Chapter Fifty-seven
" قدمين حرة "
يا لخوفي ! ... يا لقهري ! ... يا لظلامي !
يا لحبي ! ... أين أنتِ ؟! ... يا لقسوة فراقك !
كل منا منقطع السبيل دون نصفه الأخر
و ها أنا ضائع و أنتِ خائفة
يا لمصيبتي !!!
بين حفافير الصمت الذي إتخذ من الجميع جثث قرنية الأزل ، اللا للكلام هو الشعار الجلسة و الصمت له اليد العليا ، جميعهم ملتفون في صالة الجلوس عاجزين عن إتخاذ موقف للدفاع ، الكل يطنب و يسهب في تفكير عقيم حد السأم .
ماذا هم بفاعلين ؟ ماذا هم بقائلين ؟ فقط لا شيء يمكنهم فعله ، فقط جالسين بإنتظار الفرج بخيبة و حزن يعمم عليهم ، تشانيول ما يزال نائم يحلم بها ، يحلم بجنته .
يراها في حلمه مشرقة و ناعمة كما يعرفها ترتدي لأجله الفستان الأبيض الذي زُفَّت فيه إليه ، شعر بذراعيها تلف كتفيه تحضنه و بكفها تلاعب خصلاته السوداء و بأناملها الرهيفة تهود على رأسه ، رأسه الذي محله أن يتوسد صدرها بتبجل ، كان في أرض أحلام نقية مثله و مثلها و كم إحتاج هكذا حلم رقيق يحويها ليتخذه قوتاً يغذي نفسه عليه حتى تعود إلى مكانها في زنديه .
غارق في الأحلام و الرجال في واقعه يبحثون عن بطلة أحلامه ، أثناء جلوس البقية في الأسفل ، طرق باب المنزل طرقات متتالية فنهض سيهون على قدميه و توجه ليفتح الباب ، ما أبصره خلف الباب هو عدد كبير من رجال الشرطة يقفون أمام الباب بينما يرئسهم تايهيونغ ، كالعادة متأخرون .
نطق تايهيونغ بينما يرفع شارته برسمية و جدية في وجه سيهون و من أتوا من خلفه يستفهمون.
تايهيونغ : المحقق كيم تايهيونغ ، رئيس مكتب المحققين في مركز شرطة سيؤل و المسؤول عن قضية إختفاء السيدة بارك ميرسي أريانا .
أومئ له سيهون و ابتعد عن الباب فاسحاً المجال للمحقق بأن يدخل ، دخل الآخر بخطوات واثقة.
ما إن دلف حيث يجلسون البقية حتى اندفعت إليهه آماندا و عانقته متعلقة برقبته بينما تبكي على كتفه قائلة ببحة سئيمة .
آماندا : أرجوك تايهيونغ أرجوك ، جد لنا ميرسي أريانا ، شكراً لك حقا على تلبيتك لطلبي !
مسح على رأسها بحنان أخ و صديق عتيق و إبتسامة صغيرة تعلو شفتيه قائلاً .
تايهيونغ : من أجلكِ أي شيء صغيرتي فلا تقلقي ، أعدكِ أنني سأجدها .
رفعت رأسها عن كتفه و أومأت له ، تبسم بود و مسح دموعها من على خديها بأبهاميه ، كان تشين يتحمل ، و يصبر ، و يصمت حتى إنقشع كل ما فيه من خير و ما عاد يتحمل أكثر ، هو لم يصمت من البداية إلا إحتراماً لعظمة المصيبة إلا أن غيرته الهوجاء إنتصرت .
إنتفض من مكانه غاضباً ثم سحب زوجته من معصمها لتقف بجانبه و دفع بتايهيونغ ليتراجع الآخر خطوة إلى الخلف بذراعه الآخرى ، فأظهر له تايهيونع على شفتيه إبتسامة مستفزة ، إلا أن تشين قال بجمود متجهم .
تشين : على ماذا تشكرينه ؟!
تحمحمت آماندا بإرتجاف ثم قالت بخفوت بينما تنظر إلى تشين بنصف عين خائفة .
آماندا : لقد طلبتُ منه أن يتجاوز أمر مرور الأربع و عشرين ساعة و يباشر بالبحث عنها عبر إتصال هاتفي صباح اليوم .
أومأ لها تشين و تنهد بينما ينظر لها و له بإنتظام ثم زلف منها و شدّ على معصمها المكبل في قبضته ليهمس مهدداً بأذنها .
تشين : سأريكِ حالما ننتهي من هذه المعضلة !
نظرت له بخوف على أثر تهديده ليرمقها بنظرات قاسية ألهبت صميم فؤادها ألماً ،
من طرف آخر تابع تايهيونغ حديثه بجدية المحقق المعهودة منه قائلاً .
تايهيونغ : فتحتُ محضر التحقيق حول إختفائها و قواتي أنتشرت لتمشيط المدينة بحثاً عنها ، سنرى تسجيلات الكاميرات في الشوارع المحيطة أيضاً و سنبحث بالمناطق النائية ، سنعمم على صورها بالمدينة و خارجها ، و الآن هل هناك أي شيء لتضيفوه ؟
قبضت كريستين حاجبيها و بجديتها المعهودة بهكذا مواقف قالت و هي لا تدري أن دي او الجالس بجانبها يستهويه سماع هذه النبرة تخرج من فاهها و يستهويه إنبلاج مشاعر لذيذة بداخله .
يا إلهي كم يعشق لذة هذا الشعور المؤلم ! كم يعشق النظر إليها عندما تلقي حكمها و حلولها في مثل هذه المواقف العصيبة ، كم يعشقها بكل حالاتها ، بتمردها و بخنوعها ، بقوتها و بضعفها، بجمودها و بلطفها ، بقسوتها و بحنانها ، بذكاءها و بجنونها ، يا آلهي كم هي مثالية في عينيه ! تجمع الصفة و عكسها ، كم تعجبه و كم بات يعلم بأمر إعجابه ، هو يحبها ، نعم هو يفعل و سيفعل أي شيء لينال حبها ، حتى و لو بالقوة .
كريستين : هي ليست مختفية هي مختطفة و الفرق بين الإختفاء و الإختطاف فرق شاسع ، الأمران ليسا سييان حضرة المحقق ، أظن أنك تعي ذلك بالفعل .
تبسم تايهيونغ بإعجاب من جانب آخر ، فكم تعجبه جدية هذه الفتاة الحزينة صاحبة العيون الزرقاء البحرية ، و كم هو واقع لها و كم هو مدركاً لهذا ، ياللمصائب !
قال بجدية إصطنعها ليتحاشى دقات قلبه المتلهفة لها و مشاعره المشاغبة .
تايهيونغ : سيدتي ، أعلم أنهما ليسا سييان ، لكن ليس هناك دليل يثبت إختطافها ، ربما هي هربت مع أحدهم أو أرادت الإبتعاد برغبتها .
إحتدت ملامح كريستين بغضب ثم وقفت تهاجمه بنبرة حادة قائلة .
كريستين : راقب ألفاظك ! أنت محاسب عليها أمام القانون ، ليس من شيم ميرسي أريانا الهروب و التخفي .
وقفت ليليانا غير قادرة على الصمت أكثر من ذلك بجانب كريستين لتأزرها و قالت الأخرى بلهجة قوية .
ليليانا : ميرسي أريانا إختطفها جيون جونغكوك و لا مجال لشك بهذا الأمر ، لا تُلقي على عاتقها تهم باطلة لا تليق برفعة أخلاقها أبداً حضرة المحقق ، إن كنت لا تجيد إتقان عملك فلا تتحجج بحجج تافهة كهذه .
أفرج تايهيونغ عينيه بتفاجئ لقوة تلك الفتاتين الشرستين و ألسنتهما السليطة و لا يقلا لاي و دي او تفاجأً كما بقية الرجال ، تابع تايهيونغ بعد أن حمحم بإحراج .
تايهيونغ : من هذا الذي تشككنّ فيه ؟!
تنهدت كريستين مستدعية الهدوء لتقول .
كريستين : هذا نجم بوب يلاحقها منذ فترة طويلة ، هددها عدة مرات بأن تترك زوجها و أخبرها صراحة أنه يريدها حتى أنه تسبب بمشاكل كثيرة بين الزوجين ، لقد حاول إحدى المرات بالإعتداء عليها بحرم الجامعة و هذه كانت أخر مناوشاتهم .
تكلمت ليليانا بهدوء بلغ الحكمة و التعقل التي تعرف به فعلياً فهي رزان فاتنة .
ليليانا : هو بالتأكيد لم يخطفها بسيارتها بل ترك سيارتها في مكان ما ، هو بذاته المكان التي أختطفها فيه ، بالتأكيد على إحدى الطرقات المنزوية التي ليست مراقبة بالكاميرات و بالتأكيد سلك طرق فرعية لا تحويها الكاميرات ، من يُقدم على جرم الإختطاف بالتأكيد أعد العدة لإرتكابه .
أردفت كريستين بهدوء قائلة بتفكر .
كريستين : علينا بالبحث في الطرق الفرعية التي تصل بين منزلها و الجامعة و بالتأكيد تلك الطرق غير مسكونة .
أومئ تايهيونغ برأسه قائلاً بجدية المحقق .
تايهيونغ : إذن سيبدأ البحث من هذه النقطة و سأخذ بمحمل الجد المناطق الذي بحث فيها السيد بارك تشانيول كما علمت .
ودع ثم إلتفت ليغادر ليباشر بعمله في اللحظة ، حالما خرج قام تشين بسحب زوجته خلفه بالقوة نحو غرفتها بالقصر أمام الجميع رغم أن لا أحد منهم منتبه فكلهم مشغولين بالنقاش حول ميرسي أريانا ، تشانيول ، و جونغكوك .
دفعها إلى داخل غرفتها بخشونة لتعانق الأرض بقسوة فصرخت موجوعة الجسد ، أغلق باب غرفتها جيداً لكي لا يسمع صوتهما من الخارج أحد و أنه يدرك أن جدران هذه الغرفة عازلة للصوت .
تقدم منها بخطوات سريعة واسعة لتتراجع زاحفة للخلف بقدرها بينما ترفع يديها إلى وجهها بإرتجاف تحاول حماية نفسها منه ، إنخفض هو على ركبتيه يجلس القرفصاء أمامها ، أخذت شفتيها ترتجف و هي ترى في عينيه نار تلتهب لا تبشر بالخير ، و بسرعة خطف النظر ؛ قبض على شعرها بيد من حديد فصرخت بألم تبكي .
نطق هو بحدة بينما ينظر بعينيها بقساوة و بعينيها تنظر إليه برجاء للحصول على الرحمة .
تشين : ماذا قلتُ لكِ ؟ على ماذا إتفقنا ؟ أتتسلين بعصياني رغم أنكِ تعلمين أن النتائج لن تكون إلا عليكِ ؟!
نفت هي برأسها سريعاً و قالت بخوف عصف حروفها فخرجت متبعثرة .
آماندا : لكنني لم أقل لك أنني سأستغني عن تايهيونغ ، هذا أخي و صديق طفولتي الأوحد .
رفع تشين سبابته بوجهها مهدداًفشهقت بخوف و قد ظنتها صفعة .
تشين : لا يهمني ما قلتِه ، أنتِ زوجتي أي تعيشين تحت عصمتي و في بيت طاعتي و تطيعين أمري و لا تعصين حضرتي .
كشرت ملامحها بغضب فبأي عصري يعيش بمعزل عن بني البشر ، قالت بحدة و هي تبصر في كلماته العبودية و قد و لى زمنها مع بشرها .
آماندا : أنا لستُ جارية لك لتفرغ علي أوامرك ، لسنا من العصر الحجري لتتسلى بإذلالي و تتوقع مني الطاعة على كل شيء ، لستُ بالتخلف الفكري الذي أنت تنصني عليه .
تهجمت ملامحه بغضب عارم فقد إتهمته صراحة بالرجعية و نسبت إليه التخلف موقفاً ، رفع يده عالياً و فيه رغبه تحرضه لتأديب سلوكها إلا أنها صرخت و تكورت على نفسها أمامه كطير جريح يتيم بلا قوة ، تنهد ليهدئ و أخفض يده ، نظر إليها تنتفض كعصفورة مسكينة فلان قلبه و تراجع عن قراره و لكي لا يرتكب في حقها جريمة وقف على قدميه و خرج عائداً إلى الإصدقاء .
أما هي فتراجعت حتى إلتصقت بالحائط ثم رفعت قدميها إلى صدرها و توسدتهن برأسها و أخذت تبكيه بحرارة قسوته و جسدها يأبى إلا أن يرتجف خائفاً .
جلس تشين بين الأصدقاء و تنهد من جديد و بملامح متجهمة حفظ لسانه عن الحديث فعلم الجميع أن هناك خطباً ما لكنهم حافظوا على صمتهم .
غضب تشين و عودته دون زوجته ، نظرات دي او المحببة لكريستين ، و غضب لاي و تجاهله مقابل حزن ليليانا ، كل هذا كان ملحوظاً و لكن لم يتكلم به أحد فما هم فيه أكبر .
.....................................
جلست ميرسي أريانا على السرير بإنهاك فهي لم تترك مكان في الغرفة إلا و بحثت فيه عن منفذ يخرجها من مصيبتها تلك و كل ما حصلت عليه كان الفشل الذريع .
أخذت تفكر بحيلة تخرجها من هنا فهي بحاجة لتخرج و تعود حيث يجب أن تكون و إلا هنا أما أن تُقتَل ، تُغتَصب ، أو تُجَن ، خطرت على بالها فكرة و همت بتنفيذها ، ربما تكون غبية لكن قد تنجح ، أخذت حافظة الزهور الزجاحية من على المنضدة ثم إختبئت خلف الباب و باشرت تصرخ بأعلى صوتها تدعي أن شيء قد أصابها .
لم تمر ثواني قصيرة حتى شعرت بخطواته السريعة في الخارج ثم فتح الباب بقوة و هو ينادي بإسمها خائفاً عليها ، وقفت خلفه بخفة و حذر من دون صوت ثم ضربته على ظهره ليقع مغمى عليه فوراً ، رمت بيد ترتجف ما بقي في يدها من الزجاج بينما تنظر إليه خائفة أنها في سبيل حماية نفسها قتلته .
على آية حال ، ما كان أمامها خيار آخر و بما أنها بدأت فلتنتهي ، خرجت من الغرفة سريعاً راكضة نحو الباب الرئيسي لكنه مغلق ، بدأت تبحث عن مخرج لها في المنزل لكنها لا تجد
جميع الأبواب مقفلة و الشبابيك عليها شِباك حماية .
بتوجس إلتفت إلى الغرفة التي كانت محبوسة بها و بخوف إزدرئت جوفها ، ماذا ستفعل ليس لديها سوى هذا الحل ، عادت إدراجها نحو الغرفة ثم إقتربت من جونغكوك بخفة و حذر ثم سحبت المفاتيح من جيبه و هرولت إلى الخارج بسرعة ، أصبحت تجرب المفاتيح على الباب حتى نجحت بالمفتاح الصحيح .
خرجت من المنزل تركض بقدمين حرة ، أكتشفت أنها كانت مختطفة في قرية نائية و منقطعة السبيل ، تبسمت بسخرية فالبتأكيد الواقع يختلف عن الأفلام فليس دوماً البطلة عليها أن تأسر بمنتصف الغابة .
أخذت قميص أحد سكان القرية عن حبل الغسيل من أمام بيته ثم تأزرته لتتخفى به و أصبحت تركض في القرية بكل سرعتها متوجهة إلى مخارجها الضيقة بسرعتها القسوة .
.....................................
سلاااااااااااام
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت
1. رأيكم بتصرف تشين و آماندا و تايهيونغ ؟
2. هل تايهيونغ سيجد ميرسي أريانا ؟
3.هل وقع دي او بحب كريستين أخيرا ؟ و هل سوف تفعل هي الأخرى ؟
4.هل ستنجح ميرسي أريانا بأمر الهروب أم سيمسكبها جونغكوك ؟ ماذا سيفعل بها إن أمسكها ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للبارت القادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love each one of you ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
يا لخوفي ! ... يا لقهري ! ... يا لظلامي !
يا لحبي ! ... أين أنتِ ؟! ... يا لقسوة فراقك !
كل منا منقطع السبيل دون نصفه الأخر
و ها أنا ضائع و أنتِ خائفة
يا لمصيبتي !!!
بين حفافير الصمت الذي إتخذ من الجميع جثث قرنية الأزل ، اللا للكلام هو الشعار الجلسة و الصمت له اليد العليا ، جميعهم ملتفون في صالة الجلوس عاجزين عن إتخاذ موقف للدفاع ، الكل يطنب و يسهب في تفكير عقيم حد السأم .
ماذا هم بفاعلين ؟ ماذا هم بقائلين ؟ فقط لا شيء يمكنهم فعله ، فقط جالسين بإنتظار الفرج بخيبة و حزن يعمم عليهم ، تشانيول ما يزال نائم يحلم بها ، يحلم بجنته .
يراها في حلمه مشرقة و ناعمة كما يعرفها ترتدي لأجله الفستان الأبيض الذي زُفَّت فيه إليه ، شعر بذراعيها تلف كتفيه تحضنه و بكفها تلاعب خصلاته السوداء و بأناملها الرهيفة تهود على رأسه ، رأسه الذي محله أن يتوسد صدرها بتبجل ، كان في أرض أحلام نقية مثله و مثلها و كم إحتاج هكذا حلم رقيق يحويها ليتخذه قوتاً يغذي نفسه عليه حتى تعود إلى مكانها في زنديه .
غارق في الأحلام و الرجال في واقعه يبحثون عن بطلة أحلامه ، أثناء جلوس البقية في الأسفل ، طرق باب المنزل طرقات متتالية فنهض سيهون على قدميه و توجه ليفتح الباب ، ما أبصره خلف الباب هو عدد كبير من رجال الشرطة يقفون أمام الباب بينما يرئسهم تايهيونغ ، كالعادة متأخرون .
نطق تايهيونغ بينما يرفع شارته برسمية و جدية في وجه سيهون و من أتوا من خلفه يستفهمون.
تايهيونغ : المحقق كيم تايهيونغ ، رئيس مكتب المحققين في مركز شرطة سيؤل و المسؤول عن قضية إختفاء السيدة بارك ميرسي أريانا .
أومئ له سيهون و ابتعد عن الباب فاسحاً المجال للمحقق بأن يدخل ، دخل الآخر بخطوات واثقة.
ما إن دلف حيث يجلسون البقية حتى اندفعت إليهه آماندا و عانقته متعلقة برقبته بينما تبكي على كتفه قائلة ببحة سئيمة .
آماندا : أرجوك تايهيونغ أرجوك ، جد لنا ميرسي أريانا ، شكراً لك حقا على تلبيتك لطلبي !
مسح على رأسها بحنان أخ و صديق عتيق و إبتسامة صغيرة تعلو شفتيه قائلاً .
تايهيونغ : من أجلكِ أي شيء صغيرتي فلا تقلقي ، أعدكِ أنني سأجدها .
رفعت رأسها عن كتفه و أومأت له ، تبسم بود و مسح دموعها من على خديها بأبهاميه ، كان تشين يتحمل ، و يصبر ، و يصمت حتى إنقشع كل ما فيه من خير و ما عاد يتحمل أكثر ، هو لم يصمت من البداية إلا إحتراماً لعظمة المصيبة إلا أن غيرته الهوجاء إنتصرت .
إنتفض من مكانه غاضباً ثم سحب زوجته من معصمها لتقف بجانبه و دفع بتايهيونغ ليتراجع الآخر خطوة إلى الخلف بذراعه الآخرى ، فأظهر له تايهيونع على شفتيه إبتسامة مستفزة ، إلا أن تشين قال بجمود متجهم .
تشين : على ماذا تشكرينه ؟!
تحمحمت آماندا بإرتجاف ثم قالت بخفوت بينما تنظر إلى تشين بنصف عين خائفة .
آماندا : لقد طلبتُ منه أن يتجاوز أمر مرور الأربع و عشرين ساعة و يباشر بالبحث عنها عبر إتصال هاتفي صباح اليوم .
أومأ لها تشين و تنهد بينما ينظر لها و له بإنتظام ثم زلف منها و شدّ على معصمها المكبل في قبضته ليهمس مهدداً بأذنها .
تشين : سأريكِ حالما ننتهي من هذه المعضلة !
نظرت له بخوف على أثر تهديده ليرمقها بنظرات قاسية ألهبت صميم فؤادها ألماً ،
من طرف آخر تابع تايهيونغ حديثه بجدية المحقق المعهودة منه قائلاً .
تايهيونغ : فتحتُ محضر التحقيق حول إختفائها و قواتي أنتشرت لتمشيط المدينة بحثاً عنها ، سنرى تسجيلات الكاميرات في الشوارع المحيطة أيضاً و سنبحث بالمناطق النائية ، سنعمم على صورها بالمدينة و خارجها ، و الآن هل هناك أي شيء لتضيفوه ؟
قبضت كريستين حاجبيها و بجديتها المعهودة بهكذا مواقف قالت و هي لا تدري أن دي او الجالس بجانبها يستهويه سماع هذه النبرة تخرج من فاهها و يستهويه إنبلاج مشاعر لذيذة بداخله .
يا إلهي كم يعشق لذة هذا الشعور المؤلم ! كم يعشق النظر إليها عندما تلقي حكمها و حلولها في مثل هذه المواقف العصيبة ، كم يعشقها بكل حالاتها ، بتمردها و بخنوعها ، بقوتها و بضعفها، بجمودها و بلطفها ، بقسوتها و بحنانها ، بذكاءها و بجنونها ، يا آلهي كم هي مثالية في عينيه ! تجمع الصفة و عكسها ، كم تعجبه و كم بات يعلم بأمر إعجابه ، هو يحبها ، نعم هو يفعل و سيفعل أي شيء لينال حبها ، حتى و لو بالقوة .
كريستين : هي ليست مختفية هي مختطفة و الفرق بين الإختفاء و الإختطاف فرق شاسع ، الأمران ليسا سييان حضرة المحقق ، أظن أنك تعي ذلك بالفعل .
تبسم تايهيونغ بإعجاب من جانب آخر ، فكم تعجبه جدية هذه الفتاة الحزينة صاحبة العيون الزرقاء البحرية ، و كم هو واقع لها و كم هو مدركاً لهذا ، ياللمصائب !
قال بجدية إصطنعها ليتحاشى دقات قلبه المتلهفة لها و مشاعره المشاغبة .
تايهيونغ : سيدتي ، أعلم أنهما ليسا سييان ، لكن ليس هناك دليل يثبت إختطافها ، ربما هي هربت مع أحدهم أو أرادت الإبتعاد برغبتها .
إحتدت ملامح كريستين بغضب ثم وقفت تهاجمه بنبرة حادة قائلة .
كريستين : راقب ألفاظك ! أنت محاسب عليها أمام القانون ، ليس من شيم ميرسي أريانا الهروب و التخفي .
وقفت ليليانا غير قادرة على الصمت أكثر من ذلك بجانب كريستين لتأزرها و قالت الأخرى بلهجة قوية .
ليليانا : ميرسي أريانا إختطفها جيون جونغكوك و لا مجال لشك بهذا الأمر ، لا تُلقي على عاتقها تهم باطلة لا تليق برفعة أخلاقها أبداً حضرة المحقق ، إن كنت لا تجيد إتقان عملك فلا تتحجج بحجج تافهة كهذه .
أفرج تايهيونغ عينيه بتفاجئ لقوة تلك الفتاتين الشرستين و ألسنتهما السليطة و لا يقلا لاي و دي او تفاجأً كما بقية الرجال ، تابع تايهيونغ بعد أن حمحم بإحراج .
تايهيونغ : من هذا الذي تشككنّ فيه ؟!
تنهدت كريستين مستدعية الهدوء لتقول .
كريستين : هذا نجم بوب يلاحقها منذ فترة طويلة ، هددها عدة مرات بأن تترك زوجها و أخبرها صراحة أنه يريدها حتى أنه تسبب بمشاكل كثيرة بين الزوجين ، لقد حاول إحدى المرات بالإعتداء عليها بحرم الجامعة و هذه كانت أخر مناوشاتهم .
تكلمت ليليانا بهدوء بلغ الحكمة و التعقل التي تعرف به فعلياً فهي رزان فاتنة .
ليليانا : هو بالتأكيد لم يخطفها بسيارتها بل ترك سيارتها في مكان ما ، هو بذاته المكان التي أختطفها فيه ، بالتأكيد على إحدى الطرقات المنزوية التي ليست مراقبة بالكاميرات و بالتأكيد سلك طرق فرعية لا تحويها الكاميرات ، من يُقدم على جرم الإختطاف بالتأكيد أعد العدة لإرتكابه .
أردفت كريستين بهدوء قائلة بتفكر .
كريستين : علينا بالبحث في الطرق الفرعية التي تصل بين منزلها و الجامعة و بالتأكيد تلك الطرق غير مسكونة .
أومئ تايهيونغ برأسه قائلاً بجدية المحقق .
تايهيونغ : إذن سيبدأ البحث من هذه النقطة و سأخذ بمحمل الجد المناطق الذي بحث فيها السيد بارك تشانيول كما علمت .
ودع ثم إلتفت ليغادر ليباشر بعمله في اللحظة ، حالما خرج قام تشين بسحب زوجته خلفه بالقوة نحو غرفتها بالقصر أمام الجميع رغم أن لا أحد منهم منتبه فكلهم مشغولين بالنقاش حول ميرسي أريانا ، تشانيول ، و جونغكوك .
دفعها إلى داخل غرفتها بخشونة لتعانق الأرض بقسوة فصرخت موجوعة الجسد ، أغلق باب غرفتها جيداً لكي لا يسمع صوتهما من الخارج أحد و أنه يدرك أن جدران هذه الغرفة عازلة للصوت .
تقدم منها بخطوات سريعة واسعة لتتراجع زاحفة للخلف بقدرها بينما ترفع يديها إلى وجهها بإرتجاف تحاول حماية نفسها منه ، إنخفض هو على ركبتيه يجلس القرفصاء أمامها ، أخذت شفتيها ترتجف و هي ترى في عينيه نار تلتهب لا تبشر بالخير ، و بسرعة خطف النظر ؛ قبض على شعرها بيد من حديد فصرخت بألم تبكي .
نطق هو بحدة بينما ينظر بعينيها بقساوة و بعينيها تنظر إليه برجاء للحصول على الرحمة .
تشين : ماذا قلتُ لكِ ؟ على ماذا إتفقنا ؟ أتتسلين بعصياني رغم أنكِ تعلمين أن النتائج لن تكون إلا عليكِ ؟!
نفت هي برأسها سريعاً و قالت بخوف عصف حروفها فخرجت متبعثرة .
آماندا : لكنني لم أقل لك أنني سأستغني عن تايهيونغ ، هذا أخي و صديق طفولتي الأوحد .
رفع تشين سبابته بوجهها مهدداًفشهقت بخوف و قد ظنتها صفعة .
تشين : لا يهمني ما قلتِه ، أنتِ زوجتي أي تعيشين تحت عصمتي و في بيت طاعتي و تطيعين أمري و لا تعصين حضرتي .
كشرت ملامحها بغضب فبأي عصري يعيش بمعزل عن بني البشر ، قالت بحدة و هي تبصر في كلماته العبودية و قد و لى زمنها مع بشرها .
آماندا : أنا لستُ جارية لك لتفرغ علي أوامرك ، لسنا من العصر الحجري لتتسلى بإذلالي و تتوقع مني الطاعة على كل شيء ، لستُ بالتخلف الفكري الذي أنت تنصني عليه .
تهجمت ملامحه بغضب عارم فقد إتهمته صراحة بالرجعية و نسبت إليه التخلف موقفاً ، رفع يده عالياً و فيه رغبه تحرضه لتأديب سلوكها إلا أنها صرخت و تكورت على نفسها أمامه كطير جريح يتيم بلا قوة ، تنهد ليهدئ و أخفض يده ، نظر إليها تنتفض كعصفورة مسكينة فلان قلبه و تراجع عن قراره و لكي لا يرتكب في حقها جريمة وقف على قدميه و خرج عائداً إلى الإصدقاء .
أما هي فتراجعت حتى إلتصقت بالحائط ثم رفعت قدميها إلى صدرها و توسدتهن برأسها و أخذت تبكيه بحرارة قسوته و جسدها يأبى إلا أن يرتجف خائفاً .
جلس تشين بين الأصدقاء و تنهد من جديد و بملامح متجهمة حفظ لسانه عن الحديث فعلم الجميع أن هناك خطباً ما لكنهم حافظوا على صمتهم .
غضب تشين و عودته دون زوجته ، نظرات دي او المحببة لكريستين ، و غضب لاي و تجاهله مقابل حزن ليليانا ، كل هذا كان ملحوظاً و لكن لم يتكلم به أحد فما هم فيه أكبر .
.....................................
جلست ميرسي أريانا على السرير بإنهاك فهي لم تترك مكان في الغرفة إلا و بحثت فيه عن منفذ يخرجها من مصيبتها تلك و كل ما حصلت عليه كان الفشل الذريع .
أخذت تفكر بحيلة تخرجها من هنا فهي بحاجة لتخرج و تعود حيث يجب أن تكون و إلا هنا أما أن تُقتَل ، تُغتَصب ، أو تُجَن ، خطرت على بالها فكرة و همت بتنفيذها ، ربما تكون غبية لكن قد تنجح ، أخذت حافظة الزهور الزجاحية من على المنضدة ثم إختبئت خلف الباب و باشرت تصرخ بأعلى صوتها تدعي أن شيء قد أصابها .
لم تمر ثواني قصيرة حتى شعرت بخطواته السريعة في الخارج ثم فتح الباب بقوة و هو ينادي بإسمها خائفاً عليها ، وقفت خلفه بخفة و حذر من دون صوت ثم ضربته على ظهره ليقع مغمى عليه فوراً ، رمت بيد ترتجف ما بقي في يدها من الزجاج بينما تنظر إليه خائفة أنها في سبيل حماية نفسها قتلته .
على آية حال ، ما كان أمامها خيار آخر و بما أنها بدأت فلتنتهي ، خرجت من الغرفة سريعاً راكضة نحو الباب الرئيسي لكنه مغلق ، بدأت تبحث عن مخرج لها في المنزل لكنها لا تجد
جميع الأبواب مقفلة و الشبابيك عليها شِباك حماية .
بتوجس إلتفت إلى الغرفة التي كانت محبوسة بها و بخوف إزدرئت جوفها ، ماذا ستفعل ليس لديها سوى هذا الحل ، عادت إدراجها نحو الغرفة ثم إقتربت من جونغكوك بخفة و حذر ثم سحبت المفاتيح من جيبه و هرولت إلى الخارج بسرعة ، أصبحت تجرب المفاتيح على الباب حتى نجحت بالمفتاح الصحيح .
خرجت من المنزل تركض بقدمين حرة ، أكتشفت أنها كانت مختطفة في قرية نائية و منقطعة السبيل ، تبسمت بسخرية فالبتأكيد الواقع يختلف عن الأفلام فليس دوماً البطلة عليها أن تأسر بمنتصف الغابة .
أخذت قميص أحد سكان القرية عن حبل الغسيل من أمام بيته ثم تأزرته لتتخفى به و أصبحت تركض في القرية بكل سرعتها متوجهة إلى مخارجها الضيقة بسرعتها القسوة .
.....................................
سلاااااااااااام
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت
1. رأيكم بتصرف تشين و آماندا و تايهيونغ ؟
2. هل تايهيونغ سيجد ميرسي أريانا ؟
3.هل وقع دي او بحب كريستين أخيرا ؟ و هل سوف تفعل هي الأخرى ؟
4.هل ستنجح ميرسي أريانا بأمر الهروب أم سيمسكبها جونغكوك ؟ ماذا سيفعل بها إن أمسكها ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للبارت القادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love each one of you ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі