه ، بخط مائل ينتهي بشفتيها أراد أن يغترف من حلاوته ما يعينه ليحبها أكثر ، لكنها أشاحت بوجهها عنه حالما تقاربت شفتيهما على التماس .
إزدرئت جوفها مجدداً ثم همس بخوف و قد أغلقت عيناها بقوة
كاثرين : كاي ، أنا لا أريد من فضلك !
توقعت صفعة ، صياح ، أي شيء عدا أن ينهض عنها بضجر ، فتحت عيناها لتراه ، كان قد صعد للأعلى بالفعل دون أن ينبس بحرف .
.....................................................
في الصباح ، صوت السيد كيم الغاضب كان يعج بالمنزل ضجيجاً مهولاً يوبخ سوهو الذي يقف أمامه برأس مُنكس إحتراماً و نفس تخلو من كل الندم .
السيد كيم : صوت صراخ زوجتك ملئ المنزل البارحة بغيابنا ، إستغللت الفرصة كي تخيفها منك مرة أخرى و أنت معتدٍ عليها ، عليك أن تتفهم وضعها البائس فها هي تعيش بمنزل بعيد عن حيث عاشت و تريد أن تعيش فقط لأجلك ، حالتها النفسية فبسببك قد تدخل في رِهاب أو إكتئاب ، و موقفها منك فأنت مُغتصبها على آية حال الذي إنتهى به المطاف زوجاً لها غصباً ، هل الرحمة منزوعة من قلبك ؟ ألا تقول أنك تحبها ؟ أرني هذا الحب الذي تتفاخر فيه !
إسترسل سوهو قائلاً بعد إن أنتهى والده بجواب مقتضب لا ينم على أي تأثر أو إهتمام بما قاله والده الآن .
سوهو : أبي ، إنها زوجتي و أفعل بها ما أشاء ،
أنا لم أحضرها إلى هنا كي تبعدها عني و تحرضها علي ، أنا أحضرتها هنا لتكون بأمان عند خروجي لا لتمنعها عني ، هي حقي أنا و ليس من حقك يا أبي أن تتدخل بهذا الأمر أبداً .
رفع والده يده ينوي صفع إبنه الصغير الذي لا يعرف كيف نمى الشر فيه هكذا ، تعلقت يد السيد في الهواء عندما وقفت ماريا أمام سوهو تحميه من الصفعة ترجو والده بدموع أليمة تلطخ حُسن وجهها .
ماريا : لا يا عمي ، لا تضربه أرجوك ، هو فقط منفعل و لا يعي ما يقوله ، أرجوك أن تسامحه فهو لم يقصد أن يقلل من إحترامك .
أنزل والد سوهو يده مدهوشاً ، و في خضم دهشة الأب ، سحب سوهو ماريا خلفه إلى الخارج ، أركبها بسيارته بهدوء و هي تبكي ، هو أيضاً مدهوش من تصرفها الآن ، يدرك تماماً أنها تبكي خوفها منه ، لكنها لن تخافه بعد هذه اللحظة ، نطقت حالما أدخلها إلى المنزل الذي إختطفها إليه _ منزلهما _ هي تشعر بالخوف منه ، خائفة أن يفعل بها ما فعله من قبل مرة أخرى بين الحوائط نفسها .
..........................................
سلام ❤
1. رأيكم بتصرف لاي مع ليليانا ؟ و حقيقة مشاعره نحوها ؟
2. رأيكم بتصرف ميرسي أريانا بإبتعادها عن تشانيول ؟
3. رأيكم بتصرف سوهو و كيف ماريا دافعت عنه ؟ و يا ترى سوهو ماذا سيفعل بماريا ؟
4. رأيكم بنقاش كاي و كاثرين ؟ و من منهم على حق ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
كل ما رغبت به أن أكون الرجل الذي تحملين فيه منذ أن فقهتِ أنكِ لرجل ما ، حاولت لكن قناع القسوة يتلبسني كل ما رفضتني و إستفزني نفوركِ مني .
عادت ميرسي أريانا إلى المنزل دون نتيجة فلقد بحثت عنها لساعتين متتاليتين ، لكن لا أثر لها مهما بحثت ، جلست على الأريكة و قد تنهدت ثم وضعت رأسها بين كفيها تفكر كيف ستعثر على ليليانا ، كل هذا و إتصالات تشانيول لا تتوقف أبداً ، ردت عليه أخيراً و قد تنهدت مستسلمة لرغبته في الحديث معه ، أجابته بجفاء بحياته لم يسمعه منها .
ميرسي أريانا : نعم !
إنفرجت عيناه غضباً و تفاجئاً من نبرتها المُجحِفة تلك .
تشانيول : عودي إلى المنزل الآن و إلا سأؤذيكِ يا ميرسي أريانا ، إنني أكلمكِ بجدية .
نفثت أنفاسها بلامبالاة و تملل على سمعه ثم أغلقت الخط في وجهه ، رمت الهاتف بجانبها قائلة بغضب للفتيات أمامها .
ميرسي أريانا : أين ليليانا ؟ سأجن ! ماذا لو حدث لها شيء ؟
أفكار مخيفة تدخل و تخرج و تحلل في عقلها كما تشاء لتزيد وضعها بؤساً بينما الفتيات يلتفنّ حولها يبكين بخوف و قلق ، هي تشعر بالضياع بالفعل ، هناك ليليانا التي لم تعد منذ ساعتين
و من طرف أخر هناك تشانيول الذي ستعاني من جنونه عندما يأتي أليها حتماً ، ضائعة بين طرفين و لا تجد حلاً لموقفها هذا .
...................................................
خرج من المسكن متوجه إلى أحد المحلات التجارية ليبتاع بعض الأطعمة للمسكن بعد إلحاح الأعضاء عليه بشدة أن يخرج ، خرج حاملاً بضع أكياس و وضعهم بالسيارة و انطلق عائداً للمسكن . أثناء رحلته في طريق عودته إلى المسكن سمع صوت صراخ فتاة و بدا صوتها مألوفا بشدة آتياً من الزِقاق المظلمة .
أوقف السيارة و تبع الصوت بين الممرات الضيقة حتى وصل إلى مصدره ، إنها فتاة تحاول الهرب من شاب يحاول إغتصاب عنقها ، صرخ لاي بالشاب ليس نبلاً و لا رجولة فقط بل و قهراً فتلك الفتاة تحديداً بعينيه مقدسة ، إنقض على ذلك الحيوان الشهواني بلكماته و ركلاته حتى أستطاع أن يفر الآخر من تحت قبضتي لاي اللتان ترتجفا غضباً .
إلتفت إلى هذه الفتاة و التي إكتشف الآن أنه لأجلها يستطيع أن يصبح أكثر الذئاب فراسة لأجل تلك الجميلة ، جميلته وحده ، نظر إليها نظرة مغتاظة يتفحص فيها سوء الوضع الذي وصلت إليه ، هي بالتأكيد تعلم أن هذه الأحياء خطيرة في ساعات الليل و الإقتراب من الأزقة محظور .
قميصها ممزق ، ثيابها متسخة ، شعرها أشعث ، و وجهها مبلل من الدموع ، كانت تبكي بنحيب و كأنها كانت على حافة الموت و رجعت ، ما إن نظرت إلى لاي و أدركت أنه من أنقذها حتى إرتمت على صدره تستشعر أمانه و تشكيه خوفها ، تمتمت بنبرة باكية .
ليليانا : شكراً لك لاي لولاك لكنتُ..
ما رفع ذراعيه ليبادلها العناق بل لم يلقي بالاً لحاجتها في أخذ قِسط من الأمان من جعبته التي ظنتها سخيّة ، قاطعها لاي ببرود قائلاً .
لاي : مغتصبة من قِبل متشرد .
رفعت رأسها عن صدره و قد شعرت أن هلف نبرته الباردة تلك يختبئ توبيخ و غيظ ، لا تعرف لِمَ شعرت بالألم في قلبها عندما حدثها بهذه النبرة .
تسارعت الدموع إلى كُنف جفنيها عندما أكمل كلامه لامبالياً بوضعها البائس بل إحتد صوته و جهر عن شيء يسير من غضبه .
لاي : ماذا ؟ هل إستمعتِ بما حدث معكِ الآن؟ أظننتِ أنه عندما خرجتِ في هذه الساعة المتأخرة من الليل أن هنالك دائماً من هم جاهزون لإنقاذكِ ؟ سأخبركِ أن الإجابة لا ، بل ربما سيستمتعون بكِ واحد تلو الأخر من يعلم .
خرجت من هذا العِناق التي سألته الدفء فلم يمنحها سوى البرود و الجفاء المجحفين ، حذرته بصوت هادئ .
ليليانا : لاي أحفظ حدودك معي ، لا يعني أنك أنقذتني أن أسمح لك أن تكلمني بهذه الطريقة اللاأخلاقية .
تبسم بخفة ظنت أنها ساخرة لكنها لم تكن كذلك بل هو لم يدرك ماهية تلك الإبتسامة ، بدت في عينيه لبؤة جامحة أو فراشة مثيرة ، إقترب منها بخطوة لتتراجع هي بقدرها أخرى ، كمش حاجبيه بغضب و همس .
لاي : ماذا ستفعلين ؟ ها ؟ أنتِ ما إستطعتِ ردع هذا الصعلوك عنكِ فكيف ستردعيني و أنا الجبل .
همست ليليانا بهدوء بعد أن تنهدت علّ صبرها لا ينفذ الليلة ، أرادت أن تبقى رزان بهية في عينيه كما إعتاد و إعتادت .
ليليانا : شكراً لك لاي على مساعدتك لي و الآن أريد أن أذهب .
أولته ظهرها و تقدمت خطوة واحدة لتتراجع بضعف عددها خطوات أخريات بفعل قبضته الصَلِدة على ذراعها ، أعادها أمامه بقوة و صرخ بها بقلة صبر .
لاي : إلى أين أنتِ ذاهبة ؟
شهقت بخوف و قد توسعت عيناها اللتان تبصرا غضبه للمرة الأولى ، أجابته و قد إختل الرزان في صوتها .
ليليانا : إلى المنزل .
شنقت قبضته الأخرى عضدها و أحكم عليها شدته لتواجهه وجهاً لوجه لتنظر إلى وجهه غصباً لو ما كان بإرادتها ، همس بحدة على مسامعها الناعمة و التي تنفري إستهجاناً و رهبة لهذه النبرة الغريبة على أسماعها .
لاي : هل ستعودي وحدك إلى المنزل ؟ أترغبين لو أنني تركتهم يعتدون عليكِ بالفعل ؟
هي رغم أنوثتها الناعمة و رقتها الباخذة إلا أنها لا تقبل أن يدس لها أحد طرف منها ، صاحت به و قد فجر الغضب أنوثتها .
ليليانا : أنت قليل أدب بالفعل ! أنا سأعود بسيارتي و لن أعود معك أبداً ، إن حميتني مرة لا يعني أن تعرضني لجمائلك ، من تظن نفسك ؟
رفع حاجبه ساخراً و قضم شفته معجباً ، لبؤة تختبئ بيرقة فراشة ، تجاهل ما قالته أمامها و أستفزها عندما أشار بحاجبيه إلى سيارته و أمرها بتسلط .
لاي : أركبي سيارتي دون كلام فارغ ، سأعيدك بنفسي إلى منزلك .
ذلك العضب الذي يستشري ملامحها النعمة و يلمع بحدقتيها المتوهجة جعله يستفزها ليراه بوضوح يعلو وجهها ، تبدو كلبؤة جامحة ، مرأة متمردة لا يداس لها طرف ، نفت برأسها بغضب بعد أن أمرها بتلك النبرة المتسلطة .
ليليانا : أنا امرأة لا تنصاع لتنفيذ أمر إن كنت لا تعلم ، لا تستفزني يا سيد لاي فأنا لا أرغب أن يستشريني الغضب أو أن أخوض معك حديث لن يُنجِب .
أغمض عينيه و كأن تلك الكلمات من فاهها ألحان تطرب أذنيه ، لكنه بالفعل غاضباً و ساخطاً ، تعرضها لهذا الموقف و هذا الخطر يجعله غضبان ، أما عن إلقاء الأوامر و التسلط فلقد أعجبه ما دام يوقظ بها هذه الروح الجريئة و يخلع لها ثوب الرزانة الذي تستتر به حتى و إن كان جِلدها .
لاي : اركبي يا ليليانا و يستحسن في المرات القادمة ألا ترفعي صوتكِ علي طالما أحدثكِ و تحدثيني و إلا لن تنالي مني خيراً يا آنسة ، إرتدي ثوب رزانتك مجدداً .
تفرجت غضباً و تعرت أمامها من كل أثوابها و قد إستفزها تهديده .
ليليانا : اللعنة عليك ! و كأنني أهتم لأمرك و تهديدك .
تهجم وجهه غاضباً فما توقع أن تتعرى من ثوب الأدب أيضاً ، أمسك بأحد عضديها بقوة و الآخر أفلته ليجرها خلفه إلى سيارته دون أن يهزم أمام مقاومتها ، صياحها ، و تشبثها بالأرض رفضاً للتقدم معه ، أركبها السيارة عنوة بل ألقى بها على المقعد الأمامي بجانبه بعنف لتتأوه بألم و غضب معاً ، أغلق الباب بقوة لتغمض عيناها خوفاً و تتلاهث أنفاسها غضباً .
ما تفوه بحرف جديد بل إنطلق بسرعة عالية و هو لا يعلم أنها تخاف السرعة ، لكنها تشبثت بموقفها و لم تطلبه أن يبطأ سرعة السيارة ، بل لم تتمسك أو تتشبث بشيء ، نظرت من النافذة و لا تعلم لِمَ دموعها تتسرب خارج عينيها ، لقد كان قاسٍ معها أكثر مما يلزم .
و بأي حق يفعل ؟ هما ليس على علاقة و لا معرفة و لم يسبق لهما أن تشاركا حديث فكيف يلقي بهذا الكلام المسموم على مسامعها و هو ليس على مقربة منها ، و إن كان على مقربة فلا يوجد علاقة مهما كانت تمنحه حق الصراخ عليها أو تعنيفها .
عند أول فرصة للحديث معها فعل هذا التصرف المُشين بحقها فكيف لو كانا على وِثاق سيتمادى دون أدنى شك ، لم تتوقع منه تصرف كهذا أبداً فلطالما إرتدى أمامها قناعاً جميلاً صنعه من نُبل مزيف و لُطف مصطنع في لقائتهما القليلة و قصيرة العمر التي لم يكونا محوره و لا لمرة واحدة ، لقد شعرت بوخزة داخل قلبها لقسوته في التصرف معها .
هو ما أستطاع التحكم بغضبه عندما رأى شاباً يحاول تدنيسها برجسه و هي الأطهر ، لربما لو كانت فتاة أخرى لما وبخها فكل النساء بنظره بكفة و هي بكفة أخرى ، وبخها لإنه شعر بسكين قد ضربت شريان شريانه ما إن لمحها بيد رجل آخر ، هو تأذى أكثر منها ، لأنه و بكل بساطة ....... هو يحبها .
ذهب بها إلى منزلها دون أن ينبس بحرف فقط بضع شهقات خفيفة تنفلت غصباً من شفتيها جعلته يعلم أنها تبكي قسوته معها ، إصطف أمام المنزل و عندما أرادت الخروج فور أن توقف أعادها من ذراعها التي قبض عليها إلى مكانها بجانبه ، رفع سبابته مهدداً ، لكنها ما ألقت بالاً لما قاله بل وضعت كل تركيزه على أصبعه الذي يقف شامخاً أمام عينيها .
لاي : أياكِ الخروج في المساء مجدداً يا ليليانا .
رفعت بصرها أليه و شمخت برأسها لتتشردق بإبتسامة ساخرة و تبعد.أصبعه هذا عن وجهها ، أغاضته هذه الحركة لذا أمسك بعضدها و قربها إليها بشكل خطير و همس في أذنها التي يلمسها بشفتيها و أنفاسه تلهبها .
لاي : حسناً؟!
نظرت إليه بطرف عينيها و ابتلعت جوفها عندما وجدت أن ما يعلو وجهه وجهاً جدياً فقط ، أومئت له بخوف من فعل عنيف قد يقترفه في حقها ، ترك عِضدها فخرجت سريعاً من سيارته إلى المنزل .
ما إن دلفت بحالتها المزرية تلك حتى إلتفت لها ميرسي أريانا و بقية الفتيات ثم هرولن إليها ، إحتضنتها ميرسي أريانا بقلق و هي تمسد على شعرها لتشعر بها هنا حقاً و بخير ، ما إن إبتعدت و إطمئنت إنها بخير عدى ثيابها التي ليست بخير أبداً ، همست بحدة و هي تنظر إلى حالتها المزرية .
ميرسي أريانا : هل لي أن أعلم أين كنتِ يا ليليانا ؟ ألا تعلمين كم خروجكِ في ساعة المساء هذه أمراً خطير ؟
نظرت إليها ليليانا و عيناها منبعين دموع .
ليليانا : أعلم ، أقسم أنني أعلم ، لا توبخيني أرجوكِ تكفيني التوبيخات التي حظيت بها من لاي لأعلم أن هذه الساعة خطرة أرجوكِ !
نظرت إليه ميرسي أريانا مستفهمة و تحدثت بلسانها كريستين .
كريستين : و ما شأن لاي بالأمر؟!
أخفضت ليليانا نظرها إلى قدميها و همست بكلمات متقطعة إثر شهقاتها المتتالية .
ليليانا : لقد أنقذني من أحد المشردين الذي قد حاول أن يعتدي علي في زِقاق مظلمة و انتشلني ليلقي علي وابلاً من التوبيخ .
بعض الفتيات أخذن ينظرن إلى بعضهن بنظرات مبهمة و أخريات بضحكات مبرمة بينما ميرسي أريانا و كريستين عقدن إذرعتهن إلى صدورهن و كمتن إبتسامات عنوة ، شعرت ليليانا بغرابة الجو المتستر عليه بضحكات مكتومة و نظرات ملغومة ، لكن ميرسي أريانا قطعت عليها تفكيرها عندما إحتظنتها مجدداً ثم إبتعدت لتمسح على شعرها بلطف و قالت بنبرة حنون .
ميرسي أريانا : حسناً ، ما يهمني أنكِ بخير .
أعادت ليليانا إحتظانها بحاجة إلى توجيه و عطف منهت قائلة .
ليليانا : ميرسي لا تذهبي الليلة إلى منزلك ، لقد اشتقت لكِ .
تبسمت ميرسي بدفء و ربتت على كتفها لتقول .
ميرسي أريانا : لا تقلقي ، سأبقى الليلة هنا بالفعل .
في جانب آخر ، كان تشانيول يدور حول نفسه بقلق ما خاف منه على وشك الحدوث ، هو خائف ، خائف جداً من خساراتها ، رفع هاتفه بيد مرتجفة و اتصل بهاتف المنزل الذي قد تكون فيه حسب ظنه ، إنتظر قليلاً حتى أتاه صوت فكتوريا لطيف النبرة .
فكتوريا : أهلاً تشانيول .
رد تشانيول عليها بهدوء فقد إستنهك كل قواه بالبحث عنها في الجوار و مهاتفتها دون أن ترد عليه فامتنع عن إصطناع نبرة لطيفة ، إنه متعب لهذا الحد .
تشانيول : أهلاً بكِ فكتوريا ، وددتُ أن أسألكِ عن ميرسي أريانا ، هل هي في منزلكن ؟ لقد خرجت دون علمي و أنا قَلِق عليها الآن .
همهمت له فكتوريا و قد إستخرجت الإجهاد من صوته المُثقَل .
فكتوريا : نعم ، في الحقيقة ، هي هنا في منزلنا و لا أظن أنها ستعود الليلة إلى منزلكِ ، لقد خلدت إلى النوم بالفعل مع ليليانا كي تهدأ من روعها و تببقى بجانبها .
قبض تشانيول حاجبيه ثم تسآل قلِقاً .
تشانيول : ماذا حدث ؟ هل أنتن بخير ؟
أخبرته فكتوريا بالأمر بوضوح .
فكتوريا : في الحقيقة ، تعرض لليليانا أحدهم و قد أنقذها لاي منه .
تبسم تشانيول إبتسامة صغيرة ثم أومى قائلاً .
تشانيول : حسناً ، إذن لا بأس فلتبقى الليلة لديكن .
أغلق هاتفه و تلك الإبتسامة لم تبرح شفتيه ، يبدو أن زيجة أخرى ستتم قريباً ، صعد إلى غرفة نومهما ، حاول أن دس نفسه في غياهب جدرانها إقشعرت ذاكرته مستحضراً فقيدته لهذه الليلة و كأنها أمامه ، حاول أن ينام مع خيالها الذي إستحضره ، لكنه لم يفلح هو بحاجتها هي بشحمها و لحمها لا خيال لها ، ذهب لمكتبه بعد أن عجز أن يحصل على النوم و قضى الليل بتأليف بعض الألحان ملهماً بالحب .
.......................................................
تعجبت هدوء القصر المريب فهي منذ ساعات بغرفتها لا تجرؤ على الخروج من بابها كي لا تصادفه على الباب و تضطر على أن تواجهه ، البقاء بين جدران هذا السجن المُرفه على شكل غرفة مُترَفة أفضل من أن ترى وجهه الذي يضمر كل الشر في ملامحه الهادئة ، لكن هدوء القصر أثار قلقها مما جعلها تتجرأ و تترك مكانها من على السرير و تخرج من غرفتها تبحث عن أي نفس بشرية تستنشق معها ذات الإنفاس أسفل سقف هذا القصر .
نزلت إلى الطابق السُفلي و حالما وصلت قدمها أرضية الطباق ، إلتفت بخوف إلى صوت قهقهات أتتها من خلفها بنغم هادئ .
سوهو : ماذا ؟ أتبحثين عن أحد هنا ؟
إبتلعت جوفها بينما تنظر إليه ، إقترب منها ليكمل قائلاً بنبرة تستفز خوفها .
سوهو : لا تقلقي يا حبي ، لا أحد سِوانا بالقصر ، الخدم بغرفهم بأمري و عائلتي بالخارج ليحضرون مناسبة ، هنا فقط أنا و أنتِ.
تراجعت إلى الخلف خطوة قتلها عندما تقدم بمثلها الضعف ، قضمت شفتها التي ترتجف ليبتسم إبتسامة جانبية عابثة و هو يراقب شفتيها ، أفلتت شفتها عندما أدركت ما خلف تلك الإبتسامة و هذه النظرة ، تحدثت و نبرة صوتها خرجت مرتجفة .
ماريا : أنت ماذا تريد مني بعد ؟
أمات المسافة التي كانت تفصله عنها لتشهق بإرتعاب و قبض على ذراعيها بعنف بين قبضتيه ثم جرجرها إليه غصباً عنها لتمتائ عيناها بالدموع الخوف فوراً ، شحذ على أسنانه و قال بنبرة حادة جعلت عروق رقبته تبرز .
سوهو : لا أحد يستطيع أفلاتكِ من يدي أبداً ، و لا من تحت سيطرتي و من قبضتي و لا حتى أبي الذي تحتمين به .
ألصقها به لتشهق بينما تشعر بقماش قميصه الخفيف يحتك بجلد ذراعيها العاري من القماش ، رمقته بنظرة خائفة بينما هو أكمل بذات النبرة المرعبة .
سوهو : لذلك عليكِ أن تعلمي يا زوجتي الغالية ، أنني أستطيع فعل ما أشاء بكِ كيفما أريد و متى و أين ما أريد ، صدقيني لن يمنعني أحد عنكِ ، ببساطة لإنك ملكي و أفعل بك ما أشاء .
حاولت إبعاد قبضتيه اللتين تكبلا ذراعيها بعيداً عنها ، لكنه فاجئها بقبلة قاسية على شفتيها ، حاولت الفرار من بين يديه ، لكن لم تستطع تحرير نفسها منه ، أنزل أطراف فستانها حتى أعلى صدرها أثناء مقاومتها الشرسة و طبع قُبلات على كل ما كُشِف منها أمام عينيه الجائعة لها بينما هي تصرخ بحرقة و تتوسله بضعف أن يتركها .
ماريا : أرجوك أتركني، أنا خائفة منك بحق الله أتركني !
تركها بأمل تفجع ليقضي ليلة هادئة معها ، إبتعد عنها و أحاط خصرها بين يديه قائلاً .
سوهو : هذا فقط إثبات أنكِ لي يا ماريا .
ترك خصرها لتفر من أمامه راكضة بينما تبكي بصوت مرتفع ، راقبها حتى صعدت غرفتها و عينيه مليئتان بالدموع التي خبأها عنها قصراً ، قلبه موجوع ، الحب أوجعه و هو يستتر خلف قناع من القساوة قد أبدع في إختلاقه ، لقد كان أرق من هذا ، كيف أصبح قاسٍ هكذا ؟
................................................................
في ساعات المساء المُدلهمة ، في أحد الجزر السياحية البعيدة ، في أحد الأجنحة المُترفة لفندق ذا تحصيل خمس نجوم ، يجلس هو أمام شاشة التلفاز بينما هب الحبيبة تتخذ حضنه مقعداً و ذراعيه سِوار يحيط جذعها ، حولهما غطاء ثخين ، مسند ظهرها صدره العريض ، يحضران بهدوء فيلم حركة رومنسي و بإصغاء كامل .
في إنغماس العروس بأحداث الفيلم البائسة ، صرحت فجاءة من دون وعي منها عند مشهد مقتل البطل .
كاثرين : يا للأسف ! لا تستحق كل تلك الوسامة أن تدفن بالتراب لتغبر ملامحه .
شهقت بخفة عندما أدركت ما قالته عندما وصلها صوت زوجها الغيور من خلفها و قد لفها إليه حتر ينظر في عينيها تلك النظرة الخشنة التي تخيفها .
كاي : ماذا قلتِ ؟
دارت مقلتيها في محجريها بتوتر لا تعلم كيف سترد ، تلبكت بكلماتها و تلكأت قائلة .
كاثرين : ها ؟ لا شيء ، لم أقل شيء .
نفث أنفاسه بغضب لتقضم شفتها ، همس مستنكراً ببعض الحدة الكافية لتخيفها فهي لم و لن تنسى وجهه الآخر أبداً .
كاي : لا تستحق كل تلك الوسامة أن تدفن و تغبر ملامحه ، أليس كذلك ؟
نفت برأسها سريعاً ثم إزدرئت جوفها بما أن نظراته لا تلين طلبت العون من لسانها، حررت شفتها ثم قالت بإرتباك .
كاثرين : لا ، لا ! أنه قبيح جداً ! أعني أنظر إليه ، أنه شديد بياض البشرة و كأنه مرآة و شعره شديد الإصفرار كحقل الموز ، ليس وسيم ، ليس وسيماً أبداً .
ود لو أنه يقضم وجنتيها التي إختزنتها الحُمرة بينما تبرر له كطفلة خائفة و لطيفة ، كبت كاي إبتسامته و تحمحم ليبدو جدياً ثم إستنكر بتمثيل .
كاي : إذن لا يعجبكِ ؟
نفت كاثرين برأسها سريعاً و دون أن تردد ثم قالت على وجه السرعة .
كاثرين : إنه بشع جداً ، أنت أجمل منه بكثير ، أنا أحب الشاب الأسمر و ليس الأصهب .
رفع كاي حاجبه و إبتسامة عريضة تصقل شفتيه ، بعدها لا تعلم كيف أصبح يعلوها ، بحركة سريعة إعتلاها ، بعد أن شهقت قال .
كاي : إذن أنا أعجبكِ ؟
أومئت له كاثرين ببطئ فزلف منها برأسه ، بخط مائل ينتهي بشفتيها أراد أن يغترف من حلاوته ما يعينه ليحبها أكثر ، لكنها أشاحت بوجهها عنه حالما تقاربت شفتيهما على التماس .
إزدرئت جوفها مجدداً ثم همس بخوف و قد أغلقت عيناها بقوة
كاثرين : كاي ، أنا لا أريد من فضلك !
توقعت صفعة ، صياح ، أي شيء عدا أن ينهض عنها بضجر ، فتحت عيناها لتراه ، كان قد صعد للأعلى بالفعل دون أن ينبس بحرف .
.....................................................
في الصباح ، صوت السيد كيم الغاضب كان يعج بالمنزل ضجيجاً مهولاً يوبخ سوهو الذي يقف أمامه برأس مُنكس إحتراماً و نفس تخلو من كل الندم .
السيد كيم : صوت صراخ زوجتك ملئ المنزل البارحة بغيابنا ، إستغللت الفرصة كي تخيفها منك مرة أخرى و أنت معتدٍ عليها ، عليك أن تتفهم وضعها البائس فها هي تعيش بمنزل بعيد عن حيث عاشت و تريد أن تعيش فقط لأجلك ، حالتها النفسية فبسببك قد تدخل في رِهاب أو إكتئاب ، و موقفها منك فأنت مُغتصبها على آية حال الذي إنتهى به المطاف زوجاً لها غصباً ، هل الرحمة منزوعة من قلبك ؟ ألا تقول أنك تحبها ؟ أرني هذا الحب الذي تتفاخر فيه !
إسترسل سوهو قائلاً بعد إن أنتهى والده بجواب مقتضب لا ينم على أي تأثر أو إهتمام بما قاله والده الآن .
سوهو : أبي ، إنها زوجتي و أفعل بها ما أشاء ،
أنا لم أحضرها إلى هنا كي تبعدها عني و تحرضها علي ، أنا أحضرتها هنا لتكون بأمان عند خروجي لا لتمنعها عني ، هي حقي أنا و ليس من حقك يا أبي أن تتدخل بهذا الأمر أبداً .
رفع والده يده ينوي صفع إبنه الصغير الذي لا يعرف كيف نمى الشر فيه هكذا ، تعلقت يد السيد في الهواء عندما وقفت ماريا أمام سوهو تحميه من الصفعة ترجو والده بدموع أليمة تلطخ حُسن وجهها .
ماريا : لا يا عمي ، لا تضربه أرجوك ، هو فقط منفعل و لا يعي ما يقوله ، أرجوك أن تسامحه فهو لم يقصد أن يقلل من إحترامك .
أنزل والد سوهو يده مدهوشاً ، و في خضم دهشة الأب ، سحب سوهو ماريا خلفه إلى الخارج ، أركبها بسيارته بهدوء و هي تبكي ، هو أيضاً مدهوش من تصرفها الآن ، يدرك تماماً أنها تبكي خوفها منه ، لكنها لن تخافه بعد هذه اللحظة ، نطقت حالما أدخلها إلى المنزل الذي إختطفها إليه _ منزلهما _ هي تشعر بالخوف منه ، خائفة أن يفعل بها ما فعله من قبل مرة أخرى بين الحوائط نفسها .
..........................................
سلام ❤
1. رأيكم بتصرف لاي مع ليليانا ؟ و حقيقة مشاعره نحوها ؟
2. رأيكم بتصرف ميرسي أريانا بإبتعادها عن تشانيول ؟
3. رأيكم بتصرف سوهو و كيف ماريا دافعت عنه ؟ و يا ترى سوهو ماذا سيفعل بماريا ؟
4. رأيكم بنقاش كاي و كاثرين ؟ و من منهم على حق ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі