Chapter Ninty
" الحب في عينيكَ ينطمر "
كل ما كننته لي من حب طمرته في ظرف لحظة ، ألهذا الحد لا أعني لك شيء ؟
نبض قلبه بقوة شديدة و فار دمه في كل عرق يكون جسده حد الغليان ، عيناه التي جحظت و احمرت مما يرى نُصبها ، هذه المرة لن يكبح غضبه بقبضته أبداً بل سيكون مسروراً بتفريغه بها .
سحبها من شعرها بقوة من بين ذراعي تايهيونغ الذي همس سريعاً و هو يحتضنها إليه علّه إستطاع تخفيف حدة الموقف فهو المسؤول عن الأمر في نهاية المطاف .
تايهيونغ : دعني أشرح لك !
إلا أن تشين أغلق عليه الطريق بتقديم شروحاته ، همس بحدة مكنونة بغضب و كره تجاهه قبل أن يغلق الباب بوجهه بقوة .
تشين : غادر !
إلتفت إلى زوجته التي رماها ارضاً فتأوهت بألم و عيناها شبة مغمضة من آثار السكر ، تمعن بهيئتها المخزية بغضب و غيظ عظيمين ، كم كره رؤيتها هكذا ! شعرها البني الذي أعتاد عليه مصفف بتمويج خلاب يراه الآن مُبعثر مبلولاً ، وجهها المليح الذي كانت تزينه بمستحضرات التجميل الخفيفة أصبح متسخاً من آثار الكحل و أحمر الشفاه عليه .
أما فستانها الطويل الأنثوي عادت به ممزق مبلول لا يغطي فخذيها حتى و يلتصق بجسدها يظهر تفاصيلها الدقيقة التي أعتاد أن تكن محجوبة عن الجميع عداه ، رائحة الخمر المقرفة تفوح منها و أخيراً تهلوس بكلمات عن الخمر و السهر بينما تضحك بخفة .
صرخ بغل و بقوة حتى ملئ صوته كل ركن بعيد في المنزل فما يراه أمامه الآن لم يفكر يوماً أنه سيراه .
تشين : اللعنة عليك !
قبل أن تصدر ردة فعل مهمشة على صراخه كان يجرها من شعرها بقوة نحو دورة المياه التي بغرفتهما ، أما هي فكانت تصرخ بعلو شديد لشدة الألم و تكاد أن تقسم أن ما بقي في فروة رأسها خصلة واحدة .
أدخلها قصراً إلى دورة المياه بينما هي تحاول الفرار من قبضته بكل ما أوتيت من قوة لكن دون فائدة ، رمى بجسدها في حوض الإستحمام الزلق فصرخت خوفاً من الوقوع ثم اختنق صوتها حالما فتح عليها المياه الباردة ، حاولت الخروج من الحوض إلا أنه كان يدفعها بقوة إلى الداخل بينما يصرخ بها بصوت جهوري .
تشين : استيقظي !
حاولت مرة أخرى الخروج من الحوض و فعلاً قد سالت دموعها من عينيها خوفاً منه فحالته الراهنة لا تدل على حضور عقله أبداً كما هي إلا أنه صفعها بقوة على وجنتها اليمنى فوقعت داخل الحوض صارخة بعلو ، لكن صوته الغاضب كان أعلى من صراخها المتألم .
تشين : استيقظي !
وقفت ببطء خوفاً من التزحلق على الأرض الزلقة و حاولت الخروج مرة أخرى إلا أنه صفعها على وجنتها اليسرى فردت إلى مكانها أرضاً صارخة و بكائها أخذ منحنى غريب ، وقفت مرة أخرى و قبل أن يصفعها للمرة الثالثة هتفت بقوة و هي تتمسك بقبة قميصه بأناملها الطويلة بقوة .
آماندا : استيقظت ، استيقظت ، استيقظت !
تأكد من أنها فعلاً استيقظت من النظر إلى وجهها الذي عادت ملامحه كما اعتاد عليه ، لكن الأمر لم ينتهي بعد ما زال في بدايته ، سحبها من الحوض من ذراعها ثم رمى بجسدها الذي يقطر ماء على أرضية غرفة نومهما و بغريزة بشرية رفعت كلا ذراعيها تحمي وجهها من الهجمات القادمة ثم هتفت و دموعها و شهقاتها تقطع كلماتها و أنفاسها .
آماندا : أسفة ، أسفة ، أرجوك سامحني ، اغفر لي ، لا تؤذيني ، لقد أخطأت اعترف ، أنا أسفة أرجوك !
انخفض جالساً القرفصاء أمامها بينما عيناه تتصل بعينيها المختبئة عن شعاع ناري من غضب يشع في حدقتيه ، قبض على شعرها بين أصابعه و شده بقوة للخلف فصرخت بألم و رأسها قد ارتفع فعلاً ، همس بحدة قوية بائنة .
تشين : احتسيتِ الخمر ، قصصتِ فستاكِ ، و عدتِ لي بجسد مبلول و وجه مبعثر ، رغم ذلك تتجرأين بطلب الغفران ؟! أنا سأسفك دمكِ و اشربه ! لماذا فعلتِ كل هذا ؟
وضعت يدها المرتعشة بإرتجاف فوق قبضته التي تخنق خصلها ثم همست بنبرة تثير الشفقة في الأنفس و تتقطع القلوب حزناً لأجلها .
آماندا : لا أذكر الكثير ، أذكر بضع صديقات قديمات أخذوني معهن لتجربة مشروب ما ثم لا أذكر شيئاً ، أقسم لك أنني لم أكن أعرف أنه خمر فلقد كان ممزوجاً في العصير ، أنت تعلم أنني أكره الخمر و لم أحتسيه أبداً ، لا تفعل بي شيئ سيئ أرجوك .
تشردق بسخرية ثم استفهم مستنكراً .
تشين : حقاً ؟! الخمر ممزوج بالعصير ؟! و إذ ؟ رائحة الخمر و طعمه قوي لا يخفيه العصير ، تكذبين علي ؟ ها ؟
نفت برأسها و هي تبكي خوفاً مما سيحدث بها على يديه لا محالة حيث لا أحد ينقذها منه أو يدفع بطشه عنها ، حاولت تبرير نفسها بصدق بعينيها الباكية التي لا تكذب تتوسله الرحمة بها .
آماندا : أنني لا أكذب عليك ، صدقني لم أدرك أنه خمر !
أبعد ذراعيها عن وجهها بتهجم و قبض على فكها يفتكه بأصابعه القوية و قبضته الصلدة ، فأنَّت بصوت عالي تعبيراً عن الألم و بكائها ارتفع ، إلا أنه أمر بغضب بعدما دفع رأسها من فكها .
تشين : أخرسي !
حاولت تهدئة نفسها ، تنظيم أنفاسها ، و التوقف عن البكاء لكنها لم تستطع ، الخوف و الألم يسيطران على جسدها و ردود أفعالها ، لم يُلقي بالاً لخوفها و هو يمرر عينيه بتقزز فوق جسدها الذي يلتصق به فستانها الممزق .
تشين : و ماذا عن فستانكِ يا مهذبة ؟ لماذا جسدكِ مبلول و فستانكِ ممزق ؟
شهقات بكائها أصبحت تزهق أنفاسها أكثر رغم ذلك ردت عليه بصوتها الخفيض .
آماندا : لا أعلم ، لا أذكر .
تنفس بقوة حتى امتلئ صدره بالهواء و فرغ سريعاً ثم أهلاً بإعتداء وحشي من قبله على جسدها الذي تمزق تحت يديه قد تجهزت له بيدين مرفوعتين تحمي وجهها من الضربات .
صوت صراخها ملئ المنزل و هي تستقبل صفعات ، ركلات ، و لكمات في كل جزء في جسدها حتى اختنق صوتها و بدأ ينخفض بالتدريج حتى اختفى و جسدها الذي كان يقاوم بات يتلوى ثم سكن ، غابت عن الوعي ، لكنه لم يتوقف بعد بل بقي يضربها رغم سكونها إلى أن فرغت طاقته ، وقف من عليها يلهث أنفاسه بشكل سريع .
نظر إليها مطولاً و هي تفترش الأرض ، ملامحه تنقبض و تنبسط بشكل متوالي بطيء ، تارة يشعر بالشفقة عليها و أنه بالغ في ردة فعله و أخرى ينظر لشكلها المخزي فيصمم أنها مخطئة و تستحق ، همس بغضب يحدثها و كأنها تسمعه في حالة غياب وعيها .
تشين : سأصفي حسابي مع ذاك و أعود لكِ ، لم أنتهي منكِ بعد ، لم أنتهي .
أخذ هاتفها و هاتفه و المفاتيح ، قطع إتصال الإنترنت ، أحكم إغلاق النوافذ و الأبواب ، ثم غادر تاركاً خلفه سجينة دون وعي في سجنه ، و هو على يقين أنها لن تجد وسيلة للهرب منه أبداً .
...................................................
أثناء ثوران تشين على زوجه آخرون منغمسون في العسل ، وقفت أمام المرآة تعاين طلتها الأخيرة بإهتمام ، شعرها الكستنائي منسدل حتى أسفل ظهرها ، عيناها مرسومة بالكحل و رموشها مرفوعة بالمسكارا ، شفتيها مشتعلة بأحمر الشفاه الأحمر ، فستان قصير ضيق يظهرها بإثارة ، و كعب عالي في قدميها ، أخيراً عطرها الذي يفضله يعبق منها ، حرصت أن تكون بإطلالة كما يحب تماماً .
نظرت إلى الطاولة و ما عليها من أشهى الأطباق التي يحبها بإبتسامة زاهية ، عاينتها بدقة قبل أن تنظر لعملها أخيراً برضا ، فتح باب المنزل فعلمت أنه وصل ، سارعت بالأختباء في المطبخ بعيداً عن أنظاره ، نادى عليها عدة مرات و لكن ما من مجيب ، أقترب نحو الطاولة المزينة بالشموع الحمراء فابتسم فعلم أنها ستكن ليلة حافلة بالأحمر ، و اتسعت إبتسامته أكثر عندما التف ذراعيها حول خصره مستشعراً بها تحضنه من دبر بلطف .
همس بتحبب بعد أن وضع كفيه على كفيها المتشابكان حوله ، و تلك الإبتسامة تظهر غمازتيه الغارقتين بوجنتيه على سبيل الجمال الخلاب .
لاي : أشم رائحة رومانسية هنا ، ما المناسبة ؟
إلتفتت إليه و كشرت ملامحها بإنزعاج لطيف ثم هتفت باستنكار .
ليليانا : ألا أدللك دوماً أم ماذا ؟
ضحك بعلو طويلاً فتوسمت ضحكته بإبتسامة عاشقة و عينان مسلوبتان حباً ، أبصر نظراتها المغرومة به فأقبل على شفتيها يقبلها بينما تبادله بنعومة مغرية و كأن كلاهما يحتاجان هذا التبادل المغري .
قطعها بعدما اكتفى مؤقتاً منها و توسلت رئتيه الهواء الدخول إليها و إلا اختنق و اختنقت ، هتف بلاهث خفيض مغموراً بالحب .
لاي : بلى تفعلين و لكن هناك مناسبة اليوم ، أشعر بذلك .
وضعت كفيها برقة على ياقة قميصه ثم همست بدلال .
ليليانا : حزرت ، لكن احزر ما هي ؟
همهم بخفة بينما ينظر لها و عقله يفكر بتاريخ اليوم الذي لا يحمل أي مناسبة مهمة ، فهمس محتار .
لاي : لا يحمل تاريخ اليوم مناسبة مهمة .
أومئت له برأسها و هي تنظر له بعيون القطط تلك و شفتيها بارزتان بلطف ، ثم انقلبت ملامحها من الرقة إلى الإثارة و شدته نحوها من ياقة قميصه بقوة حتى تقابل وجهيهما بمسافة لا تزيد عن سنتيمتر واحد فهتف بتفاجئ .
لاي : اوووه ! تبدين خطيرة !
استبدل صدمته بإثارته فوراً عندما شدها إليه من خصرها و همس بأذنها .
لاي : لكنكِ لستِ أكثر خطورة مني .
لفها بقوة حتى اصطدم ظهرها بصدره ، ثم غرس رأسه بعنقها يقبلها بقوة حتى تأوهت بنعومة لتزيده خطورة ، همس بصوت ثخين و بعينيه شعاع رغبة أحمر .
لاي : تحدثي !
أمسكت بكفه الذي يحط على كتفها ببعض من القوة و وضعته على بطنها ، ثم همست بقرب أذنه و أنفاسها تصطدم بجلد رقبته ، فارتعش كفه !
ليليانا : ستصبح أب بعد أشهر ، أنا حامل .
ردة فعل لم تتوقعها منه أبداً ، بدلاً من أن يكون فرِحاً بحملها فيغدقها بالحب و الإهتمام حتى ولادتها قابلها برد عنيف غاضب أفزعها و فاجئها بذات الوقت ، أدارها إليه بسرعة و قبض على ذراعيها بقوة و كأنه سينزعهما من مكانهما ، ثم صرخ بوجهها غاضباً .
لاي : ممن حامل ؟ كيف حملتِ ؟ أنا لا أنجب ! أنا عقيم !
شهقت هي بقوة لأثر صدمة الخبر على مسامعها ، إنه يشك بنزاهتها الآن و هذا أمر خطير ، صرخت به بقوة غضباً هذه المرة دون خوف من التبِعات ، هي ستتحمل منه أي شيء و تسامحه على كل شيء إلا الطعن في شرفها .
ليليانا : ماذا تقول أنت ؟ أنه ابنك ! لا تطعني بشرفي !
دفعها عنه بعيداً فوقعت أرضاً و آه ألم خرجت من شفتيها ، صرخ بها بينما يضرب صدره بقبضته .
لاي : أنا عقيم عقيم لا أنجب ! كيف تكونين حاملاً مني و أنا لن أنجب الأطفال في حياتي ؟!
هتفت هي بصراخ الغضب بوجه جهراً عالياً .
ليليانا : اذهب لمن قال لك أنك عقيم و أفعل به ما شئت ، ليس ذنبي أن ظننت نفسك عقيم ، أنت تنجب الأطفال و ها أنا حامل بطفلك .
و كأنه يريد حجة حتى يفرغ غيظه عليها ، أو أن صراخها العالي الغاضب عليه زاده غضباً ، انخفض إليها مرتكزاً على قدميه ثم قبض على شعرها و شده للخلف بقوة ، همس بصرير مخيف .
لاي : لا تصرخي علي !
و من باب الإغاظة صرخت عليه بأعلى صوتها بكلمة واحدة " مختل " فتدافعت صفعات متتالية على وجنتيها تكاد تحطم عظامها فأصبحت تصرخ ألماً لا غضباً .
لا يتوقف عن صفعها و لا تتوقف عن الصراخ ، هتفت بضعف و إنكسار تتوسل رحمته بعدما ضعفت مقاومتها و الخوف تسلل إلى قلبها عما يسكن أحشائها .
ليليانا : توقف ... توقف أرجوك .. حطمتني .. سأموت بين يديك .. اتركني !
ما من أذن سامعة ، هيهات لها أن يتركها ، صفعاته تطاولت على جسدها فصرخت بكل ما لديها من قوة خوفاً على ما يسكن أحشائها .
ليليانا : توقف ، ستقتل ابنك قبل أن يحيى !
حالما نطقت بها تركها بشكل سريع و كأن الكهرباء مسته ، وقعت هي أرضاً من دون طاقة و لا قوة تستعين بها ، بكائها فقط ذو قوة و طاقة و لا شيء آخر ، تحدثت بصوت خفيض ، ضعيف ، و متألم .
ليليانا : أنا لن أسامحك على ما فعلته بي و شكك بإخلاصي و حبي .
وقف و قذف ما على الطاولة من أطباق لتنكمش على نفسها من باب الحماية و تبكي بحرارة ، كل ما حضرت له ذهب سُدى و كل توقعاتها الجميلة أصبحت أحلام وردية ، صرخ بقوة قبل أن يخرج من المنزل .
لاي : لا أهتم لأي لعنة !
إرتجف جسدها بقوة حينما صفع الباب بعده و أحكم إغلاقه حتى لا تهرب منه ، وضعت كفيها على بطنها و كأنها تحتضن جنينها إليها ، ثم هتفت و بكائها يقطع كلماتها .
ليليانا : لا تخف يا طفلي ، والدك سيعد نادماً بعد حين ، لن أخسرك و سيصدقني والدك ، لا تقلق حبيبي .
.......................................................
غريباً ، اليوم ليس بمزاجه المرِح المعتاد ، منذ الجلسة في المحكمة و حاله منقلب عليها ، قليل الكلام كثير الإنفعال ، يذكرها بنفسه القديمة التي لن تشتاق لها يوماً طوال حياتها .
ألقت نظرة عليه من المطبخ ، أنه يجلس على الكنبة و يقلب القنوات بملل ، أعتادت عليه يخجلها بحضن خلفي و هي منشغلة في المطبخ أو يثير حنقها بغزله المنحرف ، تنهدت بثقل ثم عادت أدراجها إلى المطبخ ترتب الصحون في أمكانها ، شيء واحد لا تريده أن يحدث ، أن يعود زوجها القديم الأول الذي تحاول نسيانه بكل مجهودها .
انتهت مما بيدها ثم زحفت إليه بخطوات هادئة و أخذت مكان قريب منه مجلساً لها ، طال الصمت بينهما كثيراً لا يكسره هو و لا تتجرأ أن تفعل هي ، اختارت أن تنظر إلى ما ينظر إليه في التلفاز بصمت كما يفعل هو .
ما كان ما يشاهده على التلفاز سوى أحد أفلامه الناجحة و لذا انغمست هي بإستمتاع في مشاهدة الفيلم كما يفعل هو ثم بدأت تتفاعل مع الأحداث و الشخصيات بقوة بضحكات تارة و بدموع تارة أخرى حتى إنتهى الفلم بسلام .
أقفل التلفاز ثم هم بالنهوض إلا أن كلماتها المخنوقة من غصة بكائها قد أبقته جالساً يستمع لها .
كريستين : ااه كما أنا فخورة بك ، ممثل رائع ، مغني رائع ، مؤدي رائع ، و الأهم زوج أروع .
إلتفت إليها برأسه ينظر لها بإنغماس و هي تنظر إلى شاشة التلفاز ، وقف ثم تقدم ليجلس بجانبها و همس بلطف و هو يمسح دموعها .
دي أو : شكرا لكِ حبي ، و لكن ما الذي يجعلك تبكي هكذا ؟
همست هي ببكاء طفولي و هي تفرك عيناها .
كريستين : الفيلم جميل !
ضحك هو عالياً للطفها في التصرف و الحديث ، و بلحظة إنطوى إنزعاجه منها فاحتضنها بحانبية مقبلاً رأسها بعمق ثم همس مبتسماً بإتساع .
دي أو : لطيفة !
رفعت رأسها بعد وقت عن صدره ثم نظرت إليه بتوجس و همست بتسأول بنبرة حذرة .
كريستين : أهناك ما يزعجك مني ؟ هل أخطأت بحقك ؟
أعادها إلى صدره ثم همس يتفادى نقاش لا يود الخوض به .
دي او : أنسي الإمر .
أصرت هي مرة أخرى تواجهه هامسة بهدوء .
كريستين : لا ، أخبرني ما الأمر ؟ لربما أزعجتك بأمر دون إدراك مني .
تنهد مطولاً فهو لا يريد أن يتحدث بالأمر ، لكن في قرارة نفسه ما زال غاضباً ، يريد تبريرات ترضيه لذلك تحدث بصدق .
دي او : ذاك المحقق ، لماذا كلمكِ ؟ تبدوان مقربين .
نفت هي برأسها بخفة و ما استطاعت كتم إبتسامتها فغيرته عليها إطراء لها .
تحدثت بصدق دون مواربة أو إقتضاب مبررة عللها .
كريستين : تقصد تايهيونغ ؟
أومئ لها بغيظ لتكمل بعدما ضحكت بخفة .
كريستين : لقد دعاني إلى حفل أقامه بمناسبة ترفعه أو شيء كهذا .
تسآل بحنق تماشياً مع غيرته الفذّة .
دي او : لماذا يدعوكِ أنتِ دون غيركِ ؟ ثم هل قبلتِ دعوته ؟
نفت برأسها ثم أجابته .
كريستين : لا ، أظن أن الحفل أقيم اليوم بالفعل ، ثم أننا لسنا مقربين بل نعرف بعضنا عن بعد ، هو صديق آماندا زوجة تشين ، و هو الذي حقق في القضية ، لا يجمعني به أي شيء آخر .
بقي سؤال واحد يدور في رأسه لم تجب عليه فذكرها به .
دي أو : لم تجيبي على سؤالي الأخير .
عقدت حاجبيها دون فهم فاستفهمت .
كريستين : أيهم ؟!
طرق على الطاولة بغضب بقبضته لتفزع هي بمكانها خوفاً ثم نظرت إليه بتخوف جلي بينما يتحدث بنبرة خشنة و عينيه ظهرت بها بعض الحدة .
دي أو : لماذا يدعوكِ أنتِ دون غيركِ ؟ هذا لم تجيبي عليه و أريد إجابة وافية صادقة و مقنعة .
إبتلعت ريقها بجفاء فها هو يعود القديم في ساعة الغضب ، همست و هي تنظر بعينيه بحدقتين مرتجفتين .
كريستين : لا أعلم ، ربما لم يرى أمامه أحد غيري ليدعوه !
تنفس بغضب سحيق و قبض على ذراعيها بقوة فتأوهت عالياً ، حجتها ضعيفة لم تقنعه و هذا لا يزيد الأمور سوى سوءاً ، قربها إليه حتى تقابل وجهيهما على بعد إنشين ، همس صاراً أسنانه و أنفاسه الساخنة تلفح وجهها كالنار .
دي أو : لا تعلمين ! هذه ليست الإجابة التي أنتظرها منكِ .
همست هي بخوف و عيناها أصبحت زجاجية بالفعل .
كريستين : ليس لدي إجابة غيرها !
جسدها يرتجف بين قبضتيه و حرارتها مرتفعة ، تشعر بأن حبل يلتف حول رقبتها يخنقها و حجر يتربع بصدرها يثقل كاهلها ، رؤيتها أصبحت ضبابية بفعل دموعها المحبوسة بها ، قد تبدو رد فعل مبالغ بها و خوف كبير ، لكنها معذورة ، فالذي أمامها ليس سوى الرجل الذي تزوجها رغماً عنها و ليس الرجل الذي أحبته .
النظرة التي بعينيه لطالما أخافتها و تمنت في صميم قلبها أن لا تراها في عينيه لها مجدداً ، قبضته المحكمة على ذراعيها باتت مؤلمة عنيفة ليست تلك التي تلفها بحب و حنان ، أنفاسه الحارة التي ترتطم بوجهها مشتعلة بالغضب و ليست بالحب ، هذا ليس دي او الذي وقعت بحبه بل الذي تزوجته بالغصب ، تخاف أنه قد عاد و بهذا يكون أعلن موت الذي ذابت فيه عشقاً .
صرخت بذعر لشدة خوفها أكثر من ألمها عندما تركت قبضتيه ذراعيها و تولت إحداها شد شعرها بقوة إلى الخلف فارتفع راسها ، صرخ بها و ملمحه بات غريباً عليها و قديماً مألوف في ذات الوقت .
دي او : اجيبي و إلا عذبتكِ حتى الموت !
ارتجف قلبها بصدرها بقوة فبات ينبض بقوة حد الألم الشديد ، و ما عادت تستطيع كتم ألمها فاشتكت بصدق و عيناها تذرف الدموع .
كريستين : أنا خائفة منك ، قلبي يؤلمني كثيراً .
تبسم بجانبية ساخراً و كأنه يتشفى بألمها ثم همس يشدها إليه أكثر حتى تداعت أنفاسها بثقل و هي تناظره بخوف ، يبدو مخيفا كما كان سابقاً !
دي أو : لا تحاولي استعطافي يا جميلة و أنتِ تعلمين شراستي و جنوني ، لم أنسى أنكِ تحدثتِ معه بزفاف تشين .
شهقت بقوة ، وضعت كفها على فمها ، و إنفرجت عيناها الزرقاوتين لإثر الصدمة على نفسها ، دي أو أستعاد ذاكرته ، و عاد دي أو القديم ، همست هي و عيناها تتفحص ملامحه .
دي أو : أتذكر تشين و زفافه و كل ما حدث بيننا ؟
قبض على فكها بأصابعه الغليظة بعنف ، يظن أنها تحاول أن تنسيه الأمر بالإستطراد .
دي او : لا تستغبيني ، أجيبي على سؤالي لآخر مرة أنبهكِ ، إن وعدتكِ بأن لا أمسكِ و لا أعنفكِ هذا لا يعني بأنني سأفي ، فالوعود وجدت لتُكسَر .
إبتعلت ريقها للمرة التي لا تذكر عددها ثم همست بحذر ممزوج بتوسل علها استعطفته و نجت و إلا ستموت خوفاً منه أن لم تمت تحت يديه .
كريستين : أرجوك إهدأ و اسمعني ، أنا لا يربطني شيئاً به أقسم و لم نخض في أي أمر سوياً وحدنا ، أنا لن أخنك أنت حبيبي .
ترك شعرها بسرعة و انقلبت الأدوار ، أصبح هو الملجوم لإثر الصدمة ، ظن أنه توهم ما سمعه ليتسآل متعجباً و حاجبيه منقبضين .
دي أو : أنا ماذا ؟ ماذا قلتِ ؟!
تنفست بسرعة ثم همست بتوجس
كريستين : أنت حبيبي .
ظنت بأنه سيهدأ قليلاً و يفكر بما قالته عندما تطرق هذه الكلمة الذي كان ينتظرها دي او القديم كثيراً على مسامعه ، لكنها فوجئت بقهقه ساخرة طافت بأرجاء المنزل ، أطال الضحك و كأنها ألقت طُرفة عليه ، ردة فعله جعلتها تبكي من جديد ، إلا أنها حبست أنفاسها و كتمت شهقة كادت الخروج من شفتيها عندما نظر لها بعينين زجاجية تُقدِم نظرة باردة ما التمحتها في عينيه من قبل .
صرخت بقوة عندما صفعها بقوة فارتطم جسدها على الكنبة بقوة إلى أنها إلتفتت إليه و هي تتحسس وجنتها المحترقة بالصفعة ، أما هو فهمس مهدداً بسبابة مرفوعة تحذيراً .
دي او : لا تحطمي مشاعري و إلا حطمت جسدكِ !
بكت هي بحرقة أخيراً حتى ملئ صوت بكائها المرير المنزل و هي تصرخ به بحرقة قلبها الذي فتحت جروحه من جديد .
كريستين : أنا لا أحطمك ، أنا فعلا أحبك و لكنك أنت من تحطم كل شيء بنيته .
لم تدرك بعدها من أين تنهال عليها الصفعات ، الركلات ، و اللكمات ، ما تدركه أن صراخها قد وصل الجيران ، و أن الألم يفتك كل إنش في جسدها دون رحمة ، توسلات مريرة تتلى على مسامعه بين صرخات الألم لكنه أصم عنها .
لا يريدها أن تحبه لإنها كاذبة ، تقول ذلك لتنجو من قبضتيه و تتوسط حضنه بينما تتلاعب به في الخفاء ، لا يريدها ان تخبره بأنها تحبه لإنه يحبها بالفعل ، لا يريدها أن تستهين بمشاعره و يستهويها تحطيمه لاحقاً ، لا يريدها الإلتجاء إلى قلبه عندما يتهمها عقله ، لا يريد أن تكون الضحية ابداً .
هو تزوجها رغماً عنها و أجبرها على أن تكن إمرأته ثم عنفها و حبسها و لكنه في النهاية أحبها ، لا يريد أن يكون حبه الغير متبادل نقطعة ضعف تستغلها لصالحها ضده و أن يكون ورقة رابحة لها ، لهذا يلقنها درساً بهمجية يذكرها بمن هو ، و إن لا شيء يضعفه حتى هي ، لا شيء أبداً .
لا يدرك كم مر من الوقت و هو يفرغ بها غيظه ، إلا أن صوتها بات ضعيف و مقاومتها أضعف ، ستستسلم إلى اللاوعي قريباً لا محالة ، حينها تركها تبكي بقوة و غرابة و هو يأخذ قسط من الراحة و يلتقط أنفاسه .
مرت دقائق طويلة و هم على هذه الحالة ، لا هي تتوقف عن البكاء و لا هو يمل النظر إليها حتى بهذه الحالة ، قام من عليها ثم وقف ، همس بتهديد خطير و حدة شديدة .
دي او : هذا لتحاولي التلاعب بمشاعري مرة أخرى .
جلس على الكنبة التي تجاور بالطول التي تتمدد عليها بضعف باكية ، و أخذ يقلب قنوات التلفاز ببرود تارة و أخرى يعبث بهاتفه دون إهتمام لحالها ، إنخفضت شهقاتها و حركاتها حتى سكنت ، تنظر للعدم بفراغية .
عقلها يتذكر كل تفصيلة جميلة عاشتها معه بعد فقدانه ذاكرته و كلما تذكرت إحداها سقطت دمعة حداداً عليها بصمت ، عندما استيقظ ، لياليهم الطوال ، غزله المنحرف ، و مزحاته اللطيفة ، في المقابل منذ زواجها منه إلى ما قبل الحادثة تذكرت كل إغتصاب ، كل صفعة ، كل شجار ، و كل الألم ، أنها تعيشه الآن ، رفعت عينيها إليه ، يجلس ببرود لا يلقي بالاً و لا إهتماماً يُذكَر بها أو لما فعله بها ، و لماذا سيفعل و هو السبب في كل هذا !
وقفت بتمهل بطيء و ضعف شديد ، تتوسل عظامها و عضلاتها على حملها ثم مشت خطوة صغيرة واحدة إلا أنه تسآل بصوته الجهوري القوي .
دي أو : إلى أين ؟
نطقت بضعف متوسلة الهواء أن يملئ صدرها .
كريستين : إلى الأعلى .
أشاح بنظره ببرود عنها ثم أشار لها بيده أن تذهب ، إلتفتت ثم ابتعدت عنه و صعدت ببطئ شديد إلى غرفتها ، دخلت إليها ثم أحكمت إغلاق الباب و تركت العنان لدموعها من جديد بينما تبحث عن هاتفها الذي تركته صباحاً هنا .
إلتقطته من على المنضدة حالما لمحته ثم أخذت تقلب جهات الإتصال بسرعة حتى وصلت المقصودة و نقرت زر الإتصال ثم أعلمت ببكاء مرير حالما أجاب الطرف الآخر .
كريستين : أرجوكم ساعدوني دي أو استعاد ذاكرته و هو يهاجمني الآن فلينقذني أحد .
أراد الطرف الأخر الرد و لكن صوت الصراخ الذي دوى في السماعة منعه من ذلك .
...................................
لا تعلم ماذا ستفعل أو كيف عليها أن تتصرف ، زوجها منذ أن عودتها لم يعد ، مرت ثلاث أيام و ليلتين دون أن تسمع عنه خبراً يطمئن فؤادها أو يسرها ، خائفة هي عليه من نفسه أكثر من خوفها على نفسها منه .
جرجرت جسدها المتهالك غصباً إلى الأريكة الكبيرة ، حياتها منذ ثلاثة أيام تجوال بين السرير و الكنبة في صمت كئيب و ظلام دامس ، تلفتت إلى الباب و النوافذ للمرة المائة علّ ضوء سيارته ينير ظلمة المنزل و لكن دون جدوى تذكر .
كل ما تتصل به يخبرها أنه بخير و يحذرها من الخروج ، لكن لماذا أعادها ما دام لا يريد قربها ؟! خوف استحوذ على قلبها ، ربما تلك الصور جعلته يكرهها أو يتقزز منها ، لكن ما بيدها حيلة تجاهه ، لربما الحب الذي ضمره لها طويلاً في طيات قلبه قد انطمر و ما بقي له أثر يشهد عنه .
قلبها دق بعنف يخاف أن يصبح وحيداً و يمسي متهالكاً في بُعده المُجحف ، صعب الفراق و الإفتراق و لا تود يوماً أن يبعد رحيقه عن أنفاسها ، تخاف هجرانه و ويلها من طعنة أن فعلها ، لماذا ستبقى متمسكة بالحياة إن هو أفلتها ؟ لا ضرر في الموت على حياة تعيشها بين نفسها و نفسها .
تعلم أن قلبها يتمزق في داخلها فالإستغناء ليس طيباً ، تدرك أن عيناها التي تذرف الدموع بهدوء يكاد إحتياطها أن ينفذ و ما زالت تعيش على مؤن الأمس ، كلها جميلة و محببة فالقلب يأمر العقل بالنسيان حالما يعلن الغفران ، أقلبه سيفعل يوماً ؟ قلبها الضحية سامح ، أقلبه المجرم سيفعل ؟ هنا إنقلبت الأدوار و على المجرم أن يسامح ضحيته ، أو أن الضحية ترجو ذلك .
ما عاد للصبر مطرح و لا عاد للإنتظار مأمن ، تريد الإطمئنان عليه ، تريد رؤيته يقف أمامها بهيبته العنجهية المعتادة ، خطفت هاتفها من على المنضدة و اتصلت بمن تتجه إليه عادة للوقوف بجانبها ... ميرسي أريانا .
عندما ردت المهاتفة بالتحية نطقت على نحو سريع قلق ما عادت تستطيع إخفائه .
كاثرين : أرجوكِ يا ميرسي أريانا ، كاي لم يعد منذ عودتي .
و بهذا شرحت لها كل ما حدث بينهما بعدها و خروجه الذي لم ينتهي بعودة .
عندما وصلت ميرسي أريانا برفقة سيهون إليها استقبلتهم بحفاوة البكاء ثم قدمت المزيد من الشروح حول غياب زوجها ، تصرف سيهون و اتصل بكاي مراراً علّه يجيب دون فائدة ، حاولت هي أيضاً لكنه لا يجيب ، أين هو ؟
معروف عن كاي حبه للأماكن القديمة و المستودعات المُفرغة ، إنه يملك الكثير منها بالفعل ، انطلقت سيارة تحمل ثلاثتهم و سيهون يقودها إلى أهدافهم الكثيرة ، ينبشونها واحداً تلو الآخر علّ أثر بقي يتكلم عنه كان في أحدهم .
أخيراً توجهوا إلى آخر المستودعات إصطفافاً ، الأكثر ظلاماً و انفراد ، فتحو الباب على مصراعيه بحثاً عنه و قطرة من الأمل إنفردت ببقائها .
دخلت إلى المخزن و قلبها يدق متصارعاً مع دمها المغلي ، عيناها البندقية أخذت تجول يميناً و يساراً ، في كل ركن و إتجاه ، قلبت عيناها مراراً و تكراراً ثم قدمت جسدها راكضاً إلى كل زاوية و مكان ، رغم أن المخزن رديء من الخارج إلا أنه مزخرف و مأثث من الداخل بأفخر الأثاث عالمي الصُنع ، كلما خطت خطوة إلى ركن بحثت به بجد ، قلبها زف نفسه مغلوباً ، لقد استسلمت .
جلست على الأرض مغلوبة على أمرها تفضي مشاعرها بالبكاء العالي ، أسندت رأسها على قدميها و احتضنت نفسها فتداعت الشفقة إلى قلب ميرسي أريانا و سيهون اللذان ينظران لبعضهما بحزن ، إنخفضت إليها و أصبحت تربت على كتفيها عل فيضان مشاعرها يهدء .
لإنكسار الشمس على بناء المستودع ترآى لهم ظلاً طويلاً وصل أقدامهم ، كان ينبعث من ذاك الرجل الذي يقف على الباب ، رفعت كاثرين رأسها عندما رأت الظل ثم نظرت إلى صاحبه بخطف ، و على سرعة وقفت ثم ركضت إليه بكل سرعتها حتى امتثلت أمامه .
أخذت عيناها تتفحص هيئته عن قرب فالشوق غلب النظر ، شعره أشعث بشرته مُغبرة و ثيابه مهملة لكنه بخير ، شهقت باكية فيا للشوق قتلها ! رمت بجسدها عليه بقوة تحتضنه إليها ، إلا أنه لقوة الدفع تراجع خطوة ثم استند على الجدار مهلك القلب ، لفت ذراعيها بإحكام حول كتفيه و أغرقت رأسها في رقبته الحاضنة التي أشتاقت ، تمتمت بكلمات كثيرة لم يفهمها سواه .
كاثرين : لقد أنهكتني خوفاً ، الرحمة بي لا أستطيع التنفس ، قلقي عليك يقتلني ، لماذا ابتعدت عني هكذا ؟ أما عدت تريدني ؟ لا تكرهني ارجوك لا تكرهني ، سامحني و أحبني ، ما زلت حبيبتك الحمقاء التي تخاف الدنيا دونك ، أنت درعي الوحيد فلا تكسرني ، أنا أحبك و آسفة .
أدمعت عيناه تأثراً فحبه المكنون ما انطمر و لا يجرؤ على التواقح ، قلبه مليء و مليء بها وحدها ، أظنت حقاً أنه سيكرهها ؟ هو لا يجرؤ أن يحاول حتى ، أيحاول و يخسره ؟ لا ، فالحب أقوى من الشك و أقسم أن هذا آخر جنون و انتهى .
علت شهقاتها أكثر عندما ضمها إليه فلقد أعلن غفرانه و هذه دموع الفرح ، آخر طلب سماح عليه أن يكون جلي ، إبتعد عنها و إنخفض على قدميه أمامها راكعاً ثم إحتضن قدميها التي تسندها واقفة إليه ، بدى ضعيفاً منهك لا يقوى على الإجحاف أو حتى الإكثار في طلب الغفران ، همس أخيراً و كم أشتاقت لصوته و لكنه به بحة ألم و حزن .
كاي : ما عاد بإستطاعتي الإبتعاد فالشوق يقتلني و لا الإقتراب فالغضب يحكمني ، لكنني الآن لستُ أنا ، عاهدت نفسي و أياكِ الآن بأنني سأكون حبيب متعلق و مستمع جيد و أنني لن أحكم عليكِ سوى بالثقة الثقة ، مهما ستمر علينا من مصعاب و مشاكل ، لن أكون سوى محتوي لكِ ، على ذلك أطلبك الغفران عما فات ، عن كل دمعة ذرفت بسببي ، و كل ألم تذوقتيه من يدي ، على سبيل هذا الإعتذار سامحيني فالغفران في الطيب كرم و أنتِ أطيب و أكرم مني ، فها أنا أركع أمامكِ و احتضن قدمكِ و شعور الرجولة في داخلي لم يهتز ، فلا كرامة في حبكِ بعد الآن و لا غضب فقط الحب في حبكِ ، فهلا سامحتني ؟
أجارته بالجلوس فلا كرامة كما قال ، كلماته تلك كانت أصدق ما سمعت و أجمل ما لفظه ، شعاع الحب لن ينفذ يوماً بل سيبقى قوياً و قوياً حتى نهاية الحياة لا الحكاية .
قبلت جبهته و وجنتيه و على سبيل العدوى شفتيه تبوح له بصدق شعورها و قوته ، حباً لن يصهره الزمان و لن تمحيه الظروف هذا الحب القوي الذي لطالما نشده السكر في الملح .
................................................................
لأجل أن تقوم بهذه الخطوة خاطرت كثيراً ، فلقد خرجت دون علم زوجها و هذه وحدها أعظم مخاطرة في حق زواجها ، الندم أسرف مشاعرها و التفكير سيطر على عقلها ، فقررت أن ما تقوم به الآن لربما لن يرضي زوجها و لكنه على الأقل يزهق الندم الذي يستحوذ على مشاعرها .
وقفت بمحاذاة الباب تنازع توترها على طرق الباب ، إلى إن انتصرت شجاعتها في آخر المطاف و طرقته ، انتظرت أن يفتح لها الباب و هي في حالة توتر عارمة ، تظهر في أنفاسها المثقلة أصابعها المتشابكة و ريقها الذي تبتلعه بجفاء في الثانية ألف مرة .
فتح الباب أخيراً و حدث ما توقعت حدوثه ، تصنمت صاحبة المنزل لرؤيتها تقف أمام بابها ، تنفست بعمق ثم اصطنعت إبتسامة و همست بتوجس .
ماريا : ألن تستقبليني في منزلكِ ؟
أومئت لها عدة مرات بإلحاح ثم همست بنبرة مدهوشة .
سالي : بالطبع بالطبع ، تفضلي !
دخلت بخجل فما زالت تذكر ما فعلته من سوء المعاملة لها في منزلها ، جلست على الأريكة دون النظر إلى ما حولها ، تسآلت سالي بلطف
سالي : ماذا أضيفكِ ؟
نفت ماريا برأسها ثم همست و هي تشير إلى جانبها من الأريكة .
ماريا : أرجوكِ أجلسي علي الرحيل قبل عودة زوجي إلى المنزل ، لذلك سأفضي ما لدي سريعاً و انصرف حتى يرتاح ضميري و بالي .
أومئت لها سالي ثم جلست بجانبها لتقدم ماريا حديثها دون إنقطاع بينما الأخرى تستمع إلى كلماتها بحذر و إهتمام .
ماريا : أولا أنا أعتذر عما بدر مني عندما أتيتي لزيارتي في منزلي ، لقد كنتُ معكِ جافة و أود منكِ مسامحتي ، أما عن جيمين فسأخبركِ أننا أصدقاء منذ المدرسة و لكنه خان العُهدة عندما حاول الإعتداء على جسدي ، بفعلته تلك قطع صداقتنا و علاقتنا المتينة لتغدو عداوة و كرهاً في قلبي ينمو إتجاهه مع مرور الأيام ، إلى أن دخل سوهو حياتي و أوقعني بحبه عميقاً فنسيته و نسيت نفسي القديمة و بدأت من جديد ، لربما إكتشفت مؤخراً أنني ما عدت أكن له أي مشاعر كره .
صمتت قليلاً تنتظر من سالي رد فعل على ما قالته لها ، لكنها بقت صامتة مخفضة الرأس فعلمت أنها تبكي في صمت فأكملت .
ماريا : أنا لا أعلم عنه شيء بعد ما قلته لكِ أبداً و لا أريد بالفعل ، و هكذا أكون قد أفضيت ما في جعبتي من كلام لكِ ، أرجو أن تأذني لي بالرحيل الآن فزوجي لا يعلم عن خروجي .
وقفت ماريا تحضر لخروجها ثم ودعتها بالتحية و اتجهت نحو الباب حتى تنصرف ، لكن ما إن فتحته كان هناك من يقف خلفه بالفعل ، جيمين الذي صُعِق لرؤيتها أمامه بعد مرور كل هذه السنوات ، حاول إستجماع الأصوات في حلقه عله كون كلمات لكنه عجز .
هي كذلك و لكنها انصرفت من امامه ، و قبل أن تغادر كلياً سمعت صوت صرخة ألم أنثوية أتتها من الخلف ، ما إن إلتفت حتى شهقت واضعة كفها على فمها لإثر المفاجأة ثم صرخت بذاك الذي يقف كالتمثال دون مشاعر .
ماريا : أجننت ؟ ماذا فعلت أنت ؟ يا إلهي !
الآن فهمت دموع سالي ، و كل كلمة قالتها في حق علاقتها الزوجية مع هذا الرجل كم كانت صادقة .
.....................................
سلاااااام يا اصدقاء
أنني أقاوم النوم بالقوة 😧
تأخرت عليكم أعلم و اعتذر لكنني مشغولة دراسيا
العد التنازلي قد بدأ
رأيكم بالغلاف أخترته لأنه يضم الأعضاء بهيئتهم المتوحشة التي أعشق .
أخر عشر بارتات لهيك في رفعة أخيرة على الشرط .
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 تعليق
1. رأيكم بردة فعل تشين إتجاه آماندا ؟
2. رأيكم بحالة آماندا ؟ و هل تعتقدون أنها طرف مخطأ منذ البداية ؟
3. ماذا سيحدث بين تشين و تايهيونغ ؟ و كيف سيؤثر الأمر بعلاقة تشين و آماندا الزوجية ؟
4. رأيكم بردة فعل لاي ؟
5. هل ستسامح ليليانا لاي على فعلته معها ؟
6. رأيكم بعودة ذاكرة دي او ؟
7. هل ستنجو كريستين منه ؟
8. أسيذكر أيامهم الجميلة سويا ؟
9. رأيكم بإعتذار كاي و حالته النفسية ؟
10 رأيكم بكاثرين ؟ إعتذراتها ؟ و حالتها ؟
11. ر أيكم بتصرف ماريا ؟
12. ماذا فعل جيمين بسالي ؟
13 . رأيكم بالبارت و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
كل ما كننته لي من حب طمرته في ظرف لحظة ، ألهذا الحد لا أعني لك شيء ؟
نبض قلبه بقوة شديدة و فار دمه في كل عرق يكون جسده حد الغليان ، عيناه التي جحظت و احمرت مما يرى نُصبها ، هذه المرة لن يكبح غضبه بقبضته أبداً بل سيكون مسروراً بتفريغه بها .
سحبها من شعرها بقوة من بين ذراعي تايهيونغ الذي همس سريعاً و هو يحتضنها إليه علّه إستطاع تخفيف حدة الموقف فهو المسؤول عن الأمر في نهاية المطاف .
تايهيونغ : دعني أشرح لك !
إلا أن تشين أغلق عليه الطريق بتقديم شروحاته ، همس بحدة مكنونة بغضب و كره تجاهه قبل أن يغلق الباب بوجهه بقوة .
تشين : غادر !
إلتفت إلى زوجته التي رماها ارضاً فتأوهت بألم و عيناها شبة مغمضة من آثار السكر ، تمعن بهيئتها المخزية بغضب و غيظ عظيمين ، كم كره رؤيتها هكذا ! شعرها البني الذي أعتاد عليه مصفف بتمويج خلاب يراه الآن مُبعثر مبلولاً ، وجهها المليح الذي كانت تزينه بمستحضرات التجميل الخفيفة أصبح متسخاً من آثار الكحل و أحمر الشفاه عليه .
أما فستانها الطويل الأنثوي عادت به ممزق مبلول لا يغطي فخذيها حتى و يلتصق بجسدها يظهر تفاصيلها الدقيقة التي أعتاد أن تكن محجوبة عن الجميع عداه ، رائحة الخمر المقرفة تفوح منها و أخيراً تهلوس بكلمات عن الخمر و السهر بينما تضحك بخفة .
صرخ بغل و بقوة حتى ملئ صوته كل ركن بعيد في المنزل فما يراه أمامه الآن لم يفكر يوماً أنه سيراه .
تشين : اللعنة عليك !
قبل أن تصدر ردة فعل مهمشة على صراخه كان يجرها من شعرها بقوة نحو دورة المياه التي بغرفتهما ، أما هي فكانت تصرخ بعلو شديد لشدة الألم و تكاد أن تقسم أن ما بقي في فروة رأسها خصلة واحدة .
أدخلها قصراً إلى دورة المياه بينما هي تحاول الفرار من قبضته بكل ما أوتيت من قوة لكن دون فائدة ، رمى بجسدها في حوض الإستحمام الزلق فصرخت خوفاً من الوقوع ثم اختنق صوتها حالما فتح عليها المياه الباردة ، حاولت الخروج من الحوض إلا أنه كان يدفعها بقوة إلى الداخل بينما يصرخ بها بصوت جهوري .
تشين : استيقظي !
حاولت مرة أخرى الخروج من الحوض و فعلاً قد سالت دموعها من عينيها خوفاً منه فحالته الراهنة لا تدل على حضور عقله أبداً كما هي إلا أنه صفعها بقوة على وجنتها اليمنى فوقعت داخل الحوض صارخة بعلو ، لكن صوته الغاضب كان أعلى من صراخها المتألم .
تشين : استيقظي !
وقفت ببطء خوفاً من التزحلق على الأرض الزلقة و حاولت الخروج مرة أخرى إلا أنه صفعها على وجنتها اليسرى فردت إلى مكانها أرضاً صارخة و بكائها أخذ منحنى غريب ، وقفت مرة أخرى و قبل أن يصفعها للمرة الثالثة هتفت بقوة و هي تتمسك بقبة قميصه بأناملها الطويلة بقوة .
آماندا : استيقظت ، استيقظت ، استيقظت !
تأكد من أنها فعلاً استيقظت من النظر إلى وجهها الذي عادت ملامحه كما اعتاد عليه ، لكن الأمر لم ينتهي بعد ما زال في بدايته ، سحبها من الحوض من ذراعها ثم رمى بجسدها الذي يقطر ماء على أرضية غرفة نومهما و بغريزة بشرية رفعت كلا ذراعيها تحمي وجهها من الهجمات القادمة ثم هتفت و دموعها و شهقاتها تقطع كلماتها و أنفاسها .
آماندا : أسفة ، أسفة ، أرجوك سامحني ، اغفر لي ، لا تؤذيني ، لقد أخطأت اعترف ، أنا أسفة أرجوك !
انخفض جالساً القرفصاء أمامها بينما عيناه تتصل بعينيها المختبئة عن شعاع ناري من غضب يشع في حدقتيه ، قبض على شعرها بين أصابعه و شده بقوة للخلف فصرخت بألم و رأسها قد ارتفع فعلاً ، همس بحدة قوية بائنة .
تشين : احتسيتِ الخمر ، قصصتِ فستاكِ ، و عدتِ لي بجسد مبلول و وجه مبعثر ، رغم ذلك تتجرأين بطلب الغفران ؟! أنا سأسفك دمكِ و اشربه ! لماذا فعلتِ كل هذا ؟
وضعت يدها المرتعشة بإرتجاف فوق قبضته التي تخنق خصلها ثم همست بنبرة تثير الشفقة في الأنفس و تتقطع القلوب حزناً لأجلها .
آماندا : لا أذكر الكثير ، أذكر بضع صديقات قديمات أخذوني معهن لتجربة مشروب ما ثم لا أذكر شيئاً ، أقسم لك أنني لم أكن أعرف أنه خمر فلقد كان ممزوجاً في العصير ، أنت تعلم أنني أكره الخمر و لم أحتسيه أبداً ، لا تفعل بي شيئ سيئ أرجوك .
تشردق بسخرية ثم استفهم مستنكراً .
تشين : حقاً ؟! الخمر ممزوج بالعصير ؟! و إذ ؟ رائحة الخمر و طعمه قوي لا يخفيه العصير ، تكذبين علي ؟ ها ؟
نفت برأسها و هي تبكي خوفاً مما سيحدث بها على يديه لا محالة حيث لا أحد ينقذها منه أو يدفع بطشه عنها ، حاولت تبرير نفسها بصدق بعينيها الباكية التي لا تكذب تتوسله الرحمة بها .
آماندا : أنني لا أكذب عليك ، صدقني لم أدرك أنه خمر !
أبعد ذراعيها عن وجهها بتهجم و قبض على فكها يفتكه بأصابعه القوية و قبضته الصلدة ، فأنَّت بصوت عالي تعبيراً عن الألم و بكائها ارتفع ، إلا أنه أمر بغضب بعدما دفع رأسها من فكها .
تشين : أخرسي !
حاولت تهدئة نفسها ، تنظيم أنفاسها ، و التوقف عن البكاء لكنها لم تستطع ، الخوف و الألم يسيطران على جسدها و ردود أفعالها ، لم يُلقي بالاً لخوفها و هو يمرر عينيه بتقزز فوق جسدها الذي يلتصق به فستانها الممزق .
تشين : و ماذا عن فستانكِ يا مهذبة ؟ لماذا جسدكِ مبلول و فستانكِ ممزق ؟
شهقات بكائها أصبحت تزهق أنفاسها أكثر رغم ذلك ردت عليه بصوتها الخفيض .
آماندا : لا أعلم ، لا أذكر .
تنفس بقوة حتى امتلئ صدره بالهواء و فرغ سريعاً ثم أهلاً بإعتداء وحشي من قبله على جسدها الذي تمزق تحت يديه قد تجهزت له بيدين مرفوعتين تحمي وجهها من الضربات .
صوت صراخها ملئ المنزل و هي تستقبل صفعات ، ركلات ، و لكمات في كل جزء في جسدها حتى اختنق صوتها و بدأ ينخفض بالتدريج حتى اختفى و جسدها الذي كان يقاوم بات يتلوى ثم سكن ، غابت عن الوعي ، لكنه لم يتوقف بعد بل بقي يضربها رغم سكونها إلى أن فرغت طاقته ، وقف من عليها يلهث أنفاسه بشكل سريع .
نظر إليها مطولاً و هي تفترش الأرض ، ملامحه تنقبض و تنبسط بشكل متوالي بطيء ، تارة يشعر بالشفقة عليها و أنه بالغ في ردة فعله و أخرى ينظر لشكلها المخزي فيصمم أنها مخطئة و تستحق ، همس بغضب يحدثها و كأنها تسمعه في حالة غياب وعيها .
تشين : سأصفي حسابي مع ذاك و أعود لكِ ، لم أنتهي منكِ بعد ، لم أنتهي .
أخذ هاتفها و هاتفه و المفاتيح ، قطع إتصال الإنترنت ، أحكم إغلاق النوافذ و الأبواب ، ثم غادر تاركاً خلفه سجينة دون وعي في سجنه ، و هو على يقين أنها لن تجد وسيلة للهرب منه أبداً .
...................................................
أثناء ثوران تشين على زوجه آخرون منغمسون في العسل ، وقفت أمام المرآة تعاين طلتها الأخيرة بإهتمام ، شعرها الكستنائي منسدل حتى أسفل ظهرها ، عيناها مرسومة بالكحل و رموشها مرفوعة بالمسكارا ، شفتيها مشتعلة بأحمر الشفاه الأحمر ، فستان قصير ضيق يظهرها بإثارة ، و كعب عالي في قدميها ، أخيراً عطرها الذي يفضله يعبق منها ، حرصت أن تكون بإطلالة كما يحب تماماً .
نظرت إلى الطاولة و ما عليها من أشهى الأطباق التي يحبها بإبتسامة زاهية ، عاينتها بدقة قبل أن تنظر لعملها أخيراً برضا ، فتح باب المنزل فعلمت أنه وصل ، سارعت بالأختباء في المطبخ بعيداً عن أنظاره ، نادى عليها عدة مرات و لكن ما من مجيب ، أقترب نحو الطاولة المزينة بالشموع الحمراء فابتسم فعلم أنها ستكن ليلة حافلة بالأحمر ، و اتسعت إبتسامته أكثر عندما التف ذراعيها حول خصره مستشعراً بها تحضنه من دبر بلطف .
همس بتحبب بعد أن وضع كفيه على كفيها المتشابكان حوله ، و تلك الإبتسامة تظهر غمازتيه الغارقتين بوجنتيه على سبيل الجمال الخلاب .
لاي : أشم رائحة رومانسية هنا ، ما المناسبة ؟
إلتفتت إليه و كشرت ملامحها بإنزعاج لطيف ثم هتفت باستنكار .
ليليانا : ألا أدللك دوماً أم ماذا ؟
ضحك بعلو طويلاً فتوسمت ضحكته بإبتسامة عاشقة و عينان مسلوبتان حباً ، أبصر نظراتها المغرومة به فأقبل على شفتيها يقبلها بينما تبادله بنعومة مغرية و كأن كلاهما يحتاجان هذا التبادل المغري .
قطعها بعدما اكتفى مؤقتاً منها و توسلت رئتيه الهواء الدخول إليها و إلا اختنق و اختنقت ، هتف بلاهث خفيض مغموراً بالحب .
لاي : بلى تفعلين و لكن هناك مناسبة اليوم ، أشعر بذلك .
وضعت كفيها برقة على ياقة قميصه ثم همست بدلال .
ليليانا : حزرت ، لكن احزر ما هي ؟
همهم بخفة بينما ينظر لها و عقله يفكر بتاريخ اليوم الذي لا يحمل أي مناسبة مهمة ، فهمس محتار .
لاي : لا يحمل تاريخ اليوم مناسبة مهمة .
أومئت له برأسها و هي تنظر له بعيون القطط تلك و شفتيها بارزتان بلطف ، ثم انقلبت ملامحها من الرقة إلى الإثارة و شدته نحوها من ياقة قميصه بقوة حتى تقابل وجهيهما بمسافة لا تزيد عن سنتيمتر واحد فهتف بتفاجئ .
لاي : اوووه ! تبدين خطيرة !
استبدل صدمته بإثارته فوراً عندما شدها إليه من خصرها و همس بأذنها .
لاي : لكنكِ لستِ أكثر خطورة مني .
لفها بقوة حتى اصطدم ظهرها بصدره ، ثم غرس رأسه بعنقها يقبلها بقوة حتى تأوهت بنعومة لتزيده خطورة ، همس بصوت ثخين و بعينيه شعاع رغبة أحمر .
لاي : تحدثي !
أمسكت بكفه الذي يحط على كتفها ببعض من القوة و وضعته على بطنها ، ثم همست بقرب أذنه و أنفاسها تصطدم بجلد رقبته ، فارتعش كفه !
ليليانا : ستصبح أب بعد أشهر ، أنا حامل .
ردة فعل لم تتوقعها منه أبداً ، بدلاً من أن يكون فرِحاً بحملها فيغدقها بالحب و الإهتمام حتى ولادتها قابلها برد عنيف غاضب أفزعها و فاجئها بذات الوقت ، أدارها إليه بسرعة و قبض على ذراعيها بقوة و كأنه سينزعهما من مكانهما ، ثم صرخ بوجهها غاضباً .
لاي : ممن حامل ؟ كيف حملتِ ؟ أنا لا أنجب ! أنا عقيم !
شهقت هي بقوة لأثر صدمة الخبر على مسامعها ، إنه يشك بنزاهتها الآن و هذا أمر خطير ، صرخت به بقوة غضباً هذه المرة دون خوف من التبِعات ، هي ستتحمل منه أي شيء و تسامحه على كل شيء إلا الطعن في شرفها .
ليليانا : ماذا تقول أنت ؟ أنه ابنك ! لا تطعني بشرفي !
دفعها عنه بعيداً فوقعت أرضاً و آه ألم خرجت من شفتيها ، صرخ بها بينما يضرب صدره بقبضته .
لاي : أنا عقيم عقيم لا أنجب ! كيف تكونين حاملاً مني و أنا لن أنجب الأطفال في حياتي ؟!
هتفت هي بصراخ الغضب بوجه جهراً عالياً .
ليليانا : اذهب لمن قال لك أنك عقيم و أفعل به ما شئت ، ليس ذنبي أن ظننت نفسك عقيم ، أنت تنجب الأطفال و ها أنا حامل بطفلك .
و كأنه يريد حجة حتى يفرغ غيظه عليها ، أو أن صراخها العالي الغاضب عليه زاده غضباً ، انخفض إليها مرتكزاً على قدميه ثم قبض على شعرها و شده للخلف بقوة ، همس بصرير مخيف .
لاي : لا تصرخي علي !
و من باب الإغاظة صرخت عليه بأعلى صوتها بكلمة واحدة " مختل " فتدافعت صفعات متتالية على وجنتيها تكاد تحطم عظامها فأصبحت تصرخ ألماً لا غضباً .
لا يتوقف عن صفعها و لا تتوقف عن الصراخ ، هتفت بضعف و إنكسار تتوسل رحمته بعدما ضعفت مقاومتها و الخوف تسلل إلى قلبها عما يسكن أحشائها .
ليليانا : توقف ... توقف أرجوك .. حطمتني .. سأموت بين يديك .. اتركني !
ما من أذن سامعة ، هيهات لها أن يتركها ، صفعاته تطاولت على جسدها فصرخت بكل ما لديها من قوة خوفاً على ما يسكن أحشائها .
ليليانا : توقف ، ستقتل ابنك قبل أن يحيى !
حالما نطقت بها تركها بشكل سريع و كأن الكهرباء مسته ، وقعت هي أرضاً من دون طاقة و لا قوة تستعين بها ، بكائها فقط ذو قوة و طاقة و لا شيء آخر ، تحدثت بصوت خفيض ، ضعيف ، و متألم .
ليليانا : أنا لن أسامحك على ما فعلته بي و شكك بإخلاصي و حبي .
وقف و قذف ما على الطاولة من أطباق لتنكمش على نفسها من باب الحماية و تبكي بحرارة ، كل ما حضرت له ذهب سُدى و كل توقعاتها الجميلة أصبحت أحلام وردية ، صرخ بقوة قبل أن يخرج من المنزل .
لاي : لا أهتم لأي لعنة !
إرتجف جسدها بقوة حينما صفع الباب بعده و أحكم إغلاقه حتى لا تهرب منه ، وضعت كفيها على بطنها و كأنها تحتضن جنينها إليها ، ثم هتفت و بكائها يقطع كلماتها .
ليليانا : لا تخف يا طفلي ، والدك سيعد نادماً بعد حين ، لن أخسرك و سيصدقني والدك ، لا تقلق حبيبي .
.......................................................
غريباً ، اليوم ليس بمزاجه المرِح المعتاد ، منذ الجلسة في المحكمة و حاله منقلب عليها ، قليل الكلام كثير الإنفعال ، يذكرها بنفسه القديمة التي لن تشتاق لها يوماً طوال حياتها .
ألقت نظرة عليه من المطبخ ، أنه يجلس على الكنبة و يقلب القنوات بملل ، أعتادت عليه يخجلها بحضن خلفي و هي منشغلة في المطبخ أو يثير حنقها بغزله المنحرف ، تنهدت بثقل ثم عادت أدراجها إلى المطبخ ترتب الصحون في أمكانها ، شيء واحد لا تريده أن يحدث ، أن يعود زوجها القديم الأول الذي تحاول نسيانه بكل مجهودها .
انتهت مما بيدها ثم زحفت إليه بخطوات هادئة و أخذت مكان قريب منه مجلساً لها ، طال الصمت بينهما كثيراً لا يكسره هو و لا تتجرأ أن تفعل هي ، اختارت أن تنظر إلى ما ينظر إليه في التلفاز بصمت كما يفعل هو .
ما كان ما يشاهده على التلفاز سوى أحد أفلامه الناجحة و لذا انغمست هي بإستمتاع في مشاهدة الفيلم كما يفعل هو ثم بدأت تتفاعل مع الأحداث و الشخصيات بقوة بضحكات تارة و بدموع تارة أخرى حتى إنتهى الفلم بسلام .
أقفل التلفاز ثم هم بالنهوض إلا أن كلماتها المخنوقة من غصة بكائها قد أبقته جالساً يستمع لها .
كريستين : ااه كما أنا فخورة بك ، ممثل رائع ، مغني رائع ، مؤدي رائع ، و الأهم زوج أروع .
إلتفت إليها برأسه ينظر لها بإنغماس و هي تنظر إلى شاشة التلفاز ، وقف ثم تقدم ليجلس بجانبها و همس بلطف و هو يمسح دموعها .
دي أو : شكرا لكِ حبي ، و لكن ما الذي يجعلك تبكي هكذا ؟
همست هي ببكاء طفولي و هي تفرك عيناها .
كريستين : الفيلم جميل !
ضحك هو عالياً للطفها في التصرف و الحديث ، و بلحظة إنطوى إنزعاجه منها فاحتضنها بحانبية مقبلاً رأسها بعمق ثم همس مبتسماً بإتساع .
دي أو : لطيفة !
رفعت رأسها بعد وقت عن صدره ثم نظرت إليه بتوجس و همست بتسأول بنبرة حذرة .
كريستين : أهناك ما يزعجك مني ؟ هل أخطأت بحقك ؟
أعادها إلى صدره ثم همس يتفادى نقاش لا يود الخوض به .
دي او : أنسي الإمر .
أصرت هي مرة أخرى تواجهه هامسة بهدوء .
كريستين : لا ، أخبرني ما الأمر ؟ لربما أزعجتك بأمر دون إدراك مني .
تنهد مطولاً فهو لا يريد أن يتحدث بالأمر ، لكن في قرارة نفسه ما زال غاضباً ، يريد تبريرات ترضيه لذلك تحدث بصدق .
دي او : ذاك المحقق ، لماذا كلمكِ ؟ تبدوان مقربين .
نفت هي برأسها بخفة و ما استطاعت كتم إبتسامتها فغيرته عليها إطراء لها .
تحدثت بصدق دون مواربة أو إقتضاب مبررة عللها .
كريستين : تقصد تايهيونغ ؟
أومئ لها بغيظ لتكمل بعدما ضحكت بخفة .
كريستين : لقد دعاني إلى حفل أقامه بمناسبة ترفعه أو شيء كهذا .
تسآل بحنق تماشياً مع غيرته الفذّة .
دي او : لماذا يدعوكِ أنتِ دون غيركِ ؟ ثم هل قبلتِ دعوته ؟
نفت برأسها ثم أجابته .
كريستين : لا ، أظن أن الحفل أقيم اليوم بالفعل ، ثم أننا لسنا مقربين بل نعرف بعضنا عن بعد ، هو صديق آماندا زوجة تشين ، و هو الذي حقق في القضية ، لا يجمعني به أي شيء آخر .
بقي سؤال واحد يدور في رأسه لم تجب عليه فذكرها به .
دي أو : لم تجيبي على سؤالي الأخير .
عقدت حاجبيها دون فهم فاستفهمت .
كريستين : أيهم ؟!
طرق على الطاولة بغضب بقبضته لتفزع هي بمكانها خوفاً ثم نظرت إليه بتخوف جلي بينما يتحدث بنبرة خشنة و عينيه ظهرت بها بعض الحدة .
دي أو : لماذا يدعوكِ أنتِ دون غيركِ ؟ هذا لم تجيبي عليه و أريد إجابة وافية صادقة و مقنعة .
إبتلعت ريقها بجفاء فها هو يعود القديم في ساعة الغضب ، همست و هي تنظر بعينيه بحدقتين مرتجفتين .
كريستين : لا أعلم ، ربما لم يرى أمامه أحد غيري ليدعوه !
تنفس بغضب سحيق و قبض على ذراعيها بقوة فتأوهت عالياً ، حجتها ضعيفة لم تقنعه و هذا لا يزيد الأمور سوى سوءاً ، قربها إليه حتى تقابل وجهيهما على بعد إنشين ، همس صاراً أسنانه و أنفاسه الساخنة تلفح وجهها كالنار .
دي أو : لا تعلمين ! هذه ليست الإجابة التي أنتظرها منكِ .
همست هي بخوف و عيناها أصبحت زجاجية بالفعل .
كريستين : ليس لدي إجابة غيرها !
جسدها يرتجف بين قبضتيه و حرارتها مرتفعة ، تشعر بأن حبل يلتف حول رقبتها يخنقها و حجر يتربع بصدرها يثقل كاهلها ، رؤيتها أصبحت ضبابية بفعل دموعها المحبوسة بها ، قد تبدو رد فعل مبالغ بها و خوف كبير ، لكنها معذورة ، فالذي أمامها ليس سوى الرجل الذي تزوجها رغماً عنها و ليس الرجل الذي أحبته .
النظرة التي بعينيه لطالما أخافتها و تمنت في صميم قلبها أن لا تراها في عينيه لها مجدداً ، قبضته المحكمة على ذراعيها باتت مؤلمة عنيفة ليست تلك التي تلفها بحب و حنان ، أنفاسه الحارة التي ترتطم بوجهها مشتعلة بالغضب و ليست بالحب ، هذا ليس دي او الذي وقعت بحبه بل الذي تزوجته بالغصب ، تخاف أنه قد عاد و بهذا يكون أعلن موت الذي ذابت فيه عشقاً .
صرخت بذعر لشدة خوفها أكثر من ألمها عندما تركت قبضتيه ذراعيها و تولت إحداها شد شعرها بقوة إلى الخلف فارتفع راسها ، صرخ بها و ملمحه بات غريباً عليها و قديماً مألوف في ذات الوقت .
دي او : اجيبي و إلا عذبتكِ حتى الموت !
ارتجف قلبها بصدرها بقوة فبات ينبض بقوة حد الألم الشديد ، و ما عادت تستطيع كتم ألمها فاشتكت بصدق و عيناها تذرف الدموع .
كريستين : أنا خائفة منك ، قلبي يؤلمني كثيراً .
تبسم بجانبية ساخراً و كأنه يتشفى بألمها ثم همس يشدها إليه أكثر حتى تداعت أنفاسها بثقل و هي تناظره بخوف ، يبدو مخيفا كما كان سابقاً !
دي أو : لا تحاولي استعطافي يا جميلة و أنتِ تعلمين شراستي و جنوني ، لم أنسى أنكِ تحدثتِ معه بزفاف تشين .
شهقت بقوة ، وضعت كفها على فمها ، و إنفرجت عيناها الزرقاوتين لإثر الصدمة على نفسها ، دي أو أستعاد ذاكرته ، و عاد دي أو القديم ، همست هي و عيناها تتفحص ملامحه .
دي أو : أتذكر تشين و زفافه و كل ما حدث بيننا ؟
قبض على فكها بأصابعه الغليظة بعنف ، يظن أنها تحاول أن تنسيه الأمر بالإستطراد .
دي او : لا تستغبيني ، أجيبي على سؤالي لآخر مرة أنبهكِ ، إن وعدتكِ بأن لا أمسكِ و لا أعنفكِ هذا لا يعني بأنني سأفي ، فالوعود وجدت لتُكسَر .
إبتعلت ريقها للمرة التي لا تذكر عددها ثم همست بحذر ممزوج بتوسل علها استعطفته و نجت و إلا ستموت خوفاً منه أن لم تمت تحت يديه .
كريستين : أرجوك إهدأ و اسمعني ، أنا لا يربطني شيئاً به أقسم و لم نخض في أي أمر سوياً وحدنا ، أنا لن أخنك أنت حبيبي .
ترك شعرها بسرعة و انقلبت الأدوار ، أصبح هو الملجوم لإثر الصدمة ، ظن أنه توهم ما سمعه ليتسآل متعجباً و حاجبيه منقبضين .
دي أو : أنا ماذا ؟ ماذا قلتِ ؟!
تنفست بسرعة ثم همست بتوجس
كريستين : أنت حبيبي .
ظنت بأنه سيهدأ قليلاً و يفكر بما قالته عندما تطرق هذه الكلمة الذي كان ينتظرها دي او القديم كثيراً على مسامعه ، لكنها فوجئت بقهقه ساخرة طافت بأرجاء المنزل ، أطال الضحك و كأنها ألقت طُرفة عليه ، ردة فعله جعلتها تبكي من جديد ، إلا أنها حبست أنفاسها و كتمت شهقة كادت الخروج من شفتيها عندما نظر لها بعينين زجاجية تُقدِم نظرة باردة ما التمحتها في عينيه من قبل .
صرخت بقوة عندما صفعها بقوة فارتطم جسدها على الكنبة بقوة إلى أنها إلتفتت إليه و هي تتحسس وجنتها المحترقة بالصفعة ، أما هو فهمس مهدداً بسبابة مرفوعة تحذيراً .
دي او : لا تحطمي مشاعري و إلا حطمت جسدكِ !
بكت هي بحرقة أخيراً حتى ملئ صوت بكائها المرير المنزل و هي تصرخ به بحرقة قلبها الذي فتحت جروحه من جديد .
كريستين : أنا لا أحطمك ، أنا فعلا أحبك و لكنك أنت من تحطم كل شيء بنيته .
لم تدرك بعدها من أين تنهال عليها الصفعات ، الركلات ، و اللكمات ، ما تدركه أن صراخها قد وصل الجيران ، و أن الألم يفتك كل إنش في جسدها دون رحمة ، توسلات مريرة تتلى على مسامعه بين صرخات الألم لكنه أصم عنها .
لا يريدها أن تحبه لإنها كاذبة ، تقول ذلك لتنجو من قبضتيه و تتوسط حضنه بينما تتلاعب به في الخفاء ، لا يريدها ان تخبره بأنها تحبه لإنه يحبها بالفعل ، لا يريدها أن تستهين بمشاعره و يستهويها تحطيمه لاحقاً ، لا يريدها الإلتجاء إلى قلبه عندما يتهمها عقله ، لا يريد أن تكون الضحية ابداً .
هو تزوجها رغماً عنها و أجبرها على أن تكن إمرأته ثم عنفها و حبسها و لكنه في النهاية أحبها ، لا يريد أن يكون حبه الغير متبادل نقطعة ضعف تستغلها لصالحها ضده و أن يكون ورقة رابحة لها ، لهذا يلقنها درساً بهمجية يذكرها بمن هو ، و إن لا شيء يضعفه حتى هي ، لا شيء أبداً .
لا يدرك كم مر من الوقت و هو يفرغ بها غيظه ، إلا أن صوتها بات ضعيف و مقاومتها أضعف ، ستستسلم إلى اللاوعي قريباً لا محالة ، حينها تركها تبكي بقوة و غرابة و هو يأخذ قسط من الراحة و يلتقط أنفاسه .
مرت دقائق طويلة و هم على هذه الحالة ، لا هي تتوقف عن البكاء و لا هو يمل النظر إليها حتى بهذه الحالة ، قام من عليها ثم وقف ، همس بتهديد خطير و حدة شديدة .
دي او : هذا لتحاولي التلاعب بمشاعري مرة أخرى .
جلس على الكنبة التي تجاور بالطول التي تتمدد عليها بضعف باكية ، و أخذ يقلب قنوات التلفاز ببرود تارة و أخرى يعبث بهاتفه دون إهتمام لحالها ، إنخفضت شهقاتها و حركاتها حتى سكنت ، تنظر للعدم بفراغية .
عقلها يتذكر كل تفصيلة جميلة عاشتها معه بعد فقدانه ذاكرته و كلما تذكرت إحداها سقطت دمعة حداداً عليها بصمت ، عندما استيقظ ، لياليهم الطوال ، غزله المنحرف ، و مزحاته اللطيفة ، في المقابل منذ زواجها منه إلى ما قبل الحادثة تذكرت كل إغتصاب ، كل صفعة ، كل شجار ، و كل الألم ، أنها تعيشه الآن ، رفعت عينيها إليه ، يجلس ببرود لا يلقي بالاً و لا إهتماماً يُذكَر بها أو لما فعله بها ، و لماذا سيفعل و هو السبب في كل هذا !
وقفت بتمهل بطيء و ضعف شديد ، تتوسل عظامها و عضلاتها على حملها ثم مشت خطوة صغيرة واحدة إلا أنه تسآل بصوته الجهوري القوي .
دي أو : إلى أين ؟
نطقت بضعف متوسلة الهواء أن يملئ صدرها .
كريستين : إلى الأعلى .
أشاح بنظره ببرود عنها ثم أشار لها بيده أن تذهب ، إلتفتت ثم ابتعدت عنه و صعدت ببطئ شديد إلى غرفتها ، دخلت إليها ثم أحكمت إغلاق الباب و تركت العنان لدموعها من جديد بينما تبحث عن هاتفها الذي تركته صباحاً هنا .
إلتقطته من على المنضدة حالما لمحته ثم أخذت تقلب جهات الإتصال بسرعة حتى وصلت المقصودة و نقرت زر الإتصال ثم أعلمت ببكاء مرير حالما أجاب الطرف الآخر .
كريستين : أرجوكم ساعدوني دي أو استعاد ذاكرته و هو يهاجمني الآن فلينقذني أحد .
أراد الطرف الأخر الرد و لكن صوت الصراخ الذي دوى في السماعة منعه من ذلك .
...................................
لا تعلم ماذا ستفعل أو كيف عليها أن تتصرف ، زوجها منذ أن عودتها لم يعد ، مرت ثلاث أيام و ليلتين دون أن تسمع عنه خبراً يطمئن فؤادها أو يسرها ، خائفة هي عليه من نفسه أكثر من خوفها على نفسها منه .
جرجرت جسدها المتهالك غصباً إلى الأريكة الكبيرة ، حياتها منذ ثلاثة أيام تجوال بين السرير و الكنبة في صمت كئيب و ظلام دامس ، تلفتت إلى الباب و النوافذ للمرة المائة علّ ضوء سيارته ينير ظلمة المنزل و لكن دون جدوى تذكر .
كل ما تتصل به يخبرها أنه بخير و يحذرها من الخروج ، لكن لماذا أعادها ما دام لا يريد قربها ؟! خوف استحوذ على قلبها ، ربما تلك الصور جعلته يكرهها أو يتقزز منها ، لكن ما بيدها حيلة تجاهه ، لربما الحب الذي ضمره لها طويلاً في طيات قلبه قد انطمر و ما بقي له أثر يشهد عنه .
قلبها دق بعنف يخاف أن يصبح وحيداً و يمسي متهالكاً في بُعده المُجحف ، صعب الفراق و الإفتراق و لا تود يوماً أن يبعد رحيقه عن أنفاسها ، تخاف هجرانه و ويلها من طعنة أن فعلها ، لماذا ستبقى متمسكة بالحياة إن هو أفلتها ؟ لا ضرر في الموت على حياة تعيشها بين نفسها و نفسها .
تعلم أن قلبها يتمزق في داخلها فالإستغناء ليس طيباً ، تدرك أن عيناها التي تذرف الدموع بهدوء يكاد إحتياطها أن ينفذ و ما زالت تعيش على مؤن الأمس ، كلها جميلة و محببة فالقلب يأمر العقل بالنسيان حالما يعلن الغفران ، أقلبه سيفعل يوماً ؟ قلبها الضحية سامح ، أقلبه المجرم سيفعل ؟ هنا إنقلبت الأدوار و على المجرم أن يسامح ضحيته ، أو أن الضحية ترجو ذلك .
ما عاد للصبر مطرح و لا عاد للإنتظار مأمن ، تريد الإطمئنان عليه ، تريد رؤيته يقف أمامها بهيبته العنجهية المعتادة ، خطفت هاتفها من على المنضدة و اتصلت بمن تتجه إليه عادة للوقوف بجانبها ... ميرسي أريانا .
عندما ردت المهاتفة بالتحية نطقت على نحو سريع قلق ما عادت تستطيع إخفائه .
كاثرين : أرجوكِ يا ميرسي أريانا ، كاي لم يعد منذ عودتي .
و بهذا شرحت لها كل ما حدث بينهما بعدها و خروجه الذي لم ينتهي بعودة .
عندما وصلت ميرسي أريانا برفقة سيهون إليها استقبلتهم بحفاوة البكاء ثم قدمت المزيد من الشروح حول غياب زوجها ، تصرف سيهون و اتصل بكاي مراراً علّه يجيب دون فائدة ، حاولت هي أيضاً لكنه لا يجيب ، أين هو ؟
معروف عن كاي حبه للأماكن القديمة و المستودعات المُفرغة ، إنه يملك الكثير منها بالفعل ، انطلقت سيارة تحمل ثلاثتهم و سيهون يقودها إلى أهدافهم الكثيرة ، ينبشونها واحداً تلو الآخر علّ أثر بقي يتكلم عنه كان في أحدهم .
أخيراً توجهوا إلى آخر المستودعات إصطفافاً ، الأكثر ظلاماً و انفراد ، فتحو الباب على مصراعيه بحثاً عنه و قطرة من الأمل إنفردت ببقائها .
دخلت إلى المخزن و قلبها يدق متصارعاً مع دمها المغلي ، عيناها البندقية أخذت تجول يميناً و يساراً ، في كل ركن و إتجاه ، قلبت عيناها مراراً و تكراراً ثم قدمت جسدها راكضاً إلى كل زاوية و مكان ، رغم أن المخزن رديء من الخارج إلا أنه مزخرف و مأثث من الداخل بأفخر الأثاث عالمي الصُنع ، كلما خطت خطوة إلى ركن بحثت به بجد ، قلبها زف نفسه مغلوباً ، لقد استسلمت .
جلست على الأرض مغلوبة على أمرها تفضي مشاعرها بالبكاء العالي ، أسندت رأسها على قدميها و احتضنت نفسها فتداعت الشفقة إلى قلب ميرسي أريانا و سيهون اللذان ينظران لبعضهما بحزن ، إنخفضت إليها و أصبحت تربت على كتفيها عل فيضان مشاعرها يهدء .
لإنكسار الشمس على بناء المستودع ترآى لهم ظلاً طويلاً وصل أقدامهم ، كان ينبعث من ذاك الرجل الذي يقف على الباب ، رفعت كاثرين رأسها عندما رأت الظل ثم نظرت إلى صاحبه بخطف ، و على سرعة وقفت ثم ركضت إليه بكل سرعتها حتى امتثلت أمامه .
أخذت عيناها تتفحص هيئته عن قرب فالشوق غلب النظر ، شعره أشعث بشرته مُغبرة و ثيابه مهملة لكنه بخير ، شهقت باكية فيا للشوق قتلها ! رمت بجسدها عليه بقوة تحتضنه إليها ، إلا أنه لقوة الدفع تراجع خطوة ثم استند على الجدار مهلك القلب ، لفت ذراعيها بإحكام حول كتفيه و أغرقت رأسها في رقبته الحاضنة التي أشتاقت ، تمتمت بكلمات كثيرة لم يفهمها سواه .
كاثرين : لقد أنهكتني خوفاً ، الرحمة بي لا أستطيع التنفس ، قلقي عليك يقتلني ، لماذا ابتعدت عني هكذا ؟ أما عدت تريدني ؟ لا تكرهني ارجوك لا تكرهني ، سامحني و أحبني ، ما زلت حبيبتك الحمقاء التي تخاف الدنيا دونك ، أنت درعي الوحيد فلا تكسرني ، أنا أحبك و آسفة .
أدمعت عيناه تأثراً فحبه المكنون ما انطمر و لا يجرؤ على التواقح ، قلبه مليء و مليء بها وحدها ، أظنت حقاً أنه سيكرهها ؟ هو لا يجرؤ أن يحاول حتى ، أيحاول و يخسره ؟ لا ، فالحب أقوى من الشك و أقسم أن هذا آخر جنون و انتهى .
علت شهقاتها أكثر عندما ضمها إليه فلقد أعلن غفرانه و هذه دموع الفرح ، آخر طلب سماح عليه أن يكون جلي ، إبتعد عنها و إنخفض على قدميه أمامها راكعاً ثم إحتضن قدميها التي تسندها واقفة إليه ، بدى ضعيفاً منهك لا يقوى على الإجحاف أو حتى الإكثار في طلب الغفران ، همس أخيراً و كم أشتاقت لصوته و لكنه به بحة ألم و حزن .
كاي : ما عاد بإستطاعتي الإبتعاد فالشوق يقتلني و لا الإقتراب فالغضب يحكمني ، لكنني الآن لستُ أنا ، عاهدت نفسي و أياكِ الآن بأنني سأكون حبيب متعلق و مستمع جيد و أنني لن أحكم عليكِ سوى بالثقة الثقة ، مهما ستمر علينا من مصعاب و مشاكل ، لن أكون سوى محتوي لكِ ، على ذلك أطلبك الغفران عما فات ، عن كل دمعة ذرفت بسببي ، و كل ألم تذوقتيه من يدي ، على سبيل هذا الإعتذار سامحيني فالغفران في الطيب كرم و أنتِ أطيب و أكرم مني ، فها أنا أركع أمامكِ و احتضن قدمكِ و شعور الرجولة في داخلي لم يهتز ، فلا كرامة في حبكِ بعد الآن و لا غضب فقط الحب في حبكِ ، فهلا سامحتني ؟
أجارته بالجلوس فلا كرامة كما قال ، كلماته تلك كانت أصدق ما سمعت و أجمل ما لفظه ، شعاع الحب لن ينفذ يوماً بل سيبقى قوياً و قوياً حتى نهاية الحياة لا الحكاية .
قبلت جبهته و وجنتيه و على سبيل العدوى شفتيه تبوح له بصدق شعورها و قوته ، حباً لن يصهره الزمان و لن تمحيه الظروف هذا الحب القوي الذي لطالما نشده السكر في الملح .
................................................................
لأجل أن تقوم بهذه الخطوة خاطرت كثيراً ، فلقد خرجت دون علم زوجها و هذه وحدها أعظم مخاطرة في حق زواجها ، الندم أسرف مشاعرها و التفكير سيطر على عقلها ، فقررت أن ما تقوم به الآن لربما لن يرضي زوجها و لكنه على الأقل يزهق الندم الذي يستحوذ على مشاعرها .
وقفت بمحاذاة الباب تنازع توترها على طرق الباب ، إلى إن انتصرت شجاعتها في آخر المطاف و طرقته ، انتظرت أن يفتح لها الباب و هي في حالة توتر عارمة ، تظهر في أنفاسها المثقلة أصابعها المتشابكة و ريقها الذي تبتلعه بجفاء في الثانية ألف مرة .
فتح الباب أخيراً و حدث ما توقعت حدوثه ، تصنمت صاحبة المنزل لرؤيتها تقف أمام بابها ، تنفست بعمق ثم اصطنعت إبتسامة و همست بتوجس .
ماريا : ألن تستقبليني في منزلكِ ؟
أومئت لها عدة مرات بإلحاح ثم همست بنبرة مدهوشة .
سالي : بالطبع بالطبع ، تفضلي !
دخلت بخجل فما زالت تذكر ما فعلته من سوء المعاملة لها في منزلها ، جلست على الأريكة دون النظر إلى ما حولها ، تسآلت سالي بلطف
سالي : ماذا أضيفكِ ؟
نفت ماريا برأسها ثم همست و هي تشير إلى جانبها من الأريكة .
ماريا : أرجوكِ أجلسي علي الرحيل قبل عودة زوجي إلى المنزل ، لذلك سأفضي ما لدي سريعاً و انصرف حتى يرتاح ضميري و بالي .
أومئت لها سالي ثم جلست بجانبها لتقدم ماريا حديثها دون إنقطاع بينما الأخرى تستمع إلى كلماتها بحذر و إهتمام .
ماريا : أولا أنا أعتذر عما بدر مني عندما أتيتي لزيارتي في منزلي ، لقد كنتُ معكِ جافة و أود منكِ مسامحتي ، أما عن جيمين فسأخبركِ أننا أصدقاء منذ المدرسة و لكنه خان العُهدة عندما حاول الإعتداء على جسدي ، بفعلته تلك قطع صداقتنا و علاقتنا المتينة لتغدو عداوة و كرهاً في قلبي ينمو إتجاهه مع مرور الأيام ، إلى أن دخل سوهو حياتي و أوقعني بحبه عميقاً فنسيته و نسيت نفسي القديمة و بدأت من جديد ، لربما إكتشفت مؤخراً أنني ما عدت أكن له أي مشاعر كره .
صمتت قليلاً تنتظر من سالي رد فعل على ما قالته لها ، لكنها بقت صامتة مخفضة الرأس فعلمت أنها تبكي في صمت فأكملت .
ماريا : أنا لا أعلم عنه شيء بعد ما قلته لكِ أبداً و لا أريد بالفعل ، و هكذا أكون قد أفضيت ما في جعبتي من كلام لكِ ، أرجو أن تأذني لي بالرحيل الآن فزوجي لا يعلم عن خروجي .
وقفت ماريا تحضر لخروجها ثم ودعتها بالتحية و اتجهت نحو الباب حتى تنصرف ، لكن ما إن فتحته كان هناك من يقف خلفه بالفعل ، جيمين الذي صُعِق لرؤيتها أمامه بعد مرور كل هذه السنوات ، حاول إستجماع الأصوات في حلقه عله كون كلمات لكنه عجز .
هي كذلك و لكنها انصرفت من امامه ، و قبل أن تغادر كلياً سمعت صوت صرخة ألم أنثوية أتتها من الخلف ، ما إن إلتفت حتى شهقت واضعة كفها على فمها لإثر المفاجأة ثم صرخت بذاك الذي يقف كالتمثال دون مشاعر .
ماريا : أجننت ؟ ماذا فعلت أنت ؟ يا إلهي !
الآن فهمت دموع سالي ، و كل كلمة قالتها في حق علاقتها الزوجية مع هذا الرجل كم كانت صادقة .
.....................................
سلاااااام يا اصدقاء
أنني أقاوم النوم بالقوة 😧
تأخرت عليكم أعلم و اعتذر لكنني مشغولة دراسيا
العد التنازلي قد بدأ
رأيكم بالغلاف أخترته لأنه يضم الأعضاء بهيئتهم المتوحشة التي أعشق .
أخر عشر بارتات لهيك في رفعة أخيرة على الشرط .
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 تعليق
1. رأيكم بردة فعل تشين إتجاه آماندا ؟
2. رأيكم بحالة آماندا ؟ و هل تعتقدون أنها طرف مخطأ منذ البداية ؟
3. ماذا سيحدث بين تشين و تايهيونغ ؟ و كيف سيؤثر الأمر بعلاقة تشين و آماندا الزوجية ؟
4. رأيكم بردة فعل لاي ؟
5. هل ستسامح ليليانا لاي على فعلته معها ؟
6. رأيكم بعودة ذاكرة دي او ؟
7. هل ستنجو كريستين منه ؟
8. أسيذكر أيامهم الجميلة سويا ؟
9. رأيكم بإعتذار كاي و حالته النفسية ؟
10 رأيكم بكاثرين ؟ إعتذراتها ؟ و حالتها ؟
11. ر أيكم بتصرف ماريا ؟
12. ماذا فعل جيمين بسالي ؟
13 . رأيكم بالبارت و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі