Chapter Twenty-three
" مُعذبة "
عندما تحمل على عهالك ثقلاً و مسؤولية ، تظن أنكَ لستَ أهلاً ، سيخرج كل ما فيك من قِوى لتتحدى نفسك بها و تثبت لها العكس من خلالها .
رمت الهاتف من يدها بغضب بعد عدة محاولات فاشلة لإجراء مكالمة هاتفية أثناء إجتماع الفتيات في صالة الجلوس ، صرخت هي بغل قد حاولت كبته لكنها فشلت قهراً .
كريستين : ماذا أفعل الآن ؟ ماذا أفعل ؟ أين ماريا ؟ أحاول الوصول لميرسي أريانا منذ اختفائها لكنني لا أصل! ماذا يحدث بحق الله ؟!
جلست على الكنبة ثم حاوطت رأسها بكفيها بيأس و كأنها ضائعة بغابة و تبحث عن مخرج مهما كان خَطِراً ، همست بقهر و ضياع .
كريستين : أشعر بإن رأسي سينفجر ! ماذا علي أن أفعل الآن ؟ يا آلهي !
نهضت إيزابيلا من على مقعدها القريب لتجلس قرب كريستين ، تنهدت ثم وضعت يداها على أكتاف صديقتها المنهكة من ثقل حمل تلك المسؤولية ، حاولت بنبرة هادئة أن تواسي كريستين على قدر إستطاعتها .
إيزابيلا : كوني صبورة كريستين و تمهلي ، أنا أشك في الحقيقة بسوهو ، أظن أن له شأن بإختفائها .
هتفت فكتوريا بإندفاع مستدركة .
فكتوريا : بالتأكيد سوهو هو من قام بإختطافها، هي بعد أن أعترف لها بحبه تدهورت حالتها النفسية ، هو كان عنيداً و رفضها جرح كبريائه ، هو بالتأكيد لم يرضخ لإرادتها بعدم تقبل مشاعره لها ، لذا هو إختطفها !
رفعت كريستين رأسها و عقدت حاجبيها تفكر بعمق بكل هذا ، أخذت تجمع أفكارها حتى إهتدت بالنهاية إلى حُجة منطقية .
كريستين : كلامك منطقي جداً ، هي فعلاً تدهورت صحتها بعد أن أعترف لها و رفضته ، حتى بالحفل كان ينظر إليها دون إنقطاع ، لا بد أنه هو من فعل ذلك .
تنهدت أماندا ثم تطرقت إلى الحديث مستفهمة.
أماندا : و أنتِ ماذا ستفعلي الآن ؟ يجب أن تعود إلى المنزل .
تبسمت كريستين إبتسامة مُبهمة و هي تومئ لآماندا لتقول .
كريستين : سأفعل ، سأفعل الكثير ، سأهدد بداية و إن ما إستجابوا إليّ سأنفذ !
نظرت إليها إيزابيلا مستعجبة ثم نطقت .
إيزابيلا : ماذا ستفعلين ؟! من ستهددين بالتحديد ؟!
تبسمت ليليانا و هي تقف لتقف إلى جانب كريستين و قد فهمت ما يدور برأسها .
كريستين : سأذهب الآن إلى شركة الأعضاء و ليليانا ستأتي معي .
أومئت لها ليليانا ، دون إطالة حديث أو تكاسل ، تجهزن للخروج سريعاً ثم توجهن إلى الشركة ، الكثير من موظفي الشرمة إلتفتوا إلى الفتاتين بإعجاب فور ما دلفتا إلى داخلها بخطوات قوية ،فتاتان حسناواتان تمشيان بثبات راسخ و رأس شامخ ، ملامح الغضب تعلو وجهيهن ، هذه تحف نادرة بالفعل !
فتحت كريستين باب غرفة تدريب فريق الأعضاء بقوة ، أما هم إلتفتوا إليهن بإستهجان لهذا الدخول القوي و الغير موعود ، ألقين الفتاتين التحية ببرود ليتقبلوها هم مستعجبين ، نطقت كريستين بحدة تهدد ليذبهلوا من هذين الهجوم و التجهم العنيفين .
كريستين : إليكم هذا ..... !
.................................................
فتحت عيناها المتورمة إثر دموعها الكثيرة التي لم تنقطع و لم تتوقف ، كأنها نهر جاري بل هي أكثر سخاءً ، نظرت حولها لثوانٍ بضياع عاقدة حاجبيها لتجد نفسها على نفس السرير التي خسرت عليه أغلى ما تملك ، أخذت مشاهد أليمة تتوافد على ذاكرتها بصخب دون توقف .
أغلقت عيناها تحاول إيقاف ذلك لكن كل محاولاتها بائت بالفشل ، أمسكت رأسها بكفيها و ضغطت على جفنيها بقوة ، أخذت أنفاسها تتلعثم في صدرها بجنون لتصرخ أخيراً و قد نفذت قدرتها على التحمل .
صرخت ناهضة من على هذا السرير اللعين ثم نظرت إليه ببصر شاخص و عينين جاحظتين ، ترى نفسها على هذا السرير و هو بين يديه في تلك الساعات الفائتة ، كم صرخت و كم بكت و كم إستنجدت ، تلك الساعات الفائتة التي ودت لو أنها ماتت قبل أن تصلها .
غُمِرت عيناها بالدموع مجدداً لتهبط على وجهها حارقة دون هوادة و لطخن وجنتيها ، لِمَ على كل شيء أن يكون ضدها ؟ كيف طاوعته نفسه و قلبه الذي يدَّعي بأنه يحبها أن يفعل بها تلك الجريمة المشبعة ؟ ما ذنبها إن كان يحبها ؟ لِمَ لم يكتفي بِ " لا" فقط ؟ لِمَ أوجي عليها أن تكرهه بكل ما ملكت من ألم ؟
صرخت بكل قوتها و القهر يتقفقفها ، نثرت هذا الفراش القذر ثم أخذت ترمي كل ما تطأه يديها من أثاث هذه الغرفة و تكسره لترميه أرضاً ، صراخها يعلو و يعلو حتى فُتِحَ الباب بقوة ليدلف منه مغتصبها يخطو خطواً سريعاً إليها ، نظرت له بخوف و ذعر شديدين ما إن رأته ، كل ما كانت تفكر به حالما رأته أنه سيغتصبها مجدداً .
ما إن حاول الإقتراب منها و الأمساك بها حتى صرخت بعلو مذعورة بصوتها الذي خرج متذبذاً ، تتراجع إلى لخلف بخطواتها الغير متزنة و هو يتقدم لها بخطوات حذِرة ، رفع يديه بينما يقترب منها بخفة يحاول تهدئتها قائلاً .
سوهو : لا تخافي مني ، إهدئي ، لا بأس، كل شيء بخير !
نظرت له بحدقتين ترتجف ثم همست بلوم .
ماريا : لا أخاف منك ؟! أهدأ ؟ لا بأس ؟! كل شيء بخير ؟! حقا ؟! لقد إختطفتني و تزوجتني من دون رضاي ثم إغتصبتني ، كنت أعمى البصيرة و لا يحركك سوى الرغبة اللعينة القذرة ، لقد أنتهكت عِرضي و تقول لي الآن أن لا بأس و كل شيء بخير ، أين الخير بحق الله؟ كل هذا لإنني قلت لك أنك لا تستطيع أن تحبني أنت فعلا لا تستطيع أن تحبني ، لو كنت تحبني لما أرغمتني عليك .
تبلد خوفها لوقت ما إستغلته لتعلمه لماذا رفضته في المقام الأول ، همست و كلها ألم .
ماريا : هل سمعت أسبابي ؟ هل تعلم لماذا أخاف الرجال ؟ هل تعلم لما أنطوي على نفسي ؟ لا أظنك تهتم أصلاً .
نظر لها بترقب دون أن يعلق على آخر ما قالته ، هو فعلاً يهتم و يريد أن يعلم لِمَ كل هذا الرفض ، أقترب منها خكوة لتصرخ به بعلو صوتها ، تريه حقيقة أسبابها .
ماريا : لإن نذل مثلك قد حاول أن يغتصبني في الماضي ، لقد حاول إستباحة حُرمات جسدي، لقد أراد أن أكون إمرأته رغماً عني ، لكنه فشل في تحقيق ما إبتغاه ، لقد تدهورت نفسيتي بسببه حتى إنني تعالجت عند طبيب نفسي ، لقد تركت حياتي السابقة خلفي و حاولت أن أبدأ من جديد ، بسببه أرى وجهه بجميع وجوه الرجال ، كل رجل يذكرني فيه إلا أنت ، أتعلم لماذا ؟ لأن وجهك بالفعل قد حل بمحل وجهه في عقلي ، لم أتوقع يوماً أبداً أن رجلاً آخر يأخذ مكانه اللعين في عقله ، أنت أنذل منه لأنك فعلت .
نظر لها بألم بينما دموعه قد خرجت فعلاً من عينيه ، ألهذه الدرجة كان غافلاً عن ألمها ؟ ألهذه الدرجة كان أنانياً و قد أعمته رغبته في أن تكون له عن حاجتها لرجل يتفهمها ؟ حضنها مستنشقاً رائحة شعرها برحيق الفرازلة ، غفل عن مقاومتها لكنفه ، لرغبتها إلى الهروب من دفء ذراعيه ، نطقت بحقد بعد أن فشلت أن تخرج من بين يديه .
ماريا : أنا أكرهك بقدر ما أكرهه هو ، ربما أكرهك أكثر حتى ، لن أسامحك على فعلتك مهما حييت ، و لن تنال مني العفو و لن أصفح عنك أبداً ، حتى لو أبقيتني زوجتك للأبد لن تأخذ مني شيء بإرادتي ، لن أمنحك يوماً حبي ، لن أمنحك السعادة و لا السكينة و لا الأطمئنان و لا الأمان ، لا شيء !
رفعها عن صدره و كوب وجهها بين يديه ، قبل جبينها بقوة ثم استرسل .
سوهو : أنا لست نادماً على ما فعلته ، أنا لم أستبيح حرماتك بل أنتِ حلالي الآن ، أنتِ زوجتي و أنا حتى لو ما أحببتيني طوال حياتي أنا لن أفرط بك أبداً ، لن أوفرك لغيري ، لن أتركك ، أنتِ زوجتي و ستبقي للأبد زوجتي ، وجودك بقربي يكفيني ، لن أطلب منك الحب أبداً .
عيناها بالفعل أدمعت مجدداً ، إذاً لا سبيل لأن تتحرر منه أبداً ، مسح دموعها بسرعة و نفى برأسه قائلاً .
سوهو : أنتِ حتى لو كرهتيني للأبد ، حتى لو لم تسامحيني يوماً ، حتى لو منعتيني من نعيم حبك ، سكينتك ، طمأنينتك ، أمانك ، و سعادتك ، و كل شيء ، أنا لا يهمني ، يهمني بقائك معي للأبد .
إبتعد عنها أثناء صمتها المُجحِف و أخرج من أجلها فستان آخر من الدولاب الذي قد جهزه لها مسبقاً ، ثم وضعه على السرير ليقول .
سوهو : معكِ ربع ساعة لتتجهزي و إلا دخلت عليكِ أنا و جعلتكِ تتجهزي على طريقتي .
خرج هو ثم سند ظهره على الباب مستمعاً إلى صوت بكائها المؤلم الذي يحرق فؤاده ، ألا يكفيها أنها تكوي فؤاده برفضها ؟ تبكي أيضاً و تدفع به من حافة الهواية إلى قاع الجحيم، نزلت دمعة من عينه قد حرقت قلبه ثم تحررت على خده بحرقة ، أنتظر ربع ساعة خلف الباب ثم دلف إليها ، وجدها تجلس على السرير متجهزة بالفستان ، تجلس بصمت و تنظر للأسفل ، أمسك كفها الناعم بكفه الغليظ ثم سحبها خلفه ، أركبها سيارته ثم صعد إلى جانبها و قاد الطريق .
دخل إلى حي القصور و دلف إلى أحد باحات القصور في الحي بسيارته ، أوقف السيارة ثم تنفس بعمق .
...........................................
تجلس على السرير بينما تحتضن قدميها إلى صدرها و تتوسدهن برأسها ، جسدها يرتجف بخفة و شهقات بكائها أصبحت تترك نخز مؤلم في صدرها ، فُتِح الباب بقوة ثم صُفِق بقوة ، إرتعدت أوصالها رعبتً عندما رأته يتقدم نحوها بهالة مُنهكة مبعثرة إلا أنه كان غاضباً غضب عارم مجنون .
رفعت يديها لتحمي وجهها منه تلقائياً حالما قابلها بجسده الضخم ، وضع صينية الطعام على الطاولة بجانب السرير ثم أمر بحدة متجاهلاً خوفها .
تشانيول : أخفضي يديكِ .
خرج صوت بكائها مجبرة لشدة ذعرها بينما يداها تحاوط رأسها أكثر ، أيأمرها أن تنزل يديها حتى ينال من ملامح وجهها ؟ ألا يكفيها الذعر الذي تعيشه بسببه ، أمر مرة أخرى بغضب بعد أن شددت ذراعيها حول رأسها.
تشانيول : أنزلي يديكِ قبل أن أكسرهما لكِ .
إرتجفت بخوف دون أن تستجيب لأمره فصرخ بها و قد نفذ صبره لتنتفض من مكانها خوفاً بينما هو أنزل يداها قصراً و بعنف آلمها .
تشانيول : قلتُ أنزلي يداكِ ، أم تحبين عصياني لهذه الدرجة ؟ ألا تفهمين ؟!
رفعت رأسها تنظر إلى وجهه بينما تبكي بصوت مرتفع خوفاً من هيبته المخيفة أمامها ، توسلته بنبرة بائسة تحن لها القلوب .
ميرسي أريانا : أرجوك يا تشانيول صدقني ، أنا لم أفعل شيء يسيء لك ، صدقني !
إرتفعت زاوية فمه بإبتسامة ساخرة لينطق بحدة .
تشانيول : تحاولين أن تُبدي بريئة و مسكينة بعينيّ حتى تتمكني مني و أحن عليكِ ، ما عادت توسلاتكِ ، رجواتكِ، دموعكِ، أو حتى خوفكِ يؤثر بي ، دموع التماسيح تلك أمسحيها.
شهقات باكية و علت صرخة مقهورة من بين دموعها .
ميرسي أريانا : ما عاد حزني يؤثر عليك ؟ تظنني خائنة ؟ لو أردت خيانتك لما أرتبطت بك، لما أصبحت زوجتك و لتسكعت مع الرجال كيفما أشاء وقتها لما كنت في مقام لتحاسبني على أفعالي .
لاحظت إحمراراً في عينيه يزداد توهجاً و إشتداد قبضته على بعضها حتى أصفرت مفاصله ، لكنها أكملت غير آبهة بغضبه و بنفس النبرة المقهورة .
ميرسي أريانا : لكنني فضلتك عن الجميع ، ارتبطت بك راغبة بك و هائمة بحبك ، لم أتزوجك لأخونك يا تشانيول.
صمت ساد لثواني قليلة حتى قطعه هو بصوت صفعة قوية من كفه على وجنتها و صوت صراخها الذي عجت به الحجرة ، أسقطت تلك الصفعة رأسها على السرير لتصرخ بعلو ، أمسك عضدها و رفعها جالسة أمامه بينما هي تبكي بقوة .
تشانيول : هذه من أجل لتسكعت مع الرجال كيفما أشاء .
علمت أنه سيتبع الصفعة الأولى بثانية أشد ألماً لذا إنتفضت من بين يديه تحاول الفرار ، لكنه صفعها صفعة أقوى من سابقتها شلّت أطرافها ، صرخت بعلو مرة أخرى بينما جسدها سقط مرة أخرى على السرير ، رفعها مجدداً و هدر بويل بينما هي تضع كفيها على وجنتيها .
تشانيول : و هذه لعلو صوتكِ بحضرتي.
قبض على شعرها و شده للأسفل و كأن قبضته كماشة تنتف شعرها من جذوره خارج فروة رأسها ، وضعت كفها فوق قبضته ثم توسلته بين شهقات بكائها المريرة قائلة .
ميرسي أريانا : و الله لم أخنك صدقني ، تأكد من صحتها أرجوك ، أنها مفبركة !
صرخ بها بغضب و أفلت شعرها بعنف آلمها دافعاً برأسها بعيداً عنه .
تشانيول : من له مصلحة ليفبرك مثل هذه الصور ؟
تراجعت سريعاً للخلف بينما ترفع يديها على وجهها تحميه منه ؛ لعلمها بأن تصريحها التالي قد ينهي حياتها على يديه فعلياً ، همست بلسان يرتجف و فكين يحتكا معاً بينما تنظر في عينيه الحمراوتين غضباً.
ميرسي أريانا : لقد كان يهاتفني رجل غريب لا أعرفه ، يقول لي أنه يحبني و أنه سيأخذني منك لأصبح له حتى لو بعد حين و مهما كلفه الأمر .
تراجعت للخلف سريعاً بينما تراقب نفور أعصابه الغاضبة و وجهه المقبوض ليهيج عليها كالمجنون بصفعات مؤلمة بينما يصرخ ب" خائنة ! كاذبة ! حقيرة ! " نال منها بصفعات كثيرة مبرحة و هي صراخها يعلو و تتوسله ليرحمها من عذابه ، لكن هيهات لها أن يهدأ ، فهو الآن أعمى البصيرة ، فاقد الوعي ، ما يحركه الغضب فقط .
خرج من الغرفة بعد أن سقطت مغمى عليها بين يديه ليصمت صوتها و تكتم توسلاتها ، لم يلقي عليها و لو نظرة عندما قام من على السرير الذي تنام عليه و خرج ، أغلق باب المنزل بإحكام ثم توجه لصديق له يعمل كمصور لصالح شركته ، سأله عن صحة الصور و طلب منه أن يبقى الأمر سراً ليقوم صديقه بفحص الصور على الحاسوب ، خرج من عند صديقه المصور بنتيجة أذهلته هو شخصياً .
...............................................
سلاااااام يا رفاق .
1. يا ترى ماذا ستفعل كريستين لإنقاض ماريا ؟ و هل ستنجح ؟
2. رأيكم بوضع سوهو و ماريا ؟ يا ترى هل سيتركها تذهب أم أنها ستسامحه ؟ أم تبقى معه مجبورة ؟ و رأيكم بقصة ماريا التي سببت لها وعكة نفسية ؟
3. رأيكم بجنون تشانيول ؟ و ما هي الحقيقة ؟ رأيكم بميرسي أريانا ؟
4. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للبارت القادم
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
عندما تحمل على عهالك ثقلاً و مسؤولية ، تظن أنكَ لستَ أهلاً ، سيخرج كل ما فيك من قِوى لتتحدى نفسك بها و تثبت لها العكس من خلالها .
رمت الهاتف من يدها بغضب بعد عدة محاولات فاشلة لإجراء مكالمة هاتفية أثناء إجتماع الفتيات في صالة الجلوس ، صرخت هي بغل قد حاولت كبته لكنها فشلت قهراً .
كريستين : ماذا أفعل الآن ؟ ماذا أفعل ؟ أين ماريا ؟ أحاول الوصول لميرسي أريانا منذ اختفائها لكنني لا أصل! ماذا يحدث بحق الله ؟!
جلست على الكنبة ثم حاوطت رأسها بكفيها بيأس و كأنها ضائعة بغابة و تبحث عن مخرج مهما كان خَطِراً ، همست بقهر و ضياع .
كريستين : أشعر بإن رأسي سينفجر ! ماذا علي أن أفعل الآن ؟ يا آلهي !
نهضت إيزابيلا من على مقعدها القريب لتجلس قرب كريستين ، تنهدت ثم وضعت يداها على أكتاف صديقتها المنهكة من ثقل حمل تلك المسؤولية ، حاولت بنبرة هادئة أن تواسي كريستين على قدر إستطاعتها .
إيزابيلا : كوني صبورة كريستين و تمهلي ، أنا أشك في الحقيقة بسوهو ، أظن أن له شأن بإختفائها .
هتفت فكتوريا بإندفاع مستدركة .
فكتوريا : بالتأكيد سوهو هو من قام بإختطافها، هي بعد أن أعترف لها بحبه تدهورت حالتها النفسية ، هو كان عنيداً و رفضها جرح كبريائه ، هو بالتأكيد لم يرضخ لإرادتها بعدم تقبل مشاعره لها ، لذا هو إختطفها !
رفعت كريستين رأسها و عقدت حاجبيها تفكر بعمق بكل هذا ، أخذت تجمع أفكارها حتى إهتدت بالنهاية إلى حُجة منطقية .
كريستين : كلامك منطقي جداً ، هي فعلاً تدهورت صحتها بعد أن أعترف لها و رفضته ، حتى بالحفل كان ينظر إليها دون إنقطاع ، لا بد أنه هو من فعل ذلك .
تنهدت أماندا ثم تطرقت إلى الحديث مستفهمة.
أماندا : و أنتِ ماذا ستفعلي الآن ؟ يجب أن تعود إلى المنزل .
تبسمت كريستين إبتسامة مُبهمة و هي تومئ لآماندا لتقول .
كريستين : سأفعل ، سأفعل الكثير ، سأهدد بداية و إن ما إستجابوا إليّ سأنفذ !
نظرت إليها إيزابيلا مستعجبة ثم نطقت .
إيزابيلا : ماذا ستفعلين ؟! من ستهددين بالتحديد ؟!
تبسمت ليليانا و هي تقف لتقف إلى جانب كريستين و قد فهمت ما يدور برأسها .
كريستين : سأذهب الآن إلى شركة الأعضاء و ليليانا ستأتي معي .
أومئت لها ليليانا ، دون إطالة حديث أو تكاسل ، تجهزن للخروج سريعاً ثم توجهن إلى الشركة ، الكثير من موظفي الشرمة إلتفتوا إلى الفتاتين بإعجاب فور ما دلفتا إلى داخلها بخطوات قوية ،فتاتان حسناواتان تمشيان بثبات راسخ و رأس شامخ ، ملامح الغضب تعلو وجهيهن ، هذه تحف نادرة بالفعل !
فتحت كريستين باب غرفة تدريب فريق الأعضاء بقوة ، أما هم إلتفتوا إليهن بإستهجان لهذا الدخول القوي و الغير موعود ، ألقين الفتاتين التحية ببرود ليتقبلوها هم مستعجبين ، نطقت كريستين بحدة تهدد ليذبهلوا من هذين الهجوم و التجهم العنيفين .
كريستين : إليكم هذا ..... !
.................................................
فتحت عيناها المتورمة إثر دموعها الكثيرة التي لم تنقطع و لم تتوقف ، كأنها نهر جاري بل هي أكثر سخاءً ، نظرت حولها لثوانٍ بضياع عاقدة حاجبيها لتجد نفسها على نفس السرير التي خسرت عليه أغلى ما تملك ، أخذت مشاهد أليمة تتوافد على ذاكرتها بصخب دون توقف .
أغلقت عيناها تحاول إيقاف ذلك لكن كل محاولاتها بائت بالفشل ، أمسكت رأسها بكفيها و ضغطت على جفنيها بقوة ، أخذت أنفاسها تتلعثم في صدرها بجنون لتصرخ أخيراً و قد نفذت قدرتها على التحمل .
صرخت ناهضة من على هذا السرير اللعين ثم نظرت إليه ببصر شاخص و عينين جاحظتين ، ترى نفسها على هذا السرير و هو بين يديه في تلك الساعات الفائتة ، كم صرخت و كم بكت و كم إستنجدت ، تلك الساعات الفائتة التي ودت لو أنها ماتت قبل أن تصلها .
غُمِرت عيناها بالدموع مجدداً لتهبط على وجهها حارقة دون هوادة و لطخن وجنتيها ، لِمَ على كل شيء أن يكون ضدها ؟ كيف طاوعته نفسه و قلبه الذي يدَّعي بأنه يحبها أن يفعل بها تلك الجريمة المشبعة ؟ ما ذنبها إن كان يحبها ؟ لِمَ لم يكتفي بِ " لا" فقط ؟ لِمَ أوجي عليها أن تكرهه بكل ما ملكت من ألم ؟
صرخت بكل قوتها و القهر يتقفقفها ، نثرت هذا الفراش القذر ثم أخذت ترمي كل ما تطأه يديها من أثاث هذه الغرفة و تكسره لترميه أرضاً ، صراخها يعلو و يعلو حتى فُتِحَ الباب بقوة ليدلف منه مغتصبها يخطو خطواً سريعاً إليها ، نظرت له بخوف و ذعر شديدين ما إن رأته ، كل ما كانت تفكر به حالما رأته أنه سيغتصبها مجدداً .
ما إن حاول الإقتراب منها و الأمساك بها حتى صرخت بعلو مذعورة بصوتها الذي خرج متذبذاً ، تتراجع إلى لخلف بخطواتها الغير متزنة و هو يتقدم لها بخطوات حذِرة ، رفع يديه بينما يقترب منها بخفة يحاول تهدئتها قائلاً .
سوهو : لا تخافي مني ، إهدئي ، لا بأس، كل شيء بخير !
نظرت له بحدقتين ترتجف ثم همست بلوم .
ماريا : لا أخاف منك ؟! أهدأ ؟ لا بأس ؟! كل شيء بخير ؟! حقا ؟! لقد إختطفتني و تزوجتني من دون رضاي ثم إغتصبتني ، كنت أعمى البصيرة و لا يحركك سوى الرغبة اللعينة القذرة ، لقد أنتهكت عِرضي و تقول لي الآن أن لا بأس و كل شيء بخير ، أين الخير بحق الله؟ كل هذا لإنني قلت لك أنك لا تستطيع أن تحبني أنت فعلا لا تستطيع أن تحبني ، لو كنت تحبني لما أرغمتني عليك .
تبلد خوفها لوقت ما إستغلته لتعلمه لماذا رفضته في المقام الأول ، همست و كلها ألم .
ماريا : هل سمعت أسبابي ؟ هل تعلم لماذا أخاف الرجال ؟ هل تعلم لما أنطوي على نفسي ؟ لا أظنك تهتم أصلاً .
نظر لها بترقب دون أن يعلق على آخر ما قالته ، هو فعلاً يهتم و يريد أن يعلم لِمَ كل هذا الرفض ، أقترب منها خكوة لتصرخ به بعلو صوتها ، تريه حقيقة أسبابها .
ماريا : لإن نذل مثلك قد حاول أن يغتصبني في الماضي ، لقد حاول إستباحة حُرمات جسدي، لقد أراد أن أكون إمرأته رغماً عني ، لكنه فشل في تحقيق ما إبتغاه ، لقد تدهورت نفسيتي بسببه حتى إنني تعالجت عند طبيب نفسي ، لقد تركت حياتي السابقة خلفي و حاولت أن أبدأ من جديد ، بسببه أرى وجهه بجميع وجوه الرجال ، كل رجل يذكرني فيه إلا أنت ، أتعلم لماذا ؟ لأن وجهك بالفعل قد حل بمحل وجهه في عقلي ، لم أتوقع يوماً أبداً أن رجلاً آخر يأخذ مكانه اللعين في عقله ، أنت أنذل منه لأنك فعلت .
نظر لها بألم بينما دموعه قد خرجت فعلاً من عينيه ، ألهذه الدرجة كان غافلاً عن ألمها ؟ ألهذه الدرجة كان أنانياً و قد أعمته رغبته في أن تكون له عن حاجتها لرجل يتفهمها ؟ حضنها مستنشقاً رائحة شعرها برحيق الفرازلة ، غفل عن مقاومتها لكنفه ، لرغبتها إلى الهروب من دفء ذراعيه ، نطقت بحقد بعد أن فشلت أن تخرج من بين يديه .
ماريا : أنا أكرهك بقدر ما أكرهه هو ، ربما أكرهك أكثر حتى ، لن أسامحك على فعلتك مهما حييت ، و لن تنال مني العفو و لن أصفح عنك أبداً ، حتى لو أبقيتني زوجتك للأبد لن تأخذ مني شيء بإرادتي ، لن أمنحك يوماً حبي ، لن أمنحك السعادة و لا السكينة و لا الأطمئنان و لا الأمان ، لا شيء !
رفعها عن صدره و كوب وجهها بين يديه ، قبل جبينها بقوة ثم استرسل .
سوهو : أنا لست نادماً على ما فعلته ، أنا لم أستبيح حرماتك بل أنتِ حلالي الآن ، أنتِ زوجتي و أنا حتى لو ما أحببتيني طوال حياتي أنا لن أفرط بك أبداً ، لن أوفرك لغيري ، لن أتركك ، أنتِ زوجتي و ستبقي للأبد زوجتي ، وجودك بقربي يكفيني ، لن أطلب منك الحب أبداً .
عيناها بالفعل أدمعت مجدداً ، إذاً لا سبيل لأن تتحرر منه أبداً ، مسح دموعها بسرعة و نفى برأسه قائلاً .
سوهو : أنتِ حتى لو كرهتيني للأبد ، حتى لو لم تسامحيني يوماً ، حتى لو منعتيني من نعيم حبك ، سكينتك ، طمأنينتك ، أمانك ، و سعادتك ، و كل شيء ، أنا لا يهمني ، يهمني بقائك معي للأبد .
إبتعد عنها أثناء صمتها المُجحِف و أخرج من أجلها فستان آخر من الدولاب الذي قد جهزه لها مسبقاً ، ثم وضعه على السرير ليقول .
سوهو : معكِ ربع ساعة لتتجهزي و إلا دخلت عليكِ أنا و جعلتكِ تتجهزي على طريقتي .
خرج هو ثم سند ظهره على الباب مستمعاً إلى صوت بكائها المؤلم الذي يحرق فؤاده ، ألا يكفيها أنها تكوي فؤاده برفضها ؟ تبكي أيضاً و تدفع به من حافة الهواية إلى قاع الجحيم، نزلت دمعة من عينه قد حرقت قلبه ثم تحررت على خده بحرقة ، أنتظر ربع ساعة خلف الباب ثم دلف إليها ، وجدها تجلس على السرير متجهزة بالفستان ، تجلس بصمت و تنظر للأسفل ، أمسك كفها الناعم بكفه الغليظ ثم سحبها خلفه ، أركبها سيارته ثم صعد إلى جانبها و قاد الطريق .
دخل إلى حي القصور و دلف إلى أحد باحات القصور في الحي بسيارته ، أوقف السيارة ثم تنفس بعمق .
...........................................
تجلس على السرير بينما تحتضن قدميها إلى صدرها و تتوسدهن برأسها ، جسدها يرتجف بخفة و شهقات بكائها أصبحت تترك نخز مؤلم في صدرها ، فُتِح الباب بقوة ثم صُفِق بقوة ، إرتعدت أوصالها رعبتً عندما رأته يتقدم نحوها بهالة مُنهكة مبعثرة إلا أنه كان غاضباً غضب عارم مجنون .
رفعت يديها لتحمي وجهها منه تلقائياً حالما قابلها بجسده الضخم ، وضع صينية الطعام على الطاولة بجانب السرير ثم أمر بحدة متجاهلاً خوفها .
تشانيول : أخفضي يديكِ .
خرج صوت بكائها مجبرة لشدة ذعرها بينما يداها تحاوط رأسها أكثر ، أيأمرها أن تنزل يديها حتى ينال من ملامح وجهها ؟ ألا يكفيها الذعر الذي تعيشه بسببه ، أمر مرة أخرى بغضب بعد أن شددت ذراعيها حول رأسها.
تشانيول : أنزلي يديكِ قبل أن أكسرهما لكِ .
إرتجفت بخوف دون أن تستجيب لأمره فصرخ بها و قد نفذ صبره لتنتفض من مكانها خوفاً بينما هو أنزل يداها قصراً و بعنف آلمها .
تشانيول : قلتُ أنزلي يداكِ ، أم تحبين عصياني لهذه الدرجة ؟ ألا تفهمين ؟!
رفعت رأسها تنظر إلى وجهه بينما تبكي بصوت مرتفع خوفاً من هيبته المخيفة أمامها ، توسلته بنبرة بائسة تحن لها القلوب .
ميرسي أريانا : أرجوك يا تشانيول صدقني ، أنا لم أفعل شيء يسيء لك ، صدقني !
إرتفعت زاوية فمه بإبتسامة ساخرة لينطق بحدة .
تشانيول : تحاولين أن تُبدي بريئة و مسكينة بعينيّ حتى تتمكني مني و أحن عليكِ ، ما عادت توسلاتكِ ، رجواتكِ، دموعكِ، أو حتى خوفكِ يؤثر بي ، دموع التماسيح تلك أمسحيها.
شهقات باكية و علت صرخة مقهورة من بين دموعها .
ميرسي أريانا : ما عاد حزني يؤثر عليك ؟ تظنني خائنة ؟ لو أردت خيانتك لما أرتبطت بك، لما أصبحت زوجتك و لتسكعت مع الرجال كيفما أشاء وقتها لما كنت في مقام لتحاسبني على أفعالي .
لاحظت إحمراراً في عينيه يزداد توهجاً و إشتداد قبضته على بعضها حتى أصفرت مفاصله ، لكنها أكملت غير آبهة بغضبه و بنفس النبرة المقهورة .
ميرسي أريانا : لكنني فضلتك عن الجميع ، ارتبطت بك راغبة بك و هائمة بحبك ، لم أتزوجك لأخونك يا تشانيول.
صمت ساد لثواني قليلة حتى قطعه هو بصوت صفعة قوية من كفه على وجنتها و صوت صراخها الذي عجت به الحجرة ، أسقطت تلك الصفعة رأسها على السرير لتصرخ بعلو ، أمسك عضدها و رفعها جالسة أمامه بينما هي تبكي بقوة .
تشانيول : هذه من أجل لتسكعت مع الرجال كيفما أشاء .
علمت أنه سيتبع الصفعة الأولى بثانية أشد ألماً لذا إنتفضت من بين يديه تحاول الفرار ، لكنه صفعها صفعة أقوى من سابقتها شلّت أطرافها ، صرخت بعلو مرة أخرى بينما جسدها سقط مرة أخرى على السرير ، رفعها مجدداً و هدر بويل بينما هي تضع كفيها على وجنتيها .
تشانيول : و هذه لعلو صوتكِ بحضرتي.
قبض على شعرها و شده للأسفل و كأن قبضته كماشة تنتف شعرها من جذوره خارج فروة رأسها ، وضعت كفها فوق قبضته ثم توسلته بين شهقات بكائها المريرة قائلة .
ميرسي أريانا : و الله لم أخنك صدقني ، تأكد من صحتها أرجوك ، أنها مفبركة !
صرخ بها بغضب و أفلت شعرها بعنف آلمها دافعاً برأسها بعيداً عنه .
تشانيول : من له مصلحة ليفبرك مثل هذه الصور ؟
تراجعت سريعاً للخلف بينما ترفع يديها على وجهها تحميه منه ؛ لعلمها بأن تصريحها التالي قد ينهي حياتها على يديه فعلياً ، همست بلسان يرتجف و فكين يحتكا معاً بينما تنظر في عينيه الحمراوتين غضباً.
ميرسي أريانا : لقد كان يهاتفني رجل غريب لا أعرفه ، يقول لي أنه يحبني و أنه سيأخذني منك لأصبح له حتى لو بعد حين و مهما كلفه الأمر .
تراجعت للخلف سريعاً بينما تراقب نفور أعصابه الغاضبة و وجهه المقبوض ليهيج عليها كالمجنون بصفعات مؤلمة بينما يصرخ ب" خائنة ! كاذبة ! حقيرة ! " نال منها بصفعات كثيرة مبرحة و هي صراخها يعلو و تتوسله ليرحمها من عذابه ، لكن هيهات لها أن يهدأ ، فهو الآن أعمى البصيرة ، فاقد الوعي ، ما يحركه الغضب فقط .
خرج من الغرفة بعد أن سقطت مغمى عليها بين يديه ليصمت صوتها و تكتم توسلاتها ، لم يلقي عليها و لو نظرة عندما قام من على السرير الذي تنام عليه و خرج ، أغلق باب المنزل بإحكام ثم توجه لصديق له يعمل كمصور لصالح شركته ، سأله عن صحة الصور و طلب منه أن يبقى الأمر سراً ليقوم صديقه بفحص الصور على الحاسوب ، خرج من عند صديقه المصور بنتيجة أذهلته هو شخصياً .
...............................................
سلاااااام يا رفاق .
1. يا ترى ماذا ستفعل كريستين لإنقاض ماريا ؟ و هل ستنجح ؟
2. رأيكم بوضع سوهو و ماريا ؟ يا ترى هل سيتركها تذهب أم أنها ستسامحه ؟ أم تبقى معه مجبورة ؟ و رأيكم بقصة ماريا التي سببت لها وعكة نفسية ؟
3. رأيكم بجنون تشانيول ؟ و ما هي الحقيقة ؟ رأيكم بميرسي أريانا ؟
4. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للبارت القادم
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі