Chapter Thirteen
" العُقد "
أحبني بلا هماً يقتلني و لا ناراً تحرقك
دعنا نحب بسلام كما لو أنها البرد و السلام في نار العشق .
نور أشعة الشمس الذي دخل في الجناح على أستحياء قد أزعج حدقتيه أسفل جفنيه فها هو يتأفأف ترحيباً بهذا الصباح ، هو ببساطة لا يريد لليلٍ أن ينجلي و هي بين ذراعيه ، فتح عيناه بإنزعاج و على صدره يشعر بحِملٍ ليس خفيفاً و لكن لطيفاً .
نظر إليها تلك التي تكمش جسدها على صدره و بين أحضانه ، رفع كفه و قد ابتسم ليمسح على شعرها المتناثر حولهما بجمال ، أخذ يصفف شعرها بأنامله ثم إستنشق عشق أنفاسه _ عِطرها و شعرها _ .
غازلها بنبرة حنون بينما هي نائمة بهدوء على صدره لا تشعر بشيء أو هذا ما يظنه هو فقط .
تشانيول : كم أنتِ جميلة و كم أنا محظوظ ! كم أنتِ رائعة ، لطيفة و مثيرة ! كم أنا أحبكِ ! لقد حلمتٌ بكِ طوال سنين عمري ، كيف سيكون شكلك، لون شعرك ، و صوتك ، توقعت أن تكوني جميلة لكن ليس إلى هذا الحد ! أنني أقع لكِ أكثر كل يوم ! وددت أن أحصل على أفضل فتاة في العالم لكنني لم أصدق أن هذه الأمنية ستصبح حقيقة يوماً .
وضع كفه على وجنتها و داعبها بإبهامه ليكمل بذات النبرة اللطيفة .
تشانيول : أنتِ حبي ، حياتي ، قلبي ، حبيبتي أميرتي ، صغيرتي ، و لا أستطيع أن أعيش بدونك أبداً ، أنا أحبك جداً .
لاحظ إبتسامة خفيفة رفعت شفتيها عندما نظر إلى وجهها ليبتسم قائلاً .
تشانيول : أنتِ مستيقظة ؟!
أردفت بإبتسامة بينما مازالت تغمض عيناها .
ميرسي أريانا : نعم ، لم أنسى أنك أحرجتني بليلة زفافنا بنفس الطريقة ؛ لذلك أردها لك فقط ، و نعم لقد سمعت كل شيء ، أشكر الله أنك حصلت علي فأنا فتاة فريدة من نوعي .
إتسعت إبتسامته دون أن تراها ثم تصنع الإنزعاج في نبرة صوته ليقول .
تشانيول : متعجرفة ، أنتِ أحمدي الله أنكِ حصلت علي أيضاً فهناك ملايين الفتيات حول العالم يتمنين أن يكن بمكانك ، أنتِ يجب أن تكوني شاكرة لإنني أخترتكِ .
فتحت عيناها لتنظر إليه بهُيام يخصف رموش عيناها و يقصف قلبه ، هو توقع أن تنوعج لما قاله لكنها تنظر إليه بحب ، يبدو أنه ما زال في طور إستكشافها .
ميرسي أريانا : نعم أحمد الله على أنك زوجي ، حبيبي ، و شريك حياتي ، أنت الرجل الذي لطالما حلمت به و رجوت الله أن يكون من نصيبي ، أحبك تشانيول ، لو بقيت أقولها طول عمري لن أوفي مشاعري نحوك حقها .
إبتسم بحب و ما استطاع الرد بالكلمات فالحروف الآن أرخص من أن تعبر عما هو أثمن _ المشاعر _ ضمها إلى صدره بشدة و ما كان منه سوى أن يفعل ، أردفت بتسأول بينما يسند رأسها على صدره .
ميرسي أريانا : ماذا سنفعل اليوم ؟
همهم يفكر بجدية حول خطة اليوم ، فشهر العسل عليه أن يكون مميز .
تشانيول : دعينا نفطر في مطعم ما ثم نذهب لنتنزه في المدينة و سنكتشف المزيد من معالمها .
أومات له و هي تنهض عنه بسعادة .
ميرسي أريانا : إذن هيا حبيبي .
ذهبا إلى مطعم بسيط يطل على البحر كما طلبت ميرسي أريانا ، دخلا و جلسا متقابلين على أحد الطاولات التي تقابل طاولة يجلس عليها أربعة شباب أسبانين ، كان تشانيول يعطيهم ظهره و هي وجهتها لهم .
لاحظت نظراتهم الوقحة لها التي تتفحصها حتى أن أحدهم قام ببعث قبلة بالهواء لها بينما هي و تشانيول يتناولا فطورهما ، أقترح تشانيول بلطف و هو لا يدري حقيقة عما يحدث خلفه .
تشانيول : حبيبتي ، ما رأيكِ أن نبقى قليلاً هنا بعد ؟
ردت عليه بتسرع بينما التوتر يجول ملامح وجهها بشكل واضح في عينيه .
ميرسي أريانا : لا تشانيول ، دعنا نذهب أرجوك .
لاحظ توترها و عيناها الزائغة ليعقد حاجبيه .
تشانيول : ميرسي ، ما بكِ ؟!
نظرت إلى تشانيول بوجه يمتعض توتراً لتقول .
ميرسي أريانا : لا شيء ، أرجوك دعنا نذهب .
تنهد مستجيباً لها .
تشانيول : حسناً كما تريدين ، هيا بنا .
وقفا كلاهما معاً ثم أخذ هو بيدها و هما بالذهاب إلا أن صوت أحد الشبان استوقفهما عندما أردف بالإسبانية بنبرة عابثة .
الشاب : أنتِ يا حسناء ، ليلة واحدة فقط .
أحمر وجهها خجلاً و خوفاً معاً ليسألها تشانيول و قد بدى على ملامحه شيء من الغضب .
تشانيول : ميرسي ، ماذا قال ؟!
نظرت هي إلى تشانيول و سرعان ما أخفضت رأسها تنفي بتوتر .
ميرسي أريانا : لا أعلم ، لا تهتم ، دعنا نذهب .
صرخ بها بقوة جعلها تنتفض خوفاً منه .
تشانيول : كيف لا تعلمين و أنتِ تتقنين الأسبانية ؟!
التفت للشاب و سأله بالإنجليزية .
تشانيول : أنت ماذا قلت ؟
رد الأخر بالإنجليزية بوقاحة .
الشاب : لا شئ ، فقط طلبت ليلة ، هل هذا كثير ؟!
صرخ تشانيول به بقوة و قد هاجمه بجسده العريض الفارع .
تشانيول : ماذا تقول؟!
هجم عليهم بغضب شديد يضرب الشبان الأربعة حتى إنتهى بهم الأمر يفروا إلى خارج المطعم مصابين من قبضة ذلك الرجل الحديدية ، أما ميرسي أريانا ، فهي تقف بزاوية بعيدة و عيناها مليئتان بالدموع بينما ترتجف بخفة ، تخاف أن تكون هي اللاحقة فهي تعلم كم تشانيول قاسي في ساعة الغضب .
أخذت هي تفكر بإضطراب ، لكن كيف استطاع أن يهزمهم جميعاً ؟! هل هو قوي إلى هذا الحد ؟! أم أن الغيرة جعلت منه وحشاً ؟! إن كان الأحتمال الثاني فالقادم أعظم .
إلتفت تشانيول لميرسي أريانا لتشهق هي بخفة و تحبس أنفاسها في صدرها لِهول ما رأن ،عيناه حمراوتان و أنفاسه لاهثة من العراك بينما عرقه يتصبب غضباً على بشرته ذات العروق البارزة .
زلف منها لترتجف و تختنق برجفة و في عينيها نظرة تتوسله أن لا يفرغ ما تبقى من غضبه فيها ، قبض على معصمها بقوة لدرجة أنها شعرت بعظامها تحطمت بقبضته ، تأوهت بألم تفرج عن مقدار الألم الذي يجتاحها ، أردف بغضب في وجهها يتوعده بطريقة أرعبتها رعباً شديداً .
تشانيول : و أنتِ حسابكِ بالفندق ، هيا أمشي معي .
جرها من يدها بعنف مما جعلها تبكي بألم و هي ليس بيدها حيلة سوى أن تتبعه بقدمين مرتجفتين ، فتح باب السيارة و رماها رمياً عنيفاً داخلها ثم صعد على مقعده خلف المقود ليقود بسرعة جنونية اضافت على رعبها رعباً آخر .
تمتمت بخوف شديد و رجفة تسيطر على جسدها تقودها إلى الجنون ، أما دموعها فهي تترقرق على خديها .
ميرسي أريانا : تشانيول إهدء أرجوك ، لا تحاسبني على شيئاً لم أفعله .
صرخ بها و ضرب مقود السيارة بعنف لتنتفض على مقعدها و تشهق بقوة .
تشانيول : أخرسي !
وصل الفندق ليترجل من السيارة و أنزلها بالقوة رغم مقاومتها ثم أخد يسحبها من ذراعها خلفه معنفاً ذراعها ، صعد بها إلى جناحهم في الفندق ، دخل و هو يمسك بيدها ثم أغلق الباب جيداً و بعدها دفعها أرضاً بقوة فسقطت صارخة
تبكي بخوف شديد .
إقترب منها هو بخطوات بطيئة و عيناه تسلط شراراً من غضب على وجهها أما هي فتتراجع للخلف زحفاً ترجوه بنظراتها المذعورة أن يعطف عليها علّه شعر بها و حنّ ، لكن و هو في حالته هذه هيهات لها أن يهدأ ، هتفت هي محاولة منها لتهدئته .
ميرسي أريانا : تشانيول إهدء أرجوك ، لم أقل لك لأنني كنتُ خائفة من غضبك و غيرتك المجنونة تلك ، أنا خفت أن يؤذونك .
إبتسم بسخرية قبل أن يجلس القرفصاء على ركبتيه عندما توقفت عن التراجع فالحائط خلفها ، نظر بعينيها المذعورة بغضب ثم أردف بصوت بارد .
تشانيول : و هل آذوني أم أنا آذيتهم ؟ ها ؟ أجيبي ! لو أنكِ أخبرتِني منذ البداية لما تجرأ أحد على التحرش بكِ و لما غضبت ، لو فعلتِ لما أنتِ تواجهين غضبي الآن و ترتجفين خوفاً مني ، أتعلمين ؟
إزدرئت جوفها بجفاء قبل أن يشدها من شعرها بقوة لتطلق صرخة متألمة عالية ، همس هو أسفل أنفاسه و أسنانه المتراصة ذات الصرير .
تشانيول : عليكِ أن تخافي ، تعلمين لماذا ؟
دفعها من رأسها و قبضته تجد شعرها لتصيح و تبكي بألم ، هو لم يهتم بل تابع بنبرة قوية .
تشانيول : لأنكِ غبية و مستهترة .
صرخ بها بشدة لتنفر ملامحه وجهه و تبرز عروق عنقه بينما يشد شعرها للأسفل بعنف شديد أما هي فصراخها ملئ جدران الجناح .
تشانيول : ماذا لو فعلوا لكِ شيء يا مجنونة و أنا لا أدري ؟ أم كنتِ تستمتعين بغزلهم البذيئ بكِ و بجسدكِ الذي هو ملكي أنا وحدي ؟
تحطم على إثر كلماته الجارحة فؤادها الذي لطالما خفق حباً و عشقاً له وحده ، بكت و بكت حتى جفت دموعها ، صرخت به و قد أخرجت كل ما في قلبها على وجهه ، فما عادت تستطيع أن تكتم ما بنفسها من حديث .
ميرسي أريانا : أنت المجنون ، لا يحق لك أن تضربني ، بأي حق تضربني ؟ أنا لن أسامحك عما تفعله بي ، أنت قاسي و مجنون ، أحببت أن تراني دوماً ضعيفة بين يديك ، أنا لست لعبة بين يديك .
صمتت تأخذ نفساً لتتابع و هو ينظر لها بغضب شديد بينما يستمع ، هو يستمع فقط لأنه يريد أن يعلم كل ما في قلبها من سخط تجاهه .
ميرسي أريانا: لا !! أنت لست الشاب المثالي أنت لست الرجل الذي أردته ، أنا نادمة على كل لحظة جمعتني بك ، أنا نادمة و بشدة ، أنت لا تستحق حبي لك ، لا تستحقه أبداً .
صرّ على أسنانه بقوة ليهمس بحدة على نحوٍ خطير تقفقف قلبها رعباً بسببه .
تشانيول : ماذا ؟! ماذا قلتِ ؟! سأعلمكِ كيف العنف و الجنون يكون .
تنفست بذعر قبل أن تشعر به يجرها من شعرها بقوة إلى سرير و هي تصرخ بإنفعال باكية .
ميرسي أريانا : دعني ، أتركني ، لا تفعل .
رماها على السرير بعنف جعلها تصرخ ألماً و خوفاً ثم إعتلاها سريعاً و بغضب لتتكور أسفله بخوف تحتضن رأسها بيديها تحميه عنه ، إنخفض هو برأسه ليهمس بالقرب من أذنها .
تشانيول : لا أستحق حبكِ ! لماذا ؟! ماذا فعلت؟! لأنني أحبكِ ؟ لأنني أغار عليكِ أم لأنني أخاف عليكِ من الهواء الذي تستنشقيه .
دفع رأسها بقوة أسفل ذراعيها لتتأوه باكية بألم .
تشانيول : ماذا فعلت لكي لا أستحق حبكِ ؟! أخبريني !
رفعت ذراعيها عن وجهها لتنظر إليه بعينين باكية و وجه محمر ، همست بين دموعها بصوت مبحوح و نبرة يكرهها .
ميرسي أريانا : أنت مجنون و غريب الأطوار ، تغار علي هكذا لماذا ؟ حسناً ، أنا ماذا فعلت ؟ أنا ما ذنبي ؟ هل لأني لم أقل لك فقط ؟! هذا جزاء خوفي عليك ؟ أردت أن نكمل اليوم سعداء ، ماذا فعلت لتصب كل غضبك علي ؟ أنت قاسي علي ، أنك تؤلمني و تجرحني .
أخذت تمسح دموعها و تتنفس بإضطراب بينما هو يراقبها لتكمل .
ميرسي أريانا : أنا عروسك ! لم يمضي على زواجنا أسبوع ! أهكذا تعاملني ؟ لو أنك عاتبتني لكان أفضل من أن تضربني ، لماذا ضربتني ؟! مهما فعلت أنا لا أستحق منك أن تضربني ، أنا لن أسامحك على ما تفعله بي ، إن كنت تحبني حقاً كما تدعي فدعني و شأني قليلاً فقط .
صمت تشانيول قليلاً لا يعرف بماذا يرد ، نبرتها اللائمة تشعره بالذنب ، هو لم يذنب ، زوجته صمتت عن التحرش بها و هذا سبب كافي ليغضب بغض النظر عن أسبابها فهو لا يرى أن مبرراتها و حُججها مُقنعة ، إستقام من عليها بينما كلماتها تجول في رأسه بالفعل .
جلست هي على السرير حالما نهض عنها ثم تراجعت للخلف حتى إصطدم ظهرها بمقدمة السرير لتحتضن نفسها هناك بينما تبكي و نظرها عالقاً على ملاءة السرير ، للأسفل ، نظر الى حالتها المزرية التي هو السبب بها ، رغم أن مظهرها الحزين أثار في قلبه شيئاً من الندم إلا أنه لن يكف عن تخويفها منه عندنا هددها بسبابة مرفوعة إلى وجهها .
تشانيول : سأخرج الآن و لكن أياكِ أن أعود و لا أجدك كأن تكوني خارج الجناح ، أياكِ أن تحاولي ترك الفندق و الذهاب بعيداً عني ، فها أنا أعلمك ، لا مفر مني ، إن فعلتِ وقتها سأحاسبكِ حساباً شديداً ، أيضاً لا أريد أن أعود و أجدكِ تبكين ، لا تجعليني أغضب أكثر مما أنا غاضب .
لم تقل شيء بل فقط سمعت ما قاله بصمت حتى نهض من أمامه و خرج من الجناح بخطوات واسعة و قوية ، إنتفضت بخفة عندما أغلق الباب بقوة ، أما هو فقد وقف خلف الباب يترقب ماذا هي فاعلة بقلق ، يخاف أن تعصيه و تخرج فيؤذيها أكثر .
بالنسبة لها ، عصيانه أخر ما تفكر فيه فهي بالفعل تخافه ، هي أنفجرت باكية فقط بالداخل علّها إرتاحت فما باليد حيلة سوى البكاء ، كان يسمع صوت بكائها بأذن مُنصتة و قلب واهي ، لعن نفسه تحت أنفاسه قبل أن يقود قدميه إلى الخارج .
خرج من الفندق ثم صعد سيارته و قادها إلى البحر ، البحر الأبيض المتوسط بالفعل ، الفندق يطل عليه بالفعل ، خرج من السيارة رغم أن الرياح باردة و جلس على مقدمتها ينظر إلى البحر بعينين حزينتين بينما يتذكر ماذا فعل و كلماتها تتردد في عقله لتحرق وجدانه ، ضرب يداه التي قست عليها في السيارة حتى تشققت مفاصل أصابعه .
بشكل ما هو عاقب نفسه بنفسه لأنه عاقبها ، ضرب يديه حتى نزفت مفاصله كما ضربها بهما ، اللعنة ! ما يزالا عروسين ! ما زالا في شهر عسلهما ، كان عليه أن يسيطر على غضبه ، هو المُخطئ ليست هي و الآن عليه الإعتذار و إقناعها بمسامحته مهما كلف الأمر .
بعد عدة ساعات قضاها ينهش نفسه ندماً أمام البحر ، عاد تشانيول أدراجه إلى الفندق ، تريث قبل أن يفتح باب الجناح ثم دخل بهدوء ، كانت هي نائمة على أقصى السرير من جهتها و ظهرها له ، زلف إلى جهتها بخطوات بطيئة حتى لا تشعر به و تستفيق من غفوتها مفزوعة منه .
رأى دموعها تملئ وجهها ، هي لم تنم بعد بعلامة أنها ما زالت تبكي فعلياً ، عاد إلى جانبه في السرير و دس نفسه داخل فراشه ، تمدد بالقرب منها ثم حضنها من الخلف بكل قوته لتشهق هي بخوف منه ، همس هو بصوت آسف .
تشانيول : أنا أسف يا حبيبتي ، لقد أخطأت بحقك ، سامحيني .
وضعت هي يدها على ذراعه التي تحيط خصرها لتزيلها لكنه أبى و شدد وثاقه حولها أكثر فتنهدت هي بإستسلام ثم رفعت يدها مجدداً ، همست بلوم تقول بصوت مبحوح لكثرة البكاء .
ميرسي أريانا : ضربتني و أهنتني ثم تأتي إليّ لتطلب مني الصفح هكذا بكل هذه البساطة ، و كأن إعتذراك يخفف ألمي أو يمحي ما فعلته بي ، لن أسامحك !
وضع رأسه على رأسها يستنشق عطرها ، يستشعر دفئها ، و يشعر بها بين يديه ، هو حدثها بنبرة بائسة يرجوها .
تشانيول : أرجوكِ سامحيني ، أضربيني كما فعلت لكن لا تتركيني ، أفعلي ما تشائين فقط لا تتركيني ، أنا حقا أسف .
حنّ قلبها عليه بشدة ، تحبه ماذا تفعل ؟ لكنها لا تستطيع أن تدوس على كرامتها في كل مرة يخطأ بحقها من أجل حبه ، عليها أن تدوس مشاعرها هذه المرة .
أردفت بهدوء و قد تجاهلت ما قاله من رجاء و توسل .
ميرسي أريانا : أريد أن أنام لو سمحت .
أغمضت عيناها و عدلت وسادتها لتحاول بالفعل أم تنام أما هو فبقي يحضنها بقوة دون أن يأبه لما قالته .
هي لم تنم ، حاولت و لكن لم تستطع ، ذراعيه اللذان على خصرها و أنفاسه التي تضرب عنقها لا يساعدوها أن تنام أبداً ، أم أنه بسبب قلبها اللعين الذي يتمرد عليها كلما حاولت الثأر لكرامتها فتأتي قطعة اللحم اللعينة تلك و تسامحه على أفعاله الهوجاء بلا كرامة .
شدد هو بعناقه حولها أكثر و لا يسمح لها بأن تتحرك و لو حركة بسيطة ، هو خائف أن أفلتها تتركه آنيّة و يخسرها ، أشرقت شمس صباح جديد و هما على نفس الحال ، هو يشدد عناقه حولها و هي لم يزر عيناها النوم بعد .
همست هي بعد أن تنهدت ، فلا هي تستطيع أن تنام أو تمثل أنها نائمة و لا هو .
ميرسي أريانا : تشانيول أتركني ، خصري بات يؤلمني .
رفع إحدى يديه إلى كتفها سريعاً يحدثها .
تشانيول : هل سامحتني ؟
تنهدت هي و أغمضت عيناها لتهمس ببرود .
ميرسي أريانا : لا !
أسند رأسه على رأسها و حشر وجهه في عنقها يهمس بوجع .
تشانيول : ميرسي ، منذ متى قلبكِ قاسي علي ؟! سامحيني !
تحركت بعيداً عنه لكنه ضغط على خصرها بطريقة آلمتها كي لا تستطيع أن تتحرك ، كمتت هي ألمها لتقول بنبرة حادة قليلاً .
ميرسي أريانا : أسامحك ككل مرة لكي تهدم كرامتي و تقذفها بعيداً لأصبح بلا قيمة لديك
و لكنني دوماً أفعل .
صمتت قليلاً و شعرت خلال صمتها القصير هذا أن حرقة أشعلت قلبها و عينها معاً لتحرق صدرها و تتكون الدموع في عيناها ، تكره قلبها الذي يسامحه بأبسط الكلمات رغم أنه ذا بطش .
ميرسي أريانا : أنا أكره قلبي الذي يتمرد علي بخفقاته لك رغم أنك تؤذيه بينما أنت تؤذيني دون أن يحن قلبك علي ، أكره أذناي التي لا تحتمل سماع نبرات حزنك بينما أنت تبكيني و لا تتحرك بك شعرة ، أكره لساني الذي يقول لك الآن بإن صاحبته تحبك رغم ما تفعله بها ،
أكره قلبي الذي أوقعني لك دون هوادة ، أكره روحي التي لا تطيق الوجود دون وجودك
أكره عقلي الذي دائماً يفكر بك و يسير على منزال قلبي ، أكرهني لأنني أحبك و أحبك و أحبك .
كلامها مس قلبه ، عقله ، كيانه ، و وجدانه خصوصاً لإنها تبكي ، صوت شهقاتها يملئ مسامعه جعله يضعف، وجد نفسه يقف ثم ركع على قدميه لها و أمامها لعله يراضيها قائلاً .
تشانيول : أنني أركع على قدماي أتوسلكِ
و كبريائي أمامكِ متصدع ، وضعت كرامتي تحت قدميكِ مقابل أن تسامحيني ، سامحيني أرجوك .
شهقت هي بخفة لفعلته هذه لكنها سرعان ما نهضت حالما أتمم حديثه و رفعته حتى إستقام ثم حضنته بكل قوتها ، هي لا تحب أن تراه ضعيفاً مذلولاً حتى لو كان لها ، هي لو مهما حدث ، ستبقى تحبه قوياً لا تهزه العواصف و لا تخيفه الوحوش .
ميرسي أريانا : أسامحك !
طلب منها طلباً طفولياً ، طلب منها أن ينام على صدرها ، إبتسمت له لتفتح ذراعيها له ، أسقط نفسه في حضنها كطفل مشتاق لأمه غمر نفسه في تلابيب عشقها و نام .
............................................
سلااااااام
تفاعلكم يعكس إهتمامكم أو عدمه
1. رأيكم برومنسيات تشانيول و ميرسي أريانا في الصباح ؟
2. من المخطئ بينهم ؟ هي أم هو ؟
3. رأيكم بكلام ميرسي أريانا ؟ و ركوع تشانيول على أقدامه لتسامحه ؟
4. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للبارت القادم ؟
دمتم سالمين ❤
LOVE ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
أحبني بلا هماً يقتلني و لا ناراً تحرقك
دعنا نحب بسلام كما لو أنها البرد و السلام في نار العشق .
نور أشعة الشمس الذي دخل في الجناح على أستحياء قد أزعج حدقتيه أسفل جفنيه فها هو يتأفأف ترحيباً بهذا الصباح ، هو ببساطة لا يريد لليلٍ أن ينجلي و هي بين ذراعيه ، فتح عيناه بإنزعاج و على صدره يشعر بحِملٍ ليس خفيفاً و لكن لطيفاً .
نظر إليها تلك التي تكمش جسدها على صدره و بين أحضانه ، رفع كفه و قد ابتسم ليمسح على شعرها المتناثر حولهما بجمال ، أخذ يصفف شعرها بأنامله ثم إستنشق عشق أنفاسه _ عِطرها و شعرها _ .
غازلها بنبرة حنون بينما هي نائمة بهدوء على صدره لا تشعر بشيء أو هذا ما يظنه هو فقط .
تشانيول : كم أنتِ جميلة و كم أنا محظوظ ! كم أنتِ رائعة ، لطيفة و مثيرة ! كم أنا أحبكِ ! لقد حلمتٌ بكِ طوال سنين عمري ، كيف سيكون شكلك، لون شعرك ، و صوتك ، توقعت أن تكوني جميلة لكن ليس إلى هذا الحد ! أنني أقع لكِ أكثر كل يوم ! وددت أن أحصل على أفضل فتاة في العالم لكنني لم أصدق أن هذه الأمنية ستصبح حقيقة يوماً .
وضع كفه على وجنتها و داعبها بإبهامه ليكمل بذات النبرة اللطيفة .
تشانيول : أنتِ حبي ، حياتي ، قلبي ، حبيبتي أميرتي ، صغيرتي ، و لا أستطيع أن أعيش بدونك أبداً ، أنا أحبك جداً .
لاحظ إبتسامة خفيفة رفعت شفتيها عندما نظر إلى وجهها ليبتسم قائلاً .
تشانيول : أنتِ مستيقظة ؟!
أردفت بإبتسامة بينما مازالت تغمض عيناها .
ميرسي أريانا : نعم ، لم أنسى أنك أحرجتني بليلة زفافنا بنفس الطريقة ؛ لذلك أردها لك فقط ، و نعم لقد سمعت كل شيء ، أشكر الله أنك حصلت علي فأنا فتاة فريدة من نوعي .
إتسعت إبتسامته دون أن تراها ثم تصنع الإنزعاج في نبرة صوته ليقول .
تشانيول : متعجرفة ، أنتِ أحمدي الله أنكِ حصلت علي أيضاً فهناك ملايين الفتيات حول العالم يتمنين أن يكن بمكانك ، أنتِ يجب أن تكوني شاكرة لإنني أخترتكِ .
فتحت عيناها لتنظر إليه بهُيام يخصف رموش عيناها و يقصف قلبه ، هو توقع أن تنوعج لما قاله لكنها تنظر إليه بحب ، يبدو أنه ما زال في طور إستكشافها .
ميرسي أريانا : نعم أحمد الله على أنك زوجي ، حبيبي ، و شريك حياتي ، أنت الرجل الذي لطالما حلمت به و رجوت الله أن يكون من نصيبي ، أحبك تشانيول ، لو بقيت أقولها طول عمري لن أوفي مشاعري نحوك حقها .
إبتسم بحب و ما استطاع الرد بالكلمات فالحروف الآن أرخص من أن تعبر عما هو أثمن _ المشاعر _ ضمها إلى صدره بشدة و ما كان منه سوى أن يفعل ، أردفت بتسأول بينما يسند رأسها على صدره .
ميرسي أريانا : ماذا سنفعل اليوم ؟
همهم يفكر بجدية حول خطة اليوم ، فشهر العسل عليه أن يكون مميز .
تشانيول : دعينا نفطر في مطعم ما ثم نذهب لنتنزه في المدينة و سنكتشف المزيد من معالمها .
أومات له و هي تنهض عنه بسعادة .
ميرسي أريانا : إذن هيا حبيبي .
ذهبا إلى مطعم بسيط يطل على البحر كما طلبت ميرسي أريانا ، دخلا و جلسا متقابلين على أحد الطاولات التي تقابل طاولة يجلس عليها أربعة شباب أسبانين ، كان تشانيول يعطيهم ظهره و هي وجهتها لهم .
لاحظت نظراتهم الوقحة لها التي تتفحصها حتى أن أحدهم قام ببعث قبلة بالهواء لها بينما هي و تشانيول يتناولا فطورهما ، أقترح تشانيول بلطف و هو لا يدري حقيقة عما يحدث خلفه .
تشانيول : حبيبتي ، ما رأيكِ أن نبقى قليلاً هنا بعد ؟
ردت عليه بتسرع بينما التوتر يجول ملامح وجهها بشكل واضح في عينيه .
ميرسي أريانا : لا تشانيول ، دعنا نذهب أرجوك .
لاحظ توترها و عيناها الزائغة ليعقد حاجبيه .
تشانيول : ميرسي ، ما بكِ ؟!
نظرت إلى تشانيول بوجه يمتعض توتراً لتقول .
ميرسي أريانا : لا شيء ، أرجوك دعنا نذهب .
تنهد مستجيباً لها .
تشانيول : حسناً كما تريدين ، هيا بنا .
وقفا كلاهما معاً ثم أخذ هو بيدها و هما بالذهاب إلا أن صوت أحد الشبان استوقفهما عندما أردف بالإسبانية بنبرة عابثة .
الشاب : أنتِ يا حسناء ، ليلة واحدة فقط .
أحمر وجهها خجلاً و خوفاً معاً ليسألها تشانيول و قد بدى على ملامحه شيء من الغضب .
تشانيول : ميرسي ، ماذا قال ؟!
نظرت هي إلى تشانيول و سرعان ما أخفضت رأسها تنفي بتوتر .
ميرسي أريانا : لا أعلم ، لا تهتم ، دعنا نذهب .
صرخ بها بقوة جعلها تنتفض خوفاً منه .
تشانيول : كيف لا تعلمين و أنتِ تتقنين الأسبانية ؟!
التفت للشاب و سأله بالإنجليزية .
تشانيول : أنت ماذا قلت ؟
رد الأخر بالإنجليزية بوقاحة .
الشاب : لا شئ ، فقط طلبت ليلة ، هل هذا كثير ؟!
صرخ تشانيول به بقوة و قد هاجمه بجسده العريض الفارع .
تشانيول : ماذا تقول؟!
هجم عليهم بغضب شديد يضرب الشبان الأربعة حتى إنتهى بهم الأمر يفروا إلى خارج المطعم مصابين من قبضة ذلك الرجل الحديدية ، أما ميرسي أريانا ، فهي تقف بزاوية بعيدة و عيناها مليئتان بالدموع بينما ترتجف بخفة ، تخاف أن تكون هي اللاحقة فهي تعلم كم تشانيول قاسي في ساعة الغضب .
أخذت هي تفكر بإضطراب ، لكن كيف استطاع أن يهزمهم جميعاً ؟! هل هو قوي إلى هذا الحد ؟! أم أن الغيرة جعلت منه وحشاً ؟! إن كان الأحتمال الثاني فالقادم أعظم .
إلتفت تشانيول لميرسي أريانا لتشهق هي بخفة و تحبس أنفاسها في صدرها لِهول ما رأن ،عيناه حمراوتان و أنفاسه لاهثة من العراك بينما عرقه يتصبب غضباً على بشرته ذات العروق البارزة .
زلف منها لترتجف و تختنق برجفة و في عينيها نظرة تتوسله أن لا يفرغ ما تبقى من غضبه فيها ، قبض على معصمها بقوة لدرجة أنها شعرت بعظامها تحطمت بقبضته ، تأوهت بألم تفرج عن مقدار الألم الذي يجتاحها ، أردف بغضب في وجهها يتوعده بطريقة أرعبتها رعباً شديداً .
تشانيول : و أنتِ حسابكِ بالفندق ، هيا أمشي معي .
جرها من يدها بعنف مما جعلها تبكي بألم و هي ليس بيدها حيلة سوى أن تتبعه بقدمين مرتجفتين ، فتح باب السيارة و رماها رمياً عنيفاً داخلها ثم صعد على مقعده خلف المقود ليقود بسرعة جنونية اضافت على رعبها رعباً آخر .
تمتمت بخوف شديد و رجفة تسيطر على جسدها تقودها إلى الجنون ، أما دموعها فهي تترقرق على خديها .
ميرسي أريانا : تشانيول إهدء أرجوك ، لا تحاسبني على شيئاً لم أفعله .
صرخ بها و ضرب مقود السيارة بعنف لتنتفض على مقعدها و تشهق بقوة .
تشانيول : أخرسي !
وصل الفندق ليترجل من السيارة و أنزلها بالقوة رغم مقاومتها ثم أخد يسحبها من ذراعها خلفه معنفاً ذراعها ، صعد بها إلى جناحهم في الفندق ، دخل و هو يمسك بيدها ثم أغلق الباب جيداً و بعدها دفعها أرضاً بقوة فسقطت صارخة
تبكي بخوف شديد .
إقترب منها هو بخطوات بطيئة و عيناه تسلط شراراً من غضب على وجهها أما هي فتتراجع للخلف زحفاً ترجوه بنظراتها المذعورة أن يعطف عليها علّه شعر بها و حنّ ، لكن و هو في حالته هذه هيهات لها أن يهدأ ، هتفت هي محاولة منها لتهدئته .
ميرسي أريانا : تشانيول إهدء أرجوك ، لم أقل لك لأنني كنتُ خائفة من غضبك و غيرتك المجنونة تلك ، أنا خفت أن يؤذونك .
إبتسم بسخرية قبل أن يجلس القرفصاء على ركبتيه عندما توقفت عن التراجع فالحائط خلفها ، نظر بعينيها المذعورة بغضب ثم أردف بصوت بارد .
تشانيول : و هل آذوني أم أنا آذيتهم ؟ ها ؟ أجيبي ! لو أنكِ أخبرتِني منذ البداية لما تجرأ أحد على التحرش بكِ و لما غضبت ، لو فعلتِ لما أنتِ تواجهين غضبي الآن و ترتجفين خوفاً مني ، أتعلمين ؟
إزدرئت جوفها بجفاء قبل أن يشدها من شعرها بقوة لتطلق صرخة متألمة عالية ، همس هو أسفل أنفاسه و أسنانه المتراصة ذات الصرير .
تشانيول : عليكِ أن تخافي ، تعلمين لماذا ؟
دفعها من رأسها و قبضته تجد شعرها لتصيح و تبكي بألم ، هو لم يهتم بل تابع بنبرة قوية .
تشانيول : لأنكِ غبية و مستهترة .
صرخ بها بشدة لتنفر ملامحه وجهه و تبرز عروق عنقه بينما يشد شعرها للأسفل بعنف شديد أما هي فصراخها ملئ جدران الجناح .
تشانيول : ماذا لو فعلوا لكِ شيء يا مجنونة و أنا لا أدري ؟ أم كنتِ تستمتعين بغزلهم البذيئ بكِ و بجسدكِ الذي هو ملكي أنا وحدي ؟
تحطم على إثر كلماته الجارحة فؤادها الذي لطالما خفق حباً و عشقاً له وحده ، بكت و بكت حتى جفت دموعها ، صرخت به و قد أخرجت كل ما في قلبها على وجهه ، فما عادت تستطيع أن تكتم ما بنفسها من حديث .
ميرسي أريانا : أنت المجنون ، لا يحق لك أن تضربني ، بأي حق تضربني ؟ أنا لن أسامحك عما تفعله بي ، أنت قاسي و مجنون ، أحببت أن تراني دوماً ضعيفة بين يديك ، أنا لست لعبة بين يديك .
صمتت تأخذ نفساً لتتابع و هو ينظر لها بغضب شديد بينما يستمع ، هو يستمع فقط لأنه يريد أن يعلم كل ما في قلبها من سخط تجاهه .
ميرسي أريانا: لا !! أنت لست الشاب المثالي أنت لست الرجل الذي أردته ، أنا نادمة على كل لحظة جمعتني بك ، أنا نادمة و بشدة ، أنت لا تستحق حبي لك ، لا تستحقه أبداً .
صرّ على أسنانه بقوة ليهمس بحدة على نحوٍ خطير تقفقف قلبها رعباً بسببه .
تشانيول : ماذا ؟! ماذا قلتِ ؟! سأعلمكِ كيف العنف و الجنون يكون .
تنفست بذعر قبل أن تشعر به يجرها من شعرها بقوة إلى سرير و هي تصرخ بإنفعال باكية .
ميرسي أريانا : دعني ، أتركني ، لا تفعل .
رماها على السرير بعنف جعلها تصرخ ألماً و خوفاً ثم إعتلاها سريعاً و بغضب لتتكور أسفله بخوف تحتضن رأسها بيديها تحميه عنه ، إنخفض هو برأسه ليهمس بالقرب من أذنها .
تشانيول : لا أستحق حبكِ ! لماذا ؟! ماذا فعلت؟! لأنني أحبكِ ؟ لأنني أغار عليكِ أم لأنني أخاف عليكِ من الهواء الذي تستنشقيه .
دفع رأسها بقوة أسفل ذراعيها لتتأوه باكية بألم .
تشانيول : ماذا فعلت لكي لا أستحق حبكِ ؟! أخبريني !
رفعت ذراعيها عن وجهها لتنظر إليه بعينين باكية و وجه محمر ، همست بين دموعها بصوت مبحوح و نبرة يكرهها .
ميرسي أريانا : أنت مجنون و غريب الأطوار ، تغار علي هكذا لماذا ؟ حسناً ، أنا ماذا فعلت ؟ أنا ما ذنبي ؟ هل لأني لم أقل لك فقط ؟! هذا جزاء خوفي عليك ؟ أردت أن نكمل اليوم سعداء ، ماذا فعلت لتصب كل غضبك علي ؟ أنت قاسي علي ، أنك تؤلمني و تجرحني .
أخذت تمسح دموعها و تتنفس بإضطراب بينما هو يراقبها لتكمل .
ميرسي أريانا : أنا عروسك ! لم يمضي على زواجنا أسبوع ! أهكذا تعاملني ؟ لو أنك عاتبتني لكان أفضل من أن تضربني ، لماذا ضربتني ؟! مهما فعلت أنا لا أستحق منك أن تضربني ، أنا لن أسامحك على ما تفعله بي ، إن كنت تحبني حقاً كما تدعي فدعني و شأني قليلاً فقط .
صمت تشانيول قليلاً لا يعرف بماذا يرد ، نبرتها اللائمة تشعره بالذنب ، هو لم يذنب ، زوجته صمتت عن التحرش بها و هذا سبب كافي ليغضب بغض النظر عن أسبابها فهو لا يرى أن مبرراتها و حُججها مُقنعة ، إستقام من عليها بينما كلماتها تجول في رأسه بالفعل .
جلست هي على السرير حالما نهض عنها ثم تراجعت للخلف حتى إصطدم ظهرها بمقدمة السرير لتحتضن نفسها هناك بينما تبكي و نظرها عالقاً على ملاءة السرير ، للأسفل ، نظر الى حالتها المزرية التي هو السبب بها ، رغم أن مظهرها الحزين أثار في قلبه شيئاً من الندم إلا أنه لن يكف عن تخويفها منه عندنا هددها بسبابة مرفوعة إلى وجهها .
تشانيول : سأخرج الآن و لكن أياكِ أن أعود و لا أجدك كأن تكوني خارج الجناح ، أياكِ أن تحاولي ترك الفندق و الذهاب بعيداً عني ، فها أنا أعلمك ، لا مفر مني ، إن فعلتِ وقتها سأحاسبكِ حساباً شديداً ، أيضاً لا أريد أن أعود و أجدكِ تبكين ، لا تجعليني أغضب أكثر مما أنا غاضب .
لم تقل شيء بل فقط سمعت ما قاله بصمت حتى نهض من أمامه و خرج من الجناح بخطوات واسعة و قوية ، إنتفضت بخفة عندما أغلق الباب بقوة ، أما هو فقد وقف خلف الباب يترقب ماذا هي فاعلة بقلق ، يخاف أن تعصيه و تخرج فيؤذيها أكثر .
بالنسبة لها ، عصيانه أخر ما تفكر فيه فهي بالفعل تخافه ، هي أنفجرت باكية فقط بالداخل علّها إرتاحت فما باليد حيلة سوى البكاء ، كان يسمع صوت بكائها بأذن مُنصتة و قلب واهي ، لعن نفسه تحت أنفاسه قبل أن يقود قدميه إلى الخارج .
خرج من الفندق ثم صعد سيارته و قادها إلى البحر ، البحر الأبيض المتوسط بالفعل ، الفندق يطل عليه بالفعل ، خرج من السيارة رغم أن الرياح باردة و جلس على مقدمتها ينظر إلى البحر بعينين حزينتين بينما يتذكر ماذا فعل و كلماتها تتردد في عقله لتحرق وجدانه ، ضرب يداه التي قست عليها في السيارة حتى تشققت مفاصل أصابعه .
بشكل ما هو عاقب نفسه بنفسه لأنه عاقبها ، ضرب يديه حتى نزفت مفاصله كما ضربها بهما ، اللعنة ! ما يزالا عروسين ! ما زالا في شهر عسلهما ، كان عليه أن يسيطر على غضبه ، هو المُخطئ ليست هي و الآن عليه الإعتذار و إقناعها بمسامحته مهما كلف الأمر .
بعد عدة ساعات قضاها ينهش نفسه ندماً أمام البحر ، عاد تشانيول أدراجه إلى الفندق ، تريث قبل أن يفتح باب الجناح ثم دخل بهدوء ، كانت هي نائمة على أقصى السرير من جهتها و ظهرها له ، زلف إلى جهتها بخطوات بطيئة حتى لا تشعر به و تستفيق من غفوتها مفزوعة منه .
رأى دموعها تملئ وجهها ، هي لم تنم بعد بعلامة أنها ما زالت تبكي فعلياً ، عاد إلى جانبه في السرير و دس نفسه داخل فراشه ، تمدد بالقرب منها ثم حضنها من الخلف بكل قوته لتشهق هي بخوف منه ، همس هو بصوت آسف .
تشانيول : أنا أسف يا حبيبتي ، لقد أخطأت بحقك ، سامحيني .
وضعت هي يدها على ذراعه التي تحيط خصرها لتزيلها لكنه أبى و شدد وثاقه حولها أكثر فتنهدت هي بإستسلام ثم رفعت يدها مجدداً ، همست بلوم تقول بصوت مبحوح لكثرة البكاء .
ميرسي أريانا : ضربتني و أهنتني ثم تأتي إليّ لتطلب مني الصفح هكذا بكل هذه البساطة ، و كأن إعتذراك يخفف ألمي أو يمحي ما فعلته بي ، لن أسامحك !
وضع رأسه على رأسها يستنشق عطرها ، يستشعر دفئها ، و يشعر بها بين يديه ، هو حدثها بنبرة بائسة يرجوها .
تشانيول : أرجوكِ سامحيني ، أضربيني كما فعلت لكن لا تتركيني ، أفعلي ما تشائين فقط لا تتركيني ، أنا حقا أسف .
حنّ قلبها عليه بشدة ، تحبه ماذا تفعل ؟ لكنها لا تستطيع أن تدوس على كرامتها في كل مرة يخطأ بحقها من أجل حبه ، عليها أن تدوس مشاعرها هذه المرة .
أردفت بهدوء و قد تجاهلت ما قاله من رجاء و توسل .
ميرسي أريانا : أريد أن أنام لو سمحت .
أغمضت عيناها و عدلت وسادتها لتحاول بالفعل أم تنام أما هو فبقي يحضنها بقوة دون أن يأبه لما قالته .
هي لم تنم ، حاولت و لكن لم تستطع ، ذراعيه اللذان على خصرها و أنفاسه التي تضرب عنقها لا يساعدوها أن تنام أبداً ، أم أنه بسبب قلبها اللعين الذي يتمرد عليها كلما حاولت الثأر لكرامتها فتأتي قطعة اللحم اللعينة تلك و تسامحه على أفعاله الهوجاء بلا كرامة .
شدد هو بعناقه حولها أكثر و لا يسمح لها بأن تتحرك و لو حركة بسيطة ، هو خائف أن أفلتها تتركه آنيّة و يخسرها ، أشرقت شمس صباح جديد و هما على نفس الحال ، هو يشدد عناقه حولها و هي لم يزر عيناها النوم بعد .
همست هي بعد أن تنهدت ، فلا هي تستطيع أن تنام أو تمثل أنها نائمة و لا هو .
ميرسي أريانا : تشانيول أتركني ، خصري بات يؤلمني .
رفع إحدى يديه إلى كتفها سريعاً يحدثها .
تشانيول : هل سامحتني ؟
تنهدت هي و أغمضت عيناها لتهمس ببرود .
ميرسي أريانا : لا !
أسند رأسه على رأسها و حشر وجهه في عنقها يهمس بوجع .
تشانيول : ميرسي ، منذ متى قلبكِ قاسي علي ؟! سامحيني !
تحركت بعيداً عنه لكنه ضغط على خصرها بطريقة آلمتها كي لا تستطيع أن تتحرك ، كمتت هي ألمها لتقول بنبرة حادة قليلاً .
ميرسي أريانا : أسامحك ككل مرة لكي تهدم كرامتي و تقذفها بعيداً لأصبح بلا قيمة لديك
و لكنني دوماً أفعل .
صمتت قليلاً و شعرت خلال صمتها القصير هذا أن حرقة أشعلت قلبها و عينها معاً لتحرق صدرها و تتكون الدموع في عيناها ، تكره قلبها الذي يسامحه بأبسط الكلمات رغم أنه ذا بطش .
ميرسي أريانا : أنا أكره قلبي الذي يتمرد علي بخفقاته لك رغم أنك تؤذيه بينما أنت تؤذيني دون أن يحن قلبك علي ، أكره أذناي التي لا تحتمل سماع نبرات حزنك بينما أنت تبكيني و لا تتحرك بك شعرة ، أكره لساني الذي يقول لك الآن بإن صاحبته تحبك رغم ما تفعله بها ،
أكره قلبي الذي أوقعني لك دون هوادة ، أكره روحي التي لا تطيق الوجود دون وجودك
أكره عقلي الذي دائماً يفكر بك و يسير على منزال قلبي ، أكرهني لأنني أحبك و أحبك و أحبك .
كلامها مس قلبه ، عقله ، كيانه ، و وجدانه خصوصاً لإنها تبكي ، صوت شهقاتها يملئ مسامعه جعله يضعف، وجد نفسه يقف ثم ركع على قدميه لها و أمامها لعله يراضيها قائلاً .
تشانيول : أنني أركع على قدماي أتوسلكِ
و كبريائي أمامكِ متصدع ، وضعت كرامتي تحت قدميكِ مقابل أن تسامحيني ، سامحيني أرجوك .
شهقت هي بخفة لفعلته هذه لكنها سرعان ما نهضت حالما أتمم حديثه و رفعته حتى إستقام ثم حضنته بكل قوتها ، هي لا تحب أن تراه ضعيفاً مذلولاً حتى لو كان لها ، هي لو مهما حدث ، ستبقى تحبه قوياً لا تهزه العواصف و لا تخيفه الوحوش .
ميرسي أريانا : أسامحك !
طلب منها طلباً طفولياً ، طلب منها أن ينام على صدرها ، إبتسمت له لتفتح ذراعيها له ، أسقط نفسه في حضنها كطفل مشتاق لأمه غمر نفسه في تلابيب عشقها و نام .
............................................
سلااااااام
تفاعلكم يعكس إهتمامكم أو عدمه
1. رأيكم برومنسيات تشانيول و ميرسي أريانا في الصباح ؟
2. من المخطئ بينهم ؟ هي أم هو ؟
3. رأيكم بكلام ميرسي أريانا ؟ و ركوع تشانيول على أقدامه لتسامحه ؟
4. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للبارت القادم ؟
دمتم سالمين ❤
LOVE ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі