Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter Six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-Nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Chapter Fifty-four
Chapter Fifty-five
Chapter Fifry-six
Chapter Fifty-seven
Chapter Fifty-eight
Chapter Fifty-nine
Chapter Sixty
Chapter Sixty-one
Chapter Sixty-two
Chapter Sixty-three
Chapter Sixty-four
Chapter Sixty-five
Chapter Sixty-six
Chapter Sixty-seven
Chapter Sixty-eight
Chapter Sixty-nine
Chapter Seventy
Chapter Seventy-one
Chapter Seventy-two
Chapter Seventy-three
Chapter Seventy-four
Chapter Seventy-five
Chapter Seventy-six
Chapter Seventy-seven
Chapter Seventy-eight
Chapter Seventy-nine
Chapter Eighty
Chapter Eighty-one
Chapter Eighty-two
Chapter Eighty-three
Chapter Eighty-four
Chapter Eighty-five
Chapter Eighty-six
Chapter Eighty-seven
Chapter Eighty-eight
Chapter Eighty-nine
Chapter Ninty
Chapter Ninty-one
Chapter Ninty-two
Chapter Ninty-three
Chapter Ninty-four
Chapter Ninty-five
Chapter Ninty-six
Chapter Ninty-seven
Chapter Ninty-eight
Chapter Ninty-nine
Chapter A Hundred The End
Chapter Ninty
" الحب في عينيكَ ينطمر "




كل ما كننته لي من حب طمرته في ظرف لحظة ، ألهذا الحد لا أعني لك شيء ؟



نبض قلبه بقوة شديدة و فار دمه في كل عرق يكون جسده حد الغليان ، عيناه التي جحظت و احمرت مما يرى نُصبها ، هذه المرة لن يكبح غضبه بقبضته أبداً بل سيكون مسروراً بتفريغه بها .

سحبها من شعرها بقوة من بين ذراعي تايهيونغ الذي همس سريعاً و هو يحتضنها إليه علّه إستطاع تخفيف حدة الموقف فهو المسؤول عن الأمر في نهاية المطاف .
تايهيونغ : دعني أشرح لك !

إلا أن تشين أغلق عليه الطريق بتقديم شروحاته ، همس  بحدة مكنونة بغضب و كره تجاهه قبل أن يغلق الباب بوجهه بقوة .
تشين : غادر !

إلتفت إلى زوجته التي رماها ارضاً فتأوهت بألم و عيناها شبة مغمضة من آثار السكر ، تمعن بهيئتها المخزية بغضب و غيظ عظيمين ، كم كره رؤيتها هكذا ! شعرها البني الذي أعتاد عليه مصفف بتمويج خلاب يراه الآن مُبعثر مبلولاً ، وجهها المليح الذي كانت تزينه بمستحضرات التجميل الخفيفة أصبح متسخاً من آثار الكحل و أحمر الشفاه عليه .

أما فستانها الطويل الأنثوي عادت به ممزق مبلول لا يغطي فخذيها حتى و يلتصق بجسدها يظهر تفاصيلها الدقيقة التي أعتاد أن تكن محجوبة عن الجميع عداه ، رائحة الخمر المقرفة تفوح منها و أخيراً تهلوس بكلمات عن الخمر و السهر بينما تضحك بخفة .

صرخ بغل و بقوة حتى ملئ صوته كل ركن بعيد في المنزل فما يراه أمامه الآن لم يفكر يوماً أنه سيراه .
تشين : اللعنة عليك !
قبل أن تصدر ردة فعل مهمشة على صراخه كان يجرها من شعرها بقوة نحو دورة المياه التي بغرفتهما ، أما هي فكانت تصرخ بعلو شديد لشدة الألم و تكاد أن تقسم أن ما بقي في فروة رأسها خصلة واحدة .

أدخلها قصراً إلى دورة المياه بينما هي تحاول الفرار من قبضته بكل ما أوتيت من قوة لكن دون فائدة ، رمى بجسدها في حوض الإستحمام الزلق فصرخت خوفاً من الوقوع ثم اختنق صوتها حالما فتح عليها المياه الباردة ، حاولت الخروج من الحوض إلا أنه كان يدفعها بقوة إلى الداخل بينما يصرخ بها بصوت جهوري .
تشين : استيقظي !

حاولت مرة أخرى الخروج من الحوض و فعلاً قد سالت دموعها من عينيها خوفاً منه فحالته الراهنة لا تدل على حضور عقله أبداً كما هي إلا أنه صفعها بقوة على وجنتها اليمنى فوقعت داخل الحوض صارخة بعلو ، لكن صوته الغاضب كان أعلى من صراخها المتألم .
تشين : استيقظي !

وقفت ببطء خوفاً من التزحلق على الأرض الزلقة و حاولت الخروج مرة أخرى إلا أنه صفعها على وجنتها اليسرى فردت إلى مكانها أرضاً صارخة و بكائها أخذ منحنى غريب ، وقفت مرة أخرى و قبل أن يصفعها للمرة الثالثة هتفت بقوة و هي تتمسك بقبة قميصه بأناملها الطويلة بقوة .
آماندا : استيقظت ، استيقظت ، استيقظت !

تأكد من أنها فعلاً استيقظت من النظر إلى وجهها الذي عادت ملامحه كما اعتاد عليه ، لكن الأمر لم ينتهي بعد ما زال في بدايته ، سحبها من الحوض من ذراعها ثم رمى بجسدها الذي يقطر ماء على أرضية غرفة نومهما و بغريزة بشرية رفعت كلا ذراعيها تحمي وجهها من الهجمات القادمة ثم هتفت و دموعها و شهقاتها تقطع كلماتها و أنفاسها .
آماندا : أسفة ، أسفة ، أرجوك سامحني ، اغفر لي ، لا تؤذيني ، لقد أخطأت اعترف ، أنا أسفة أرجوك !

انخفض جالساً القرفصاء أمامها بينما عيناه تتصل بعينيها المختبئة عن شعاع ناري من غضب يشع في حدقتيه ، قبض على شعرها بين أصابعه و شده بقوة للخلف فصرخت بألم و رأسها قد ارتفع فعلاً ، همس بحدة قوية بائنة .

تشين : احتسيتِ الخمر ، قصصتِ فستاكِ ، و عدتِ لي بجسد مبلول و وجه مبعثر ، رغم ذلك تتجرأين بطلب الغفران ؟! أنا سأسفك دمكِ و اشربه ! لماذا فعلتِ كل هذا ؟

وضعت يدها المرتعشة بإرتجاف فوق قبضته التي تخنق خصلها ثم همست بنبرة تثير الشفقة في الأنفس و تتقطع القلوب حزناً لأجلها .
آماندا : لا أذكر الكثير ، أذكر بضع صديقات قديمات أخذوني معهن لتجربة مشروب ما ثم لا أذكر شيئاً ، أقسم لك أنني لم أكن أعرف أنه خمر فلقد كان ممزوجاً في العصير ، أنت تعلم أنني أكره الخمر و لم أحتسيه أبداً ، لا تفعل بي شيئ سيئ أرجوك .

تشردق بسخرية ثم استفهم مستنكراً .
تشين : حقاً ؟! الخمر ممزوج بالعصير ؟! و إذ ؟  رائحة الخمر و طعمه قوي لا يخفيه العصير ، تكذبين علي ؟ ها ؟

نفت برأسها و هي تبكي خوفاً مما سيحدث بها على يديه لا محالة حيث لا أحد ينقذها منه أو يدفع بطشه عنها ، حاولت تبرير نفسها بصدق بعينيها الباكية التي لا تكذب تتوسله الرحمة بها .
آماندا : أنني لا أكذب عليك ، صدقني لم أدرك أنه خمر !

أبعد ذراعيها عن وجهها بتهجم و قبض على فكها يفتكه بأصابعه القوية و قبضته الصلدة ، فأنَّت بصوت عالي تعبيراً عن الألم و بكائها ارتفع ، إلا أنه أمر بغضب بعدما دفع رأسها من فكها .
تشين : أخرسي !

حاولت تهدئة نفسها ، تنظيم أنفاسها ، و التوقف عن البكاء لكنها لم تستطع ، الخوف و الألم يسيطران على جسدها و ردود أفعالها ، لم يُلقي بالاً لخوفها و هو يمرر عينيه بتقزز فوق جسدها الذي يلتصق به فستانها الممزق .
تشين : و ماذا عن فستانكِ يا مهذبة ؟ لماذا جسدكِ مبلول و فستانكِ ممزق ؟

شهقات بكائها أصبحت تزهق أنفاسها أكثر رغم ذلك ردت عليه بصوتها الخفيض .
آماندا : لا أعلم ، لا أذكر .
تنفس بقوة حتى امتلئ صدره بالهواء و فرغ سريعاً ثم أهلاً بإعتداء وحشي من قبله على جسدها الذي تمزق تحت يديه قد تجهزت له بيدين مرفوعتين تحمي وجهها من الضربات .

صوت صراخها ملئ المنزل و هي تستقبل صفعات ، ركلات ، و لكمات في كل جزء في جسدها حتى اختنق صوتها و بدأ ينخفض بالتدريج حتى اختفى و جسدها الذي كان يقاوم بات يتلوى ثم سكن ، غابت عن الوعي ، لكنه لم يتوقف بعد بل بقي يضربها رغم سكونها إلى أن فرغت طاقته ، وقف من عليها يلهث أنفاسه بشكل سريع .

نظر إليها مطولاً و هي تفترش الأرض ، ملامحه تنقبض و تنبسط بشكل متوالي بطيء ، تارة يشعر بالشفقة عليها و أنه بالغ في ردة فعله و أخرى ينظر لشكلها المخزي فيصمم أنها مخطئة و تستحق ، همس بغضب يحدثها و كأنها تسمعه في حالة غياب وعيها .
تشين : سأصفي حسابي مع ذاك و أعود لكِ ، لم أنتهي منكِ بعد ، لم أنتهي .

أخذ هاتفها و هاتفه و المفاتيح ، قطع إتصال الإنترنت ، أحكم إغلاق النوافذ و الأبواب ، ثم غادر تاركاً خلفه سجينة دون وعي في سجنه ، و هو على يقين أنها لن تجد وسيلة للهرب منه أبداً  .


...................................................



أثناء ثوران تشين على زوجه آخرون منغمسون في العسل ، وقفت أمام المرآة تعاين طلتها الأخيرة بإهتمام ، شعرها الكستنائي منسدل حتى أسفل ظهرها ، عيناها مرسومة بالكحل و رموشها مرفوعة بالمسكارا ، شفتيها مشتعلة بأحمر الشفاه الأحمر ، فستان قصير ضيق يظهرها بإثارة ، و كعب عالي في قدميها ، أخيراً عطرها الذي يفضله يعبق منها ، حرصت أن تكون بإطلالة كما يحب تماماً .

نظرت إلى الطاولة و ما عليها من أشهى الأطباق التي يحبها بإبتسامة زاهية ، عاينتها بدقة قبل أن تنظر لعملها أخيراً برضا ، فتح باب المنزل فعلمت أنه وصل ، سارعت بالأختباء في المطبخ بعيداً عن أنظاره ، نادى عليها عدة مرات و لكن ما من مجيب ، أقترب نحو الطاولة المزينة بالشموع الحمراء فابتسم فعلم أنها ستكن ليلة حافلة بالأحمر ، و اتسعت إبتسامته أكثر عندما التف ذراعيها حول خصره مستشعراً بها تحضنه من دبر بلطف .

همس بتحبب بعد أن وضع كفيه على كفيها المتشابكان حوله ، و تلك الإبتسامة تظهر غمازتيه الغارقتين بوجنتيه على سبيل الجمال الخلاب .
لاي : أشم رائحة رومانسية هنا ، ما المناسبة ؟

إلتفتت إليه و كشرت ملامحها بإنزعاج لطيف ثم هتفت باستنكار .
ليليانا : ألا أدللك دوماً أم ماذا ؟
ضحك بعلو طويلاً فتوسمت ضحكته بإبتسامة عاشقة و عينان مسلوبتان حباً ، أبصر نظراتها المغرومة به فأقبل على شفتيها يقبلها بينما تبادله بنعومة مغرية و كأن كلاهما يحتاجان هذا التبادل المغري .

قطعها بعدما اكتفى مؤقتاً منها و توسلت رئتيه الهواء الدخول إليها و إلا اختنق و اختنقت ، هتف بلاهث خفيض مغموراً بالحب .
لاي : بلى تفعلين و لكن هناك مناسبة اليوم ، أشعر بذلك .

وضعت كفيها برقة على ياقة قميصه ثم همست بدلال .
ليليانا : حزرت ، لكن احزر ما هي ؟
همهم بخفة بينما ينظر لها و عقله يفكر بتاريخ اليوم الذي لا يحمل أي مناسبة مهمة ، فهمس محتار .
لاي : لا يحمل تاريخ اليوم مناسبة مهمة .

أومئت له برأسها و هي تنظر له بعيون القطط تلك و شفتيها بارزتان بلطف ، ثم انقلبت ملامحها من الرقة إلى الإثارة و شدته نحوها من ياقة قميصه بقوة حتى تقابل وجهيهما بمسافة لا تزيد عن سنتيمتر واحد فهتف بتفاجئ .
لاي : اوووه ! تبدين خطيرة !

استبدل صدمته بإثارته فوراً عندما شدها إليه من خصرها و همس بأذنها .
لاي : لكنكِ لستِ أكثر خطورة مني .
لفها بقوة حتى اصطدم ظهرها بصدره ، ثم غرس رأسه بعنقها يقبلها بقوة حتى تأوهت بنعومة لتزيده خطورة ، همس بصوت ثخين و بعينيه شعاع رغبة أحمر .
لاي : تحدثي !

أمسكت بكفه الذي يحط على كتفها ببعض من القوة و وضعته على بطنها ، ثم همست بقرب أذنه و أنفاسها تصطدم بجلد رقبته ، فارتعش كفه !
ليليانا : ستصبح أب بعد أشهر ، أنا حامل .

ردة فعل لم تتوقعها منه أبداً ، بدلاً من أن يكون فرِحاً بحملها فيغدقها بالحب و الإهتمام حتى ولادتها قابلها برد عنيف غاضب أفزعها و فاجئها بذات الوقت ، أدارها إليه بسرعة و قبض على ذراعيها بقوة و كأنه سينزعهما من مكانهما ، ثم صرخ بوجهها غاضباً .
لاي : ممن حامل ؟ كيف حملتِ ؟ أنا لا أنجب ! أنا عقيم !

شهقت هي بقوة لأثر صدمة الخبر على مسامعها ، إنه يشك بنزاهتها الآن و هذا أمر خطير ، صرخت به بقوة غضباً هذه المرة دون خوف من التبِعات ، هي ستتحمل منه أي شيء و تسامحه على كل شيء إلا الطعن في شرفها .
ليليانا : ماذا تقول أنت ؟ أنه ابنك ! لا تطعني بشرفي !

دفعها عنه بعيداً فوقعت أرضاً و آه ألم خرجت من شفتيها ، صرخ بها بينما يضرب صدره بقبضته .
لاي : أنا عقيم عقيم لا أنجب ! كيف تكونين حاملاً مني و أنا لن أنجب الأطفال في حياتي ؟!

هتفت هي بصراخ الغضب بوجه جهراً عالياً . 
ليليانا : اذهب لمن قال لك أنك عقيم و أفعل به ما شئت ، ليس ذنبي أن ظننت نفسك عقيم ، أنت تنجب الأطفال و ها أنا حامل بطفلك .

و كأنه يريد حجة حتى يفرغ غيظه عليها ، أو أن صراخها العالي الغاضب عليه زاده غضباً ، انخفض إليها مرتكزاً على قدميه ثم قبض على شعرها و شده للخلف بقوة ، همس بصرير مخيف .
لاي : لا تصرخي علي !

و من باب الإغاظة صرخت عليه بأعلى صوتها بكلمة واحدة " مختل " فتدافعت صفعات متتالية على وجنتيها تكاد تحطم عظامها فأصبحت تصرخ ألماً لا غضباً .

لا يتوقف عن صفعها و لا تتوقف عن الصراخ ، هتفت بضعف و إنكسار تتوسل رحمته بعدما ضعفت مقاومتها و الخوف تسلل إلى قلبها عما يسكن أحشائها .
ليليانا : توقف ... توقف أرجوك .. حطمتني .. سأموت بين يديك .. اتركني !

ما من أذن سامعة ، هيهات لها أن يتركها ، صفعاته تطاولت على جسدها فصرخت بكل ما لديها من قوة خوفاً على ما يسكن أحشائها .
ليليانا : توقف ، ستقتل ابنك قبل أن يحيى !

حالما نطقت بها تركها بشكل سريع و كأن الكهرباء مسته ، وقعت هي أرضاً من دون طاقة و لا قوة تستعين بها ، بكائها فقط ذو قوة و طاقة و لا شيء آخر ، تحدثت بصوت خفيض ، ضعيف ، و متألم .
ليليانا : أنا لن أسامحك على ما فعلته بي و شكك بإخلاصي و حبي .

وقف و قذف ما على الطاولة من أطباق لتنكمش على نفسها من باب الحماية و تبكي بحرارة ، كل ما حضرت له ذهب سُدى و كل توقعاتها الجميلة أصبحت أحلام وردية ، صرخ بقوة قبل أن يخرج من المنزل .
لاي : لا أهتم لأي لعنة !

إرتجف جسدها بقوة حينما صفع الباب بعده و أحكم إغلاقه حتى لا تهرب منه ، وضعت كفيها على بطنها و كأنها تحتضن جنينها إليها ، ثم هتفت و بكائها يقطع كلماتها .
ليليانا : لا تخف يا طفلي ، والدك سيعد نادماً بعد حين ، لن أخسرك و سيصدقني والدك ، لا تقلق حبيبي .



.......................................................




غريباً ، اليوم ليس بمزاجه المرِح المعتاد ، منذ الجلسة في المحكمة و حاله منقلب عليها ، قليل الكلام كثير الإنفعال ، يذكرها بنفسه القديمة التي لن تشتاق لها يوماً طوال حياتها .

ألقت نظرة عليه من المطبخ ، أنه يجلس على الكنبة و يقلب القنوات بملل ، أعتادت عليه يخجلها بحضن خلفي و هي منشغلة في المطبخ أو يثير حنقها بغزله المنحرف ، تنهدت بثقل ثم عادت أدراجها إلى المطبخ ترتب الصحون في أمكانها ، شيء واحد لا تريده أن يحدث ، أن يعود زوجها القديم الأول الذي تحاول نسيانه بكل مجهودها  .

انتهت مما بيدها ثم زحفت إليه بخطوات هادئة و أخذت مكان قريب منه مجلساً لها ، طال الصمت بينهما كثيراً لا يكسره هو و لا تتجرأ أن تفعل هي ، اختارت أن تنظر إلى ما ينظر إليه في التلفاز بصمت كما يفعل هو .

ما كان ما يشاهده على التلفاز سوى أحد أفلامه الناجحة و لذا انغمست هي بإستمتاع في مشاهدة الفيلم كما يفعل هو ثم بدأت تتفاعل مع الأحداث و الشخصيات بقوة بضحكات تارة و بدموع تارة أخرى حتى إنتهى الفلم بسلام .

أقفل التلفاز ثم هم بالنهوض إلا أن كلماتها المخنوقة من غصة بكائها قد أبقته جالساً يستمع لها .
كريستين : ااه كما أنا فخورة بك ، ممثل رائع ، مغني رائع ، مؤدي رائع ، و الأهم زوج أروع .

إلتفت إليها برأسه ينظر لها بإنغماس و هي تنظر إلى شاشة التلفاز ، وقف ثم تقدم ليجلس بجانبها و همس بلطف و هو يمسح دموعها .
دي أو : شكرا لكِ حبي ، و لكن ما الذي يجعلك تبكي هكذا ؟

همست هي ببكاء طفولي و هي تفرك عيناها .
كريستين : الفيلم جميل !
ضحك هو عالياً للطفها في التصرف و الحديث ، و بلحظة إنطوى إنزعاجه منها فاحتضنها بحانبية مقبلاً رأسها بعمق ثم همس مبتسماً بإتساع .
دي أو : لطيفة !

رفعت رأسها بعد وقت عن صدره ثم نظرت إليه بتوجس و همست بتسأول بنبرة حذرة .
كريستين : أهناك ما يزعجك مني ؟ هل أخطأت بحقك ؟
أعادها إلى صدره ثم همس يتفادى نقاش لا يود الخوض به .
دي او : أنسي الإمر .

أصرت هي مرة أخرى تواجهه هامسة بهدوء .
كريستين : لا ، أخبرني ما الأمر ؟ لربما أزعجتك بأمر دون إدراك مني .

تنهد مطولاً فهو لا يريد أن يتحدث بالأمر ، لكن في قرارة نفسه ما زال غاضباً ، يريد تبريرات ترضيه لذلك تحدث بصدق .
دي او : ذاك المحقق ، لماذا كلمكِ ؟ تبدوان مقربين .
نفت هي برأسها بخفة و ما استطاعت كتم إبتسامتها فغيرته عليها إطراء لها .

تحدثت بصدق دون مواربة أو إقتضاب مبررة عللها .
كريستين : تقصد تايهيونغ ؟
أومئ لها بغيظ لتكمل بعدما ضحكت بخفة .
كريستين : لقد دعاني إلى حفل أقامه بمناسبة ترفعه أو شيء كهذا .

تسآل بحنق تماشياً مع غيرته الفذّة .
دي او : لماذا يدعوكِ أنتِ دون غيركِ  ؟ ثم هل قبلتِ دعوته ؟
نفت برأسها ثم أجابته .
كريستين : لا ، أظن أن الحفل أقيم اليوم بالفعل ، ثم أننا لسنا مقربين بل نعرف بعضنا عن بعد ، هو صديق آماندا زوجة تشين ، و هو الذي حقق في القضية ، لا يجمعني به أي شيء آخر .

بقي سؤال واحد يدور في رأسه لم تجب عليه فذكرها به .
دي أو : لم تجيبي على سؤالي الأخير .
عقدت حاجبيها دون فهم فاستفهمت .
كريستين : أيهم ؟!

طرق على الطاولة بغضب بقبضته لتفزع هي بمكانها خوفاً ثم نظرت إليه بتخوف جلي بينما يتحدث بنبرة خشنة و عينيه ظهرت بها بعض الحدة .
دي أو : لماذا يدعوكِ أنتِ دون غيركِ ؟ هذا لم تجيبي عليه و أريد إجابة وافية صادقة و مقنعة .

إبتلعت ريقها بجفاء فها هو يعود القديم في ساعة الغضب ، همست و هي تنظر بعينيه بحدقتين مرتجفتين .
كريستين : لا أعلم ، ربما لم يرى أمامه أحد غيري ليدعوه !

تنفس بغضب سحيق و قبض على ذراعيها بقوة فتأوهت عالياً ، حجتها ضعيفة لم تقنعه و هذا لا يزيد الأمور سوى سوءاً ، قربها إليه حتى تقابل وجهيهما على بعد إنشين ، همس صاراً أسنانه و أنفاسه الساخنة تلفح وجهها كالنار .
دي أو : لا تعلمين ! هذه ليست الإجابة التي أنتظرها منكِ .
همست هي بخوف و عيناها أصبحت زجاجية بالفعل .
كريستين : ليس لدي إجابة غيرها !

جسدها يرتجف بين قبضتيه و حرارتها مرتفعة ، تشعر بأن حبل يلتف حول رقبتها يخنقها و حجر يتربع بصدرها يثقل كاهلها ، رؤيتها أصبحت ضبابية بفعل دموعها المحبوسة بها ، قد تبدو رد فعل مبالغ بها و خوف كبير ، لكنها معذورة ، فالذي أمامها ليس سوى الرجل الذي تزوجها رغماً عنها و ليس الرجل الذي أحبته .

النظرة التي بعينيه لطالما أخافتها و تمنت في صميم قلبها أن لا تراها في عينيه لها مجدداً ، قبضته المحكمة على ذراعيها باتت مؤلمة عنيفة ليست تلك التي تلفها بحب و حنان ، أنفاسه الحارة التي ترتطم بوجهها مشتعلة بالغضب و ليست بالحب ، هذا ليس دي او الذي وقعت بحبه  بل الذي تزوجته بالغصب ، تخاف أنه قد عاد و بهذا يكون أعلن موت الذي ذابت فيه عشقاً .

صرخت بذعر لشدة خوفها أكثر من ألمها عندما تركت قبضتيه ذراعيها و تولت إحداها شد شعرها بقوة إلى الخلف فارتفع راسها ، صرخ بها و ملمحه بات غريباً عليها و قديماً مألوف في ذات الوقت .
دي او : اجيبي و إلا عذبتكِ حتى الموت !

ارتجف قلبها بصدرها بقوة فبات ينبض بقوة حد الألم الشديد ، و ما عادت تستطيع كتم ألمها فاشتكت بصدق و عيناها تذرف الدموع . 
كريستين : أنا خائفة منك ، قلبي يؤلمني كثيراً .

تبسم بجانبية ساخراً و كأنه يتشفى بألمها ثم همس يشدها إليه أكثر حتى تداعت أنفاسها بثقل و هي تناظره بخوف ، يبدو مخيفا كما كان سابقاً !
دي أو : لا تحاولي استعطافي يا جميلة و أنتِ تعلمين شراستي و جنوني ، لم أنسى أنكِ تحدثتِ معه بزفاف تشين .

شهقت بقوة ، وضعت كفها على فمها ، و إنفرجت عيناها الزرقاوتين لإثر الصدمة على نفسها ، دي أو أستعاد ذاكرته ، و عاد دي أو القديم ، همست هي و عيناها تتفحص ملامحه .
دي أو : أتذكر تشين و زفافه و كل ما حدث بيننا ؟

قبض على فكها بأصابعه الغليظة بعنف ، يظن أنها تحاول أن تنسيه الأمر بالإستطراد .
دي او : لا تستغبيني ، أجيبي على سؤالي لآخر مرة أنبهكِ ، إن وعدتكِ بأن لا أمسكِ و لا أعنفكِ هذا لا يعني بأنني سأفي ، فالوعود وجدت لتُكسَر .

إبتعلت ريقها للمرة التي لا تذكر عددها ثم همست بحذر ممزوج بتوسل علها استعطفته و نجت و إلا ستموت خوفاً منه أن لم تمت تحت يديه .
كريستين : أرجوك إهدأ و اسمعني ، أنا لا يربطني شيئاً به أقسم و لم نخض في أي أمر سوياً وحدنا ، أنا لن أخنك أنت حبيبي .

ترك شعرها بسرعة و انقلبت الأدوار ، أصبح هو الملجوم لإثر الصدمة ، ظن أنه توهم ما سمعه ليتسآل متعجباً و حاجبيه منقبضين .
دي أو : أنا ماذا ؟ ماذا قلتِ ؟!
تنفست بسرعة ثم همست بتوجس
كريستين : أنت حبيبي .

ظنت بأنه سيهدأ قليلاً و يفكر بما قالته عندما تطرق هذه الكلمة الذي كان ينتظرها دي او القديم كثيراً على مسامعه ، لكنها فوجئت بقهقه ساخرة طافت بأرجاء المنزل ، أطال الضحك و كأنها ألقت طُرفة عليه ، ردة فعله جعلتها تبكي من جديد ، إلا أنها حبست أنفاسها و كتمت شهقة كادت الخروج من شفتيها عندما نظر لها بعينين زجاجية تُقدِم نظرة باردة ما التمحتها في عينيه من قبل .

صرخت بقوة عندما صفعها بقوة فارتطم جسدها على الكنبة بقوة إلى أنها إلتفتت إليه و هي تتحسس وجنتها المحترقة بالصفعة ، أما هو فهمس مهدداً بسبابة مرفوعة تحذيراً .
دي او : لا تحطمي مشاعري و إلا حطمت جسدكِ !

بكت هي بحرقة أخيراً حتى ملئ صوت بكائها المرير المنزل و هي تصرخ به بحرقة قلبها الذي فتحت جروحه من جديد .
كريستين : أنا لا أحطمك ، أنا فعلا أحبك و لكنك أنت من تحطم كل شيء بنيته .

لم تدرك بعدها من أين تنهال عليها الصفعات ، الركلات ، و اللكمات ، ما تدركه أن صراخها قد وصل الجيران ، و أن الألم يفتك كل إنش في جسدها دون رحمة ، توسلات مريرة تتلى على مسامعه بين صرخات الألم لكنه أصم عنها .

لا يريدها أن تحبه لإنها كاذبة ، تقول ذلك لتنجو من قبضتيه و تتوسط حضنه بينما تتلاعب به في الخفاء ، لا يريدها ان تخبره بأنها تحبه لإنه يحبها بالفعل ، لا يريدها أن تستهين بمشاعره و يستهويها تحطيمه لاحقاً ، لا يريدها الإلتجاء إلى قلبه عندما يتهمها عقله ، لا يريد أن تكون الضحية ابداً .

هو تزوجها رغماً عنها و أجبرها على أن تكن إمرأته ثم عنفها و حبسها و لكنه في النهاية أحبها ، لا يريد أن يكون حبه الغير متبادل نقطعة ضعف تستغلها لصالحها ضده و أن يكون ورقة رابحة لها ، لهذا يلقنها درساً بهمجية يذكرها بمن هو ، و إن لا شيء يضعفه حتى هي ، لا شيء أبداً .

لا يدرك كم مر من الوقت و هو يفرغ بها غيظه ، إلا أن صوتها بات ضعيف و مقاومتها أضعف ، ستستسلم إلى اللاوعي قريباً لا محالة ، حينها تركها تبكي بقوة و غرابة و هو يأخذ قسط من الراحة و يلتقط أنفاسه .

مرت دقائق طويلة و هم على هذه الحالة ، لا هي تتوقف عن البكاء و لا هو يمل النظر إليها حتى بهذه الحالة ، قام من عليها ثم وقف ، همس بتهديد خطير و حدة شديدة .
دي او : هذا لتحاولي التلاعب بمشاعري مرة أخرى .

جلس على الكنبة التي تجاور بالطول التي تتمدد عليها بضعف باكية ، و أخذ يقلب قنوات التلفاز ببرود تارة و أخرى يعبث بهاتفه دون إهتمام لحالها ، إنخفضت شهقاتها و حركاتها حتى سكنت ، تنظر للعدم بفراغية .

عقلها يتذكر كل تفصيلة جميلة عاشتها معه بعد فقدانه ذاكرته و كلما تذكرت إحداها سقطت دمعة حداداً عليها بصمت ، عندما استيقظ ، لياليهم الطوال ، غزله المنحرف ، و مزحاته اللطيفة ، في المقابل منذ زواجها منه إلى ما قبل الحادثة تذكرت كل إغتصاب ، كل صفعة ، كل شجار ، و كل الألم ، أنها تعيشه الآن ، رفعت عينيها إليه ، يجلس ببرود لا يلقي بالاً و لا إهتماماً يُذكَر بها أو لما فعله بها ، و لماذا سيفعل و هو السبب في كل هذا !

وقفت بتمهل بطيء و ضعف شديد ، تتوسل عظامها و عضلاتها على حملها ثم مشت خطوة صغيرة واحدة إلا أنه تسآل بصوته الجهوري القوي .
دي أو : إلى أين ؟
نطقت بضعف متوسلة الهواء أن يملئ صدرها .
كريستين : إلى الأعلى .

أشاح بنظره ببرود عنها ثم أشار لها بيده أن تذهب ، إلتفتت ثم ابتعدت عنه و صعدت ببطئ شديد إلى غرفتها ، دخلت إليها ثم أحكمت إغلاق الباب و تركت العنان لدموعها من جديد بينما تبحث عن هاتفها الذي تركته صباحاً هنا .

إلتقطته من على المنضدة حالما لمحته ثم أخذت تقلب جهات الإتصال بسرعة حتى وصلت المقصودة و نقرت زر الإتصال ثم أعلمت ببكاء مرير حالما أجاب الطرف الآخر .
كريستين : أرجوكم ساعدوني دي أو استعاد ذاكرته و هو يهاجمني الآن فلينقذني أحد .

أراد الطرف الأخر الرد و لكن صوت الصراخ الذي دوى في السماعة منعه من ذلك .




...................................


لا تعلم ماذا ستفعل أو كيف عليها أن تتصرف ، زوجها منذ أن عودتها لم يعد ، مرت ثلاث أيام و ليلتين دون أن تسمع عنه خبراً يطمئن فؤادها أو يسرها ، خائفة هي عليه من نفسه أكثر من خوفها على نفسها منه .

جرجرت جسدها المتهالك غصباً إلى الأريكة الكبيرة ، حياتها منذ ثلاثة أيام تجوال بين السرير و الكنبة في صمت كئيب و ظلام دامس ، تلفتت إلى الباب و النوافذ للمرة المائة علّ ضوء سيارته ينير ظلمة المنزل و لكن دون جدوى تذكر .

كل ما تتصل به يخبرها أنه بخير و يحذرها من الخروج ، لكن لماذا أعادها ما دام لا يريد قربها ؟! خوف استحوذ على قلبها ، ربما تلك الصور جعلته يكرهها أو يتقزز منها ، لكن ما بيدها حيلة تجاهه ، لربما الحب الذي ضمره لها طويلاً في طيات قلبه قد انطمر و ما بقي له أثر يشهد عنه .

قلبها دق بعنف يخاف أن يصبح وحيداً و يمسي متهالكاً في بُعده المُجحف ، صعب الفراق و الإفتراق و لا تود يوماً أن يبعد رحيقه عن أنفاسها ، تخاف هجرانه و ويلها من طعنة أن فعلها ، لماذا ستبقى متمسكة بالحياة إن هو أفلتها ؟ لا ضرر في الموت على حياة تعيشها بين نفسها و نفسها .

تعلم أن قلبها يتمزق في داخلها فالإستغناء ليس طيباً ، تدرك أن عيناها التي تذرف الدموع بهدوء يكاد إحتياطها أن ينفذ و ما زالت تعيش على مؤن الأمس ، كلها جميلة و محببة فالقلب يأمر العقل بالنسيان حالما يعلن الغفران ، أقلبه سيفعل يوماً ؟ قلبها الضحية سامح ، أقلبه المجرم سيفعل ؟ هنا إنقلبت الأدوار و على المجرم أن يسامح ضحيته ، أو أن الضحية ترجو ذلك .

ما عاد للصبر مطرح و لا عاد للإنتظار مأمن ، تريد الإطمئنان عليه ، تريد رؤيته يقف أمامها بهيبته العنجهية المعتادة ، خطفت هاتفها من على المنضدة و اتصلت بمن تتجه إليه عادة للوقوف بجانبها ... ميرسي أريانا .

عندما ردت المهاتفة بالتحية نطقت على نحو سريع قلق ما عادت تستطيع إخفائه .
كاثرين : أرجوكِ يا ميرسي أريانا ، كاي لم يعد منذ عودتي .
و بهذا شرحت لها كل ما حدث بينهما بعدها و خروجه الذي لم ينتهي بعودة .

عندما وصلت ميرسي أريانا برفقة سيهون إليها استقبلتهم بحفاوة البكاء ثم قدمت المزيد من الشروح حول غياب زوجها ، تصرف سيهون و اتصل بكاي مراراً علّه يجيب دون فائدة ، حاولت هي أيضاً لكنه لا يجيب ، أين هو ؟

معروف عن كاي حبه للأماكن القديمة و المستودعات المُفرغة ، إنه يملك الكثير منها بالفعل ، انطلقت سيارة تحمل ثلاثتهم و سيهون يقودها إلى أهدافهم الكثيرة ، ينبشونها واحداً تلو الآخر علّ أثر بقي يتكلم عنه كان في أحدهم .

أخيراً توجهوا إلى آخر المستودعات إصطفافاً ، الأكثر ظلاماً و انفراد ، فتحو الباب على مصراعيه بحثاً عنه و قطرة من الأمل إنفردت ببقائها .

دخلت إلى المخزن و قلبها يدق متصارعاً مع دمها المغلي ، عيناها البندقية أخذت تجول يميناً و يساراً ، في كل ركن و إتجاه ، قلبت عيناها مراراً و تكراراً ثم قدمت جسدها راكضاً إلى كل زاوية و مكان ، رغم أن المخزن رديء من الخارج إلا أنه مزخرف و مأثث من الداخل بأفخر الأثاث عالمي الصُنع ، كلما خطت خطوة إلى ركن بحثت به بجد ، قلبها زف نفسه مغلوباً ، لقد استسلمت .

جلست على الأرض مغلوبة على أمرها تفضي مشاعرها بالبكاء العالي ، أسندت رأسها على قدميها و احتضنت نفسها فتداعت الشفقة إلى قلب ميرسي أريانا و سيهون اللذان ينظران لبعضهما بحزن ، إنخفضت إليها و أصبحت تربت على كتفيها عل فيضان مشاعرها يهدء .

لإنكسار الشمس على بناء المستودع ترآى لهم ظلاً طويلاً وصل أقدامهم ، كان ينبعث من ذاك الرجل الذي يقف على الباب ، رفعت كاثرين رأسها عندما رأت الظل ثم نظرت إلى صاحبه بخطف ، و على سرعة وقفت ثم ركضت إليه بكل سرعتها حتى امتثلت أمامه .

أخذت عيناها تتفحص هيئته عن قرب فالشوق غلب النظر ، شعره أشعث بشرته مُغبرة و ثيابه مهملة لكنه بخير ، شهقت باكية فيا للشوق قتلها ! رمت بجسدها عليه بقوة تحتضنه إليها ، إلا أنه لقوة الدفع تراجع خطوة ثم استند على الجدار مهلك القلب ، لفت ذراعيها بإحكام حول كتفيه و أغرقت رأسها في رقبته الحاضنة التي أشتاقت ، تمتمت بكلمات كثيرة لم يفهمها سواه .

كاثرين : لقد أنهكتني خوفاً ، الرحمة بي لا أستطيع التنفس ، قلقي عليك يقتلني ، لماذا ابتعدت عني هكذا ؟ أما عدت تريدني ؟ لا تكرهني ارجوك لا تكرهني ، سامحني و أحبني ، ما زلت حبيبتك الحمقاء التي تخاف الدنيا دونك ، أنت درعي الوحيد فلا تكسرني ، أنا أحبك و آسفة .

أدمعت عيناه تأثراً فحبه المكنون ما انطمر و لا يجرؤ على التواقح ، قلبه مليء و مليء بها وحدها ، أظنت حقاً أنه سيكرهها ؟ هو لا يجرؤ أن يحاول حتى ، أيحاول و يخسره ؟ لا ، فالحب أقوى من الشك و أقسم أن هذا آخر جنون و انتهى .

علت شهقاتها أكثر عندما ضمها إليه فلقد أعلن غفرانه و هذه دموع الفرح ، آخر طلب سماح عليه أن يكون جلي ، إبتعد عنها و إنخفض على قدميه أمامها راكعاً ثم إحتضن قدميها التي تسندها واقفة إليه ، بدى ضعيفاً منهك لا يقوى على الإجحاف أو حتى الإكثار في طلب الغفران ، همس أخيراً و كم أشتاقت لصوته و لكنه به بحة ألم و حزن .

كاي : ما عاد بإستطاعتي الإبتعاد فالشوق يقتلني و لا الإقتراب فالغضب يحكمني ، لكنني الآن لستُ أنا ، عاهدت نفسي و أياكِ الآن بأنني سأكون حبيب متعلق و مستمع جيد و أنني لن أحكم عليكِ سوى بالثقة الثقة ، مهما ستمر علينا من مصعاب و مشاكل ، لن أكون سوى محتوي لكِ ، على ذلك أطلبك الغفران عما فات ، عن كل دمعة ذرفت بسببي ، و كل ألم تذوقتيه من يدي ، على سبيل هذا الإعتذار سامحيني فالغفران في الطيب كرم و أنتِ أطيب و أكرم مني ، فها أنا أركع أمامكِ و احتضن قدمكِ و شعور الرجولة في داخلي لم يهتز ، فلا كرامة في حبكِ بعد الآن و لا غضب فقط الحب في حبكِ ، فهلا سامحتني ؟

أجارته بالجلوس فلا كرامة كما قال ، كلماته تلك كانت أصدق ما سمعت و أجمل ما لفظه ، شعاع الحب لن ينفذ يوماً بل سيبقى قوياً و قوياً حتى نهاية الحياة لا الحكاية .

قبلت جبهته و وجنتيه و على سبيل العدوى شفتيه تبوح له بصدق شعورها و قوته ، حباً لن يصهره الزمان و لن تمحيه الظروف هذا الحب القوي الذي لطالما نشده السكر في الملح .




................................................................




لأجل أن تقوم بهذه الخطوة خاطرت كثيراً ، فلقد خرجت دون علم زوجها و هذه وحدها أعظم مخاطرة في حق زواجها ، الندم أسرف مشاعرها و التفكير سيطر على عقلها ، فقررت أن ما تقوم به الآن لربما لن يرضي زوجها و لكنه على الأقل يزهق الندم الذي يستحوذ على  مشاعرها .

وقفت بمحاذاة الباب تنازع توترها على طرق الباب ، إلى إن انتصرت شجاعتها في آخر المطاف و طرقته ، انتظرت أن يفتح لها الباب و هي في حالة توتر عارمة ، تظهر في أنفاسها المثقلة أصابعها المتشابكة و ريقها الذي تبتلعه بجفاء في الثانية ألف مرة .

فتح الباب أخيراً و حدث ما توقعت حدوثه ، تصنمت صاحبة المنزل لرؤيتها تقف أمام بابها ، تنفست بعمق ثم اصطنعت إبتسامة و همست بتوجس .
ماريا : ألن تستقبليني في منزلكِ ؟ 

أومئت لها عدة مرات بإلحاح ثم همست بنبرة مدهوشة .
سالي : بالطبع بالطبع ، تفضلي !

دخلت بخجل فما زالت تذكر ما فعلته من سوء المعاملة لها في منزلها ، جلست على الأريكة دون النظر إلى ما حولها ، تسآلت سالي بلطف
سالي : ماذا أضيفكِ ؟
نفت ماريا برأسها ثم همست و هي تشير إلى جانبها من الأريكة .
ماريا : أرجوكِ أجلسي علي الرحيل قبل عودة زوجي إلى المنزل ، لذلك سأفضي ما لدي سريعاً و انصرف حتى يرتاح ضميري و بالي .

أومئت لها سالي ثم جلست بجانبها لتقدم ماريا حديثها دون إنقطاع بينما الأخرى تستمع إلى كلماتها بحذر و إهتمام .
ماريا : أولا أنا أعتذر عما بدر مني عندما أتيتي لزيارتي في منزلي ، لقد كنتُ معكِ جافة و أود منكِ مسامحتي ، أما عن جيمين فسأخبركِ أننا أصدقاء منذ المدرسة و لكنه خان العُهدة عندما حاول الإعتداء على جسدي ، بفعلته تلك قطع صداقتنا و علاقتنا المتينة لتغدو عداوة و كرهاً  في قلبي ينمو إتجاهه مع مرور الأيام ، إلى أن دخل سوهو حياتي و أوقعني بحبه عميقاً فنسيته و نسيت نفسي القديمة و بدأت من جديد ، لربما إكتشفت مؤخراً أنني ما عدت أكن له أي مشاعر كره .

صمتت قليلاً تنتظر من سالي رد فعل على ما قالته لها ، لكنها بقت صامتة مخفضة الرأس فعلمت أنها تبكي في صمت فأكملت .
ماريا : أنا لا أعلم عنه شيء بعد ما قلته لكِ أبداً و لا أريد بالفعل ، و هكذا أكون قد أفضيت ما في جعبتي من كلام لكِ ، أرجو أن تأذني لي بالرحيل الآن فزوجي لا يعلم عن خروجي .

وقفت ماريا تحضر لخروجها ثم ودعتها بالتحية و اتجهت نحو الباب حتى تنصرف ، لكن ما إن فتحته كان هناك من يقف خلفه بالفعل ، جيمين الذي صُعِق لرؤيتها أمامه بعد مرور كل هذه السنوات ، حاول إستجماع الأصوات في حلقه عله كون كلمات لكنه عجز .

هي كذلك و لكنها انصرفت من امامه ، و قبل أن تغادر كلياً سمعت صوت صرخة ألم أنثوية أتتها من الخلف ، ما إن إلتفت حتى شهقت واضعة كفها على فمها لإثر المفاجأة ثم صرخت بذاك الذي يقف كالتمثال دون مشاعر .
ماريا : أجننت ؟ ماذا فعلت أنت ؟ يا إلهي !

الآن فهمت دموع سالي ، و كل كلمة قالتها في حق علاقتها الزوجية مع هذا الرجل كم كانت صادقة  .


.....................................

سلاااااام يا اصدقاء

أنني أقاوم النوم بالقوة 😧

تأخرت عليكم أعلم و اعتذر لكنني مشغولة دراسيا

العد التنازلي قد بدأ

رأيكم بالغلاف أخترته لأنه يضم الأعضاء بهيئتهم المتوحشة التي أعشق .

أخر عشر بارتات لهيك في رفعة أخيرة على الشرط .

البارت القادم بعد 100 فوت و 100 تعليق

1. رأيكم بردة فعل تشين إتجاه آماندا ؟

2. رأيكم بحالة آماندا ؟ و هل تعتقدون أنها طرف مخطأ منذ البداية ؟

3. ماذا سيحدث بين تشين و تايهيونغ ؟ و كيف سيؤثر الأمر بعلاقة تشين و آماندا الزوجية ؟

4. رأيكم بردة فعل لاي ؟

5. هل ستسامح ليليانا لاي على فعلته معها ؟

6.  رأيكم بعودة ذاكرة دي او ؟

7. هل ستنجو كريستين منه ؟

8. أسيذكر أيامهم الجميلة سويا ؟

9. رأيكم بإعتذار كاي و حالته النفسية ؟

10 رأيكم بكاثرين ؟  إعتذراتها ؟ و حالتها ؟

11. ر أيكم بتصرف ماريا ؟

12. ماذا فعل جيمين بسالي ؟

13 . رأيكم بالبارت و توقعاتكم للقادم ؟

دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

© Mercy Ariana Park,
книга «سكر مالح».
Коментарі