Chapter Forty
" منحتك حبي "
كان وعدنا عند لقاء قلبينا
أننا سنلتقي كما إلتقيا
و ها هما إلتقيا
فلا تقل أننا لم نلتقي
أصدقت الآن أن لقائنا
هو الحب ؟
توجه إلى وجهته الخفية بينما يقود السيارة بسرعة هائلة و كلمة واحدة تتردد في رأسه
" أحبك " .
تلك الكلمة التي خرجت من بين شفتيها و دموعها تتصبب على وجنتيها تتكرر في عقله دون هوادة و كأن عقله يأمره بالأنصياع لقلبه المجروح المتألم الذي تألم بسبب كل صرخة أطلقتها بألم ، ربما ألمها أوجعه أكثر منها ، أوجعه بكل كلمة خرجت من شفتيها تتوسله فيها و ترجوه و تطلبه الرحمة .
تمردت دمعة من عينيه و هو يتذكر حزنها ، إرتجافها ، و ألمها ، نفى برأسه ثم صرخ و هو يضرب المقود بعنف .
كاي : هي تستحق كل ما فعلته بها و سأفعله ، هي خانتني ، أنا لن أرحمها ، توقف يا قلبي عن إيذائي !
زادت سرعته بشكل مخيف و أحمرت عيناه لإنحباس الدموع فيهكا ، وصل حيث يريد ثم خرج من السيارة بكل غضبه ، حدته ، و الأهم غيرته ، تلك التي تشعل في أوردة قلبه تحرقه .
قادته قدميه الغاضبة ككل شيء فيه إلى داخل هذا المخزن المجهور ، دخله و دفع الباب بقوة بقدمه ، ما إن رأوه الرجال الذين يقطنون داخله حتى إنحنو برسمية ثم خرج تاركينه خلفه مع هذا الشاب المربوط على كرسي ما .
توجه نحوه بينما كلماتها ذلك اليوم تتردد في رأسه .
" أنا أحبه و لا أحبك "
" مشاعري لم تكن يوماً تجاهك "
" نعم أنا ما زلت أحبه و سأبقى أحبه حتى و هو ميت "
كان الشاب يجلس بهدوء بدون مقاومة أو خوف أو حتى غضب فقط جالس و تأسر القيود حركته ثم ما لبث أن رفع رأسه إلى الشاب الذي وقف أمامه .
تطلع إليه بتركيز ممعناً النظر به ، صمت دام بين الطرفين قليلاً قطعه ذاك المربوط قائلاً .
رافي : عندما قالت لي أنها تزوجت شعرت بالقهر و شيء أكبر من ذلك كان الخذلان ، أتعلم ؟ لقد قطعنا وعداً منذ نعومة أظفارنا و منذ بداية عهدنا معاً أننا لن نكون سوى لبعضنا ، حتى أننا قررنا كيف سيكون شكل منزلنا و ماذا سنسمي أطفالنا ، كيف سنقضي يومنا معاً و كل شيء .
كان كاي يستمع له دون قول شيء أو تقديم إعتراض فهو رغم أن هذا الحديث يكرهه إلا أنه يريد أن يعلم التفاصيل التي عاشتها قبله .
رافي : شعور من السعادة تولد داخلي عندما قالت لي أنني سبب أنفصالكما ، لقد ظننت وقتها أن هناك أمل أن تعود لي وحدي مجدداً ، قدمت لها المساعدة ، تشاركنا الطعام ، و تنزهنا معاً لأجعلها تنساك و أبقى الوحيد برأسها .
رصّ كاي على أسنانه و قبض كفيه ، بينما كان يبحث عنها كالمجنون ، بينما كان ينهشه القلق عليها كانت تتنزه مع رجل آخر ، تقضي مقتاً ممتعاً مع رجل غريب و هو زوجها كاد أن يجن لشدة خوفه عليها .
رافي : بكل صباح كنتُ أكتشف أنها قضت طوال الليل تبكي عليك من عيناها المتورمة ، كنت أتألم لأنها تشتاق لك و هي بجانبي ، تحبك جداً و تظهر هذا أمامي دون أدنى إحترام لمشاعري .
تشردق كاي بإبتسامة ساخرة ، لو كانت بالفعل تحبه لما قالت تلك الكلمات في ذلك اليوم ، لما جهرت بحبها لهذا الرجل و كرهها له ، هي و هو ، كلاهما يأخذان مشاعره حُجة و ذريعة ليخرجا من قبضته سليمين ، إتخذا مشاعره لعبة لديهما .
رافي : هي ليس لها ذنب بشيء فلا تؤذيها ، لقد قدمت طلب توظيف بشركتي الخاصة و هي لا تعلم مالكها و أنا قبلت فوراً عندما علمت أنها هي التي طلبت التوظيف ، عندما رأتني توقعت منها أي شيء إلا أن تبتعد عني بسببك، هي حتى لم تسمع سبب غيابي و لماذا تركتها و هي ترتظي فستان الزفاف بإنتظاري ، هي فقط تركتني لأجلك .
رفع رافي بصره لينظر في عينيّ كاي و يصارحه في حقيقة شعوره ، هو لا يريد أن تتأذى حبيبته حتى لو أنها تركته لأجل رجلاً آخر .
رافي : أنا أحبها ، نعم ما زلت أحبها كثيراً ، و سأبقى للأبد أفعل ، لكنني لن أخذها منك ما دامت لا تريد ذلك .
صمت قليلاً تلك الكلمات التي نطق بها آذته أكثر من اللكمات و الركلات التي نالها من رجال زوج حبيبته ، بانت على شفتيه الدامية إبتسامة ذابلة تنم على الألم في صدره ، يشعر بقلبه ينزف دون دماء ، ينزف الحب دماً .
رافي : لا عجب أنها وقعت لك ، أنت أوسم مني و تبدو لي أقوى أيضاً ، لكن لعلمك أنا لن أستسلم لكسبها لصفي أبداً و سأفعل جاهداً لأخذها منك بكامل إرادتها إلي و بعيداً عنك .
لمح إحمرار في عينيّ كاي ، عيناه غاضبة جداً كما كل شيء فيه و يكونه ، سقطت على وجه رافي لكمة أوقعته أرضاً برفقة الكرسي المربوط عليه ، جلس كاي أمامه القرفصاء لينطق بحدة .
كاي : كنتُ سأعطف عليك و أتركك لأنك حميت زوجتي و وفرت لأجلها مأمناً ، لكنني غيرت رأيي الآن ، و عليك أن تعلم تلك المرأة أنها زوجتي أنا ، هذا يعني أنها لي وحدي و لن يستطيع أحد سلبها مني و لا حتى هي لا تستطيع سلب نفسها مني، زوجتي لن تتحرك سوى بأمري و أنت لا تجرؤ على ذكرها مرة أخرى ، تلك امرأتي لي وحدي و أنا لن أسمح لأحد برؤيتها أبداً ما دمت لا أرغب بذلك !
إبتسم رافي نصف إبتسامة قائلاً بهدوء
رافي : مغرور ، متسلط ، متحكم ، و متملك ، و بهذه الصفات ستخسرها قريباً سيد كاي .
صرخ به كاي بنفاذ صبر و هو يلكمه بقوة لينبثق الدم من شفتيه .
كاي : أنا لا أخسر ، لا أفعل ، افهم هذا الأمر جيداً ، أنا لا أخسر .
تركه عندما دمى وجه المقيد ثم خرج متوجهاً إلى الخارج تاركاً الآخر يسرح ببحر ذكرياته ليعود لذلك اليوم الذي كان عليه أن يكون أسعد أيام حياته ، لكنه إنقلب ليصبح أسوءها .
Flash_back
كان عريس يرتدي بدلته الجذابة و شعره مرفوع للأعلى بطريقة جذابة ، كان يقود سيارته المزينة بالورود و يدندن على ألحان الموسيقى المشغلة .
هو أسعد رجل على الأرض في هذه اللحظة ، سيتزوج من جميلة الجميلات ، ألطفهن ، و أكثرهن إثارة ، تلك الفتاة التي أحبها منذ نعومة أظافرهما و كبر على حبها اليوم ستصبح له ، سيتوج إسم علاقتهما أسمى علاقة في هذه الدنيا ألا و هي الزواج.
ضحك بسعادة غامرة بينما يفكر بالأمر ثم تبعتها شهقة مذعورة ثم لا شيء فقط سواد ، وقعت السيارة بالماء على إثر عطل في عجالاتها ، نظر حوله لقد غُمِر بالماء داخل السيارة ، حاول فتحه و الهروب ، لكنه لم يستطيع ،،شعر بألم في صدره المحتاج للأكسجين بشدة ، إشتددت الظلمة في عينيه ، ثقل رأسه و ما عاد يشعر بشيء ثم إستسلم للموت .
و هذا ما أذيع عندما أخرجت السيارة بعد ساعات فارغة ظناً من الشرطة أن السائق قد أكلته الأسماك بعد بحثهم في الماء عنه دون نتيجة و هذا ما وصل لعروسه التي كانت تنتظره في قاعة الزفاف .
لكن لهذا الشاب قدر أخر غير الموت و عمر لم يعشيه و حياة عليه أن يواجهها إستيقظ بعد عدة شهور على فراش قديم بمنزل بسيط لا يعرف شيئاً .
ماذا حدث ؟ و كيف وصل إلى هنا ؟ و الأهم ؛ من هو ؟ لا يعلم شيئاً ، لقد فقد ذاكرته و أكتشف فيما بعد أن رجل صياد السمك قد عثر عليه بالماء داخل سيارة ما فإستطاع إخراجه و أخذ يعالجه في منزله الخاص تحت إشراف إبنته الطبيبة ، مكث لديهم حتى شفي ثم بدأ يعمل مع الرجل في عمله لمدة عام كامل ، في آخر فترة من هذا العام كل ليلة كان يحلم بفتاة ما بفستان عرسها تبكي عليه و خلال اليوم يصيبه ألم حاد في رأسه على إثر تذكره لمن هو و كيف قضى ما فات من عمره .
عاد لعائلته بعد أن إستعاد ذاكرته بالكامل ، الذين صدموا ببقائه على قيد الحياة ، لكنه عندما سأل عنها قالوا له إنها هاجرت بعيداً ، تدمر كثير و سقطت أشرعة آماله و غاص في بحر من الألم و الوجع على فقدانها .
سلمه والده شركته لتصبح له و بأسمه وضع كل تركيزه بعمله كي ينساها كما تفعل ، كافئ العائلة التي أنقذته من الموت ، إشترى لهم بيت جديد و أفتتح لإبنة الصياد الطبيبة عيادة خاصة و وفر للصياد راتب شهري يأخذه دون مقابل كي يرتاح و لا يتصيد السمك بعد الآن .
أما هو أكمل طريقه في هذه الحياة دون نساء
فلا نساء بعدها ، تمنى لها أن تجد رجلاً لها أفضل منه ، لكنه لو كان على علم بإن وطئ ألم تحقق هذه الأمنية صعب لما تمناه .
Flash_foreword
عاد كاي إلى المنزل فجراً ، دخل بهدوء ليجدها تجلس على الكنبة تضم قدميها إلى صدرها بيديها و تتوسدهن بينما صوت بكائها يملئ المنزل ، همس بهدوء و هو ينظر لها بلامبالاة .
كاي : ما بكِ تبكين ؟ صوتكِ ملئ المنزل ، لا تخافي ما زلت حي و سأذيقكِ الويلات .
رفعت وجهها المحمر على إثر البكاء و مزرق على إثر الصفعات بسرعة عندما سمعت صوته ، نظرت له بعينيها المتورمتين ثم ما لبثت أن نهضت و هرولت نحوه بسرعة ، حضنته بقوة و صوت بكائها يعلو أكثر ، همست بين شهقاتها المؤلمة .
كاثرين : لقد خفت عليك كثيراً ، أحمد الله أنك بخير .
حاول أن لا يضعف لعِناقها ، و لا لكفيها الرقيقان اللذان يحاوطان رقبته ، و لا لشعوره بدقات قلبها السريعة و القوية فوق قلبه الذي هو ليس بحالة أفضل ، نجح بذلك حينما أبعدها عنه مدعياً اللامبالاة ، قال بسخرية لاذعة .
كاي : لا تخافي علي عزيزتي لقد كنت في مهمة لتلقين أحدهم درساً .
نظرت إليه بتسأول ليكمل حديثه .
كاي :حبيب قلبكِ .
شهقت بتفاجئ تنفي برأسها ثم رجته بين دموعها .
كاثرين : لا تؤذي رافي يا كاي ، دعه يذهب و شأنه !
لم يعجبه ردها هذا أبداً ، إنها تدافع عنه و هي بقبضته ، ألا تفهم ؟ قبض على شعرها يتربص به كالمجنون فصرخت بقوة على إثر الألم المفاجئ ثم صرخ بها بكل غضبه
كاي : أتخافين عليه يا خائنة ؟ سأقتله و لن يخرج حي أبداً !
نفت برأسها صارخة بألم .
كاثرين : لا تؤذيه ، دعه يذهب ، يكفي ما تفعله بي و ما تلقيه من تهم علي !
صفعها صفعة قوية جداً أوقعتها أرضاً ، صرخت بألم عندما رفعها من شعرها بقوة مرة أخرى بعد أن جلس بجانبها هامساً بأذنها .
كاي : ما زلتِ تدافعي عنه !
همست بألم بين دموعها و هي تتأوه .
كاثرين : أسمعني أرجوك صدقني ، لم أخنك ، لقد قدمت على طلب توظيف هناك و قبلت سريعاً ، لقد فوجئت عندما رأيته لعلمي بأنه متوفى ، لقد أخبرته أنني متزوجة و أنني لن أقبل أن أعود معه ، لقد تقبلني كصديقة و لا شيء أكثر ، صدقني أرجوك لم أتجاوز الحدود معه و لم أفكر في خيانتك و لو لثانية ، أنا أبتعدت عنك من خوفي منك لا لأخونك ، لقد إكتشفت من بُعدي عنك أنني أحبك جداً ، لقد قضيت الليالي و أنا بعيدة عنك أبكي فيها شوقاً لك ، أنا أحبك و أنت لا تبالي ، يا ظالم يا حبيبي !
خفت قبضتيه تدريجياً على شعرها ، كلامه و كلامها متطابق ، أكملت هي بينما تنظر في عينيه ، الصدق ينفر منهما .
كاثرين : لقد أخطأت بحقك أنا أعلم ، لكنني لم أقترف جرم خيانتك صدقني ، أنا لم أكذب عندما قلت أنني أحبك ، أنا أحبك بالفعل .
ترك شعرها بهدوء دون أن ينطق بحرف ثم صعد إلى غرفتهما تتبعته بعينيها حتى إختفى و هي تبكي بقوة و تشهق ، دخل غرفتهما لتسقط باكية أرضاً ، لِمَ لا يصدقها ؟ كم مرة عليها أن تقسم و تتوسله تصديقها ؟ كم مرة عليها تكرير ما قالته حتى يصدقها ؟ أنه تحبه ، تحبه حباً عظيماً ، لكنه مُصر على أنها كاذبة ، هي لا تكذب .
هدأت بعد عدة دقائق و خفت نوبة بكائها لتصبح دموع فقط التي تسقط دون صوت ، صعدت إليه كان يجلس على السرير مطأطأ رأسه للأسفل ، حينما دلفت إلى غرفتهما رفع عيناه إليها ، كانت محمرة بشدة ليس غضباً بل من آثار البكاء ، وصلها صوته الهادئ بعد صمت يعمه شهقاتها التي تتفلت منها غصباً فقط .
كاي : تحبينني ؟
أومئت له و عادت تبكي بصوت خافت مجدداً ، قال هو بينما ينظر في عينيها بقوة .
كاي : أثبتي لي !
نظرت له قليلاً بصمت ، ما ستفعله الآن سيثبت له دون منازع أنها تعشقه ، لقد أخبرته أنها ستسلمه نفسها عن حب فقط ، و الآن ستفعل ذلك ، تقدمت منه ببطء ثم كوبت وجهه بين كفيها لينظر في عينيها الباكية ، أغمضت عينيها و حرمته النظر فيها ليغمض عينيه هو الآخر عندما شعر بشفتيها تقبل شفتيه بكل حب و حنان .
إستسلمت عيناه لفضيان دموعه و بكى ، أصبحا يبكيان و يقبلان بعضهما بنفس الوقت ، إنتهت هذه المحنة بأجمل ليلة يقضونها معاً بإحضان بعضهما البعض يقدمان كل ما لديهما من حب ، شغف ، و شوق .
.....................................................
سلااااام
تفاعلكم على البارت القادم إنحدر و ما عجبني أبداً
بعد 40 فوت و كومنت بارت جديد
1. رأيكم بتصرف كاي مع رافي ؟
2. قصة رافي ؟
3. كاي و كاثرين في المقطع الآخير ؟
4 .رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
كان وعدنا عند لقاء قلبينا
أننا سنلتقي كما إلتقيا
و ها هما إلتقيا
فلا تقل أننا لم نلتقي
أصدقت الآن أن لقائنا
هو الحب ؟
توجه إلى وجهته الخفية بينما يقود السيارة بسرعة هائلة و كلمة واحدة تتردد في رأسه
" أحبك " .
تلك الكلمة التي خرجت من بين شفتيها و دموعها تتصبب على وجنتيها تتكرر في عقله دون هوادة و كأن عقله يأمره بالأنصياع لقلبه المجروح المتألم الذي تألم بسبب كل صرخة أطلقتها بألم ، ربما ألمها أوجعه أكثر منها ، أوجعه بكل كلمة خرجت من شفتيها تتوسله فيها و ترجوه و تطلبه الرحمة .
تمردت دمعة من عينيه و هو يتذكر حزنها ، إرتجافها ، و ألمها ، نفى برأسه ثم صرخ و هو يضرب المقود بعنف .
كاي : هي تستحق كل ما فعلته بها و سأفعله ، هي خانتني ، أنا لن أرحمها ، توقف يا قلبي عن إيذائي !
زادت سرعته بشكل مخيف و أحمرت عيناه لإنحباس الدموع فيهكا ، وصل حيث يريد ثم خرج من السيارة بكل غضبه ، حدته ، و الأهم غيرته ، تلك التي تشعل في أوردة قلبه تحرقه .
قادته قدميه الغاضبة ككل شيء فيه إلى داخل هذا المخزن المجهور ، دخله و دفع الباب بقوة بقدمه ، ما إن رأوه الرجال الذين يقطنون داخله حتى إنحنو برسمية ثم خرج تاركينه خلفه مع هذا الشاب المربوط على كرسي ما .
توجه نحوه بينما كلماتها ذلك اليوم تتردد في رأسه .
" أنا أحبه و لا أحبك "
" مشاعري لم تكن يوماً تجاهك "
" نعم أنا ما زلت أحبه و سأبقى أحبه حتى و هو ميت "
كان الشاب يجلس بهدوء بدون مقاومة أو خوف أو حتى غضب فقط جالس و تأسر القيود حركته ثم ما لبث أن رفع رأسه إلى الشاب الذي وقف أمامه .
تطلع إليه بتركيز ممعناً النظر به ، صمت دام بين الطرفين قليلاً قطعه ذاك المربوط قائلاً .
رافي : عندما قالت لي أنها تزوجت شعرت بالقهر و شيء أكبر من ذلك كان الخذلان ، أتعلم ؟ لقد قطعنا وعداً منذ نعومة أظفارنا و منذ بداية عهدنا معاً أننا لن نكون سوى لبعضنا ، حتى أننا قررنا كيف سيكون شكل منزلنا و ماذا سنسمي أطفالنا ، كيف سنقضي يومنا معاً و كل شيء .
كان كاي يستمع له دون قول شيء أو تقديم إعتراض فهو رغم أن هذا الحديث يكرهه إلا أنه يريد أن يعلم التفاصيل التي عاشتها قبله .
رافي : شعور من السعادة تولد داخلي عندما قالت لي أنني سبب أنفصالكما ، لقد ظننت وقتها أن هناك أمل أن تعود لي وحدي مجدداً ، قدمت لها المساعدة ، تشاركنا الطعام ، و تنزهنا معاً لأجعلها تنساك و أبقى الوحيد برأسها .
رصّ كاي على أسنانه و قبض كفيه ، بينما كان يبحث عنها كالمجنون ، بينما كان ينهشه القلق عليها كانت تتنزه مع رجل آخر ، تقضي مقتاً ممتعاً مع رجل غريب و هو زوجها كاد أن يجن لشدة خوفه عليها .
رافي : بكل صباح كنتُ أكتشف أنها قضت طوال الليل تبكي عليك من عيناها المتورمة ، كنت أتألم لأنها تشتاق لك و هي بجانبي ، تحبك جداً و تظهر هذا أمامي دون أدنى إحترام لمشاعري .
تشردق كاي بإبتسامة ساخرة ، لو كانت بالفعل تحبه لما قالت تلك الكلمات في ذلك اليوم ، لما جهرت بحبها لهذا الرجل و كرهها له ، هي و هو ، كلاهما يأخذان مشاعره حُجة و ذريعة ليخرجا من قبضته سليمين ، إتخذا مشاعره لعبة لديهما .
رافي : هي ليس لها ذنب بشيء فلا تؤذيها ، لقد قدمت طلب توظيف بشركتي الخاصة و هي لا تعلم مالكها و أنا قبلت فوراً عندما علمت أنها هي التي طلبت التوظيف ، عندما رأتني توقعت منها أي شيء إلا أن تبتعد عني بسببك، هي حتى لم تسمع سبب غيابي و لماذا تركتها و هي ترتظي فستان الزفاف بإنتظاري ، هي فقط تركتني لأجلك .
رفع رافي بصره لينظر في عينيّ كاي و يصارحه في حقيقة شعوره ، هو لا يريد أن تتأذى حبيبته حتى لو أنها تركته لأجل رجلاً آخر .
رافي : أنا أحبها ، نعم ما زلت أحبها كثيراً ، و سأبقى للأبد أفعل ، لكنني لن أخذها منك ما دامت لا تريد ذلك .
صمت قليلاً تلك الكلمات التي نطق بها آذته أكثر من اللكمات و الركلات التي نالها من رجال زوج حبيبته ، بانت على شفتيه الدامية إبتسامة ذابلة تنم على الألم في صدره ، يشعر بقلبه ينزف دون دماء ، ينزف الحب دماً .
رافي : لا عجب أنها وقعت لك ، أنت أوسم مني و تبدو لي أقوى أيضاً ، لكن لعلمك أنا لن أستسلم لكسبها لصفي أبداً و سأفعل جاهداً لأخذها منك بكامل إرادتها إلي و بعيداً عنك .
لمح إحمرار في عينيّ كاي ، عيناه غاضبة جداً كما كل شيء فيه و يكونه ، سقطت على وجه رافي لكمة أوقعته أرضاً برفقة الكرسي المربوط عليه ، جلس كاي أمامه القرفصاء لينطق بحدة .
كاي : كنتُ سأعطف عليك و أتركك لأنك حميت زوجتي و وفرت لأجلها مأمناً ، لكنني غيرت رأيي الآن ، و عليك أن تعلم تلك المرأة أنها زوجتي أنا ، هذا يعني أنها لي وحدي و لن يستطيع أحد سلبها مني و لا حتى هي لا تستطيع سلب نفسها مني، زوجتي لن تتحرك سوى بأمري و أنت لا تجرؤ على ذكرها مرة أخرى ، تلك امرأتي لي وحدي و أنا لن أسمح لأحد برؤيتها أبداً ما دمت لا أرغب بذلك !
إبتسم رافي نصف إبتسامة قائلاً بهدوء
رافي : مغرور ، متسلط ، متحكم ، و متملك ، و بهذه الصفات ستخسرها قريباً سيد كاي .
صرخ به كاي بنفاذ صبر و هو يلكمه بقوة لينبثق الدم من شفتيه .
كاي : أنا لا أخسر ، لا أفعل ، افهم هذا الأمر جيداً ، أنا لا أخسر .
تركه عندما دمى وجه المقيد ثم خرج متوجهاً إلى الخارج تاركاً الآخر يسرح ببحر ذكرياته ليعود لذلك اليوم الذي كان عليه أن يكون أسعد أيام حياته ، لكنه إنقلب ليصبح أسوءها .
Flash_back
كان عريس يرتدي بدلته الجذابة و شعره مرفوع للأعلى بطريقة جذابة ، كان يقود سيارته المزينة بالورود و يدندن على ألحان الموسيقى المشغلة .
هو أسعد رجل على الأرض في هذه اللحظة ، سيتزوج من جميلة الجميلات ، ألطفهن ، و أكثرهن إثارة ، تلك الفتاة التي أحبها منذ نعومة أظافرهما و كبر على حبها اليوم ستصبح له ، سيتوج إسم علاقتهما أسمى علاقة في هذه الدنيا ألا و هي الزواج.
ضحك بسعادة غامرة بينما يفكر بالأمر ثم تبعتها شهقة مذعورة ثم لا شيء فقط سواد ، وقعت السيارة بالماء على إثر عطل في عجالاتها ، نظر حوله لقد غُمِر بالماء داخل السيارة ، حاول فتحه و الهروب ، لكنه لم يستطيع ،،شعر بألم في صدره المحتاج للأكسجين بشدة ، إشتددت الظلمة في عينيه ، ثقل رأسه و ما عاد يشعر بشيء ثم إستسلم للموت .
و هذا ما أذيع عندما أخرجت السيارة بعد ساعات فارغة ظناً من الشرطة أن السائق قد أكلته الأسماك بعد بحثهم في الماء عنه دون نتيجة و هذا ما وصل لعروسه التي كانت تنتظره في قاعة الزفاف .
لكن لهذا الشاب قدر أخر غير الموت و عمر لم يعشيه و حياة عليه أن يواجهها إستيقظ بعد عدة شهور على فراش قديم بمنزل بسيط لا يعرف شيئاً .
ماذا حدث ؟ و كيف وصل إلى هنا ؟ و الأهم ؛ من هو ؟ لا يعلم شيئاً ، لقد فقد ذاكرته و أكتشف فيما بعد أن رجل صياد السمك قد عثر عليه بالماء داخل سيارة ما فإستطاع إخراجه و أخذ يعالجه في منزله الخاص تحت إشراف إبنته الطبيبة ، مكث لديهم حتى شفي ثم بدأ يعمل مع الرجل في عمله لمدة عام كامل ، في آخر فترة من هذا العام كل ليلة كان يحلم بفتاة ما بفستان عرسها تبكي عليه و خلال اليوم يصيبه ألم حاد في رأسه على إثر تذكره لمن هو و كيف قضى ما فات من عمره .
عاد لعائلته بعد أن إستعاد ذاكرته بالكامل ، الذين صدموا ببقائه على قيد الحياة ، لكنه عندما سأل عنها قالوا له إنها هاجرت بعيداً ، تدمر كثير و سقطت أشرعة آماله و غاص في بحر من الألم و الوجع على فقدانها .
سلمه والده شركته لتصبح له و بأسمه وضع كل تركيزه بعمله كي ينساها كما تفعل ، كافئ العائلة التي أنقذته من الموت ، إشترى لهم بيت جديد و أفتتح لإبنة الصياد الطبيبة عيادة خاصة و وفر للصياد راتب شهري يأخذه دون مقابل كي يرتاح و لا يتصيد السمك بعد الآن .
أما هو أكمل طريقه في هذه الحياة دون نساء
فلا نساء بعدها ، تمنى لها أن تجد رجلاً لها أفضل منه ، لكنه لو كان على علم بإن وطئ ألم تحقق هذه الأمنية صعب لما تمناه .
Flash_foreword
عاد كاي إلى المنزل فجراً ، دخل بهدوء ليجدها تجلس على الكنبة تضم قدميها إلى صدرها بيديها و تتوسدهن بينما صوت بكائها يملئ المنزل ، همس بهدوء و هو ينظر لها بلامبالاة .
كاي : ما بكِ تبكين ؟ صوتكِ ملئ المنزل ، لا تخافي ما زلت حي و سأذيقكِ الويلات .
رفعت وجهها المحمر على إثر البكاء و مزرق على إثر الصفعات بسرعة عندما سمعت صوته ، نظرت له بعينيها المتورمتين ثم ما لبثت أن نهضت و هرولت نحوه بسرعة ، حضنته بقوة و صوت بكائها يعلو أكثر ، همست بين شهقاتها المؤلمة .
كاثرين : لقد خفت عليك كثيراً ، أحمد الله أنك بخير .
حاول أن لا يضعف لعِناقها ، و لا لكفيها الرقيقان اللذان يحاوطان رقبته ، و لا لشعوره بدقات قلبها السريعة و القوية فوق قلبه الذي هو ليس بحالة أفضل ، نجح بذلك حينما أبعدها عنه مدعياً اللامبالاة ، قال بسخرية لاذعة .
كاي : لا تخافي علي عزيزتي لقد كنت في مهمة لتلقين أحدهم درساً .
نظرت إليه بتسأول ليكمل حديثه .
كاي :حبيب قلبكِ .
شهقت بتفاجئ تنفي برأسها ثم رجته بين دموعها .
كاثرين : لا تؤذي رافي يا كاي ، دعه يذهب و شأنه !
لم يعجبه ردها هذا أبداً ، إنها تدافع عنه و هي بقبضته ، ألا تفهم ؟ قبض على شعرها يتربص به كالمجنون فصرخت بقوة على إثر الألم المفاجئ ثم صرخ بها بكل غضبه
كاي : أتخافين عليه يا خائنة ؟ سأقتله و لن يخرج حي أبداً !
نفت برأسها صارخة بألم .
كاثرين : لا تؤذيه ، دعه يذهب ، يكفي ما تفعله بي و ما تلقيه من تهم علي !
صفعها صفعة قوية جداً أوقعتها أرضاً ، صرخت بألم عندما رفعها من شعرها بقوة مرة أخرى بعد أن جلس بجانبها هامساً بأذنها .
كاي : ما زلتِ تدافعي عنه !
همست بألم بين دموعها و هي تتأوه .
كاثرين : أسمعني أرجوك صدقني ، لم أخنك ، لقد قدمت على طلب توظيف هناك و قبلت سريعاً ، لقد فوجئت عندما رأيته لعلمي بأنه متوفى ، لقد أخبرته أنني متزوجة و أنني لن أقبل أن أعود معه ، لقد تقبلني كصديقة و لا شيء أكثر ، صدقني أرجوك لم أتجاوز الحدود معه و لم أفكر في خيانتك و لو لثانية ، أنا أبتعدت عنك من خوفي منك لا لأخونك ، لقد إكتشفت من بُعدي عنك أنني أحبك جداً ، لقد قضيت الليالي و أنا بعيدة عنك أبكي فيها شوقاً لك ، أنا أحبك و أنت لا تبالي ، يا ظالم يا حبيبي !
خفت قبضتيه تدريجياً على شعرها ، كلامه و كلامها متطابق ، أكملت هي بينما تنظر في عينيه ، الصدق ينفر منهما .
كاثرين : لقد أخطأت بحقك أنا أعلم ، لكنني لم أقترف جرم خيانتك صدقني ، أنا لم أكذب عندما قلت أنني أحبك ، أنا أحبك بالفعل .
ترك شعرها بهدوء دون أن ينطق بحرف ثم صعد إلى غرفتهما تتبعته بعينيها حتى إختفى و هي تبكي بقوة و تشهق ، دخل غرفتهما لتسقط باكية أرضاً ، لِمَ لا يصدقها ؟ كم مرة عليها أن تقسم و تتوسله تصديقها ؟ كم مرة عليها تكرير ما قالته حتى يصدقها ؟ أنه تحبه ، تحبه حباً عظيماً ، لكنه مُصر على أنها كاذبة ، هي لا تكذب .
هدأت بعد عدة دقائق و خفت نوبة بكائها لتصبح دموع فقط التي تسقط دون صوت ، صعدت إليه كان يجلس على السرير مطأطأ رأسه للأسفل ، حينما دلفت إلى غرفتهما رفع عيناه إليها ، كانت محمرة بشدة ليس غضباً بل من آثار البكاء ، وصلها صوته الهادئ بعد صمت يعمه شهقاتها التي تتفلت منها غصباً فقط .
كاي : تحبينني ؟
أومئت له و عادت تبكي بصوت خافت مجدداً ، قال هو بينما ينظر في عينيها بقوة .
كاي : أثبتي لي !
نظرت له قليلاً بصمت ، ما ستفعله الآن سيثبت له دون منازع أنها تعشقه ، لقد أخبرته أنها ستسلمه نفسها عن حب فقط ، و الآن ستفعل ذلك ، تقدمت منه ببطء ثم كوبت وجهه بين كفيها لينظر في عينيها الباكية ، أغمضت عينيها و حرمته النظر فيها ليغمض عينيه هو الآخر عندما شعر بشفتيها تقبل شفتيه بكل حب و حنان .
إستسلمت عيناه لفضيان دموعه و بكى ، أصبحا يبكيان و يقبلان بعضهما بنفس الوقت ، إنتهت هذه المحنة بأجمل ليلة يقضونها معاً بإحضان بعضهما البعض يقدمان كل ما لديهما من حب ، شغف ، و شوق .
.....................................................
سلااااام
تفاعلكم على البارت القادم إنحدر و ما عجبني أبداً
بعد 40 فوت و كومنت بارت جديد
1. رأيكم بتصرف كاي مع رافي ؟
2. قصة رافي ؟
3. كاي و كاثرين في المقطع الآخير ؟
4 .رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі