Chapter Twenty-eight
" كُشِفت الأوراق "
ماذا أفعل يا حبيبتي إن أشتعل وجداني بحبك ؟
فها أنتِ ترمي بي على ضِفاف حبك غريقاً
لأشتعل غراما بكِ
، لكن
غرامي ليس كأي غرام
و طريقتي في العشق تختلف
قد تتمنين يوماً لو لم أغرم بكِ
لكن ماذا بوسعكِ أن تفعلي ؟
لا شيء يا عمري
فأنتِ أصبحتي ملكي
و لا مفر لكِ مني إلا إليّ
فدعيني أحبكِ على طريقتي و اتقي شري
فأنا بما هو بكِ و لكِ و منكِ عاشق
عاشق لا تحمد عواقب شره .
خرجت من دورة المياه المُرفقة بالغرفة التي تسكنها بعد إن أخذت حماماً دافئاً تدفع به ضغط اليوم عن عاتقها ، تأزرت ثوب نوم من حرير ينصاع فوق منحنيات جسدها الأنثوية بجراءة ، تمددت على سريرها ، تحاول أن تغرق بالوسن أو أن يداهمها النعاس ، بدأ جفنيها يثقلان و النعس يداهمها .
إستشعرت بحركة ما حولها ، لكنها لم تعطي لذلك أي إهتمام و فضلت أن تنام ، شعرت بالسرير من الجانب البعيد ينخفض ، ظنت أنها تتخيل ذلك لكنها فضلت أن تتأكد ، فتحت عيناها غصباً ، ما إن لمحته يتمدد بجانبها بينما يرتكز بمرفقه على الوسادة و ينظر لها بإبتسامة ضئيلة ، نهضت لتجلس بسرعة بينما تتنفس بإظطراب ، كانت تنظر إليه بحدقتين مرتجفتين و وجه كلح لونه فجأة ، همست تسأله بتوتر .
ماريا : ما الذي جاء بك إلى هنا أنت؟!
شكلت شفتيه إبتسامة دافئة ثم همس و قد مال برأسه لينظر إليها من زاوية مثالية بنظره .
سوهو : لم أستطع أن أتكلم معكِ في الطريق إلى هنا ، لذلك أتيت لكِ هنا .
أومئت له بتوتر ثم تسآلت .
ماريا : و بماذا تريد أن تتكلم معي ؟
أقترب منها قليلاً لتنظر إليه بقلق على نفسها ، قال و هو يتوسم تلك الشفتين اللتين تمتلكها .
سوهو : شكراً لكِ على ما فعلتيه اليوم ، ظننتكِ ستتركيني و تغتنمين الفرصة لتبتعدي عني ، لكنكِ لم تفعلِ هذا و بقيتِ بجانبي .
إبتعدت لأقصى السرير زحفاً إلى الخلف بحركة بطيئة هادئة قائلة .
ماريا : ليس و كأنني أريد البقاء معك أو أنني فعلت هذا لأجلك ، أنا فقط ليس لي خيار أخر .
تنهد سوهو بأستياء يتوسل أن يملئه الصبر الآن ، قال و قد دحجها بنظرة غاضبة .
سوهو : لماذا فعلتِ ذلك إذن ؟
نظرت له ماريا بحقد ثم همست بحقد .
ماريا : فقط لإنني مغتصبة و لن يقبل أحد بإمرأة مغتصبة زوجة أو يتقبلها المجتمع .
نظر لها بغضب ثم قبض على ذراعيها بقوة لتتأوه بألم ، جذبها إليه لتنظر له بخوف ، همس بحدة و قد إحتد فكه لتراص أسنانه .
سوهو : مُغتَصبة ؟! أتقولين عن نفسك مغتصبة ؟ أنا لم ألتقطكِ من الشارع ثم أغتصبتك و رميتك من حيث أيت بكِ ، أنتِ زوجتي ، لِمَ لا تفهمين ؟
تحدثت بألم بينما تحاول تخليص ذراعيها منه .
ماريا : أنت تزوجتني دون إرادتي فأنا لم و لن أقبلك زوجاً لي أبداً حتى لو تظاهرتُ بالعكس أمام الناس ، هذا فقط من أجل سمعتي و كرامتي ليس من أجلك ، أنت آخر من قد أفكر فيه .
نطق سوهو بغضب و قد إحمرت عيناه غضباً .
سوهو : هكذا إذن ؟! لكنكِ زوجتي سراً و علناً ،شئتِ أم أبيتِ ، سواء تقبلتيني زوجاً لكِ أو لم تفعلي الأمرين عندي سواسية ، أنا أستطيع أخذ حقي منكِ إن أردت رغماً عن أنفكِ .
نظرت له بإشمئزاز لتقول بقرف .
ماريا : و ماذا أتوقع من مغتصب مثلك ؟!
نظر لها بغضب ، كلماته تزيد غضبه و غضبه يزيد علاقتهما توتراً ، يشعر في شرايين قلبه بدمه يغلي ، طرد صبره الذي إستدعاه سابقاً و رحب بضيفه الجديد ، الغضب .
دفعها على السرير لتقع عليه متمددة ثم إعتلاها بجسده لتصرخ بخوف ، أسكتها بقبلة عنيفة و ما أخلى سبيل شفتيها حتى تذوق طعم دمها في شفتيها ، حررها لتعج الحجرة بصوت بكائها الشديد و شهقاتها العالية ، إنخفض إلى رقبتها يقبلها و قد كبل معصميها فوق رأسها ، أخذ يقبلها بقوة و تلذذ ليترك خلفه أثر بينما هي تصرخ أسفل جسده بذعر و تحاول الفرار بحركات فاشلة .
سمعا صوت طرق قوي على باب غرفتها ، إرتفع عنها لتنظر إليه عينيه بينما صدرها يعلو و يهبط لإضطراب أنفاسها ، قبل جانب شفتيها لتحبس أنفاسها بذعر ، هرب من النافذة سريعاً و تركها وحدها ، نظرت إلى ثوبها لا تعي متى أنزله هكذا لأعلى صدرها .
وقفت و بجسدها رجفة ، تأبى أن تتوقف عن البكاء ، إرتدت الروب فوق ثوبها ثم فتحت الباب الذي لم يكن طارقه إلى والد سوهو ،
تسآل والده بقلق حالما رأى شفتيها نازفة بينما تبكي بحرقة .
السيد كيم : ماذا بكِ يا ابنتي ؟ ما الذي حدث ؟
نطقت ماريا بين شهقات بكائها الحارة .
ماريا : إنه سوهو يا عمي ، لقد هاجمني .
ربت والده على كتفها يواسيها و تنهد بيأس ، يبدو أن إبنه لن يعقل بسهولة .
السيد كيم : أنا أسف يا ابنتي ، ما إستطعت حمايتك بحق ، أعدك أنني سأوبخه و أنهره فوراً.
أومئت له لينادي على زوجته و يطلب منها البقاء مع ماريا قليلاً ، توجه إلى غرفة سوهو بعد أن أمن على ماريا ، فتح باب غرفته بقوة ليرى ولده يتمدد على سرير بإبتسامة جانبية واسعة ، ما إن رأى والده أمامه حتى جلس على سريره بإعتدال ، هدر والده موبخاً .
السيد كيم : رغم أنني حذرتك و قلت لك أن لا تؤذي ماريا ذهبت إليها لتخيفها ثم تعود إلى هنا و على وجهك هذه الإبتسامة اللعينة .
أخفض الإبن بصره تأدباً مع والده ، رفع الأب سبابته مهدداً إلى وجه إبنه قائلاً .
السيد كيم : خطأ ... خطأ واحد فقط ، سأخذها من هنا و أعيدها إلى منزلها بعيد عنك و أنا لن أهتم لإمرك حتى لو إنتحرت .
خرج والده و صفق الباب خلفه بعد أن بصق بهذه الكلمات ، تبسم سوهو لامبالياً لما قاله والده ، بل تمدد مجدداً و شابك عشره أسفل رأسه قائلاً .
سوهو : لنرى يا كيم ماريا من الأكثر عناداً بيننا ، أنا أم أنتِ ؟ أعدكِ أنه لن يخلصكِ أحد من يدي أبداً و لا حتى أبي ........ يا حبيبتي .
............................................
أشرقت شمس الصباح التالي عليها كأي صباح جديد أصبحت تفتتح به يومها ، إن لم يكن مليئاً بالمناوشات مع زوجها فسيكون ممل بتجاهله فخو لا يحدثها و لا هي تحدثه ، نظرت بجانبها حيث مكانه لتراه نائم بهدوء ليس كأنه وحش حقيقي يختبئ خلف هذا الوجه الملائكي .
من بعد أخر حديث بينهما لم يتكلم معها إلا عند الضرورة فقط إلا إن أراد أن يوبخها لسبب تافه ، حتى أنه لم يمدح جمالها يوم زفاف كاي و كاثرين كما يفعل عادة ، فقط ألقى نظرة متفحصة إن كان راضياً عن ثيابها أم لا ثم صرف نظره عندما تأكد أنها لم تخالف قاعدة ليوبخها عليها .
تنهدت ببؤس لتنهض من على الفراش ، توجهت إلى دورة المياه لتغتسل ثم خرجت تتأزر ثيابها لتذهب إلى الجامعة برفقته ، رأته قد أستيقظ عندما خرجت ، تجوازها و دخل إلى دورة المياه دون أن ينبس بحرف ، قضمت شفتيها تمنع نفسها عن البكاء و تحاملت على نفسها .
نزلت إلى الأسفل لتعد من أجله الإفطار ، وصل إلى طاولة الطعام حالما وضعت آخر الأطباق عليها ، جلس في مكانه و هي في مكانها ، تناولا الإفطار بهدوء تام و صمت كامل ، همس بينما يسحب سترته و مفاتيح سيارته بهدوء .
تشانيول : هيا لأوصلكِ إلى الجامعة ، سأجعل أحد الحرس يأتي بسيارتكِ إلى باب الجامعة .
أومئت له ثم تبعته بعد أن وضبت الطاولة ، ركبت إلى جانبه بالسيارة لينطلق إلى وجهته ، كلما نظرت إلى وجهه وجدته متهجماً يراقب الطريق ببصر حاد ، تنهدت هي ثم أخفضت رأسها لتلعب بأصابعها في حضنها و همست بتوتر .
ميرسي أريانا : لماذا تعاملني بهذا الجفاء يا تشانيول ؟ تظلمني بشكك بي و تنكر واجب أعتذارك لي ، أنا لا أستحق هذه المعاملة الجافة معك .
نطق بهدوء قائلاً يتجاهل تلك الذبذبات البائسة في نبرة صوتها .
تشانيول : لستُ مديناً لكِ بإعتذار و أنا أتصرف معكِ بشكل الذي يعجبني ، لستِ من يحكم على أفعالي يا مرأة لذا لا تتجاوزي حدودك .
إمتلئت عيناها بالدموع ثم نطقت بقهر .
ميرسي أريانا : رغم ما فعلته بي لا تدين لي بإعتذار ؟! ليس و كأنني دمية لديك لتحركني كيفما تشاء ، أنا زوجتك و يحق لي تقييم سلوكك .
شدد قبضتيه على المقود و شحذ على أسنانه قائلاً بحدة دون أن ينظر لها .
تشانيول : فلتخرسي و تغلقي على الموضوع الآن قبل أن أغضب حقاً ، وقتها لن تكوني بخير حقاً .
إحتد صوتها بغضب و قد تفجر صبرها .
ميرسي أريانا : و هل أنا بخير الآن ؟ تحب أن تلعب دور الضحية رغم أنك ظالم ثم تحاول أن تخرسني بتهديداتك التي تبث عجزك عن الرد علي ، ما كان يوماً تهديد فتاة بالضرب من النُبل أو شيم الرجال أبداً .
أوقف سيارته على قارعة الطريق بغضب لتصدر العجلات صوت زعيق عالٍ و مزعج ، قفز جسدها إلى الأمام و إرتطم جسدها على ظهر المقعد بقوة لتتأوه ، خلع حزام الآمان عن جسده ثم إقترب من كرسيها ، قبض على ذقنها بقوة يجبرها أن تنظر إليه ثم قال بغضب عارم .
تشانيول : فلتخرسي قبل أن أريكِ شيم الرجال الحقيقة ، أنا أتحامل على نفسي غصباً و لعلمكِ أنا لستُ رجل نبيل بالفعل فاحذري مني و اغربي عن وجهي إلى جامعتك الآن قبل أن أقص لسانك الطويل هذا يا وقحة .
أفلت ذقنها بقوة لتنساب دموعها على وجنتيها ، نظرت له بألم تلومه على سوء و جفاء معاملته ، ثم نزلت متوجهة للجامعة التي بالفعل أصبح على بابها دون إدراك منها .
توجهت إلى دورة مياه الفتيات لتجفف دموعها ، تجفف دموعاً لتسقط أخرى ، في النهاية إستسلمت لرغبتها الجياشة للبكاء و بكت و تركت الحرية لدموعها أن تسيل على وجهها كما تشاء علها إرتاحت ، ما عاد قلبها يتلمس له العذر كما يفعل دوماً ، ما عادت تحتمل كل ما يفعله بها ، هي فقط لا تستطيع البقاء معه هكذا ، إما أن تنتصر لنفسها مرة أو ستبقى تحت سيطرته للأبد .
...................................
أزعج الضوء غمامة نومه لينفث أنفاسه الهادئة و يحرك رأسه ليغرز وجهه في عنقها يحمي نفسه من ضوء الشمس ، شعر بذراعيها تتحركان لتحجب وجهه عن الشمس و تنال هي حرارتها ، حرك ذراعيها على خصرها ، إنه ينام بنفس الوضعية منذ البارحة ، ينام فوقها تقريباً ، تذكر أحداث الأمس و كأن تلك الساعات اللئيمة طردت الوسن من عينيه و انقشعت غمامة النوم .
رفع رأسه من تجويف عنقها بحركة بطيئة حتى لا تشعر به ثم رفع بصره لينظر إلى وجهه ، سرعان ما نخزه ألم طائش مصدره غضبه الطائش ، لقد شوه أجمل وجه خُلِق أبدا ، قبض حاجبيه بينما ينظر لمخلفات عنفه على وجهها ، أطرافها حاجبيها منتهية بدماء متيبسة ، كدمات على وجنتيها و أسفل عينيها تحكي عن الكم المؤلم من الصفعات ، فكها ، ذقنها ، و عنقها كلها ممتلئة بعلامات زرقاء إثر قبل الغصب التي عنفها و أخذها غصباً ، أما شفتيها فهو ليس متأكد إن كانت جروحها من صفعة أو قضمة .
أما عيناها فلهما قصة بإنتفاخهما ، لقد بكت كثيراً ، لكنه لا يعلم إن كان البكاء منه أو عليه أو كلاهما معاً ، لأول مرة لا يستطيبه النظر إليها ، يود صرف نظره عنها و الإبتعاد لكن حدقتيه تأبى أن تطيع ، يشعر بأن عينيه تلومه على فعلته هذه و تعذبه بالنظر إلى وجهها المُعنَف بفعل كفيه .
رفع الغطاء عن جسدها ليرى أسفله ما جعله يغلق عينيه آسفاً ، ذلك الجسد الذي يقدس الجمال فيه أجحفه النظر إليه ، لم يستطيع أن ينظر إلى كل بقعة ألم خلفها عليها ، نظرة بالمجمل جعلته يشمئز من نفسه الغاضبة ، كم كان أهوجاً ؟
رغم ذلك ما حرمته السماح و إن ما فعلت فلا يحق له نعتها بالبخيلة ، هي سخية بطريقة مفرطة تجعله يأن لوماً ، ما رفضته عندما طلب حضنها ملجأً إليه بل و بكل رحابة صدره إستقبلته في كنفها الذي أدماه ، لعن نفسه و قبل جبينها بدفء ، همس بإعتذارات كثيرة لأذنها الصماء عن حديثه ، فما فعله بها يجعلها تنام بهذا العمق .
فرد شعرها برتابة على الوسادة أسفل رأسه ثم غرز أنفه بخصلاته الشقراء المموجة يستنشقها بعمق و كأنها صِنف من الممنوعات ، لطالما أحب شكله و أنشته رائحته ، حتى شعرها يقدسه لكنه فقط بالأمس جرها منه ليسبب لها أشد الألم .
فتحت عينيها منزعجة لكثرة الحركات أعلاها ، تلك اللمسات الحفيفة و الهمسات الخفيفة أيقضتها من سباتها ، نفثت أنفاسها هي الأخرى و كأن بعاداتها البشرية تطبعت بطباعه ، تبسمت بدفء حينما ميزت ذلك الوجه أمهامها ثم نطقت بصوتها الناعس .
إيزابيلا : صباح الخير يا حبيبي !
تنهد بلوّم ، ما زال حبيبها رغم كل ما فعله بها ، لكنه إبتسم إبتسامة أجبر شفتيه ليشكلها فقط أمامها و لها حتى و إن ما عكست داخله ، حتى لو شعر أنه مزيفاً الآن ، الخارج ليس كالداخل لكنها لها فقط و لأجلها لو استسقته دمائه لمنحه أياها .
بيكهيون : صباح قلبك الطيب .
تبسمت إليه إبتسامة نقية و هو متأكد أن ذلك النقاء يعكسها من الداخل هي ليست مثله ، مزيف ذا حب مزيف ، نهض من عليها ثم أخذ بيديها اللتين نالتا نصيبهما من هَوَجه ليساعدها على الجلوس بجانبه ، لاحظ كيف كمشت ملامحه بألم و زمت شفتيها ، كل هذا ألم سببه هو و نفسه المريضة بالشك .
قضم شفته بندم ثم همس .
بيكهيون : أنتِ بخير ؟
أغمض عينيه فوراً و تنهد مستاءً ، كيف تكون إمرأة ذات جسد و وجه مشوه بخير ؟! و الأدهى من ذلك أنها إختلقت إبتسامة تطمئنه بها .
أومئت له بتلك الإبتسامة و قالت بصوت مبحوح .
إيزابيلا : أنا بخير ، لا تقلق .
تأفأف منكسراً ، طيبة قلبها تلك تكسره ، أخذها بين ذراعيه برفق شديد و كأنها رُقاقة من الزجاج إن ضغط عليها قليلاً ستنكسر ، هو لا يريد أن يؤلمها أكثر ، ضم جسدها برفق إليه ثم همس و الحزن يقطع صوته .
بيكهيون : كيف تكونين بخير و أنا فعلت بكِ ذلك ؟ أشكيني ، أشتميني ، أفعلي ما يرضيكِ بي على أن تقولي أنكِ بخير ، أنتِ تذبحين قلبي بكلماتكِ المسننة تلك ، أنتِ لستِ بخير و أنا السبب ، أنا المُلام الوحيد .
رفعت رأسها عن صدره ، أرادت أن تنفي ما قاله و تبرر بأكاذيب حلوة فقط ليكف ضميره عنه ، لكنه سبقها و أسكتها عندما ضم وجنتيها برفق بكفيه و قال بصوت خفيض يملئه الألم و كم كرهت أن تنظر في عينيه المُشبعة بدموع الندم .
بيكهيون : اليوم ، أنا لن أعتذر منكِ لإن إعتذاراتي مهما كثرت و مهمها إستنجدت لن توفيكِ حقكِ مني ، الكلمات لن تعبر عن أسفي بهذه اللحظة يا ملاكي ، أنا أريد أن أتكلم و أنتِ فقط أسمعيني .
نفت هي برأسها تريد منعه عن يقول أكثر و دموع كدموعه إلا أنها خائفة علقت في عينيها ، همست باسمه تريد إسكاته عن حديث بالنسبة لها لا نفع له أبداً ، ما تريده لا موشحات من الأسف و الإعتذار و التبرير ، تكفيها النظرة النادمة في عينيه ، هي تريد ، حب ، إحتواء ، و أهتمام فقط ، لكنه كان متزمتاً و متمسكاً بموقفه عندما أصمتها بقبلة رقيقة خفيفة على شفتيها إمتزجت بدمعة هاربة من عينيه الحزينة ، إسترسل رغم أن الكلام يؤلمها ، ألم يقل أنه لا يريد أن يؤلمها أكثر ؟!
بيكهيون : أنا لطالما تمنيت أن أضعك بقالب زجاجي بعيد عن الناس أجمعين شفاف فقط لنظري ، أردت أن أجعلكِ لي بطريقة تجعلكِ ليس فتنة إلا لنظري ، أنا أحبك أكثر من نفسي يا إيزابيلا صدقيني ، أنا أستطيع إفداء روحي في سبيلكِ و لأجل عينيكِ ، أنا مستعد لأحرسكِ برموش عينيّ و أسكنكِ أجفاني .
أسند جبينه على جبينها و مسح دمعة فرت على وجنتها سريعاً و بحذر و ترك أخرى تفر على وجنته .
بيكهيون: أنا أحبك كما لم يحب أحد من قبل أبداً ، صدقيني أنا رجل هائم بكِ ، رجل أغواه حبكِ و اتخذ كنفكِ دار ، لكنني إنسان في النهاية ، أنا إنسان و الكمال ليس من صفاتي ، حتى لو حاولت أن أبدو هكذا لكنني لست هكذا ، أنا لستُ كاملاً ، لستُ هكذا يا إيزابيلا !
رفع رأسه ليقبل جبينها مجدداً لتغمض عينيه تشعر بأنفاسه الدافئة على وجهها كالنسمات الدافئة بل أكثر لطفاً .
بيكهيون : أنا أغار و بشدة يا إيزابيلا، أنا أعرف أنكِ لم تخونيني كما أعرف أنني أخطأت بحقكِ ، لكن ضعي نفسكِ مكاني قليلاً أرجوك و تفهمي موقفي ، أنا غضبت كثيراً و شعرت بأنني غائب عن وعيي ، لقد صُمت أذني عن تبريراتك الكثيرة رغم أنني أعلم أنك صادقة ، لقد حجبت دموعكِ عن نظري ، لقد جننت يا إيزابيلا جننت ! لولاكِ لما أستيقظت أبداً .
أنزل رأسه لتجول بعينيها عليه ، لا يعجبها أن يذل نفسه لأجلها حتى لو كانت صاحبة حق . بيكهيون : لقد ضربتك و تخليت عن إنسانيتي ، أغتصبتك و أذللت رجولتي ، لقد أسمعتكِ كلمات بذيئة مسامعكِ أنزه من أن تصلها ، و تركتك .
رفع رأسه و لمع الحقد في عينيه ، رفع قبضتيه بينهما و رصهما بقوة حتى أصفرت مفاصله ، همس و قد رص على أسنانه حتى سُمِع لها صرير .
بيكهيون : ذهبت إليه ، لقد ضربته و ضربته و ضربته حتى نفذت كل المدخرات التي خزنتها طول الطريق إليها ، لقد حاولت قتله يا إيزابيلا ، لقد حاولت قتله ، كاد أن يموت بين يدي هاتين ، كدت أقتله !
أخذ كفيها بين يديه لترتجف بخفة ، خافت من الغضب في عينيه لكنه هدأ فور أن لمسها ، قبل كفيها قبلات كثيرة و رقيقة ثم همس .
بيكهيون : أنا فقط لي أنتِ ، أنا أغار عليكِ منكِ فما بالكِ بهذا النذل و قد تغزل بكِ و أنت ِ فيي مقدسة ؟ ربما أكون مريض ، محقة أنتِ عندما نعتني بها .
همّت أن تعتذر لكنه وضع كفه على شفتيها و نفى برأسه ليقول .
بيكهيون : لا أريد أن أشفى يا إيزابيلا ، لا أريد ، و الآن؛ سأفعل ما تريدين إن أردتِ أن أخرج من البيت سأفعل و لن تريني حتى تشفين غليلك بعذابي ، سأفعل أي شيء يا إيزابيلا لتغفري لي ، أي شيء إلا الطلاق .
مسحت إيزابيلا تلك دموع التي تدافعت لتخرج من جفنيها ، مسحتها بطريقة لطيفة ، حكت عينيها كما يفعل الأطفال إن بكوا ، إنها بريئة و نقية كالأطفال تماماً ، إبتسم و ليس وقت الإبتسام ، لمع الحب في عينيه في وقت كانت عليها أن تنطفئ ، نطقت هي غافلة عن تلك النظرات مشغولة بحك عينيها .
إيزابيلا : من المخطئ أنا أم أنت ؟
تبسم إبتسامة بائسة و همس .
بيكهيون : أنا .
أكملت بعدما رفعت بصرها إليه .
إيزابيلا : و من يجب أن يعاقب أنا أم أنت ؟
أجاب و بعينيه يتوسم تلك البرائة في عينيها .
بيكهيون : أنا .
إقتربت منه برأسها لتنظر في عينيه من مسافة قريبة بينما هو ما زال يتأملها بذات النظرة و بذات الزاوية المائلة ، قالت بصوت يملئه الدفء ككل شيء مملؤة هي به .
إيزابيلا : ما دمت أنت المخطئ و أنت الذي يجب أن يعاقب ، لماذا تريد أن تعاقبني بإبتعادك عني ؟ من قال لك سأنتشي نصراً إن أنت إبتعدت سأتعذب أكثر منك .
نظر لها نظرة حنون و همس بعدما رفع إبهامه ليمسد به على وجنتها
بيكهيون : سأفعل أي شيء لأرضيكِ ملاكي .
تبسمت بين دموعها لتمسحهم و تجلس بإعتدال ثم قالت .
إيزابيلا : إذن عقابك كالتالي .... تقوم بتحضير الثلاث وجبات لنا كل يوم على شرط أن تطعمني أنت بيدك ، عليك أيضاً أن تأخذني بموعد كل يوم ، لا يسمح لك بلمسي نهائياً و لا حتى قبلة رقيقة كتلك الحفنات التي تسرقها في نومي ، من اليوم عقابك يبتدأ و يمتد لشهر .
مسح الدموع من جفنيه و ابتسم ليقول .
بيكهيون : حسناً موافق.....لكن ، هل نستطيع أن نضيف بند آخر ؟
أومئت له بغرابة ليكمل .
بيكهيون : أنا من سيحممك كل يوم .
ما أرادت أن تعترض حتى حملها و أدخلها إلى دورة المياه سريعاً لتقول .
إيزابيلا : قلت لا يسمح لك بلمسي و لا بقبلة حتى .
سرق من شفتيها قبلة سريعة ليهمس .
بيكهيون : بعض بنود العقوبات علينا تعديلها فهي جائرة بحقي ، لا أستطيع أن أمتنع عن حلاوة عسلك شهر كامل .
هو يعلم جيداً بأنه أساء لها و كثيراً أيضاً ، يود أن يعوضها عن فعلته الظالمة بأي شيء تطلبه مهما كان ، رغم سهولة عقابها بالنسبة له إلا أن بند الإقتراب منها لا يعجبه ألبتة لكنه سينفذه و يعاقبه لأجلها فقط ، هي تعلم أنه أخطأ بحقها كثيراً و لو حدث ذلك مع إمرأة أخرى لن تسامحه و ستتركه مهما كانت به مغمرمة ، لكنها تحبه بطريقة تعجز عنها النساء الطبيعيات ، لا تستطيع أن لا تسامحه فهو يبقى بيكهيون عاشقها و معشوقها ، هي مجنونة به كما هو مجنون بها .
...........................................
توالت محاضراتها حتى وصل وقت آخر واحدة ، كانت في طريقها إلى محاضرتها حتى قطع طريقها جسد جونغكوك عندما وقف أمامها، تبسم تلك الإبتسامة البريئة اللطيفة التي لا تنم عن الخبث الذي يُسَوِد داخله .
جونغكوك : أهلاً بالأميرة ، كيف الحال ؟
تنهدت بأستياء ، ذلك الوجه البريئ و الإبتسامة النقية كيف تخبئ خلفهما نفس خبيثة ، همست ببرود بعد أن رمقته بنظرة غير مسترضية .
ميرسي أريانا : ماذا تريد ؟
رفع حاجبه و اتسعت إبتسامته ليهمس ب"اووه!" ضئيلة ، علم من ردة فعلها تلك أنه أوقع بينها و بين وشانيول و حقق أمانيه ، ها هو قد وصل لمبتغاه لتفريقهما و قريباً سيحصل عليها له ، تسير الأمور الآن كما يخطط لها فعلاً.
جونغكوك : لا شيء ، لربما نحظى بكوب قهوة معاً ؟
تنهدت هي مجدداً بنفاذ صبر ثم حدثته ببرود .
ميرسي أريانا : لماذا ؟ كي تصورني و تعدلها لأبدو قريبة منك كما تبتغي و كما هو ليس حقيقي ؟
إبتسم جونغكوك إبتسامة غامضة ثم قال بخبث.
جونغكوك : بما أن الأوراق كُشِفت على الطاولة أنا سأصارحك و سأخبرك ما في جعبتي لتكوني على إطلاع على كل أوراقي ، أنا و بكل بساطة و صراحة أحبك بل أنا أعشقك ، و لن أبقيكِ له ، ستأتيني يا ميرسي أريانا بإرادتك أو دونها ، أنا سآخذك منه و ستكونين لي وحدي لأن مكانكِ معي أنا فقط ، أنا قدرك ، أنا نصيبك !
كلامه كان يزيد حنقها و حقدها عليه ، كانت تنظر له بقوة و أنفاسها هائجة ، قبضت كفها بغضب بينما يتكلم و حالما إنتهى لم تستطيع التحمل أكثر فرفعت يدها و صفعته بكل قوتها ، جعلت كل الأنظار تلتفت إليها ، تلك الصفعة أدارت وجهه إلى الجانب و ما أعاد رأسه مجدداً بل إمتلئت عيناه بالغضب و رص قبضته يفرغ بها غضبه منها ، إحتدت نبرتها قائلة .
ميرسي أريانا : أوصم كلامي هذا بعقلك المريض ، أنا لم و لا و لن أكون لك أبداً ، زوجي بنظري مقدس و يكفيني عنك و عن غيرك ، أنت ليس لك أدنى فرصة حتى .
ترجلت من أمامه إلى خارج الحرم الجامعي و تجاهلت حضور آخر محاضراتها ، قادت سيارتها بسرعة عالية نحو النهر ، أرادت أن تفكر بوضعها و حياتها على إنفراد و بصفاء و نقاء تام ، هي ما زالت عروس جديدة حديثة العهد في رباط الزوجية، زوجها لا يفهمها و لا تفهمه و الآن خرجت أولى العقبات في طريقهما ، جونغكوك ربما سيكون العاقبة الأكبر التي سيواجهونها طوال حياتهما .
هي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل الآن ، هل تعود إلى تشانيول و تتعرض كرامتها للإهانة مجدداً أم تبتعد عنه لكنها إن فعلت فهي تعطي جونغكوك أمل و فرصة ، لكنها فقط لا تستطيع أن تقدم المزيد من التنازلات من أجله ، رغم أنه المخطئ يعاقبها على خطأه ، يحبسها في المنزل ، و يتحكم بها ، قررت أن ترأف بكرامتها لتنهضها على قدميها من جديد ، تعلم أن في الحب لا مكان للكرامة ، لكنها إن أزهقتها مجدداً ستكون فرصة لزوجها أن يذلها على كل خطأ .
قادت سيارتها نحو منزلها مع الفتيات و قد قررت أن تبتعد عن تشانيول قليلاً حتى يهدأ و يدرك خطأه رغم أنها تعطي جونغكوك أمل زائف ، حالما وصلت كان المنزل يعج بالفوضى ، سمعت أصوات ضحكات الفتيات من المطبخ فتبسمت و شعر ببصيص من السعادة ينير قلبها مجدداً ، توجهت ثم نطقت بلطف مبتسمة .
ميرسي أريانا : ماذا تفعلن ؟
إلتفتن إليها بتفاجئ و حالما إدركن أنها هنا بالفعل تدافعن لعناقها و الترحيب بها كما لو أنها أمهن ، آتى دور كريستين لتعانقها في النهاية كما يحدث دوماً ثم همست .
كريستين : هل أنتِ بخير ؟
أومأت لها ميرسي أريانا بإبتسامة و قالت .
ميرسي أريانا : نعم ، لا تقلقي عزيزتي ، أنا بخير و أتيت لأبيت لديكن الليلة .
صرخن الفتيات بفرح غامر و همست لها كريستين بقلق .
كريستين : أهناك مشكلة بينكِ و بين تشانيول ؟
تنهدت ميرسي أريانا بحزن ثم همست لكريستين .
ميرسي أريانا: لقد تشاجرنا و تركت المنزل دون علمه ، لا تقلقي ، الأمر ليس كبيراً سنحله فيما بيننا .
نظرت إلى الفتيات و قد لاحظت هي غياب ليليانا لتهمس .
ميرسي أريانا : أين ليليانا ؟
ردت كريستين بهدوء .
ليليانا : لقد خرجت لتحضر بعض الأغراض للمنزل .
صاحت ميرسي أريانا بمزيج من خوف و الغضب .
ميرسي أريانا : ماذا ؟ إنها السابعة مساءً ! كيف سمحتِ لها بالخروج ؟ ألا تعلمين كم هذا الحي خطير في هذا الوقت ؟ أتريدين أن يهاجمها متحرش ؟
نفت كريستين برأسها بخوف و قالت .
كريستين :لا لا ، أنا لم أفكر بهذا الأمر .
زجرتها ميرسي أريانا بغضب موبخة .
ميرسي أريانا : يا إلهي ! كيف لم تفكري بهذا الأمر يا كريستين ؟ إن تأذت ليليانا ماذا سنفعل ؟
صمتت كريستين و أخفضت رأسها بينما القلق و الندم ينهشانها ، خرجت ميرسي أريانا تبحث بالشوارع عنها رغم أنها قد تكون بخطر ، ذهبت إلى المتاجر القريبة و لم يراها أحد ، أخذت تبحث بالشوارع عليها و القلق يطبل على قلبها .
بينما كانت تبحث عن ليليانا ، تشانيول كان قد وصل إلى المنزل بالفعل ، بحث عنها في جميع غرف المنزل و زوياه و لم يجدها ، شعر بالقلق عليها و الخوف من أنها تركته ، أتصل بها علها تجيبه لكنها تغلق الخط بوجهه كلما إتصل ، إذن هي بخير لكنها تركته ، تنهد بنفاذ صبر فهو أدرك أنها غاضبة منه .
أما هي فبالتأكيد لن ترد عليه ليصرخ بوجهها و هي ليست متفرغة له و لمشاكلها معه ، هناك الآن ما هو أهم من مناوشتهما معاً ، أمر ليليانا الآن أهم بكثير ، تجاهلت إتصالاته الكثيرة بينما تبحث في الطرقات عنها ، أصبحت الساعة الثامنة و لم تجدها بعد ، قلقها و خوفها في إزدياد مقلق ، ما عادت تفكر سوى بإمرها و ما الذي حدث معها ، و اللعنة أين هي ؟!
..........................................
سلام يا رفاق
1. رأيكم بمبرر عودة ماريا مع سوهو ؟ و ردة فعل سوهو عليها ؟
2. رأيكم بكلام بيكهيون؟ و عقاب إيزابيلا ؟
3. رأيكم بتصرفات تشانيول مع ميرسي أريانا ؟ و رأيكم بتصرفها و صفعة جونغكوك ؟
4.يا ترى أين ليليانا ؟ هل ستتأذى ؟ و هل كريستين تستحق غضب ميرسي أريانا عليها ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ماذا أفعل يا حبيبتي إن أشتعل وجداني بحبك ؟
فها أنتِ ترمي بي على ضِفاف حبك غريقاً
لأشتعل غراما بكِ
، لكن
غرامي ليس كأي غرام
و طريقتي في العشق تختلف
قد تتمنين يوماً لو لم أغرم بكِ
لكن ماذا بوسعكِ أن تفعلي ؟
لا شيء يا عمري
فأنتِ أصبحتي ملكي
و لا مفر لكِ مني إلا إليّ
فدعيني أحبكِ على طريقتي و اتقي شري
فأنا بما هو بكِ و لكِ و منكِ عاشق
عاشق لا تحمد عواقب شره .
خرجت من دورة المياه المُرفقة بالغرفة التي تسكنها بعد إن أخذت حماماً دافئاً تدفع به ضغط اليوم عن عاتقها ، تأزرت ثوب نوم من حرير ينصاع فوق منحنيات جسدها الأنثوية بجراءة ، تمددت على سريرها ، تحاول أن تغرق بالوسن أو أن يداهمها النعاس ، بدأ جفنيها يثقلان و النعس يداهمها .
إستشعرت بحركة ما حولها ، لكنها لم تعطي لذلك أي إهتمام و فضلت أن تنام ، شعرت بالسرير من الجانب البعيد ينخفض ، ظنت أنها تتخيل ذلك لكنها فضلت أن تتأكد ، فتحت عيناها غصباً ، ما إن لمحته يتمدد بجانبها بينما يرتكز بمرفقه على الوسادة و ينظر لها بإبتسامة ضئيلة ، نهضت لتجلس بسرعة بينما تتنفس بإظطراب ، كانت تنظر إليه بحدقتين مرتجفتين و وجه كلح لونه فجأة ، همست تسأله بتوتر .
ماريا : ما الذي جاء بك إلى هنا أنت؟!
شكلت شفتيه إبتسامة دافئة ثم همس و قد مال برأسه لينظر إليها من زاوية مثالية بنظره .
سوهو : لم أستطع أن أتكلم معكِ في الطريق إلى هنا ، لذلك أتيت لكِ هنا .
أومئت له بتوتر ثم تسآلت .
ماريا : و بماذا تريد أن تتكلم معي ؟
أقترب منها قليلاً لتنظر إليه بقلق على نفسها ، قال و هو يتوسم تلك الشفتين اللتين تمتلكها .
سوهو : شكراً لكِ على ما فعلتيه اليوم ، ظننتكِ ستتركيني و تغتنمين الفرصة لتبتعدي عني ، لكنكِ لم تفعلِ هذا و بقيتِ بجانبي .
إبتعدت لأقصى السرير زحفاً إلى الخلف بحركة بطيئة هادئة قائلة .
ماريا : ليس و كأنني أريد البقاء معك أو أنني فعلت هذا لأجلك ، أنا فقط ليس لي خيار أخر .
تنهد سوهو بأستياء يتوسل أن يملئه الصبر الآن ، قال و قد دحجها بنظرة غاضبة .
سوهو : لماذا فعلتِ ذلك إذن ؟
نظرت له ماريا بحقد ثم همست بحقد .
ماريا : فقط لإنني مغتصبة و لن يقبل أحد بإمرأة مغتصبة زوجة أو يتقبلها المجتمع .
نظر لها بغضب ثم قبض على ذراعيها بقوة لتتأوه بألم ، جذبها إليه لتنظر له بخوف ، همس بحدة و قد إحتد فكه لتراص أسنانه .
سوهو : مُغتَصبة ؟! أتقولين عن نفسك مغتصبة ؟ أنا لم ألتقطكِ من الشارع ثم أغتصبتك و رميتك من حيث أيت بكِ ، أنتِ زوجتي ، لِمَ لا تفهمين ؟
تحدثت بألم بينما تحاول تخليص ذراعيها منه .
ماريا : أنت تزوجتني دون إرادتي فأنا لم و لن أقبلك زوجاً لي أبداً حتى لو تظاهرتُ بالعكس أمام الناس ، هذا فقط من أجل سمعتي و كرامتي ليس من أجلك ، أنت آخر من قد أفكر فيه .
نطق سوهو بغضب و قد إحمرت عيناه غضباً .
سوهو : هكذا إذن ؟! لكنكِ زوجتي سراً و علناً ،شئتِ أم أبيتِ ، سواء تقبلتيني زوجاً لكِ أو لم تفعلي الأمرين عندي سواسية ، أنا أستطيع أخذ حقي منكِ إن أردت رغماً عن أنفكِ .
نظرت له بإشمئزاز لتقول بقرف .
ماريا : و ماذا أتوقع من مغتصب مثلك ؟!
نظر لها بغضب ، كلماته تزيد غضبه و غضبه يزيد علاقتهما توتراً ، يشعر في شرايين قلبه بدمه يغلي ، طرد صبره الذي إستدعاه سابقاً و رحب بضيفه الجديد ، الغضب .
دفعها على السرير لتقع عليه متمددة ثم إعتلاها بجسده لتصرخ بخوف ، أسكتها بقبلة عنيفة و ما أخلى سبيل شفتيها حتى تذوق طعم دمها في شفتيها ، حررها لتعج الحجرة بصوت بكائها الشديد و شهقاتها العالية ، إنخفض إلى رقبتها يقبلها و قد كبل معصميها فوق رأسها ، أخذ يقبلها بقوة و تلذذ ليترك خلفه أثر بينما هي تصرخ أسفل جسده بذعر و تحاول الفرار بحركات فاشلة .
سمعا صوت طرق قوي على باب غرفتها ، إرتفع عنها لتنظر إليه عينيه بينما صدرها يعلو و يهبط لإضطراب أنفاسها ، قبل جانب شفتيها لتحبس أنفاسها بذعر ، هرب من النافذة سريعاً و تركها وحدها ، نظرت إلى ثوبها لا تعي متى أنزله هكذا لأعلى صدرها .
وقفت و بجسدها رجفة ، تأبى أن تتوقف عن البكاء ، إرتدت الروب فوق ثوبها ثم فتحت الباب الذي لم يكن طارقه إلى والد سوهو ،
تسآل والده بقلق حالما رأى شفتيها نازفة بينما تبكي بحرقة .
السيد كيم : ماذا بكِ يا ابنتي ؟ ما الذي حدث ؟
نطقت ماريا بين شهقات بكائها الحارة .
ماريا : إنه سوهو يا عمي ، لقد هاجمني .
ربت والده على كتفها يواسيها و تنهد بيأس ، يبدو أن إبنه لن يعقل بسهولة .
السيد كيم : أنا أسف يا ابنتي ، ما إستطعت حمايتك بحق ، أعدك أنني سأوبخه و أنهره فوراً.
أومئت له لينادي على زوجته و يطلب منها البقاء مع ماريا قليلاً ، توجه إلى غرفة سوهو بعد أن أمن على ماريا ، فتح باب غرفته بقوة ليرى ولده يتمدد على سرير بإبتسامة جانبية واسعة ، ما إن رأى والده أمامه حتى جلس على سريره بإعتدال ، هدر والده موبخاً .
السيد كيم : رغم أنني حذرتك و قلت لك أن لا تؤذي ماريا ذهبت إليها لتخيفها ثم تعود إلى هنا و على وجهك هذه الإبتسامة اللعينة .
أخفض الإبن بصره تأدباً مع والده ، رفع الأب سبابته مهدداً إلى وجه إبنه قائلاً .
السيد كيم : خطأ ... خطأ واحد فقط ، سأخذها من هنا و أعيدها إلى منزلها بعيد عنك و أنا لن أهتم لإمرك حتى لو إنتحرت .
خرج والده و صفق الباب خلفه بعد أن بصق بهذه الكلمات ، تبسم سوهو لامبالياً لما قاله والده ، بل تمدد مجدداً و شابك عشره أسفل رأسه قائلاً .
سوهو : لنرى يا كيم ماريا من الأكثر عناداً بيننا ، أنا أم أنتِ ؟ أعدكِ أنه لن يخلصكِ أحد من يدي أبداً و لا حتى أبي ........ يا حبيبتي .
............................................
أشرقت شمس الصباح التالي عليها كأي صباح جديد أصبحت تفتتح به يومها ، إن لم يكن مليئاً بالمناوشات مع زوجها فسيكون ممل بتجاهله فخو لا يحدثها و لا هي تحدثه ، نظرت بجانبها حيث مكانه لتراه نائم بهدوء ليس كأنه وحش حقيقي يختبئ خلف هذا الوجه الملائكي .
من بعد أخر حديث بينهما لم يتكلم معها إلا عند الضرورة فقط إلا إن أراد أن يوبخها لسبب تافه ، حتى أنه لم يمدح جمالها يوم زفاف كاي و كاثرين كما يفعل عادة ، فقط ألقى نظرة متفحصة إن كان راضياً عن ثيابها أم لا ثم صرف نظره عندما تأكد أنها لم تخالف قاعدة ليوبخها عليها .
تنهدت ببؤس لتنهض من على الفراش ، توجهت إلى دورة المياه لتغتسل ثم خرجت تتأزر ثيابها لتذهب إلى الجامعة برفقته ، رأته قد أستيقظ عندما خرجت ، تجوازها و دخل إلى دورة المياه دون أن ينبس بحرف ، قضمت شفتيها تمنع نفسها عن البكاء و تحاملت على نفسها .
نزلت إلى الأسفل لتعد من أجله الإفطار ، وصل إلى طاولة الطعام حالما وضعت آخر الأطباق عليها ، جلس في مكانه و هي في مكانها ، تناولا الإفطار بهدوء تام و صمت كامل ، همس بينما يسحب سترته و مفاتيح سيارته بهدوء .
تشانيول : هيا لأوصلكِ إلى الجامعة ، سأجعل أحد الحرس يأتي بسيارتكِ إلى باب الجامعة .
أومئت له ثم تبعته بعد أن وضبت الطاولة ، ركبت إلى جانبه بالسيارة لينطلق إلى وجهته ، كلما نظرت إلى وجهه وجدته متهجماً يراقب الطريق ببصر حاد ، تنهدت هي ثم أخفضت رأسها لتلعب بأصابعها في حضنها و همست بتوتر .
ميرسي أريانا : لماذا تعاملني بهذا الجفاء يا تشانيول ؟ تظلمني بشكك بي و تنكر واجب أعتذارك لي ، أنا لا أستحق هذه المعاملة الجافة معك .
نطق بهدوء قائلاً يتجاهل تلك الذبذبات البائسة في نبرة صوتها .
تشانيول : لستُ مديناً لكِ بإعتذار و أنا أتصرف معكِ بشكل الذي يعجبني ، لستِ من يحكم على أفعالي يا مرأة لذا لا تتجاوزي حدودك .
إمتلئت عيناها بالدموع ثم نطقت بقهر .
ميرسي أريانا : رغم ما فعلته بي لا تدين لي بإعتذار ؟! ليس و كأنني دمية لديك لتحركني كيفما تشاء ، أنا زوجتك و يحق لي تقييم سلوكك .
شدد قبضتيه على المقود و شحذ على أسنانه قائلاً بحدة دون أن ينظر لها .
تشانيول : فلتخرسي و تغلقي على الموضوع الآن قبل أن أغضب حقاً ، وقتها لن تكوني بخير حقاً .
إحتد صوتها بغضب و قد تفجر صبرها .
ميرسي أريانا : و هل أنا بخير الآن ؟ تحب أن تلعب دور الضحية رغم أنك ظالم ثم تحاول أن تخرسني بتهديداتك التي تبث عجزك عن الرد علي ، ما كان يوماً تهديد فتاة بالضرب من النُبل أو شيم الرجال أبداً .
أوقف سيارته على قارعة الطريق بغضب لتصدر العجلات صوت زعيق عالٍ و مزعج ، قفز جسدها إلى الأمام و إرتطم جسدها على ظهر المقعد بقوة لتتأوه ، خلع حزام الآمان عن جسده ثم إقترب من كرسيها ، قبض على ذقنها بقوة يجبرها أن تنظر إليه ثم قال بغضب عارم .
تشانيول : فلتخرسي قبل أن أريكِ شيم الرجال الحقيقة ، أنا أتحامل على نفسي غصباً و لعلمكِ أنا لستُ رجل نبيل بالفعل فاحذري مني و اغربي عن وجهي إلى جامعتك الآن قبل أن أقص لسانك الطويل هذا يا وقحة .
أفلت ذقنها بقوة لتنساب دموعها على وجنتيها ، نظرت له بألم تلومه على سوء و جفاء معاملته ، ثم نزلت متوجهة للجامعة التي بالفعل أصبح على بابها دون إدراك منها .
توجهت إلى دورة مياه الفتيات لتجفف دموعها ، تجفف دموعاً لتسقط أخرى ، في النهاية إستسلمت لرغبتها الجياشة للبكاء و بكت و تركت الحرية لدموعها أن تسيل على وجهها كما تشاء علها إرتاحت ، ما عاد قلبها يتلمس له العذر كما يفعل دوماً ، ما عادت تحتمل كل ما يفعله بها ، هي فقط لا تستطيع البقاء معه هكذا ، إما أن تنتصر لنفسها مرة أو ستبقى تحت سيطرته للأبد .
...................................
أزعج الضوء غمامة نومه لينفث أنفاسه الهادئة و يحرك رأسه ليغرز وجهه في عنقها يحمي نفسه من ضوء الشمس ، شعر بذراعيها تتحركان لتحجب وجهه عن الشمس و تنال هي حرارتها ، حرك ذراعيها على خصرها ، إنه ينام بنفس الوضعية منذ البارحة ، ينام فوقها تقريباً ، تذكر أحداث الأمس و كأن تلك الساعات اللئيمة طردت الوسن من عينيه و انقشعت غمامة النوم .
رفع رأسه من تجويف عنقها بحركة بطيئة حتى لا تشعر به ثم رفع بصره لينظر إلى وجهه ، سرعان ما نخزه ألم طائش مصدره غضبه الطائش ، لقد شوه أجمل وجه خُلِق أبدا ، قبض حاجبيه بينما ينظر لمخلفات عنفه على وجهها ، أطرافها حاجبيها منتهية بدماء متيبسة ، كدمات على وجنتيها و أسفل عينيها تحكي عن الكم المؤلم من الصفعات ، فكها ، ذقنها ، و عنقها كلها ممتلئة بعلامات زرقاء إثر قبل الغصب التي عنفها و أخذها غصباً ، أما شفتيها فهو ليس متأكد إن كانت جروحها من صفعة أو قضمة .
أما عيناها فلهما قصة بإنتفاخهما ، لقد بكت كثيراً ، لكنه لا يعلم إن كان البكاء منه أو عليه أو كلاهما معاً ، لأول مرة لا يستطيبه النظر إليها ، يود صرف نظره عنها و الإبتعاد لكن حدقتيه تأبى أن تطيع ، يشعر بأن عينيه تلومه على فعلته هذه و تعذبه بالنظر إلى وجهها المُعنَف بفعل كفيه .
رفع الغطاء عن جسدها ليرى أسفله ما جعله يغلق عينيه آسفاً ، ذلك الجسد الذي يقدس الجمال فيه أجحفه النظر إليه ، لم يستطيع أن ينظر إلى كل بقعة ألم خلفها عليها ، نظرة بالمجمل جعلته يشمئز من نفسه الغاضبة ، كم كان أهوجاً ؟
رغم ذلك ما حرمته السماح و إن ما فعلت فلا يحق له نعتها بالبخيلة ، هي سخية بطريقة مفرطة تجعله يأن لوماً ، ما رفضته عندما طلب حضنها ملجأً إليه بل و بكل رحابة صدره إستقبلته في كنفها الذي أدماه ، لعن نفسه و قبل جبينها بدفء ، همس بإعتذارات كثيرة لأذنها الصماء عن حديثه ، فما فعله بها يجعلها تنام بهذا العمق .
فرد شعرها برتابة على الوسادة أسفل رأسه ثم غرز أنفه بخصلاته الشقراء المموجة يستنشقها بعمق و كأنها صِنف من الممنوعات ، لطالما أحب شكله و أنشته رائحته ، حتى شعرها يقدسه لكنه فقط بالأمس جرها منه ليسبب لها أشد الألم .
فتحت عينيها منزعجة لكثرة الحركات أعلاها ، تلك اللمسات الحفيفة و الهمسات الخفيفة أيقضتها من سباتها ، نفثت أنفاسها هي الأخرى و كأن بعاداتها البشرية تطبعت بطباعه ، تبسمت بدفء حينما ميزت ذلك الوجه أمهامها ثم نطقت بصوتها الناعس .
إيزابيلا : صباح الخير يا حبيبي !
تنهد بلوّم ، ما زال حبيبها رغم كل ما فعله بها ، لكنه إبتسم إبتسامة أجبر شفتيه ليشكلها فقط أمامها و لها حتى و إن ما عكست داخله ، حتى لو شعر أنه مزيفاً الآن ، الخارج ليس كالداخل لكنها لها فقط و لأجلها لو استسقته دمائه لمنحه أياها .
بيكهيون : صباح قلبك الطيب .
تبسمت إليه إبتسامة نقية و هو متأكد أن ذلك النقاء يعكسها من الداخل هي ليست مثله ، مزيف ذا حب مزيف ، نهض من عليها ثم أخذ بيديها اللتين نالتا نصيبهما من هَوَجه ليساعدها على الجلوس بجانبه ، لاحظ كيف كمشت ملامحه بألم و زمت شفتيها ، كل هذا ألم سببه هو و نفسه المريضة بالشك .
قضم شفته بندم ثم همس .
بيكهيون : أنتِ بخير ؟
أغمض عينيه فوراً و تنهد مستاءً ، كيف تكون إمرأة ذات جسد و وجه مشوه بخير ؟! و الأدهى من ذلك أنها إختلقت إبتسامة تطمئنه بها .
أومئت له بتلك الإبتسامة و قالت بصوت مبحوح .
إيزابيلا : أنا بخير ، لا تقلق .
تأفأف منكسراً ، طيبة قلبها تلك تكسره ، أخذها بين ذراعيه برفق شديد و كأنها رُقاقة من الزجاج إن ضغط عليها قليلاً ستنكسر ، هو لا يريد أن يؤلمها أكثر ، ضم جسدها برفق إليه ثم همس و الحزن يقطع صوته .
بيكهيون : كيف تكونين بخير و أنا فعلت بكِ ذلك ؟ أشكيني ، أشتميني ، أفعلي ما يرضيكِ بي على أن تقولي أنكِ بخير ، أنتِ تذبحين قلبي بكلماتكِ المسننة تلك ، أنتِ لستِ بخير و أنا السبب ، أنا المُلام الوحيد .
رفعت رأسها عن صدره ، أرادت أن تنفي ما قاله و تبرر بأكاذيب حلوة فقط ليكف ضميره عنه ، لكنه سبقها و أسكتها عندما ضم وجنتيها برفق بكفيه و قال بصوت خفيض يملئه الألم و كم كرهت أن تنظر في عينيه المُشبعة بدموع الندم .
بيكهيون : اليوم ، أنا لن أعتذر منكِ لإن إعتذاراتي مهما كثرت و مهمها إستنجدت لن توفيكِ حقكِ مني ، الكلمات لن تعبر عن أسفي بهذه اللحظة يا ملاكي ، أنا أريد أن أتكلم و أنتِ فقط أسمعيني .
نفت هي برأسها تريد منعه عن يقول أكثر و دموع كدموعه إلا أنها خائفة علقت في عينيها ، همست باسمه تريد إسكاته عن حديث بالنسبة لها لا نفع له أبداً ، ما تريده لا موشحات من الأسف و الإعتذار و التبرير ، تكفيها النظرة النادمة في عينيه ، هي تريد ، حب ، إحتواء ، و أهتمام فقط ، لكنه كان متزمتاً و متمسكاً بموقفه عندما أصمتها بقبلة رقيقة خفيفة على شفتيها إمتزجت بدمعة هاربة من عينيه الحزينة ، إسترسل رغم أن الكلام يؤلمها ، ألم يقل أنه لا يريد أن يؤلمها أكثر ؟!
بيكهيون : أنا لطالما تمنيت أن أضعك بقالب زجاجي بعيد عن الناس أجمعين شفاف فقط لنظري ، أردت أن أجعلكِ لي بطريقة تجعلكِ ليس فتنة إلا لنظري ، أنا أحبك أكثر من نفسي يا إيزابيلا صدقيني ، أنا أستطيع إفداء روحي في سبيلكِ و لأجل عينيكِ ، أنا مستعد لأحرسكِ برموش عينيّ و أسكنكِ أجفاني .
أسند جبينه على جبينها و مسح دمعة فرت على وجنتها سريعاً و بحذر و ترك أخرى تفر على وجنته .
بيكهيون: أنا أحبك كما لم يحب أحد من قبل أبداً ، صدقيني أنا رجل هائم بكِ ، رجل أغواه حبكِ و اتخذ كنفكِ دار ، لكنني إنسان في النهاية ، أنا إنسان و الكمال ليس من صفاتي ، حتى لو حاولت أن أبدو هكذا لكنني لست هكذا ، أنا لستُ كاملاً ، لستُ هكذا يا إيزابيلا !
رفع رأسه ليقبل جبينها مجدداً لتغمض عينيه تشعر بأنفاسه الدافئة على وجهها كالنسمات الدافئة بل أكثر لطفاً .
بيكهيون : أنا أغار و بشدة يا إيزابيلا، أنا أعرف أنكِ لم تخونيني كما أعرف أنني أخطأت بحقكِ ، لكن ضعي نفسكِ مكاني قليلاً أرجوك و تفهمي موقفي ، أنا غضبت كثيراً و شعرت بأنني غائب عن وعيي ، لقد صُمت أذني عن تبريراتك الكثيرة رغم أنني أعلم أنك صادقة ، لقد حجبت دموعكِ عن نظري ، لقد جننت يا إيزابيلا جننت ! لولاكِ لما أستيقظت أبداً .
أنزل رأسه لتجول بعينيها عليه ، لا يعجبها أن يذل نفسه لأجلها حتى لو كانت صاحبة حق . بيكهيون : لقد ضربتك و تخليت عن إنسانيتي ، أغتصبتك و أذللت رجولتي ، لقد أسمعتكِ كلمات بذيئة مسامعكِ أنزه من أن تصلها ، و تركتك .
رفع رأسه و لمع الحقد في عينيه ، رفع قبضتيه بينهما و رصهما بقوة حتى أصفرت مفاصله ، همس و قد رص على أسنانه حتى سُمِع لها صرير .
بيكهيون : ذهبت إليه ، لقد ضربته و ضربته و ضربته حتى نفذت كل المدخرات التي خزنتها طول الطريق إليها ، لقد حاولت قتله يا إيزابيلا ، لقد حاولت قتله ، كاد أن يموت بين يدي هاتين ، كدت أقتله !
أخذ كفيها بين يديه لترتجف بخفة ، خافت من الغضب في عينيه لكنه هدأ فور أن لمسها ، قبل كفيها قبلات كثيرة و رقيقة ثم همس .
بيكهيون : أنا فقط لي أنتِ ، أنا أغار عليكِ منكِ فما بالكِ بهذا النذل و قد تغزل بكِ و أنت ِ فيي مقدسة ؟ ربما أكون مريض ، محقة أنتِ عندما نعتني بها .
همّت أن تعتذر لكنه وضع كفه على شفتيها و نفى برأسه ليقول .
بيكهيون : لا أريد أن أشفى يا إيزابيلا ، لا أريد ، و الآن؛ سأفعل ما تريدين إن أردتِ أن أخرج من البيت سأفعل و لن تريني حتى تشفين غليلك بعذابي ، سأفعل أي شيء يا إيزابيلا لتغفري لي ، أي شيء إلا الطلاق .
مسحت إيزابيلا تلك دموع التي تدافعت لتخرج من جفنيها ، مسحتها بطريقة لطيفة ، حكت عينيها كما يفعل الأطفال إن بكوا ، إنها بريئة و نقية كالأطفال تماماً ، إبتسم و ليس وقت الإبتسام ، لمع الحب في عينيه في وقت كانت عليها أن تنطفئ ، نطقت هي غافلة عن تلك النظرات مشغولة بحك عينيها .
إيزابيلا : من المخطئ أنا أم أنت ؟
تبسم إبتسامة بائسة و همس .
بيكهيون : أنا .
أكملت بعدما رفعت بصرها إليه .
إيزابيلا : و من يجب أن يعاقب أنا أم أنت ؟
أجاب و بعينيه يتوسم تلك البرائة في عينيها .
بيكهيون : أنا .
إقتربت منه برأسها لتنظر في عينيه من مسافة قريبة بينما هو ما زال يتأملها بذات النظرة و بذات الزاوية المائلة ، قالت بصوت يملئه الدفء ككل شيء مملؤة هي به .
إيزابيلا : ما دمت أنت المخطئ و أنت الذي يجب أن يعاقب ، لماذا تريد أن تعاقبني بإبتعادك عني ؟ من قال لك سأنتشي نصراً إن أنت إبتعدت سأتعذب أكثر منك .
نظر لها نظرة حنون و همس بعدما رفع إبهامه ليمسد به على وجنتها
بيكهيون : سأفعل أي شيء لأرضيكِ ملاكي .
تبسمت بين دموعها لتمسحهم و تجلس بإعتدال ثم قالت .
إيزابيلا : إذن عقابك كالتالي .... تقوم بتحضير الثلاث وجبات لنا كل يوم على شرط أن تطعمني أنت بيدك ، عليك أيضاً أن تأخذني بموعد كل يوم ، لا يسمح لك بلمسي نهائياً و لا حتى قبلة رقيقة كتلك الحفنات التي تسرقها في نومي ، من اليوم عقابك يبتدأ و يمتد لشهر .
مسح الدموع من جفنيه و ابتسم ليقول .
بيكهيون : حسناً موافق.....لكن ، هل نستطيع أن نضيف بند آخر ؟
أومئت له بغرابة ليكمل .
بيكهيون : أنا من سيحممك كل يوم .
ما أرادت أن تعترض حتى حملها و أدخلها إلى دورة المياه سريعاً لتقول .
إيزابيلا : قلت لا يسمح لك بلمسي و لا بقبلة حتى .
سرق من شفتيها قبلة سريعة ليهمس .
بيكهيون : بعض بنود العقوبات علينا تعديلها فهي جائرة بحقي ، لا أستطيع أن أمتنع عن حلاوة عسلك شهر كامل .
هو يعلم جيداً بأنه أساء لها و كثيراً أيضاً ، يود أن يعوضها عن فعلته الظالمة بأي شيء تطلبه مهما كان ، رغم سهولة عقابها بالنسبة له إلا أن بند الإقتراب منها لا يعجبه ألبتة لكنه سينفذه و يعاقبه لأجلها فقط ، هي تعلم أنه أخطأ بحقها كثيراً و لو حدث ذلك مع إمرأة أخرى لن تسامحه و ستتركه مهما كانت به مغمرمة ، لكنها تحبه بطريقة تعجز عنها النساء الطبيعيات ، لا تستطيع أن لا تسامحه فهو يبقى بيكهيون عاشقها و معشوقها ، هي مجنونة به كما هو مجنون بها .
...........................................
توالت محاضراتها حتى وصل وقت آخر واحدة ، كانت في طريقها إلى محاضرتها حتى قطع طريقها جسد جونغكوك عندما وقف أمامها، تبسم تلك الإبتسامة البريئة اللطيفة التي لا تنم عن الخبث الذي يُسَوِد داخله .
جونغكوك : أهلاً بالأميرة ، كيف الحال ؟
تنهدت بأستياء ، ذلك الوجه البريئ و الإبتسامة النقية كيف تخبئ خلفهما نفس خبيثة ، همست ببرود بعد أن رمقته بنظرة غير مسترضية .
ميرسي أريانا : ماذا تريد ؟
رفع حاجبه و اتسعت إبتسامته ليهمس ب"اووه!" ضئيلة ، علم من ردة فعلها تلك أنه أوقع بينها و بين وشانيول و حقق أمانيه ، ها هو قد وصل لمبتغاه لتفريقهما و قريباً سيحصل عليها له ، تسير الأمور الآن كما يخطط لها فعلاً.
جونغكوك : لا شيء ، لربما نحظى بكوب قهوة معاً ؟
تنهدت هي مجدداً بنفاذ صبر ثم حدثته ببرود .
ميرسي أريانا : لماذا ؟ كي تصورني و تعدلها لأبدو قريبة منك كما تبتغي و كما هو ليس حقيقي ؟
إبتسم جونغكوك إبتسامة غامضة ثم قال بخبث.
جونغكوك : بما أن الأوراق كُشِفت على الطاولة أنا سأصارحك و سأخبرك ما في جعبتي لتكوني على إطلاع على كل أوراقي ، أنا و بكل بساطة و صراحة أحبك بل أنا أعشقك ، و لن أبقيكِ له ، ستأتيني يا ميرسي أريانا بإرادتك أو دونها ، أنا سآخذك منه و ستكونين لي وحدي لأن مكانكِ معي أنا فقط ، أنا قدرك ، أنا نصيبك !
كلامه كان يزيد حنقها و حقدها عليه ، كانت تنظر له بقوة و أنفاسها هائجة ، قبضت كفها بغضب بينما يتكلم و حالما إنتهى لم تستطيع التحمل أكثر فرفعت يدها و صفعته بكل قوتها ، جعلت كل الأنظار تلتفت إليها ، تلك الصفعة أدارت وجهه إلى الجانب و ما أعاد رأسه مجدداً بل إمتلئت عيناه بالغضب و رص قبضته يفرغ بها غضبه منها ، إحتدت نبرتها قائلة .
ميرسي أريانا : أوصم كلامي هذا بعقلك المريض ، أنا لم و لا و لن أكون لك أبداً ، زوجي بنظري مقدس و يكفيني عنك و عن غيرك ، أنت ليس لك أدنى فرصة حتى .
ترجلت من أمامه إلى خارج الحرم الجامعي و تجاهلت حضور آخر محاضراتها ، قادت سيارتها بسرعة عالية نحو النهر ، أرادت أن تفكر بوضعها و حياتها على إنفراد و بصفاء و نقاء تام ، هي ما زالت عروس جديدة حديثة العهد في رباط الزوجية، زوجها لا يفهمها و لا تفهمه و الآن خرجت أولى العقبات في طريقهما ، جونغكوك ربما سيكون العاقبة الأكبر التي سيواجهونها طوال حياتهما .
هي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل الآن ، هل تعود إلى تشانيول و تتعرض كرامتها للإهانة مجدداً أم تبتعد عنه لكنها إن فعلت فهي تعطي جونغكوك أمل و فرصة ، لكنها فقط لا تستطيع أن تقدم المزيد من التنازلات من أجله ، رغم أنه المخطئ يعاقبها على خطأه ، يحبسها في المنزل ، و يتحكم بها ، قررت أن ترأف بكرامتها لتنهضها على قدميها من جديد ، تعلم أن في الحب لا مكان للكرامة ، لكنها إن أزهقتها مجدداً ستكون فرصة لزوجها أن يذلها على كل خطأ .
قادت سيارتها نحو منزلها مع الفتيات و قد قررت أن تبتعد عن تشانيول قليلاً حتى يهدأ و يدرك خطأه رغم أنها تعطي جونغكوك أمل زائف ، حالما وصلت كان المنزل يعج بالفوضى ، سمعت أصوات ضحكات الفتيات من المطبخ فتبسمت و شعر ببصيص من السعادة ينير قلبها مجدداً ، توجهت ثم نطقت بلطف مبتسمة .
ميرسي أريانا : ماذا تفعلن ؟
إلتفتن إليها بتفاجئ و حالما إدركن أنها هنا بالفعل تدافعن لعناقها و الترحيب بها كما لو أنها أمهن ، آتى دور كريستين لتعانقها في النهاية كما يحدث دوماً ثم همست .
كريستين : هل أنتِ بخير ؟
أومأت لها ميرسي أريانا بإبتسامة و قالت .
ميرسي أريانا : نعم ، لا تقلقي عزيزتي ، أنا بخير و أتيت لأبيت لديكن الليلة .
صرخن الفتيات بفرح غامر و همست لها كريستين بقلق .
كريستين : أهناك مشكلة بينكِ و بين تشانيول ؟
تنهدت ميرسي أريانا بحزن ثم همست لكريستين .
ميرسي أريانا: لقد تشاجرنا و تركت المنزل دون علمه ، لا تقلقي ، الأمر ليس كبيراً سنحله فيما بيننا .
نظرت إلى الفتيات و قد لاحظت هي غياب ليليانا لتهمس .
ميرسي أريانا : أين ليليانا ؟
ردت كريستين بهدوء .
ليليانا : لقد خرجت لتحضر بعض الأغراض للمنزل .
صاحت ميرسي أريانا بمزيج من خوف و الغضب .
ميرسي أريانا : ماذا ؟ إنها السابعة مساءً ! كيف سمحتِ لها بالخروج ؟ ألا تعلمين كم هذا الحي خطير في هذا الوقت ؟ أتريدين أن يهاجمها متحرش ؟
نفت كريستين برأسها بخوف و قالت .
كريستين :لا لا ، أنا لم أفكر بهذا الأمر .
زجرتها ميرسي أريانا بغضب موبخة .
ميرسي أريانا : يا إلهي ! كيف لم تفكري بهذا الأمر يا كريستين ؟ إن تأذت ليليانا ماذا سنفعل ؟
صمتت كريستين و أخفضت رأسها بينما القلق و الندم ينهشانها ، خرجت ميرسي أريانا تبحث بالشوارع عنها رغم أنها قد تكون بخطر ، ذهبت إلى المتاجر القريبة و لم يراها أحد ، أخذت تبحث بالشوارع عليها و القلق يطبل على قلبها .
بينما كانت تبحث عن ليليانا ، تشانيول كان قد وصل إلى المنزل بالفعل ، بحث عنها في جميع غرف المنزل و زوياه و لم يجدها ، شعر بالقلق عليها و الخوف من أنها تركته ، أتصل بها علها تجيبه لكنها تغلق الخط بوجهه كلما إتصل ، إذن هي بخير لكنها تركته ، تنهد بنفاذ صبر فهو أدرك أنها غاضبة منه .
أما هي فبالتأكيد لن ترد عليه ليصرخ بوجهها و هي ليست متفرغة له و لمشاكلها معه ، هناك الآن ما هو أهم من مناوشتهما معاً ، أمر ليليانا الآن أهم بكثير ، تجاهلت إتصالاته الكثيرة بينما تبحث في الطرقات عنها ، أصبحت الساعة الثامنة و لم تجدها بعد ، قلقها و خوفها في إزدياد مقلق ، ما عادت تفكر سوى بإمرها و ما الذي حدث معها ، و اللعنة أين هي ؟!
..........................................
سلام يا رفاق
1. رأيكم بمبرر عودة ماريا مع سوهو ؟ و ردة فعل سوهو عليها ؟
2. رأيكم بكلام بيكهيون؟ و عقاب إيزابيلا ؟
3. رأيكم بتصرفات تشانيول مع ميرسي أريانا ؟ و رأيكم بتصرفها و صفعة جونغكوك ؟
4.يا ترى أين ليليانا ؟ هل ستتأذى ؟ و هل كريستين تستحق غضب ميرسي أريانا عليها ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі